شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   بعد النهاية *مميزة ومكتملة * (https://www.rewity.com/forum/t468698.html)

Heba aly g 07-04-20 03:22 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة doaa hussien (المشاركة 14787429)
بجد حلوة جدا ياهوبة وكلها احاسيس ومشاعر جميلة سواء مشاعر الاخوات او مشاعر واحاسيس فريدة تجاه تيمور.. وفدوى تجاه سامر⁦❤️⁩⁦❤️⁩
استمرى ربنا يوفقك دايما حبيبتى ومستنيين البقية بسرعة😍😍

أشكرك حبيبتي على مرورك ومتابعتك وبأذن الله اللي جاي ينال أعجابك💖

Heba aly g 07-04-20 03:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة megd (المشاركة 14787854)
فصل رائع و جميل جدا مليان مشاعر و ذكريات و احداث و تفاعلات

حبيبتي 💖 اشكرك علي تعليقاتك الجميلة اللي بتدي طاقة إيجابية 🌺

Heba aly g 13-04-20 12:17 PM

صباح الورد ...الفصل هينزل حالا بأذن الله علي 3 مشاركات متوقفوش قراءة غير مع كلمة نهاية الفصل قراءة ممتعة باذن الله

Heba aly g 13-04-20 12:19 PM

[size="5"] الفصل السابع
بعد مرور ثلاثة أشهر
أحيانا تٌكافئك الحياة علي صبرك بتحقيق أمنياتك بعد طول انتظار ولكنها تعطيك أشياء وتأخذ منك أشياء أخري في المُقابل ،وربما ماعافرت من أجله لسنوات حين يأتيك تتركه عن طيب خاطر،هي الحياة غير عادلة بالمرة....
مرت ثلاثة أشهر علي عمل فريدة بالمشفي ،عملها الذي تمنته لسنوات وسنوات ،وها هي تعمل وتثبت ذاتها بمهارة يشهد لها بها الجميع وعلي رأسهم تيمور نفسه وأثبتت لذاتها قبل أن تثبت للجميع إنها تستطيع،،
ولكن هكذا هي الحياه فمع كل نجاح تصنعه وتشعر معه بالسعادة يتسرب بداخلك شعوراً آخراً ينتزع هذه السعادة.... كشعورها طوال الفترة السابقة وهي تجبر نفسها علي التكيف والتأقلم علي وجود تيمور في حياتها ومحاولة ضبطها لمشاعرها حتي لاتفضحها...
لقد أعترفت لنفسها منذ فترة إنها تشعر تجاهه بمشاعر استثنائية.. مشاعر لم تشعر بها من قبل ولا حتي مع عمر.... ولكنها من وقتها وهي تحاول تلجيم هذه المشاعر ووضعها في صندوق مٌحكم الغلق..... هكذا هي مُتأقلمة مع ظروفها تُقَدِر دورها كأم لابد أن تؤدي رسالتها مع أبناءها ....لا تنجرف خلف مشاعرها العنيفة التي ربما تلقي بها وبهم في النار .....
إنتهت فريدة من مُحاضرة التنمية البشرية التي تُلقيها علي نفسها طوال الفترة الماضية تحاول إقناع عقلها بأنه علي صواب وتدرب قلبها علي عدم النبض بنبضة أزيد حينما تسمع صوته أو تراه في الجوار.....
قامت من علي مكتبها واتجهت الي المطبخ الصغير المٌلحق بالدور الثاني من المشفي حيث تعد شادية عاملة البوفيه المشروبات ..دلفت فريدة إلي المطبخ فوجدت شادية تجلس علي مقعد صغير تتابع شيء ما علي هاتفها فقالت لها فريدة بابتسامتها الصافية:"صباح الخير يا أم محمود كيف حالك" نظرت إليها شادية نظرة أمومية حنونة رغم أن فارق العمر لايزيد عن عشر سنوات ولكن هكذا شادية حنونة علي الجميع كأنهم أبناءها فقالت:"صباح الورد ياست الستات كيف حالك اليوم"
قالت فريدة بابتسامتها المُشرقة التي تزين وجهها الصبوح :"أريد قهوة ياشادية الصداع يقتلني"
قامت شادية مُسرعة وقالت: "حالاً حبيبتي"
قالت فريدة وهي تمد يدها وتلتقط فنجانها الخاص من مكانه علي الرف لتغسله جيداً:"لالا سأعدها أنا... ثم استطردت قائلة: كل مرة أقول لك الطريقة بالضبط وفي النهاية لا تروق لي"
مصمصت شادية شفتيها قائلة وهي تضع يدها أسفل ذقنها:"أنتِ أصلاً لا تعرفين كيف تشربين القهوة ولا تعطينها هيبتها.... قهوة باللبن كيف بالله عليكِ ياأستاذة؟.....القهوة إن لم تكن من البُن الصافي فلا قيمة لها".
قالت فريدة بتهكم وهي تُقلب المقادير وتضعها علي النار:"أشربيه أنت البن الصافي ياشادية واتركي لي قهوتي"
كانت بالفعل شادية قد خرجت من المطبخ الضيق حتي تترك مساحة لفريدة في التحرك وتتحدث معها وهي عند باب المطبخ وما أن التفتت خلفها حتي وجدت من يقف خلفها فرفعت نظرها للأعلي حيث يوجد فرق طول شاسع بين قامتها القصيرة وقامته فوجدته تيمور ....نظرت له مُبتسمة فقال وهو يرفع حاجبيه وينظر الي فريدة: "ماذا تفعلون؟"
تراجعت شادية للخلف ليحل هو محلها فيسد باب المطبخ الصغير بهيمنة مُحببة ومُذيبة للأعصاب في آن واحد ...
قالت فريدة لنفسها :"هاقد بدأنا أستعيدي يافريدة ماحفظتيه للتو وطبقيه".....فإبتسمت له برزانة وهدؤ تماما كما دربت نفسها وقالت :"أصنع قهوتي"
قال مُشاكساً:"لا تروق لك قهوة شادية اذن؟"
قالت وهي تمط شفتيها الجميلتين بشكل يرهقه هو بشكل شخصي:"شادية تصنع القهوة علي مزاجها الخاص ودائما تنسي أن تضعها لي في فنجاني الخاص."
قال لها مؤكداً :"فعلا عندك حق"
قالت شادية من خلفه باستنكار:"هكذا إذن ؟" ....كانت قد انتهت بالفعل من عمل القهوة ورشفت رشفة من الفنجان وقفت أمامه تريد أن تعبُر وهو يسد الباب بوقفته هذه ...نظرت إلى عمق عينيه العسليتين فوجدته هو الآخر يحدق فيها فارتبكت وهي تنظر اليه وقالت له بحرج :"أريد أن أعْبُر"
قال لها بجدية:"أعطني هذا الفنجان لحظة..."
أعطته له دون أن تعلم لماذا..
فرشف رشفة منه ثم ضيق عينيه قليلاً قائلاً:"فعلاً عندك حق قهوتك أفضل من قهوة شادية"
ثم أخذ الفنجان واتجه للخارج ليقول لها وهو يعطيها ظهره ويتحرك مٌتجهاً الي مكتبه:"أصنعي لك فنجاناً آخراً يا فريدة" ...أصابها الذهول لثانية واحدة فنادت عليه وهو يبتعد قائلة :"ولكن هذا فنجاني لا أعرف أن أشرب في غيره"
قال لها بصوته العالي الدافيء قبل أن يختفي عن نظرها:"أحضري غيره يافريدة لقد راق لي وصادرته."....نظرت الي شادية التي كانت تشاهد المشهد كله وعلي شفتيها ابتسامة غير بريئة ثم قالت لفريدة:"هل تعرفين أنا أعرف دكتور تيمور منذ سنوات من بداية تخرجه وعمله في المشفي الحكومي الذي بدأنا فيه معاً ولأول مرة أراه يشرب من كوب أحد " ....قالت فريدة بحنق :"وعلي حظي أنا غير مبادئه "ابتسمت شادية ابتسامة غامضة وقالت :"لايهم أشربي في أي فنجان آخر"
قالت فريدة بغيظ :"لا لن أشرب في أي فنجان آخر ياشادية ولن أشرب قهوة من الأساس لقد أخذ فنجاني ونزع لي يومي "....خرجت واتجهت الي مكتبها علي الفور ولم يكن سبب غضبها الفنجان كما ادعت ولكن أحساسها الغادر حين كان قريباً منها ..
دقات قلبها التي تسارعت وهي التي عاهدت نفسها الا تنبض نبضه واحدة أضافية...
حين أخذ فنجانها وشرب من نفس الموضع الذي شربت منه ...حين أكتشفت أن الدروس التي تعطيها لنفسها كل يوم لم تأتي ثمارها وهاهي تضعف حين يكون بالقرب....
حين اكتشفت انها لن تستطيع أن تستمر في العمل بهذا الوضع الذي يزداد تدهوراً يوماً بعد يوم....نظرت شادية في أثرها وهي تختفي بعيداً عنها وقالت لنفسها بصوت هامس حنون:"نزع لك يومك؟؟ وانتي انتزعتي قلبه نزعاً يافريدة"
*********************
أنهت فدوي أخر محاضراتها اليوم في البرنامج التدريبي الذي بدأته منذ عدة أشهر.....
الحقيقة هو لم يكن برنامجاً تدريبياً واحداً ....
لقد أخذت تنتقل بسلاسة من مستوي لمستوي أعلي حتي أنهت جميع المستويات.. وهي التي عاشت سنوات وسنوات في وهم إنها لن تستطيع....
ولكن هل كان حماسها هذا مصدره الوحيد رغبتها في التعلم والتجربة فقط؟؟أما أن هناك أسباباً أخري كقربها من سامر مثلا الذي أصبح من ضمن الروتين اليومي لها فهي تحضر المحاضرة التي يكون هو مُحاضراً فيها وبعدها تجلس قليلاً مع راوية التي تصر علي قضاء بعض الوقت معها وهذا الوقت لايخلو من سامر الذي تعودت أن تراه يومياً يجلس معهم يتحدث قليلاً مع راوية في سير العمل وباقي حديثه يكون معها وغالباً يكون الحديث عن البرنامج التدريبي ومستواها فيه وتعليقه علي سلوكياتها ومحاولة دفعها حتي تكون أكثر ثقة في أداءها العملي فهي كما قال لها زكية جداً ولكن ينقصها الجرأة ...حسنا لابد أن تعترف أنها أدمنت قربه... لقد قرأت في أحد الكتب أن من علامات الحب التعود... أن تعتاد علي إنساناً حتي تدمنه... تعتاد أن تراه....تعتاد أن تتحدث معه ....تحفظ ملامحه،تعتاد تقلب مزاجه ...
هكذا لاحظت سامر في الفترة الماضية ينظر إليها نظرات ذات مغزي ثم تتحول ملامحه كأنه تذكر شيء سيء وبعدها يترك المكان،...تشعر كأنه يخاف من شيء ما...تشعر أن هناك مايؤلمه...والغريب إنها تعودت ايضا علي تقلباته هذه....هل هذا هو الحب؟هي لم تحب يوماً...لم تعرف معناه ولم تتذوقه فهل ماتشعر به من ارتياح تجاه سامر يُسمي حُباً؟؟هل خفقات قلبها حين رؤيته علامة من علامات الحب؟؟هل تلعثمها واضطرابها أمامه علامة علي حبها له ؟
كانت تقف بمفردها في مكتب راوية التي لم تنهي محاضرتها بعد تنظر من الشرفة الزجاجية علي الطريق السريع الذي يعج بالسيارات...
دلفت راوية الي مكتبها قائلة بصوتها العالي الواثق المليء بالحيوية:"ها قد انتهينا من الدورة التدريبيه ....حتي لاتقولي مرة أخرى انك لن تستطيعي"
نظرت إليها فدوي بامتنان قائلة:"ومن السبب بعد الله عز وجل سواكِ؟" قالت راوية بلهجة عمليه وهي تقف بجوارها:"أنتِ فقط كنت تحتاجين دفعة للأمام يافدوي ليس أكثر"
قالت فدوي وهي تزم شفتيها :"كنت أظن أن انطوائيتي ستكون عائقاً أمامي" قالت راوية بسرعة :"من قال لك انك انطوائية انتي خجولة فقط يافدوي"..
قالت الأخيرة بتساؤل :"ومالفرق ؟"
قالت راوية بتوضيح:"فرقاً كبيراً.... فالانطوائي يكون سعيداً بانطوائه ومُتعمداً له ولايسعي للخروج من دائرته أبداً عكس الخجول الذي يريد ويسعي ولكنه فقط يخجل وحين تٌتاح له الفرصة يحاول ويسعي ولكن بخطوات مُتعثرة تماماً مثلك يافدوي"...جلستا سويا علي الأريكة فأكملت راوية:"ولكني فعلاً سعيدة بكِ يافدوي أنتي حققتي إنجازاً كبيراً في وقت قصير ليس في مجال الدراسة فقط بل في التعامل أيضا ،،انتي كنتي تخجلين من الحديث مع الجنس الآخر ثم اردفت قائلة بحماس ..هل تعلمين يافدوي هناك أسلوب في علم النفس لعلاج المخاوف أسمه العلاج بالغمر يتم تعريض الشخص المريض بخوف مرضي من شيء ما لغمره في هذا الشيء حتي تزول مخاوفه تماماً فالذين يخافون من الحيوانات الأليفة سواء كلاب أو القطط يتم وضعهم في مكان واحد معهم حينها يكتشفون أن مخاوفهم لم يكن لها أساس من الصحة حين يرون بأنفسهم أنهم لم يحدث لهم أي ضرر...والذي يخاف من الأدوار المرتفعة يتم مرافقته من قبل المختص ويقضون وقتاً كبيراً في مكان مُرتفع حتي يعتاد تدريجياً ويزول الشعور بالخوف.....أي يتم القضاء علي مخاوفنا بمواجهتها وهذا ماحدث معكِ..... جلستي سنوات طويلة خائفة من التجربة وعندما اندمجتي وواجهتي مخاوفك ها أنتِ تبلين بلاءاً حسناً"..
دق باب المكتب في هذه اللحظة ليدخل سامر بأناقته وابتسامته المحببة اليها القي السلام عليهم وجلس كعادته ...قالت راوية وهي تنظر اليه :"فدوي انهت اليوم برنامجها معنا" قال وهو ينظر الي فدوي نظرة فخر :"مبارك يافدوي" أبتسمت له أبتسامتها الهادئة فقال موجهاً حديثه لراوية:"راوية ..هل تعرفين الدورة التدريبية التي ستتم الاسبوع المقبل للأطفال الصغار؟" أشارت له بالايجاب فقال :" رامز أعتذر عنها لديه ظرف ولن يستطيع التدريب سأتولي أنا مكانه ..مارأيك أن تنزل فدوي معي كمُساعدة تشجيعاً منا علي أداءها طوال الاشهر الماضية ثم أضاف هي كانت أكثر المتدربين اجتهاداً بالفعل" ...نظرت اليه راوية بارتياب..من أين جاءته هذه الفكرة...قالت له :"بالطبع فكرة جيدة ..ولكن متي أعتذر رامز؟؟ لم يكن الباب مُغلقاً بشكل كلي فجاء رامز ودفع الباب برفق قائلاً بمُشاكسة:"سمعت أسمي في الحوار ماذا تقولون؟"
قام سامر ليقف بجوار صاحبه وجذبه من ذراعه قائلاً وهو ينظر له نظرة خاصة ويرفع حاجبيه للأعلي :"كنت أقول لهم أنك اعتذرت عن الدورة التدريبية الخاصة بالأطفال وأسندتها لي واقترحت أن تقوم فدوي معي بتدريبهم نظراً لتفوقها الفترة السابقة" أشار رامز علي نفسه قائلاً لصاحبه باستنكار:"انا أعتذرت؟؟؟"
قال له سامر بجوار أذنه بصوت خفيض :"نعم أنت" قال رامز وهو ينظر لصاحبه باستفهام:"من قال هذا؟؟" قال سامر بصوت منخفض وهو يجذبه للخارج:" أنا قلت هذا هل ستعرف أكثر مني هيا بنا من هنا"
انصرفا سويا فقالت راوية لفدوي :"مارأيك يافدوي؟"
قالت فدوي وهي مازالت مُتفاجئة:"لا أعلم ياراوية أظنني لن أستطيع أن أقف وسط عدد كبير من المتدربين حتي لو كانوا صغاراً".....قالت راوية بضجر :"هاقد عُدنا مرة أخري لخرافة انك لا تستطيعين"
***************
وقف تيمور بجوار نافذة مكتبه شارداً بعدما ارتشف فنجان القهوة التي صنعتها بيدها ....ينظر الي حافة الفنجان الذي به القليل من أحمر الشفاه الذي كانت تضعه وطبعته عليه وهي ترتشف أول رشفة منه قبل أن ياخذه منها ....شرد ذهنه قليلاً وأخذ يسأل نفسه عدة أسئلة...هل يستطيع الرجل حين يبلغ الأربعين ويكون قد سبق له الزواج ولديه بنات علي أعتاب المُراهقة أن يشعر بالحب؟؟؟مهلا.....هل مايعيشه حاليا هو الحب؟؟؟أم ربما يكون مجرد انجذابا أو...أحتياجاً لوجود أنثي في حياته...أخذ يفكر كيف تزوج ياسمين رحمها الله لأنها بالفعل أعجبته وشعر معها أنها هي المرأة التي يستطيع أن يضع حياته بين يديها وحتي الان فهو حزين عليها....ولكنه لم يكن حباً جارفاً عنيفاً ...لم يكن يشعر معها بهذه المشاعر التي يشعر بها تجاه فريدة..
ومحاولته للزواج منذ عامين لم تكن أيضاً عن حب ولكن كانت رغبة لوجود زوجة في حياته تلبي احتياجاته الطبيعية وتشبعها .....وعلاقاته أيام الجامعة كلها علاقات عابرة لم تتعدي الاعجاب السطحي....ضيق عينيه وهو يفكر وعلامات التفكير العميق تبدو علي وجهه وتصنع هذه الخطوط الطوليه في جبهته وبين حاجبيه وقال لنفسه بهمس:"هذا يعني أنك عشت عمرك ياتيمور ولم تشعر بالحب ....فمن أدراك أن مشاعرك تجاهها مشاعر حب حقيقية"
أخذ يتذكر منذ أول يوم رأها فيه ..كيف حفظ ملامحها وانطبعت في ذهنه ...وكيف انه مع مرور الوقت أصبح يدمن وجودها بجواره ...كيف ينظر في وجهها الصبوح فيري التلقائية .....الحنان......والحزن الذي يجعله يود لو يأخذها بين ذراعيه ليطيب خاطرها ويربت علي قلبها..ولكن أكثر مايستاء منه أنه لايستطيع أخذ خطوة واحدة تجاهها.... ربما بسبب ظروفه الأسرية وحالة شروق التي لاتزال غير مُستقرة بالمرة رغم متابعتها مع مُتخصصة ...وربما لأن فريدة هي الأخري ظروفها الأسرية غير مستقرة وخوفها من أن يأخذ طليقها أولادها أصبح هاجساً لديها....
قطع أفكاره صوت طرقات علي باب المكتب أعقبها دخول الدكتور وليد صديقه الصدوق ....أبتسم له تيمور أبتسامة مُرهقة من أثر التفكير... لقد ربط الله بين قلوبهم برباط متين منذ سنوات عدة حتي أصبحا كالأخوة ...دخل وليد بجسده المٌمتليء وملامحه الطفولية التي تشعر معها انك أمام طفلاً صغيراً....جلس علي الأريكة الكبيرة المُجاورة للنافذة التي يقف بجوارها تيمور فجلس تيمور بجواره ووضع الفنجان الفارغ أمامه علي المنضدة الصغيرة..قال وليد بمشاكسة:"الذي أخذ عقلك يهنأ به ياتيمو يبدو عليك علامات التفكير العميييق" ..
لم يرد عليه تيمور فأردف وليد باستنكار وهو يرفع حاجباً واحداً ويشير الي الفنجان:"أين رأيت هذا الفنجان من قبل؟"...
رد تيمور ببرود قائلاً:"لا أعرف حقيقة أين رأيته ..ولكن ليس بالضرورة أن يكون هو يخلق من الفنجان أربعون" ......قال وليد بتهكم:"بل هو.."
ثم أردف بلهجة حنونة:"هل وصلت حالتك الي هذه المرحلة ياتيمو..."
قال تيمور مُراوغاً:" ماذا تقول أنت ماذا تقصد؟" نظر وليد الي عٌمق عيني صاحبه وقال بجدية:"هل تظن أنني لا أشعر بك ياتيمور ؟ أنت لست صديقي فقط يارجل أنت أخي...ان لم أشعر أنا بك فمن سيشعر؟"....صمت تيمور وأخفض وجهه يفكر هل بالفعل نظراته مفضوحة الي هذه الدرجة!هل مافي قلبه يظهر جليا علي وجهه؟ ....كسر وليد هذا الصمت قائلاً بجدية:"فريدة فعلا انسانة محترمة جداً وأراها تليق بك..ولكن..نظر تيمور الي عيني صاحبه في هذه اللحظة فأكمل الأخير...هي فقط ظروفها غير مُلائمة لظروفك ..هي مطلقة وأم لثلاثة أبناء وأبناؤها علي علاقة وثيقة بوالدهم ..حتي لو لم ترجع له هي من أجل أبناءها في يوم من الأيام فالأولاد علاقتهم بوالدهم لن تنقطع..وهذا يجعلك أن دخلت هذه العلاقة تعرف انك ستصبح طرفاً ثالثاً فيها..هل تفهمني تيمور؟"....
قال تيمور باحباط من كلام صاحبه:"هي في الأساس لاتشعر بي ياوليد ولا تشعر بأي مشاعر تجاهي فلا ترهق نفسك" ......قال وليد بشك:"من قال لك هذا؟"....قال تيمور بنفس النبرة المٌحبطة:"لا يبدو عليها أنها تشعر بأي شيء تجاهي"...قال وليد بثقة:"هي فقط تجيد أخفاء مابداخلها..أعتقد ذلك"...قال تيمور برجاء:"هل لاحظت عليها أي شيء ياوليد ؟لماذا تقول أذن هذا الكلام؟"
قال وليد :"انا اقول لك شعوري وهو انها بالفعل تبادلك نفس المشاعر ثم لمعت عينيه بخبث قائلاً ولكن أن أردت التأكد فاترك هذا الأمر لي سأعرفه لك دون أن تشعر هي" قال تيمور باهتمام:"كيف أذن؟"
قال وليد :"أترك هذا الامر لي ثم أردف باهتمام ولاتنسي أن دكتورة هيدي هي الأخري تميل لك ثم أردف بطفولية أثنتان مرة واحدة يامحظووظ"
ابتسم تيمور ولم يعلق...فقال وليد بجدية:"أنا أريد أن ألفت نظرك لشيء أن هناك عدة فروق بين هيدي وفريدة فالأولي لم يسبق لها الزواج من قبل ومن تصرفاتها معك أستطيع القول أنها تحبك..ولن تجد لها طليقاً أو أبناءاً كما أنها ستراعي بناتك رعاية تامة"
قال تيمور بتهكم:"وليد هل تعتقد أن هيدي المُدللة التي تطلي كل أصبع من أصابعها بلون طلاء مُختلف هذه ستراعي بناتي وتتحمل تقلباتهم ومشاكلهم أنت تحلم ثم أردف قائلاً بصوت هاديء ثم أنني أن تزوجت مرة أخري فلن أتنازل عن الزواج من أمرأة أحبها"
قال وليد مٌدعياً الجدية:"ولما لا تحب هيدي كفاك جمالها يارجل".....قال تيمور بضجر:"تزوجها أنت ياوليد مادمت تراها بهذا الجمال.."
قال وليد مازحاً:"أن لم أكن متزوجا لتزوجتها مادمت أنت لست وجه نعمة" ******************
جلست فريدة علي مكتبها تنهي بعضاً من أعمالها علي الحاسوب حين رن هاتفها فنظرت لتجد رنا هي المٌتصلة ...ابتسمت أبتسامة حانية وهي تجيبها:"روني حبيبتي كيف حالك أشتقت اليك بشدة"
قالت رنا بحنق:" واااضح مدي الأشتياق فعلا...كل هذه الأشهر لا أراك ِ يافريدة وتقولين أشتقتي لي " قالت فريدة وهي تعلم أنها حقا مُقصرة في حق صديقتها:"أعذريني يارنا أنا أعلم أني مُقصرة معك ولكن لو تعلمين ضغط العمل مع طلبات الأولاد ودراستهم شيء مُرهق.... أقسم لكِ لاأذهب لأخوتي هم من يأتون الي"
قالت رنا :"أعلم يافريدة ولولا حبي لكِ ومعزتك عندي لما عاتبتك من الأساس ..عامة أنا كنت قريبة منكِ في مدرسة حمزة أدفع له قسط المصروفات أن كان لديكِ وقتاً نستطيع أن نتقابل"
قالت فريدة برجاء:"هل تستطيعين أن تأتي الي المشفي؟لم تنتهي مواعيد عملي بعد؟"
قالت رنا:"حسنا لا بأس المهم أن أراكِ"..أملتها فريدة العنوان بالضبط وماهي الا ربع ساعة وكانت رنا في المشفي ...
سألت عن مكتب فريدة وصعدت لها وما أن دخلت مكتبها وشاهدتها حتي هرعت اليها فريدة واحتضنتها بقوة حتي دمعت عينيهما معا قالت لها فريدة وهي تبتعد قليلاً عنها" تعالي اجلسي اشتقت لكِ"
جلستا سويا علي مقعدين مُتجاورين بجانب مكتب فريدة ..نظرت رنا حولها قائلة:"المكان هنا رااائع يافريدة..المشفي مستواها عالي جداً يبدو علي كل شيء لاحظته فيها منذ دخلت".....
كان تيمور يأخذ طريقه للعيادة الخارجية حيث أبلغوه بوجود عدة حالات خاصة به ولكنه لم يستطع النزول قبل أن يُلقي نظرة عليها أخذ يبحث عن أي حجة حتي يدخل لها ويتحدث معها قليلاً فاخذ بعض الأوراق التي بها بيانات تحتاج للتسجيل علي الكمبيوتر ودلف اليها وما أن دخل حتي تفاجأ بوجود رنا معها التي تفاجأت هي الأخري به فهي لم تراه من قبل ولم تحدثها فريدة عنه الا في حوارات عابرة...قال تيمور وهو ينظر الي رنا التي تبحلق في وجهه وهو لايعرفها ولم يراها من قبل:"أهلاً بكِ"
قامت رنا من مكانها ونظرت اليه نظرة مطولة قائلة :"أهلا بك"
قالت فريدة لتيمور وهي تشير لرنا:"هذه صديقتي رنا...ليست صديقتي فقط بل أختي أيضا"
ثم قالت لرنا :"وهذا دكتور تيمور يارنا" ...
أبتسمت له رنا فابتسم لها وقال وهو يتقدم من فريدة وعين رنا لا تزال عليه بتدقيق...:"فريدة بعد أذنك أريد تسجيل هذه البيانات ثم نظر الي رنا بأبتسامة عفوية جذابة قائلاً ..بعد أن تنتهي بالفعل لا تتعجلي " ثم تركهم وأولي ظهره لهم مُغادراً ..قالت رنا وهي تجز علي أسنانها وتنظر الي صديقتها بغيظ:"هذا أذن دكتور تيمور؟لم تقولي لي من قبل أنه هكذا.." ردت عليها فريدة بغيظ:"مابه يارنا كيف يعني لم أقل لكِ أنه هكذا أنتِ تقولين ذلك وفادي وفدوي قالوا ذلك أيضا حين رأوه ...ثم اردفت بعصبية..مابه عن باقي الرجال؟"
قالت رنا وهي تنظر اليها نظرة خطرة:"باقي الرجال!!!!ماعلاقته هو بباقي الرجال ياغبية الم تنظري اليه جيداً؟" قالت فريدة باستخفاف:"ولما أنظر اليه جيداً هل سأتزوجه؟" قالت رنا وهي تجز علي أسنانها:"لا أتزوجه أنا يا فريدة"
قالت فريدة وهي تمط شفتيها الجميلتين:"أنتِ بالفعل متزوجة يارنا ..."
قالت رنا بغيظ:"وهل هذا يعد زواجاً؟... ليتني لم أحضر الي هنا ...ليتني لم أشتاق اليكِ ثم أردفت بمسكنة مُصطنعة.. الا تحتاجون الي أي عمالة هنا؟" قالت فريدة ضاحكة:"نحن لانحتاج الي عمالة وأنتِ ليس لكِ في العمل يارنا"
جزت رنا علي أسنانها وهي تتعلق بذراع فريدة فابتسمت فريدة علي مناغشات صديقتها فهي قد اعتادت أن تفرغ رنا الكبت الداخلي بهذه الصورة عندما تري في الحياة ماتفتقده هي
****************

Heba aly g 13-04-20 12:21 PM

[size="5"] في المصرف يجلس فادي جلسته المعتادة بجوار زملاؤه ...تجلس علية بجواره كالعادة منذ استلامها العمل معهم وتوكيله هو من قبل المدير بتدريبها...كانت أوقات العمل الرسمية قاربت علي الأنتهاء وعدد العملاء انخفض في المصرف كله بشكل ملحوظ...حين وجد علية تخرج من حقيبتها بعض السندوتشات وتقطم واحداً منها بنهم وواضح عليها الجوع الشديد والأنهاك.... قال فادي بمشاكسة:"ماذا تأكلين ياعلية؟" ردت عليه وهي تمضغ الطعام في فمها الصغير كفم الأطفال:" بعض السندوتشات كانت أمي صنعتهم لي في الصباح ولم أجد وقتاً لأأكل" ...نظر اليها وعلامات البؤس ترتسم علي وجهه قائلاً...:"بارك الله لكِ فيها ..أما أنا فيتيم الأب والأم معاً ولا أجد من يصنع لي طعاماً من الأساس " شعرت بوخزة في صدرها لحديثه هذا...دائما تشعر به كطفل مشاكس ولكنه يحتاج الي الأهتمام فقالت له باهتمام وشفقة معا:"الا تجلس معك شقيقتك يافادي؟" قال مُدعيا البؤس:"نادراً ماتجلس معي فهي دائما لدي أختي الأخري وأنا وحيد"
أزداد الوخز في صدرها... تشعر بالشفقة عليه دائما..تشعر أنه طفل صغير يحتاج الي الأمان والحنان رغم أنه في طول الباب ...فتحت الكيس البلاستيكي الذي به الطعام وأخذت ساندويتشا وأعطته له قائلة:"أمي تماماً مثل أمك يافادي خذ هذا "..أقترب منها في ثانية واحدة بمقعده ذو العجلات الذي يدور به اينما شاء كطفل صغير وأخذ منها الساندوتيش وقضم قضمة كبيرة قائلاً:"سلمت يد الست الوالدة"... في نفس اللحظة التي رن فيها هاتفه فرد قائلاً:"نعم فدوي أهلا حبيبتي..لالا نصف ساعة بأذن الله وأحضر أتناول معكِ الغذاء ولكني سأنزل مرة أخري...ماذا فعلتِ علي الغذاء؟....أرتسمت علي ملامحه علامات الضجر وهو يقول مكرونة بشاميل مرة أخري يافدوي ألم تفعليها أول أمس والأسبوع الماضي...أريد ملفوفا أنا... منذ فعلتيه في الشهر الماضي ولم تفعليه مرة أخري ...نظرت علية اليه بتركيز واتسعت عينيها حين قال لا حبيبتي أي شيء من يدك جميل..ثم أردف بسرعة قبل أن تغلق فدوي الخط فدوي... فدوي...المكرونة ماذا معها؟؟ ...أردف باهتمام دجاج مشوي حسنا حبيبتي سلمت يداك جهزي أنا قادم"
أنهي فادي حديثه وأغلق الخط وكان بالفعل أنتهي من التهام الساندويتش كاملاً فقالت له علية بحذر:"فادي الم تقل لي منذ قليل انك تعيش وحدك ولا أحد يصنع لك طعاماً ؟" قال فادي وقد ارتسمت علي وجهه الشقاوة :"نعم".... قالت له وهي تعض علي شفتها السفلي :"وها أنا أسمعك تتحدث مع أختك وهي بالفعل تصنع لك أشهي الطعام"
قال وابتسامة غير بريئة تظهر علي وجهه الطفولي :"نعم" قالت بحدة :"ولما تصنعت كل هذا البؤس حتي كدت أن أبكي من شدة تأثري من أجلك؟"
لعب لها حاجبيه قائلاً :"حتي أقاسمك في طعامك" قالت له وهي تجز علي أسنانها:"أنت مُحتال يافادي" قال لها وهو يضرب كفاً بكف:"سبحان الله منذ عدة أشهر كنت أستاذ فادي وتسعين لأخذ موعداً لتتحدثي معي واليوم أنت مُحتال يافادي..ثم أردف قائلاً تعرفين أنا من عودتك علي "
قالت بحنق :"لأنك تتصرف بصبيانية يافادي"..
قالت رضوي بشرود وهي تتابع الحوار هي وتسنيم في صمت:"قلت من البداية أنه مٌحتال يسرق القلوب بخفة كسارق مُحترف ولم يصدقني أحد"...
أنهي فادي ماتبقي له من عمل وانسحب بخفة وأخرج هاتفه من جيب سترته وهو عند باب المصرف وما أن رد الطرف الأخر حتي قال :"حبيبي مارأيه أن نتناول طعام العشاء معا بالخارج اليوم؟" ...هتفت أماني التي كانت للتو ركبت السيارة مع السائق :"حقا؟؟" قال فادي بحنان:"حقا حبيبي سأحدثك قبل أن أنزل"
**************
انتهت مواعيد العمل بالمشفي واجتمع الجميع في بهو الدور الثاني يستعدون للأنصراف تباعاً فوقف وليد موجهاً حديثه للجميع قائلاً:"ياااشباب أريدكم قليلاً فقط نصف ساعة نجلس معا سويا"
قالت هيدي بتساؤل وهي تقف أمامه ترتدي بنطالها الضيق بشكل مُستفز وبلوزة قصيرة بالكاد تصل لخصرها:"لماذا دكتور وليد هل هناك شيئاً؟"
قال وليد وهو ينظر الي تيمور الذي خرج للتو من مكتبه :"لا أطلاقا أنا أدعوكم الي أن نجلس قليلاً نكسر روتين العمل وسأدعوكم أنا علي شايا وكيك ثم أردف بمرح ما رأيكم في هذا العرض؟"
قال ماهر الذي كان يقف مع ماريان يتابعون مايقوله وليد:"حسناً مادام في الأمر شايا وكيك تعالي ياابنتي لنجلس" ثم جذب ماريان من يدها وجلسا متجاورين في المقاعد المُلحقة بالبهو الذي كان قد خلي من المرضي تماماً...
قالت فريدة لوليد وهي تختلس النظر الي تيمور الذي كان مازال يقف عند باب مكتبه يضع يديه في جيبي بنطاله :"أعذرني دكتور وليد أنت تعلم مواعيد الخروج من المدرسة لابد أن أكون هناك قبل الموعد"....... قال وليد بسرعة:"لا تقلقي هي نصف ساعة ليس أكثر وأنتِ أمامك ساعة قبل وصولهم"
ثم أجلي صوته قائلاً لشادية :"هيا ياشادية أحضري ماجهزناه..جلسوا سويا في المقاعد الخاصة باستقبال المرضي ... جلست فريدة علي مقعد منفرد وأمامها مُباشرة جلس وليد وبجوارها جلست ماريان بجوار ماهر علي أريكة صغيرة وفي المقابل جلس تيمور علي الأريكة الصغيرة الأخري لتجلس هيدي بجواره مباشرة..نظرت فريدة اليهم بضيق حاولت عدم أظهاره في حين تفاجأ تيمور بجلوسها جواره ...أما وليد فكان يتابع فريدة وردود أفعالها دون أن تشعر كان يريد أن يثبت لصاحبه صحة رأيه ..أحضرت شادية الشاي والكيك ووضعت أمام الجميع فقالت لها فريدة :"تعالي شادية أجلسي قليلاً "
جلست شادية بجوارها وحاول وليد خلق حديث مشترك بين الجميع فقال لشادية التي جلست وبدأت في التهام قطعة كيك:"كيف حالك ياأم محمود وكيف حال محمود والبنات؟"
قالت شادية :"البنات بخير يادكتور أما محمود فهو الذي يتعبني " قال وليد باهتمام :"لماذا مابه؟" قالت شادية بأرهاق:"يمر بمرحلة حرجة في حياته يا دكتور بعد أن فشل في خطبته السابقة يحب الان فتاة أخري وفي نفس الوقت تجربته السابقة مازالت تؤثر عليه أنت تعرف خطيبته السابقة لم تكن تحبه وكانت تستغله لأقصى درجة ثم أردفت بحزن..هل تعلم أنه يخاف أن يبوح للأخري بحبه خوفاً من أن تكون مثل الأولي مصمصت شفتيها قائلة..سامحها الله تسببت له في عقدة"
قال وليد بلهجة ذات مغزي :"ولكنه لابد أن يبوح لها بمشاعره حتي يتأكد أن كانت تبادله نفس المشاعر أم لا..أنا أري ان الأنسان حين يحب لابد أن يبوح ثم وجه نظره الي تيمور الذي كان مٌلتزماً بالصمت طوال الجلسة.اليس كذلك يادكتور تيمور؟"...
قال تيمور بشرود وهو يهز رأسه بالموافقة:"نعم"...كان ماهر وماريان جالسين معهم ولكن كان لهم حواراً جانبياً بينما هيدي كانت توجه كل حديثها لتيمور فقط وهذا مالاحظته فريدة واغتاظت له ولكنها حاولت كبت غيظها هذا ولكنه لم يخفي علي عين وليد المتفحصة مال وليد علي أذن تيمور قائلاً بهمس :"هناك ملفاً وضعته لك علي مكتبك تذكرت الان انك لابد أن تراه"
قال تيمور بتفكير:"أي ملف أنا لم أطلب أي ملفات منك اليوم" قال وليد وهو يجز علي اسنانه بل طلبت قم وشاهده الان"...قام تيمور وقد شعر أن هناك مغزي من حوار وليد وتوجه الي مكتبه في حين جلس وليد مكان تيمور قائلاً لهيدي بصوت منخفض :"الم تريدي أن تحصلي علي أجازة عدة أيام ؟" قالت :"نعم ولكن ليس الان"
قال لها بتصميم :"بل الان لأني عرفت من دكتور تيمور أن أكثر من طبيب يريد أن ياخذ أجازة الفترة القادمة فلو تاخرتي في طلبها ربما لن يسمح لك بها " قالت وهي ترفع حاجبيها معا :"حقا؟؟"
قال بخبث :"نعم...ادخلي حالاً الي دكتور تيمور أطلبيها منه بالداخل حتي لايسمعكم أحد وتكوني ضمنتي أجازتك"
قامت هيدي مُسرعة لمكتب تيمور في حين قام وليد خلفها...وفريدة تجلس وتشاهد مايحدث ولا تعرف علاما يتحدثان....دخلت هيدي مكتب تيمور وقالت له وهو يبحث علي مكتبه علي الملف الذي قال له وليد عليه :"دكتور تيمور أريدك في أمر ما"
قال تيمور وهو مازال يبحث:"تفضلي دكتورة هيدي"
زفرت بغيظ فهو يصر علي وضع الحواجز معها أما فريدة فلم تجده من قبل يناديها بأي لقب دائما فريدة فقط ...دخل وليد في هذه اللحظة وقال لتيمور ببراءة:"تيمور أعذرني لقد ظننت أنني وضعته لك هنا بينما هو لايزال علي مكتبي أنتظرني لحظة"
نظر تيموراليه وهو ينصرف وشعر أن هناك شيء ما خلفه... شيء لايعرفه هو... جلست هيدي علي المقعد المُقابل لمكتبه فاضطر للجلوس خلف مكتبه ليسمع ماذا تريد...في حين خرج وليد للخارج وقال بنبرة ذات مغزي وبصوت سمعه الجميع :"أم محمود من فضلك أثنان ليمون لدكتور تيمور ودكتورة هيدي بمكتب دكتور تيمور"
جحظت عين فريدة بشكل لاأرادي وازدادت ضربات قلبها فور سماعها لهذا ...وهذا بالفعل ما كان يريد أن يراه وليد هل بالفعل تكن مشاعر لصاحبه كما يظن هو أم لا؟..
قالت شادية باستنكار هل طلب منك دكتور تيمور ذلك؟" .....قال وليد بضجر:"نعم ياشادية طلب مني ذلك" أمتقع وجه فريدة وتغيرت ملامحها وقالت لوليد في الوقت الذي دخلت فيه شادية المطبخ:"حسناً لقد تأخرت بعد أذنك" قال وليد محاولاً اثناءها عن الذهاب :"لماذا ؟؟....لم نكمل الفقرات بعد مازال هناك عصائر ستحضرها شادية" ابتسمت له ابتسامة متوترة جاهدت حتي تخرجها وقالت :"لا أشكرك أكتفي بهذا القدر"
اخذت حقيبتها وهبطت وهي تشعر بالحنق والضيق والألم...... نعم شعرت بألم في صدرها ..ركبت سيارتها وأدارتها بحدة وهي تكلم نفسها بصوت مسموع حانق ..:"تجلس بجواره علي أريكة صغيرة وتكاد تلتصق به...ثم تدخل معه مكتبه ويطلب لهم ليمون علي انفراد أذن تروق له "..
أحمرت عينيها وهي تُجاهد حتي لا تبكي وازدادت ضربات قلبها حدة ثم أردفت بحنق وهي تعض شفتها السفلي بعنف:" جميعهم صنف واحد..... كلهم عمر الدسوقي وأنا التي كنت اظنه مُختلفاً ..ضربت علي المقود بغيظ وأردفت ....بغبائي ظننته مُختلفاً ...وصديقه الأخر الذي يقول أن يبوح الانسان بما في صدره ....غالباً أخذت هيدي الحوار علي نفسها ودخلت خلفه لتبوح له بالداخل ".....
عند هذه النقطة ضربت علي مقود السيارة مرة أخري بغيظ وضغطت بكل قوتها علي البنزين ****************************
أحضرت شادية كوبين بهم عصير الليمون الطازج وكانت في طريقها لمكتب تيمور حين قال لها وليد وهو يجلس علي الأريكة الواسعة :"تعالي ياأم محمود"
جاءت اليه وهي تحمل الصينية فأخذ كوباً وبدأ يرتشف منه في حين قال لها وهو يربت علي المكان الخالي بجواره .."أجلسي أذن وأحكي لي مشكلة محمود بالتفصيل"...
قالت وهي لاتفهم شيء:"ألم يكن هذا الليمون للدكتور والدكتورة؟" ...قال وليد بمرح وهو يرفع حاجبيه:"الدكتور غير رأيه أجلسي وأشربي معي أنتِ الليمون"
جلست بجواره يشربان ويتسامران معاً في حين خرجت هيدي مع تيمور الذي أخذ يبحث بعينيه عن فريدة وحين لم يجدها سحب وليد من ذراعه وأخذه بعيداً قائلاً له باستفهام:"ماذا يحدث ياوليد أشعر أنني لاأفهم شيئاً وأين ذهبت فريدة؟" قال له وليد بأسف مٌصطنع :"غالباً غضبت منك وذهبت"
قال تيمور باستنكار :"غضبت مني انا؟ لماذا؟"
قال وليد وعينيه تلمع كطفل صغير:"ألم تجلس في البداية بجوار هيدي ..ثم دخلتم المكتب وطلبتم عصير ليمون...ثم أردف بلهجة ذات مغزي. أذا كانت بالفعل تميل لك كما تميل لها أنت أيضا فحقها أن تغضب"..
نظر اليه تيمور بحيرة وقال له باستنكار:"أي ليمون الذي طلبته أنا؟" قال وليد وهو يضع ذراعه علي كتف صديقه يشرح له :"أسمع ألم أقل لك في الصباح انها تميل لك ولكنها ماهرة في الأخفاء انا كنت أريدك أن تتأكد فقط وقمت بهذه الجلسة مخصوص حتي نتأكد ثم لمعت عينيه وهو يقول وتأكدت بالفعل أنت لم تراها ياتيمور حين دخلتم المكتب وقلت انا لشادية انك تريد أثنين ليمون وكأن عقرب قد لدغتها وقامت مُسرعة"
قال له تيمور بوجه مُتجهم:"هل أنت فعلت كل هذا دون أن تخبرني؟"
قال وليد مُدعياً الجدية :"كنت أريد المساعدة ليس أكثر وها قد تأكدنا المفروض أن تشكرني"
قال تيمور موبخاً:"أشكرك علي أنك جعلتها تأخذ عني صورة خاطئة"
قال وليد بتهكم:"ألم تكن تريد أن تتأكد ها أنت تاكدت"
قال تيمور بضجر:"وهل هذا يُعتبر تأكيد من وجهة نظرك؟ ثم أردف قائلاً بحنق هل تعرف ياوليد أنت جسدك جسد فيل وعقلك كعقل صرصور الحقل"
قهقه وليد ضاحكاً وعادا للجلوس مع الجميع مرة أخري ولكن تيمور كان شارداً فيها وفيما ظنته ....أما هي فما أن وصلت البيت ودخلت حجرتها حتي تحول غضبها الي دموع تسيل بحرارة علي وجنتيها...كانت مُغتاظة منه بشدة أن أعطته حجماً أكبر من حجمه وهو الذي أصبح زائراً لها في كل أحلامها ما أن تغفو حتي يأتيها يبوح لها بما تتوق الي سماعه منه وتبوح له بمشاعرها تجاهه...مسحت دموعها بقوة...وتناولت هاتفها ودخلت علي موقع التواصل الأجتماعي الذي تعتبره مُتنفسها الذي تستطيع فيه أن تعبر عن أنفعالاتها وتصب فيه توترها وغضبها......وكتبت جملة أودعت فيها حنقها وضغطت مباشرة علي زر النشر.... أتي لتيمور تنبيها بأنها أنزلت منشوراً جديداً وهو مازال يجلس مع وليد في المشفي بعد انصراف الجميع ....هو يضعها في قائمة الأشخاص المميزين الذين ماأن ينزل لهم منشوراً حتي يأتيه تنبيهاً بذلك فتح موقع التواصل الاجتماعي وقرأ مانشرته للتو فضيق عينيه وقال لوليد بعدم فهم :"مامعني هذا الكلام ثم أجلي صوته قائلاً:ويفيد بأيه البوح...لو البعيد لوح"
أنفجر وليد في الضحك ما أن سمع كلمات تيمور ...فقال تيمور بغيظ "علاما تضحك يابني أدم؟"
قال وليد من بين ضحكاته :"عليك ..واضح انها لن تنظر في وجهك مرة أخري بعد عملتك اليوم"
قال تيمور بغيظ:"وهل أنا من فعلت أم أنت؟"
قال وليد بضحكة طفولية:"من وجهة نظرها أنت من فعلت"..... قال تيمور باستنكار :"أتقصد انني المقصود بهذا اللوح؟" قال وليد مُقهقهاً حتي دمعت عينيه:"ومن غيرك؟؟؟" *******************************
عند مبني مدرج ب في كلية التجارة تقف نسمة كعادتها تنتظر خروجه... تقف شاردة تفكر في حالها ....الي متي ستظل هكذا؟؟؟ ..لقد تقاربا كثيرا ً في الأشهر الماضية تقاربا لدرجة لم تتوقعها هي يوماً ..وبرغم أن الوقت الذي تقضيه معه سواء عندما تدعي أحتياجها لمساعدة أو تراه في مؤتمراً علمياً أو مناقشة رسالة علمية يعد وقتا قصيراً ولكنه علي الأقل أصبح يراها ويسأل عنها حين تغيب وحواره معها أصبح بلا تحفظ كالسابق...لقد بذلت مجهوداً خُرافياً في الأشهر السابقة... كانت تتعمد التواجد في محيطه .....حفلات التخرج التي كانت تعرف أنه سيحضرها كانت تسبقه اليها بحجة أنها مدعوة...مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه التي تعلم أنه سيحضرها ضيفاً أو عضواً في لجنة المناقشة كانت تدعي أنها مدعوة اليها ...وفي كل هذه اللقاءات كانت تتعمد أن تفتح حديثاً لاينتهي معه ...كانت تسأله أسئلة هي علي علم بأجاباتها فقط لتنظر لسمرة وجهه التي تعشقها ..ولكن حزنه وشروده أكثر مايؤرقها... يكون معها وعقله مع أخري ...ماذا تفعل أذن ...هي تحبه وتعلم أنه من الغباء أن تمنعه أو تلومه علي محبته للأخري لأنه لو كان يشعر بها لمنع نفسه من ذلك من تلقاء نفسه ...كانت تتحدث الي نفسها في الوقت الذي وجدت فيه باب المدرج يُفتح ويخرج منه الطلبة...
نظرت في ساعتها فوجدت أن موعد انتهاء المُحاضرة باقي منه ساعة كاملة...منذ متي وهو يُنهي محاضرة مُبكراً هكذا؟سألت أحدي الطالبات :"هل أنهي الدكتور عبد الله المحاضرة ؟قالت الفتاة:" نعم فهو مريض قليلاً"....
أنتابها القلق عليه فدخلت الي المدرج الذي يخرج من بابه المفتوح جميع طلبة الدفعة فوجدته مازال جالساً علي مقعده واجماً شارداً يسقط شعاع الشمس الخافت من النافذة علي وجهه فيبرز سواد عينيه ويبرز صلابة ملامحه وسمار بشرته المُحبب لها المتناقض مع لون بشرتها بشدة...
كانت تقف أمامه في القاعة الخالية من الطلاب الي أن نظر اليها أخيراً... كانت تقف أمامه تحتضن كتبها بين ذراعيها وتنظر له نظرة غريبة عليه لم يراها منها من قبل ولم يحاول تفسيرها ...قالت له بقلق:"مابك عبدالله أنت لست في حالتك الطبيعية ماذا حدث؟"..
نظر اليها طويلاً ومط شفتيه مُدعياً اللامبالاة قائلاً بصوت ميت :"هل تعلمين حين يظن الانسان الوهم حٌباً ولايكتشف ذلك الا بعد فوات الأوان؟" قالت بضعف:"نعم"..أردف قائلا بنفس الصوت الميت :"هل تعرفين حينما تبني حياتك كلها علي كذبة كبيرة ولا تدرك ذلك الا في وقت متأخر"...قالت والدموع بالفعل بدأت تتجمع في عينيها:"نعم أعرف..ثم أردفت :"هل لي أن أعرف بالضبط ماذا بك؟"....قال وهو ينظر في اللاشئ"|أنا حقيقة لاأجد تفسيراً منطقياً..أن وجدت انت قولي لي...عندما تطلب زوجتي الطلاق بسبب سوء حالتها النفسية لعدم الأنجاب وبعد عامين فقط أجدها تحمل طفلاً علي يدها وعندما أسألها أعرف انه ولدها...السؤال هنا متي تزوجت ومتي أنجبت هذا الطفل ....أردف بقسوة بهذا الوضع هي تزوجت بمجرد طلاقنا مُباشرة ..نظر اليها وتحولت نظرة عينيه الي الغضب ثم أردف..وهي التي كانت توهمني أنها تحبني.... هي التي أوهمتني هي وأهلها أن تدهور حالتها سببه نفسي وأن أبتعادي عنها لفترة هو الأفضل لها ....هي التي كانت توهمني أن اعصابها متعبة وتريد أن تأخذ هدنة وبعدها هي من نفسها ستعود لي... وأنا أنتظرها طوال هذه المدة...كور قبضته وضرب سطح المكتب قائلا بألم.. انتظرها كالساذج...أنتظر أن تري الحياة سيئة بدوني وتعود .أنتظر أن تدرك أن أمر الأنجاب هذا بيد الله وحده وليس بيدي أو يدها.لقد حرمت الفرح علي نفسي لعامين وانا أنتظرها بينما هي تتزوج وتنجب "
كان يتحدث بقهر وألم وكانت تستمع اليه أيضا بقهر وألم ...حاله بالضبط كحالها...هي تحبه وهو يحب طليقته وطليقته فضلت الأمومة علي حبها له....دائرة مغلقة تدور فيها هي منذ سنوات منذ أن وقعت في هذا الفخ دون ارادتها ..منذ أحبته رغما عنها وهو قلبه ملكاً لأخري....ماذا تقول له الان؟؟؟هل تواسيه؟؟؟...وهل هناك أصعب من أن تواسي حبيبك الذي فقد حبيبه ؟؟ماهذه القسوة وهذا العذاب.؟....أستجمعت قوتها وقالت له بحنق لم يشعر هو به:"وماذا ستفعل أنت ؟أضعت عامين من عمرك هل تنوي أضاعة ماتبقي منه ..عبدالله أنظر حولك...وانسي الماضي ها أنت تاكدت أنها لن تكون لك مرة أخري ...أعرف أن الأمر ليس سهلاً خذ وقتك في الحزن ثم انفضه عنك .....نظر اليها وقد سقط شعاع الشمس علي وجهها الأبيض فأظهر عمق تعابير وجهها وحجم الألم الذي تعانيه وأعطي خصلات شعرها الكستنائية لوناً فاتحاً براقاً أما عينيها فكانتا مثالاً للألم ولم يكن يعرف لماذا ترتسم هذه التعابير الغريبة علي وجهها هو لايري الا ألمه ولايشعر الا بالغدر من أقرب من كانت له في الحياة ممن كانت أخر من له بعد وفاة والديه

*********************
[/size]

Heba aly g 13-04-20 12:30 PM

[size="5"] جلس عبدالله علي المقعد المقابل لمقعد عمر في شرفة منزل الأخير ...فمنذ خروجه من الجامعة وهو بحالته السيئة هذه أخذ يدور في شوارع العاصمة بلا هدف ...يجوب الشوارع بسيارته يصاحبه الخيبة والألم ...لم يكن لديه رغبة في الذهاب الي بيته ...وما أن أتصل به عمر وطلب منه الذهاب له لأمر هام حتي ذهب اليه ربما يجد لديه ما يطيب خاطره ولكنه منذ حضوره وعمر يجلس هكذا أمامه صامتاً واجماً...جلس الصديقان في الشرفة علي مقعدين متقابلين ملامحهما تغني عن أي سؤال
هذه الحالة قد تعود عليها عبدالله من صاحبه منذ إنفصاله الإجباري عن فريدة ..
كل بضعة أشهر تقريباً تنتابه هذه الحالة ويكون عبدالله مرافقا له ومن له غيره وهو ليس له أخوة ولا أصدقاء وعبدالله أيضا ليس له سواه ..رغم اعتراضه علي الكثير من تصرفاته ولكن لايملك له إلا النصح ...لايملك أكثر من ذلك
...قال عبدالله محاولاً كسر حالة الصمت والوجوم التي تعم المكان :"أين رؤي هل هي بالداخل وأنت علي حالتك هذه؟" خرج صوت عبد الله متحشرجاً مُتألماً ولكن صاحبه لم ينتبه لذلك..
فقال عمر الذي يجلس علي مقعد ويمد ساقه علي مقعداً آخرا بجوار عبدالله :"عند والدها ستبيت ليلتها هناك"..
أشعل عمر سيجارة من علبة السجائر الموضوعة على المنضدة الصغيرة التي أمامه وقد شرب بالفعل الكثير لاحظ عبد الله المطفأة وهي ممتلئة بأعقاب السجائر فعلم أن هذه الليلة من الليالي الصعبة التي تمر علي صاحبه كل فترة ...ولكن صاحبه لم يكن يعلم أن هذه الليلة من الليالي الصعبة عليه هو الأخر..تناول عمر هاتفه وبحث عن أغنيته المفضلة وضغط زر التشغيل ثم وضع الهاتف وأخذ ينفث دخان سيجارته ببطء ،،
قال عبدالله بصوت فاتر وقد علم ما سوف ينتاب صديقه :"سأدخل الي الحمام لأغتسل فأنا منذ الصباح في الخارج"
إنسحب عبدالله وإنساب صوت عبد الحليم حافظ ليملأ المكان..ويتسرب بداخل كل ذرة من كيان عمر يأخذه لسنوات طويلة للخلف
(زي الهوى يا حبيبي زي الهوى .. واه م الهوى يا حبيبي اه م الهوى
وخدتني من إيدي .. يا حبيبي ومشينا
تحت القمر غنينا .. وسهرنا وحكينا
وف عز الكلام .. سكت الكلام .. واتاريني
ماسك الهوا بإيديا ماسك الهوا
واه م الهوى يا حبيبي اه م الهوا)

أغمض عينيه وهو يتذكر فريدة وهي صغيرة وبداية حبها وتعلقها به،،تذكر كيف كانت هي فتاة أحلامه وهو صغير لم يحلم بغيرها طوال فترة مراهقته وشبابه،رغم وجود علاقات له وهو شاب ككل الشباب في مرحلتهم الا أن فريدة لم تكن مثلهم..فريدة كانت شيء أخر.تذكر حين كانت في الجامعة معه في العام السابق لزواجهم حين كان يقلها في الذهاب والعودة حين كانت تسير معه ويدها في يده وكأنه ملك العالم..حين كانت تركب معه سيارته القديمة تجلس بجواره وكأن نجمة من السماء هبطت لتجاوره...نفث دخان سيجارته بعمق و....ألم في نفس الوقت ...كانت عضلات وجهه متشنجة بقوة...تسللت كلمات عبد الحليم الي أذنه و قلبه فأرهف لها سمعه
(وخدتني ومشينا والفرح يضمنا .. ونسينا يا حبيبي مين انت ومين انا
حسيت ان هوانا هيعيش مليون سنة
وبقيت وانت معايا الدنيا ملك إيديا .. أأمر على هوايا تقول امرك يا عِينيَا)

ابتسم وهو يغمض عينيه حين تذكر كيف كانت سنوات زواجهم الأولي هي أجمل سنوات عمره وكيف كان الفرح يضمهم كما يقول العندليب ،،،وكيف كان يشعر أن هذا الحب سيعيش سنوات وسنوات،وكيف كان يشعر وهي معه أن كل شيء هين حيث كانت تهون عليه كل مشاكل الحياة ،،وكيف كانت تطيعه في كل شيء فيشعر أن الدنيا كلها خضعت له..
(وف عز الكلام .. سكت الكلام .. واتاريني
ماسك الهوى بإيديا ماسك الهوى
واه من الهوى يا حبيبي اه من الهوى) ..

ظهر الألم علي ملامحه حين ضغطت الكلمات علي جرحه حين تذكر كيف تحول كل شيء الي لاشيء وأصبحت هي كالسراب لايستطيع أن يلمسها أو يضع يده عليها ...نفث دخان سيجارته ببطء وتحسس الدخان الكثيف وحاول أن يمسكه بأنامله ولكنه لم يستطع
(خايف .. ومشيت وانا خايف .. إيدي بإيدك وانا خايف
خايف على فرحة قلبي .. خايف على شوقي وحبي
وياما قلت لك انا .. واحنا فى عز الهنا
قلت لك يا حبيبي
لانا قد الفرحة دِيّة .. وحلاوة الفرحة دِيّة
خايف لفي يوم وليلة .. مالاقكش بين ايديَّ
تروح وتغيب .. تغيب عليا يا حبيبي .. يا حبيبي
وقلتلي يا حبيبي ساعتها .. دي دنيتي انت اللى مليتها
وف عز الكلام .. سكت الكلام .. واتاريني
ماسك الهوى بإيديا ماسك الهوى
واه م الهوى يا حبيبي اه م الهوى) ..

تذكر كيف أنتهي كل شيء في لحظة تهور وإندفاع..
هو يعترف بأنه أخطأ في حقها..ولكن الم يكن مابينهم يستحق منها الصبر عليه والسماح،،،أغمض عينيه بألم وهو يتذكر كيف بدأت مشاعره تجاه فريدة تتغير في السنوات الأخيرة..كيف أصبحت الحياة باردة وكيف أصبح يشعر بالفتور تجاهها ،،هو يعترف أن ماحدث ليس لعيباً فيها أو تقصيراً منها ولكنه الفتور الذي يصيب العلاقة بعد سنوات طويلة من الحب والزواج وإنجاب الأطفال والحياة الروتينية ،،أصبح كل حديثهم عن البيت والأطفال.... شعر أن الشغف والمغامرة لم يعودا موجودان في حياتهم ،
في هذا الوقت ظهرت رؤي في حياته وفي الوقت الذي كان لايوجد لفريدة حديث الا عن البيت والأولاد ومشاكلهم والذهاب للطبيب بهم ومناقشة مشكلاتهم في الروضة...ظهرت رؤي وكانت كألوان قوس قزح في تألقها وذكاءها والأهم في أهتمامها به ..لم يكن يخفي عليه أهتمامها به وأعجابها بشخصه وقد بدأ هذا الأعجاب يظهر من داخل قاعة المحاضرات.حيث كانت نظراتها له ثاقبة..مُعجبة..بل عاشقة...وهذا ما كان يرضي غروره كرجل بشدة ....كانت تناقشه داخل قاعة المحاضرات في السياسة كأنها سياسية مُخضرمة وخارج قاعة المٌحاضرات كانت تطلب منه أستعارة الكتب التي تخصه حتي تستفاد منها وبعد أن تقرأها تناقشه فيها بمنتهي الموضوعية...كانت متوهجة ومُتجددة كل يوم بشكل جديد ...تسريحة شعر جديدة ...وعدسات بلون مُختلف وخصل شعر ملونة ألوان غير تقليدية ...كأي رجل إنجذب لها وأحب حبها له وإنجذابها له وتبجيلها لشخصه وعمله كأستاذ جامعي ...
شعر بإعجاب لها بدأ يتزايد يوماً بعد يوم ...خاصة بعد تعيينها معهم في الجامعة بعد تخرجها فأصبحت من ضمن روتينه اليومي لايمكنه الاستغناء عن وجودها في حياته وتشجيعها له وأثناءها الدائم عليه ومدحها لكل تصرفاته.... أشبعت هذا الجانب لديه و أرضت غروره في الوقت الذي كانت فيه فريدة لاهم لها سوي المُقارنة بين مستوي المدارس للتقديم للأولاد....هو قاوم كثيراً هذا الإنجذاب وشعر إنها مرحلة وستمر وربما أيضا تكون نزوة أو حب أستكشاف لأنثي أخري خاصة وهو لم تكن له علاقات جدية قبل فريدة لقد أحبها صغيرة وهو أيضا كان صغيراً،،وتزوجها صغيرة وهو أيضا كان صغيراً...فرجح أن يكون إنجذابه لرؤي لهذا السبب وإنه ما أن يقترب منها ويتعود عليها سيزول هذا الشغف.... ولكنها كانت كالفاكهة المُحرمة...تقترب منه بحدود...وتبعد بعدها ،كانت القريبة التي تهتم بأدق تفاصيل حياته وعمله،البعيدة التي لايستطيع لمس شعرة واحده منها ليدرك أذا كانت مشاعره معها كمشاعره مع زوجته أو إن كان شعوره معها مُختلفاً عن شعوره مع زوجته،،
هي كانت تعلم تمام العلم إنه متزوج ولديه أطفال ولم تبتعد عنه بل ظلت تحاوطه من كل الجهات الي أن جاء اليوم الذي وجدها تدعوه لمقابلة والدها للتعرف عليه فقط لأنها حكت له عنه ويريد أن يراه....
لم يستطع الرفض وبالفعل ذهب معها وتعرف علي والدها عضو البرلمان الشهير الذي وعده من أول جلسة بينهم أن يساعده بنفوذه إن أراد الترشح في البرلمان..بل وشجعه لخوض هذه التجربة .وحلم البرلمان هذا كان حلمه منذ التحاقه بكليته ودخوله عالم السياسة.
كان هذا العالم غريب عليه بكل المقاييس عالم رؤي وعائلتها الذين يشغلون مراكز مرموقة في البلد وبدأ ينجذب الي هذا العالم ...وكل ذلك وهو يظن أنه يمسك بلجام الأمور ويستطيع السيطرة ولكنه ولأول مرة في حياته شعر بالتذبذب... شعر أنه يريد أن يختبر هذه المشاعر التي يشعر بها تجاه رؤي التي أمامه بكل مغرياتها ومٌحرم عليه حتي لمس يدها ..فما كان منه إلا الاستجابة لطلبها الصريح بالزواج وخاصة مع ترحيب والدها ...
شعر أنه فاقد الأرادة في هذا الوقت،
لم يلوم فريدة وقتها علي رفضها فهو كان مٌقدراً لمشاعرها ولكن مايلومها عليه هو أنها لم تصبر قليلاً عليه فهو رأي نماذج كثيرة لنساء يتحملون هذه المراحل الصعبة في حياة أزواجهم حتي تنتهي نزواتهم.....مهلا مهلا هل رؤي كانت نزوة؟
هل لو كانت فريدة استمرت معه كان سيقضي وقتاً مع رؤي ويتركها مثلاً؟؟
سأل نفسه هذا السؤال ولم يستطع أن يحصل على إجابة لأنه بالفعل لم يجد الوقت للمقارنة بين مشاعره معهما ففريدة تخلت عنه بسهولة لم يكن يتوقعها ،،كان يستند علي حبها له ليجد في النهاية إنه كان يستند علي حائط هش انهار بمجرد أن صدر منه أول خطأ ليس هذا فحسب بل لجؤها الي هذه الحيلة الغير نزيهة بالمرة لتحصل على الطلاق ..
وهناك خطأ كبير وقع فيه وهو يعترف به أن فريدة كانت تعرفه كمعرفته هو لنفسه كانت تتغلغل بداخله وتستطيع قراءة أفكاره بسهولة تعرف مايؤلمه ومايتحمله ومالا يتحمله وتصرفت علي هذا الأساس حينما أتت وطلبت الطلاق على الملأ ..
تعرفه تمام المعرفة وتعرف أنه لم يكن ليطلقها مهما فعلت ...تعرفه تمام المعرفة وتعرف أنه لن يسمح أن تمس كرامته أمام الناس فطلبت ما طلبت أمام الناس حتي يضطر صاغراً أن ينفذ لها طلبها وقد كان ..
ومن يومها وهو يظهر عكس مايبطن...يدعي اللامبالاة وهو يحترق داخليا ،،،يشتاق اليها في اليوم ألف مرة ولايستطيع الاقتراب منها.. بمجرد سماع صوتها أو رؤيتها يسترجع في ثانية واحدة مافعلته به علي الملأ والذي كان حديث الجامعة لأشهر طويلة...
لا يعرف من أين جاءت بكل هذه القوة..لو كانت صبرت عليه قليلاً كان بالتأكيد سيعود اليها ..ولكن رد فعلها هذا لم يخطر أبداً علي باله وما يتعجب منه قدرتها علي الإستمرار في التمثيل وادعاء القوة لقد ظلت عاماً كاملا بعد طلاقها لاتراه ولايري طرفها كان كل تعاملهم من خلال والده وأخاها فادي وبعد العام الأول عندما كان يراها بالصدفة كانت تتقن رسم القناع اللامبالي علي وجهها وهو أيضا يرسم هذا القناع حتي لا يظهر ضعفه أمامها بعدما فعلته به ...
ولكنه تأتي عليه أوقات يفقد فيها السيطرة مثل هذا الوقت...ولايسمح لأي شخص أن يري لحظات انهزامه هذه سوي عبدالله..لقد شهد عبدالله علي لحظات كثيرة كهذه طول السنوات الماضية
أشعل سيجارة خلف الأخري حتي تعبأ الهواء المحيط به بالدخان،،،جاء عبد الله ونظر بحزن الي صاحبه الذي أخذ يدندن مع العندليب بصوت متحشرج
(وخدتني يا حبيبي .. ورحت طاير طاير
وفتني يا حبيبي .. وقلبي حاير حاير
وقلت لي راجع .. بكرة انا راجع

قال له عبد الله باقتضاب:"هل أنت متأكد أن هذه سجائر فقط أم بها شيء آخر أراك لست علي مايرام"
سحب واحدة من علبة السجائر وأشعلها بسيجارته المتقدة وأعطاها له فأخذها عبد الله ربما تأخذه لعالم أخر غير الذي هو فيه الان أما عمر فأكمل دندنة بصوت ميت مبحوح
(رددنا الغنوةالحلوة .. الحلوة سوى
ودبنا مع نور الشمع .. دبنا سوى
وذقنا حلاوة الحب .. ذقناها سوى
)
..صمت قليلا وهو يستمع بحزن الي باقي الكلمات التي حفظها عن ظهر قلب وأخذ يدندن بهمس مع الكلمات
(وفلحظة لقيتك يا حبيبي ..
زي دوامة هوى ..
رميت الورد .. طفيت الشمع .. يا حبيبي
والغنوة الحلوة .. ملاها الدمع .. يا حبيبي
وف عز الامان .. ضاع مني الامان) .
....
تذكر عمر دفء حضنها وعينيها ،،،تذكر الشعور بالأمان الذي كان يشعر به وهو معها تذكر رائحة عطرها المٌسكر ..نفث دخان سيجارته بعنف وحاول مرة أخري أن يتلمس هذا الدخان أو يمسكه
فانساب صوت العندليب قائلاً....
(واتاريني ماسك الهوى بإيديا ماسك الهوى
واه م الهوى يا حبيبي اه م الهوى)

هواااااء كل ما تبقي منها كالهواء لايستطيع لمسه أو الأمساك به...نفث عبدالله هو الأخر دخان سيجارته حتي تعبأ المكان بالدخان وقال لصاحبه وكأنه يحدث نفسه:"هون عليك ياصديقي وتجاوز حتي تمر الحياة أعرف مدي حزنك وضيق عينيه بألم قائلاً لاتنسي فأنا مثلك أتألم ولكن علينا التجاوز أنت تعلم إني لم أكن أوافقك علي الزواج برؤي ولكنك صممت وبما إنك أختارت فعليك الأستمرار برضا"...
نظر إليه عمر ولم يستطع الرد فبماذا يرد؟؟؟ فليس كل شيء يقال بين الرجال..... بالتأكيد لن يستطيع أن يقول لصاحبه إنه يشتاق لزوجته الأولي ويفتقد وجود أبناؤه معه في بيت واحد ...وأن شغفه زال منذ الأسبوع الأول من الزواج بعدما تغيرت أهتمامات رؤي ليصبح حديثها عن البيت والطعام واحتياجات المنزل كأي زوجة أصيلة... ومؤخراً لاحديث لها سوي عن الحقن المجهري.... أصبحت مثلها مثل أي أمرأة..لن يستطيع أن يقول لصاحبه أن زوجته كانت كفقاعة تلمع بألوان السماء السبعة وعندما أنفجرت هذه الفقاعة في وجهه اصبحت لاشيء
**************************
أخذت فريدة حماماً دافئاً بعد أن تناولت الطعام مع أبناءها وقاموا بعمل واجباتهم...أخذت تتنقل في شقتها لا تستطيع الجلوس وكأن هناك مايقلق راحتها دخلت علي أبناءها الغرفة وهم يستذكرون دروسهم فقالت لهم:"أنا سأنزل قليلاً عند الدكتور فؤاد لأطمئن عليه لن أتأخر"
قفزت سمر من مكانها قائلة:" لقد اشتقت لجدو فؤاد ياأمي سأنزل معك" قالت فريدة:" حسنا تعالوا جميعاً"..... قال عبد الرحمن وهو ينظر في الكتاب بتركيز:"لاأمي أنا لدي واجبات كثيرة"
في حين قالت سهر :"أنا سأتي معكم لقد تعبت "
وضعت فريدة غطاء سترتها الرياضية الأنيقة علي رأسها كما تفعل دائما وأخذت ابنتيها ونزلت للدكتور فؤاد علها تجد لديه الراحة التي أصبحت مُحرمة عليها ..رنت الجرس وكان هو بالمطبخ يعد قهوته ففتح باب الشقة مُباشرة وما أن رأها وهي تقف أمامه وتبتسم أبتسامتها المعهودة حتي قال بتهكم:"أزهري يازهور غردي ياطيور الأستاذة فريدة أخيراً تجد الوقت لتزورني"...
دلفت فريدة والبنات اللاتي تعلقن برقبته فاحتضنهم بحب ثم قال :"أدخلن حبيباتي كنت أقوم بعمل قهوتي سأعد لك فنجاناً يافريدة معي" دلف الي المطبخ وهي خلفه بينما ذهبن البنات عند التلفاز ...قالت فريدة ببؤس مُصطنع:"هل أنت غاضب مني لهذه الدرجة؟أنا أعترف بالتقصير ولكن أعذرني فالعمل أصبح يأخذ كل وقتي"...
نظر اليها والي عينيها الحائرتين وقال بخبث وهو يعد القهوة:"أيروق لكِ لهذه الدرجة؟"
قالت مستفهمة:"ماهو؟" قال ببراءة:"العمل" ..
زفرت زفرة حارة ولم تعرف ماذا تقول له فلأول مرة منذ عرفته يستعصي عليها حكي شيء له كانت دائما تجد فيه الأب الحنون الذي يستطيع احتواء ابناؤه ولكن في هذا الأمر لن تستطيع فقالت بشرود:"أنا أخيراً وجدت نفسي التي ضاعت مني منذ سنوات" وضع فنجاني القهوة علي منضدة المطبخ في حين كانت هي جالسة علي مقعد خشبي صغير وقال لها وهو يحاول أن يثبر أغوارها:"وهذا يُعد انجازاً يافريدة حاولي أن تتمسكي به" ...
حاولت أن تخرج من هذه الدائرة من البؤس التي تحيط بها منذ أن رأت هيدي تتقرب من تيمور فقالت له مُغيرة للموضوع:"ما رأيك أن أنهي لك اللوحة التي لاتريد أن تنتهي هذه؟"
قال وهويرتشف من فنجان قهوته رشفة :"حسناً وأنا أتوق الي رؤيتها مُنتهية حقاً"
قامت فريدة وفتحت درجاً كبيراً من أدراج المطبخ واخذت منه اللوحة التي كانت بدأتها بالفعل له ولم تكملها منذ عدة أشهر وأخذت الألوان في محاولة منها لألهاء نفسها عن التفكير..وضعت الأوراق أمامها وبدأت في العمل بمهارة وهُما يتحدثان سوياً يحكي لها هو ماحدث معه في الأيام الماضية وتستمع له بلا روح الي أن رن جرس الباب ولم ينتظر الطارق بل فتح الباب بمفتاحه الخاص...دخل تيمور الذي لم يستطع الذهاب الي منزله بعد الشعور بالتخبط و الحيرة بعد تصرفات وليد اليوم..
لم يتوقع أن يراها هنا ولكنه كان يريد فقط الشعور بأنها قريبة منه يفصل بينهما سقف المنزل فقط ...ولكن ما أن رأها حتي شعر أن روحه رُدت اليه مرة أخري دخل اليهم في المطبخ حيث يجلسان يشربان القهوة معاً وهي بيدها ورقا وأقلاماً...وما أن رأته حتي أغمضت عينيها تلقائيا بيأس وقالت لنفسها :"ها قد بدأنا مرة أخري ..هذا اليوم لايريد أن ينتهي " صافح تيمور والده الذي صافحه بحرارة وشعوراً يزداد بداخله بأن هناك شيئاً لايعرفه فقال تيمور لفريدة:"كيف حالك " قالت دون أن تنظر اليه:"بخير حال" أقترب منها ليري ماذا تفعل وما أن رأي ماتفعله حتي رفع حاجبيه معا قائلاً بصدمة:"فريدة أنت حقا ترسمين بهذه الحرفية؟"
قالت دون أن تنظر اليه:"ليس الي هذه الدرجة"
قال وهوينظر اليها بأعجاب :"لا فريدة الي هذه الدرجة رسمك راائع"...
لم ترد عليه ولم تنظر اليه فشعر والده أن عليه أن يتركهم معا سوياً فقال وهو يستعد للخروج للخارج :"سأدخل الحمام بعد أذنكم" خرج فؤاد وتركهم..وتيمور يشعر أن بها شيئا غامضاً هل بالفعل وليد مُحق وتجاهلها له سببه ماحدث مع هيدي أن كان كذلك فهو مستعد أن يُقبل رأسها ويقسم لها أنه لم يفعل شيئا يغضبها... حاول أن يستشف منها صحة مايظن فقال لها وهو ينظر اليها وهي تضع وجهها في الورق وترسم والكثير من خصلات شعرها السوداء تتناثر علي جبهتها ووجنتها وتصنع منها لوحة فنية رااائعة الجمال:"ذهبتِ مبكراً أنتِ اليوم كانت الدكتورة هيدي تريد الموافقة علي أجازة وكانت تتحدث معي في هذا الأمر بعدها خرجت ولم أجدك".... قالت دون أن ترفع وجهها اليه :"نعم بالفعل كانت شادية تجهز لكم عصير الليمون حين رحلت"
قال بسرعة وهو يميل بجسده كله علي المنضدة الفاصلة بينهم وقلبه يضرب في صدره بتوتر:"لم أطلب أنا أي شيء ولم أشرب وليد هو من يظن نفسه ظريفاً لقد طلب المشروب بأسمي وشربه هو وشادية"....
رفعت وجهها وعينيها اليه لأول مرة منذ دخوله وقالت بلهفة:"حقا؟" أومأ لها برأسه ...
"ماهذا الذي أقوله" سألت نفسها هذا السؤال بخجل حين أكتشفت أن قناع الجمود واللامبالاة قد سقط عنها في لحظة...وقالت في محاولة منها للهرب وهي تنهض من مكانها :"لقد تأخرت وعبدالرحمن وحده بالأعلي"....قال لها وهو يقوم خلفها:"فريدة رسمك هائل جداً لقد أعجبني ..ثم أردف في محاولة منه لأطالة الحديث معها:"أنا يوم مولدي بعد عدة أيام ولن أتنازل عن رسم لوحة كهذه"
..قالت له وقد بدأت تشعر بأن المسافات بينهم بدأت تنعدم والمكان أصبح ضيقاً رغم أتساعه والأكسجين الذي بالغرفة بدأ يقل والطقس أصبح حاراً استوائيا رغم برودة الجو:"عام سعيد ثم ابتسمت لأول مرة منذ دخوله وقالت بأذن الله سأقوم برسمها" ثم قالت بصوت عالي سهررر؛سمررر ...خرجت فوجدتهما جالستان أمام التلفاز مع الدكتور فؤاد وما أن نادتهما حتي حضرتا اليها عند الباب فقالت بصوت عالي للدكتور فؤاد:"عمت مساءاً أبي واللوحة قد أكتملت تركتها لك علي المنضدة هيا يابنات"
جاءتها البنتان فنظراليهما تيمور وابتسم لأنهما يشبهانها كثيراً نُسخ صغيرة منها فقال لهما وهو يقف بجوارها عند باب الشقة :"من منكما متفوقة عن الاخري دراسياً؟"
قالت سمر بسرعة وهي تشير الي أختها:"سهر هي المتفوقة"....نظر اليها بتدقيق ثم قال مُمازحاً:"تقوليها بكل بساطة هكذا؟ولما لاتكونين مثلها"...
مطت شفتيها تماماً كما تفعل أمها وقالت بشقاوة:"أنا مثل أمي لي ميول فنية أخري"
قال باهتمام:"حقا؟؟كوالدتك أذن ..ماذا تجيدين الغناء أم الرسم؟" قالت سمر ولمعة عينيها تزداد:" بل الرق*" .....وضعت فريدة يدها علي فمها قبل أن تكمل وقالت لتيمور وهي تسحبها خلفها:"لقد تأخرنا عمت مساءاً"...خرجت واغلقت الباب خلفها فلم يتمالك نفسه من الضحك علي هذه العفريتة الصغيرة..التي تذكره تماماً بشيري..
دلف الي المطبخ مرة أخري وأخذ اللوحة الخاصة بوالده المرسومة بأتقان ثم ذهب الي حيث يجلس والده وجلس بجواره وعلامات التفكير واضحة علي وجهه ولم يكن يخفي علي الدكتور فؤاد السبب
قال الأخير في محاولة منه لاجتذاب اطراف الحديث معه:"زوجات أخوتك كلموني مرة أخري في موضوعك أنت وأختهم ..ماذا أقول لهم...؟؟"
نظر اليه تيمور وقال له بجمود:"لقد سألتني من قبل وقلت لك رأي" .....قال فؤاد:"قلت ربما تكون قد غيرت رأيك" قال تيمور :"لا أبي لم أغير رأي وحينما أتزوج لابد من أن أتزوج عن حب ثم أردف وعلامات الحيرة في عينيه قائلاً:أبي أريد أن أسألك سؤالاً ..لو الشخص أحب أمرأة وكانت ظروفها صعبة ولديها مشكلات كثيرة ماذا يفعل؟"
قال فؤاد بلهجة ذات مغزي:"يتأكد أولا أنه يحبها وأن تأكد يواجه معها كل هذه المشكلات بشجاعة"
قال تيمور وهو يضيق عينيه:"وهل يمكن أن يعتقد أنه يحبها وهولا يحبها؟"..
قال فؤاد:"أحيانا يحدث هذا تحت وطأة وجود مشاعر أخري كالأحتياج مثلاً لوجود أمراة في حياته لتلبية أحتياجاته البيولوجية" ..قال تيمور بنفي:"لا طبعاً الأمر ليس كذلك"..صاح فيه فؤاد بمشاكسة قائلاً:"لماذا ياولد الا يوجد لديك أحتياجات بيولوجية كباقي الرجال؟ أبن فؤاد شمس الدين من يقول ذلك!" ابتسم تيمور قائلاً:"لا تقلق يادكتور كل شيء علي مايرام ولكن أحياناً يعيش الرجل فترة من حياته يلبي أحتياجاته من أجل التلبية فقط ويأتي عليه وقتاً يكون لديه رغبة أن تكون هذه الاحتياجات من أمرأة بعينها هناك مرحلة عمرية لايقبل الرجل فيها بالحلول الوسط أما أمرأة معينة وأما لا"
أدرك فؤاد في هذه اللحظة ان أبنه يعاني فقال له تيمور وهو ينظر في عمق عينيه:"الا تريد أن تعرف من هي هذه المرأة؟أنت تعرفها بالفعل"
قال فؤاد:"لا" نظر اليه تيمور بتعجب فقال فؤاد:"أن كنت أعرفها وأحبها سأنحاز رغما عني لها وأنا لا أريد لك ذلك ..وأن كنت لا أحبها سأؤثر أيضا بالسلب علي قرارك..أريدك فقط أن تتأكد من مشاعرك وتجزم أنها مشاعر حقيقية حتي تستطيع أن تواجه معها هذه المشكلات التي تقول عليها وتواجه هي أيضا معك مشكلاتك فبناتك لن يتقبلوا زوجة أب بهذه السهولة.."نظر تيمور الي والده وصمت هو بالفعل يحبها ولكن ليس متأكداً من حبها هي ...غالبا لابد أن يصارحها حتي يعرف حقيقة مشاعرها وهناك شيئاً أخرا يؤرقه كيف سيتحمل وجود طليقها في حياتها هو يكاد أن يصاب بالجنون كلما تذكر أنها كانت تعيش مع رجل أخر تحت سقف واحد لسنوات..يعرف أنه ليس بيدها شيء ولايلومها علي شيء فهو فكره متحضر بما فيه الكفاية ولكن هناك مشاعر خبيثة بدأت تتسلل الي قلبه في الفترة الماضية مشاعر تسمي بالغيرة


نهاية الفصل السابع
[/size]

ebti 13-04-20 12:47 PM

صباح الورد والجوري.... نرجو منك التنبيه بعد تنزيلك الفصول في موضوع (((مساعدة لاشراف....... ))) حتى لا تسقط منا الفصول سهواً يوم تنزيلها....

هذا رابط الموضوع
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

Heba aly g 13-04-20 02:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti (المشاركة 14808449)
صباح الورد والجوري.... نرجو منك التنبيه بعد تنزيلك الفصول في موضوع (((مساعدة لاشراف....... ))) حتى لا تسقط منا الفصول سهواً يوم تنزيلها....

هذا رابط الموضوع
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

تمام حبيبتي 💖 تم

فاتن عبدالعظيم 13-04-20 03:19 PM

تسلم ايدك الفصل روووووووووووووووووعة♥

dalia abo heif 13-04-20 06:01 PM

رووووووعه جدااا ....وعجبني فكره توثيق الاحداث باجزاء من الاغاني ...حقيقي اكتر من رائعه ..فصل مشوق وكله احاسيس ومشاعر جميله يكاد قربنا ننسي تفاصيلها في حياتنا ....يلا بسرعه الفصل الثامن

شوشو العالم 13-04-20 07:42 PM

تسلم ايدك الفصل جميل جدا واجمل شي انك وضحتي حياة عمر بعد زواجه كيف ماشية ..عمر شخص اناني مفكر الكون بدور حواليه كأن الحياة حب وبس
فريدة وتيمور مشوارهم طويل وصعب لازم يكون حبهم قوي ليتغلبوا على العقبات الي رح تواجههم

Heba aly g 13-04-20 10:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوشو العالم (المشاركة 14809010)
تسلم ايدك الفصل جميل جدا واجمل شي انك وضحتي حياة عمر بعد زواجه كيف ماشية ..عمر شخص اناني مفكر الكون بدور حواليه كأن الحياة حب وبس
فريدة وتيمور مشوارهم طويل وصعب لازم يكون حبهم قوي ليتغلبوا على العقبات الي رح تواجههم

تسلميلي حبيبتي 💖 كلك ذوق المشوار فعلا طويل وصعب مفيش حاجه بتمشي بسهولة في الحياة💖

Heba aly g 13-04-20 10:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة faten a (المشاركة 14808617)
تسلم ايدك الفصل روووووووووووووووووعة♥

تسلميلي حبيبتي 💖 ويسلم ذوقك 💖

Heba aly g 13-04-20 10:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dalia abo heif (المشاركة 14808839)
رووووووعه جدااا ....وعجبني فكره توثيق الاحداث باجزاء من الاغاني ...حقيقي اكتر من رائعه ..فصل مشوق وكله احاسيس ومشاعر جميله يكاد قربنا ننسي تفاصيلها في حياتنا ....يلا بسرعه الفصل الثامن

تسلميلي حبيبتي 💖 ويسلم ذوقك 💖

Doaa hussien 14-04-20 03:23 AM

تحفة ياهبة بجد ربنا يوفقك حبيبتى منتظرة رد فعل فريدة من تيمور لما تعرف انه بيحبها ياترى هتقوله ايه!!!!! ⁦❤️⁩⁦❤️⁩

Heba aly g 14-04-20 04:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة doaa hussien (المشاركة 14810169)
تحفة ياهبة بجد ربنا يوفقك حبيبتى منتظرة رد فعل فريدة من تيمور لما تعرف انه بيحبها ياترى هتقوله ايه!!!!! ⁦❤️⁩⁦❤️⁩

حبيبتي يادعاء تسلميلي يارب 💖 أنا كمان مستنية المشهد ده جدااااا🥰🥰

Megd 14-04-20 11:27 PM

الفصل السابع رائع جدا حبيبتى كالعاده على الرغم ان كل مرة بلاقى الفصل الجديد اجمل و اروع مما سبقه استمرى و بالتوفيق

Megd 14-04-20 11:28 PM

عجبنى جزئيه التحليل و العلاج النفسى بمواجهه المخاوف الخاص بفدوى

Megd 14-04-20 11:30 PM

عجبنى جدا دمج مقاطع اغنيه عبد الحليم مع حاله عمر و احاسيسه و ذكرياته حقيقى ابدعتى

Heba aly g 15-04-20 02:19 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Megd (المشاركة 14811765)
عجبنى جدا دمج مقاطع اغنيه عبد الحليم مع حاله عمر و احاسيسه و ذكرياته حقيقى ابدعتى

حبيبتي يامروة تسلميلي ويارب دايما اقدم محتوي يعجبك :29-1-rewity:

منال سلامة 15-04-20 07:13 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

بعد النهاية ..
الفصل السابع ..

الفصل روووووعة تسلم ايدك ..طويل وممتع ومليئ بالتشويق للقادم ..

سامر وفدوى ..
وتطور في الاعجاب حتى ليكذب على لسان رامز فقط من احل ان تبقى بجانبه بعد ان اهنت فترة تدريبها ...

وليد ووضع تيمور على مفترق الطريق ليجعله يقابل فريدة والتي مشاعرها غصب عنها باتت تخونها كلما اقترب منها ..اختبار جميل من وليد ليكتشف مشاعرهم ونجح في ذلك ..
حتى شادية بخبرة سنوات عمرها عرفت ما يشعر به وليد ..


عمر اناني في وقت فريدة مهتمة ببيته وابنائه هو كان يعيش نزوة عمره ويريد منها ان تتفهمه ..وترضى ان تكون زوجة ثانية وتقنع خاضعة قانعة ..

عبدالله في فلك ونسمة تدوؤ في فلك اخر ..لا يزال يبكي زوجته التي تزوجت فور طلاقهم وانجبت ..

يعطيكي العافية الفصل ابدعتي في سرده وعرضه موفقة وان شغء الله بانتظار القادم ..

Heba aly g 15-04-20 09:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال سلامة (المشاركة 14813082)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

بعد النهاية ..
الفصل السابع ..

الفصل روووووعة تسلم ايدك ..طويل وممتع ومليئ بالتشويق للقادم ..

سامر وفدوى ..
وتطور في الاعجاب حتى ليكذب على لسان رامز فقط من احل ان تبقى بجانبه بعد ان اهنت فترة تدريبها ...

وليد ووضع تيمور على مفترق الطريق ليجعله يقابل فريدة والتي مشاعرها غصب عنها باتت تخونها كلما اقترب منها ..اختبار جميل من وليد ليكتشف مشاعرهم ونجح في ذلك ..
حتى شادية بخبرة سنوات عمرها عرفت ما يشعر به وليد


عمر اناني في وقت فريدة مهتمة ببيته وابنائه هو كان يعيش نزوة عمره ويريد منها ان تتفهمه ..وترضى ان تكون زوجة ثانية وتقنع خاضعة قانعة ..

عبدالله في فلك ونسمة تدوؤ في فلك اخر ..لا يزال يبكي زوجته التي تزوجت فور طلاقهم وانجبت ..

يعطيكي العافية الفصل ابدعتي في سرده وعرضه موفقة وان شغء الله بانتظار القادم ..

حبيبتي منال سلامة أشكرك علي متابعتك المستمرة وتحليلك الدقيق الموضوعي وأتمني أن ينال ما أقدمه أستحسانك

نسرين صلاح 17-04-20 06:18 PM

بالتوفيق دايماً يا قمر

Heba aly g 17-04-20 09:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسرين صلاح (المشاركة 14817239)
بالتوفيق دايماً يا قمر

أشكرك حبيبتي تسلميلي:eh_s(7):

فرهوده 18-04-20 12:37 AM

حبيبتي الروايه تحفه تسلم ايدك منتظره الباقي

Heba aly g 18-04-20 01:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرهوده (المشاركة 14818186)
حبيبتي الروايه تحفه تسلم ايدك منتظره الباقي

اشكرك ياجميلة ده من ذوقك

spd 18-04-20 06:00 AM

اسلوبك جميل في الكتابه و روايتك من الحياه و كأن ابطالها من قرايبنا و جيرانا و اهلنا

لولا محمد22 18-04-20 10:15 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
رائعة رائعة رائعة انا اكتر من مستمتعة الاشخاص رائعون الاحداث شيقة وحساسة
لا اجد مايعبر عن روعة روايتك
بجد احسنت

ربى ترك 18-04-20 10:15 AM

مقدمة رائعة متشوقة لقراءتها

لولا محمد22 18-04-20 10:17 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ارجو تحديد مواعيد تنزيل الفصول لانى عن جد متشوقة جدا لاحداث الرواية

Heba aly g 18-04-20 03:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة spd (المشاركة 14818711)
اسلوبك جميل في الكتابه و روايتك من الحياه و كأن ابطالها من قرايبنا و جيرانا و اهلنا

اشكرك حبيبتي تسلميلي:sm92:

Heba aly g 18-04-20 03:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولا محمد22 (المشاركة 14818924)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
رائعة رائعة رائعة انا اكتر من مستمتعة الاشخاص رائعون الاحداث شيقة وحساسة
لا اجد مايعبر عن روعة روايتك
بجد احسنت

ياحبيبتي تسلميلي ده من ذوقك :eh_s(7):

Heba aly g 18-04-20 03:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لولا محمد22 (المشاركة 14818926)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ارجو تحديد مواعيد تنزيل الفصول لانى عن جد متشوقة جدا لاحداث الرواية

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...باذن الله كل يوم اثنين الثانية عشرة ظهرا والاسبوع ده في فصل باذن الله يوم الخميس هيكون فصل اضافي

Heba aly g 18-04-20 03:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربى ترك (المشاركة 14818925)
مقدمة رائعة متشوقة لقراءتها

وانا مستنية رايك:Ts_012:

spd 18-04-20 10:50 PM

فصل جميييييييييييل تسلم ايديكي

Heba aly g 18-04-20 11:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة spd (المشاركة 14819999)
فصل جميييييييييييل تسلم ايديكي

تسلمي حبيبتي 💖🌺🌺⁦❤️⁩

salwa habiba 19-04-20 08:25 PM

اسلوبك جميل
بس هل الرواية خلصت كدا لاني قريت ف الجروب انها سبع فصول بس لكن الاحداث لسه مفتوحة

Heba aly g 20-04-20 06:43 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salwa habiba (المشاركة 14821652)
اسلوبك جميل
بس هل الرواية خلصت كدا لاني قريت ف الجروب انها سبع فصول بس لكن الاحداث لسه مفتوحة

لا حبيبتي مين قال سبع فصول بس احنا قلنا نزل منها سبع فصول ولسة طبعا لم تنتهي احنا لسة بنقول ياهادي باذن الله في فصلين الاسبوع ده وتكمل بعد رمضان بأمر الله

Heba aly g 20-04-20 10:43 AM

صباح الورد الفصل الثامن هينزل حالاً

Heba aly g 20-04-20 10:46 AM

الفصل الثامن

بعد تناولهم لوجبة العشاء في المطعم الراقي الذي أعتادا علي تناول الطعام فيه أخذ فادي أماني الي مكانها المُفضل الي كورنيش النيل حيث نسمات الهواء الباردة التي تنعش روحها وتبهج قلبها....
سارا مُتجاورين يده في يدها.... كان يرتدي بنطال من الجينز الأزرق وقميص من اللون اللبني.... كان يبدو عليه الشباب والحيوية أما هي فكانت ترتدي بنطال من الجينز الاسود وبلوزة سوداء مُزركشة بألوان مُتداخلة بينما تطلق شعرها الحريري البني المصبوغ خلف ظهرها.... كانت تبدو أصغر من سنها قليلاً والأهم أنها كانت سعيدة وهي تعيش وتستمتع معه بحياتها التي لم تهنأ بها من قبل .....أحاطت ذراعه بكفيها بسعادة فقال لها فادي وهو ينظر اليها سعيد لسعادتها :"ما رأيك أن نأخذ مركباً في النيل؟"
قالت له بأبتسامة مُشرقة وهي تتعلق بذراعه كطفلة صغيرة :"ليس لدي أي مانع" ...ثم أردفت قائلة بشجن :"هل تعلم يافادي أنني منذ أن عرفتك وأنت مصدر سعادتي ؟"...
ألتفت اليها وهما يسيران علي مهل ثم قال بصدق وهو ينظر في عمق عينيها :"وهل تعرفين أنك لي مصدر الأمان؟؟أحاط يديها المحيطتان بذراعه بكفه وأكمل:"هل تعرفين معني أسمك؟بالنسبة للجميع هو جمع أمنية أما بالنسبة لي هو الأمان ...أماني أنا ...أنت تمثلين لي الأمان "..
أبتسمت بتأثر لكلماته الدافئة ثم قالت وعينيها تتعلق بعينيه:"شعرت بهذا منذ أن رأيتك لأول مرة...شعرت حقا أنك تبحث عن الأمان"....
كانا بالفعل قد وصلا الي المرسي فأخذها وقطع تذكرتين للرحلة المُفضلة لهما كل فترة لابد أن يقوما بهذه الرحلة التي تعتبر رحلة قصيرة للأستجمام خاصة وهي حريصة كل الحرص الا يخرجان كثيراً معاً حيث لم يٌعلنا بعد زواجهم.....
هبط أولاً الي سطح المركب الكبير ثم مد يده اليها لتهبط .....جذبها من يدها الي أحد الأركان وجلسا مُتجاورين .....كان المركب بالفعل عليه الكثير من الاشخاص يُصاحبون عريساً وعروسه... أنطلق المركب بعد قليل وأنطلقت الأغاني الصاخبة من حولهم أحتفالاً بالعروسين ..قالت أماني بضيق:"ليتنا ما ركبنا هذا المركب لقد صمت أذني من أول دقيقة"..
قال فادي وهو ينظر اليها بابتسامته العذبة :"لماذا حبيبي دعينا ننطلق قليلاً"...أخذ فادي ينظر الي العروسين وابتسامته تزين وجهه المليح وأماني تنظر اليه ولا تكتفي من التطلع في وجهه ...بعد قليل أنطلقت موسيقي الأغنية الشعبية المٌفضلة لفادي فلم يستطع السيطرة علي نفسه فانسحب من جوارها بخفة ووقف أمامها يردد كلمات الأغنية بحماس ويرقص علي الأيقاع بسعادة ..
خطوة ياصاحب الخطوة خطوة أمشيلي لو خطوة ده أنت ع القلب ليك سطوة..أخذ يشير الي قلبه ويشير اليها بأصبعه وهي تضحك بسعادة علي حركاته
..نظرة مبطلبش غير نظرة وأنت فاهم وليك نظرة شوف حالي شوف أيه بيجرالي حبيت وبصمت بالعشرة
أخذ يرقص بحماسة ويحرك يديه يمينا ويساراً ويُصاحبها بحركات من قدميه للأمام والخلف ويشير الي أماني... في كل حركة كان يبدو عليه السعادة وعلي وجهه الحيوية و الشباب ....أخذت أماني تنظر اليه وعلي وجهها ابتسامة هادئة شبابه وحماسه تجعل الحياة تدب في جسدها الذي أنهكته السنوات .تشحن طاقتها من طاقته وتستمد شبابها الضائع من شبابه..
صبيانيته محببة اليها رغم انها لاتستطيع مجاراته فيها نظراً لسنها الذي يقف أمامها عائقاً ...تكتفي بأبتسامتها هذه وهي تتخيل نفسها في سنه تلهو معه بلا موانع .
تشعر أن سنوات عمرها الخمسون تجثم علي صدرها وتحني ظهرها ...ليتها عاشت سنها.... ليتها عاشت عشريناتها و ثلاثيناتها واستمتعت بهم ربما كانت استقبلت خريف العمر برضا وقناعة
رغم أنها تهتم بنفسها أهتماما مُبالغاً وجميع من حولها يشهد لها بالأناقة و أن سنها لايبدو عليها ألا أن مشكلتها الحقيقة وأزمتها في أحساسها بسنها ..أحيانا نصنع نحن أزماتنا بأحساسنا المُبالغ بها....
أنتبهت من شرودها علي فادي وهو يقترب منها ويشير بيديه اليها ويردد مع صوت مطربه المفضل
"كلمة مبطلبش غير كلمة وأنت فاهم وليك كلمة شوف حالي شوف أيه بيجرالي حبيت وحلفت بالنعمة"...
جسده يهتز مع الكلمات ويتصبب عرقاً من فرط الحماس,,ويدور حول نفسه والجميع يصفقون له ويغنون معه بعد أن أحيا الحفل الذي كان هادئاً منذ دقائق
وبعد أن كان الجميع لا يتحركون تحمسوا لحماسه...أنتهت الأغنية وأرتمي هو بجسده بجوارها وهو يضحك كطفل صغير أبتسمت له بعفوية وهي سعيدة لسعادته ولكن أبتسامتها هذه تحولت في ثانية واحدة للتجهم حين قالت لها والدة العروس التي تجلس بجوارها من الجهة الأخري :"بارك الله لك فيه حبيبتي ماشاء الله عليه شاب مثل الورد عسي أن تفرحي به قريباً وتحملي أبناؤه " كان فادي في نفس اللحظة يشرب من زجاجة المياه وما أن سمع حتي وقفت المياه في حلقه ولم يعرف بماذا يرد وأخذ يسعل بشدة
أما هي فشعرت وكأن مطرقة قد هبطت علي رأسها فجأة ولم تستطع الرد
***************
بعد عدة أيام...دخلت فريدة الي المشفي صباحاً ترتدي بنطال جينز أزرق وفوقه بلوزة قطنية قصيرة الي حد ما باللون الرمادي الفاتح وحجاب صغير متدرج الألوان من الرمادي والأزرق والوردي ...سارت باتجاه مكتب تيمور وهي مترددة هل تعطيه هدية يوم مولده أم لا؟...هو طلبها منها بنفسه..فمن الذوق أن تحضرها له ...هكذا أقنعت عقلها الذي كان يرفض أعطاؤها له ...وصلت الي باب مكتبه بالفعل ....بالتأكيد هو بالداخل فهي أصبحت تحفظ مواعيده.... في الصباح يحضر الي مكتبه لمتابعة شئون المشفي بعدها ينزل الي العيادات لمتابعة الحالات أو لو كان لديه عمليات يقوم بها ثم يصعد الي مكتبه مرة أخري...طرقت بلطف علي باب المكتب طرقتين متتاليتين ثم فتحته فوجدته مُنكباً علي بعض الأوراق وما أن رفع وجهه اليها ورأها حتي ابتسم ابتسامته الجذابة وقال لها وهو يدقق النظر فيها من أعلي لأسفل :"أهلا فريدة تفضلي" .....
دلفت الي الداخل وأغلقت الباب خلفها ووقفت تمسك لفافة في يدها تحتضنها بين ذراعيها ولا تعرف كيف تقدمها له وماذا تقول...لاحظ ترددها فنهض من علي مقعده واقترب منها حتي أصبح علي بعد خطوة واحدة منها وقال لها بحذر:"ماذا هناك فريدة تريدين أن تقولي شيئاً" ...رفعت وجهها اليه ونظرت مُباشرة في عينيه التي تري الشمس تشرق منهما ما أن تنظر اليه وحاولت أن تجلي صوتها قائلة:"كل عام وأنت بخير اليوم يوم مولدك كما قلت لي منذ عدة أيام ثم مدت له يدها باللفافة"....
قال لها بأحراج وقد تفاجأ بما فعلته:"فريدة أنا كنت أمزح معك حين قلت لك ذلك حين كنا عند أبي"....
قالت وهي مازالت تمد يدها :"هذا شيء بسيط أتمني أن يعجبك".....
تناول من يدها اللفافة فأخفضت هي وجهها وقالت له وهي تفرك يديها ببعضهم:"أفتحها وقل لي رأيك فيها "...
نظر اليها وهي مخفضة رأسها كانت بحذاءها الرياضي هذا بالكاد تصل رأسها الي منتصف صدره ...أما في الحذاء ذا الكعب العالي تصل رأسها حتي عنقه.....شرد قليلاً فيها فرفعت وجهها المخضب باللون الأحمر القاني قائلة:"ألن تراها وتقول لي رأيك؟"..
قال لها بارتباك:"نعم نعم"
ثم بدأ بالفعل في فك اللفافة وما أن أنتهي حتي أجفل مما رأه نظر اليها وهو يعقد حاجبيه قائلاً:"فريدة أنت رسمت لي هذا البورتريه حقاً في عدة أيام؟" ..
قالت لتداري حرجها :"ألم تطلب مني ذلك؟...نظر اليها وشعر بحرجها فقال لها وهو يُضيق عينيه:"كيف رسمتيه بهذا الأتقان؟؟الملامح مُحددة بدقة..نظر اليها نظرة متشككة ثم قال :هل معك صورة لي؟" ....
قالت بسرعة:"لا أطلاقاً من أين سأحصل علي صورة لك؟"....قال لها بهدوء وخبث في أن واحد وهو ينظر الي عمق عينيها :"أذن تحفظين الملامح في ذهنك؟"..
ها قد وقعت في الفخ... كان من الأفضل أن تكذب وتقول أن لديها صورة أفضل من أن يظن أنها تحفظ ملامحه....ولكنها عادت وقالت لنفسها بيأس وهل يظن يافريدة اليست هذه هي الحقيقة؟....لم يكن يريد أن يحرجها أكثر من ذلك فقطع الصمت قائلاً بانبهار :"هدية رائعة حقاً فريدة أشكرك..بل هي أجمل هدية أتتني علي الأطلاق ثم اردف وهو ينظر في عمق عينيها البندقيتين هل من الممكن أن توقعي عليها للذكري فقط"..
أبتسمت له ابتسامتها الأولي منذ دخولها اليه وقالت :"حسناً"...تقدمت الي مكتبه وأخذت قلماً ووقعت علي البورتريه بأول حرف من أسمها وأول حرف من أسم والدها وأعطتها له...في نفس اللحظة سمعا طرقات علي باب الغرفة أعقبه دخول ماهر وماريان مبتسمين...ألقوا السلام فأجابهم تيمور وفريدة التي حمدت الله في سرها أن هناك من جاء وأنقذها من دائرته المغلقة التي كانت تدور فيها ولا تستطيع الخروج ..
قال ماهر وهو يمسك يد ماريان بحب :"يوم الخميس بأذن الله خطبتنا في الكنيسة أنتم بالطبع لاتحتاجون دعوة" أبتسمت فريدة بحب واحتضنت ماريان بقوة قائلة:"الحمد لله الف مبروك ماريان حبيبتي"
قالت ماريان بمشاكسة:"أدعو الله الا يموت أحد هذه المرة" رفعت فريدة حاجبيها قائلة :"لا تقولي هذا بأذن الله سيحدث كل خير"
قالت ماريان لتيمور الذي اندمج مع ماهر في حديث جانبي:"هل ستحضر دكتور تيمور؟"..قال الأخير بتأكيد:"بالطبع بأذن الله ساحضر"
قال ماهر:"وأنت يامدام فريدة
“قالت له بابتسامة مُجاملة:" سأحضر بأذن الله" أخذت فريدة ماريان للخارج واستأذنت منهم بعد أن كانت تشعر وهي بداخل مكتبه انها لاتستطيع التنفس...وقتها أدركت أنها لابد أن تحسم أمرها وتترك العمل

*********************
صفت فدوي سيارتها أسفل البناية التي يقع بها المركز وترجلت الي داخل البناية بشكل جديد وأحساس جديد ..أما الشكل فقد أصبحت متأنقة أكثر من السابق ...كانت دائما ترتدي ملابس عملية بسيطة لم تكن تجد سبب مقنع للتأنق الزائد كانت دائما تقول سأفعل هذا لمن؟؟كانت بعد أن قل أعداد المتقدمين لها قد اقتنعت أن قطار العمر مر بها ...كانت تقف بالساعات أمام مرأتها تتابع عدد الشعرات البيضاء القليلة التي بدأت تغزو شعرها والخطوط الرفيعة جدا التي لا يراها غيرها وأقتنعت تماماً أنها لن تجد ما كانت تبحث عنه ....
أن يمر العمر ولاتجد نصفك الأخر لهو شئ مؤلم ...أن تبحث عنه في جميع الوجوه ولا تجده... كل هذا كان مُحبطاً لها لدرجة أن جعل أهتمامها بنفسها لا يشغل حيزاً كبيراً من تفكيرها ..أما الأحساس الذي جد عليها هو أحساس أنها تستطيع وها هي تأتي اليوم كمُساعدة لسامر وربما يأتي اليوم الذي تصبح فيه مكانه لما لا؟؟هكذا تعلمت حديثاً من راوية أن تؤمن بنفسها وبقدرتها علي تحقيق أي شيء ...ما أن جال بذهنها صورة راوية أبتسمت....لا تعرف كيف تسربت راوية بداخلها وأخرجت أجمل مافيها بهذه السلاسة....
هناك في حياة كل شخص منا شخص أخر يكون بمثابة مصباح الهداية لصاحبه يقف بجواره..يدعمه..يؤازره...وراو� �ة كانت مصباح هدايتها رغم أن فريدة كانت دائما تدفعها للتجديد ولم تتركها لوحدتها ولكن راوية كان تأثيرها مُختلفاً ...
كانت بالفعل قد وصلت الي باب المركز...خطت بقدمها للداخل كانت الساعة في تمام الثانية عشرة تماماً هو موعدها مع سامر أصبح المركز كبيتها وأصبحت تحفظ كل جزأ فيه ...دخلت مُباشرة الي القاعة الخاصة بالتدريب كان سامر قد دخل للتو ويقف أمام مجموعة المتدربين الجدد الذين سيبدأو نفس المستويات التي بدأتها هي من فترة نظر اليها ما أن شعر بوجودها وأشار لها بيده للدخول..دلفت الي الداخل وابتسمت له ابتسامة صغيرة...تأكد سامر الان أن هذا بالفعل الأختيار الأمثل لها أن تكون مع الأطفال ...تكون علي طبيعتها ...عكس شعورها بالخجل وسط مجموعة من الكبار...جلست علي المقعد المجاور له وبدأت تستمع لحديثه مع الأطفال واتفاقه معهم علي الطريقة التي سيتدربون بها وكان بالفعل قد أتفق معها مُسبقاً علي ما ستقوم به هي من مساعدة له في القاعة ومع المتدربين فقامت بالفعل وفتحت جهاز البروجيكتور وبدأو معاً بالفعل في العمل...
بعد فترة....أنتهت المُحاضرة...وخرجت فدوي مع سامر وما أن خرجا معا حتي وجدا راوية ورامز يقفون في بهو المركز يتحدثون وما أن رأتهم راوية حتي أشارت لفدوي بيدها أبتسمت لها فدوي واقتربت بالفعل منهم يتبعها سامر...قالت راوية وقد راق لها شكل فدوي واللمسات الهادئة التي تزين بها وجهها :"سامح زوجي ترقي في العمل "
قالت فدوي بابتسامة واسعة:"مُبارك له ولك" أكملت راوية :"وبهذه المناسبة يدعونا جميعاً في الغد علي الغداء وطبعا أنت أول المدعوات..ثم أردفت وهي تنظر الي صديقيها وسامر و رامز وداليا بالطبع"..
قالت فدوي بحرج:"غالباً لن أستطيع" عقدت راوية حاجبيها قائلة:"لماذا؟؟" قالت فدوي :"لأنها مناسبة عائلية" قال رامز:"تقول لك جميعنا مدعوون بما فيهم انا وزوجتي ولؤي باشا الألفي"..أردف سامر بسرعة:"مؤكد لم تشتاق للؤي ..أن كانت تشتاق اليه لم تكن لتعتذر"...ألتفتت اليه وهي ترفع حاجبيها بدهشة قائلة:"أنا؟؟؟"أبتسم لأنه أستطاع أن يستفزها كالعادة فقالت راوية وهي تحيط كتف فدوي بذراعها:"لن يكون للمناسبة معني بدونك" نظرت اليها فدوي وابتسمت وهي تري هذا الحب الصادق في عين راوية
*******************


يتبع على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t468698-13.html


الساعة الآن 09:50 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.