آخر 10 مشاركات
372 - هروب إلي ناره - ميلاني ميلبورن ... ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          130-كلمة السر لا-أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          كنزي أنا (53) -ج3 من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله *كاملة&الروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          468 - لهيب الظل - ريبيكا وينترز ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          31- المسافرة الى الحرية - ماغ وسغات - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          للأبلاغ عن الروابط والصفحات المعطلة (الكاتـب : اسفة - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          الخلاص - سارة كريفن - ع.ق ( دار الكنوز ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          وبياض ثوبك يشهدُ (1) سلسلة في الميزان * مميزة ومكتمله * (الكاتـب : um soso - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree312Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-11-20, 05:44 PM   #411

تماضر عبدالله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية تماضر عبدالله

? العضوٌ??? » 438979
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » تماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


شي فصل اليـــوم؟
متشوقــة ألــــــف
☹️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♦️


تماضر عبدالله غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-11-20, 06:08 PM   #412

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة al-jood مشاهدة المشاركة
شي فصل اليـــوم؟
متشوقــة ألــــــف
☹♥♥♥♥♥♥♥♦


فيه بإذن الله
بس باقي جزء بسيط جاري كتابته وّ المراجعة الاخيرة وينزل بإذن الله


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-20, 09:28 PM   #413

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السابع والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم
،
،
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم
،
الفصل (السابع والعشرون)
،
،
الماضي
،
تضرب بقدميها الأرضيه تستعجل والدتها وتقول بتأفف : ماما بسررررعه خلصي شعري الحين جمال يروح ويخليني !!!
تضحك والدتها : اصبري ياشموخة وش فيك مستعجلة؟ وبعدين شعرك يبغى له وقت اصبري !!!
تعبس بضيّق : ااااففففف اذا كبرت بقصّه كلّه !!!!
قالت والدتها وهي تمشطّ خصلات شعرها بكل هدوء : عشان أزعل عليك ياشموخة شعرك حلو ويجنن ماتقصينه
تكتّفت بعناد : اذا كبرت بقصه مالي شغل
تأفف والدتها وهي تنهي عملها بإتقان واقول : الشموخ وعنّادها اللي مايخلص .. هذاني خلصت
أبتسمت ابتسامة عريضة وهي ترتدي زي المدرسة وتحمل حقيبتها على كتفيها وّ همّت بالذهاب ولكن والدتها أوقفتها : اصبرررري بعطيك مصروفك
تجاهلتها وهي تخرج : جدي وعمي عزيز يعطوووني بااااي ماما الحين جمال يروح ويتركنيييي
،
وبخطـوات سريعة خرجت خارج الغرفه مُتجهه للإسفل حيث سيارة السائق الذي يوصلهم إلى المدرسة . . ولكنّ صوت جدّها بغرفة المعيشة أوقفها واستدارت تدخل عليه وهي تلهث : بسسرررعة جدي عطني المصروف تأخرت
تعالت ضحكـات جدّها بإستمتاع وأخرج من جيبه النقود : تعالي تعالي تدرين السواق مايروح إلا وأنتي راكبة
إقتربت منه وهي تقول : بس جمال تأخرت عليه!!
: يصبر وش وراه
ومدّ لها النقود وأقتربت تقبل رأسه وتقول بإبتسامهة واسعة : شكراً يا جدي الحللووو .. مع السلامة
،
وركضت بسرعة للخـارج حيث جمال ينتظـرها بملل ونزق كعادته ، وجدته يستند على السيّارة ويكتف يديه بملل وعندما رأها قال بغيّظ : بدري يالشموخ !!! تأخرنا
أبتسمت وقالت : اسفه ..
تأفف وهو يستديـر راكباً : وش اسوي فيه أسفك ! متى اسوق وأرتاح من تأخيرك
مدّت شفتيها بإستياء وركبت بالخلف وقالت : لو سقّت بروح معاك مالي شغل !
تجاهلها وهو يتحدث إلى السائق ، وكتّفت يدًيها بحنق من تجاهله المستمر لها ، وتساءل يطرق عقلها الصغير لماذا هو بالذات لا يُحبها ؟ ولا يعاملها بلطف كمعاملة قصي وعزيز ؟
،
،
مشهد اخر
،
تبكي بإنيهـار باحضان والدتها والخالة الجازي تحاول مواساتها بكلمات لطيفة : ماعليك منه والله ملابسك حلوة ! ماتعرفين جمال ماعنده ذوق
أبتعدت عن حضن والدتها وهي تصرخ : لااا مابي بغير ملابسيييييييي مرتين يقول لي مو حلللو !!! ليش جمال مايحبني ؟
كتمت والدتها ضحكتها وقالت : وش تبين فيه بالله ؟ كلنا نحبك ياشموخة .. جدك يحبك وعزيز وقصي وابوك وعمك خالد .. كيفه لا يحبك !!
صرخت معترضه : لاااااا .. كامل بغير ملابسي
تنهدت الجـازي : انا أتفاهم معه واقوله غصب يحبك .. ويمدح ملابسك بس لا تبكين
عادت لأحضان والدتها واطبقت شفتيها بحزن
،
وّ بهذا الأثناء دخل عليهم بنظراته الساخطة ودعّته والدته : جمال تعال !
تأفف بصوت عالي وأقترب ليقف أمامهم ويقول بسخط : وش فيه يمه ؟ بروح للعيال
ألقت عليه نظرة غاضبة وقالت : وش قايل الشموخ عشان تبكي كذا ؟
تأفف : ماقلت لها شي .. قالت شرايك بملابسي قلت مو حلوة !
صرخت والدته بغيّظ : وانت ماتعرف تجامل ؟؟؟ البنت ماوقفت بكي !
ألقى عليها نظّرة ساخطة وأستدار ووالدته تناديه وقال بتهكم : ماقلت شي كذب !!!
،
وخـرج وهي تنظـر له بحسرة والدموع تملئ عيّنيها
،
،
مشهد اخر
،
تفرك يديّيها بتوتر وهي تنظـر له وهو يلعب كرة القدم بمهارة أذهلتها . . وقلبها يدق طبوله منذّ أن رأته يسدد الكرة ، اليوم تكمّل عامها الثالث عشرّ وتتمنى أن يهنئها بيوم ميلادها . . ولكنّه خائفة من ردة فعله . .ولكن فجأة تعالي الصراخ والمشاجرة بينه وبين قُصي ، وتقوسّ فمها للإسفل بتوتر وهي ترى قصي يلكمه بقوة ، وأطلقت للرياح ساقيها لتخبر والدها أو عمّها خالد لعل أحدهم يستطيع إيقاف القتال بينهما ، وابناء عمومتها يحاولون ولكـن لاجدوى . . دخلت عليهم وهي تلهث وتقول : جمال جمال .. و قصي يتهاوشون
استقام عمّها خالد بغّضب ، ولحقته بخـوف من ردة فعله حتى خرجوا للخـارج وصّرخ عمّها خالد بغضب : جمممممال بعد يدك عن قصي !!!
أبعد جمال يدّيه عن قصي وّ أرتد خطوتين للخـلف ، وقصي يبسق الدماء من فمّه ويطاطئ رأسه هو الآخر ، أقترب عمها خالد منهما ، والقى محاظرة طويلة عريضة عليهما . . وهي واقفه بعيد عنهم تنظـر لوجهه جمّال بلهفة خشيّة وجود جّـرح ينـزف ، ورفع رأسه وألتقت عيّنيها بعيّنيه الحادة ... ورفع حاجبه بوعيـد . . وشفتيها تنطق بـ"انا أوريك"
،
وتراجعت للخـلف بخّوف ، ودخلت للداخل والدموع تقرص عيّنيها وركضت لغرفتها . . وقضت اليوم بإكمله حبيسة الغرفة ووالدتها والخاله جازي تحولان معرفة مابالها ولكن لا جدوى . . حتى عزيز حاول أن يعرف مالذي يجعله تبكي بحرقة طوال اليوم ولا جدوى . . وهي تلملم الخيبة التي كسّت قلبها بسبب تهديده ، ومّر اليوم . . واليوم التالي . . والثالث . . وجمال لم ينفذ تهديد . . وعاد للشجار مع قصّي . . وكأن شيئاً لن يكن
،
،
مشهد اخر
،
بوفاة العّم خالد . . بكّت عليه ولإجل جمّال كثيراً . . وتمنّت لو إنها تستطيع إحتواء حُزنه البادي على ملامحه ، وتلك الليلة بحثّت عنّه حتى وجدّته بالحديقة الخلفية يبـكي بخفوت . . لم تستطع التقدّم وهي تنظـر له بحزن وأسى . . حتى ألتفت لها فجأة ومسح دموعه وهو يقول بخشونة : وش جابك هنا ؟
بللت شفتيه وقالت : أمك . . أمك . . كانت اقصد قالت لي تدورك . .
أستقام وهو يبعد الاتربه العالقه بمؤخره ثوبه ويقول : قولي لها مالقيته انا بطلع لاحد يدورني !
وسار حتى مّر بجانبها وقالت بتوتر : جمال . . انتبه على نفسك . .
وأكمل سيّرة ولم يلتف لها . .
،
،
مشهد اخر
،
تطورت مشاعرها إتجاها كل ماكبُرت أكثـر ، وهي تنتظر كلمة او نظرة او حتى أبتسامة مهتمة منّه . . حتى ذاك اليوم الذي دّعاها والدها وجدّها يخبروها بإنه سيتّم زواجها به. . لم تنّم تلك الليلة من فرط سعادتها . . وهي تتخيّل حياتها معّه بإحلام وردية . . اليوم التالي لم تستطع النظّر لوجهه والذّي يبدوا غاضباً لأن والدها تزوج الخالة الجازي . . حتى عقدّ القرآن . . وإنهيار والدتها . . ووضوح الحقائق التي كانت تتغافل عنها . . ووعدّه الذي نطقه أمام الجميع ، وّ تظخم قلبّها بحبّه حتى كاد إن يقع صريعاً . . ومن ثم أختفاءه لـ 3 سنوات وعودة لحضور عزا والدتها . . ومن ثمّ كسّر الصورة الورديه بدّم يارد .
،
الحاضر
،
"أنتي طالق "
" الشموخ أنتي طالق"
" الشموخ انتي طالق"

،
هجمَت عليها الذكريات بقسوة ، وأودت قلبها صريعاً يحتضر ككُل مرةً يكـون هو السبب . . تبكي بانهيار بدورة المياة والخطيين المتوازين . . يظهران بوضوح أمام ناظريها . . وأخبارها. . ان هُناك طفل سينمو بداخلها !
رمت مابيدها بقوة ، وسقطت على الأرضيه تبكي بجـزع . . وتلكم بطّنها بقوة لعلّه يتوقف عن النمو . . لعّله يسيّل دماً من تحتها ولاّ يبقى داخل احشائها . .
أستندت على الجدار . . وهي تضرب رأسها به لعّله تخترقه ، او يسقط على رأسها وتفارق الحياة
،
طرقات الباب العالية جعلتها تتحامل وتستقيم نحوه ، أدارت مقبض الباب وظهرت الجازي بوجهها . . هُنا بهذه اللحظة زاد بكاءها وتلقفتها الجازي بقلق وهي تقول : وش صار .. وش صار
: أنا حامل . . حامل . .
وأنتفضت بجـزع وهي تلكمه : خليه يطيح .. تكفين خليه يطيح مابيه .. مابييييه
أبعدت يدّها عنوة وقالت بعبرة : الشموخ !!! حرام عليك مايجوز .. هذي نعمة من رب العالمين ..
نفت برأسها : مابيه .. مابيه .. ليش توه يصير .. ليش ؟؟؟؟
بللت شفتيها بقلق وحيرة وقالت : قومي قومي ارتاحي اول شي . .
ساعدتها على النهوض والأستلقاء على السرير ، ودثرتها جيـداً وهي تقول : ارتاحي شوي . . بروح اخبر أحمد ونروح المستشفى لازم نتأكد !
: مابي .. مابي .. وانفلتت شهقه عميقة وهي تنفي : مابي تكفييين
قالت الجازي بحّزم : لازم نتأكد يالشموخ ! وانسى أنك تطيحينه .. انتي مؤمنة وتعرفين انه مايجوز !
،
وإتجهت للباب بخطوات مضطربة ، تحاول التماسك لكيًلا تنهار هي الآخرى . . مّرت ثلاثة أسابيع منذ حدوث الطلاق وّ أختفاء ابنها عن ناظريها وكأنها يعاقبها هي الآخرى بجًرم لم تقترفه . . وسوء حالة الشموخ النفسية وكأن والدتها توفيت للتّو . . لأول مرة تنهار الشمّوخ هكذا . . وتشعـر بالعجّز من الفوضى التي آلت عليه حياة طيور الكناري !
.................................................. ........................
،
،
يجلس بعجـز ويطرق برأسه ينظـر لفردتي حذائه بنظـرات هائمة ، وّ معدته تأن ألم ككُل مرة يكون حال وحيدته سئ ، دخلت عليه الجازي وهي تقول : أحمد .. طلعت حامل
رفع رأسه نحوها بجّزع : صادقة !!!
غمغمت بإسى : اي والله . . خلينا نوديها الطبيب نتأكد
عقد حاجبيها وسئل بتوجس: وشلونها ؟
كانت عبرتها وقالت : مايسّر الخاطر . .
وضع راحه يدّيه على وجهه بقلة حيلة وأقتربت الجازي نحّوه وهي تقول : لو إنها عارفه بالحمّل قبل الطلاق كان كل شي تغير . . ولعّل في الأمر خيرة يا أحمد . . لا تتضايق واذا شافتك كذا بتتضايق اكثر
أبعد يدّيه وازدراء ريقه بصمّت ، وأنصب وهو يقول : يلا امشي نوديها
تنهدت : يلا بلبس عبايتي
وخـرج وهو يقول : انا بسبقك عندها
وأتجهت نحّوها يحـاول قدّر الامكان حبس عبراته المتكومه بصدّره . . يحاول الصمّود أمام ضعفها الذي تظهره دون تحفظ . . دوّن مكابرة . . وضعفها يزعزعه أكثـر . . يقتل الأب الذي يفدّي روحه لأجل وحيدته
دخل عليها وهي مستلقية على السرير تغمض عينيها والدموع تسترسل على خدّيها ، أقترب حتى صار بجانب السرير ودعاها بخوفت : الشموخ حبيبتي
فتحت عيّنيها وأعتدلت بجلستها وقالت بضعف : هلا يبه
ازدراء عبرة مسننة وقال : قومي حبيبتي ألبسي عبايتك نروح الطبيب نتأكد
تجمعت الدموع بمقلتيها وقال برجاء : ما أبيه يبه .. ما أبيه
جلس على حافة السرير وتحدث : يمكن مو حامل . . نروح نتأكد طيب !
نفّت برأسها : الا حامل . . متأكدة
بلل شفتيه وقال : ولعّل بالأمر خيرة . . قومي حبيبتي امسحي دموعي وتشجعي انا معك .. انا سندك يانظر عيني لا تطيح دمعتك وانا موجود
أطرقت برأسها وتحاملت لأجله ، وأستقامت تسيـر بوهن لتلتقط عباءتها وترتديه على أنظاره المتألمة
.................................................. ...
،
،
خـرج حمـد من المصنّع بإرهاق بسبب تكابل الأعمال على كاهلة منـذ ثلاث أسابيع وسّفر جمّال لوجّهه لا يّعرفها ، لا يزال يذكـر حالته اليائسة عندما أتصل عليه بالصباح الباكـر ، وطلبه إن يحضـر ملابس نظيفة وأخبارها أن بإحدى الفنادق التابعة له
"
دخل الجنـاح وهاله شكله وهو يجلس على المقعد و السجائر مرمية على الأرض .. وواحدة بين شفتيه
وثوبه ملطخ بالدمّاء ، سئله بجّزع : جمال وش فييييكك؟؟؟؟ مسوي حادث؟ مـ..
قاطعه وهو يستقيم ويلتقط الملابس النظيفة ويدخل لـدورة المياة بصمّت ، زاد تعجّب حمـد . . وأستند على الجدار يتنظر خروجه بقلق ، هُناك أمر جلل حدًث معه !
،
خـرج بعدما قضى وقت طويل بدوره الميـاة ، وقطرات المياة تتساقط من شعّرة . . وبوجوم عاد لمكـانه وقال : ماتقصر حمـد ..
: وشفيك جمال ؟ وش صاير معك ؟
: ولا شي
رفع حاجبيه بإستنكار : شلون ولا شي وأنت مبهذل كذا؟ وش صاير اقلقتني
عقد حاجبيه وقال بتأفف : مافيه شي يابن الحلال .. بس إبيك تمسك المصنع هالفتره لإني بسافر ومدري متى أرجع
زادت عقدة حاجبيه وسئل بتوجس : وين بتسافر ؟ جمال الأهل فيهم شي ؟ فيك شي مو طبيعي !!!!
ألتقط علبة السجائر وأخذ واحدة ووضعها بين شفتيه وبحثت ناظّريه عن القداحة المرمية ألتقطها وأشعل السيجارة وقال : كل شي انتهى
توجس حمد أكثر : وش اللي انتهى ؟
نظّر إليه بخواء وقال : طلقت بنت عمي
تبلجت عيّنيه بصدمة وجمـال أردف : وسمّر رجعّت للكويت . . وحتي هي شكلي بطلقها
: من جدّك ؟ ليش وش صاير؟
: مشكلة صارت . . وانتهى كل شي ..
وأردف بنبرة يائسة : وين ما أطقها عوجاء .. ماعمر حياتي زانت
،
،
تنهد حمّد وهو يتذكـر حديثه اليأس والمقلق . . وركب سيّارتة متّوجه لـلجامعة لإيصال وصـايف للبيت
و اه من تلك الصغيرة المتلاعبة
و اه منّ دلالها
واه منّ جمالها . .
واه . . من قلبّه المتلهف لوصلّها
يحاول بكل جهده الظفر بها مرةً أُخرى
يحاول خلع الرداء الذي كان يرتديّه طوال سنين الفائتة من أجلها ،
يحاول ، ويحاول . . وتبقى القليل لتعود الفتاة المزعجة بإكملها له
،
توقفت سيّارة امام الجامعة واتصل عليها لتأتي بعد دقائق وتركب بجانبه بصمّت غريب ، قاد السيارة وعقد حاجبيه وأختار الصمّت هو الآخـر ، والقى عليها نظرة وهي متصلبة تنظر للأمام وتكتفّ يديها زحف القلق لقبله وهمس : وصايف ؟
: همم
: شفيك ساكتة؟
أجابته : مافيني شي
رُسمت ابتسامة ساخرة على ثغره ، وصايف والصمت خطّان لا يتقابلان ، وصمتّها دليل على وجود أمر مقلق . . قال : وش صار لك بالجامعة
: ماصار شي
دليل آخـر على حدوث أمـر مقلق ، فمنذ بداية دخولها للجامعة وهي تطّرب مسامعة بالتحدث عن يومها بتفاصيل كانت تزعجه . . والآن . . تؤنس قلبه
مدّ شفتيه : معقولة ماصار شي ؟
نفت برأسها ، وزاد قلقه وحيـرته وأختار الصمت هو الآخر
حتى وصولهم للبيت وركنّ سيارته جانبا وترجلت مُتجهه لداخل بخطوات سريعة ، دّلف خلفها وتوّجه للبحث عن خالته كما جرّت العادة ، ووجدها بالمطبخ وألقى التحية عليها وسئلته : وصايف وين مامرت علي ؟
رفع كتفّيه وقال : شكلها راحت فوق ..
واستدار مُتجهه هو الآخر للاعلى ، دخل الجنّاح ليجده فارغ منّها ، وأتجه بسخط نحوى غرفته وآدار مقبض الباب ليفجعه صوت بكاءها المكتوم وهي مستلقية على السرير ولم تغير حتى ملابسها ، أقترب بتوجس : وصايف ! وشفيك ؟؟؟؟ ووصايف
أعتدلت باضطراب ومسحت دموعها بعنف: مافيني شي
عقد حاجبيه بقلق: وكل هالبكاء ومافيك شي؟
: مافيـ.ني شي
تأفف: لا تكذبين علي كم مرة قايل لك لا تكذبين ! قولي لي وشفـ..
قاطعه صوت الشهقه المتعالية من حنجرة خالته وهي تدّلف وتقول: ووصايف وشفيك بسم ربي عليك؟ والله قلبي حاس
تقوس ثغرها للأسفل وقالت: مافيني شي
:شلون مافيك شي ودموعك أربع أربع !!
إيقنت انها محاصرة وقالت وهي تشتت ناظريها : صارت مشكله بالجامعة
: وش المشكلة ! كل مشكلة ولها حَل !!
أزدرئت عبرتها وّ حمدّ يصوب نظراته باهتمام واضح عليها : اختبرنا اختبار وجبت صفر
قالت والدتها براحة: بس عشان كذا !!! عادي تعوضين بعدين مايحتاج كل هالدموع خوفتيني!
مسحت دموعها بصمت ووالدتها تردف : قومي غيري ملابسك وانزلي تغدي ومافيه الا كل خير .. يلا وصايف
أومـأت برأسها ، وخـرجت والدتها وهي تتنهد براحة . . وحمدّ لا يزال واقف ينظر لنا وكتف يدّيه بغضب خفيّ وقال : وليش ماقلتي لي بالسيارة اللي ضايقك ؟
أشاحت بوجهها وقالت : كان فيني الصيحة ولو تكلمت كان دموعي نزلوا
تراخت دفاعاته وقال بحنّو : لا يضيق صدر ولا شي بدال الاختبار اختبار ثاني ، وليش ماذاكرتي ؟
: مادريت
مدّ شفتيه بتفكيـر : طيب كلمي الدكتورة يمكن تعيده لك
عبست : دكتورة هندية ماافهم عليها ولا تفهم علي . .
: من كم الاختبار؟
: من 10
تنهد براحة :خلاص يابنت الحلال سهلات تعوضين بالشهري .. قومي وامسحي دموعك عشاني يلا
ألقت عليه نظرة خجلة وأشاحت بوجهها بصمّت ، وهو براحة توجّه للخـارج . .
.................................................. ....
،
،
تختلس النظر لوالدتها ولحمد وتتنهد براحة عميقة لأنهما صدقا كذبتها البيضاء ، وتأكل برفقتهما ككُل يوم وتزدرء عبراتها . . وهاتفها بجانبه ترى رسائل صديقاتها المواسية بسبب ماحدث اليوم ، ووقوعه بمشكله عويصة بسبب تهاوّنها بدراستها ، وتدّرك بإنهما لو عرفا ستكون ردة فعلهما الغضب الشديد ، وتختلس النظر لحمد وتشعّر بدغدغة لذيذة بصدَرها ، حمدّ يحاول بكل جهدة لارضائها بإفعاله ، احياناً لا تصدق بإن هو حمّد البارد والذي عانت من برودة طوال سنينها الفائتة ، حمد الآن أكثر لطف معها ، وعيّنيها ترّجوها أن تمنحه فرصة أخرى . . ولكن هي بدلال تتمّنّع وتذيّقه من نفس الكأس الذي تجرعت منّه حتى التخمة !
ساعدت والدتها بحمل الأطباق وغسلهن بعد الأنتهاء من الأكل وتناست هاتفها مرمّي أمام ناظرّي حمد ، و ثم عادت لإخذ هاتفها الذي كان بين يديّ حمد وّ يقرأ رسائل صديقتها ويرفع حاجبيه باستنكار : انا كم مرة قايل لا تكذبين علي ياوصايف !
ألتقطت هاتفها من بين يديه وقالت بغضب : وبإي حق تاخذ جوالي ؟ مالك حق ..
قال ساخراً : لا والله ؟ وهذا اللي همّك ، وشـ..
قاطعته : قصر صوتك ولا تسمع امي !
واستدارت خارجة بغّضب منه تصّرفه وقلق من ردة فعله ، لحقها بخطوات غاضبة حتى غرفتهما وأغلق الباب خِلفه وقال بغضب : فسري لي وش اللي جالس يصير
قضمت شفتيه وقالت : أول شي انت فسر لي ليش تمسك جوالي بدون أذني ؟ لهدرجة مو واثق فيني
: لا واثق فيك بس كل مرة تكذبين علي أكتشفت كذبتك بوقتها
تنهدّت وأردفت بغّضب : يلا الحين قولي لي وش سالفة الحرمان اللي ماخذته بمادتين ؟ لمتى الاستهتار بمستقبلك ياوصايف ؟ وين حضورك اللي كل يوم أوديك للجامعة وأرجعك واخر شي حرمان ؟ وبمادتين ؟ وين تروحين وين تجين ؟ فسري لي !
أزدرئت ريقها وقال بعبرة : حمد لا تتهمني اروح للجامعة وأرجع وين اروح يعني ؟
: مدري عنك !
قالت بتهكم : تشك فيني !
: لا تغيرين السالفة عارفك تراني .. قولي لي ليش ماخذة حرمان بمادتين ؟
أطرقت برأسها وقالت : المادة ساعتين والغياب كان ثلاث مرات .. مرتين .. تأخرت وحطت غياب مرتين والمرة وحدة غبت
رفع حاجبيه وقال : والمادة الثانيه ؟ وليش تتأخرين
تجمّعت الدموع بعينّيها وقالت : تحقيق هو حمد ؟ لا تزودها علي
: لأنك غلطانة !
أجهشت أمام ناظرّيه ببكاء أودي بتماسكه للحضيض وتنهد يطرد الحنق من صدّره وقالت من بين شهقاتها : أدري اني غلطانة بس وش اسوي حمد ؟؟؟ وش اسوي ؟؟
قضم شفتيه وقال : تدرسينها صيفي وتهتمين لمستقبلك ! لمتى الاستهتار هذا ! قولي لي ! اذا كل شي موفر لك من الالف للياء تتهاونين فيه! ترى محد بينفعك
غير الله ثم مستقبلك ودراستك وشهادتك !
مسحّت دموعها بصمّت وهو يستطرد بإلقاء محاظرته بحرص شديد : اذا تهاونتي هالسنة تتهاونتي هالسنة اللي بعدها واللي بعدها .. ومتى راح تندمين اذا شفتي اللي حولك توظفوا ومعدلاتهم عالية تفرحهم ! وأنت لا وبوقت تعضين اصابع الندم !
وأردف وهو يقترب منها : وريني جدولك اشوف وش المواد اللي صار فيها حرمان .. وّ من اليوم ورايح تعطيني برنت كامل عن اختباراتك وواجباتك .. وانا معك خطوة بخطوة .. تفهمين ؟
أبتسمت من بين دموعها وقالت : طيب .. شكراً حمد الله يخليك لي
أرتد للخلف خطوتين وازدرء ريقه من مباغتتها وقال باضطراب : شكلك راضية علينا
تعالت ضحكاته بدلال : شوي للحين .. قدامك مشوار طويل ترى
وأشاحت بوجهها وهي تتجه للخـارج على أنظاره الهائمه بصغيرة أودت بقلبه يرتجف بين أضلعه
.................................................. ......
،
،
تحاول كتمّ عبراتها ولكنّها تسترسل كلمّا زاد بكاء طفلها بدون سبب ، لا تعلم ماباله ؟ ولماذا هو يبكي لهذه الدرجة ، وهي تدور به بالصالة الواسعة لعلّه يخفف من حدة بكاءه المتواصل ، وخـروج عزيز من الغرفة نحّوها زاد بكاءها حرجاً منّه . . وّ حرجا من شهامته وّ تحمّله لطفل ليس من صلبه ، أقترب نحوها وقال : عطيني عنّك ومسحي دموعك دموعك غالية علي يالجوري
مسحّت دموعّها بهدوء ، وحمّل بين يديها يدور فيه لعّل بكاءه يخفّ وسئل : يمكن جوعان ؟
: توه شرب حليب
: او يوجعه شي ..
قضمت شفتيها بحيرة : مدّري ياعزيز .. مدري وش المشكلة ..
: نوديه الطبيب ؟
رفعت كتفيها : مدري .. وش نقول لهم الولد يبكي ؟
أبتسم برّقة : وامه تبكي معّه بعد شوفوا لها حلّ
ضحكت وقالت : شسوي فيه .. له نص ساعة يبكي وكل ليلة على الحال مو طبيعي !
عقد حاجبيه بتفكيـر : بسأل مها يمكن تعرفـ..
: لا لا .. ادق على أمي تقول لي
أومـأ برأسه على مضض ، وإتجهت الداخل للإتصال على والدتها
وهو واقف يحمل بين يدّيه طفل كان من المُفترض أن يكون طِفله هو ، وينظـر بنظـرات هائمة وشعور خبيث يسيطر عليه ولا يستطيع الفكاك منها ، نًعم هو من وافق وأقنع عمـه عبدالرحمن ان يتربى تحت كنّفه ، هو ايضاً من ضرب اعتراضات عائلته ضرب الحائط ، وّ قبّل أن يكون هذا الطفل بمثابة ابنه البكـر ، فقط من أجل حبيبة فؤادة . . من أجل فرحة عيّنيها وهـو يوافق لا بل يصّر أن يكون بمثابة ابنه . . ولكن لا يستطيع تقبّله لهذه اللحظة ، يدمدم الشعور بإعماقه ويحتسب الأجر عنّد الله ، فّ كفالة اليتم لها أجـر عظيم وهو طامعّ بهذا الأجر
،
أتت الجوري وقالت : امي تقول احتمال فيه غازات ببطنه وقالت لي اسوي له اعشاب .. عطني اروح اسويه له
: شلون تسوين له وهو للحين يبكي ؟ روحي سوي له وانا امسكه
أقتربت بخطوات خجلة وقبلت ذقنه وقالت بعبرة : مدري شلون ألحق جزاك
تصلب لثانية وبعدها قال : أن سمعتك تقولين هالكلام بزعل ترى
تقوس ثغرها للإسفل : كل شي ولا زعلك ياروحي ..
واستدارت مُتجهه المطبّخ ، والطفل لا يزال يبكي بين يديه وقال ساخراً : كل شي يهون عند أمك اللي مجننتني !
.................................................. .............
،
،
دخـل عزيز على والده ورأى أخيه أحمد يجلس بإخر الغرفة والضيق بادّي على ملامحه وجهه ، وتنهد بثقـل وقبّل رأسه والده وجلس بجانبه وقال والده ساخراً : وين حرمتك ماتجي نشوفها الا بالسنة حسنة؟
كتم تأفف وقال : اليوم الخميس يتجمعون البنات وتجي تشوفك ان شاءالله
وأردف بضيّق : بس يبه اذا لي غلا عندّك لا تقولها كلمة تضيق خاطرًها
القى عليه نظرة حادة : مادري لوين بيوديك قلبك ياعزيز !
أختار الصمّت ، وأردف والده بنبره غاضبة : وانا مادري هالبنت وين بتودي ابوها ! شوف حالته ! من يوم ما تطلقت وهرب المهبول هذاك !
إيقن عزيز بإن والده غاضب من وعلى جمال والشموخ
قال عزيز بـقلة حيلة : المشكل هي اللي تبي الطلاق ويوم تطلقت نفسيتها بالحضيض ! البنت كل يوم تذبل يايبه
: ايييه والله من الردى فيها وبزوجها !
قال عزيز بمداعبة : وفوق رداهم هم أغلى أحفادك !
صمّت للحظة وبعدها قال بحسرة : ايي والله صادق والجرح مايجي الا من الغالي !
أطرق رأسه عزيز بصمّت ، وهو يفكـر بحال الشموخ المؤرق بالنسبة لهم ، وغمغم والده : تدري إنه حامل
رفع رأسه بصدمة ووالده يردف :توه احمد جاء وقال وشوف وجهه !
: صادق !
: اي والله . . ويقول انها ماتبيه .. وشلون ماتبيه وهو نعمة من الله يمكن لو عرف جمال يرجعها !
مدّ شفتيه بإستياء : ماظنتي بترضى ترجع له !
وأردف بعدّها : بروح أشوفها . . بس يبه تعرف بناتك الله يهديهم أمنتك بالله تقولوهم مايجون عندها ولا يقولون لأحمد شي ولا لزوجته ! اللي فيهم مكفيهم
أومـأ برأسه وقال بعدها ساخراً : احمد وزوجته والشمّوخ متعودين على بناتي .. بس الخوف على مرتك !
،
تنهد بقلة حيلة وّ قال : مرتي تسمع من الكلام وتسكت وهذا البلا ! بس يايبه مرتي خط أحمر قـ..
قاطعته بحدة : مالي شغل بمرتك !
!
كتم غضّبه واستدار للخـارج ، مُتجهه إلى الشموخ وتعالي رنين هاتفه ليرى زوجة يوسف تتصل أجابها : هلا ام قصي
: اهلين عزيز .. بشرني شخبارك؟
: الحمدلله بخيـر
سئلته :وينك ؟
: تبين شي توي طالع من أبوي وبروح للشموخ
قالت : لا سلامتك .. بس بقولك الاسبوع الجاي ودنا نسّوي حفلة كبيرة شوي للجـوري .. يعني ماسويت زواج ولاّ فرحنا فيكم .. شرايك
أبتسم برحابة : ياجعل عيني ماتبكيك ياام قصى
ضحكت برّقة : شدعوى تستاهل ياعزيز ولدّي انت ولا ناسي ؟ المهم انا وهلّه بنتكفّل بكل شي وخواتك بيساعدونا ، وّ قول الجوري اذا يناسبها وعطني خبـر
: على خير .. مع السلامة
،
........................................
،
دخـل عليها بغرفتها وهي مستلقية على ظهرها تنظـر للسقف بخواء أوجعّه ، وأقترب منّها ودعاها بخفوت : الشموخ ؟
عندما رأته أعتدّلت ورسمت على شفتيه بسمة هادئة : هلا عزيز
جلس على حافية السرير وقال مُداعباً : مبروك ماسمعنّا !
آمالت رأسها ساخرة : وصلك الخبر !
أومـأ برأسه وقال : وصلني . . ووصلني إنك ماتبينه !
بللت شفتيها تمنّع العبرة المتحجر وقالت بخواء : ياليته ماصار من الأساس .. ياليته ماصار .. ولا يذكرني شي فيه !
رفع حاجبيه وقال بحذر : بس اللي يشوف وجهك بعد ماصار اللي تبين .. يقول كإن الموضوع صار .. مدري يالشموخ .. بس واضح الحزن بعيونك من بعد الطلاق
رفعت كتّفيها وأختارت الصمّت ، وتنهد عزيز بقلة حيلة : ارضي باللي ربي كتّبه لك ، لا تجزعين ..
قالت بإسى :شلون يجي اللي ببطني وأبوه ماهو عندّه ؟ شلون يجي .. وانا كارهه أبوه ؟ وليش يجي ؟ ليش
وغطت وجهها بيديها وأجهشت ببكاء مرير ، قضم شفتيه واحتضنها برفّق ، وقال : لو عطيتيه فرصة .. لو سمعتي منّه .. لو
نفت برأسها بين احضانه وقالت : أكرهه أكرهه ماأبيه
قال بنره هادئة : نسيّتي إنك بنتي اللي اعرفها مثل خطوط يدّي ، الشموخ أنتي ماتكرهينه .. أنتي تحبينه ودايم اللي تحبينهم تعاقبينهم .. وتعاقبين نفسك ببعدك عنّهم .. وأبعدّها بلطف ونظّر لعمّق عينيّها وقال : ليش يالشموخ ؟
أنفلت شهقاتها بصمّت ، وران صمّت طويل عليهما حتى قالت: تدري طول عمري وانا أعطيه فرص بس هو مايدري .. من زمان أعطية فرص ولا هو يدري و لا أحد يدري .. والحين ماعندي فرص ماعندي
قال بحيرة : بس هالمرة هو ماغلط !
قالت بحشجرة : بس طاقتي نفذت إني اتحمل . .
رفع حاجبيه وتساءل : عشان زوجة الثانية ؟
أجابت بإيماءة بسيطة ، ومدّ شفتيه بإسيتاء : ولو عرف بحملك وش تتوقعين يسّوي
قال بقنوط : يطيح يارب قبل لا..
نهرّها بحدة : الشموخ ! استغفري ! مايجوز تدعين .. وهذا الي بطّنك روح .. تعرفين شلون رووح !
تنهدت بيأس وقالت : عزيز التفكيـر تعبني .. ماعرف وش اسوي .. معرف .. ليش حياتي .. كذا ؟
أوجعه قلبه وقال : وكلّي أمرك لله ياعيون عزيز .. قولي يارب انتم أعلم بحالي .. ولا تشلين همّ بكرى ولا بعده ولا شلون يجي الطفل بدون أب .. بس توكلي على الله !
قالت : ونعمً بالله .. وأردفت : قررت أجل هالترم ، ماحس اني مستعدة أدرس
وافقها : يكون أفضل لك .. وأنتهي على نفسك ياشوشو ولا تعاقبين هالروح اللي داخلك على اللي صار مالها ذنب ولا لها دخل .. وتراك مسؤولة عند رب العالمين اذا صار لها شي !
نظّرت له بمحبة خالصة : من عيوني ياعزيز ، عرفت أنك بتربي ولد الجوري وكبّرت بعيني أكثر .. والله ماراح يضيع اللي تسوّيه مرة .. ياليتي ماخذة من صفاتك شوي ! وعبًست بضيق : ليش انا كذا؟
ضحك بصوت عالي وقال : مالنا فيك طب !
أنرسمًت ابتسامة طفيفة على مُحياها ، وقال عزيز : ياحلو هالبسمة اشتقنا لها .. قومي وتشجعي عشان أبوك وجهه يضيق الصدر
أختفت البسمة من ثغرها وحلّ محّلها العبوس وقالت : هو عشان أبوي انا اتقوى .. عشانه ..
.................................................. ...........
،
،
بجسد متصلًب تِجلس بين عائلة عزيز وكأنها شخصّ شاذ بينهم ، و نظّرات اخواته المتفحص بكل أجتماع تزعزع ثقتها وتعظم العبرة التي تحاول جاهده ازدرائها ، وحمدت الله بسّرها عندما أقتربت ليلى تجلس بجانبها وتقول : بشريني شخبارك يالجوري ؟ والله ماعمري شفت وجهه عزيز منور إلا هالاسابيع هذي!
ابتسمت برّقة : الحمدلله بخير .. وتجاهلت حدّيثه الأخيـر وأردفت : وانتي شخبارك ؟
أجابتها : الحمدلله بخير .. وين ولدّك ماهو معك ؟
بالكاد حافظت على هدوء ملامحها وقالت : ودّيته عندّ خواتي ..
أومـأت برأسها دون تعليق ، وقالت الجوري بهدوء ونبرة خافتة : ماجاء الوقت اللي يسمح لي أقولك شكراً ياليلى على وقفتك معّي ، واستري ماواجهتي منّي .. بوقتّه كنت مو بوعي
نظّرت لها ليلى بمحبة : شدعوى يالجوري انتي مثل خواتي وأكثـر .. ويكفي سعادة اخوي عزيز معك
بادّلتها الابتسامة : ياحبيبتي الله يسعدك يارب
وبهذا الأثناء دّخل عليهم عزيز وقالت ليلى : هذا الذيّب عن طاريّة ..
نظّرت إليه بحّب فاض من مُقلتيها ، وهو يسلم على أخواته وبناتهن ، ويُداعب هذه وتلك ويحتضن الصغار ويحملهم عالياً ، يا الله تشعر بإن قلبها الذي يتلحف بين أضلعها يتظخم من روعته ، وفجاة ألتقت عيّنيه بعينيها العاشقة ليعطيها أبتسامة جميلة آسرتها ، وأقترب حيث مكانها وقال لليلى بخشونة : قومي بجلس عند زوجتي
تعالت الضحكات وتوردت وجنتيها بحرج وقالت ليلى بغيظ : عشتووووا ياعزيز نسيتنا !!! والله ماقوم مالي شغل
وأتى صوت إحدى أخواته : بابختك يالجوري عزيز يضحي بليلى عشااانك اووه ! بس باقي الشموخ وتصيرين التّوب
أستدار وقال لها بضحكة : تقارنين الشموخ يالجوري ؟ الشموخ بنتي وهذي زوجتي !!!
وتعالت الضحكـات وأرغم ليلى على الابتعاد والجلوس بجانبّها وقال بهمّس : تدرين كل مرة أدخل على خواتي اتمنى أنتي جالسة بينهم ، والحمدلله ربي حقق لي أمنيتي
زينت البسمة شفتيها وقالت : طيب خلاص بعدّ عني شوي شوف شلون كلّهم يناظرون فينّا ..
رفع حاجبيه بمكـر : وش علي منهم؟ يدرون إني أحبك وشاريك منزمان ! واذا تخافين يعطونك عين قبل لا تطلعين مستودعتك ربي
ضحكت بخفوت : ماخذ كل أحتياطاتك هاه!
رفع حاجبيه بإبتسامة واسعة : أكيد ،
وقالت بعدها : أبشرك اليوم خالد بينام عند أهلي يعني بننام بدون أزعاج !
وكعادته يغلبها بروعتة وّ عطاءه اللامحدود : ومن قال إن يزعجني ؟ خالد ولدّي !
أبتسمت بحبّ : يابخت خالد فيّك ! كنت افكر قبل لا أولده شلون بيعيش بدون أبو ؟ مادريت أن عوض ربي كبير ..
بادلها الأبتسامة دون تعليـق ، وّ إتجهت انظارهمّ حول أخته هلّه التي تقدمت لتكون أمامهما وتتحدث بخوفت : عزيز بشريني شلون الشموخ ؟
قال بهدوء : ماعليها ، بس اتركوها هالفترة
تنهدت بضيق : ماراح نقول لها شي .. سبحان الله اللي ربي مو كاتب يكملون مع بعض !
رفع كتفّيه وقال : نصيّب ياهلّه ..
أومـأت برأسها بإسى ، واستدارت عائدة لمكانها
وقال هو بخفوت : تدرين إنها حامل
رفعت حاجبيها باستنكار : صادق !
برمّ شفتيه بإستياء : والله ، ونفسيتها بالحضيض !
: ماتدري يمكن خيرة .. يرجعون لبعض !
رفع كتفيّه وقال : والله مادري .. ماظن
،
مدّ شفتيها بإستياء لأجله ، وبسبب الشعور الخبيث الذّي يزورها عندما يظهر أهتمامه البالغ بها ، ولكنّها تحاول جاهدة دحّره وّ رؤية الدلائل الواضحة كوضوح الشمسً باختلاف مكانتها لدّيه ، و مكانة الشموخ . . وتتمنى من أعماق قلبها إن تهدأ تقلبات حياتها . . من أجله
وتحمدّ الله جهراً وسِراً على وجود عزيز بحياتها
.................................................. ................
،
،
مخزون الدموع جفّ من ثلاث أسابيع فائتة ، والغصة تتعاظم بقلبها . . والحسرة والندّم تتآكل بداخلها . . وشريط حيّاتها منذ أول لقاء به حتى آخر لقاء يعاد عليها بإصرار
بوجهه واجّم رابضة فوق سريرها وأختها داليا تحاول جاهدة إرغامها عل الإكل ولكن لا جدّوى !
: مو من صج سمّر ! تبين تذبحين نفسج ! كولي لو لقمة عشان امي وامي !
نفّت برأسها بصمّت ، وأردفت داليا بغيظ : تبين تموتين ؟ شكلج مو صاحية! اللي انتي جالسة هنا تبچين وهو مادرى عن هوا دارج ! تلقين مع زوجتة بنت عمّه يترضّاها !
قالت بغصّة : ممكن تاخذين أكلج معج وتطلعين برى ؟ لأني مو ناقصة ولا كلمة زيادة منج
وضعت الأكل فوق الطاولة وقالت ساخرة : من يوم تزوجتيه وانا ساكتة وبالعة موس ! لكن الحين جاء وقت اللي اتحجى وأقول لج . . ياسمّر اذا ماتغيرتي بعد هالصفعة اللي جتج فإنج غبية غبية
أشاحت بوجهها بصمّت وأختها تّردف : واذا ماتحركتي وشفتي حياتج انتي الخسرانة ! واصلاً وش بتخسرين أكثر !
: اطلعي برى !
تكتف بإصرار : مو طالعة ! وانا وراج لحدّ ما تطلعين بإقل ضرر من هالعلاقة السامة ! وثلاث اسابيع كفت ووفت انج تبجين عليه وعلى حياتج وعلى الياهل اللي طاح !
وأردفت بحسرة : لمتى بتضلين چذي ؟ لمتى وانتي واقفة بمكانج ! اعنبو دارج ماخذة امتياز بشهادتج والثالثة على الدّفعة وإي شركه تقبلج واصلاً بس يتمنون تجين تتوظفين عندهم ! وأنتي حاطة نفسج بقالب وتركضين ورى سراب ! والله سررراب ياسمّر !
نظّرت لها وقالت بغصّة : تحسبين الموضوع سهل لأنج ماجربتي ! ماجربتي يكون ريلج اللي تحبينه وتموتين فيه ويوعدج إن انتي الاولى وزوجته الأولى ولا شي بعدها سبحان الله كل شي يتغير ! وّ فجأة يحبها ويموت فيها أكثر منج
لمعة عينيً داليا برضى على تفاعلها وربضت على حافة السرير وقالت : ما سألتي نفستج ليش اهو تغير
قضمت شفتيها بحنق : اش دراني ! ماعرف وش تغير
:انا اقولج وش اللي تغير ياحبيبتي .. انتي متعقلة بجمال لدرجة أنه يهرب منج ! وبالاساس انتي تخنقينه ! تخيلي لو انا متعقلة فيج ياسمّر وابيج بس عندي وبس خايفة تروحين احد ثاني .. وبس ابيج تقابليني ماتطفشين ؟
: انتي اختي غير !
: لأ نفسها نفسها ! وّ ريلج شنو كان يقول لج كان يقول انا مابي اظلم بنت عمي وما..
قاطعتها بحسرة : من متى ؟ واهو حط الامل بقلبي اني بكون الاولى بكل شي وّ بكون زوجته ! وبعدها فجأة بسم الله يقول خلاص ياسمّر قررت ماطلقها وانا ماودعج وانا وانا !!!
قالت بهدوء : أهدي . . أهدي ..
قرصّت الدموع عيّنيها وقالت : احس جررررح كبير بقلبي ! ماراح اسامحه وياجعله مايـ..
قاطعتها بحدة: انتبهي انتبهي تدعين انتبهي ! اهو ماضرج ولا بشي ! واللي سويتيه أخر شي هو الغلط ! ياسمّر !
: ليش انتي تاقفين بصفه ؟!!
: ما أقف بصف أحد ! أقف مع الحق ! والحق اللي اقوله لج .. جمال أغلط بالبداية لمّا أعطاج وعد مو قده لكن أهو حاول يعدل بينكم ياسمّر ! وثاني شي ياسمّر علاقتج فيه أنمرضتي نفسياً اكثر من ماتكونين سعيدة ! ياسمّر الحياة مو أنج تحكرينه ويكون بس لج لحالج لأ ! ترى انتي الداشة عليها وانتي اللي خذيتي ريلها وانتي اللي بكل قواة عين تروحين لها وتقولين بعدي عن ويلي !
قضمت شفتيّه بحنق وأشاحت بوجهها وداليا تستطرد : من أول ماخذيته وانتي تعبانة وانتي مريضة مو سعيدة وانا ساكتة لاني اعرفج ماراح تقتنعين .. ويشهد الله علي انتظر اليوم اللي يجي ويوعيج من وهمّ ريلج اللي تركضين وراه ! من يوم وإحنا يهال وانا اشوف انهزاميتج واشوف قلة ثقتج بنفسج واتحسر بقلبي ! واتمنى ماكون مثلج .. الكلام يوجعج بس لازم اقوله لج ! شوي ألتفتي على نفسج شوفي ربي وش اعطاج من اشياء ايجابية! لا تنتظرين جمال او أحد ثاني هو يعزز ثقتج بنفستج واللي نفر جمال منج أهو عدم تقديره لذاتج ! اذا ماقدرتي نفسج مافيه أحد بالدنيا هذي بيقدرج وأكبر مثال أمي ! اللي هي تقرر عنج وأهي تمشيج على كيفج ويوم ..
قاطعتها بغصة : كل السبب من امي ! هي اللي خلتني ادور على شخص يعزز ثقتي بنفسي ! اهي اللي خلتني ارضى بجمال واتعلق فيه اهي السبب
تكتّفت داليا وقالت : وتبين يروح عمرج تحطين امي السبب وجمال السبب ! اصحي .. اصحي لنفسج لأن ربي ماحط هالمشكله بطريقة إلا بيوعيج !
تدّلت كتفّيها بإسى : شنو اسوي ؟ شنو اسوي يالداليا ! كل ماتذكر عصبيته عشانها أموت ! كل ماتذكرت شلون أهو تغير عن جمال اللي كان .. وأنزلقت دمعة وهي تردف : كان ينسدح بحجري ويقولي أكرهه أهلي وانتي وطني اللي انا هربت منّه ! اشلون تبيني انسى ؟ وشلون تبيني اسامحه او حتى ألتفت لنفسي ؟
قالت داليا وهي تخفي شفقتها عنوة : لأن الانسان لو طار بالسماء ياسمّر ماله إلا اهله !
أطرقت برأسها باسى والدموع تنذّرف بغزارة
وداليا تختم حديثها بهدوء : مابي أضغط عليج ياسمّر بس اللي تعرفينه اني ماراح أتركج لحدّ ما تطلعين جمال من قلبج وتلتفتين لحياتج !
،
وأستقامت وهي تردف : وأول خطوة انج تاكلين هالأكل !
وأحضرت الأكل ووضعته أمامها عنوة : كولي كلّه ! وقدامي
مسحت دموعها ورفعت رأسها : مابي
قالت باصرار : ماراح أهدج ترى لحدّ ما تاكلين !
تأففت وأخذّت الكوب العصير ترتشف القليل منه وّ قالت : امي وابوي للحين زعلانين ؟
أومـأت برأسها : ايه .. وتدرين لو يصير اللي يصير مستحيل ترجعين لجمال !
.............................................
،
،
رمى هاتفه بغضّب وهو يقول : مايرد جليل الحيا مايييرررررد !!!!! ثلاث اسابيع وهو مايرد !
قالت زوجته بحسرة : بيخليها معلقة عندنا أهنيّ والناس يبطون أذونا بالحجي !! اه والله لو أشوفه اه !
نظّر لها وقال : انا ماراح أسكت أكثر من چذي ! بروح لـ سمّر تعطيني رقم أهله ولاّ صديقه ولا والله لا أروح للسعودية وأواجهه أهله
وخرج بخطوات غاضبة وخلفه زوجته ، متجهين لغرفة سمّر . . آدار مقبض الباب ليدلف ويرى سمر برفقة داليا تتحدثان بهدوء ، أقترب منهما وقال : عطيني تلفونج بسرعة !
قالت بتوجس : ليش ؟
: اشلون ليش ؟ ابي رقم اهله أو صديقه اللي كان يقولج اخباره يوم هو بالسجن
سئلت داليا: شنو تبي فيه يايبه ؟
ضحك ساخراً : شلون شنو بي فيه ! ابي يجي عشان الطلاق
أصدرت شهقة من ثغر سمّر ، ووالدتها تقول بحسرة : ليش شهقتي ! مفروض تكونين متوقعة هالشي !
قالت داليا: انا أقول يبه . . اصبروا ..
صرخ بغيظ : شنو نصبر ! بنتي ماتنهان أكثر من چذي .. وأردف بصوت عالي : عطيني تلفونج
أخرجت الهاتف من درج الخزانه برجفة ، ومدّته لوالدها وهي تقول : اسمه .. صديق جمال .. واهله ماعندي لهم رقم بس مرت أبوه
أومأ برأسه ، وبحثت عيّنيه عن رقم صدّيقه ونقل الرقم بسرعة .. وخـرج على أنظارهما المتخوفة ، وزوجته تلحقّه ..
توقف بالردهة والهاتف على صنّوانه ينتظر الرد حتى أجابه بـ: الو
: السلام عليكم .. اخوي انت صديق جمال خالد الأحمد ؟
: اي وصلت خير.. تآمر على شي ؟
قال : جمال ليش مايرد على تلفونه ؟
سئل : ومن انت طيب ؟
قال : انا ابو زوجته سمّر وادق عليه ولا يرد !
: حيّ الله ابو سمّر .. انا حمد اللي كنت شاهد زواجهم .. وّ جمال والله مادري عنه مختفي من ثلاث اسابيع
قضمت شفتيه بغضبّ وقال : ولا تدري وين مكانه !
: لا والله !
: اذا عرفت وين مكانه ياليت تخبرني ! ويتصل فيني ضروري
وأغلق دون سمّاع ردةّ ، وبحث عن الرقم الآخر ، وأتصل عليّه . . ولكن طـال أنتظاره ولا رد !
: ماترد !
سئلت زوجته : شنو صديقه مايعرف أهو وين ؟
أجاب : لأ ! مايعرف
وعاد لغرفة سمّر حتى صار أمامها وتحدث بغضب غريب على شخصيته : تشوفين هالجلب مايرد ! والله ياسمّر لو تعرفين شي عنه وتسكتين ترى هه..
قاطعته داليا باضطراب : هد يبه شفيك ! شوي شوي على سمر ! وبعدين أهي عايفته تبي الطلاق اليوم قبل بكرة !
همّت والدتهما بالتحدث ولكن داليا قاطعتها بشجاعة : اسمعي يمه لج ثلاث اسابيع وانتي تدخلين على سمر وتسمعينها كلام يسمّ البدن لين أهني وخلاص ! مفروض تاقفون معها مو ضدّها ! اللي صار صار وتأنيب الضمير مايفيد ! ونظّرت لوالدها قائلة بغّضب : وحتى أنت يبه صاير تقسى على سمر كثير وماهي عادتك ، الفروض تطيب جروحها وتدعمها مو تهاوشها ! وسمّر بنتكم مو عدوتكم عشان أهي فشلت بتجربه كنتوا مو راضين عنّها !
ونظراته تتناقل بينهما بغضّب ، تراخت تعابير والدها ، وألقى نظرة على سمّر بندَم . . واستدار خارجا بصمّت ، وزوجته لحقتّه بصمّت هي الأُخرى . .
.................................................. ...........
،
،
،
تمسك بهاتفها بتعجبّ وهي تنظـر للرقم الغريب ، ورفعت رأسها للتوأم تسئلهما : اقول سلوى والوليد فيه رقم يتصل عليّا من برى السعودية تلات مرات وما أُعرف من هو !
أقتربت سلوى وهي تقول : فيه برناج تُعرفي من أتصل عليكِ أدني اشوف
مدّ لها الهاتف ، وقالت بعدها : هاه جمال ما أتصل فيكم ؟
رفع رأسه الوليد من هاتفه وقال : لأ يا أُمي وربي قلقان عليه
وافقته سلوى : وانا كمان ! وسمّر لما أسألها ماترُد عليه مدري ايش فيه والشموخ اصلاً اُدق عليها جوالها مقفّل!
قالت والدتهما بقلق : وربي خايفة صار شي وأحنا ماندري ! ايش الوليد ماعندك رقم عمك عبدالعزيز
: الا عندي
: أتصل عليييه وشوف أسأله عنّه !
أومـأ برأسه بموافقة وخـرج للأتصال عليّه وقالت سلوى : طلع الرقم اسمه .. غازي الكامل ! ومن الكويت
عقدت حاجبيها :غازي الكامل ! اش يبغى هدا
: اش عرفني .. ايش ياماما تتصلـ.. قاطعه حدّيثها رنيـن الهاتف لتقول : شوفي ياماما يتصّل !
ألتقطت الهاتف وأجابت بتوتر : الو
أتاها صوّت رجّل يقول : السلام عليكم اختي
عقدت حاجبيها : وعليكم السلام .. من معاي ؟
: انا ابو سمّر ..
: توه اهلاً اهلاً .. كيف حالك ؟ وحال سمّر ؟
أجابها برسمية : الحمدلله ، لو سمحتي اختي انتي زوجة ابو جمال صحيح
: ايوه صحيح !
وسلوى تنظر لها بتعجبّ ، وأردفت : آمر تبغا شي ؟ ولا سمر محتاجة حاجة ؟
قال : لا سلامتك اختي .. بس جمال تعرفين وين مكانه !
تبلجت عيّنيها بصدمة : لا والله معرف ! ايش فيه صاير شي ؟
: لا سلامتج اختي .. بس لو تعرفين وين مكانه او رقم التواصل معّه ياليت يتصل فيني
: اوكيه .. بس ايش فيه صاير شي ؟ سمّر كيف حالها ؟
: سلامتج .. مع السلامة اختي
وأغلق ، رفعت حاجبيها باستنكار : اش فيه هدا الرجال ! سألني عن جمال ومو راضي يخبرني وش فيه
رفعت كتفيها سلوى وقالت : ماعرف يمكن عشان سمّر طولت عن اهلها ! واردفت بضيق : وربي خُفت كتيير على جمال
كسى الصمّت على الأجواء ، حتى دخول الوليد وهو يقول بضّيق : حتى عمي عزيز مايعرف فين هوّا !
: أُحلللف !
ربض بمكانه وقال : وأزيدكم من الشعر بيت يقول طلق الشموخ !
.................................................. .................
يتبع


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-20, 09:31 PM   #414

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي



,
,
تجلس على سجَادتها وترفع يدّيها بخشّوع وإجلال تدّعو الله ان يحفظ وحيَدها وأن يردّه لها سالماً مُعافى ، وبقلب أم كثلى ذاقت جفاءه حتى أصابتها التخمة تدعو ان حفظه الله بحفظه ويجعل عاقبة الأمـور خيرة لا يبصرونها بمحدودية تفكيرهم ، وتنذرف دموعّها وهي تقول بهمّس : يا الله يارب اذا كان اللي يصيـر عقوبة بإني تزوجت أحمد على موضي الحبيبة تتّوب علي يارب ! وأنلفتت شهقه من بين شفتيها وهي تردف بذات الهمّس : يا الله ياربي وياحبيبي كل مرة ترسلها لي بالحلّم وهي راضية عني ، بس ياربي انا خايفة خايفة ان تكون شايلة بقلبها لو ذرة .. يارب طمنّي .. ويارب .. ردّ جمال للشموخ الرد الجميل اذا كان فيه خيرة لهم
،
وختمت دُعائها بالصلاة على النبي محمد صل الله عليه وسلّم ، ومسحت براحة يّديها وجهها . . وأعتدلت وهي تلتقط هاتفها كمحاولة اخيرة لعلّه يُجيب على اتصالاتها او يقرأ رسائلها ، ولكنّ للأسف لا رد على اتصالها ، ولا جواب على رسائلها . . رمت الهاتف باحباط وقلق . . واستقامت تخلع رادء الصلاة وتذهب للاطمئنان على أحمد النائم بفضل الكثير من المسكنات ، ومن ثم أتجهت نحّوى غرفة الشموخ . . وطرقت الباب وأقلقها صوت البكاء المكتوم لتدلف وتتجه نحوى دورة المياة وتجدها تنحنى وتخرج مافي جوفها وتبكي بخوفت دخلت عليها وقالت بقلق : الشموخ بسم الله عليك وش فيك ؟ وش فيك ؟
نظّرت إليها وقالت : من ساعتين وانا أرجع .. مايوقف !
ارتاحت تقاسيمها وقالت : هذا بداية الوحام اكيد .. تبين اسوي لك شي يريح معدتك شوي ؟
مسحت دموعها وأعتدلت : لا .. مو مشتهية شي وأخاف أرجعه
قالت بعطف : ياحبيبتي .. تعالي انسدحي
أومـأت برأسها وخرجت من دورة المياة برفقتها ، وأستلقت على السرير ، وسئلتها : من متى وانتي كذا؟
: من العصر .. فجأة .. وعقدت حاجبيها : سوري بس ريحة عطرك مو حلوة
رفعت حاحبيها باستنكار وبعدها انفجرت ضاحكة وانرسمت بسمة طفيفة على ثغر الشموخ ، وبعدها قالت الجازي بمحبة : ياليت .. موضي عايشة وتشوف شموخة تتوحّم على ريحة عطري !
تقوس ثغرها للأسفل . . وأردفت الجازي بتنهيدة : الله يرحمها ويغفرلها
سئلتها بغصة : ماجتك بالحلم هالمرة؟
نفت برأسها : لأ . . بالعادة لو يصير لك اي شي تجيني بالحلم .. هالمرة لأ ..
أزدرئت ريّقها وقالت بعبرة : ياليتها تجي بحلمي لو مرة ! بس مرة احضنها وأسد الفراغ اللي بقلبي
ربضت على طّرف السرير وقالت : تعالي احضنك .. تعالي يالشموخ .. انا بعد أحس بفراغ بصدري كبير !
أعتدلت وقالت بحذر : مو زعلانة علي ؟ ولا شايلة بخاطرك !
مدّ شفتيها : بنتي انتي يالشموخ .. وشلون ازعل على بنتي ؟
وأقتربت الشموخ باحتياج كبيـر لاحضانها المشرعة وقالت : سامحيني .. لأن كل مرة اكتشفت أني مابقا لي بالدنيا غير ابوي .. وأنتي وعزيز
قالت : وعمامك كلهم حولك ياشموخة ، كلهم يحبونك
أبتعدت ومسحت دموعها : بس محد متحمليني غيركم !أبتسمت : بهذي صديقتي .. وأعقبت بجدية : ماراح أكثر كلام ولا راح اضغط عليك .. بس جمال لازم يعرف بالحملّ
قالت : خليه يعّرف ! بس لا يصير عندك أمل اني برجع له عشان الحمل !
ألقت عليها نظَرة حانقة وقالت : بقلبي كلام كثير بس عارفة نفسيتك ماتسمح
: عارفة كلامك وعارفة وش بتقولين ! مايحتاج !
تكتفّت بحنّق : بس بسألك سؤال ، ما غلطتي لمّا ماسمعتي تبريره !
أشاحت بوجهها وقالت : ما ابي اعيد كلامي اللي قلت له قبّل واجرحك فيه ! بس انا مقتنعة بوجهة نظّري !
قالت الجازي بهدوء : منزمان وانا كنت أقول لاحمد لا تغصب أحد على أحد ! ويوم جاء القرار بيدك فجأة تنازلتي مو عشان الليلة اللي نام فيه بجنبك لأ ، لإنك لو كنتي ماتبينه كان ماهمّك إي شي . . بس بقولك أدري جمال غلط بحقك .. أدري .. بس خفّي عليه شوي !
وأستقامت مُنهيه حديثها : الحين أكيد خفت معدتك ناميّ والفجـر أمر عليك واتطمن
وأنحنّت تطبع قُبلة على وجنتيها وتقول بصّدق ومحبة : يمكن اللي مهّون علي إن شموخة .. رجعت لي .. أنا !
،
واستدارت خارجة على عيّنيها الدامعة وأغلقت الباب خلفها بهدوء ، وانصبت تـدور حول نفّسها وتغلق اذنيها بهستيرية تمنّع تسّرب صوّته لاعماقها ، وتارةّ تغمض عيّنيها لعلّ وجودة بغرفتها يختّفي . . وضعت يديها على صدَرها وقالت بخفوت : يارب أنزعه من قلبيييي يارب
وبكت بانيهـار وهي تدور حول نفسّها ، وفجاة فتحت عيّنيها وسارت بإتجاه منضدة الزينة وتفتح إحدى الادراج وتُـخرج . . الخاتمّ . . نظّرت له بحسرة وقالت : كإنك عارف إن مكان مو بصبعي .. مكانك مرميّ بالدرج !
وإتجهت نحوى النافذة وفتحتها بعنّف وقالت : برميك وبرميّه من حياتي ومن قلبييي !
ورمتّه بقوة وهي تبكي بصوت عالي لم تستطع كتمة ، واستدارت نحوى خزانات الملابس وأخرجت الدفتر المرمي تحت أكوام الملابس المرمية بأهمال وقطّعت أوراقه بغضّب : الكلام السخيف اللي كتبت هنا بينمحي من قلبييي مثلّ ماراح ينمحي منّ الدفتر !!!
وانهارت على الأرضية تبكي بانهيار : اكرهك جمال .. اكررررهك .. اكرهك
.................................................. ...........
،
،
تحـاول قدّر الإمكـان كتّم ضحكاتها وهي ترى حمدّ يُحاول جاهداً فهم مادة الاحصاء وعقد حاجبيه قائلاً بحنق : درست محاسبة لمين قلت بس ! وفهمتها مثل الماء وش هالمادة السهلة والصعبة بنفس الوقت !!!
قالت بضحكة : شوف حمد انت مخك يعني ماشاءالله مايستوعب الا الاشياء الصعبة ! والاحصاء جداول واحصائيات يعني ماتمشي مع مخّك
رفع حاجبيه بتكفيـر : طيب وش بتسوين شلون بتختبرين بعدم يومين وانتي مو فاهمة !
عبست بضيّق : حمد تدري إنه كوز !! سهل كله اختياري مايحتاج تخنقني هنا وتشرح لي بيومه اذاكره
: لأ ! بيومها عندّك كوز ثاني شلون راح تذاكرين !
كتمتّ صرختها وقالت : تدري هذيك المادة سهلة قبلها بساعة يمديني اذاكر
تكتّف وقال ساخراً : هذا بداية الاستهتار ياوصايف !
مد شفتيها باستياء وقالت بهمس : يامن شرى من حلاله علّه
: وش تقولين !!!
تأففت : ماقول شي .. بس اقول يعني لو .. نروح يعني شرايك نروح نتمشى شوي بالسيارة نمّر على باسكن وّ نغير جو وبعدها ترجع تذاكر لي ! شرايك !
رفع حاجبيه بمكـر : مافيه ! اذا ذاكرتي المادة الثانية على ما أفهم الاحصاء وسمعت لك وحافظتها صمّ كالوقت .. أفكر
: اااه طيب مو لازم نطلع .. بروح اشوف امي لحالها تدري !
أبتسم بسخرية : خالتي لو تدري وش صاير لك كان جلدتك ! يعني ياوصايف اسكتي وّ ذاكري قدامي اشوف
رفعت رأسها عالياً : ياااااارب صبرني ياااارب
،
وأخذت الكتاب المرميّ وفتحته بسخط وبدأت بالحفظ بصوت عالي ، وقال حمد : احفظي بصوت قصير !
: ماعرف احفظ الا بصوت عالي!
نهض وهبط من السرير المزدوج وقال : انا طالع وساعة او ساعتين وراجع لك ..
قالت بغيظ : حممممد تطلع وارتاح وانا..
قاطعه ويوم يميل رأسه ساخراً : اعتقد انه انتي اللي عندك اختبارين ياوصايف وّ انا يوم كنت بعمرك كنت أحبس نفسي اسبوع عشان اختم مادة وحدة !
وسار لخـارج الغرفة وهي تصّرخ بغّيظ
.................................................. ............
،
،
عاد إليها بعد ساعة ونصّف بعد محاولة لفّهم مادة الاحصاء اللعينة ، وآدار مقبّض الباب ودّلف ورأها بمكانها تحفظّ بصوت عالي وأقتربت وعلى شفتيه ابتسامة متلاعبة : هاه بشريني ؟ وين وصلتي ؟
استدارت نحوه وكتّفت ساعديها وقالت بحنق : شوف حمد حفظت صمّ وتطلعني وتوسع صدري وإلا والله إني بزعل
رفع حاجبيه بمكر وقال بلا مبالاة : ازعلي !
تقوس ثغرها للإسفل وقالت بحنق : حمد !!!
ضحك بخفة ، وقال وهو يمد يدّيه : عطيني الكتاب اشوف أسمع لك
مدّت له الكتـاب ، وبدأ بسؤالها أسئلة تعجيزية وبجدارة أجابت عليها وقالت : على فكرة الكوز اختياري بس ياحمد .. مو نفس اسئلتك !
رمى الكتاب على السرير وقال : تستاهلين اللي يمشيّك ويوسع صدرك وتنهد بقلة حيلة : انتي ذكية وماعليك قاصر بس مدري ويـ..
قاطع حدّيثه قفزتها العالية وصرختها وهي تقول : اخييييراً بطلع من هالغرفه وووويع
وهبطت من السرير وهي تستطرد : شوف حمد خنروح مكان فيه ناس اوادم وسعين صدر وابي باسكن سطل كبييير وووش بعد ؟؟ وهي تلتقط عباءتها و ترتديها على أنظـاره المستمتعة : اي صح خلينا ناخذ امي
: من عيوني
ضحكت بدلال : فديت عيونك الحلوة
رفع حاجبيه بمكـر : انتبهي تقولين شي تندمين عليه وتجلسين بالغرفه اكثر
نفت برأسها وقالت برجاء : لااا تكفا .. بعدين .. يلا بسبّقك على ماتغير ملابسك
وخـرجت قبله وتلقى عليه نظّرة . . متلاعبة آسرته ككُل مرة
،
أبدل ملابسه بسرعة ، ومن ثم إتجه للإسفل ولـغرفه المعيشة ورأى وصايف تحاول إقناع والدتها بالذهاب معهم : يمه تكفين تعالي معنا !
قالت باصرار : وش ابي فيكم انتم عرسان الحين
ضحكت وصايف : يمه من جدّك عرسان؟ وش ذي الكلمة ! يابنت الحلال حمد ووصايف مافيه شي جديد
تجاهلتها وهي تحادثه : روحوا ياحمد وانبسطوا وماعليكم منيّ
قال بهدوء : تعالي معنا خالتي
وإيدته وصايف برجاء: تكفين يمه والله ماتحلى الطلعة الا فيك
قالت بتأفف : يالليل النشبة مابي هو غصب ؟ وتعرفيني ما أحب افتر بالسيارة ووجدان بدق عليها تجي اذا كان قصدك ما أجلس لحالي .. يلا قدامي اشوف تطلعي
مدّت شفتيها باستياء وأمتثلت لأمرها بحنّق ، والابتسامة تزين شفتيه على ملامحها اللذيذة
،
قضيا وقت رائع .. وهو كعادته صامت ينصّت لجُلبتها المحببة باستمتـاع ، وهي تتحدث عن كل شي وبكل شي ، وتارةّ يضحك ملئ شدقيه ، وتارةً يؤنبها على استهزاءها بإحدى المارة وهم جالسين بحديقة عامة وتأكل من المثلجات المحببّه لها ، واخيراً قال بمكـر : على فكرة ترى وراك احصاء !
صرخت بغيظ : والله مو من جدّك ياحمد ! هادم اللذات
ضحك بخفة وأختار الصمّت وأكملت حديثها بتفاصيل أصبحت محببة لقلبه
.................................................. ................
،
،
عند عودتهما رأت ناصر أخ العنود يقف أمام بيتهم ، وتحفزت أضلاعها بقلق وتختلس النظر لملامح حمدّ المنقبضة بسبب وجوده أمام البيت . . ترجلا وابتعد ناصر وهو يشيح وجهه عنهما ، حتى دخلت لداخل البيـت ، وحمد أقترب نحوه وسئل ببرود : خير ؟
نظّر إليه وقال : الخير بوجهك ان شاءالله .. بس ابوي عازمك بكرى بمناسبة سلامة اخوي سالم
رفع حاجبيه وسئل : وشفيك اخوك سالم؟
: سوى حادث بسيط والحمدلله لا هو ولا السيارة فيهم شي
أومـأ برأسه وقال : وليش ماجاء هو يعزمني ! وراه مرسلك انت ؟
ألقى عليه نظرة ساخطة وقال : بنرجع المياة لمجاريها .. واللي فات مات ياحمد .. عموماً حياك بعد صلاة المغرب بيتنا انت والأهل
واستدار مُتجهه لـبيتهم وحمدّ يكتم نزقه بشأن هذا المراهق المستفز ، وعاد للداخل ووجد وصايف تسترق السمّع وعندما رأته تراجعت بخوف ، وألقى عليها نظرة غاضبة وأتجهه لداخل ولكنّه أوقفته : حمدّ لحظة ورررربي خفت تتهاوشون عشان كذا اسمع
: انا قلت شي ؟
تأففت : مثل ماتفهمني بعيوني بعد انا أفهمك ترى !!!
توقف واستدار إليها : ماشاءالله من متى تفهميني ؟
عقدة حاجبيها وقال : منزمان حمد .. تونا جايين مبسوطين لا تنكد علينا !
تأفف بصوت عالي وقال : اوكيه ماراح أنكد عليك بس لبيت صديقتك بكرى ماتروحين !
تكتّف : حمد والله غيرتك مالها داعي !
رفع كتفّيه وأتجهه ادخل وهو يقول : كلمة وقلتها وما أغار تفهمين !
تأففت بحنّق ، ولحقته وهي تقول : مالي شغل حمد والله بروح ! وتغار .. حمد انت تغار لا تكذب
استدار نحوها فجإة وقال : وليش أغار !
قالت بمكـر : لأنك تحبني
أرتد خطوة وشتت ناظريها : ومن قال !
: قلبي اللي يحبك يقول ..
تراخت تقاسيمه ودحجها بنظرة ساخرة وأكمل سيّره وهو يقول : بس برضو ماتروحين !
،
ولأنها وصايف رأسها يابس كالصخر ومدللة أبيها سابقاً ومدللة حالياً ببعض الشروط . . اصرتّ عليه حتى وافق على ذهابها ، ويعتبّ على قلبه الذي تغيـر كثيـراً وكثيـراً عندما . . اصبح يرنو لصوتها وأزعاجها المستمر
.................................................. ...........
،
،

تبلل قطرات المطـر جسده الواقف على قارعة الطريق منذّ سـاعات لم يحصيها ، تارةّ يرفع رأسه للسماء وتارةّ ينظـر المارة وهم يتراكضون للأحتماء من المطر الغزير ، وينظرون له بتعجّب بسبب وقفته الغير منطقية !
وهو يلقى عليهم خاوية وّ وجهه واجمّ يتجاهلهم ببرود ، ويعود لرفع رأسه للسمـاء لعّل قطرات المطر تغسّل صدّرة . . مثلما غسل جسده ، أقترب رجل طاعن بالسنّ وتوقف للحظة ومن قم نعتّه بالجنون على وقوفه تحت المطر الغزير وّ برودة الجّو التي تجمد العظام ، لم يهتمّ . . وسار الرجل العجوز وهو يهز رأسه باستخفاف . . حتى توقف المطر . . وتحركت قدميه للسيـر بلا هُدى . .
،
دخل الفندق ومن ثمّ توجه للغرفة التي أستأجرها منذ شهر ، وخلع فردتي حذائه وّ معطفة وأبقى قميصه المبلل وأستلقى على السرير بتعب ، وّ هو ينظر للسقفّ بخواء . . ويتساءل .. الى متى الهرب ؟
واعتدل ليتجهه نحّوى احدى الادراج ويُخـرج هاتفه المغلق مندّ ذاك اليوم ، يمنّع إي تواصل مع أحدهم لعّل القليل من السكينة تعود لقلبه ، لعّل القليل منّ الهدوء يسكن صدّره . . ولعّله يهتدي الى سبيل يكمّل فيه حيّاته !
،
عاد للسرير وربض فوقه ، وّ هو ينظر للهاتف ببرود .. حتى أشتغل وتوالت الرسائل الكتضة والاتصالات الفائتة . . وأتجه نحـوى الرسائل ..
هذه من والدته .. وهذه من عزيز وحمّد .. وأخرى من عمـه أحمد .. ومن والد سمّر .. ومع زوجة والده ومنّ سلوى والوليد والاتصالات كذلك !
وضغط على محادثة والدته . .
وقرأها وعيّنيه تتجعد بوجع
( جمال حبيبي وينك ؟ لا تفجع قلبي فيييك )
( جمال .. وينك)
( جمال بس رد على اتصالاتي )
( جمال .. لا تعاقبني بشي انا ماسويته)
( جمال ... بس طمنّي عليك !!!)
( لهدرجه قلبك حجر )
( جمال .. الشموخ طلعت حامل )
،................................................ .....
تمّ


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-20, 09:37 PM   #415

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 28 ( الأعضاء 5 والزوار 23)
‏الريم ناصر, ‏amana 98, ‏سوووما العسولة, ‏Al-jood, ‏ريما الشريف


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-20, 10:49 PM   #416

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 49 ( الأعضاء 10 والزوار 39)
‏الريم ناصر, ‏HEND 2, ‏EbtihalAS, ‏رسوو1435, ‏My.sai889, ‏عذق الروح, ‏سميّة, ‏•Abeer•, ‏احب القراءه, ‏ghdzo


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-20, 01:28 AM   #417

سميّة

? العضوٌ??? » 460111
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 497
?  نُقآطِيْ » سميّة is on a distinguished road
افتراضي

فصل حزين من حزن الشموخ 💔

احس الشموخ قاعدة تنتقم من ماضيها مع جمال بالطلاق مع انه هذه المرة مظلوم و لكن خبر الحمل ظهر فهل يصلح الحال

وصايف و حمد حياة هادئة بس نرجو وصايف لا تخربها و تروح بيت صديقتها اخت ناصر رغم رفض حمد

يعطيك العافية ريم و شكرا على التزامك معانا 💗


سميّة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-20, 02:12 AM   #418

Waad 11

? العضوٌ??? » 419473
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 104
?  نُقآطِيْ » Waad 11 is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

Waad 11 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-20, 08:33 AM   #419

تماضر عبدالله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية تماضر عبدالله

? العضوٌ??? » 438979
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » تماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فصل حزيــن من ناحية الشموخ وجمـال وسمر
غير أنه مفرح من ناحية وصايــف وحمـــــد
وتطور الأحداث بينهما....

عزيز كنت واثقة بأن قلبه سيتقبل الطفل وسيحبه مع مرور الأيام

هل سيعود جمال فور معرفته بحمل الشموخ؟
وهل سيطلق سمر التي لا تملك أدنى فرصة للرجوع إليه؟
هل ستتغلب الشموخ على كبريائها وتعطيه فرصة أخرى(جمال وضعه يحزنننننننن>_<¦¦¦
سنعرف ذلك في الحلقة القادمة هههه


تماضر عبدالله غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-11-20, 03:34 PM   #420

منـال مختار
 
الصورة الرمزية منـال مختار

? العضوٌ??? » 477586
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,015
?  مُ?إني » المملكة العربيه السعودية
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » منـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير 💗
تسلمممم يدك الريم يجننننن الفصللل
الشموخخخ تحزززن🥺💔
حماسسس للفصلل القادم على نااااااار🔥🔥


منـال مختار متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:04 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.