آخر 10 مشاركات
بخصوص رواية قبلة المموت … (الكاتـب : فجر عبدالعزيز - )           »          فرشاة وحشية ج1 من س تمرد وحشي-قلوب أحلام زائرة-للكاتبة: Nor BLack*مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Nor BLack - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          للقلب رأي أخر-قلوب أحلام زائرة-لدرة القلم::زهرة سوداء (سوسن رضوان)كاملة (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          المز الغامض بسلامته - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة Nor BLack *كاملة&الروابط* (الكاتـب : Nor BLack - )           »          246 - عروس تنتظر الدموع - جانيل دينسون (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          يوميات العبّادي .. * مميزة * (الكاتـب : العبادي - )           »          304 - عندما يخطيء القلب - ريبيكا ونترز (الكاتـب : عنووود - )           »          [تحميل] من عقب يُتمها صرت أبوها،للكاتبة/ حروف خرساء "سعودية" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree508Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-06-20, 03:48 AM   #171

نجمه فوق

? العضوٌ??? » 409123
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 315
?  نُقآطِيْ » نجمه فوق is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روايه رابعه ومشوق جميله


نجمه فوق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-20, 03:25 PM   #172

نجمه فوق

? العضوٌ??? » 409123
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 315
?  نُقآطِيْ » نجمه فوق is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نجمه فوق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-20, 12:21 AM   #173

fathimabrouk

? العضوٌ??? » 119937
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,479
?  نُقآطِيْ » fathimabrouk fathimabrouk fathimabrouk fathimabrouk fathimabrouk fathimabrouk fathimabrouk fathimabrouk fathimabrouk fathimabrouk fathimabrouk
افتراضي

hgv,hdm ydv ltj,pm ;dt djl tjpih

fathimabrouk غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-06-20, 12:15 AM   #174

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9 الفصل الأربعون



الفصل الأربعون



جلسا متقابلين على المقاعد المتاحة في الردهة بالمشفى بعد إيصــال "تميم" لذاك السمج الذي تعرض لحادث السير وتولي الطاقم الطبي مهمة التعامل مع حالته، لم تتركه "فيروزة" وظلت باقية تنتظر بتوترٍ نتائج فحص حالته، بالطبع اضطرت أن تهاتف رفيقتها "علا" لتطلعها على الأمر، لكونها أيضًا لا تعرف أصدقاء له أو حتى أي أقرباء سواها، نفخت في سأمٍ وهي تنظر لساعة هاتفها المحمول، مر الوقت بطيئًا عليها، وكانت في حالة قلقٍ واضحة، خشيت من وقوع الأسوأ. راقب "تميم" ما يصدر عنها بنظراتٍ حذرة آملاً ألا تمسك به وهو يتطلع إليها خلسة، كان على دراية بحدة طباعها، وعصبيتها الوشيكة، ناهيك عن تحفزها للانقضاض في التو على من يتجرأ عليها.

لاحظ الإرهــاق البادي على ملامحها، ما زال بها ذاك الشيء الغامض الذي يستحثه على النظر إليها دون ضجرٍ وفي صمتٍ لذيذ، حتى عيناها كانتا متعبتين، كل بضعة لحظات تفركهما بأناملها، تأهب في جلسته وقد نظرت إليه بغتةٍ لتسأله:

-في حاجة؟

تنحنح بخفوتٍ قبل أن يجيبها متعللاً:

-مكانش ليها لازمة تتعبي نفسك وتيجي، أنا بأعرف أتعامل في المواقف اللي زي دي و...

قاطعته وهي تشيح بوجهها للجانب:

-شكرًا.. كان لازم أجي، أنا أعرفه، بس إنت لأ.

ورغم إحراجها الواضح له إلا أنه لم ينزعج من صراحتها، لكن أغضبه اهتمامه الزائد بذلك الغريب الذي على ما يبدو لم تلتقِ به سوى بضعة مراتٍ ليستحوذ على ذلك القدر من قلقها، شعوره بالغيرة منه تعاظم بداخله، انصــرف عن التفكير في تصرفاتها معه حين أطل عليهما الطبيب، نهض واقفًا لينظر إليه، وقبل أن يبادر بالسؤال عن أحواله كانت "فيروزة" تتساءل بتلهفٍ:

-خير هو عامل إيه دلوقتي؟

كان "تميم" كالقابض على جمرٍ في راحته، كظم تلك الأحاسيس المنزعجة في صدره وحاول أن يبدو هادئًا، ما زال ذلك السؤال الغريب يلح عليه في رأسه، لماذا هو حانق هكذا بشأن اهتمامها بغيره؟ أليست غريبة عنه وأمرها لا يعنيه؟ كيف تنتابه تلك المشاعر المستاءة وتكاد تفتك بصدره؟ انتبه لسؤال الطبيب الروتيني المستفهم:

-إنتو قرايب المريض؟

تبادلت معه "فيروزة" نظرة مترددة قبل أن تعاود التحديق في وجه الطبيب لتجيبه:

-أيوه.. أنا أعرفه، وكلمت معارفه وهما في الطريق.

استفاض في شرح حالته موضحًا:

-عمومًا هو بخير، مافيش غير كسر في الساق، وهيتحط في الجبس لمدة شهر، مع شوية رضوض وكدمات طبعًا ده نتيجة الارتطام العنيف بالأرض، احنا عملناله أشعة مقطعية على المخ، والحمد لله مافيش ضرر.

تنهدت في ارتياحٍ وهي تجيبه:

-الحمدلله.

تابع الطبيب حديثه قائلاً:

-هو دلوقتي واخد مسكنات ونايم، وعلى الصبح هايكون فاق وتقدروا تتكلموا معاه.

هزت رأسها في تفهمٍ وهي ترد:

-تمام .. شكرًا يا دكتور.

قال مجاملاً قبل أن ينصرف:

-ربنا يطمنكم عليه.

ظلت "فيروزة" متسمرة في مكانها وقد بدت إلى حد ما شــاردة ومستغرقة في أفكارٍ تخصها .. حك "تميم" مؤخرة عنقه متسائلاً في اهتمامٍ، ونظراته مرتكزة عليها:

-أومال هتعملي إيه بعد كده؟

على ما يبدو أنها لم تنتبه له، صمتت مطولاً فلوح بيده أمام وجهها قائلاً:

-يا أبلة سمعاني؟

تقلصت تعبيراتها من حركته تلك، وعلقت بتهجمٍ:

-في إيه؟

تحدث من زاوية فمه قائلاً:

-بأقولك هو إنتي آ....

لم يتمكن للأسف من إتمام عبارته بسبب صياح رفيقتها المزعج:

-إيه الأخبار يا "فيروزة"؟

نظر لها في ضيقٍ وهي تلاحقها بأسئلتها:

-"آسر" عامل إيه دلوقتي؟ كويس ولا جراله إيه؟

ربتت على كتفها في رفقٍ، وأجابت بابتسامة صغيرة حتى تهدأها:

-اطمني يا "علا"، الدكتور لسه مخلص كلام معايا، وقالي حالته كويسة وتمام.

تنفست رفيقتها بعمقٍ لتزيح تلك الكتلة المقلقة الجاثمة على صدرها، وقالت بتضرعٍ وهي تضم قبضتيها معًا:

-الحمدلله يا رب.

غمغم "تميم" مع نفسه في سخطٍ:

-إيه المبالغة دي؟ هو داسه قطر وأنا معرفش؟!

بينما رفعت "فيروزة" أنظارها نحو أخيها الذي جاء بصحبتها، وسألته من تلقاء نفسها:

-إزيك يا "ماهر" بيه؟

سألها الأخير بصوتٍ جاد:

-إيه اللي حصله يا "فيروزة"؟

هزت كتفيها في عفوية وهي تجيبه:

-مش عارفة بالظبط، بس الظاهر إنه كان بيعدي الشارع وماخدش باله من العربيات، لأن شوفناه مرمي جمب الرصيف والناس حواليه.

حرك رأسه معقبًا عليها بلهجته شديدة الجدية:

-دلوقتي هنتكلم معاه ونفهم بالظبط إيه اللي حصل.

ردت عليه مشددة:

-لأ مش هاينفع، الدكتور قال على بكرة هنقدر نشوفه.

وضعت "علا" يدها على ذراع رفيقتها لتقول بنبرة ملتاعة، وعيناها تحبسان الدمع فيهما:

-كويس إنك كلمتينا.. أنا هاتجنن بصراحة عليه.

عضت "فيروزة" على شفتيها مبررة تصرفها في حرجٍ طفيف:

-ما هو أنا معرفش قرايب ليه، وبما إنه عارفكم فأكيد هتعرفوا تتعاملوا.

هزت رأسها في استحسانٍ وكأنها تشكرها على لجوئها إليها لمساعدته في أزمته المفاجأة، بينما تحولت كافة الأنظار إلى "تميم" الذي أشــار إلى وجوده حين استطرد هاتفًا:

-شدة وتزول.

ضاقت عينا "ماهر" بشكٍ وهو يسأله بما يشبه التعالي:

-هو إنت؟

لوح "تميم" بيده بحركة عسكرية مرحبًا بالضابط:

-مساءك فل يا باشا

قال باقتضابٍ وترفع:

-أهلاً..

أشــار "تميم" بيده إلى صدره متابعًا:

-أنا اللي لفحته على كتفه وجيبته هنا على فكرة.

التفتت "علا" نحوه لتشكره ببسمة متكلفة:

-ميرسي على تعبك.

رد عليها بفتورٍ:

-مافيش فيه حاجة خطيرة، هيعدي منها على خير يا أستاذة.

اكتفت بهزة خفيفة من رأسها قبل أن تنظر ناحية شقيقها لتطلب منه برجاءٍ كبير:

-عاوزين نطمن عليه ونشوفه يا "ماهر"، بليز خليهم يوافقوا ندخله.

استسلم أمام إلحاحها فقال على مضضٍ:

-حاضر.

شعرت "فيروزة" أن وجودها لم يعد مجديًا، بالإضافة إلى تأخرها كثيرًا في العودة إلى منزلها، وحتمًا ستقلق والدتها، لذا تشدقت قائلة:

-طيب أنا هستأذنكم هامشي دلوقتي، مش هاينفع أقعد أكتر من كده، وفي البيت قلقانين عليا.

ردت عليها "علا" وقد تفهمت أسبابها الشخصية:

-مش عارفة أقولك إيه يا "فيروزة"، وجودك فرق معاه حقيقي.

ابتسمت وهي ترد:

-ربنا يقومه بالسلامة.

اقترح عليها "ماهر" بلباقةٍ:

-تحبي أوصلك؟

اعتذرت بتهذيبٍ:

-المشوار مش بعيد ولا حاجة يا "ماهر" بيه، خليكوا إنتو مع الأستاذ "آسر"، وإن شاء الله يبقى كويس.

تضرعت "علا" مرددة في رجاءٍ:

-يا رب.

حافظت "فيروزة" على ابتسامتها المرسومة على شفتيها، وقالت:

-هاكلمك آخر النهار يا "لولو".

ردت وهي تومئ برأسها:

-أوكي.

تبادلت الاثنتان القبلات على الوجه لتعلق بعدها "فيروزة" حقيبتها على كتفها، اتجهت بخطواتٍ شبه سريعة إلى الدرج لتهبط عليه، ولكن استوقفها "تميم" الذي لاحقها مناديًا:

-يا أبلة..

استدارت لتنظر نحوه بوجومٍ:

-خير.

مرر يده على رأسه في ربكةٍ ظاهرة نسبيًا عليه، وقال مقترحًا عليها بأسلوب جاهد ليبدو لطيفًا للغاية:

-أنا رايح على الدكان، ممكن أوصلك في سكتي لو مش هيضايقك.

نظرت له بغرابةٍ قبل أن ترد معتذرة:

-شكرًا، هاركب من على أول الشارع.

وكأن برحيلها يصيبه فارغًا عجيبًا، فأصر عليها ممازحًا:

-يا ستي الطريق واحد، اعتبريني تاكسي لو ده يريحك.

التزمت برفضها، وعلقت عليه:

-مش هاينفع.. عن إذنك!

لم تتمهل في خطواتها وهي تهبط الدرجات سريعًا لتختفي من أمامه، تباطئ "تميم" في سيره مرددًا لنفسه بما يشبه المدح، وملامحها القريبة المليئة بالتفاصيل المشوقة قد باتت محفورة في ذاكرته:

-دماغك حجر .. بس بنت بلد وجدعة.

.................................................. .......................

على الأريكة المريحة أمام شاشة التلفاز العريضة جلست "خلود" بشرودٍ واجم تحدق بعينين غير مكترثتين المشاهد المتتابعة التي تُعرض أمامها، حادثتها خالتها لأكثر من مرة، وكأنها ترغب في مشاركتها التعليق على الأحداث، لكنها ظلت صامتة، تسرح في عالم خاصٍ بها، انتبهت لها "ونيسة" واعتدلت في جلستها لتسألها مباشرة، ونظراتها مثبتة عليها:

-مالك يا "خلود"؟ مضايقة من إيه؟

زفيرٌ مهموم خرج من جوفها قبل أن ترد باقتضابٍ:

-مافيش.

أثارت في نفسها الشكوك بردة فعلها الحزينةة التي تحمل الكثير من الدلالات المقلقة، لذا أصرت عليها علها تنجح في سبر أغوارها:

-إزاي مافيش؟ هو أنا عامية مش شايفة شاكلك عامل إزاي؟

نكست "خلود" رأسها لتبدو أكثر حزنًا، واستندت بوجهها على راحة يدها دون أن تنطق فتثير من فضول خالتها، تحركت الأخيرة من مكانها لتجلس إلى جوارها، مسحت برفقٍ على كتفها وجانب ذراعها، ثم قالت:

-قولي يا حبيبتي، في إيه اللي حصل؟

حاولت أن تستدعي عبراتها لتحجزها في محجريها وهي تجيبها:

-أنا حاسة إن "تميم" واخد جمب مني.

قطبت "ونيسة" جبينها متسائلة في قلقٍ:

-ليه بتقولي كده؟

استرسلت مستفيضة في توضيح أسباب استيائها:

-معرفش.. بس من ساعة ما جيت هنا وهو زي ما يكون مصدق، طول النهار برا، لا بيجي ياكل ولا حتى بيعدي يسأل عليا..

قصدت أن يظهر صوتها مختنقًا وهي تكمل شكواها:

-ويدوب لو جه يغير هدومه آخر يوم بينزل تاني على طول..

انفجرت باكية لتواصل حديثها بصعوبة فتقنع من يصغي إليها:

-ده أنا مابلحقش أشوفه ولا اتكلم معاه، زي ما أكون غريبة عنه، ده غير إنه قاصد يبات برا، وأنا زعلانة منه بصراحة، هو أنا مش مراته ومن حقي أقلق عليه؟!

ربتت مهونة عليها حزنها، وقالت بنبرة مواسية:

-يا عيني يا بنتي .. كل ده شيلاه في قلبك وساكتة.

أخفت عينيها الباكيتين عنها براحة يدها، وعللت بلؤمٍ:

-ما أنا خايفة اشتكي تزعلوا مني.

ردت عليها خالتها بحزمٍ، وقد بدت داعمة لها:

-لا مالوش حق، إنتي مراته مش حد غريب، أنا هاكلم عمك "بدير" وهاخليه يشد عليه.

رفعت أنظارها نحوها، ثم ادعت النحيب وهي ترجوها بأسلوبٍ ماكر خبيث:

-لأ بلاش يا خالتي، "تميم" يزعل مني إكمني اتفكيت معاكي بكلمتين.

ابتسمت تقول عن ثقة وقد سقطت بسذاجةٍ في فخها البسيط:

-متخافيش، مش هاجيبله سيرة، أنا أمه وليا لي كلام معاه، والليلة هايكون في حضنك.

على الفور احتضنتها في امتنانٍ زائف وهي تشكرها:

-ربنا ما يحرمني منك يا خالتي.

تراجعت عنها الأخيرة لتنظر إليها وهي تكفكف عبراتها، ثم قالت بوداعةٍ:

-ده إنتي غالية عندي..

وربتت على كتفها مجددًا قبل أ، تداعبها في ودٍ:

-شوفي الضحكة نورت في وشك إزاي.. ربنا ما يجعلها تفارقك

تنهدت معقبة عليها:

-يا رب يا خالتي.. يا رب.

.................................................. ................

أتت شكواها بنتائجها المرجوة، فحين حل المســاء، كان "تميم" عائدًا بصحبة أبيه إلى منزل الأخير ليقضي ساعات الليل به، بالطبع تلقى توبيخًا لا بأس به من أبويه، ولم يبرر لهما تصرفه في الانزواء عن زوجته، كان كعادته يُبقي ما يخصه سرًا لا يبوح به لكائنٍ من كان .. ولج إلى غرفته بتباطؤٍ، أزاح سترته عنه وأسندها على المِشْجب ليلتفت نحو زوجته التي باغتته باحتضانه وضمه إليها، بدا كالصنم للحظة من المفاجأة غير المرغوبة، لم يحاول حتى محاوطتها، تجمد في مكانه وهي تقول له باشتياقٍ:

-وحشني حضنك أوي.

أبعدها عنه برفقٍ ليقول ببرودٍ واضح في نبرته ونظراته إليها:

-أنا لسه ماصفتش من ناحيتك.

غالبت غيظها من قساوته، وسألته بنبرة مستكينة تدعي من خلالها براءتها:

-وهو أنا غلطت في إيه يا حبيبي؟

أجابها بما يشبه الهجوم:

-إنك تخبي عليا حاجة ولا تستغفلني ده أنا مقبلوش!!!!

عادت لتضمه، واستندت برأسها على صدره معتذرة منه بصوتها النادم:

-حقك عليا، أنا عمري ما أقدر أزعلك، إنت حبيبي وبس.

مل "تميم" من سماع مثل تلك العبارات المستهلكة، خاصة أنها لم تكن تلامس مشاعره، ولم يصل مضمونها الصادق إليه، أزاح ذراعيها عن جسده وتحرك نحو الدولاب ليأتي بملابسه، تبعته مختلقة المزيد من الأكاذيب:

-إنت عارف "هيثم" أخويا، مستهتر ومابيهموش حد، وإنت أكيد اتكلمت مع أمي وقالتلك على عمايله، أنا نفسي حاله يتصلح.

دمدم مع نفسه بصوت خفيض ظن أنها لن تسمعه:

-ما جايز تكونوا مطبخينها سوا، الله أعلم بنواياكم!

انقبض قلبها مما التقطته أذناها، ورددت والخوف يكسو تعبيراتها:

-نعم.. مش فهماك؟

التفت ليواجهها قائلاً، وتلك النظرة المتشككة تملأ حدقتيه:

-شوفي أخوكي فيه كل العبر، بس سكة المنشطات دي غريبة عليه، ومالوش فيها.

لعقت شفتيها، واستطردت مدافعة عن كذبتها:

-إنت.. بتقول إيه؟ يعني .. أنا هاكدب؟

لوى ثغره مرددًا بجمودٍ:

-الله أعلم..

وحدث نفسه في شكٍ دون أن يبعد نظراته النافذة عن وجهها المرتبك في تعبيراته:

-مسيرى هسأله في مرة.

استندت "خلود" بيدها على ضلفة الدولاب وقد شعرت بدوارٍ عجيب يلف رأسها، ترنحت في وقفتها، وقالت وهي تضع يدها على جبينها:

-مش عارفة مالي.. أنا دايخة كده.

علق "تميم" في تهكمٍ وهو يبتعد عنها:

-ما إنتي كنتي زي القردة من شوية.

ردت بأنفاس مضطربة، وهي بالكاد تحاول الوقوف ثابتة:

-لأ.. مش قادرة أقف على حيلي.

دقق النظر في هيئتها، لم تكن طبيعية بالمرة، عاد إليها وعاونها على السير ليمددها على الفراش، تأوهت أكثر من التعب، ألقى نظرة حائرة عليها، ثم قال:

-استني أشوفلك برشام ولا حاجة في الدرج.

فتح الكومود الملاصق لفراشه فوقعت عيناه على منديل الرأس والمشبكين، تلبك بشكلٍ متوترٍ وأغلقه على الفور، سلط أنظاره القلقة على زوجته المستلقية في حالة من الإعياء محدثًا نفسه:

-دي لو شافتهم هتقلبها حريقة.

تنحنح يقول لها:

-مافيش هنا، أنا هاطلع أشوفلك دواء يناسبك عند أمي.

ردت بوهنٍ وبصدر متهدجٍ:

-ماشي.. يا حبيبي.

خرج "تميم" من الغرفة و"خلود" تتطلع إليه بنصف عين، وما إن اختفى حتى اتسعت حدقتاها وزفرت كتلة من الهواء دفعة واحدة، وكأنها تخلص من شيء يجثم على أنفاسها، تحسست وجهها المتعرق بعرقه البارد قائلة بصوتٍ خفيض:

-كنت هاتكشف.. ربنا عداها على خير.

.................................................. ...........

لليوم الثاني على التوالي، ولم تظهر على الساحة، اكتفت بمكالمة عادية لرفيقتها لتطمئن منها على وضعه دون القيام بأي زيارة استثنائية له مبررة بأنها المسئولة حاليًا عن إدارة المحل في غياب صاحبته التي تفرغت للبقاء بجواره.. ظهرت علامات الإحباط واضحة على وجه "آسر"، ورغم تعافيه قليلاً إلا أن انزعاجه كان واضحًا، حاولت "علا" تسليته، فاقترحت عليه:

-تحب أجيبلك شطرنج؟ أنا عارفة إنك بتحب تلعبه، أنا ممكن أغلبك كمان و..

قاطعها في فتورٍ:

-لا ماليش مزاج.. أنا عاوز أفضل كده.

ضمت شفتيها بيأسٍ وصمتت لتراقبه في صمتٍ، حملق "آسر" في الفراغ مستعيدًا في ذاكرته مشهد تشجع قليلاً ليسألها بأسلوب مراوغ:

-مافيش حد سأل عليا؟

هزت رأسها بالنفي وهي ترد:

-لأ..

ابتسم قائلاً بما يشبه المزاح:

-صاحبتك مش جدعة على فكرة، مفكرتش تيجي تزورني مرة، كإنها مصدقت خلصت مني.

أوضحت له بعفويةٍ:

-غصب عنها، هي شايلة الشغل كله مكاني، وأنا مابروحش خالص، بس كذا مرة اتصلت تسأل عليك.

انتبه لجملتها الأخيرة فتأهبت حواسه، وسألها بتلهفٍ:

-بجد؟ سألت عليا؟

ردت مبتسمة في رقةٍ:

-أيوه..

ثم عمدت إلى تغيير مجرى الحوار، وسألته:

-قولي مش عطشان؟ أجيبلك عصير؟ في نكهات كتير هنا.

تنهد معلقًا بحماسٍ:

-شوفي اللي يعجبك، أنا راضي بيه.

أحست "علا" بفيضٍ من السعادة يتسلل إليها لاستجابته لطلبها بأسلوبه المعتاد الذي يجذبها دومًا إليه .. لم تعلم أن حماسه الغريب راجعًا لاهتمامه بـ "فيروزة"، تلك التي شغلت تفكيره أكثر مما مضى بإنقاذها لحياته.

.................................................. ...............

بعينين طامعتين يملأهما الشره والجشع حدقت "حمدية" في صواني الطعام المعبأة بالأطباق الشهية وهي تتجه نحو بناية عائلة "سلطان"، زمت "حمدية" شفتيها لأكثر من مرة ولعابها يكاد يسيل طمعًا في الاستحواذ على كل تلك الخيرات، مالت برأسها على زوجها ليبدو صوتها قريبًا من أذنه وهي تقول بحقدٍ:

-باين عليهم صارفين ومكلفين، شايف الأكل يا "خليل".

جاب زوجها بنظراته على الأوجه المألوفة المتراصة على المقاعد الخشبية حول المدخل في تجمعات بشرية ليرد عليها بانتشاءٍ:

-اللهم صلي على النبي، لأ وكبار التجار منورين كمان..

انخفضت نبرته محدثًا نفسه بنوعٍ من التفاخر:

-وقريب هابقى قاعد معاهم ومنهم لما نوضب الدكان وأتعرف عليهم.

توقفت "حمدية" عن السير لتخبره بما يشبه الأوامر:

-طيب أنا هاطلع مع الحريم فوق وإنت خلي العيال معاك بدل ما يلبخوني.

هتف معترضًا بنبرة متذمرة:

-بس دول هيصدعوا دماغي.

زجرته قائلة بصوتٍ خافت وبضيقٍ وهي تكز على أسنانه:

-يا خويا بأقولك عشان أعرف أعبي الأكل براحتي، إنت مش واخد بالك من الهلومة دي ولا إيه؟!

رد على مضضٍ وهو يحك رأسه:

-طيب.

نظرت "حمدية" من خلف كتف زوجها لتأمر أخته بنبرة مهتمة:

-مدي رجليكي شوية يا "آمنة"، هنتأخر على الجماعة.

لوحت لها الأخيرة بذراعها مرددة بابتسامتها الودودة:

-أنا وراكي أهوو.

نفخت "فيروزة" معلقة بقليلٍ من السخط:

-هي مستعجلة على إيه؟

مازحتها "همسة" بضحكة حذرة:

-تكونش نسايبها واحنا منعرفش!

أضافت توأمتها ساخرة منها بأسلوبها المتهكم:

-هي مرات خالك كده، تحب تتحشر في اللي مالهاش فيه، وفي الآخر بتاخد على دماغها لما تتزنق.

أخفضت "همسة" من صوتها لتقول:

-طب أقولك تلاقيها جاية مخصوص عشان تاكل وتلغ.

ردت عليها مؤيدة إياها في الرأي:

-أيوه، وتعبي في شنطتها، هي عادتها ولا هتشتريها.

استمعت "آمنة" إلى ثرثرتهما الخافتة فنهرتهما محذرة:

-بطلوا يا بنات بدل ما تسمعكم

كتمت الاثنتان ضحكاتهما العابثة ولحقتا بوالدتهما لتصعد ثلاثتهن الدرجات على مهلٍ حتى وصلن إلى منزل "بدير" .. استقبلت "ونيسة" ضيفاتها فاتحة ذراعيها في الهواء، وهي تردد بصوتها المهلل:

-يا مراحب بالغاليين.

مدت "حمدية" يدها لمصافحتها، وقالت بعشمٍ مبالغ فيه:

-مبروك يا حاجة "ونيسة" يتربى في عزكم، وربنا كأنه ابننا بالظبط، ده احنا من ساعة ما سمعنا الخبر واحنا الفرحة مش سيعانا.

جاملتها في الرد هاتفة:

-الله يبارك فيكي، تعالي عشان تسلمي على أم العريس.

ربتت على ذراعها في لطفٍ وهي تقول بضحكة مفتعلة:

-طبعًا، دي الغالية أم الغالي، عريسنا الصغير.

ثم أسرعت في خطواتها لتقدم التهنئة لـ "هاجر"، وقفت "آمنة" عند أعتاب باب المنزل تقوم بدورها في المباركة، ابتسمت مستطردة حديثها معها:

-إزيك يا حاجة، ربنا يبارك في الحفيد الصغير.

انحنت عليها "ونيسة" لتقبلها من خديها بعشرات القبلات المتتابعة قبل أن تشكرها:

-الله يبارك فيكي، وعقبال ما تفرحي بالبنات وعوضهم.

هزت رأسها معقبة:

-إن شاء الله.

قدمت كلاً من "فيروزة" و"همسة" مباركاتهما لها قبل أن تستقر الاثنتان بجوار والدتهما على المقاعد الشاغرة .. توالى دخول البقية ملقين التحيات والتهنئات ليبدأ بعدها الحفل المعتاد بترديد أغاني السبوع الشهيرة بواسطة فرقة شعبية ملأت الأجواء صخبًا وحماسة .. بعد ما يزيد عن نصف الساعة هدأت الضوضاء لتبدأ "ونيسة" وقريباتها في توزيع الحلوى والفول السوداني على الحضور كتقليد متبع عند الاحتفاء بالمولود الجديد .. انتظرت "حمدية" ريثما اقتربت منها صاحبة المنزل لتسألها بوقاحة ودون أدنى تمهيد:

-بأقولك إيه يا حبيبتي؟ عاوزين كده نبص على الشقة اللي هتتجوز فيها عروستنا، مش بردك هي هنا في العمارة؟

ورغم استغرابها من طلبها الذي لا يعد مناسبًا في مثل هذا الظرف العائلي إلا أنها ردت بتهذيبٍ:

-أيوه .. إديني لحظة أقول للحاج "بدير" يجيبلي المفتاح.

سألتها "حمدية" مستفهمة وقد ضاقت نظراتها:

-هو إنتي مش معاكي نسخة؟

جاوبتها بالنفي وموضحة أيضًا:

-لأ، هو اللي متولي موضوع الشقة من الألف للياء .. مش كان متفق معاكو على كده؟!

رفعت "حمدية" حاجبها للأعلى، وأضافت بوقاحةٍ سمجة:

-طب احنا كمان عاوزين نسخة.. يعني العروسة محتاجة تطل كل شوية عليها تشوف ناقص إيه وتحطه، مش معقول في الراحة والجاية هنعدي عليكم.. زدي حقها بردك! ولا أنا غلطانة؟!

استنكرت "ونيسة" طريقتها المبتذلة في التوضيح، وردت بوجهٍ عابس:

-ماهي بتاعتها، محدش قال غير كده.

قالت "حمدية" مُلطفة حين لاحظت تبدل تعبيراتها للضيق:

-أنا مش عاوزاكي تضيقي مني يا حاجة، ده إنتي على راسي من فوق والله...

ثم سحبتها من ذراعها بعيدًا عن الضوضاء والأعين المراقبة لها لتهمس بمكرٍ مخادع:

-بس هاعمل إيه أخت جوزي عمالة تزن عليا، وأنا الصراحة محروجة منك وفي نص هدومي.

هزت رأسها في تفهمٍ دون أن تنطق، بينما ابتسمت لها الأولى قائلة بخبثٍ:

-تعيشي يا حاجة، وعقبال ما نفرح بعوض المعلم "تميم".

ردت مجاملة باقتضابٍ:

-يا رب.

نظرت "فيروزة" شزرًا إلى تلك السمجة التي تتطفل بلا داعي فيما يخص شئون عائلتها، وانزعجت أكثر حين رأتها تنفرد بمضيفتهن، تمتمت بضيقٍ معكوسٍ على قسماتها المشدودة:

-الولية دي إيه اللي حاشرها معانا، مش فاهمة بصراحة، لولا الفضايح كنت قومت اتخانقت معاها.

قالت "همسة" بصوتٍ خفيض محاولة تهدأتها:

-كبري دماغك منها، هي حابة تعمل نمرة قصادهم، ما إنتي عارفاها، ماتستهلش إننا نسأل فيها، دي تلاقيها متغاظة مني عشان موضوع السلسلة.

نفخت عاليًا وباستياءٍ ضجر منها، انتبهت "فيروزة" لتلك الاهتزازة في حقيبتها، فتحتها لتخرج منها هاتفها المحمول، نظرت إلى شاشته فوجدت اسم رفيقتها يحتله، نهضت واقفة ووضعت حقيبتها مكانها لتقول بوجهٍ جاد في تعبيراته:

-ثواني هاشوف "علا" بتتصل، هاطلع أكلمها من برا.

أومأت "همسة" برأسها:

-طيب يا "فيرو".

بحثت وسط الزحام المتزايد في المنزل عن منفذٍ يمكنها من الخروج، لكن بدا الطريق مسدودًا بسبب المقاعد الكثيرة المتراصة حتى المدخل، التفتت تبحث عن مخرجٍ آخر لها، فلمحت الردهة، اتجهت إلى هناك لتقف عند بقعة شبه خالية من الضيوف، وقبل أن تجيب على الاتصــال بدأت الفرقة الشعبية تشدو أغانيها من جديد مما أفسد عليها الفرصة لسماع الطرف الآخر بوضوح، تابعت سيرها في الردهة الطويلة حتى نهايتها عند غرفة ما بابها موارب، سدت أذنها بيدٍ، ووضعت الهاتف على الأذن الأخرى تُجيبها بعبارات متلاحقة:

-ألو.. أيوه يا "علا" معلش يا حبيبتي مش عارفة أسمعك كويس، أنا برا مع آ...

بترت عبارتها وقد اعتلى تعبيراتها صدمة كبيرة، ثم قالت في ذهولٍ:

-أستاذ "آسر"؟

وعلى ما يبدو أنها لم تدرك وجودها بالقرب من غرفة الجد "سلطان" حيث كان حفيده بالداخل معه يدثره في فراشه بعد أن قضى الأول بعض الوقت بالخارج مستقبلاً المهنئين مع ابنه ليتمكن منه التعب فيستأذن ليستريح .. فتح "تميم" باب الغرفة على مصرعيه ليتفاجأ بها قبالته، خفقة كالصاعقة ضربت قلبه وانتشر كامل تأثيرها في كيانه، ابتسمت شفتاه تلقائيًا، ولمعت عيناه بشكلٍ عجيب، ما لبث أن اختفى ذلك في لحظة وقد التقطت أذناه اسم هذا اللزج تردده، وبكل ما اعتراه من مشاعر مغتاظة اندفعت بغتةٍ لتغزي عروقه تجرأ ونادها مجردة من أي ألقــــاب:

-"فيـــروزة" ................................................ !!

.................................................. ...................




منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 06-06-20, 02:11 AM   #175

Romance 18

? العضوٌ??? » 400619
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 437
?  نُقآطِيْ » Romance 18 is on a distinguished road
افتراضي

ايه الولية الحشرية دي
يا حمدية اتهدي اتهدت عليكي حيطة انشاءالله.
ايه ما بتخلصش . ربنا ياخد بحق البنات منها .
آسر دا بجد مش عارفة اوصفو بصراحة . بس ربنا يقومو بالسلامة
أما تميييم آه على تميييم . علاقته بخلود مكنش لازم تبتدي أصلا عشان هو مكنش بيحبها و هي دخلها الشك و هو اكبر مدمر لأي علاقة مهما كانت متماسكة .
فيروزة حرقتها على ما يفعل خالها و زوجته فيهم و ايضا كل ما مر عليهم جعلها متحفزة اكثر من اللازم لحماية عائلتها الصغيرة . لكنها بنت بلد صحيح كما يقال. تعرف الاصول و تحترم نفسها .
شكرااااااا كثيييير على مجهودك في الرواااية و بانتظار التتمة ان شاءالله.
موفقة باذن الله لك مني اجمل تحية.


Romance 18 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-20, 07:52 PM   #176

raja malak

? العضوٌ??? » 448048
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 110
?  نُقآطِيْ » raja malak is on a distinguished road
افتراضي

وين الفصل التاسع والعاشر

raja malak غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-20, 05:02 AM   #177

nmnooomh

? العضوٌ??? » 314998
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 486
?  نُقآطِيْ » nmnooomh is on a distinguished road
افتراضي

متى تطيح فيروزه بدباديبه
وتنكشف خلود كنت احترمها اول لكن الان تبخر مع عمايلها ودبايرها


nmnooomh متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-20, 12:06 AM   #178

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9 الفصل الحادي والأربعون

القراء الأحباء .. باعتذر عن تأخري في نشر الفصل الأسبوع الماضي، أخي استعار اللاب توب لإتمام بعض الأبحاث المتعلقة بدراسته .. ولم اتمكن من النشر في الموعد ..


الفصل الحادي والأربعون


على ما يبدو أنها لم تنتبه إلى صوته المنادي باسمها مجردًا من أي ألقابٍ بسبب الضوضاء الصاخبة المحيطة بها مما منح "تميم" الفرصة لتدارك نفسه قبل أن يحدث ما لا يُحمد عقباه مع شخصية مندفعة مثلها، في حين استغرقت "فيروزة" في مكالمتها غير المريحة محاولة الإصغاء لصوت الطرف الآخر مما اضطره –وبناءً على رغبة ملحة بداخله- للتجرأ قليلاً والنقر بإصبعه على كتفها الأيمن لتشعر بتلك اللمسة الغريبة عليها، ربما لم يكن ليفعل ذلك مُطلقًا لولا سماعه لاسم هذا الكائن اللزج ينطلق من بين شفتيها، استشاط غضبًا وكأن بينهما عداوة غير مفهومة، استدارت كليًا للخلف لتتفاجأ به واقفًا ورائها، سريعًا ما احتل قسماتها الضيق، تحفزت لاختلاق المشاكل معه، وسألته بتلقائيةٍ:

-إنت بتعمل إيه هنا؟

ابتسم لرؤيتها محدقة به، وأجابها ببساطة، وبنبرة أقرب للمزاح:

-على حد علمي ده بيت أبويا.

تذكرت "فيروزة" أين هي، وشعرت بالحرج الشديد، ابتلعت ريقها ورددت معتذرة منه:

-سوري .. مخدتش بالي...

كذلك انتبهت أيضًا للمكالمة الدائرة مع "آسر" فأشارت بسبابتها لـ"تميم"، وأضافت:

-لحظة كده.

حافظ الأخير على ابتسامته اللطيفة مرسومة على محياه إلى أن استطردت قائلة بشكلٍ آلي:

-حمدلله على السلامة يا أستاذ "آسر"، مش هاينفع أتكلم مع حضرتك، لا الوقت ولا المكان مناسبين لده، بس دعواتي ليك بالشفاء، سلامو عليكم.

أحس "تميم" بالارتياح لأسلوبها الجاف في التعامل معه، وكأن كلماتها الجامدة قد أثلجت صدره، نظرت إليه مجددًا في استغراب حائر، بدا مستمتعًا على عكس طبيعته، انتبه لنظراتها الفضولية، واقترح عليها وتلك الابتسامة البلهاء تشكلت على ثغره:

-لو عاوزة تتكلمي براحتك فأوضتي القديمة هناك، مافيهاش حد وتقدري تاخدي راحتك.

لوحت بهاتفها المحمول أمام وجهه لتقول حاسمة الأمر:

-شكرًا.. المكالمة خلصت.

من تلقاء نفسه علق ساخرًا:

-أحسن برضوه.

لم تفهم كلماته المبرطمة فسألته وقد انعقد حاجباها:

-بتقول حاجة؟

حك جبينه قائلاً بأسلوب مموه:

-بأقول إن الطريق من هنا عشان ماتهويش.

هزت رأسها في تفهمٍ وهي ترد:

-أها.. شكرًا.

انتظر في مكانه ونظراته ترافقها إلى حيث اتجهت، خرج من صدره تنهيدة بطيئة مليئة بمشاعر أصبحت من طقوسه المميزة حين يراها، تحفز في وقفته وانتصب كتفاه حين سمع والدته تناديه عاليًا:

-"تميم"! تعالى عاوزاك.

اقترب منها متسائلاً، وعيناه تبحثان في خلسة عن "فيروزة" بين الحضور:

-خير يامه؟

أمسكت به "ونيسة" من ذراعه واشرأبت بعنقها للأعلى لتهمس له في أذنه بنبرة آمرة:

-انزل لأبوك قوله يجيب مفتاح الشقة اللي فوق، نسايب "هيثم" عاوزين يشوفوها.

توقف عن الدوران بعينيه حين حدد مكان جلوس "فيروزة"، عادت الابتسامة لتشرق على تعابيره وهو يرد:

-طيب.. هنزله.

ألقى "تميم" نظرة أخيرة عليها لينصرف بعدها لينفذ ما أملته عليه والدته من طلبات، بينما مالت "همسة" على توأمتها تسألها في اهتمامٍ بعد أن هدأت الضوضاء قليلاً:

-في حاجة مهمة حصلت مع "علا"؟

ردت نافية:

-لأ يا "همسة".

-أومال اتأخرتي ليه؟

أجابتها باقتضابٍ:

-هابقى أحكيلك لما نروح البيت.

هزت رأسها في تفهمٍ:

-ماشي.

.................................................. ....

على الجانب الآخر، وبداخل المطبخ المزدحم بعشرات الصحون المليئة ببقايا الطعام والتي تم تجميعها في الحوض لغسلها لاحقًا بعد جمع الأوساخ في القمامة جلست "خلود" في حالة من الإعياءِ وإلى جوارها والدتها تمسح على ظهرها برفقٍ، حاولت الأولى رفع رأسها المحني للنظر إليها، لكن ظل ذاك الدوار المزعج ملازمًا لها مما أجبرها على تنكيس رأسها أغلب الوقت، تحسست بيدها بشرتها، وهتفت شاكية:

-مش قادرة يامه، من الصبح بطني قالبة عليا.

سألتها "بثينة" بجديةٍ:

-كلتي إيه؟

التقطت أنفاسها بصعوبة لتهبط من إحساس الغثيان الذي يعتريها، وجاوبتها نافية:

-ولا الهوا..

تأوهت من الألم، وتابعت القول:

-شكلي خدت برد.

نهضت والدتها لتتجه للدواليب الخاصة بأدوات المطبخ باحثة عن أعشاب ما في داخل البرطمانات المتراصة به، وقالت بنوعٍ من التبرم:

-دلوقتي اعملك حاجة سخنة تهدي معدتك، ما إنتي يا حبة عيني مفحوتة معاهم، إياكش يقدروا!

شعرت "خلود" أنها على وشك التقيؤ من تلك الرائحة النفاذة التي تزعج أنفها وتزيد من تحفيز تقلصات معدتها، عبرت عما ينتابها من تقلبات غريبة قائلة:

-في ريحة كده غريبة .. مخلياني كده قرفانة.

انتصبت "بثينة" في وقفتها بعد أن تركت ما في يدها لتستدير نحوها، دنت منها متسائلة في لؤمٍ وقد انخفضت نبرتها:

-لأحسن يا بت تكوني آ....

بترت عبارتها عن عِمد ليتفقه ذهن ابنتها لما ترمي إليه من كلمات مقتضبة ذات دلالات صريحة غير قابلة للتشكيك، برقت عينا "خلود"، وهمست بقلبٍ يدق في توترٍ:

-قصدك إنه حصل يامه؟

ظهرت ابتسامتها من خلف تلك الضحكة الماكرة وهي تؤكد لها:

-مش بعيد، كل كلامك يتفهم كده.

خفق قلبها بشدة وقد راقتها الفكرة كثيرًا، قبضت "بثينة" عن رسغها مشددة عليها بلهجة لا تقبل بالهزل وقد غامت نظراتها:

-بأقولك إيه إخفي على الخبر ماجور لحد ما نتأكد، واللي يسألك قوليله كلتي حاجة قلبت معدتك.

سألتها باسترابةٍ:

-ليه؟

أجابتها بنفاذ صبرٍ:

-عاوزانا نعمل هوليلة على الفاضي، ويطلع في الآخر مافيش حاجة، لازم نتأكد وبعد كده نرمي الخبر زي القنبلة.

هزت رأسها توافقها الرأي وهي ترد:

-حاضر يامه.

تابعت قائلة بصوتها الخافت، وكأنها تملي عليها أوامرها:

-ومن بكرة الصبح هعدي أخدك نعمل تحليل.

-طيب

قالتها وهي تعتدل في جلستها على المقعد، ناولتها والدتها كوبًا من الماء لترتشفه، وحذرتها مشيرة بنظراتها:

-وإنتي ماتخليش المحروس يقرب منك لحد ما نطمن.

تقلصت تعبيراتها بقليلٍ من الانزعاج، وتساءلت في ضيقٍ رافضة إطاعتها في مسألة علاقتها الحميمية بزوجها:

-ولو سألني؟ وكان عاوز آ.....

قاطعتها بفظاظة حاسمة المسألة عليها:

-ياختي حوش حوش كان مغرقك بحبه، ده ما هيصدق يا ادلعدي إنه يخلع.

وكأنها لامست وترًا حساسًا في علاقتها به، غلف وجهها تعابيرًا غاضبة، وردت بحزنٍ غطى صوتها:

-الله يامه، إنتي هتعتتي (توبخ) جتتي!

قالت لها بجمودٍ:

-لأ ياختي، عاوزة مصلحتك..

ثم ركزت أنظارها عليها لتتابع بنبرة أقلقتها:

-اسمعي كلامي وإنتي هتكسبي، غير كده هتخسري، وساعتها هتجيلي أصلحلك اللي فات.

لم يكن أمامها بدًا من الاعتراض أمام تعليماتها الواضحة، اضطرت أن ترضخ لها وتنفذ ما طلبته على غير رضا منها.

.................................................. ...

لمحه وهو يصطف بسيارته النصف نقل على مسافة قريبة من الحشد المرابط أمام مدخل البناية، لوح بذراعه لبعض المهنئين الذين قدموا لمباركة المولود الجديد .. لحظاتٍ واتجه "تميم" إلى ابن خالته وقد حصل على مفتاح المنزل من والده، انتظره حتى أوقف المحرك وترجل من السيارة ليسأله باهتمامٍ:

-إتأخرت ليه يا "هيثم"؟

أجابه مسترسلاً في الإيضاح بعد أن أوصد الباب:

-كان في شوية عكوسات في التوريد في المينا، بس ظبطت الدنيا.

أثنى عليه قائلاً وهو يربت على كتفه:

-الله ينور.

سأله "هيثم" مبتسمًا:

-السبوع خلص ولا إيه؟

رد نافيًا:

-لأ .. لسه شغال ..

ثم مد يده بالمفتاح ليقول له:

-خد المفتاح واطلع لنسايبك وريهم الشقة.

أشرق وجهه المرهق وهو يسأله بسعادة غريبة كست كامل ملامحه:

-هما جوم؟

تعجب من تبدل أحواله، ورد مشيرًا بيده:

-من بدري.

هندم "هيثم" من هيئته ليتأكد من ضبط ثيابه عليه، وقال بحماسٍ أكبر وقد همَّ بالتحرك:

-طيب هاطلعلهم على طول.

-ماشي

قالها وهو يستدير ليتبعه بخطواتٍ متهادية وهو ما زال متعجبًا من تأثير الوقوع في العشق عليه، إن لم يكن يعرف "هيثم" جيدًا لظن أنه يخادعه، ولكن إحقاقًا للحق خلال الفترة المنصرمة أظهر تغييرًا جذريًا في شخصيته المستهترة ليتحول للنقيض، أيمكن أن يفعل الحب المستحيل؟

.................................................. ....

عبأت حقيبتها بما استطاعت حمله من أطعمة شهية حتى لم تعد قادرة على غلق سحابها، ابتسمت "حمدية" لفسها في انتشاء لكونها قد اختارت تلك الحقيبة الجلدية المتسعة لتستخدمها خلال الحفل، استعانت أيضًا بحقيبة بلاستيكة سوداء وضعت بها الحلوى والفول السوداني متعللة أنهم لصغارها الأبرياء، ولم تبخل عليها مضيفتها في منحها المزيد حتى تألمت عضلات ذراعيها من حجم الثقل الذي تحمله، ورغم الوزن الزائد أصرت على الصعود للطابق العلوي لتتفقد المنزل مع البقية، ارتفع حاجباها للأعلى في اندهاش من مساحة المنزل المتسعة، حاولت أن تخفي غيرتها بوضع قناع الجمود، لكن بقيت نظراتها الحاقدة ظاهرة عليها، غمغم مع نفسها في غيظٍ:

-يا بنت المحظوظة، كلي دي هتبقى بتاعتك.

تساءل "هيثم" عن الانطباع الأولي لما أجراه من تعديلات وهو يراقب ردة فعل خطيبته:

-إيه رأيك؟

وبنظراتٍ متأففة متعالية بادرت "حمدية" بالرد:

-مش بطال.

صححت "همسة" على الفور ببسمة رقيقة:

-ماشاء الله جميلة.

بينما احتدت نظرات "فيروزة" نحوها، لم تحبذ أبدًا وجودها المستفز، ناهيك عن تعليقاتها السخيفة المحبطة، حاولت قدر المستطاع تجاهلها حتى لا تتسبب في إفساد الوضع، لتبقى على الحياد كما اختارت إلا إن تطلب الأمر تدخلها، تجولت في أرجاء الشقة متفقدة غرفها، في حين تولى "هيثم" مهمة شرح ما تم إجرائه من تعديلات مؤخرًا فيها، فقال بصوتٍ مرتفع نسبيًا مستخدمًا يده في الإشارة:

-النجارين غيروا حلقان الأبواب والشبابيك، وخدوا مقاسات الشبابيك الجديدة وهيدهنوا ويكونوا جاهزين كمان كام يوم.

ردت "همسة" تجامله:

-تمام .. تسلم على تعبك.

وأيدتها والدتها الرأي فقالت:

-ربنا يعينك يا ابني، الحاجات دي بتاخد وقت ومجهود.

ابتسم لهما في سعادةٍ، وتابع بنفس النبرة المتحمسة:

-احنا عملنا البلاط فاتح عشان يدي وسع للشقة.

علقت عليه "حمدية" بشفاهٍ مقلوبة وهي تتجول بين الصالة والردهة:

-مايضرش.

رمقتها "همسة" بنظرة منزعجة منها، والتفتت نحو "هيثم" الذي واصل حديثه قائلاً:

-والعفش في أي وقت نروح المعرض ننقي ونشتال على طول.

زمت "حمدية" شفتيها معقبة عليه:

-وماله.

ظهر الضيق على "هيثم" من تدخلها غير المقبول في الحوار، وتساءل:

-في حاجة مش عجباكي يا "همسة"؟ حابة تغيري في الألوان؟

أجابته مشيرة بيدها نحو الحائط:

-ممكن نخلي الصالة بيج، مش بأحب الألوان الغامقة.

هز رأسه قائلاً:

-اللي تعوزيه، هاعدي عليكي بعد بكرة يكون البوهيجي جابلي الكتالوج نختار منه اللي يعجبك.

ابتسمت في حبورٍ وهي ترد:

-شكرًا.

وقفت "حمدية" أمام النافذة المفتوحة فضربت نسمات الهواء العليلة وجنتيها، تنفست بعمقٍ وأخرجت الهواء من صدرها مرددة بما يشبه الحسد:

-الشقة شرحة، وبرحة، وهواها بحري يرد الروح.

علق عليها "هيثم" بعفوية:

-ولسه لما تتقفل.. هتبقى حاجة تانية خالص.

ردت عليه "آمنة" في استحسانٍ:

-تتهنوا بيها إن شاءالله يا ابني.

ضجرت "فيروزة" من الانتظار فقالت:

-مش يالا بقى.

حدجها "هيثم" بنظرة حادة قبل أن يعترض عليها:

-أنا لسه مخدتش رأيها في الإيشاني بتاع المطبخ.

نفخت الهواء دفعة واحدة لترد عليه:

-أوكي ..

ثم وجهت حديثها لتوأمتها ووالدتها قائلة:

-أنا هانزل أستناكو تحت.

ردت عليها "آمنة" بإيماءة صغيرة من رأسها:

-ماشي يا "فيروزة".

خرجت الأخيرة من المنزل متجهة إلى الدرج لكنها تفاجأت باتصالٍ متكرر من "علا"، ظنت أن "آسر" هو من يحاول التودد إليها مجددًا، وبحزمٍ قررت أن توبخه، لكن خاب تخمينها مع سماعها لصوتها المألوف، بادرت بمعاتبتها بضيقٍ:

-ينفع كده يا "علا"؟ هو أنا بتاعة الحركات دي؟

صمتت لتصغي إلى تبريرها:

-هو طلب مني إنه عاوز يشكرك بنفسه..

هتفت فيها بقليلٍ من الضيق:

-ده أنا كنت هاحرجه والله.

احتجت على جفائها قائلة:

-يا "فيرو" أنا شايفة الموضوع عادي.

أيقنت أنها لن تصل إلى نتيجة معها في ذلك النقاش لكونها متساهلة بعض الشيء فيما يخص علاقتها بالجنس الآخر، على عكسها دومًا متحفظة فيما يخص شئون الرجال، زفرت ببطءٍ قبل أن تنطق:

-حصل خير.

استأذنتها "علا" في رقةٍ:

-بصي يا قلبي، أنا بكرة مش هاينفع أروح المحل، أنا عارفة إني تقلت عليكي اليومين دول و...

تفهمت أسبابها وقاطعتها قائلة:

-خلاص ولا يهمك، أنا هتعامل وهاخلص المطلوب

شكرتها بحماسٍ رهيب:

-حبيبتي يا "فيرو"، ربنا يخليكي ليا.

.................................................. ..................

في تلك الأثناء، ظهر رفيقه القديم على الساحة ليقدم التهنئة له، تعامل معه "تميم" بفتورٍ واضح، وكأنه لا توجد صداقة بينهما امتدت لسنواتٍ كثيرة، ما زال صدره يحمل له الضغينة جراء تهوره الأرعن، رأى بصحبته كلاً من "حمص" و"شيكاغو"، كلاهما قد جاءا لتقديم المباركات، وبنفس الأسلوب الحذر المقتضب تعامل معهما، حاول "ناجي" ممازحته ليذيب الجليد السائد بينهما، فسأله بابتسامة عريضة:

-إيه يا عم لا بتعدي ولا بتسأل؟

رد عليه متسائلاً بوجومٍ، ونظراته تجوب على أوجه الثلاثة:

-عاوز إيه يا "ناجي"؟ وجايب جوز المقاطيع دول معاك ليه؟

تلقائيًا استدار برأسه للخلف لينظر إلى تابعيه، وعاد ليحدق فيه موضحًا بنفس الأسلوب المازح:

-قولنا نعمل الواجب مع الحاج "بدير"، مبروك يا خال، وعقبال فرحتنا بولادك.

اقتضب في الرد قائلاً:

-متشكر.

ثم تركه ليرحب بآخرٍ قبل أن يتجه إلى مدخل البناية، استوقفه "ناجي" الذي تبعه عند أعتاب المنزل صائحًا بنبرته الجادة:

-شكلك لسه زعلان مني من ساعة الحكاية إياها.

التفت نحوه "تميم" ليرد بحدةٍ:

-بصراحة أه...

لم يدرك الأخير بوجود "فيروزة" في تلك البقعة المعتمة نسبيًا حيث كانت تهاتف رفيقتها، انتبهت للأصوات المرتفعة خاصة حين تابع "تميم" بنبرته اللائمة:

-إنت لبستني ليلة ماليش فيها يا "ناجي"، والجماعة مفكرين إني حرقت عربية الأكل بسبب جوز البهايم اللي معاك

تقدم صديقه نحوه متحججًا:

-مكانوش يقصدوا يا سيدي، كانوا مفكرين إنهم بيوجبوا معاك لما حرقوها.

هدر به في غيظٍ:

-وهو أنا طلبت منك تعمل كده؟

أجابه نافيًا وقد نكس رأسه قليلاً:

-الصراحة لأ.

حذره مجددًا بلهجة يشوبها الصرامة:

-فهم الجوز اللي معاك إني مش عايز منهم أي مصلحة، مشاكلي بأحلها بنفسي!

حلت الدهشة المصدومة على تعبيرات "فيروزة" بعد أن عرفت الحقيقة كاملة بمحضِ الصدفة، وقالت مستنكرة حكمها المجحف في حق من نصبته عدو مصلحتها:

-معقول .. يعني أنا ظلمته؟

حاول "ناجي" تلطيف الأجواء، فقال بنبرته الهازئة وهو يربت على كتفه:

-طب روق يا خال، ده الليلة فل وحاجة آخر جمال.

رد عليه بجمودٍ:

-"ناجي" شوفلك سِكة دلوقتي عشان أنا مش رايقلك.

تفهم عزوفه عن مجاراته في الحديث، وقال بيأسٍ:

-ماشي يا صاحبي، مش هعاتب عليك، لينا أعدة سوا بعدين، سلام!

لوح له بيده باستخفافٍ:

-سلامين يا سيدي.

استدار "تميم" ليتابع سيره نحو الدرج ليتفاجأ بوجود "فيروزة" قبالته، نفس تلك الحالة المتخبطة تظهر من العدم لتربكه، استغرب من نظراتها التي تتأمله بشكلٍ غريب لم يألفه منها، أحس بانقباضة تضرب قلبه، وباهتمامٍ زائد سألها:

-خير يا أبلة؟ في حاجة حصلت فوق؟

باغتته بسؤالها المباشر، وعيناها مثبتتان عليه:

-إنت محرقتش العربية؟

تدلى فكه السفلي في صدمة لحظية من سؤالها، خاصة مع لمعان حدقتيها المتسعتين، تشوش تفكيره لثوانٍ، لم يتوقع أبدًا أن تكون حاضرة خلال تلك المحادثة التي ربما رتبها القدر له، وسألها كما لو كان يفكر بصوتٍ مسموع:

-إنتي سمعتي الحوار؟

تنحنحت مبررة وجودها بنبرة هادئة حتى لا يُساء فهمها:

-بالصدفة، مكونتش قاصدة يعني.

بدا مسرورًا للغاية من استكانتها العجيبة التي نادرًا ما يراها في حضوره، وكأنها ازدادًا فتنة وسحرًا بتلك الهالة غير الاعتيادية من الرقة الخفية، وجد نفسه يبتسم في ابتهاجٍ وهو يرد:

-مش مشكلة، المهم تتأكدي إني ماليش دخل في العوأ ده كله.

تصنعت الجدية وعقبت عليه:

-هو موضوع واتقفل، وأنا ما ببصش ورايا.

تشجع ليطلب منها قبول تعويضه فبحث عن الكلمات المناسبة لخلق جملة مرتبة، لكن على ما يبدو خانه لسانه من جديد، وبربكةٍ ظاهرة عليها حاول أن يقول:

-طب إن كان ينفع آ.....

فسدت جملته قبل أن تكتمل واكتسب وجهه لمحة عابسة حين سمع الصوت الأنثوي المنادي من الأعلى:

-نادي على خالك يا "فيروزة" لو شايفاه عشان احنا ماشيين.

أدارت رأسها للخلف، وردت:

-حاضر يا ماما.

عادت "فيروزة" لتحدق في وجهه المتجهم بشكلٍ غريب قائلة:

-عن إذنك، عاوزة أروح لخالي.

لم ينتبه "تميم" لجسده الذي سد الطريق عليها، وفهم من نظراتها وحركة يدها أنها تريد المرور، عاد عقله ليعمل بكامل إدراكه بعد حالة التخبط المستحوذة عليه ليقول بصرامة ونظراته الجادة توحي بعدم تقبله للرفض:

-خليكي إنتي.. هو قاعد وسط الرجالة، مايصجش تخشي وسط الزحمة.

فاجأته للمرة الثانية بردها الهادئ المغلف بالشكر:

-اوكي .. شكرًا يا معلم

ابتسم قائلا في انتشاء وقلبه يقفز طربًا بين ضلوعه، وكأن حفلة صاخبة تُقام الآن فيه:

-العفو.

أملى عينيه بتأمل وجهها في تلك الثواني المعدودة قبل أن يستدير خارجًا من مدخل البناية وهو يفرك رأسه ومؤخرة عنقه، بدا كالمراهق في تصرفاتها الغريبة تلك، ومع هذا كان مستمتعًا لأقصى الحدود بما يفعله.

.................................................. ...............

ليلة كئيبة محبطة نالتها مرة أخرى بعزوفه عنها وقضائه معظم الوقت بصحبة الحفيد الجديد يدللـه ويداعبه، كظمت "خلود" كمدها في صدرها صاغرة لأوامر والدتها بعدم محاولة جذبه إلى أحضانها بالغنج أو بغيره، عليها أن تتخذ حذرها حتى تتأكد إن كانت تحمل في أحشائها طفله أم مجرد حالة إعياءٍ عابرة، وبأعصابٍ مشدودة انتظرت وحيدة في فراشها حتى أشرق عليها النهار، حينها نهضت وارتدت ثيابها لتقابل والدتها متعللة بحاجة الأخيرة للمساعدة في تنظيف وترتيب المنزل بعد اعتذار الخادمة عن المجيء، وفي المكان المتفق عليه التقت بها. توجهت كلتاهما إلى المختبر للقيام بتحليل للحمل، لم تفهم إحداهما نوعية التحليل المطلوب فوقع الاختيار على ذلك الذي تظهر نتائجه بعد نصف ساعة .. استلمت "بثينة" النتائج وقلبها ينبؤها بصدق حملها، أطلعتها الموظفة الموجودة بالمكان على إيجابية النتائج فغمرتها فرحة لا توصف، ومع ذلك أصرت على التوجه بابنتها التي بلغت عنان السماء بتلقيها مثل تلك الأخبار السارة إلى الطبيب النسائي، انتظرت الاثنتان دورهما الذي استغرق المزيد من الوقت، وبعد نظرة سريعة من الطبيب على ما في يده من تحليل استطرد يقول بهدوءٍ مريب:

-المدام فعلاً حامل.

أطلقت "بثينة" زغرودة عالية كتعبير عن اكتمالِ فرحتها قبل أن تهلل:

-الله أكبر.

أشار لها الطبيب بيده راجيًا:

-اهدي يا حاجة، احنا في عيادة.

بررت له "خلود" معتذرة، وسعادتها تتراقص في عينيها:

-معلش يا دكتور أمي فرحنالي، ودي عوايدنا.

هز رأسه في تفهمٍ قبل أن يضيف بلهجة روتينية:

-تمام، كل ده مفهوم، بس أنا عاوزك تعملي التحليل الرقمي.

تكشيرة عظيمة احتلت وجه "بثينة" التي بدت كمن تهاجمه حين سألته:

-وإيه الفرق؟ هي مش طلعتش حامل؟

رد موضحًا بتمهلٍ حتى تستوعب مقصده:

-أيوه، بس ده بيقول إن كانت حامل ولا لأ، لكن التاني بيطلع النسب المئوية بالظبط، وبيوضحلنا هرمون الحمل بيزيد ولا لأ.

تعذر عليها تفسير مقصده، فعلقت بتوجسٍ:

-إنت كده قلقتنا، يعني البت حامل ولا لأ؟

سحب شهيقًا عميقًا لفظه بتريثٍ وهو يخبرها دون أن يظهر الانزعاج على وجهه:

-يا حاجة التحليل بيقول حامل، لكن أنا عاوز أطمن إن الحمل ماشي في مراحله الطبيعية، مافيش فيه خلل.

زمت شفتيها لترد:

-طيب.. أما نشوف أخرتها إيه!!!

التفت الطبيب برأسه نحو "خلود" طالبًا منها وهو يدون شيء ما في الأوراق الموضوعة قبالته:

-هتطلعي من عندي تعملي التحليل الرقمي، وأنا كاتب اسمه في الروشتة هنا، وبعد يومين هتكرري التحليل تاني، وترجعيلي بالنتائج كلها.

ثم مد يده بالورقة لتأخذها منه وهي ترد:

-ربنا يسهل.

تبادلت "خلود" نظرات حائرة مع والدتها التي انتظرت انتهاء المقابلة لتردد بتزمتٍ:

-شكل الضاكتور ده مابيفهمش حاجة، هي كتر فلوس؟ تحاليل إيه دي اللي طالعلنا فيها؟

ردت عليها مفسرة الأمر لها:

-خلينا نطمن يامه، المهم إني حامل.

تنهدت تضيف في سأم وقد تعكر مزاجها:

-أيوه.

بضعة خطوات سارت بها نحو الأمام قبل أن تتوقف فجـــــأة لتعاود تذكير ابنتها وقد قست نظراتها نحوها بشكلٍ لئيم:

-بت يا "خلود"!

تطلعت إليها الأخيرة في اهتمامٍ والهموم المحبطة تنعكس عليها، فأوصتها والدتها مؤكدة من جديد بنبرة شديدة اللهجة حتى تلتزم بإبقائه سرًا:

-اوعي تتهفي في عقلك وتحكي عن اللي عملناه النهاردة! زي ما اتفقنا ماتقوليش لحد ما نقطع الشك باليقين، وساعتها هتبقي فوق دماغ الكل ................................................ !!!

.................................................. ......................






منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 13-06-20, 10:53 PM   #179

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

رواية رائعة وجميلة جدا
بالتوفيق عزيزتي


Moon roro غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-20, 03:28 PM   #180

Dall

? العضوٌ??? » 433650
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 299
?  نُقآطِيْ » Dall is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله..الحمدالله...الله اكبر

Dall غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:08 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.