آخر 10 مشاركات
عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رهاني الرابح (90) للكاتبة: سارة كريفن ...كاملة... (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          الغيـرة العميـــاء (27) للكاتبة الرائعة: فـــــرح *مميزة & كاملة* (الكاتـب : فرح - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          هائمون في مضمار العشق (2) .. سلسلة النهاية * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          1025 -البطل الطليق - ريبيكا وينترز - عبير دار النحاس ** (الكاتـب : Just Faith - )           »          234 - طفل اسمه ماتيو - سارة جرانت - ع.ق ( مكتبة مدبولى ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          عيون الغزلان (60) ~Deers eyes ~ للكاتبة لامارا ~ *متميزة* ((كاملة)). (الكاتـب : لامارا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree312Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-11-20, 12:21 PM   #421

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميّة مشاهدة المشاركة
فصل حزين من حزن الشموخ 💔

احس الشموخ قاعدة تنتقم من ماضيها مع جمال بالطلاق مع انه هذه المرة مظلوم و لكن خبر الحمل ظهر فهل يصلح الحال

وصايف و حمد حياة هادئة بس نرجو وصايف لا تخربها و تروح بيت صديقتها اخت ناصر رغم رفض حمد

يعطيك العافية ريم و شكرا على التزامك معانا 💗
اهلا سمية
صح كلامك وبنفس الوقت هي ماتبي تتنازل مثل المرة اللي فاتت وتتحمل وجود زوجة ثانية لجمال وهي لحد الان تتوقع إن جمال وسمّر علاقتهم حلوة ، ومانعرف هل الحمل بيصلح الحال او لا !
،
وحمد ووصايف بعد طول مشوار وصلوا لحياة هادئه وتفاهم ، وحمدّ تصدع جليده وبدأ يحاول قد مايقدر يوضح حبه لوصايف
،
الله يعافيك حبيبتي وشكراً من أعماق قلبي على ردودك الجميلة مثلك❤


الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-20, 12:26 PM   #422

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة al-jood مشاهدة المشاركة
فصل حزيــن من ناحية الشموخ وجمـال وسمر
غير أنه مفرح من ناحية وصايــف وحمـــــد
وتطور الأحداث بينهما....

عزيز كنت واثقة بأن قلبه سيتقبل الطفل وسيحبه مع مرور الأيام

هل سيعود جمال فور معرفته بحمل الشموخ؟
وهل سيطلق سمر التي لا تملك أدنى فرصة للرجوع إليه؟
هل ستتغلب الشموخ على كبريائها وتعطيه فرصة أخرى(جمال وضعه يحزنننننننن>_<¦¦¦
سنعرف ذلك في الحلقة القادمة هههه
اهلاً وسهلا الجود ❤
،
صراحة وانا أكتبه حزنت عليهم 😂💔
وحمدّ ووصايف بعد طول مشوار بدأت حياتهم تكون اكثر تفاهم
ومثل ماقلتي عزيز وقلبه الكبير بيرضى يربي الطفل
،
واسئلتك تعرفينها بالحلقة القادمة 😂❤
،
وشكراً الجود على تعليقك الحلو ❤



الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-20, 12:27 PM   #423

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منـال مختار مشاهدة المشاركة
مساء الخير 💗
تسلمممم يدك الريم يجننننن الفصللل
الشموخخخ تحزززن🥺💔
حماسسس للفصلل القادم على نااااااار🔥🔥
مساء النور ❤
الله يسلمك حبيبتي وشكراً لتعليقك ويارب يكون الجاي قد حماسك ❤


الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-20, 04:39 AM   #424

Safeeee00

? العضوٌ??? » 338884
?  التسِجيلٌ » Mar 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,075
?  نُقآطِيْ » Safeeee00 is on a distinguished road
افتراضي

Gooooooooooooooood. Luiuuuuuuuuuuuuuuuuuuck

Safeeee00 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-20, 08:10 PM   #425

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم جميعاً
موجودين أنزل الفصل👀؟


الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-20, 08:12 PM   #426

ريما الشريف

? العضوٌ??? » 385097
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 280
?  نُقآطِيْ » ريما الشريف is on a distinguished road
افتراضي

اكيد في الإنتظار ياهلا💜💜💜

ريما الشريف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-20, 08:48 PM   #427

Monya05

? العضوٌ??? » 425461
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 245
?  نُقآطِيْ » Monya05 has a reputation beyond reputeMonya05 has a reputation beyond reputeMonya05 has a reputation beyond reputeMonya05 has a reputation beyond reputeMonya05 has a reputation beyond reputeMonya05 has a reputation beyond reputeMonya05 has a reputation beyond reputeMonya05 has a reputation beyond reputeMonya05 has a reputation beyond reputeMonya05 has a reputation beyond reputeMonya05 has a reputation beyond repute
افتراضي

اكييييد وياريت
بالانتظار


Monya05 متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-20, 08:48 PM   #428

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثامن والعشرون

]right]
بسم الله الرحمن الرحيم
,
,
سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله أكبـر
,
,
الفصل ( الثامن والعشرون )
,
,

،
توقفت قدميّه عند بيت والده الثاني ، أو بيته الثاني ربما ؟ وماهي إلا. دقائق حتى فُتح الباب وظّهرت الخادمة وعندما رأته أفسحت لها المجال ليدّخل دّخل بطوله الفارع وملامحه العابسة والخسارة تتكئ على كتفّيه بكل جسارة، وعندما دخل الى الصالة الواسعة ونادى على سلوى اولاً.. خـرجت زوجة والده لتصرخ بفزع: جممممماااال !!!!!
وأقتربت نحوه وهي تضم يديها الى صدرها : الحمدلله على سلامتك ! ايش دا ياجمال فين كُنت ؟
أجابها بهدوء : الله يسلمك
وانحنى ليسلم عليها سّلام بارد أستنكرته وكما استنكرت شكله ككُل ، قالت وهي تشيعه بنظرة متفحصة : تعال تعال يا جمال أُدخل وخبرنيي أيش اخبارك وربي قلقنا عليك !
سار بجانبها لغرفة المعيشة وسئل : وين اخواني ؟
: مع خالتهم رايحين مشوار وشوي وراجعين
أومأ برأسه، وربض على الآرئك وهي تكتّفت أمامه تسئله باهتمام: فينك ياجمال ؟ وش صار عليك؟ ايش الاخبار اللي سمعنا؟ وسمّر فين ؟ليـ..
قاطعها: شوي شوي علي ياخالتي ..
قضمت شفتيها: اسفة وربي دوشتك معايا ! بس وربي خايفة عليك ! ماتُرد على اتصالاتنا ول..
رفع كتفّيه وقال : كنت محتاج فترة نقاهه شوي وبس
إيقنت إنه لا يُريد التحدث عن التفاصيل ، لذلك قالت : تبغى احط لك حاجه تأكُلها ؟
أنصب : لا .. بس برتاح
أومـأت برأسها : براحتك !
وسار على أنظارها خارج الغرفة مُتجهه للإعلى . . وقضمت شفتيه بحسرة على حاله الغريب !
.................................................. .................................................. .......
،
دخل الغرفة التي جمّعته مع سمّر مدة لن تمّر مرور الكِرام على قلبه، ولا على ذاكرتهبكل صِدّق بعدما أبتعد عن الجميع وأخذ قسطاً من الراحة ، التي لم يجدها لعقله.. أستوعب إنه خِسر كليهما، وأن خسران الشمّوخ يوازي خسران سمّر !
وجابت عينيّه الغرفة وأغراضها التي لم تتحرك قيدّ إنملة وكانها تنتظرها ؟ رفع كتفّيه ورمى حقيبة الصغيرة وربض على السرير . . وأخرج من جيبه سيجارة ليضعها بين شفتيه وعيّنيه تجوب الغرفة بلا توقف !
عُدنا . . يا جمال . .
إلى المواجهة التي كُنت تهرب منها بقلبك قبّل قدميك
وإلى الخسارة التي هربت منها لعلّك تتفادها !
وها هي الآن تقف أمامك تنظر لك بشماتة وبجانبها الخوف . . خوفك من الخسران !
جّرح أستوطن قلبه وغصة تكومت بحلقه ليسعل بخشونة حتى شعّر بإن قفصه الصدّري يتمزق !
أبعد السجارة عن ثغره ، وتنفس الصعداء لعّل الأختناق الذي يشعّر به يخف وطئه . . ولكن لا جدوى !
فالذكريات تعصّف بدواخله ، وّ شريط محاولته الغير مُجديه يُعاد عليه باصرار !
أنصب يدور حول نفسه ورمى السيجارة جانباً وّ السُعال يزيد مع إزدياد ذكرياته ، وفجـأة تعالى رنين هاتفه يُخرجه من عالمه الخانق
أخرجه من جيبه ليظهر أسم " والدته " على الشاشة
لم تكّل ولم تمّل منذ شهر ونصّف من الإتصال عليه وّ ارسال رسائل العتاب ، وهو بكل تعنّت ينظر لأسمها بنظرات غائمة ويقرأ رسائله دون رد!
الى متى ؟
لا يعلم . . لهذه اللحظة لا يشعر بإنه لديه القدرة للمواجهة !
انطفئ الهاتف وثم عاد الرنين . . حتى سئم هو بنفسه وأنتهت بطاريته ، ليهرع باحثاً عن شاحن البطارية وكأنه خائف أن يُقلق والدته أكثر !
أوصله بالشاحن ، وعاد لمكانه على السرير . . وتمنى إن يخرجه أحدهم ممّا يشعر به لعّله يسلى قليلاً
وحقق الله أمنيته بعد ثواني ، وسلوى والوليد يدخلان عليه بكل لهفة !
أقتربت سلوى منه وهي تصرخ بفرحة : جممممماال اخيييراً رجعت .. وهمّت باحتضانه ولكن توبه السعال التي أجتاحت جعلتها تتراجعوتنظـر له بقلق !
والوليد أقترب وقال بتوجس : جمال اش فيك ؟
مدّ يده يطمئنهما وبعد عدة ثواني توقف السعال ليبتسم ويقول : هلا والله بالتوأم
أبتسمت سلوى على مضض وسلمت عليه وأبتعدت تفسح المجال للوليد ، وبعدها سئلت سلوى بلهفة : اش اخبارك ياجمال ؟ تعبان ؟
قال : الحمدلله .. بخير
عقد حاجبيه الوليد وقال : بس وجهك يقول مو بخير
رفع كتفّيه وقال : شكلها صخونة خفيفة لا تقلق علي وسئل بعدها : بشروني عنكم ؟ شلون الدراسة؟
تلاقت أعينهما بقلق وأجاب الوليد متجاهل سؤاله : ماتروح المشفى طيب ؟ وجهك مرة تعبان
: لا ماعليك مافيني شي ..
قالت سلوى : ماما عندها علاج للكحة اجيب لك؟
نفى برأسه : لا ما يحتاج ! وشفيكم؟
: مافينا حاجة براحتك جمال .. اش رايك تجي تحت تتقوى معانا وّ نسولف وندردش منزمان عنك !
: طيب جايكم ..
وخرجا بقلق واضح على تقاسيمها ، وعادت نوبة السعال تجتاحه حتى شعر بإن روحه ستخـرج . . تنهد بتعب وألتقط هاتفه يرى رسائل والدته
( جمال طمنّي بس .. بس بكلمة عشان أرتاح )
( كلمة وحدة .. ياجمال ليش مو انا أمك ؟ )
( أمك اللي تحملت صدودك خمس سنوات ! )
( ياجمال .. حرام عليك )
وبعدّها . . بثواني أرسلت
( اليوم رحنا نتطمن على الطفل .. الحمدلله كل شي سليم )
( بس الوحّام تعب الشموخ مرة مرة ، فوق ماتتصور )
( وبداية الحمل صار معها نزول .. تخيّل كان بيطيح لو لا لُطف الله .. والدكتورة قالت لها لا ترقين إي درج ولا تسوي إي جهد )
( ونفسيتها تعبانة ومع الوحام صايرة .. مدري شلون أقولك! )
وأعقبت بعدها
( جمال .. رد علي لو بكملة .. تقرأ واتطمن إنك حيّ وً بعدها اقول لأ يمكن ويمكن .. طمنّ قلبي )
!
رفع رأسه عالياً يناشد الأكسجين لعلّه يصلّ لقصباته الهوائية . . وشحذ همّته وأرسل رسالة مكونه من كلمتين فقط
( انا بخير )
والعوامل الداخلية والخارجية تنافي ذلك !
.................................................. ..........
،
،
قالت سلوى بقلق : اش فيه ياماما وربي وجهه مقلقني ! وكُنت بسئله عن سمّر بس ماقدرت !
قالت بقلة حيلة : كنت ابي اسأله .. بس هوا مايبغا يتكلم وسكتت
تكتّف الوليد بضيّق وقال : يمكن هوا زعلان عشان الطلاق !
: مانُعرف !
وقالت سلوى بتأفف : وفوق كدا هوا مره تعبان ياماما والله لو تشوفين شلون يلون يكُح !
: الوليد دُق على عمَك عبدالعزيز خبره أن جمال عِندنا يمكن حِتى هو قلقان !
أومئ برأسه وقال : صح عليكِ برسل له رسالة
ودّخل عليهم جمال وسِعاله القوي يسبّقه ، وتوقف عند الباب يحاول جاهداً شحذ نفسه . . هدأت نوبة السعال ورفع رأسه إليهم وقال : السلام عليكم
حيّته زوجة والده: اهلاً يا جمال حياك تعال
جلس بجانب حمزة الذي يشاهد التلفاز ، ومسح على رأسه وقال : شلونه حمزة .. مايسلم على أخوه ؟
نظّر له وأستقام ليحضنه بقوة ، وأتت صيتة بعدّه تحضنه هي الأخرى . . أبتسم ابتسامة نابعة من قلبه وتصدّع ألمه قليلاً . . ابتعدا ومدّت له خالته الفنجـان : مرة مشتاقين لك
أخذ الفنجان منها وقال : وانا بعد ..
وصمّت ران على الإجواء ، صمّت غريب على جمّال وعلـى بشاشته الدائمه معهم . . صمّت لا يُصلح لشقيقهم الأكبـر والذي دخل لحياتهمفجاة وأقتحمها بإسلوبه المُحبب واللطيفّ . . صمّت أزعج الوليد كثيراً . . وأحزن سلوى وزوجة والده . .
وقالت زوجة والده تسئله : بشريني كيف اخبارك ياجمال ؟ فين كُنت الايام اللي فاتت !
كانت عيّنيه تشاهد التلفاز مع الصغيرين وأجابها بـ: كنت بإيطاليا ..
: مع سمّر؟
: لأ
هي عند أهلها .. واذا تسمحين ياخالتي الخادمة تحط اغراضها بشناط كبيرة عشان برسلها للكويت
عقدت حاجبيها بتوجس : ليش سمّر ماراح تيجي هينا مرة تاني ؟
: حالياً لأ !
وأنهى فنجانه ووضعه جانباً ، وعادت نوبة السعال وقالت زوجه والده : خليني أجيب لك علاج يخفف الكحة شويا ياجمال !
نفى وهو ينّصب : لا ماعليك .. انا طالع شوي .. لا تنسين خالتي اللي قلت لك
تمنّت لو تعترض وترغمه على الراحة ، وتلاقت عيّنيهم بإعين التوأم القلقة !
...........................................
،
،
يـقف أمام المرآة يمشط خصلاته شعّره بتمهلّ وينظر لإنعكاس الطفل المستلقي على السرير بهدوء واحياناً يصدّر أصواته تدّل على مٍزاجهالرائق ، وتضيق عيّنيه بإنـزعاج لا يستطيع دّحره ولا إظهار عكسه
مّر شهّر ونصًف على وجود طفل ليس من صلبه تحت كِنفه ، واحياناً كثيرة يتمنـى لو إن لا أنسانية لديه ويرفّض بقلب بارد وجّوده تحت كنّفه ،أليس من حِقه؟
ومن حِقه إن يكون إهتمام زوجته له كِاملاً ؟ دون وجود طِفل يبكي طوال الوقت . .
مدّ شفتيه باستياء . . وكِره ما يشعر بـه
ولكنّه أنسان . . لا يستطع إن يكون رائعاً ومتفهماً طوال الوقت !
حياته مع الجـوري تسيـر بشكل جيـد نسبياً ، وّ الأيام السابقة أستطاعت أن تمنحه ماتستطيع من حقوقه وهو لا يضغط عليها وينتظرشفاءها من أشباح الماضي بكل صدّر رحّب
ولكن . . وجودّ هذا الطٍفل الذي يحظى باهتمامها الكامل .. يؤرقه
دخلت الجوري الغرفة تحمل زجاجة الحليب وتقترب منه لتحمِله وتتحدث بخوفت : حبيب امه جوعان ؟؟ ياروحي وياقلبي
زاد ضِيقه . . والغيـرة تحرق صّدره
تريث ياعزيز . . أتغار من طِفل لا يتجاوز عمره الاشهر؟
ما بالك ؟
ازدادت عقدة حاجبيّه ، وّ ووضع المشط جانباً
أخذ هاتفه الذي اضاء برسالة جديدة
( السلام عليكم عمي عزيز اي اخبارك؟ جمال اخويا اجى عندنا اليوم بس حبيت اخبرك)
تنهد براحة ملئت صدّره وحمد الله بسّره ، ونادّته الجوري : عزيز ؟
:همم ؟
: شفيه وجهك متضايق ؟
أجابها وهو يشيح بنظراته : لأ ابد مافيني شي
أتى صوته بإصرار : صّدق عزيز مافيك شي ؟ الشموخ فيها شي ؟
تنهد : لأ مافيني شي ولا الشموخ فيها شي
: طيب ناظر لي
رفع ناظرّيه وأبتسم ابتسامة طفيفة لطمأنتها وقالت : عزيز بكلمك بموضوع بس بشّرط تسمعني كامل ولاّ ..
قاطع حدّيثها رنين الهاتف ، وزادت عقدة حاجبيـه عندما رأى الأسم ، ألتقط الهاتف وخـرج خارج الغرفة . .
أجاب : هلا محسن
: هلا والله عبدالعزيز .. بشرني وش أخبارك؟
: الحمدلله بخير وأنت؟
:الحمدلله نحمد الله .. أقول كلمت المدير
سئل بلهفة : ايوه وش قال ؟
: للأسف عبدالعزيز تمّ توظيف واحد بدالك ويقول المدير هو اللي أستقال أنا وش اسوي فيه
تأفف : صاااادق !!!!
: إي والله
قال عزيز بضيق : طيب وش السوات محسن؟ حسبت مكاني موجود حتى بعد ما أستقالت !
: أنت غلطان ياعبدالعزيز كان المفروض ماخذ اجازة
: اش دراني ! بالأول خذيت اجازة والمره الثانية توقعت بيرفض المدير وكنت أحسب إني بطول بسفرتي وّقلت ان شاءالله أرجع وربك يحّلها
: هو صح بيرفض اجازتك الثانية بس والله مادري وش الحل ياعبدالعزيز مالك إلا تدور وظيفة ثانية !
برم شفتيه باستياء : ماله خلّق ! ربك يعين
: طيب أنت ليش سافرت من الأساس!
قال اه : زوجتي تعبانة وسافرنا للعلاج !
أتى صوت محسن بإسف : يووه ماتشوف شّر ان شاءالله ، وأعرف واحد بالأتصالات يمكن يلقى لك وظيفة
: الله يجزاك خيـر يامحسن ، ماتقصر مع السلامة
: مع السلامة !
!
أغلق وتأفف زاد إنزعاجه ، خسران وظيفة ليّست بالشئ الهين، والأمـر الذي أخفاه عن عائلته لأسباب كثيرة ، و أخفاه عن الجوري لكيّلايثقلها أكثـر ، مع إن يعتبر الآن ميسور الحال وعائلته تملك محلات وّ xxxxات تأتيه حصته كُل ستة أشهر ومع ذلك لا يُحب إن يجلس عاطلاًدون عمّل !
سارت قدّميه للخـارج متناسي ماتريد قوله الجوري ، وملامحه السمّحة تعبس بضيق واضح ..
..................................................
،
،
،
يجلس أمام ليلى ومدّت له الفنجان أخذه وقال بتوجس : وش عندك ياعزيز .. واضح بقلبك كلام
رفع حاجبيه وقال بضحكة : يعني ما إجي لأختي الا عندي كلام ؟
ضحكت بخفة : لا بس .. وجهك يقول
ارتشف من الفنجان ببطئ وقال : ماهنا إلا كل خيـر ان شاءالله لا تخافين
تكتّفت وقالت بمداعبة : ما أقلق عليك مدّام الجوري معك
ألقى عليها نظّرة قاتمة وأبتسم ، وأصرت : شكل البلا يالجوري .. تكلم تكلم !
وضع الفنجان وتنهد : مشكلتك تعرفيني .. وأستطرد وهو يعتدل : شوفي ليلى تعرفين أخوك حارب كل الدنيا عشان يتزوج الجوري ولا زلتاحارب بس أسكت واسكر اذاني ولا علي من أحد
وافقته : أدري .. كمل
قال بضّيق : وتعرفيني إني رضيت اربى ولّدها معيّ .. بس مشكلتي يا ليلى مو قادر أتقبله ! أحس بقلبي غصة اذا شّفته .. أحاول قدّ ماأقدر .. بس مو قادر !
: ماتنلام ياعزيز اولاً هو للحين طفل صغير وثانياً احيانا الآباء مايتحملون أطفالهم وهم بالعمر وشلون لو كان مو لدّك ؟ بس أصبر لحتى يكبروراح تشوف شلون بتحبه مع الأيام !
مدّ شفتيه بتفهم وقال : صح عليك ! بس . . المشكلة !
: وش المشكلة ؟
تنهد بضيّق : إن الجوري صار وقتها كل له ! يعني انا تنازلت عن كثير أشياء ولا يهمني ! ويتنازل .. بـ..
: قصدك حقوقك الشرعية ؟
نفى : لأ حقي الشرعي تقوم فيه والحمدلله ماشية الامور ! بس .. يضايقني لمّا أشوفه تهتم لولدها أكثر مني ! أحس انا ماتعبت عشاناتزوجها وبالأخير ..
وصمت بغصّة . . قالت ليلى بتفهم : من حقّك ياعزيز من حقك كل كلمة قلتها . . بس المفروض تتناقش هالموضوع معها عشان هيّ تحاول قدّماتقدر تضبط أمورها ! وبعدها ياعزير تفهم وضعها لو شي ..
قاطعها : انا متفهم ياليلى فوق ماتصصورين ، وحتى احياناً تطلع برى الغرفة وانا ما إبي بس عشان ولدًها !
: هنا الغلط ياعزيز ! شوف زواجكم غريب وفيه أشياء كثيرة وأولها هو ولدها ولازم تجلس تناقشها وأنا اعرف الجوري أنسانة جداً متفهمة ولوعّرف إنك متضايقـ..
: جيتي لمربط الفرس ! أخاف أقولها وأناقشها تفهم غلط وتحسب إني ما أبي ولدها
: وأنت ما تبيه ياعزيز مو هذا الصدق
نظّر إليها بصمّت وأستطردت : ومن حقّك ياعزيز ، من حقّك لوّ تقول ما إبيه .. لكن أعرف إنك تسوي هالشي أول شئ تبتغيه الأجر وثانياًعشان الجوري صح !
اطرق رأسه بموافقة وأردفت : واذا أنت تبي تسكت بحجة خايف على زعلاها ماراح تعيش حياتك مبسوط ! اللي بينكم أكبر من خوفك منزعلها ! واللي بينكم أكبر من إنها تّزعل ياعزيز ! هذه حياة . . عشان كذا مافيه حلّ إلا أنت تناقشها ولا تبي أنا أفهمها الموضوع بطريقتي ؟
نظّر إليها بحيرة : يكون أحسن او انتي تفهمينها
: تمّ الموضوع بإذن الله . . بزوركم خلال الأسبّوع وراح أفهمها . . ومتإكدة إن بتفهم لا تقلق
تنهد بضيّق : يارب . .
.....................................
،
،
دخّل بعد منتصف الليل ليجد الجوري تحّوم بالصالة تنتظر عودته ، وعندما رأته أقتربت وعلى شفتيه ابتسامة جميلة أنسّته غضّبه وحنّقهوغيرته ، وبادلّها بابتسامة أجمل وقالت : تبي عشاء ؟ اليوم جاي متأخر
: رحت لأختي ليلى وّ اصرت أتعشى عندها
: وكل الوقت عند ليلى همم؟
ضحك بخفة : بدينا بالتحقيق ؟ رحت للاستراحة شوي وجيت
رفعت كتفيها : وتتركني طول الوقت لحالي ؟
برمّ شفتيه وحاول إخفاء استياءه : مو عند خالد ؟
: خالد دّق عمه عبدالرحمن وجاي أخذه وبينام عندهم
رفع حاجبيه الأيسر باستنكار وصوته خرج حانقاً : وليش مايدّق علي أنا ؟ وش صفتي ؟
وسار متجاهلها وعاد إليه حِنقه وغضّبه ، لحقته وصوتها يأتي قلقاً : مدري عزيز هو دّق علي وقالي طلعيه ماتوقعت الموضوع يضايقك ! اسفة
تجاهلها ظاهرياً وهو يرمي فردتي حذائه جانباً ويخلـع ثوبه وأقتربت والعبرة اتضحت بصوتها : عزيز لا تزعل ! اذا هذا الشي يضايقك واللهماينعاد !
أخرج تنهيدة عميقة وحاول إن يهدأ قليلاً : حصل خير .. بس اليوم صاير شي مضايقني وأنفعلت شوي
واتجه إلى السرير وأوقفه قولها : عشان الوظيفة ؟
استدار نحوها مجفلاً وأقتربت وهي تتحدث بهدوء والدموع تقّرص عيّنيه: لمتى كنت بتخبي علي ياعزيز ؟
شتت ناظرّيه وأختار الصمّت ، أردفت : عزيز لمتى وأنت تحسسني بثقـل الدين ؟
كتم تأففه وقال : وش فيك كبرتي الموضوع ! الموضوع مايحتاج ! عادي الوظيفة بدالها وظيفة ! والحمدلله مو قاصرني شي !
: فهمت غلط !
قال بهدوء :مافهمت غلط يالجوري ! أنتي تحسين بثقل الدين . . واذا كل مرة بتحسين والله بزعل قايلها لك
: بس .. ياعزيز ..
وصمتت بحيرة ، هذا الرجّل . . يا الله لا تعّلم كيف تجازيه ! أو متى تصّف مامدى عطاءه اللامحدود !
أستلقى على السرير وقالت بتوجس : عزيز أنا . . أنا أقدم لك اللي تستحقه ؟ انا مقصرة في شي ؟ خبرني . .
: وش معنى هالسؤال ؟ لايكون عشان تسددين دينك ! اذا بتسددين دينك كذا مابيه
أصدرت شهقه عميقة وربضت بجانبه على السرير : عزيز وشفيك . . ليش تفهم غلط ؟ وليش أنت ماتفهمني ؟ يعني حاولي تفهمني لو شوي . . أنت سويت كل شي عشاني كل شي . . حرفياً كل شي ويوم عرفت الوظيفة مدري شلون حسيت . .
وأسترسلت دموعّها بحيرة ، أعتدل وحاوط وجهها بكفيه وقال بهدوء : تدرين أنك عيوني وأني احبك أكثر من كل شي ! وان اللي سويته ولاشي بحقك ! واللي سويته أنا ما إبيه ردّه ! ولا أبي شي ! اللي سويته برضاي وبيكفي وماندّمت عليه ولاّ مرة . . ولا راح أندم !
قبّلت كفيّه وقالت بمحبّة : الله يخليك لي يالعوض الجميّل
أبتسم : ويخليك لي . . يا مُهجة هالقلب وسعادته
ضحّكت برّقه أسرته قُلبه ، وتنهد بعدها قائلاً بتردد : بس فيه شي .. بقوله لك بس ماتفهمين غلط
: قول ماعليك !
شتت ناظرّيه وتحدث بهدوء : كانت ليلى بتكلمك فيه بس حسيت الأفضل انا أقول
عقدة حاجبيها بتخوف: وش ياعزيز؟
نظّر إليها : أنا . . أقصد تعرفين إني برضاي وافقت خالد يتربى ببـتي وّ معك . . لكن يالجوري . . تعرفين إني أحبك وبنفس الوقت .. فاقدك..
زادت عقدة حاجبيها بحيرة وتخوف وأردف : يعني .. أحس تهتمين فيه اكثر !
رفعت حاجبيها تستوعب قوله ، وأنفجرت ضاحكة أمامه ناظرّيه المتعجبة وقالت بعدها : عزيز .. أنت تغار ؟
تنهد براحه ، وقال بصّدق : اي اغار
هذه المرة هي حاوطت وجهه بكفيها : انا اسفه لإني قصرت معك وأدري أني مقصرة وحتى كنت بكلمك بالموضوع بس رحت ولا رجعت . . ولإني أدري لو قلت لك خالد يعيش عند خواله أو عمامه بترفض . . عشاني . . وضحكت بدلال
وأنرسمت أبتسامة زاهيه على شغاف قلبه وأستطردت : عشان كذا فكرت أجيب عاملة تساعدني . . لكن بشرط أنا أدفع راتبها !
هُنا انعقدت حاجبيه وقال برفض : لأ!
: ليش لأ ؟ ورث خالد بحسابي كبير والمنطق يقول إني اصرف عليه من ورثه هذا اولاً . . وثانياً غير مستحقات .. أبوه . . كلها تحولت لي . . مالك حقّ تقول لأ !
وأبعدت يديها وقالت عابسة : واذا قلت لأن انا بزعل
تنهد براحه وقال : اللي تشوفينه . .
.................................................. .........
،
،
دخل عليها والدها وخِلفه الخادمة تحمل الحقائب وتضعها جانباً وتخـرج ، وقال بهدوء : هذولي كل چناطج جايبهم اللي مايتسمى ! وللحين لايرد على أتصالاتي ولا رسايلي !
شهقت بـفزع والدموع خطت على وجنتيها النحيلة قال بحسرة : على شنو تبچين بفهم ! على ريال مايستاهل
صمّتت لا تريد الدخول بجدال هي الخاسرة به ، وألقى إبيها عليها نظّرة آسفه وخـرج . .
أجهشت ببكاء عميّق ، وأستقامت بوهن إلى الحقائب وأنهارت : هّنت عليك ياجمال هّنت !!! أدري مالنا نصيب ويا بعض بعد اللي صار بسبدون ولا كلمة ؟ ولا حتى ... وداع !
وعَلـى صوتها ببكاء من أعناقها المجروحة ، ومن الحبّ الذي أستنزف أخـر قطرة منّ حياتها . . بكّت على الرجلّ الذي نسجّت أحلامها برفقته ولياتي بكل برود . . يقطع النسيج . . بدون حـتى ذرة . . تقدير
.................................................. .........
،
،
،
تمسك الهاتف بين يدّيها وتكرر إتصالاتها لعّله وحيدها يشفق عليها ويسمعها صوّته ، ومر إسبوع كامل على
" انا بخيـر "
ولكنّها قلبها يُخبرها . . إنه ليس بخيـر . .
وّ قلبها منذ إستيقاظها ينقبّض بصورة مروعة لقفصها الصدري ، وإتصلت على عزيز تسئله عن رقمّ سلوى . . وطمئنها إن سيحاول الإتصال بها وّ معرفة أخبار جمال
،
ويا وجع قلبها . . وأبنها يلجئ لغيرها !
فلذة كبدّها الذي تفدّيه بروحها . . يعاقبها بجرّم لم تقترفه . . وّ يُهون قلبها !
انتظرت اتصال عزيز بفارغ الصبّر ، وهي جالسة بالصالة السفلية وّ تحسحس لأذنيه صوّت الشموخ وهي تخـرج مافي جوفها ككُل يوم !
تأففت بضيّق ، واتجهت نّحوى . . غرفه جمال !
والتي تسكنها الشموخ منذّ ذاك اليوم الذي نزّفت حتى إيقنت إن الطفل ميّت لا مُحال ! ولكنّ إرادة الله على بقاءه حياً و تشبّثه برحمها وكإنهيتشبث بقشة ! وأصرار الطبيبة على عدم صعودها الى الدرج أو حتى بذل مجهود خفيف ، وّ منذ لك اليوم وهي بغرفة جمال
دخّلت عليها . . وقالت بتعب : طلعتي كُل أكلك؟
اجابتها بإيمائه بسيطة ، وأعتدلت تخـرج من دورة المياة ، وساعدتها للجلوس على السرير وقالت الشموخ بإرهاق : مدري متى بيوقف الترجيعّ! تعبني !
برمّت شفتيها : أمك لحتى ما وصلت للثامن وهي ترجع
تأففت وقال ساخرة : مشواري طويل !
: بس لازم المراجعة الجاية نقول للدكتورة تصرف لك حبوب تخفف الترجيع أو حتى تعطيك مغذي !
أستلقت بتعبّ وقالت : هي تعطيني مغذي ولا حبوب للترجيع ولا للأملاح ! مدري وش بتسوين فيني !
كرهت كآبتها وقالت بضيّق : ما عليك فتـ..
صدّح صوت الرنين يقطع حدّيثها وأجابت بلهفه متناسيه الشموخ :هاه عزيز بشرني ؟
: وش أبشرك فيك ؟ جمال مرقد بالمستشفى عنده ألتهاب رئوي!
أصدرت شهقة فازعة وشعّرت بالوهن بقدميها وقالت : صادق !!!!
اعتدلت الشموخ باضطراب . . وعزيز يتحدث : اي والله الحين بحجـز طيارة تبين أحجز لك معي ؟
: اي اي تكفى .. والله قلبي على نار
: ابشري من عيوني
رمتّ الهاتف على السرير وّ وضعت يديها على قلبها ورددت الحوقلة بخفوت ، والشموخ تسئلها بخوف : شفيه وش صااااااييير ؟
أبتلعت ريقها وألتقطت أنفاسها وقالت : جمال تعبان مرقد بالمستشفى .. وأعقبت وهي تلتقط الهاتف : وعزيز بيحجـز لنا نروح نشوفه . . وقضمت شفتيها تمنّع العبرة : قلبي كان حاس !
والشموخ تنظـر لها . . بوجوم . . وحاولت قدّ المستطاع إبقاء نظرتها باردة غير مهتمة . . وبينهما قلبها يلهث بفرغ وكإنها ركضت ألف ميلّ
والجازي تستطرد : مدري كمّ بجلس هناك . . بقول لأم قصي و زوجه عبدالله يمرون يتطمنون عليك ..
وألتقطت هاتفها وخرجت ، وعند خروجها تنفست الصعداء وتقوس ثغرها للإسفل تسمح لنفسها إن تظهر فجيعتها به كما ينبغي . . وّ شعرتبتقلصات أسفل بطنها وقالت بخفوت : حسيت ! أبوك لا بغيابه ولا بحضوره .. مريحيني
.................................
،
،
فتح عيَنيه بتعّب وجابت عيَنيه يحاول تذكر ماحدّث له، وألم عميّق شعّر به بصّدره وكان سكين حادة مزقته لإشراء ، وعاوده الأختناق ليسعلبخفوت والممرضة الواقفه جانبه سارعت بوضع جهاز التنفس على أنفه وثغره ، شعّر بالراحه تتسرب لصدّره . . وتراخت تعابيره المتألمة ،وأغمض عيّنيه يتذكـر ما حدّث . . ووقوعه صريعاً جراء مقاومته للمّرض لأسبوع كامل ، وكإنه يعاقب نفسه ، لا يعلم كيّف أنهارت قواه أمامأشقاءه ولا يعرف كيف وصّل للمشفى . . وّ النوم ليومين كاملين بفضّل المسكنات . .
فُتح الباب على حين غرة ، وظهّرت أمرأة متلحشة بالسواد وعندما رأته أبعدت الغطـاء وأقتربت بجّزع . . إنها والدته . . عاد إليه ألم صدّرهبحسرة ، وتأنيب الضميـر هو من يحتل زمام الأمور ووالدته اقتربت والدموع تسترسل على وجنتيها : جمال ياحبيبي ياحبيبي
انحنت لأحتضانه بادلها الأحتضان سامحاً لنفسه أن يتنعّم بإحضانها الحانية ، وّ رائحتها العطرة . . وّ الطمأنينة الساكنة بإعماقها . . لعّلتبث القليل من الطمأنينة لقلب المجفل ، أبتعدت وهي تسمح دموعها : ياحبيبتي ماتشوف شر ياروحي .. شلونك الحين اشوى؟
أومئ برأسه . . ومسحت دموعها وقالت : الحمدلله على سلامتك يانور عيوني .. الحمدلله اللي ربي قرً عيوني بشوفتك
إطرق رأسه آسفا على تصّرفه الأخرق ، وجلست والدته على الكرسي بصمّت ، تخاول ألتقاط أنفاسها وّ تأجيل العتاب لوقت آخـر ، دّخلعليهم الطبيب وأسدلت الغطـاء على وجهها ، وأقترب من جمال وهو يقول : الحمدلله على السلامة يابطل !
أبتسم والممرضه خِلفه تبعدّ الأوكسجين والطبيب يُردف : بشرني شلون صدرك الحين
أجابه بصوت مبحوح : الحمدلله .. الحين احسن
: الحمدلله . . تعديت مرحلة الخطـر ونظّر لوالدته وهو يسئل : الوالدة؟
أومئ برأسه ، ووجه حدّيثها لـها قائلاً : الحمدلله على سلامة جمال
: الله يسلمك
ونظّر إلى جمال قائلاً بتأنيب : والحمدلله على سلامتك ياجمال ! وحافظ على صحتك . . لولا لطف الله كان تعرضت لمضاعفات الألتهابالرئوي لكن الحمدلله تعدينا مرحلة الخطر . .
قاطعته والدتها : وش أسبابه؟
تحدث : الله يسلمك ولدّك تعرض لنزله برد قوية وماراح حتى المستشفى يإخذ لو مسكن ، ومع كذا التدخين هو السبب الرئيسي ..
وأردف : عشان كذا يا جمال لازم تقرر تترك التدخين اولاً لإن صدرك مايتحمل وثانياً مخاطر التدخين اللي كلنا نعرفها وّ خسارة شبابك يكونبإمراض خطرة كالسرطان وغيره لا سمح الله ، عشان كذا لازم تقرر تترك التدخين وّ لإن صدّرك . . بيتعب.
أومئ برأسه وقال بهدوء : ان شاءالله بحاول !
: ان شاءالله .. وبما إن تعدينا مرحلة الخطر من بكرى تقدر آن شاءالله تطلع وّ بعدها بشهر راجعنا عشان نتطمن أكثر .. وبالسلامة انشاءالله
: شكراً دكتور
أبتسم : العفو واجبنا .. واستدار خارجاً مع الممرضة
ران صمت طويّل عليهما ، والجازي تنظـر له ولملامحه الذابلة بحسرة ، وتبتلع غصة تقف بحنجرتها وتمنعها من الحديث ، وجمال ليس لدّيهمايقوله . . وماعسى إن يقول وهو متّهم بالجفاء والصد؟
: بروح أناديهن كلهم خايفين عليك
قالتها بعد صمت طويل . . وبعدها بثواني دخل أشقاءه ومعهم عزيز ، وتفاجأ عند رؤية جده !
الذي ألقى عليه نظرة عاتبة وّ أقترب ينحنى وّ يسلم عليه ويقول بصوته الرخيم : زال الشر ياسمي جدّك

أبتعد ليجلس على الأريكة الوحيدة و اقتربت سلوى لاحتضانه والوليد . . أستند على الجدار وعقد ساعديه أمام صدّره وملامحه غائمة وغصةتحرق جرفة ، وزوجه والده تحمدّت له بالسلامة . . وعزيز أنحنى للسلام عليه وّ التربيت على كتفه ، وشكله المتعبّ والمرهق أوجـع قلبه ، وقالبخفوت : الشر زال يابو خالد الحمدلله على سلامتك
: الله يسلمك ..
تفاوتت الأحاديث بينهم دون التطـرق لأشياء أخرى ، والصمت يكبلّه . . ووالدته لم تستطع أبعاد ناظريها عنها ولا عنّ ملامحه المجهدة ، وكإنهخّرج من حّرب . . هو خاسر فيها
أنتهى وقت الزيارة ، وخرجوا جميعاً ماعدا عزيز الذي أصر إن يُرافقه
.................................................. ....................
يتبع

[/align][/CENTER]


الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-20, 08:59 PM   #429

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

،
،
التوتر يملئ الأجواء منذ دخولها لبيت خالد الثاني ، البيت الذّي يذهب إليه أشهر عديدة ويعود وهو ممتلئ بكل شئ لم تستطع تقدّيمه له ،وتتفحص زوجته الذي تضّيفها بكل احترام وّ كرّم ، وتحمدّ الله إنها تعّرف على سِلوى من قبِل وتخفف من حدة التوتر والذي كليهما تشعر به
،
سلوى تنظـر تارةّ لوالدتها وتارةّ لوزجة عمّها والتوتر أيضًا يلّفها ، تحاول قدّر الإمكـان إبساط الحدّيث معها. . والدتها صامتة لا تشاركهم الحدّيث !
سئلت : كيف حال الشموخ ياخالتي ؟
تنهدّت بيأس : والله يعني مع الحمّل مرة تعبانة
أصدرت شهقة عميقة : حامل
: ايه
: خالتي ايش اللي حصل عشان يصير كدا ! حتى سمّر راحت ولا رّجعت
عقدة حاجبيها وتناقلت ناظريها بينهما وسئلت بتوجس : اش عرفك بزوجته الثانية؟
هذه المرة أجابت والدتها : كانت ساكنة عِندنا
تفاعلت معها : صادقة ! مادريت ! وأردفت بتنهيدة : عشان كذا الوضع تإزم .. الله يسلمك سمّر جت وقابلت الشموخ وقالت لها كلام ماحلو ،والشموخ زعلت وطلبت الطلاق وجمال طلقها
: بالسهولة هذي طلقها ؟
قالت باستياء : حاول فيها بس كانت مو راضية وهذي هي الشموخ اذا حطت شي براسها
: بس أهيّا الحين حامل !!!
تدّخلت مشاعل وقالت بهدوء : ان شاءالله يرجعون لبعض بس همّا يحتاجون فترة شويا كل واحد يصفي أفكاره . . وّ الشموخ برضو بعدما تولّد بالسلامة ارتاح أن شاء الله
تنهدت : والله مادري .. وفوق كذا بعد ماتولد لازم عقد جديد وحالة .. ربك يعين
وضعت سلوى يدها فوق فخذها بتربيت :ماعليكِ ياخالتي ان شاءالله كل شي بيصير كويس لا تقلقين
أبتسمت لها بمحبة ورتبت على كفّها ، وّ دخّل الصغيران بملامحه مستغربة ، وتمعنّت النظر فيهما بلهفة لم تستطع إخفاءها . . كمّ تمنًت إن تنجّب أخ لجمال أو أخت . .ومع زيادة الجفاء بينها وبين خالد أدركت إنها طفل واحد بينهما يكفي . . وتحمد الله إن أبنها خرج معافى من علاقتهما المتصدعة . . ودّعت الله كثيراً إن يرزقها بطفل من أحمد وياله إمر رائع لوّ إنه حصّل ، ولكنّ . . دعوة الجازي التي إنبثقت من ألمهاهي السبب ، لا تستطع نسيان حرقتها وهي تقول " سامحيني يالجازي لأول مرة بحياتي أدعي عليك لأول مرة . . إن مايجيك ضنا منّ أحمد "
وأستجاب الله لدعوتها وّ رضّت هي بالأمر ، هي لا تلومها بّل تحمد الله إنها أقتصرت دعوتها على هذه !
إنتشلتها سلوى قائلة بضحكة : الوليد داخل مع جدّي وتشوش مايُعرف إيش يسوي معه !
ضحكت بخفة : لإن مو متعود عليه عاد جدّك ! نقاد مرة وحدة !
شاركتهم مشّاعل الحدّيث بـ: وربي انا كمان خايفة أروح أسلم عليه . .
تقابلت إنظارهن لحين غرة ، واضطربن . . ولكن الجازي قالت بمجاملة : ماعليك قوي قلبك
أبتسمت لها بهدوء ووجهت الحديث لـ سلوى : روحي أنتِ وأخوانك لجدًك وبعدها انا راح أجي
أومأت برأسها ، واخذت الصغيران لتخرج . . وتترك المرأتين وحدهما ، وكمّ ندمت مشاعل على ذهاب سلوى !
هي من تديّر الحوار بين امرأتين علاقتهما متوترة !
سئلت الجازي بـ : شلون كان حال جمال الفترة اللي جاكم فيها ؟
قالت بضيّق : حاله يوجع القلب وربي يوم جاء عندنا إنفجعت مايتكلم ولا يأكل وتعبان ويهوجس .. خفت عليه وربي ونقوله نعطيك مُسكنماينفع معاها ! وإخر شي طاح من طوله ! معرف شلون أتصرف والتوأم بكوا بخوف ! دقيت على أخويا وإجى شاله معانا !
غامت عيّنيها بحزن : ياحبيبي ! والله كان قلبي حاس فيه بس هو يقطع إي تواصل معي ! لدرجة إني ادق عليه مايرد وأرسل لها ولا يقرأ ولايرد ! ولمين كلمني عزيز وقال أنهم عندكم !
: بس صُدق حسيت جمال ولدّي اللي بطني ماجاله وربي إني خفت عليه كإن الوليد ولو تشوفين إخوانه !!! حالتهم كانت سيئة . .
أبتسمت ومشاعل تستطرد متناسبة من هي المرأة ، أو إن ملامحها الجميلة والطيبة تجعلها تتبسط معها الحديث وكأنها إحدى جاراتها !
وكإن ربي ارسل جمال ليا . . جلس لحتى ماطلع وساعدني كتيير وكنت مخبية كُل حاجه عن أهلي ما أبغا اطلع صورة ولدّي مو حلوة ، وجمالسبحان الله جاء بوقت كنت مرة محتاجة . .
قاطعتها بحسرة : كالوقت كان صاد عني !
عقدة حاجبيها وسئلت : ايش تقصدّي !
ابتسمت : كملي .. ماعليك !
برمت شفتيها بتعجّب وأردفت : والوليد كان معارض وجوده مرة ومتضايق بس معرف كيف بيوم وليلة صار يثق فيه وفوق كدا ترك التدخين منورايا !!! وجمال ماسوي حاجة ولا حط نفسه الاخو الكبير اللي لازم يتهاوش ولاّ يتضاربو لأ صار صديقهم أكثر من أخوهم ! وأكيد كُله دامن تربيتك !
ضحكت بخفة وقالت : الله يسعدك . . ويخليلك عيالك يارب.
ومشاعل سئلت بفضول : وإيش كُنت تقصدي بإنه كان صاد عنك ؟
قالت باختصار : كانت فيه مشكله كبيرة بيني وبينه ويوم دخل السجن الحمدلله ربي حنن قلبه علي
: والله جمال طّيب وقلبه حنون معقولة يجافيكِ!!!
ابتسمت بغصّة وتناست هي الأخرى من تكون : لما توفى خالد . . وتزوجت عمّه بدأت المشكلة ! ولا إنحلت إلا قبل فترة قصيرة ! وضحكتبحسرة : خمس سنين وهو مبتعد عنّي ومجافيني !!!
: يا الله !
قالتها بتعجبّ !
وسئلت : وكيف انحلت ؟
تنهدت : السبب الرئيسي لزواجي مع أحمد عشان أحميه وأحمي نفسي من أقاربي الطماعين لكن جمال فاهم غلط وانا لسبب ما . . ماصارحته ! وبعدها صارحته مع أحمد وكاليوم دخل السجن ! تكالبت الأمور عليه وتفهم موقفي وموقف عمّه وكل أهله ! ولا كان كلهم مجافيهم!! كلهم ! وبعدها تغير جمال كإنه صحى على نفسه وصارت علاقتي معه جداً حلوة ! وكمل زواجه من الشموخ ! وجت هالمشكله وخربت كلشي !
تنظـر له بصدمة من رؤية الجانب الآخر من شخصية جمال ووالدته !
وقالت بحيرة : وهو يعني . . لهدرجة . . يعني طلاقه من الشموخ تعبّه ؟
ضحكت وقالت : نجي للجانب الآخر من الحكاية ! الله يسلمك من يوم هم صغار كان جمال للشموخ و..
قاطعتها : ايوه كان خالد يقولي !
صمّتت لوهلة تستوعب منحنى العلاقه التي سارت الى منحى أكثر بساطة !
وأبتسمت وهي تردف : ايوه يوم جاء كان متزوج سمّر وقال بطلق الشموخ ! الشموخ تأذت .. وصارت سوالف كثيرة . . وتدارك جمال غلطته .. او طاح على وجهه
عقدة حاجبيها : كيف طاح الى وجهه؟
ضحكت وقالت : يعني حب الشموخ ! وحاول لحدّ ماكمل زواجهم . . بس جت هالمشكلة قصمت ظهره !
استنكرت : وليش قصمتّ ظهره ؟
أكملت بضّيق : لأن كان يحاول قدّ مايقدر يصحح غلطة مع الشموخ وبنفس الوقت يحاول إنه مايظلم سمّر ! جمال صارت عنده عقدة يكونظالم أو يسوي مثل قبل ! على قلبه ثقل وهاجس يخاف منه يكون يظلم الثنتين . . سوّت سمر سواتها وّ زعلت الشموخ .. حس كل اللي يسويهولا شي ! والشموخ حتى لو يجيب لها نجوم الظهر ماراح تنسى اللي سوّاه
: يالله ! والله حكاية تقطع القلب ! معقولة الشموخ لهدرجه قاسية ؟
تنهدت : هالبنت تقسى على نفسها . . هي تبي جمال بس عندها قاعدة كرامتي وانا ومن بعدي الطوفان !
قالت بحيرة : ماعرف يمكن هي تحتاج تأخذ حقها وبعدها يصفى قلبها !
: الشموخ وعارفينها ! مستحيل
قالت بلطف : مافيه شي مستحيل على ربً العالمين وّ اذا كان خيـر ليهم يرجعون راح يرجعوا ! ولا تقلقي جمال عندي وكإنه ابني
: الله يجزاك خير يارب . . بنت أصل
قالت بصراحة : أول ماعرف إنك بيجي معرف توترت بس لمّا شِفتك .. أكتشفت ماله داعي كُل تفكيري !
ضحكت بخفة على صراحتها وقالت : اللي بيننا إخوان مايحتاج نفكر بالماضي
أبتسمت : صح عليكِ .. وأردف مازحة : وبما إن صِرنا حبايب إيش شرايك تيجي معايا تقّوي قلبي اشوف جدّ عيالنا
استقامت وقالت بتشجيع : يلا انا بظهرك !
: ايش يعني بظهرك ؟؟؟
هذه المرة انفجرت ضاحكة : يعني معاك لا تخافين
: ههه علبالي !
،
..................................................
،
،
يستلقي عزيز على الأريكة الوحيدة بالغرفة، ونظّراته تتفحص جمال المستلقي هو الآخـر وّ ينظر للإمام بوجوم ، وّ طالت نظّرات عزيز وقالجمال بملل : لمتى وأنت تناظر لي كذا !
: نحفان !
وأردف بعد صمت قصير
: و لحيتك طايلة بزيادة وّ بعد ووجهك كإنك خريج سجون
ألقى عليه نظرة حانقة وقال : وأنت مرافقني عشان تقول لي كذا !
ضحك عزيز باستمتاع وأردف : لا والله أبد ! بس واضح امك قلقانه عليك قلت اجلس اليوم أسكت قلبها
: كان رحت إزين لي ولك واجدي والوليد مايعرف يتعامل مع جدّي
: خلّه يتعود على ابوي وعلى ونقادته هذا جدّه!
لم يُعلق جمال ، وعزيز يسئله :وين كنت الفترة الماضية ؟
:بإيطاليا
قال ساخراً : شكلك حنّيت للغربة !
رفع كتفّيه دون ردّ . . وعزيز قال : وش بتسوي الحين ؟
تنهد : تحقيق هو ؟ ترى طفشت منك!
: الله أبو عمك انا مافيه احترام !
تأفف بصوت عالي
: صدق جمال وش بتسوي ؟ والشموخ طلعت حامل !
: اذا بتفتح السالفة معي اطلع برى والله مو رايق !
أعتدل عزيز : ومتى تصير رايق نتناقش معك الموضوع ؟
: مالك شّغّل فيني !
: شلون مالي شغل وانا اشوف لا حالك ولا حالها يسر الصديق !! حتى عدوكم اذا شافكم كذا بيرحمكم !
: اطلع برى هالسالفة عزيز ! الحماية الزيادةمني لها خلاص كبرنا مايحتاج
قضم شفيته بحنق : مو حماية انا قلقان عليكم ! جمال الوضع هذا مايحـ...
قاطعه وهو ستلقي ويسّدل الغطاء على أكمل جسده : بنام انا لو سمحت !
لعنه بداخله ، وتأفف بصوت مسموع وقال : الشرهه علي خايف عليك تفو !!
وعاد للاستلقاء بملل وحنًق ، واتصال الجوري هو ما خفف عنه ملله
خرج خارج الغرفة وربض على إحدى المقاعد وتحدث : هلا والله بسعادة القلب وبهجته
: هلا فيك يانور قلبي .. بشرني كيف الأوضاع هناك ؟
تنهد : جمال مايسّر الخاطر أبد !! وصحته الحمدلله افضل من قبّل وّشكله بيجلس هنا لفتره الله أعلم فيها
قالت بلطف : لا تحاتي عزيز كل مشكله ولها حل أحتمال يكون هذا الأفضل لهم ومايجتعون مع بعض لا تجبرهم !
: يمكن صادقة بس المشكلة كل واحد مريض من جهه ! وسئل: مامريتي الشموخ ؟
:الصراحة لأ . . مدري حسيت مابتحب يكون أول لقاء لنا وهي مرة تعبانة .. خواتك ماقصروا كلهم راحوا لها
تنهد براحة : اشوى زين . . وأردف بنبرة عابثة : الحين ماعلينا منهم علينا منَكً! هاه ما أشتقت لي !
وصّلته ضحكته التي أذابت قلبه : ههههههههههههه هذا يبلها سؤال ! امي تقول عزيز ماسوا فيك خير وجهك صاير باهت بدونه
أبتسم بزهو : كان قايلها لها هذا عزيز مو حيّ الله !
: وأنا أشهد !
،
وقضى طوال الليل يثرثر معها متناسي المريض الذي بداخل الغرفة والذي قدّ يحتاج لمساعدة
........................................
،
،
قضّت اليوم بأكمله بعد سفّر الجازي برفقه عزيز وجدها وكإنها جسّد بلا روح . . تصغي لأحاديث عماتها البعيدة جداً وجداً عنّ طلاقهاومرّضه ، وتحمدّ الله بسرّها إنهن تفهمن القليل من مشاعرها ، وّ خصوصاً عمتها مزنه !
ترّد عليهن بهدوء وّ تعبّ أتضحت بصوتها ، وّ ودعت أخارهن وتبقت عمتها ليلى وصديقتها أسماء للمبيت عندّها ، يتحدثن بإنسجام ، بينماهي صامتة قلبها لازال يلهث بفزع . . وأدركت بإن دعوتها التي خرجت من أعماق قلبها أن ينزعها الله من قلبها . . لم تستجاب !
لله حكمه تدّرك ذلك . . ولكن يؤلمها إنها خائفة عليه لدرجه الهلع ، ماباله سِقط صريع المرض هكذا ؟ مالذي حدث له ؟ و هل زوجته برفقته ؟ هلتنام بجانبه ؟ أو على صدره ؟ هل يفكـر بطليقته ؟ أم إنها لأشئ بالنسبة له ؟ هل هو بخير ؟ هل سيعيش ؟ أم إن دائرة الفقد ستبتلعه وتموتهي بحسرتها ؟ كيف ستعرف أخباره وكرامتها تحول بينها وبيـن قلقها !
: الشموخ وين سرحتي ؟
أخرجها صوت أسماء لتنظر لها وقالت : وين عمتي ؟
: دخلت غرفتك تنام فيها ماحسيت فيها وينك؟
: هذا أنا عندك ويني يعني ؟
رفع حاجبيه باستنكار : علينا ؟
تأففت الشموخ بصوت مسموع وّ قالت أسماء مغيرة مجرى الحديث : ما راح تفتحين جوالك ؟ كثير بنات الجامعة يسؤلون عنّك !
:مالي خلق !
تأففت : لمتى الشموخ وانا اذا بغيتك أدق على زوجة ابوك ! وربي طفشت
ضحكت : فيه الزاجل ارسلي رسالتك وّأقراها !
: ظرريفة !
مدّ شفتيها أسماء تتمنـى لو تدًخل حقل الألغام بكلماتها ولكنّها خائفة على تبدّل مزاجها لذلك قالت بتوجس : ومتى بترجع الجازي؟
رفعت كتفيها : مادري .. ما قالت
: يعني بجلس اكثر عندك !!!!!
رمت عليها المحارم الورقية بسخط : انقلعي روحي بيتكم !
ضحكت : امزح شفيك !!!!
: مزحك ثقيل انا اعيش أقسى اضطراباتي النفسية يعني أحتمال اذبحك بدّم بارد !
: الله يكفينا شرك وشرً اللي بطنك انا حاسه بيطلع مجرم !
: وليش ان شاءالله؟
: اذا امه بتذبح صديقتها وش ترجين منه ؟
تنهدت وقالت : عاد والله امه كفيّها !
: المزاج اليوم حلو ولا تحاولين تخلينه حلو؟ لأني عارفتك
صغرت عيّنيها بسخط : ومدّامك تعرفيني ليش ودك يخرب ؟ واذبحك !
ضحكت : خلاص ماراح نخليّه يخرب . . ومدّامه حلو توي سمّعت عمتك ليلى تكلم عزيز يقولون المريض اللي هناك بدون ذكر أسماء .. احسنوبيطلع بكرى
وأبتسمت وهي تستقيم : وبس .. وبروح أجيب لنا شي ناكله بما إني بكرى بغيب عشانك .. البيت بيتي مو ؟
،
لم تنصّت لها فقط اومأت برأسها وّ عند خروجها ، وضعت يدها على قلبها وهي تلهث . . وتحمدّ الله بسّرها !
.................................................. ...............
،
،
،
خـرج من المشفى صباحاً ، وأستقبله جده وّوالدته بترحيب حارً بدأ بإحتضان والدته الذي شعّر بإنه روحه عادت لجسده ، ونظّرات جده التيتخبّره مكانته لدّيه ، وعزيز ذهب لغرفة الوليدّ للنوم بسريره حتى عودته من المدرسة ، وتبقى هو وجده ووالدته يتحدثون عن كل شئ إلا عنمرضّه وغيابه بالفترة السابقة ، وبعدها أستأذن لإخذ قيلولة ووالدته رافقته للغرفة ، وعلى مايبدو إن وقت العتاب حان ، وّ دخلت الغرفة لتقول : هذا غرفتك انت وسمّر ؟
أجاب بإيماءه بسيطة وربض على السرير وّ قالت : والحين وينها ؟ وش صار عليها ؟
: عند أهلها . .
: لمتى ؟
: لمين ما أحس أني مستعد أوجهها واوجهه اهلها
: بترجعها ؟
: مادري . .
ربّضت على السرير بجانبه وقالت بألم : بقلبي كلام كثير ياجمال ومدري من وين أبدأ !
أبتلع غصته وقال: يحق لك قولي يمه .. وانا أسمعك بس ماعندي تبرير
أسترسلت الدموع على خديها وقالت : كثير كثير ياجمال ! مدري متى أبدأ
تنهدت وّ قالت : ليش تبعد عنّي لهدرجه ؟ ليش توجع قلبي . . ما أنام بالليل خايفة صاير لك شي ! جوالي لو بيتكلم تكلم من كثر ماهو بيديوقال أعتقيني ! حرررام عليك ياجمال والله حرررام !!! لو كل الدنيا ضدّك بس انا معك ! لو كل الحياة وقفت بوجهك انا معك ياجمال .. ليشتجافيني وتخليني أتحسر واتذكر خمس سنوات مّرت وأنت بعيد عني بقلبك وجسمك ! والله كثير علي ياجمال .. أنت وحيدي يعني أملي بعدالله فيك . . وصمتت للحظة تمسح دموعها وبعدها أردفت : تعبت ياجمال قلبي مو متحمل اكثر . . مو متحمل أشوفك تبعد عنيً !
يُطرق برأسه. . وقلبه يعتصر ألماً وّ الدموع تقصر عيّنيه وهي تسترسل بعتابها : احياناً اقول ولدّي هو عقوبة يبعد عني ؟ هو ابتلاء ؟ ياجمالبيجيك ضنا .. بيجيـك ضنا وبتعرف شعوري .. ويا عسا ضنّاك مايجافيك مثل ماتسوي فيني !
رفع رأسه . . ونظّر إليها وقبّل رأسها قائلاً بألم : اسف يايمه والله اسف . .
وأستلقى بحجرها . . وقال : سامحيني يايمه ! والله بوقته مدري مافكـرت بشي .. كنت مرهق !
أخرجت تنهيدة عميقة ومسحت على شعره : بدون لا تقول قلبي ماهو شايل عليك كثر ماهو شرهان ياجمال . . الله يهّدي سرّك ويشرح لك صدّرك . . والحين وش بتسوي ؟
أعتدل وقال بضيّق : لا تسأليني السؤال . . ماراح أسوي ولا شي !
قالت بحسرة : وولدّك او بنتك . . ؟
رفع كتفّيه واشاح بوجهه : مو مستوعب للحين . . وسكري هالموضوع يايمه .. يتعبني كثير
: وسمّر طيب ؟ لمتى الهروب يا جمال !
أبتلع ريقه وقال ساخراً : مادري .. الهروب صار صفة مستأصلة فيني !
: والله ما يفيد الهروب . . ولا نهاية الدنيا إنك طلقتها ! الحياة قدامك ياوليدي .. لا تخنق نفسك بتأنيب الضمير وّ تتعب روحك ، أنت ما أغلطتياجمال
نظّر لها بتشفق وأردفت بتشجيع : ايه ما غلطت أبد ! لا بحّق سمر ولا الشموخ .. واللي صار لحكمة ربي أعلم فيها .. ولو أغلطت ربنا غفوررحيم . .أبعد افكار الشيطان اللي توسوس لك وتخليك كذا ! اصحى على نفسك وفكر وبتسوي ! فكر بالطفل اللي جاي بالطريق واللييتشبث بالحياة . . فكر فيه هو الأهم الحين . . وفكر بنفسك وش تبي ؟ وش الحل . . ولا تترك سمّر معلقة أكثر يا تصير معها أو تطلقها . .
وتنهدت براحة وهي تستقيم : احس صدري صار صافي يوم قلت لك اللي بقلبي . . طيارتنا العصر تدرين جدّك مايحتمل يجلس كثير وانامقدر أترك الشموخ اكثر .. والحمدلله تطمنّا عليك . . جدّك كان بيلقي عليك محاضرة طويلة عريضة بس أنا قلت خل جمال علي . . وّ ريح شوي بصيحك الظهر أشبع منك قبل لا نروح . .
وألقت عليه نظرة أخيرة : بعد يحاول أرسل لك أغلب ملابسك لأن شكلك مبهذّل!
،
أستلقى بعد خروجها . . وأغمض عينيه ينشدّ الراحة . . لتظهر فجأة بحاجبيها الكثفين ونظرتها الباردة وشفتيها تنطقّ " طلقني ياجمال "
أنفجرت شفتيه بسخرية وتحدث بهمس : فرحانة الحين بالطلاق ؟ فرحانة عشان رديتي الصاع صاعيّن ؟
.......................
،
،
تعالى رنين هاتفه وأسم "جمال" يتوسط الشاشة وأجابه بقلق : جمال ... وينك ؟؟ شلونك شخبارك ؟ وينك مختفي ؟؟؟ خفت عليك !!!! وشصار معك
أتى صوت ضاحكاً وباغتته نوبة سعال ، مدّ شفتيها بقلق : جمال ؟
اخيراً اتى صوته : شوي شوي ياحمد ! شدعوى كل هذي اسئلة !!!
: لاتلومني ! وينك فيك ؟
تنهد : والله سالفة طويلة عريضة وانا الحمدلله بخير وعند أخواني بجدة . . وأحتمال أطول هناك .. يعني الصنع بضماناتك
: شهر ونصف مدري وينك واخرته تقول سالفة طويلة ؟ صادق أنت ؟
:ههههههههههههههههه اذا شفتك أقولك ماي صلح بالجوال
برم شفتيه وسئل : طيب .. انت اشوى ؟ حالك بإخر مرة .. مايسر الخاطر !
: الحمدلله بخير . . لا تشيل هم !
قال بدون أقتناع : الحمدلله
: وأنت شخبارك ؟ طمنّي عنك؟
أجابه : الحمدلله بخير .. وكل شي ماش تمام !
: الحمدلله .. ما أطول عليك بس قلت بطمنًك علي !
: لا ماشاءالله تعرف الأصول ! مع السلامة !
،
وأغلق دون سمـاع رد بسخط ، القلق يتآكل قلبه منذّ ذاك اليوم وهو بكل بساطة يقول " سالفة طويلة " شتمه بغيظ .
: من اللي تكلم ؟
سئلته خالته وهي جالسة بجانبه بسيارته : صديقي مختفي من له فترة وفجأة دق علي!
: اكيد عنده ظروف
تمتم : اي أكيد . .
توقفت سيّارته أمام شقة وجدان ، وترجل للصعود للأعلى . . وخالته ووصايف خِلفه . . فتحت لهم وجدان بابتسامة سعيدة لقبولهم دعوتها . .
: حي الله من جاني توه ينور بيتي !!!!
: النور نورك يا حبيبتي
،
ضيّفتهم وجدّان وّ جلسوا جلسة دائرية محببّة وّ تعالى أصوات التوأم بأصواتهم واللطيفة وألقى على وصايف نظّرة وقال بخفوت : مادوكتجبين لي مثلهم ؟
غزا الاحمرار وجنتيها وقالت : تستهبل !
ضحك بخفوت : والله صادق ! ابي ثنين ! مثلهم
وأشار بسبابته للتوأم ،
: نزل صبعك ! قالتها بحنق
وأعاد يده وقالبمداعبة : شفيك ؟
: اللي فيني تحلم يجيك طفل لحتى اتخرج من الجامعة واتوظف وبعدها ..
: لا والله !!
قاطعها بغلظة . .وبعدها قال : صادقة عساني أربيك عاد مو أربي عيَالك !
قضمت شفتيها بحنقّ وقالت : حمد طول وعرض وتقول تربيني !
: وش عندكم تتساسرون يامعاريس ؟
قالتها وجدان ساخرة أنتقلت أنظارهما إليها وقالت وصايف بدلال : شي مايخصّك
أنفجرت ضاحكة : أقعد !!!!!!! شي مايخصني بعد !!! ويع مو لايق عليكم !!!
رفعت كتفيها وقال بلا مبالاة : والله لايق مو لايق برضو شي مايخصّك !
رفع حمد حاجبيها ونظَر لها بمكـر : والله أبد أقولها ودنا نجيب توأم مثل عيالك !
زاغ بصّر وصايف وألقت عليه نظرة غاضبة ، قالت خالته برفض : أرجوك ياحمد لأ ثم لأ ثم لأ !!!
: وليش ؟
: ماأتحمل ! توها بزر وتبي نجيب لها بزر !!!!!
قالت وصايف براحة : الحمدلله . . أمي معي
قالت وجدان بمكـر : والله انا معّ حمد يبي ولدّ يشيل أسمه ! ولا حمد . . وغمزّت بعينها له
ضحك : صح !
: عطيه من توأمك والله يغدق عليهم من الأبوة اللي عنده وانا اذا صرت مستعدة كالوقت أجيب له
أنفجروا ضاحكين وقالت وجدان : والله ماعندي مشكلة بس أبوهم يرفض ولو علي .. واحد عند وفاء والثاني عند امي
: لا والله وش حضرتك انتي ؟
: والله يايمه انا جالسة أرمرم الخراب اللي صار بعدهم لازم أخذ وقت راحة
: لو الأمهات مثل تفكيرك كان الدنيا ضايعة !
: هههههههههههههه صادقة .. الله يعين عيّالها عليها
،
تعالى صَوت زوج وجدان يدعوها وقالت لـحمد : حمد هذا محسن تلقاه بالمجلس !
استقام وقال مدعباً : بسأل زوجك لو قال الابوة زينه فكـرت أصير أبو !
: لا تكفى لا .. الحين يقولك فضايح عيالي اسكت
ضحك بصوت عالي ، وخـرج للخـارج . . عند خروجه صاحت وجدان بتعجب: حممممممد متغيييير !!! والله متغير وش أنتي مسوية فيه ؟وهي تنظـر لوصايف : من يوم ماكملتوا زواجكم ومو حمد اللي اعرفه ! متى حمد عمره نكّت
انفجرت ضاحكة وقالت : حبيبتي سّر المهنة ما نقول
نظَرت لوالدتها وقالت : لا صدّق .. صدّق يمه متغير !
ابتسمت والدتها : اي والله . . جاء اليوم اللي اشوف حمد مرتاح كذا !
رفعت حاجبيه بدلال: والسبب من ؟ أنا !!
ضربتها بخفة : وش مسوية فيه انتي ؟ علميني أسوي بمحسن ! وأردفت بغيظ وهي تنظـر لأمها : لا صدق يمه وش مسوية بنتك ! ياماماتحت السّواهي دواهي !!!
تأففت وصايف بانزعاج : اولاً قولي ماشاءالله تبارك الله لا تعطينا عين ! ثانياً . . سّر الهنّه اللي لو وصلتي للسماء ماعرفتيه !
: أقول ماودكن تهجدون منّ مناقركن ؟ عطيني التوأم نشوف شلونهم
أنصبت وصايف لإخذ إحدى التوأم ، وقلبها يرقص طرباً بين أضلعها على تغيـر حال حمدّ الواضح بسببها . .
.................................................. ..........
،
،
هاهي تدّخل شهرها الرابع منذ أسبوع وّ ستذهب للكشّف عن جنس الطّفل بعد قليل برفقة المتحمسين جداً وجداً والدها وزوجته . . مرت أربعأشهر وهي تسكن غرفته ويظهر خيّاله يسامر قلبها المشتاق بإحياناً كثيرة ، ومرّت أربع أشهّر بتعّب كاد ينُهي أخر قطرة من تشبثها بالحياة ،مّرت وّ لم تمّر على قلبها المنقبّض والذي تحاول جاهدة إن تملئه بالروحانية والسكينة والتقّرب من الله ، ومرت أربع أشهر وهي تقفل هاتفهاتقطع روابطها مع العالم ، وتقضي وقت فراغها بقراءة القرآن وسورة البقرة تحديداً . . ولأول مرة تختم القران بغير شهر رمضّان . . وًّكل مرة تقرأه تشعّر بإنه يضمّد وجع قلبها . . وكمدّه . . يطبطب على وجع الفقد ، شعرّت بالإنس بقربها من خالقها ، وكإن قصص الأنبياء التي تقرأهاتهّون عليها ألمها ، وّ مواساة الله عز وجّل لنبينا محمد علية الصلاة والسلام بـ" لاتحزن " تطبطب على قلبها ، " ومع العسر يسرا" تعطيهاأمل إن يإتي شي يغير كل شئ ، لا تريد التفكير ماهو وكيف يإتي ، وهل يرضيها إم لا . . وكّلت زمام الأمور لخالقها ، واطمئن قلبها . . واحيانا كثيرة توسوس لها نفسّها . . وّ تضيق عليها الخنّاق بتصورات تذهب عقلها ، كّ صورته بجانبه زوجته النحيلة يتضاحك معها بسعادةمتناسية طليقته وإبنه الذي ينمو بإحشاءها ، وتفتت وتتمنى لو يذّيقه الله ماتشعر به ، واحيانا أخرى . . شئ بدخلها يقول لها بسخط أنتِ منسمح له بالذهاب إليها والآن أنتِ طليقته ونقطة أخر السطر ، واحياناً. . كثيرة وكثيرة صوت بداخلها ينبثق من غيرتها يقول بصّوت عالي يصّمإذنيها . . لو طّلب منها الرجوع لن ولن. . ترضى
،
دخلت الجازي عليها بإبتسامة واسعة وبادلتها بإخرى ولكن باهته ، تشكر الله على وجودها بجانبها وعلى تحملها لاضطرابات حملها العنيفةوالتي لهذه اللحظة تعاني منّها
أقتربت منها وقالت : يلا خليني إجيب لك عبايتك اروح نشوف جنس الطفل يا إني متحمسة
ضحكت بخفّه وألتقطت عباءتها وساعدتها على إرتداها ومن ثم أنحنت لتساعدها على أرتدا حذائها فهي وللأسف بسبب تراكم الأملاحبجسمها لا تستطع حتى الإنحناء وعندما أنتهت أعتدلت وسارت معها للخـارج ، وقالت هي بضيق : احسني بختنق من كثر ما أنا سمينة
أطلقت ضحكة عميقة وقالت بمزاج رائق استنكرته : هههههههه المشكله انك سمينة وّ الترجيع مايوقف شكل الاكل مايطلع
تأفف : وش مايطلع مابقا الا معدتي تطلع
: بسم الله عليك . .
وخـرجا لركوب السيارة والتوجه الى المشفى
................................................
مستلقية على السرير وتنظـر للشاشة بعيون لامعه والطبيبة تتحدث : ماشاءالله تبارك الله كل شي سليم والطفلة بتطلع قمّر زي والدتها
ضحكت الجازي بفرحة : يعني بنت ؟
: ايوه بنت أموره ولعوزت مامتها كتير وكتير
نظّر إليها الجازي بفرحة : بنت يالشموخ بنت !!! وش بتسميها ؟ موضى ولا سلمى ولا صيتة؟
عقدة حاجبيها وأعتدلت : لا لا واحدة ! اسمي الشموخ وأسمي صيتة ولا موضي ولا سلمى !! سوري !!
ضحكت : وش بتسميتها طيب ؟
رفعت كتفيها : اذا جاء وقته نفكر . . روحي بشري أبوي يحب البنات
: ههههههههههههههه متحمس عشان يعرف وش نوعه
وخـرجت للخـارج ، وعدّلت من هندامها وأرتدت عباءتها وجلست امام الطبيبة التي قالت : الحمدلله كل حاقه كويس يالشموخ لكن بتاخذي بالكمن الاضطرابات النفسية وحاولي تبعدي على إي ضغط نفسي واللي شايّفاه إنك في تحسن وإن شاءالله الوحام بقا يِخف عنك
أومأت برأسها بوجوم كسى ملامحها فجأة والطبيبة تردف : بكتب ليّك فيتاميات وإشياء تنيّه وابعدي عن إن مجهود مهما كان انتي بإولشهور حملك .. ومدّ لها ورقة وقالت ببشاشة : بالسلامة ياحبيبتي
: شكراً دكتورة
وّ خرجت لتجد السعادة مرتسمة على ملامحها والدها وقال : اووه بنت أجل يالشموخ .. الله يعين لو طلعت نسختك
أطلقت ضحكة رنّانة . . وسارت معهما للخـارج . . وهما يتحدثان بحماس تتعجبّه منه ، وتتمنى لو تشعر به !
.................................................. .......
،
،
دّخلت غُرفته . . وخلفها الجازي تساعدها على خلع حذائها وّ عباءتها وّ ألتقطت كيس أدويتها وأخرجت تبتلع الحبوب الكثيرة وّ قلبها ينقبض فجأة . .تعرف هذه الانقباضة جيـداً ، التي تخبرها بإن هُناك شيئا ماً يحصل ولن تتجاهلها كالسابقاتها ورفعّت عيّنيها بغتة لترى حقيبة تعرفها جيداً . . حقيبة لازمت غرفتها ليلة كاملة وبالكاد أستطاعت إخراجها من غرفتها ، حقيبة تعّرف صاحبها جيداً .. وتدّرك بإن الآن . . حولها . . ولكن إين ؟
وكيف ؟ . . ولكن لاتزال ملابسه متكدسة بالجناح وّ لم يإخذ معه . . إي شئ !
مالذي يجّري ؟ . . هل أخطئ احساسها؟
ابتلعت ريقها بإجفال وإنزلقت عيّنيها لـلجازي وهي تخلع جواربها وسئلت برجفة : من شنطته هذي ؟
نظّرت الى ما أشارت إليه ، وأنقبض قلبها هي الآخرى وقالت بتوتر : مدري من جابها ..
: مو شنطة ..
: هذي شنطتي
داهمها صوّته . . وكإنها أنبثق من اللامكان وخّرج أمامها ، وانتقلت إنظارهن إليه . . وهو يستند على الجدار وّيكتف ساعديه ويرفع حاجبيهالأيسر بتعبير لم تستطع فهمه
غصة تكبّل حنجرتها وّ قلبها الأحمق ينتفض بشّوق أهلكه وّ مزّقه . . لوهله لم تستوعب وجوده .. وقلبها ينبض بصورة أهلكت قفصها الصدّري. . وأطرقت برأسها تخفي الدموع التي استرسلت على خدّيها بدون تحكمّ . .
..................................................
تم



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 01-12-20 الساعة 02:00 AM
الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-20, 09:06 PM   #430

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي


,
تم تنــزيل الفصل ولله الحمد
الفصل اللي تعبني كــثير وأحتاج جرعة منعويه منكم .. لكل شخص يقرأ الفصل اللي تقرأه بفتره قصيرة يأخذ مني أسبوع كامل وجهد ووقت وتفكير .. لا تحرموني من طيب كلماتكم وأنتقادكم يخفف التعب وخصوصا خلف الكواليس
وأنتظروني الأسبوع الجاي بالفصل الأخيــر بأذن الله
,
دمتم بسعادة يارب


الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:32 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.