شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء) (https://www.rewity.com/forum/f394/)
-   -   وفي القلب أمنية (1) .. سلسلة ثلاثية الجسر *مكتملة * (https://www.rewity.com/forum/t468993.html)

أمل بركات 11-04-20 02:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد (المشاركة 14796242)
واضح ان ام ادم ربته علي كده 😒
طيب يا حاج آدم طالما زوجتك مش بتطلب منك الحاجات التافهه ديه ما تعرف قيمتها بقي وبدل ما تطلب انها هيه ايلي تتخلي عن برودها اتعلم انت ازاي تذيبه اصلا مش المهمه تكون عليها لوحدها

كلام سليم وزي الفل ، تسلمي بجد
ويبقى السؤال هل آدم ممكن يتغير؟
ممتنة جداً لكلامك ياحبيبتي ربنا يسعدك ويفرح قلبك

أمل بركات 11-04-20 02:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا (المشاركة 14803505)
صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل

صباح الجمال 💖
على راسي والله
يسلم حضورك و وجودك ياقلبي

رىرى45 11-04-20 03:10 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

أمل بركات 11-04-20 09:13 PM

الفصل الثالث
(أحببتك)
.......................................
أحببتك حتى حار الحب في وصفي
و دعوتك لتشاطرني ما سيبقى من عمري
ملكت القلب و صار الهوى طوع أمري
و سكنت بين أضلعك بالعشق أحتمي
يطوقني الحنين حتى لا تجافيني
ذكرى رأيتك فيها كما الحلم
خاطبت عينيّ تسألها القرب منّي
و فتحت أبواب قلبك و دعوتني
أن ادخلي بسلام و لتهنئي
ومن حينها , من نهر حبك أرتوي
و ادعو الله يحفظك و ألا فيك اكتوي
............................

أي قدر ذاك الذي يجمع قلبين تعاهدا على العشق ما حييا؟ ليبرهنا أن الزواج بداية المشوار وليس نهايته ...
توهجت أشعة الشمس لتعلن بداية يوم جديد وخضبت تراب الصعيد حيث تعيش دينا مع زوجها.. انتهت من تحضير الفطور , ثم ذهبت إليه حيث كان يرتب هندامه ويرش عطره أمام المرآة.
طرقت على الباب ثم فتحته وأطلت برأسها من ورائه, ابتسمت قائلة :
ــ صباح الخير يا كامل .
نظر لانعكاس صورتها في المرآة وبادلها بابتسامة ثم رد :
ــ صباحك عنبر يا حبيبتي .
تلاشت ابتسامته عندما دخلت , استدار ونظر لمنامتها ثم سأل :
ــ ألن تذهبي للعمل اليوم؟
حكّت دينا رأسها ثم قالت : نعم ؛ لن أفعل , أشعر بالإرهاق .
اقترب منها وقد تسلل القلق إلى ملامحه , تفحص وجهها الشاحب بعينيه ثم سألها:
ــ ما الخطب ؟
رفعت كفيها قائلة : لا تقلق , إرهاق العمل فقط , فأنت تعلم كيف تستنزف طاقتي شركة الأدوية .. أخذت أجازة اليوم فقط.
ــ دينا , لا تهملي صحتك ... قالها وهو يدثر عينيها بحب.
مازحته قائلة : طبيبنا سيمارس عمله في المنزل أيضا.
نظر لساعته ثم قال : ستأتي بعد قليل أم حمدي من أجل جنى؟
هزّت رأسها نافية ثم قالت :
ــ هاتفتها , لا حاجة لوجودها مع جنى , فأنا موجودة .
أحاط وجهها بين راحتيه ثم قال : ما الذي حدث ؟ لقد أقلقتني عليكِ.
ألهذه الدرجة تحبني ؟ سألته وهي ترى الإجابة في عينيه .
ابتسم وهو عاقد جبينه ثم سألها : هل تشكين في ذلك ؟
وضعت رأسها على صدره , تنهدت قائلة: محال .
اتجها نحو المائدة , جلسا لاستئناف تناول الفطور مع حديثهما الماتع , سألها و هو يبتسم : لعلك نسيتِ؟
تابع وهو يقطع الخبز : لقاؤنا الأول كان في حفل خطبة صديقي سالم..
احمرت وجنتا دينا عندما تذكرت حفل خطبة صديقتها جميلة , كان قلبها يتراقص على ذكر ذاك الحفل البهيج الذي زينه كامل برزانته ,حيويته ولباقته , لفت انتباهها ومع ذلك لم تطلق بصرها حتى جاء إليها يود التعرف عليها , حينها شعرت بأن الدنيا تميد بها نظرت للأرض وردت عليه بصوت أقرب للهمس فلم يسمع شيئا من إزعاج الأغاني , فرفع صوته بمزاح ليخبرها أنه لا يسمعها... حينها تتابعت ضحكاتها فسرقت لبّه لتتسع عيناه وهو يطالع ذاك الوجه الرقيق الضاحك , توقفت على تلك النظرات التي ظنتها فجّة ثم قطبت جبينها واعتذرت للرحيل , لكنه استوقفها قائلاً : أنا آسف ، لكنها كانت تركته بل وتركت الحفل بكل مافيه عائدة إلى البيت بوخز في قلبها لاتريد ذكر سببه , لأنها رحلت ولا تعلم إن كانت ستراه مجددًا, حتى اتصلت بها جميلة في اليوم التالي تخبرها أنه يود خطبتها... لم تكن لتصدق حتى رأته بعد عدة أيام يجلس مع آدم في غرفة الجلوس للتحدث بالأمر وحينما دلفت إليه بعث إليها نظراته الدافئة ليخبرها أنه لم يكن يتسلى حينما طلب التعرف .. كانت دينا تتنهد وهي مغمضة عينيها على إثر تلك الذكرى ولم تقو على الكلام , لأنه لن يعطي تلك الذكرى حقها من الحب .
تابعها بعينيه التي باحت بما في قلبه , استكمل حديثه :
ــ دخلتِ قلبي بسلام منذ ذلك الحين .
تسللت بعض العبرات على وجنتي دينا من فرط سعادتها و لم تقو على الرد , فأخرج من جيبه منديلاً ورقيّا و قام منحنيّا نحوها ثم مسح وجنتيها قائلاً :
ــ لا تبكِ أرجوكِ .
ناولها كوب الماء, رشفت منه ثم قالت :
ــ لا حرمني الله منك , أنت لي الحبيب و الصديق و الزوج و الأب و الأخ وكل الحياة ... مددت ذراعيها قائلة : تعلم , أشعر بتحسن كبير الآن .
رفع أحد حاجبيه قائلاً : تحسن ؟ إذن ما الأمر ؟
أجابته و هي تتلاشى النظر لعينيه : بصراحه حدثت مشكلة بيني و بين إحدى الزميلات بالعمل ..
هزّ رأسه متفهما ثم زفر بارتياح قائلاً : لذلك وجهك شاحب .
تابع وهو يأكل : الموضوع ليس إلا مكيدة , أليس كذلك؟
أومأت برأسها علامة الإيجاب ثم ردت : بلى ؛ هو كذلك .
نظر لساعته ثم مسح فمه بالمنديل , قام من مكانه واتجه إليها طبع على جبينها قبلة و ربت على ظهرها قائلاً :
ــ لابد أن أغادر الآن , وأعدك بالقدوم مبكرا ليتسنى لي متابعة موضوعك يا حبيبتي , لكن عليكِ فقط أن تنسي كل شيء طالما أنتِ هنا ويكفيكِ اللهو مع جنى فهو كفيل بمحو الألم من الذاكرة .
ضحكت وهي تنظر إلى تلك التي وقفت خلف أبيها تنصت لما يحكيه لا سيما أنه ذكر اسمها للتو , قالت وهي تشير نحوها : هاهي استيقظت على ذكر اسمه .
استدار نحوها وهي مازالت تفرك عينيها , هتف وهو يهم بحملها :
ــ صباح الخير يا جنى , قبّلها ثم تابع : ماذا تودين أن أحضر لكِ عند العودة ؟
قالت له له بصوتها الناعس : ألوان مائية و لوحات بيضاء .
ــ اووه , سأفعل أيتها الرسامة العظيمة ولكن عليكِ أولًا أن تذهبي إلى دورة المياه لغسل وجهك ثم الانضمام لوالدتك على الإفطار ... قال ذلك ثم تركها وانصرف مودعًا إياهما.
غادر لكنه ترك بصمته داخل قلبها لتكمل يومها بحب , فهي الآن قادرة على أن تستمتع بيومها , تعطي , تبدع ... لقد وقفت أمام الجميع و اتبعت قلبها ولم ترضخ لكلام زينب التي عارضت انتقالها للصعيد .
كلما تذكرت ذلك قالت : لو عاد بي الزمن سأقف أمامهم كما فعلت ولن أتخلى عن كامل , من تتخلى عن زوج بنكهة أب ؟ اسأل الله أن يتقبل دعواتي لك و يبارك لنا فيك.
على ذكر ذلك أخذت جوالها لتهاتف والدتها , وخاصة أنها لم تتطمئن عليها منذ يومين .
ردت زينب بعد رؤيتها الاسم: أخيرًا تذكرتِ أن لكِ أمًّا, ألا يكفيكِ البعد الذي فرضتيه علينا؟
تنحنحت دينا قائلة : السلام عليكِ يا أمي , أرجو المعذرة كنت مشغولة .
ــ وعليكِ السلام يا ابنتي , بلغ منك الانشغال أن تنسي أمك , قالت زينب وهي تهم بالخروج إلى الحديقة .
تنهدت دينا ثم قالت : أنا آسفة يا أمي , أرجو أن تسامحيني..
جلست زينب على الكرسي ثم ابتسمت قائلة :
ــ لا عليكِ , حبيبتي .. بادرتها سائلة : كيف حالكم؟
ــ بخير , الحمد لله.. ردت دينا ثم سألتها عن حالهم وبعد ذلك طلبت التحدث إلى أمنية , نادت زينب على أمنية , فجاءت إليها , أخذت الهاتف لتحدثها .
ابتسمت دينا قائلة : كيف حالك أيتها الجميلة ؟
ــ بخير طالما سمعت صوتك... قالت أمنية وهي تنظر لريم التي ركبت دراجتها الصغيرة لتدور بها في الحديقة .
سألتها دينا : كيف حال آدم و ريمي ؟
ــ بخير يا حبيبتي , ينقصنا فقط رؤيتكم ... أجابت أمنية ثم تابعت : لقد اشتقنا لكم , ألن تأتوا قريبا؟
ــ لا ؛ لن نأتي .. ضحكت دينا ثم استكملت : أنتم من سيأتي إلينا قريبا.
عقدت أمنية حاجبيها لأنها لم تفهم قصدها , قالت : حقًا, ولكن لم يخبرني أحد.
ــ ها أنا أخبرتك ... قالت دينا وقد تعجبت لعدم معرفة أمنية رغم أن زينب تعلم منذ مدة , تابعت :
ــ لقد اقترب موعد ذكرى مولد جنى , لذا ستشرفونا هنا بإذن الله .
ــ كل عام وهي بخير , حفظها الله لكم وبارك فيها ورزقكم برّها ... قالت أمنية ثم سألت : لماذا قررتم ذلك هذا العام ؟
ــ بصراحة وددت أن تشرفوني بزيارتنا , وخاصة أمي التي لم تطأ قدماها قِنا منذ سنوات , علّها تغير رأيها فيها و تحبها , اشتقت لوجودكم حولي رغم دعم زوجي لي و حبه الكبير الذي أغناني وعوضني عن أي فقد إلا أنني أحن لرؤيتكم التي عزّت كثيرا السنوات الأخيرة .
أومأت أمنية لموافقتها مع دينا ثم قالت : أفهمك ياحبيبتي , أعتذر لكِ بالنيابة عن الجميع لتقصيرنا معكِ , سنأتي ولن نكف عن زيارتك بإذن الله .
ــ أحبك كثيرًا يا أمنية , قالت دينا ثم أنهت المكالمة.
................................
كل إنسان يتعامل بلسان حال تربيته التي تشرّب منها كل سلوكياته حال الصغر ليخبر من يراه أنه مجرد بذرة قد يكون أحسن غرسها أبويه و ربما لا!
ــ ألا تودين بعض العصير ؟ سألت أمنية وهي برفقة زينب بالحديقة .
هزّت زينب رأسها موافقة : بلى , أى عصير غير الفراولة , تعلمين أنها تتعبني .
دلفت أمنية إلى المطبخ لإعداد عصير المانجو الطازج قبل إعداد الطعام , ثم سكبته في كوبين أحدهما لها .
ولابنتها أما الآخر لزينب ثم خرجت إلى الحديقة , في هذا الوقت رن هاتف زينب باسم نور .
استأنفت نور المكالمة بالسلام , فردت زينب : كيف حالك يا نور؟
ردت نور : بخير يا أمي .
ــ الحمد لله , ألن تأتِ اليوم ؟
ــ لا لن آتِ , قالت نور ثم سألتها وهي تضحك : أين المعتوهة التي بلانا بها آدم ؟
ضحكت زينب ثم قالت : في المطبخ .
ــ لم أعهد أحد بمثل برودها في حياتي , كان الله في عونكم عليها .
تتابعت ضحكات زينب حتى سعلت ثم قالت : ابتلاء يا ابنتي ,ليس علينا إلا الصبر .
ــ كلامك يشعرني و كأنها شامة يصعب إزالتها ... قالت نور ثم تابعت : تلك المصيبة يسهل التخلص منها بالطلاق, حينها سأجلب لأخي من هي أجمل و أفضل منها .
رفعت زينب حاجبيها غير مصدقة : لقد خططتِ لكل شيء يا نور .
ــ بالطبع يا أمي ,لقد صارت شغلي الشاغل تلك الحمقاء وها قد وضعتها في رأسي.
ضحكت زينب قائلة :
ــ جنت على نفسها زوجة أخيكِ ببلادتها تلك , لن تنجو طالما تترصدين لها .
بعد انتهاء المكالمة , دخلت زينب ومعها ريم متجهه إلى المطبخ .
وقفت زينب أمام باب المطبخ , تنظر لأمنيه قائلة : نور ترسل لكِ السلام .
التفتت لها أمنية و قالت بشيء من اللامبالاة : سلمها الله , كيف حالها؟
سألتها زينب بنوعٍ من اللوم: بخير , لم لم تحدثيها؟ أو حتى ترسلي معي سلامك لها؟
كانت أمنية مشغولة بتحضير الطعام أمام الموقد , التفتت لزينب :
ــ كنت على عجله من أمري لأنتهي من إعداد الطعام قبل مجيء آدم .
حاولت زينب أن تهدئ من حدة الموقف , قالت : نور ودينا يعدانكِ أختهما.
التفتت لها أمنية , قالت : وأنا أيضًا , أسأل الله أن يديم بيننا الحب.
فجأه صرخت ريم باكية , فركضت أمنية خارج المطبخ باتجاه الصوت القادم من الصالة , فقد سقطت ريم من أعلى إحدى الأرائك , حملتها وربتت على ظهرها حتى هدأت ثم تفحصتها فوجدت كدمة على جبهتها , صعدت إلى شقتها لتمسح الكدمة بمرهم الكدمات الخاص بالأطفال , بينما ظلت زينب بالمطبخ لإنهاء الطعام .
عندما دلفت أمنية إلى شقتها, أحضرت المرهم وأخذت منه ومسحت على جبهة ريم التي مررت يديها على وجنتي أمها تمسح بعض العبرات المتساقطة قائلة: أمي .
.................................................. ..............
لا شيء أصعب من عدم الإحساس بالغير و الأكثر صعوبة التفنن في صنع المكائد وكأن الدنيا مضمونة ولن تذيق الكائد من نفس الكأس ....
أنهت زينب الطعام وهي تتأفف لأن أمنية لم تأتِ مذ أن ذهبت إلى شقتها لتداوي ابنتها , أخذت تحدث نفسها : ما هذا التأخير ؟ هل تلك الكدمة الصغيرة تحتاج كل هذا الوقت ؟ تملصت من إعداد الطعام بحجة ابنتها , يالها من كسولة... فجأه قاطعها صوت آدم القادم من الخارج كان قد وصل لتوه , ألقى السلام ثم دلف إلى المطبخ حيث كانت أمه .
كان ممسكا بهاتفه ومفاتيحه و حاملا حقيبة الحاسوب المحمول على كتفه , ألقى السلام .
ــ ردت عليه وهي أمام الموقد: حمد لله على سلامتك يا حبيبي .
نظر لها آدم وعلى شفتيه البسمة : سلمكِ الله يا أمي , كيف حالك ؟
مطت زينب شفتيها بامتعاض ثم قالت : كما ترى , أُعد الطعام و أتصبب العرق .
قطب آدم جبينه : وأين أم ريم لتساعدك؟؟
أشاحت زينب بوجهها ثم قالت : صعدت مع ريم لأنها سقطت من الأريكة ولم أرها بعد ذلك وكأن ريم كانت حجتها .
لوى آدم شفتيه ثم ذهب ناحية الدرج ينادي أمنية بأعلى صوت ويقول :
ــ يا ريم , ياااااا ريييييييم .
سمعت أمنية الصوت وعلمت أنه يناديها , فقد اعتاد على مناداتها باسم ريم وكأنه يعتبر اسمها عورة لايصلح مناداتها به فيعرفه الناس .
هبطت الدرج بعد أن أسلمت ريم لسريرها لتنعم بنوم هادئ , ثم لبّت النداء , فوجدته يطالعها عاقدًا جبينه و يسألها وهو ممسك بسور الدرج , وإحدى قدميه على أول درجة من السلم و الأخرى على الأرض .
نزلت أمنية حتى صارت في مواجهته : حمد لله على سلامتك .
صرخ فيها قائلا: لم لا تساعدي أمي بدلًا من مكوثك بالأعلى؟ ألا يفترض بكِ رعايتها بدلًا من إجهادها؟
نزلت أمنية درجات السلم حتى أصبحت في مواجهته , أطالت النظر لعينيه نظرات يملؤها اللوم والعتاب ثم اقتربت منه أكثر ومازالت عينيها أمام عينيه وقالت: ــ أنا لست ريم .
أشاحت بوجهها عنه وتابعت :
ــ لأخذ العلم ؛ أنا من قام بإعداد الطعام كله , صعدت منذ دقائق فقط .
رفع أحد حاجبيه قائلاً: إذن أمي تكذب؟
ــ سأذهب إليها... قالتها وانصرفت , طالعها آدم وهو يحدث نفسه : يالك من مملة .
صعد الدرج بسرعة وحالما دخل الشقة اتجه نحو غرفة ريم يطمئن عليها , وقف أمام سريرها يتفحصها بحنان ثم قرب أصابعه ناحية وجهها يتلمس تلك الكدمة البارزة على جبهتها , أحنى جذعه حتى وصل برأسه لوجهها , مرر شفتيه على الكدمة بدفء أبوي وهو يتمتم : سلامة الله عليكِ ريمي .
دلفت أمنية إلى المطبخ , وهى بلا مشاعر على وجهها اكتفت بتخبئة كل شيء داخل القلب وظلت صامتة حتى السلام نسيته فقد كان قلبها يئن على ذاك الذي لم ينصفها أو حتى يحاول الاطمئنان على ابنته حتى تشعر بغرابته وتناقض شخصيته , ابتسمت لها زينب ثم سألتها عن ريم قائلة : كيف حال ريم؟
ابتسمت لها أمنية قائلة : بخير , الحمد لله .
سألتها زينب وهي عاقدة حاجبيها : هل ترك ذلك السقوط أثرًا؟
أجابتها أمنية وهى تتفحص الموقد وماعليه لتعلم ما عليها فعله :
ــ كدمة بسيطه على جبهتها.
اتجهت زينب ناحية حوض الماء لتغسل يديها ثم قالت : الحمد لله .
استدرات أمنية لها تسأل : هل هناك شيء أفعله؟
أشارت لها زينب على البصل ثم قالت: لقد أنهيت كل شيء.
اتجهت أمنية نحو الموقد تتفقد مانضج بينما خرجت زينب من المطبخ إلى الصاله , جلست على الكرسي , وفتحت التلفاز لتتابع ما يحلو لها من الأفلام التي لا لون لها برفقة آدم الذي نزل لتوه بعد تغيير ملابسه .
بعد الانتهاء من إعداد الطعام , صفّت أمنية الأطباق على المائدة وداخلها يموج بعدة مشاعر متناقضة بين الحب والكره , الدفء والبرود... كان كل شيء يحدث برتابة داخل صدرها ولايعلم من يراها شيئًا... التفتت لهما حيث كانا جالسين على الأريكة , نادت عليهما لتناول الغداء, توقفت بعينيها عنده فقد تعلقت عيناه بها وكأنه يقول بهما شيء لكنها لا تريد فهمه , فقد كانت مستاءة من كل شيء.. عدم تصديقها بالإضافة لعدم مناداتها باسمها كما يفعل في المعتاد وكذا عدم سؤاله عن ابنته , لقد ضايقها قسوته... حادت ببصرها بعيدًا ثم اتجهت نحو الدرج لتوقظ ريم وتحضرها لمشاركتهم الغداء.
............................................
أيعقل أن نتخذ من عقدتنا النفسية مرمى حيث سنصيب أهدافنا ؟ وهل سيصمد المنطق و كذا العقل أمام ماسيحدث ؟ أم سيتم تخديرهما ؟
كانت ممسكة بهاتفها جالسة على سريرها , نغزها وجع شديد أسفل بطنها يزورها كل شهر فالتقطت حبة مسكنة من الدرج ثم أخذت قارورة الماء لتبتلع الحبة ولسان حالها يردد بقنوط : لقد سئمت تلك العادة المقيتة التي باتت مؤلمة أكثر مما ينبغي, عادت للهاتف تحدق بصورته الشخصية على الفيس بوك بهيام , تتنهد متمتمة :
ــ يالوسامتك ،هنيئا لزوجتك بوجودك في حياتها .
تذكرت زوجة أبيها وماحظيت به رغم أنها زوجة ثانية وكيف تخلى عنهن والدها بعدما أنجبت له الولد لتنعم بنفوذه وماله الذي كانت هي جزءًا منه بينما لا يحظين هنا من رائحة والدها سوى لقب لا يسمن ولا يغني من جوع , فهمست لعقلها :
ــ الزواج الثاني ليس سيئا كما يزعم البعض .
لم تنتبه لمن وقفت أمامها ترمقها بنظراتها المستفهمة , لتقول : ماذا تفعلين ياشمس؟
قطبت شمس جبينها ثم أغلقت هاتفها ولم ترد فتابعت رنا : أشركيني معك أختي!
ــ يا لك من متطفلة ، ما إن قالتها شمس حتى امتقع وجه رنا .. لترد:
ــ إذن هناك خطأ ما فيما يحدث معك ؟
ــ وإن كان... تابعت شمس بنزق : ماشأنك أنتِ ؟
اتجهت رنا نحو الباب و أغلقته ثم عادت لأختها , اتخذت بجوارها مكانًا ثم قالت :
ــ لن أتركك حتى تخبريني كل شيء .
ــ لحووووحة .. صاحت بها شمس , فضحكت رنا من محاولاتها لاخفاء مايجري معها.
حاولت شمس تغيير دفة الحديث قائلة: مارأيك بالزوجة الثانية يارنا؟
ــ حقيرة , خاطفة رجال ... قالتها رنا بعصبية , وقد اتسعت عيناها بالغضب .
ــ اهدأي أختي... أشارت شمس لها أن تهدأ ثم تابعت : أنا لا أمزح , ما الضير في الأمر طالما وافق الطرفان ؟
ــ من تقصدين بالطرفين ؟ الزوجتين؟
ــ لا ؛ أقصد الزوج والزوجة الثانية .
ــ ياسلام ... تابعت رنا بانفعال : والمسكينة التي ضحت بعمرها في مقتبل حياتهما , أليس لها رأي في تلك المسرحية الهزلية ؟
تنهدت شمس بمرارة لتردف : في المعتاد لا يكن لهن رأي ، وأمي خير مثال .
زمجرت رنا وهي تهتف باسم أختها ثم واصلت :
ــ هذا لا يسوغ لأبي تركنا يا شمس , مهما فعلت أمي لا يحملنا ذنب لم نقترفه ... وفي جميع الأحوال أنا أرى أمي ضحية .
صمتت شمس هنيهة , فتابعت رنا : الرجل هو الجانب القوي في أي علاقة ولابد له من الاهتمام ببيته .. ولكن لحظة ، ماعلاقة ذلك بكِ شمس ؟
ــ لا علاقة ولا شيء ... اهدأي رنا .
حاولت رنا تغيير ما آل إليه الحوار بالحديث عن العمل لعلها تضع يدها على الخيط المؤدي لبداية حوارهما ... قالت بهدوء : كيف حالك بالعمل ؟
ــ بخير.
ــ وزملائك ؟
ــ ما بالهم؟ ردت وهي قاطبة جبينها .
تنحنحت رنا متابعة : أقصد علاقتك بهم , هل هم ودودون ؟
أومأت شمس بنعم ولم ترد , فقالت رنا : هل هناك شيء تخفينه عنّي ؟
ابتسمت شمس قائلة : التحاقك بكلية الحقوق أثر عليكِ يا أختي .
اقتربت منها رنا ثم جلست بجوارها , قائلة : إذن هناك شيء .
ــ اممم , ليس بالضبط ... فمذ دعوتهم لوليمة تعييني و الأمور تسير على ما يرام باستثناء ..
هتفت بها رنا : باستثناء ماذا ؟
ــ باستثناء أحدهم لا يعير للمودة بالًا... تابعت وهي شاردة في فضاء الغرفة : وكأنه جاء من كوكب آخر , منغلق على نفسه و لا يحب المزاح مع الجنس الآخر.
ــ إنه شخص محترم يا شمس ... واصلت وهي رافعة أحد حاجبيها : تصرفاتك و أفكارك خطأ ولا أعلم إلى الآن سبب خلعك للحجاب , أختي ؟
رفعت شمس كتفيها بلا مبالاة لتقول : يقيدني ؛ وأنا أحب الحرية .
هزّت رنا رأسها نافية لتضيف : لكنه فرض لسنا مخيرات فيه , وماتظنينه قيد هو حماية لكِ من أعين تتلصص وذنوب تتفاقم على إثر فتنة أحدهم بك .
ــ شكرًا شيختنا الفاضلة قالتها شمس بنزق .
ــ لقد تركنا موضوع المحترم و تطرقنا لموضوع حجابك الذي لانفتر أنا وأمي عن الدعاء لكِ بالعودة له في القريب العاجل .
لم ترد , فربتت رنا على كتفها تسأل : هل هو أكبر منك بكثير ؟
ــ متزوج وله طفلة ... ما إن قالتها شمس حتى امتقع وجه رنا كالمصعوقة وربطت بين أول الحوار و آخرة لكن لسانها لم يحالفها لمعرفة المزيد من أختها.

أمل بركات 11-04-20 09:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رىرى45 (المشاركة 14803794)
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

تسلمي حبيبتي، نورتي 🌹🌹

ام زياد محمود 12-04-20 12:54 AM

كامل ودينا زوجين قرروا يسيروا فى حياتهم اللى رسموها بالرغم من اعتراض زينب على سفر بنتها وبعدها عنها

واضح ان دينا محبة جدا لكامل اللى خطف قلبها من اول لقاء باهتمامه الواضح بيها فى حفلة الزواج وهو كمان بيحبها بالرغم من عدم اظهاره لمشاعره انما خوفه عليها واهتمامه بيها واضح

بعكس منها اختها الغبية نورا اللى حاقدة على امنية زوجة اخوها وعايزه تخرب بيتها واللى ان شاء الله هيطلع جوزها بيخونها عشان هى رخمه

امنية للأسف سمعت الحوار بين نورا وزينب وكسر قلبها واللى زاد اكتر مشاعر ادم البارده ناحيتها

بصراحة ادم غبى ومستفز هو وامه

شمس اللى عايزه تكون زوجة تانية وفاكرة ان الموضوع سهل كدا بعد الاب اثر على تفكيرها السليم ومش شايفه انها ورنا وامها وحيدين بدون اب بعد زواجه وتركهم

تسلم ايدك ياجميل

م ام زياد 12-04-20 01:14 AM

شمس ديه واضح انها مش فاهمه حاجه ومش واخده بالها ام مش كل راجل زي التاني وبالتالي مش كل زوجه تانيه هتبقي مستريحه ومبسوطه للاسف زينب مش حاسه انها بتهرب بيت هيه وبنتها ايلي اكيد.مش مستريحه في بيتها وبالتالي قاعده تخرب في بيوت ايلي حواليها 😒
لو زينب ترضي لبنتها ايلي عاوزين يعملوه مع امنيه ولو وجدوا أن ده ممكن يحصل لهم اكيد مش هيرضوغ ولا يعجبهم
ياريت زينب تحط امنيه مكان بناتها وهل ترضي ليها أنه حد يخرب بيتهم

Hayette Bjd 12-04-20 02:09 PM

#ثلاثية_الجسر
#وفي_القلب_أمنية
بداية موفقة أسلوب راقي واختيار كلماتك منمق جدا أسلوب حلو أعجبني وشدني لأكمال الفصول الثلاثة💕💕
#أمنية أراها فتاة أحلام كل رجل شخصية مشبعة بالقيم و أساليب التربية الصحية ربما نقاءها و قلة معرفتها بأناس خارج إطار أسرتها صعب عليها تكون قوية فالتعامل مع نور و زينب و لو أن برودها ناحية حقدهم في مد ذاته قوة كبيرة تحسد عليها..
#آدم أمره غريب ياترى هل هي طبيعة تربيته اللي تخليه متناقض مع أمنية أو هو من النوع اللي بس يأمر فيطاع .. إذا.كان كده فاختياره كان خاطئ من البداية .
#نور شخصية حقودة يمكن تفتقر للسعادة بحياته فجعلت تدطير عش أخوها هدفها...
#دينا كوصف أمنية لها تدخل القلب وسهلة المعشر ياترى فيه أبعاد ثانية لحياتها ولى... مجرد نسمة عابرة🌸
حبيت سير الأحداث أتمنى بس ماندخل في متاهة الخيانة الزوجية #شمس ما أطمنت أبدا لوجودها و لا مسهد آدم اللي حابب يرد هديتها💔
سلمت أناملك بانتظار القادم💓💓

أمل بركات 12-04-20 02:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود (المشاركة 14805199)
كامل ودينا زوجين قرروا يسيروا فى حياتهم اللى رسموها بالرغم من اعتراض زينب على سفر بنتها وبعدها عنها

واضح ان دينا محبة جدا لكامل اللى خطف قلبها من اول لقاء باهتمامه الواضح بيها فى حفلة الزواج وهو كمان بيحبها بالرغم من عدم اظهاره لمشاعره انما خوفه عليها واهتمامه بيها واضح

بعكس منها اختها الغبية نورا اللى حاقدة على امنية زوجة اخوها وعايزه تخرب بيتها واللى ان شاء الله هيطلع جوزها بيخونها عشان هى رخمه

امنية للأسف سمعت الحوار بين نورا وزينب وكسر قلبها واللى زاد اكتر مشاعر ادم البارده ناحيتها

بصراحة ادم غبى ومستفز هو وامه

شمس اللى عايزه تكون زوجة تانية وفاكرة ان الموضوع سهل كدا بعد الاب اثر على تفكيرها السليم ومش شايفه انها ورنا وامها وحيدين بدون اب بعد زواجه وتركهم

تسلم ايدك ياجميل

تسلمي ويسلم كلامك ودعمك ياغالية 😍
كلامك موزون وعين العقل طبعا و أتفق معك
لكن هيفضل هناك بعد نفسي هيتضح مع مرور الفصول
ممتنة جداً جداً لوجودك ربنا يديمك علي 🌹🌹
مساء الورد🌹

أمل بركات 12-04-20 03:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد (المشاركة 14805271)
شمس ديه واضح انها مش فاهمه حاجه ومش واخده بالها ام مش كل راجل زي التاني وبالتالي مش كل زوجه تانيه هتبقي مستريحه ومبسوطه للاسف زينب مش حاسه انها بتهرب بيت هيه وبنتها ايلي اكيد.مش مستريحه في بيتها وبالتالي قاعده تخرب في بيوت ايلي حواليها 😒
لو زينب ترضي لبنتها ايلي عاوزين يعملوه مع امنيه ولو وجدوا أن ده ممكن يحصل لهم اكيد مش هيرضوغ ولا يعجبهم
ياريت زينب تحط امنيه مكان بناتها وهل ترضي ليها أنه حد يخرب بيتهم

حبيبتي 😘😘
مبسوطة بتفاعلك وممتنة جدا لوجودك ودعمك ربنا يبارك لك
نتكلم عن الشخصيات، كل حد من اللي ذكرتيهم له بعد نفسي هيظهر مع تطور الأحداث ومرور الفصول، البعد النفسي مش مبرر لأفعالهم قد ماهو توضيح للظرف اللي بلور الشخصية...
مساء الفل 🌹🌷


الساعة الآن 06:00 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.