آخر 10 مشاركات
2 -عصفورة النار - مارغريت بارغيتر -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          القرصان الذي أحببته (31) للكاتبة الأخاذة::وفاء محمد ليفة(أميرة أحمد) (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          28- نغم إلى الأبد - راشيل ليندساى - كنوز روايات أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          عانق اشواك ازهاري (2)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة بيت الحكايا (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          23 - امرأة تحت الصفر - راشيل ليندساى ( إعادة تنزيل ) (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree860Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-07-20, 01:49 PM   #251

سيلينان
 
الصورة الرمزية سيلينان

? العضوٌ??? » 388542
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,266
?  مُ?إني » في حضن و دفء عائلتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
الطيبة ليست غباء! .......... إنما هي نعمة فقدها الأغبياء!
افتراضي


صباح الفل والياسمين
تسجيل حضور يويا 🌷🌷


سيلينان غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية : أغلى من الياقوت .
الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة .









رد مع اقتباس
قديم 22-07-20, 07:05 PM   #252

عبق السنين

? العضوٌ??? » 456481
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 157
?  نُقآطِيْ » عبق السنين is on a distinguished road
افتراضي

مساء الصحه ان شاء الله للجميع🌹

عبق السنين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-20, 11:24 PM   #253

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل التاسع


الفصل التاسع


(أيوب انتظر بالله عليك... توقف لأجلي أنا... لأجل فلك أصبر)
تشبثها المستميت بذراعه كان يوازي نشيجها العالي و هدير الأمواج يعصف خلفهما ليكمل لوحة قاتمة عنوانها الغضب... غضب كبير احتل خلاياه و هو يستمع منها الى ما مرت به في هذا القصر اللعين... ثلاثة أيام منذ تم اتهامها بالسرقة و الحمقاء صمتت بل و بقيت هناك حتى يحين موعد عودتها الى هنا!!!... نفض ذراعه منها بقسوة ليس عليها بل لها... ليهتف بصوته الهادر الذي رغم هيجان البحر حولهما كان مسموعا...
(ابتعدي فلك عن طريقي... اقسم بربي سأجعلهم يندمون على اتهامكِ)
وقفت بجسدها كله أمامه تفرد ذراعيها بينما دموعها تسيل بتوسل قائلة بنبرة تذبحه
(و الله يا أيوب صاحب القصر حفظ لي حقي و انتهى الأمر...)
اشتدت ظلمة حدقتيه ليهتف بصوت مشتعل...
(انتهى الأمر!!!... لقد كانت تنوي طلب الشرطة لكِ فلك... أتعين معنى هذا حقا؟!!!)
طأطأت رأسها بضعف و ذل لتهمس من بين شهقاتها التي تفتت جدار رجولته...
(أعي أيوب و الله أعي... لكن السيد طارق انقذ الموقف و...)
(لا تبرري!)
صرخته أجفلتها فرفعت وجهها سريعا تواجه نظراته الصارخة... هي غبية لم يكن يجدر بها قص ما صار لها... لكنها لم تتمكن من كبح بكائها فور رؤيته... أليس هو مأواها الذي تحتمي فيه من الدنيا كما ظنت دوما؟!!!... أليس هذا أيوب الذي تجد في عينيه مأمنها و هدوء نفسها... لذا انفرطت كلماتها من شفتيها دون وعي... دون ارادة أفضت له عن ثقل قلبها و ما تعانيه منذ أيام خصيصا مع معاملة ميرنا لها بقسوة... سحبها من دوامة أفكارها ليخفف حدة صوته قائلا...
(اسمعي فلك أنا رافضا تماما لعملكِ في بيوت الناس و لا تتجرئي و تهتفي كما السابق "أنا حرة قراري"... تبا لقراركِ)
حاوطت نفسها بذراعيها و هي تسمع تقريعه لها... لكنه أسترسل دون شفقة رغم أن كله يهفو ليحاوطها قرب قلبه و يخفف عنها... لكنها تستحق أن تستفيق...
(من الليلة ستنسين العمل و الخدمة في البيوت... ستتركين العمل في هذا القصر)
اهمت بقول شيء لكنه قاطعها بحدة متفهما هذه النظرة في عينيها..
(لا يهمني رأي والدتكِ فلك... لا يهمني سوى أن من ستصبح زوجتي لن تخطو بيوت الناس لتخدمهم... و لا أن يتجرأ عليها أحد)
لوهلة تخشبت أمامه و جملته الأخيرة تضربها في مقتل... أنه يثور أمامها كبركان حان وقت غليانه بعد طول خمول فقط لأنه تم اتهامها بالسرقة... ماذا سيفعل إذًا لو عرف يوما أنه تم انتهاك جسدها بنظرات و كلمات و حتى بضع لمسات... قال "زوجتي"!!! و هل هي حقا تليق لتكون زوجته؟!... نفس سؤالها منذ فهمت علاقتهما معا... أيوب يستحق الأفضل لأنه الأفضل أما هي فبضاعة تنقلت من كف لكف... و الأدهى أنه يبدو سيعلنها صراحةً برغبته في زواجها فهل والدته ستتركها في حالها... نظرت له بأعين ماج بداخلها أزرق الحزن و أخضر الأمل ليتخللها غلالة من دموع الحسرة... همست دون وعي و كأنها تخاطب نفسها
(زوجتك!!)
اومأ بانفعال يقول مؤكدا...
(نعم زوجتي يا فلك... يكفي انتظارا و يكفي رفضا من كلا الطرفين... في أقرب وقت سأفاتح أم أيوب في الأمر لتصبحي حلالي)
أن يعبر عن رغبته في زواجها بكل هذا الدفء و الإصرار... رغم جسده المشتعل و عيناه الغاضبتان... رغم هدير صوته و غلظته... رغم الموقف الذي يقفان فيه متواجهين يتسلل دفء اعتادت عليه من أيوب و فقط... انه يضعها في مكانة جوهرة يخشى عليها مرور النسيم...و لو يعرف أن جوهرته خدشتها رياح عتية لخر صريعا من قهره... ابتلعت ريقها بوجل تهمس في محاولة واهية لإيقافه عما ينوي فعله..
(حسنا أيوب أنت محق في أمر ترك العمل في القصر لكن...)
ضيق عينيه ليهز رأسه مستفهما و مطالبا بأن تكمل...
(لكن أمر الزواج ألا ترى بأنك تتعجل فيه خصوصا مع رفض أمك الدائم لشخصي؟!!)
زفر زفرة مشتعلة زادت من توترها ليقول بعدها بصوت مثقل بالهموم...
(لا لم أتعجل أبدا بالعكس لقد تأخرت كثيرا فلك... أما أم أيوب فأمرها يبدو معقدا لكِ لكني أجيد التعامل معها)
همهمت مجددا برفض و قلبها ينتفض بداخلها... لا تدري لماذا تشعر بشيء بغيض سيحصل قريبا... أم أيوب ترى فيها صورة الفتاة التي تتبع خطى أمها و بكل تأكيد خطى هيام ليست بالمشرفة بالمرة... لن تقبل بها و هي فلك لن تقبل بأن يربط أيوب نفسه بها... تحبه؟!!!
لا تعرف كنه مشاعرها نحوه بما توصف... غريبة صحيح لكنها الحقيقة دون تزييف... أيوب تحتاجه و تعترف بهذا لكن تبقى مشاعرها نحوه مكبلة... ربما لأنها تعرضت لكثير من مواقف صعبة جعلتها تنفر من الرجال حتى و ان خرج أيوب من مصنفها هذا لكنها تعاني من كل الرجال!!!... و ربما لأنها تجده سكن هادئ تأتيه طواعية لتفضي عن مكنون صدرها بلا خوف أو خذلان... هي لا تريد منه المزيد و لا تريد تغيير هذه الصورة له... زفرت بوجع مكبوت بداخلها و عقلها يقتات عليها بصرخات رافضة كلها تتركز في هاجس واحد "سيحدث شيئا ما سيء"....
يراقب خطواتها الساهمة و قدمها المتعثرة جواره على شاطئ البحر... بعدما انفجر فيها بغضب لم تره من قبل و انهى حديثه بأمره ألا تخطو بيتا بعد الآن كخادمة ثم وضع عنوان ملموس لقصتهما معا و هي شاردة هكذا... شرودها ينحر قلبه بسكين ثلم يوجعه... فلك هي الفتاة التي يريدها زوجته و كفى... يجب أن يقنع أمه بهذه الفكرة و ألا يتراجع بعد اليوم... زفر بخفوت غير مسموع ليمد ذراعه أمامها يوقفها هامسا بنبرة لينة تريح النفس العليلة...
(توقفي يا بنت قليلا... الى متى ستظلين بوجهكِ العابس هذا؟!)
رفعت له وجهها الباهت...عيناها معذبتاه مبتلتان بدموعهما... وجنتاها الشهيتان ملطختان من أثر البكاء... حتى خصلات شعرها اللامعة الفارة من تحت وشاحها الغير معقود التصقت بهما و تلبدت بشكل مؤلم... حاولت رسم بسمة مرتعشة على ثغرها تهمس بصوت مبحوح...
(لست عابسة صدقني... أنا فقط متعبة)
انقبض قلبه من نبرة الاسى في صوتها... لا يعرف لماذا استمع لها و روض غضبه بدلا من أن يذهب لهذا القصر و يحرقه بمن فيه و قبلهم أمها... لكنه هدأ لأجلها هي لقد كانت منهارة تترجى سماعه لها و تفهمه للموقف... حبس مشاعره الهادرة ليبتسم بوسامته الساحرة يقول بصدق محب...
(سلمكِ الله من التعب يا فلك...)
تبدلت بسمتها المرتعشة لأخرى مرتاحة و مطمئنة... من سواك أيوب يحنو علي؟!... و للحظة مر طيف طارق على مخيلتها و لا تدري لمَ... لكنه أيضا يحنو عليها بصورة مختلفة عن أيوب... بصورة لطالما تمنتها من الدنيا... يرتدي رداء الأب و يعوض نقصا عظيما في نفسها... حنانه يغمرها بدفء غير دفء أيوب... هي ايضا ترتاح معه!!!... هزت رأسها بوجل بعد تفكيرها لتستمع لصوت أيوب المازح...
(تعالِ يا بنت حلال عليكِ علبة مثلجات علّها تزيح حزنكِ الكئيب هذا)
ابتسمت بانفعال و لا يزال بقايا طيف طارق تراودها... لكنها كبلت خيالها بقسوة لتهمس لأيوب ببسمة...
(اشتاق لتناول المثلجات فعلا...)
حرك حاجبيه لأعلى بشقاوة غامزا اليها يقول...
(اشتهي ما تريدين و سيأتي عندكِ في الحال بعون الله)
رمقته بنظرة حانية و بداخلها تود لو يبقى أيوب هكذا طوال العمر... يظل ملجأ هادئ تريح رأسها عليه من صخب يوم مرهق و طويل... لكن هل يتبدل المأوى بغيره و هل تقبل السكينة بالتنصيف؟!..


...يتبع...






AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-20, 11:25 PM   #254

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل التاسع



حملت العديد من الأكياس في كلتا يديها و قد بدا على ملامحها الارهاق... لقد انهت دوامها في الصيدلية قبل ساعة و تحركت قاصدة السوق الصغير القريب من الحي تبتاع ما ينقص البيت... شعور لذيذ بداخلها و هي تجرب شراء احتياجات البيت من راتبها الخاص...بالتأكيد والداها لا يقصران في شيء لكنه هذا الاحساس بأنك كبرت لتحمل عنهم عبء باقي الطريق... حتى و ان كنت متيقن بأن الباقي منه ستكون فيه محمولا على اكتافهما مهما اعتقدت انك كبرت او خلقت حياتك الخاصة بك... ستظل في اعينهما دوما الصغير الذي يحتاج العون دون طلب... و بكل حب و فناء سيمدانك به دوما... لقد لاحظت ورقة الطلبات التي دوّنتها أمها ليأخذها والدها و يشتري نواقص المنزل لكنها أخذتها خفية لتشتريهم و ها هي عائدة تحمل اكثر مما دوّنته والدتها... لاح بيتها أمامها حينما دلفت مدخل الحي فارتسمت بسمة صغيرة مجهدة على محياها... اتخذت خطواتها اليه لكنها توقفت على ظهور سوسكا أمامها قائلا بجدية تامة...
(عنكِ يا ست غسق...)
مال يلتقط منها الأكياس تحت رفضها و نظراتها للمارة في الشارع... نعم علاقتها بسوسكا معروفة لكن لهما فقط و لا تحب أن تظهر تباسطها معه للحي كي لا يتجرأ غيره عليها... لذا هتفت بصوت حازم
(اتركهم سيد البيت قريب...)
في لحظة فرغت يداها من الاكياس ليبتسم هو بعدما اعتدل حاملا إياهم يقول برجولة حقيقية...
(عيب يا ست غسق أن تحملي كل هذا و أنا موجود)
لامست رجولته المبكرة قلبها فابتسمت بحنان له... سيد نموذج لرجل يعتمد عليه رغم كونه مجرد مراهق لا تعرف عنه سوى القليل... لكن مواقفه معها تشفع له جدا... يقولون الرجال مواقف و هو قد نجح في تحقيق هذا و بقوة... راقبت ظهره الذي شرع في الابتعاد عنها تاركا مسافة كبيرة نسبيا كي لا يضايقها أحد بالقول من أهل الحي... اتجه مباشرةً نحو بيتها و هي خلفه... حقا لقد رحمها من حمل الاكياس كانت ثقيلة بشدة حتى ان اصابعها ترتعش من أثر الحِمل... كادت تصل لبيتها لكن هذا الصوت الطفولي المعروف جوارها أوقفها...
(يا ست الدكتورة انتظري)
التفتت تراقب هذا الفتى مجددا!... ماذا كان اسمه؟!... نعم صحيح حمادة... رغم حدسها الذي يؤكد لها انه هنا لنفس غرض المرة الماضية لكنها ضيقت عينيها تقترب منها متسائلة بترقب
(أنت من جديد؟!!)
ابتسم بسمة متسعة متفاخرة بكونها تتذكره...هز رأسه بتأكيد يقول..
(نعم انه انا ظننت انك ستنسينني)
ابتسمت رغما عنها و هي تراقب وجهه المبتسم بقوة...تكلمت بنبرة هادئة لاح فيها التهكم..
(و هل الوسيط الذي ادخلني مخزن المراكبي يُنسى؟!!...ماذا تريد الآن هل اصيب ابن عمك مجددا؟!)
هز رأسه نفيا ليقف معتدا بنفسه قائلا بنبرة تقليد لصوت سيد..
(لا يا ست الدكتورة فنحن رجال اقوياء...انا هنا لأن أم ربيع تحتاجك)
عقدت ما بين حاجبيها تسأله بعدم فهم...
(من أم ربيع؟!!)
تشبث بكفها يسحبها منه كما المرة السابقة يقول اثناء سيره...
(تعالِ معي و ستعرفينها و تعرفين لماذا تحتاجك)
اعترضت على ما يفعله معها مجددا فتوقفت ليرتد هو للخلف و يستمع لها...
(يا ولد انتظر و لا تفعل كالمرة السابقة)
قبل ان يتحدث وصلها صوت امرأة اصابه العجز... انتبهت لها غسق فاعتدلت ترمقها بتفحص...تجلس فوق مصطبة حجرية صغيرة و تبدو تنتظرها...تدخل حمادة بصوته قائلا...
(هذه هي أم ربيع...لقد ابلغت رسالتها و اوصلتك لها سلام)
فر راكضا من امامها فهمست بنداء خفي...
(انتظر... يا ولد توقف)
نداء السيدة العجوز لها جعلها تتجه نحوها بقلق...استقبلتها ام ربيع ببسمة بشوشة تقول بصوت راجٍ...
(كيف حالك بنيتي؟!...لو تسمحين هلا اعطيتني الحقنة؟)
انحنت غسق تربت على كتف المرأة تقول بجدية...
(يجب عليكِ أخذها في المشفى هذا هو المكان الأصح و الآمن...)
عقدت المرأة حاجبيها بتفكير تقول...
(ألستِ دكتورة بالتأكيد تعرفين كيف تعطينها لي؟!!)
هزت غسق رأسها بيأس توضح ما لا يقتنع به البشر حولها...
(لست دكتورة يا حاجة أنا صيدلانية و ما يملكه الطبيب من صلاحيات لا أملكه أنا و العكس صحيح... و نعم أعرف بالتأكيد لكن يجب أن تذهبي للمكان المختص و الشخص الأجدر ليعطيها لكِ )
بدت ملامح المرأة البسيطة معقدة للغاية و هي تستمع لحديث غسق... و يبدو لم تفلح غسق معها مطلقا فعادت المرأة تفسر علتها...
(و الله يا ابنتي لدي خشونة في المفاصل و لا استطيع المشي لمسافات بعيدة كالمشفى... تعالِ لبيتي تعطينها لي و تنالين ثوابا لمساعدتي...)
حانت من غسق نظرة لإصبع المرأة الذي يؤشر على بيتها الصغير الذي تجلس امامه و يقع في زاوية الشارع... لا تنكر أنها ارتعبت من فكرة تصديق حديث المرأة و دخولها معها لبيتها... فالتفتت للخلف تبحث بعينيها عن سوسكا عله ينجدها لكنه كان قد دلف بيتها و اختفى... عاودت المرأة الحاحها بهيئتها المسكينة هذه و صوتها المرتعش بفعل الزمن... تملصت غسق من بين يدي ام ربيع التي تشبثت بكفيها تتراجع للخلف خطوات للأمان و تقول بحزم...
(أنا لا أدخل بيوت المرضى يا حاجة... عذرا لكن يجب عليكِ الذهاب للمشفى)
تحركت توليها ظهرها لكن المرأة عاودت القول برجاء...
(و الله يا ابنتي الألم لا يُحتَمل عفى الله عنكِ و لا أذاقكِ المرض... تعالِ لخمس دقائق تعطيني فيها الحقنة كي تسكن آلامي)
عينا المرأة عكست لغسق بكل شفافية أنها لا تدعي الألم... بل زادت وخزة قلبها بشفقة حينما قرأت وجعها... تنهدت بقلة حيلة لا تعرف ما عليها فعله بالضبط... لكن المرأة مدت كفيها تتشبث بيد غسق مجددا تقول ببسمة بشوشة...
(سيجازيكِ الله خيرا ابنتي... ربي يحميكِ لوالديكِ و يستركِ في الدنيا و الآخرة)
تقدمت منها بفعل سحبها لها لكنها قالت بصوت مهزوز...
(لحظة فقط من فضلكِ أخبر والدي أنني سأتأخر قليلا)
وقفت المرأة من مجلسها دون أن تفلت يدها قائلة...
(و نعم التربية و الله... اخبريه حبيبتي)
ضيقت غسق عينيها برفض من حميمية الحديث التي تسارعت وتيرتها فجأة لتقفز عند لقب "حبيبتي" هذا... نظرت لكفها المكبل بكف المرأة و التي يبدو لن تتركه... فزفرت بخفوت و حاولت أن تخرج هاتفها من حقيبتها بكفها الحر الآخر...
(ماذا يحدث هنا؟!)
صوته الرجولي بسؤاله المتعجب جعلها ترفع رأسها بسرعة لوجهه... منذ حريق الشوادر و هي لم تره... و لا تعرف لماذا باتت تفكر في حاله من باب القلق على جرح رأسه... و عند خاطرها الاخير انتقلت عيناها الى جبينه تراقب استبداله لضمادتها بلاصق طبي عريض... ملامحه كما اعتادت عليها غامضة هادئة لا تنم عن شيء... و كأن غضبه المخيف وقت استلامه خبر الحريق لم يكن... غريب هذا الرجل كثيرا... صوت المرأة جواره اخرجها من تأملها له لتسمعها تحدثه بود كبير...
(كيف حالك يا كرم و كيف حال الحاج بعد ما حدث طمئنني بني؟)
هز رأسه قليلا يحدثها بهدوء...
(الحمد لله على كل شيء يا أم ربيع...)
حانت منه التفاتة لوجه غسق التي تتابع ما يحدث بينهما بتدقيق... ما دام الفظ يعرف هذه المرأة فهي في مأمن... لكن لحظة منذ متى و الفظ يشكل مأمن هو و معارفه؟!!...
(ماذا تريدين من الدكتورة يا ام ربيع؟!)
سؤاله اخترق تفكيرها لتستمع لمبرر المرأة و التي اخبرتها نفسه قبل لحظات... عاود كرم النظر لها بجدية صامتة... و كأنه يسألها هل تود مساعدتها حقا أم يتصرف هو... يا الهي انها تقرأ صمته دون حديث كيف هذا!!!... و كأن سؤاله كان مسموعا فأجابت هي مفسرة..
(لا بأس بأن اساعدها هذه المرة رغم وجوب الذهاب للمشفى لأخذ الحقن... لكنني)
تلكأت اصابعها على حقيبتها التي حاولت فتحها و حانت منها نظرة للخلف حيث بيتها... بينما هو يراقب كل خلجاتها بنفس الغموض و الصمت... يقرأ التردد الذي يصارع الخير بداخلها... حب مساعدة الغير يبدو فطريا فيها و هي تحاول أن تغلظ من نفسها كي لا تنساق خلفه... انه يقرأها بسهولة رغم انها من اصعب الأرواح التي شفت له مكنونها يوما... والده دوما يخبره بأنه يتميز بالفراسة لكن معها هي تضيع كل الميزات و الخبرات... عجيبة كليل كحيل شديد الظلمة لا يُرى فيه كف اليد... بالله كيف يقرأ روحا كهذه بسهولة؟!... قطع ترددها بصوته الهادئ...
(هل تودين اخبار والديكِ؟)
التفتت له بوجه يؤكد حدسه... و قبل أن يقول جملته التالية قاطعته هي تقول...
(سيد أخذ اكياسي و صعد لهما قبل قليل و...)
بسمة تكاد تكون منعدمة صدرت منه و هو يستمع لاسم سوسكا يخرج من فمها... سيد اصبح محظوظا كما يبدو... أخرج هاتفه من جيبه بينما يقول...
(لا تقلقي سأتصل به و سيتولى هو اخبار والديكِ)
من بين سيل دعوات أم ربيع له و لها انهى كرم مهاتفته لسوسكا و التي أكد فيها اخبار والدي "الدكتورة" بما ستفعله... سحبتها أم ربيع مجددا معها تجاه بيتها و للعجب تعلقت نظراتها به... و كأنها تسأله هل ما هي مقدمة عليه أمان... فأسرع يتحرك ليقف عند عتبة بيت المرأة الذي يبعد عن مرأى الناس بعض الشيء... فتوقف جوارها يهمس بخفوت مؤكد...
(لا تخافي البيت أمان و أنا...هنا)
عيناها تعلقتا بوجهه القريب منها تنظر له باتساع... كيف عرف سؤالها بل كيف لفظٍ مثله ببضع كلمات يبث بها الأمان هكذا؟!... تُرى لأنها عرفت اخلاق سيد اعتمدت بأن هذا الفظ مثله؟!... أم عقلها الذي لم يكف منذ يوم الشجار عن عقد مقارنات بينه و بين ردود فعل رامي هو السبب؟!... و قبل أن ترسو على بر لكل هذا وجدت نفسها تنزل هذه الدرجة الحجرية لمدخل بيت المرأة... توقفت بقلق تناظره قبل أن تخطو للداخل و نفسها تحدثها بتأكيد... لا بأس هو بالخارج!!!
فتحت المرأة باب شقتها تدعو غسق بحفاوة طيبة و قبل أن تدخلا التفتت لتتفاجأ بكرم يقف خارجا فنادت عليه بشاشتها...
(كرم بني تعال يا حبيبي... لا يصح أن تبقى في الخارج هكذا)
لم يجادلها لمرة و كأنه كان ينتظر هذه الدعوة... فتقدم من الباب ينظر لغسق مادا ذراعه كي تسبقه... فعلتها بصمت لتدلف حيث شقة أم ربيع البسيطة... كلمات المرأة المرحبة كانت كثيرة... جدا في الواقع... حتى تركتهما تهرول للداخل لتجلب علبة الدواء و إبرة الحقن لغسق...
مررت عينيها على محتويات الشقة كما مرر هو عينيه على وجهها المترقب... نظراتها شديدة الذكاء و اللمعان تجولان يمنة و يسرى بلا هوادة... تخرج سهاما ليلية كحيلة تزيد من غموض عينيه... و حينما وقعت عليه نظرتها اتسعت مقلتيها في بادئ الأمر ثم عادتا لحجمهما الطبيعي و قد حادت ببصرها عنه منشغلة فيما تفعله... زفرت بغضب مكتوم مما لاحظته منه انه لا يكف عن كونه فظ ابدا... ما به يقف يتفحصها و كأنها فأر تحت مجهر... صوت أم ربيع تدخل ليقطع صمتهما و هي تمد يدها لغسق بالدواء... اخذته منها تسألها بخفوت...
(أين يمكنني اعطائكِ إياها؟)
اشارت المرأة على غرفة صغيرة فدلفتا معا بعدما تركت حقيبتها فوق المنضدة الخشبية في منتصف الصالة... اقترب منها ينظر لها طويلا ثم امتدت اصابعه تلامس جلد الحقيبة بعيني حجبتا ما في نفسه حقا... ليهمس بعدها بخفوت غير مسموع...
(أقل القليل... يكفيني)
ابتعد حينما سمع صوتهما يقترب منه... و بعد شكر لغسق و صنيعها رفضت أم ربيع رفضا قاطعا عنيدا بأن يخرجا من عندها دون ضيافة... و بعد جدال دام طويلا بينها و بين غسق رضخت الأخيرة لتجلس بتذمر فوق الاريكة الخشبية البسيطة جواره... اسرعت أم ربيع تقول بود طيب...
(حظكما من السماء لقد صنعت أرز باللبن صباح اليوم سأجلب لكما طبقين...)
نظرت لكرم تقول بأعين غلبها الحنين و الدمع...
(كنت تحب أرزي يا كرم... كما كان يحبه ربيع)
سحب كرم نفسه بقوة يتذكر موت ابنها الشاب قبل سنوات في احدى الشجارات التي كانت تحدث في الحي... ليقول بصوت شابه الحزن
(رحمه الله و غفر ذنبه... كلنا كنا نحب طعامكِ يا أم ربيع سلمت يداكِ)
مسحت المرأة عينيها بطرف حجابها تتمتم خلفه بالرحمة لفقيدها... اسرعت تختبئ في مطبخها بعدما ضحكت بصوت مرتعش تخبرهما بأنها ستصنع عصيرا مع الأرز باللبن و كم ودت غسق الهروب في هذه اللحظة فهي لا تتناول طعام من أحد لا تعرفه الأمر خارج عن سيطرتها...وسواس نظافتها يختلق لها رعبا دون مبالغة... خيم الصمت بينهما لبعض الوقت حتى تأهبت حواسه لهمسها الغير متوقع بالمرة...
(هل تعيش بمفردها؟!)
سحب نفسه بخفوت ليومئ قائلا بهدوء...
(نعم...)
هزت رأسها متفهمة و قد اغتاظت من رده المقتضب عليها... من يظن نفسه هذا الرجل هل يمثل دور الشخص المهم الآن؟!!!...
(لقد مات ابنها الوحيد في شجار كالذي حدث قبل أيام... مات و هو يدافع عن امرأة عابرة مرت صدفة وقت الشجار و قد تكالب عليها كلاب السمري.. خسر عمره مدافعا عن عرض امرأة بنخوة ميزته... رحمه الله)
حديثه الذي لم يكن في حسبانها شعرت معه بالحزن و الألم... انه ليس فظا تماما فيبدو لديه قلب يتألم لفقد اصابه... لو لم تكن عرفت الحقيقة من أم عيد لكانت وبخته بحدة الآن بل و ربما الصقت به و بعائلته و عائلة السمري تهمة هدر دم شاب وحيد أمه كهذا... لكنها فضلت الصمت... صمت قطعته مجددا بسؤالها الخافت...
(كيف حال جرحك؟... أرى أنك تهتم به)
رفع وجهه لها و صمت مما جعلها تقطب ما بين حاجبيها بعدم فهم... رفعت وجهها ببطء لتتسمر على بسمته الصغيرة جدا فوق ثغره... انه يبتسم للمرة الثانية!!!... اتسعت عيناها بصورة طفيفة لتعود رأسها للخلف تراقب ملامح وجهه... هل ديما محقة في اعجابها به؟!... انه يبدو...
(بخير... كما تعرفين امثالي لا يموتون بسهولة)
جملته المتهكمة قصفت احبال تفكيرها لتقطعها بسخريته العجيبة... تذكرت وصفها له في الصيدلية بقلة ذوق و ها هو يؤنبها بتخفي... هزت رأسها بيأس منه لتبتسم بعدها تدريجيا أمام ناظره المراقب لها... تمتم بخفوت هامس لكنه مدوي بداخله هو فقط...
(تبسمت..)
بعد جلسة صغيرة مع أم ربيع قد اجادت فيها بكرم الضيافة رغم بساطة اليد... لكنها حملتهما في مقلتيها و سعت بكل محبة لشكرهما... خرجا معا من البيت الصغير يتحركان بشكل متوازي جوار بعضهما... لا حديث يجمعهما سوى جملته الجدية بعدما اقتربا بخطوات من زحام الشارع...
(سأسبقكِ أنا يا دكتورة...)
و دون اضافة المزيد فتح ساقيه للريح تاركا إياها خلفه ليقف عند المقهى دون ان تحيد عينه عنها حتى ولجت بيتها و اطمئن...
في ركن الشارع المظلم صدرت منه ضحكة مسموعة و هو ينزل هاتفه بعدما التقط عدة صور لهما... قلّب في معرض الصور لتظهر صور كثيرة متفرقة لغسق... مع سوسكا تارة و مع صديقتها ديما تارة و مع كرم تارة أخرى... العديد منها حتى في سنوات دراستها... همس داغر بصوت متوعد...
(ظن أن أذيتي ستطولكِ طوال السنوات المنصرمة لكنه فشل في معرفة نيتي... دعينا نجمع لك اكبر قدر من الصور يا... دكتورة غسق.. و نرى بعدها كيف نركبها معا لنخرج فضيحة تليق بكِ)


...يتبع...






AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-20, 11:27 PM   #255

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل التاسع



خرجت من بيتها بعباءتها السوداء التي تظهر قوامها الأنثوي ببراعة... براءة وجهها الطفولي الذي يشع بهالة من الطيبة و الخجل... كلها بدت كلوحة تناقضات من براءة و اغواء... لوحة استخدمت دون قصد فيها ألوان صارخة جعلتها محط انظار داغر... و ها هو يتربص حركاتها منذ وقعت عينه عليها أول مرة... حتى أنه صار يحفظ كل تحركاتها من و الى أين... هدير ابنة عبد الصبور و نصيب كرم القادم تقع في محل اعراب كلمة انتقام عنده... و هو سيد الانتقام فقد عاد ليعيد هيبة عائلته و يقتص لدم أخيه و مرض والده... متغافلا عن كونهم من يبتدئون بالعدوان دائما... ألم ينشئ منذ الصغر على أن العنف رجولة و الهيمنة و لو بالباطل قوة... و هو قوي كفاية ليأخذ حقه كاملا من فم السبع... ارتسمت بسمة جانبية فوق ثغره ليقف مبتعدا عن المقهى و يتحرك خلف هدير الغافلة عنه تماما...انها تأخذ طريق الميناء كعادتها حينما تريد رؤية البحر... زادت بسمته الخبيثة حينما هب الهواء ليزيح طرف عباءتها فيظهر قميصها البيتي من اسفلها ليتيح لعينيه المتتبعة رؤية بشرة ساقها الغض... حك ذقنه بكفه بينما عيناه لا تبرحها مطلقا...
استندت على هذا السور الحديدي الصدئ بفعل تلاطم الأمواج العتية خلفه... شردت في صفاء البحر و هدوء تياره في هذا الوقت من العام... لطالما شهدت منذ كانت طفلة هيجان أمواجه و الذي ضاع والدها ذات مرة فيه... تنهدت بصوت ناعم خافت و عيناها تتشربان كل موجة ناعمة تمر و تلامس السور الحديدي فتترك رذاذا رطبا يتطاير مع ذرات الهواء و يقبل بشرتها الناعمة... أجفلت على صوت خشن غير مجهول بالنسبة لها حينما همس جوارها على حين غفلة...
(البحر ينادي فهل ستلبي النداء ...يا عروس البحر)
التفتت تواجه داغر بوجهه ذي الندبة المخيفة و التي مهما بلغ خوفها منها لن يوازي خوفها من نظرته الغير مريحة لها... انتفضت تبتعد للخلف و هي تهمس بعدم تصديق من تواجده بهذا القرب منها...
(أنت!!... ماذا تريد؟!)
اقترب يستند على السور دون ان يحيد ببصره عنها هامسا بخفوته المرعب...
(ليس أنا بل الموج يا عروس البحر..)
اتسعت عيناها لوهلة علها تفهم مغزى حديثه و حينما فشلت احتدت نظرتها لتهتف فيه بحدة...
(لا تتلاعب معي بالكلمات و لا تتبعني مجددا و إلا شكوتك للحاج سليمان)
رفع يده من فوق السور ليعاود حك ذقنه مجددا...يرمقها بنظرات تحرقها و لا تعرف كنهها... من الأعلى للأسفل بصره يتجول عليها بعين تشع خبث غير مخفي... همس بعد فترة بلكنة أشبه بالسخرية لكن ملامح وجهه حينها كانت جامدة لا توحي بشيء...
(و لمَ الشكوى و قد جئت مناديا بالسلام؟ !!)
ضيقت عينيها بجهل لفحوى حديثه فهمست متسائلة...
(أي سلام هذا الذي تتشدق به؟!!!)
دنى منها خطوة أخرى كانت كفيلة بأن تعود هي للخلف خطوات محتمية بلا شيء منه... حينها فلتت منه ضحكة متهكمة يقول...
(لا تخافي يا عروس البحر فلكِ مني الأمان)
هذه ثاني مرة يلفظ فيها وعده بالأمان لها... لكن ما باله لا يوحي وجهه بأي أمان... هل هي هيئته أم هو يتلاعب بها؟... أجفلت مرة أخرى حينما قال بصوت خشن...
(لقد أعلنت عن رغبتي في سلام جديد بين عائلتي و عائلة المراكبي... و هذا وعد رجال فلن أفضه ما حييت... لقد سئمت الشجارات بيننا و رغبت في رابط جديد غيره يربطنا... فرقنا الدم و سيجمعنا الدم مجددا)
ابتعدت بحدة عنه تنظر له بجزع بينما تقول بتلعثم...
(ابتعد عني و اتركني في حالي داغر)
تعلقت عيناه بشفتيها طويلا... يناظرها بنظراته المخيفة و التي جعلتها تتوجس أكثر... تخشاه و ما يعزز شعورها هذا جهلها له و لنيته... لا تعرف أهو حقا صادق في رغبته للصلح أم يدّعي هذا... انتبهت له حينما قال بصوت اشعرها بالخجل خاصة مع نظرته التي لم تتزحزح عن شفتيها..
(لأجل داغر التي خرجت كالسُكر من بين شفتين ناعمتين كشفتيكِ سأرحل)
تحرك بتكاسل يوليها جانب جسده لكنه التفت لها مجددا يقول بنفس النظرة المخيفة رغم ابتسامته...
(لكنني سأعود لأجلك)
اشاحت بوجهها بعيدا عنه و رغما تضرجت وجنتاها بخجل انثوي... تابعت ابتعاده عنها بطرف عينيها حتى اختفى من امامها لتزفر نفسها المرتعش... توجست من الليل و كأنها تواجهه لأول مرة و كأن ظهور داغر بهت على كل شيء حولها و جعله مخيفا...تحركت مبتعدة عن السور لتتوجه الى طريق الحي قبل أن يتأخر الوقت أكثر و تقلق امها عليها...
الطريق الموازي للشاطئ كان فارغا فمنح اذنها قوة مضاعفة لترهف السمع لكل شيء حولها و كان ما يغطي على الاجواء هو صوت الموج... لكنها اجفلت و تباطأت خطواتها حينما تداخل مع صوت الموج صوت شباب يأتي من خلفها يعاكسونها... اسرعت في خطواتها غير عابئة بهم لكنهم اقتربوا أكثر ليوازوا سيرها يتحدثون بوقاحة ارعبتها... تشبثت بوشاح رأسها تضمه حول وجهها و تهرول في مشيتها الخائفة... امتدت يد واحد منهم ليتمسك بعضدها و يجبرها على التوقف... بينما هي شهقت بفزع لتهتف فيه بتهديد مرتعش...
(كيف تجرؤ؟!!... أفلتني )
تبادل الشباب الضحك فيما بينهم فتسارع تنفسها بخوف منهم ... حاولت بكل جهدها التملص من الشاب لكنها فشلت فهمست بصوت مهتز و أعين دامعة برجاء...
(لمَ تفعلون هذا و تتجرؤون على واحدة من بنات مدينتكم... ألا تخجلون من انفسكم؟!)
كلماتها زادتهم عبثا فصنعوا من حروفها العديد من النكات الساخرة... سالت دموعها برعب و الليل يزداد دكنة حولها و في لحظة كادت تفقد رباطة جأشها و تهوي ارضا مغشيا عليها من الخوف حتى وصلها صوته بنبرته المخيفة...
(لماذا تعبثون في مكان لا تنتمون اليه؟!)
تكلم الشاب الممسك بها باستهزاء...
(نحن نفعل ما نريد اينما نريد فمن انت لتحاسبنا)
تقدم داغر منهم ليقف جوار هدير التي تناظره بتوسل و كأنها وجدته خلاصا من كل هذا... مد كفه يضعها فوق كف الشاب ليضغط عليها بقسوة جعلت الأخير يتأوه بوجع و يزحزح كفه عن هدير... تمسك بها داغر ليقول بصوت مهيمن محتفظ ببحته المخيفة...
(هذه الجرأة تعجبني منكم يا شباب بها جموح لا يقدره سوى داغر السمري)
اتسعت أعين الشباب بتوجس كبير حينما افصح داغر عن نفسه ليتراجعوا للخلف مهمهمين بذهول...
(داغر السمري!!!)
ابتسم داغر بسمة جانبية مرعبة تاركا ذراع هدير ليقول بتأكيد...
(و لكنني امقت هذا الجموح حينما يصل لمن يخصني... و انتم عبثتم مع من تخصني)
جملته الأخيرة زامنت استخراجه لمديته من جيب بنطاله مما جعل الشباب يتذبذبون... منهم من فر هاربا من امامه و منهم من وجدها فرصة لأن يدخل عراكا مع داغر السمري فهو وحيد بلا عصبته و خسارته شيء وارد... وقتها سيتفاخرون انهم اكتسحوا شبحا مخيفا كداغر...
تلاحمهم معا و شجارهم الذي بدأ في لحظات دفع هدير للصراخ... تراقب داغر بقوته الشرسة يضرب المتبقي من الشباب بعنف اعتادت عليه منه ماضيا حينما حضرت مشاحناته في الحي... لكن لماذا يحميها و ما معنى انها تخصه...هل تغير بالفعل و بات رجلا جيدا أم ماذا... لكن أتحتاج لدليل اكبر من انه يدافع عنها دون ان يجبره أحد؟!...عقلها بات مصابا بالتيه فلم تعد تعرف بمن تثق و عن من تبتعد...
(هذه اليد التي طالتها سأقطعها لك)
صوت داغر الهادر بتهديد صريح ارعبها هي كما جعل الشاب الذي تمسك بها يصرخ بتوسل تحت كفي داغر الذي تمكن منه...
(لا تفعلها داغر و الله لم أكن اعرف انها تخصك ظننتها فتاة عادية)
ضغط داغر بحدة فوق كف الشاب ليتأوه عاليا بينما يهمس له داغر بوعيد...
(لا رجاء يشفع لك عندي)
رفع مديته قاصدا كف الشاب بملامح مخيفة جادة لكنه لم يحسب حساب ان يرفع الشاب ذراعه الآخر بمديته و يجرح داغر في كفه جرحا عميقا... كتم تأوهه بصعوبة و افلت كفه فأطلق الشاب ساقيه للريح هاربا... كتم داغر جرحه بيده بينما يهدر مهددا للشباب الفارين...
(وجوهكم حُفرت في ذاكرتي و سأصل لكم و لو اختبأتم في الظلام)
اقتربت منه هدير تشهق بجزع باكٍ بينما تتلمس جرحه النازف قائلة...
(يا الهي!!!... لقد آذوك داغر)
بصدر يلهث و وجه متغضن من أثر حرق جرحه ناظرها بنفس نظرته التي تخيفها...اسبلت اهدابها تهمس بصوت مختنق
(لماذا تنظر الي بهذه النظرة المرعبة التي تناقض افعالك معي؟!)
وصلها صوته اللاهث...
(و لمَ تتخذينها على محمل التخويف و ليس الاهتمام يا عروس البحر)
رفعت بصرها له بحيرة كبيرة تهمهم بتيهٍ...
(لم أعد اعرف ماذا افعل؟!... ماذا تريد؟!)
عادت بسمته الجانبية ترتسم فوق ثغره ليقترب منها هامسا بنظرة داكنة...
(أريدكِ)
اتسعت عيناها بصدمة كبيرة و قد لمح رفضها لما صرح به فلملم بسمته ليكمل بنفس النبرة...
(اريدك ألا تخطو هنا ليلا مجددا... لن أكون موجودا كل مرة لأحميك)
ابتلعت ريقها ببطء تراقب ملامحه المنهكة و نظراته التي تتوزع عليها و على جرحه... هل غيّره السجن و اصبح شابا يستحق فرصة ثانية حقا؟!!!
عند مدخل الحي...
توقفت خطواتهما حينما تكلمت بحرج...
(لا يصح أن يرانا الناس سويا خصوصا انك...)
اكمل لها بصوت جامد لم تفهم مضمونه...
(ابن السمري أليس كذلك؟)
نظرت له بتفحص و كأنها حقا تود لو تتأكد من صدقه... ان تتلمس تغيره و نيته السليمة... بسمته الجانبية جعلتها تشيح بوجهها بعيدا عنه قائلة...
(يجب ان تذهب للمشفى فربط الجرح بهذه القماشة لن يفيد)
شعرت بأنفاسه القريبة فالتفتت بسرعة لتصطدم بوجهه المتسائل بنظرة تتفحصها...
(تخافين علي هدير؟!)
ابتعدت للخلف تقول بحرج..
(لقد ساعدتني اليوم... و لا تقلق سأخبر الحاج سليمان بما حصل و بالتأكيد سيصل لهؤلاء الشباب و ينتقم منهم)
صوته اخافها حينما قال بحدة ينهرها..
(هل لست رجلا أمامك يستطيع حماية اهله لأنتظر مساعدة الغير؟!... حذاري أن تخبريه هدير)
ضيقت عينيها بجهل رافض لتقول...
(أنا لست اهلك)
(ستصبحين)
كلمته التي خرجت بيقين تام منه جعلتها تبتعد بخطوات متسعة بينما تهمس...
(لقد تأخر الوقت... سلمت على مساعدتك لي)
راقبها تبتعد عنه بخطوات متعثرة خجولة... اتسعت بسمته ليهمس بصوت منتشٍ...
(تأرجحي و احتاري يا نصيب كرم فحينما يصيبك الدوار سألتقفك أنا)
اشتد الم جرحه فنظر له بغل ثم توجه الى خارج الحي بدلا من داخله...
بعد وقت قليل...
كان قد وصل لوجهته حيث مجموعة من الشباب و حينما لمحه واحد منهم صاح مرحبا...
(داغر اخب...)
قبل ان يكمل جملته قطعها داغر بلكمة عنيفة... وقف جميع الشباب متأهبين حينما هدر فيهم داغر بحدة...
(أين هم؟!)
افسحوا مجالا له ليرى الشباب الذين هجموا على هدير عند الشاطئ... احتقنت عيناه بشرار متطاير ليتوجه الى الشاب الذي جرحه يمسكه من عنقه مهددا...
(ايها الكلب هل اتفقنا على ان تجرحني بهذا العمق؟!)
تلعثم الشاب يقول...
(و الله لم اقصد هذا يا داغر لقد خانتني يدي)
ضغط داغر اكثر فوق عنقه يقول بجدية...
(إذًا تُقطع)
ارتعد الشاب بجنون ليحاول مليا ان يثنيه عن قراره... اقترب البقية منه يحاولون انقاذ الشاب من تحت يدي داغر فقال احدهم...
(اتركه داغر فلقد تحقق لك ما تريد و البنت لم تفهم انهم تابعين لك و أما للجرح فبالتأكيد هو لم يقصد)
تدخل آخر يقول في محاولة واهية ان يثنيه عن اذية الشاب...
(تُقاس الرجولة بعدد الجروح المخلفة من كل شجار أليس هذا ما تربيتا عليه)
صدق على قوله الجميع فأبتعد داغر عن الشاب يقول بحدة لهم جميعا...
(الجرح الذي يحرقني علاجه عندي الكي... أنا لا أبكي على نقاط ضعفي حتى ولو كانت جزءًا مني فلا تنتظروا ان غلطاتكم ستهون علي)
تركهم و ابتعد تحت نظراتهم القلقة و المتوجسة... داغر السمري أكثر الشباب خبثا و اجراما فلا يعتقدون أنه يملك روحا تشعر و تتأذى انه مجرد... وغد
بينما هو تحرك مبتعدا برضا ليسحب نفسا كبيرا خطوته أوشكت على النجاح... خطوة أولى ليكسر ظهر سليمان و ابنائه... خطوة أولى ستفسح له مجال أوسع ليخطو الثانية نحو غسق...



...يتبع...







AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-20, 11:29 PM   #256

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل التاسع



تحرك في غرفة مكتبه ذهابا و ايابا بلا هدف حقيقي...عقله يضع العديد من الافتراضات و نفسه تخبره بأنها ليست بخير...لقد مر أسبوع دون أن تأتي مع والدتها... ترى هل اتهام ابنته لها لا يزال يؤرقها؟!... بالتأكيد و إلا لمَ تغيبت عن العمل... وقف فجأة يتكئ على مكتبه صامتا في لحظة مصارحة مع النفس... ماذا تمثل له هذه الفتاة تحديدا؟... هو ليس مراهقا تائها في تعريف مشاعره... و ليس شابا تجذب انظاره فتاة ضعيفة هشة مثلها... بل هو رجل أوشك على بلوغ الخمسين من عمره اغترف من الحياة ما يكفيه من خبرة ليحلل مشاعره بحيادية... مشاعره!!! هل ما يسري في خلايا عقله ترحل لخلايا قلبه بهذه السرعة ليحمل لقب مشاعر؟!... لا ينكر أن فلك امتلكت دون قصد منها حيزا كبيرا من تفكيره... ربما هو شفقة و عطف على فتاة مثلها...أو رغبة في تعويضها عما عاشته لكن يبقى السؤال الأهم كيف سيكون التعويض؟!... زفر زفرة مشتتة لأول مرة تصيبه منذ زمن بعيد... زفرة تدل على صراع يعيشه داخليا يخشى تصديق اقاويله فيحاربه بكل قوته... ابتعد عن المكتب يهمس بصوت خافت و كأنه يهادن نفسه و يبرر لها...
(على الأقل يجب أن أعرف أين هي أليست تعمل عندي و أنا مسئول عنها؟!!!)
و على غرار خاطره اتجه لباب المكتب يفتحه و يخرج منه ليقف في صالة الطابق الارضي من قصره... نادى بصوته الوقور على هيام حتى ظهرت امامه... بنظرات مختبئة منه و كأنها كانت تتيقن لقائه أو سؤاله فهمست بتلعثم...
(نعم سيد طارق)
ضيق عينيه من هيئتها لكنه مررها ليقول بصوت قلق...
(أين فلك؟!)
ابتلعت هيام ريقها بحرج تلعن ابنتها في سرها... الغبية تنازلت عن العمل هنا بعد ما حدث لها من ميرنا... حمقاء وقفت أمامها تنادي عن حق كرامتها المهدورة و هما لا تمتلكان قوت يومهما فأي كرامة هذه؟!!!...
(كنت سأخبرك سيد طارق و لكنني ظننت أن ابنتي ستنفض تفكيرها عنها...)
لا يعرف لماذا انقبض قلبه فسألها بلهفة كانت بعيدة كل البعد عن الأبوة...
(ما بها فلك؟!... هل هي بخير؟!)
لقد أخبرتها نفسها من قبل بأن نظرات طارق لأبنتها لا تعي سوى معنى واحد... لكنها كذبت نفسها و ربما وبختها فرجل ذو هيبة مثله لن يلتفت لهما... لقد حلمت بأن تنال زوجا مثله يرفع قدرها عاليا و يمنحها مبلغا كافيا من المال تعيش على اثره بعده... لكنها ايضا لكزت نفسها بعصا الواقع فكل زيجاتها الماضية لم يرتقي واحد منهم لمكانة رجل مثل طارق... لكن أن تقرأ بكل وضوح شعوره لأبنتها في عينيه.. صوته.. لهفته.. كل هذا لهو مكسب كبير لها... اتسعت بسمتها و قد نسج خيالها أحلاما تعيش فيها ملكة في قصر مثل هذا... لديها خدم يخدمونها و ثياب مثل ثياب لبنى... لذا صبغت صوتها بخبث أنثوي لتهمس بحزن...
(كيف ستكون بخير سيد طارق بعد ما اصابها هنا من السيدة ميرنا!!... نحن فقراء لكننا اغنياء بكرامتنا و عفتنا و ها قد خسرتها ابنتي المسكينة هنا...)
شعر بالذنب يكبله فقال بتأكيد...
(أعرف أنها مظلومة و قد أخبرتها بأن الأمر منتهي)
اسرعت هيام بقولها و كأنها تؤكد له بأن حقا الأمر انتهى...
(و ابنتي ايضا اعتبرته كذلك... لقد تركت العمل هنا سيد طارق و لن تعود)
تغضنت ملامحه بشكل ملحوظ ليهم بقول شيء ما لكن ظهور لبنى خلفه أوقفه عن حديثه... التفت لها بوجهه ذي الملامح المتضايقة يرحب بها بفتور... و هل ينسى أنها سبب ما حصل كله... لقد صمت عن الأمر حفاظا على مكانتها أمام ابنها و ابنته و قد ظن أنه رد لفلك اعتبارها لكنها أبت أن تعود لمكان جرح كرامتها... لغز أنتِ يا فلك فرغم ضعفكِ و قلة حيلتكِ إلا انك شرسة عند كرامتكِ...رمقت لبنى هيام بنظرة صاعقة ناسبت قولها الجاف المهين...
(يا أنتِ أعدي لي فنجانا من القهوة...)
ردت لها هيام نظرتها الجافة بواحدة مغتاظة من عنجهية هذه السيدة عليها و على ابنتها... اومأت لها ببسمة مقتضبة ثم حانت منها نظرة لطارق...هذا الرجل لو صح ما لمحته منه قبل قليل ستنقلب حياتها رأسا على عقب... ستضوي لها نجمات السماء تزفها لمستقبل مريح... مستقبل ستقف فيه ندا لواحدة مثل لبنى... فقط لو صح ما لمحته
دلفت المطبخ تتغنى بأحلامها و تهم بصنع القهوة... لكنها توقفت فجأة تهمس بقلق سابق لأوانه...
(لكن هل فلك ستوافق؟!)
شردت قليلا و كأنها تستحضر مواقف ابنتها المتسرعة و الرافضة للزواج بهذا الشكل... القت دلة القهوة بغيظ في الحوض لتهتف متناسية أين تقف...
(لا و الله هذه المرة لن أسكت... هذه المعتوهة ستضيع شبابها في الفقر و أنا لن أضيع ما تبقى لي معها!)
بالخارج...
انتظر طارق حتى جلست لبنى على كرسي الصالون ليجلس بدوره بعدها...أنيق و راقي مثله لن تضيعه هي لمجرد خادمة تلألأت أمام عينيه... لقد تواجدت من بداية حديثه مع هيام تقريبا... سؤاله عن تلك البائسة و لهفته التي وصلتها بمعنى آخر غير العطف اصابتها بالجنون... لذا لن تمنحه وقتا أكثر من هذا ليصبح ملكها هي... لقد رسمت لهما صورة أنيقة ستسحر أعين صديقاتها في النادي بالتأكيد و لا بد من أن تكمل الصورة... رفعت ذقنها بخيلاء تقول بصوتها المصبوغ بالرقي...
(ظننتك ستقوم بطرد هاتين السارقتين سيد طارق!!)
ناظرها بهدوء يقول...
(لو اصابني الشك و لو بنذر يسير أنهما لصتان لما تركتهما في قصري لثانية)
ابعد عينيه عنها يقول بنفس الهدوء و لكنه قصد ايصال رسالته لها بكل تأنيب...
(لا تغركِ الهيئة الخارجية سيدة لبنى... فهناك فقراء يغنيهم الله بالعفة و الكرامة و هناك اغنياء يفتقرون لمعرفة معنى الكرامة حتى)
تخشبت في مجلسها و قد تم اطلاق صافرة الانذار الانثوي بداخلها... هل فهم خطتها أم ماذا؟!... احتقنت عيناها بمبالغة تهمس بترقب...
(هذا لو لم نجد السوار في خزانتها...)
ابتسم ليختلط شيب رأسه القليل بوسامة وجهه الأنيق فتشع عيناها برغبة التملك... هو طارق و من غيره من سيهبها الكمال الاجتماعي الذي تنشد... لكنها بهتت بشدة حينما قال بهدوء...
(سيدة لبنى يكفي دوران في نفس الدائرة المغلقة)
ابتلعت ريقها تسأله بقلق...
(ماذا تقصد؟!)
رفع بصره لها فاتسعت عيناها بصدمة... صدمة من هذه النظرة المدافعة و الحامية... و كأن عيناه تعلنها صريحة بألا تخطو هذا الخط... يا الهي هل وصلت الخادمة البائسة لهذه المكانة لديه؟!!!... هل طارق يرغبها كرجل!!!!... ماذا لو عرفت ميرنا بل ماذا ستفعل هي... هل ستتخلى عنه لمجرد فتاة متقشفة لا يليق بها سوى أن تحمل لها حقيبتها و تنحني عند رؤيتها؟!!... صوته بعدها كان قاصفا لكل قصور احلامها يوما...
(أنتِ و أنا نعرف ما أقصده جيدا سيدة لبنى...)
ضيقت عينيها تسأله بنبرة مهتزة لكنها تشبثت بضعف برداء الرقي لتستر عورة فضيحتها أمامه...
(هل... تتهمني؟!!!)
استقام واققا من مجلسه بجسد تحفز و ترك الهدوء جانبا ليقول بجدية...
(لست فتى صغير تنطلي عليه فعلة كهذه... سيدة لبنى)
هبت واقفة بحدة تلتقط حقيبتها التي وضعتها قبل جلوسها من فوق الأريكة تهتف بغضب ليس لها به وجه حق...
(أنا لا اسمح بأن تتهمني سيد طارق... لا اصدق صدقا لا اصدق بأنك تلصق بحماة ابنتك تهمة السرقة و تعفي مجرد خادمة حقيرة منها!!)
احتدت نظرات طارق ليقول بصوت أخافها...
(لا ترمي تهما جزافا على فتاة بسيطة ضعيفة لا تقوى على حماية نفسها...)
لانت ملامحه بعدما قرأ الذهول و التوتر على ملامحها ليقول بنبرة أرق...
(سيدة لبنى لا أعرف لماذا تتهمين فلك و تضعينها في موقف محرج جارح للكرامة كهذا... لكني متأكد من أن السيدة التي ائتمنت على ابنتي معها مختلفة عما صدر منكِ يوم الخطبة)
و كأنه عرى بشاعتها أمامها فتلونت ملامحها بالغضب الشديد... هي لا تفقد طارق كزوج الآن بل هي تفقد احترامه لها... فلك ايتها الحقيرة البائسة سترين و ستدفعين ثمن كل هذا غاليا جدا... تحركت بأنف مرتفع للسماء تقول بغضب...
(هذا كثير جدا سيد طارق... لي حديثا آخر مع باهر و يجب أن تعود لي كرامتي كما أهدرتها أنت هنا)
أوقفها صوته الآمر يقول...
(اعتذري لفلك و سأعتذر لك)
صعقها بأمره لها المهين... هل يضعها في نفس المكانة مع هذه النكرة... التفتت له بحدة و عيناها تصرخان به و تعنفه على سوء معاملته لتقول بعدها كلمتها الوحيدة قبل أن تخرج حاملة رياح غضبها معها...
(مستحيل)
راقب جسدها الذي اختفى ليهمس بتأكيد قاطع... تأكيد نابع من مشاعر نسيها قصدا طوال سنوات ليربي ابنته... نسي كونه رجل يحتاج لمرأة جواره تزهر حياته معها... ميرنا كانت كل ما يملك و بعد فقدان زوجته الحبيبة اعتكف في محراب عهده لها و حفظ ذكراها و ابنتها... لكن ظهور فلك قلب الموازين و هبت رياح المشاعر تدغدغ قلبه المتناسي تخبره بأن يحيا من جديد... فلك ذات العينين المميزتين الكسيرتين يقسم بأنه سيعيد لها ضيائها المبهر من جديد...همهم بوعد نابع من روحه...
(لن أسمح لأحد بعد اليوم أن يكسرها لو حتى بكلمة)



...يتبع...







AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-20, 11:32 PM   #257

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل التاسع



(اعتذر يا أريج لكن هذه الحالة تم نقلها لدكتورة داليا)
جملة مديرها نزلت عليها كدلو ماء بارد... ماذا حدث له كي يسحب منها حالاتها و يسلمها لأخرى؟!!...هناك شيئا ما يحدث من خلف ظهرها و هي تشتم رائحته جيدا لكنها تجهل مصدر انبعاثها... عقدت ما بين حاجبيها تسأل بتيهٍ...
(ماذا تقصد دكتور فاروق بأن حالتي ترحلت لغيري؟!!.. و ماذا سأعمل أنا؟!... أعد لكم الشاي و القهوة!!!)
عدل المدير من نظارته شاعرا بحرج الموقف خصيصا مع طبيبة هامة لديه اثبتت نجاحها و قدرتها في أكثر من عملية صعبة... لكنه داهنها بالقول اللطيف
(ليس كذلك و لكن..)
توقفت كلماته في حلقه و كأن عقله لم يسعفه لقول ما يريد...فضيقت هي عينيها تسأله بشك...
(دكتور فاروق من فضلك قل لي الحقيقة دون مواربة)
وقف فاروق من مجلسه خلف مكتبه ليتجه نحوها قائلا بلهجة ناصحة...
(أريج هلا أخبرتني لماذا ترفضين العمل في المشفى الخاص الذي قمتي بالتقديم فيه مؤخرا؟!.. لقد كنت متحمسة و طلبتي شهادة بختم المشفى بخبرتك العملية!)
اعادت أريج رأسها للخلف مصدرة همهمة متفهمة و قد عرفت اخيرا من أين تنبع الرائحة...
(هكذا إذًا الأمر!!... المشفى الخاص و مدير المشفى الخاص!!)
أسرع مديرها يوضح الأمر...
(انظري ابنتي أنتِ طبيبة ناجحة جدا و كنز بالنسبة لمشفى صغير كهذا و لكن هناك ستتاح لكِ فرص أكثر... و ايضا مدير هذا المشفى يحتاج خبرتكِ معه و قد طلب مني أن...)
(تلوي ذراعي أليس كذلك؟!)
هتفت بها بحدة غاضبة جعلت مديرها يتحفز في وقفته... قال مبررا و محافظا على مكانته...
(أريج!!!... هذا الاسلوب لا يناسب مدير مشفاكِ... أنا ابحث عن مصلحتكِ صدقيني)
هزت رأسها بعصبية ساخرة من كلماته لتقول بعدها بحدتها التي لم تقل...
(دكتور فاروق شاكرة لجميلك معي لكن من أخبر حضرتك أنني أريد ترك هذا المشفى لأعمل في مشفى يديره رجل معتوه... سيدي لا أعرف بماذا تدين له كي تتفق معه على اجباري للعمل هناك لكن رجاء توقفا لأنه أهون عندي المكوث في بيتي بلا عمل عن العمل معه)
خرجت من مكتب مديرها تهمهم بغضب بعض الكلمات الحانقة... بينما فاروق التف الى مكتبه يلتقط هاتفه و يتصل به...
(دكتور مؤيد لقد حاولت معها لكن الأمر زاد سوءًا... لولا مساعدة عمك لي و صنيعه معي قبل سنوات لم لأكن أساعدك و اتخلى عن طبيبة ماهرة كأريج)
وصله صوت مؤيد البارد يقول بهدوء ...
(انتهى دورك و القادم دوري أنا)
و دون حرف اضافي اغلق الخط معه... نظر فاروق في هاتفه بحنق من تورطه في موقف محرج كهذا مع أريج... زفر بقنوط يقول
(شخص غريب... لديها كل الحق لترفض العمل معك)
من داخل غرفة تبديل ملابس الطبيبات...
حشرت معطفها الطبي بغلٍ داخل خزانتها و اغلقتها بحدة جعلت صديقاتها ينظرن لها بتعجب... ادخلت متعلقاتها في حقيبتها غير عابئة بهن و تحركت خارج الغرفة بخطوات عصبية... هل هو مجنون حقا ليطلب عملها في مشفاه بكل هذا الالحاح؟!... أم ينتقم منها بكسر أنفها و ذلها بسبب تقريعها له في مكتبه مرتين و ليس مرة؟!...و رغم ان مقابلتها معه لم تتم للنهاية وظفها بكل عجرفة في مشفاه لكن لا بأس فهي لم توقع على أي عقد لقبول العمل معه أيًا يكن فليضرب رأسه في أكبر حائط... من يظن نفسه هذا المتعجرف؟!!!.. وقفت تخرج هاتفها من حقيبتها بعدما صدح رنين نغماته... فتحته بعدما قرأت اسم غسق عليه...
(مرحبا أريج كيف حالكِ؟!)
كتمت غضبها لترد ببشاشة على صديقتها...
(الحمد لله غسق بخير كيف أنتِ؟)
وصلها صوت غسق السريع...
(بخير حبيبتي... أريج!)
ضيقت أريج عينيها تحثها على الاسترسال قائلة...
(نعم حبيبتي؟!)
ابتلعت غسق ريقها و شعور بتأنيب الضمير يخنقها فقالت...
(ديما تتساءل هل كل شيء على ما يرام مع قريبها هذا؟!)
زفرت أريج بقوة و قد سمحت لغضبها أن يظهر... قالت بصوت محتد
(أخبري صديقتكِ أن قريبها هذا مختل عقليا و عليهم نقله لمشفى امراض نفسية و عصبية... الرجل يظن نفسه محور الكون و يأمر يطاع من فوره!!!)
سألتها غسق بلهفة متوترة لأجلها...
(ماذا فعل لكِ مجددا؟!)
تخصرت أريج في ممر المشفى تقول بغضب...
(انه معتوه بلا شك... لقد حرض مديري علي و جعله يسحب مني حالاتي ليتولاها غيري!!!... يلوي ذراعي و يظن نفسه صاحب النفوذ و السُلطة الذي لا يُقهر... لكن عليه أن يعرف أنني لا أخضع و هو لا يملك اصلا صلاحيات مديري لأنني لا أعمل لديه)
اسرعت غسق تقول بلطفٍ تمتص غضبها...
(حسنا حبيبتي لا بأس مادام لم تكملي مقابلتكِ هناك فلا تهتمي به... هو فقط شخص يحب السيطرة و يقتنص النجاح دوما و قد رأى أن خبرة مثلكِ ستنفع مشفاه خصوصا بأنها فرع جديد من مشفى والد ديما الرئيسية و يريد اثبات نجاحه بطاقم عمل خبير و ناجح)
تكلمت أريج بحدة ساخرة تهمس بتمني...
(اتمنى ألا يجد طريقا واحدا للنجاح... هذا الغبي المتعجرف ثلجي الروح و القلب)
وصلها صوت غسق المتوتر و هي تستمع لغضب أريج النادر...
(لا بأس... يبدو أنه تم وضعه في القائمة السوداء)
ضحكت أريج تهمس لصديقتها...
(لا هذا مكان راقي جدا لشخص مثله... لقد تم وضعه في صندوق قمامة)
تنهدت غسق بتوتر مستمعة لصوت أريج... تعترف بالذنب و أنها من جلبت كل هذا على رأس أريج... لكنها انتبهت لصوت أريج الحنون...
(اخبريني أنتِ كيف حال العمل في الصيدلية و ألا يوجد خبر بعد من شركة الأدوية تلك؟!)
وصلتها زفرة غسق بضيق ثم همسها اليائس...
(لا لم يصل بعد حتى فقدت الأمل... بينما حالي في الصيدلية بائس بشدة... هذا لم يكن حلمي لبعد التخرج لقد تعبت كثيرا في دراستي أملا في مزاولة مهنتي بطريقة أكثر نفعا من مجرد وقوفي هنا)
وصلها صوت أريج الحنون تقول...
(أنتِ تؤدين مهنتكِ على اكمل وجه غسق... لا تستهيني بعملكِ الحالي حبيبتي و ان شاء الله ستجدين شركة الأدوية تراسلكِ عما قريب تبلغكِ بقبولكِ...)
تنهدت غسق تهمس...
(اتمنى هذا... لأنني سأفقد صبري هنا خصوصا مع هذا الرجل صاحب الصيدلية)
ضيقت أريج عينيها تسألها بلهجة مترقبة...
(ماذا فعل لكِ؟!... هل ضايقكِ؟!)
ردت غسق بنزق...
(لا فالرجل يتعامل معي بصورة ممتازة لكنه يستغل امتلاكه للصيدلية بطريقة غير قانونية)
عقدت أريج ما بين حاجبيها تسأل...
(كيف لا افهم؟!)
تكلمت غسق بضيق...
(انظري كلها مجرد تكهنات لم امتلك الدليل المادي بعد... لكن مؤخرا بدأ يتوافد بعض الشباب في ساعات دوامي الأخيرة يسألون عن أدوية لا يتم اخراجها بدون وصفة طبية و حينما أخبرهم بهذا يرحلون بنظرة ضجرة... و كأنهم اعتادوا صرف مثل هذه الأدوية دون وصفة طبية من هنا)
سألتها أريج بتمهل...
(و ما الذي دفعكِ للتأكد من كون صاحب الصيدلية متهما بشيء؟!)
اسرعت غسق بقولها...
(لست أكيدة بعد و إلا كنت ابلغت الشرطة فورا و لكن قبل أيام كان قد انتهى دوامي و أتى يستلم مني فترة العمل المسائية... و عند خروجي دلف شاب من أولئك الشباب وقتها توتر صاحب الصيدلية و قام يودعني لأول مرة و كأنه يطردني خارجا... تلكأت في خطواتي حتى وجدته يذهب لدرج أدوية الجدول و التي قطعا لا يمكن صرفها دون وصفة طبية عليها ختم ايضا...)
شهقت أريج بقلق تسألها...
(يا الهي انه كلام خطير يا غسق... هكذا يبيع هذا الرجل العقاقير كمواد مخدرة!!!... هل هو صيدلي؟!)
نفت غسق سؤال صديقتها تقول...
(لا ليس صيدليا فهو مجرد موظف يعمل في قطاع حكومي لكنه تشارك مع اخوته لشراء اسم صيدلي و فتح هذه الصيدلية ليعمل بها و يرسل للصيدلي راتبه كل شهر)
اردفت أريج بتوتر...
(يا الهي!!!... غسق هل أنتِ واثقة من معلوماتكِ هذه؟!... لأنه لو صح ما تقولين فيجب علينا ابلاغ الشرطة)
تنهدت غسق تهمس...
(ليس بعد... لكنني لن أصمت لو صدق حدسي و ظهر أن هذا الرجل يتاجر في الأدوية كمواد مخدرة... ألا ينقص اخلاق بعض الشباب هنا لنساعد نحن في افسادها أكثر من أجل المال!!)
لانت نبرة أريج حينما قالت...
(لا بأس حبيبتي لا تتوتري و دعي الأمور تأخذ مجراها الطبيعي حتى نتأكد... ثم ليس كل الشباب حولكِ سيئين فكما اخبرتني ان ابن المراكبي ليس مثلهم و انه يساعدكِ و يرسل خلفكِ رجاله كحماية... في كل مكان حولنا يوجد الجيد و السيء و علينا نحن نبذ السيء)



...يتبع...








AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-20, 11:37 PM   #258

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل التاسع



بعد عدة أسابيع...
تشبثت بشرشف السرير تغطي جذعها... بينما تدلي ساقيها العارية لتلامس نعلها المتروك أرضا... ارتدته و تحركت ببطء تلتقط قميصها الملقى فوق هذا الكرسي المجاور لطاولة الزينة... ارتدته لينزلق الشرشف بإهمال أسفل قدمها... اقتربت من المرآة بخطوات ثقيلة تنظر لنفسها فيها بدموع تسيل... لا تعرف أهي خوف أم ندم أم شعور كبير بفداحة ما تفعله و ذنبه... شهقت بعنف فأسرعت تكتم شهقتها و هي تراقب عينيها الذابلة في المرآة... لا تصدق أنها فعلتها... لا تصدق بأنها تزوجت سرا و منه هو... همست بصوت مختنق بغصته...
(ماذا فعلتي بنفسك هدير؟!!!)

قبل أسابيع...
بعدما انقذها يوم تكالب عليها الشباب و بات يظهر لها في كل مكان...يحتفظ بمسافة بينهما و لا يتطاول عليها بكلمة واحدة حتى غلبت تصرفاته ظنها و زعزعته قليلا...داغر يبدو تغير فعلا لكن ماذا يريد منها؟!..
و بعد مرور أيام قلائل بدأ يقترب شيئا فشيء...فلم تشعر بالخوف الذي يكبلها معه دوما...سمحت له بأن يخطو اليها بسذاجة ظنا أن خطوته بريئة لكنها لم تكن تعرف انها هي من تخطو ولكن ليس اليه بل الى شباكه...
و تدريجيا منحها شعورا وليدا بالأمان شعور زائف جذبها كطفلة بلا خبرة لتركب معه سيارته...فبعد الحاح كبير منه ان يوصلها للحي خوفا من أن يتهجم عليها الغير مجددا وافقت بعد عناء...لكنها بكل أسف وافقت!
طريقهما كان ساكنا فلم يقطعه أيًا منهما حتى همست هي بخفوت...
(داغر هلا توقفت هنا رجاء سأكمل باقي الطريق بمفردي)
لم ينظر اليها و ظل بصره متعلقا بالطريق ليسألها...
(هل لا زلتِ تخافين مني هدير...أبعد كل ما اوضحته لكِ لا أزال محل شك؟!)
تلعثمت بتوتر لكنها تحكمت في نفسها لتقول بجدية...
(ما اوضحته من حسن نية أو غيره لا يعنيني في شيء داغر... ما يهمني قربك هذا مني و تواجدك في كل مكان اذهب اليه ماذا يعني؟!)
خرجت جملته ببساطة لم تكلفه عناء النظر اليها...
(انني معجب بكِ)
احمرت خجلا بعد تصريحه هذا فهمست بتأكيد تسيطر على نفسها...
(و ما نهاية هذا الاعجاب؟!...اسمعني داغر لا أنكر ان من أراه الآن مختلفا عن داغر الذي عرفته حتى سن مراهقتي لكن كل هذا لا يشفع...إذا كنت جديا فأنت تعرف بيت الحاج سليمان)
صمتت قليلا لتكمل بعدها بإصرار اكيد...
(لأنني بعد اليوم لو رأيتك في شارع ما سأسلك غيره)
اومأ برأسه بينما يقود ليقول...
(كلام سليم و عين العقل لكن الحاج سليمان لا يصدقني حتى الآن كي يصاهرني هدير)
تعلقت نظراتها بالطريق امامها لتقول بهدوء...
(و أنا سأنتظر في بيت أبي حتى يصدقك...)
اوقف السيارة لينظر لها قائلا...
(كما تشائين هدير فكل ما يهمني هو أنتِ)
ضيقت عينيها تسأله بترقب بينما تنظر حولها...
(لمَ أوقفت السيارة لم نصل للحي بعد؟!)
فتح باب السيارة ليخرج منها ثم ينحني ينظر اليها مردفا...
(سأشتري زجاجة مياه و أعود لا تقلقي)
اومأت له ببطء موافقة و التزمت الصمت الطويل حتى يعود...لم تكن تظن انها غرقت في تفكيرها حتى عاد لتنتفض هي في مجلسها...جلس في مقعده يغلق الباب قائلا...
(افزعتك؟!!...خذي اشربي بعضا من الماء )
تناولت منه الزجاجة التي كانت مفتوحة من قبل و قد نقص منها قدرا يوحي بأنه شربه...رفعتها قرب شفتيها تفرغ بعضا من محتواها في جوفها تحت نظراته المراقبة و هذه البسمة الخبيثة مستكملا طريقهما...
توقفت السيارة بهما امام مدخل حي مختلف...التفت داغر ينظر الى هدير التي تمسكت برأسها و بدأت تهذي ببعض الكلمات المبهمة...ضحك برضا بينما يسألها بخبث...
(ما بكِ هدير؟!)
شددت من تمسكها برأسها لتهمس بتيهٍ...
(رأسي يؤلمني و الرؤية مشوشة أمامي)
لم يجب عليها بل خرج من السيارة يتجه نحو بابها و يفتحه ليتمسك بها يسحبها للخارج قائلا...
(تعالِ معي لترتاحي)
بوهن كبير تشبثت بمقعدها تنظر الى المكان الغريب حولها و تهمس بتساؤل قلق...
(الى أين؟!...أين نحن داغر؟!)
سحبها عنوة من السيارة يسند جسدها المتراخي عليه و يتحرك بها الى بيت ما تحت رفضها الضعيف...توقفت خطواته بها أمام باب شقة غريبة فهمست بوهن متوجس...
(هذا ليس بيتي!!)
تمسك بذراعها بيد بينما الأخرى تُخرج المفتاح من جيبه قائلا...
(سنجعله بيتكِ لا تحملي هما)
دفعها دون رغبتها للداخل و بعدها لا تفقه حقا ما حدث...كل شيء تداخل و اختلط معا لدرجة شعرت انها علقت بين الوعي و اللاوعي!...كل ما استوعبته كان بعد حدوث الكارثة حينما استيقظت برأس يتفتت من الوجع لتجد نفسها جواره على السرير...و من بين بكاء و صراخ عرض عليها زواجا سريا لتهدأ و يؤكد حسن نيته و أن ما حدث بينهما كان خارج عن ارادتهما معا...رضخت لعرضه فلا سبيل آخر سواه ينجدها و يحفظ سمعتها من فضيحة كالتي وقعت فوق رأسها...و في غضون ساعة وصل رجلان كشاهدين على عقد زواجهما العرفي و كما قال داغر حينها "هما شاهدان على صدق نيتي فلو كنت اتلاعب بكِ لم لأكن اوقع هذه الورقة بعد ما حدث بيننا"...و بعدها بات يطلبها في نفس الشقة و حينما ابدت الرفض في البداية ارعبتها نظرته و كلماته التي فاح منها تهديد مبطن فلم تجد مفر منه إلا القبول....

التفتت للجانب حيث الحمام الداخلي للغرفة... يخرج منه عاري الجذع ببنطاله الجينز و يناظرها بنفس البسمة الخبيثة... تقدم منها يراقب قدها بنظرات أججت شعورها بالذنب مجددا... ثم وقف على مقربة منها يلامس بشرة ذراعها الغض صعودا و نزولا قائلا بهمس يجيده معها... و في الواقع هي لم تحتاج الكثير فقط همس مداعب لأنوثتها و وعد بالثقة و عدم التخلي... و هكذا كانت له... و هكذا وقعت عروس كرم الضعيفة تحت مخالبه...
(عروس البحر لماذا تبكي؟!)
زادت رجفتها بين يديه فشهقت بنعومة مغوية دون قصد...
(أشعر بالذنب داغر... أنا أخدع أمي كل مرة آتي فيها هنا)
ضمها اليه بقوة يهمس بنبرة مؤكدة...
(و لمَ تشعرين بذنب و أنتِ مع زوجك تمنحينه حقه الشرعي...)
تشبثت بذراعه العاري تسأله برجاء ضعيف...
(متى ستعلن عن زواجنا؟!)
رفع كفه يربت فوق شعرها المنساب بصورة تثيره حول وجهها البريء قائلا...
(لا تتعجلي يا عروس البحر... فخطوة كهذه ليست هينة لكنها ايضا ليست مستحيلة... كي أقنع سليمان المراكبي بزواجنا احتاج بعض الوقت)
رفعت وجهها الملطخ بدموعه تسأله بوجه طفولي للغاية...
(أنت لا تكذب علي داغر صحيح؟!...)
ضحك عاليا و زادت نظرة عينيه خبثا مخيفا...تمسك بوجهها بين كفيه يناظر شفتيها المرتعشتين بنظرة جامحة هامسا بخفوت اخجلها ببحته...
(عيب أن تكذبي قول زوجكِ هدير)
اسبلت اهدابها للأسفل بذنب كبير جعله يراقبها بتمعن... لن يكذب و يقول بأن هدير مجرد خطوة... بل هي خطوة ذات ربحا خاص... جدا
همست بتأوه بعدما رفع وجهها بحدة بين كفيه...
(داغر أنت... تؤلمني)
اتسعت بسمته ليقترب منها يقبلها تحت رفضها الواهي... ابتعد عنها يلهث هامسا بنظرة عين باتت تفهمها...
(كم مرة سأقولها يا عروس البحر... لكِ مني الأمان)
حملها فجأة بين ذراعيه يتجه بها نحو الفراش... بينما هي تاهت كليا كحالها معه و تبعثرت افكارها التي اقتات عليها قبل قليل... لم تعد تعرف أهي مذنبة أم فقط محظوظة تتذوق العشق من زوجها؟!... أما هو يراقب بأعين راضية ما تمر به... وقعت واحدة و تبقت الثانية... مر خاطر في باله و هو يراقب ملامحها التي تركن للاستسلام كعادتها معه فهمس بصوته الداخلي بنبرة متشبعة بالتسلي و الحقد...
(ترى كيف سيكون رد فعلك يا كرم و زوجة المستقبل تذوب و تستسلم بين يدي أنا )



...انتهى الفصل...
... قراءة ممتعة...











AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-20, 01:45 AM   #259

سيلينان
 
الصورة الرمزية سيلينان

? العضوٌ??? » 388542
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,266
?  مُ?إني » في حضن و دفء عائلتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond reputeسيلينان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
الطيبة ليست غباء! .......... إنما هي نعمة فقدها الأغبياء!
افتراضي

هاي ثالث مرة اقرأ فيها الفصل
علأول كنت فرحانة لأنو غسق تغيرت نظرتها شوي تجاه كرم وأيوب رح يحمي فلك
بتقوم الكلبة هدير تنزع الرواية كلها حتى ضغطي نزل وصار بدي اضربها على راسها بالطاسة


سيلينان غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية : أغلى من الياقوت .
الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة .









رد مع اقتباس
قديم 23-07-20, 02:02 AM   #260

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيلينان مشاهدة المشاركة
هاي ثالث مرة اقرأ فيها الفصل
علأول كنت فرحانة لأنو غسق تغيرت نظرتها شوي تجاه كرم وأيوب رح يحمي فلك
بتقوم الكلبة هدير تنزع الرواية كلها حتى ضغطي نزل وصار بدي اضربها على راسها بالطاسة
سلامتك سيلينان♥
هو تقريبا بنات الرواية متفقين عليكم واحدة تتعدل و التانية لأ😁
هدير اتخدعت في داغر و كان نتيجة ده انه ضحك عليها💔


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:43 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.