آخر 10 مشاركات
عشقتها فغلبت قسوتي-ج1من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي *كاملة+روابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          العروس المنسية (16) للكاتبة: Michelle Reid *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          سيدة الشتاء (1) *مميزة* , *مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          مصابيح في حنايا الروح (2) سلسلة طعم البيوت *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : rontii - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          خدمة مميزة !!! .... (الكاتـب : حكواتي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام

Like Tree627Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-04-21, 07:52 PM   #5411

Wejdan1385

? العضوٌ??? » 392089
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 469
?  نُقآطِيْ » Wejdan1385 is on a distinguished road
افتراضي


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وحشتينا اكثررر
في انتظارك و انتظار ابداعك يا فاتنة




Wejdan1385 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-21, 08:52 PM   #5412

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع و الثلاثين

نيويورك
( امريكا)
.
.
.

أظهرت والدتها شراهة لا منتهية للتسوق، و برهنت على ذوقها العالي جدا للموضة، قضيتا الصباح في الطوابق العشر لـ Macy's ، عرجتا بعد الغداء على فيفث أفينيو، موطن أفضل المتاجر في نيويورك:' تيفاني آند كو ، ساكس ، كارتييه ، أرماني ، وبيرجدورف جودمان.' دانيلا تحب التسوق، الا انها تعبت بشدة بهذا اليوم الذي يرفض الانتهاء، والدتها لا تنفك بالمطالبة بالمزيد من المتعة، كانتا محملتين بالاغراض الثمينة حتى اعناقهم، عندما طالبت بالعودة الى البيت توسلت اليها والدتها تناول طعام العشاء في المطعم الفاخر بالطابق من 'تايم وارنار سانتر' بجوار 'كولومبوس سيركل'
"مطبخ أمريكي معاصر ممزوج بتأثيرات البحر الأبيض المتوسط."
سمعت والدتها تقول وهي تتطلع الى لائحة الطعام و تبعد خصلات شعرها الانيقة على وجهها الجميل، رغم منظر المطعم المطل على سنترال بارك هذا لم يجعلها تشعر بالبهجة.
" أمي؟؟"
" نعم عزيزتي؟"
" أريد أن اعرف قصتكما أنت ووالدي..."
هزت نحوها عينيها، من خلال انوار الشموع التي تزين المائدة انتبهت للبريق الذي مر من خلال نظراتها البندقية، لقد استعادت والدتها الكثير من ذكرياتها و تبدو ايضا بصحة جيدة للغاية و قد ترددت كثيرا بطرح الاسئلة عن الفونسو، صحيح انها قررت ترك موضوع خوسيه جانبا و ايضا يانيس ايميليون لكن هذا لا يمنع من ان تتعرف على والدها من خلال والدتها.
" حددي سؤالك عزيزتي..." تمتمت والدتها و هي تعود الى قائمة الطعام ثم تبدأ بالقول " برأيك ما هو أفضل؟؟ كعكة سرطان البحر او شمر رمولاد؟؟" ثم ابتسمت وعادت تنظر اليها " تأخد الاثنين لأعرف الاجابة بنفسي..."
طلبت دانييلا سمك السلمون الاسكتلندي مع البازلاء و الفطر البري، كانت شهية اليونور مفتوحة للغاية و مزاجها مرح و هي تحب رؤيتها مسرورة:
" كيف تعرفت على ابي؟؟"
" كنت في عمرك تقريبا عندما عملت في مدريد كموظفة استقبال عند المارتينيز..." قالت والدتها و هي تملئ كأسها بالنبيذ الفرنسي الفاخر الذي جلبه النادل لطاولتهما." الفونسو كان المدير المالي و كان يمر يوميا من امام مكاتب الاستقبال و انتبه لي بعد عدة اشهر..."
ابتسمت دانيلا وقطعت شريحة السلمون في صحنها كي تضعها في فمها:
" لا يمكن عدم الانتباه لك أمي انت جميلة جدا..."
ابتسمت والدتها بدورها و اشرق وجهها:
" انت لطيفة يا طفلتي... والدك لم يكن سهلا و كان هناك الاف الموظفات اللواتي يرغبن بإثارة انتباه وريثي المارتينيز..."
" تقصدين خوسيه أيضا؟؟"
تجمدت ابتسامة والدتها الا انها لم تهرب من موضوع خوسيه هذه المرة، بلعت قطعة من اللحم المشوي الذي طلبته و اشارت لها بالشوكة التي في يدها:
" احذريه دانييلا.."
" لقد اهتم بي عندما فقدت كل فرد من عائلتي ووسع أعمالي و ضاعف الثروة التي تركها لي والدي" رغم عنها وجدت نفسها تدافع عنه.
" عندما نشعر بالذنب فإننا نعمل ما يلزم لاراحة ضميرنا"
قطبت دانيلا، فقد السلمون ذوقه الطيب، التقطت كأس النبيد الذي ملأه لها النادل قبل قليل، هي لا تحب عادة الشرب الا انها بحاجة لدعم قوي لمساعدتها على تحمل ارهاق النهار و ايضا هذه المحادثة.
" لما يجب ان يشعر خوسيه بتأنيب الضمير؟؟"
لم تجب والدتها بسرعة، عادت لتشرب القليل من كأسها:
" كان خوسيه ابن مالك سلسلة شركات المارتينيز، حتى في ذلك الوقت، لا أحد في اسبانيا أو في أروبا يجهل من يكون هؤلاء... كان شابا منحرفا تماما و متمردا، عكس الفونسو المسؤول و الواعي... "
" ظننت أنك كنت حبيبته قبل أبي" قالت دانيلا بعدم فهم" ثمة مذكرات قرأتها كلها، و من خلالها اكتشفت أنني ابنتك و لست ابنة ناديا... كنت تكتبين اليه... تحاورينه هو و ليس أبي"
قطبت والدتها:
" عما تتكلمين؟؟"
" طيلة سنوات تكلم عنك خوسيه على انك حبيبته"
" خوسيه هش عقليا عزيزتي" قاطعتها والدتها " لديه انفصام حاد في الشخصية"
فتحت دانيلا فمها ببطئ غير مستوعبة الكلام:
" ما... انفصام في الشخصية؟ لكن..."
" كان يعاني من التشوهات في التفكير والإدراك والعواطف والشعور بالذات والسلوك و الشعور بالهلوسة وسماع أصوات و رؤية أشياء غير موجودة والأوهام والمعتقدات الثابتة أو الخاطئة... "
" لا يمكن..." تدخلت دانيلا " لا يخفى عن أحد هوس خوسيه بالنظافة و رعبه من الجراثيم الا انني لم اراه يوما ضحية أزمة جنون... انه رجل عاقل جدا، ذكي، لامع عمليا... "
رأتها تهز كتفيها و كانها تشعر بالسام فجأة من الموضوع، لا تريد ان تثقل عليها الا ان الأمور تتعقد أكثر و لم تعد تفهم من الضحية و من الجاني:
" لم تربطك معه علاقة اذن؟؟"
"ربطتني معه علاقة نعم" أكدت اليونور " كان اول رجل أنام معه دانيلا، و تركته لانه أناني وغير قادر على الالتزام... شهية خوسيه النسائية مبالغ فيها تماما مثل مبالغته في كل شيء... و توقع مني خضوعا و تفهما، كان من غير المرجح استمرار التفاهة التي سميت عليها علاقتنا أنداك... اعجبت بالفونسو و بشخصيته المختلفة تماما على أخاه... هذا الاخير، لم يكن له قيمة كبيرة في نظر المادو مثل خوسيه..." شعرت دانيلا بأن الدم يهرب من شرايينها،هل سمعت جيدا؟؟ الفونسو و خوسيه أخوين؟؟ رفض لسانها التعقيب فيما انطلقت والدتها في الكلام" كان يقتل نفسه في العمل كل يوم ليثبت لوالده بأنه يستحق بعض الثناء و الولاء، الا انه لم يحصل سوى على التهميش و التصقت بظهره صفة'ابن الخادمة ... خوسيه حصد كل الامتيازات فقد كان الابن الشرعي و المفضل دائما.. و لأنه يحصل دوما على ما يريد فلم يتقبل تفضيلي لالفونسو و نمت بين الرجلين نوع من المنافسة الشرسة ... لهذا ... عندما دخلتُ علاقة مع والدك... تفنن هو في تدمير حياتي... وحياته... وصل الأمر بان يطلقني يانيس ايميليانو من زوجي بالقوة "
عادت لتلتقط الكأس الشبه الفارغ و تفرغ المتبقي منه في جوفها، دانيلا تراقبها، شاحبة و عاجزة عن التعليق:
" انا عاجزة عن مسامحة أحد... الايميليانو كما المارتينيز الحقوا بنا الكثير من الأذى... لو عاد الأمر لي... لما استمرت خطوبتك بابن العراب..."
" ما تقولينه ظلم بحق اليساندرو..." وشوشت دانييلا تحاول تجاهل اليد الباردة التي تسللت بين أضلعها لتعبر بعنف قلبها " لقد فعل كل ما استطاع لمساعدتي في العثور عليك"
" ربما" قالت اليونور متنهذة " الا انه يبقى ابن يانيس ... لقد ورث جينات ذلك السافل الوضيع... من المستحيل تكهن شيئ مع افراد تلك العائلة... ثم انك... وريثة الفونسو... ثروتك كبيرة جدا، و اليساندرو لن يجد امرأة مثلك كي يضع يده على اموالها..."
تراجعت دانيلا و كأنها تلقت لكمة في معدتها:
" انت تجهلين كم يزن اليساندرو أمي، ليس بحاجة لاموالي ولا يطمع في ثروتي مطلقا"
" لما يريد الزواج بك بهذه السرعة ؟؟" سألتها بشك.
" ليس هو من يريد الزواج بسرعة بل أنا من طلب منه الزواج لأتخلص من سيطرة خوسيه و احصل على ارثي... "
" اذن أعيدي التفكير" قالت لها و هي تشبك أصابعها الطويلة و تضعها أمامها دون ان تتوقف عن التركيز في وجهها بنظرات قوية و جدية" لقد فقدت عمري دانيلا و سلبوكِ مني... و اليوم أنا هنا و أريد لم الشمل... أرجوك فكري... فانت مازلت صغيرة جدا على الزواج... لم تعيشي حياتك حقا و أمامنا العمر كي نعوض ما فاتنا..." ثم حررت اصابعها و بحثت عن يدها كي تمسك بها و تضغط عليها برقة" الحب في عمرك ليس جديا... المرأة تغرم كثيرا في حياتها، لستِ بحاجة لوثيقة الزواج كي تحصلي على ارثك دانيلا لأنني هنا... أنا أمك و بنود الوصية تسقط في هذه الحالة... سأواجه المارتينيز و استعيد ثروة ابيك التي تخص كلينا و سنرحل دانيلا... سنعيش حياتنا كما حلمت دوما... من اليوم و صاعدا... انت حرة يا طفلتي... "
واو...
هل هذا فقط ما يهم والدتها؟؟ استعادة اموال الفونسو و ادارة ظهرها لكل من وقف معها في محنتها و لسيما عض يد اليساندرو الذي مازال يدفع لها فاتورة العلاج الباهضة و المكلفة؟؟ تتفهم موقفها نعم... عاشت أزمة حقيقة في الماضي مع الجميع، لكنها ترفض قطعا دفع ثمن ما حدث فقد سبق و نبهتها بهذا الأمر مرارا، لا يغفل عنها برودة تعاملها مع اليساندرو الذي يحاول دوما تهدئة الأمور و أحيانا كثيرة تجاهل استفزازها، حتى انها تفكر جديا وضع أمها في الشقة التي اشتراها لها خوسيه قبل أشهر ووضع مسافة بينها و بين خطيبها، أمام صمتها، سألت اليونور بقلق:
" ماذا؟؟"
" لا أنوي... تحت اي ظرف... هجر خطيبي" استعادت يدها " الماضي يخصك، الحاضر و المستقبل يخصني فقط... أنت تجهلين كل ما تكبدته من مشقة كي أكون حيث انا اليوم، حب اليساندرو قيّم و نفيس بالنسبة لي ... أرى بأنه من القسوة ان تقللي من قيمة مشاعري بهذه الطريقة... "
بان التردد على وجه اليونور، لا يبدو انها توقعت تغيير موقفها، هي التي تكبدت مشقة ارضاء كل نزواتها منذ ان تم لم شملهما مجددا... اليساندرو خط أحمر... :
" لم أقصد جرحك..."
" لكنك فعلت.. "
" اسفة ان تجاوزت حدودي..." تلعثمت و بان التوتر في عينيها."بعد ما فعله يانيس بي... افشل في وضع الحدود بين اليوم و الامس"
" يانيس لم يكن طيبا و لا قديسا نعم و اعترف بأنني لا احبه ايضا بل و احمل له الضغينة.. الا ان الايميليانو اصدقائي، صوفي صديقتي، و رغم صلابة روكو و حزمه الا انني احترمه بشدة، أما اليساندرو... فكوني متأكدة بانني أفضل الموت على تركه، انه الرجل الذي يناسبني و انوي البقاء معه و ربط اسمي باسمه... و هناك شيء آخر... كمية الاموال التي هدرتها اليوم على محلات المجوهرات و الازياء من كرم الايميليانو... لأن بطاقات ائتماني محدودة الاستعمال و خوسيه يتحكم بها الى أن أتزوج... و أنت مدينة لأليساندرو بهذه الوجبة اللذيذة و النبيذ الفاخر... نعم... كل فلس يُصرف عليك من جيب الرجل الذي تريدين اخراجه من حياتي"
عقب الصمت المتوتر كلماتها، بدت فجأة والدتها على أهبة الكلام الا انها اختبئت وراء كأس النبيذ و رأت عينيها تمتلأن بالحزن:
" أمي؟"
اتت نبرة دانيلا أقل حزما، كان قلبها يتمزق بشدة لهذا الوضع:
" لقد أمضيت الأشهر الاخيرة في البحث عن الحقيقة، و ايجادك على قيد الحياة أعظم هدية تلقيتها في حياتي... أنا أحبك كثيرا و مستعدة لفعل المستحيل لتعويضك الماضي و منحك حياة سعيدة و هانئة هنا في نيويورك بعيدا عن كل هاؤلاء الذين الحقوا الاذى بك... لكن ان لم تقلبي صفحة الماضي فستتعذبين و تعذبينني معك..."
" آسفة ان ولدت لك هذا الانطباع يا طفلتي..." وشوشت والدتها، تقاوم بشدة الدموع التي برقت في عينيها " سأبقى ممتنة لكل المجهود الذي قمت به للبحث عني و اعادتي الى الحياة مجددا... لست هنا لخلق الفوضى في حياتك و ارى بأنك تحبين حقا اليساندرو... اسحب كلامي... ظننت انك تضحين في سبيل الحصول على أموال والدك"
ابتسمت دانيلا بحنان و مدت يدها نحوها، التقطتها فورا امها و ضغطت عليها:
" أمي... اسمعيني... لما لا تركزين طاقتك على شفائك التام و تتعلمي الغفران كي تعيشي حياتك بسلام.؟؟ .. يانيس لا يستحق ان تمضي السنوات القادمة في الكراهية و الملامة... هذا لن يعيد أبي الى الحياة و لن يعيد لك العشرون سنة الضائعة من حياتك... دعينا نعيش انطلاقة جديدة... أنا و انت و اليساندرو..."
هزت اليونور رأسها بالايجاب:
" لن يمكنني البقاء مختبئة من المارتينيز..."
تشنجت دانيلا بقوة، ربما هي غاضبة من خوسيه بالرغم من انه شخصيا لم يفعل لها شيئا، الا انها تعرف بأنه يعيش حاليا حياة هادئة مع زوجة و توأمين رائعين تفتقدهما لدرجة ان الامر أصبح مؤلما... لحسن الحظ ان آيا لا تتوقف عن ارسال صورهما لها.
" تريدين مواجهة سيسيليا و خوسيه؟..."
" أنوي استرجاع هويتي و كرامتي دانيلا... و أموال زوجي"
" اعدك ان يكون لك ما تريدين... حاليا... انت ماتزلين هشة و ضعيفة... سيحين وقت الحساب بعد استردادك عافيتك"
عندما عادتا اخيرا الى شقة اليساندرو، وجدت هذا الاخير مكفهر الوجه، الا انه لم يقل شيئا امام والدتها، اكتفى فحسب بالنظر الى اغراضهما الكثيرة ثم الى وجهيهما:
" أمضيتها وقتا طيبا؟؟"
" رائع... سأذهب الى غرفتي" قالت اليونور قبل ان تترك لهما المجال للبقاء بمفردهما، بللت دانيلا شفاهها الجافتين و بدأت:
" انا مدينة لك بثروة حقيقية اليساندرو سأدفع لك ريثما اخد النقود من خوسيه"
قطب و بدا و كأنه يجهل عما تتكلم، اخد هاتفه ليتفقد حساباته البنكية قبل ان يهز نظراته نحوها:
" ثلاثمئة الف؟؟"
" بدى مظهرها كطفل صغير امام جبل من الحلوى و لم استطع المقاومة لاسعادها ...لا تنسى انها امضت نصف عمرها مختبئة من والدك"
رأته يزم شفاهه، تلقى الصفعة بحزم:
" منحتك بطاقة الائتمان لهذا الغرض دانيلا، انها تسد حاجياتك كما حاجيات والدتك، لكن احذرك ان استمرت بهدر الاموال على هذا النحو فستفلسين حتى قبل ان تأخدي ارثك..."
" لهذا انت مستاء؟؟"
" فلتذهب النقود الى الجحيم" قال وهو يضع يديه على خاصرته" لما هاتفك مغلق؟؟"
" لكنه ليس..." قطبت بلا فهم وهي تلتقط حقيبة يدها و تفتحها كي تخرج هاتفها و تتفقده..." لم اغلقه اليساندرو"
" أكدت عليك أمس بأننا سنخرج الليلة معا ونتعشى مع كوستانتين ليام لبرم الصفقة " شعرت دانيلا بالدم ينسحب من وجهها، لقد نسيت كليا موعد الليلة، كانت خجلة و محرجة لدرجة انها لم تستطع هز نظراتها نحو اليساندرو:" مالذي يحدث بيننا داني؟؟ "
" اقسم بأنني لم اتعمد ..." صمتت، حلقها يحرقها بشدة، وضعت يدها على رقبتها تفكرها بعصبية." سأتصل بكوستانتين لأعتذر شخصيا منه..."
" اخبرته بأنك متوعكة و اجلنا الموعد للاسبوع القادم... اتمنى الا تنسيه هذه المرة "
هزت نحوه نظرات ممتلئة بالاعتذار و اقتربت منه كي تحيط خصره بذراعيها:
" انا اسفة اسفة اسفة..."
" والدتك على علم بعشاء الليلة فكيف نساه كليكما؟"
تذكرت دانيلا بالامس بأن والدتها كانت معهما عندما عاد ليؤكد على موعدهما الليلة مع رجل الاعمال الايطالي.
" هل تعتمد على ذاكرة امي؟؟ انها مضطربة..." تنهد و احكمت اكثر على خصره بذراعيها، تقلب شفتها السفلى مترجية" هيا... قل بأنك سامحتني"
تعرف بأنه لا يقاومها عندما تنظر اليه بهذه الطريقة، انحنى عليها ووضع يديه على وركيها كي يرفع جسدها اليه،فأحاطت خصره بساقيها و وضعت جبينها على جبينه:
" اشعر بأن ثمة مسافة بيننا .. لا اتحمل الوضع..."
" تشعر بالغيرة ؟؟"
" كلا... لكن لدي احساس بـ" توقف وهز رأسه و غير الموضوع" هذا غير مهم... عموما... اخبريني عن يومك... "
مثل المعتاد عندما يقضي اليساندرو يوما عمليا و يكونا منفصلين كل منهما يهتم بأشغاله الخاصة فالعادة تقضي تقاسمهما ليلا كل التفاصيل، اصبحت عادة مقدسة يتشاركانها بكل حماسة
" سأخبرك التفاصيل بعد ان أخد حماما لان عضلاتي توجعني من كثرة التنقل طيلة النهار في شوارع منهاتن..."
وضع شفاهه على عنقها و هو يتوجه بهما الى غرفة النوم:
"ما رأيك ان نأخذ الحمام معا، ثم تخبريني عن يومك بينما ادلك عضلاتك المتوجعة؟؟ "
" أمممم... برنامج مثير للغاية و لا انوي الاعتراض عليه..."
* * *
كابري.
( ايطاليا)
.
.
.

بعد انهائها لعمل الصباح في فندق القرية و جدت سانتو ينتظرها خارجا، متكأ على صفائح شاحنتها المتآكلة، ذراعيه متشابكان فوق صدره العريض. مضيئا و مبهرا مثل الشمس التي تلمع في زرقة سماء 'كابري'، رمشت لتقنع نفسها بأنها لا تتهيأ، الا ان الوسامة المدمرة لم تتلاشى، شعرت بالجفاف الشديد في حلقها بينما تجاهل للاحتفاظ على توازنها، من خلال رموشها رأته يتحرك قليلا و كأنه بدوره يخشى هذا اللقاء، في كل مرة، يصعقها بشدة التشابه مع والده، في طفولتها، احتفظت بذكرى واضحة للغاية ليانيس ايميليانو، كان أطول من معضم الرجال، و كانت خصلات سوداء فاحمة لدرجة انها تتوقع ترك لونها الاسود على اصابعه ان قرر تمريرها بين نعومتها الامعة، لكنها لم تره يوما يعبث بها، كان رجلا شديد الاناقة، تسريحته دوما في مكانها،حتى الهواء يخشى العبث بها و اتلافها، كم كانت نظراته الزرقاء شفافة و ثاقبة، تماما مثل هذه النظرات التي تتثبتها في هذه اللحظة، سانتو ورث كل شيء من والده و لا يبدو أن جينات أوكتافيا قد أثرت على الأصول الصقلية التي ينتمي اليها... وكم كان وسيما في البولو الأزرق القاتم و البنطال الجنزي الذي لا يخفي روعة الجسد الرياضي الذي سبق و رأته فيما مضى... كان وسيمًا لدرجة أن قلبها انتفخ من الغرور، تلاشت عزيمتها عندما استقبلها بابتسامة شاسعة، أزدردت ريقها، وهي تسرع الخطى نحو شاحنتها، عليها الا تنسى غضبها منه و لا قرارها بإنهاء علاقتهما... عليها الا تنسى من هو و من هي... عليها أن..
" مرحبا فيرنا..."
هذا الصوت شل تفكيرها فورا، اضطرت لهز رأسها نحوه قبل ان تفتح باب شاحنتها و ترمي اغراضها داخلها:
" مالذي تفعله هنا؟؟"
" أرى بأنك مازلت غاضبة مني..."
" لأنك دخلت بيتي دون ان أسمح لك؟؟ أو لأنك تصرفت مؤخرا مثل مهووس و بدأت بتدبير حياتي تماما كما يروق لك..؟؟"
ندمت فورا على اندفاعها، لم تكن ترغب مطلقا الخوض في هذا الموضوع الحساس، عموما لا يوجد أي مستقبل بينهما وخوض النقاش لن يجدي نفعا" انسى الموضوع"
صعدت الى شاحنتها خلف المقود، يديها ترتجفان لدرجة أنها لم تستطع ادخال المفتاح في مكانه.
" لا تهربي مجددا ..." سمعته يقول وهو مايزال واقفا بجانب الباب، يديه في جيوب بنطاله " هل يمكنك النزول لنتكلم قليلا؟؟ .. هيا فيرنا... نحن بحاجة للكلام و تسويه الأمور... "
أدارت المفتاح ببعض الحدة:
" تتكلم و كأن بينما ثمة مشكلة يجدر تسويتها..."
بقي المحرك صامتا أمام محاولتها الاولى، ثم الثانية، قطبت بعدم فهم، هذا الصباح كانت شاحنتها بخير، لما لا تتجاوب بحق السماء؟؟
" انزلي فيرنا..."
" كلا..." قالت وهي تعاود المحاولة:" انت تضيع وقتك"
هي من كان يضيع وقته في محاولات فاشلة في رد الروح لمحرك شاحنتها الذي بقي صامتا امام رجائها، بقيت في مكانها، غير قادرة على القاء نظرة نحو سانتو الذي كان يتابع ما يحدث بهدوء.
" انا خبير في المحركات فيرنا... يمكنني مساعدتك ان منحتني فرصة للكلام"
زمت شفاهها،عادة هي ليست جبانة، انها تقول دوما بما تفكر، الا انها تخشى هذا الحديث منذ سقطت عيناها عليه، تخشى أن يتمكن من اقناعها كما هي عادته و ان تنسى مجددا كل وعودها لنفسها.
" مما انت خائفة؟؟" سألها و كأنه يقرأ في أفكارها، ثم دون أن ينتظر ردا فتح باب الشاحنة " انزلي حبيبتي... لن أفعل ما يسيء مزاجك مجددا... "
ضغطت على عجلة القيادة الى أن ابيضت مفاصل أصابعها، لا تريد الوقوف أمامه و لا النظر في عينيه، ستخسر المعركة هي تعرف، في المطعم، ما ان امسك بيدها حتى بدأت مجددا تحلم حلم تعرف بأنه لا يحق لها.
" أعترف بانني أملك بعض الضعف نحوك" قالت دون أن تنظر اليه، كانت عيناها مركزتين على حديقة الفندق أمامها " كما اعترف بأن محيطا من الفرق بيننا... لن يمكنك حجب الشمس بأصبع سانتو... لا مستقبل لنا معا ..لا انتمي مطلقا لعالمك، و لا يمكنني أبدا أبدا قبول وضع يتناقض مع مبادئي و أسلوب حياتي... لهذا أتوسل اليك... اوقف هذه اللعبة التي لن تقودنا سوى لايذاء بعضنا البعض "
عقب الصمت كلامها، هل سيفهم؟؟ هل ستؤلم كلماتها آنته المبالغ فيها؟
" لم التقي في حياتي امرأة أعند منك" سمعته يقول بصوت عميق" حطي عينيك في عيناي و كرري هذه الكلمات ..."
كانت مهمة مستحيلة و هي تعرف، لن يمكنها النظر اليه دون ان ترتبك مشاعرها أكثر، وهذا المحرك اللعين الذي يرفض أطاعتها... لقد حان الوقت لتفكر جديا بشراء شاحنة جديدة.
" فيرنا..."
" لا يمكنني ان أكون ما تريد..."
" لا أريدك أن تتغيري 'كارا'... أنا من سيكون كما تريدين"
هذه الكلمات اللطيفة أجبرتها على التفات نحوه، عندما التقت نظراتها عرفت بأنها خسرت المعركة حتى قبل أن تبدأ، مد يده نحوها و انتظر، انها المرة الأولى في حياتها التي تجد نفسها في صراع حاد مع نفسها، هل هذا هو الشعور الذي كان يتملك والدها كلما عاد مجددا صوب جورجينا؟؟ لقد دمره الحب، فهل ورثت لعنته و ستعيش المأساة نفسها؟ سانتو ينتمي للعالم المرعب نفسه الذي تنتمي اليه والدتها...
" أنت... متزوج"
" منذ أسبوع أنا عازب رسميا..." عاطفة غريبة للغاية لفت قلبها، شعرت بالعار للراحة التي اعترتها، تلك الطفلة الرائعة التي رأتها معه في المطعم بجذائلها الذهبية و نظراتها المتطابقة لنظراته فقدت أمان أسرة متحدة و عليها أن تحزن لأمرها بدل التفكير بأنانية في نفسها فقط. لم تضع يوما نفسها أمام سعادة أحد، بل كانت تبقى في المؤخرة. " أريدك لي... بشكل مستمر و رسمي"
هذا أسوأ... فكرت بمرارة.
" لست من طينتك و لن أكون المرأة الراقية القادرة على تنظيم حفلات العشاء الاجتماعية وإبهار الضيوف ببراعة حديثها وصقل أخلاقها. لن يناسبني الدور الذي تنوي الصاقه بي، لن أتماشى مع أسلوبك سانتو..."
" لما تصرين على تعقيد الوضع؟؟" سألها بنبرة لطيفة دون أن يتأثر لكلامها، هي فقط من يرتبك، كانت تبذل مجهودًا واضحًا لتسيطر على نفسها ،و لطرد خوفها و قلقها.
" انا لا أعقد الأمور... أرفض فحسب عيش أوهاما... لاوقت لي للمعاناة"
"يدك... فيرنا"
كانت يده ماتزال ممدودة، ان كان يتهمها بالعناد فهو أعند منها، نظرت الى اصابعه القوية ثم الى وجهه مجددا، التصميم في عينيه جعلها تتشنج بقوة، يبدو مستعدا للوقوف حتى نهاية العمر ان تطلب الامر، سيكون من الافضل منحه وقتا للكلام و الا لن ينتهي العرض الذي اصبح له بعض الجمهور الفضوليين، لا احد في القرية يجهل من هو سانتو فارينا، ما يجهله سليل العراب ان عدة نسائهم يأملن في اثارة انتباهه...
ببطئ ابعدت يديها على عجلة القيادة التي كانت تتشبث بها و كأنها طوق النجاة ثم تجاهلت عرضه بالمساعدة بينما تبعد بكياسة ركبتها المتعبة، رغم حذرها علقت رجلها المريضة بحاشية تنورتها الطويلة، لولا ذراعي سانتو لسقطت على وجهها، بدى الأمر سخيف للغاية، لسيما وقد رفضت يده الممدودة لها قبل لحظات، وضعت راحتيها على صدره لتبعده عنها الا انه استغل الفرصة كي يبقيها حيث هي، تطلعت الى نظراته، كانت جادة للغاية، لا يبدو انه يسليه موقفها المعادي:
" اتركني سانتو... الجميع ينظر الينا..."
" تخجلين من صحبتي؟؟" هذا السؤال فاجئها للغاية.
" بل أنت من يجب أن يخجل من صحبتي... شخص باهميتك لا يجب أن يكون معي"
" انظري الي" عندما أمرها فهمت بأنها عادت مجددا للتهرب من نظراته الثاقبة" أمنعك من تكرير نفس الكلام كالببغاء، عندما عرفتك للمرة الأولى، لم تكن اعاقتك تزعجك ولا بساطتك، ارى بأنك تعلقين الان أهمية على كل تفصيل لوضع مسافة بيننا..."
كانت تهدر لعابها في محاولة لجعله يفهم وجهة نظرها.
" في ذلك الوقت رؤيتي لك كانت مختلفة.. الفرق بيننا يرعبني" تراجع و كأنه تلقى صفعة، لحسن الحظ أنه تركها، الايطاليين يعشقون النميمة، خلال الساعات القادمة سيتكلم الجميع عن هذا القاء الغير عادي." أريد أن نكون أصدقاء... "
سمعته يطلق صوتا يشبه ضحكة خافية مريرة:
" لا يمكنني مصادقة امرأة أحترق رغبة بها..."
هذه الكلمات انزلقت عليها مثل العسل و النار، شعرت بخديها تحترقان بشدة، طالما كانت علاقتهما أفلاطونية و لم تتجاوز بضع قبل بريئة، فما بينهما أعظم من مجرد انجذاب جسدي، كان إنجذاب فكري و روحي.
" أنا مرتبطة عمليا سانتو و لا يمكنني البقاء مطولا هنا..."
" إذن لنتمم كلامنا الليلة... مري علي في المزرعة بعد العشاء..."
شعرت بضربات قلبها تتسارع، كانت تتوق للقبول...
" ماذا عن ابنتك التي اشترطت الا تعرف بشأني أبدا.؟.."
" انت فهمتي قصدي بطريقة خطأ ... طلبت فحسب بعض الوقت ريثما تتجاوز انفصالي عن والدتها... لم أقل يوما بانني أنوي الاحتفاظ بعلاقتنا سرا الى الأبد... " رفع يده ولامس خدها" أنا أؤمن بنا فيرنا، امنحيني فحسب الفرصة لأثبت لك بأنني رجلك و أنت امرأتي... مري علي في المساء و سأعمل على الا تكون امسيتنا الاخيرة... لقد اشتقت اليك كثيرا..." مقاومتها ذابت مثل الثلج تحت الشمس الايطالية، ويبدو انه لاحظ تردد موقفها و عدم اليقين على وجهها: " أنا مجنون بك..."
وهي أيضا... اختنقت في أنفاسها و شعرت بالدموع تملأ عينيها، هذه الحرب في داخلها تتعبها بشدة، تشعر و كأنها تريد التقدم الى الأمام و أن ثمة أيادي عديدة تمسك بأطرافها لجرها مجددا الى الخلف... اليه.
" من غير المرجح... بل من المستحيل أن افرط بك مهما فعلت فيرنا... لهذا أفضل تعاونك و ان تنسي مخاوفك... "
ضغطت شفتها السفلى، القت نظرة فوق كتفه، ازداد عدد الفضولين و المتفرجين:
" يجب أن أذهب"
" ان وعدتني بالمرور فأصلح شاحنك كي تتمكني من استعمالها فورا"
هل يمكنها الرفض حقا امام اغراء مماثل؟، انها مستعدة للموافقة مقابل ان يرد الروح في الالة الوحيدة التي تجعلها مستقلة حقا، وهي لا تملك حتى الامكانيات لاستبدالها في العاجل.
" موافقة..."
أشرق وجهه و ابتسمت رغما عنها... من المستحيل عدم مشاركته الابتسام عندما يفعل... انه وسيم جدا.. وسيم لدرجة فاضحة.
رأته يبتعد الى مقدمة شاحنتها و يرفع غطاء المحرك، رغما عنها انزلقت نظراتها على عضلات ظهره و وركيه و لسعتها الرغبة مثل نحلة، بلغت ريقها كي تسيطر على عواطفها، بعد دقيقة عاد اليها وهو يمسح يديه، هل انتبه الى أن الامر ميؤوس منه؟؟ هل سينصفها بشراء شاحنة جديدة؟
" حاولي الان..."
"بهذه السرعة؟؟"
نظرت اليه مليا قبل أن تذعن و تعود الى الشاحنة و تجلس خلف المقود،هذه المرة وضعت ساقها المصابة بكياسة في مكانها كي لا تتعثر في تنورتها مجددا، وضعت أصابعها على المفتاح و ادارت المحرك كي يرتجف تحتها، اتسعت عيناها بعدم تصديق ثم نظرت اليه بشك:
" شيء لا يُصدق..."
قاطعها و هو يبتعد نحو سيارته:
"لا تشكريني... اراك في المساء كارا ميا..."
بقيت مكانها تراقب سيارته المستأجرة تتحرك من مكانها كي تغادر المكان، الفضولين بداو بالتحرك من أمكنتهم، تعرف بأن المساء مايزال بعيدا الا انها قلقة منذ الآن... و تسالت ان كانت فكرة جيدة الموافقة على دعوته؟؟ هل ستكون قوية كفاية لردعه ان قرر تجاوز الحدود التي رسمتها معه منذ بعض الوقت؟

* * *
اسبانيا.
( الأندلس)
.
.
.

" اريدك ان تتكفل بشؤون الصغيرين روكو..."
اطنان من الاسرار جاء على اكتشافها، أصبحت الأمور واضحة في عقله، الا ان هذا لا يحسن حالته النفسية، مازال يعيش بين الواقع و الخيال و يحاول تجاهل الصور الغير واقعية التي تدخل فجأة في محيطه كي تسلبه تركيزه، لا يظن انه قادر على مسامحة احد حاليا، لسيما روكو الذي يحبه من قلبه، لكنه مشدود لوضع ثقته به بشكل أو بآخر، يعرف بأنه مشغول جدا و بأن مجيئه الى هنا يكلفه الكثير، ولا ينوي ابقائه أكثر...
" الأمور بينك و بين آيا ستتحسن و ستتكفل بشؤون صغيريك بنفسك"
هز خوسيه رأسه بالنفي، كانا يجلسان في نفس المكان القاتم و قد بدأ يشعر بالبرد و الارهاق بسبب كمية الانفعالات الأخيرة، و للان... صديقه صبور جدا، و كما وعد، لقد احتلت كلماته جدران الغرفة و لم يترك له مكانا لاستعمال شخصي، لقد تكلما مطولا، نعم... تكلما الى أن انتهت الكلمات و المواضيع و الاسرار... انتهى ما يمكن ان يرمي مجددا بظلاله على حياته، روكو أفضل من طبيب، وهو موهوب في الاقناع كما يملك طريقة حوار رائعة جدا:
" لا يوجد ما يمكنه اصلاحه في علاقتي بآيا..." قال خوسيه:" سيكون افضل لكلينا قلب الصفحة و بدء شيء جديد كل منا من جهته..."
" أنت تحبها..." ذكره روكو.
" للحب القدرة على اركاع العمالقة و يضبب الرؤية السليمة و بسبب هذه المشاعر... تنازلت كثيرا، و هذا لم يجدي نفعا... ستستمر زوجتي برؤيتي وحشا و انا... لن يمكنني التغاضي عن الكلام القاسي الذي قذفتني به ذلك اليوم... ارفض الاستمرار مع امرأة تحمل لي الضغينة و الكراهية... الحياة قصيرة... سأركز فحسب على علاجي كي اكون ابا جيدا لألمادو و أوزلام... لأنه ان لم اخد زمام الامور بيدي فسأفقد كليا السيطرة على حياتي "
" اظنك تتسرع في اتخاذ قرار مهــ "
قاطعه خوسيه بهدوء:
" ارفض قطعا ان يصبح التوأمين لعبة بيننا، لن افعل بهما ما فعله بي والداي " دفع بأصابعه بين خصلات شعره الفوضوية"اعرف الاحساس عندما نرتبط بشخص لا نحبه... زواجي الاول كان كارثي...اتحاد رسمي كان للمصالح الأسبقية على المشاعر... لعب المادو و سيسيليا دورًا حاسمًا في هذه الخيارات... نفس الظروف التي قادت آيا لقبول وضع يجعلها محاصرة في حياة لا تريدها، أخطأت روكو... لم أحسب حساباتي جيدا و كنت نذلا باستغلال شبابها... نحن غير متوافقين بالمرّة، التعامي عن هذه الحقيقة لن يغير شيء منها... سأعيد لها حريتها كي تعيش حياتها كما تريد "
" تعيش حياتها كما تريد؟؟"كرر روكو متهكما " هذا يعني بأنك ستوافق على فكرة تقاسم التوأمين بينك و بين زوج أم؟؟ بالتأكيد انت لا تظن بأن زوجتك ستبقى عازبة بعد طلاقها.. انها جميلة جدا و شابة و ذكية و سيسرع اليها الرجال..."
انفلتت شتيمة من بين شفاهه دون ان يتحكم بها، وقف ليضع مسافة بينه و بين الصديق الذي اتاه على هيئة ضميره، لم يكن مستعدا للتكلم بهذا، يريد فحسب التركيز على حياته و لملمة الحطام المتبقي بداخله ليصنع به ابا يتمناه ان يكون طبيعيا للطفلين الذين يعشقهما من كل قلبه.
" هل رأيت؟؟ لا يمكنك تقبل امكانية ان يحل آخر مكانك"
واجه صعوبة في قمع عدوانيته، انفجر به من بين اسنانه:
" ليست المسألة فيما اريده انا روكو... هذا الزواج كان خطأ منذ البداية "
" ربما... الا ان الوضع مختلف و هناك طفلين رائعين يستحقان التضحية و المحاولة من اجلهما"
تنهد في سخط.
" لن اضغط عليها للبقاء في حياتي"
" لا... انت لن تفعل شيئا من هذا القبيل"
قطب و استدار نحوه، كان مايزال جالسا على الارض، ظهره على الجدار الذي ملاه بالكلمات الكثيرة.
" لا تفعل... لا تهددها "
" آيا ليست ضحية" قال صديقه بهدوء " لقد استفادت من هذا الزواج مثلك تماما، انها امرأة تعرف ما تريد و تحسب جيدا مصالحها، تم رفع التحدي وهي قبلته... هذه هي القواعد التي نطيعها وهي واضحة جدًا. لا يوجد شيء آخر يقال غير أنك في المكان المناسب لتسير حياتك بالاتفاق الذي ابرمتماه في البداية..."
" انها تكرهني..." كرر خوسيه من بين اسنانه و كأنه مل من ترديد نفس الكلمة."و لا أنوي الشروع في لعبة خطابية أخرى معك... اتخذت قراري... ربما كانت اللعبة مسلية في البداية الا انها فقدت نكهتها عندما تورط قلبي... الشيء الوحيد الذي لن يمكنني السيطرة عليه... لن يمكنني اجبارها على حبي كما اجبرتها على النوم معي... "
وقف روكو من مكانه، تقدم نحوه دون ان يبتعد بنظراته عليه:
" فليكن خوسيه... لكن لا تطلب مني عدم التدخل"
" انا لا اطلب منك انما أمرك بعدم التدخل ... مالذي تظن نفسك فاعل؟؟ ستجبرها على أن تغرم بي؟"
"لا حرج في عدم إغلاق الباب أمام هذا الاحتمال ايضا.." هز عينيه الى السماء، عناد روكو يثير استيائه:" دور الأب الروحي هو حماية مصالح ابنيه بالمعمودية، ان لم أحاول توفير أسرة مستقرة لهما فلا أستحق الدور الذي مُنح لي... "
" أنت تتجاهل رغباتي بشكل منهجي... أنا من يريد الطلاق و انا من يصر عليه، لن اعول على ولاء و لا احترام امرأة تعرف الكثير عن ماضيّ الرهيب... أنا مجنون بنظرها و هذا يؤلم كبريائي و كرامتي بشكل كاف... اعفني خطاباتك أرجوك... و اعمل فحسب على أن توقع على تلك الأوراق كي تخرج بأسرع وقت من حياتي"
" في هذه الحالة ، من المرجح أن تضرك رغبتك الشديدة في الاختباء ورائي"
تجهم وجه خوسيه:
" الى ما ترمي..؟؟"
" لا تخفى عنك مقاصدي... من السهل جدا الاختباء وراء الاوراق و فرض شروطك من خلالي أو خلال المحامي لإنهاء المسألة دون ان تعرض نفسك لمواجهة حقيقية معها قد تُغير رائيك... تعرف بأنه يكفي أن تقف أمامها كي تنسى أمر الطلاق و تستمر في الايمان و القتال من أجلك... من أجل أسرتك... طالما عهدتك قويا خوسيه... و أنت خائف من نفسك و تطمح لإنهاء المسألة و كأنك تنهي صفقة لم تعد مربحة... الا أن زواجك، هو حقيقة تستحق أن يُعاد النظر فيها بعناية... أنت أعمى... لكن عليك ان تعرف بأنه... حبك لتلك المرأة مُتبادل و الجميع لاحظ هذا ما عاداكما ... كلاكما عنيد و يريد وضع الأخر على ركبتيه... من السخف أن تستمرا على هذا المنوال بينما هناك ما هو أشد قيمة من خلافاتكما الصبيانية و التافهة... توأميكما... خوسيه...Per favore..."اختتم بنبرة أكثر تصالحية " خد الوقت الذي تريده للعلاج و استعادة السيطرة على نفسك... لكن لا تتسرع بمنح آيا حريتها... افعل هذا من أجل العائلة التي طالما حلمت بها و حصلت عليها أخيرا...لا تسنح الفرصة لرجل آخر بأخد مكانه بجانب الصغيرين... لا تسمح لأحد بسلبك أحلامك و ان رفضت... سأعمل على الا يسلبك أحد أحلامك، برغبتك او بدونها... "
ارتفع صوت الهاتف مخنوقا من مكان ما، كانت مقاطعة مستحبة للغاية، الكلام في هذا الموضوع بدأ حقا بإزعاجه، دوما روكو على حق، انه يبهره في كل مرة في سلاسته بتحليل الامور و تبسيطها.. رآه يعود للملابس التي تركها قبل ساعات و يبحث عن الهاتف في جيب سترته، تفقد هذا الأخير المكالمة و لكنه لم يجب... انه الرقم الخاص... يستقبل فيه مكالمات عائلته و اصدقائه فقط.
" انها بريانا.." سمعه يقول:" انها... تقلق كل الوقت..."
رغما عنه، شعر بلدغة الغيرة، لن يجد يوما امرأة تقلق بشأنه، يسقط باستمرار على نساء ماديات يهمهن رصيده البنكي و وضعه الاجتماعي... شعر بالخجل لغيرته التافهة من رجل ترك كل شيء ورائه كي يكون بجانبه في هذه الظروف.
" لما لا تجيب؟؟"
" سأتصل بها لاحقا..."
" صدقا روكو... أتيت على الزواج، الا يمكنك التركيز على زوجتك بدل تضييع وقتك بمشاكل أصدقائك..."
" كنتم في حياتي قبلها... " أجاب روكو بنبرة هادئة.." الزواج لن يغير هذه الحقيقة... أحب بريانا... اعترف بأنها تتوافق معي شخصيتي، الا انها تعرف جيدا حدودها..."
عاد الهاتف للرنين مجددا، هذه المرة لن يمكنه تجاهل المكالمة لأن الموضوع يبدو مستعجلا، اعتذر منه بحركة من يده قبل أن يرد، لم يكن يسمع ما يُقال الا انه رآى وجهه ينغلق بشدة مخيفة، شعر خوسيه بالقلق، هل حدث شيء في صقلية؟؟ عندما عاد ليغلق الخط، و قبل أن يسأله شرح روكو:
" روبي فقدت جنينها... "
قطب خوسيه بعدم فهم:
" هل كانت حامل؟؟"
" هذا ما يبدو..." تمتم روكو ببعض السخط" أرفض تخيل وضع سيزار ألان، لابد أنه مدمر كليا... لم يتجاوز بعد فقدانه للطفل الأول و اصبح مهووسا بأن يصبح أبا منذ ذلك الوقت..."
يتذكر الاوقات الصعبة التي مر بها صديقهما في الايام التي عقبت عودته من لوس انجلس، أصبح سيزار ظل نفسه... اليخاندرو لم يتركه أبدا... و اليوم هو لم يعد موجود ليطبطب على جراحه... هذه الحقيقة أوجعته بشدة... لن يعود شيء كما كان... لن تكتمل مجددا لمتهم... سينقص للابد عنصر مهم في مجموعتهم.
" سوف أرافقك الى صقلية..."
بدى روكو متفاجأ ...
" وماذا عن اليونور؟؟ الم تقل بأنك ستذهب اليها ؟"
" سأفعل..." قال خوسيه" لكنني اتعلم من وفائك روكو... لن أترك صديق في محنة... يمكن لمشاكلي الخاصة الانتظار ليومين آخرين... سيزار بحاجة لدعمنا..."
* * *

كاتانيا
(صقلية)
.
.
.

مستغلة غياب سيزار اتصلت روبي بوالدها كي يأخدها من المستشفى، بسبب ما حدث ليست مستعدة بعد للنظر عيني زوجها الممتلئة بالملامة، كل ما سيقولانه لن يرفع الضغط على صدرها، ما حدث، كشف النقاب عن علاقتهما، لقد امضيا أشهر من السعادة المزيفة، سيزار لم ينسى أبدا معاصيها القديمة، انه لا يثق بها بالمرّة، لا تشك بمشاعره نحوها، الا أن زواجهما ليس قائما على أسس متينة، في أول أزمة أظهر وجهه الحقيقي ووضع المسؤولية عليها... هي لم تفقد فقط ابنها بل فقدت زوجها في الوقت نفسه.
ان كان والدها يجد من الغريب أن تعود بيته بدل بيتها فلم يطرح الأسئلة، والدتها فعلت الشيء نفسه، كلاهما التزم الصمت و عملا فحسب أن ترتاح في غرفتها القديمة، بفضل المهدئات غرقت فورا في نوم ثقيل، دون ان تبعد يدها على البطن الذي أصبح فارغا للمرة الثانية.
استيقظت على أصوات مختنقة، تعرفت فورا على صوت جورجينا، يبدو أن والدتها تحاول منعها من الوصول الى غرفتها، كانت روبي تشعر بثقل في رأسها و جفاف في حلقها، تجهل كم أمضت من الوقت نائمة بين شراشفها الباردة و لكنها لم تنسى حتى من خلال احلامها القاتمة بأنها اتت على فقدان طفلها للمرة الثانية.
فتح باب الغرفة و ظهرت حماتها، مثل المعتاد... كاملة الاناقة و الجمال، تكاد تقسم بأنها امرأة في العشرينات من عمرها، هوس جورجينا بمظهرها و سنها مثير حقا للشفقة.
" ارى بأنه من الحكمة قراراك بالعودة الى بيت أهلك بعد الفضيحة روبي... "
ظهرت والدتها، و دخل مجالها البصري بريانا و فلورانس ايضا، هل وصل الجميع في الوقت نفسه للهجوم عليها.؟ " منذ البداية، كنت اعرف بأنك فاسقة و بلا ضمير، في اليوم الذي هجرت فيه ابني قبل ايام قليلة من زفافكما عرفت بأنك ستجلبين النحس الى حياته... "
" اخرجي من هنا..." سمعت والدتها تقول بحزم و هي تمسكها من ذراعها.
" اتركيني" زمجرت فيها وهي تنتزع ذراعها منها " هذه الحية في صورة ملاك عليها ان تسمع كل ما احمله في صدري... "
الالم الروحي و الجسدي دفعا بالادرينالين و الكورتيزون لقمتهما، و لحمايتها من الاجاهد القادم أصبحت تماما في حالة التباس تام، و كانها متفرجة عما يحدث دون ان يمسها ذلك بشكل أو بآخر... انها دفاعيات الجسم الطبيعية.
" مند دخولك حياته و هو يعاني، هجرته و رحلت الى أمريكا مدفوعة بأحلامك الكبيرة، وهذا لم يمنعك من استغلاله للمرة الثانية اذ انه اصبح الجيب الذي يدفع ثمن كل ما يوفر رفاهيتك، ان كنت متجردة من الرحمة لتقتلي اطفالك الواحد تلو الاخر فأنا لست مثلك و انوي حماية ابني من مستغلة مثلك... "
" دونا جورجينا..." صرخت بريانا مصدومة وهي تقترب من السرير لتجلس بجانب روبي و تحيط كتفيها بذراعها كمحاولة لحمايتها " هذا ليس الوقت لكلام مماثل، الا ترين بأنها ضعيفة و مريضة؟؟"
" من الأفضل أن ترحلي" نصحتها فلور " سيزار كبير كفاية ليدافع عن نفسه... "
" انت تجهلين من تكون هذه المرأة التي تدافعين عنها.." قالت جورجينا من بين اسنانها.
" ما اراه حقا هو انك ممتلئة بالحقد و الغل و تنفجرين جورجينا... من الافضل ان ترحلين كي تستردي هدوئك... من غير الائق مهاجمتها و هي في هذه الحالة... "
" الضحية هنا هو الحفيد الذي تم التخلص منه و ليس هي... انها لا تستحق اي تعاطف لما فعلت... اتمنى أن تحترق في الجحيم... "
دارت على عقبيها أخيرا و رحلت، عم صمت متوتر المكان، عندما أجهضت في المرة السابقة، سيزار بنفسه من رمى بحقده عليها، اليوم تأخد والدته مكانه، تلك التحاليل تجعل منها مذنبة، و هذا، ليس مؤلما بقدر ايلام نظرات سيزار لها، كيف يظن بأنها قادرة على ارتكاب حماقة مماثلة بينما كانت مثله متلهفة للحمل مرة أخرى.؟
جلست فلور بجانبها، و اصبحت و سط اربعة اذرع تحاول دعمها، الا انها مازالت منفصلة عن الواقع، و ليست بحاجة لوجودهن كي تبكي حسرتها، تريد فحسب ان يتركها الجميع و شأنها، مصيبتها اكبر من الاجهاض نفسه.
" لا تعيري انتباها لحماتك... " نصحتها فلور برقة " عندما أراها تذكرني بحماتي... انهن مستعدات للانقضاض ما ان تتاح الفرصة... ذات مرة أصيب نيكولاي بحساسية من الكاكاو فإتهمتني بالتقصير و الامبالاة، برئيها أنا أم سيئة و لا تفوت الفرصة لتكرر هذا الكلام أمام زوجي... "
حساسية من الكاكاو، نيكولاي ورث حساسية سيزار على ما يبدو، هذه الملاحظة أعادتها مجددا للكلمات الجارحة التي تلفض هذا الاخير بها ما ان كشف الطبيب عن سر فقدانها الحمل، تلك النظرات... تلك النظرات كانت مثل قطع صغيرة من الزجاج اخترقت وسط صدرها ونزفت روحها.
" أنا آسفة لما حدث .. أعرف ما يعنيه فقدان طفل و ادعمك بشدة..." وشوشت بريانا، صوتها مختنق من الانفعال... و هي... هنا بين أذراعهن... لا تشعر بشيء بالمرة... لا العاطفة، و لا الحزن و لا الألم.
" أين هو أنجلو؟؟" سألت فجاة والدتها.
" في غرفته..."
شعرت بالراحة لأنه بجانبها و ليس مع سيزار، اصبح لهما الحق نفسه في أنجلو منذ أن وقعا معا على تحمل مسولية الصغير و انتسابه لزواجهما، اليوم ترى حقيقة انهما تسرعا بشدة في ذلك، زواجهما ليس بصلابة تبنيهما لطفل عاش صدمة حقيقة بفقدان والديه، أنجلو يعشق سيزار بشدة، يعشق العائلة المتحدة التي منحاها له، يعشق الاستقرار و هذا حفزه للاجتهاد في المدرسة، يعتبر أنجلو متفوقا في صفه، بالرغم من انه لم يبدأ تعلم الايطالية سوى مؤخرا.
" أنا تعبة..." وكانت الحقيقة، عقلها مخدر لدرجة أنها عاجزة عن التفكير بوضوح...
" لا بأس عزيزتي..." قالت فلور وهي تبعد شعرها خلف رقبتها " ان احتجت لنا فلا تترددي بالاتصال بنا..."
" فلورانس محقة... يكفي ان تتصلي كي نأتي اليك..." أكدت بريانا وهي تساعدها للتمدد على السرير" أما فيما يتعلق بزوجك... امنحيه وقت بلع صدمته... كلنا نعرف بأنه مجنون بحبك روبي... ستتحسن الأمور قريبا"
انها أقل ايمانا من صديقاتها، الضربة التي تلقاها زواجها مريبة، الحب غير كافي لبناء علاقة حقيقة، قطار عالي السرعة دهس الروابط بينهما ... سيزار ... جرحها وهي غير مستعدة لمسامحته.

* * *
مدريد
( اسبانيا)
.
.
.



كان كارلوس بانتظارها خارج الجامعة، رغم تنبيهها الا انه يستمر بالقدوم، الا أن مزاجها سيئ جدا و ليست قادرة على التفكير بوضوح، كان عليها مكالمة أحد قبل أن تنفجر، الكثير من الأمور ماتزال مبهمة بالنسبة اليها، و أكثر ما أصاب ريبتها، اثنين من محامي المدينة رفضا الترافع عليها، ما ان اكتشفا بأنها ضد خوسيه مارتينيز حتى رفضا القضية، انها مجرد دعوى للطلاق بحق الجحيم و ليست قضية جنائية... اسم خوسيه يثير الرعب على مايبدو، عليها أن تجد فورا محامي كي تعرف حقوقها المرتبطة بعقد الزواج وان كان خروجها المبكر من القلعة سينقلب عليها، تهديدات سيسيليا نجحت بإخافتها.
" لايجب أن تتراجعي ألان..." نصحها كارلوس ما ان جلسا على طاولة في المقهى الغير بعيد عن الجامعة " كل الأوراق في يدك للحصول على حضانة التوأمين و الطلاق من ذلك المسخ... فكري فحسب في حريتك و لا تكترتي بسيسيليا... تلك العجوز قادرة على القتل في سبيل ابنها... "
" المحامين الذين اتصلت بهما هما اليوم رفضا فورا قضيتي ما ان عريت عن اسم مارتينيز.."
"ما رأيك ان تتقاسمي قصتك مع المجتمع الاسباني؟؟ هذا سيجعل الرأي العام في صفك و عندها سيسارع المحامين للوقوف معك لكسب الشهرة"
هزت رأسها بالرفض:
" سبق و وقعت على وثيقة السرية، ليس من حقي الكشف عن ظروف زواجي و حتى ان لم أوقع على تلك الوثائق، أرفض قطعا اتسبب بالفضيحة للمارتينيز، أطفالي يحملون الشهرة نفسها و سيلتصق بظهورهم هذا حتى بلوغهما... انسى الموضوع رجاءا" تقدم النادل من طاولتهما لياخد الطلبيات و ما ان ابتعد حتى قالت" للان خوسيه لم يقم بأي هجوم، لقد تركني و شأني كما طلبت، حتى انه ابقى المربية في خدمتي..."
" انها استراتيجية فقط... انت تجهلين ما يضمره ذلك الرجل من شر، عندما يرى بأن لطفه لم يأتي بنتيجة سينتزع منك الصغيرين و يعمل على الا تريهما مجددا، سوف يحرمك من دخول اسبانيا للابد"
كان يتكلم بصوت منفعل، لقد ردد مخاوفها بصوت عال الا ان طريقته اثارت انتباهها رغم مشاعرها الخاصة.
" اشعر بأنك تكرهه بشدة..."
تراجع هجومه و هز كتفيه و هو ينفي اتهامها:
" انا متعاطف فحسب معك... انه لا يستحق امرأة مثلك"
هذا الكلام لا يدخل عقلها ابدا، كارلوس فعل المستحيل لمساعدتها و هي واثقة بأن عواطفه نحوها ليست السبب، كلما تعلق الأمر بخوسيه يصبح سوداويا و هجوميا.
" هيا كارلوس... اشعر بأنها مسألة شخصية من المارتينيز... يمكنك التكلم فلم يعد هناك ما يمكنه صدمي بعد تجربتي الخاص"
رأته يضغط على فكه، نظراته الزرقاء أصبحت عاصفة بينما انغلقت ملامحه، ان كان لها شك في الموضوع من قبل فالان هي متأكدة بأن كراهية كارلوس لخوسيه لا علاقة لها بها...
" كان عمر والدتي الثالثة و العشرين عندما اتت للعمل في القلعة، لم تعمل بمفردها بل مع شقيقتها التي تصغرها السنتين، خالتي سوليداد كانت ساذجة لتقع تحت سحر الشاب العابث المادو... " بقيت آيا متطلعة لما هو قادم:" نشأت علاقة سرية بينهما ... والديه خنقا الفضيحة بطرد خالتي و أخد الطفل منها مقابل المال... "
عاد ليصمت، شعرت فجأة آيا و كأن هوة سحيقة انفتحت تحت قدميها، لاتحب مطلقا هذه القصة، سارعت بالسؤال:
" خوسيه قريبك؟؟"
" الفونسو قريبي..." قال كارلوس " مات دون ان يتعرف على امه البيولوجية، لأن والد المادو انتسبه اليه كي لا يحدث شقاق في زواج ابنه من' دونيا سيسيليا"
" لما بقيت عائلتك في خدمتهم كل هذا الوقت؟؟"
" كانت امي ترفض الابتعاد عن الفونسو و هي من ربته و عندما مات بقيت بجانب دانيلا... لقد اغلقوا افواه الجميع بالكثير و الكثير من الاموال... انهم يصلون دوما الى ما يريدون، يملكون السلطة و النفوذ لتحقيق الغرض... وهذا ما سيحدث لك ان لم تحمي نفسك... سيكبر التوأمين بجانب والدهما و سيعمل على الا يتذكرا وجودك حتى... "
أبعدت آيا الهلع الذي يحاول الاستحواذ عليها:
" كل هذا لا يبرر كراهيتك لخوسيه... ما أفهمه هو أن والده و جده من قاما بأذية خالتك سوليداد"
" خوسيه كان المدلل و حصل على كل الامتيازات، عاملوا الفونسو بقسوة شديدة، بالرغم من أنه طالما كان قريبا جدا من أخيه الصغير، لقد حماه بكل ما تحمله الكلمة من معنى... حتى عندما قتل هذا الأخير جده"
فقدت آيا فورا الاحساس بأطرافها، الخوف هاجمها مثل موجة تسونامي عالية، هل فقدت السمع؟؟
" عما تتكلم؟؟"
راقبته يدفع مجددا أصابعه بين خصلات شعره:
" الجد مات بطلقة نارية في صدره... لقد تم طمس الموضع كليا، والدي كان حاضرا في مسرح الجريمة اد انه اسرع الى القلعة ما ان سمع صوت العيار الناري... الاقلية الشاهدة على الحدث تكتمت كليا حتى اليوم... "
" خوسيه... المتسبب؟؟" تجهل بأي معجزة تمكنت من نطق هذا السؤال.
" يُشاع بأنه... كان يتعرض لإعتداء جنسي من قبل جده..."
هزت رأسها معدم تصديق:
" أنت تكذب..."
" لا يمكنني الكذب... " قال كارلوس بجدية" اقامته الأولى في مستشفى الأمراض العقلية كانت بسبب الاعتداءات المتكرره و قتله الرجل الذي تسبب له بها... "
وضعت يدها على فمها لتمنع رغبة عنيفة برمي كل ما معدتها على الطاولة، بعض الأمور بدأت تتشكل في رأسها، أمراض خوسيه النفسيه لها خلفية مروعة، رباه... كم تشعر بالسوء لأجله، كم تشعر بالذنب لقسوتها ذلك اليوم و رميه بكل تلك الكلمات البديئة في وجهه.
" أمنحك زوايا هجوم مختلفة آيا... اختاري الاسلحة التي تناسبك للفوز، كل قاضي سيعرف بهذه التفاصيل سيسحب تلقائيا الحضانة منه..."
" لا يمكن ان يكون لك قلب" قالت من بين أسنانها، عينيها غارقتين في الدموع، وقفت من مكانها فيما ترى الحيرة على وجهه:" ما حدث لذلك الرجل مريع فكيف تستمر بكراهيته؟؟ انت تحقد عليه فقط لأنه اخد كل امتيازات ابن خالتك؟؟ ما اعرفه بأن دانيلا ورثت ثرة ابيها الضخمة... لو كان المادو ظالما حقا لما وزن الفونسو كل تلك الأموال... دوافعك تنقصها المصداقية، و شرك نحوه مجاني... الضحية الوحيدة في كل هذه القصة هو خوسيه... زوجي أنا... رباه... مالذي يحدث للعالم ؟؟ "
رأت الدم ينسحب من وجهه، بدا فجأة غاضبا، و كأنه لم يتوقع هذا التعاطف.
" خوسيه هو خطر على طفليك..."
" خوسيه هو والد طفلاي... " قالت بغصة، غير قادرة على كتم عواطفها المشتعلة:" لقد حاول مؤخرا... آه نعم... حاول أن يكون زوجا صالحا و ابا مثاليا متحديا مرضه، كنت أحط غطرسته و اهتزازه النفسي على ظهر صورة الوريث المدلل المتشبع بالانانية الذي رسمتها له... لم اكن مصنفة و لم أحاول حل اللغز رغم دراستي اللعين لعلم النفس... لو كنت أعرف... لو فقط كنت أعرف بأن..."
توقفت عن الكلام، مرهقة فجأة من كل شيء، رأت في عمق الحقبة السابقة من زواجها، خوسيه المهووس بالنظافة... خوسيه المهووس بالترتيب، خوسيه الذي يكره ان يلمسه أحد...كيف كانت عمياء لهذه الدرجة؟؟
" علي الرحيل..."
" آيا..."
لكنه تبعها، لم يكن ينوي تركها و شأنها، و هي من خلال الدموع في عينيها بالكاد ترى الطريق أمامها، انها بحاجة ماسة لتختلي بنفسها، بحاجة تامة للتفكير و التفكير في كل المعلومات التي اتت على معرفتها، لقد ابتعدت كثيرا عن طريق الله مؤخرا، لو بقيت في مكانها لرأت بأنه وضعها في طريق ذلك الرجل كي تساعده و تمنحه فرصة حقيقة لعيش وجود مختلف، هو الذي كان يرفض علاج السرطان، تفهم لماذا... تفهم لماذا فقد رغبته في المقاومة... في الحياة... الظلام في داخله حالك لدرجة انه لا يرى النور في نهاية النفق، وهي كل ما فعلته، هو رميه بكلمات هائجة و معايرته بالشيء الوحيد الذي لم يكن له يد به... و كم تشعر بالسوء.
عادت اليها كلمات اليخاندرو واضحة في عقلها ( عزيزتي آيا... مثل الكثير من الناس في خلفيتي،انتهى بي الأمر إلى الخلط بين النهاية والوسائل... أعتذر ان أسأت اليك... مع الوقت، ستفهمين حقيقة الرجل الذي تزوجته، تفتحي له و اعلمي بأنه ليس الوحش الذي يظنه الجميع) تفهم ألان ما كان يقصده بطلبه منح خوسيه فرصة.
استقبلها الشارع بضجيجه المعتاد، الا ان الطنين في اذنيها يحول بينها و بين الواقع، كانت تائهة و كأنها تتدحرج وسط فقاعة كبيرة في منحدر سحيق، ضمت ذراعيها اليها و بحثت عن سيارتها دون ان تتمكن من العثور عليها، السواد ضبب السمع و البصر.
" انتظري..." يد كارلوس أمسكت بحزمبذراعها، تطلعت اليه بعينين ممتلئتين بالدموع" لا يهمني خوسيه مارتينيز و مشاعري نحوك أعمق مما يمكنك تخيله... ان كنت أتكبد مشقة مساعدتك فلأنني أريدك... تطلقي من ذلك الرجل آيا و لنرحل معا من هنا لبداية حياة جديدة بعيدا عن كل هذه الفوضى..."
ماذا؟؟ تسائلت في فوضى أفكارها المتناثرة، لم تكن تملك فرصة الرد اذ ان وجه كارلوس اقترب منها و التقط شفاهها في قبلة قوية، الصدمة شلتها، لثوان بقيت متجمدة مكانها تستوعب خطورة ما يحدث، ثم استجمعت أفكارها ووضعت يديها على صدره كي تدفعه بعيدا عنها.
الخطر الذي اخترق كل حواسها فجأة و أوقف شعر رأسها لم يكن له علاقة بالقبلة، مدفوعة بحاستها السادسة استدارت ناحية الشارع... ثم وجدته على بعد خطوتين منها... أسوأ كوابيسها... روكو ايميليانو.
كان على هيئة ملاك الموت بردائه الأسود و الساطور على كتفه.
تيبست مكانها بينما جحظت عيناها من الرعب، ملامح وجهه لا تعكس اي انفعال، كانت نظراته صارمة و جليدية فيما يحطها على كارلوس، من فوق كتفه، رأت رجلان ضخام الجثة بالقرب من سيارة سوداء، انهما حراسه الشخصين، تفصيل آخر لنفوذ و سطوة هذا الرجل المتوجه صوبهما، بلعت ريقها عندما وقف امامها مباشرة:
" اذهبي الى السيارة." لم يكن طلبا انما أمرا، لم تكن في موقف يسمح لها بالرفض أو الاعتراض، أحنت رأسها و قصدت بركبتين خائرتين كثلة المعدن القاتمة، في الوقت التي القت فيه نظرة من فوق كتفها نحو العراب الذي هيمن بقامته المهيبة على كارلوس رأت قبضته الحديدية تنهال على فك الشاب المسكين، اسرعت بخطواتها و كأنها خائفة على تتلقي القصاص نفسه، احد رجاله الضخام الجثة فتح لها الباب الورائي لتلف الى الداخل، رعبها منعها من رؤية ما يحدث في الخارج، هل قتله؟؟
بقيت منكمشة في مكانها،رائحة الجلد الفاخر و السيجار يقلب معدتها، عندما أدلفت أخيرا الهيئة الضخمة لتجلس بجانبها، تردد صوته أمرا:
" الى بيتها..."
هل يعرف أين تقيم؟؟ لقد تركت سيارتها خلفها، كانت تنوي العروج على القلعة لاخد طفليها الا ان لقائها بكارلوس أخرها، كما يبدو أن العراب له خطط أخرى تخصها، بقيت تنظر الى أصابعها المتشابكة فوق ركبتيها، كانت ترتجف بشدة، طيلة الطريق لم يتقاسما كلمة واحدة، عندما توقفت السيارة أخيرا في الحي الجميل حيث منزلها لم تشأ أبدا دعوته للدخول... روكو ايميليانو لا ينتظر دعوة أحد، مد يده نحوه:
" مفاتيح البيت و السيارة.."
هزت عينيها نحوه:
"لماذا..."
" ستعرفين قريبا ... المفاتيح"
بلعت ريقها بصعوبة و بحثت في حقيبتها قبل أن تخرج المفاتيح و تضعها في راحة يده، تجرأت نظرة أخرى نحو وجهه، كان من المستحيل القراءة فيه...رباه... لقد هلكت لا محالة.
فتح الباب و خرجت، رأته يعطي مفاتيح السيارة لأحدى الغوريلا و يتكلم بصقلية سريعة للغاية، عاد الرجلين الى السيارة القاتمة و تركاهما أمام البيت، روكو بنفسه من اهتم بفتح الباب.. لم تكن تملك الخيار... على هذه المواجهة أن تتم.
في الداخل، رأته يجوب بنظراته في حميميتها، انها تكره وجوده هنا كما كرهت وجود خوسيه في اول يوم اجبرها على قبوله في بيتها، وضعت حقيبة يدها على الكنبة:
" اجلسي..."
" أفضل البقاء واقفة..."
" اكره تكرير كلامي مرتين... " قال بهدوء وهو يواجهها" لا تنسي هذا في المرة القادمة..."
زمت شفتيها الا انها جلست دون تحديه، راقبته يتوجه بساقيه العملاقتين نحو طاولة المعيشة و يأخد كرسي، بعد ثانية جلس قبالتها، عينيه في عينيها، ترددت بقوة في انزال نظراتها، من الصعب جدا مسايرة نظرات هذا الرجل السلطوية و المهيمنة:
" لن أخبر خوسيه بأن رجلا أغرق لسانه في حلق زوجته على مرأى الجميع..." الاهانة نزلت عليها مثل السوط، شعرت بوجهها يحترق بشدة، سبقها قبل ان تعترض" أعرف بشأن البنود على ورقة الزواج، كلمة صغيرة و ستُحرمين كليا من الحضانة... الخيانة علامة حمراء ستجردك حقك"
الغضب أخد مكان الخجل و الاهانة:
" كارلوس من قبلني و ليس العكس، و ان كنت عادلا فستنزل القصاص على خوسيه أيضا، الكل يعرف بأنه تزوجني كي يمضي شهر عسله مع عشيقته جوليانا"
هز حاجبيه الكثين:
" هو تعهد بالسرية و أنت بالوفاء التام لحين طلاقكما... وحدك من يخترق الاتفاق..." هذا صحيح، خوسيه عاجز عن الوفاء، لم يتضمنه الشرط مطلقا، و قد كان سريا في علاقاته، بلعت ريقها: " كما انني لا اريد أن أكون عادلا يا طفلتي... ليس عندما يتعلق الأمر بخوسيه... "
" لست مندهشة من هذا..." قالت بغصة " انتم مجموعة من الربوات بلا احساس أو مشاعر... "
انحنى الى الأمام ليضع مرفقيه على فخديه و يتطلع اليها بإصرار:
" يؤسفني الا تري أي رجل رائع هو..."
" رجل أخدني بالقوة لا يدخل في خانة المثالية 'دون روكو' "
" عندما تضع المرأة نفسها في خانة 'عاهرة' فلا تنتظر تصرفا مغايرا...مقابل المال منحت الحق بأن يتم استعمالك كما يروق لمشتريكٍ ايتها الطفلة... لا تلومي سوى نفسك"
الكلمات لسعتها، آلمتها:
" انا امرأة محترمة... كانت لي ظروفي..."
" ظروفك لا تغير شيء من المسألة... لا تبكي أخطائك في حضن الشخص الخطأ...... و لعلمك ... خوسيه يريد الطلاق"
المفاجأة الجمت لسانها، بقيت تحملق له ببلاهة شديدة، لقد توقعت اعتراضا، توقعت حربا، توقعت انفجارات و تهديدات، مطلقا لم يأتي في خيالها هذا الاستسلام، خنقت صدمتها:
" لم أعد ضرورية في حياته بعودة اليونور"
أشبك أصابعه السمراء و اطرق رأسه الى اليمين و هو يتمعن بالنظر في وجهها، بدى و كأنه غرق فجأة في التفكير، عندما تكلم، بدت كلماته مشبعة ببعض الخيبة:
" فتاة بذكائك ، تتكلم لغات عديدة، انشأت شركتها من لاشيء، تمكنت من اقناع زوجتي باخفاء أمور مهمة علي، و استعملت روبي كدعاية مجانية لمنتجاتها و رغم ذكاء فلورانس استعملتها للحصول على عقد ضخم مع الديكاتريس... امرأة مثلك عاجزة على فهم زوجها؟... أم أن البلادة تسيطر عليك فيما يخص مصلحة عائلتك فقط؟؟ لو لم تكوني انانية جدا و معمية بطموحك الشخصي فقط لرأيتك بأن اليونور - حية كانت أو ميتة- لا تهم خوسيه... كنا أصدقاء منذ الطفولة و لم أره مستقرا عاطفيا كما كان في الأشهر الأخيرة... معك و مع التوأمين... لقد قاوم السرطان من أجلكم، و حارب هلوساته و مرضه من أجلكم أيضا، تحدى عواقبه الخاصة كي يعيش من أجل أسرته التي تلذذتِ بتدميرها... خوسيه يريد الطلاق لأنك تهمينه كثيرا و يرفض الاستمرار في جرحك أكثر... "
شعرت بعينيها تحرقانها، لن تبكي امامه، انه صديق خوسيه و لن ينصفها كما سبق و حذرها:
" بفضله... يعيش اهلك حياة مريحة، أصبح لوالدك و لزوج قريبتك جان مطعم مربح للغاية" هرب الدم من وجهها، لابد انه شم رائحة قلقها : " ايتها الطفلة الصغيرة و الساذجة... أنا أعرف كل شيء عنك... أقدر كثيرا جهودك، أقدر ذكائك، أحب بشدة النساء الطموحات، لكن ليس على حساب من أحبهم... لدي الامكانيات لأقص جناحيك، و أعيدك الى اسفل السلم... بلا مال و لا أطفال و لا خوسيه... لهذا أمامك حل واحد... ارفضي الطلاق و اعملي على اصلاح كل ما دمرته... "
أحست بالخطر في هذه الكلمات، لم يكن اقتراحا انما أمرا، العراب لا يمزج، كان جديا... جديا بطريقة مرعبة.
" خوسيه من يطلب الطلاق و ليس أنا..." ذكرته بصوت هش فاقد للثقة.
" غيري رأيه آيا... أثبتي له بأن ثمة مستقبل بينكما... اعملي على أن يعيد ايمانه بكما... بعائلته... أعرف بانك ذكية و ستنجحين..."
" وان فشلت؟؟ "
" لا تملكين رفاهية الفشل... " همس لها بصوت منخفض" افشلي و سأدمرك أنت و أهلك و كل من تحبينهم"
هذه المرة، انزلقت الدموع من عينيها، كانت كمن يسير على شفرة حلاقة بقدمية حافين و يحاول الحفاظ على توازنه لأن فقدان السيطرة يعني الوقوع في حفرة من النيران.
" لا تُبكي هاته العيون الجميلة، فليس هذا هذف زيارتي..." لم تبعد وجهها عندما مسح بأبهمه دمعة وصلت لذقنها، ثقته بنفسه تقترب من الغطرسة " انت سيدة اعمال جيدة و عرضي مغري للغاية... فلنعقد الصفقة اذن و لنغلق هذا الملف الى الأبد... ستسمر معاملي بمنحك الصوف الذي تريدينه و لن تُلغى عقودك القيمة مع الديكاتريس و سأوظف لك مدير دعاية حقيقي، كل شيء على حسابي الخاص بالطبع... اسعدي خوسيه و سأسعدك عزيزتي... لا تخذليني ولا تعبثي مع جانبي المظلم الذي يتحاشاه الاقوياء من الرجال... أنت أذكى من دخول حربا ستكونين الخاسرة الوحيدة فيها... "
ثم وقف، هل كان دوما بهذا الطول ام ان الوضع يجعله فحسب اكثر هيمنة؟ تحاشت التطلع اليه، و ضغطت بقبضتيها على جفنيها المتورمتين، بداية الشقيقة تهدد بقصفها، الكثير من المعلومات دخلت عقلها و الكثير من الامور حذت كي تستعيد طبيعتها بسرعة، انها بحاجة للوقت لتبلع كل هذا.. لكن هناك شيء عليها معالجته فورا... بريانا ساعدتها بشدة و لا يمكنها البقاء قابعة في مآسيها دون الدفاع عنها.
" 'دون روكو'..."
" ناديني روكو... لا القاب بين الاقارب و الاصدقاء"
هل يهدد الاقارب بعضهم؟؟ لقد اتى و غرس خنجره السام بين ضلوعها بكل سلاسة و دبلوماسية، وقفت من مكانها على ساقين مهتزتين:
" بالنسبة لبريانا..." رأت ملامح وجهه تنغلق بشدة:" لا تعاقبها على مساعدتها لي... كنت بحاجة ماسة لمزودين و مصانعك تنتج افخر انواع الصوف العضوي و تسوقها لشركات مرموقة فقط و شركتي في بداية مشوارها ..."
قاطعها:
" لما لم تطلبي مني المؤونة مباشرة و استعملتي زوجتي؟"
" خوسيه ضدي و انت بصفه دائما"
" نحن نتكلم عن الاعمال، و هذا مختلف... ربما خوسيه لم يكن ليقف ضدك لو صارحته بمشاريعك منذ البداية..لقد اعتبر تسترك خيانة"
" لم تكن الامور يوما سهلة بيننا... بدأ خوسيه بالتعامل معي كبشر بعد ولادة التوأمين فقط... " توقفت لتلتقط انفاسها "انا ارجوك... لا تعاقب بريانا بسببي... اعدك الا اقحمها مجددا في أموري، انها امرأة بقلب من ذهب و ارفض التسبب لها بالمشاكل "
بقي صامتا، لايمكن القراءة فيه مثل المعتاد، وعندما تكلم لم يكن بشأن زوجته:
" اجمعي اغراضك و عودي الى القلعة منذ الليلة... "
" ولكن..."
"سيطول غياب خوسيه" قاطعها" أرفض أن يبقي التوأمين بعيدين عن محيطهما الاعتيادي..."
ولم يكن اقتراحا بل أمرا، هزت رأسها بالايجاب، الكثير من الاسئلة تتزاحم في رأسها بشأن خوسيه، بعد معرفتها الحقيقة بشأن عقده النفسية لا يخرج تفكيرها بالمرة:
" متى سيعود الى البيت؟؟"
لا تحتاج لذكر اسمه، انه يعرف بأنها تقصد خوسيه:
" عندما يكون مستعدا للعودة... " أدلف أصابعه في جيب سترته الداخلية و اخرج بطاقة سوداء مكتوبة بحروف فضية ( R.E)' " هذا رقمي الخاص... اتصلي بي عند الحاجة..."
أمسكت البطاقة و قلبتها كي تظهر اربعة أرقام لامعة.. هزت عينيها اليه... حتى رقمه يبدو مرموزا و لا يشبه الارقام العادية.
" ستتلقين زيارة المحامي بأمر من خوسيه... تعرفين ما عليك فعله"
" لن أوقع الأوراق..."
ابتسم لها ابتسامة لم تصل لعينيه:
" و انا لن انسى ما وعدتك به"
و كأنه يترك لها رفاهية الرفض... هذا الرجل أكبر مناور التقته في حياتها.
* * *

كابري
(ايطاليا).
.
.
.
.
لم تخلي صاحبة الشعر الطويل بكلمتها، أتت اليه في الموعد المحدد، كانت متوفرة، خدودها أكثر حمرة من المعتاد و نظراتها الشاحبة شحوب القمر في سماء حالكة لامعة للغاية، كانت تضع خرقة حمراء على رأسها بينما خصلات شعرها الحالكة السواد تنزلق على ظهرها ، يمكنه رؤية قممها الناعمة تتمايل مع تمايل وركيها، رغم تنورتها السوداء الاعتيادية و كنزتها القديمة التي تصلح لصندوق القمامة تبدو المرأة مثال حي للاغراء و الجمال، أعاد وجودها إحياء الكثير من الذكريات التي تمكن بقوة الإرادة مؤخرا من دفنها في فترة راحة من ذاكرته، التفكير المستمر فيها كاد ان يقوده للجنون.
لم ينتظر ان تصل اليه حيث يقف، قطع الشرفة الخارجية بخطوات واسعة و اقتسم الطريق معها، نفاد صبره قد ذاب مثل الثلج في الشمس بينما تتوقف كي تتطلع اليه بنظراتها الرمادية، و ادرك بأنه مستعد لارتكاب الخطايا السبع المميتة في سبيل الحصول عليها، للان تصرف كجلثمان، انها امرأة مختلفة و للاسف هو رجل يكره الانتظار، مد يده ليمسك بيدها، لم تبتعد عندما ضغط على أصابعها ثم قربها من شفاهه ليطبع قبلات على مفاصلها الواحدة تلو الأخرى.
كانت المزرعة غارقة في الصمت، أوكتافيا خلدت الى النوم بينما منح الموظفين أمسيتهم، لقد عمل على أن يحصل على خلوة حقيقية مع هذه المرأة التي قلبت حياته رأسا على عقب.
" تعالي معي..." وشوش لها و هو يحكم قبضته على يدها ويجرها خلفه.
" الى أين؟؟" سألته لاهثة.
تباطئ قليلا عندما تذكر اعاقتها... هاته الاعاقة التي ينوي تخليصها منها قريبا.
" الى غرفتي..."
شعر بها تتراجع قليلا و أصابعها تتشنج في يده الا انها لم تعترض، عمل المهندس على فتح واجهة كاملة من غرفة نومه على الحديقة، الدخول من شرفته أفضل، لا ينوي قطع الردهات الداخلية و اقلاق راحة و سكون البيت و ربما... ايقاظ أوكتافيا التي لا يفوتها تفصيل واحد... يمكن لإيموجين أن تفخر بالمرشد الذي دربته جيدا، تستمر طليقته باستغلال سذاجة ابنتهما.
دفع الأبواب الزجاجية و ساعدها بالدخول قبل أن يعود لإغلاقها و جر الستائر عليها، بينما فيرنا تقوم بتفقد المكان بعيون فضولية استغل هو الظرف لأكل كل جزء منها، لاشيء تغير ومنذ اليوم الأول... هذه المرأة هي نقطة ضعفه الأبدية.
عندما هزت وجهها نحو السقف لتتمعن بالثريا المتدلية راقب الخطوط الانيقة لرقبتها و فكها، ركز أكثر على الشريان النابض في الأسفل، انها متوترة... مثله.
وهذه الليلة لا يريد الاكتفاء بالكلام... انه ينوي اغرائها، حان الوقت ليضع حدا لتهربها و شكوكها، حان الوقت ليمتلكها...
" المهندس أبدع في عمله..." سمعها تقول عندما قررت أخيرا النظر اليه.
" سعيد لأن دوقي أعجبك..."
رآها تقطب قبل أن تتسع قزحتيها الجميلتين:
" هل هي افكارك؟؟"
" لدي خيال عالي الجودة 'كارا'، المهندس فعل فحسب ما رسمته له"
ابتسمت، لكن بريق من التهم في عمق عينيها سلاه بشدة:
" ماهي المواهب التي تخفيها أيضا سانتو فارينا؟؟"
هذا الاسم جعله يتشنج، للان تجهل فيرنا بهويته الحقيقية، ما يجعله يتريث هو موقفها من اصحاب السلطة و النفوذ، قد يحطم كيليان ارشيبالد كل فرصة معها، سيذكرها فحسب بعائلة والدتها التي دفنت شباب والدها في وقت مبكر من حياته.
الى ان يحين وقت الحقيقة ...
اقترب منها و أمسك بدقنها بين أصابعه، فيرنا سهلة القراءة، انها تعكس تماما كل ما يدور في صدرها في هذه اللحظة،بغض النظر عن بعض الحذر في عينيها الا ان الرغبة فيهما طاغية... انها مثله... تريده أيضا.
" يمكنني مساعدتك باكتشافها..."
إنحنى على شفاهها ليتذوقها بكل شغف، فيرنا لم تصده، لقد تجاوبت معه كما كان يحلم منذ أن قررت قطع صلتها به مؤخرا، لقد ضربت مطولا على الوتر الحساس و سيكرس طاقته و شغفه ليتبث لها بأنهما خُلقا ليكونا معا لسيما وقد تخلص أخيرا من ايموجين التي لم تجد من وسيلة لثنيه أكثر في مرحلة طلاقهما الأخيرة.
انه حر اليوم... و المرأة الوحيدة التي يريدها معه هي هاته الحورية البريئة القبلات.
ابتعد عنها ليزيح الغطاء من شعرها و يدلف اصابعه في الغرة الناعمة و الكثيفة، عندما التقت نظراتهما، وشوشت له:
"طلبت مني المرور لنتكلم..."
" نحن نتكلم حبيبتي... لا توجد طريقة تواصل أفضل صدقيني"
تجاهل القلق في عينيها، بدت حقا مرتبكة و تائهة،لم يقل يوما بأنه رجل جيد او نزيه، نعم... لقد استذرجها الى هنا كي يعاشرها، و ان ساير استراتيجيتها فلن يصل اليها قريبا،. ترددها من شأنه أن يفسد بلا شك كل جهوده، و رغبته بها مثل الشوكة المغروسة في أعماقه بشكل دائم.
عاد ليقبلها، هذه المرة أخد وقته في اشعال ناره فيها، انها منعدمة الخبرة، يشعر بهذا في طريقة تقبيلها و ترددها في لمسه، أمسك بيديها ليضعها على صدرها، يحثها على مسايرته، يشجعها باخد كل ما يعطيه اليها، لم يترك لها مجالا للتفكير... لا يريدها ان توقف جنونه.
على الرغم من الصعوبات ، وعلى الرغم من سوء الفهم بينهما ، فإن الجوع الذي يشعره أحدهما للاخر واقعي للغاية، عندما دس يديه تحت ثوب كنزتها المهترئة وضعت فيرنا يديها عليه لتوقفه:
" لا يمكننا فعل هذا..."
ابتعد لينظر الى عينيها و تفاجأ برؤية عينيها ممتلئتين بالدموع، لم يكن هذا ما توقعه من ردود الأفعال، مالذي فعله ليدفعها للبكاء بحق الشيطان؟ سحب يديه من خصرها ووضعها على وجنتها في محاولة لطمأنتها:
" أريدك فيرنا..."
" أنا أيضا..." أكدت له بصوت صغير:" ان لم اوقفك ألان فلن افعل لاحقا..."
انها في موقف دفاعي باستمرار، انحنى ليسنتنشق الرائحة العالقة في جلدها، رائحة المطر في صيف حار، رائحة الياسمين البري، و بشرة رقبتها أشد نعومة من كل ما سبق و لمسه حتى الأن بشفاهه، اغمض عينيه بينما يشعر بأنه يدخل حالة من السكر الشديد وشوش في ادنها:
" لا توقفيني حبيبتي... دعيني احبك..."
هذه المرة عندما تسللت يديه تحت كنزتها تركته يكتشف كنوزها، يعترف بأنه أحد هؤلاء الرجال الذين يتمتعون بحياة جنسية قوية. و منذ دخولها حياته عمل على أن يكون عفيفا من أجلها، و اتت بها الفرصة اليه و ها هي الآن بين يديه... جسدها ينبض على إيقاع مداعباته المحمومة، خلصها من كنزتها المريبة، و انحنى لينتزع تنورتها التي يتحرق لرميها بين السنة النار في تدفئته المشتعلة بدل اخفاء هاتين الساقين الرائعتين، حط بنظراته على ركبتها المصابة و باشر بتقبيل نذوب العمليات، مع كل قبلة، الأحاسيس تتضاعف وتكثف ... تتضخم.
في حياته، صادف الكثير من النساء، وهو يملك ضعف نحو الملابس الداخلية الانثوية الراقية، لسيما الفرنسي منها، لم تكن فيرنا تحط عليها في هذه اللحظة لا الدانتيل و لا الحرير، بل قطعتين من القطن الابيض البسيط... و يقسم بأنه لم يرى امرأة أكثر اثارة منها في كل حياته،كيف يمكننا تحسين الكمال بقطع ملابس فاخرة؟ ملامح راقية وشعر ملاك غجري، بشرة مشرقة وجسد الإلهة وقلب من ذهب.
عبر معدته وصدره إحساس حارق لا يُصدق صلب جسده كله بينما يلتقي مجددا بنظراتها،احمر خجلاً وانتقل اللون إلى أسفل عنقها وإلى أعلى ثدييها. اقترب منها اكثر وغلفت أنفاسها الدافئة وجهه ، كانت عيناها شبه سوداوين من الرغبة... هي من نار وهو من ورق، سيشتعل ما ان يحط بيده عليها مجددا، فيرنا مفعمة بالحيوية و متفجرة أنوثة، انزلق شعرها على كتفيها كي يحجبه عنها مجددا، بدت و كانها ارتدت رداءا اسودا لامعا، كان بحاجة ماسة لتواصل سريع، وملئ كل زاوية وكل فجوة مخفية، التقط شفاهها مجددا في قبلة جائعة، فيرنا تتعلم بسرعة، بدأت تتجاوب بالطريقة التي تروقه، كانا يتنفسان كما لو كانا قد صعدا للتو إلى السطح بعد عشر دقائق من الجري، يعرف بالا شيء ناعم في لمساته، انه بصدد افترسها كنمر جائع لوح شخص أمامه بشريحة لحم شهية بعد تجويع دام لأشهر طويلة، كل حواسه تركزت في نفق من الأحاسيس تخصها فقط. رائحتها... دفئها.. يديها... تنهيداتها الرقيقة... بعد الامتناع الطويل يحصل أخيرا على هديته القيمة... سيعمل هذه الليلة على الا تنساه فيرنا لما تبقي من عمرها.
* * *

لاشيء كلاسيكي في قصتي... أدعى ماكسويل ليونيد كوزنيتشوف... ولدت أميرا ونشأت قاتلا...
بينما الأمراء في مكانتي يبحثون عن المجد أمضي وقتي بتجميع الأسلحة، أملك منها الكثير و أحب الاعتناء بها، بفضل يانيس ايميليانو تعلمت بأن السلاح ليس فقط أداه للقتل انما قطعة فنية، و بأن للدماء رائحة أخرى غير الموت.
الموت لم يخيفني يوما، بالنسبة لي هو مجرد خطوة...مجرد مرحلة انتقالية لوجود آخر، نعم... من السخيف أن أكون مؤمنا و قاتلا في الوقت نفسه، عرّابي علمني ان اصلي و ان اطلب المغفرة، الجحيم للأقوياء، للناس الذين تمردوا على الفضيلة... و أنا أحب ان أعيش متمردا، رائحة الخوف تثيرني كما يثير الرجل جسد امرأة عاري.
نشوتي هي اطلاق رصاصة لتفجير رأس سافل و خائن...
وظيفتي و مهمتي هي تنظيف هذا العالم من الأوغاد... آه نعم... أصبحت مهمتي منذ ذلك اليوم... عندما ارتأت لي عيون زرقاء من بين السنة النار الملتهبة، و مُدت لي تلك اليد القوية لتنقدني من موت محتم.
أنا مدين بحياتي له...
معلمي الذكي و القوي الذي يخشاه الأقوياء من رجال العالم حتى بعد اختفاءه...
نشوة العيش الخطر لن يفهمها سوى من حمل السلاح في عمر صغيرة و امتلأ رصيده بالضحايا... تقتل أوتُقتل... هل هناك نشوة أكثر من هذه؟
لا توجد رائحة أجمل من الخطر و الخوف و الدم.
أدعى ماكسويل ليونيد كوزنيتشوف...
و أنا رجل سيء تم سرقة أهله و طفولته و لقبه منه، و اليوم مجموعة من اصحاب النفوذ على أثري و يتوجب علي محاربتهم... ظهوري مجددا غير مرغوب به... انه العلامة الحمراء للكثير من المصالح ...
لهذا حماني عرّابي... وعلمني كيفية حماية نفسي عندما يحين الوقت.
لقد حسب حساب كل شيء سوى شيء واحد.

صوفي...

.
.
.


تكساس
( أمريكا)
.
.
.
.
أوقف سانتياغو سيارته أمام المبنى القديم لمزرعة فسيحة الأراضي، في هذه الزاوية من تكساس توجد مسافات كبيرة بين كل مالك و جاره.
لم تكن هناك ضوضاء ولا حركة مرور، يمكنه رؤية الغزلان والماشية والخيول تتجول في الريف، المشهد يليق بشخصية الرجل الذي انقطع عن العالم كليا مؤخرا... و هذا الرجل هو نفسه من وجه بندقيته في وجهه ما ان اقتحم باحة منزله الداخلية.
لحية طويلة، شعر منفوش، رائحة الخمر تعبق في المكان، مسح سانتياغو على بدلته الراقية:
" اخفض سلاحك خافيير..."
" كيف وجدتني بحق الشيطان...؟"
تقدم منه ليضع يده على البندقية و يبعد فهوتها عنه، نظرات خافيير الرمادية تحملق اليه بتعبير شرير:
" انت لا تختبئ فاسمك مسجل في البلدية كمالك لهذه المزرعة الجميلة... " عاد ليتفقد حالته، كم فقد من وزنه؟؟؟ يبدو ظل نفسه... مظهره مثير للشفقة، الا انه ليس هنا ليتفق على احد انما لخدمة مصالحه.
" عد من حيث أتيت..." نصحه خافيير وهو يلقي بالبندقية فوق الكنبة الوحيدة في المكان.
كان يعرج، مازالت اصابته حديثة و يلزمها الوقت لتشفى حقا...
" لم اقطع كل هذه المسافة لتطردني..." ادلف يديه في جيوب بنطاله " الن تسألني عن ابنك؟؟"
استدار نحوه، عيناه مشتعلتين:
" اسمعني ايها السافل، منذ زمن و أنت تضرب على كل أوتاري الحساسة، كنت انتظر انتهاء مهمتي اللعينة في صقلية كي اتخلص منك الى الأبد..."
هز سانتياغو كتفيه:
" لكن المهمة لم تنتهي بالطريقة التي تمناها الجميع... الانتربول سخرت منك... السؤال هنا، هل تنوي الانتقام لتوأمك ام ستبقى وحيدا في هذا المكان تغرق نفسك في الشرب و تبكي حظك العاثر مثل امرأة؟؟"
رآه يزم شفتيه بينما تبرق عيناه بخطر، لا حركته ولا حالته سمحتا له بتنفيذ مرآبه، تحاشاه سانتياغو بكل سهولة:
" ساعطيك سببا وجيها للعيش أيها المكسيكي... فرصة رائعة للانتقام"
" هل ارسلك روكو؟؟" سأله لاهثا... الكحول اثر على صحته تماما.
" لم يعد روكو رئيسي... أنا أعمل بمفردي، و ان كنت تريد ان تصبح في فريقي، فاعدك الا تندم... " بقي يتطلع اليه ببعض الشك، وكأنه لا يستوعب حقا الكلام: " عدد لا باس به من الانتربول يعملون لصالح أناس أقوى من النظام نفسه، لم يكن روكو المستهدف منذ البداية انما أنا..."
يبدو ان حيرته تضخمت اكثر، لكنه على الاقل أستقطب انتباهه و فضوله:
" أنت..؟؟ لماذا؟ أنت مجرد موظف عند العراب"
" لايمكنني شرح التفاصيل حاليا، الا انني يمكنني ان أؤكد لك بأن فرصة الانتقام لأليخاندرو في يدك... سنقتنص الرؤوس و نتلذذ بإزهاق الأرواح.. ضع حزنك في خطة هجوم مثالية... النظام يحتاج لتطهير كامل، هناك مجموعة علينا ارسالها الى الجحيم في أقرب فرصة... "
لم يرد خافيير، نظراته تتصلب رويدا و تقسو، أه نعم... انه يعرف هذه الملامح... يعرف ما يفعله الانتقام بالانسان... يعترف بأن خافيير هو عميل متمكن، و يعرف بأنه سيكون قاتل جيد و يتفوق على نفسه... عليه ان يكسبه... لديهما نفس القاسم المشترك... الانتقام.
" هل ليونيل في مكان آمن؟؟" سأله.
استرخت ملامح سانتياغو... انه يشم رائحة الانتصار المبكر لن يحتاج للكثير لاقناع الرجل بالمحاربة بجانبه.
" انه يحمل شهرة جديده وهو في حضن عائلة محبة تهتم به جيدا... لا أحد يمكنه العثور عليه و لا استعماله ضدك... انه في أمان..."
بدى الارتياح على وجه خافيير...
" اريد قتلهم جميعا..."
" سأقدمهم لك... الواحد تلو الاخر ثق بي" ثم مد نحوه يده " فريق واحد؟؟"
نظر خافيير الى يده ثم الى وجهه قبل ان يقرر مصافحة اليد الممدودة:
" فريق واحد ..."

تم... قراءة ممتعة حبيباتي و عاشركم مبروكة ان شاء الله.

ملك جاسم likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة أميرة الحب ; 05-04-21 الساعة 10:04 PM
أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-04-21, 10:20 PM   #5413

Diego Sando

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Diego Sando

? العضوٌ??? » 307181
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,113
?  نُقآطِيْ » Diego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond repute
افتراضي

هو انا لو قلت انى مش طايقاه روكو
حد يزعل منى
بجد.نفسي افهم هو كده.يعنى ايا وخوسيه هيبنوا اسره سعيده تحت تهديدات روكو
هو ممكن اى زوجه تسعد جوزها علشان صاحبه هددها
وبعدين كل شويه ايا ليست ضحيه
هو بجد مقتنعين بكده
لما أيا فى الاول ترفض العلاقه ويجبرها خوسيه والا هيقول لأهلها
وتوافق
وبعدين ترفض أنها تبقى حامل
ويضحك عليها ويجبرها على الحمل
وبعدين كمان كان عايز أنه ياخد الاطفال وهى تاخد فلوس وتمشي
وبعدين يغير رأيه
والمفروض هى تسمع الكلام وإلا تبقى انسانه وحشه
وبعدين الشركه الى عملتها
كان من نقود من خوسيه علشان تبقى ملكها
وفعلا كانت علاقتهم وحشه
ولها حق لا تثق فيه اطلاقا
خوسيه بيقول أنه عمره ما هيرجع لها لانه مش قادر ينسي كلامها الجارح
ده على اساس لسان خوسيه إلى كان زى العسل
خوسيه كان لسانه سام معها
كل شويه تحقير منها ومن عائلتها
لحد ما حبها وده بس إلى غير من نفسه شويه
خوسيه كرجل عاش إلى عاشه فعلا لنا حق الاشفاق عليه ولكن
لعلاقته مع ايا
ابدا لقد كان فى منتهى الحقاره معها
بس للاسف الشديد روكو لانه صديقه لا يعترف بهذا
هل العلاقات لتقوم على الأمر
صلحى علاقتك به
اسعديه
والا سوف ادمرك انت وعائلتك
ويقولها على عقد إلى كان بينهم
العقد ينص على السريه من ناحيه خوسيه والوفاء منها
وهل خوسيه كان لما يصطحب معه عشيقته فى كل مكان
هل هذا من السريه فى شيء
ولكن طبعا لأجل أنه رجل ذو نفوذ يفعل ما يريد
ولأجل أنه صديق العراب يفعل ما يريد
وفى الاخر ناديتى روكو
الاصدقاء يفعلون هذا 😏😏😏
اى اصدقاء بعد هذا التهديد
عارفه انى منفعله فعلا
ولكن مشهد روكو فعلا مستفز جدا جدا
ابدعتى الصراحة
وليا عوده الباقى


Diego Sando غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-21, 10:44 PM   #5414

nemolala

? العضوٌ??? » 131730
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 734
?  نُقآطِيْ » nemolala is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايديكى شكرا بانتظار القادم

nemolala غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-21, 10:45 PM   #5415

loloclavreul

? العضوٌ??? » 291452
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » loloclavreul is on a distinguished road
افتراضي

فصل رائع جدا جدا. والله تتفوقين على نفسك في كل مرة و كل فصل يكون اروع من الاول. ماشاء الله عليك يا اميرة. ان شاء الله رب العزة يفرحك ويسعدك انت وأهلك و يحفظك من كل شر. عواشرك مبروكة حبيبتي و ان شاء الله رمضان يدخل عليكم وعلينا بالصحة و راحة البال. شكرا شكرا شكرا بزاف بزاف يا غالية

loloclavreul غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-21, 11:26 PM   #5416

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,963
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم ايدك اميرتنا فصل ولا اجمل
اليونور فعلا وراها بلوة الله يستر هل دانييلا راح.تكون من السذاجة وما تكتشف سرها واليساندرو ابتدى يشك هل ممكن يلجأ لأخوه روكو
جورجينا ووصلت لمبنغاها هل في أمل بكشفها معها حق روبي تشعر بخذلان سيزار الها
بظي صديق متل روكو هل معقول ااوفاء والاخلاص لاصدقاءه مواجهتو مع خوسيه ومواجهتو مع ايا واظهار استعدادو لعمل اي شئ من اجل خوسبه وبقاء عائلتو مجتمعة شعور رهيب
كارلوس حقد وصغينة فعلا مو طبيعية ومتيح خبر ايا عن سر خوسبه لأنو صارت تفهم تصرفات خوسيه وهوس النظافة وتجنب اللمس بتمنى تهديد روكو يخليها تعمل جادة فعلا لانقاذ هالزواج وانقاذ خوسيه
سانتياغو أو الأمير ومساعرو تجاه صوفي نا كانت مفاجأة النا ولكن هل فعلا تخلى عن روكو وابتدى العمل لانتقامو وروكو ايمتى راح يعرف انو هوي الأمير المقصود شعور مو سهل عليه خصوصا ثقتو بسانتياغو كبيرة القفلة فظيعة تسلم ايدك يارب
كل عام وانت وكل محبينك.والمتابعات بألف خير
هل في استمرار للرواية برمضان ام لبعد.الغيد


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-21, 11:40 PM   #5417

نسيم88

? العضوٌ??? » 340384
?  التسِجيلٌ » Mar 2015
? مشَارَ?اتْي » 330
?  نُقآطِيْ » نسيم88 is on a distinguished road
افتراضي

امتي روبي وسيزار بيعرفوا الحقيقة ان امو هي عملت كدا

نسيم88 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-21, 11:44 PM   #5418

Wejdan1385

? العضوٌ??? » 392089
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 469
?  نُقآطِيْ » Wejdan1385 is on a distinguished road
افتراضي

اكشن كثير و احداث مثيرة وحلوة
الله عليكك
جيتي بغنايم كثيرة


Wejdan1385 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-21, 12:19 AM   #5419

الزنبقة الجميلة

? العضوٌ??? » 358927
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,370
?  نُقآطِيْ » الزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond repute
افتراضي

شكرا اليك على الفصل الرائع 🌸🌸🌸🌸

الزنبقة الجميلة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-21, 12:36 AM   #5420

rinamcidra
 
الصورة الرمزية rinamcidra

? العضوٌ??? » 427084
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 208
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » rinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond reputerinamcidra has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc4
افتراضي

عظمة على عظمة مثل ما بيقولوا إخوتنا من مصر يا اميرة الحب 👏👏👏👏👏.
فصل مبدع دائما لما تغيب اميرة ترجع بفصول نار نار 🔥🔥🔥🔥.
البداية من إجهاض روبي و سيزار ضربة قوية لثقتهم في بعض جورجينا نجحت في زعزعة الاستقرار رد فعل سيزار متوقع يا جماعة و منطقي لانه إنجاب اولاده يعتبر نقطة ضعفه هو و روبي عرفت جورجينا وين تضرب فعلا امراة حاقدة و بلا قلب ، عندي شك انه جوزيف هو اللي رح يكشف تورطها في إجهاض روبي ساعتها رح توقع على موتها عند سيزار ، حبيت وقفة البنات مع روبي و حمايتها صداقتهم رائعة صاروا مثل الاخوات .
نحنا كمان بدنا نعرف الأسرار اللي انكشفت بين روكو و خوسيه 😭😭😭😭عندي فضول كبير شو حكو بيناتهم ، اوافق خوسيه الرأي انه انفصاله عن ايا في هذه الفترة افضل لكن مش الطلاق بدل ما يركز على علاقته بايا لازم يركز على نفسه ليرجع اقوى ، و شدني اصرار روكو على استمرار علاقته بايا يمكن عنده نظرة انه ايا رح يكون لها يد في علاج خوسيه ليرجع اقوى . انا ما اوافق على إجبار روكو لايا و تهديدها لإكمال علاقتها بخوسيه حسيته اليوم نسخة عن يانيس مع انه حبه لصديقه ما يدفعه و ليس المصالح مثل يانيس ، اكثر شيء ما حبيته انه شراها لحتى تتراجع عن الطلاق اذا اكتشف خوسيه مستقبلا هذه الصفقة فالامور رح تسوء أكثر، و بالنسبة لتاثر ايا عند معرفة ماضي خوسيه لاول مرة احس عن جد انه ايا مغرمة بخوسيه ردة فعلها تثبت حبها، اما كارلوس الخسيس الغيور الحقود رح نخليه للعراب ليكسرله رأسه الصغير.
و الله و جاب رأسها ابن يانيس ما توقعت أنه فيرنا رح تستسلم بهذه السهولة بعد تمنعها الفترة الأخيرة ،شكله سانتو دارسها منيح هذا اذا ما تسبب عن قصد بحمل فيرنا لحتى يربطها فيه أكثر، بس انا كثير فرحانة لتقاربهم خلي ايموجن تموت بحسرتها ، بالنسبة لطلاقهم هل فعلا تم الطلاق النهائي ؟ كنت متوقعة انه ايموجن رح تطب على ايطاليا و تلصق فيه أكثر 🤣🤣🤣 شيء متوقع منها و لا اظن انها استسلمت هذا الهدوء قبل العاصفة ايموجن حية ما رح تنسحب بسهولة .
سانتياغو لشو عم يخطط؟؟؟؟؟ احب رائحة الخوف و الدماء يا لطيف !!!!!! يانيس نجح بصنع نسخة منه في سانتياغو على عكس روكو ، حسيت سانتياغو قلبه مليئ بالحقد و الشر ،ولا بدو يجر المسكين خافيير لجحيمه اتركه المسكين مو ناقصه ، مو مرتاحة لتدخل خافيير بالنص و مثل ما قال سانتياغو ما تهمه غير مصلحته يعني خافيير مجرد سلاح الله يستر من اللي جاي منك يا ماكسويل، متشوقة وردة فعل روكو عند معرفة بالحقيقة .
الينور الطمع و الجشع بعينه ، هذه الامراة كارثة مو مرتاحتلها ابدا بانتظار تكشف وجهها الحقيقي ، بس في عندي سؤال ليش كل مرة تتكلم عن خوسيه بسوء و تنفعل و تتوتر عند سيرته مع انه هو ضحية الماضي ،و لا اظن لانه حاول يخنقها الموضوع اكبر ، الينور كشفت عن هوسها بالمال و طمعها بالثروة دانييلا رح تكون اكبر المتضررين مع انه دانييلا ما رح تكون بالسذاجة اللي توقعاتها الينور .
اخيرا عندي احساس انه في أحداث قريبا رح تصير بخصوص بريانا فعلا روكو مؤخرا اهملها شوي و انغل بمشاكل أصدقائه و شكله في مصيبة وراء اكتشافه حملها .


rinamcidra غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:04 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.