آخر 10 مشاركات
عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          361-جزيرة الذهب - سارة كريفن - روايات احلامي (الكاتـب : Sarah*Swan - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          [تحميل] كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة " (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة "(مكتملة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          323-ضاع قلبها -دارسي ماجوير -(كتابة/ كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          100- الإرث الأسر - آن ميثر - ع.ق - مكتبة زهران ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree312Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-12-20, 09:54 PM   #441

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميّة مشاهدة المشاركة
الله ع الفصل 😢💗

طبعا الشموخ و جمال الشخصيات المفضلة بالنسبة لي و القفلة تقهررر 😭 ان شاء الله قلب الشموخ يحن و تعطي جمال فرصة يبرر بس يا ترى ايش موقف وقرار جمال حاليا بعد ما هديت الامور

حمد و وصايف الامور بينهم مستتبة لحد الآن و الله يديمها عليهم

يعطيك العافية حبيبتي الريم شاكرة لجهودك و التزامك 💕🌸
اهلاً سمية ❤
اولاً اشكرك على تعليَقك الدائم بعد كل فصل ويعطيني جرعة محفزة ❤
وبالفصل الجاي بإذن الله بنشّوف وش يصير على جمال والشموخ

،
الله يعافيك حبيبتي وشكراً على تعليقك الحلو ❤


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-20, 09:55 PM   #442

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nada $ مشاهدة المشاركة
فصل رائع وشكراً على مجهودك
اهلاً وسهلاً
سعيدة أن الفصل اعجبك ❤


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-20, 11:54 PM   #443

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة al-jood مشاهدة المشاركة
سأنهار من الحزن يالريم فلقد اعتدت على هذه الرواية فأبطالها أصبحوا كأهلي أحزانهم أحزاني هذا وأنا قارئة فكيف لو كنت مكانك ...
كنت اتخذها كجرعة لذيذة أتناولها في يوم السبت ,ولكن يبدوا بأن السبت القادم هو اليوم
الذي لابد له من المجيء , وقت الفراق سيحين عند اللحظة التي سنقرأ فيها تمت أو النهاية ,
ولكنهم سيبقون خالدين في ذاكرتنا , فمثل هذا القلم المبدع والمميز لابد لنا من تذكره ,اشتاق
الى جديدك منذ الآن , واشتاق لكبرياء ومشاكسة وصايف منذ هذه اللحظة , وأيضا جمال ولطفه الجميل وحمد البارد الذي تغير لأجل من يحب ....

نحن نعذرك بطبيعة الحال فالفرق شاسع بين أن تقرأ وبين أن تكتب , فالكتابة تستنزف مشاعرنا وعقلنا
نضيف سطرا ثم نمحو ألف سطر من أجل أن نزيد مؤلفاتنا جمالا وجاذبية , ونحتاج الى التفتيش عن وقت فراغ بين أعمالنا المكتظة في سبيل الكتابة .


--------------------------------------------------------

من الجيد أن عزيز فاتح الجوري بالموضوع الذي يشغل باله , لأنني أجده أكثر تقبلا مما لو حدثتها ليلى أخته
وما سهل عليه أن الجوري كانت تشعر بأنها مقصرة في حقه وفكرت في شيء يساعدها على تقسيم وقتها بينهم بطريقة أفضل.

سمر أحزن عليها كثيراً ولكنها كانت السبب الرئيسي فيما حصل , ومثل ما يقولون غلطة الشاطر بألف
والواضح بأنه سيطلقها , ربما فمن يعلم بالمفاجآت القادمة , غير أن والديها يبدوا بأنهما نافيان للفكرة تماما لرجوعها
اليه .

وصايف أشعر بأنها قد أصبحت أنضج بعد أن تزوجت حمد , والجميل بأن حمد تغير أيضاً فطبعه البارد لم تكن لتحتمله وصايف البته , تذكرت التوأم ههههههههه .

الشموخ ربما تتنازل هذه المرة لجمال فشوقها له قد بلغ أقصاه , أرجوا ذلك حقاً , ولكن كان ظهور جمال في النهاية مريب فمالذي يحمله معه وخاصة بعد أن جرحته الشموخ بتصرفاتها , والأمر الذي ربما سيجعلهما يعودان الى بعضيهما هو الطفل .

لدي فضول كبييييييييييييير لما سيحدث بين الشموخ و جمال , سلمت يداك ووفقك الله لما يحبه ويرضاه


،
،
اه يالجود الحبيبة كلامك له وقع خّاص في قلبي وسعادتي ماتنوّصف وانا أقراه ،
كل حرف كتبتيه وصّل لأعماق قلبي وأشكرك جداً عليه ، وسعيده جداً جداً إن روايتي لأخر قطرة نالت أعجابك وفخر كبير بالنسبة لي ، وككاتبة تعبت كثير عشان تكون الرواية محبوكة قدّ ما أقدر كلامك نسّف التعب وّ اعطاني جرعة تحفيزيه كبيييرة ❤
،
يارب تكون نهاية الرواية عند حسن ظنك ، وتبقين بالذاكرة دائماً ❤
.......................
،
،
عزيز تنازل كثير عشان الجوري ولكن هالمرة أنتبه إن هالموضوع مافيه تنازل
وّ الجوري نبّيهه وتعرف توازن الأمور ، وتعتقد إن عزيز يستحق أكثر وأكثر
،
وصايف وحمد
ههههههه وصايف لمَا أيقنت حب حمد لها نضجت أو خففت من تصرفاتها
وحمدّ . . سمّح لنفسه إن يتقبل حب وصايف وسمح لنفسه يُحبها ، الشخص المحبوب دائماً يكون مرتاح ومبسوط
،
الشموخ وجمال
مابي أقول شي أحرق لإن الفصل الجاي بيوضح كل شي
سمّر . . وتعلقها بجمال تصرفت هالتصّرف اللي كلفها كثير ،

حبيبتي الله يسلمك ويخليك يارب واجمعين
وشكراً على التعليق الجميل ❤


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-20, 11:56 PM   #444

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منـال مختار مشاهدة المشاركة
مساء الخير 🥺💗💗💗💗

ي جمال الفصلللل يجنننننن تسلم يدك 🤩❤❤❤
القفلة تجنننن رجع جمال 🤤💗💗💗💗💗
وشلوون كذا تخلص الرواية تكفيننن حبيتهاا 😩😭💔

اهلاً وسهلاً ❤
حبيبتي الله يسلمك وسعيدة إن الفصل نالت اعجابك
لكل شئ له نهاية وجاء وقت ننهي الرواية سوا ❤
،
شكراً لتعليقك الجميل منال❤


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-20, 11:59 PM   #445

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

،
،
مرحبًا جميعاً
أكره ماعندي إني أعتذر عن فصّل ودائماً أحاول قدر ما أقدر أنزله بوقته
ولإنه الفصل الأخير وحابة يكون متكامل ويرضيني شخصياً
بيكون تنـزيل الفصل الثلاثاء بإذن الله . . أنشغلت هالأسبوع كثير وما قدرت أكتب الا جزء بسيط
،
أعتذر من كل قلبي ..


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-12-20, 01:23 AM   #446

سميّة

? العضوٌ??? » 460111
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 497
?  نُقآطِيْ » سميّة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الريم ناصر مشاهدة المشاركة
،
،
مرحبًا جميعاً
أكره ماعندي إني أعتذر عن فصّل ودائماً أحاول قدر ما أقدر أنزله بوقته
ولإنه الفصل الأخير وحابة يكون متكامل ويرضيني شخصياً
بيكون تنـزيل الفصل الثلاثاء بإذن الله . . أنشغلت هالأسبوع كثير وما قدرت أكتب الا جزء بسيط
،
أعتذر من كل قلبي ..
و لا يهمك ريم نقدّر انشغالك و خذي راحتك .. حنكون بانتظارك ان شاء الله 💗


سميّة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-20, 02:13 PM   #447

منـال مختار
 
الصورة الرمزية منـال مختار

? العضوٌ??? » 477586
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,015
?  مُ?إني » المملكة العربيه السعودية
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » منـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير 💗
مساء النهاية😭💕

منتظرينك حبيبي الريم 💃🏻❤.


منـال مختار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-20, 05:36 PM   #448

سميّة

? العضوٌ??? » 460111
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 497
?  نُقآطِيْ » سميّة is on a distinguished road
افتراضي

اليوم الفصل صح .. في انتظارك ريم 💕

سميّة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-20, 07:21 PM   #449

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

،
،
مرحباً جميعاً
ثواني وينزل الفصـل بإذن الله ❤


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-20, 07:32 PM   #450

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل التاسع والعشرون والأخير

بسم الله الرحمن الرحيم
,
,
سبحان الله وبحمده , سبحان الله العظيم
,
,
الفصل ( التاسع والعشرون والأخير )
,
,
جميلة حتى وهي ممتلئة وكانها بالون على وشّك الإنفجار ! هل هي بشهرها الرابع حقاً ؟
هذا ما بدر لذهنه عند رؤيتها قبّل إن تستوعب والدته وجوده وتسحبّه لخـارج الغرفة بصدمة : انت .. جمال متى جيت ؟؟؟؟
توقفا بالصالة وأبعدته مسافة طويلة عن غرفته بعدما أغلقت الباب بقدمها . . أجابها وهو ينظر لها : توني ! وفجأة اشوفها مستحلة غرفتي!!!!
هدأت اضطرابات امه وقالت بلهفة : ليش ماقلت لي ؟ انك بتجي وضحكت بسعادة : متغير وألقت عليه نظرة متفحصة ، : سمنّان وصحتك واضح أفضل .. وحضنته بسعادة . . بادّلها الاحتضان بعطّف . . وسحبّته لغرفة الجلوس وأرغمته على الجلوس وسئلته : وش جابك ! توقعت .. بتطول !
رفع كتفّيه وقال : اشتقت لك ولحياتي هنا ! لمتى وانا محبوس هناك !
عقدت حاجبيها وقالت : والشموخ ؟
: رجعتها لعصمتي
قالها ببساطة ،أصدرت شهقة عميقة وقالت : صااادّق !!!!!!
رفع كتفّيه وقال بلا مبالاة : اي والله .. مو مصدقة .. اسألي عمي !
بهذا الأثناء دّخل عليهما عمّه أحمد وأنصب للسلام عليه وعمّه يرحبً به بسعادة ، والجازي تنظـر لهما بقلق وحيرة وقالت : أحمد تدري إنجمال ..
أكمل عنّها : رجعّها ..
أصدرت شهقة طويلة وّ متفاجئة !
: وليش ماقلتوا لي ! وشلون ترجعها وهي .. وأنتم !
وصمتت بحيرة وهي تنظـر لهما !
قال جمال وهي يعود للجلوس : العصمة بيدي يايمه .. وهي للحين حامل ومتأكد طلقتها وهي بإول حملها .. وّ أظن هذا أفضل .. للطفل الليبيجي
: قصّدك البنت !
قالتها والدته بسعادة أتضحت بصوّتها ، خفق قلبّه بيّن أضلعه . . وقال بعدم تصديق : بنت ؟
ضحك عمه وربض بجانبه : اي بنت تونا راجعين من المستشفى .. بنت مثل أمها ياجمال !
لا يستطيع كبّت الأبتسامة التي شقّت طريقها لثغره ، والسعادة التي أجتاحت صدّره . . سُيرزق بأبنة ؟ ومن الشموخ ؟ يا الله الأمر رائع . . هل ستكون مثل والدتها وترهق قلبه ؟ هل ستإخذ طباعها ؟ أو طِباعمها المشتركة ؟ وتصبّح مزيّح من الصفّات المجنونة !
أخرجه صوت عمّه : بشرني شلون صحتك ؟ والحمدلله على سلامتك !
: الحمدلله صحتي أفضل .. وتركت التدخين نهايئاً بعد معاناة ٣ شهور !
: الحمدلله .. قالتها والدّتها بسعادة عارمة . . وعيّنيها تشيّع ملامحه المشّرقة والمرتاحة بخالف حاله السّابق ، وأردف بتساءل : والحين وش بتسوي ؟
نظّر لها بعمّق وقال : اللي بسويه .. بيننا كلام طويل لازم نقوله ! وهي يشير برأسه بإتجاه غرفته
قالت أمه برفض : لأ جمال مو الحين ! نفسيتها بالحضيض أنتظر !
تكتّف : لمتى أنتظر ؟
قالت بحيرة : لحتى ما .. تولدّ !
: أنا ماجيت يايمه إلا وبخلص هالموضوع ! ما قدر أصير بعيد أكثر منك كذا !
قال حدّيثه الأخيرة بحسرة ضج بها قلبّه !
قضمت شفتيها ونظّرت لأحمد : شرايك أحمد ؟
تنهد هو الآخر بقلة حيلة : والله أنا مع الجازي يا جمال . . الأفضل تنتظر . .
وأكملت الجازي وهي تجلس بجانبه : ترى الاربع شهور اللي مرت عليها مو سهلة ! من ذاك اليوم وهي تعبانة فوق ماتتصور ياجمال . . اذا أنت تبي تعاتب وتـبي تهاوش أجلّ ! والـ..
قاطعها بثقة : ماعليك يمه خلي الموضوع علي وأطلعوا منّه ! صرفوا أنفسكم هاليوم كلّه ! لأن اللي بيينا أحتمال يطول !
وأستقام بطوله وقالت الجازي بصدمة: الحين !
أومئ برأسه دون تعقَيب . . نعم الآن وحالاً سينهي الأمر ، لن يصبر أكثر وقلبه بنشّوي بنيران الشّوق التي أحرقت صدَره . . لأربعة شهور . . علّته لم تكنّ ألتهاب رئوي . . بلّ عيّنين باردة وحاجبين كثيفين قضت مضجعه !
...................................
،
،
توقفت قدّميه أمام الباب . . وأخرج تنهيدة عميقة وبطيئة وّ أغمض عيّنيه وهو يعد الى ثلاثة ومن ثمّ فتح الباب . . وتقدّم خطوة واحدة . . لغرفته التي استحلتها !
لا يزال يذكر صدمته عندما أتى ووجود أغراضها ورائحة عطرها متشبعة بجدران غرفته ، وعيّنيه تصرخ بسؤال صريح للجدران . . هل يتّوهم ؟هل رائحة عطّرها وأغراضها هيّ محض خيّال ؟ وخرج مضطرب القلب يبحث عن والدته لعّله تخبّره وتصحح شكوكه ، فهي قطعاً لم تخبرهبرسائلها التي تخبره عن حالته الشموخ بكل التفاصيل إنها . . استحلت غرفته !
وعندما عاد . . وجدّها تربض فوق سريره ووالدته تخلع جواربها . . يا الله عندمـا ألتقت عيّنيها بعيّنيه !
كاد . . أن يتهاوى . . وتدارك نفسه ليستند على الجدار ويرتدي رداء الحّزم والصلابة !
،
نظّر إليها . . وهي جالسة بنفس مكانها وعاد السؤال يطّرق رأسه ! هل حقا هي بشهرها الرابع ؟ قدّ تكون بشهرها التاسع ووالدته تكذّب عليه! وّ أمعن النظّر بـبطنها البارز وّ جسدّها الممتلئ وهي ترتدي فستان بيتي يظهر ساقيها الممتلئين !
رفعت رأسها والدموع تسيل على وجنتيها الصافية وقالت برجفة : وش جالس تسّوي !
يا الله حتى وهي متعبة . . ترتدي رداء الصلابة والقوة !
رفع حاجبيه وأكمل سيّره للداخل بخطوتين وأغلق الباب خِلفه وحرصّ على إقفاله . . وهي تنتفض بجّزع : وش جالس تسّوي !
ويديها تحاول مسّح الدموع الغزيرة ، ربض على السرير وتكتفّ . . وقال : رجعتك عصمتي. . وّ أردف بنبرة هادئة تنافي مابداخله : الرّجالاذا طلقت مرته تقضي عدتها بالبيت لحتى ماتنتهي وخلال هالمدة يقّدر يرجعها .. ورّجعتك !
نعم قالها بكل بساطة ، وملامح وجهها . . يا الله .. تنظـر له بفزع وكإنه إخبارها بموت إحدهم . . وجابت نظراته المكان حوله حتى تبتلعالصدمة وّ تنفجر بوجهه ، يفصلهما شبّر ونص فقط .. لا شّبران بالضبط . . واخيـراً قالت برّجفة : بس أنا ما أبيك !
نظّر إليها وقال : الوضع يتطلب كذا ! وآشار برأسها حيّث بطنها البارز !
: رجعتني عشان .. اللي بطني ؟
إيماءة بسيطة والنظر مطولاً لملامحها المحتقنة !
: بس انا ما إبي أبقى على ذمتك !
رفع كتفّيه وقال : ليش ؟ وش السبب اللي يخليك ماتبي تبقين على ذمتي !
: لإني ما إبيك ! هذا سبب يكفي !
ضحك ساخراً : لأ يالشموخ . . أنت تبيني بس كرامتك هي واقفة بيننا
ضحكت ساخرة والدموع تسيّل وكإنها شلال : لا والله ! كرامتي ياسيد جمال ! اصلاً بالاساس موافقتي نكمل زواجنا غلطة !!! والغلطةالثاني الطفل اللي يكبّر و!!!!
وأنصبت برجفة وقالت : أطلع برى !
!
رفع حاجبيه وشعّر ببعض الإهانة ولكن قال بسخرية : والله الغرفه غرفتي .. واللي مفروض يطلع هو انتي !
وأبتسم بسّخف ، وخلع فردتي حذائه أمام ناظّريها الغاضبة وأستلقى على الجانب الآخر وقال : والله تعبان جاي من سفّر ! بنسدح شوي
وأغمض عيّنيه يناشد القليل من الراحة ، وبسمة يحاول كتمها . . وفتح عيّنيه على صوت أغلاق باب دورة المياة بقوة ، أعتدّل وّ تنفس الصعداء. . وّ التعبّ طار هبوب الريّاح بسبب هذه العنيدة !
!
إلا تعلـم إنه يُدوس على كِرامته من اجلها؟
ألإ تعـلم إن يحاول البحث عن سبيّل لفتح بابها المؤصدة أمام وجهه ؟
إلا تشعّر بشّوقه الذي يظهر بمقلتيه ؟
........................
،
،
تنظر لإنعكاس ملامحها على المرأة في دورة المياة ، تحاول إستعياب إنه هُنا . . قرّيب لدرجة مُريعة . . قرّيب لدرجة إنها لا تستطع ألتقاطانفاسها ولاّ التوقف عن البكاء !
هاهو يُباغتها ككُل مرة بتصرفاته ، مرةً ينام لِجوارها ، ومرة يُقبلها عنوة . . والاخرى يعود لينام لجوارها ويقول لها إنه يُحبها . . وهذه المرة . . يُعيدها لعصمته . . وهي التي أقسمت لن تعود !
يعيّدها لعصمته من اجل الجنين الذًي ينمو بأحشائها !
فقط !
يعديها بعدما قضى اربعة أشهر برفقة زوجته النحيلة ، وهي مركونة على الرّف بكل بلادة . . وكإنها ينتظر منها إن تفرح بعودته . . هيهات هيهات . .
ولكن قلبها الأحمق . . يتراقص طرباً بين أضلعها . . ويرجوها بكل سخّف إن تتريث قليلاً . . إن تسمع تبريره . . وّ تعطيه فرصة أخرى . .
ولكن . . الجَرحّ العميَق . . لا تستطيع تجـاوزه
الجّرح الملتهب يجّعل عقلها يفوز على قلبها الأحمق
،
والصراع قائم . . بين قلبها وّ عقلها . . حتى سمِعت طرقات الباب وصوته يإتي قلقاً : الشموخ . .
وصمت لثانية واردف : ابي الحمام .. ممكن تطلعين ؟
قضمت شفتيها بغَضب . . يستخف دمّه على حساب أعصابها المتهالكة وكانها تحتمل !
غسلت وجهها ويديها . . ووضعت يديها على قلبها لعلَه يهدأ . . وأدارت مقبض الباب وهامتها منصّبة . . وطوله الفارع وملامحه الحادة . . ياالله كم أشتاقت لها !
يا الله . . أرجوك . . أن تعطيني الصبر . .
مّرت بجانبه وقشعريرة سرّت بعمودها الفقري . . وهي تسير مُتجهه للخـارج . . لنّ تكون معه بغرفة واحدة
: الشموخ
نادّها واضطرب قلبها . . وعقلها يأمرها أن تكمل سيّرها !
ولكنّه أصرّ بـقوله: الشموخ ما خلصت كلامي . . المرة بتسمعين غصّب !
أستدارت وقالت بلهجة حادة : وانا مو مجبورة أسمع ! واذا انت مو طالع انا بطلع !
أبتسم وأقترب منها : لا المرة بتسمعين وغصبن عليك
رفعت سبّابتها بتحذير : ما فيه شي غصّب يمشي علي!
رأته وجهه يحتّقن . . ويشيح بوجهه يستغفر بصوت عالي !
ثم نظٰر إليها وإمسك أصبعها ليسحبها لتجلس فوق السرير ، ولإنها لا تقوى على مجابهته بجسّدها السمين والمتعب جلست على السريروهي تلهث وقالت بغصة : شوي شوي !
عاد لمكـانه وقالت بشر : مو تبي الحمام روح ادخل !
: بعدين .. الحين أسمعيني !
أشاحت بوجهها عنّه . . وقلبه يرجوها ان تتريث . . تحدث بنبرة هادئة : جاء الوقت اللي تسمعين تبريري اللي صكيتي كل السبُل بوجهي انامو مفروض أبرر أكثر لإنك تعرفين الغلط وين بالضبط . . بس لحاجه بنفسي لازم أخليك تسمعين
نظّرت إليه بشرز وقالت : اذا بتبرر عشان اللي بطني ماراح أسمع .. واساساً مابي أسمع بس عشاني بوضع مايسمح لي حتى أقوم منمكاني براحة ولاحتى أدخل غرفتي وأقفلها بوجهك ! أستغليت كل هذا الشي وخليني أجلس اسمع تبرير سخيّف
وجهه عاد للاحتقان وّ عيّنيه تنظّر بغضّب مكتوم من هجومها ، أبعدت ناظّريها عنّه . . وبعد فترة قصيرة أسترسل : خلينا نرجع لبداية الحكاية . من ذاك اليوم اللي قمّتي الصبح وقلتي قلبي منقبض .. واللي انا بنفسي طبطبت عليك واحتضنتك وعدتك بقلبي إني ...
: وكل وعودك كذّابه !
تجاهلها وأردف : إني مستحيل اوجع قلبك . . ووعد كتبته برسالتي اللي ما قريتها وانا متأكد .. المهم نكمل . . نزلتك للجامعة وحنا سمن على عسل .. كنّت كالوقت مبسوط فرحان إن صدودك خفّت وّ جفاءك بدأ يقًل . . كنت طاير من الفرحة . . وكتبت لك رساله طويلة لو قريتها .. بس لو قريتها عرفتي .. إن اللي صار ماأدري فيه ! .. وفجإه تجيني رسالة " طلقني " حسبته مزح ! وبعدها تدًق علي زوجتي الثانية . .
أعتصر قلبها ألماً وهي تتذكـر ذاك اليّوم ، وهو يرّدف غير مكترث ظاهرياً بدموعها المسترسلة : تقول انا ضيعت قدام جامعتك .. وقتها استغربت .. وقتها مافهمت .. لمين قالت لي بالحرف الواحد إنها قابلتك .. وهي بالأساس قايلة لي إنها .. بتسافر بمكان ثاني . . نحط الموضوع على جنّب .. ونجي المهم . . تبريري هو إني مادريت إن زوجتي قابلتك ولا كنت أدري .. هي مو هنا بالرياض وانا عند وعدي اللي وعدته لك إنهاماتجي بمكان انتي فيه ! . . فرحتي ذاك اليوم أنقلبت فوق تحت .. حاولت أبرر حاولت حتى .. اتكلم .. صكيتي كل شي بوجهي !
قالت بألم : اووه سيد جمال تبي كل مرة تجرحني وبقصد بدون قصد أفتح ابوابي مشرعة واسمع تبريرك هاه ؟ أسمع تبرير مرة بصححغلطتي وانا ظالم والمرة الثانية والله زوجـ..ـتي قابلتك من وراي !
ونظّرت إليه بغضّب : ليش كل مرة تبيني أسامحك وأسمع تبريرك السخيف ؟ لا ياحبيبي انا مو كريمة لهدرجة عشان أسمع تبريراتك
أبتسم بسخرية : اها يعني أنتي رجعت لأول الحكاية ! وأردف : انا يالشموخ غلطتي اللي بالبداية من أول يوم تزوجنا فيه كملنا فيه زواجناسويت كل شي عشان أصحح غلطتي ، كل مرة تهجريني كنت انا انا أجي وأحاول فيك ! كل مرة تصدّين عنّي كنت ..
قاطعته بحسرة : ليش تبيني والله اطبطب عليك وأنت راجع منها ؟ انا اقوم بنص الليل مفجوعة لأني اشم ريحتها فيك !!! انت ماتدري فيني وأنت رايح لها مبسوط وانا أموت ولا أنت داري عني !!!!! انا اموت وانت تتهنى بالعسل ! وتبيني أسمع تبريرك ! ههه !
وأردفت قائلة : انا ما أبيك ولا أبي اكون مع شخص المفروض انا الأولى بس الثانية بكل شي ! انا أستحق أني اتزوج شخص الأولى بحياته! والأخيرة اسمع !!! وانا صراحة الحياة قدّامي مقررة أتزوج وأـ...
كانت تتحدث بلسانها ويدّيها . . وعند هذه النقطة رفع يده ولوى كفّها وقال : وربي بسابع سمّاه لو تفكرين تسوينها ... أذبحك وأذبحه !!!!!!
تألمت وقالت : شفت شفت !!!!! وتلومني او انا ماسمعت تبريرك وتلومني او إني ما أبيك .. وانا بس قلت أفكر أتزوج بتذبحني . . ! وبالأساس موافقتي على الزواج منك أكبر غلطة بحياتي !!!
عَلى صوته وقال : ليش وافقتي ؟ ليش وافقتي من الأساس !
: لأنك حديتني يوم نمت بجنبي استحيت اقول لأبوي ماصار شي !!! استحيت ابرر !!! وشي بداخلي يقول لأ يالشموخ لا ترضين بالأقل .. بس ياليته وقت .. ما رضيت !
ترك يدّها بعنّف وأنصب قائلاً برجفة : بس أنا كل أحاول أخليك ماتندمين !!! انا بكل مرة أبيك لك قدّ إيش ..
: انته ماتحبني بتصريح ضميرك بس ياجمال
كلاهما يلهث . . كلامها ينظر للأخـر بنظـرات حارقة ، وفجأة هدأ ليعود لمكانه ويقول : انتي حبيتيني ؟
!
فتحت ثغرها متعجبة من سؤاله المفاجئ . . شعّرت بإن ماحولها يتجلد بالصمّت ، طنين إذنيها من شدة غضبها فجأة توقف ، أنفاسها العاليةأختنقت ، وّ ضربات قلبها توقفت للحظة . . تستوعب سؤاله البسيط بخضم فوضوى حديثهم . للحظة وعاد كل شي مثلما كان . . وقلبهايصّرخ يحاول إيصال صوته للخارج .. بإنه كانت تحبه ولا تّزال !
ولكنّ . . هُناك جرح عميّق . . يفيض علـى بمكيال الألم حتى التخمة!
وفجأه أردف: المرة الأولى أنا كنت غلطان .. المرة الثانية .. انتي غلطتي خلاص الحين تساويّنا .. خلينا .. نصفي اللي بالقلوب
ضحكت ساخرة : جيت للشخص الغلط ! تعرف سوابقي انا مو كريمة لدرجة هذي !
: بس انا ما أغلطت بحقك بالمرة اللي فاتت !
: انا غلطانة اللي وافقت من الأساس من زواج .. متأكدةنهايته بتكون كذا .. وأردفت بيأس : اذا قصدك الطفل اللي بداخلي .. راح نكونأشخاص حاضرين وماندخله بيننا !وأردفت بغصة : روح للـاخترتها بنفسك ! وأتركني أنا هنا لحالي .. اتركني لشخصيتي الصعبة وعناديوحقدي ..
: بس انا ما بي طفل واحد منك .. ابي كثار .. ابي عشرة!
نظّرت إليه وقالت بحدة : تستهبل !!!
تنهد وقال : اولاً اعترفي أنك غلطانة بالمرة اللي فاتت !
: غلطتي كان موافقتي من الأساس أتزوجك مُراهق يفكر كيف يهرب ! غلطتي إني سامحته أنه جايب عليّ ضرة وهو اللي حلف إنهمايجرحني .. وغلطتي إني جالسة هنا قدامك أسمع تبرير سخيف!
وقالت بحسرة : تدري وش أتمنى .. انا .. ماعرفتك يوم ! ولا عرفت جمال ولد الخالة جازي اللي أنا اركض وراه وهو ..ما يلقيني وجهه !
همّ بالتحدث ولكنّ قاطعته وهي تسدّ إذنيها وتقول بغصة : ما إبي أسمع شي !!!! خلاص تبريرك ماعاد ينفع معي !!!
......................................
،
،
هذه العنيدة . . القاسية . . الجميلة . .
اه منها . . ومنّ حدّيثها الذي يشعر بإنه أسواط تضّرب صدَره . . احياناً يشعر بإن الحق معها . . هو أوجعها كثيراً . . وهي تستحق إن يُحاول بكل السُبل . .
وهو ينظر له وهي لا تزال على وضعيتها . . حتى أنصبت فجأه بإتجاه دورة المياة ولحقها بخفوت وتقيأت حتى كادت معدتها تخـرج !
إنها تتألم . . يعلم ويُدرك ذلك . . مُتعبة من كل شي مثلما كانت تقول والدته ، الحمل صعب عليها ،
لذلك هو أتى باكراً . . أتى عائداً إليها . . بكل شّوق ولهفة ليكون الشخص الأول الذي يعتني بهّا . .
ساعدها على السير . . والاستلقاء على السرير وهي تشعر بإعياء شديد وّ تعب . . يا الله لم تكن سمّر هكذا بحملها . . أقصى ما يزعجها الغثيان والنوم الكثير . . هذه العنيدة . . ترهقه حتى بتعبها
وتذكر أحدى رسائل والدته
( تدري هذي ثاني مرة بحياة الشموخ تخليني اراعيها بمرضها .. طبعاً هالمرة استثناء بما أن قلبها صافي علي .. بس هي ما تطيح إلا منالشي القوي .. وولدك ماسوى فيها خير )
تنهد بألم . . وأسدل الغطاء عليها وقال بحنان : ارتاحي لك شوي ! ..
وأستدار ليستلقي بجانبها وهي تعطيه ظهرها ، وجسدها يهتـز أثـر الشهقات الخافتة . . غصة تحّرق جوفه ، وأبجديته تهاوت بكل سُخف بعدكلامها النابع من قُعر الألم النابض من عيّنيها ، نعم هو أخطى ببداية الأمر وحاول بكل جهده أن يصحح غلطته ولكنّها لم تنسى . . وباللسخرية كانت غيرتها هي التي تجعلها تفّر هاربة من قرّبة ، وهو الذي كان يعتقد إنها لا تغار!
فجأة ابعدت الغطاء عنها وقفزت مُتجهه لدورة المياة ، ووتقيأ بألم وصوت بكاءها يزداد . اتجه إليها وهي تنحني وكإنها تلفظ أحشاءها . . مسّد ظهرها حتى انتهت وغسلت ثغرها وّ يديها . . وتهاوت بإرهاق لا تستطيع السيّر . . حمّلها بسهولة . . وأجلسها فوق السرير وركع أمامها. . وهو يتأملها . . بشرتها الصافية وّ عيّنيها الباردة وحاجبيه الثخينان بجاذبية مُلفتة ، وشعّرها المرفوع على قمّه رأسها وتتساقط خصلاته بإهمال . . أبتلع ريقّه وأخذ كفيّها التي تمسح دموعها واحتضنها وقال :واذا كانت المرة الأولى اللي أصريت نكمل زواجنا كانت تأنيب ضميرهذي طيب وش تطلع ؟
وشتت ناظريه وقال : ٣ شهور انا تعبان . . ٣ شهور ونص وصدّري منكتم . . مدري وشفيه ! حتى اخواني مايدرون وش يسوون فيني . . البخار كل يوم استخدمه ولا ينفع معي . . لحتى ما أكتشفت اني بلاّي أنتِ ! ودوائي أنتِ ! قالت لي زوجة أبوي كلمة وحدة .. رجّعها وكلامطويل بعده مابعده مو مهم .. بس قالت رجّعها .. كإنها ضربتني على راسي وتنازلت عشان راحت صدري وقلبي !
ضحكت ساخرة خرجت من ثغرها العابس وقالت : يعني بتقنعني ٤ شهور بالضبط ماكنت عند زوجتك ناسيني ! وأردفت بغصة : بعدماشبعت منها تذكَر الزوجة اللي أنت ما أخترتها !
صمّت لوهلة ، يفكـر كيّف يقنعها بإدله أعمقَ . . وقالت وهي تبعد يدَيها : خلاص انا أكتفيت ياجمال ، مابي منك شي ولا أتأمل منك شي ، موهالمرة انا غلطتي على كلامك ؟ اوكيه خليني بغلطتي وّ عنادي وطبعي الصعب ! محدّ متحمليني غيرّ أمك وأبوي .. خلاص .. ليش تحاولفيني أكثر ، أنا ...
قاطعه بإصرار : أنا إبيك ! اقسم بالله الاربع شهور اللي كنت بعيد ماني الناس ! الشموخ اذا انا عشان تأنيب ضميري كملت زواجنا المرةالأولى .. هذي وش معناته !
:عشان اللي ببطني يا جمال
وكز على اسنانه وقال : لإ عشانك أنتِ أنتِ !!!! ليش ما تفهمين
: قلتها مرة ماراح أجرح قلب الشموخ وجرحته !!! قلتها مرة وقلبي مايتحمل صدمة منك !
أنصب بغضّب أحتدم بصدّره ، ودار حول نفسّه بحيرة وقال : انت ليش ماتثقين فيني ؟؟؟ ليش ؟ اوكيه مرة أخطيت بس بعدها مافكّرت حتىأغلط! ليش تسكرين كل الابواب بوجهي !!!! ليش !
أشاحت بوجهها بصمّت وجمال يردف بغصة : الشموخ والله أحبك . . ليش تسكرين كل الأبواب بوجهي ! ليش !
ألقت عليه نظّرة وقالت بعبرة : خايفة !
هدأ وقال : من وش خايفة ؟
: منّ كل شي !! من كل شي !! وش يضمن لي أنك ماراح تجرحني مرة ثانية وثالثة ورابعة ؟
وبكَت بعمّق وهي تتحدث : ما عرف اخاف اعطيك فرصة وأندم !
: وش تبين أسوي لك عشان تتأكدين ان هالفرصة الأخيرة والثابتة ؟
أبعدّت يدّيها ، ووجهها الصّافي ممتلئ بدموع أوجعّت قلبه وّ انتظر بلهفة ، وقالت اخيراً بـ : يا أنا . . يا هي ياجمال . . اذا أنت بتعطيني تبرير وأعذار . . ما بي أسمع
.................................................
،
،
تلقى نظِرة على حمد ومن ثم الطريق الطّويل أمامها ، ذاهبين لمدينة خوالهم بمناسبة ولادة إحدى خالاتها ، وحمد يرغمّها أن تتحدث وتتحدثحتى سئمت ، وتذكر أخر مرة عندما ترّجل باضطراب مُريب ولا تزال تجهّل ما السبب الحقيقي !
ووالدته بالخلف تغطّ بنوم عميّق كعادته بالسفّر ، أستندت على النافذة تطّلب النـوم ولكن صوت عجلات السيارة وهي تنحرف للطريق المنحدرأجفلها ، وّ أحمرار وجهه حمد المفاجئ جعلها قلبها يدق طبول الخوف . . ومثل فعلّته بالمرة السّابقة ترجل بسرعة وهو يلهث ، وهذه المرة تقيأبصوت عالي ، ترجلت خلفه وأقترب منه وقال : حمممممد شفيككك ؟ حمد !!!!
لا رد وهو ينحني يحاول ألتقاط أنفاسه ، وهي تنظر له بخوف سكن أعماقها وتقول برجفة : حمد شفيك ؟
أعتدل وهو يلهث ونفى برأسه وقال : ما فيني شي ..
عقد حاجبيه : شلون ما فيك شي ؟ تعبان ؟
تهاوت قدميّه وربض على الأرضيه الوعرة وقال برجفة : حمد انت بخير ؟
وانحنت تضع يدّها على جبيـنه وقال : مافيك حرارة
وابتلعت ريقها بخوف : حمد .. وش تحس فيه !! قولي لي .. أصحي أمي ؟
صامت يغمض عيّنيه وأنفاسه تتعالى ، وهي ترتجّف خوفاً عليه . . والأجواء حولها مُخيفة . . ربضت بجانبه واكتفت تنظـر له بخوف والصمتيُكبلها وحمدّ لهذه اللحظة يلهث ، وقالت بصوت خافت : حمد . . وش تحس فيه؟
: خايف . . خايف ياوصايف
قشعريرة سرّت ب بعمودها الفقري ونبرته الهادئة والمنقبضّة أرهبتها ، عيّنيها تنظـر له بحيرة وخوف . . ولم تستطع النبس بنت شفةوحمدّ يقول : كل مرة أقول تجاوزت الموضوع . . اكتشفت أني ما تجاوزته
ابتلعت ريقها وهي تتساءل عن معنى حدّيثه ، وبنفس الوقت تشعر بالرهبة . .
: كم سنة ؟
ورفع رأسه ينظـر لها وأردف ساخراً : كم سنة ؟ وانا للحين كذا !
تشجعت وقالت : حمد . . وش الشي اللي ما تجاوزته ..
لم يسمع ماقالته أو إنها لا يزال غارق بمكان آخـر وهو يرّدف: وكم عمري الحين؟ ههه كم عمري ونفس الشعور ونفس الخوف .. ونفس ..
صمّت للوهلة ومن ثم أردف بنبرة شائبة : نفس المنظر قدامي ، واقول . . شلون خلوني لحالي؟
: حمد وش جالس تقول !!! لا تخوفني !
: هاه ؟
حدّق بها قليلاً وعقد حاجبيه وقال : الخوف بقلبي ياوصايف ومدري متى . .
: حمد وش تقصد والله خوفتني ! تعبان ؟ وش
: الحادث ياوصايف .. الحادث مايروح عن بالي !
كتمّت شهقاتها تستوعب ماقال ، والدموع ملئت عيّنيها لتدّرك بإن حمد لا يزال عالق بإعماق ذكرى وفاة والديه وأخوانه ، وتحدث بغصة. : كم.. كم لي ومن قادر أنسى
سالت دموّعها بإلم على حاله ، لأول مرة ترى حمد بهذه الحال ، لأول مرة يتخلى عن الحاجز الذي يحجبَ مشاعر بغطاء جليدي ، وأقتربتتحتضنه ولم تستطع كتم بكاءها وهي تقول : ياروحي ياحمد . . ياروحي . . ليش تضغط على نفسك ؟ ليش ماقلت لنا نروح بطيارة !
بادلها الاحتضان بصمت أوجعَها ، وصوت بكاءها يُبدد السكّون ، وهي تتحدث بكلمات مواسية : ياحبيبي ياحمد . . الله يرحمهم أجمعين وّيجمعنا فيهم بجنات النعيم ، ليش تضغط على نفسك .. ليش حمد ماقلت لي ؟ ليش ؟
وأبتعدت تسئله بعبرة : ليش كاتم كل شي بقلبك ليششش !!! مو انا زوجتك ؟
أبتسم وقال : الحين ليش كل هالبكاء ؟
: عشانك
وأجهشت ببكاء عميّق ، وبدلاً من مواساته أصبح هو يواسيها ويكفف دموعها بأصابعه ، : خلاص اشش وقفي دموع الحين خالتي تصحى
: حمد وش تسوي الحين ؟ شلون بنكمل الطريق شلون ؟
تقوس ثغره للأسفل وقال بيأس : مدري !
ويأسه قتلها ومزقها ، وبالكاد كتمّت نوبة أخرى من البكاء وقالت بتشجيع : تشجع حمد كلّه كم ساعة وناصلّ تشّجع وقوي قلبك . . يمكن الطريق يذكرك بأشياء مو حلوة بس بس هي ذكرى وراحت . . مايعني إنها بتنعاد ، قوي إيمانك ووربي أرحم من يصير نفس الحادث
: صعبة . .
: مافيه شي صعب . . حمدّ يلا تغلب على خوفك كلها كم ساعة وناصل . . المرة اللي فاتت وصلنا بالسلامة الحمدلله وهالمرة بناصل . .
نظّر لعمق عيّنيها بصمّت ، وأستقام ليساعدها على النهوض ولا تعلم هل ماقالته أثر به ، أم إن حس المسؤولية تغلب على خوفه ؟
: أركبي
طاعته بصمت ، وأستقلا السيارة ، وسّارت بإتجاه الطريق وهي تدعو الله إن يبث في قلبه الطمأنينة والسكون
وأشغلت مسجل السيارة ، وأنبعث صوت القارئ يقول بترتيل (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)
.................................................. ............
،
،
زفرت براحة عندما وصلوا لبيـت خالتها بسّلام ، طوال الطريق وهي تنظـر له بخّوف والدموع تسترسل على خدّيهابصمّت ، يا الله حبيبها حمدّ . . زوجها . . يعاني من تتبعات حادث مرّوع كاد يقضي على حياته هو أيضًا ، تشعر بإنقلبها يتفتت ألماً عل حاله ، تعّرف حمد جيداً لا يتحدث عن مكنونات مشاعره ، ويلوذ بالصمّت . . وصمّته يؤرقها . . كصمته طوال الطريق حتى وصولهم ، وكصمَته الآن وهو يحمل الحقائب لإدخالها في بيت خالته ، حاولت مساعدتهولكن رفض ، حتى أدخل جميع الحقائب ودّلف للسلام على خالاته ومن ثم خـرج ، لحقته متجاهله سخرية خالاتها ونادّته: حمد
أستدار وقال : همم ؟
ابتلعت ريقها وشتت ناظرّيها وقالت : أنت بخير ؟
أبتسم وأقترب يطبع قُبله على جبينها وقال : بخير الحمدلله ، لا تخافين
قرصت الدموع عيّنيها وقالت : أكيد ؟
: والله أكيد .. بروح لقسم الرجال بريّح وانتي انبسطي ولا تفكرين فيني
تنهدت براحة وقالت : والرجعة حمد ؟ خلينا نرجع بطيارة وسيّارتـ..
قاطعها : الحين تونا وصلين اذا جاء وقته نفكر !
وأردف : يلا روحي داخل . .
استدارت على أنظاره وهي تمسّح دموعها
.................................................. ................
،
،
،
تسللت من بين خالاتها للبحث عنه بعد قضاء وقت طويل معهن وتجاهل السخرية الواضحة بإن حمدّ أصبح "يركض وراها" وهي مجنونة به ،وتلوذ بالصمّت وهي تفكر بشأنه والحل الذي قفز لعقلها وتترك مهمة الرّد لوالدتها ، وأتجهت لقسم الرجال بعد تأكدها أن زوج خالته خـارجمنذ وقت طوّيل ، وجدت حمدّ يستلقي على أحدى الأرائك وّ بيده يمسك هاتفه يتشاغل به . . وعندما راها انرسمت ابتسامة طفيفة وقال : وشجابك
قالت بصدق : جيت اطمن عليك . . رّيحت؟
:تعالي
أقتربت منه وأعتدل لتجلس بجانبه وقال مُجيباً عليها : الحمدلله رّيحت وارتحت . .
أبتسمت بحبّ فاض من مُقلتيها وقالت بحبور : ياعسا الشّقا مايدّل درب لقلبك ياحبيب وصايف
زادت ابتسامته وطبع قبله طويلة على عيّنيها وقال : احب عيونك
كعادته شحيح الكلام ، وعندما يتحدّث تارةً يرفعها لمنازل النجوم ، وتارة أخرى تسقط على أرضية صلدأ تكاد تفتك بقلبها . . ولكن هذه المرةتدّرك إن لا يوجد بقاموسه البسيط كلمة أو جملة جارحة . . قالت بصّدق : وانا أحبك كلك !
أشاح ناظّريه : ماودك تقومين عاد ! وش معنى الرومنسية بالمكان الغلط !
ضحكت برّقة ، استقامت لتكون أمامه . . مدركة بإن يشعر بالملل من جلوسه وحيداً: شرايك تجي عندنا عند خالاتي ؟ أزين من تجلس هنالحالك !
: راسي مصدّع مالي خلق كلام كثير
ضحكت وقالت : تبي أجيب لك فراش تنام ؟ ورفرفت عيّنيها بدلال : لااازم بكرى تصير مصحصح عشان تمشيني وتوسع صدري !
ضحك : فاضي لك !
عبست بضيق : مافيه أحد هنا مثل جوي !!! عشان كذا ياحمد قلبي وسع صدري
تنهد وقال : نوسع صدرك ليش ما نوسعّه . . بس روحي جيبي لي فراش وبنام .. وغمز بعينه بمكـر : وماودك تنامين بجنبي ؟
قالت بصدّق : اكرهك اذا صرت كذا
ضحك ملئ شدّقيه وقال بتلاعب : افا افا وين اللي تقول أحبك كلك !
: بس بهذي ماحبك !
: عاد هذي راس المال !
صرخت بغيّض : خلاص تكفى غير الموضوع !
تعالت ضحكته باستمتاع . . وتشجعت لتقول : حمد ليش ماتروح طبيب نفسي عشان الخوف اللي بداخلك
تهجم وجهه واحتدت نظرّاته وقال بسخط : شايفتني مجنون ؟
أبتلعت ريقها وقالت : لا حشّاك ياحمد ، مو كل شخص يروح طبيب نفسي يعني مجنون بلعكس . . بس يعني الطبيب النفسي هو اللي راحيفهمك وراح يعطيك العلاج الصح ! والله خذينا مادة الصحة النفسية بالجامعة تقول كذا ! ومايعني يعطيك حبوب لأ يمكن بس تتكلم عنده وهويفهم وّ ...
أطبقت شفتيها بصمّت عندما أشاح بوجهه وقال : روحي جيبي فراش بنام !
!
تنهدت بضيّق ، واستدارت مؤجلة أقناعه لوقت آخـر .. وقلبها يتفتت ألماً على حاله
.................................................. ............
،
،
،
طبيب نفسي !!!!
فكرة خرقاء من صغيرة خرقاء !
ولكن . . فكرة قد تكون مُجديه . . وهو يبتلع ريّقه خوفاً ككُل مرة في طريق الذهاب والعودة ، قضى اليومين السابقين بتلبية طلباتها الكثيرة بصدّررحب ، ولم تفاتحه بموضوع الطبيب النفسي مرة أخرى ، والآن وهو يمسك المقود للعودة يشعر بمثل الشعور . . ونفس الخوف . . والرهبة . . تجعل يفكـر بفكرتها . . ملياً!
ويلقى عليها نظرة وهي تنظـر للأمام وتصمت تارةّ وتتحدث تارة ، وتقاوم النوم لأجله ، رف قلبه بحبّ ، وصايف تتفهمه وتتفهم خّوفه ، وهذهالمرةً حاول جاهداً إن يتمالك نفسه ولم يستطع ، وانحرفت السيارة وهذه المرة استقيظت خالته مفجوعة . . بالكاد تمالك نفسه وترجل وهو يلهثوخِلفه خالته تسئله بخوف : حمد بسم الله وش فيك وش صار ! لا إله الا الله بسم الله
ووصايف تحاول كتم عبراتها عنوة وقالت لوالدتها : مافيه شي يمه بس حمدّ تقلب عليه معدته بطول الطريق
نظّر إليه بشك وقالت : صدق ؟
ومن ثم انحنى يتقيأ . . وأردفت : بسم الله انفجعت . . توي أدري إن معدته تقلب كان جينا بطيارة
: قلت له بس ماسمع
ربتت خالته على ظهره وقالت : بسم عليك ياحمد .. وصايف روحي جيبي ماء بسسرررعة
أحضرت الماء بسرعة وأرتشفت القليل منه وخالته تقرأ عليه ايات السكينة والشفاء . . أعتدل وقال : الحمدلله مافيني شي
قالت خالته بعتاب : وليش ماتقول لي ياحمد ! كان كل هالروحة مبّ لازم ! بسم الله عليك .. تقدر تسّوق الحين
أومـأ برأسه وعاد ليركب متجاهل خوفه لإنه لا يريد أن تقلق أكثـر . . ركبن خلفه وأبتلع ريقه لـيسير بالسيارة وخالته تتحدث بخوف : بسم اللهحسبّته حادث ولا بنصدم بعير او شي . . ياربي تحفظنا بحفظك عشان كذا ماأحب الطريق !! مرة ثانيه طيارة ولا نفكر نروح بسيارة
كلاهما صامتّان وهي تتحدث تحاول أبعاد الخّوف الذي سكن قلبها . . حتى عادت للنّوم . . وقالت وصايف بخفوت : وما تبي تروح طبيبنفسي بعد ياحمد؟ الطبيب النفسي مثل مثل العادي الحين لو يدّك تألمك بتقول لا مابروح الطبيب ماني طايح بالفراش! ولاّ بتروح عشانتشوف سبب الألم وتأخذ العلاج الصح! نفسها نفسها ! الطبيب النفسي دارس وعارف وفاهم وهو معّه الحل بإذن الله . .
وأردفت : واذا صدّق تحبني وتحب أمي . . جرب تروح واذا ما أعجبك يمديك تكنسل الفكرة ..
،
وغيَرت مجرى الحدّيث وهي تقصّ عليه إحدى القصص الطريفة ، وّ هو صامت يستمتع ويفكـر بحديثها . . كان يعتقد إن مشكلته ليس لها حّل . . وهو متعايش معها . . ولكن هذه الصغيرة . . رمت عليه طوق النجاة في بحـر مظلم يلتهمه منذ ذلك الحادث
.................................................. ...
،
،
يقف بسخّط وبيده الكاميـرا يصّور والدته وزوجته وهن يحممّن الصغيرة وصّوت بكاءها يفجـر طبلة إذنيه ، واجم الملامح ويتأفف كل ذا حيّنوالشموخ تقول : جمال خلك من الزاوية الواضحة !
ووالدته منشغلة تغسل شعّر الصغيرة وهي تصّرخ لأن الصابون دّخل عيّنيها وقال بشفقة متجاهل أوامرها التعفسية : يمه حرام دّخل عيونها
والشموخ تحاول جاهدة إلا تنزلق بين يدّيها على الحوض الكبير ، وهو كالصنم يصّور هذه اللحظات بكل سُخف !
قالت والدته وهو تكمل عملها : عادي الحين أغسل ويروح الصابون !
ولكن الصغيرة تبكي بكاء أوجع قلبه وقال بسخط : والله حرام عليكم تعبتوا بنتي !! مب لازم تتسبح !
ألقت عليه نظّرة حانقة : مالك شغلّ !
: شلون مالي شغل وانا أبوها !
: جمال بالله ثبت الكاميرا أمنتك بالله لا تتحرك كثير
تأفف بصوت مسموع وّأطاع أمرها بكل لذاذة تلوح بصدَره ، واخيـراً تم إنهاء المهمة وّأمه تحمل الصغيرة وتضعها على الملائة المفروشةوتصيح بالشموخ : بسرعة جيبي ملابسها !!! ليش ما جهزتي قبل ؟
أعتدلت الشموخ وقالت وهي تركض بإتجاه غرفة الملابس : مدري ياخالتي هي هالبنت تسكت ؟
وغابت عدة ثواني ومن ثم عادت وهي تحمل الملابس والصغيرة لا تزال تبكي ، وّ ثبت الكميرا عليها .. ترتدي بيجامة بيتوتيه وشعرها مرفوععلى قمة رأسها وّ إحدى ساقي البنطال مرفوع للأعلى . . وشكلها رائع .انتبهت له وقالت : تصورني ؟
رفع حاجبيه بمكـر ولم يِعلق ، ووجّه الكميرا نحوى الصغيرة المزعجة وّبكاءها لا يزال يتردد بين أروقه الجنّاح . . وأمه تقول : روحي سوي لها حليب على ما أخلص تلبسيها
تأففت بصوت مسموع ، وإتجهت لتعد للصغيرة الحليب ، وبسمة تنرسم على ثغره على ملّلها الدائم بسبب هذه الصغيرة المزعجة ! والتيأكملت شهرها الثالث منذ يومين !
لا تزال الكاميرا بيده يصّور والدته وهي تنتهي وتمشط خصلات شعّرها وتغني بإستمتاع . . المنظـر آسر قلبه وسعادته أتضحت من مُقلتيه . . بعدّها أتت الشموخ معها زجاجة الحليب وقالت والدته : امسكي رضعّيها بروح أجهز الشاهي والقهوة الحين تجي الجوري وحنّا لاهينبالمزيونة
حملّتها بصعوبة ، وقالت : اسفه خالتي تعبتك
أنصبت والدته وقالت بتهديد : أسمعك تقولين هالكلام !
ياويلك ! وأردفت وهي تسير للخـارج : واذا خلصتي ألبسي وأنزلي
: طيب
خـرجت والدته وربضت على السرير وهي تضع الحليب بثغرها وتقول : وربي بنتك مو صاحية كل هذا عشان سبّحناها
لا يزال يمسك الكميرا ويقول بضيق : ماتنلام حبيبة أبوها ! لا عاد تسبحونها خلاص !
تنظـر لها بأفتننان وتقول بعطف : يمه شوف شلون الحين ساكتة وحلوة ، يمه بنتي حلوة طالعة على أبوك انتي ؟ ولا على من ؟ هاه .. طالعةعلي ؟ صح؟ .. ورفع رأسها وهي تقول : جمال والله نفس حواجبي
،
شعور لذيّذ يملئ صدّره ، وأمتنان عميّق للنعمة التي أمامها والمتشكلة بزوجته وأبنته المزعجة ، أبتسم وأجابها : أكيد انها حلوة مثل أمه
قالت بغرور : أكيد يا حبيبي ما يبلها !
ضحك بسعادة وهاتفه يرن بإلحاح وقالت : اكيد عزيز.. اصبر جمال اخلص الحليب وشيلها نزلها تحت مايمديني ألبس وهي فيه
أطفئ الكميرا وتأفف وهو يلتقط هاتفه : هذا عزيز ! ومتى تخلص بنتك ؟ وراي اشغال
: شوف حبيبي هي بنتك مثل ماهي بنتي ! عشان كذا انتظر !
ربض بجانبها وقال بقلة حيلة : ننتظر وش ورانا !
وهو يتأمل الصغيرة الجميلة وقلبه يعزّف أوتار السعادة منذ إن قبلت والدتها . . به مرة أخرى . . وأكتملت سعادته عند خروج هذه الصغيرةبعد أيام التعبّ الذي لازم والدتها حتى أخر شهر !
: ودّي احنطها من غير شر عشان ما تبكي
ضحك ملئ شدقيه وقال : بسم الله على بنتي ! حبيبتي صار صيّاحها مهدئ قبل النوم
عبست بضيق وهي تنظـر له : جمال تدري عندي أختبار الاحد ! وش نسوي فيها
أخرج صيحة معترضة : الله يعينك ياجمال !
أبتسمت بدلال : وباقي الاختبارات النهائية وباقي لي كم سنة عشان أتخرج يعني .. الله يعينك ، وختمتها بضحكة ررائعة
تأفف بإنزعاج ظاهري : يعين ربك يعين ! ومتى تخلص ؟ شوي تنام وشوي ترضع!
: مدري عنها !
وأبعدت زجاجة الحليبَ وقالت بتنهيدة : الحمدلله شكلها شبّعت خذها نزلها تحت لعزيز .. وشوي وجايه
أستقام وهو يبتلع ريقه وقال : الشموخ اخاف تطيح من الدرج !
:بسم الله عليكم ماعليك ! مو أول مرة تشيلها !
حملها بصعوبة وقشعريرة سرَت بجسده عندما احتضنها وألتقطت هاتفه الذي بجيبه وقالت بافتنان : اصبروا بصوركم !
التقطت الصورة وهي تقول : يمه تهبل بنتي !
: وزوجك ! ماله مدّحه!
ضحكت وأعادت هاتفه لجيب ثوبه وقالت : بنتي ماخذة كل الزين منك اصلاً !
اتجه خارج الغرفة وهو يقول : اي اكذبي علي بالكلمتين هذي !
وخـرج وصدى ضحكـاتها يلحقه ، وعند وصوله للدرج قال برجفة : بسم الله الرحمن الرحيم .. يارب استودعتك نفسي وبنتي يارب . . يارب بسم الله
نّزل أول عتبة وهو يلهج بالدعاء : يارب احفظنا !
وفجأة تعالى صوت بكاءها يوتره أكثـر . . وعّلى صوته يدعو الشموخ التي خرجت من الجناح بتعجبّ وقال : تعالي خوذيها !!! نزليها لأخرالدرج وبعدين أخذها
ضحكاتها الحلوة هي ماتصلّه ويبدو إنها تدور حول نفسها كعادتها عندما تضحك . . وهو يصرخ : الشموخ بسررعة !!! بسرعة !!!
اقتربت وحملتها من بين يدّيه وهي تضحك : ههههههه مو صاحي !
تنهد براحة وقال : بنتك اللي مو صاحية شلون اوديها لعزيز وهي تصيح وش نسوي فيها ؟
قالت بضحكة : انت الحين أنزل وبعدين نتفاهم !
نزل لأخر الدّرج ، ومن ثم هيَ . . وناولته الصغيرة من جديد وقالت : ماتحتاج شي بس عطها المصاصة وأمورك بالسليم !
واستدارت هاربة على أنظاره الحانقة !
.................................................. .....
،
،
،
دّخل على عزيز الذي يجلس برفقة عمه أحمد الذي أنصب مُرحباً باأبنت الشموخ وحملها من بين يدّه وهو يقول : ياهلا ومرحبا باللي له الخافق يهلي ..وشذا يا جمال وش هالزين !!!! من الحين بخطبها لولدي تفهم
ربض على الإرائك براحة وقالت : الحمدلله وقفت صياح .. وأردف : خالد ؟ الشموخ مقررة ترضعه ويصير ولدّنا
قال عمه أحمد بضحكة: ومخططة ومقررة
نظّر إليهم بتعجب : تستهبل !
ضحك : اي والله تقول إبي يصير مثل عزيز يحمي بنتي من الأشرار
أنفجـر عزيز ضاحكاً وجمال يصرخ : انتبه بنتي !!!!!
حاول ألتقاط أنفاسه وربض على الأرائك وقال : والله فكرة مو شينة ! وحتى خالد توّه ماكمّل السنتين يمدينا نعطيكم اخو ببلاش ! وغمز بعينه: وولدنا الثاني نخطب بنتك له
: والله بنتي مستَواها أعلى منكم !
شتمه بنزق : من زينكم عاد !
ونظّر للصغيرة وقال بأنبهار : بسم ربي عليها تهبل ! فيها منَك ومن الشموخ
: ولو تشوف صياحها تقول بنت الشموخ !!!
ضحكَ بسعادة : خلي الشموخ تجرب وش سوت بإمها الله يرحمها
وقال أحمد : امين .. عاد الأسبوع التمايم بإذن الله ببيتنا
بهذا الاثناء دخّلت عليهم الشموخ بطلتها البهيّه والتي آسرت قلبه وّ عقله وأقتربت تسلم على عزيز وترحبّ به بمحبة : حيّ الله من جانا ! تومانور البيت
: صايرة عاقلة بعد بنتك تعرفين ترحبين
ضحكّت وقالت : طول عمري عاقلة البلا فيك وشخبارك عزيز ؟
أجابه : الحمدلله بخير . . يقولون بترضعين خالد ؟
أخذت الصغيرة من بين يدّيه وجلست بجانب والدها وقالت بجدية : اي والله كلمت الجوري واتفقنا أرضعه
: وش الطاري عاد ؟
رفعت كتفيها بدلال : بس كذا
ألقى عليها جمال نظرة : لا قولي له عشان يحمي بنتك !
وتحدث أحمد بضحكة : ليش عايشة بين وحوش
: مدري عن بنتك !
قالت : والله وشفيها وامه وافقت وش عليك ياعزيز ؟
قالت عزيز : بلعكس فكرة حلوة . .
واستقامت وهي تقول : يلا استأذنكم بروح الجوري
..
وخرجت على أنظارهم المحبة . .
أحمد ينظـر لها وهو يحمد الله على تبدّل حالها لأحسن ، وتغير نفسيتها الى الأفضل
وعزيز . . هو أيضًا يتنهد براحة عندما يرى تغير الجذري وعودتها لجمّال بملئ ارادتها . . وهو الذي كان يّجزم إنها لن تعود
بينما جمال . . لا يكاد يصدق احياناً كثيرة بإنه عادت لأحضانه ، وعادت لتملئ حياته ، سعادة و رضى
...................
،
،
تجلس الجوري بإريحية برفقه الشموخ والجازي ، وتستمع لحدّيث الشموخ عن ابنتها المزعجة وبكاءها الحاد ، وتتمعنّ بطريقة حديثهاوشخصيتها المنبسطة ككُل ، زارتها عندما أنجبت ابنتها ، وبعدها أرسلت له رسالة تخبرها بأنها تود إن ترضع خالد ، رحبت بهذه الفكرةوأتفقن على إحضاره لمدة خمس إيام لشيبع من حليبها ويكون أبنها رسمي من الرضاع !
كانت تملك فكرة خاطئة إتجاهها ، ودائماً عندما يتحدث عزيز عنها كانت تعتقد بإنه مغرورة . . ولكنّها الآن وهي أمامها تتحدث بكل أريحيةنفّت أعتقادها ، وشعّر بمحبة متبادلة بينهن . . لا تعلم هل بسبب عزيز ؟
: والله من شدة من صيّاحها حاد صرت ما أعرف شلون أنام
قالت هي بتنهيدة : والله خالد كان كذا ! ماقدر انام مدري وشفيه ! بس عموماً هذا اللي بالعمّر يكونون كذا وبعد مايكمل ٦ شهور بيكون نومهمنتظم
نظَرت لأبنتها وقالت بتنهيدة اضحكتها : ياربي متى تمرّ الثلاث شهور !
قالت الجازي : الأمومة مو سهلة ! وفوق كذا الشموخ تروح للجامعة ياعمري تتعبّ ! وأردفت بضحكة : وكل ما تشكّت قلت كنتِ تسوين بأمككذا
: هههههههههههه تحملي اذا الدعوى كذا!
عبست الشموخ بضّيق : الله يحلني من أمي ويرحمها ويغفر لها .. صّدق الله يسامحني
قالت الجوري بعطف : ترى كل البزران كذا ! ماعليك ولأنك أم جديدة الوضع مكركب !
تنهدت : صادقة وأردفت بعدها : والتمايم الأسبوع الجاي ومدري وش أسوي ! وش ما أسوي !
: لا تشلين هم خليها علي !
وقالت الجوري : بعد اذا تبغون شي لا يردكم الا لسانكم ، بما أني خبرة وكانت تمايم خالد قبل فترة
قالت الشموخ ساخرة : من يصدّق يكون أكبـر همّي تمايم بنتي ولا نومها وصيّاحها ! أول مايهمني شي غيـر نفسي
انفجـرت الجازي ضاحكة وقالت : وهذا وأنت ماجبتي الثاني والثالث
: لا لا وين ثاني وثالث ! يكفوني سفانة وخالد
: ههههههههههههه خلاص خالد صار ولدّك !
رفعت كتفيها وقالت بضحكة : صار بس يبقى التنفيـذ
،
استأذنت الجازي لتجهيـز العشاء ، وتبقت هي برفقة الشموخ التي قالت بضحكة : عزيز مستغرب ! شكل ماودّه أنقل جيناتي لخالد
: هههههههههههه انا ما قلت له عاد نسّيت ، وشكله أنصدم
: مرة
وران صمّت طوّيل بينهما حتى قطعته الشموخ قائلة بتوجس : ان شاءالله مبسوطة مع عزيز ؟
استنكّرت سؤالها وأردفت بتبرير : عزيز حسبت أخوي وأكثر من إنه عمي ، ودايم كان السندّ والكتف اللي يسندني ويقويني ، وّ عزيز طّيبمرة يالجوري ووجهه ما أرتاح لحدّ ما تزوجك . . بس عساك أنتي مرتاحة معه؟
أبتسم بمحبة وقالت : عزيز هو العوض الجميل
أرتاحت تقاسيمها والجوري ترّدف : واذا هو كتفك وسندك وأنتِ بنت أخوه وشلون وانا زوجته ؟ عزيز قطعة من قلبي ودايم ادعي ربي إنيأجازيه اللي يستحقه
:هههه الله يطمنك يالجوري ، كنت أحسب بس هو اللي طايح على وجهه الحمدلله حتى أنتِ
ضحكت بصوت عالي ، واستيقظ خالد النائم على الأريكة ، وتشاغلت كل وحدة منهن بطفلها المزعج

.................................................. ...
،
،
تفترش أرضاً وحولها الأوراق مُتناثـرة وّتمسك القلم بين يديها وتسترجع الكلمات بخوفت خشية إيقاض الصغيرة النائمة بسّلام ، ألقت عليهانظّرة وقلبها يتضخم بحّب فاض من مُقلتيها ، وّ أمتنان عميّق لله عزوجل على تغيـر حالها لأحسنّه !
نعم منذّ ذاك اليّوم الذي أنفجـرت بوجهه وّ أخبرته عن غيرتها الخانقة ، وً الصراخ بوجهه والرًفض التّام له . . رضّت ورجعّت . . وما أحلى الرجّوع إليه !
لإنها قرأت بعيّنيه الصّدق ، وقلبها أستشعر مايحملّ قلبه إتجاهها ، والأهم إنهُ لها وحدها منذ تلك اللحظة لأخر العُمر بإذن الله !
دائماً وابداً كانت تستحق إن يكون لها وحدّها ، وأستحقاقها الآن يصّل لمنازل النجّوم . . وقلبها يرقّص طرباً على أوتـار حُبه الواضح ،ولسانها يلهج بالحمد دائماً وابداً ، وكبرياءها رضى . . لأنه رأى بعيّنيه المحدّقة مكانتها لدّيه !
أليس هذا بكافِ ؟
إنها تنازل لأجلها ؟
وطّلق زوجته الثانية لأجلها ؟
وّ حمل. . الزهـور . . إليها ، فكيُف تردهُ ؟
وصباها مرسّوم على شفتيه !
،
منذ نعومة أظافرها وهو حولّها دائماً ، وحُبه يكبر كلمّا كبّرت سِنة ، والآن هي تستحق . . إن يكون نضّالها وحربها الداخلية نتائجه لها وحدها.
،
إيقضها صّوت الصغيرة والذي أنبثق يذكرها بإن هيّ ثمرة هذا الحُب ، وأنصبّت تتجه نحّوها وتقول بسخط : توني مستانسة ياماما عشانكنايمة ! وش مصحيك !
حملتها وهي تردف : شبعانة وّ كل شي ! وش فيك !
لا حياة لمن تُنادي والصغيرة تستمـر بالبكاء ، حضنتها برفق وألقت نظـرة على الاوراق المرمية وقضمت شفتيه بحسرة : ومتى بذاكر ياماما ؟
،
عادت لإستكمال دراستها ، وتواجهه صعوبات كثيرة مع هذه الصغيـرة .. مع إن أم جمال تساعدها احياناً كثيرة ، وهاهي تستقيّم مُتجههلـها ، وخـرجّت خارج الجنّاح وتقابلت مع جمّال الذي يصعد الدرج وقالت بسخط : بدري كان ماجيت !
وصلّ إليها وقال بضحكة : وشفيك !
: شكلك ناسي إن وراي اختبار بكرى وبنتك ما توقف بكاء !
ألتقطها وقال : حبيبة أبوها ما توفر دموع
: قول ماشا الله بسم الله عليها
تنهد : بسم الله عليه الرحمن الرحيم .. روحي ذاكري وانا بودّيها لأمي !
أبتسمت بحبّ وقالت : يابعد قلبي .. وأتجهت للغرفة وهي ترمي عليه قُبله وتقول : ياجعلني ما أفقدك !
أتى صوته ساخراً : ماهو لله !
وعادت لإستكمال مذاكرتها ، تاركة الطفلة المزعجة برفقه والدها وجدّيها
..................................................
،
،
الخـروج من علاقة أهلكت مخزونها العاطفي ليسّت بالشئ الهينّ ، والأمـر الذي كانت تخشاه وتهرب منه بقدميها إتى بسبب غلطة أقترفتهاوماهي إلا لغيرتها القاتلة !
مخزون الدمّوع جفّ ، والألم كل يوم يكون أعظم بصدّرها وكإنها تبتلع أمواس حادة تجرح دواخلها كلمّا تذكـرت ماحدّث خلال الفترةالسابقة
،
رنّ هاتفها بإسمه لتستقيّم مُجفلة تحاول أستيعاب أن جمّال واخيراً أتصـل عليها ، هل سامحها ؟ هل سيفكـر بإقناع والديها بالرجوع له ؟هل سيزف لها الخبـر الأجمّل أنه طلق أبنت عمه وهي له وحده ؟
تكتمت بخفوت : يارب يارب !
أبتلع ريقها بعدما أقفلت الباب خشية دخول والديها او داليا فجأة ، وضربات قلبها تتعـالى وتفرك يدّيها بتوتـر ، اخيراً وضعت الهاتف علىصنّوانها وقالت برجفة : الو
اتى صوت يبعثـر كيّانها دِفعة واحدة : أهلين سمّر وشخبارك ؟
تكومت غصة بحلقها ، وتريثت قليلاً تحاول جعل صوتها طبيعي ولكن لم تستطع . . خـرج صوتها مرتجفاً وملهوفاً : هلا جمال .. الحمدلله بخيرأنت .. أنت شلونك
: الحمدلله بخير . .
وصمّت ران عليهما ، وترجّو من أعماق قلبها إن يُخبرها بما تتمنى ، وبعدها قال بهدوء : فيه كلام طويل بيننا ياسمّر ولازم ننهيّ
سوا رجفت بأعماقها وقالت : وشلون ننهيه؟
قال : اول شي سامحيني لإني قسيّت عليك أخر مرة ، وحتى لو كان الغلط منك لكن ما أبرر تصّرفي ولا قسوتي معّك
: انته جرحتني ياجمال . . مو قادرة انسى !
والدموع شقّت طريقها لخديها ، قال : اسف من كل قلبي ، ما كان ودّي يصير كذا ، لكن الغلط كان منّك يا سمَر ! وفعلتك هذي كلفتني وكلفتككثيـر !
: وش كلفتك ؟ ما اظن كلفتك شي ! وانا خسّرت طفلي لا لا لا أسبابك !
: انا ماتعدّيت عليك بالضرب عشان الطفل يطيح ، وشفيَع لك بالجنة بإذن الله
قالت برجفة : وشفيع ام انت بعد ، مو أنت ابوه ؟
: صح . .
وقالت هي بضّيق : وش معنى هالغيبة طول هالفترة ؟
: كان لازم إني ارتب افكاري وأهدأ . . سمَر اللي بيننا أنتهى وانا حاولت مع أبوك مانفع معه . . وّ
حدّيثه صمّ إذنيها ، ورجفة سَرت بجسّدها لتتهاوى ارضاً وهي تكتم شهقاتها وقالت بعبرة : بالسهولة هذي ؟
لا جّواب . . وّ أردفت بإنيهار : بالسهولة هذي تقول اللي بيينا انتهى ؟ مالك قلب أنت ؟ ماتحس فيني ؟ بس عشان غلطة سخيفة تنهَي الليبيننا
: مو سخيفة يا سمّر !
ضحكت بحسرة : اها ولا عشان زوجتك المصّون نسّفتني !
: مو عشان أحد ياسمّر . . بس ما أعتقد إننا بنقدر نكمل مع بعض . . يمكن أنا اخطيّت عليك ، يمكن أنا تطاولت عليك لكن كان معي حق ! وكان طول الفترة اللي قبل وانا أعاملك احسن معاملة وربي الشاهد علي ! اهم شي أقف عند ربي وانا متأكد إني عاملتك بعدّل ! بس كلشي له حدود . . اسف مرة ثانية . . وّشكراً على اللحظات الحلوة اللي كانت بيننا . . وّ ماراح أنساك من دعواتي أن ربي يعوضك بالعوض الجميًل . . وخلال الاسبوعين الجايات راح نكمّل إجراءات الطلاق . . مع السلامة
وأغلق هكذا بكل بساطة تاركّها تأن وجعاً !
،
أخرجها من قهر الذكريات البائسة حركة أختها داليا بالغرفة عقدت حاجبيها عندما رأتها ترمي أشياءها ببرود أغضبها ، لتستقيم وتقترب منها وتقول بغضب : وش جالسة تسوين ؟ ليش ترمين اغراضي مينونة انتي ؟
ألتقطت أغراضها من بين يديها وداليا تقول : لأ مو مينونة هالاغراض اللي تذكرج فيه لازم تنمّحي مرة وحدة تفهمين!
: لا ما أفهم ! وتراني اعطيج ويه بزيادة انا مب بنت صغيرة تتحكمين فيني !
أستقامت وأخذت من بين يديها عنوة وقالت : إي انا بتحكم فيج وراح أطلعج من المستنقع اللي دافنه نفسج فيج ! ثلاث شهور مرت علىالطلاق وكلها فترة وتطلعين من العدة وأنت على حالج ! ياماما اصحي اصحي على نفسج !
: مابي اصحى مابي اصحى شنو تبين كيفي كيفي !!!!
واجهشت ببكاء عميّق أوجع داليا . . : مابي خلوني بروحي خلوني بروحي .. اه
أقتربت وأحتضنتها برفق وقالت : عشاني ياسمّر عشاني خليج قوية وتجاوزي هالمرحلة !
: تعبت ياداليا تعب ! ليش سوا فيني چذي ليش !
: هذا المكتوب واللي ربي كتبه عليج . . أرضي بقضاء الله
أبتعدت انها وهي تمسح دموعها وقالت : خليني بروحي .. مو قادرة أرمي اشياءه .. مو مستعدة !
أنصبت وقالت بإصرار : هذي اول خطوة! كل ماشفتيهم تذكرينه . . وإتجهت نحوى الأغراض التي نحوى على الصوّر والذكريات ووضعهابكيس كبيـر على أنظاره المتألمة : أمشي برى نحرقهم .. قدام عيونج ونبدأ اول خطوة
سايرتها بيأس . . حتى خرجن للخـارج . . وعلى أنظارها وضعت الأغراض على التراب وأحضرت أعواد الكبريت لترمي واحداً ويضّرم ناراًشعّرت إنها باعماقها !
خـرجت والدّتها وأقتربت منّهن وقالت : ميانين شنو تسوون؟ يتحرقون البيت ؟
: لأ نحرّق السنين اللي طافت عشان سمّر اذا تتذكرها ما تتألم
ألقت عليه نظَرة حزينة ، وهي ترى أبنتها بحال ميؤوس وتدعو الله أن يعوضها برّجل يستحقها !
بينما سمّر . . تنظـر للنار والذكريات تجّوب بعقلها وتهون قلبها ، مسّدت صدّرها بكفها الصغيرة ، وأقتربت داليا تقول : أبجيّ وطلعي كلاللي بقلبج ياسمّر هالمرة بس ! هالمرة ! وبعدها . . أطلعي من المستنقع هذا وّ خليج قوية الدنيا ما أنتهت ! عشانه طلقجً! ولا بتنتهي عشانجفقدتي طفلج ! الريال بداله مليون ريّال والطفل بداله طفل .. بس النفس مابدالها نفس .. ونفسج عليج حق !
!
وسحبت والدتها للداخل . . تاركتها لوحدها تطلع العنان لدموعها الغزيرة



يتبع


على هذا الرابط بقية الفصل
https://www.rewity.com/forum/t469118-46.html





قصصية likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 08-12-20 الساعة 09:19 PM
الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:04 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.