آخر 10 مشاركات
أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عروس أكوستا (133) للكاتبة:Maisey Yates (الجزء الأول من سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          رواية: ثورة مواجِع من عُمق الورِيد (الكاتـب : القَصورهہ - )           »          الرغبة المظلمة (63) للكاتبة: جاكلين بيرد×كامله× (الكاتـب : cutebabi - )           »          304-صفقة زواج-بربارا بيكر - عبير جديدة -مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          صقور تخشى الحب (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree474Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-11-20, 12:28 AM   #1331

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي


لا إله إلّا الله الحليم الكريم ، لا إله إلّا الله العليّ العظيم ، لا إله إلّا الله ربّ السّماوات السّبع
و ربّ العرش العظيم ، ‏اللهمّ إنّا نسألك زيادةً في الدّين ، و بركةً في العمر ،
و صحّةً في الجسد ، و سعةً في الرّزق ، و توبةً قبل الموت ، و شهادةً عند الموت ،
و مغفرةً بعد الموت ، و عفواً عند الحساب ، و أماناً من العذاب ، و نصيباً من الجنّة ، و ارزقنا النّظر إلى وجهك الكريم” .

“اللهمّ لا تردّنا خائبين، وآتنا أفضل ما يُؤتى عبادك الصّالحين ،
اللهمّ ولا تصرفنا عن بحر جودك خاسرين ، ولا ضالّين ، ولا مضلّين ،
و اغفر لنا إلى يوم الدّين ، برحمتك يا أرحم الرّاحمين ” .
” اللهم أخرجني من حلق الضّيق الى أوسع الطّريق ، بك أدفع ما لا أطيق ،
ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم ، ربّ لا تحجب دعوتي ، ولا تردّ مسألتي ،
ولا تدعني بحسرتي ، ولا تكلني إلى حولي و قوّتي ، و ارحم عجزي فقد ضاق صدري ،
و تاه فكري و تحيّرت في أمري ، و أنت العالم سبحانك بسرّي و جهري ،
و المالك لنفعي و ضرّي ، القادر على تفريج كربي و تيسير عسري” .


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-20, 01:39 PM   #1332

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد سيتم تنزيل الفصلين الثامن والثلاثون والتاسع والثلاثون تباعا

الفصل الثامن والثلاثون


الفَرَحْ...

هل هناك مشاعر إنسانية أجمل من الفرح الذي يدخل القلب مباشرة فيسكن شغافه؟
تدمع العين له فرحا،ويجعلك تشعر أنك تلامس نجوم السماء ، الفرح الذي يمحو كل أثر طبعته قسوة الأيام في عمق أرواحنا .
القلوب التي خيم التيه عليها لسنوات يغزوها الفرح الحقيقي ولو بعد حين


مساء الأربعاء في بيت العائلة

كانت فدوى وفريدة تقفان في المطبخ تجهزان لطعام العرس يوم غد ورغم أن الزفاف سيكون في فندق من أرقى فنادق العاصمة وبه بوفيه مفتوح إلا أن هذا سيكون في المساء والجميع سيكون متواجد من بداية اليوم لذلك تطهوان
أما بالخارج فكانت عايدة تجلس مع الأولاد المتجمعين حول مشغل الأغاني كل منهم يريد أغنية مختلفة إلى أن جاء فادي وحسم الخلاف قائلاً والسعادة ترتسم على كل ملامحه:"حبايب خالو دعوني اختار الاغنية القادمة"
ثم وصل مُشغِل الأغاني بهاتفه لتعلو الموسيقى التي لا يعرفها الجيل الجديد بينما يحفظها الجيل القديم عن ظهر قلب فابتسمت عايدة ابتسامة مٌحملة بعبق الذكريات ودلف فادي إلى المطبخ وأخذ غطاءين من أغطية الأواني الكبيرة من على المنضدة وخرج من المطبخ يضرب الغطائين في بعضهما فيحدثان رنة موسيقية وهو يغني مع محمد فوزي ذا الصوت الدافيء والنبرة المميزة

يا ولاد بلدنا يوم الخميس هكتب كتابى وابقى عريس الدعوة عامة وهتبقى لمة وهيبقى ليا فى البيت ونيس.
يا... ياولاد بلدنا


كان صوته يخرج من أعماق قلبه ببحة مميزة وفرحة حقيقية تنساب من بين حروف كلماته فخرجت فدوى وفريدة من المطبخ ووقفتا تنظران إليه بسعادة كأنه ابنهما لاشقيقهما وهو يغني وحوله جميع الأولاد يحيطونه بدائرة فأكمل فادي مع محمد فوزي وصوتهما يختلطان ببعضهما


هكتب كتابى على الحلوة زوبة
و
افقت عليا من غير خطوبة
وابوها قالى لية السؤال
وانت فى بلدنا زينة الرجال
انا اشتريتك لما لاقيتك
كسيب وعترة وحمش فى بيتك
ومادام عايزها وهتبقى جوزها
الغالى لاجلك يبقى رخيص
اكتب عليها يوم الخميس....


كانت شيري ترقص بانطلاق وسعادة حقيقية ومثلها سمر أما سهر فكانت تكتفي بالتصفيق الحار وشروق وشمس تقاومان رغبتهما في الرقص حرجا من فادي وعبدالرحمن الذي كان يرقص مع خاله
أما فادي فكان مندمجا ولايوجد أمامه سوى صورة ساحرته الجميلة التى بقى ساعات معدودة وتصبح ملكه،الفرحة حين تخرج من القلب يظهر أثرها على ملامح الوجه ولمعة العينين وبحة الصوت

اقتربت فدوى وفريدة من فادي ودموع الفرحة تلتمع في عيونهما فجذبته فدوى من ذراعه وضمته إليها وبكت بشدة وقالت له :"مبارك عليك ياحبيبي.."
فإلى جانب فرحتها الشديدة به فهي منذ حملها وهي عاطفية جدا وتتأثر من أقل شيء فقبل فادي رأسها وهو يضحك وأعطى سهر الغطائين وجذب فريدة من يدها هي وفدوى لترقصان معه وأردف وهو يميل على فريدة التي بدأت تتمايل معه


هعملها ليلة ولا كل ليلة
راح تبقى قصة بين كل عيلة
وهجيب عوالم ومغنينين
والزفة تبقى فرجة يوميها ..


وكأنه يرش على المحيطين به شيء بيده فعلها وهو يٌكمِل


وهرش سكر وريحان معطر
دة انا لولي عندى بالدنيا واكثر
وهقيم وليمة غالية وقيمة
ويوميها هرقص كمان وههيص
دة انا يوم هنايا يوم الخميس



كانت عايدة تشاهدهم بابتسامة مشرقة على وجهها، حماس الشباب يغلف الأجواء فيعطي طاقة جميلة في المكان
انتهت الأغنية فأخذ فادي هاتفه قائلاً وهو يرفع يديه كأنه مطرب يُحيي الجمهور:"شكرا شكرا استمعوا لما تحبوا ياشباب أنا سأذهب للحلاق يريدني من اليوم.."
فقال عبدالرحمن :"وأنا بالطبع سأذهب معك لن تتركني وحدي بين هذا التجمع النسائي الكبير..."
فقال له فادي وهو يدخل حجرته ليرتدي ملابسه:"طبعا يا عبود ..."
فأردفت فريدة بتهكم:"وهل رأيت تجمعا نسائيا بعد؟.. بعد قليل ستأتي النساء بالفعل..."
قال لها عبدالرحمن بسخرية:"حظي أن أقع في عائلة ليس فيها إلا النساء..."
فقالت له شيري باستنكار :"مابهم النثاء؟.."
قال لها بتهكم:"جميلات ماذا قلت أنا؟.."
مالت فدوى على أذن فريدة قائلة بابتسامة عابثة:"الولد يحتاج أخ تيمور عنده حق هيا يافريدة افعليها.."
لكزتها فريدة بمرفقها فقال عبدالرحمن بتساؤل:"ماذا تقولان؟..."
فاردفت فريدة بجدية مصطنعة:"تقول لي أنها تريد أن تنجب ولدين حتى لا تكون ولدا وحيدا...."
قهقهت فدوى وفريدة تدفعها مرة أخرى إلى المطبخ أما فادي فدلف إلى حجرته ليرتدي ملابسه وبعد أن أنهى وجد هاتفه يرن وكانت علية فرد عليها مباشرة:"أهلا حبي كيف حالك؟..."
قالت له وهي تغوص في فراشها ترتاح قليلا من إرهاق اليوم قبل أن تأتي صديقاتها لإقامة حفل الحناء :"مرهقة جدااا يافادي .."
قال لها :"لماذا؟؟."
قالت:"طوال اليوم وأنا .... قطعت حديثها قائلة:كنت أقوم ببعض الأمور لا تشغل بالك.."
قال لها بمزاحه الوقح:"أعرف ماذا كنتِ تفعلين هل هناك سر على زوجك حبيبك..."
ابتسمت قائلة:"غدا بإذن الله ستصبح زوجي.."
قال لها بتنهيدة حارة:"وسأعوض كل مافعلتيه بي..." قالت له بترقب :"كيف ؟.."
قال لها بغموض:"لا تشغلي بالك..."
ارتفع صوت الشباب يأتي من الشارع :"فادي.. يا فادي ياعرييييس..."

نظر عبدالرحمن من الشرفة فوجد أصدقاء فادي من الحي يجتمعون ليذهبوا معه إلى الحلاق ثم يأخذوه ليسهر معهم في آخر يوم له في العزوبية
فدلف عبدالرحمن ليقول لفادي الذي كان بالفعل سمعهم فقال لعلية:"ساتركك الآن سأنزل لأصدقائي..أراكِ غدا بإذن الله .."
أغلق معها فوجد عبدالرحمن يطرق على الباب فخرج له قائلاً:"هيا بنا..."
وما أن أغلقا باب الشقة خلفهما حتى تنفست شروق قائلة:"حمدا لله حتى نستطيع الرقص على حريتنا..."

بعد قليل

كانت صالة المنزل ممتلئة ببعض الجيران القدامى لبدور رحمها الله جئن للمباركة لفادي وأختيه إلى جانب راوية صديقة فدوى التي جاءت هي وبناتها للمباركة لعدم استطاعتها حضور الزفاف كذلك رنا جاءت هي وشقيقتها لأنها أيضا لن تحضر الزفاف وكان مشغل الأغاني يعلو بالموسيقي الراقصة والبنات يشعلن الجو برقصهن بينما الحنانة التي أصرت البنات على حضورها لرسم الحنة لهن تجلس في زاوية من الصالة تمسك كل فتاة على حدة ترسم لها رسمة الحنة التي تريدها ،كان بالنسبة لبنات تيمور الجو مبهجا ومختلفا لم يروا مثله من قبل بينما بنات فريدة اعتدنا مع أمهما وخالهما وخالتهما على أجواء مثل تلك
كان الباب ليس محكم الغلق فدلفت نسمة وهي تبارك لفدوى بينما كانت فريدة في المطبخ تٌحضر الضيافة للحضور فدخلت إليها فدوى قائلة:"نسمة بالخارج نسيت أن أقول لكِ أنني دعوتها"
ضيقت فريدة عينيها قائلة:"لم أتوقع أن تقومي بدعوتها"
"هل يضايقك؟"
قالتها فدوى بحيرة
فقالت فريدة نافية:"لا إطلاقا لما يضايقني فهي لم تفعل لي أي شيء أنا فقط أعرف أن العلاقة انتهت بينكما منذ زمن..."
مطت فدوى شفتيها ثم قالت:"هي لم تفعل لنا فعلا شيء، لا أعرف لما شعرت حين رأيتها على السلم أمس بالحنين إلى صداقتنا وأيامنا القديمة ووجدت نفسي أدعوها وأشدد عليها في الحضور.."
ابتسمت فريدة قائلة:"لأن قلبك أبيض..لا تقلقي أنا لا أضمر لها أي شيء وهي من الأساس لم تفعل معي شيء..."
دخلت كل منهما ومعها صينية من المشروبات والحلوى وصافحت فريدة نسمة بمودة بينما جلست سهر بجوار عمتها تريها رسمة الحنة التي رسمتها
وجلست فدوى بجوار راوية تثرثران فهما لهما فترة كبيرة لما تتقابلا
أما البنات الصغيرات فهن من كن يعطين لليلة معنى برقصهن ومرحهن كفراشات تحلق في بستان

************
مساء الخميس
في ساحة الفندق وقف فادي الذي كان يرتدي حِلة سوداء أنيقة وقميص أبيض ورابطة عنق بلون أسود بجوار أختيه وأزواجهما وجميع الأولاد ينظر إلى أعلى السُلم الذي ستنزل منه عروسه مع والدها وحولهم الفرقة التي ستزفهم حتى القاعة
حليق الذقن يصفف شعره تصفيفة أنيقة تزيد من جاذبيته وجهه مشرق وعينيه تلمعان بالسعادة

عريس لأول مرة هكذا كان شعوره
وكأن مافات لم يكن ،وكأن السنوات الماضية لم تترك في نفسه أثرا وهو الذي شعر لفترة بالضياع بعد فراق حتمي كان سيحدث إن آجلا أو عاجلا
قلبه ينبض بقوة فيضخ الدماء لجسده كله فيرتفع هرمون الادرينالين في جسده كله فيشعر أن به طاقة فائقة

ارتفعت أصوات الطبول وأبواق المزامير من الفرقة المُحيطة به فرفع وجهه تلقائيا للأعلى ليجدها تطل عليه بثوبها الأبيض الضخم الذي اختاره معها، تتأبط ذراع والدها الذي يرتدي حلة كاملة ويبدو الوقارعليه فتذكر رغما عنه والده بحنين

مع كل درجة كانت تخطوها كان قلبها يختلج بقوة لاقترابها منه
ومع كل درجة كانت تقترب منه كان يشعر باقتراب قطعة غالية منه
وصلت علية برفقة والدها فصافح فادي والدها واحتضنه الرجل وقبله قائلاً بجوار أذنه :"مبارك يابني .."
سمعه فادي بصعوبة بين صخب الطبول وارتفاع أصوت المزامير فقال له بصوت عالي:"بارك الله فيك.."
كان يود لويحتضنها ويقبلها ولكنهما لم يعقدا القران بعد، أعطاها باقة ورد بمزيج من اللونين الأبيض والوردي فأخذتها منه بابتسامة كانت الأروع من بين ابتساماتها
كانت تراه وسيما أكثر من أي مرة رأته فيها وكان يراها ساحرة كأميرة من أميرات الروايات القديمة بفستانها الأبيض المنفوش المرصع بفصوص لؤلؤ لامعة وحجابها الأبيض الذي يضفي على وجهها هالة من النور ،تناول يدها من يد والدها ونظر إليها نظرة إعجاب لم تخفى عليها،لم يتحدثا، فقط كانت بينهما إشارات بالعيون يفهمونها جيدا فأشار لها بعينيه نحو ذراعه لتحيطه بيدها ورغم حرجها من ملامسته إلا أنها تعلقت في ذراعه لتبدأ الزفة وهما يسيران بين الحضور والفرقة تتقدمهما حتى باب القاعة المُقام فيها الحفل

انتهت مهمة الفرقة ما أن وصل العروسان عند باب القاعة لتستقبلهما أنغام موسيقى الإستقبال العالية
كانت بنات فريدة وبنات تيمور يرتدين جميعهن فساتين بلون بنفسجي بتصميم واحد وكن يقفن بجوار فادي وعلية
أما فدوى فكانت ترتدي فستان أنيق بلون أزرق برباط أسود من أسفل الصدر وينسدل على جسدها واسعا فضفاضا ليناسب التغيرات الجسدية التي طرأت عليها وظهرت بطنها منتفخة قليلاً فقال لها سامر وهو يحيط ظهرها بذراعه:"فدوى تعالي اجلسي بجوار أمي قليلاً لن تستطيعي الوقوف طويلا..."

كانت بالفعل بدأت تشعر بالتعب فهي من بداية اليوم تقف على قدمها ومنذ حضورهم إلى القاعة وهي ترحب بالمدعوين فقالت له :"انتظر فقط حتى ينتهي عقد القران بعدها سأجلس.."

أما على بعد خطوات من الزفة فكان يجلس المأذون على طاولة يعد لعقد القران وبجواره يقف تيمور وبجواره عبدالرحمن من جهة ومن الجهة الأخرى تقف فريدة وفي يدها شيري ينظران إلى فادي وعروسه وهما يقتربان منهما فحانت من تيمور نظرة إليها فابتسمت له ابتسامة حلوة، كانت جميلة بفستانها الذهبي اللامع الذي ينساب على جسدها بنعومة ضيقا من أعلى حتى الركبتين ومن بعدهما يتسع قليلاً فكانت تبدو كعروس البحر ،بادلها الإبتسامة وهو يلاحظ السعادة التى تبدو على وجهها الذي امتلأ قليلا في الأيام الأخيرة وعينيها اللتان تبرقان بالسعادة أما شيري فكانت ترتدي فستان بنفس لون فستان فريدة ولكن بتصميم مناسب لسنها ضيق حتى الخصر ثم يتسع من عند الخصر حتى الأسفل

وصل فادي وعروسه وجلسا متجاورين وبجوار فادي المأذون وبجوار المأذون من الجهة الأخرى والد علية وشقيقه الذي سيشهد على العقد أما من جهة فادي فمنذ أيام وهو يحتار مابين تيمور وسامر من منهما يشهد على العقد إلى أن قال لهما بالأمس أن الأكبر هو من يشهد ليكون تيمور هو الشاهد الثاني على العقد فجلس بجوارعم علية
وحول الطاولة كانت والدة علية وأختها وزوجها وفريدة وعبدالرحمن وسامر وفدوى بينما يشاهد باقي الحضور العروسين عبر شاشة كبيرة في مقدمة القاعة وأخرى في المؤخرة
قال فادي عبر مكبر الصوت :"أستأذنكم قبل عقد القران قراءة الفاتحة على روح أبي وأمي ..."
ثم نظر إلى فدوى وفريدة الواقفتان على بعد خطوات منه ومن ثم حول نظره إلى المجسم الكارتوني الذي تم تصميمه خصيصا يحمل وجه والديه يقفان متجاورين بوجيهما البشوشين وتم وضعه في ركن مميز في القاعة بحيث يكون ظاهرا للجميع وكأنهما يحضران معهم نظرت فدوى إلى فريدة بتأثر وعم الصمت في القاعة لثوان والجميع يقرأ الفاتحة بعدها بدأ المأذون الكبير في السن الذي يحمل روحا مرحة في إلقاء كلمته للعروسين قبل عقد القران وهو يتجه إليهما بنظره قائلاً:" بسم الله الرحمن الرحيم وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * صدق الله العظيم
اتجه ببصره ناحية العريس قائلا:" سأبدأ بوصية الزوج أولا وأقول له أتقِ الله في زوجتك أطعمها وأكسها بالحلال وعاملها بمعاملة الاسلام، أحسن اليها إذا أحسنت واعف عنها إن أساءت ولك في رسول الله أسوة حسنة ،ثم أردف قائلاً: تعاهد الله على ذلك؟.."
قال له فادي وهو يشعر باختلاط رهبة اللحظة مع فرحة العمر:أعاهد الله على ذلك "
فقال الرجل موجها كلامه للعروس الشابة الجميلة :"وأنتِ أيتها الزوجة اتقي الله في زوجك واطيعيه طاعة عمياء ثم قال ضاحكا:مع أنه لا توجد امرأة تطيع زوجها طاعة عمياء.."
ضحك كل من في القاعة مؤكدين على كلام الشيخ الذي عاد لجديته وهو يرفع سبابته قائلاً: أطيعيه
طالما لا يأمرك بمعصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق..أومأت له علية برأسها ورهبة اللحظة تجعلها لا تستطيع النطق فأردف الرجل: وتذكري أن الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة؟
أكمل الرجل خطبته القصيرة موصيا فيها الزوجين ثم أردف قائلا: موافقة يا انسة علية؟.."
فقالت علية بصوت متحشرج:"موافقة.."
فقال الرجل:"بصوت أعلى .."
فأجلت صوتها قائلة:"موافقة.."
وهي تشعر أن كل مافيها ينتفض
أين ذهب لسانها الطويل؟
أين ذهبت مشاكساتها له؟
كل ذلك تبخر وهي ترى حلم كانت تحلمه لمدة عام كامل يتحقق أمامها
،دقائق معدودة وكان القران قد عُقِد وعلت أصوات الزغاريد في القاعة واختلطت بدموع الفرح التي التمعت في عيون والدة علية وإخوة فادي وبعد أن بارك الجميع للعروسين وانصرف المأذون دعا الشاب المسئول عن تنظيم فقرات الحفل العروسين ليرقصان معا رقصتهما الأولى على موسيقى رومانسية هادئة

بسط فادي كفه أمامها فوضعت كفها في كفه فشدد عليها وجذبها حتى صعدت معه في منتصف ساحة الرقص وتوسط كلاهما دائرة الضوء في منتصف الساحة فوضع فادي يدها على كتفه وظلت يدها الأخرى في يده وأحكم ذراعه الأخر حول خصرها ليجذبها نحوه وفي نفس لحظة اقترابهما الأول من بعضهما سرت في جسد كل منهما رعشة لذيذة ،سحر خاص بأوائل الأشياء أول لمسة أو لقاء ومعها ما كان يؤجج مشاعره هي مشاعرها البكر الذي يصله لهيبها كلما اقترب منها، ضمها إليه بشوق سنوات ولم تمانع وهي تُسَلِم له للمرة الأولى ،كانت دائما تعاند وتكابر وتتمنع عليه وهي من داخلها ستموت عليه
استندت برأسها على صدره وهي تستنشق رائحته التي أذابت أعصابها طويلا ولم تكن تستطيع الإقتراب ،كانت تتفتت ولا تستطيع الإقتراب إلى أن التصقت به هكذا فلم تكن حقيقة تريد الإبتعاد مستسلمة له ولاقترابه ولهمساته العاشقة التي يهمس بها في أذنها وتسمعها رغم صخب الموسيقى حولهما ،الموسيقى التي لم تكن تنتبه لها وهي بين يديه


أما إخوته فكانوا في واد آخر فسامر كان يتمم على البوفيه وأنه لاينقصه شيء وفدوى تجلس بجوار حماتها وعايدة خالة تيمور والاولاد جميعا وبجوارها على نفس الطاولة اسرة كرم ابن خالها زوجته وأبناؤه
أما كرم نفسه فكان مع تيمور وفريدة يرحبون بالمدعووين الذين يأتون على دفعات

كانت هناك طاولة لأصدقاء فادي وعلية من العمل عليها رئيسهما المباشر في العمل ورضوى وهاني وتسنيم وخطيبها الذي عاد من سفره وإيناس ،جميعهم سعداء لأجلهما
مال هاني على أذن رضوى قائلاً:"أشتاق إلى مثل هذه اللحظة..."
ابتسمت له ابتسامة عذبة قائلة:"هانت حبيبي باقي القليل.."
نظر إليها نظرة خاصة قائلاً:"حقيقي الإنتظار أصبح صعبا..."
نظرت إلى عينيه اللتين يبدو فيهما الإشتياق وقالت :"نستطيع الزواج الان ونكمل باقي الأشياء بعد الزواج.."
كانت هي الأخرى تشعر أنها تريد الإنتقال إلى بيته بعد أن ملكها ،مع هاني تعلمت ماذا يعني الحب ،معه على مدار الشهور الماضية تعلمت منه الكثير لا تعرف كيف كان أمامها لسنوات ولم تراه

أما تسنيم فكان زفافها قد اقترب بالفعل بعد عودة خطيبها ،لم تكن تشعر بالاستقرار في غيابه أما الان فبدأت بالشعور بالأمان والإستقرار
قال لها رامي خطيبها وهو يميل نحوها:"هذا الزفاف فتح نفسي على الزواج.."
ابتسمت له قائلة:"أنا نفسي مفتوحة منذ زمن .."
بدا على وجهه الشعور بالذنب قائلا:"أعلم أنني تركتك سنوات طويلة ولكن كما تعلمين لم أكن لأستطيع انجاز شيء وأنا هنا.."
ابتسمت قائلة:"أعلم حبيبي هل ستبرر لي ؟أنا كنت معك في كل خطوة.."
زفر قائلا:"هانت حبيبي أسابيع قليلة ونكون معا..."
أما إيناس فكانت تنظر إلى كل الثنائيات حولها وتتمنى من الله أن يرزقها في القريب مثلهم

لمح تيمور الذي يقف في استقبال المدعوين وليد وزوجته يقتربان فابتسم لصاحبه بملء فمه وما أن اقترب حتى احتضنا بعضهما فقال له وليد :"العاقبة لبناتك ياحبيبي.."
فاقتربت فريدة وصافحت زوجته التي باركت لها وقبلتها ثم صافحت وليد الذي قال لها:"العاقبة للأولاد يامدام فريدة.."
قالت له :"بارك الله لك.."
ثم دخل معهم تيمور ليوصلهم إلى المنضدة ...

بعد أن انتهت الرقصة وجلس فادي وعلية في الكوشة المزينة بباقة كبيرة من الورود وقف المصور يلتقط لهما الصور مع الأهل والأقارب والأصدقاء وبعد أن انتهي الجميع صعد بجوارهما تيمور وفريدة والأولاد وسامر وفدوى ليأخذوا صورة عائلية كانت الأروع بين كل الصور فبجوار فادي وقفت فدوى وبجوارها زوجها وبجوارعلية فريدة وزوجها وأمام العروسين الخمسة بنات جلسن تتوسطهن شيري وخلف فادي وعلية كان عبدالرحمن يقف بحلته الأنيقة التي جعلته يبدو في عمر أكبر من عمره

بعد أن انتهوا من التصوير طلب المشرف على الحفل من العروسين النزول إلى ساحة الرقص ودعا كل أصدقائهما
ليقف فادي وعلية التي كانت ترتدي في قدميها حذاء رياضي أبيض مرصع بفصوص اللؤلؤ يتناسب مع فستانها ،كانت مستعدة للإنطلاق والتحرك بحرية فلم ترتدي حذاءا بكعب عالي
التف حولهما أصدقاء فادي من الحي ومن المصرف وصديقات علية وعبدالرحمن والبنات وفدوى وفريدة اللتان ما أن رأي زوج كل واحدة منهما أنهما دخلا بين الزحام حتى هرع كل واحد نحو زوجته ووقف خلفها حتى لا يضايقها أحد
مسك فادي مكبر الصوت ليغني على نغمات عمرو دياب الاغنية التي اختارها ليهديها لها وهو ينظر اليها

يتعلموا يتعلموا من الرقة دي يتعلموا
شوف هما فين وحبيبي فين
مشافوش كده ولا يحلموا


كان يمسك مكبر الصوت بيد وبيده الأخرى يمسك يدها الصغيرة وكأنه مسك نجمة من السماء وكانت تتمايل يمينا ويسارا كفراشة رقيقة

اللي عنده ضحكة زي دية
واللي لون عيونه مش عادية
يجي هنا جنبي يجي ليا
أحكيله اللي شفته انا بعنيا


كان يغني بحماسه الذي لم ينطفيء منذ أن سمع منها كلمة نعم أريدك وكانت تتراقص أمامه بسعادة تبدو علي وجهها وضحكتها ونظرة عينيها

اموت اموت في الضحكة دي
اموت اموت في النظرة ديا
الله الله الله عيني عليه

أخذ يدور بها وهي تدور حول نفسها ممسكة بيده إلى أن جذبها في نهاية الأغنية إلى حضنه

كانت فريدة مندمجة معهما وأخذت رغما عنها تتمايل وتهز كتفيها فوجدت من يهمس بجوار أذنها بحزم:"فريدة هانم من فضلك لا تتمايلين هكذا حولك الكثير من الرجال..."
رفعت وجهها إليه قائلة ببراءة:"وهل كنت أتمايل؟.." قال بنظرة جادة:"نعم ألم تشعري بنفسك؟.."
قالت بنفس البراءة:"إطلاقا لم أشعر بنفسي تقريبا فقط أخذتني الحماسة.."
منع ابتسامة تريد أن تشق طريقها إلى شفتيه على شقاوتها التي أصبحت مسيطرة في الفترة الأخيرة شقاوتها التي تشعره أنها عادت إليه فريدة التي أحبها


يتبع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-20, 01:46 PM   #1333

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

جاء دور العروس لتُهدي عريسها أغنية فمسكت علية مكبر الصوت لتغني الأغنية التي اختارتها خصيصا له وهي تنظر إليه لاتحيد بعينيها عنه

حبيبي على نياتو
كل البنات اخواتو
ده ماكنش كده
بس انا غيرت كل حياتو
دلوقتي عايشها جد
وعيونو مش شايفه حد
لو وحده بتسألوا
بيسبني انا اللي ارد


كانت تغني وتعبر بوجهها وعينيها أما هو فأخذ يرقص
رقصا شبابيا وأمامه عبدالرحمن الذي يرقص مثله بالضبط وحوله أصدقاؤه يحمسونه

حبيبي داب على ايدي وتاب
دخلني قلبو وقفل الباب


كانت تغني وتشير على فادي وهو أيضا يشير بيديه على نفسه بما يعني أنه المعني فعلا بالكلام

يا خواتي عليه ياخواتي
دي برأته ماليه حياتي
الي بنظره كان يتشد
وبرأته كانت ملهاش حد
بيسلم وعنيه في الارض


أحاط فادي خصرها بيديه فكانت تتمايل بين يديه برشاقة
وتغني بسعادة وهي تشعر بنفسها خفيفة كالريشة بين يديه
كان سامر يقف خلف فدوى، يعرف انها متعبة ولكنها لا تستطيع الجلوس تريد مشاركة شقيقها كل لحظة فكان يقف بجوارها حتى إذا تعبت يكون موجودا
و تيمور كان مثله يقف خلف زوجته ولكن خوفا عليها من الزحام خاصة بفستانها هذا الذي لو علم من قبل أنه سيكون بهذا الشكل عليها لمنعها من لبسه لا لشيء سوى أنها رائعة الجمال فيه إلى جانب اكتسابها بعض الكيلوجرامات خلال الفترة الماضية تركزت في أماكن جعلتها متفجرة الأنوثة
كان يشعر بالضيق من مظهرها ولكنه لايريد أن يضايقها يوم زفاف شقيقها، رفع نظره جهة باب القاعة فلمح إبراهيم يدخل ويتلفت حوله فمال على أذن فريدة قائلا:"جد الأولاد أتى يافريدة.."
صوبت عينيها جهة الباب فوجدته فقالت لتيمور :"نادي عبدالرحمن .."
فناداه فقالت له فريدة:"تعال لتستقبل جدك...."
ذهب عبدالرحمن لاستقبال جده الذي دعاه فادي ولبى الرجل الدعوة من باب الذوق وإكراما للعشرة القديمة مع الأستاذ عبدالعزيز وحتى يشارك أحفاده المناسبة

ما أن اقترب عبدالرحمن حتى فتح له جده ذراعيه واستقبله قائلا وهو يضمه:"العاقبة عندك حبيبي .."
قالت له فريدة:"في حياتك بإذن الله ياعمي.."
قال إبراهيم بشجن:"هل تعتقدي ياابنتي سأعيش حتى أزوجه؟.."
قالت له بمودة:"بإذن الله وترى أبناؤه أيضا.."
كان تيمور قد أحضر البنات وأجلسهن بجوار خالته خوفا عليهم من تجمع الشباب فذهب إلى فريدة ورحب بإبراهيم قائلاً:"أهلا يا حاج إبراهيم تفضل..."
أومأ له إبراهيم برأسه قائلاً:"أهلا بك ...."
دلف إبراهيم معهم للداخل وجلس على نفس الطاولة التي يجلسون عليها فقامت سمر وسهر وصافحا جدهما الذي ابتسم ما أن رأى هيئتهما الجميلة
كان عبدالرحمن وأختيه أمامه كورود متفتحة وهو لم يكن يريد سوى ذلك ،حتى سهر كان وجهها ينبض بالحيوية عكس الفترة التي كانت متعبة فيها حيث كانت كوردة ذابلة
كان إبراهيم يريد تأدية الواجب ويمشي سريعا ولكن فريدة وفدوى أقسمتا عليه أن ينتظر البوفيه الذي كان أمامه دقائق ويُفتح
جاء تيمور لفريدة مرة أخرى قائلاً:"شهاب وإياد وصلا يافريدة.."
فاستأذنت من إبراهيم وذهبت لاستقبالهما هما وزوجتيهما

بعد أن فُتِح البوفيه وتناول جميع المدعوون طعم العشاء والحلويات
استأذن إبراهيم قائلاً لفدوى وفريدة:"لابد أن أمشي تأخر الوقت وأنتم تعرفون أنام مبكرا .."
صافحهما وبارك لفادي وعروسه مرة أخرى فقالت فريدة لعبدالرحمن :"وصل جدك للخارج..."
فخرج معهما تيمور من باب الذوق ليوصل الرجل الكبير الذي كانت هناك سيارة تنتظره لتقله فقال إبراهيم لعبدالرحمن:"اعتني بأختيك يابني وإن احتجت أي شيء حدثني ثم أردف ثانية مشددا :وأختيك.. اهتم بهما.."
لم يعرف تيمور هل عليه أن يتحدث أم لا ولكنه قدر شعور الرجل وهو يخاف على البنات فأردف قائلاً بصدق:"لا تقلق ياحاج إبراهيم فكما رأيت أنا معي ثلاث بنات وسهر وسمر مثلهن تماما والله شاهد على ذلك ...."
رغما عن إبراهيم لم يكن يتمنى أن يسمع هذه الكلمات من رجل غير ابنه ولكنه لاينكر أن النبرة الصادقة للرجل وهيئته التي توحي بأنه رجل محترم وما سمعه عنه وعن والده جعلت كلماته تنزل على قلب إبراهيم كأنها بردا وسلاما .."
ولكنه لم يقل له سوى :"بارك الله لك.."
قبل أن يستقل السيارة وتنطلق به

دلف تيمور إلى الداخل مرة أخرى ومعه عبدالرحمن ليجدا دائرتين كبيرتين في ساحة الرقص، دائرة للعروس وصديقاتها ودائرة للعريس وأصدقاؤه يرقصون رقصا شبابيا فانضم لهم عبدالرحمن بينما اكتفى تيمور بالوقوف بجوار سامر الذي يتابع زوجته من بعيد
كانا كلاهما يرتدي حِلة بلون كحلي بالمصادفة الفارق أن سامر يرتدي رابطة عنق أنيقة أما تيمور فكعادته لا يرتديها ويفتح أول زرارين من أزرار القميص وكلاهما يبدو جذابا بطريقة تخصه فقال تيمور لسامر وهو يضع يديه في جيبي بنطاله :"العاقبة عندكم يادكتور حين تقوم فدوى بسلامة الله ونفرح بالصغار ونزوجهم..."
قهقه سامر ضاحكا وقال :"بإذن الله، والعاقبة عندك حين نفرح بالبنات يابشمهندس..."

وقف حوله أصحابه يغنون له بصوت عالي طغى على صوت صاحب الأغنية الأصلية وهو بينهم يرقص كما لم يرقص من قبل

يا نجف بنور يا سيد العرسان
يا قمر ومنور ع الخلان
يا نجف آه يا نجف حلو يا نجف آه
على خدك 100 مليون وردة
وعينينا عليك ساقعة وباردة


بإشارة من هاني لأصدقاءهما في المصرف انقضوا على فادي وحملوه وأخذوا يقذفونه للأعلى ويتلقفونه بين أيديهم مرة أخرى وهم يصيحون بصوت عالي

حلو ومدلع من يومك
واسم الله عليك ملو هدومك
والدنيا دي عايمة على عومك
بتغني أمان يا لالالي أمان
يا نجف .. آه يا نجف .. حلو يا نجف آه


كانت علية قد توقفت عن الرقص وهي تنظر إليه وهو يرتفع في الهواء ليسقط بين أيادي أصدقاؤه وكان قلبها يصعد معه ويسقط أرضا مع سقوطه، تعرف أنهم يمزحون معه ويدللونه ولكن قلبها أيضا لايتحمل
ظهر التأثرعلى وجهها لتسأل نفسها متى أحبته كل هذا الحب؟
ليأتي الجواب مباشرة....
أحبته منذ رأته ووجدت فيه كل ماكانت تحلم به في شريك حياتها منذ أن شبت

وكما أن للبدايات جمالا ف للنهايات جمالا وسحرا آخر خاصة حين تكون نهاية يعقبها بداية كنهاية ليلة مرت على الجميع كليلة من ألف ليلة فرح فيها قلب أب وأم بزفاف صغيرتهما وفرح فيها قلب أختين بشقيق بنكهة إبن أحيانا ونكهة أب في أحيان أخرى
انتهت الليلة بسلام وصافح العروسان الأهل بعد زفة أخرى ولكن صغيرة في شارع فادي فهو لم يحب أن يبيت ليلته في الفندق كان يحب أن يبدأ أول أيام حياته في بيتهما حتى يكونا على حريتهما ....

أغلق فادي باب الشقة بعد أن نزلت حماته التي صعدت مع ابنتها لتطمئن عليها ،أغلق الباب بالمفتاح ودلف إلى حجرة نومهما الأنيقة ذات اللون البني الفاتح والحوائط التي تجمع مابين اللون الوردى والكريمي بمزيج ألوان رائع اختارته علية ،علية التي كانت تجلس على طرف الفراش منكمشة كقطة مُبتلة في ليلة شتوية شديدة البرودة فأغلق باب الغرفة فانقبض قلبها وانكمشت أكثر فاقترب منها بهدوء ووقف أمامها قائلاً:"لماذا تجلسين هكذا؟.."
قالت له بصوت متصلب خرج من حلق جاف من أثر التوتر:"أنا أرتاح هكذا..."
ابتسم ابتسامة جذابة وهو يستشعر توترها قائلا:"لما تتحدثين بصوت منخفض هكذا أين لسانك الذي نقيسه بالمتر هل أكلته القطة؟..."
ارتفع صدرها وانخفض أمامه بشكل ملحوظ وقالت بصوت منخفض:"موجود أنا فقط متعبة وأريد أن أنام.."
مد لها يده فرفعت وجهها إليه ورأى القلق في عينيها واضحا جليا وبالطبع يُقدر توترها وخجلها، وضعت يدها في يده ليجذبها بقوته البدنية التي رفعتها لتقف أمامه وقال لها بهدوء:"لما تخافين هكذا؟..."
تنحنحت قائلة:"لا أخاف أنا فقط ..."ولم تعرف ماذا تقول..
فقال لها بصوت حنون:"لا تخافي.."
وضمها إليه ضمة حانية ليحيطها بذراعيه ويطبعها على قلبه ،ظل عدة دقائق لايفعل شيء سوى أنه يضمها ويضع رأسه على كتفها إلى أن هدأ ارتجافها تماما ، كان يعتبر أول تلامس بينها وبينه وأول تلامس بينها وبين رجل على الإطلاق فكانت في البداية خجولة متوترة ثم لم يلبث دفئه أن انتشر عبر أوردتها فبث فيهم دفئا وطمأنينة
أبعدها عنه قليلاً وقال لها بعفوية :"إخلعي فستانك؟.."
ظهر الهلع في عينيها وقالت له:"ماذا ؟... لا لن أخلعه أنا سأبقى به."
قال لها باستنكار:"هل ستبيتين بفستانك؟ ثم أردف وهو ينظر إليها بابتسامة عذبة:اخلعي فستانك لتتوضأي ونصلي العشاء وركعتين لله نبدأ بهما حياتنا معا.."
ظهر الإرتياح على وجهها فأردف هو بتهكم:ماذا ظننتي ؟ لما أفكارك كلها تذهب إلى اتجاهات أخرى غير التي أقصدها ألم أقل لكِ من قبل أن نيتك سيئة وتظنين كل الناس مثلك!..."
اتسعت عينيها قائلة بغيظ:"أنا! أنا نيتي سيئة؟.."
قهقه ضاحكا وقد جعلها تتخلص من خوفها وتوترها وتعود إلى طبيعتها فهو لايريدها متوترة مشدودة
قالت له وهي تشير إلى الباب:"حسنا اخرج حتى أبدل فستاني.."
أخذ نفسا عميقا ثم نزع سترته ووضعها على الفراش وجلس وخلع حذائه وجوربه قائلا لها وهو يخلعهم :"لا أعتقد أنكِ ستستطيعين خلع هذا الفستان بمفردك سأساعدك ثم أتركك تبدلي باقي ملابسك وأخرج لآخذ حماما بالخارج وأتوضأ وأعود إليكِ..."
كان يتحدث بعفوية وبساطة وكانت تشعر بالخوف والحرج فلم تبدل ملابسها أمام أحد من قبل
أما هو فكان يتجنب الإقتراب منها قبل أن يصليان معا ،كان يعرف أنه إن اقترب فلن يبتعد
اقتربت هي من منضدة الزينة فبعد تفكير أقرت أنها لابد أن تبدل هذا الفستان الضخم فنزعت حجابها أمام المرأة فانسدل شعرها على ظهرها غزيرا ناعما
فاقترب هو من خلفها ومسد عليه برقة ثم مال وقبل رأسها برقة أكثر ثم فتح لها سحاب الفستان فشعرت ببرودة تلامس ظهرها فقالت له بصوت متحشرج:"حسنا أشكرك يكفي هذا سأكمل أنا.."
لم يرد عليها وهو يساعدها بهدوء في نزع الفستان
إلى أن وجدته سقط كاملا تحت قدميها فوقفت أمامه متخشبة تشعر بالحرج رغم أنها كانت تحتاط للحظة مثل هذه فلم ترتدي قميصا فاضحا بل كان محتشما ومغلقا من كل الجهات أما هو فابتسم وهو ينظر إليها من قمة رأسها حتى أخمص قدميها ثم أردف قائلا بصوت خشن خرج رغما عنه:توضأي في حمام الحجرة وانتظريني لنصلي معا .."
ثم تركها وخرج ليتحمم في الحمام الخارجي فجسده كله كان قد تعرق من الرقص المتواصل لعدة ساعات


يتبع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-20, 01:49 PM   #1334

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد قليل

خرج من الحمام يرتدي منامة بلون أزرق وفتح باب حجرته وهو يجفف شعره بالمنشفة ليجدها تجلس على طرف الفراش باستكانة ترتدي اسدال بلون كريمي وجهها المتورد يجعلها تبدو أمامه كوردة متفتحة تنتظر القطاف نظرت إليه فكان وسيما جذابا كعادته فقال لها وهو يتقدم منها:"هيا لنصلي..."
وقفت بجواره بوجل فصليا معا العشاء تبعاها بركعتين سألا الله فيهما التوفيق في حياتهما القادمة

استقام فادي وهي بعده فدلفت مباشرة إلى الحمام وخلعت الاسدال وخرجت له بمنامة بيضاء بكم فرفع حاجبا مستنكرا ولكنه تمالك نفسه حتى لا يُفزعها
فاقترب منها في منتصف الحجرة وقد أغلق الضوء الرئيسي لتبقى الإضاءات الجانبية الهادئة الملونة وأحاط ذراعيها بكفيه قائلاً:"مارأيك في الغرفة، كما رأيتيها في الصور؟.."
قالت له بابتسامة صغيرة:"بل أجمل.."
قال لها بنبرة حانية وهو يلمس خصلة شعر طويلة من خصلات شعرها :"مثلك بالضبط أجمل من أي مرة رأيتكِ فيها ...."
في نبرة صوته شعرت حنانا ودفئا عجيبا جعلاها تنظر إليه بحدقتين متسعتين ،كان قد نجح في امتصاص توترها كله بهدوئه الذي بذل فيه مجهودا وتعامله الطبيعي معها فلم تنتبه أن أنامله تسللت إلى خصلات شعرها الطويلة الناعمة سوى بعد أن شعرت بأطراف أنامله تمشط شعرها ،ذابت في عمق عينيه الدافئتين وحين رأى استسلامها اقترب منها أكثر وما أن اقترب حتى تذكر تهورها وتذكر الصفعة التي أخذها على غفلة ذات يوم فأخفض يديه معا ليمسك يديها ثم أكمل اقترابه الذي لم يكن بعده الابتعاد ممكنا فقبلها قبلة أذابتها أودعها فيها حبه وعشقه وهيامه بها أودعها فيها شغفه بها ولم تشعر بشيء بعدها وهي تنصهر معه فتسمح بما كان ممنوعا عليه من قبل وتبدأ ليلة من أجمل لياليهما معا ليلة لم يتذكر فادي أنه مر بمثلها من قبل وكأن كل ماقبلها لم يكن
ليلة وُثِقت وسيبقي أثرها خالدا أمامهما طوال العمر
*************
في الصباح

فتح عينيه صباحا وهو يشعر بالوخم وكان يريد العودة إلى النوم لولا أن نظر بجواره فوجدها نائمة كقطة بيضاء ناعمة تتدثر بالغطاء حتى عنقها فابتسم وهو يسترجع ليلتهما السابقة واقترب منها حتى لم يصبح بينه وبينها إلا مقدار نفسا واحدا ،ظل هكذا دقائق قليلة يتأمل وجهها الملائكي وهي نائمة إلى أن شعرت بأنفاسه قريبة منها ففتحت عينيها وما أن رأته أمامها هكذا حتى رمشت بعينيها عدة مرات ثم قالت له بصوت منخفض بعد أن أسعفتها ذاكرتها الصباحية الضعيفة أن زواجهما تم بالأمس:"ماذا تفعل؟.."
:"أقول صباح الورد والفل والياسمين.."
قالها بصوت هامس رقيق وعينان تلمعان بالتسلية
فأردفت بصوت ناعس:"صباح الخير..."
فقال مشاكسا:"الخير فقط؟.."
ابتسمت قائلة:"الخير وكل الأشياء الجميلة..."
قال لها وهو يلامس أرنبة أنفها بأنفه :"أنتِ كل الأشياء الجميلة، كنتِ جميلة بالأمس كما لم أتوقع على الإطلاق.."
ضيقت عينيها قائلة:"كيف يعني كنت؟.."
مط شفتيه ثم قال لها:"حقيقة كنت أخاف منكِ كنت أتوقع ما أن أقترب منكِ حتى آخذ صفعة محترمة على وجهي.."
قهقهت ضاحكة ضحكة برنة عالية وقالت له :"حقا! لم يخطر ببالي على الإطلاق..."
رفع حاجبا واحدا وهو ينظر إليها من أعلى بشر:"على ذكر ذلك حقا أنا لا أترك ثأري أبدا.."
ظهر القلق على وجهها فقالت له:"ماذا تقصد ؟.."
لمعت عينيه في جذل كالأطفال حين رأى قلقها وقال لها بنبرة وعيد:"أقصد أنني سآخذ حقي كاملا.."
حاولت الفرار من بين يديه ولكنه لم يسمح لها فقالت له بارتياب:"فادي أنا زوجتك ..."
فقهقه ضاحكا وقال:"زوجتي وحبيبتي وسآخذ حقي بطريقتي ماذا ظننتِ أنتِ ؟... ثم أردف وهو يقترب منها بشدة:دائما تفهمين بشكل خاطيء...."

***************
بعد مرور عدة أيام

جلس فادي في حجرة الصالون العصري في شقته مع سامر وفدوى وتيمور و فريدة الذين أتوا للمباركة له قبل سفره مع علية لقضاء عدة أيام في إحدى المدن الساحلية
كان وجهه ينبض بالسعادة فلم تكون فدوى ولا فريدة في حاجة لسؤاله عن أحواله ...
دخلت علية وهي تقدم لهم مشروبات وحلويات للمرة الثانية منذ أتوا فقالت لها فريدة بمودة:"ليس هناك داع ياعلية لقد أحضرتِ الكثير ونحن من الأساس سنرحل..."
فقالت لها علية بجدية:"لا طبعا لن ترحلوا قبل تناول الغداء .."
فقالت فدوى وهي تنظر في ساعتها:"أنا لدي موعد مع الطبيبة بعد أقل من ساعة ولابد أن أرحل..."
قالت علية :"أجليه يافدوى فأنا لن أترككم ..."
فأردف فادي بفخر:"طبعا لابد أن تتذوقوا طعام علية.."
في نفس اللحظة نظر إليه كل من تيمور وسامر نظرة خاصة بهما فأردف فادي:"حماتي الحبيبة طبخت لنا طعام أسبوع كامل هي ستسخن فقط لن تتعبوها لا تقلقو.."
فكتم سامر وتيمور ضحكة تريد أن تخرج تهكما على فادي الذي يشيد بتسخين زوجته للطعام
فقال تيمور:"لا فعلا مضطرين للانصراف فأبي سيأتي في الصباح ولابد أن نعود لنعد لاستقباله..."
قال فادي :"حقا ؟ لو كنت أعرف أنه سيعود بعد زفافي بأيام لكنت أجلت العرس حتى يأتي ..."
قالت له فريدة:"نحن لم نكن نعرف، هو ما أن وجدنا اقتربنا من انهاء الشقة حتى تفاجأنا أنه حجز بالفعل..."
قالت علية:"يأتي بألف سلامة ونحن سنزوره بإذن الله..."
قالت فريدة :"بإذن الله حبيبتي سأنتظر زيارتكما..."
أشار سامر لفدوى ثم استقام قائلا وهو يصافح فادي:"أراك حين تعود حبيبي لابد أن ننصرف حتى نلحق بموعد الطبيبة ..."
قال فادي بعد أن صافحه :"حسنا وبعد أن تنتهوا حدثيني يافدوى لأطمئن.."
قالت له وهي تصافحه :"حسنا حبيبي.."
استقام تيمور هو الآخر قائلاً لسامر:"خذني معك..."
فقال فادي:"حتى أنتم !...حسنا انتظروا لأوصلكم.."
فقال له تيمور:"لا يا عريس لا تتعب نفسك نحن نعرف طريقنا جيدا .."
صافحت فريدة وفدوى علية التي كانت سعادتها تبدو على وجهها وهي تقف بجوار زوجها تناغمهما معا يجعلهما يبدوان في صورة تكمل بعضها بعضا
ونزلا معا حتى تذهب كل منهما إلى وجهتها مع زوجها ،
كانت فدوى تنزل ويمسك يدها سامر وخلفهما تيمور وفريدة ،وكانت كريمة بالصدفة تفتح الباب لتضع القمامة في السلة حين وجدت فدوى أمامها بصحبة زوجها فقالت لها فدوى :"السلام عليكم كيف حالك خالتي.."
"بخير الحمد لله"
قالتها كريمة بنبرتها المستكينة حديثة العهد عليها وعينيها الضيقتان تدققان في النظر فيمن ينزل خلف فدوى التي تجاوزتها ما أن ألقت السلام لتجد فريدة بصحبة زوجها ولكنها أمامها لم تكن تبدو كفريدة ،كانت أجمل وعلامات الراحة تعلو وجهها، ترفع قامتها باعتداد حتى نبرة صوتها وهي تقول لها بابتسامة مشرقة:"كيف حالك خالتي..."
لم تكن هي نبرة صوتها غمغمت كريمة بالحمد لله بصوت منخفض وهي تشعر بأنها حقا بها شيء مختلف ولكنها لم تتبين كنهه فقد تجاوزتها ونزلت وخلفها ذلك الرجل ذو الجسد الرياضي الذي حجب عنها بقامته الطويلة رؤية فريدة وهي تنزل الدرج

*************
وقفت فريدة في حجرتها الجديدة،حجرة تيمور حين كان صغيرا،وقفت تنظر حولها إلى التغيرات الجذرية التي تمت في الحجرة، لقد تم دهانها دهانا جديدا على ذوقها وتم فتح باب لحمام متوسط المساحة داخل الغرفة إلى جانب حجرة صغيرة للملابس ،اختارت حجرة النوم بلون أبيض أنيق ،لا تعرف لما أصبحت تحب الألوان الفاتحة مؤخرا ،تقدمت من النافذة التي وضعت تحتها أريكة وبجوارها منضدة صغيرة ستضع عليها صورها هي وتيمور معا...
فتحت الستائر التي يتطابق لونها مع لون البساط الناعم المفروش أرضا ونظرت للخارج وابتسم ثغرها وهي ترى الحديقة الواسعة أمامها ،حديقة الدكتور فؤاد وقد فُتِحت عليها حديقة الشقة المجاورة فأصبحت الحديقة أكثر اتساعا وبين الحديقتين نافورة ماء صغيرة مُحاطة بصخور ملونة للزينة وأحواض ورود مختلفة الألوان والأنواع ،حديقة الدكتور فؤاد كما هي لم يتغير فيها شيء وفي الحديقة الأخرى كانت هناك كل متطلبات الأولاد ،دراجاتهم ،ألعاب شيري، أرجوحة كبيرة للبنات

العصافير كانت تغرد بصوت جميل تماما كما رأت في حلمها بوالدها في بداية أزمتها الأخيرة حين جاءها وقال لها هذا بيتك ورأت الحديقة تماما بهذا الشكل وقد كان ما قاله بالفعل
وجدت يد توضع على كتفها فانتفضت وقد تذكرت حلمها حين وضع والدها يده على كتفها وما أن وجدته تيمور حتى أخذت نفسا طويلا فقال لها:"مابكِ؟.."
قالت وهي تهز رأسها:"لا شيء ،هل انتهيت من ترتيب حجرة شروق وشمس؟..."
قال لها:"نعم حجرات البنات كلها كل شيء بها تمام ولكن عبدالرحمن كان يحتار في وضع مكتبه ويريدك ليأخذ رأيك.."
"حسنا سأذهب إليه.."
خرجت وخرج خلفها إلى حجرة المعيشة التي لم يتغير بها شيء ،كل شقة الدكتور فؤاد كما هي فقط غرفة تيمور وفريدة هي التي تم تعديلها
أما في حجرة المعيشة فالحائط الفاصل بين الشقتين هو ماتم فتحه فأصبح ممر غرف الأولاد مدخله من غرفة المعيشة
أول غرفة في الممر غرفة عبدالرحمن وتم غلق بابها على الممر وفتح باب على غرفة المعيشة في شقة الدكتور فؤاد حتى لايضطر لدخول حجرته من الممر الذي تم وضع ستارة أنيقة على مدخله فبذلك يوفر مساحة كبيرة من الخصوصية للبنات
ثاني غرفة هي غرفة سمر وسهر التي تم تصميمها على ذوقهما أمامها حمام مشترك للبنات
يليها حجرة شروق وشمس أمامها حجرة عايدة وشيري
وفي نهاية الممر حجرة معيشة متوسطة المساحة بتلفاز خاص للأولاد وباب الشقة مغلق بإحكام شديد فلن يتم استخدام إلا باب واحد وهو باب شقة الدكتور فؤاد
كانت الشقة الكبيرة مساحتها جيدة جدا لأسرة كبيرة مثلهم وكانت فريدة حريصة أن يكون الديكور مناسب للأولاد وباختيارهم حتى يشعروا بالراحة
دخلت فريدة وخلفها تيمور إلى غرفة عبدالرحمن فكان يقف يرتب ملابسه في الخزانة فقالت له:"في ماذا تحتار حبيبي؟..."
قال لها وهو يشير جهة المكتب :"المكتب أضعه بجوار السرير أم تحت النافذة ؟"
نظرت حولها ثم قالت له :"تحت النافذة أفضل ..."
فقال لها:"حسنا...."
فتقدم تيمور ليعيد وضع المكتب في المكان الذي قالته فريدة وساعده عبدالرحمن ،كانت الغرفة شبابية أنيقة تختلف عن حجرته الأولى التي كانت أقرب لحجرة طفل صغير وكانت من اختياره

خرجت هي إلى المطبخ لتطمئن أن البنت التي تساعدها أنجزت فقالت لها وهي تراها تغسل الصحون:"هل انتهيتِ من كل شيء ياسماح؟.."
قالت لها الفتاة :"نعم يامدام فريدة باقي فقط غسل الصحون..."
خرجت فريدة لتطمئن على باقي البنات إنهن أنجزن كل شيء في غرفهن الجديدة فهي تريد حين يأتي الدكتور فؤاد أن يكون البيت كله على مايرام

****************
بعد أن انتظرت فدوى ومعها سامر الدور عند الطبيبة وكشفت وانتهت نزلا معا من عند الطبيبة وكل منهما يشعر بتضخم في قلبه من فرط السعادة
قالت له فدوى وهي تتعلق بذراعه:"أريد أن أسير قليلاً..."
"هل ستستطيعين؟.."
"نعم أنا أريد السير .."
أخذها لتتمشى قليلاً في الشارع التجاري الذي يمتليء بالمتاجر على جانبيه ورغم ذلك لم يكن أي منهما ينتبه لشيء سوى لصاحبه
قالت له بصوت متأثر:"هل هناك كرم من الله أكثر من ذلك؟ مروان وروان لم يرد الله أن يحرمنا من نوع وأعطانا الإثنين معا.."
تمتم قائلاً :"اللهم لك الحمد ثم أردف هو الآخر بصوت عميق متأثر بجمال اللحظة :هل تعلمين يافدوى كل هذه الأشياء التي أعيشها الآن معكِ عشت سنوات طويلة أتمنى أن أعيشها ولم تتحقق لدرجة أنني ظننت أنها ليست مكتوبة لي ،حتى ظننت أن قلبي توقف عن الإحساس حتى رأيتك، نظر إليها قائلاً:حين ينبض القلب لشخص معين لا نستطيع أن نمنعه وأنا قلبي نبض يوم أن رأيتك هل تتذكرين؟.."
ابتسمت قائلة:"طبعا وهل هذا شيء يُنسى يومها قلبي كان سيخرج من مكانه بعد الموقف السئ الذي وضعت فيه.."
قال باستنكار:"أي سؤ يافدوى لولا فعلتك لما تعرفنا .."
قهقهت ضاحكة وهي تسير بجواره على مهل ولا تشعر بما حولها:"كنت سخيف أصريت أن أشتري لك المصباح بنفسي..."
قال لها باستياء:"سخيف جدا أنا أعرف ثم أردف:هل تعلمين أنتِ لكِ في ذمتي مبلغ هذا المصباح...نظر حوله قائلاً:ماذا تريدين أن أشتري لكِ؟..."
فكرت قليلا وقالت:"أنا لا أريد شيء ثم أردفت:مارأيك نشتري ملابس للأولاد؟..."
قال لها:"فكرة جيدة نشتري من الان حتى إذا قلت حركتك في الشهور القادمة تكوني اخترتِ بنفسك...نظر حوله إلى المحلات المصفوفة على الجانبين قائلاً:سنجد هنا بإذن الله ثم قال لها :وسأشتري لكِ أيضا أنا مُصِر أن أدفع تعويضا لسخافتي القديمة.."
قهقهت ضاحكة وهي تمسك يده ليعبرا الطريق لتشتري لصغارها ما تشتهيه نفسها
************


يتبع بالفصل التاسع والثلاثون في المشاركة التالية


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-20, 01:53 PM   #1335

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع والثلاثون

بعد أن اطمأنت على جميع الأولاد أنهم استقروا في غرفهم الجديدة ونوم شيري في فراشها الجديد المجاور لعايدة واطمأنت على تجهيز طعام الغد الخاص بعودة الدكتور فؤاد ورتبت له غرفته تماما كما تركها دلفت إلى حجرتها فسمعت صوت الماء في الحمام فعرفت أنه يأخذ حماما
نظرت حولها وهي تأخذ نفسا عميقا، تشعر أن هذه الحجرة ستكون المكان الأكثر أمانا لها على الإطلاق...
أخيرا ستستقر حياتها،لها أعواما تتخبط وتشعر أنها تسير في متاهة ،منذ شهر واحد استقرت حياتها بشكل كبير واليوم باكتمال فرش البيت واستقرار الأولاد تشعر بالراحة ،تشعر أنها سارت طريقا طويلا غير ممهدا حافية القدمين تحت شمس الصيف الحارقة وفي نهاية الطريق كان تيمور في انتظارها
لم تكن لتمرر هذه الليلة هكذا، فتحت خزانة الملابس وأخرجت فستانا جديدا أحضرته خصيصا لهذه الليلة فستان أحمر قاني باللون الذي يحبه، وقفت أمام المرأة ترتديه فكان يصل إلى ركبتيها و بدون أكمام فأسدلت شعرها الأسود الطويل على ظهرها وكتفيها وارتدت السلسلة التي أحضرها لها سابقا ومكتوب عليها اسمها وكانت من الأساس لا تخلع محبسها وخاتم خطبتها من يدها فاكتملت هيئتها الجذابة
وضعت العطر الذي يعشقه والقليل من ملمع الشفاه ورسمت عينيها بالكحل الأسود الذي يفضله وأدارت مشغل الأغاني على موسيقى غربية محببة إليه

توقف صوت المياه فعرفت أنه انتهى فنظرت إلى نفسها نظرة مُقيمة أمام المرأة ورغم أنها رأت نفسها مميزة إلا أن الرأي الأخير يكون له هو،كثيرا مانستمد ثقتنا بأنفسنا وإحساسنا بالتميز من نظرة الإعجاب في عيون من نحب
وهو ما أن خرج من الحمام وهو يرتدي حلة رياضية أنيقة ككل مايرتديه ورأها تقف هكذا أمامه ونظر حوله فوجد الشموع الصناعية المتناثرة على عدة مناضد جانبية وعلى الكومود واستمع إلى صوت الموسيقى الهادئة التي تنساب حوله حتى خفق قلبه لها
ومنذ متى لم يكن قلبه يخفق لها كقلب شاب عشريني في أول تجربة له؟
ابتسم لها ابتسامة جذابة أذابتها ثم اتسعت ابتسامته وهو يقترب منها ليضمها إليه بقوة وكل ما كانت تشعر به منذ دقائق شعر هو به
لأول مرة يستقران معا في بيت واحد هو بيتهما وليسا ضيوفا فيه ،يجلسان في حجرة تخصهما لا في حجرة والده
هناك أوقاتا الكلمات لا تعبر عما بداخل القلوب وحدها نظرة العينين واختلاجة القلب ورعشة الشفتين والأنفاس الخافقة هم من يقدرون على وصف الشعور،
وهي بين ذراعيه أخذ يدور بها في منتصف الحجرة يرقصان على إيقاع الموسيقى فتتمايل معه برشاقة ورائحتها التي يدمنها تتسلل إلى أنفه ورائحة الأمان تتسلل إليها وهي بين ذراعيه تشعر بأنها لا تخاف شيء
هناك حضن يفرز رائحة أمان تتسلل إليك فتشعر به
وهناك حضن بارد لا يفرز سوى رائحة التوجس والريبة
وهي الان بعد سنوات طويلة أدركت أنها جربت النوعين
وشتااااان بين هذا وذاك
قالت له بهمس:"أنا سعيدة جدا أن انتهينا ورست سفينتنا أخيرا .."
غرز أصابعه بين خصلات شعرها وقبل رأسها قائلاً:"وأنا سعيد لأنكِ سعيدة..."
اردفت قائلة:"ولكني أخاف من شيء واحد.."
أبعدها عنه قليلا وهو لا زال يدور بها على أنغام الموسيقي فتشعر أنها ك سندريلا :"ماهو؟.."
قالت بتردد وهي تنظر إلى أنهار العسل الذائبة في عينيه:"أخاف أن تتحول حياتنا لحياة روتينية لتواجدنا في بيت واحد وتنشب بيننا خلافات كأي اثنين متزوجان و... صمتت قليلا ثم أردفت بخوف :ويقل الحب...وإن قل درجة واحدة أنا أموت"
طبع قبلة دافئة بين عينيها قائلاً:"بعيد الشر عنكِ حبيبتي ..ثم أردف:أن نعيش في بيت واحد كانت مسألة وقت ستحدث إن آجلا أو عاجلا وبقاءنا معا سيوطد العلاقة ياحبيبتي لا العكس أنا لا أستطيع الحياة يوم واحد بدونك .... "

من الطبيعي أن أزمة فريدة في حياتها السابقة ستجعل أكبر مخاوفها هي أن يقل الحب أو ينتهي
كم أن تيمور سيظل الخوف من الفقد هو هاجسه تأثرا بتجربته السابقة
كل إنسان يخاف في مستقبله مما عانى منه في ماضيه
وكان يشعر بها وبحبها له ولابد أن يطمئنها فأردف قائلا وهو يدور بها:"الذي يحب بحق لايكره أبدا ولا يخون ولا يبعد وإن حدث فإن هذا لم يكن من البداية حبا بل كان شيء آخر أسأنا تفسيره أما أنا فأحبك منذ زمن أحبك من قبل أن أراكِ، كنت أشعر أن هناك شيء ناقص في حياتي اكتمل بوجودك ،كنت أشعر إنني أبحث عن شيء لا أعرف كنهه ولكني علمته حين رأيتك ..."
كلمات مثلجة للصدر، لمسات وأنفاس دافئة تحيطها ،بيت بُني بالحب والتفاهم، ماذا ستريد غير ذلك؟
كانت كمن يحلق في السماء
أحاط خصرها بتملك قائلاً بمشاكسة:"امتلأتي قليلا بسكوتتي.."
اتسعت عينيها قائلة بضيق:"حقا ياتيمور أنا أيضا كنت أشك في ذلك بإذن الله سأعود لممارسة الرياضة وأقلل طعامي.."
جذبها نحوه أكثر قائلاً وهو يضغط على حروف كلماته:"تقللي ماذا أنتِ جميلة في كل حالاتك النحافة تليق بكِ والامتلاء يليق بكِ..."
نظر إلى الفراش الوثير وألوانه المتناسقة التي تحمل ذوقها ثم حملها ودار بها حول نفسه عدة مرات فصرخت بجذل ثم كتمت فمها بيدها حتى لايسمعها أحد ولم تشعر بنفسها إلا وهي تسقط بين طيات الفراش الناعم
نظر إليها وهي تضحك بعد سقوطها فكانت كوردة جميلة أزهرت وأينعت،مال نحوها وطبع قبلة دافئة على عنقها ولم تدري بعد ذلك هل مارأته كان حلما أم حقيقة أم خيال كحالها دائما وهي بين يديه فقد كانت تشعر أنها تطير في السماء هائمة بسعادة بين النجوم ولم تكن تدرك أنها بالفعل قبضت بيدها على نجمة غالية صغيرة جدا بحجم البذرة ولكن كحال كل شيء يبدأ صغيرا ويكبر


**************
في اليوم التالي في حديقة الدكتور فؤاد

يجلس في برجولته التي اشتاق إليها كما اشتاق إلى بيته كله بعد أن ذهب تيمور لإحضاره هو وإياد من المطار،
جميع أبناؤه وزوجاتهم وأحفاده حوله وقد عادت الضحكة الخالصة من القلب بعودته و معهم خالتهم عايدة التي كانت تجلس بجوار فؤاد يقص عليها ذكرياته في الحرمين على مدار الأشهر الماضية وتستمع إليه بحنين إلى المكان
كان عبدالرحمن يقف بجوار الشواية هو وتيمور يشويان اللحوم وبجوار الشواية الأخرى شهاب وإياد والبنات جميعهن يجلسن بجوار جدهم فؤاد يشاهدن هداياه لهن جميعا أما في المطبخ فكانت فريدة تقف ومعها نورين ورودينا يضعن اللمسات النهائية على الطعام ومعهن سماح التي تساعد فريدة يوميا في المنزل
قالت فريدة :"نحن هكذا انتهينا لن ندخل باقي الطعام إلا حين ينتهي الشواء.."
قالت رودينا:"حسنا سنجلس مع عمو إلى أن ينتهي .."
خرجت رودينا ونورين تنظران حولهما إلى الشقة الجديدة كيف أصبحت فقالت نورين:الشقة تغيرت معالمها تماما .."
قالت رودينا:"فعلا الاتساع الجديد جعلها تبدو كالفيلا ولكني أصبحت أشعر بالشفقة على فريدة فعلا عبء أسرة كبيرة كهذه صعب.."
قالت نورين متهكمة :"وكنتِ تريدين لروفان المرفهة أن تكون مكانها حمدا لله أن الأمر لم يتم ..."
قالت رودينا بهمس وهي تهبط للحديقة مع شقيقتها:"فعلا عندك حق عمو وطنط عايدة وبنات تيمور يحتاجون شخصا خبيرا ليستطيع التعامل معهم.."
قالت نورين:"سبحان الله يُقدر الله كل شخص لما سخره له..."
ثم انضمت هي وشقيقتها للجلوس حول الدكتور فؤاد بينما الأزواج يشوون اللحوم

رن هاتف شروق فاستقامت لترد وابتعدت قليلاً عن جدها وذهبت باتجاه نافورة الماء في الوقت الذي كان يحضر فيه عبدالرحمن فحما جديدا للشواء من الجهة الأخرى للحديقة وأثناء مروره بجوارها سمعها تهمس بنبرة حانقة :"لا تتصل بي مرة أخرى هل تفهم؟..."
تنبهت أذن عبدالرحمن أنها تتحدث بصيغة المذكر فعاد خطوتين للخلف فانتبهت هي له فأغلقت الهاتف ووجهها الأبيض قد تلون باللون الأحمر فرفع عبدالرحمن حاجبا واحدا قائلاً لها:"مع من تتحدثين؟...."
ظهر التردد عليها في البداية ثم قالت له بخجل:"حين ذهبنا إلى النادي تعرفت على فتاة هناك وتبادلنا أرقام الهواتف وتفاجأت بشقيقها يحدثني ،صدقني أنا أعطيتها هي لا هو...."
ظهرت الخطورة على ملامحه فأردف وهو يمد يده لها قائلا بحمائية:"أعطني الهاتف ..."
أعطته الهاتف ففتحه واتصل بأخر رقم وكان غير مسجلا لديها وما أن فتح الطرف الآخر الخط حتى أردف بنبرة مشاغبة:"هل غيرتِ رأيك بهذه السرعة ؟ حسنا هكذا نكون متفقان لن نُتعِب بعضنا البعض..."
أردف عبدالرحمن بنبرة قاسية وملامح غاضبة و لولا أنه يعطي الجميع ظهره لشك الجميع في أمره، لم يرى ملامحه سوى شروق :"أنا شقيق شروق وأقسم لك إن فكرت مجرد تفكير في أن تعيد الإتصال بها أو مضايقتها مرة ثانية لأقطعك إربا وإن أردت أريك ذلك بنفسي...." لم يرى عبدالرحمن ملامح الصدمة التي ارتسمت على ملامح الشاب الذي لم يكبرهما سوى بعام واحد وقد ظن من نبرة الغضب القاتمة في صوت عبدالرحمن أنه شاب أكبر منه فلم يرد الشاب بشيء سوى أن أغلق الخط وقام بحظر رقم شروق من عنده
تماما كما فعل عبدالرحمن بعد أن أغلق الشاب فقام بحظر رقمه من عندها وقال لها ليطمئنها:"لا تقلقي ولا تجعلي أحدا يبتزك ،حين يري أي شاب تافه أن هناك رجل في الصورة يحترم نفسه وإن لم يحترم قولي لي أو لوالدك ولا تجعلي أحد يجعلك متوترة هكذا...."
نظرت إليه شروق التي كانت مثله تخطو أولى خطواتها نحو الشباب والبلوغ والإدراك نظرة إعجاب فهي بالفعل كانت تفتقد وجود أخ يخاف عليها ويحميها وتتحامى به ورغم حبها الشديد وتعلقها بوالدها ولكن البنت تحتاج وجود أخ يكون لها صديقا وخاصة لو كان عمره قريبا من عمرها
تحولت نظرة الإعجاب إلى ابتسامة و قالت له بامتنان حقيقي وصلها بعد ماسمعته منه:"أشكرك عبدالرحمن.."
ابتسم لها قائلا بالإنجليزية :"على الرحب والسعة "
ثم تركها ليعود بالفحم ليكملوا الشواء


على الطاولة الكبيرة في الحديقة اجتمع الدكتور فؤاد والجدة عايدة وابناء الدكتور فؤاد وزوجاتهم وأبناؤهم وأمامهم مائدة عامرة بكل الأصناف التي يحبها الدكتور فؤاد الذي رغم راحة قلبه في الحرمين ولكن اجتماع أبناؤه حوله هكذا كان بالدنيا ومافيها
كان كل ابن يجلس بجوار زوجته وكان تيمور وفريدة يجلسان متجاورين وحولهما أبناؤهما لا يفرق من مِن الأولاد ابن من ،بنات تيمور كان البيت بالنسبة لهم ليس غريبا فهو بيت جدهم وأصبح لهن مكان دائم فيه وبالنسبة لأبناء فريدة فكان بيت الجد فؤاد هو بيتهم منذ حضروا إلى هنا صغارا، وكانت شقتهم موجودة وهذا كان يزيد من شعورهم بالأمان
قال إياد :"انتظروا نريد أن ناخذ صورة لنا مع الطعام"
فقال عبدالرحمن:"اعطني الهاتف أصوركم أنا .."
فأردف إياد :"نريدك معنا في الصورة يافصيح.."
ثم نظر حوله وابتعد قليلاً فثبت الهاتف على منضدة بعيدة وضبط الصورة وضبط الهاتف وأسرع ليجلس بجوار والده ليحيطه بذراعه بينما تيمور وفريدة من الجهة الأخرى للدكتور فؤاد ،ابتسم الجميع للصورة فخرجت الصورة رائعة الجمال


بعد مرور خمسة أشهر

وقف عبدالله وبجواره إبراهيم ينظران من الزجاج الشفاف لحضانة الأطفال على الصغير الذي ولد للتو ويقوم الأطباء بعمل الإسعافات الأولية له بينما كانت كريمة تجلس على مقعد تدعو لإبنتها أن تقوم بسلامة الله ....
يشعر عبدالله بضربات قلبه عالية وهو ينظر إلى هذه القطعة الصغيرة الغالية بالفطرة التي تتحرك بين يدي الأطِباء
هل فعلا هذا ابنه الذي تمناه عمرا وانتظره أشهر مرت عليه طويلة وهو يشتاق إليه في اليوم ألف مرة !
رن هاتف إبراهيم فانتزع عبدالله من شروده فرد إبراهيم على عمر الذي كان يطمئن على أخته فقال إبراهيم:"نعم ياعمر ولدت ولكن لم تخرج بعد هي والولد..."
قال له عمر الذي كان يقود في طريقه إلى المستشفى:"حسنا أبي أنا في الطريق..."

بعد قليل

كانت نسمة قد خرجت من حجرة العمليات وعبدالله يجلس بجوارها من جهة وأمها من الجهة الأخرى
طرقة على باب الحجرة أعقبها دخول الممرضة تدفع سرير الأطفال الذي به الصغير فاستقام عبدالله ما أن رأها تتقدم بالسرير ذي العجلات فتقدم هو الآخر منها بخطوات بطيئة إلى أن وقف في منتصف الحجرة وقال لها بصوت متحشرج:"أشكرك ..."
ثم دفع هو السرير وعينيه على من فيه لا تحيدان ثم وضعه بجانب سرير نسمة ومال ليأخذ الصغير بيدين مرتجفتين حتى قربه جدا منه وغامت عينيه بالدموع وهو ينظر إليه صغيرا جدا يحرك يديه في الهواء فمسك يده وقبل راحته ثم قبل جبهته
كان يعطي ظهره لحمويه ووجهه لنسمة التي رأت التماع الدموع في عينيه فالتمعت الدموع في عينيها هي الأخرى لتلتقي العيون في نظرة متأثرة
قالت كريمة :"إعطني إياه ياعبدالله.."
لم يسمعها عبد الله في غمرة تأثره وشعر به وبحالته إبراهيم فأجلى صوته قائلاً:"كبر له في أذنه يابني ثم أعطه لجدته لتراه..."
نظر إليه عبدالله ثم أومأ له برأسه دون كلام وقرب شفتيه من أذن صغير ليكبر له ثم أعطاه لجدته التي حملته وقبلت جبهته بحنان
فقالت لها نسمة بوهن وقد بدأ ألم القيصرية يحل عليها:"أريد أن أراه أمي..."
فأخذه عبدالله من جدته وأعطاه لنسمة وهو ينظر إليها نظرة لم يفهمها سواهما
نظرة تعني حمدا وشكرا لله ،نظرة تعني جاءت اللحظة التي حلمنا بها معا لأشهر
نظرت نسمة إلى صغيرها نظرة حانية فجلس عبدالله بجوارها وأحاط كتفها بذراعه وهو يمسد على شعر الصغير
طرق عمر الباب ودلف إلى الداخل بابتسامة سعيدة لسعادة صديقه وشقيقته قائلا :السلام عليكم ..."
رد الجميع عليه السلام فاقترب من الثلاثي الملتصقين بجوار بعضهما ومال على رأس نسمة وقبلها قائلاً:"مبارك عليكِ حبيبتي.."
"بارك الله فيك ياعمر"
قالتها بإرهاق ثم استدار وهو يفتح ذراعيه لعبدالله الذي استقام وعانقه
ثم مال على الصغير وأخذه من نسمة قائلا:"ماشاء الله يشبهك كثيرا ياعبدالله.."
قال عبدالله:"حقا هل ترى ذلك؟..."
قال عمر:"حقا ألا ترى حاجبيه المنعقدين نفس عقدة حاجبيك بالضبط..."
كان الصغير أسمر البشرة بالفعل ويبدو أن سيشبه والده
قال له عمر:"ستسميه عمر بلا شك؟.."
رفع عبدالله حاجبا مستنكرا قائلا:"ولما أسميه عمر؟.."
قال عمر:"على إسم خاله الوحيد وصديق والده الوحيد.."
قال عبدالله بلا حرج "يكفينا عمرا واحدا ياحبيبي لن تحتمل العائلة اثنين بهذا الإسم ثم أردف وهو ينظر إلى الصغير وكأنه مسحور به :سأسميه محمد ، محمد عبدالله عسى أن تحل علينا بركة هذا الإسم

بعد مرور عشرة أيام

كان منزل عبدالله تعلو فيه أغاني السبوع ومجموعة من أصدقاء عمر وعبدالله المقربين في الجامعة يجلسون في حجرة الصالون بعد أن تناولوا عقيقة الصغير معهم عبدالله وعمر وإبراهيم
بينما في الجهة الأخرى من الصالة نسمة وكريمة ورؤى وأبناء عمر الذين أتوا لحضور العقيقة فرحين بالصغير،كانت سمر تحمل الصغير وتقول لها سهر:"اعطني إياه قليلا..."
فقالت لها سمر:"لم أشبع منه بعد.."
فهمس لهما عبدالرحمن متهكما :"لا تتعجلان على حمل الصغار .."
فكتمت كل من سمر وسهر ضحكة عالية أرادت الخروج
قالت كريمة لابنتها مؤنبة:"ألم يكن من الأفضل إقامة العقيقة في بيت والدك.."
قالت نسمة:"أعذريني أمي فعبدالله كان يريد أن نٌدخل الفرح على هذا البيت إضافة أن أصدقاؤه من الافضل أن يأتوا هنا لا عندكم...."
غمغمت قائلة :"حسنا يا ابنتي ..."
كانت نسمة تشعر بحزن رؤى وكذلك كريمة التي قالت لها :"العاقبة عندك يارؤى المرة القادمة.."
تمتمت رؤى بكلمات بسيطة ردا على كريمة ثم عادت إلى صمتها مرة أخرى

يتبع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-20, 01:56 PM   #1336

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد شهر

وقفت فدوى بجوار سامر بجوار حضانة الأطفال تضع يدها على بطنها بحرص من الألم وتنظر بعيون دامعة إلى صغارها الذين ولدوا قبل موعدهم بعدة أسابيع فقال لها سامر وهو يسندها :"بإذن الله سيكونان بخير يافدوى لاتقلقي.."
قالت له بصوت مختلج وهي تنظر إلى حجمهما الصغير:"أنا أخاف عليهما جدا ياسامر أنت تعرف كيف تعبت فيهما لن أتحمل أن يمسهما شيء.."
قال لها وهو يطمئن نفسه قبل أن يطمئنها:"أعرف حبيبتي ولن يضيع الله تعبنا أبدا..."

في حجرة فدوى في المستشفى كانت تجلس فريدة مع فادي ووالدة سامر وأختيه جميعهم يخيم عليهم القلق خوفا على الصغيرين فقالت فريدة لفادي بقلق:"فدوى لن تتحمل هذا الضغط وهي للتو قامت من ولادة قيصرية.."
قال لها فادي بوجوم :"بإذن الله سيسترها الله معهم.."

************
اسبوعا كاملا ظل فيه الصغيرين في الحضانة لضعفهما نتيجة ولادتهما مبكرا ،اسبوعا ظلته معهما فدوى في المستشفى نظرا لتدهور حالتها الصحية هي الأخرى وكأن الحبل الذي يصل بينها وبينهما لم ينقطع بمجرد ولادتهما بل ظل موصولا فيمسها مامسهما وكأن جسدها يستنكر أن تبارح المكان الذي يضمهما أو ربما عقلها يرفض أن تعود إلى المنزل بدونهما وقد سكنا أحشاءها لشهور طويلة وطافا معها أرجاء المنزل تعرفهما على كل ركن فيه ،تعرفهما على فراشهما وألعابهما التي امتلئت بها الحجرة
اسبوعا كاملا لم يفارقها سامر ويتناوب عليها فادي وعلية وفريدة وتيمور ففرحتهما بأبناء فدوى هي الفرحة الكبرى وقلقهما على الصغار يساوي قلقها تماما

كان سامر يقف مع طبيب النساء خارج الغرفة يسأله بقلق :لما لا تتحسن حالتها يادكتور لها اسبوعا هنا ولا تتقدم"
أردف الطبيب ذا الخبرة في مجاله بمهنية:"هي ليس بها أي شيء عضوي يابشمهندس جرح القيصرية التئم وتحاليلها على مايرام تعبها هذا نفسي مدام فدوى يبدو أنها شخصية حساسة وتأثرت بمشكلة الصغار"
"هي فعلا متأثرة بالأمر بشدة "
قالها سامر بضياع وهو يشعر بنفس مشاعرها ولولا أن فدوى تحتاجه لاستسلم هو الآخر للحزن
"حاول أن تخرجها من هذه الحالة بأي طريقة أنت زوجها وأدرى بما يسعدها"
قالها الطبيب بتعاطف قبل أن ينصرف ويعود سامر إلى فدوى
اقترب من فراشها قائلا بابتسامة لم تصل إلى عينيه :"الطبيب يقول أنكِ بخير ولكنكِ تتدللين "
رفعت عينيها الذابلتين إليه قائلة :"وطبيب الاطفال ألم يقل شيء ؟"
قال وهو يجلس بجوارها يربت على شعرها نزولا على وجنتها :"بإذن الله سيكونان بخير يافدوى أنا أثق أن الله سيجبرنا ويبارك فيهما وبالأمس تحسنت الحالة كثيرا "
"ونعم بالله"
قالتها بأمل في رحمة الله الواسعة
استقام من جوارها وقال لها مدعيا الصلابة:"سأصلي ركعتين لله وأدعوه "

بعد قليل

طرقتين على باب الحجرة جعلا فدوى تستقيم وما أن ظهر وجه طبيب الأطفال حتى ارتجف جسدها كله
"الطفلان الحمد لله تتحسن حالتهما وأنا أرى أنه يمكنهما الخروج مع الالتزام بالتعليمات التي سأقولها لكم..."
وكأن الكلمات قد أحيت شيء في روحهما فنظر كل منهما إلى الآخر وقد عاد بريق الحياة إلى عيونهما

في المنزل

جلست فدوى في غرفة الأطفال بجوار الصغيرين اللذان ينامان في فراش واحد كالملائكة ،لا تشبع من النظر إليهما وقد عادت الحيوية تدب في جسدها ،قال لها سامر الذي يجلس مثلها يدقق النظر فيهما :"تحسنت صحتك الان؟"
"حمدا لله مادامو بخير فأنا بخير ،قالتها بنبرة متأثرة ثم أردفت وهي تضع يدها على يده وتثبت عينيها في عمق عينيه الزيتونيتين المرهقتين :أنت وهما عوض الله لي ياسامر فإن أصاب أحد منكم سؤ يصيبني ضعفه...."
ابتسم لها ابتسامة حانية وهو يضمها إلى صدره قائلاً:"بارك الله لنا فيكِ حبيبتي..."


بعد عدة أسابيع

في إحدي القاعات الراقية الخاصة بالحفلات كان سامر وفدوى يتألقان ومعهما الصغيرين مروان وروان، كانت فدوى قد تعافت تماما والصغيران أصبحت صحتهما على مايرام فكان حفل السبوع الذي كانت تتمناه فدوى ،هذا الحفل أيضا كان من ضمن الأماني المؤجلة بعد أن تجد نصفها الثاني ويرزقها الله صغيرا منه
بعد أن نزل طعام العقيقة على الموائد وتناول الجميع الطعام بدأ عرض الفرقة الخاصة بالأطفال في الساحة الواسعة من القاعة فالتف الجميع حول الفنانة الاستعراضية المشهورة التي تقوم بعروض للاطفال فكان أبناء فريده وبنات تيمور وأبناء إخوة سامر جميعهم يقفون في الساحة يتفاعلون مع الشخصيات الكارتونية المتحركة على هيئة عرائس بينما فدوى تجلس بجوار الصغار ومعها فريدة وعلية واخوة سامر ووالدته التي كانت سعادتها برؤية أولاده في أتم صحة لا تضاهيها سعادة
قال لها سامر بصوت عالي حتى تسمعه من بين الصخب وهو يتقدم نحوها :"فدوى راوية وزوجها ورامز وزوجته أتوا تعالي لنستقبلهم "
وضع سامر يده في عربة الأطفال وحمل الصغير الذي يرتدي حلة أنيقة صغيرة للغاية بلون أبيض وحملت فدوى الصغيرة التي ترتدي فستان أبيض وسارا متجاورين حتى يستقبلا ضيوفهما

دلفت راوية مع بناتها وزوجها الذي صافح سامر بحرارة واحتضنت هي فدوى وقبلتها وما أن وقعت عينيها على الصغيرة التي كانت تفتح عيونها حتى قالت بانبهار:"ماشاء الله يافدوى جميلة للغاية عيونها كعيون والدها"
ابتسمت فدوى بسعادة فالفتاة كانت فعلا جميلة كانت نسخة من سامر فقال لها سامر وهو يقرب مروان منها:"كلاهما جميل ياراوية أليس كذلك؟"
ابتسمت ابتسامة حانية وقالت له وهي تنظر إلى الصغير ذا الملامح الجميلة:"ماشاء الله لقد اختلفا كثيرا عن الأسابيع الماضية"
أما رامز فقال لسامر مازحا وهو يحمل ابنه الذي تجاوز العام:"هذه الفتاة ذات العيون الخضراء ستكون للؤى ابني أنا حجزت من الان"
قهقه سامر قائلا:"أفكر أولا لا أستطيع أن أعدك بشيء وأنا أتعلق بها هكذا يوما بعد يوم "
قهقهوا جميعا ضاحكين فأخرجت راوية وزوجة سامر هدايا السبوع فابتسمت لهما فدوى بامتنان قائلة :"أشكركما جدا حبيباتي "
دلف الجميع الي داخل القاعة الصاخبة بأغاني الاطفال الذين ينطلقون في كل مكان فوضعت فدوى الهدايا على المنضدة التي تجلس عليها فريدة ضمن باقي الهدايا فابتسمت لها فريدة قائلة :"العاقبة عند زواجهما حبيبتي"
ابتسمت لها فدوى قائلة:"اللهم آمين..."
كان هناك مصورا خاصا يصور الضيوف ويصور الصغار وعرض الفرقة الاستعراضية فطلب منه سامر أن يصور صورة جماعية للأسرة والأصدقاء مع الصغار
كان تيمور وفادي يجلسان على منضدة بعيدة عن الصخب ويندمجان في الحديث حين ضرب سامر على سطح المنضدة قائلا :"ماذا تفعلان في هذا الركن البعيد عن الحفل أليس هذا حفل الصغار ولابد من المشاركة ،كان يتحدث بمزاح ومزاج رائق فضحك تيمور وفادي فأردف هو بلهجة وعيد:كلاكما لكما يوم فافعلا لهذا اليوم"
قال فادي ضاحكا :"وأنا يومي اقترب "
رفع تيمور يديه باستسلام قائلاً:"أنا تحت أمرك يادكتور ماذا تريدني أن أفعل؟"
قال سامر بابتسامة جميلة :"سنأخذ صورة جماعية هيا"
استقام الاثنين معه واتجهوا الي حيث تجلس والدته ويقف المصور فأعطى أمه الصغيرين فحملت كل منهما على يد والتف حولها بناتها من جهة ومن جهة أخرى فادي وعلية وتيمور وفريدة وخلف وفاء مباشرة وقف سامر وفدوى فأخذ المصور الصورة العائلية الأجمل على الاطلاق لأسرة سامر وفدوى



**************
الأسوء من الذنب هو الندم عليه
الأسوء من وقوع القدر انتظاره
الأسوء من اليقين الحيرة
والاسوء من الجهل بالاشياء اكتشافها متأخرا

لدى كل أنثى حاسة سادسة تعمل هذه الحاسة عندما يتعلق الأمر بشريك حياتها فتجدها تحفظه عن ظهر قلب وتلاحظ أي تغير يطرأ على سلوكه حتى وإن كان حريصا على إخفاؤه
سارت في شقتها الأنيقة بخطوات هادئة تعقد يديها في بعضهما خلف ظهرها، نظرت حولها إلى شقتها الراقية بذوق راقي ونظرت إلى انعكاس صورتها في مرأة النيش الصغير الذي يضم قطع كريستال نادرة ودارت حول نفسها تفكر هل ماتشعر به ممكن أن يكون حقيقيا؟
تشعر منذ فترة بفتور في علاقتهما رغم حرصه الدائم على مراضاتها ولكن كل مايفعله لايصل إلى قلبها، تشعر به غامضا غريبا وحين تحدثت بشكل غير مباشر مع إحدى صديقاتها في العمل قالت لها جملة واحدة(ابحث عن المرأة) فهل يفعلها؟؟؟

كانت رأسها ستنفجر
كل شيء يفعله يدعوها للشك
بروده معها رغم ادعاؤه عكس ذلك
شروده الدائم بعيدا عنها
هاتفه الذي يضع له بصمة إصبع ويضعه تحت وسادته ويأخذه معه إلى الحمام
حين تتصل به وتظل على وضع الانتظار لأوقات طويلة وحين تسأله عن السبب يقول أنه عمل ...
ولكن هل ستصمت على هذا ؟؟

هناك مجموعة نسائية على الفيسبوك تُدعى (أحزان حواء ) تضم عددا هائلا من نساء الوطن العربي ومحور أحاديثهن حول الرجال وحيلهم
كانت قد قرأت ذات يوم من عضوة فيها عن طريقة لفتح الهاتف ذي البصمة بأن تمرري إصبع زوجك عليه بهدوء وهو مستغرق في النوم ، عقدت حاجبيها وقد ألحت عليها الرغبة في معرفة هل فعلا يخفي عنها شيء أم أن ماتشعر به مجرد وهم فدلفت إلى الغرفة وكان الليل قد انتصف وبالفعل كان يغط في نوم عميق فتسللت بجواره بخفة ووضعت يدها تحت الوسادة وسحبت الهاتف بهدوء
كان صدرها يعلو ويهبط انفعالا وخوفا من أن يستيقظ ويراها تفعلها وخوفا من أن ترى مالم تريد أن تراه ولكنها تشجعت ولمست يده فلم يحرك ساكنا فلمست اصبعه وقربت الهاتف منه ووضعت اصبعه على موضع البصمة ، ثواني معدودة ووجدت الهاتف أضاء أمامها وقد فُتح قفله ولم تكن تعرف أن مع فتح القفل سيسقط الستر ، بنفس الخفة التي اقتربت بها منه غادرت الفراش وخرجت جريا إلى الحمام وأغلقت عليها الباب من الداخل وهي تتفحص هاتفه ،تفحصت جهات الاتصال ،تطبيق الفيسبوك والماسنجر برسائله فلم تجد شيئا ففتحت الواتساب كلها رسائل مع عبدالله أو بعض معارفه الجديدة في المجلس ،محادثات مع والدها ومع زملاؤه في الجامعة ومع عبدالرحمن والبنات حيث أنشأ مجموعة خاصة بهم يتحدثون ويرسلون له صورهم باستمرار، كانت اقتربت من التأكد بأن لاشيء مريب على هاتفه إلى أن وجدت محادثة مع رقم غير مسجل ففتحتها فلم تفهم شيء من المكتوب شعرت أن هناك أحاديث ممسوحة من هذه المحادثات، وجدت رسالة من الرقم الغير مسجل مكتوب فيها
"متى " ليرد عمر
"قريبا"
ورسالة أخرى "ذهبت؟"
فيرد هو "في الطريق"
شعرت بضربات قلبها تزداد وجبينها يتعرق وشعرت ببرودة الخوف تسري عبر أوردتها خاصة مع الرسالة الأخيرة التي كانت منذ ساعة واحدة فقط أي قبل نومه مباشرة كُتب فيها من الرقم الغريب "أغدا ألقاك؟.."أعقبها وجها يغمز
فكتب هو:"في الثالثة.."أعقبها بقلب
على الأغلب نام ونسى أن يمسح المحادثة كما نسى مسح المحادثات القليلة السابقة
هل يمكن للنار أن تشتعل في القلوب؟...
هكذا كان شعورها فظلت طوال الليل تتقلب على جمر من نار وهي تٌلجم انفعالاتها حتى تتأكد من صدق ظنونها...


يتبع

noor elhuda likes this.

Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-20, 02:01 PM   #1337

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

في اليوم التالي في الثانية بعد الظهر

كان هو في شركة من شركات والدها التي اشترى فيها أسهما وكانت تعرف من سكرتيرته أن لديه عمل حتى الثانية فكانت هي في انتظاره في سيارة تابعة لشركة أوبر تقف خلف سيارته مباشرة وما أن قالت لها السكرتيرة التي تبلغها كل أخباره أنه ترك مكتبه حتى استعدت
استقل هو سيارته الفاخرة التي تتناسب مع وضعه الإجتماعي الجديد وانطلق بها وهي خلفه دون أن يعي
رن هاتفه فرد وابتسامته على وجهه قائلا:"أهلا عبدالرحمن كيف حالك حبيبي..."
قال له عبدالرحمن:"بخير أبي كيف حالك أنت.."
قال عمر:"بخير ..."
فأردف عبدالرحمن بحماس:"مباراة المنتخب بعد يومين بإذن الله هل ستشاهدها معي أنا وجدي؟.."
قال عمر متسائلا:"هل ستذهب لجدك؟.."
قال عبدالرحمن وهو يرتب كتبه على مكتبه:"نعم قال لي أن أذهب إليه ونراها على المقهى.."
مط شفتيه ثم أردف:"حسنا بإذن الله أراها معكما وفرصة أيضا فهناك الكثيرمن أهالي المنطقة حدثوني لديهم مطالب لعرضها على المجلس.."
"عبدالرحمن هيا حبيبي لتناول الغداء قبل التدريب.."
ارتجف قلبه حين سمع نبرة صوتها التي يميزها من بين آلاف الأصوات فقال له عبدالرحمن:"سأغلق الان وأحدثك لاحقا أبي..."
أغلق معه عبدالرحمن أما هو فنبرة الصوت العذب أعادته لسنوات للخلف فنفض رأسه يمينا ويسارا قائلا بصوت مسموع:"لا ليس وقت حديث الذكريات هذا أنا تعبت..."
مد يده ليفتح مشغل الأغاني على إذاعة الأغاني ليشغل نفسه عن الهجوم الضاري على ذهنه ولكن مع انسياب الموسيقى في السيارة ضاع أي أمل للهروب والكلمات تأتي على الجرح مباشرة فتلهبه


ليه يا قلبي كل يوم بتحب واحده
ولسه مش لاقي اللي عايزه فى أي واحده
كل أول يوم تقول انك لقيتها
وفي نهاية اليوم بحس انك نسيتها

كل ده علشان بتهرب م الحقيقه
كل ده علشان يا قلبي تنسى واحده


شرد بذهنه في حيرته التي يعيشها في الفترة الأخيرة هاهو اقترب من إكمال عامه الأول بعد دخول المجلس الذي أعقبه دخوله عالم رجال الأعمال ورغم ذلك لم تكن سعادته مكتملة يشعر دائما أنه ينقصه أهم شيء في حياته

أى واحده بتقابلها بتبقى حاسه
انت مش جايلها ده انت جاي تنسى
انت عارف حتى تعشق حد غيرها

ده انت وانت ويا غيرها بتفتكرها
كل ده علشان بتهرب م الحقيقه
كل ده علشان يا قلبي تنسى واحده



أغمض عينيه لثانية واحدة وهو يقود والكلمات تلامس جرحه حقا يحاول البحث عنها داخل كل امرأة يقابلها ولا يجدها كأن ماخلقه الله فيها لم يخلقه في غيرها أو كأن ماعندها ليس عند غيرها
غمغم قائلا بصوت مسموع:"نعم ماعندها ليس عند غيرها عندها ثلاث قطع مني .."

كان قد وصل بالفعل إلى وجهته فصف سيارته وقد تعكر مزاجه ولكنه وصل ولن يعود

دلف إلى شقة بالطابق الأرضي بمدخل خاص من خارج البناية بعد أن فُتِح له الباب ولا يعرف أن خلفه امرأة قلبها الان ليس بين ضلوعها بل خارجها تحاول جمع شتات نفسها وتضع يدها على قلبها لتعيده إلى موضعه،
قالت للسائق بصوت هارب منها:"هلا انتظرتني قليلا ؟.."
قال الرجل :"اعذريني سيدتي لدي مشوار خاص.."
نظرت حولها فوجدت المكان شبه خالي فقالت له برجاء :"خمس دقائق فقط لن أؤخرك..."
هبطت من السيارة وعقلها يعطيها أمران عكس بعضهما أمر بأن ترحل ولا تكمل طريقها
فالشك إن تحول إلى يقين فإنه سيكون قاسيا
والأمر الآخر بأن تتقدم فاليقين أحيانا يكون أرحم من عذاب الشك
كانت تسير في اتجاه الباب الذي دخل منه إلى أن وصلت ووضعت يدها على الجرس بتردد ثم ضغطت عليه بأنامل مرتعشة
دقائق قليلة مرت كالدهر ثم فٌتِح الباب ليظهر من خلفه عمر الذي صُدِم بها أمامه وهي تنظر إليه بعينين متسعتين ثم لم يلبث أن ظهر من خلفه وجها ليس غريبا عليها بل رأته من قبل ، صديقته المحامية التي قالت :"من يا.. ثم بترت جملتها ما أن رأت رؤى...
قالت رؤى بصوت مرتعش ما أن وجدت صوتها:"ماذا تفعل هنا؟.."
ثواني قليلة قضاها عمر كالمصدوم هو وشيماء التي تقف خلفه كالصنم ثم قال لرؤى بذهول :"من الذي أتى بكِ إلى هنا؟.."
حاولت رؤى أن تدفعه لتدخل ولكنه مسك ذراعها بحزم ودفعها للخارج وأغلق الباب خلفه فوجدت هي أنها لن تستطيع مقاومته وقد أصبحت في الشارع فهرعت إلى السيارة التي تنتظرها وأمرته بالانطلاق لينطلق خلفها عمر ويضيق على السائق حتي توقف ثم أخذها بعد أن قال له أنها زوجته

في المساء

فوق أعلى هضبة في العاصمة وقف عمر مستندا على مقدمة سيارته وبجواره صاحبه يقف مستندا على مقدمة سيارته هو الآخر فقال له عبدالله موبخا:"هل لا تعرفني إلا في المصائب؟.."
قال عمر بصوت متوتر:"وهل سأستطيع البوح إلا لك في أمر كهذا؟.."
زفر عبدالله بحنق قائلا:"وهل صدقتك في الأكاذيب التي قلتها لها؟"
قال له عمر:"لا بالطبع لم تصدق ولا أعرف هل ستقص على والدها ماحدث أم لا؟..."
قال له عبدالله بتساؤل حانق :"لماذا تفعل هذا بنفسك ياعمر؟..."
قال عمر بعصبية:"ليس وقت مواعظ الان لو علم والدها كل مابنيته خلال العام الماضي سيٌهدم..."
قال عبدالله :"ومادمت تعلم هذا فلما فعلت مافعلت؟.."
ماطل عمر في الرد ثم قال له أخيرا:"هناك شيء ما كنت أبحث عنه أشعر إنني لا أستطيع العيش بدونه ظننت أنني سأجده مع شيماء..."
"ظننت! أي انك لم تجده..."قالها عبدالله باستياء
:"ولن أجده .."
قالها عمر بمرارة فعرف عبدالله أفة صاحبه ولم يعرف هل يشعر بالحزن منه أم عليه؟

أما عند رؤى فكانت تتخبط في متاهات الحيرة والحزن والغضب تعرف أنها إن أخبرت والدها فعمر سيذهب خلف الشمس
لا تصدقه ،لا تصدق كل ماقاله من أنها كانت دعوة غداء وكل أصدقاؤهما القدامى مدعوون فيها
وحين سألته لما لم يدعها تدخل لترى بنفسها قال مبررا:"خشيت أن تحرجيني أمام زملائي وأنتِ تندفعين هكذا ماذا كانوا سيقولون عني؟..."

كان الجنون سيصيبها وتعلم إن قالت لأمها ستقول لأبيها وقتها سيخسر هو كل شيء وستخسره هي للنهاية فهل هي مستعدة لذلك؟
وضعت يديها على جانبي وجهها لا تعرف ماذا تفعل تريد أن تفضفض لأي شخص ولكن من سيصون السر؟ ومن سيعطي نصيحة صادقة من القلب؟
كانت عيونها منتفخة من كثرة البكاء ووجهها كله مرقطا بالأحمر وفجأة خطرت في ذهنها فكرة
المجموعة النسائية التي تعرض المشاكل الزوجية لما لا تكتب مشكلتها علها تجد بين أي عضوة ما يهديء قلبها ،كان لديها حسابا بإسما مستعارا تستخدمه حين لا تحب أن تكتب شيء بإسمها حتى لا يعرف متابعيها مالا تريدهم معرفته
ففتحت هاتفها بيدين مرتجفتين ودخلت على الحساب المزيف ومنه على المجموعة وكتبت مشكلتها كاملة منذ شكها فيه إلى ماحدث منذ عدة ساعات
وضعت هاتفها بجوارها لعدة دقائق وهي تسترجع صورته وصورة شيماء خلفه وتذكرت يوم أن رأتها في حفل التخرج الأخير
وجدت اشعارات متتالية تأتيها على المنشور ففتحت لتجد المنشور حقق مشاهدات وتعليقات كثيرة في خلال دقائق معدودة فبدأت في قراءة التعليقات

"أنتِ مخطئة لما تبحثين بنفسك عما يجلب المشاكل في حياتك لما تفتشين هاتفه وقد نهانا الله عن التجسس"
اتسعت عينيها وهي تقرأ التعليق الأول هل تلومها هي ولا تلومه هو؟
"جميع الرجال هكذا حبيبتي لا تخربين بيتك واهتمي بنفسك لربما أهملتِ في نفسك في الفترة الأخيرة فنظر إلى غيرك اذهبي إلى صالون التجميل وغيري لون شعرك وكوني متجددة دائما حتى لايمل "
جحظت عيني رؤى ووضعت يدها بشكل لا أرادي على شعرها متمتمة "من تظنني؟؟ أنا أذهب إلى صالون التجميل ! أنا لا أبارحه من الأساس..."
"مخطئة أنكِ أخبرتيه أنكِ تعرفين هكذا سيتبجح ويفعلها أمامك بعد أن كان خائفا منكِ لو كان متزوجها سيُقَسِم الأيام بينكما مادمتِ عرفتِ وبما أنكِ طردتيه من المنزل فبالتأكيد هو الان عندها "
وضعت يديها على وجنتيها ذعرا ثم أطاحت بالهاتف على الفراش وهي تصرخ باكية بصوت عالي هز أركان الغرفة
**************
وفي ناحية أخرى من نواحي العاصمة كان هناك قلب آخر يتمزق ونفس أخرى تشعر بالتشتت والخوف من القادم فرغم أن عمر زواجهما أشهر قليلة إلا أنه تقريبا أوشك على الإنتهاء
كانت شيماء تجلس بجوار والدتها المُسنة التي غفت منذ قليل أما هي فتسند رأسها على ظهر السرير وهي تفكر في وضعها خاصة بعد أن اتصل بها وطلب منها أن تترك الشقة التي كان يؤجرها بإسمها وتذهب إلى والدتها
كانت خصلات شعرها مبعثرة حول وجهها الذي كان يبدو عليه الإنهاك الشديد وكأن هناك عدة سنوات وٌضِعت فوق عمرها
هل تستطيع أن تلومه على رد فعله؟
للأسف لا فهي كانت تعرف ظروفه جيدا
هو نفسه لم يعدها بشيء ولم يفي به
كانت تعرف أن زواجهما لن يكون في العلن
كانت تعلم أنه لن يكون لها بكليته
كانت تعلم أنه يحتاج لنفوذ صهره ولن يغامر بمصاهرته
وهي ارتضت أن تكون زوجة في الظلام
فقط ارضاءا لحلم قديم وحب عاش بداخلها ولم تستطيع السنوات في محوه
كانت تظن أن الحب وحده يكفي ولن تحتاج من عمر أي شيء آخر
أما الآن وهي تتذكر كيف تركها وهرع خلف رؤى
وكيف طلب منها الإختفاء هذه الفترة وعدم الاتصال تشعر بأنها بلا قيمة،غامت عينيها بالدموع وهي لا تلوم أحد فيما تعانيه سوى نفسها ،هي لم تفكر في شيء سوى في أنها تحبه ولا زالت تحبه ولكنها في غمرة لهفتها على الإقتراب منه لم تفكر في يوم كهذا
دائما في غمرة اندفاعاتنا العاطفية لا نحسب حسابا لأشياء كثيرة ولا تأتي الفكرة إلا حين تذهب السكرة
***************
كان الليل قد انتصف فقال عبدالله له:"ماذا ستفعل الان هل ستذهب إلى بيتك الاول أم الثاني؟.."
قال بضجر:"لا هذا ولاذاك سُدت نفسي .."
غمغم عبدالله بصوت غير مفهوم:"أنت تسد نفس قبيلة من النساء..."
قال عمر:"ماذا تقول؟."
"أقول بيت اختك مفتوح هيا بنا"
لم يرد عليه عمر وهو يفكر بصوت مسموع:"هي حتى إن قالت لوالدها فلن يثبتوا علي أي شيء فعقد الزواج غير موثق كتبناه عند محامي زميل لشيماء وإذا كان على الشقة فهي ايجار من الغد نتركها هي أصلا بعد ماحدث ذهبت إلى والدتها فلن يتم اثبات شيء علي.." قال عبدالله بنبرة آسفة:"وهل هذه تسمى حياة؟.."
زفر عمر زفرة حارة قائلا :"ماذا سأفعل ياعبدالله أحيانا القدر يفرض عليك أشياء وما عليك إلا أن تسير خلفه " "القدر أم الغباء؟"
كان يريد أن يهدر بها في وجهه ولكن الكلام أصبح لايجدي، حقيقة أصبح يشعر تجاهه بالشفقة
رن هاتف عمر فوجدها رؤى فنظر إلى الهاتف بترقب ثم ضغط زر الفتح ليجدها تقول له بكلمات مقتضبة أنها تريده في المنزل

منذ قليل

التعليقات التي أتت على منشورها أرعبتها لم ترشدها أو تطمئنها ،الجميع نعتها بالزوجة الساذجة لأنها بما فعلته سهلت له البيات عند الأخرى وإدخالها لحياته
قالولها أنه كان عليها التغافل مادامت تحبه وتريده وحتى إن لم تكن تصدقه فتمثل التصديق حتى يعمل لها حسابا فقررت بالفعل أن تحدثه ليأتي وتتحدث معه بهدوء أكثرعلها تجد عنده مايطمئنها ،عله يكون صادقا بالفعل وهي من فهمت بشكل خاطيء وفي غمرة انفعالها لم تدرك جيدا
قررت أن توقف تشغيل التعليقات لهذا المنشور أو حذفه فهن أشعلن ذهنها بأفكارا لم تكن تفكر فيها وبالفعل أغلقت التعليقات ولكن استوقفها أخر تعليق جاء على المنشور
"لا تطلبي الانفصال،حاولي الحديث معه وأعطيه فرصة ليشرح لكِ فربما ظلمتيه وكان صادقا، اعطيه فرصة واثنين وثلاثة وحاولي الإصلاح والتسامح مادمتِ تستطيعين ،ابقي معه إلى أن يغادر حبه قلبك وتتأكدي من خيانته الفعلية لا مجرد شك وقتها لن تندمي وأنتِ قد أعطيتيه كل الفرص فلن تؤنبي نفسك يوما ، لا تتركيه إلا بعد أن يجف نهر حبه في قلبك ...لا تتركيه إلا وأنتِ على أتم الاستعداد للحياة بدونه، ابقي معه إلى أن ينفذ رصيده عندك وقتها حين تتركيه لن تحزني عليه هكذا"

لا مست الكلمات قلبها فهي فعلا حتى الآن لا تستطيع الحياة بدونه فكيف تتركه ولكن كيف يجتمع الحب مع الشك وعدم الإحساس بالأمان كيف ستظل معه وهي تشعر بالتهديد
أعادت هذا التعليق مرة أخرى بتأني ولاحت منها نظرة عابرة لإسم صاحبته فاتسعت عينيها وهي تجد التعليق باسم( فريدة عبدالعزيز)
اتسعت عينيها ودخلت إلى حسابها لتتأكد من هويتها فوجدت الصورة الشخصية لجانب وجه فريدة وهي تنظر إلى من يصورها على الأغلب وعلى وجهها ابتسامة واسعة ،دققت في نظرة عينيها الضاحكتين وسالت من عينيها دمعة ثم ضغطت زر مسح المنشور واتصلت بعمر وهي تشعر بجرح عميق في كرامتها


نهاية الفصل وموعدنا الإسبوع القادم
في نفس الموعد مع الخاتمة بإذن الله


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-20, 02:52 PM   #1338

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 162 ( الأعضاء 38 والزوار 124)

‏موضى و راكان, ‏الحياه الهائمة, ‏taljaoui, ‏الأمل واليسر, ‏ImaneAlkoush, ‏رانيا خالد, ‏دندراوي, ‏طارق صلى, ‏ياسمين حفنى, ‏Dedamayosh132, ‏غرام العيون, ‏Roro adam, ‏kamala, ‏ghader, ‏ساميرااا, ‏imoo, ‏kmnbvc, ‏عباد الرحمن3hebashah_1, ‏Arw2, ‏الديسطي, ‏دانة بسام, ‏Mat, ‏asaraaa, ‏Eman Sabry 85, ‏Heba aly g, ‏NoOoShy, ‏Dodyum, ‏jaen jon, ‏Aya yoga, ‏نور علي عبد, ‏shf2000, ‏Nada $, ‏الذيذ ميمو, ‏Lousy, ‏بدره م, ‏egmannou, ‏Habiba eslam, ‏ماهي ماهر


مشاعر صادقة و جميلة ظهرت بكل سلاسة فى كلماتك و بين سطورك أبدعتى 🌹 يا هبة و لك جزيل الشكر على المتعة و البهجة التى وصلت لاعماق قلبى بمتابعة روايتك الراقية الجذابة وفى انتظار المزيد من ابداعك دمتى بكل خير وسعاده 💝


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-20, 03:08 PM   #1339

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 211 ( الأعضاء 48 والزوار 163)


‏موضى و راكان, ‏kmnbvc, ‏egmannou, ‏Habiba eslam, ‏فداء ابو غوش, ‏ساميرااا, ‏نوارة البيت, ‏wafaa hk, ‏همس البدر, ‏fevo fofa, ‏Aisha Hamza, ‏ياسمين حفنى, ‏النصر المبين, ‏Mat, ‏الحياه الهائمة, ‏samahss, ‏lilyan lilyan, ‏الاءعزيز, ‏رهف الخواطر, ‏salwa habiba, ‏Aengy, ‏taljaoui, ‏الأمل واليسر, ‏ImaneAlkoush, ‏رانيا خالد, ‏دندراوي, ‏طارق صلى, ‏Dedamayosh132, ‏غرام العيون, ‏Roro adam, ‏kamala, ‏ghader, ‏imoo, ‏عباد الرحمن3hebashah_1, ‏Arw2, ‏الديسطي, ‏دانة بسام, ‏Eman Sabry 85, ‏Heba aly g, ‏NoOoShy, ‏Dodyum, ‏jaen jon, ‏Aya yoga, ‏نور علي عبد, ‏Nada $, ‏الذيذ ميمو, ‏Lousy, ‏بدره م


مشاعر صادقة و جميلة ظهرت بكل سلاسة فى كلماتك و بين سطورك أبدعتى 🌹 يا هبة و لك جزيل الشكر على المتعة و البهجة التى وصلت لاعماق قلبى بمتابعة روايتك الراقية الجذابة وفى انتظار المزيد من ابداعك دمتى بكل خير وسعاده 💝


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-20, 05:17 PM   #1340

شموخي ثمن صمتي

? العضوٌ??? » 179150
?  التسِجيلٌ » May 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,118
?  نُقآطِيْ » شموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

شموخي ثمن صمتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:18 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.