آخر 10 مشاركات
2- مرارة الإنتقام - روايات رومانس** (الكاتـب : Just Faith - )           »          دانتي (51) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الثاني من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          عــــادتْ مِنْ المـــــاضيِّ ! (1) * مميزة ومكتملة *.. سلسلة حدود الغُفران (الكاتـب : البارونة - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          [تحميل] سارق قلبي منذ الصغر ، لـ بوح ميمm (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          قصيدة بقلمي : أبدا لن ننكسر ....*مميزة* (الكاتـب : حكواتي - )           »          انتصار الإسباني (48) للكاتبة: Daphne Clair (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree312Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-11-20, 09:44 PM   #391

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي


،
،
الله يسعدكم على هالتفاعل الحلو
بإذن الله المراجعة الأخيرة وراح ينزل الفصـل ❤
،


الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-20, 09:52 PM   #392

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السادس والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم
،
،
استغفرالله وأتوب إليه
،
،
الفصل (السادس والعشرون)
،
،
،
،
،

قاطعتها برجفة: ومن أنتي عشان تقيمين جمالي ؟ ومن أنتي عشان تعرفين زوجي ؟ لا لا لحظة .. يمكن غلطانة بوحده ثانية ! وش قاعدة تخربطين ؟
قالت ساخرة : لا متأكدة أنتي الشموخ بنت أحمد الأحمد بنت عمَ جمال خالد الأحمد وزوجته الأولى .. وأبتسمت أبتسامه شامتة : معاج زوجته الثانية سمّر غازي الكامل
تصلبت بإكملها وقسّت نظرتها وأرتدت القنـاع الجليـدي يإتقـان وجابت بنظـراته أدق تفاصيلها بنظـرات مزدرئه ورسمّت على ثغرها أبتسامة ساخرة وهي تقول : أنتي زوجته الثانية تقولين ؟ وضحكت ضحكه ساخرة وتعيدّ الكتب للحقيبة و تتحدث : ومسوية كل هالفلم اللي ياطوله والترجيّ وحالتك لله عشان بس تشوفيني ؟ وتقولين لي هالكلمتين ؟ ههههه ياحبيبتي
ووضعت الحقيبة جانباً على أنظارها المحتقنة وهي تسترسل : كان ماتعبتي نفسك وقايلة من الأساس أنك بتشوفيني وبتقيميني بمنظورك السخيف !
أشتاطت سمر غضباً من نبرتها الباردة والمستفزة : ما السخيف إلا أ ..
قاطعتها : انا أكرهه ماعلي اللي يلعب بذيله يازوجتة الثانية .. وبما أنك قيمتني خليني أقيمك بمنظوري وتعرفين قدّرك ومقامك .. وتقييمي صراحة وهي تشملها بنظرة ازدراء أربكت سمّر : تصلحين كخيّار ثاني يمشي فيه وضعه ، وأستقامت وهي تلتقط حقيبتها ولكنّ سمّر قالت بغضّب : وشنو أنتي تحسبين تلوقين فيه ؟ والله لولا ما أنتي بنته عمّه كان قطج بإقرب فرصه بس أهو .. ساكت وصابر .. وهو لي لحالي وأنا اللي بجيب له الولد اللي يشيل إسمه وانا ماجيت أقولج إلا شي واحد أطلبي الطلاق وّ أتركيه لي لحالي ! لأنج ماتستحقينه ولا أنتي اللي عشتي معاها بالغربه ! وما أختارج بكفيه بس أنجبر يتزوج ويكمل زواجه فيج
رفعت حاجبيها بسخرية : بصغرّ عقلي وبرد عليك بكلمتين بس .. لو تدرين هو وش سوا بس عشان اتنازل عن قضية الخلع كان ماقدرتي تقولين هالكلام وتفشلين نفسك ، وثاني شئ أنا اكرهه الفضلة خوذيها لك كله حلالك ما إبيه ..
،
واستدارت بالإتجاه المعاكس تسيّر بشموخ كا أسمها ونظّرات سمّر تلاحقها بغّضب وأنهزام واضح ، تماسكت حتى أبتعدت عن مرأى عيّنيها و شعّرت بإن قديمها لا تحملها لترمي نفسها على أحدى المقاعد الجانبية بساحات الجامعة الواسعة ، ترتجف بإكملها برجفة تسير بإعضاءها وقلبها يرتجف ألم وّ أنهـزام ، يكذب عليها ، جمال يكذب عليها . . بحَبّه .. ويكذب عليه بشأن سفره كل أسبوع بينما زوجته تسكن بالضفة الاخرى من المدينة ، جمال يتلاعب بها وّ يستغل قلبها الذي يحّبه ، أستغل سكوتها وعدم سؤالها عن زوجة الإخرى ، ونسى شرطها ، يالله ألم سحيّق يفتك بإعضاءها ، يالله جّرحهّ الطرّي بهذه اللحظة بدأت تفوح رائحة النتنه وتزكم أنفها ، يالله تشعّر بالمرارة بحنجرتها والدموع تنذرف دون تحكـم ، وقوتها التي كانت تتباهى بها أمام غريمتها تبخرت وطارت مع أدراج الرياح ، لا تعرف كيف أخرجت هاتفها وكانت أخر رسالة منه رسالته طويلة لم تفقه معنّاها ولكن أرسلت له بـ" طلقني "
،
وبرجفة بحثت عن أسم والدها تستنجد به ، هذه المرة يجب عليه أن يكون بصفّها هذه المرة يجب عليه الوقوف أمام جمال لإجلها ، هذه المرة يجب عليهم جميعاً مناصرتها أتصلت عليه ليأتي صوته متعجّب : سم يابوك ؟
: تعـ..ـال خذني .. يبه انا بالجامعة تعال خذني .. لو ماجيت الحين مدري وش بسوي بنفسي
أتى صوت والدها بصدمة : بسم الله عليك الرحمن الرحييم وشفيييك شموخه وشفييييك خوفتيني
: تعـ..ـال ما أقدر أشرح لك بالجوال بس والله لو ماوقفت جنبي هالمرة أنسا أن عندك بنت أسمها الشموخ !
وأنهت أتصالها بكلماتها القاسية ، وأسماء تتصل عليها ولكن لم تجيبها ، لا تعرف كيف أستقامت لتعود للبوابه بدموعها التي خطت على وجنتيها الصافية ، ولا تعلم كيف أرتدت عباءتها وهي تبكي بجـزع وجَرح عمـّيق
هي بالكاد تسايرت أن يكون له طفل من غيرها ، بل أنها كتمت غيرتها عنوة ولم تزعجه بها ، لم تطالبه بشئ منذ زواجهم ، وبالأيام الأخيـرة جاهدت أن تخفف من صدودها قدر الإمكـان ، ومع كل هذا يستغلها؟ جمال أستغلها بكل رعونة ، وهي سترد لها الصاع صاعيّن
ستتركه له ليشبعا من بعضهما البعض هذه المرةّ ، ويكون مع زوجة أختارها هو بنفسه .
،
خـرجت بعدما أتصل عليها والدها يخبّرها بإن واقف يتتظرها وعندها أغلقت هاتفها تمنّع إي تواصل مع إي بشّري ، وترجلت بجانبه لتباغته بإنهيار : إول مرة ساموت رضاك بزواجي منّه ورضيت لكن هالمره يبه وإقسم بالله لو ماوقفت بصفي وماخليته يطلقني وماخليته يدخل بيتنا وربي بسابع سمّاه إنك تتمنى إن متت ولـ..
قاطعها برجفة وهو يقود السيارة : الشموخخخ وش جالسة تقولييين وش السالفة ؟؟
قالت من بين شهقاتها :كان شرطي ما إشوف زوجته وشرطي واضح بس زوجته كانت طول الوقت هنا بالرياض وتوه بكل جرأه قابلتي قابلتني !! جمال يكذب علي وأنا ما إبيه ما إبيه خلاص شفت بمافيه الكافية
قال والدها بإضطراب :يمكن يابوك جت مـ..
قاطعته : لأ لأ متأكدة انها كانت هنا طول الوقت وتجي تشوفيني .. وأردفت برجاء: خليك بصفي يبه هالمرة تكفى تكفى
نظّر له بحـزن وإنهاك نفسي : من عيوني يالشموخ لك اللي تبين هالمرة ، وانا معك وبصفك .. بس هدّي يابوك هدّي ماحد يستاهل تنزل دموعك عشانة !
كانت شهقات المنلفته تتعالى دون مقدّرة منها ، ووالدها بنظّرات يائسة يشيّعها كل ذا حين
.................................................. ...........
،
،
لا تزال متسمّرة بمكـانها بعد ذهابها ، وألم الخسارة يبدو جلياً على وجهها ، وهي تتذكـر ماحدث منذ اسابيع من من تخطيط ركيكك بدأً بالتحايل على سلوى وسرقت هاتفها سراً والبحث عنّ إي خيـط يّدلها على غريمتها ورؤية حسابها بالتويتر صدفة ومحادثتها محادثة عادية وّ سؤالها عن تخصصها وأخبارها أنها ستدخل بنفس التخصص وتـريد بعض من الكتب ، وإخبار جمال أنه ستذهب لزياره عائلتها وّ ركوب الطائره وحدها والنوم بإحدى الفنادق ليوميين وحدها فقط من أجل رؤيته غريمتها وّ أخبارها أن تتنحى عن حياتهما !
مرارة النّدم تستطعمها وهي لا تزال تعيد حديثها الواثق ونظّرتها التي أرهبتها وتعدد الفروق بينمها !
الهالة الواثقه وّ الصوت البارد والنظرة المستفزة أربكت ثقتها كثيـراً وكثيـراً ، وّ أخبرتها بقدر نفسها كثيراً . . كانت تتوقع رؤيته امراة توازيها جمال على الأقل أو تتغلب عليها بثقها .. حتى الكلام الذي تدريت عليه كثيـراً طار مع هبوب الريّاح عندّ أول كلمه قالتها !
،
قضّمت شفتيها بخسـارة وأخـرجت هاتفها تريد العودة الى الفندّق ورمرمت ثقتها ومن ثم العودة الى جدّة وكأن شيئاً لم يكـن ، وبقدميّن مرتجفّه أنصبت بثقل وسـارت باتجاه البوابة ولكنّ المعالم تشابهت عليـها وّ شعّرت بالدوار وهي تّدخل مبنى وتخـرج من مبنى بساحات الجامعة الواسعة ، وسئلت إحدى الطالبات لتدّلها على أقرب بوابة ، وعندما خـرجت تبحث عن سيارة أجـرة ولكنها لم تجّّد ، طـال إنتظارها وّ همّت بالإتصال على الفندق لإرسال سيارة لها ، ولكنّ إيقنت إنها لا تعرف رقم التواصل . .
.................................................. .........
،

( طلقني )
وافته الرسالة بعد رسالته الطويلة التي كتبّ فيها مكنونات مشاعره دون تحفـظ ، ليطمئن قلبها المنقبض أخبرها بإنه يشعر بالندم على تصرفات الماضي و سيحاول جاهداً أن تعيش سعيدة معه ، أخبرها بإن يحبها للمره الثالثة وأخبرها بإن حياته أجمل برفقتها ، حتى أنه أخبـرها بإنه يحبّ أدق تفاصليها من فوضويها إلى مزاجها المتقلب دائماً ، و أخبرها بإن يحبّ تلاعبها به وأمتصاص غضّبه دائماً .. كتب كثيـراً وكثيـراً
ولكن الأجابه بـ" طلقني "
جعلته يتساءل مابالها ؟
هل تمـزح معه ؟
أتصـل عليها ولكن هاتفها مغلق ، ومدّ شفتيه بإستياء وتعجبّ . . وهو في طريقه الى المصنّع
وفجأه تعالى رنين هاتفه بإسم سمّـر وأجاب : هلا سمّر شعندك داقه هالصبح؟
أتى صوتها مرتبك : اا جمال .. عادي تجي تاخذني .. أنا مدري ويني .. ضيعت
عقد حاجبيه بحيـرة وهو يقول : ماتدرين وينك ؟ مو أنتي عند أهلك ؟ بالكويت
: لأ .. أنا ..
زادت عقدة حاجبيها : أنتي وين ؟؟؟
: بقولك بس أمنتك الله ماتعصّب ! سألتك بالله
زادت حيّـرته وقال على مضض : قولي ماراح أعصب
: أحلف
تأفف : سمر أخلصي علي !
قالت بتوتر : أنا .. بالرياض .. قدام جامعة زوجـ.. زوجتك الأولى
تبلجت عيّنيه بصدمة : هاااه ؟؟؟
عادت تتحدّث بخفوت : كنت .. كنت ..
تشابكت الأمـور بعقله وأغمض عينيه مرات عدة يحاول الأستيعاب وربط الأمور ببعضها وهي تتحدث : كنت .. كنت بالجامعة عشان .. عشان ..
" طلقني "
اخيراً وصل الإدراك لعقله وتتضح الصّورة وسئلها برجفة : رحتي وشفتي الشموخ ؟
طال سكوتها وصّرخ بها : جاااوبني !!!!
: ايه
،
هنا بهذه اللحظة شياطينه النائمه أستيقظت بعد سبات طّويل وتتعارك أمام ناظرّيها بغضب قاتل ، أدار المقود بالاتجاه المعاكس وهو يصرخ بها بغّضب : ومن قال لك ترروحين تشوفيها ؟ وبإي صفة تلعبين علي وتقولين رايحة لأهلي وتجين تشوووفييينها ؟؟؟ من سمّح لك ؟ سمّر من سمح لك ؟؟
لا رد وهو يردف بنبره عالية : شلون تتجرأين اصلاً ؟ والله ياسمّر وربي بسابع سماه إنك بتندمين على هالحركه !!! وياويليك منّي ..
ورمـى الهاتف بغضّب وصّدره ينزل ويهبط بصور مريعة
هُنا أتضح سبب " طلقني " ، وهو يشتم ويلعن بصوت عالي ونبضات قلبها تتسارع بإزدياد سرعة السيارة !
حتى وصل للجامعـة وتوقفت سيّارته عند البوابة ليتصل على سمّر وتخبره بإنها عند بوابة أخـرى ، سار بإتجاه البوابة والغضّب واضح على تقاسيمةً ليرى سمّر جالسة على إحدى المقاعد الخارجية وعندما رأته أتت نحَوه بإرتباك واضح ، وعندما أستقلت السيّارة صرخ بها بغّضب حارق وهو يقول : وووش معنى هالتصرف ؟؟؟؟ وش تتجرأين تجين هنا وتشووووفينها ؟؟؟؟ قولي لي بإي حق ؟؟؟
أنكمشت بخوف وهي تتلقف نوبة غضّبه برأس مطاطئ ودموع غزيره
وهو يسترسل برمي كلمـاته الحارقة : تبكين ؟؟؟؟ سمَر تبكين ؟؟؟؟ على ايش تبكين يوم خربتي حيياتي ؟؟؟ سمّر شلون تجرأتي وربي ماني مستوعب ؟؟؟ شلون تجرأتي ؟ شلون ؟؟؟ جااااوبيني ؟؟
أختارت الصمت لسلامتها وهي تمسح دموعها وقلبها ينبض بخوف من غضبّه
: يعني بكل جرأه تروحين تسافرين وتلعبين علي ؟ وّ تروحين تقابلينها؟ اسألك بالله وش قلتي لها ؟؟ وش فادّك يوم شفتيها ؟؟؟ ونظّر لها وهو يردف بقسوة: شفتي الفرق الواضح بينك وبينها ؟
وأعقب بصّـرخه : شششفتتتتتييييي؟؟؟؟؟
نظّرت نحوه هذه المرة وصّرخت : اييي قولي أنك تحبها وخاااااايف على فراقها قوووووول
أجابه بقسوة : إي أحبها وخايف على فراقها وأنتي بحركتك السخيفة بتسوين مشكلة كبيرة لكن ماراح أمشيها لك والله ياااسمّر إنك بتندمين !!!
عيّنيها متسمّره عليه وألم سحيّـق شعّرت به وهو يعترف بكل رعونة بحّبها !
لتقول برجفة : مو صج جمال ؟ واذا شفتها ؟ واذا قابلتها ؟؟؟؟ كل عشان خاطرها ؟ وأنا؟؟ أنت حتى مافكرت بالطفل اللي بداخلي وشلون يعيش بعيد عن عمامه حتى مافكـرت تقولهم بيجيك طفل ولازم تتقبلونه !!! ونسيت كل شي بس عشان .. عشانها؟؟؟
نظّر لها بحدّة : إي عشانهاااا عشانهااااااا
صمّت ران عليهما وجمال يحاول يلتقط أنفاسها ويفكـر بردة فعل الشموخ !
هل ستتفهمه ؟
هل ستصفح عنّه ؟
هل ستتنازل للمرة الثانيه لأجله؟
عبّرة مسننه شعّر بها بحلقه ، وهو يدّرك من هي الشموخ
وتوقفت سيّاره عند إحدى الفنادق التابعة له وصّرخ بها : أنزلييييي أنزلييييييييييي
ترجلت بإضطراب وألم بإعماقها ، والدموع تسترتسل على خدّيها بندمّ ، وسارت بجانبه حتى دخلا الى الفندق وأخذ مفاتيح إحدى الغرف ، والصعود بجانب رجل غاااااضب !
رجّل ... غاضب !
حتـى دخلوا الى الغرفه ، وعاد ليخّرج عليـها غضبّه : بتجلسين هنا لحد ما أنا أشوف حل للـ
قاطعته بإنهيار : انا للحين مو مصدّقه أنك تقولي بويهي أنك تحبها !!! من متى ؟؟؟؟ من متى ؟؟؟ جمال أنت تحبها ؟؟؟؟ من متى ؟؟؟ وضحكت ساخرة : اه صح أنت اللي حفيت وراها عشان تتنازل على قضيه الخلع !! شكلها ماتدري أنك كنت تكرهها وكنت تقول بعظمة لسانك أنك بتطلقها .. يامناااااااافق
أحتدّم الغضبّ بداخله ورفع يّده ينوي صفعها ولكنّه تراجـع عندما أصدرت شهقه عميقة : تضرررربني عشانها ؟؟؟ جمال تضربني عشانهاااا ؟؟؟؟ وطفلك ببطني ؟؟؟؟ شلون تتجرأ ؟
أنزل يدّه وأقترب منها وهو يقول بخوفت وصوته قاسي : أنتي اللي حديتني ياسمّر وبقولك بكل صدّق انا تحملك بمافيه الكافية كلّه عشان ما أظلمك كلّه عشان أعدل بينكم وأنتي وش تسوين ؟ كل مرة أجي تقولين أنت تحبها أنت تحبها ! إيه انا أحبها وخايفه على زعلها ونااااادم أشد الندم اني فكرت وتزوجتك عليها
تبلجت عيّنيها بصدمة وألم أتضح بمقلتيها وقالت برجفة : ندممممان ندمان ؟؟؟ وأزدرئت ريقها لتردف : تدري ليش بكل مرة أقول ؟ لأنك بكل مرة تجي عندي يكون ضايق صدرك وكأنك تبي الفككه منييي واذا جت موعد انك تروحها لها ويهك ينّور وتكون متشفق ! عشان كذا انا قابلتها لإنك أنت لحاليييييي أنـ...
قاطعها وهو يبتعد : شكلك ما أستوعبتي أني نااااادم على زواجي منّك وتقوليييين أنت لي لحالي ! وشكلك مانتي مستوعبه أنك تخنقيني ياسمّر انتي تخنقيني بغيرتك وشكك فيني .. وعشان ترتاحين أنا أعترف لك بكل صراحة أني احبها ... ومع كذا انا ماظلمتك .. ومع كذا انا أقوم بكل حقوقك ومع كل كذا انتي ماتشوفيـن كل هذا .. وبكل مره أجي .. تخنقيني بغيرتك .. وأحب أقولك هذا اللي سويته .. راح تندمين علي .. وتعرفين جمال اذا حط أحد براسه !
،
وأستـدار صافقاً الباب بقوة أجفلتها ، وهي بإنهيار من كلماته سقطت على الإرض وتبكـي بصوت عالي وحسـرة وتعض أصابع الندّم على أقدامها بالزواج بهذا الرجل من الأساس !
............................................
،
،
،
يقود وبيده الهاتف يتصّل عليها بإصرار ولكن لا رد ، لا يعلم هل عادت الى البيت أم إنها لهذه اللحظة بالجامعة ؟الخوف عاد يسكن داخله .. الخوف من فقدانها ، والخوف من ردة فعلها ، أتصل على والدته يسئلها وأخبرته بإنها عادت الى البيت برفقة عمه ، لم يستفسر أكثـر ، وإتجهه الى البيت بسرعة قصوى
سيخبرها بإن ماحدث ليس الإ تصرف أحمق من زوجته الثانية ، وأن الإمر بإكمله لا يعلم عنّه شيئاً . . سيخبرها بإن هي الأحب لقلبه ويخاف خسرانها . .
توقفت سيارته أمام البيت وترجّل وبخطواته مضطربة وسريعة حتى دخل البيت ليجد والدته تنتظره وحدها
سئل بلهفة : الشموخ وويينن ؟
نظّرت إليه بقلق : وش صار ياجمال ؟ البنت جت الصبح وهي تبكي .. وش صاير ؟
قالت بتوتر : بعدين بعدين يمه .. هي الحين وين؟؟؟
نظّرت له بحيّرة : عند جدّك .. وفيه كل عمامك
رفع حاجبيه باستنكار وقال برجفة : ليش راحت لجدي ؟ هذي مشكلة بسيطة بيننا وحنا نحّلها !
قالت والدته بشك : شكله ماهي بسيطة ياجمال .. الشموخ أول ماجت راحت لجدّك .. وشكلهم كلهم ينتظروك هناك!
أغمض عيّنيه مرات عدة ، وإستدار ليذهب الى بيت عمّه يوسف بخطواته مضطربة وقلقة
حتى دخل الى الغرفه المتواجدين فيها وألقى التحية : السلام عليـكم
وهي جالسة بين جده وعزيز وتنظـر له بنظـرات باردة أجفلته ، وقال بإضطراب : متجمعين على خير ان شاءالله .. الشموخ تعالي .. أبيـ..
قاطعه عزيز بغلظة : ماهي راجعك معك الشموخ ياجمال .. والبنت ماتبيك
عقد حاجبيها وقال بإصرار : بترجع معي أن شاءالله ونتفاهم بيينا اللي صار سوء فهم وبنحّله
وتحدّثت اخيـرا بكلمة أودت بتماسكة : طلقني ياجمال .. وأردفت بنبره جليدية : طلقني هنا قدام جدي وأبوي وعمامي .. وأنـا ما أبيك !
!
وكأن الزمـان يعيد نفسه عندما أخبرها بإنها يُريد تطلقيها بكل رعونة ، بإختلاف الجاني !
وكأن الزمان يعيد نفسه عندما دّخل عليهم وتخييرها بشأن بقاءها بذّمته أو الرغبة بالطلاق .
والآن . . هي تخبّرهم بعدم رغبتها به . .
كتم غضّبه وقال : اللي صار كله سوء تفاهم .. ومايوصل للطلاق يالشموخ ! أستهدي بالله وأمشي نتفاهم ومانكبـر السالفة .. لأن ..
قاطعته : مايحتاج نتفاهم .. أنا .. إبي الطلاق .. ومافيه شي نتفاهم عليه وأنت تستغلني بكل قواة عين .. خلاص اللي صار بيننا أنتهى .. وماهي نهاية الدنيا ولأن شرطي كان واضح .. وأنت تعرفه زين
وأعقب عمه أحمد : هالمرة ياجمال مافيه كلمة زيادة هالمرة أنا مع الشموخ وهي .. ما تبيك
صرّخ بغيظ : ويييننن وييي شفيكم ؟؟؟ استهدوا بالله الوضع مايحتـاج كذااا !!!!!
وتحدث عزيز بغّضب : إلا يحتاج ونص !!! البنت ماتبيك وهذا واضح ياجمال وأنت بكل قواة عين جايب مرتك الثانيه هنا وتكذب عليها أنك كل أسبوع تسافر وهي بكل قواة عين تقابل الشموخ ؟ والشموخ واضح شرطها أن شافت زوجتك الثانيه مايكمل هالزواج
بنظّرات مجفلة قال : وربي بسسابع سمّاه اللي صار ماأدري عنّه واصلاً هي ماهيّ ساكنة هنا .. الدعوى ماتستاهل نكبّرها ياجماعة !
نظّرت إليه ببرود وقالت : يحتاج ، يحتاج يا جمال .. وأنا ما أبيك
: الشموخ أستهدي بالله وأمشي نتفاهم بيننا وأفهمك ! هي ...
قاطعه صوت هاتفه ليخرجّه بإضطراب ، ويرى أسم سمّر على الشاشة .. تجاهله وأردف : اللي صار ما أدري عنه و ماكذبت بشي واص
أصرار هاتفه جعل جده يتحدث : رد رد يابوك شكل الموضوع مهم !
إزدرء ريقه ووضعه على صنّوانه وجاء صّوت سمـر بإنهيار : جججممممال ألحقنيييييييي أنا أنزززززززف الطفل بيطييييييح
،
يالله .. المصائب لا تأتي فرادى
أجابها : يلا يلا جاااي جااااي
وأغلق وهو يقول بإضطراب : أنا رايح موضوع مهم مايتأجل وراجع نتافهم ونظّر إلى جده : جدي أقنعها الأمور ماتنحّل كذا !
: أن طلعت لا ترجع . . كلامي وواضح
رفع حاحبيـة بإستنكـار من حدّيثها ، وألقى عليها نظّرة عميقة وطويلة ... وأختار الصمت ليؤجل المناقشة لاحقاً وأستدار خارجاً بخطوات مضطربة نحو سمّر !
.................................................. ..........
،
،
عاد الى سمّر بسرعة قصّوى ليجدّ الدماء تلطخ جسدها وهي تأن ألم وسئلها بإنيهار : وش اللي صاير وش صار لك ؟
كانت متعبة والدماء تسيل من تحتها وتقول بتعب : والله أن صـ..ـار للطفل شي ياجمـ..ـال أذبحك .. كله منّك .. كله منّك
تجاهل كلماتها وحملّها باضطراب الى السيارة ومن ثم أقرب مشفى ، حتى أدخلوها المُعاينة . . وهّو بإكملة يرتجف ونبضات قلبها تتسارع ويشعر بالإجهاد بسبب بداية يوم كـارثي . .
يا الله سيفقد طِفله !
يا الله . . الأمـر مّوجع ومُرهق . . ربض على إحدى المقاعد بإنهـاك . . وأطرق برأسه والدماء تلطخ ثوبه بصورة مريعة . . يا الله مالذي جرى لتنقلب حياته رأساً على عقّب ؟. . بشعر بالفتور وكلمات الشموخ الأخيرة تردد بـ صدّره كأنها سكانين حادة تجرح اضلعه وتسّيل الدماء منه ، رن هاتفه هذه المرة وأجاب دون رؤية الرقم ليأتي صوّت والد سمّر بقلق : جمال طمنّي شلون سمّر؟؟؟
عقد حاجبية بغيظ ، كيف عرف بالإمـر ؟
وأردف والدها : أتصلت علي وخوفتني .. وانا ان شاءالله بالليل بكون عندكم .. طمني شلونها ؟
قال بإرهقاق : ما أدري دخولها من شوي وننتظر .. وأردف : بالرياض حنا مو بجدة
: زين اللي قلت لي يابّوك .. مع السلامة
أغـلق ووضع الهاتف جانباً
وهو ينتطـر ينتظـر .. وآمـارات الضيّق تلوح بملامحه
.................................................. ..............
،
،
تنظـر الى عزيز بإضطراب بسبب ملامحه المكفهرة وهي برفقة بالسيارة للذهاب لعائلتها ، سئلته بإضطراب : عزيز فيك شي ؟ وجهَك مو عاجبني
أبتسم وهي يشيعها بنظرة حانية : اااه ياحلو السؤال منك
ضحكت برّقة وقالت : أنت وين وأنا وين ؟ وأردفت بجدية : صدق وشفيك من الصبح ووجهك مو عاجبني
تنهد وأنعقدت حاجبيه وهو يقول : رحت الصبح بشوف أبوي إلا بعدها بشوي تدخل الشموخ ومعها أخوي أحمد وأشكالهم ما تطمن .. وقالت إنها ماتبي جمال وأنه يكذب عليها بسالفة زوجته الثانية .. وعشانها تعرف غلاها عندنا كلنا هددت بغلاها ياتتطلق ويصير أبوي بصّفها ولا نتمنى نشوف وجهها
عقدت حاجبيها وقالت بتعجّب : ليش وش سالفة زوجته الثانية عشان تنفعل لهدرجة؟
قال بإسهاب : الله يسلمك هالاثنين سالفتهم سالفة ، تزوجها جمال يوم كانت بالطعش وهو بالعشرين وسافر خمس سنين ورجع وهو متزوج عليها وناوي يطلقها بغيت اذبحه بوقتها وبعدها هون وصار سوالف طويلة عريضة واخر شي تراضوا وكملوا الزواج .. والحين المشكله أنه زوجته الثانيه قابلتها بالجامعة وقايله لها كلامّ يوجع وقايله لها أطلعي من حياتنا وضحك بسخرية : ولأن الشموخ قوية وأنجرحت من سوّاته الأولى وتسايرت ماراح تمشَي هاللي صار
: طيب وش دخل جمال الحين ؟ الغلط من زوجته الثانية
: لأن شرط الشموخ ماتشوف زوجته الثانيه ولو شافتها مايتم الزواج ولا تصير نفس الديرة، وّ على كلامها جمال يكذّب عليها ومسكّن زوجته هنا
مدّ شفتيها بتفكيـر : طيب صدق جمال مسكن زوجته الثانيه هنا ؟
رفع كتفّيها : ما أدري .. والمشكلة الشموخ ماتبي تسمّع
:مفروض تجيبونهم كلهم وتسمعون منّهم !
تنهد : أنتي ماتعرفين الشموخ عشان كذا ، هي اصلاً تنتظـر المشكلة عشان تنفصل عنّه الشموخ مستحيل تستحمل وجود زوجة ثانيه لجمال وكنت سعيد إنها كملت زواجها منّه بس أعترف أن قلبي كان مقبوض الشموخ انا اللي ربيّتها بيديني وعارفها
وأردف بنره عالية : تدرين إنها جافّت ابوها يمكن خمس سنين عشان سوالف الماضي ؟ وأبوي على قوّته وعلى غلاها بقلبه صدّت عنه .. يعني صراحة مدري شقول بس الوضع مكركب شّوي .. والشموخ ماراح تسمع من جمال
مدّت شفتيها بإستنكٰار وأختار الصمّت ، وبعد برّهه قالت : على أن تصرفاتها مو صحيحة بس شخصيتها تعجبني .. وياليت بفترة من فترّات حياتي كنت نفس قوتها
قال : لأنها كانت الكلّ بالكل من يوم هي صغيرة وأنا أولهم .. وأحتمل بعض الخطأ يوم أني سايرتها بجفاء ابوي وأحمد .. بس ما أقدر غير إني أدافع عنها حتى لو هي غلطانة
عقد حاجبيها وقالت : تصلح خطأ بخطأ ؟ وكلكم عشانها غالية تسايرونها حتى لو كان يضّرها ؟ الطلاق مو حّل هذا اولاً واللي عليكم تفهمون منّها وتفهمون منّه
: تدرين لو سوينّا كذا أحتمال نخسرها
صاحت بإعتراض : لا هونت مابي أصير زي قوتها وش هالبنت المعقدة ؟ الله يعينكم عليها
ضحّك بخفة : حدّك عاد الشموخ خطّ أحمـر
رفعت حاجبيه بإستنكار وشعّور خبيث يزحف لقلبها وقالت : عشتوا ! والله أنتم معطينها وجهه بزيادة .. وتصلحون الغلط بغلط !
أختفت أبتسامته وهو ينعطّف بإتجاه بيت خالته ويقول : بحاول أصلح الموضوع وّ اشوف وش سالفة جمال المشكله هو فجأه جاه أتصال وطلع وزاد الطين بلّه !
توقف سيّارته وقالت قبل أن تترجّل :الله يهدي الوضع بس صدق لازم تلقون حلّ ولا تصلحون الغلط بالغلط .. ماتبي تسّلم على أمي ؟
أجاب : اذا رجعت أخذك أسلم عليها
أومأت برأسها وترجّلت ، وتوقفت قدميها برهه أمام بيتهم الشعبّي . . وجيوش الذكريات تقتحم مخيلتها .. وعبرة كابدت ازدرائها وهي تّدلف بخطوات مضطربة
.................................................. ...................
،
،
أستقبلها ضاري بإحتضان حـار والدموع تقّرص عيّنيه وهو يقول برجفة بانت بصوته : الحمدلله على سلامتك ياأختي والله مكانك خالي خااااالي
قالت بعبرة : ياروح أختك وعيونها .. رجعت بشحمي ولحمي أغطي مكاني .. أشتقت لك أشتقت لك طمنيّ عنك ؟
مسح دموعه وهو يسحّبها للداخل ويقول : بتصيررر مفاجأة چباره لامي وخواتي. .. وانا بخير الحمدلله بخير يوم شفتك
ضحكت : يابعد قلبييييييييي الله يخليك لنا يارب ونشوفك رجّال قد الدنيا
تمتم بإبتسامة واسعة : امين امين
ودخلا للداخـل ووجدوا منيرة تجلس أمام التلفاز بالصالة الجانبية وعندما رأتهما أصدرت شهقه عميقة وهي تقفز لإحتضانها وبكاءها العالي أخرج بقية أخواتها ووالدتها ، لم تتمالك دموعها وهي تحضتن الواحدة تلوى الإخـرى حتى وصلت لوالدتها . . نظّرت إليها وهي تقترب وتقول بإنهيار : يمه .. يمه ..
ورمت نفّسها بإحضانها وتنشج بنشـيج عالي ووالدتها تقول بين بكاءها : ياروحي يالجوري ياروووحي قرة عيوني عيييووووني قرة وتو الحياة تدّب بعروقي
................................
،
،
تتحدث بلهفة ماحدث لها خلال فترة سفرّها بدأ من صعودها للطائرة مع عزيز حتى خروجها من غرفة العمليات وتحسنها ، وهي تتحدّث تذكر محاسن عزيز الكثيرة بتشدق وعيّنيها تلمع بحبّ وامتنان عميق وأخواتها برفقة ضاري تقّرص الدموع أعينهم بتأثر وقالت حسنا بلوعة : حنا شلون نجازي عزيز يايمه؟
ضحكت : والله انا مثلك .. شلون اجازيه
قالت والدتها بتنهيدة عميقة : عزيز لو نسوي مانسوي ما نجازيه واللي عليك ياجوري أنك تسعدينه بس !
قال ضاري بفخر : وربي انه رجال أبن رجال وأنه حسبت أخوي خالد الله يرحمه مستحيل أنسا وقفته معنا أبد
: أكيد ماراح ننسا وقفته .. ولا أبوكم بينسى
قالتها والدتهم بامتعاض واضح ، وسئلت الجوري بإدراك : إلا ابوي وينه ؟
: طالع .. اذا جاء وشافك بيفرح
بالكاد حافظت على هدوء ملامحها وإخفاء الألم العميّق وقالت بإبتسامه واسعة : عاد كلكم جبت لكم هدايا ويارب تعجبكم
قالت والدتها بامتعاض : وليش تكلفين على الرجال ياجوري ؟
تأففت حسنا : يمه تلقين عزيز راضي ويدفع وهو مبسوط
عقدت حاجبيها : بس ولو !
قالت الجوري بهدوء : يمه عادي مافيها شي عزيز زوجي ويحق لي أطلب منه
صفقت حسنا بحماس : كفووو كفووو ، وأعقبت وهي تتمعن بملامحها : ماتحسين تحتاجين تروحين للصالون ياجوري ؟
تنهدت : هو صالون هو بدكير هو منكير كل شي .. كل شي صراحة ما إبي أقابل خواته وشكلي كذا ! أنقذوني بنات
ضحكت منيرة : والله يبي لك شغل .. اسمعي شرايك تنامين عندنا ونروح بكرى للصالون ونسوي لك تغيير جذري
وافقتها : فكرة حلوة بس بقول لعزيز أول وبشوف
واستقامت والدتهم بهذه اللحظة مُتجهه لخارج الغرفه عند خروجها أقتربت حسنا قائلة بخفوت : ماتحسين أمي متغيرة ياجوري ؟
عقد حاجبيها : مرة صايرة عدوانية وين أمي الهادية وّ المسالمة ؟
قالت حسنا : من بعد تعبك وأمي تغيرت 180 درجة لدرجة أن رفضت منيرة تتزوج من عمامي
أصدرت شهقة عميقة:تكذبين ، أمي تسويها ؟
تحدث منيرة : اي وسوت اشياء كثيرة ، أحس من بعدك خذت درس وصارت راحتنا وراحتها أهم من كلام الناس و حتى أهم من رضا أبوي
برمت شفتيها بسعادة ناقصة وقالت بزلة لسان : ياليتها متغيرة من زمان من زمان ..
قالت حسنا باستنكار :لا يكون شايلة على أمي ؟ وأعقبت : والله كل اللي صار خيرة وأنا أقولها بعظمة لساني أيام ماكنتي تعبانة كنت اتهاوش معها كثير وأحط اللوم على أبوي وعليها الصدق جننتها ، ويوم تتزوجين عزيز وش سويت فيهم حتى البنات يشهدون .. بس يوم شفتك جاية عندنا وجهك مرتاح عرفت أنها خيرة ، ولو ماصار اللي صار كان أمي للحين على ضعفها وكان أبوي للحين على قسوته . . اللي صار عطاهم درس ..
أومأت برأسها بصمت وأردفت منيرة : ماتبين تشوفين ولدك ؟
أوجعها قلبها وقالت بغصة : أحس مو مستعدة .. وأعقبت بتنهيدة : شلونه؟
: للأسف مالحقنا نشوفة أم أمجد علطول خذته يوم طلع .. حتى ما استأذنت منك!
رفعت كتفيها بتبرير : لإنها تدري أني أتعالج وّ هو ولد ولدها ..
قاطعتها حسنا باندفاع : بس ولو على الأقل تخلينا نشوفه ! بس نظرة الكبر اللي تشوفنا فيها مستفزة
: حرررام عليك والله هي كذا .. انا عشت معها هي نظراتها كذا بس والله طيبة وتعاملها راقي ..
قالت حسنا باستياء : اي واضح . .
وبهذا الأثناء تعالى صوتها والدهم وهو يدّخل عليهم وانصبت وهي تستدير بإتجاهه وتقترب بحذر : يبه !
رفع حاجبيها بسعادة واضحه وقال بعدم تصديق : الجووررري ؟؟؟؟
قالت بإبتسامه : اي الجوري يبه .. جيت
أقترب نحوها ليقبل جبينها ويسلم عليها ويقول بسعادة اتضحت بصوته : تو البيت ينّور
أسعدتها ردة فعله كثيراً ، وخخفت الجروح العميقه بقلبها ، وأخوانها ينظرون بتعجبّ لردة فعله الغريبه بالنسبه لوالدهم جاف المشاعر
.................................................. ............
،
،
يقف عزيز أمام الشموخ وهو عاقد ساعدّيه أمام صدّره يحاول اقناعها بحجة جمال المنطقية ، بعدما أتصل عليه ليفهم تلبسـات الموضوع وأخيه أحمد يقـف بأخر الغرفه ينظـر لها بحسرة واضحه وزوجته بجانبه صامته ، والغطاء يسترها عنّه
: أنا ما أبيه حتى لو هو صادق ما أبيه خلاص نفسي عافته
قال عزيز بهدوء : الشموخ والله الطلاق مو حل ، هذا زواج مو لعبة بأول مشكلة تطلبين الطلاق
نظّرت إليه والعبرة تتضح بصوتها : من بدايه زواجنا وأنا أمشي الوضع وصابره بس لهنا وبس أنا ما احتمال يكون له زوجه ثانيه ما أحتمل
: ليش وافقتي من الأساس ليششش؟؟
هطلت دموعها وإجابته : لأني غبية غبية .. والحين أنا ندمانة قد شعر راسي .. عزيز انت ماتحس بالنار اللي شابه بضلوعي .. وشرطي واضح وصريح
أقترب منها وقال : ياروح عزيز والله حاس فيك بس الطلاق مو حلّ .. وجمال بنفسه يقول مو من أول مشكله تطلبين الطلاق !
: هذي مو مشكلة ، هذي بالنسبه لي حياة أو موت .. وأنا ماراح أتنازل عن قراري لو مدري إيش تفهمون؟
تنهد بقلة حيلة ونظّر لأخيه يستنجد به وتحدّث أحمد بإسى :خلاص ياعزيز لا تقنعها أكثر .. الشموخ اللي تبيه يصير
قال عزيز بحرقة : نصلح غلط بغلط يا أحمد ؟
: الغلط أني أجلس معه وهو متزوج علييي هذا هو الغلط !
وأردفت وهي تنظر لهم بحرقة : لو مايطلقني والله لا أروح المحكمة وأرفع قضيه طلاق .. أنا ما أبيه !
قال عزيز بغضب : انتي ليش مو مقنعة انه هو ماله ذنب ؟؟؟ هو ماله دخل زوجته من وراه خططت ودبرت وّ قررت تشوفك والرجال مايدري .. مايـ..
صمت فجأة عندما أغلقت إذنيها تمنع تسرب كلماته الحقيقة ، وقضم شفتيه بحيرة وأختار الصمت ، وأخيه أحمد قال : خلاص ياعزيز .. أطلع كفيت ووفيّت .. هو اذا جاء أنا اتفاهم معه ولعّل هو يقنعها أو نشوف لنا حل
أبعدت يدّيها وقالت : مافيه حل يبه إلا الطلاق ولا بتغصبوني زي المرة اللي فاتت ؟
نظّر لها عزيز بحدّه : أحمد ماعصبت خيّرك وانتي اللي وافقتي !
ضحكت بسخريه : والمره اللي ساوم رضاه بموافقتي ؟ شكلك نسيت ياعزيز .. المهم يجي مايجي أنا ما إبيه !
قضم عزيز شفتيه بغضب منها وعليها ، واستدار ليخرج بقلة حيلة دون زيادة اي كلمة ، وخّرج أحمد خِلفه وتبقت الجازي تنظر لها بصمت بعدما أبعدت الغطاء ، والشمّوخ تُشيح بوجهها عنها والدموع تسترسل على خديها بسخاء
متعبة وجائعة . . منذ الصباح ولم تدخل إي لقمه داخل جوفها ، وتشعـر بالمرارة بسبب اختفائه لهذه اللحظة وبقاءه بجانب زوجته الثانيه ، ويريد منها التفكير بشأن حجته السخيفه ؟
ويريدها تتنازل للمرة الثانيه وتدمدم غيرتها الحارقة ؟
ويريدها أن ترضى بكونها الثانيه حتى بغضبها ؟
ويريدها أن ترضى ذهابه لزوجته الثانيه وترككها هنا والعضب والخيبه تتآكل بداخلها ؟
: الشموخ
أخرجها صوت والدته منّ بؤره يأسها وغضبها وقالت : اذا ناويه تقنعيني إني اتراجع مستحيل .. ولدّك ما ابيه لو تنطبق السماء على الأرض .. وّ اذا صار الطلاق ما إبي اشوفه ببيتنا هنا .. وأشاحت بوجهها : واسمحي لي إني ببعده عنك
: ليش كل هذا يالشموخ ؟
نظّرت إليها وقالت بحرقة : من بدايه زواجنا وأنا أحس نار شابه بين ضلوعي .. من بدايه زواجنا وأنا أقوم مقروصة بالليل اذا تذكرت أنه كان عندها .. من بدايه زواجنا وأنا أتصبر وأمشي موضوع اني الاولى والثانيه بكل شي حتى بالحمل ..
أصدرت شهقه وقالت : دريتي ؟
أومـأت برأسها وأردف : دريت .. وكل شي يهون ولا إني اشوفها، أمي صبرت وهي تشوفك قدامها وماتت والسرطان يتآكل بداخلها .. ماني مستعده أخسر نفسي وأموت بحسرتي مثل ما أمي ماتت بحسرتها ! ،
،
إزدرئت الجازي عبره مسننّه وخـرجت خارج الغرفة دون زيادة إي كلمة ، وأيقنت مامن قوة على الارض تقنع الشموخ بالعدوّل عن قرارها . . وهي بهذه اللحظة بكل أسف تمنّت لو إنها لم تتزوج أحمد من الأساس
..........
يتبع



الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-20, 10:10 PM   #393

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي


،
،
،
،
باغتتها والدتها بإخبارها بإن حماتها ستأتي ومعها أبنها ، أرتبكت وترجت والدتها برجاء صامت ان تؤجل مقابلتهما لاحقاً ، ولكن والدتها بإصرار عجـيب قالت : هذا ولدك وأنتي أمه
جمله بسيطة ولكن عميقة بمعناها ، الطفل الذي لفظه رحمها بشهره السابع ، الطفل الذي مقتته بكل ذرة من كيانّها وثمرة زواج تشعر بغصته لهذه اللحظة ، ستقابله وهي لا تزال تحمل جروح الماضي بقلبها ، ستقابله وهي لهذه اللحظة ليست متأكدة مشاعرها نحّوه
،
دخلت حماتها برونّقها وثراءها الذي يظهر بكل قطعة ترتديها ، وخلفها العامله تحمل الطفل . . أستقبلتها أمها بترحيب بارد، واحتضنها وهي تتحمد لها بالسلامة
وربضت على ألارائك البسيطة ونظرات الجـوري مصوبة نحوى الطفل بإجفال . . أرغمتها والدتها على الجلوس بجانبها وتحدثت بهدوء: حيّ الله ام عبدالرحمن نورتينا
أبتسمت : الله يحيك .. شلونك يالجوري بشريني عنك؟ ماشاءالله صحتك متغيرة عن قبل
أتجهت أنظارها إليها وقالت : الحمدلله بخير تسّرك أحوالي ياخالتي ..
وأعقبت حماتها بحّزن: والله كل ماشفتك أتذكر أمجد .. الله يرحمه ويغفرله .. وولده .. سد الفجوة اللي بقلبي
أطرقت برأسها بغصه ، وهي تتذكـر ملامح الرّجل الذي عاشت معه أيام . . لا تعلم كيف تصنّفها بالضبط .. وكأنها تنتظر الخلاص بإي طريقة . . وكان الخلاص موّجع لدرجه مُريعة ، أمجد كان رّجل رائع خفيف الظل ، وّتعايشت معه بتمثيل السعادة قدر الإمكان ، وموته لم يكن بالشئ الهين . . فقده جُرح تعتقد بإنها لن تشفى منّه . .
وأردفت حماتها: وأنا جيت اشوفك يالجوري واتطمن عليك واقولك أن خالد بيعيش عند عمامه أهله وسنده طول العمر .. وا..
قاطعتها والدتها : الولد الاولى يصير عند أمه يا أم عبدالرحمن
عقدت حاجبيها وقالت بضيّق: ماراح نقطعه منها راح يجي يشوفها متى مابغت .. بس حياته بتصير عندنا .. والجوري متزوجه برجل ثاني ما أتوقع بيكون أحن عليه أكثر مننا!
نظّرت الجوري لوالدتها بتعجبّ وهي ترد على حماتها بثقه وأصرار : لأ يا ام عبد الرحمن اللي بيصير العكس هو يعيش عند الجوري ومتى مابغيتوا تاخذونهم أكيد ماراح نمنعكم ..
تكتفّت حماتها وقالت بضيق : لا يا أم الجوري .. أعتذر منك هذا قراري وقرار عمه عبدالرحمن الولد بيعيش عندنا .. و حنا ماندري وش طينة الرجال اللي تزوجته وهل هو بيعيش ولدنا حياة كريمة؟ هل بيعتبره ولده ؟
ردّت عليها والدتها بـ: اسألي عبدالرحمن عن عبدالعزيز وهو بيقولك وش طينته ، وعلى إي أساس تقررون بدون لا ترجعون لنا أو حتى تشاورننا ؟ والطفل توّه بالمهاد وصدر أمه للحين مانشف ..
: بس صحة الجوري ماتسـ..
قاطعتها : شوفيها الجوري هذي هي قدامك صحتها عال العال .. والفضل لله ثم زوجها .. والجوري بتتحسن أكثر اذا كان ولدها معها
رفعت حاجبيها بإستنكار وقالت وهي تنظـر لها : وانتي وش رايك يالجوري ؟ امك تقول عن لسانك!
أزدرئت ريقها وقالت بتوتر : انا .. اكيد .. اب
: أكيد تبي ولدها بجنبها يا ام عبد الرحمن .. كلنا جربنا فقد الضنا وماظنتي أنك بتبعدين الجوري عن ولدها !
بدا الأسى والاستياء جلياً على وجهها ، وصمتت لثواني وأردفت بعدها : يصير خير .. الحين ماراح نقرر لحـ..
: كلامي واضح يا أم عبد الرحمن .. قرارنا يبقى خالد مع أمه
أنصبت وهي تمد شفتيها بغيظ واضح : لا يا أم خالد نقرر بعدين .. انا استأذنكم .. وجيني خلوهـ..
: مايحتاج تبقى العامله خليها تتوكل معكّ
وأنصبت والدّتها تأخذ الطفل من بين أيدي العامله ، وخرجت العامله برفقه حماتها المستاءة . . ووضعت والدتها الطفل بحجرها ولحقت حماتها لخارج الغُرفه . . نبضه نبضات ثلاث .. وطبّول الرهبه تدّق بصدّرها ، وقشعريرة سّرت بإعماقها عندما أنزلقت أنظارها المجفلة لملامحه . . لا تعلم كيف هطلت الدموع على وجنتيها السمراء بسخاء ، لا تعرف إين اختفى شعّور المقت ؟ لا تعرف ماهو نوع الشعّور الذي أقتحم صدّرها وهو بين احضانها ، يا الله . . يا الله شعور مُهيب
شعـور . . لا تستيطع وصفه .. لا تستطيع تفسيّره .. عيّنيها متسمّرة عليّه وهو نائم بهدوء ، وملامحه المجهده اسرتها ، وبشرته السمراء والمحمرة أذهلتها .. انه صغير .. يا الله صغير لدرجة أن القشعريره تسّري بعروقها . . سمعت خطوات والدتها تدلف الى الغرفه وتقول بغيظ : والله طالت وشمختً بتمشي كلامها علينا!
وأقتربت نحوهّا وأصدرت شهقه عميقة عندما رأت الدموع تملئ وجهها : الجوري بسم الله عليك وشفيك؟
قالت بحشجره : مادري يمه .. يوم حطيتيه بحضني مدري وش اللي صار لي ..
أبتسمت بحبور : لانه قطعة منك .. لانه هذا قطعة منك يالجوري .. ولا تسمحين لإي أحد يبعده عنّك مهما كان !
: مستحيل يعيش بعيد عني .. مستحيل .. بس عزيز يمه .. عزيز
تنهدت والدّتها وجلست بجانبها : قولي له وشوفي وش ردة فعله .. ولا تهتمين لحماتك الحق معك وحتى لو انتي متزوجة
أبتسمت من بين دموعها: يمه انتي متغيرة
مدّ شفتيها بقله حيلة : ياليتي منزمان وانا كذا يالجوري .. بس الحمدلله على كل حال .. وسامحيني على كل اللي صار لك
أزدرئت ريقها وشتت ناظريها : لا يمه لا تقوـ.
قاطعتها بحسرة : الا يالجوري صح كل اللي صار مقدر ومكتوب بس لو أني بوقته وقفت بوجه ابوك ماكان صار اللي صار او إني انتبهت لو شوي اني بنتي تعبانة وانا حملّتها فوق طاقتها .. ولو ولو .. لا تحسبين إني مادري أنك شايله بقلبك علي يالجوري ! لا تحسبين اني ماحس فيك لا لا ياضو عيوني .. أدري واحس واشوف بقلب الأم الغلطانه .. عشان كذا .. الحين جاء الوقت اللي أوقف قدام كل شخص يفكر يضايقك او ياخد ولدك منك ..
،
واستقامت وهي تلتقط حقيبة الطفل وتخـرج دون زيادة اي كلمة ، اجهشت ببكاء عميقّ والطفل بين احضانها ليس بكاء حُزن أو ألم . . لا تعلم . . المشاعر التي تعصف بداخلها لا تستطيع تفسيرها أو وصفها .. سواء بدموع غزيرة
.....................................

،
،
ترتشف بهدوء ظاهري الفنجان الذي مدّته خالتها لها باضطراب واضح وتوتر يرافق تحركاتها ، يبدو بإن هناك أمر يُقلق خالتها كثيراً ، ولكنّها أختارت الصمت لعّلها تخبرها هي بنفسها ، وقالت خالتها بإرتباك : ماقلتي لي متى بترجعون ؟
وضعت الفنجان فوق الطاولة وأجابتها : بكرى ياخالتي عشان كذا جايين نشوفكم
:ههههه صح .. نسيت .. توك قايله لي
أومـأت برأسها دون تعقيب ، وأردفت بتوتر : يارب قصي يلقى الغرض اللي أبيه من الصيدلية .. دقيت علي يوم وصّلك وشكله طول
: وش الغرض ؟
شتت ناظريها وقالت : اا علاج مدري شسمه أرسلت له بالواتس
أومـأت برأسها : زين ..
دخل بهذه الاثناء والد قصي ، وهو يقترب ويقول بغضب : مابقا أحد ماتدخل عشان يقنع هالعنيده ! والمهبول الثاني للحين ماشرّف يحل مشكـلته
تساءلت لمى بتعجّب عن مقصد حدّيثه ، وتدّارك الامر عندما رأها : اوووه اسفين يابوك ماشفتك
أبتسمت : لا عادي ياعمي مافيه مشكلة
أبتسم هو الآخر بإرتباك واضح ، وزادت حيّرتها أكثـر وأكثـر ، وسئل : قصي وين؟
أجابت خالتها : أرسلته ابي غرض ..
: اي زين زين .. واستدار عائداً لقسم الرجّال
وسئلت خالتها بفضول : وش يقصد عمي بكلامه ؟
قالت بإرتباك : صايره مشكلة بين وحده من خواته عشان كذا
نظّرت إليها بعدم تصديق : اها ..
وران الصمّت على الاجواء ، حتى دخـول قصيّ وبيده الدواء ويمدّه لوالدته : جبت لك البندول اللي تبين ..
رفعت حاجبيها بإستنكار وهي تنظـر لحالتها ، وخالتها قالت بإرتباك : ياربي دايم أنسا اسمه !
هُنا لمى أدركت إن خالتها تخفي شيئاً عنهما ، ودخول أخ قصي الأصغر وهو يركض ويقول بعجلة : عززززييييزز جاء من عند الشموخ وهو يهااااوش ..
،
ونظّرة خالتها الحادة جعلته يصمّت ولكنّ قصي أقترب منه وسئله : وش تقول أنت ؟
وهي تحفزت أضلاعها بإضطراب بسبب ذكر أسم "الشموخ " ، وقال الصبي بأرتباك : لا ولا شي مافـ..
: تقووول ولا تحلم بالبلاستيشن الجديد ..
عَلى صوّت خالتها : قصي أترك الولد مافيـ...
: الشموخ تبي تتطلق من جمال لانه يكذب عليها وّ جمال مختفي وعزيز يهاوش يقول الشموخ ماتقتنع ..
وعندما أنهى حدّيثه ركض بإقوى مالديه للخـارج ، وخالتها تنظـر لهما بعجـز وأرتبـاك
سئل قصي وهو ينظـر لوالدته : صدق اللي يقوله هذا؟
: اي صدق .. وماعلـ..
قاطع حدّيثها وهو يتجه لقسم الرجال ولكن والدته هرولت بإتجاهه حتى صارت أمامه وتقول بغضب : أمنتك الله ماتروح ياقصي .. مشاكلهم وبالطقاق وأنت مالك دخل فيهم
تأفف : يمه الله يهديك بس بفهم وش السالفه بعدّي عن طريقي !!!!!
أصّرت : ماراح أبعد ياقصي ! مالك دخل فيـ..
: يمه من جدّك أنتي ؟؟؟ وخري باينت الحلال بس بشوف وش صايـر
قالت بغضب : ماتروح ياقصي ماتررروح !
،
يتشجـران على أنظارها المتألمة ، وتزدرء عبرة مستنه وهي ترى أصرار قصي بشأنها ، يا الله شعّور موجع تشعّر بإن قلبها يتمزق بين أضلعها بينما ملامحها هادئه تنظـر لهما ببرود . . حتى أقنع والدته .. لا أرغم والدته للذهـاب وتقصي أخبـارها ، وهي جالسة كتمثال مصنوع من شمّع لا يُرى ولا يُسمع اعتراضه الصامت
وأقتربت خالتها اقول بإرتباك : هذا هو قصي من النّوع الليـ..
قاطعتها برجفة : انا بروح بيت أبوي .. اذا هو مره متحمس يشوفني يجي بيت أبوي ..
: لا لا يالمى لا تفهمـ..
: وش ما أفهم ياخالتي ؟ الكتاب واضح من عنوانه
أنصبـت برجفة وهي تلتقط حقيبتها وتخرج هاتفها بنية الاتصال على والدها ولكن خالتها أستوقفتها بـ: خلي السواق يوصلك .. وأنا معك يحق لك تزعلين وتاخذين موقف وروحي بيت أبوك مصيّره بيروح لمّك .. بس خلي الموضوع بيننا يالمى .. شوفي الشموخ كبّرت الموضوع وصار كلن يتدخل بمشاكلها !
!
عقدت حاجبيها بضيق وسئلت بفضول : ليش وش المشكلة بالضبط ؟
تنهدت بقلة حيلة : زوجته الثانيه قابلتها وهددتها وّ الشموخ زعلت وتبي الطلاق .. وترى الشموخ تعتبر قصي أخوها وقصي مثل الشي .. يعني يحب يدافع عنها لا يروح تفكيرك بعيد بس معك حق تاخذين موقف
!
رفعت حاجبيها باستنكار واستدارت خارجه بصمَت مطّبق وصدمة ، يا الله المرأة التي قابلتها والغرور والثقه تصّرخ بكل ذره من كيّانها زوجها متزّوج بأخرى ؟
المرأة التي تطارد أحلامها وتخنق سعادتها خشية أن زوجها لا يزال يُفكـر فيها .. حياتها ليست مثالية مثلما كانت تتوقع !
.................................................. ..
،
،
لا يعلم كيف يصف شعوره ، وهو واقف منذ عشر دقائق يستمع لقصتها بلسان عزيز الغاضب ، لا يعلم ماهو الشعّور الغريب الذي يسيطر على نبضات قلبه لتكون هادئه وكأنه يستمع لقصة امرأة عادّية لا تشكل عنده اي فـارق ، بينهما هي الشموخ . . حُلمه الذي أغتصب منّه ليفر هارباً من عائلته ومن سيرتها ومن غريمه اللذي أخذها بكل أريحية
وعزيز ينهي حدّيثه بغضب منها وعليها : ماراح تقتنع إلا بالطلاق وجمال ما يقدر يجي زوجته الثانية بالعلميات ..
قال جده: لا تحاول ياعزيز .. البنت لو ماصار اللي براسها بتصير طول حياتها وهي تذكر اننا ماوقفنا معها .. هي تبي الطلاق تتحمل !
قال والده بغيظ : يايبه الطلاق ماهو حل ! وأبغض الحلال عند الله الطلاق ! وبعدين هي ماتفهم ماتستوعب إن الرجال ماله دخل ؟
زمّ جده شفتيـه وقال : ماراح تستوعب .. الشموخ وأعرفها .. تبي الطلاق .. خلّها تتطلق !
: مانصلح غلط بغلط ! انا أقول اذا جاء جمال نغصبها تتفاهم ه..
قاطع حديث عزيز جده وهو يقول بغضب : ماعاد فيه غصب ياعزيز بعد الحين !!! غصبناها يوم كان عمرها 16 وليومك هذا مانست !
تأفف عزيز بحنّق وأطبق شفتيه بصمت وحيرة ،
وتعالى رنين هاتفّه ليقول بضيق : هذا جمال !
وخرج ليرد عليه ، ونظّر له جده بحدة : وأنت لا تزيد الطين بلة ياقُصي ، تروح لمرتك ولا تسوي حركاتك البايخة تفهم !!!
!
تقبّل غضب جده بصّدر رحـب ولم يُعلق ، ووالده ينظـر له بتوجس وحذر شديد ، واستدار خارجاً وكأن الأمر لا يعنيه بإكمله ، وهنا أيقن بإن الشموخ صفحة انطوت من حياته ، و قلبه الذي كـان يلفظ اسمها كُل ليلة ، تغيـر ليقع صريعاً أمام قديمي أمرأه . . تغدّقه بدلالها وحبها الفيّاض .
...........:.:.................................... .................
،
،
هاتفها يلح بالرنين منذ نصف ساعه بإسم قُصي ، وهي تنظـر له بحرقة والدموع تقّرص عيّنيه ، لا تستطيع تجاوز لهفته لمعرفة ماحدث ، لا تستطيع تجاوز إحتماليه طلاقها ومن ثمّ رغبه قُصي بالزواج منها ، التفكير بهذه الأمور يِتعبها ويقلقها أكثـر ،
دخل عليها والدها : قصي برى ينتظرك له ساعة يدق عليك !
نظـرت مطولاً لوالدها وأنصبت وهي اقول : يلا الحين بطلع !
وأرتدت عباءتها بعجلة وأتجهت للخـارج حيث سيارته المركونه أمام بيت عائلتها ، استقلت بجواره وهو يقول بحدّه : شلون تطلعين من بيتنا وتروحين بيتك ابوك بدون لا تعطيني خبـر ؟
أشاحت بوجهها وقالت بحرقة : ليش اللي شفته يخليني أجلس لو دقيقة ؟
سارت السيارة وهو يسئلها بتوجس : وش قصدك؟
نظّرت إليه وقالت بحرقة : قصدي واضح يا قصي مايحتاج أوضحه ، ولهفتك عشان تعرف مشكلتها قدامي !! حتى ماقدرت اني جالسة مثلي مثل المزهريه !
: انتي فاهمه غلط !
: لأ مو فاهمه غلط ! أدري أنك كنت تبيها قبل لا تتزوجني أدري انك تشتغل بعيد عن أهلك عشانها ماصارت من نصيبك !!! وكل هذا اعرفه وانا بكل غباء وافقت اتزوجك !
قال بهدوء : صح عليك . . كنت . . كنت أبيها قبل لا أفكـر اتزوجك . . كنت. . وهذا فعل ماضي يالمى .. والحين اقسم بالله ماعادت تشكل فارق عندي .. وانا اصريت اعرف وش السالفة بعّرف وش شعوري للحين ؟ رحت وقفت قدام عزيز وهو يتكلم عنها . . ادور الحرقه اللي كنت احس فيها زمان مالقيت ! ادور الامنيه اللي كنت اتمناها كل ماحد جاب سيرتها مالقيت ! افتش على دقات قلبي اللي كانت تدق طبول بصدري مافيه .. قلبي هادي شعوري هادي .. كأني اسمع قصه اي وحده عاديه ! بس يوم رجعت ادورك وأمي قالت لي انك رحتي زعلانه . . شعور الخوف سكن قلبي ! وعلطول جيتك بلهفه عشان أقولك أني .. احبك يالمى .. وأن الشهور اللي عشتها معك .. خلتني اكتشفت أن حبي للبنت عمي كان حب مراهقه .. او حب .. لا مو حب كنت بس أبي اتغلب على ولد عمي واللي هو زوجها !
وأردف وهي ينظّر لها بعمق : لو أني قصي اللي قبل لا يتزوجك كان قومت الدنيا وقعدتها عشانها ! كان رحت لـولد عمي وطلعت كل حرتي ! وأقولك الصدق اني تضايقت شوي عشانها .. لان تستحق حياة افضل .. وتستحق شخص مايجرحها مثل مايسوي ولد عمي .. وتمنيت من كل قلبي .. تهدأ الامور عشانها بس .. بس يالمى
!
كان حديثه كفيل بجعلها تجهش ببكاء عميّق ومُريح ، وتدّرك بإنها فازت بإقتلعها جذور حبّها من قلبـه !
.......................................
،
،
فتحت عيّنيها بإرهاق وتعبّ شاعره بألم بكل عضو من أعضاء جسّدها ، عقدت حاجبيها تحاول استيعاب مايحدث حولها ، ولماذا هي مستلقية على سرير المشفى ؟ حاولت الأعتدال ولكن الألم الفضيع في أسفل ظهرها جعلها تتراجع . . وتتنهد بألم . . وفجأة صرخت برعب وهي تتذكر ماحدث وتضع يديها على بطنها بإجفال . . يا الله . . لماذا عاد بطنها مسطح ؟
دخلت عليها الممرضة وأقتربت نحّوها بسرعه : وش تحسين فيه ؟
سئلتها برجفّه : بطني .. بطني .. ليش .. ليش ؟
قالت الممرضة بأسف : فقدنا الطفل للأسف بس اهـ...
قاطع حدّيثها الصرخهة التي اطلقتها بإنهيار ، صرخة خرجت من أعماق اليأس ، وصرختها أستدعت من في الخارج وعندما رأت المتسبب الأول بفقدها لجنينها صرخت بوجهه : والله ماراح أسااااااااامحك ياجمال كلّه منك كلّه منك اه اه
أقترب والدها يحتضن جزعها وانهيارها : كل اللي صار مكتوب ياسمّر ، حمدي ربج الياهل بدّاله ياااااهل!
:لااا لا لاااا لااا اه خله يطلللع مابي أشووووفه مابي اشوووووفه ياليتي ماتزوجت ياليتي ماتتتتزوجته يبه خله يطلع ..
عقد حاجبيها بحيـرة وأستدار نحّوه ليقول له : اطلع ياجمال لحد ماتهدأ !
.................................................. ..............
،
خٰرج من عنّدها برأس مطاطئ وكتفي متدليه بهمّ وأسى ، شاعراً بإن الكون بإكمله يضيق عليه ويخنق أنفاسه رمى نفسه على احدى المقاعد ، وأخرج هاتفه بمحاوله إخيره للإتصال عليها . . ولكنّها شحيحة كعادتها هاتفها مغًلق وتغلق بوجهه جميع السُبل !
وصلّته رساله من والدته " هروبك ياجمال زاد الطين بلّه ! وينك ؟ البنت زادت عناد فوق عنادها .. وماظنتي أنك بجيتك متأخـر بتطيب خاطرها !"
،
فرك صدّغـه بإرهـاق ، ويشعـر بإنه نهاية كل شي قد أقتربت وهو يقف مكتوف اليدين بحسرة ، الخوف الذي كان يسكنه عندما يستقيظ مفجوعاً ليلاً ولا يجدها ، هاهو يقف امام رأسه بضحكة شامتة ويخبره بأن سيفقدها هذه المرة للأبد . . وجميع محاولاته ستكون هباءاً منثورا !
أن كان تنازلها بالمره السابقة محض صدفه ، الإن الأمر مُختلفاً . . والشموخ التي يعرّفها . . مثل كفوف يدّها لن تتنازل مرةً أخـرى . .
: جمال
أخرجه من تفكيره والد سمّر ، وهو ينظر اله باستياء ويسئل بحرقه : بنتي اشلون وصلت للحالة هذي ؟
كتم تأففه وقال : اسألها ! هي اللي جابته لنفسها
أقترب منه وهجم عليـه وهو يمسك تلابيب ثوبه بغّضب : شنو سويت لها يالخسيس عشان بنتي تصير چذي ؟؟؟؟ شنو سويت فيها ؟
أبعده بقوة وقال : اسألها ! اسألها !!!! هي بنفسها خططت تجي هنا وتكذب علي وتشوف زوجتي الأولى وتهددها !
رفع حاجبيها باستنكار : سمر سوت چذي ؟؟؟
ضحكّ بسخرية : وما أستبعد انها سوت هالدراما عشان ألتفت لها !!!! وباسبابها فقدت طفلي!!
أمسكه مرة اخرى بتلابيب ثوبه : بنتي تبچي داخل عشان الياهل اللي طاح وأنت تقوووول بكل بجاحه هي السبب !!!! والله أني باللحظة هذي نادّم قدّ شعري راسي إني سايرتها وخليتك تتزوجها !
لم يبعده هذه المرة مستقبلاً نوبة غضبه بلامبالاة ، ووالدها يردّف بحسرة : شنو سويت لها عشان شافت زوجتك ؟ وش هددتها فيه؟؟ البنت بتموت من البجي وأنت همّك زوجتك الأولى !!!! قّل ياجمال شنو قايل لها ؟
: أبعد يدينك ياعمي ماني واحد من عيالك تسوي فيني كذا!
أبعد يدّيه وهو ينظر له بحدّة ، وقال جمال بعدها بغضّب : قبل لا تحاسبيني حاسب بنتك ! حاسبها وهي تكذب علي وتطلع برى شوري!! وقبل لا تندم أنك وافقت تتزوجني اسألها شلون انا متحملّ غيرتها وشكها فيني وساكت وصابر ! بس عشان ما أظلمها ! وتبيني أسكت وانا اشوفها تخربّ بيتي !!! لا ياعمي قلت لها بكل صدق حسابها عسير وياويلها منّي !
: اطلع برى !
رفع حاجبيها باستنكار من الاهانة الواضحة وأردف والدها : اطلع برى يا جمال وورقتي بنتي تاصلني وانا بالكـ..
قاطعه : وعلى إي اساس تطرديني ؟ وعلى اساس تقرر اني اطلقها بدون لا ارجع لها !!! هذي زوجتي وانا واقف على رجل وحدة من صباح الله خير عشانها وتقولي اطلع ؟؟؟
وأبعده عن طريقه بإتجاه الغرفه وأدار مقبض الباب داخلاً بغضب ، ووجدها مستلقية بتعبّ والممرضة بجانبها وأقترب منها : سمّر ابوك بكل بجاحه يطردني ! وانتي زوجتي قولٰ..
قاطعته الممرضه : ياليت تأجل اي كلام لبعدين المريضة تعبانة و...
: اطلع برى ما ابي اشوفك !
قالتها وهي تشّيح بوجهها عنّه ، تصلب جسده لثواني حتى أستوعب وقال برجفة : ان طلعت ماراح تشوفين وجهي مرة ثانيه !
لا رد وهي لا تزال تُشيح بوجهها عنّه ، استدار خارجاً بخطوات غاضبه وحانقة ، متمنياً بهذه اللحظة أن يركض نحّوى حضن والدته ويجهش ببكاء عميّق !
.................................................. .................
،
،
،
الساعة السادسة صباحاً بداية يوم جديد ، نـزلت بهدوء يرافق حركاتها والجوع يقرص امعاءها ، والوجع يحتل جنبات صدّرها كـ زائر أبدي غير مُرحب ولكنّه بكل بجاحه يسكن جنبات صدّرها ، ملامحها ذابلة وّ عيّنيها غائرة والشهقات تنفلت كل ذا حين من بين شفتيها المدمية من شدة ضغطها عليها ، دخلت المطبخ لتحضر افطاراً خفيف لعلّه يعيد شيئاً من الحياة بعروقها ، وهي تتحرك بهدوء تحضر المكونّات وتضعها فوق الطاولة ورفعت عيّنيها بغته نحّوى الباب ، لتجده واقف بطوله الفـارع ونظّرته الحادة ، يذكـرها بلقائها الأول به . . وخـرجت كلمة واحدة من بين شفتيها : طلقني !
،
لا تعلم كيف خرجت دون تركيـز ، لا تعلم كيف لفظت حروفها بحسرة . . وهي تشيع أدق تفاصيله ببرود ظاهري . . الثوب الملطخ بالدماء . . وّ الوجهه الجامد وكأن لا روح فيـه ، واخيراً النظرات . . المختلفة عن جمال عاشت معّها أجمل حياتها ، تختلف عنّ جمال الحنون والمعطاء ، تختلف جذرياً عن جمال الأمس . . فّ جمال اليوم . . يذكرّها بجمال . . قابلته قبل خمس سنوات وهو خارج بيدّه حقيبته هارباً من كل شئ
اخيراً تحرك شفتيّه بضحكه ساخرة ، وأعقب بعدها : اووه عاد الشموخ القوية العظيمة مستحيل تسمح لأحد يدوس على طرفها ، الشموخ اللي صدّت عن ابوها وجدها بكل قوة ، الشموخ اللي مستحيل تسامح حتى لوّ السماء أنطبقت على الأرض . .
وصفق بيدّه وضحكاته تتعالى ، وهي بتصلب تنظـر له بإجفال . . همّت بالتحدث ولكن أوقفها وهو يقول : لا لا تقولين شي . . مايحتاج مايحتاج . . كم عشت معك يالشموخ وانا انتظر اليوم هذا يجي ؟ كل يوم اصحى وادورك بخوف من هاللحظة ؟ كم مرة تقبلت صدّك عني وكأنك بكل مرة تذكريني باللي سويته ! بنظراتك بتصرفاتك حتى كلامك ! كم مرة تهجريني وانا مثل الخبل اراكض ورّاك؟ كم مرة تحملت وتسايرت بس عشاني خايف من هاليوم ! ليش تحسبيني أعمى وانا اشوف عدم الثقه بعيونك ؟ ليش تحسبيني غبي وانا اشوف الاتهام بعيونك بكل مرة أرجع فيها من سمّر ؟ وأومأ برأسه : اي سمّر اللي قابلتيها امس وحطيتي انا الغلطان وانا اللي اكذب عليك وانا الجبان اللي يهرب .. وقللتي من قيمتي عند جدي وعند عمامي ! مابقا الا أحب رجولك عشان بس . . تسمعيني .. تسمعين تبرير لكل اللي صار . . بس عشانك الشموخ . . الضحية والجلاد . . ماراح تسمعين!
ونظّر لها بعمّق وهو يُردف : وعشانك لو سمعتي تبريري ماراح تقتنعين . . وعشاني انا تعبت من كل شئ . . وزهدت بكل شي . . ومثل ماتبين وتتمنين تسمعينها .
وسكت لبرهه يلتقط أنفاسها وهي واقفة بنفس وقفتها تنظر له وعيّنيها غائمة وجسّدها متصلب
وقال بعدها : الشموخ أنتي طلاق
،
واستدار بعدها للخارج .. هارباً من كل شي خفية بالصباح الباكر
.............................

تمّ


الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-20, 10:12 PM   #394

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

،
تمّ نزول الفصل بحمد الله
ويارب تعجبكم القفله 🤭❤
،


الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-20, 11:29 PM   #395

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 32 ( الأعضاء 13 والزوار 19)
‏الريم ناصر, ‏Nada $, ‏احب القراءه, ‏Waafa, ‏سوسو1415h, ‏اك حصه, ‏كيكي1404, ‏روجا جيجي, ‏مسو عوض, ‏Suzi arar, ‏My.sai889, ‏muuj, ‏سميّة ❤❤


الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-11-20, 12:24 AM   #396

سميّة

? العضوٌ??? » 460111
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 497
?  نُقآطِيْ » سميّة is on a distinguished road
افتراضي

وش هذي القفلة المؤلمة 😭😭 الظاهر جمال حيطلق الاثنين و ياخذ فترة يستوعب الاحداث و بعدها يقرر بس واضح الشموخ رافضته رفض قاطع و كان المفروض تسمع تبريره قبل تتهمه و تتسرع .. الله يعينك يا جمال يلاقيها من وين و لا وين🤯 يعطيك العافية ريم و تسلمين على الفصل الرائع 💗

سميّة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-11-20, 01:35 AM   #397

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 7 والزوار 7)

‏موضى و راكان, ‏ميسم1846, ‏الريم ناصر, ‏عذق الروح, ‏Al-jood, ‏dr sofy, ‏Lightmoon_


رواية ممتعة بجد تسلمى كاتبتى العزيزة و دمتى موفقة


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-11-20, 01:41 PM   #398

تماضر عبدالله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية تماضر عبدالله

? العضوٌ??? » 438979
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » تماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

[read][read]القفلة جميلللللة , والصراحة كنت منقهرة من تصرف الشموخ
وكيف حطته بموقف ما حلو قدام اهلهم ولا رضت تسمع ابدا حتى لما عرفت انه ما كذب عليها
ما رضت تتراجع ابدا
وجمال سوا الا هي تريده , بس الشموخ ما أظن رح تفرح بعد ما طلقها ,
الله يعين جمال على المصايب الا تجيه ورا بعض صراحه يحتاجله ايام يختلي مع نفسه بعيد عن المشاكل, والجوري زين سوت لما قالت لعزيز انه ما يصلحوا الغلط بالغلط بس ف النهاية يخافوا أنه الشموخ ترجع تجافيهم وحاطتنهم في حيرة ف تصرفاته[/read


[/read]


تماضر عبدالله غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 15-11-20, 01:47 PM   #399

تماضر عبدالله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية تماضر عبدالله

? العضوٌ??? » 438979
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » تماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

لقاء الجوري باهلها كان مأثر و جميل جدااااا, ومثل ما قالت حسنا يمكن لو ما صار اللي صار للجوري كان أمهم ما تغيرت , وبالنسبة لموضوع الطفل عزيز ما اظن رح يعارض من منظوري لشخصيته .
افتقدت وصايف وحمد فهالبارت , هل بيحاول حمد يغير من تصرفاته ولا بيظل ف حيرته ؟


تماضر عبدالله غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-11-20, 01:38 PM   #400

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميّة مشاهدة المشاركة
وش هذي القفلة المؤلمة 😭😭 الظاهر جمال حيطلق الاثنين و ياخذ فترة يستوعب الاحداث و بعدها يقرر بس واضح الشموخ رافضته رفض قاطع و كان المفروض تسمع تبريره قبل تتهمه و تتسرع .. الله يعينك يا جمال يلاقيها من وين و لا وين🤯 يعطيك العافية ريم و تسلمين على الفصل الرائع 💗


اهلا وسهلا سمية
الشموخ وشخصيتها الصعبة مافكرت تسمع ولا تعطي جمال فرصة ثانية , والفرصة اللي أعطته قبل كــانت اكثر من كافيه بالنسبة لها ..وماتقدر تتحمل الغيرة أكثر من كذا
وجمــال الامور تعقدت عليه وهو يحاول بكل جهده مايظلم لا سمر ولا الشموخ بس تجري الرياح بمالا تشتهي سفن جمال
,
الله يسلمك حبيبتي وسعيدة أن الفصل أعجبك


الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:58 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.