آخر 10 مشاركات
الخلاص - سارة كريفن - ع.ق ( دار الكنوز ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          اخطأت واحببتك *مميزة*& مكتمله* (الكاتـب : Laila Mustafa - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          161 - رد قلبي - ليزا هادلي .. ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          554 - حب بلا أمل - catheen west - د.م (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree860Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-12-20, 04:55 AM   #1061

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة arjoana مشاهدة المشاركة
لفتني اعتذارك أخر الفصل

يابنت المفروض والله احنا اللي نعتذر لك مو انتي لانك تعبتي علشان تنزلين لنا هالفصل الجميل الطويل الرائع

يالله قلبي مر بجميع المراحل مع قرائتي للفصل
من الحزن مع هبة
للفرح مع كشف خبث سهر
للحب مع علاقة غسق وكرم 💕
للتوتر مع فلك
......
سهر ولبنى وجهين لعملة واحدة (متى الانتقااام )حقيراااات

هدير حياتها انتهت الله يكون بعونها

أريج و مؤيد أعشقهم وأعشق حواراتهم 😍😍


شكرا شكرا على هالفصل سلمت يمناك والله

ممنونة من قلبي على مشاعرك الراقية حبيبتي ❤
سعيدة جدا انك تفاعلتي مع كل الأحداث بمراحلها المختلفة
لكل ظالم يوم مهما طال و سهر و لبنى زودوها
شكرا لك أنت على كلامك الحلو


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-20, 10:19 AM   #1062

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رهيب
ملىء بالصدمات والمفاجآت .....
لقد كشف سر هدير ....
ام سلطان وابنها ينتقمون من الجميع بشراسة ...
تسلم ايدك 😘💖💖💖


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-12-20, 07:00 AM   #1063

Mfff

? العضوٌ??? » 447540
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 139
?  نُقآطِيْ » Mfff is on a distinguished road
افتراضي 🌸🌸🌸

ممكن أعرف الروايه الإولى لك
لان رواية لقياك هي الثانيه


Mfff غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-12-20, 07:09 PM   #1064

ام جواد
 
الصورة الرمزية ام جواد

? العضوٌ??? » 443659
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 778
?  نُقآطِيْ » ام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضوووووووووور
في انتضار الفصل على ناااااار


ام جواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-12-20, 07:55 PM   #1065

مهيف ...

? العضوٌ??? » 373083
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 498
?  نُقآطِيْ » مهيف ... is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضوووووووووووور

مهيف ... غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-12-20, 09:04 PM   #1066

حلا العنزي

? العضوٌ??? » 421514
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 157
?  نُقآطِيْ » حلا العنزي is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضووووووور

حلا العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-12-20, 10:40 PM   #1067

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثامن و العشرون ج1


مساء الخير جميعا
اعذروني الليلة حينزل جزء من الفصل لضيق وقتي الأيام دي




الفصل الثامن و العشرون ج1



حالة من الصدمة أخرستها و جعلتها كتمثال منحوت بعينين جاحظتين ترمق بهما من يتواجد معها في هذه الغرفة التي لا تذكر كيف وصلتها...أصوات تتراشق و تتطاير فوق رأسها فالجميع يتحدث بلا استثناء... لكنها مستثناه من رفاهية الحديث... في الواقع هي لا تملك القدرة على الحديث!...ابتلعت ريقها بصعوبة و قد اهلكتها وقفتها و ألم بطنها يشتد كلما طالت...ماذا حدث معها بحق الله؟!
(انها خيانة يا حضرة الضابط و نحن شاهدتان عليها ألا يكفي هذا لترميها في السجن؟!)
لبنى في جلستها العصبية أمام مكتب الضابط تحاول جاهدة ألا تمنح فلك فرصة واحدة في قول شيء... بينما ميرنا الجالسة قبالتها تناظرها بنظرات ساهمة متوترة...رمق الضابط فلك في وقفتها البالية جوار هذا الرجل الذي القوا القبض عليه معها بتفحص... الرجل وحده يكفي لأن تُثبت التهمة و لكن هي لا تبدو ابدا كمجرمة ترتكب جرما كهذا...حسنا فليهدأ و يُخرس هذه المرأة المزعجة ليستمع الى اقوال... المتهمين!
(سيدة لبنى اصمتي قليلا و دعينا نرى عملنا فنحن لا نحتاج توجيهاتك بالمرة...)
لم يهتم الضابط بنظرات لبنى الناقمة فعاد ليولي تركيزه كله للماثلين أمامه فيسألهما بحزم شديد...
(ما هي أقوالكما في التهمة الموجهة اليكما؟!...)
الصمت الذي حل ضيفا في غرفة مكتبه لا يطيقه لذا احتد صوته و زادت خشونته ليأمرهما بقسوة...
(لا أحب هذا الصمت فلتتكلما و تقولا كل شيء... انتما متهمان بقضية زنا و هنا شاهدتين وجدتاكما في غرفة نوم زوج المتهمة!... أم نعتبر صمتكما اعترافا بالتهمة؟)
تساقطت دموع فلك بعدما منحها الصمت حولها القدرة على الانصات فجلدتها كلمات هذا الضابط... نظرت له بتيهٍ واضح لتهمس بصوت مبحوح غير مدرك ما تهمتها حقا..
(أي تهمة؟!!!... أنا مظلومة... لماذا أنا هنا؟!)
كادت لبنى تتكلم فأشار لها الضابط بحزم ألا تفعل ليعود ينظر لفلك متسائلا بصبر...
(فلتخبرينا أقوالك في محضر رسمي لنعرف إن حقا كنتِ مظلومة)
تكورت يداها على بطنها و تجعد ما بين حاجبيها بألم قبل ان تحكي ببقايا صوت تهالك...
(كنت في غرفتي و فجأة دخل علي هذا الرجل و تهجم علي... حاولت أن أهرب منه لكنه منعني فصرخت انادي على أمي و الخادمة لكن لم يظهر أحد... و حينما تمكنت من الإفلات منه ضربته فوق رأسه فسقط أرضا و بعدها... دلفت ميرنا و حماتها و رأتاه مرمي ارضا برأس ينزف!)
ضيق الضابط عينيه ليسألها...
(و كيف دخل رجل غريب الى بيتك بل لغرفتك دون علم مَنْ بالبيت؟!...و أين اختفت والدتك في هذا الوقت تحديدا لأننا وجدنا الخادمة و هي بالخارج كشاهدة)
هزت فلك رأسها ببكاء تهمس...
(لا أعرف...)
تطلع اليها الضابط قليلا حتى صدر صوت المتهم جوارها...
(ما تفعلينه لن يفيد و قد القوا القبض علينا)
اتسعت عينا فلك بجزع و هي تناظره بأنفاس تتسارع...ماذا يقول هذا الرجل؟... صوت الضابط المتسائل قذف في قلبها الرعب أكثر
(و ماذا تفعل هي؟.. يبدو أنك أكثر تعقلا و ستعترف)
ضغط الرجل على جرح رأسه بهذا القطن الذي منحوه له قبل الدخول الى هنا ليقول بندم زائف..
(الشيطان أغوانا يا حضرة الضابط لكن صدقني هي من طلبت مني القدوم الى بيتها لأن زوجها مسافر أنا كنت مكتفي برسائلنا الهاتفية)
صرخت فيه فلك بذهول مشتت...
(ما الذي تقوله أنت؟!!!... أنا لا اعرفك و لم أرك يوما!)
وزع الضابط نظراته بينهما بتدقيق بينما لبنى تربط على ابتسامتها بصعوبة و ميرنا داخلها يعاني كلما سمعت صراخ فلك... تنهد الضابط ببطء قبل أن يسأله بتمعن...
(و إن كانت تعرفك و تراسلك كما تدعي لماذا ضربتك على رأسك؟)
تأوه الرجل بحسرة ليجيب...
(هذا لأنني غشيم و قد ظننت انها ستفي بوعدها لي)
اقترب الضابط من مكتبه يتساءل بترقب...
(أي وعد؟)
نظر له الرجل مليا ليقول بعدها باستسلام...
(لن يفيد الكذب الآن... اسمع يا حضرة الضابط لقد تعرفت على هذه المرأة قبل شهر تقريبا او أقل لا اعرف لست جيدا في الحساب...ارسلت لي رسالة تخبرني انها تعاني من الملل و زوجها رجل عجوز لا يتماشى مع شبابها فلم استطع الرفض فأي مجنون يرفض امرأة عرضت نفسها عليه؟!...)
بصبر شديد حثه الضابط...
(ها أكمل...)
هز الرجل رأسه بتفهم يقول...
(بدأ الأمر بالمراسلة العادية ثم تطور برغبة منها هي حينما طلبت أحم أن نتحدث في أمور.... أنت سيد العارفين يا باشا)
هز الضابط رأسه بتفهم و بملامح جامدة نظر الى فلك التي تقاطع الرجل بصراخها المصعوق و هي تردف
(كذب... ما يقوله كذب!)
فأوقفها بأمر قاسٍ حازم ليعود بنفس القسوة الى الرجل قائلا..
(مفهوم و ماذا حدث بعد؟)
تنحنح الرجل قبل أن يقول...
(بعدها حاولت ان تظهر رغبتها في لقاء يجمعنا لأن الرسائل ما عادت تنفعها و حينما رفضت اخبرتني انها ستيسر كل شيء خاصة ان زوجها سيسافر و ستبقى بمفردها و ايضا عرضت علي مبلغ كبير...و بعدما وافقت و ذهبت اليها طلبت منها المال قبل أي شيء لكنها رفضت... اخبرتها انني سأرحل فلم أشعر بها إلا و هي تضربني على رأسي بزجاجة العطر ثم أتت هاتان السيدتان و شرفت الشرطة)
تدخلت لبنى بسرعة تقول...
(ها قد اعترف بنفسه بأنهما على علاقة محرمة)
(اصمتي و إلا ستخرجين من هنا)
أمر الضابط الحاد جعل ميرنا تنتفض في مجلسها و رعبها يتضاعف... انهما تلعبان بالنار و إن خرب كل شيء لن تحرقهما فحسب بل ستتفحمان كليا...صوت فلك الهستيري و هي تصرخ اوجع قلبها فلم تتوقع يوما ان تنزل بمستواها الى هذه الدرجة لتتهم زورا امرأة بتهمة بشعة كما فعلت في فلك... ربما حماتها محقة و فلك مثل أمها لكنها لم ترَ هذا و لم تسمعه أما الآن فهي أكيدة من أنه افتراء...
(هذا كذب أنا مظلومة... و الله كذب انا لا اعرفه و لم افعل هذا ابدا...انه يفتري علي هاتفي معطل منذ فترة من قبل سفر زوجي كيف سأراسله و أطلب منه المجيء للبيت؟!!!)
ما يميزه عن زملائه في العمل أن حدسه دوما يصيب و الآن حدسه و ضميره و خبرته يكادون يقسمون ان صرخات هذه المرأة صادقة لكن ما إن وجد الدليل بطلت صرخاتها للأبد... لذا سألها و كل نيته ان يساعدها لشيء ما بداخله...
(هل لديك شهود على ان هاتفك معطل؟)
هزت فلك رأسها بسرعة تجيب...
(نعم أمي و وردة... انها من وجدته في الغرفة كان تالفا بالكامل)
رمقت لبنى الرجل بأمر ففهم ما تريد ليتقدم من مكتب الضابط قائلا بصوت مذهول...
(انها بارعة في الكذب يا حضرة الضابط... صحيح ان كيدهن عظيم!... تفضل سعادتك هذا هاتفي عليه الرسائل التي اخبرتك عنها من رقمها)
اخرج هاتفه من جيبه يضعه على المكتب فيلتقطه الضابط و عيني فلك تكادان تخرجان من محجريهما من صدمتها... فتح الضابط الهاتف ليصل الى التطبيق المعني فيجد رسائلا عديدة بعبارات صريحة تدينهما بالخيانة... رفع عينيه لفلك يقول بترقب...
(هل رقمك هو "...."؟!)
شعرت بقدميها تهتزان من هول ما تمر به فارتعشت كليا و كادت تسقط ارضا بينما تهز رأسها له بقول مرتعش...
(نعم... رقمي)
زفر الضابط بقوة ليقول ببعض الصرامة...
(هنا توجد رسائل مرسلة من رقمك اليه كما قال)
قضمت فلك شفتيها بقوة لتنفرجا بعد قليل بينما تهمس بقهر...
(لم افعل شيئا و الله... هذا كله افتراء)
وضع الضابط الهاتف بحدة فوق مكتبه لينادي بصوت جهور على مساعده و الذي بعدما دلف أمره بخشونة...
(أدخل الحارس و الخادمة حالا)
تعلقت عينا فلك بالباب تراقب دخول منقذيها من هذا الظلم الجائر... دلف الحارس و بعده وردة التي تشيح بوجهها عن فلك... سألهما الضابط عما يعرفان فتكلم الحارس بما حصل امامه...
(لقد جاء هذا الرجل يطلب الدخول لأن السيدة فلك تنتظره و بعدما تأكدت من هذا سمحت له... هذا كل ما اعرفه)
سأله الضابط بتفحص...
(و كيف تأكدت؟)
اشار الحارس على وردة المنكمشة في وقفتها قائلا...
(وردة جاءت قبل ان اهاتفهم تخبره بأنه قد تأخر و السيدة في انتظاره)
توجهت نظرات الضابط و فلك لها فشعرت بأن دمائها تتجمد في عروقها... و مع سؤال الضابط و نظرة لبنى المهددة انسابت شهادتها الزور بكلمات مهتزة...
(لقد اخبرتني السيدة فلك بقدومه و طلبت مني ان ادخله و قد نفذت طلبها)
(وردة!!!)
اسمها الذي خرج من شفاه فلك الجافة من الظلم الواقع عليها عصر قلبها لكنها اكملت حينما سألها الضابط عن الهاتف...
(لم يحدث يا حضرة الضابط أنا لم أجد هاتف السيدة فلك و هي لم تسألني عنه اصلا)
هربت الأنفاس من بين شفتي فلك و هي تناظر وردة التي تلفق لها تهمة هي أول من تعرف انها كذب... ثم يراودها شعور بأن كل هذا مدبر من اثنتين فتتحرك عيناها اليهما و تتضح لها الصورة بعدما رمقتها لبنى بدونية و شماتة!... نكست رأسها باستسلام و لا تعرف حقا من هنا سيصدقها لتتحدث؟!...سؤال الضابط لها كان كمحاولة انعاش مريض يقف على حد فاصل بين الموت و الحياة...
(فلك هل لديك أية أقوال أخرى تودين قولها؟)
همست بأحرف تعاني...
(و هل ستصدقني و كل الأدلة ضدي؟!...أنا بريئة من كل هذا و لا اعرف لمَ يرمون علي تهما لم اقترفها)
صوت ضوضاء و صياح بالخارج لفت انتباههم جميعا حتى فُتح الباب لتطل منه هيام التي تحاول ان تدخل عنوة...
(اتركني أدخل ابنتي بالداخل بمفردها)
هدر بها الضابط بحدة...
(من أنتِ و من سمح لك باقتحام الغرفة؟!)
تملصت هيام من يد المساعد لتدلف فيهالها منظر ابنتها و يقبض قلبها... اشارت عليها مجيبة سؤال الضابط
(أنا هيام أم فلك... لقد هاتفوني يخبروني ان ابنتي هنا... لماذا هي هنا و ماذا حدث معها لتصبح بهذا الشكل المريع؟!!)
اشار الضابط لمساعده بأن يخرج و يغلق الباب فيقول بعدها لهيام...
(ابنتك هنا لأنها متهمة بالزنا و يوجد شهود و دلائل على هذا)
ذهول هيام كان واضحا في شهقة غير مصدقة و عينين متسعتين... تماسكت بكل قوتها لتتوجه الى ابنتها تناظرها بجزع ثم تقف أمامها و تواجههم جميعا حينما اردفت بثقة لا تقبل الشك...
(هذا كله كذب... ابنتي يستحيل ان تفعل هذا و كيف ستفعله و نحن معها في نفس البيت؟!...)
طالت نظرة الضابط لهيام قبل ان يسألها...
(لكنك لم تكوني في البيت حينما وصلنا...أين كنتِ؟)
يقين يجتاح هيام بأن ما يحدث لابنتها هو من صنع يد هذه المرأة الحقيرة التي تناظرها بخبث حية ماكرة... ضيقت عينيها بتركيز و كأن هناك من يهمس في أذنها بأن ما حدث لها و قصة حريق الشقة يرتبط بابنتها...
(لقد جاءني اتصال يخبرني ان شقتي في الحي احترقت فلم أفكر مرتين قبل ان أركض لأرى ما حدث... و حينما وصلت للحي لم أجد بها خدشا واحدا حتى)
لاح الاهتمام على محيا الضابط فسألها...
(من هاتفك هل تعرفينه؟!)
الهاتف الذي بقي في كفها فتحته فورا و هي تقترب من الضابط بينما تجيب...
(ولد من الحي اسمه هاني اتصل بي من رقم غير مسجل عندي يبلغني بما اخبرتك به للتو... و حينما سألت عنه أهل الحي قالوا انه كان يقف مع رجل غريب و خرجا معا من الحي و لم يعد...لا أحد من سكان الحي يعرف رقم هاتفي لأنني حصلت عليه بعدما تركت الحي و لم أزره سوى اليوم فقط)
وضع الضابط هاتف هيام ليجاور هاتف الرجل على مكتبه فيطول صمته المفكر قبل ان يقول...
(ما تريدين توضيحه هو انه ربما اجبرك احدهم للخروج من البيت حتى تبقى ابنتك بمفردها...)
هزت هيام رأسها بموافقة و قلبها ينبض ترقبا حتى قال الضابط ما افزعها...
(ربما من فعل هذا هي ابنتك كي تسهل لقاءها مع هذا الرجل)
بهتت ملامح هيام بقوة لتهمهم...
(ماذا تقول؟!!)
ربت الضابط بأصابعه على سطح المكتب ثم قال...
(هناك دلائل ملموسة و شهود لا يمكننا غض الطرف عنهم...الرسائل المرسلة من هاتفها وحدها تثبت التهمة عليها و الأكثر من هذا أنه تم القبض عليها متلبسة في غرفة زوجها عازمة النية على خيانته)
تنفست هيام بسرعة مهولة و عقلها حقا لا يستوعب ما يقال و لكنه التقط كلمة هاتف فعادت تدافع عن ابنتها الباكية بتوجع خلفها...
(كيف سترسل ابنتي رسائل و هاتفها تدمر؟!!!... إن كنت لا تصدقني اسأل وردة هي من وجدته بنفسها)
ان تنطق الأم بنفس ما نطقته الابنة يعزز من حدسه كثيرا لكن لا عليه أن ينخدع بوجه بريء و دموع قد توازي دموع التماسيح... الدليل بيّن و هذا كل ما يحتاجه لذا قال
(الخادمة تنكر كل هذا)
(ماذا؟!!!!!)
صوت هيام المصعوق كان يوازي نظرة مخيفة رمقت بها وردة ثم تزايد غضبها مما قد فهمه عقلها و بأي مكيدة وقعت فلك لتصرخ بقوة..
(يا ناكرة الجميل!!... تشهدين بالباطل على ابنتي التي احسنت معاملتك.. هل هذا جزاء عطفها عليك... و الله لأجعلنّك تندمين على افتراءك هذا)
اخترقت هيام الجميع لتتمسك بشعر وردة تجرجرها منه و هي تصرخ بها بينما وقف الضابط يصرخ فيهم جميعا بحدة و يأمر مساعديه أن يفكوا التشابك الذي يحصل... و بمعاناة تمكنوا من اخراج وردة من تحت قبضة هيام التي نالها تهديد صريح من الضابط...
(هل فقدتِ عقلك لتفعلي هذا في مكتبي و امامي؟!...يمكنني ان القيك في الحبس الآن جراء فعلتك هذه)
اقتربت ميرنا من حماتها تتهرب من نظرات هيام المتوعدة...تحدثت لبنى بتعجب
(لا أعرف ماذا تنتظر يا حضرة الضابط نحن و شهدنا خيانتها و أنت رأيت بعينك الرسائل فلتضعها في السجن و تخلصنا من واحدة مثلها لوثت سمعتنا)
(أنتِ لن تعرفيني شغلي)
صوت الضابط المحذر جعل لبنى تصمت مبتلعة كل شيء فقط لتذهب فلك الى ما وراء الشمس و تتخلص منها...بينما تهذي هيام بجزع
(ابنتي بريئة يا حضرة الضابط... هم اتفقوا عليها لأنها تزوجت طارق طلال دون رغبتهم... يريدون ان يتخلصوا منها بعدما حملت خوفا من ان ترث معهم... ارجوك صدقني ابنتي ليست كما يفترون عليها)
بحزم قاطع تكلم الضابط...
(المتهم بريء حتى تثبت ادانته و ابنتك مدانة بالدليل...و الآن سيتم حبسها حتى يعود زوجها من سفره لنرى إن كان سيقاضيها أو يسامحها)
ابتسمت لبنى بصورة واضحة فقالت...
(السيد طارق بالتأكيد سيجعلها تدفع ثمن فعلتها في حقه... من يدري ربما هذا الطفل ليس ابنه ايضا)
نادى الضابط على مساعده فدلف الأخير ليأمره الضابط...
(خذ المتهمين و ادخلهم الحبس...)
صوت بكاء فلك كان عاليا فلا تصدق بأن مصيرها سيكون مجرد سجينة بتهمة خيانة... خرج الجميع من المكتب بعدما سحبت لبنى ميرنا المتأثرة و وردة النادمة... تمسك المساعد بذراع فلك يجرها أمامه فتتوجع بصوت مسموع جعل هيام تتشبث بها طالبة الرحمة... خرج المتهم بصحبة العسكري و قبل ان تخرج فلك تكلم الضابط...
(اتركها هنا...)
نظرت له فلك ببكاء كما نظرت هيام بأمل فتكلم هو بضمير انساني...
(ستبقى هنا في مكتبي حالتها لا تسمح لها بأن تدخل الحبس)
اقتربت منه هيام بعينين دامعتين تقول...
(ابنتي مظلومة اقسم لك... انها مكيدة مدبرة لها منهم و لا اعرف لماذا افترت عليها الخادمة)
ناظرها الضابط بتضامن فلا يدخل عقله اعتراف هذا الرجل بهذه السهولة ليقول...
(لن نستطيع فعل أي شيء دون دليل و للأسف هم معهم الدليل... فلننتظر الغد ربما عفى عنها زوجها)
ضيقت هيام عينيها بتعب لتهمس..
(يعفو عنها من تهمة هي بريئة منها؟!... ربما تمكنوا من اللعب في عقله ماذا سيكون مصير ابنتي؟!)
عادت عينا الضابط للنظر الى فلك المرهقة فيقول...
(لو رفض مسامحتها سيتم حبسها لمدة سنتين)
شهقت هيام برعب بينما فلك نكست رأسها تناظر ابنها المتألم داخلها... هل ستحمله عارا ليس ذنبها او ذنبه؟!...





...يتبع...









AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-12-20, 10:42 PM   #1068

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثامن و العشرون ج1





انتفض عزت من مكانه أمام بيت السمري حيث اعتاد البقاء أملا أن يعود داغر و يعرف بأي أرض هو... لكن توقف سيارة سليمان المراكبي هنا جعله يتأهب كليا و يتوقع مصيبة ستحدث في الدقائق المقبلة... رأى سليمان يخرج من سيارته بمعالم وجه حُفر الغضب فيها معلنا كوارث... اقترب عزت خطوتين مهتزتين تجاه سليمان الذي دفع الباب الحديدي لبيت السمري بقبضتين حادتين ثم جهر بصوته الهادر...
(داغر...)
اهتزت انفاس عزت برعب ليهمهم و هو عند بوابة البيت حيث يرى سليمان يصعد السلم الى شقة ممدوح...
(داغر!... ما الذي فعله ليثير غضب سليمان المراكبي دفعة واحدة؟!)
حك رأسه بتفكير مشوش و كل ما يريده هو ان يصل حقا لداغر و يبلغه بما يحصل كي يأخذ حذره... لكن عيناه اتسعتا بهلع فهمس بقلب وجل...
(هل عرف سليمان المراكبي عن زواجه بهدير؟!!...و الله لو هذا ما حدث سيقتلع عنق داغر بيده و لن يوقفه أحد... انه سليمان المراكبي بنفسه من أتى!!!)
و على باب شقة ممدوح كان صوت سليمان قد سبقه و اعلن عن هوية الطارق الذي يكاد يخلع الباب من شدة الطرق...و في الصالة أول من خرج كانت ام سلطان... واقفة ببسمة راضية أمام الباب المغلق و الذي يفصلها عن أسد هائج...و بعدها خرجا ولداها بملامح مماثلة كلهم يقفون يناظرون الباب و كأنهم ينتظرون ان يهدمه سليمان في أيه لحظة... و عند غرفة ممدوح جر عجلات كرسيه المتحرك ليخرج بوجه مصدوم متخوف من قدوم سليمان الى هنا... ابتلع ريقه ثم هدر في حكيم بأمر واهن...
(هل اصابتكم الصدمة بالصم؟... اذهب يا حكيم افتح له الباب)
سحب حكيم نفسا كبيرا ليهز رأسه بموافقة طائعة قائلا...
(أمرك عمي فالمكتوب علينا لن يمنعه عنا مجرد باب يكاد ينكسر تحت قبضتي سليمان المراكبي)
و على إثر حديثه توجه الى الباب يفتحه و فور فتحه تراجع للخلف مختل التوازن بسبب دفع سليمان للباب... دلف سليمان بغضبه المتفاقم يناظر ممدوح هادرا...
(أين ولدك؟)
اهتزت حدقتا عينيه بينما يجيبه بصوت متوجس...
(ماذا تريد منه يا سليمان؟)
اخرج سليمان سلاحه يشهره في وجه ممدوح هادرا بنية لا لبس بها...
(ابنك استباح حرمة بيتي و من يجرؤ على شرفنا نقتله)
تمسك ممدوح بيدي كرسيه يداري رعشته المرتعبة فيقول بصوت مخادع...
(ما الذي تقوله يا سليمان؟!... تتهم ابني الذي مد يده لكم للصلح بعد خروجه من السجن)
احمرت عينا سليمان بغضب ليقترب من ممدوح يخرسه بقوة صوته الجهور..
(ليس على سليمان المراكبي يا ممدوح فإن تغاضيت عن قذارة ابنك و هادنت خبثه فلا يعني انني صدقته...أين هو؟!)
سؤال سليمان حمل في حروفه رائحة الدماء فانقبض قلب ممدوح... داغر ان كان لا يضاهي مظهر أخيه في قوته و دمائه الحامية و إن فضل مظهر عليه لسنوات هذا لا يعني انه يكرهه... انه ولده المتبقي له و الذي حاول جاهدا ان يثنيه عن معاداة ابناء المراكبي يوم خرج من السجن... نظر ممدوح لعيني سليمان المخيفتين قائلا برجاء...
(لا نريد سلك طريق الدم مجددا سليمان فإن كان لديك بدل الولد ثلاثة فأنا لا أملك سوى داغر... اتركه و ما فعله يمكننا ان نصلحه)
احتدت نظرة سليمان ليهدر بعنف...
(أنت تعرف ماذا فعل ابنك و تدعي الجهل!... ابنك غصبا عن رغبته سيفعل ما نريد نحن و بعد ذلك... و حق لا إله إلا الله لن أرحمه)
صرخ ممدوح بعجز يتوسل الى سليمان...
(لا سليمان لا تستغل عجزي)
رمقه سليمان بنظرة جامدة ليقول بعدها...
(أنتم من لم يحترم حرمة و لا عجز... انتم البادئون و البادئ اظلم)
توقفت نظرات سليمان هذه المرة على عيني ام سلطان... كم سنة مرت منذ أخر يوم رآها فيه؟!... يوم حملته دم زوجها ظلما و ظنت انه قاتله... اشاح بنظره بعيدا عنها ليجهر بأمر تتشقق لحدة صوته الجدران...
(أين الحقير عديم الشرف داغر؟)
طال صمت سلطان قبل ان يسأل سليمان بعينين ضيقتين...
(لماذا تريده الآن و القصة مضى عليها ما يقارب سنة و ابنك الصغير تستر عليها و انتهى الأمر؟!)
توقفت انفاس سليمان للحظات يعقد ما بين حاجبيه بصمت مهيب حتى نطق حكيم محدثا اخيه...
(و ربما هو هنا لأجل ابنة عبد الصبور)
تقدم سليمان من سلطان يجذبه بقسوة من تلابيبه يرجه بقوة و ينظر في عمق عينيه فيرسل في اوصاله رعدة بينما يسأله...
(أي قصة افتعلها داغر و تستر عليها كرم؟!!!)
برم سلطان شفتيه بعدم رضا ليسبل اهدابه يناظر قبضة سليمان على قميصه... رفع عينيه الى عيني سليمان يقول بجمود...
(يبدو ان كبير عائلة المراكبي اخر من يعلم... لكن لا تحزن يا حاج للسن حكمه و كرم ابنك بالتأكيد كان يخشى عليك حينما اخفى حقيقة زواجه من الدكتورة بعدما جعلها داغر تدفع ثمن مساعدتها لأبنك قبل سنوات فأرسل لها شباب قاموا باغتصابها)
اشتدت قبضة سليمان على قميصه و قد شعر بلهيب الغضب يحرق بشرته... اقتنص سليمان عيني سلطان يأمره بصوت مرعب...
(أين سأجده؟)
صراخ ممدوح المتوسل لابن اخيه جعل سلطان يتلكأ باستمتاع و يعرف ان أمه و اخاه يستمتعان مثله...لكن رد فعل سليمان الغير متوقع اصابهم بالرعب حينما اطلق رصاصته لتعبر من فوق رأس سلطان و تسكن الحائط خلفه ليهدر بعدها بوعيد صادق...
(الثانية ستكون في رأسك إن لم تنطق)
لملم سلطان فزعه مما حدث ليجيبه بسرعة...
(ستجده في مصنع "..." المهجور خارج المدينة الساحلية على الطريق الصحراوي)
نفضه سليمان بحدة فتراجع سلطان للخلف يتعرقل في سجاد الأرضية... و حينما تمالك نفسه التقط من اخيه نظرة متوجسة تخبره بأن ما يريدانه لم ينتهي بعد... فاعتدل في وقفته و حاول ان يصل الى سليمان يمنعه من الخروج الآن لكنه يراه يكاد يصل للباب... لن يتمكن من فعلها!... هذه الفرصة لو اهدرها لن يجدها مجددا ابدا!... و من بين ثنايا الصمت القابع في روح أمه انبثق الكلام كصرخات مُذكرة و شامتة جعلتهم جميعا يوجهون نظرهم اليها بمن فيهم سليمان...
(اخبرتكما قبل سنوات ان دماء مؤنس ستلعنكما و تحيل حياتكما لجحيم...)
بعدما التفت لها عند باب الشقة ليناظرها و هو كما هو لم يحرك ساكنا... هذه المرأة الثكلى لم ينقشع غطاء بصرها بعد؟!...و بصوت يشابه صوته قبل سنوات يخبرها بما اخبرها به حينها قال...
(أنا بريء من دم زوجك و الجحيم أنتم من أشعل ناره... حسابكم لم يبدأ بعد فقط انهيه أولا مع داغر و بعدها اقسم بالله لأجعلكم تتجرعون الويل)
رمقته ام سلطان بجمود مستهين بوعيده فلم يعطها بالا ليخرج من باب الشقة بينما يعتصر سلاحه في قبضته... داغر عاث فسادا مستغلا صمتهم عليه... لم يرد ان يهدر دماء رجال سيحاسبه الله عليهم يوم الحساب لكن الى حد العرض و كفى... الكلب لم يكتفي بهدير فقط بل وصل الى غسق!!... دون علمه و كأنه في غفلة عن الحياة أجمع!... متى و أين تمكنوا منها هؤلاء الكلاب و كيف صمت كرم و لم يعيد حقها اليها؟!...يا ويله مما سيفعله به و الله سيجعله يصرخ بعلو صوته طالبا الموت و لا يطاله...
بالأسفل...
لا يفقه عزت فعليا ما يحصل و هو يرى رجال حكيم يدلفون سيارة سليمان لبعض الوقت ثم يخرجون سريعا... ضيق عينيه بعدم فهم لكن نزول سليمان المنذر بعواصف شتوية ستقتلعهم من الجذور جعله ينوي تتبعه فربما تمكن من منع شيء من الحدوث!...شغل سليمان محرك سيارته فركض عزت في اتجاه السيارة لكنه توقف بعدما سمع صوت سلطان و حكيم القادم من بوابة البيت... دارت عيناه في كل مكان حتى اهتدى للاختباء داخل الزقاق المجاور للبيت ينصت بجدية... وصل الاخوان للخارج فنادى حكيم على رجاله يأمرهم بجلب السيارة ثم يسألهم عن مهمتهم فيجيب احد رجاله بيقين...
(كله كما اردت يا ريس... لقد نزعنا المكابح من السيارة و كلها ساعة او اثنتين بالكثير و سنسمع خبر موت سليمان المراكبي)
اتسعت بسمة حكيم ثم ربت على ذراع الرجل يقول بأمر...
(ابقوا هنا عند البيت لا تتحركون حتى يصل لكم خبر موت داغر)
جحظتا عينا عزت بهلع بعدما سمع ما قيل... سيقتلون سليمان و داغر الليلة!!!... ماذا يفعل؟!... أيذهب خلف سليمان لينقذه و يمنع مستقبل قريب ملئ بالدماء مجددا سيجمع العائلتين أم يتتبعهما ليلحق داغر؟!... داغر أم سليمان يا عزت؟!... من يمكنك انقاذه الليلة؟..
**********
ضربات قلبها الهادرة تصم اذنيها بقوة بينما تدور عيناها في كل ما يتواجد حولها برعب... لقد قاربت الساعة على التاسعة و النصف و ها هي جاءت مع الممرضة الى الشقة التي يفترض ان تجري بها العملية... بيت قديم مظلم تشع منه الرطوبة و رائحة المخدر تزكم انفها... قضمت هدير شفتها بقسوة كادت تدميها لتهمس بعدها للممرضة التي تحاول فتح باب الشقة امامها..
(هل يستطيع حقا هذا الطبيب اجراء العملية لي؟)
فتحت الممرضة الباب لتدلف و تتحسس الحائط المجاور له لتشغل الكهرباء ثم تلتفت لهدير الشاحبة تسحبها من يدها الى الداخل بينما تقول بضجر و هي تغلق الباب خلفها...
(كم مرة سألتِ هذا السؤال؟!... قلنا نعم هذه ليست أول مرة يجريها!)
ابتلعت هدير ريقها برعب و جسدها كله يتجمد من برد الانتظار قبل برد الشتاء... بللت شفتيها بلسانها و عيناها تجولان في الشقة حولها... المكان غير مرتب و غير نظيف... قفازات طبية ملوثة هنا و هناك و ادوات طبية مرمية ارضا... قبضت بيدها على صدر عباءتها تلملمها عليها بخوف... تتبعت الممرضة التي بدأت تتحرك حولها استعداد لعمليتها... ما عادت تحملها قدماها فخارت قواها و انحنت ساقيها اسفلها لتلامس ركبتها اليسرى الأرض بينما تستند بكفها على الحائط خلفها... رأتها الممرضة فأسرعت اليها تسندها لتستقيم بينما تهدر بتوبيخ
(لا و حياة والدك تجلدي و تحملي قليلا فلم تبدأ العملية بعد و لا نريد ان نُبتلى بكِ)
بكت هدير برعب تهمس...
(انا مرعوبة...)
عوجت الممرضة شفتيها بينما تصل بهدير الى كرسي بلاستيكي تجلسها عليه لتقول بجفاء...
(الآن فقط تذكرت الرعب و لم تتذكريه و أنتِ تفعلين مصيبتك هذه!)
جلست هدير على الكرسي تنخرط في بكاء مرير لم يعجب الممرضة فتركتها و ذهبت تستكمل عملها قبل ان يأتي الطبيب... بكت بكل قوتها حتى تهدجت انفاسها و خارت قواها فلم يعد مباحا الاستماع إلا لصوت xxxxب الساعة المعلقة على الحائط فوقها...كل دقة في قلبها توازي ايقاع العقرب "تك توك" فتبلغها معه ان عمرك ينساب ببطء من بين يديك... لا تعرف ما هذا الشعور الذي احتلها لكنها ادركت في هذه اللحظة انها ستهلك... ارتعشت اصابعها و هي تخرج هاتفها من حقيبتها تحاول ان توقف ايقاع الxxxxب ان تصمت دقات قلبها ان تنقذ نفسها من كل هذا الرعب... ربما سيوافق... ربما!!!... و على هذا الأمل الوليد وصلت لاسمه في قائمة الاسماء و ضغطت اتصال ليقابلها ايقاع آخر من الرنين الذي كلما طال اقتلع جزءًا من روحها... و مع اخر رنة اغمضت عينيها بجزع فسالت دموعها على خديها...همهمت بتوسل بالي
(انها فرصتي الأخيرة يا داغر... ارجوك)
فتحت عينيها الباكيتين بعدما قررت انها سترسل له رسالة...
«داغر أنا في عيادة في حي"..." سأجهض الطفل لقد انكشف أمري و عرفت أمي... انا مرعوبة داغر ارجوك كلمة واحدة منك يمكنها ان تنقذني و تنقذ ابنك»
اصبعها ضغط ارسال بأمل قُتل في مهده حينما فتح باب الشقة رجل بملامح متأففة...انقبض قلبها بعدما هرولت الممرضة اليه ترحب به و تحمل حقيبته عنه...
(اهلا يا دكتور هات الحقيبة احملها عنك)
وقفت هدير بخوف تنظر له كما ينظر لها فيسأل الممرضة بصوت مسموع...
(من هذه؟!)
اجابته الممرضة بتوضيح..
(فتاة تريد ان تجري عملية اجهاض متعجلة و ستدفع زيادة عن السعر المعروف)
هز الطبيب رأسه بتفهم يقول بأمر...
(حسنا جهزي كل شيء يلزم العملية... بعد ربع ساعة سنبدأ)
جملته الأخيرة خص بها هدير التي استقبلتها بجسد يختض و وجه هربت منه الدماء حتى ابيض كميت لا روح به... ربع ساعة قد تكون هي عمرها الباقي كله!!...
********
احتك اطار السيارة بحدة بالأرض الغير معبدة اسفله بعدما اوقفها سلطان و الشر ينطلق من عينيه كسهام حرب ضارية... ترجل مع أخيه منها ليقابلا هذا البيت القديم عند احدى الشواطئ التي باتت غير مؤهلة للسكن...تحسس سلطان خصره من الخلف يتأكد من سلاحه المعلق في حزام بنطاله قبل ان يتحرك وراء حكيم الذي وقف أمام باب البيت يدق عليه هادرا...
(داغر... اخرج من عندك)
مرت دقائق ليست بالكثيرة حتى فتح لهما داغر باب البيت بوجه اصابه الذهول بنذر يسير... وقف بالباب يسده بجسده متسائلا بترقب
(كيف عرفتما طريقي؟!)
ناظر الاخوان بعضهما قبل ان يطلقا ضحكة ساخرة للغاية فينطق بعدها سلطان ببطء...
(طريقك هذا نحن من رسمه لك و أنت كغر مطيع سرت عليه كله دون ان تنحرف حتى وصلت للنهاية بقدميك يا ابن ممدوح السمري)
ضيق داغر عينيه يناظرهما بغضب متوجس فيصيح فيهما..
(كنتما تراقباني إذًا!)
تقدم منه حكيم يهز رأسه يأسا فيقول ببسمة تقطر كرها...
(يبدو ان ابن العم لا يفقه قولنا أو يفقه لكن الصدمة شديدة.. داغر أنت لم تخطو خطوة واحدة إلا برغبتنا و علمنا... منذ دخولك السجن و حتى هذه اللحظة أنت كنت مجرد فأر دخل متاهتنا يبحث عن مخرج)
احتدت نظرات داغر و عقله حقا فيه ما يكفيه ليأتيا هذان و يتلفان الباقي!... خرج بجسده من الباب يقف لهما ندا ليهدر...
(ماذا تريدان مني بلا الغازكما هذه؟!)
تكلم سلطان بهدوء غريب...
(سليمان المراكبي عرف عن علاقتك بابنة عبد الصبور و الآن يبحث عنك ليقتلك)
هدأت حدة داغر تدريجيا لكن نظرة الغضب في عينيه لم تخبو مطلقا و هو يناظر ابن عمه سلطان...ليس حقيقيا ما يقوله و ليس بعدما اصبح قريبا من تحقيق انتقامه!...بصوت لاهث من ضراوة تفكيره وجه له سؤال صريح...
(هل اخبرتماه عن مكاني لتتخلصا مني؟)
علت ضحكة حكيم بقوة ليصيح بعدها بسخرية...
(ها هو يستخدم عقله اخيرا... لكن يا خسارة فالعقل لن يفيد و أنت على وشك الرحيل)
عقد داغر ما بين حاجبيه بعدم فهم ليكمل له ابن عمه...
(لقد حجزنا لك تذكرة على القطار المتوجه للآخرة يا ابن السمري)
تحفزت ملامح داغر بقوة فمد كفه في جيب بنطاله الخلفي يحاول سحب مدية حتى قال سلطان بأمر بعدما وجه سلاحه في وجهه...
(إياك أن تفعل و إلا فرغت طلقات هذا المسدس في جسدك كله)
ابعد داغر يده عن بنطاله منصاعا لأمر ابن عمه... هز سلطان رأسه برضا ليقول
(سليمان يبحث عنك خارج المدينة بأكملها فنحن لسنا اغبياء لنجعل غريبا يتمتع بقتلك دوننا)
اهتاجت انفاس داغر بحدة فكان كمن يقف على قدر مشتعل... أمر سلطان اخيه بينما ينظر الى البيت خلف داغر
(اخترت مكانا لا تطأه قدم منذ سنوات ليكون قبرك الليلة... ادخل حكيم فتش البيت كله و اجلب لي الولد)
ركض حكيم للداخل فحاول داغر منعه لكن صياح سلطان منعه حينما هدده بإطلاق الرصاص...التفت له داغر يهدر بغضب
(عرفت منذ زمن انكما تكرهان ممدوح السمري و ابناءه لكنني لم اتوقع ان خنوعكما لسنوات كان ستار تخفيان خلفه نيتكما في قتلي)
هز سلطان رأسه نافيا ليوضح نيتهم له...
(لا يا داغر بل قطع نسل ممدوح السمري من فوق وجه الأرض أمام عينيه فيكتوي فؤاده و يموت كمدا و حسرة)
سأله داغر بصوت مترقب...
(كل هذا لأن ممدوح تزوج امكما؟!)
هدر سلطان بقوة و غضب...
(بل لأنه أجبرها على الزواج منه... قتل أبي و هددها بنا فقط ليسرق ميراثنا و ميراث أخيه الغير شقيق)
صمت داغر يناظر غضب ابن عمه الذي يتفاقم... قبل سنوات قُتِلَ عمه في شجار بين عائلتهم و عائلة المراكبي...قيل ان والده من دفع أخاه الى النزول للشجار ثم وجدوه قتيلا في زقاق ضيق لا يحوي سوى جثته و ممدوح السمري و سليمان المراكبي... و الأثنان اصبحا متهمين بقتله و لأن ابناء السمري استبعدوا قتل الأخ لأخيه فلم يبقى سوى سليمان الذي شهد لصالحه رجال العوائل الأخرى بأنه كان معهم حتى وصله صبي يبلغه بحدوث الشجار فركض معه لينتهي المطاف به امام جثة مؤنس السمري...و بعدها اغلقت حادثة قتل عمه و قيدها كبار العائلات في المنطقة ضد مجهول!...صوت سلطان الذي يغلي في وقفته نبأ داغر ليخرج من شروده
(قبل سنوات قتلنا مظهر بنفس الطريقة و رمينا ذنبه على عاتق ابناء المراكبي... ثم ابلغنا عنك الشرطة بتهمة الاتجار في المخدرات فقضيت ثمان سنوات في السجن و قد انتظرنا خروجك بصبر اعتادنا عليه لتستكمل طريقا رسمناه لكم جميعا... و الليلة داغر وصلنا لنهاية الطريق سليمان بسيارة بلا مكابح على طريق سريع... ممدوح قلبه المريض يتمزع رعبا عليك فتخيل كيف سيتوقف هذا القلب بعدما يصله خبر... موتك)
لم يتحمل داغر كلمة اضافية من ابن عمه و هو يشعر ان حياته و سنواتها ما هي سوى هباءً ضاع من بين يديه... اقترب بحدة من سلطان غير عابئا بسلاحه لكن سلطان كان الأسرع حينما شد اجزاء المسدس و وضعه على جبهة داغر ليقتل خطواته قبل ان تكتمل... الشر المختلط بالضياع في عيني داغر كان اكثر من كافٍ لبذر الرضا في قلب سلطان... ضحك ضحكة صغيرة ليزيد الطين بلة و يؤكد لابن عمه ان كل شيء حدث لخدمة انتقامهم هم و ليس هو...
(كنت ورقة رابحة داغر أتعرف ذلك!...كرهك و غيرتك من كرم المراكبي كانت وقودنا لنستكمل...هل تذكر كيف كان كرم و كيف كنت انت منذ الصغر؟!)
اهتزت حدقتا عينيه برفض لكن سلطان لم يرحمه و هو يكمل...
(كنت ولدا مكروه من والده لأنك مجرد فاشل لم يقوَ على ان يصبح رجلا يحمل اسم السمري عكس مظهر في كل شيء... كبرت و كبر بداخلك هذا النقص فحاولت جاهدا ان تعوضه بمعاداة الشخص الوحيد الذي كنت تراقبه خفية و تود لو تكون مثله)
صرخ داغر بقوة و قد اغلق عينيه يداري انفعاله بعدما شعر ان سلطان يعريه امام نفسه...
(اخرس سلطان... اخرس و إلا قتلتك)
بقسوة ضربه سلطان بمقدمة سلاحه في جبهته ليقول...
(ستموت الليلة في كل الأحوال داغر لكن يجب ان تفهم اننا نعرف عنك كل شيء... كرم كان عقدتك رغم انه اصغر منك و حينما اردت اثبات رجولتك لوالدك اخترته هو لكنك ايضا فشلت...)
فتح داغر عينيه المهتزتين يناظر في عيني ابن عمه ماضيه المظلم... هل هناك من كان يعرف عن مشاعره المدفونة في روحه؟!...ابتلع ريقه ببطء حتى اكمل سلطان
(و حتى هذه اللحظة أنت مجرد فاشل نفذ ما أردنا و وقع في شباكنا...زواجك من هدير كان بعلمنا و نحن من اخبرنا سليمان عنه... بالمناسبة حماتك عرفت عن حمل حرمك المصون...)
اتسعت عينا داغر بقوة لا يصدق ما يقال ليختمه سلطان بخبر هدير!!... اقترب سلطان بوجهه منه يهمس بتلذذ..
(انتظر فهناك خبر اثقل من هذا... اغتصاب الدكتورة كان بأمر منا... و مكان الشابين نعرفه من البداية)
اهتاجت انفاس داغر بصورة هستيرية و كأنه مكبل باعترافات ابن عمه المدمرة... هل كان لعبة طوال الوقت يفعل ما يريدون و يظن نفسه سيد قراره!!...فيما افنى عمره؟!... يا للسخرية!! عمره!!... ألن ينتهي الآن بضغطة واحدة من اصابع ابن عمه!!!... بصوت خشن يعاني من هول الحقائق همهم...
(ماذا تقول؟!!!... أنت كاذب أنا من اراد و انا من فعل... انه انتقامي أنا لا انتم... انها سنوات عمري الضائعة و انتظار مر كالدهر علي)
تنهد سلطان بشكل يثير الغضب لكن روح داغر الآن تدق بابا مختلفا عن الغضب... انه التيه... الذهول... الوجع... كثيرا من الوجع!
(لا تحزن يا ابن عم فالحق يقال أنت وصلت للولد الذي بالداخل بمجهودك و لكننا لن نسمح بأن تصل لما هو أبعد)
صوت حكيم الذي خرج للتو من باب البيت اوقفهما عن الهمس...
(سلطان فتشت البيت كله و لم أجده)
احتدت نبرة صوته و هو يسأل داغر بأمر لاعن...
(أين خبأت الولد ايها اللعين)
و من وسط الحطام النفسي الذي يمر به داغر ارتسمت بسمة ساخرة لا روح بها ليهمهم بقصد في اثارة غضبه...
(لست فاشلا تماما يا ابن عمي فلو فتشت أسفل الحجارة تحت قدميك لن تجده)
هدر سلطان فيه بسبات نابية و لم يوقفه سوى رنين هاتف داغر... امر سلطان اخاه بأن يستخرج الهاتف من جيب داغر و حينما فعل قال بصوت متسلٍ...
(هدير تتصل...)
تحفزت خلايا داغر و حاول ان يصل للهاتف في يد حكيم لكن الأخير ابتعد للخلف ببسمة متلاعبة ليقرأ بصوت عالٍ رسالتها كاملة... هذه الرسالة التي اشعلت حرائق لم يكن يظن داغر انها داخله!...
(اعطني الهاتف حكيم... البنت ستموت لو لم اوقفها)
تحرك حكيم ليقف جوار أخيه في مواجهة داغر فيتكلم بذهول زائف...
(و أنت ألم تكن تعرف بأنها ستموت حينما طلبت منها اجهاض حفيد السمري الغالي)
مد داغر كفه له يقول بعينين تنضحان معاناة...
(كانت في الأشهر الأولى أما الآن مستحيل ان تنجو من العملية...اعطني الهاتف و بعدها افعلا بي ما يحلو لكما لتختما القصة كما حلمتما دوما)
اصدر حكيم صوت تعاطفه الساخر ليحدث أخيه بتفكير يخسر داغر المزيد من الوقت...هدير على وشك الموت بسببه هو!!...إن كانت حياته كلها مجرد اضحوكة لا قيمة لها فأي انتقام سيكمله و ما فائدته؟!...هدير و غسق شق روحهما بخنجر ثلم و يا ليت الخنجر كان في قبضته هو...بل كان كدمية خشبية يتلاعب ابناء عمه بخيوطها!!!
(ما رأيك سلطان فيما يقوله هل نعتبرها أمنيته الأخيرة قبل ان نقتله؟)
و قبل ان يتحدث سلطان سبقه صوت رسالة جديدة من هدير...
«داغر بالله عليك لا تتركني ادخل الى هذه العملية...لا تترك ابنك يموت»
ثوان قليلة و وصلته رسالة اخرى...
«الممرضة تناديني داغر اتوسل اليك قل لا تفعلي»
الكلمات كانت تنساب من بين شفتي حكيم بضحكات غير عابئة بمصير هدير الذي يلوح الموت فوقه...بينما كانت تحرق داغر و تكوي روحه بنيران لاهبة...جسده تشنج بالكامل حينما ارسل حكيم رسالة لها و هو يقرأ حروفه التي يكتبها...
«لا أنتِ و لا الطفل تهماني...فلتفعلي و تخلصي نفسك»
صرخ داغر بصوت ذبيح بينما يتحرك بجنون تجاه ابنيّ عمه يلكم حكيم بعنف في وجهه حتى سقط الهاتف منه...و قبل ان ينحني ليلتقط هاتفه كان سلطان قد اطلق سراح طلقته التي سكنت في كتف داغر قرب قلبه...تراجع داغر للخلف بتوجع صارخ و قد سب سلطان بصوت جهور حينما سمع صوت سيارة قادمة قد شوشت انتباهه فانحرفت الرصاصة عن مكانها المقصود...اسند أخاه ليتراجعا بسرعة الى سيارتهما قبل ان يراهما أحد...سأله حكيم بصوت لاهث متألم
(هل مات؟!)
شغل سلطان محرك سيارته يراقب جسد داغر الذي سقط ارضا بلا حركة ليقول بصوت مماثل لأخيه...
(إن لم نصب قلبه سيموت من النزيف فلا أحد هنا لينقذه)
ابتعدت السيارة بسرعة جنونية تاركة سراب دخان خلفته من التراب...و على الأرض كان وجه داغر يناظر السماء بعينين مرتخيتين لا تريان سوى ضباب...هل سيموت الليلة هنا؟!...و ماذا بشأن هدير هل سيتركها تموت؟!...سيترك ابنه يقتل بسببه؟!...إن كرهه والده فهو لم يكن ينوي كره ابنه ابدا!...جاهد بما تبقى فيه من قوة و اصابعه تحفر في الأرض تحته كي يستقيم و يفعل اي شيء ينقذها به لكن محاولاته كلها عبث فجسده لم يتحرك انشا واحدا حتى...كادت عيناه ترتخيان بالكامل لكن عقله لا يريد ان يرتخي...و بضعف بشر خُلق عليه شعره و هو يناظر السماء فوقه ناداه لأول مرة في حياته...بتوسل دامي
(يا رب.....)
و بعدها لم يشعر بأي شيء و كأن روحه انسلخت من جسده و تركته يطفو على سطح بحيرة مالحة...
***********
كتمت شهقتها و هي تقرأ رسالته لها...لقد حكم عليها و انتهى امرها...نداء الممرضة لها زرع في قلبها الرعب
(هيا الدكتور لن ينتظر اكثر من هذا و سيلغي العملية...نحن لا نشتغل تحت امرك)
ابتلعت هدير ريقها بألم تقفل بعده هاتفها و تتحرك الى الممرضة...التفتت للخلف تنظر لساعة الحائط فوجدتها العاشرة و عشر دقائق...انزلت بصرها عنها لتتبع الممرضة الى الداخل و قلبها يتوقف نبضه تدريجيا...و بعد دقائق كانت قد بدلت ثيابها بثياب تلائم العملية و استلقت على السرير المخصص لها تناظر سقف الغرفة الباهت و المشقق بعينين تذرفان دموع الذنب...حقنها الطبيب بالمخدر فظلت على وضعها حتى شعرت بثقل في عينيها فهمهمت بلسان ثقيل للغاية...
(سامحني يا رب و ارحمني برحمتك)
العاشرة و الثلث...
انزل سليمان بصره عن ساعة يده ليعود به الى الطريق... ها قد اوشك على الخروج من المدينة الساحلية و بعدها سيجد داغر... اسمه وحده يدفع بداخله اعاصير من الانتقام... لا يصدق انه فرط في عرض فتاتين لينتقم منهم...و كيف حدث هذا و هو موجود؟!!...ظل يردد الاستغفار كثيرا و قلبه يحترق على مصاب هدير و غسق... الاثنتان يا سليمان دفعتا ثمنا غاليا بسبب عائلتك!...انحرفت السيارة بسبب شروده فاستفاق ليعيد توازنها... ضغط على دواسة البنزين فاتسعت عيناه بصدمة جلية... يحاول ان يتفادى السيارات حوله كي لا يؤذي احد معه...و السيارة تكاد تطير من فوق الاسفلت من سرعتها و هو يفقد السيطرة بالكامل...سطع ضوء مفاجئ فاعمي عينيه عن الرؤية و ارتخت اصابعه عن عجلة القيادة فلامس قلبه خاطر بأن هنا ستكون النهاية...و بصوت ثابت رغم صعوبة الموقف ردد بقلب متقبل الاقدار و ان صَعُبت
(أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله)
و قد اختلطت اخر كلماته مع صوت الارتطام المدوي و الألم الرهيب...
الساعة العاشرة و خمسون دقيقة...
ترك الطبيب المقص الملطخ بالدماء ليناظر الممرضة الواقفة جواره بهلع ثم يقول من تحت قناعه الطبي...
(النزيف لا يقف...)
سألته الممرضة بصوت مرتعش...
(ماذا سنفعل؟!!!)
صوت ابتلاعه لريقه كان مسموعا و هو يقول...
(لماذا لم تخبريني انها حامل في نهاية الشهر الرابع؟!)
وقفت الممرضة امامه تزيل المصيبة عن عاتقها...
(و هل تحتاج لمعرفة هذه المعلومة مني... ألست دكتورا و يمكنك معرفة هذا دون ان نقول؟!!)
اشاح الطبيب بوجهه عنها فأسرعت الى جسد هدير بينما تقول...
(يمكننا ان ننقذها فهي..)
توقفت كلماتها بعدما لامست عنق هدير البارد لتشهق بهلع...
(النبض توقف أم أتوهم؟!!)
ركض الطبيب اليها يفحصها بعينين تتسعان بقوة... ثم ابعد كفه عنها لينزل قناعه عن فمه و يقول بصوت ثقيل...
(ماتت)
لطمت الممرضة وجهها بينما تصرخ برعب و تسأله...
(ماذا؟!!... كيف سنتخلص من هذه المصيبة؟!!)
تنفس الطبيب بصعوبة يلعن الممرضة و هذه التي فارقت الحياة في عيادته الفقيرة لأقل تجهيزات العمليات... لكنه اعتاد فعلها مرات كثيرة و مرت بسلام... ساعد فتيات عديدات لتتخلصن من حملهن الغير شرعي و قبض الثمن...لماذا ماتت هذه الآن؟!!... عاد ينظر لجسد هدير و يفكر جديا كيف يتخلص منها دون ان ينهي حياته المهنية و يلقى القبض عليه!!






...يتبع...










AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-12-20, 10:45 PM   #1069

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثامن و العشرون ج1







ابعدت وجنتها عن كفها تعقد ما بين حاجبيها بهلع ثم تستقيم مبتعدة عن طاولة الطعام و التي منذ عادت من الميناء و هي ملتصقة بها دون ان تبدل ثيابها حتى... توجهت سريعا الى الشرفة تفتحها و تتطلع في الشارع الذي تكدس برجال المراكبي بوجوههم المتغضنة بالغضب... قبضت ام هدير فوق سور الشرفة بكفيها و قلبها يرتعد من ان يكون امر ابنتها انكشف...عيناها التقطتا ابناء سليمان يخرجون ركضا من باب بيتهم بملامح تنم على نيتهم في الفتك...ارتعشت اوصالها و لكنها تحاملت على رعبها فنادت بصوت خفيض لفتى اسفل شرفتها تسأله...
(ما الذي يحدث بني؟!)
رفع الفتى وجهه عاليا يجيبها بصوت عالٍ متحفز...
(أحد العاملين في الميناء قال ان الحاج سليمان ذهب الى بيت السمري و سمعوا صوت شجار عنيف و اطلاق رصاص)
ضربت ام هدير صدرها بكفها بقوة لتبتعد هاربة للداخل... هل بيت السمري لهم علاقة بوضع ابنتها؟!... يا للمصيبة لقد فتحت على الحي كله ابواب جهنم!!... قطعت الخطوات الفاصلة بين الشرفة و غرفة ابنتها التي لم تتحمل منذ عودتها النظر الى وجهها حتى فبأي قلب سوف تواجهها؟!...بداخلها تود لو تقتلع عنقها بيدها في نفس الوقت الذي تود اخفاءها بذنبها عن العالم أجمع داخل روحها هي... وصلت لباب الغرفة تفتحه بحدة بينما تصرخ...
(هدير هل.....)
شخصت عيناها بقوة و هي تناظر الفراغ في الغرفة... دلفتها بسرعة تفتشها بعينيها و قلبها يقرع بجنون في صدرها... ألم تتركها هنا و قفلت الباب بالمفتاح؟!... خرجت من الغرفة كالغريق تنادي على ابنتها بصوت يتفتت من الرعب...
(هدير... أين أنتِ؟!... هدير؟!!!!)
تتحرك بين اروقة الشقة الصغيرة بقلب سيتوقف عن الحياة... تفتش بعينيها و يديها و قلبها عن ابنتها... هذا الشعور الموجع يحرق احشائها و يقين امومتها يخبرها ان ابنتها في ورطة!... توقفت في منتصف الشقة تبكي دون شعور و تصرخ دون ان تسمع سوى ندائها المتوسل...
(أين ذهبت هدير؟!... أين اخذتك قدماك يا ابنتي؟!!!)
هرولت الى طاولة الطعام تلتقط وشاح رأسها تلقيه عليها ثم تتوجه الى باب الشقة تفتحه بأصابع ترتعش... ابنتها تحتاجها و هذا ما تشعره في هذه اللحظة... ستجدها و لو نبشت عنها في اعماق الأرض!... وصلت الى باب البيت و خرجت منه فلم تعبأ بالرجال المتبقين بعدما ذهب اولاد سليمان و بعض الرجال الى بيت السمري...انها تبحث عن فلذة كبدها حتى و ان كانت مذنبة... اصطدمت بجسد طاهر الذي اوقفها بصوته المرتعب...
(ست ام هدير لماذا تبكين أنتِ ايضا؟!)
نظر خلفها فلم يجد احد ليعود و يسألها بهلع...
(هل أصاب الست هدير مكروه؟!)
تعلقت روح المرأة قبل عينيها بالولد تسأله ببكاء...
(أين هدير؟!)
شعر طاهر بأن هناك مصاب عظيم يحدث فقال ما يعرفه...
(لقد خرجت قبل ساعتين او اكثر لا اتذكر لكنها كانت تبكي و قالت لي ان اهتم بك)
علا صوت بكاء ام هدير لترفع عينيها عن الولد تنظر حولها بينما تتكلم بنحيب محترق...
(أين سأجدك يا ابنتي؟!...عودي هدير و لا تحرقي قلب أمك بهذه الطريقة!!)
كاد طاهر ان يبكي تأثرا من بكاء المرأة و خوفا على هدير التي اختفت هكذا فجأة...تماسك الفتى يقول باقتراح كي يخفف عن المرأة وطأة الأمر...
(دعينا نذهب و نبحث عنها يا خالة)
هزت المرأة رأسها بموافقة سريعة لتتحرك مع الفتى و عيناها لا تتوقفان عن النظر هنا و هناك بأمل أن تصادف ابنتها بين وجوه المارة!... و عند مخرج الحي توقف طاهر على صوت أحد رجال المراكبي المتسائل...
(طاهر الى أين أنت و الخالة في هذه الساعة المتأخرة و الاجواء لا تبشر بالخير عودا و التزما البيت)
تولى طاهر الرد فأم هدير تقف جواره كورقة شجر بالية تقذفها الرياح...
(الست هدير خارج الحي و الخالة قلقة عليها لذا علينا ان نقابلها كي لا تعود بمفردها)
تفهم الرجل خطورة الموقف على ابنة عبد الصبور فنادى لصاحبه حتى أتى اليه فقال...
(ابقوا قرب بيت و مخازن المراكبي و أنا سأذهب مع الخالة لأمر ضروري)
و على إثر أمره خرجوا ثلاثتهم من الحي ظنا بأنهم سيجدون مفقود... قد فارق الحياة!
**********
عند بيت السمري... الحادية إلا عشر دقائق مساءً
احتدم رجال المراكبي مع رجال السمري الذين عينهم حكيم ليبقوا عند بيت عمه...لقد نفوا قدوم سليمان الى هنا و رفضوا ان يدلف ابناء المراكبي الى البيت... هدر خالد بصوت مخيف
(استماتتكم في منعنا من الدخول لن تفيد لأننا سندخل مهما حصل)
كتم احد رجال السمري جبهته الجريحة بكفه ليقف قبالة خالد يقول بتأوه....
(قلنا لم يأتِ والدكم الى هنا و لا يوجد بالبيت سوى الحريم و العجزة)
حان دور صالح ليهدر بغضب...
(و إن لم يأتِ أبي الى هنا لمَ تقفون هكذا و تحمون البيت و كأنكم توقعتم قدومنا؟!!)
زاغت نظرات الرجل فأشاح بوجهه عن ابناء المراكبي ليناظر صحبته الجريحة بلا استثناء لن يتمكنوا من صدهم أكثر بعد!...لكن كرم لم يمنحهم الفرصة للتفكير حينما دفع الرجال من طريقه بغضب يفسح له و لأخوته طريقا بالغصب... تكالب رجال المراكبي على جرحى السمري حتى دلف الأخوة الثلاثة بغضب عارم و قلوب متوجسة على والدهم... أن يأتي سليمان الى هنا و يشهر سلاحه و هو من يمنعهم دوما من المساس حتى بصغير من هذه العائلة الملعونة يعني ان الأمر جلل...كان كرم اول من يصل لباب الشقة يدق عليه بعنف بينما يهدر....
(داغر...)
و بعدما انضم له اخواه يفعلان كما يفعل بعنف و قسوة انكسر الباب معلنا انه لم يعد يحتمل غضبهم بعد... دلفوا ثلاثتهم للشقة الهادئة بشكل مريب... توسطوا الصالة فنادى صالح بعصبية...
(المتواجد هنا يخرج)
لحظات و وصلهم صوت اطار كرسي ممدوح المتحرك... رفعوا اعينهم حيث الغرفة التي يخرج منها ممدوح و خلفه هذه المرأة التي كانت يوما زوجة اخيه...تقدم خالد منه يسأله بحدة
(أين أبي يا ممدوح؟!)
ناظره ممدوح بعجز ليهمس...
(لا نعرف)
هدر كرم بصوت جهور...
(هل تمزح معنا الرجال رأوه و سمعوا صوت الرصاص و هو في شقتكم...فلتخبرنا بما حصل و إلا و حق ربي لن ارحم عجزك و لا اقيم له وزنا حتى نعرف)
راقبتهم ام سلطان بهدوء متلذذ... ترى صدورهم التي ضاقت بما حوت من غضب و خوف... عيونهم تتلألأ بوحشية و جزع على والدهم... انها نفس النظرة التي احتلت عيني ابنيها يوم قُتل والدهما...لو عليها تريد ان تفصح عن كل شيء لتستمتع بزف خبر موت والدهم لكن الأمر لم يتضح بعد و عليها الصبر قليلا ... و بصوت ثابت جامد قالت
(لم تحترموا حرمة بيت و لا عجز صاحبه و تقفون أمامنا مستعدين لقتلنا في أية لحظة و كأن والدكم ولد صغير سنخطفه و نخبأه عنكم... قلنا لكم لم يأتِ و لا نعرف عنه أي شيء فإن شئتم صدقوا و إن لا فلتشربوا من البحر)
كور خالد قبضته يعتصرها ليتقدم بجسده منها قائلا بوعيد يقصد كل كلمة فيه..
(لولا أنك امرأة لكنت جعلتك تندمين على قول ما قلته...)
ابتسمت ام سلطان بشكل مستفز لتأمرهم بنفس الصوت المثير للغضب...
(اخرجوا من البيت فأنتم غير مرحب بكم)
جز كرم على ضروسه قائلا...
(سنخرج لكن إن مُسَت شعرة واحدة من أبي لن يكفينا مئات الرجال منكم...)
خرج ابناء المراكبي من بيت السمري فتجمهر حولهم رجالهم يتساءلون حتى قال صالح...
(دعونا ننقسم و نبحث عن الحاج سليمان فهو الأهم الآن)
قاطعه بعض الرجال المتحفزين برفض...
(لكننا نعرف انه كان هنا)
تولى صالح الرد نيابة عن اخويه الغاضبين كليا ليلجم جماح رجاله فحقا ايجاد والده الآن أهم من الدنيا كلها و بعدها سيعاملون عائلة السمري بما يستحقون...
(الأمر لم ينتهي هنا و حقنا لن نغفل عن استعادته...الحاج سليمان في كفة و العالم في كفة أخرى)
بعد منتصف الليل بربع ساعة...
توقفت سيارة أجرة قرب مشفى حكومية صغيرة... خرج منها رجل شبه ملثم و تبعته امرأة تخفي وجهها بالكامل بوشاح شفاف...وزعا النظرات حولهما جيدا قبل ان تنحني المرأة الى باب السيارة تجرجر شيء ما من الداخل...انحنى الرجل يساعدها فظهرت قدمين احداهما حافية و الاخرى لا يزال حذائها بها... استكملا سحب الجسد كله حتى اخرجوه من السيارة ليسنداه بينهما و يتحركان به بخطوات لاهثة متعثرة الى جوار حائط المشفى يلقياه هناك ثم يهرولان عائدين الى السيارة مجددا فيشغل سائقها المحرك و يبتعد في غمضة عين...و بعدما ابتعدت مسافة معقولة عن المشفى التفت السائق يقول بتأكيد...
(أين باقي المال الذي اتفقنا عليه؟)
نزع الرجل ما يخبئ به وجهه كما فعلت المرأة ليأمرها بحدة...
(امنحيه ما يريد و دعينا نخلص من هذه الليلة)
اومأت له بتفهم لتمد يدها في حقيبتها تستخرج المال المطلوب و تمده للسائق...ثوان و صدح صوت الرجل بأمر لهما معا
(ها اخذت مالك كما تشاء و بعدما تقلنا الى وجهتنا انسى انك قابلتنا من الأساس و انسى هذا الاتفاق بيننا)
اومأ السائق بتفهم فحقا لا يهمه من هما أو من هي الفتاة التي تخلصا منها جوار هذه المشفى البسيطة... التفت الرجل للمرأة جواره يقول بنفس الأمر الحازم...
(و أنتِ لا تأتي الى هذه الشقة ابدا حتى اطلب منك و لا تجلبين لي أية فتاة تريد اجهاض نفسها حتى أخبرك...احذفي رقمي من هاتفك كما سأفعل أنا و سجليه في ورقة خارجية... انسي انك تعملين معي تماما فقط لنعرف هذه المصيبة الى أين ستنتهي...)
اومأت الممرضة بجزع مرعوب لتهمهم...
(الله يستر و لا تكن من عائلة معروفة فلقد كان معها أموال كثيرة... يا خوفي لو وجدوها اهلها و وصلوا لنا)
(اخرسي و انسي ما حدث هذه الليلة... لا تذكريه حتى مع نفسك)
صراخ الطبيب بها اصابها برعشة مخيفة...رغم انهما انتظرا منتصف الليل لتخلو الشوارع من الناس و قد أخذوا حقيبة هدير و تخلصوا من محتوياتها في أكثر من مكان كي لا يعرف هويتها أحد لكنهما قد تورطا في جريمة قتل و لا تعرف حقا هل انتهى الأمر أم لا يزال له بقية؟!!!...
الحي....
اسند طاهر أم هدير المتراخية كليا بصعوبة و هو يساعدها كي ترتقي درجات السلم حيث شقتها بينما يقول بصوت مرهق و قلق...
(لا تقلقي يا خالة ستكون بخير ان شاء الله... بالتأكيد نحن لم نبحث في كل الأماكن بعد غدا لن نترك حي واحد دون ان نبحث عنها فيه)
وصلا الى الشقة فأخذ طاهر المفتاح من يد المرأة المتخشبة بعينين جاحظتين تغرقهما دموعها ليفتح الباب و يساعدها على الولوج... رمقها بتعاطف و الرعب بداخلها يفتت قلبه الصغير... لقد بحثا عن هدير في كل مكان يعرفوه تقريبا و لا أثر لها... الأمر مرعب لكن عليه التجلد لأجل هذه الخالة التي تكاد تلفظ انفاسها الأخيرة و لأن غياب الحاج سليمان يؤرق الحي بأكمله... يا لها من ليلة موحشة!!
(طاهر يا ولدي هل عدتما؟!)
صوت أمه المنادي عليه من الأسفل جعله يستأذن ام هدير الغائبة عن الواقع حولها ليهرول لها بينما يجيب...
(نعم أمي...)
وصل لها بوجه شاحب فسألته أمه بتوجس...
(هل وجدتم هدير؟)
هز الولد رأسه نفيا أفزع امه التي همهمت بدعاء وجل...
(الله يسترها عليها و تعود سالمة و يصبر قلب أمها حتى تقر عينيها برؤيتها)
بالأعلى تكورت أم هدير خلف باب شقتها بملابسها دون ان تبدلها... لامست موضع قلبها و نبضه المتسارع يزداد فنظرت الى الشرفة التي تركتها مفتوحة و قد انسابت الكلمات من بين شفتيها بتوسل باكٍ...
(و أي قلب سيتحمل غيابها للغد؟!...استر يا رب و احمي لي ابنتي بحق رحمتك)
بيت المراكبي....
(لا استطيع المجيء و تركهم يا أمي… لا يوجد أحد هنا غيري فهبه ليست هنا و سهر طلب منها زوجها ان تأخذ ابنهما و تبقى عند أهلها هذه الليلة)
قرب باب غرفتها وقفت غسق تهاتف أمها عبر الهاتف تراقب صفية الجالسة على أريكتها في الصالة تنتظر أي خبر عن زوجها المفقود حتى الآن...
(ها أنتِ تقولين ان ابنهم الكبير خائفا على زوجته و ابنه و ارسلهما بعيدا عن البيت يعني ان ظني صحيح و ربما هجم احدهم على بيتهم و أنتِ به... غسق يا ابنتي اسمعي الكلام و دعيني أرسل لك والدك ليأخذك)
تنهدت غسق بتعب فيكفي حقا هذا التوتر الذي يرزحون تحت وطأته منذ ساعات و عقولهم تكاد تشيط من التفكير في غياب سليمان... تكلمت بمهادنة رغم تصميمها على رأيها
(أمي الأوضاع هنا صعبة و الجميع يقف على قدم و ساق... لا يصح ان اتركهم في هذه الحالة و اطمئني فلن يهجم أحد على البيت فهذا مستحيل)
وصلها صوت أمها الحانق و هي تصب جام غضبها في أذني غسق...
(لا يأتينا من هذه الزيجة سوى المصائب و القلق)
تعلقت نظرات غسق بحماتها و قد شعرت بالقلق عليها فهي صامتة تماما منذ عرفت بشأن غياب زوجها...ثم تحدثت مع أمها بدفاع مستميت و يقين نابع من روحها التي لامسها كرم بقوة...
(أمي رجاء لا تضعي اللوم في كل مرة على زواجي من كرم...حقا كلامك هذا يضايقني)
صوت تنهيدة أمها ابلغها ان حديثها لم يعجبها حتى قالت...
(احيانا على الأم ان تزيل الغشاوة عن عين ابناءها حتى و ان ضايقهم الأمر...هذا الشاب لا يستحقك و كل ما يحدث يؤكد ذلك)
تنفست غسق بصوت مسموع قد بلغ ضيقها اقصاه لتردف بعدها بجفاء غير مقصود...
(كرم يستحق الأفضل دوما... يجب أن أغلق الآن أمي)
انهت الاتصال مع والدتها لتزفر بغضب من فكرة امها التي لا تتغير عن كرم!... نحت تفكيرها هذا جانبا لتمنح التفكير في مصاب عائلة كرم الحق... توجهت الى حيث تجلس صفية بقلب مترقب قلقا عليها... المرأة ثابتة بطريقة عجيبة... في جلستها المعتادة شامخة بذقن مرتفع كأنها اعتادت امتصاص الصدمات على مر الزمن... كشجرة تعمقت جذورها في الأرض فلم تعبأ بمدى قوة الرياح ابدا... جلست جوارها تلامس كفها الأيمن المستريح فوق الأريكة فيفاجئها برودته و تخبرها ان صفية تمارس اقصى درجات الثبات الانفعالي على نفسها لتكبل رعبها الدفين على شريك حياتها... تنحنحت غسق قبل ان تواسيها بكلمات مطمئنة...
(سيكون بخير ان شاء الله... أنا واثقة من هذا)
دون قول حرف واحد هزت صفية رأسها تفهما و ما زالت على نفس وضعيتها... لامست حالتها قلب غسق فاقتربت منها تربت على كتفها هامسة بتأثر...
(هوني عليكِ و لا تضغطين على نفسك هكذا أمي)
الكلمة انسابت من بين شفتي غسق دون وعي لكنها حملت مشاعر صادقة حقا جعلتها تشعر و كأن صفية أمها بالفعل... صوت صفية الصادر بشموخ رزين بث في قلبها لو قليلا من الراحة...
(أبي دوما أخبرني أن سليمان ابن عمي في معية الله...و من يكن في معيته عز وجل لا خوف عليه)
شملتها غسق بتأثر مختلف هذه المرة فصفية تريها حبا من نوع مختلف جدا...هذان الأثنان كأنهما متصلان معا بروح واحدة حتى و إن كانا بسيطين في طرق تعبيرهما...في هذا البيت تعلمت الكثير و الفريد من نوعه... صوت فتح باب الشقة استرعى انتباهها فصفية لم تحرك ساكنا و كأنها تنتظر وصول خبر ما... جزعت نفس غسق حينما رأت ملامح صالح الذي دلف بمفرده و اتخذ خطواته الى حيث والدته... ابتلعت ريقها بوجل و نبض قلبها يتزايد خاصة بعدما انحنى صالح يجلس على عاقبيه أمام والدته و يتمسك بكفها الأيسر و يضغط عليه بصورة واضحة بطريقة اوحت لغسق انه يبلغها بلمسة منه ان تتهيأ لما يريد قوله... مالت عينا صفية الى عيني ابنها اللتين اغرورقتا بدموع يحبسها قسرا فأمرته بصوت هادئ... و كأنها فهمت... عرفت ما حدث... و ها هي تستقبل المكتوب عليها برحابة صدر و قوة عجيبة... و كأنها جاهزة لتسمع و تسد مكانة عظيمة قد يكون تركها زوجها...
(قل صالح و لا تخف علي... هل وجدتموه بحالة سيئة أم ما....)
شدد صالح من تمسكه بكف أمه و قد فاضت عيناه بدموعه ليمنعها من لفظ هذه الكلمة حتى و إن كانت مصير والدهم...تكلم بحروف مختنقة رغم صلابة صوته
(أبي تعرض لحادث سير و نُقل للمشفى بحالة سيئة... خالد و كرم سبقونا هناك و أنا جئت لآخذك أمي)
شهقت غسق بجزع و عدم تصديق...
(يا الهي!!!)
بينما صفية وقفت من مجلسها بشموخ يلائم اسم عائلتها...و رغم ان فؤادها يحترق خلف ضلوعها... و ان روحها تتمزع بين جوانبها... إلا انها لم تظهر شيئا على ملامحها فهي الآن اصبحت عامود عائلة المراكبي الذي لن تسمح له بأن يهتز حتى يعود لهم سليمان... سيعود هي توقن هذا بلا ريب!!
(دعنا نذهب صالح... و لا داعي لأن نخبر قمر و فاطمة بشيء الآن، كلها ساعات معدودة سيصل لهما الخبر على أية حال)
اعتدل صالح دون ان يترك كف أمه يشد أزرها و يصلب ظهرها ليتحركا معا الى باب الشقة... اوقفتهما غسق بعينين دامعتين و صوت عازم النية...
(انتظراني رجاء سآتي معكما... لن أترك كرم بمفرده الآن)
المشفى... أمام غرفة العمليات
عيناها لا يتزعزعان عن كرم في وقفته الساكنة أمام باب العمليات... يناظره بغموض ظنته زهده منذ زمن لكن الآن أسدل ستاره من جديد ليخفي خلفه مشاعره... متأكدة من أنه مرتعب على والده فعلاقتهم به قوية جدا حتى ان خالد و صالح يعبران عن خوفهما بشكل طبيعي... أما كرم فيشابه أمه التي تقف مبتعدة قليلا للخلف... صامتان يراقبان و تقسم انها تسمع صوت هدير نبضهما المترقب...رفعت كفها تلامس الحائط جوارها و تستند عليه بتعب... مرت ساعتان و أكثر منذ جاءوا الى هنا و سليمان لم يخرج بعد... الطبيب اوضح انه يعاني من كسور متعددة و نزيف داخلي في أكثر من مكان...الأمر طبيا مخيف لكنها تثق في ترتيبات الله و تأمل أن تمر هذه الليلة على خير لأجلهم جميعا... قلبها لا يطيق ان يراهم هكذا و خاصة كرم!!... انفتح باب غرفة العمليات و خرج منه الطبيب ليكون اول من يصل له هو كرم الذي تخلى عن الصمت ليسأله بعدم صبر...
(كيف هو أبي؟)
تنهد الطبيب ليقول بصدق فعليه وضعهم داخل الصورة و ان كانت قاتمة مخيفة...
(لن أكذب عليكم الحالة صعبة و لا نستطيع ابلاغكم بأي شيء حتى تنقضي الساعات المقبلة على خير...)
ناظرت صفية ابناءها و هم يتحاورون مع الطبيب... تارة بعصبية حينما يصعب عليهم بعض التفسيرات... تارة بألم متوجع و رعب رغم كونهم رجالا إلا انه يصيبهم حينما يتعلق الأمر بجدارهم الحامي سليمان... و تارة بأمل في وجه الله بأن والدهم لا يزال يتنفس نفس الهواء الذي ينعش رئتيهم...انهى الطبيب حديثه معهم و تركهم حيث غرفته ليصدر صوت خالد المتوعد...
(اقسم بالله لأجعلن عائلة السمري يدفعون الثمن غاليا...)
(خالد!!!)
صوت أمه الصارم أوقف حديثه فناظرها الجميع لتقول بصوت يشابه صوت زوجها و تريثه...
(لا المكان و لا الزمان يسمحا لأن تقول هذا... سليمان يكره هدر الدماء فلن نستغل غيابه و نفعل ما يبغضه... ما يهمنا الآن هو أن يعود لنا والدك بخير)
انصاع اولادها لأمرها ثم اولوا كل اهتمامهم لجسد سليمان الذي خرج من غرفة العمليات ليتوجه الى العناية المركزة... تحركوا خلفه إلا كرم بقي في مكانه يناظر جسد والده بعينين غامضتين... لم تتمكن غسق من استكمال خطواتها مع أهله فقررت أن تعود لتبقى معه فحالته الساكنة هذه ترعبها...و قبل ان تصل اليه كان قد تحرك مبتعدا عن غرفة العمليات سالكا طريق يؤدي الى ممر هادئ يحتوي على عدد من غرف المرضى كما يبدو... القى جسده المنهك على احد الكراسي المعدنية الملتصقة بالحائط ثم استند بكوعيه على ركبتيه ليحني رقبته للأسفل و تتعلق عيناه بالأرضية السيراميك تحته... وقفت غسق عند نهاية الممر تستند على حائطه و تراقب صورة كرم المتعبة... انه يعاني و هذا واضح إن لم يكن لعينها فلقلبها... واضح و جلي... مسحت فوق وجهها ببطء ترتب افكارها قبل ان تقرر ان تذهب اليه... لا تعرف ماذا ستقول او ماذا يجب ان تفعل لكنها ستكون جواره فربما خفف وجودها عنه قليلا... وصلت اليه تناظر رأسه المنكس فتنادي عليه بصوت خافت
(كرم....)
ظل صامتا لبعض الوقت قبل ان تهرب منه انفاسا متوترة على هيئة زفرات مسموعة... اوجعها قلبها عليه فلم تتمالك نفسها لتجلس على عاقبيها أمام جسده تلامس كفيه المتشابكين معا و تربت عليهما بحنان هامسة برجاء...
(لا بأس لقد انقضى الصعب... لا تحمل نفسك كل هذا القلق و لا تحرمها من التنفيس عنه... أنت تثابر كثيرا كرم)
رد فعله الوحيد تلخص في زفراته المتوترة فابتلعت ريقها قبل أن تعاود الهمس بصوت مختنق لأجله...
(ابكي ان شئت و لا تستحي من وجودي كرم)
تحركت كفها من فوق كفيه اللذين بدا يفركهما معا بصورة عنيفة و كأنه يتماسك بقوة... لم تشيء ان تحرمه من مؤازرتها له فظل كفها قريبا من كفيه يلامسهما بحنان يزداد... و بعدها لم تشعر بنفسها إلا بين احضانه بعدما سحبها فجأة اليه يدفن رأسه في جانب عنقها المختبئ خلف الحجاب و يزفر بصوت مهتز... متوتر... خافت... ثم ترتفع حدة الصوت و سرعة الأنفاس و تزداد شدة تمسكه بها بين ذراعيه... و رغم اتساع عينيها مما يحصل إلا انها فهمت كم يحتاجها معه فلانت و تركت نفسها طوع تصرفات قلبها... مدت كفيها تحاوط خصره بهما و تتشبث بملابسه بقوة بينما تهمس له بصوت باكٍ تأثرا بحالته...
(لا بأس والدك سيكون على ما يرام... لا تقلق أنا معك حتى نجتاز هذه المحنة..)
شعرت بأصابعه تتكور ببطء على ملابسها من الخلف فسالت دموعها ألما عليه... انه يحتاج ان يطمئن!
و عند نهاية الممر كان قد وصل صالح الذي يجيب على اتصال زوجته...
(في العناية المركزة يا هبه...الى أين ستأتين في هذا الوقت؟!... هبه قلبي محترق على أبي فلا تزيديه)
صمت صالح يستمع الى صوت زوجته الباكية و عيناه قد التقطتا اخاه الصغير و زوجته...كم هو ممتن لغسق فصمت أخيه لم يريحه مطلقا منذ وصلوا الى هنا... عاد يحدث هبه بصوت ضعيف...
(حسنا هبه فلتأتي صباحا و لكنك ستعودين مع والدك... لا تجادلين هبه فسهر ذهبت لبيت أهلها ايضا... غسق!)
عادت نظراته الى زوجة اخيه التي افلتها كرم لكنها لم تغير جلستها امامه بل ظلت تحدثه بينما تتشبث بكفيه بقوة و كرم ينظر بصمت في عينيها و كأنه حقا يريد ان يسمع مواساتها
(غسق رفضت ان تعود لبيت اهلها فكرم يحتاجها حقا)






...انتهى الجزء الأول من الفصل28...
موعدنا الأسبوع القادم مع تكملة الفصل إن شاء الله
دمتم بخير







AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-12-20, 10:53 PM   #1070

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
فصل رهيب
ملىء بالصدمات والمفاجآت .....
لقد كشف سر هدير ....
ام سلطان وابنها ينتقمون من الجميع بشراسة ...
تسلم ايدك 😘💖💖💖
ممنونة لرأيك يا زهرة تسلمي حبيبتي♥


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:00 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.