شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   بعد النهاية *مميزة ومكتملة * (https://www.rewity.com/forum/t468698.html)

شوشو العالم 30-03-20 11:47 AM

صباح الخير وتسجيل حضوووور

Heba aly g 30-03-20 12:58 PM


الفصل الخامس

سارت فريدة باتجاه قسم الجبن والالبان... فنظر اليها تيمور بحنق وهي تبتعد قائلا لنفسه بصوت مسموع حانق"لما تصِر هذه المرأة علي أفساد خطتي؟"... ثم دفع عربة التسوق الي الأمام واتجه الي نفس القسم الذي دخلت فيه للتو
وقفت فريدة تمسك نوعين من اللبن تقرأ تاريخ الصلاحية والسعر فجاء من خلفها وأخذ علبتين مماثلتين لما في يدها وأخذ ينظر فيهم قائلاً بصوت عال قليلاً مُدعياً التفكير:" أي النوعين قالت لي شيري أن أحضره لها؟ماهذه الحيرة ياربي !"
التقطت فريدة بأذنها نبرة صوته الدافئة بالفطرة ولم يخفي عليها كامرأة انه يراها بالفعل و يريد أن يجذب انتباهها ليس أكثر.... ابتسمت ابتسامة حانية لا تعرف سرها ...والتفتت اليه فوجدته يقف خلفها علي بعد عدة خطوات يدعي المُفاضلة بين علبتين من اللبن يٌحدِث نفسه ولاينظر تجاهها فازدادت ابتسامتها عُمقاً دون وعي منها وهي تنظر الي جانب وجهه الوسيم وتدقق في ملامحه الرجولية الجذابة... فهو لديه جاذبية وحضور تجعل هيمنته علي المكان الموجود به طاغية....
رفع وجهه فجأة اليها ووجدها تبتسم فحاولت أن تلملم ابتسامتها وقالت مُتصنعة الجدية:" الزجاجة التي في يدك اليمني أفضل لأن ليس بها لبن بودرة وصلاحيتها عدة أيام عكس التي بيدك اليسري بها الكثير من اللبن البودرة وصلاحيتها عدة أشهر" أقترب منها حتي أصبح علي مقربة منها وهو مازال يمسك عٌلبتي اللبن قائلاً بلهجة جدية مٌتصنعاً الجهل بالأمر ولشدة أتقانه ارتسمت عدة خطوط طولية عميقة بين حاجبيه وعلي جبهته تجعله يزداد جاذبية :"كيف التي صلاحيتها أيام افضل من التي صلاحيتها شهورا ؟اليس العكس صحيحاً ؟"
قالت له مُصححة:"معني أن الصلاحية عدة أشهر أن المادة الحافظة موجودة بنسبة عالية لتحافظ عليه كل هذه الفترة عكس الذي صلاحيته أيام فهو خال من المواد الحافظة أوبه كمية قليلة جداً علي أقصي تقدير"
وضع العُلبة الأخري في التو مُدعياً اقتناعه بما قالت وأخذ عدة عُلب من اللبن الذي رشحته له ووضعها في عربة التسوق ثم نظر إليها قائلاً بصوت هاديء لايخلو من بحة صوت طبيعية:"في هذه الحالة سأحتاجك في رحلة التسوق هذه لتشرحي لي ماأجهله في المُنتجات الغذائية ثم أردف قائلا بابتسامته الجذابة وتنالين ثواباً في رجل لايفقه شئ في التسوق وابتياع مُستلزمات المنزل"...
لم تستطع الرفض أمام لهجته الدافئة ونظرة عينيه العميقة...... ال......المتوسلة؟؟؟هل شعرت أنه يرجوها ان ترافقه في رحلة التسوق؟.......لالا ربما خُيل لها فلما سيفعل ذلك..........
أخذوا يتنقلون بين الأرفف والأقسام كل منهم يبتاع أغراضه أوفي واقع الأمر فريدة تبتاع اغراضها وهو يدعي احتياجه الضروري لطلبات وهمية.ويسألها عن أفضل الأنواع..
الي أن توقفا عند بعض الأرفف فمدت فريدة يدها لتأخٌذ كيساً من الأرز وكان الرف عاليا عليها فالتقطه هو ببساطة وأعطاه لها ثم قال لها:" لم تُعلقي علي البنات ثم أردف باهتمام مارأيك فيهن؟"
قالت فريدة بصوت دافيء وقد ارتسم علي وجهها حنان فطري وعاطفة امومية طاغية :"راااائعات حقيقي يادكتور جميلات جداً بارك الله لك فيهن ثم اردفت بابتسامة جميلة أظهرت أسنانها المُتراصة بشكل مُتساوي ولكن شيري خطفت قلبي بشكل خاص"
ابتسم ابتسامة حانية قائلاً بحب :"هي تخطف قلب الجميع بشقاوتها وخفة ظلها"
قالت فريدة بحماس وهي تدفع عربة التسوق الخاصة بها للأمام وتمشي ببطء فيتبعها هو:"وشمس فعلاً أسما علي مُسمي أشعر أن لها من أسمها نصيباً ،
ولا تسألني كيف كونت هذا الانطباع في هذه الدقائق القليلة ثم أكملت.. أشعرانها متوهجة كتلة حماس وطاقة ؛طموحة،وأعتقد أنها مُتفوقة دراسياً"
أشار لها برأسه بالأيجاب مُبتسماً علي صحة تحليلها فأردفت هي بتردد:"وشروق....... أشعر أن بها شيء ليس علي مايرام" ....
قال تيمور وقد شحب وجهه وتراجعت ابتسامته التي كانت تملأ وجهه طوال رحلة التسوق:" شروق بها أشياء ...."
توقفا أمام الكاشيرأخيرا وقد كان امامهم عدة أشخاص فتوقف أمامها يواجهها بطوله الفارع فرفعت رأسها للأعلي حتي تنظر اليه فهي بحذاءها الرياضي هذا تبدو أمامه قصيرة عكس ماتبدو في العمل وهي ترتدي الكعب العالي... قالت باهتمام حقيقي:"مابها؟؟"
قال وهو يزفر بيأس وينظر أمامه : "مارأيك أن نٌحاسب علي مشترواتنا أولاً قبل الزحام"
قالت له:"حسناً"
تقدما معاً الي الكاشير وانتظرا دورهما تقف أمامه بعربة التسوق الخاصة بها ويقف خلفها يتابعها في صمت إلي أن جاء دورها ووضعت مشترواتها واخرجت حافظة نقودها لتحاسب فأخرج تيمور البطاقة البنكية الخاصة به وقال لها بجدية :"فريدة أنا معي البطاقة تستطيعين استخدامها "
نقدت الرجل النقود دون أن تنظر الي تيمور وقالت له بحسم:"اشكرك معي الكثير"
وخرجت لتضع مشترواتها بنفسها في الأكياس البلاستيكية،
كان هو قد انتهي من المُحاسبة علي مشترواته وخرجا معا خارج السوبر ماركت... فقال لها يستكمل حديثه عن أبنته :"شروق لديها اضطراب نفسي منذ فترة طويلة وللأسف الحالة تزداد سؤا مع مرور الوقت"
التفتت له كلياً وقد نجح في لفت أنتباهها بالفعل فقالت له بغريزة امومية صادقة:" كيف؟؟ أحكِ لي بالتفصيل"..
سار بجوارها وكان هناك ممراً طويلاً به العديد من المتاجر يتوسطه مقهي مُصمم علي طراز حديث يجلس عليه الرجال والنساء يجلسون علي المقاعد في وسط الممر الواسع والمتاجر علي يمينهم ويسارهم فقال لها وهو يشير للمكان :"هل نجلس قليلاً وأقُص عليكِ بالتفصيل؟"
بدون تفكير أشارت له بالموافقة فقد استفزعاطفتها كأم.... جلست علي الطاولة الصغيرة ذات المقعدين فجلس مواجهاً لها... أسند مرفقيه علي الطاولة وقد ظهر عليه الهم قائلاً:"شروق منذ ولادتها وهي مُرتبطة بي بشكل خاص وزاد ارتباطها وتعلقها بي بعد حمل والدتها رحمها الله في شمس بعد أشهر قليلة من ولادة شروق ثم انشغالها بها فحدث حاجز نفسي بينها وبين والدتها وكنت أنا المُقرب والمُفضل لها انعقد حاجبيه ثم أردف قائلاً.. ومع الوقت أصبح الوضع صعباً فقد أصبح التعلق مَرَضِي وأثرعليها في حياتها وعلي علاقتها بوالدتها مما اضطرنا لاستشارة طبيب نفسي ...الذي شخص الحالة وقتها علي انها تَعلٌق مرضي يُسمي بعقدة اليكترا وهي حب البنت لوالدها بشكل مرضي يصل احيانا حد الهوس
كانت تغار من والدتها رحمها الله وبعد وفاتها أصبحت تغار علي من الذٌبابة الطائرة.. مط شفتيه الي الأمام قائلا لكي أن تتخيلي الوضع..تعلق مرضي..غيرة ...رفض قاطع أن أرتبط بأي أمرأة ثم أضاف بخوف ..خوف حقيقي نابع من كونه أب هل تعرفين أنها أنهارت حين فكرت في الزواج منذ عامين؟"
رفعت حاجبيها بدهشة وغيظ في ان واحد وقالت له باستنكار:"وهل كنت تريد أن تتزوج ؟"
قال لها وهو ينظر في عٌمق عينيها من هذه المسافة القصيرة جداً:"ولما لا"
،استدركت موقفها بسرعة وقالت :"اقصد ان ابنتك تعاني من هذه الحالة وتحاول الزواج فكرة ليست صائبة"
قال لها:" كنت افكر في الزواج بالفعل ولكن الزيجة فشلت فشلا ذريعا بعد سقوطها وانهيارها ودخولها المشفي"
اقترب النادل منهما في هذه اللحظه وقال :"ماذا تطلبان؟"
قال تيمور لفريدة :"ماذا تشربين؟"
قالت:" قهوة فرنسي سكر زيادة"
قال تيمور للرجل:"وانا قهوة سادة"
أنصرف الرجل فاقترب تيمور من المنضدة وسند مرفقيه عليها كما تفعل فريدة بالضبط.. كانا لأول مرة منذ معرفتهما لبعض وعملها معه يجلسان بهذا القرب الذي سمح له أن يتأمل ملامحها الجميلة الرقيقة وعينيها الواسعتين البندقيتين كقطعة الشوكولاتة الذائبة ....كان يبدو عليها القلق والتفكير،،
اجمل شيء فيها انها حنونة بشكل مُلفت وتهتم بالآخرين رغم أن لها مشاكلها...
يراها في العمل وهي تجلس مع شادية العاملة تستمع لمشاكلها مع أبناءها وتقترح عليها الحلول ،
وجدته شارداً فخمنت أن سبب شروده حالة أبنته ولا تعلم أنه كان شارداً فيها يري فيها شيئا مُختلفاً لم يراه في أي أمرأة من قبل
فقالت له في محاولة للتهوين عليه:"لاتحزن فكل مرض نفسي له علاج هي فقط لابد أن تتابع هنا مع أخصائي نفسي "
قال لها بجدية:"انا بالفعل أبحث لها عن متخصص هنا هذه الفترة"...
قالت بتردد :"انا أعرف مُتخصصة تعاملت معها لفترة طويلة لو اردت أعطيك هاتفها"
قال وهو يوميء برأسه :"حسنا اعطيني اياه ثم أردف باهتمام هل لي ان أسال عن سبب لجؤك لهذه الأخصائية ثم استدرك قائلاً وان كان أمراً شخصيا فانسي الأمر ولاتقولي شيئاً"
قالت بخجل وهي تخفض وجهها:"لجأت لها في السنة التي تلت طلاقي مُباشرة"
قال لها بضيق مكتوم:"هل كان الأمر مؤذي نفسياً الي هذا الحد. أكنتِ تحبينه لهذه الدرجة؟"
قالت فريدة بملامح هادئة:"للأسف هناك عوامل أخري أثرت علي في هذه الفترة ومشاعر سلبية لا علاقة لها بالحب أو الكره مثل الشعور بالخذلان؛ الغدر؛الخوف علي الاولاد؛الي جانب التقريع الذي وجدته من الاخرين لتصرفي بشكل غير لائق وانني كنت السبب الرئيسي في الأنفصال بهذا الشكل بما فيهم اخوتي فكنت أحتاج شخصاً غريباً أتحدث معه وأفرغ ثورة مشاعري أمامه حتي لايصيبني الجنون من الاتهامات التي تحيط بي"
قال تيمور بفضول لم يستطع منعه:"هل يمكن أن أعرف كيف تصرفتي أن لم يكن هناك مانعاً ربما وافقتك علي تصرفك هذا"
بالفعل تاريخ معرفتها به حديث نسبياً...ولكن في تلك الفترة البسيطة أصبحت تثق فيه بشدة يكفيه أنه أبن الدكتور فؤاد تربي وتتلمذ علي يديه وكانت هذه الثقة التي حاز عليها كفيلة بأن تُلبي طلبه وتفتح صندوق الذكريات للمرة الاخيرة بعد ان قررت غلقه نهائياً لم تستطع ان ترفض الاجابة علي سؤاله......
لا تعرف هل سبب ذلك خجلها من أن تحرجه وترفض طلبه أم رغبتها اللاواعية أن تقص عليه هو علي وجه الخصوص..أو ربما يوافقها الرأي فيما فعلت وتجد أخيرا شخصا يوافقها علي ما فعلت....
كان النادل قد احضر القهوة ووضعها امامهم فاخذت فريدة فنجانها ترتشف منه رشفة صغيرة وترجع بذهنها للخلف لتحكي لتيمور نبذة مختصرة عما يود معرفته

Heba aly g 30-03-20 01:02 PM

هبطت فريدة من سيارة الأُجرة التي استقلتها من بيتها حتي القاعة المٌقام فيها الحفل ..طلبت من السائق الأنتظار قليلاً وأعطته مبلغاً من المال ثم دخلت الي حيث القاعة...
في الممر المؤدي لباب القاعة وجدت بالوناً كبيراً مكتوبا عليه عمر ورؤي ....توقفت قليلا أمامه
هل المقصود بعمر هو عمر زوجها؟؟؟؟عُمَرَها هي؟؟؟ربما يكون تشابها في الأسماء.. ربما....ولكن دعوة الزفاف التي رأتها بعينيها كان مكتوباً بها عمر ابراهيم الدسوقي أذن هو عمر ..
هل هانت عليه لهذه الدرجة؟؟
لقد ترجته الا يفعل....
كاد ذهنها أن ينفجر الي أن وصلت الي باب القاعة وخطت بقدمها الي الداخل بثقل في جسدها
كانت القاعة الفخمة مُكتظة بالحضور ...
وأمامها علي بعد خطوات كان يجلس عمر يضع يده في يد رجل لا تعرفه و أشخاص عدة ملتفين حولهم ...
أخترقت طبلة أذنها في هذه اللحظة عبارات جوفاء يرددها عمر حيث قال:"وأنا قبلت زواجها"
هل قالها بالفعل؟؟؟؟سألت نفسها هذا السؤال ليأتيها صوت المأذون يدعو قائلاً:"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في خير"....ليقف عمر مباشرة ويقبل رأس أمرأة ترتدي الأبيض ...
أذن هذه هي العروس....بالفعل لقد تزوج هذا ليس كابوساً...في البداية ظنت أنه لن يفعل هذا وانه سيتراجع ولكنه فعلها...هل بذلك وضعها أمام الامر الواقع ؟؟هل سيجبرها علي تقبل هذا الوضع؟؟هل سيجمع بينها وبين أمرأة أخري ؟هل سيقسم مشاعره علي أثنتين هي أحداهما؟..هو لن يطلقها كما قال لها وهي لن تستطيع أن تحيا هذه الحياة...
كل هذه الانفعالات والأفكار دارت في ذهنها في أقل من ثانية ...
الي جانب شعورا أخر تسلل اليها لم تستطيع منع نفسها من التفكير فيه الا وهو الثأر لكرامتها...
فهو لم يراعي مشاعرها...لم يحترم رأيها...لم يحتوي ضعفها....صارحها بكل وقاحة وسار في خطواته بلا تراجع وهانت عليه وهان عليه ذبولها يوماً بعد يوم وهذا لن تسامحه عليه حتي الموت ....
ان كان هو قابل القسمة علي اثنتين وأربعة كما قال لها فهي لن ترضي بنصف رجل او ربع رجل ان لم يكن رجلاً كاملاً فلن تقبل به ...
وقبل أن يقوم المأذون من مكانه اندفعت هي الي المسرح وأخذت مٌكبر الصوت من الشاب المسئول عن تقديم فقرات الحفل وبصوت هاديء عكس كل النيران المشتعلة بداخلها.... وبثقة زائفة عكس الزلزال الذي يضرب بصدرها.... وبنبرة ساخرة لازعة عكس المرارة التي غيرت طعم حلقها للعلقم قالت فريدة:"بداية الف مبروك للعروسين .."
انتبه الجميع اليها الا عمر الذي كان أصدقاؤه يلتفون حوله يباركون له فأكملت هي:"بالنسبة لحضرة المأذون الم تكن تعرف أن الدكتور عمر متزوج ولابد من اخطار زوجته الاولي ؟" نظر لها الرجل ببلاهة ولم يرد ...هنا نظر اليها عمر بصدمة ...اخر شخص يتوقع وجوده اليوم هي....من أخبرها بالموعد والمكان؟؟؟
اردفت وهي تستجمع كل قوتها للمواجهة وهي توجه حديثها للمأذون :"حق المرأة أن تعرف ويتم اخطارها وانا لم يتم اخطاري وهذه مخالفة "
القاعة بكل من فيها عمها السكون.. وقتها كان يٌمكنك سماع صوت رنة سقوط الابرة علي الارضية.....
تمكن الغيظ والغضب من عمر وهم بالذهاب اليها ولكن والده جذبه حتي لايثيرو الفضائح اكثر من ذلك...فاستطردت فريدة:"وبما انني لم يخطرني أحد وأنا لا اوافق علي أن يتزوج زوجي فحضرة المأذون كما عقد قرانهم يٌطلقني انا....انا أريد الطلاق وهو أبسط حقوقي في حالتي هذه...
تقدم في هذه اللحظة والد عمر منها بعدما ترك ابنه بينما نسمة تٌكبل عمر من يديه وهو مٌتصلب الوجه والجسد بعد هذه الفضيحة العلنية أمام أهل زوجته واساتذته في الجامعة وزملاؤه وتلاميذه...
حاول ابراهيم جذبها برفق قائلاً:"كفي يافريدة هيا" علمت ان هذا العرض علي وشك الانتهاء ولن يسمح لها احد بالاستكمال فاردفت باصرار وبصوت عال.. قاس ..حاد:"طلقني ياعمر انا لااريدك.. لا أريد الاستمرار في الزواج بك ..طلقني الان و حالاً ليس شرفاً لي الاستمرار في الزواج منك"....
كادت كريمة ان تٌصاب بنوبة قلبية ..وهمت بالقيام لتجر فريدة من شعرها لولا أن منعتها نسمة اما عمر فاخر ماكان يتوقعه ان تبلغ ثورة فريدة هذا الحد فريدة الهادئة,المسالمة....لم يشعر من الاساس ان من تقف امامه هي فريدة كان جسد فريدة ولكن ليس صوتها ولا افعالها ...حاول ابراهيم جذبها برفق ولكنها تشبست بمكانها قائلة بقسوة عبر مُكبر الصوت الذي كانت تقبض عليه بقبضة من حديد:"لن أبرح مكاني حتي يرمي علي يمين الطلاق"
نظر اليها عمر نظرة ميتة... أهكذا يكون الانتقام ؟هي طلبت منه الطلاق وهو رفض..
وان طلبته الاف المرات فلم يكن ليطلقها...
ولكنها تعرف نقطة ضعفه..
كرامته امام الناس ..
علمت انه لن ينفذ طلبها مادام الأمر بينهم هما الاثنين....فطلبته في العلن حتي تحرجه وتصغره وتشفي غليلها منه..لقد اقسم في السابق الا يتركها ولكنه مضطر ان يحنث بالقسم....حاول أن يبدو صوته غير مهتز.. غير حانق.. غير غاضب..وقال بصوت ليس بالعالي ولكنه مع صمت كل من بالقاعة بدى وكأنه يصدر عبر مكبر صوت :"أنتِ طالق يافريدة"
بمجرد أن سمعته يردد هذه الكلمات القليلة الحادة كالسيف حتي تركت مكبر الصوت للشاب و استجابت لابراهيم وهبطت معه من علي المسرح وسارت معه بشكل شبه ألي حيث السيارة التي تنتظرها وهي شبه فاقدة للوعي تشعر بتنميل في كل أطرافها... في هذه اللحظة لحقتها نسمة وسندتها من ذراعها وركبت بجوارها فسندت فريدة رأسها علي كتفها وهي تشبه الالة لاتنطق؛لاتتحرك:لاترمش بعينها...هاهي فعلت مانوت عليه...أخذت حقها منه وأخذت حريتها من قيده انطلقت السيارة في رحلة العودة للمنزل وبها قلب كٌسِر وتهشم الف قطعة وبعد ذلك احترق حتي أصبح رماداً.....هذا القلب هو قلبها الذي كان ينبض في يوم من الايام بحب عمر

عند هذه النقطة من الذكريات توقفت تنظر في وجه تيمور المذهول ..
بالطبع أختصرت كثيرا في الحكي له لم تحكي كل مشاعرها ولا انفعالتها قصت عليه فقط ماقامت بفعله من طلبها الطلاق عبر مُكبر الصوت امام الناس واضطرارعمر للامتثال لها ...قصت عليه القصة في سطرين فقط رغم زخم المشاعر الذي بداخلها
ابتسمت نصف ابتسامة ولم تنطق بشيء اخر ..
في حين كان تيمور ينظر اليها بدهشة فقالت له بحيرة:"لما تنظر الي هكذا؟"...
قال بشك:"هل أنتِ واثقة يافريدة أنكِ فعلتِ ماقلتيه هذا؟"..
قالت بتحفز:"نعم...لما هذا السؤال؟"
قال بعدم تصديق:"أشك".....
قالت باستنكار:"لماذا؟"
قال بهدؤ وهو يقترب من المنضدة الصغيرة وشبك كفيه أمام ذقنه وقد استعاد ابتسامته الدافئة:"فريدة أنتِ هادئة ورقيقة لا أصدق أن تفعلي هذا"
قالت له وهي تنظر الي عمق عينيه:"هل تراني مُخطِئة في رد فعلي هذا؟"
...قال بسرعة :"لا أطلاقا بالعكس أنا أحترم المرأة القوية ولا أحب المرأة الضعيفة ...كل مافي الأمر أنني لم أتوقع هذا منك فقط أنا بالفعل لم أعرفك الا من فترة قصيرة ولكن أظن أنني عرفتك جيدا سواء من تعاملي اليومي معك أو من حكي والدي عنكِ وأري أنكِ لن تصلي الي هذه الدرجة من الغضب الا أذا تم استفزازك "
قالت بنصف ابتسامة :"هذه حقيقة..أتقي شر الحليم أذا غضب".....ابتسم لها بالمثل فلقد ارتاح كثيرا بعد ان قصت عليه بكل يسر ماحدث كان يتوقع ان يري دموعاً في عينيها...او ربما ندما ولكنه وجدها تحكي بكل بساطة واسترخاء كأنها تقص عليه فيلما شاهدته فعلم أن الامر بالفعل اصبح لايهمها وهذا في حد ذاته اشعره بالراحة لايعرف لماذا
حاولت العودة مرة أخري للحديث عن ابنته فقالت :"نعود لأصل موضوعنا وهي شروق أنا أقترح أن تأخذ عنوان الأخصائية وتتابع معها وممكن أن تتابع معها لشيري أيضا فهي لديها في العيادة جلسات تخاطب وتعديل مخارج الحروف " قال لها ضاحكا :"تقصدين لاستعادة حرف السين المفقود" ابتسمت قائلة:"نعم"
أخذ يحكي عن ابنته شروق ومشكلتها وشعرت بالفعل بهمه وتذكرت أول مرة رأته فيها وكيف كان وسيماً جذابا جاذبية لم تجدها في أحدٍ من قبل وكيف فكرت وقتها أنه رجل خالي البال
من ملابسه المهندمة بشكل مبالغ وأهتمامه بنفسه.. فترة صمت عمت المكان كل منهم غارق في أفكاره عن الآخر ...
كل منهم يجذبه شيء مجهول لايعرف كنهه تجاه الآخر ..
قال لها بصوت رخيم:"دعيني أحيي زكائك يافريدة عرفتي من نظرة واحدة شخصية كل بنت من بناتي بدقة" ..أبتسمت نصف أبتسامة قائلة :"الموضوع لايحتاج أن أكون زكية ..فقط يحتاج أن أكون أماً.......
ثم قالت له وهي تهم بالقيام:" مضطرة للأنصراف حالاً لقد تأخرت".
قام خلفها بسرعة قائلاً:" حسناً هيا بنا" ووضع حساب المشروبات علي المنضدة
كانت مٌحرجة أنها أتت معه وتسوقت معه وجلست معه وستعود معه...برغم التزامها ومعرفتها انها لاتفعل شيئاً خاطئاً إلا أنها تخاف من نظرة الناس لها كونها مطلقة ...
هي في الحقيقة لاتعرف أحد في هذه المدينة الجديدة التي سكنتها بعد طلاقها سوي سكان العمارة فقط ولكنها حريصة كل الحرص علي سمعتها فهي في النهاية امرأة مطلقة في مجتمع شرقي وشيء آخر تخشاه هو وجود عمر في نفس المدينة تخاف أن يراها أو يراها أحد وينقل له أخبارها .......
فهو يضغط عليها منذ طلاقه الأجباري لها بورقة أبناءها ...
الأولاد يستطيع أن يأخذهم منها في أي وقت وهو يحذرها دائما بطريقة غير مباشرة أنها إن فكرت في الارتباط فسيأخذهم وهي تعلم أنه يستطيع أن يفعلها والقانون معه...انتزعها من شرودها صوت تيمور وهو يقول لها :"أعطني مشترواتك أحملها عنك "
قالت له :"أشكرك أستطيع حملها "
.قال لها بصرامة:"اعطني الأكياس يافريدة لايصح"
قالت بتصميم :"صدقني استطيع حملهم"
توقف هو ووضع كل الاكياس خاصته في كيساً واحداً وأخذ منها جميع أكياسها ووضعها في كيساً واحداً أيضا وحمل كل كيس في يد وسار بجوارها... سارت بجواره تنظر إليه وهو يحمل الأكياس ويتحدث معها في أحوال الطقس وهو يرتدي بنطاله القصير هذا مع التيشيرت الرياضي فكان مظهره مٌختلفاً تماماً عن مظهر الدكتور تيمور في العمل كان مظهره يوحي بالبساطة كان..... يبدو...... كزوج يسير بجوار زوجته بعد التسوق لابتياع متطلبات المنزل
وتذكرت رغما عنها عمر حين كان يرفض أن ينزل معها للتسوق ويطلب من نسمة او فدوي الذهاب معها بحجة انشغاله بالعمل وهو في الحقيقة مُنشغل بعلاقاته النسائية وهي غافلة ..؟
كانت تسير بجوار تيمور في رحلة عودتهم للمنزل عندما وصلت بأفكارها عند هذه النقطة من تفكيرها في عمر فقالت بحنق بصوت مسموع ولكن غير مفهوم :"الوقححح"
قال تيمور مُستفسراً وهو ينظر اليها:" ماذا قلتِ؟"
انتبهت أن الكلمة خرجت من ذهنها إلى شفتيها بصوت مسموع فقالت بسرعة وهي تشيح بوجهها :"لالا... لاشيء كنت احاول الأتصال بعبد الرحمن والهاتف لايريد ان يستجيب فأقول له انفتححح" ------------------------------
قامت عايدة تتولي الشواء بعد أختفاء تيمور في ظروف غامضة وقفت بجوار شهاب واياد اللذان أقتربا من الأنتهاء أما الأطفال جميعهم ألتفوا حول جهاز البلاي ستيشن الموضوع في الحديقة ومحاط ببورجولة خشبية صغيرة يلعبون جميعهم معاً باستثناء شروق التي كانت تنظر في الساعة وتحاول الأتصال بوالدها الذي ذهب فجأة دون أن يخبرها ...قامت الأختان الشابتان زوجتا شهاب وأياد وجلستا علي يمين وشمال الدكتور فؤاد فقالت الأولي:" كيف حالك ياأنكل ؟"
رد فؤاد :"بخير حال حبيبتي"
قالت الأخري:" هل بالفعل لن يسافر تيمور نهائيا مرة أخري ؟"
قال فؤاد :"نعم الحمد لله أستقر في عمله نهائياً ولا نية له للسفر مرة أخري "
قالت الأولي:" وبالنسبة للزواج الم يفكر فيه"
قال فؤاد وقد فطن لما ترمي إليه :"لم يحدثني ياابنتي في هذا الأمر"
قالت الأخرى :"مارأيك أن تفاتحه أنت يا أنكل فهو بالطبع لن يظل هكذا طوال العمر"
قالت الأولي للدكتور فؤاد في محاولة منها لإقناعه :"صراحة ياأنكل فؤاد أنا أريي روفان أختي هي أنسب أمرأة ل تيمور خاصة وهي ليست غريبة عنا وستعامل البنات معاملة جيدة ثم أردفت وصراحة أنا أجد ميل منها تجاه تيمور ،،،مارأي حضرتك؟"
قال الدكتور فؤاد بدبلوماسيته المعهودة :"صراحة ياابنتي لن أجد لتيمور أفضل منها ثم ضيق عينيه قائلاً ولكن أليست صغيرة قليلاً علي تيمور؟"
قالت بسرعة :"هي في الثامنة والعشرين ياأنكل فرق أثنتي عشرة سنة ليس بالكثير"
نظر فؤاد اليها على يمينه واختها علي يساره وقال :"حسنا ياأبنتي ممكن أن تتحدثوا مع تيمور نفسه"
،قالت الاخري :"هذه المهمة نتركها علي حضرتك يا أنكل حتي لايكون هناك أحراجاً"
أومأ لهم برأسه ثم قال :"حسناً سأتحدث معه"
قالت الأولي :"ولكن دون أن تقول أننا تكلمنا معك في شيء أجعلها تبدو كترشيح منك"
....أبتسم فؤاد قائلا :"حسنا ياأبنتي لاتقلقي...."
أقترب تيمور وفريدة من المنزل فقالت فريدة بعد أن توقفت ومدت يدها لتأخذ أغراضها :" أشكرك دكتور تيمور"
قال تيمور:"لا سأوصلها لك حتي باب المصعد" قالت فريدة بأحراج بعد أن وجدته يقبض علي الأكياس بقوة:"لن يكون ظريفا أمام كل من بالداخل أرجوك حتي لا تتسبب لي في الأحراج" .....
أخيراً ترك لها تيمور الأغراض بعدما أستشعر أحراجها فأخذتهم منه شاكرة مرة أخري وصعدت الي شقتها ولحسن حظها وجدت باب الحديقة مغلقاً قليلاً أما هو فوقف في الشارع أمام سيارته ووضع الأكياس خاصته بجواره لايعرف لما يشعر براحة كبيرة عندما يراها أو يتحدث معها رغم أنه لم يكد يعرفها إلا من فترة قصيره لم تتعدي شهران منذ تعارفهما وعملها معه
يريد فقط أن يعرف سبب هذا الشعور ..أنه يرتاح معها لا يوجد شعور آخر غير الراحة ..الراحة فقط ولايعرف لماذا شعر بالسعادة والفخر بها حين قصت عليه كيف طلبت الطلاق من طليقها ..لما يشعر بالشماتة في هذا الرجل المستفز رغم انه لايعرفه...
رن هاتفه ليقطع أفكاره فوجد شهاب شقيقه المُتصل فأغلق الخط ودخل مُباشرة من باب الحديقة فوجد شهاب أمامه يحاول الاتصال به والطاولة خلفه جاهزة تماماً فقال شهاب مضيقاً عينيه بشك :" أين كنت؟ "
قال تيمور ببراءة :"كنت أشتري بعض الأغراض التي يحتاجها أبي..."
نظر إليه والده بتدقيق ولم يٌعلق فهو في الحقيقة لم يطلب منه أي شيء .....
وضع تيمور الأغراض التي معه في حين جاءت شروق ووضعت يدها بيده وسندت رأسها علي كتفه فقبل رأسها بينما جاءت شيري تسأله عما أحضره لها ،
فقال تيمور حسنا نأكل أولا وبالفعل ألتفوا جميعهم حول طاولة الطعام في أجتماع عائلي دافيء أسعد قلب الدكتور فؤاد بشدة
يتبع --------------------

Heba aly g 30-03-20 01:03 PM



في المساء ....
جهزت فريدة طعام العشاء لها ولأخوتها اللذان غالباً مايقضيان هذا اليوم معها حتي لاتكون بمفردها وأبناؤها عند والدهم .....
دق جرس الباب فنظرت فريدة من العين السحرية المُثبتة في الباب من الداخل فوجدت أخوتها ..ابتسمت بتلقائية وفتحت أقفال الباب واحداً تلو الآخر الي أن فتحت لهم... قال فادي ساخراً وهو يصافحها ويُقبلها:"لما كل هذه الأقفال ياأبنتي تشعريني أن هناك هجامة في المدينة"
صافحت فدوي وقبلتها قائلة له وهي تغلق الباب جيداً:"لا شيء مضمون أأخذ حذري ليس أكثر" ...قال وهو يحيط كتفيها بذراعه :"أعرف حبيبتي أمازحك ليس أكثر ثم أضاف بجدية :"أنا لا أعرف لما تتمسكين بالجلوس هنا يافريدة لما لا تعودين للعيش معنا ؟"
قالت وهما يجلسان علي الأريكة متجاورين لتجلس فدوي مُندسة بجوارهم:"صدقني يافادي مع وجود أطفال لهم طباع مختلفة وحياة مختلفة الافضل أن نعيش منفصلين لن يتحمل أحد صخبهم وتقلباتهم وهرجهم ثم أضافت بإلاضافة الي أنني لن اتنازل عن أن يعيش ابناءي في مستوي جيد هذه الشقة هي حقهم يافادي"
أومأ لها فادي برأسه بصمت فبرغم أدعاءه دائما اللامبالاة إلا أنه حزين علي حال أختيه.. قالت فريدة لفدوي :"هيا بنا نضع الطعام فهو جاهز وانت يافادي ابحث عن فيلماً جيداً نشاهده"
قال فادي :"مارأيكم أن نتجول بعد العشاء في المول الجديد لم أذهب إليه من قبل يافريدة؟"
قالت فدوي :"وأنا أيضا لم أذهب من قبل"
،،،قالت فريدة بصوت خفيض:"كنت هناك اليوم ابتاع بعض الأغراض ثم ابتسمت نصف أبتسامة لا تعرف لماذا ثم أضافت حسنا نأكل ثم نذهب والفيلم نتركه للسهرة"
بعد فترة .....
جلس تيمور وأخوته في الحديقة وحولهم الأطفال ...وكل منهم بجواره زوجته عدا الدكتور فؤاد الذي تجلس بجواره خالتهم عايدة يتسامرون ويستعيدون ذكريات الماضي... تارة عن أختها والدة تيمور وأخوته وتارة عن زوجها الراحل وتارة عن والدها ووالدتها ....حديثهم دائما يحمل رائحة الماضي اما تيمور فبناته كن يحطن به بحب عدا شروق التي كانت تحيطه بتملك ...
حانت منه ألتفاتة للشقة التي تقع فوق شقتهم مباشرة وجد الانوار مضاءة والنوافذ مفتوحة... إبتسم نصف أبتسامة وتمني لو تخرج فريدة الشرفة لايعرف لماذا جال ذلك بخاطره...
وماهي الا لحظات حتي وجد شخصاً يدخل الشرفة المفتوحة ومعه كوباً من مشروب ساخن يتصاعد منه البخار أنعقد حاجبيه ولكن لم يلحظه أحد وهو يراقب مايحدث فالأضاءة ليست قوية والجميع منشغلون أما في الحديث أو متابعة المسلسل التركي علي التلفاز المقابل لهم في الحديقة ،
وسأل نفسه تُري من هذا الرجل الذي في شقتها الم تقل ان اليوم الجمعة والاولاد عند والدهم فمن هذا؟؟؟
ربما عاد أبناءها ومعهم والدهم؟
ولكن هل تستقبل طليقها هكذا في شقتها ؟
أستشاط غيظاً منها ومازاد من أشتعاله هو دخولها ووقوفها ملاصقة لهذا الرجل وهي ترتشف مشروباً ساخناً يتصاعد منه البخار هي الأخري.. استشاط غيظا و غضبا وفكر أن يتصل بها... ولكن ماذا سيقول لها؟وماذا لو أحرجها و.......
دخل الرجل ودخلت هي خلفه ثم أغلقت الشرفة فشعر بأن ضغطه قد أرتفع وضربات قلبه تزداد وماهي الادقائق حتي كانت جميع النوافذ والانوار قد أُغلقت....
أستقام واقفا لايعرف لماذا ...مالمفروض أن يفعل لايعرف ...
خرج ووقف عند باب الحديقة وأخذ ينظرللأعلي بغيظ الي أن وجدها تفتح باب المصعد ويخرج معها رجل وفتاة نظر إليهم نظرة صامتة فمالت فريدة علي إذن شقيقها قائلة:"هذا هو الدكتور تيمور ابن الدكتور فؤاد الذي اعمل في مشفاه" ..
نظر إليها فادي شذراً وقد تفاجأ بالفعل ورفع حاجبا واحدا بغيظ قائلاً :"لما لم تقولي لي أنه هكذا؟"
قالت له بغباء :"هكذا كيف؟"
قال فادي بتجهم :"لالا لاتهتمي"
اقتربو بالفعل من تيمور الواقف بجوار باب الحديقة من الخارج فاضطر فادي لألقاء السلام عليه قائلاً بفتور:"السلام عليكم"
قال تيمور ببرود: "وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته".
قال فادي وهو يضع كفيه في جيبي بنطاله الرياضي الأنيق :"أنا فادي شقيق فريدة"
أتسعت عيني تيمور....كيف لم يفكر أنه شقيقها...
هو يعلم أن لها أخا وأخت لما ذهبت أفكاره في أتجاه أخر..
أنفرجت اساريره فجأة ومد يده لفادي مُصافحاً فاضطر فادي الي اخراج يده ومصافحته فصافحه تيمور بحرارة تعجب لها فادي ثم أومأ تيمور برأسه لفدوي مٌحييا فأومأت برأسها مُحيية له بدورها...
ماأن سمع الدكتور فؤاد صوتهم ورأهم يتحدثون مع تيمور حتي صاح بأعلي صوته:"ولد يافادي لما لم تأتي لتصافحني لي زمن لم أراك؟"
ابتسم فادي بحب ودخل مباشرة حيث يجلس الدكتور فؤاد وصافحه بحرارة وتيمور خلفه ينظر إليه بملامح هادئة... أما فريدة وفدوي فبقيا بالخارج فمالت فدوي علي أٌذن أختها قائلة:"هذا هو د.تيمور أذن...لما لم تقولي لي أنه هكذا ؟"
قالت فريدة بغباء:" هكذا كيف لا أفهم ؟؟؟انتي تقولين هذا وفادي أيضا يقوله....ماذا تقصدان ؟؟"
قالت فدوي بخجل:" نقصد أنه صاروخ عابر للقارات" ....
نظرت إليها فريدة بشك قائلة :"وهل فادي كان يقصد هذا؟"
قالت فدوي ضاحكة..:"بالتأكيد حبيبتي فأنت تعرفينه يغار علينا من خياله ثم أضافت بجدية ...تضرعي الي الله حتي لايطلب منك ترك العمل"
قالت فريدة باستنكار :"ماذا!!!"
خرج فادي في هذه اللحظه لأختيه قائلاً وهو يجز علي أسنانه :"هيا حبيباتي هيا.. صدقت جدتي حين كانت تقول(يامخلفة البنات ياشايلة الهم للممات)"
نظرت فدوي الي فريدة نظرة صامته وهي تكتم ابتسامتها .كان مغزاها..الم أقل لكِ
--------------
بعد صلاة العشاء جلس عمر وأبناؤه في غرفة المعيشة يتسامرون كعادتهم أيام الأجازة الأسبوعية التي يجتمعون دائما فيها ...
يجلس علي الأريكة...سمر علي يمينه وسهر علي يساره وعبد الرحمن علي الكرسي المجاور لهم البنات مرتبطات به الي حد كبير هو يُصاحبهم ويحاول أن يكون مصدر ثقه لهم أما عبدالرحمن فيشعر أن الولد يأخذ منه موقف غير مُعلن بسبب خلافه مع والدته برغم أن عبدالرحمن أخذ ملامحه الشكلية إلا أنه قد أخذ طبع والدته كاملاً يشعر أن بينهم جداراً صلبا ....يشعر من نظرة عينه أن بداخله كلاماً كثيرا ولكنه لا يقول أي شيء........
اللعنة عليها فريدة هي السبب في كل شيء بغباءها وتهورها.. لو كانت تحلت ببعض الحكمة والعقل ماكانا وصلا لهذا الطريق المسدود....
أنتزعته سمر من شروده قائلة:"أبي .....لقد جعت"....
قال عمر وهو يربت علي كتفها:"حسنا حبيبتي نصف ساعة بالضبط ويصل الطعام من المطعم"....
قالت سمر بخبث وهي مُحتفظة ببراءة ملامحها...:"لماذا لاتطبخ طنط رؤي الطعام كما تفعل أمي؟"..قالت سهر بنبرتها الهادئة البريئة :"بالطبع لاتعرف لو كانت تعرف كانت فعلت"....ليرد عبدالرحمن ببرود وثبات أنفعالي لايتناسب مع سنوات عمره الثلاثة عشر موجهاً حديثه لأخوته :"اولا.لأن ليس هناك مثل أمي ..ثانياً .إن فعلت فستتكسر أظافرها مثلما تتكسر أظافر أمي من الطبخ وغسيل الصحون وأشغال المنزل ....وبالطبع لن تتحمل أن تكسر أظافرها أما أمي فقد تعودت..."
صُدِم عمر من كلمات ولده التي كانت كطلقة رصاص....هل يحمل ولده كل هذا في قلبه ؟؟؟لم يرد عمر ....لابد أن يجد طريقه يحتوي هذا الولد بها....
شعرت سمر أن الأجواء بدأت تتوتر فلمعت عينيها فجأة لمعة يحفظها عبدالرحمن عن ظهر قلب فهي شقيقته التي تحمل من الشقاوة والعفرتة قدراً غير هين عكس سهر الهادئة المُسالمة التي قليلاً ما يُسمع صوتها تكتفي فقط بالمُتابعة ....
قامت سمر فقال والدها :"الي اين ياسمر؟" ..قالت:"الي الحمام ابي".
دخلت الحمام الذي يطل على الحديقة الخلفية للعمارة...فتحت الشرفة الصغيرة جداً المٌطلة على الحديقة والتي تستخدمها رؤي لنشر الملابس المبللة فوجدت في الصف الأخير من المنشر الخارجي الملابس الداخلية الخاصة برؤي مصفوفة بجوار بعضها البعض وبالأسفل كان حارس الxxxx يسقي الزرع فازدادت لمعة عينيها وهي تنزع المشبك بسرعة عن أحد القطع الداخلية لتسقط فوق رأس الرجل مُباشرة وأسرعت هي للداخل فجلست بجوار والدها واندست في حضنه وبراءة الأطفال في عينيها ....
بعد قليل رن جرس الباب فقال عمر لعبد الرحمن:"بالتأكيد هذا عامل الديليفري أفتح له" ....قام عبد الرحمن وفتح بالفعل ليجد عم سيد حارس الxxxx...فمد الرجل قطعة ملابس داخلية صغيرة وقال بإحراج:" هذه القطعة وقعت من عندكم يابني ..."
نظر عبد الرحمن للرجل قائلاً بشك :"هل أنت متأكد ياعم سيد انها تخصنا؟؟"
قال الرجل:"أنتم الشقة الوحيدة التي بها ملابس منشورة"
قال عبد الرحمن:"أنتظر سأسأل أولاً إن كانت تخصنا ثم دلف للداخل قائلا لوالده الذي وجده خلفه بالفعل حيث قام ليري مع من يجادل عبدالرحمن فرفع أمامه القطعة الداخلية قائلاً :"هل هذه تخصنا أبي؟؟"
أمتقع وجه عمر وقال بارتباك وهو يأخذها من يد أبنه يداريها خلفه بعدما تعرف عليها بسهولة واندفع تجاه باب الشقة المفتوح قائلاً:"شكرا ياعم سيد"
إنصرف الرجل وأغلق عمر الباب ودخل فورا لرؤي في غرفة نومها...
.في حين نظر عبدالرحمن لسمر التي تتابع الفيلم الأجنبي بأندماج وضيق عينيه وهو يبتسم لها ابتسامة تعرفها فغمزت له بعين واحدة فضحك ضحكة مكتومة بينما نظرت إليهم سهر بغباء لاتعرف علاما يتحدثان أما عمر فاقتحم علي رؤي غرفتها وهو يرفع القطعة الداخلية أمام وجهها قائلا بحنق:"بالله عليكِ هل هذه أشياء يتم نشرها بالخارج؟؟؟"
..رفعت حاجبيها الرفيعين بدهشة قائلة بتساؤل :"ماذا حدث؟..."
قال عمر بصوت عالٍ غاضب :"الذي حدث أن عم سيد يُبلغك السلام ويقول لك قطعك الداخلية تقع في الحديقة فلا تنشريها بالخارج مرة أخرى..."

نهاية الفصل الخامس


Heba aly g 30-03-20 01:05 PM

[rainbow]قراءة ممتعة ياقمرات مستنية رأيكم [/rainbow]

Megd 30-03-20 02:14 PM

جميله جدا
احسنتى

Megd 30-03-20 02:15 PM

فى انتظار القادم باذن الله

Heba aly g 30-03-20 03:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة megd (المشاركة 14766524)
فى انتظار القادم باذن الله

ان شاء الله حبيبتي 💖

Heba aly g 30-03-20 03:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة megd (المشاركة 14766524)
فى انتظار القادم باذن الله

ان شاء الله ينال اعجابكم🌺

DoaaKamel 30-03-20 06:32 PM

جميل جدا كالعاده ❤❤

DoaaKamel 30-03-20 06:33 PM

فى انتظار الفصل السادس ❤

DoaaKamel 30-03-20 06:34 PM

بالنجاح و التوفيق يارب

حبيبيه 30-03-20 06:50 PM

فصل جميل نفسى اعرف ايه اللى خلى عمر يتجوز تانى وهل لسه بيحب فريدهولو ببخبها فعلا ازاى قدر يخونها

حبيبيه 30-03-20 06:52 PM

جميل جدا نفسى اعرف ايه اللى خلى عمر يتجوز على فريده وهل لسه بيحبها ولو بيخبها اللى إلى خلاه يخونها

Heba aly g 30-03-20 08:07 PM

بأذن الله الفصول الجاية يكون فيها ردود الأسئلة دي،،ولو ان اللي فهم طبيعة شخصية عمر هيقدر يعرف بسهولة السبب🌺وشكرا علي متابعتك🥰🥰

Heba aly g 30-03-20 08:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة doaakamel (المشاركة 14767024)
بالنجاح و التوفيق يارب

تسلميلي حبيبتي 💖 وشكرا علي متابعتك معانا🥰🥰

maryam ghaith 30-03-20 08:17 PM

جميلة فى انتظار الفصل القادم

شوشو العالم 30-03-20 08:22 PM

فصل جميل ..اعجاب تيمور بدا يتحول لحب لفريدة وهاد ظهر لما حس بالغيرة من فادي ..عجبتني فريدة كيف ردت كرامتها من عمر بعد ما خربت عرسه وفضحته بين الناس برافو عليها يستاهل

Doaa hussien 30-03-20 09:36 PM

جميلة كالعادة ياهوبة مستنيين الباقى بسرعة⁦❤️⁩⁦❤️⁩

Heba aly g 31-03-20 12:21 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryam ghaith (المشاركة 14767268)
جميلة فى انتظار الفصل القادم

بأذن الله حبيبتي 💖 اشكر مرورك الكريم 🌺

Heba aly g 31-03-20 12:23 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوشو العالم (المشاركة 14767284)
فصل جميل ..اعجاب تيمور بدا يتحول لحب لفريدة وهاد ظهر لما حس بالغيرة من فادي ..عجبتني فريدة كيف ردت كرامتها من عمر بعد ما خربت عرسه وفضحته بين الناس برافو عليها يستاهل

فريدة حبيبة الملايين😄 تسلميلي حبيبتي واشكر مرورك الكريم 🌺🌺🌺

قصص من وحي الاعضاء 31-03-20 01:09 AM

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء

منال سلامة 03-04-20 10:11 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

بعد النهاية ..

عمل جميل وراقِ راق لي ..
اسلوب ممتع وجميل وحوارات حلوة وشخصيات رائعة ..وسرد مبهج 👍👏

قرات الخمس فصول مرة واحدة ولم اشعر بالوقت من احداثه المشوقة والوصف ..

فريدة وعائلتها الصغيرة الدافئة المحبة التي احتوت اطفالها بعد زواج حبيب طفولتها ورفضت ان يكون لها شريكة فيه ..

فدوى الاخت الكبرى لفريدة والتي كانت ترفض كل كن يتقدم لها الى ان مر العمر دون ان تدري ..لتتقابل صدفة مع سامر ..

فادي الشقيق الاصغر لفريدة وفدوى حنون مهتم غيور على اخواته لكنه متزوج من مديرة القسم اماني التي تكبره بحوالي عشرين عاما على الاقل سرا ..
اما اماني فقد وحدت نفسها مسؤولة ان اخوتها واخواتها بعد وفاة واديها وجرت بها سنين العمر وهي تؤمن مستقبل كل واحد فيهم وفاقت على نفسعا وجدت انها اصبحت في الاربعين دون ان تدري ..وعندما اصبح يتقدم لها الخطاب كان منهم الطامع والارمل والمطلق ..ثم اصبح رفض زواجها من قبل اخوتها خوفا على مالها ولما لهاا من مكانة في البنك ..

عمر طليق فريدة الذي حب عليها وغدر بها احدى طالباته في الجامعة ..ما حبيته .. شخص اناني يحرم على فريد ان تتزوج بعده والا اخذ الاولاد منها في حين اعطى لنفسه الحق ان يتزوج عليها ويريد منها ان ترضى

بسمة اخت عمر مطلقة من سنوات وتميل لصديق اخوها عبد الله ...

كريمة والدة عمر وتضع مصلحة ابنائها فوق مصلحة .. انانية
ابراهيم والد عمر شخصية طيبة

فؤاد شخصية راااائعة جميلة جدا ..
تيمور ابن فؤاد ارمل ولديه ثلاث بنات يلتقي بفريدة ويحدث بينهم اعجاب ..
اياد وشهاب اخوة تيمور زوجاتهم تريد تزويج تيمور من شقيقتهن ...

عبد الرحمن وسمر وسهر ابناء فريدة وعمر ..

رؤى زوجة عمر التي تزوجها على فريدة لم احبها ..يكفي انها تزوجته وهي تعلم انه متزوج ولديه ثلاثة اطفال لاكرهها ..
هناك شخصيات اخرى تظهر حسب ترتيب الاحداث وسيرها ..

تسلم ايدك ..👍👏👏
ان شاء الله متابعة معاكي الاحداث ..وياربت اعرف معاد نزول الفصل القادم ..

Heba aly g 04-04-20 05:12 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال سلامة (المشاركة 14777663)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

بعد النهاية ..

عمل جميل وراقِ راق لي ..
اسلوب ممتع وجميل وحوارات حلوة وشخصيات رائعة ..وسرد مبهج 👍👏

قرات الخمس فصول مرة واحدة ولم اشعر بالوقت من احداثه المشوقة والوصف ..

فريدة وعائلتها الصغيرة الدافئة المحبة التي احتوت اطفالها بعد زواج حبيب طفولتها ورفضت ان يكون لها شريكة فيه ..

فدوى الاخت الكبرى لفريدة والتي كانت ترفض كل كن يتقدم لها الى ان مر العمر دون ان تدري ..لتتقابل صدفة مع سامر ..

فادي الشقيق الاصغر لفريدة وفدوى حنون مهتم غيور على اخواته لكنه متزوج من مديرة القسم اماني التي تكبره بحوالي عشرين عاما على الاقل سرا ..
اما اماني فقد وحدت نفسها مسؤولة ان اخوتها واخواتها بعد وفاة واديها وجرت بها سنين العمر وهي تؤمن مستقبل كل واحد فيهم وفاقت على نفسعا وجدت انها اصبحت في الاربعين دون ان تدري ..وعندما اصبح يتقدم لها الخطاب كان منهم الطامع والارمل والمطلق ..ثم اصبح رفض زواجها من قبل اخوتها خوفا على مالها ولما لهاا من مكانة في البنك ..

عمر طليق فريدة الذي حب عليها وغدر بها احدى طالباته في الجامعة ..ما حبيته .. شخص اناني يحرم على فريد ان تتزوج بعده والا اخذ الاولاد منها في حين اعطى لنفسه الحق ان يتزوج عليها ويريد منها ان ترضى

بسمة اخت عمر مطلقة من سنوات وتميل لصديق اخوها عبد الله ...

كريمة والدة عمر وتضع مصلحة ابنائها فوق مصلحة .. انانية
ابراهيم والد عمر شخصية طيبة

فؤاد شخصية راااائعة جميلة جدا ..
تيمور ابن فؤاد ارمل ولديه ثلاث بنات يلتقي بفريدة ويحدث بينهم اعجاب ..
اياد وشهاب اخوة تيمور زوجاتهم تريد تزويج تيمور من شقيقتهن ...

عبد الرحمن وسمر وسهر ابناء فريدة وعمر ..

رؤى زوجة عمر التي تزوجها على فريدة لم احبها ..يكفي انها تزوجته وهي تعلم انه متزوج ولديه ثلاثة اطفال لاكرهها ..
هناك شخصيات اخرى تظهر حسب ترتيب الاحداث وسيرها ..

تسلم ايدك ..👍👏👏
ان شاء الله متابعة معاكي الاحداث ..وياربت اعرف معاد نزول الفصل القادم ..

أشكرك حبيبتي 💖 علي متابعتك وتحليلك الدقيق ،باذن الله كل يوم أثنين الثانية عشرة ظهرا

منال سلامة 04-04-20 09:52 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة heba aly g (المشاركة 14778624)
أشكرك حبيبتي 💖 علي متابعتك وتحليلك الدقيق ،باذن الله كل يوم أثنين الثانية عشرة ظهرا

شكرا لك وان شاء الله بانتظارك ..✋
بالتوفيق حبيبتي ❤❤

نهله صالح 05-04-20 06:10 PM

الفصل في غاية الروعة ❤️❤️

Heba aly g 05-04-20 10:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهله صالح (المشاركة 14782238)
الفصل في غاية الروعة ❤️❤️

أشكرك حبيبتي 💖 قراءة ممتعة دائما باذن الله 💖

Heba aly g 06-04-20 10:24 AM

الفصل السادس

دخل فادي وأخوته البنات المركز التجاري فقال لهم بشرود كمن يفكر في شيء عميق:"تعالوا نشرب شيئا أولا"..ثم أشار إلي المقهي الذي جلست فيه فريدة وتيمور نهاراً فأشارت فريده الي نفس المنضدة التي كانت تجلس عليها معه والتي كانت لحسن الحظ فارغة وقالت بحنين للمكان لم يشعر به غيرها:"نجلس هنا"
فقال فادي بنفس الشرود :"نجلس هنا لما لا"
جلست فريدة في نفس المقعد الذي كان يجلس عليه تيمور وجلست فدوي علي المقعد المقابل وسحب فادي مِقعداً من منضدة مُقابلة وجلس بجوارهم ،جاء النادل قائلاً لفادي بابتسامة مُرحِبة:"ماذا تطلبون ؟"
قال فادي:" حبيباتي أطلبوا ماتريدون".....
قالت فدوي بحماس:"أريد مثلجات"
أما فريدة فقالت:"أنا أريد قهوة فرنساوي سكر زيادة" فقال له فادي :"وأنا شاياً"
أومأ لهم النادل برأسه وانصرف فقالت فدوي تحاول معرفة سر وجوم فادي:"مابك يافادي لما تغير مزاجك فجأة هكذا؟"
مط شفتيه للأمام قائلاً:"لا شيء ثم استطرد قائلاً لفريدة ...الم تشعري بالتعب من العمل يافريدة ...أظن أنه مُرهِقا لك وأنتِ تتحملين مسئولية الأطفال بمفردك ثم أردف بلهجة غامضة.... لما لا تتركيه فأنتِ لستِ بحاجة للمال فمعاش والدك مع المبلغ الذي وضعته أمي لكل منا بعد وفاة أبي و ... "
قاطعته فريدة قائلة وقد فطنت لمغزي حديثه ولتغير حاله المفاجيء:"حبيبي أنا لا أعمل من أجل المال أنا أعمل لأشغل وقتي بشيء مُفيد ...لأعطي نفسي فرصة في رؤية الحياة من منظور آخر ثم ربتت على كفه الموضوعة علي المنضده قائلة ..إطمئن أنت فقط ولا تشغل بالك فأنا أستطيع الأعتناء بنفسي جيداً"
زفر فادي زفرة حارة وابتسم لها ابتسامة صافية قائلاً:"أعرف أنك بمئة رجل"
قالت بحنق مُصطنع:"ليس لهذه الدرجة يافادي يكفي رجلاً واحداً لا مئة"
ضحكوا جميعاً لتقول فدوي وهي تنظر إليه نظرة حانية كنظرة والدتها تماماً:"متي كبرت يافادي وأصبحت تتحمل المسؤولية؟بالأمس فقط كنت طفلاً صغيراً مُشاغباً لا تكف عن عمل المُشكلات"
قالت فريدة وهي تنظر إليه بامتنان :"فادي رجل منذ صغره ثم أردفت وقد اكتست ملامحها بالجدية ومادمنا نتحدث الان فهناك موقفاً لن انساه له ولم تُتاح لي الفرصة لأشكره عليه طيلة السنوات الماضية هذا الموقف الذي شعرت فيه بالفعل أن فادي كَبُر وأصبح يتحمل المسئولية"....
ضيق عينيه قائلاً:"حقيقة ام تسخرين علي تصرفاتي ونحن صغاراً؟"
قالت بصدق:"حدث هذا يوم طلاقي ولا أنكر إنني تفاجأت من ردة فعلك وقتها لم اتصور أنك تستطيع فعل هذا مع عمر"
وضع النادل المشروبات أمام كل منهم فتناولوها بصمت ونظر ثلاثتهم الي بعضهم البعض ورغما عنهم عادوا للخلف يوم أن عادت فريدة إليهم في حالة انهيار

أخذ فادي يدور في غرفة المعيشة بقلق لايستطيع الجلوس ولايعرف أين يذهب،
قال لفدوي بنبرة حادة:"كيف لاتعرفي أين ذهبت كيف لم تسأليها؟ "...
قالت فدوي بصوت هامس خوفاً من أن يسمعها الصغار الجالسين مُندمجين في مشاهدة التلفاز ولا يدركون أن والدتهم مُختفية منذ عدة ساعات يعتقدون أنها خرجت لشراء بعض الأغراض كما قالت لهم قبل أن ترسلهم الي خالتهم....:"لم تقل لي سوي انها ستنزل تشتري بعض الطلبات"
أخذ فادي هاتفه يتصل بها للمرة المائة ولكنها أيضا لا تستجيب فقال لفدوي:"سأنزل لأبحث عنها فلا هي في شقتها ولاترد علي الهاتف ولا أسرة عم إبراهيم في منزلهم هذا يدعو للقلق"
لم يكد يكمل جملته حتي سمعا صوت رنين جرس الباب يعلو دون توقف فعلم وقتها قلبه أن هناك شيء سيء قد حدث ،،
إندفع بسرعة ليفتح الباب ليجد فريدة تقف أمامه بملامح غريبة ومعها عمه إبراهيم ونسمة ملامحهم هم أيضا واجمة وما أن التقت عينيه بعينيها حتي انفجر من عينيها بركانا من الدموع المحبوسة ..
سقط قناع اللامبالاة الذي ادعته....سقط قناع البرود الذي ارتدته...تلاشت رغبتها في الانتقام دفعة واحدة هاله انهيارها وجذبها بقوة الي صدره فدفنت رأسها فيه علها تتلاشي من هذا العالم.
في حين كانت فدوي تحتضن الصغار المصدومين من هيئة والدتهم ،،ضمها فادي بقوة وسأل نسمة ووالدها الواجمين :"ماذا حدث؟"...
صمت ابراهيم بقلة حيلة ولم يستطع الرد في حين قالت نسمة بحزن :"اليوم كان زفاف عمر وهي ذهبت وطلبت الطلاق أمام جميع المدعوين فاضطر أن يطلقها" ...قال فادي باستنكار:"هل طلقها أمام الجميع؟؟" اومأت نسمة برأسها بأسف ...
بعد عدة ساعات بعد أن نجحت فدوي في تهدئة الصغار وجعلهم يخلدو للنوم جلست واجمة علي سرير والدتها تحتضن فريدة التي لم تتوقف عن البكاء منذ أن عادت وفادي يجلس علي المقعد المجاور للسرير يعقد ذراعيه علي صدره وينظر في اللاشيء ....هاهو أول أختبار له بعد وفاة والدته ...هو لم يتعلق بوالده بقوة حيث توفي وهو صغير كان تقريباً في التاسعة من عمره ولكن والدته كانت لهم الظهر والسند بعد الله لم تجعلهم يحتاجون لأحد وكانت لهم الأم والأب ....كان حين يُخطيء يعود إليها فترشده بفطرتها السليمة الي الصواب ....كان حين يتحير في أمره يرجع إليها فتضمه الي صدرها الذي كان منطقته الامنة ....والان هي ليست هنا وهو عليه التصرف ....شقيقته ...قطعة منه كُسِر قلبها وهو لايستطيع فعل شيء .....جال بذهنه سؤالاً..لو كانت والدته مازالت حية ماذا كانت ستفعل؟؟هو عندما تكلم مع عمر في بداية الأمر لم يصل معه لنتيجة كل ما قاله عمر أن فادي مازال صغيراً وعديم الخبرة في الحياة ولن يشعر به إلا بعد أن يتزوج ويفهم الحياة وأنه مادام لايُخالف شرعاً ولا ديناً فلايقدر أحد علي لومه وأوضح له أنه في نفس الوقت متمسك بفريدة ولن يتركها مهما حدث...
وقتها ظن فادي أنه ربما لو ضغط عليه اكثر يلجأ للعناد لأن هذا طبع عمر فرأي أن يعطيه فرصة أخري ربما يغير رأيه من تلقاء نفسه ولم يكن يعرف أنه سينفذ مااعتزم عليه بهذه السرعة...ظن وقتها انها ازمة وستمر...
توقف فادي بأفكاره عند هذه النقطة وهو يسمع صوت طرقات عنيفة علي باب الشقة ..
قام مُسرعاً ثم قال لهن بحدة وقد فطن من الطارق :"لا تخرجن من هذه الغرفة"
فتح باب الشقة والغضب يطل من عينيه البنيتين الحادتين فوجد كما توقع عمر يقف أمام باب الشقة مُتخصراً والشرر يتطاير من عينيه قائلاً بشر:"أين هي؟؟"....قال فادي وهو يمسك باب الشقة المفتوح بيد ويده الأخري يضعها علي أطار الباب مانعاً عمر من الدخول .....:"من هي؟؟" قال عمر بصوت حاد :"أختك" ....قال فادي مُستفزاً له:"ولما تسأل أنت علي أختي؟هل تسمح لي أنا أن أسأل علي أختك؟" ....
صاح عمر بصوته الجهوري وقد نجح فادي في استفزازه :"أفسح الطريق لي يافادي أريد زوجتي"...
صاح فادي بصوت عالٍ:"تقصد من كانت زوجتك أما الآن فلا يخصك أحد في هذا المنزل"
قال عمر بحذر وقد ادرك بالفعل انه رمي عليها يمين الطلاق:"وابناءي؟هل أيضا ليس لي ابناء؟"
قال فادي وهو يعقد ذراعيه علي صدره:"أبناءك في حضانة أمهم و سوف نحدد لك وقتاً مُحدداً لرؤيتهم وحتي يحدث هذا لا أريد أن أراك هنا مرة أخري" .....في هذه اللحظة ظهرت فدوي ومن خلفها فريدة عند باب غرفة والدتهم شعروا بالخوف علي فادي وهو يواجه عمر وحده فاتصلت فدوي بخالها ليحضر ويكون بجوار فادي....
في نفس الوقت صعدت كريمة التي أتت الي بيتها بعد انتهاء الحفل وابراهيم ونسمة اللذان تركا فريدة بعد أن وصلت إلي إخوتها ونزلو شقتهم في صمت فهما من الأساس لم يكن في نيتهم الذهاب لولا الحاح عمر وكريمة المستمر حتي لايكون عمر بمفرده أمام أهل زوجته وماسيتعرض له من أحراج وقتها
وقفت كريمة وإبراهيم خلف ابنهم... كريمة يملؤها الغيظ من فريدة تريد أن تفتك بها لما فعلته علي العلن وإبراهيم يشعر بالأسف لأنه لايملك كلمة علي ولده ولم يستطع أن يثنيه عن هدم بيته بيديه
تقدم عمر خطوة واحدة للداخل بمجرد أن رأي فريدة عند باب الغرفة وعينيه تشتعل بالغضب ورفع قبضته المضمومه باتجاهها وهو يجز علي أسنانه بغيظ.......
خطوة واحده تقدمها للداخل فأمسك فادي بذراعه بكل الغضب الذي يستعر بداخله ولم يكن فادي يقل قوة عضلية عنه نظر عمر الي قبضة فادي الممسكة بذراعه بقوة من حديد نظرة خطرة فقال له فادي بنفس النظرة الخطرة والصوت الصلب :"إن كان لديك استعداد أن تفقد يدك فاشهرها في وجهها مرة أخري...وإن لم يكن لديك حاجة لقدمك فخطي بها خطوة واحدة أخري للداخل "
نظر عمر الي فادي وهو لايصدق أن هذا الكلام يخرج من فمه...فقال له بغضب:"هل تقول لي أنا هذا الكلام؟انا الذي كنت دوما كاخيك الأكبر؟"
صاح فادي وهو يدفعه للخارج :"إن كنت أنت كأخي...فهي بالفعل أختي ...شقيقتي ..."
تحرك ابراهيم في هذه اللحظة وجذب عمر من يده قائلاً بعجز:"كفي فضائح سكان العمارة تجمعوا"....
نظر عمر خلفه فوجد أن بالفعل سكان الxxxx قد تجمعوا ينظرون بذهول لما يحدث ولما يقال...
فألقي نظرة غاضبة علي الجميع ثم انصرف وترك الxxxx بأكمله ....
أغلق فادي باب الشقة ودخل لأختيه الواجمتين الخائفتين ..وأخذ فريدة بين ذراعيه يهديء روعها وقال لها بلوم:"لم يكن يجدر بك فعل هذا يافريدة ؟" قالت بحنق من بين دموعها :"هل تلومني؟؟ أنت لاتشعر بما أشعر به".....
قال بألم وهو يضغط علي حروف كل كلمة:"بل أشعر.....كنت سأطلقك منه بنفسي بلا فضائح لك ولأبناءك ولكنك تسرعتي لاأوافقك عما فعلتي"...
رفعت وجهها اليه من بين دموعها وقالت :"أنت كنت تدافع عن موقفي منذ لحظات امامه هل غيرت رأيك؟"...
قال بألم وهو يضمها مرة أخري والشعور بالعجز يقيده:"كان لابد لي أن أفعل ذلك ...زفر زفرة حارة ثم أردف قائلاً إنصر أخاك ظالما أومظلوماً"
***************

عند هذه النقطة توقف ثلاثتهم عن الاسترسال في أحداث الماضي بوجوم فوضعت فريدة يدها علي يده قائلة :"أشكرك فادي أنك كنت لي بعد الله سنداً ..
كنت كأبي وأمي...."
غامت عينيه بدموع حزينة...
فقالت فدوي بضيق:"الا يوجد حوارا آخرا نتحدث فيه ونحن في هذا المكان الرائع"
قالت فريدة بامتنان:"هذا شكر واجب تأخر كثيراً فكان لزاماً علي تقديمه"
قال فادي محاولاً الخروج بهم من هذا المزاج الكئيب الذي طغي علي الجلسة:"حسناً ياأبنتي علمنا انكم بدوني لا تسوون شيئاً ثم أردف قائلاً:سمعت أن هذا المكان به ملاهي للكبار حقاً يوجد يافريدة؟"
قالت مؤكدة :"نعم يوجد ولكني لم أدخلها من قبل " غمز بعينه قائلاً:"إذن فقد حان الوقت"
لمعت عيني فدوي بالسعادة كطفلة صغيرة صبيحة يوم العيد فقالت:"هيا بنا لي زمن لم أدخل ملاهي" وضع كل منهم كوبه الفارغ ودفع فادي الحساب للنادل وأخذ أختيه الي الملاهي الملحقة بالمركز التجاري الكبير
بعد قليل.....
صرخت فدوي بخوف حقيقي وهي تتشبث بملابس فادي قائلة :"لا يافادي لم نتفق علي هذا قل للرجل أن ينزلنا بالله عليك "..
ضحكت فريدة بشدة وهي تنظر للأسفل من علي هذا الارتفاع الهائل داخل اللعبة في مدينة الملاهي قائلة:"تقريبا الرجل نسينا أو اللعبة تعطلت"
ضحك فادي وهو يضم أختيه قائلاً:"مادمنا معا فلايهم ثم ضحك وهو ينظر للأسفل قائلاً :"تخيلو أن نذهب جماعة الي والدكم ووالدتكم يافرحة قلبهم بنا " تشبثت فدوي بملابسه وقالت وهي تصرخ ضاحكة :"هل سأموت قبل أن أتزوج؟" قال فادي ضاحكا وهو يشير الي فريدة:"والذين تزوجوا ماذا فعلوا .. سنتزوج في الجنة ان شاء الله لاتقلقي..؟"
أخرجت فريدة هاتفها وقالت لهم :"هيا ابتسموا للكاميرا حتي تصبح ذكري لنا"
قالت فدوي:"إن عشنا"
ضحك ثلاثتهم ضحكة مجنونة شقية والتقطت فريدة الصورة وكتبت فوقها (مع أخوتي بين السماء والأرض) وضغطت زر الارسال على موقع التواصل الاجتماعي الشهير وما هي إلا ثانية حتي تحركت اللعبة في رحلة الهبوط السريع ليصرخوا جميعاً بما فيهم فادي الذي كان يدعي اللامبالاة منذ قليل
وما أن شاركت فريدة الصورة علي الموقع حتي وضعت لها صديقتها في العالم الافتراضي(شهد طارق) قلبا علي الصورة....أما تيمور فابتسم عندما رأي السعادة علي وجهها قائلا لنفسه:"اللهم دمها نعمة عليكِ يافريدة"واخذ ينظر الي الصورة مطولاً قبل أن يحفظها علي هاتفه
****************
بعد انقضاء عطلة نهاية الاسبوع......
دخل فادي المصرف بطلته المُميزة الواثقة وهو يرتدي الزي الرسمي لموظفي المصرف بحلة رسمية أنيقة ورابطة عنق جذابة ...حيا موظف الأمن وناغش عاملة النظافة وألقي السلام علي زملاؤه... كان دخوله العمل يعطي المكان حياة ...بوجهه الذي يشع بالحيوية وحضوره الطاغي المُلفت للنظر...جلس علي مقعده قائلاً لعلية التي أصبحت تجلس بجواره بينما رضوي تجلس علي جانبه الاخر وبجوارها تسنيم :" صباح الخير علية"
قالت الفتاة ذات الثلاثة وعشرون عاماً حديثة التخرج ذات البشرة البيضاء الصافية والملامح المٌريحة للعين والقلب معاً :"ألم أقل لك من قبل أن تدعوني باسم عُلا لا أحب هذا الأسم استاذ فادي"
قال فادي وقد رفع حاجبا واحداً مٌستنكراً :"أولا أنا لست أستاذ فادي انا فادي فقط من أين جئت بأستاذ هذا ،أبن أختي ذا الثلاثة عشرة عاماً يدعوني بفادي مُباشرة ثم أضاف بصدق ثانياً أنا أحب أسم علية جدا" ..عوجت رضوي فمها يميناً ويساراً ومالت علي تسنيم التي تجلس بجوارها قائلة :"ماهذه السخافة ؟؟ضغطي ارتفع ماهذه الميوعة منذ متي وهو يقول كلاماً كهذا ؟ ولما يعاملنا نحن كأننا أصدقاءه علي المقهي ويُمطرنا بكلمات كالدبش ؟"
قالت تسنيم في محاولة لتهدئة صديقتها :"الغربال الجديد حبيبتي لاتقلقي يتعود عليها مثلما تعود علينا لتصبح مثلنا"...
ضغطت علي شفتيها بغيظ ولم تجيب فباغتهم صوت رنين الهاتف ردت تسنيم ....ثم قالت :"حسناً ...حسناً حالاً"...ثم أشارت إلى رضوي قائلة :"أستاذة أماني تريدك حالاً "
التفت إليهم فادي بكرسيه الدوار قائلاً:"تريدها أم تريدني؟" قالت تسنيم :"بل تريدها هي"........
دخلت رضوي عند أماني فرحبت بها الأخيرة بحماس علي غير عادتها فهي دائما ماتعاملهم بتحفظ عدا فادي وهذا مايثير في ذهنها التساؤلات لولا فارق السن لظنت أن بينهم شيئا أو أن أماني تحمل لفادي في قلبها شيئاً...
قالت لها أماني بنعومة في محاولة لأستدراجها في الكلام..:"البنت الجديدة كيف تبلي معكم؟"
قالت رضوي :"علية؟ثم مطت شفتيها بازدراء رغما عنها قائلة عادية".....
قالت أماني بخبث :"أشعر أنها ليس لها في العمل ...أراها كثيرة الكلام "
قالت رضوي بغيظ واندفاع:" فعلا هذه هي الحقيقة" ....
قالت أماني بنعومة :"هل تتضايقين لأنها قريبة من فادي هذه الفترة ؟"..
أمتقع وجه رضوي وصمتت فقالت أماني وهي تقوم من علي مقعدها والتفت لتجلس علي المقعد المقابل لرضوي :"هل تظنين أنني لا أشعر بك؟جميعكم هنا مثل أخوتي الصغار،،ثم أضافت بصوت خفيض..وأنا لايرضيني أن تأتي فتاة صغيرة مثلها وجديدة علينا تشغل عقله........صراحة لا يوجد مقارنة بينك وبينها علي الأطلاق إن أرتبط بك فادي فأنا سأكون سعيدة لكم"
كانت رضوي كالغريق الذي تعلق بقشة،فقالت لها بلهفة:"وماذا علي أن أفعل؟"
قالت أماني بحماس:"أشغليه،لاتعطيها فرصة للحديث معه،حاولي أن تخرجو معا بعد العمل .اوهميها ان بينكم علاقة حتي تُغير هي من مُعاملتها معه وتعلقها به هكذا "
قالت رضوي بيأس:"ولكن ليس بيني وبينه اي شيء مشترك ...هولا يراني من الأساس "
قالت أماني بحماس لتحفزها:"علي الأقل ستعرف أن هناك من تهتم بأمره غيرها وإن نجحتي في أن تجتذبيه نحوك ستعرف أنه ليس معها هي فقط..
هل تفهمين قصدي؟ثم أضافت بصوت خفيض وهي تركز في عمق عينيها ،أنا أقول هذا لمصلحتك فقط وليس لدي أي دوافع كما تعلمين إلا أنني أحزن لرؤيتك حزينة."
نجحت في إقحام الفكرة في رأس رضوي التي أقتنعت أن أماني تريد أن تساعدها بالفعل.... لم تكن تعلم أنها ماهي إلا وسيلة أو ورقة تستخدمها أماني فهي زكية لماحة لمحت إعجاب علية بفادي واهتمامه هو بالفتاة.... لم يخفي عليها هذا الأمر بالتأكيد...
وبما أنها لن تستطيع التدخل بشكل مُباشر خوفاً من القيل والقال... وخوفاً من أعتراض فادي علي تدخلها...فهو أحيانا يكون عقله صغيراً في بعض الأمور... وخوفاً من لفت نظره لهذه الفتاة فربما لا تعني له شيئا وحديثها هي يلفت نظره لها فوجدت أن تدخل رضوي هو الأنسب خاصة وهي تعلم تمام العلم أنها لا تعني لفادي أي شيء ولن تعني له في يوم من الأيام فهي تعرف أنه لايراها سوي كأخت من أخواته فإلي جانب جمالها المُتواضع جدا فهي ليست النوعية التي يحبها فادي ...
هي تعلم تمام العلم أن فادي يحب المرأة الجميلة الزكية الحنونة التي تعطيه مايحتاج من عاطفة وهذه المقومات ليست عند رضوي ولكنها لاتعلم أن كانت عند علية ام لا ...وإن كانت تشعر بفطرتها أنها بالفعل لديها هذه المقومات
*************
دخلت فدوي الي مقرمركز تدريب علوم الحاسب الالي وتكنولوجيا المعلومات كما أتفقت مع صديقتها الجديدة راوية.....
لابأس لما لايكون بجوار تمارين اللياقة البدنية وتعلم القيادة تعلم الحاسب الآلي أيضا هي لا تفقه فيه شيئاً ولكن هل هو السبب الوحيد يافدوي... رغبتك في التعلم فقط؟
سألت نفسها هذا السؤال ولم تجد الوقت للإجابة حيث وجدت راوية أمامها بمظهرها الأنيق الذي يروق لها كثيراً وأبتسامتها الجذابة...أستقبلتها بترحاب وأخذتها وجلستا معا علي مقعدين في بهو الشركة الواسع قالت راوية بعملية:"ستدرسين بإذن الله في أول مستوي يافدوي أنتِ زكية ولماحة وبإذن الله ستتعلمين سريعاً"
ابتسمت فدوي إبتسامة متوترة وقالت لها :"هي تجربة ولن أخسر شيء "
قالت راوية "حسناً المُحاضرة الأولي بعد دقائق تعالي لتري القاعة"
دخلت فدوي الي قاعة المحاضرات وجلست في أول مقعد فارغ وجدته في الصف الثاني
قالت لها راوية :"حسناً فدوي سأنتظرك في مكتبي بعدما تنتهين من المُحاضرة اتفقنا؟"
أومأت لها فدوي برأسها فخرجت راوية وماهي الا دقائق حتي دخل المُحاضر الي القاعة المليئة بالطلبة مُختلفي الأعمار...
رفعت فدوي وجهها لتري أن المُحاضر هو...سامر...صاحب المصباح المُهشم ....نظرت إليه نظرة متفاجئة فنظر إليها نظرة خاطفة ولمحت شبح ابتسامة يظهر علي زاوية شفتيه ...شبح ابتسامة زال بسرعة وهو ينقل وجهه الي جميع الحضور ليُعرف نفسه لهم قائلاً بلهجة عملية وصوت قوي يدل علي شخصية قيادية:"صباح الخير علي الجميع...معكم سامر درويش أنا من سأتولي بأذن الله تدريبكم في هذه الدورة التدريبية علي كيفية استخدام الحاسب الالي ونظم المعلومات..
دار قليلاً حول مقاعد الحضور ثم اردف قبل أن نبدأ أحب أن أتعرف علي الجميع بعد أذنكم "
بدأ جميع المُتدربين في تعريف أنفسهم وما أن وصل إلي فدوي حتي نظر إليها نظرة متفحصة ورفع حاجبا واحداً ينتظر أن تعرفه بنفسها ،
فنظرت اليه بحرج وقالت بصوت مُنخفض (فدوي) كان صوتها منخفض ولكنه سمعه الي جانب أنه يحفظه عن ظهر قلب ويروق له الأسم أيضا ولكنه كانت لديه رغبة في مشاكستها فقال (اهلا رحمة) ...نظرت إليه بصدمة ها هو يخطيء في اسمها للمرة الثانية،ثم ما قصة رحمة هذه معه هل يعرف فتاة تُدعي رحمة؟
نفضت الأفكار بسرعة من رأسها وجزت علي أسنانها بغيظ وأجلت صوتها قائله:"فدوي،اسمي فدوي"
هذا بالضبط ماكان يريده ...رغم تعامله القليل معها إلا أنه استنتج انها عندما تُستفز تُخرِج مابداخها وتَخرٌج عن صمتها وخجلها...ابتسم قائلاً:"أهلا فدوي ...ثم استطرد قائلا بعد أن تعرف بالجميع :"حسنا ...قبل أن نبدأ في معرفة المحتوي الذي سندرسه لابد لنا من الإجابة علي سؤال الا وهو لماذا ندرس علوم الحاسب الالي والبرمجة ؟لماذا أصبح هذا المجال بهذه الأهمية في السنوات الماضية وتزداد أهميته يوما بعد يوم ؟ لماذا حدثت ثورة في تكنولوجيا المعلومات"
انتبه الجميع ونظروا اليه بتركيز بمافيهم فدوي التي لأول مرة منذ سنوات تشعر أنها تقوم بعمل ذا أهمية ..فأردف سامر وهو ينظر إلي الجميع ...:"العالم كله أصبح يعتمد علي التكنولوجيا الحديثة بشكل أساسي ،،،اصبحت جميع الشركات والمصانع لاغني لها عن انظمة البرمجة الحديثة .جميع المجالات تعتمد اعتماد أساسي اليوم علي تكنولوجيا الحاسب والبرمجة حتي في مجال السيارات... فمعظم السيارات الحديثة اليوم بها هذه الأنظمة المتطورة التي يتم برمجتها بكل مايخص هذه السيارة فإن حدث أي عطل بسيط بها يعطيك تنبيهاً بذلك ثم ضغط علي حروف كلماته قائلاً وهو ينظر إلي فدوي بطرف عينه أو أذا هشم أحدهم سيارتك مثلاً يعطيك تنبيها وأنت بمكانك ولكن كما قلت لكم هذا يسري علي الموديلات الحديثة التي تحظي بهذه المزايا ثم ابتسم ابتسامة صغيرة قائلاً أما أصحاب السيارات العادية فلهم الله تتهشم سياراتهم ولا يعرفون الجاني "
رفعت فدوي حاجبيها بغيظ لاحظه هو واشفق عليها فاردف وهو ينظر لها :"الا قلة قليلة فعلا هي من تصر علي تصحيح أخطاءها"
أخفضت وجهها حين رأته ينظر إليها مباشرة ،،فأجلي صوته من جديد وبدأ يستكمل الشرح لجميع المتدربين ....
بعد انتهاء المحاضرة خرجت فدوي واتجهت مباشرة الي مكتب راوية...دقت علي باب المكتب ودخلت مباشرة...اكتسبت القليل من الجرأة مع راوية تحديدا ...هناك أشخاصاً لاتحتاج أن تعرفهم لفترات طويلة ليدخلوا قلبك وراوية احدهم ورغم ان المنطق يقول أن التوافق يحدث بين الاشخاص حين يكونوا متماثلين في الطباع الا أن العكس ماحدث بين راوية وفدوي...
فدوي انجذبت لشخصية راوية المختلفة كليا عنها ربما تمنت ان تكون مثلها في جرأتها وثقتها في نفسها....وراوية استفزها في شخصية فدوي الخمول والسلبية والتردد صفات كلها عكسها تماما.. وربما ايضا عقدة الذنب تجاه سامر التي تجعلها تحاول أن تفعل له أي شيء تستطيعه.....
دخلت فدوي فاستقبلتها راوية بابتسامة جميلة قائلة:" تعالي احكِ لي ماذا فعلتي....".
قامت راوية من مكانها وجذبت فدوي من يدها وجلسا سويا علي الاريكة الصغيرة في زاوية المكتب الصغير الانيق قالت فدوي بتردد:"هل تعرفين الرجل الذي قلت لكِ أنه يعمل هنا وأنا قد حدث بيني وبينه سؤ تفاهم؟"
تنحنحت راوية قائلة:"نعم حبيبتي أتذكر"
قالت فدوي:"هو نفس المُحاضر الذي دخل اليوم لنا"ابتسمت راوية قائلة بلهجة غامضة:"حظك اذن.. ثم اردفت ولكن سامر لايعمل هنا..سامر شريك مثلي ومثل رامز"
تفاجأت فدوي قائلة:"حقا؟"
اشارت راوية برأسها ثم قالت :"المهم ماذا فعلتي احك لي".... في نفس اللحظة دق احدهم علي باب المكتب فقالت راوية "تفضل"
دخل سامر بابتسامة انيقة تماما مثل كل شيء فيه.. هو كل مافيه انيق اعترفت فدوي لنفسها وهو يدلف من باب المكتب انها لم تري شخصاً في اناقته وجاذبيته من قبل ...جلس سامر علي المقعد المُقابل لهم دون أن يدعوه أحد قائلاً لراوية :"هل انهيتِ ياراوية برنامج البرمجة الخاص بشركة الادوية؟"
قالت راوية بثقة:"نعم انا قلت لك هذا صباحاً" ...نظر الي فدوي قائلاً:"حقا؟؟ لقد نسيت"
أشاحت فدوي بوجهها للجهة الأخري وهو يتطلع فيها هكذا.....
قالت راوية:" هذه صديقتي التي تعرفت عليها في الجيم ياسامركيف تبلي معك ؟"
قال باهتمام وهو ينظر الي فدوي..:"هذه أول محاضرة ياراوية عندما نطبق عملي بأذن الله نري... المهم ياانسة فدوي أن تطبقي أولاً بأول" قالت لنفسها أخيرااا نطقت أسمي بشكل صحيح..
ثم أومأت له برأسها و قالت لراوية :"لابد أن أذهب للمنزل الان اراكِ في الغد"
صافحتها ثم انصرفت ونظرات سامر تلاحقها.... يلاحق بساطتها وجمالها الهادىء...وخجلها الذي اصبح عملة نادرة في هذا الزمان ....اما نظرات راوية فكانت تلاحقه هو كانت نظرات خائفة علي أخ لها لم تلده أمها
************

Heba aly g 06-04-20 10:29 AM

دلفت فريدة الي العمل بنشاط وحماس دب في جسدها منذ ممارستها العمل ...تشعر انها خريجة حديثة تعمل بكل طاقتها ...
احيانا تضطرك الحياة للأمتثال والرضوخ لأشياء عكس رغباتك ومنها رضوخها لعمر بعدم العمل ولكن بعد أن يزول العائق من أمامك تشعر بالتحرر وتفعل ما كنت تشتاق اليه بحماس اكثر من حماس الشخص العادي وهذا بالفعل ماحدث لها...
دخلت الي قسم الاطراف الصناعية والاجهزة التعويضية الذي تشرف عليه مع الدكتورماهر الذي وجدته جالساً امام الحاسوب الخاص به علي مكتبه فجلست علي مكتبها المجاور له قائلة :"صباح الخير دكتور ماهر"...
رفع وجهه عن الحاسوب قائلا بابتسامة انارت وجهه كله:"صباح الخير استاذة فريدة"
هاهي اول الدروس التي تعلمتها من العمل أن هناك اشخاص رائعون تضعهم الحياة في طريقك فدكتور ماهر منذ التحاقها بالعمل معه وهو يعاملها كأخت له لم يبخل عليها بأي معلومة تخص العمل ...بفضل الله ثم فضله تعلمت اشياء كثيرة في وقت قياسي ..كانت تعلم من أيام الدراسة ان هناك من يبخلون بالمعلومة ولكن ماهر اثبت لها العكس تشعر انه كفادي شقيقها تماما...
قطع استرسال افكارها صوت مليء بالشقاوة يعلو من الباب المفتوح المطل علي بهو الدور الثاني بالمشفي حيث دخلت الدكتورة ماريان قائلة بمناغشة:"صباح الخير زوجي العزيز"
رفع ماهر عينه اليها بحب وشوق قائلا:"صباح الخير حبيبتي ولكن الم يتبقي عدة اشهر علي زوجي العزيز هذا؟"
قالت وهي تجلس علي سطح المكتب الخاص به :"باعتبار ماسيكون حبيبي"
ابتسمت فريدة علي مشاكستهم في حين قالت ماريان وهي تنظر الي فريدة بود :"صباح الخير فريدة" قالت فريدة بمودة وابتسامة جميلة:"صباح الخير دكتورة ماريان"
قالت ماريان :"قلت لكِ ماريان فقط الم نصبح صديقات؟"
قالت فريدة بحب حقيقي لهذه القصيرة المُشاغبة التي احبتها بصدق :"شرف لي حبيبتي حسناً ياماريان متي سنفرح بكم أذن؟" قالت ماريان وعلامات الأحباط تظهر علي وجهها :"هل تعرفين أنه منذ تقدم ماهر الي أبي ونحن كلما حددنا موعداً للخطبة مات أحد وتأجل الموعد"...
وضعت فريدة يدها علي فمها قائلة :"حقا؟." أومأت ماريان برأسها أيجابا ً وقالت بحنق:"في البداية مات جدي فأجلنا الموعد...وفي الموعد التالي الذي حددناه مات عم ماهر وأخر موعد حددناه مات زوج عمتي" قالت فريدة بصدمة:"ومع ذلك تصرين علي عمل أحتفال ياماريان اتقي الله فيما تبقي من عائلتك"
قالت ماريان بحنق وماهر يشاهدها ويكتم ضحكته:"المشكلة أنني أريد أن أحتفل بكل مرحلة وحدها يافريدة أريد أن أفرح بكل مرحلة علي حدة الخطوبة وحدها الزفاف وحده...وهم يرغمونني علي عمل كل شيء في يوم واحد نظرا لحالات الوفاه هذه"ربتت فريدة علي ذراعها قائلة بحب:"لا بأس حبيبتي أبدأي أذن في تجهيز شقتك حاليا مادام هناك حداداً وبأذن الله تقومين بعمل كل ماتتمنين فيما بعد" قال ماهر:"هذا بالفعل مااقنعتها به"
في هذه اللحظة دخل تيمور بطلته المميزة التي تخطف القلب ونظرة عينيه الثاقبة التي تخترق من امامه مباشرة.... القي السلام عليهم جميعا فرفعت فريدة عينيها اليه وردت السلام فقال لماهر ليطمئن علي فريدة :"كيف حال فريدة معكم "
قال ماهر وهو ينظر الي فريدة قائلاً:"ممتازة لقد تعلمت كل شيء يخص العمل في وقت قياسي"
نظر اليها تيمور بأعجاب قائلاً:"لقد توقعت هذا" قالت فريدة باحراج:"هذا بفضلك دكتور ماهر لولاك لما تعلمت شيئاً"
في الخارج كانت تسير تبحث عنه في أرجاء المشفي كحالها كل يوم علها تراه...تشبع عينيها برؤياه فقط ليس أكثر وماأن لمحته يتحدث مع ماهر وفريدة حتي دلفت للداخل قائلة:"صباح الخير" التفت الجميع اليها وردو السلام وقال تيمور وهو يلتفت اليها :"صباح الخير دكتورة هيدي كيف حالك؟"
قالت برقة تختصه هو فقط بها:"بخير حال"
هم تيمور بالأنصراف قائلاً لفريدة:"حسنا فريدة هناك اضافة أريدك أن تضيفيها علي أخر أعلان شاركتيه علي صفحتنا الخاصة"
قالت وهي تفتح جهاز الحاسوب خاصتها :"حسناً أرسله لي حالاً وسأضيفه "
أومأ لها برأسه وأنصرف ومر بجوار هيدي التي أغمضت عينها في نفس اللحظة التي مر بها بجوارها ونظرت الي فريدة نظرة غريبة كانت تتسائل لماذا يرفع تيمور التكليف بينه وبين هذه الوافدة الجديدة التي لايعرفها احد منهم بينما يلتزم بالألقاب مع الجميع
تساءلت تُري من هذه؟وماذا تعني له؟ لاحظت فريدة نظرتها الثاقبة لها ولم تعرف سببها
ارتبكت هيدي عندما وجدت أن فريدة تنظر لها بالمثل وانسحبت بلا كلام فقالت فريدة لماريان التي انشغلت في حوار جانبي مع خطيبها الدكتور ماهر:"لماذا تنظر لي علي هذا النحو؟" قالت ماريان بلا مبالاة وهي تنظر لهيدي وهي تتحرك للخارج:"لاتهتمي هذا طبعها" *************************
بعد مرور شهر
أصبح الروتين اليومي لحياة فريدة هو الاستيقاظ المبكر واعداد الأفطار للأولاد ونزول العمل الذي أصبح شغفها واتقنته بشهادة الجميع في وقت قياسي ثم العودة للمنزل وتحضير طعام الغذاء ثم مذاكرة ماتم دراسته في المدرسة ثم تحضير طعام العشاء ..وبين هذا وذاك تختلس بعض الوقت للاطمئنان علي الدكتور فؤاد ..
وأصبح من ضمن الروتين اليومي ايضا رؤية تيمور فان لم تراه في المشفي تراه عند والده ....
دخلت فريدة إلي غرفتها مُنهكة بعد انقضاء اليوم ونوم الأولاد...تناولت هاتفها واستلقت علي ظهرها تتابع أخر الأخبارعلي مواقع التواصل الإجتماعي.
الانهاك هو ماتشعر به في نهاية اليوم ولكنها تشعر بجانب الأنهاك بشعور اخر لم تشعر به منذ سنوات الا وهو السعادة..السعادة انها تفعل شيء لنفسها وتحقق فيه نجاحاً
جاءها تنبيهاً باستلام رسالة علي الواتساب فتحت لتجد تيمور قد أرسل لها رسالة....
منذ أن بدأت العمل معه وهو يراسلها من وقت لأخر ولكن كل حديثه فيما يخص العمل ..
حقيقة لم تجد منه إلا كل تقدير واحترام يكفيه أنه إبن الدكتورفؤاد لتضع فيه كامل ثقتها
فتحت الرسالة فوجدته كتب
:"مساء الخير فريدة"...
نظرت في الساعة فوجدت الوقت تأخر وهو ينام مُبكراً فكتبت له
:"مساء الخير دكتور تيمور اما زلت مُستيقظاً"
كتب لها يٌشاكسها ليس أكثر:"لا أنا نائم وأحدثك من أحلامي"
ابتسامة جميلة زينت شفتيها الجميلتين ولحسن حظها انها ليست امامه لان ابتسامتها كانت من الجمال بحيث تُظهِر مايدور بداخل صاحبتها فكتبت له :"أحلام سعيدة أذن"وتبعتها بوجه نائم فأرسل لها وجها يغمز بعينه
ثم كتب وهو مُستلقي علي ظهره:"هل جهزتِ الأوراق التي طلبتها منكِ اليوم؟"
كتبت :"نعم ستجدها إن شاء الله في الصباح على مكتبك"
قال رغبة في الاطالة في الكلام معها ليس أكثر :"صراحة لم أتوقع أن تكوني جيدة هكذا في اللغة الانجليزية"
كتبت وهي حانقة:"لماذا ؟ ألم أقل لك من قبل إنني جيدة فيها"
كتب وهو مُستمتع بمشاكستها :"أنتِ قلتِ إنكِ تشاهدين أفلاما أجنبية غير مترجمة وهذا ليس له علاقة بالتعامل في المجال الطبي ... اتبعه بوجه يرفع حاجبا واحدا ثم كتب :"ولكنك تبلين بلاءاً حسناً لا تقلقي"
كتبت وهي تمط شفتيها :"ومابها الافلام الاجنبية ها أنا أشاهد فيلماً غير مترجماً الان"
كتب بسرعة :"مااسمه"
كتبت : message in abottle ....
كتب :"علي اي قناة؟"
كتبت :"قناة ... "
فتح تلفاز حجرته بسرعة علي القناة وكتب لها والابتسامة تعلو وجهه :"حسنا سأشاهده معك وان فشلت في ترجمة جملة سأحدثك".....
كتبت له بتهكم :"تحدثني أنا للترجمة لك وانت لديك القاموس كله يادكتور؟؟" اتبعتها بوجه يفكر
ضحك ضحكة واسعة وترك الهاتف ليشاهد الفيلم بتركيز..
*************
في الصباح دلفت فريدة الي مكتب تيمور لتعطيه الاوراق التي طلبها منها بالأمس ...
طرقت باب مكتبه طرقتين متتاليتين فقال بصوته العالي:"تفضل"...دفعت الباب ودخلت ...قالت له بابتسامتها الهادئة:"صباح الخير"
قال وهو ينظر اليها نظرة ثاقبة:"فريدة انا لم انم بعد لتقولي لي صباح الخيروكله بسببك"
نظرت بصدمة الي عمق عينيه مباشرة وقالت :"لما؟"
قال ضاحكاً:" سهرت لأشاهد الفيلم الذي رشحتيه لي ولم استطع النوم بعدها فعندما لا انام في موعدي يجافيني النوم بعدها"
نظرت اليه بأسف قائلة :"أعتذر رغم انني لم أرشحه لك من الاساس أنت من سألتني "
ضحك وهو يدور بمقعده الدوار قليلاً ثم قال" حسناً لن اسألك مرة أخري" ...ابتسمت نصف ابتسامة ثم وضعت الاوراق أمامه وهمت بالانصراف وأولت له ظهرها قائلة :"بعد أذنك"...
فقال لها بسرعة:"ولكن رد فعل تريزا اعجبني بحق لديها اصرار... أرفع لها القبعة..."
التفتت اليه ونظرت بدقة في عمق عينيه العسليتين علها تحاول فهم مايقول فاستطرد قائلاً:" اعتقد ان جميعنا نحتاج في حياتنا لأمثالها ممن يسعون الي منح السلام والسعادة والامل لمن حولهم...."جارت" من دونها كان حي في عداد الأموات وهي أعادته للحياة من جديد.."
لاتعرف لما يقول لها هذا الكلام ولا تعرف بماذا تجيبه ولكنها لاحظت أن عينيه تتعلق بعينيها بشكل لايروق لها فابتسمت له نصف ابتسامة وانسحبت تكمل عملها بوجوم.......
دلفت الي مكتبها المشترك مع الدكتور ماهر صامتة واجمة قال لها ماهر :"ماذا بكِ هل حدث شيء" انتبهت أنه ينظر اليها فابتسمت ابتسامة متوترة وقالت له:"ابدا لاشيء علي الاطلاق"
قال لها:"هل سلمتِ لدكتور تيمور الاوراق التي يحتاجها؟" اومأت له برأسها ايجاباً..
دخلت في هذه اللحظة ماريان التي تعمل بقسم العلاج الطبيعي في نفس الطابق قائلة بارهاق:"كيف حالكم؟ اخذت عشرة دقائق فقط راحة وطلبت من شادية ان تعد لنا قهوتنا لنشربها سوياً"
تعلقت عين ماهر بعينها بتلقائية وقال لها وهو يغمز بعين واحدة:"حسنا فعلتي..تعالي أجلسي بجواري"
تقدمت ماريان وجلست بجواره وهي تبتسم له
كانت عينيها تشعان بالسعادة ...ذَكَرت فريدة بنفسها وهي صغيرة حين كانت تحب عمر ..تعجبت من نفسها ...هل أصبح حبها لعمر الذي أخذ سنوات وسنوات هكذا ماضٍ..تمتمت بصوت مسموع :"حقا سبحان مغير الأحوال"
قال ماهر :"ماذا تقولين؟؟"
قالت مستدركة:"لاشيء أقول سأترككم تجلسون معا قليلاً"
قالت ماريان وهي تتشبث بذراعها :"لا فريدة أجلسي معنا حبيبتي انا أحب الجلوس معكِ ..ثم اردفت بلهجة حانية :"هل تعرفين يافريدة رغم أنني لا أعرفك الا من فترة قصيرة الا انني احببتك جداً أشعر انك كأختي"
ابتسمت فريدة قائلة:"حبيبتي وأنا أيضا أحبك "
فقالت ماريان بشقاوة:"عكس أشخاص هنا أعرفهم منذ فترة ولا أستسيغهم بالمرة"....
دخلت في هذه اللحظة شادية العاملة تحمل القهوة قائلة بصوتها العالي المُجلجل وقالت:"وأنا أيضا لا أستسيغهم بالمرة "
أنفجر الجميع في الضحك بينما وضعت شادية القهوة أمامهم وجلست تحتسي فنجانها معهم كعادتها فدخلت دكتورة هيدي في هذه اللحظة بهيئتها المنمقة بصورة مبالغ فيها ...فهي جميلة بحق بيضاء البشرة ولها قوام رشيق بحكم انها لم يسبق لها الزواج ولكنها تضع المساحيق علي وجهها بشكل مبالغ فيه الي جانب انها تتعامل مع الجميع بتعالي حتي مع ماريان التي تعمل معها في نفس القسم
باستثناء الدكتور تيمور الذي تحاول التقرب منه بشتي الطرق ....نظرت اليهم بحيرة قائلة:"مالذي يضحككم أضحكونا معكم"
كتم ماهر ضحكته وتظاهر بشرب القهوة وقال لهن :"اضحكوها معكن"
فتظاهر الجميع بشرب القهوة كاتمين ضحكتهم فقالت هيدي لشادية بضجر :"لم تصنعي لي قهوتي اليوم "
قالت شادية ببرود :"البن نفذ ..أشرب قهوتي وأنزل أشتري بأذن الله أم تشربين من فنجاني"
قالت كلمتها وهي تحتسي رشفة من فنجانها ثم تمده في اتجاه هيدي ..فنظرت اليها هيدي بتقزز قائلة :"شكرا لكِ لن أشرب قهوة اليوم" ثم انصرفت وعلامات الانزعاج تعلو وجهها ....
ضحكت شادية بملء فمها فقالت لها فريدة بتساؤل:"لما تعاملونها هكذا ياشادية؟"
قالت شادية باستنكار:"الا ترين كيف تعاملنا كلنا؟" قالت فريدة بعدم فهم:" ولما تعاملكم هي بالمثل"
قالت شادية :"الم تسمعي عن الأشخاص السموية؟ هي هكذا سموية منذ عرفتها"
قالت فريدة:" أتعرفون بعضكم من قبل؟"
قال ماهر:"جميعنا كنا نعمل في السابق بمشفي واحد وعندما افتتح دكتور تيمور مشفاه هذا جميعنا جئنا معه"
اشارت فريدة برأسها علامة علي الفهم ...ولكن ماتجهله أذا كانوا هم يعرفون بعضهم مُسبقاً وبينهم حساسيات مثلا فلما تعاملها هيدي بهذا البرود وهذه العجرفة وهي لاتعرفها مسبقاً ولم يكن بينهم أي احتكاك من قبل؟
*************


Heba aly g 06-04-20 10:32 AM

بعد مرورعدة ايام
استيقظت فريدة وهي تجهز في ذهنها خطة اليوم كيف ستسير كانت تريد تحضير الأفطار للأولاد قبل الذهاب الي المدرسة وترتيب بعض الغرف ثم المرور علي الدكتور فؤاد قبل الذهاب للعمل...
رفعت رأسها عن الوسادة ولكنها سقطت مرة أخري من الدوار الذي في رأسها والطنين الذي تشعر به في أذنها تسائلت بتعب ماهذا؟؟؟غالبا هي أعراض نزلة برد قوية تصيبها دائما في بداية الشتاء شعرت برشح في انفها فتأكدت انه هذا الدور القوي...دخل في هذه اللحظة عبدالرحمن وجلس بجوارها وهو يرتدي ملابس المدرسة قائلاً بقلق :"أمي ماذا بكِ؟"
قالت باِنهاك:"متعبة قليلاً عبدالرحمن هل تستطيع تحضير الافطار لك و لأختيك قبل الذهاب للمدرسة؟" دخلت سمر وسهر في هذه اللحظة وأحاطوا بها فقال عبد الرحمن:"بالتأكيد لن نذهب الي المدرسة ونتركك هكذا" قالت سمر :"نعم أمي لن نذهب" ...لم تستطع فريدة الجدال معهم فتركتهم ثم قالت لعبدالرحمن :"أعطني فقط من دواء نزلات البرد الذي في الثلاجة" قام مُسرعاً وأحضر لها الدواء وكوباً من الماء وساعدها في تناولها وما أن وضعت رأسها علي الوسادة حتي ذهبت في دوامة من الدوار
******************
من دون كل الصعاب فأن الاصعب أن تتقوقع حول نفسك وتستسلم لوهم انك لن تستطيع وتنتظر أن تمر هذه الايام الصعبة لتكتشف في النهاية أن العمر قد مر........
هذا ماجال في خاطر فدوي بعد انتهاءها من محاضرتها... هاهي تبلي بلاءاً حسنا,,
هاهي تجتاز مستوي تلو الاخر,,
هاهي تكسر حاجز الخوف والخجل بمساعدة راوية التي ارسلها الله لها لتأخذ بيدها .....تشعر أن راوية طاقة نور فتحها الله أمامها تعطيها طاقة ايجابية جبارة الوقت الذي تقضيه معها سواء في صالة الالعاب او في المركز هو الافضل علي مدار يومها..
وسامر ....عليها أن تعترف انه يشغل حيزاً كبيراً من تفكيرها فهو نوع لم تراه من قبل من الرجال يجذبها لاتنكر ...ولكن به الكثير من المتناقضات لاحظتها خلال تعاملها معه في الدورة التدريبية او في الوقت الذي تجلس فيه مع راوية ويجلس هو قليلاً معهم يبتسم في وجهها ثم يتجهم كأنما تذكر شيء غير مزاجه...ينظر لها نظرة ذات معني ثم يحيد بنظره للبعيد...يعاملها برقه ثم......
قطعت راوية افكارها وهي تلاحظها تقف شاردة عند باب مكتبها فقالت راوية:"فدوي اين ذهب عقلك؟"
ابتسمت فدوي قائلة بضحكة متوترة :"كنت أبحث عنك" ...قالت راوية وهي تجذبها لمكتبها وتغلق الباب :"تعال أذن أجلسي معي قليلا"
في البداية راوية كانت تتقرب منها من أجل سامر ولكن بعد معرفتها لفدوي عن قرب أحبتها بصدق وأصبحت مُقربة لها فهي وجدت فيها مالم تجده في اي صديقة من قبل....القلب الطيب..الفطرة السليمة الغير ملوثة...
طرق سامر باب المكتب كالعادة ودلف ثم جلس علي اقرب مقعد ثم قال لفدوي مباشرة:"كان اداءك في العملي اليوم ممتازاً انسة فدوي لولا بعض التوتر الذي كان يلازمك هل كان يشغل بالك شيئاً أخر" قالت فدوي وقد زال عنها الكثير من التحفظ تجاهه رغم انه أحيانا يكون غريب الأطوار:"انا فقط اشعر بالتوتر لأنني أخشي أن لا أجيد التصرف أو أتصرف بشكل خاطيء"
اكتسي وجهه بالجدية وقال لها:"اطلاقا انتِ ممتازة يلزمك فقط قليل من الثقة بالنفس"
أومأت له برأسها ايجابا في نفس اللحظة التي دخل فيها رامز المكتب القي عليهم جميعاً السلام بحماس ثم أردف:"اليوم عقيقة ولي العهد لؤي رامز الالفي" انا دعوتكم من يومين ولكني أؤكد مرة أخري"
قال سامر بحماس "بالطبع حبيبي ومن لك غيرنا" في الحقيقة تروق لها علاقتهم كاصدقاء نوع جديد من الصداقة لم يمر عليها...تشعر انهم يحبون راوية كأخت لهم
قال لها رامز بتهذيب:"انسة فدوي سانتظرك معهم "
قالت باحراج:"غالباً لن أستطيع "
قال رامز وهو يرفع حاجبيه:"لماذا؟؟الا تحبي أن تري ولي العهد"
تدخل سامر الذي استاء من فكرة عدم حضورها قائلا بسماجة:"بالتأكيد لا تريد أن تحضر هدية للطفل" .....شهقت فدوي ورفعت حاجبيها ولم تدرك أنه يشاكسها ويستفزها ليس أكثر فقالت بحرج:"لا أقسم بالله الهدية كنت سأحضرها في الغد"
أبتسم الاصدقاء الثلاثة لأنها وقعت في فخ سامر فاكمل سامر بوجه تعلوه الجدية:"أنتِ تحضري الهدية وتأتي معنا هكذا تكون المُجاملة"
احرجها سامر أمامهم أما هم فكانوا يعلمون أن سامر يشاكسها وأن معني هذا أن شعوراً لديه تجاهها بدأ ينمو.... شعوراً قد نسيه سامر وأغلق بابه منذ سنوات
************************
بعد العصر....ارتدت فدوي فستانا بسيطا باللون الرمادي يليق بالمناسبة وحجاباً رقيقاً من نفس اللون ولكن بدرجة افتح ووضعت القليل من زينة الوجه الرقيقة ....حسنا ستذهب معهم لتغير جو لقد كلمت فادي وسالته ولم يمانع ...رغم خوفه عليها ولكنه يعلم انها كبرت في السن وانها لابد أن يكون لها دائرة معارف تخصها...هناك سبباً اخراً تود الذهاب من أجله... حتي لايصدق رامز صديقه السخيف انها لاتريد شراء هدية و.....هل هناك سبباً أخرا يافدوي؟؟؟؟ هذا السؤال سألته لنفسها قبل أن يقطع تفكيرها صوت رنين الهاتف نظرت اليه لتجد فادي أجابته قائلة:"اهلا فادي أنا بالفعل ارتديت ملابسي وصديقتي راوية ستمر علي في خلال لحظات لنذهب سويا"
قال فادي متسائلاً:"الن تذهبي بسيارتك؟" قالت بقلق:"فادي السيارة تصدر صوتاً غريباً لا أعرف مابها وأخاف أن أسير بها هكذا"
قال بقلق :"لا لا تأخذيها حتي نعرف مابها..حسنا أرسلي لي العنوان وأنا سانهي عملي وأاخذك حتي نذهب معا لنطمئن علي فريدة"
قالت له :"حسنا اتفقنا".......

********************
في منزل رامز الذي يقع علي النيل مُباشرة يقف هو يستقبل المدعوين الذين دعاهم الي الحفل.... كان يبدو عليه السعادة... فليس هناك أجمل من أن ترزق بطفل صغير بعد شوق...هاهو في السابعة والثلاثين كصاحبه و أصبح أبا أخيراً..
وقف سامر بجواره يستقبل معه المدعوين وما أن رأي راوية وفدوي حتي تسارع نبضه.. أصبح مؤخرا كلما رأها دق قلبه عدة دقات اضافية...ربما لأهتمامه بها ليس اكثر فهو بالتأكيد لم يقع في حبها بهذه السرعة....هكذا قال لنفسه....
اقتربت راوية وفدوي صافحت راوية رامز قائلة بمودة :"مبارك لك يارامز اللهم بارك لك فيه"
ثم أعطته الهدية التي أحضرتها..وتلتها فدوي حيث أعطت له الهدية بابتسامة هادئة قائلة :"مبارك لك "ثم نظرت الي سامر الذي ابتسم ابتسامة واسعة عندما تذكر كيف استطاع احراجها والضغط عليها بذكر الهدية...
ابتسمت له بالمثل فهذه من المرات النادرة التي تري فيها ابتسامته الواسعة هذه.....دلفوا جميعهم الي الداخل وصافحوا داليا زوجته التي كانت تجلس مع صديقاتها وتحمل الصغير.. قالت راوية وهي تقترب منها لتصافحها وتقبلها:"مبارك عليكم حبيبتي"
صافحتها داليا بمودة قائلة:"اين البنات لماذا لم ياتو معك؟"
قالت راوية:"يجلسون مع أمي ياداليا ..كبروا ولم يعودو يخرجون معي في كل مشاويري"
أبتسمت داليا ثم صافحت فدوي قائلة بلهجه خاصة لم تفهمها فدوي :"بالتأكيد أنتِ فدوي"
ابتسمت فدوي باحراج قائلة:"نعم"
جلسوا جميعاً في بهو الشقة الفخمة الواسع فاخذت راوية الصغير من والدته حملته وقبلته بحب ثم أعطته لفدوي التي كانت تجلس بجوارها وبجوار فدوي من الجهة الاخر يجلس سامر....
أجفلت فدوي للحظة الاولي وقالت بخوف حقيقي:"انا لا أعرف كيف أحمل الصغار...انه صغير جداً وانا لي سنوات لم أحمل أطفالاً صِغاراً وأخاف بسبب صغر حجمه"هي بالفعل منذ أن كبروا أبناء فريدة لم تحمل أي اطفال صغار
قالت أروي ضعي يدك تحت رأسه ويدك الأخري تحت جذعه"....
كان الصغير جميل حقا وكانت تتمني أن تحمله بالفعل ففعلت كما قالت لها راوية وحملته علي يديها ..نظرت اليه نظره حب....واشتياق قبلت جبهته فشمت رائحته العطرة وكانت تود لو تستطيع أن تحتضنه ولكنها كبتت رغبتها هذه حتي لاتتضايق والدته ...تعرف أن ليس كل الاباء والامهات يحبون أن يلمس أحد صغارهم حدث لها عدة مواقف مشابهة من قبل وكان الاحراج من نصيبها لذلك أصبحت تتجنب هذه المواقف
قالت لسامر الذي يجلس بجوارها مباشرة بصوت خفيض متأثر :"أنظر كم هو جميل"...مال سامر عليها قليلاً ونظر الي الصغير وقال بصوت مٌتهدج مشتاق هو الأخر:"جميل فعلا ماشاء الله"
رفعت وجهها اليه فرأته يبتسم ابتسامة رائعة فابتسمت له هي الأخري ابتسامة جميلة .هادئة. عفوية لأول مرة تبتسم له بغير تحفظ .... ولكن ابتسامته توقفت حين لمح بين ابتسامتها دمعة متحجرة في عينها خمن أنها ربما تكون دمعة تأثر بلحظة رؤية مولود جديد؛ أو ربما تكون دمعة اشتياق لطفل يخصها هي فهو علم من الملف الخاص بها انها في الخامسة والثلاثين وشخصية حساسة مثلها بالتأكيد تتأثر بهذه المواقف ...
أما فدوي فلم تستطع مقاومة رغبتها الشديدة أن تضم الصغير الي صدرها فضمته برفق وحذر وقبلت رأسه... تابعها سامروقد تأكد له صدق احساسه **********************
في المساء....دخلت فدوي الي حجرة فريدة النائمة طوال النهار من تعبها بعد أن فتح لها الاولاد ..
قالت فدوي وهي مازالت بلبسها وزينتها التي خرجت بها :"مابكِ يافريدة ؟دور برد يرقدك في السرير! لم أظن أن الامر هكذا حين كلمتك في الصباح" قالت فريدة بصوت مبحوح:"انتِ تعلمين لابد أن أأخذ هذا الدور كل عام"
قالت فدوي بقلق :"وجهك أصفر بالتأكيد لم تأكلي شيئا طوال النهار"
ابتسمت فريدة باعياء قائلة :"سمر صنعت لي حساءاً لا علاقة له بالحساء ولكنني تناولته وكان هناك طعاماً في الثلاجة هما تناولوه ولم استطع انا بلع شيء ثم اردفت اين فادي الم يأتي معك؟"
قالت فدوي :"نعم قام بايصالي ولكن قال سيذهب الي موعد ضروري ثم يعود للبيات معنا"
أومأت فريدة برأسها ثم دخل الاولاد الي الحُجرة وجلسوا علي السرير بجوارها فقالت لفدوي :"بالله عليكِ يافدوي اجعليهم يجلسون بالخارج حتي لايلتقطون العدوي مني "
قالت فدوي :"فعلا لابد أن لا تجلسوا بجوارها هكذا تعالو انتم بالخارج"
قام الأولاد مع خالتهم علي مضض وقالت فدوي لها :"سأعود لكِ مرة أخري"
رن هاتفها الموضوع بجوارها فأخذته لتجد تيمور يتصل بها تقريبا للمرة العاشرة هذا اليوم....بالتأكيد لأنها لم تذهب اليوم الي العمل ولكنها لم تستطع أن تجيبه في المرات السابقة..ردت عليه بصوتها المبحوح قائلة:"مساء الخير دكتور تيمور"
هاله صوتها فقال بجزع:"فريدة مابكِ؟؟"
قالت باعياء:"أعتذر عن عدم حضوري العمل اليوم وعدم ابلاغي مُسبقا فقد.... قطع كلامها قائلاً بقلق :"ماذا بكِ يافريدة أتصل لأطمئن عليكِ لا علي العمل" أغمضت عينيها قليلاً ...هاهي حرارتها ترتفع مرة اخري ...وها هو بجزعه البادي من صوته يجعل حرارتها تزداد أكثر...ماذا يريد منها؟؟؟ لما كل هذا الاهتمام الذي تحتاجه هي بشدة وتقاومه في نفس الوقت ...لم ترد عليه فقال بصوت حاد:"فريدة أنا بالأسفل عند أبي هل أصعد اليك واضح أنكِ مريضة وبشدة...رفعت حاجبيها معاً وقالت بخوف من أن يقوم بالصعود بالفعل:"لالا أختي معي وأخي في الطريق أنا اعاني من دور برد حاد قليلاً...قال بقلق:"بصوتك هذا وحاد قليلاً ؟بل كثيراً يافريدة...ثم أردف بماذا تشعرين قولي لي بالضبط " قالت بصوت متحشرج وحنجرة مجروحة :"سعال ورشح وحرارة مرتفعة ودوار"
قال باهتمام :"ماذا أخذتِ لكل هذا؟"
قالت :" أخذت....." قال باستنكار:"هذا ما اخذتيه فقط يافريدة ثم أردف بهدؤ :"حسناً أغلقي الخط"....
أغلقت معه الخط ودخلت فدوي عليها بعد قليل جلست بجوارها بعد أن فتحت نافذه الحجرة حتي تجدد الهواء فوجدت شقيقتها شاردة وهناك غلالة من الدموع حبيسة في عينيها...قالت فدوي بقلق :"ماذا بك يافريدة...أنتِ تحتاجين طبيباً سأحدث فادي "
تناولت هاتفها فامسكت فريدة بيدها قائلة برجاء:"لا تتصلي بفادي"
فوضعت فدوي الهاتف وقالت لفريدة بشك :"أنتِ بكِ شيء أخر ماذا بك؟؟"
رن الهاتف بجوار فريدة مرة أخري لتجد أنه تيمور فأغمضت عينيها بيأس وتمتمت قائلة:"هو لن يمل؟؟" ثم أجابته قائلة:"نعم دكتور تيمور" قال لها :"فريدة فدوي بجوارك؟" قالت له :"نعم"
قال لها :"قولي لها أن تفتح باب الشقة وتاخذ الكيس الموضوع أمام الباب"
قالت له:"ماذا به؟؟؟"
قال:"ستعرفين عندما يصلك"
قالت فريدة لفدوي التي بالفعل فتحت الباب وأخذت الكيس الموضوع أمام باب الشقة ودلفت به للداخل عند فريدة التي كانت ماتزال على الهاتف مع تيمور جلست فدوي بجوارها وهي تفرغ محتويات الكيس البلاستيكي وعلي وجهها ابتسامة غير بريئة فقالت لفريدة النائمة وعلي اذنها الهاتف هائمة في عالم اخر "دواء للسعال..واخر للحرارة..كتمت ضحكتها واردفت واخر للرشح ثم رفعت حاجبيها بخبث قائلة ومُكملاً غذائياً ايضا.."
اغمضت فريدة عينيها بألم وقالت له:"لما التعب؟" قال بحنق:"لانك مُهملة وتركتِ نفسك حتي ساءت حالتك من فضلك تناولي هذا الدواء... مكتوب علي كل نوع الجرعة الخاصة به"
قالت بصوتها المتحشرج :" حسناً....أشكرك"
أغلقت معه الخط فقالت لها فدوي بشقاوة:"مالأمر ياديدا أحكِ لي كل شيء"
قالت فريدة بألم :"لايوجد شيء ولن يكون هناك أي شيء ولا أعرف لما يتصرف هكذا....سالت دمعتان من عينيها وقالت بألم ...كل مايفعله يؤلمني وهو لايشعر"
اقتربت منها فدوي وشعرت أن الأمر جدي فأصابها القلق علي حال أختها التي بدأت الدموع تنهمر من عينيها بغزارة فقالت بخوف:"فريدة هل أحببتيه؟" قالت فريدة من بين دموعها:"وهل من حقي أن أحب من الأساس؟مسحت دموعها بكفيها ثم أردفت بخفوت أطمئني أنا أستطيع التحكم في مشاعري جيداً أعرف كيف ألجمها ثم اردفت بألم :المشكلة انه يحيطني برعايته واهتمامه بشكل يجعلني أحيانا أضعف يافدوي "...
جلست فدوي بجوارها وضمتها الي صدرها بحب وخوف في ان واحد قالت فريدة من بين دموعها:"هل تعرفين يافدوي عندما تضميني أشعر ان أمي من تضمني أنتِ بك منها كثيراً"
ضمتها فدوي الي صدرها وربتت علي ظهرها قائلة:"هوني عليكِ يافريدة ولا تلومي نفسك علي مشاعرك فهي ليست ملكك"
قالت فريدة بألم :"هل نسيتي أنني أم يافدوي والام لايجب عليها أن تشعر.. الأم يجب أن ترعي صغارها"...
هاهو قناع اللامٌبالاة قد سقط ...هاهي وصل بها الحال لنقطة لم تكن تتمني الوصول لها ....
أن تدعي الشجاعة انك تستطيع المقاومة وانت ليس أمامك أي أغراءات لهو شيء هين...
أما التحدي الحقيقي عندما تقاوم وأنت أمامك هذه المغريات ...أن تمتنع عنها وهي بالفعل أمامك وأنت في أمس الحاجة لها ...
كانت تدعي انها تستطيع أن تمنع قلبها عن النبض لرجل مرة أخري بعدما خرج عمر من حياتها وطردته خارج جدران قلبها ...وكان يسيرا عليها أن تدعي وهي ليس أمامها شخصا يستحقها.. كانوا جميع الرجال بالنسبة لها عمر الدسوقي....
أما الأن فكيف ستدعي البطولة والصمود وهي أمامها تيمور الذي يغمرها بكل هذا الاهتمام والرعاية ...هي لايخفي عليها كامرأة اهتمامه ولن تدعي أنها في غني عن هذا الاهتمام بل هي تحتاجه وبشدة....
ولكن هي تؤمن أن المرأة اي امرأة لديها قلبان ..قلب يحمل حب ابناءها الفطري الذي زرعه الله .. وقلب اخر يحمل حب الانثي الفطري لرجل بعينه...وبالطبع عند الاختيار تستطيع أي أنثي سحق قلبها الذي ينبض بحب رجل.. لصالح قلبها الذي ينبض بحب صغارها....
الحواجز بينهم عالية والوصال بينهم مستحيل ....
لم تعرف فدوي ماذا تفعل لشقيقتها المتألمة... هالها أن تري انهيارها هكذا وهي التي كانت دوما مُتكيفة مع وضعها بجدارة و بقوة تحسد عليها ....
قالت فريدة بعد أن هدأت قليلاً :"ماهذا الذي أقوله أنا غالباً أهذي من الحرارة "
ربتت شقيقتها علي كتفها بحنان وقالت وهي تهم بالقيام:"أرتاحي أنتِ قليلاً يافريدة وأنا سأعد لكِ حساءاً ساخناً حتي لاتاخذي كل هذا الدواء علي معدة فارغة"
قامت بالفعل وتركتها فتناولت فريدة هاتفها وفتحت موقع التواصل الاجتماعي وكتبت منشوراً قصيراً مُعبراً عن حالتها:"بيني وبينك سور ورا سور وانا لامارد ولاعصفور في ايدي ناي والناي مكسور"
ثم أعقبته بوجه يبكي....ضغطت علي زر النشر وشاركت المنشور ليأتيها بعد عدة ثواني أول تفاعل علي منشورها بوجه باكي من صديقتها في العالم الافتراضي شهد طارق.... وبعد عدة ثوان أخري تلقت تنبيهاً بوصول رسالة واتساب فتحتها لتجد تيمور يسألها بقلق:"مابكِ فريدة ؟هل أنتِ مٌتاكدة أنكِ مريضة فقط أم أن بكِ شيئاً أخر قرأت هذا المنشور الحزين الذي شاركتيه للتو"
رفعت وجهها للسماء بيأس وضعف قائلة لنفسها :"اتركني بالله عليك ولا تغمرني بهذا الاهتمام ..بهذا الشكل لن استطيع المقاومة أكثر من ذلك"
وضعت الهاتف بجوارها دون أن ترد علي رسالته خافت أن ردت عليه ترد رداً غير مناسباً خاصة وهي في هذه الحالة من الهذيان

نهاية الفصل السادس


DoaaKamel 06-04-20 04:20 PM

روايه رائعه و احداث سلسله و مترابطه ❤❤

DoaaKamel 06-04-20 04:21 PM

فى انتظار الفصل القادم بشوق ❤❤

DoaaKamel 06-04-20 04:22 PM

اتمنى لك التوفيق و النجاح ❤❤

منال سلامة 06-04-20 07:11 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...


بعد النهاية ..
الفصل السادس ..
حبيبتي تسلم ايدك الفصل رووووووعة ومشوق للاحداث القادمة ..
اسلوبك ممتع ولغتك غاية في الجمال وحواراتك وعباراتك كلها راااائعة ..👍👏👏

بداية بالعلاقة الجميلة القوية التي تحمع الاخوة فريدة فادي فدوى وخبهم لبعض وخوفهم يكملون بعض ..
حتى موقف فادي وهو صغير عند طلاق فريدة كان موقف كبره قبل أوانه وكان نعم الاخ والسند لفريدة واولادها ..


اماتي وباتت تخشى من علاقة فادي وعليه التي رات ان لها تاثير على فادي فبذكاء وفطرة انثى عرفت كيف تتسلل وتدفع رضوى وهي تعلم ان لا تاثير لها على فادي ..

تيمور واصبح يتغلغل داخل فريدة باهتمامه الذي يحاوطها به ..
عيدي واضح انها تجد في فريدة منافس لها على قلب تيمور طبعا الذي فعلا بات لا يرى غيرها حوله ...

ساهر ونبت في قلبه ميل تجاه فدوى كما هي ...

بانتظارك ان شاء الله في القادم بشوق ..
عمل رااااائع جدا موفقة يااارب ❤❤❤🌹🌹

Heba aly g 06-04-20 10:13 PM

[quote=منال سلامة;14786490]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...


بعد النهاية ..
الفصل السادس ..
حبيبتي تسلم ايدك الفصل رووووووعة ومشوق للاحداث القادمة ..
اسلوبك ممتع ولغتك غاية في الجمال وحواراتك وعباراتك كلها راااائعة ..👍👏👏

بداية بالعلاقة الجميلة القوية التي تحمع الاخوة فريدة فادي فدوى وخبهم لبعض وخوفهم يكملون بعض ..
حتى موقف فادي وهو صغير عند طلاق فريدة كان موقف كبره قبل أوانه وكان نعم الاخ والسند لفريدة واولادها ..


اماتي وباتت تخشى من علاقة فادي وعليه التي رات ان لها تاثير على فادي فبذكاء وفطرة انثى عرفت كيف تتسلل وتدفع رضوى وهي تعلم ان لا تاثير لها على فادي ..

تيمور واصبح يتغلغل داخل فريدة باهتمامه الذي يحاوطها به ..
عيدي واضح انها تجد في فريدة منافس لها على قلب تيمور طبعا الذي فعلا بات لا يرى غيرها حوله ...

ساهر ونبت في قلبه ميل تجاه فدوى كما هي ...

بانتظارك ان شاء الله في القادم بشوق ..
عمل رااااائع جدا موفقة يااارب ❤❤❤🌹🌹[/quoteاشكرك حبيبتي منال علي الريفيو الجميل والمتابعة الدقيقة ويارب دايما عند حسن ظنكم 🥰

Heba aly g 06-04-20 10:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة doaakamel (المشاركة 14785998)
فى انتظار الفصل القادم بشوق ❤❤

حبيبتي شكرا علي حسن المتابعة ويارب دايما عند حسن ظنكم 🥰

Mini-2012 06-04-20 11:36 PM

رواية جميلةةةةةةةةةةةةةةةةةة

Doaa hussien 07-04-20 12:17 AM

بجد حلوة جدا ياهوبة وكلها احاسيس ومشاعر جميلة سواء مشاعر الاخوات او مشاعر واحاسيس فريدة تجاه تيمور.. وفدوى تجاه سامر⁦❤️⁩⁦❤️⁩
استمرى ربنا يوفقك دايما حبيبتى ومستنيين البقية بسرعة😍😍

Megd 07-04-20 02:30 AM

فصل رائع جدا و اعجبنى جدا جدا

Megd 07-04-20 02:32 AM

فصل رائع و جميل جدا مليان مشاعر و ذكريات و احداث و تفاعلات


الساعة الآن 06:34 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.