آخر 10 مشاركات
و أَمَةٌ إذا ما ابتُلِيَت في شرَكٍ ما جنتَ *مميزة* *مكتملة* (الكاتـب : فاطمة عبد الوهاب - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          7 - غراميات طبيب - د.الأمين (عدد حصري)** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          قلوب تحترق (15) للكاتبة الرائعة: واثقة الخطى *كاملة & مميزة* (الكاتـب : واثقة الخطى - )           »          ملكه للأبد (12) للكاتبة Rachel Lee الجزء الثانى من سلسلة التملك.. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          صفقة زواج(103) -قلوب غربية- للكاتبة الرائعة: * رووز *[حصرياً] كاملة & الروابط * (الكاتـب : رووز - )           »          قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (الكاتـب : الحكم لله - )           »          إشارة ممنوع الحب(57) للكاتبة jemmy *متميزة* كاملة (الكاتـب : Jamila Omar - )           »          أحلام بعيــــــدة (11) للكاتبة الرائعة: بيان *كامله & مميزة* (الكاتـب : بيدا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree860Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-10-20, 03:41 PM   #821

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال سلامة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

لقياك لي المأوى ..
الجزء الثاني من الفصل 22 ..

تسلم إيدك آية الاحداث رااائعة جدا ..👏👍

بداية جميلة من غسق وذهولها كلما اكتشفت شيئا عن كرم الذي كانت تحكم عليه مسبقا هناك اشياء بدات تتوضح لها عن حياته ..وهو يعيش على عشقها الذي يغذي روحه منذ سنوات طويلة يكتب ويخط كلمات العشق التي تحمل معنى اسمها التي لم تفهمها في بيت الشعر ..
انتهاك روحها وجسدها ببشاعة لا يزال يقلق راحتها ويجعلها تشعر بالذنب لتحمل اعباء وبشاعة ما حدث لها بمفردها ...

داغر ..
استمر ثمانية سنوات يخطط لينتقم من كرم ومع ذلك لم يستطع النيل منه فهدير لم تكن في باله التي اضاعت شرفها بارادتها ..وغسق التي اغتصبت تزوجها وتستر عليها ..يغيش في دوامة الانتقام التي لا تنتهي .. من حكيم واخيه سلطان شيطانا يزينا له سوء ما يفعل ..

ايوب ومودة ..
ومحاولت اولى لنيل رضاها والتقرب منها ليتخلص من شبح فلك ..
حديث مسرة مع مودة موزون وعادل عليها الا تتنازل بسهولة يحتاج منها لصبر وطول بال لتجعله يعي الدرس ويتعلم جيدا فكسر القلوب ليس بهين ..

اريج ومؤيد ويائيل ..
اسرة متكاملة تتعامل بتلقائية رغم زواجهم الذي كان بسبب يائيل ..دائما هناك غريزة فطرية في كل فتاة جبلت عليها تختلف من فتاة لاخرى واريج داخلها حنان وحب غرسه الله في قلبها حب يائيل والاهتمام به ..مشهد.رااائع ان شاء الله يكون هناك لهم مشاهد اكثر من ذلك ..
حتى موقف مؤيد وهو يرى دموعها اثرت به ..

سهر عديمة الادب والاخلاق ان شاء الله تقع في شر ما تعمل قبل أن تؤذي غسق ..
ولا تؤذي هبة اكثر من ذلك ..حقودة سوداوية قرينة الشيطان بما تفعل

يعطيكي العافية على الفصل الاكثر من رااائع ❤❤❤❤
و عليكم السلام حبيبتي منال تسلم اناملك الذهبية على الابداع ده شكرا من قلبي♥


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-20, 03:43 PM   #822

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة randa duidar مشاهدة المشاركة
هي الروايه دي كانت تايهه عني فين
قلم روائي ولا اروع بجد
خلصت الفصول في ٣ ايام ومش عارفه ايه اللي هيصبرني على انتظار فصل الاربعاء او الفصول بعد كده
هشوف لو ليكي روايات تانيه احملها لأن بجد قلم يستاهل المتابعه 🌹🌹
نورني وجودك راندا
ممنونة من قلبي على رأيك عن الرواية ..ان شاء الله تنال باقي الاحداث اعجابك♥


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-20, 03:30 AM   #823

Zaina zaina

? العضوٌ??? » 412027
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 690
?  نُقآطِيْ » Zaina zaina is on a distinguished road
افتراضي

روايه ممتعه جدا ومختلفه عن الابطال ذوي المال والنفوذ
بجد قلمك مميز وساحر واحببت جدا اجواء الحاره الشعبيه
المت قلبي جدا لما حدث لغسق كنت ارجو ان الموضوع فقط صور وليس اغتصاب 😭😭
كرم نرجو لك السعاده قريبا
موفقه انتي كاتبه مميزه جدا 🥀🌺🌸🌼🌻🌼🌸🌺🥀🥀🌺🌸🌼


Zaina zaina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-20, 06:26 PM   #824

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zaina zaina مشاهدة المشاركة
روايه ممتعه جدا ومختلفه عن الابطال ذوي المال والنفوذ
بجد قلمك مميز وساحر واحببت جدا اجواء الحاره الشعبيه
المت قلبي جدا لما حدث لغسق كنت ارجو ان الموضوع فقط صور وليس اغتصاب 😭😭
كرم نرجو لك السعاده قريبا
موفقه انتي كاتبه مميزه جدا 🥀🌺🌸🌼🌻🌼🌸🌺🥀🥀🌺🌸🌼
ممنونة لرأيك حبيبتي و اسعدني ان الاجواء نالت اعجابك
نورني وجودك❤


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-20, 03:23 PM   #825

ghada.samir

? العضوٌ??? » 363403
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 283
?  نُقآطِيْ » ghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور بانتظار الفصل بالتوفيق

ghada.samir غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-20, 06:52 PM   #826

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الفل والنرجس 🌹🌹
تسجيل حضور ✋
بانتظار نزول الفصل الجديد ❤❤


منال سلامة متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-20, 07:13 PM   #827

ام جواد
 
الصورة الرمزية ام جواد

? العضوٌ??? » 443659
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 778
?  نُقآطِيْ » ام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond repute
افتراضي

تسحيل حضووووووووور في انتضار فصل اليوم بفارغ الصبر

ام جواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-20, 09:09 PM   #828

Wejdan1385

? العضوٌ??? » 392089
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 469
?  نُقآطِيْ » Wejdan1385 is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور بانتظارك

Wejdan1385 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-20, 09:10 PM   #829

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثالث و العشرون



مساء الخير لظرف طارئ مضطرة انزل الفصل دلوقتي




الفصل الثالث و العشرون




المشفى...
خرج من غرفة الفحص الخاصة به ينزع قناع الوجه الطبي بغضب ليظهر التوجع على ملامحه...رفع كفه الأيمن أمام ناظريه يرى اثار اسنان حوت صغير اخترقت قفازه الطبي و مغروسة في لحم اصبعه...جز فوق ضروسه يلعن في هذا الطفل الأشبه بكرة منفوخة تتدحرج على أرضية اسفلتية...يعرف ان الناس يرون طبيب الانسان كسفاح و يرتعدون منه و بالأخص الاطفال لكن أن ينهش هذا الولد اصبعه هكذا كي لا يخلع ضرسه لشيء فاق المحتمل...سمع صوت فتح الباب فالتفت لتتراشق النظرات الغاضبة منه و المهددة من الولد...فمه المختفي وسط خدين سمينين كوسادتين محشوتين اسفنج تدلى منه قطنة بيضاء تدل على انتصاره في خلع الضرس...زمجر الولد بينما يكور قبضته محاولا الاقتراب من كاظم و لكمه لكن امه و الممرضة احكمتا الطوق عليه...برطم الصغير بصوت متحشرج بشيء ما لم يلتقط منه كاظم سوى...
(سأريك أيها الدكتور الأبله...)
سحبته أمه بصعوبة تعتذر من كاظم بلطف و توبخ صغيرها ليرد عليها كاظم ببسمة مجبرة و كم يود حمل هذا الكائن إذا تمكن من حمله اساسا و ربطه في كرسي الفحص و خلع كل أسنانه ليعرف ان الله حق...انتبه لضحكة الممرضة المكتومة خلفه فالتفت يعدل من وضع معطفه الطبي قائلا في محاولة لحفظ ماء وجهه...
(نحمد الله أنه احتفظ بلقبي اثناء السب...تدرين لو سبني دون لقب دكتور كنت سأتصرف تصرفا مختلفا)
تحشرج صوت الممرضة لتقول بضحكة لم تتحكم بها...
(واضح دكتور واضح...)
تنحنح بحرج يعيد هيبة نفسه قائلا بأمر...
(هل سنقف و نتسامر هيا للداخل لتجهزي غرفة الكشف و المريض التالي...)
اومأت له تداري ضحكتها و تدلف مطيعة أمره...تنهد بضجر ليرفع اصبعه ينفخ فيه باعتذار عما حدث له...صدح رنين هاتفه فأدخل يده السليمة يلتقطه من جيب معطفه فوجد اسم والدته عليه...فتح الخط ليصله صوتها المتقطع و كأنها كانت تعدو في سباق...
(كاظم حبيبي أين أنت الآن؟!)
جوابه كان بديهيا بسيطا...
(في المشفى أمي...)
لكنه لم يكن هكذا عند والدته التي شهقت بجزع تسأله بلهفة...
(ماذا اصابك و في أي مشفى أنت؟!!!)
اغمض عينيه ببطء يجيب بتريث يمنحها كل العذر في قلقها عليه فهو ابنها الوحيد...
(بالله عليك أمي هل أنا مهندس مدني!!!...أنا طبيب أمي و الطبيب يعمل في المشفى)
زالت اللهفة و انقشع الخوف عليه ليتبدلا الى توبيخ غاضب...
(ألم اخبرك بأن تقول مكان عملي بدلا من المشفى تعرف أنني اقلق عليك و أنت مثل التيس تلقيها في وجهي كل مرة و ترعبني عليك!)
استند على الحائط خلفه يناقشها بطول بال عجيب و كأنه اعتاد على كل هذا...
(قلتها بلسانك أمي "كل مرة" ألا يعني هذا أن العيب ليس من عندي؟!)
جعد ما بين حاجبيه يتلقى توبيخا آخر سيرتقي الى خصام و حرمان من الغداء لذا اسرع يتدارك الموقف متسائلا بفضول مزيف...
(لا بأس أمي أنا تيس و حمار ايضا لكن ألن تخبريني عن سبب اتصالك في بداية يوم عملي اللطيف؟!)
كلمته الأخيرة قالها بقرف بينما يناظر اصبعه المتألم...صوت تعجب امه من نسيانها اصل الاتصال وصله عاليا و بعدها لم يفقه كيف تداخلت في لمح البصر عماته و خالته و بناتهن معهما...ابتعد عن الحائط يجلي صوته بتردد خشن ليسطر على صوتهن الحاد قائلا...
(لحظة من فضلكن سيداتي من أين اتيتن انتن؟!!!!)
وصله صوت عمته السعيد...
(انها مكالمة جماعية يا زوما...)
بينما خالته تقول...
(اتفقنا أن نتحدث معك عبر الهاتف لأنك لا ترد على رسائلنا في مجموعة الدردشة)
همهم بهمس نزق...
(يبدو سأحظركن من على الهاتف ايضا...)
وصله صوت أمه الجاد بطريقة نادرة الحدوث تقول...
(كاظم نود مناقشة موضوع هام جدا معك...)
ضيق عينيه يرفع معصم يده اليمنى يراقب xxxxب الساعة التي تكافح لتصل الى الحادية عشر صباحا فسألها ببلاهة...
(موضوع هام جدا يُناقش عبر الهاتف في الحادية عشر صباحا و أنا لم اترك البيت سوى من ساعتين فقط!!!...أمي ماذا هناك؟!!!)
اسرعت عمة من عماته تقول بفخر...
(خير يا زوما لقد وجدت لك عروسا كاملة في كل شيء افضل من العروس التي اختارتها خالتك الشهر الماضي...)
احتدام كلامي متواصل هو كل ما يسمعه عبر الهاتف تقف فيه خالته و عماته كصفين متقابلين من الاعداء و كل منهن تشجع اخواتها...صاح فيهن بإرهاق متعب مما يفتعلنه
(وقت مستقطع توقفن رجاء...هل تمزحن معي على بكرة الصباح؟!!!)
اصواتهن خفتت ليبقى تنفسهن هو ما يسمعه...بعد ثوان مجرد ثوان تكلمت خالته بتشجيع للقبول...
(بغض النظر عن طول لسان عمتك إلا ان العروس هذه المرة لا تعليق عليها...و الله يا كاظم لولا انك اصغر الابناء لكنا زوجناك احدى بناتنا لكنه النصيب...)
(الحمد لله...)
حمده الصادق و السعيد جعلهن يتهامسن بعدم فهم طلب منه التوضيح كي لا يحزنن...
(اقصد الحمد لله أنني لم أُحرم من نعمة الأخوة...ان يكون لي أثنا عشرة ابنة عمة و خالة كأخوات هذا شيء عظيم)
تنهدت والدته برفض لما يحصل فسألته بضيق...
(ولد يا كاظم لا تلهينا في الحديث و أخبرنا ألا تريد أن تستقر بعد؟!!!)
هل هذا الوقت المناسب؟!!!...ود لو يسألهن حقا هذا السؤال لكنه استبدله بإجابة ثقيلة الظل يعرف هذا جيدا لكنه في هذه اللحظة يحلم بتوبيخ و غلق الخط في وجهه ليعود الى عمله أرحم...
(لحظة واحدة أمي سأفقد الكترونا و استقر...)
لولا ضحكات بنات العمات و الخالات لظن انه سمع صوت صرصور الحقل...تساءلت عمته بجهل لقصده...
(ماذا تقصد بفقد الكترون هذا؟!!!)
تولت احدى الفتيات الإجابة و هي لا تتمالك نفسها من الضحك...
(هذا شيء يحدث في العناصر الفلزية كالمعادن خالتي...)
(و ما دخل المعادن بالزواج...)
(كل ما أعرفه أنه يجب ان يكون معدن الناس أصيل ربما يقصد أن نسأل جيدا على العروس قبل خطوة الارتباط...)
(ما الذي تقولونه بالله عليكن ما دخل الكيمياء و توزيع الإلكترونات بالسمعة و الأصل...)
(زوما اخبرنا أي فلز هو أنت؟!!!)
لو رمى الهاتف اسفل قدمه و سحقه بكل غيظ لن يلومه أحد أليس كذلك؟!...زفر بحنق متعب يجول ببصره في كل مكان يبحث في عقله عن فرصة يهرب بها منهن حتى وجدها أمامه...ليست الفرصة بل الجميلة الهاربة!!...تتهادى في مشيتها الناعمة داخل معطفها الطبي و شعرها يتأرجح يمنة و يسرى ليسيطر على عينيه...انها ديما احد المتنمرين على اسمه و الشخص الاول الذي لطخ معطفه بالقهوة...لا يتذكر حقا كم مرة حاول ان يصل اليها بعد موقفها معه لكنها بمجرد ان تلمحه تهرب...لذا قرر ان يراقبها من بعيد لبعيد ينتهز الفرصة المناسبة ليرد لها ما فعلته به لكنه لم يكن يعرف بأنه سيعجب بها بدلا من ذلك...سؤال ابنة خالته الأخير كان اخر ما سمعه بإنصات فأجاب عليها ببسمة سعيدة و هو يراقب ديما المنغمسة تماما في اوراقها...
(لست فلز بل أنا غاز نبيل رضي بإلكتروناته و تشبع بها فلا يرفضها و لا يقبل سواها...هي فقط من تعجبني)
و عند المصعد وقفت ديما تقلب في الاوراق بغضب تهمهم...
(ما لي أنا بشأن المؤتمرات الصحفية لماذا يحشرونني في كل شيء هنا و كأن المشفى مشفى أبي...)
توقفت للحظة بصمت تتأوه بتعب...
(آه لكنها مشفى أبي حقا!...)
وصل المصعد و فتح بابه لها فألقت بنفسها داخله تهمهم بتذمر سرق نظرات كاظم المعجبة كليا...
وصل المصعد الى طابق مكتب مؤيد فخرجت منه متجه مباشرةً اليه...دقت الباب و انتظرت إذنه ثم ولجت...تقدمت من مكتبه تضع الأوراق قائلة...
(لقد تمت مراجعة كل الأوراق الخاصة بالصيدلية هنا)
اخذهم مؤيد منها بعملية يسألها...
(هل وقع عليهم رئيس قسم الصيدلة الإكلينيكية؟!)
هزت رأسها بنعم تؤكد اتمام الأمر على اكمل وجه...عيناه تعلقتا بالأوراق يراجعها بسرعة فتنحنحت هي تقول...
(هكذا انتهت مهمتي سأذهب أنا....)
تراجعت بخطوات سريعة تهرب من أي مهمة جديدة لكنه اوقفها بأمر...
(توقفي هل سمحت لك بالذهاب؟!)
(مؤيد أنا....)
(دكتور مؤيد يا دكتورة ديما نحن بالمشفى....)
تصحيحه خرج بصوت جامد فلم تعرف أهو تصحيح ام توبيخ...هزت رأسها بتفهم تعتذر و توضح وجهة نظرها...
(آسفة دكتور مؤيد...لكنني حقا تعبت من كثرة الأوراق و المراجعة هذا ليس عملي انه من اختصاص ادارة المشفى)
ترك الأوراق فوق المكتب يتراجع بظهره يستند على كرسيه قائلا بثبات...
(التعب كلمة لا أريد سماعها من العاملين هنا...يبدو انك نسيتِ انها مشفى والدك و عليك التعامل كمسؤول لا مجرد فرد من طاقمها...المؤتمر الصحفي القادم مهم جدا لنا و يجب ان تخرج كل معلوماتنا صحيحة و دقيقة لأننا اصبحنا محط انظار دولية لن اسمح بأن تبتعد عنا...)
لوهلة شعرت بالانشداه من تمكنه و ثقته التي لا مثيل لها...تتذكر اياما من الماضي حينما كانت ذات الخمسة عشرة سنة تلك الفترة هي اخر ذكريات لمؤيد ابن عمها الشاب المرح العابث و الحنون...لا تنسى مزحه معها كلما أتى زيارة من الخارج و لهوه مع الكبير و الصغير حتى أمر عمها أمره القاطع ليسحب من مؤيد كل الحنان و الدفء و يمنحه البرودة و الجمود...رمشت مرات متتالية حينما قصف صوته برج شرودها فضيقت عينيها تتساءل...
(عفوا دكتور مؤيد لم اسمعك)
اعتدل في جلسته يقترب من المكتب و يعاود تناول الاوراق بين يديه قائلا ببرود...
(انصتي جيدا لأنني نادرا ما اعيد حديثي...ما قلته انك ستكونين ضمن فريق المشفى الذي سيتولى امر المؤتمر)
(أي فريق؟!!)
سؤالها خرج بنبرة البكاء لكنه لم يهتم و هو يوضح....
(فريق مكون من عدة اطباء و عاملين من كل اقسام المشفى سيمثلنا في المؤتمر معي...و أنتِ قائده)
خرجت تغلق باب مكتبه بوجه حزين للغاية...لو هربت من هنا هل سيتهمها احدهم بالجنون؟!...لا تحب المهام ابدا فما بال ان تكون مسؤولة عن أناس ربما اكبر منها عمرا أمام حدث كبير كالمؤتمر...همهمت بنزق متضايقة لأبعد حد...
(هل أدعو عليه و أرتاح أم أدعو على القائمين على هذا المؤتمر الشؤم؟!!!!)
(هل تحدثين نفسك ديما؟!)
سؤال أريج المتعجب جعلها تزفر ببؤس و تقول...
(بل أحاول ان ادعو على زوجك أريج)
ضيقت أريج عينيها تسألها بعدم فهم رغم ان وجه ديما في هذه اللحظة يدغدغ مركز الضحك في عقلها جدا...
(ماذا فعل لك مجددا؟!)
تأففت ديما تشوح بيدها بغضب قائلة...
(بل قولي ماذا لم يفعل!...لقد حملني مسؤولية المؤتمر الصحفي و جعلني قائدة للفريق الذي سيمثل المشفى امامهم)
تكلمت أريج بعملية تحاول ان تفهمها صحة الأمور...
(أعرف أنها مهمة كبيرة و ربما مخيفة خاصة و انها ستكون تحت متابعة دولية لكن ألا ترين انك انسب شخص لها...أنتِ ابنة صاحب هذا المكان تواجدك في الصورة مهم جدا و أكيد ستتعلمين الكثير الذي سيزيد خبرتك ديما)
ناظرتها ديما ببلاهة تقول...
(يا الهي اصبحتِ تتحدثين مثله تماما...هل بهت عليك بعد الزواج أريج؟!)
ما حدث لها للتو لم يكن مبررا أبدا!!...هذا الشعور بالألفة لسماعها ما سمعته من ديما غريب...هذه البسمة التي تلح لتظهر عجيبة!!...سألتها بفضول انثوي لم تعرف من أين اتى حقا...
(هل هذا رأي مؤيد ايضا؟!)
(دكتور مؤيد من فضلك نحن بالمشفى...)
تصحيح ديما بهذه النبرة الباردة و تقليدها لمؤيد جعلا أريج تضحك بخفة قائلة...
(من منا التي بهت عليها حضرة المدير الثلجي؟!)
ابتسمت ديما تزيح عن بالها تعب و شقاء قادم لتهمهم...
(ماضيا اعترف اما حاضرا فلا أريد ان يبهت علي ابدا)
توقفت أريج عن الضحك تسألها بترقب...
(ماذا تقصدين؟!)
تنهدت ديما بحنين صادق لشبح شاب وسيم مشاكس يُسمى ابن عمها فقالت...
(كان مصدر بهجتي هو سماع خبر قدوم مؤيد من اميركا في اجازة...كنت احب رؤية ضحكته العالية الصاخبة و مزحه الثقيل معي و مع أخي...كنت انبهر حينما اطلب منه شيئا رفضه أبي و يقنعه في غمضة عين و إن سألته كيف فعلها يغمز بسحر ميزه قائلا "انها احدى خدع الساحر")
فغرت أريج فمها بصدمة مصحوبة بعدم تصديق بالمرة...هل تتحدث ديما عن مؤيد المتعجرف...حسنا لقد لمحت فيه لمحة حنان لكنها مخصصة لابنه فأي أب سيحب ابنه مهما كانت طباعه لكن غمز و مزح و سحر هذا العجب بعينه...ودت لو تتأكد بسؤال فضولي لكن رنين هاتف ديما منعها ثم رحيلها المهرول بعدما تلقت مكالمة يستعجلونها للحضور في الصيدلية...وأدت أريج فضولها عن معرفة ذاك المؤيد المرح لتدلف مكتب هذا المؤيد الفظ...توقفت أمام مكتبه تتحدث بهدوء رغم تفحصها له الغريب و الرغبة في مشاهدة غمزة هذه العين الميتة من الشعور...
(اليوم احتاج الخروج باكرا لأحضّر يائيل لأجل ميعاد طبيبه...)
ترك الأوراق ينظر لها باهتمام...هذه اول مرة ستزور معهما طبيب ابنه...لقد شدد عليه بألا يتيح لها معرفة كل شيء...لا يجب أن تعرف كل شيء بل عليها معرفة ما يخص حالة ابنه...لكنه يخشى من كثرة تساؤلاتها للطبيب بأن تصل لطرف خيط يود لو يحرقه كي لا يفك عقدة الماضي احدا فتجر في ذيلها اشياء دفع هو و ابنه ثمنها غاليا...بصوت هادئ و نظرة عين جامدة لا تنم على شيء قال...
(حسنا يمكنك الخروج باكرا بساعة...و انتظراني عند الرابعة سآتي لأخذكما)
اومأت له بموافقة لتخرج بعدها من مكتبه بينما هو يناظر الباب طويلا ليهمهم بيقين...
(لن تعرف ابدا لن أدعها تعرف...)






...يتبع...














AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-20, 09:13 PM   #830

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثالث و العشرون



في عيادة الطبيب النفسي...
يجلسان متجاورين امام مكتب الطبيب...هو واضعا ساق فوق الأخرى و هي تحمل ابنه فوق ركبتيها و الأخير يتمسك بكفيها كحركة اول مرة يفعلها...و كم اسعدها ان يتحرر و يتفاعل خاصة امام طبيبه ليرى و يشرح مدى تحسن حالته...و بالفعل تعلقت عينا الطبيب بأكف أريج و يائيل ليرفع عينيه اليها قائلا...
(تقدم ملحوظ يفتح لنا باب الأمل...)
ابتسمت أريج بسعادة حقيقية تهمهم بالدعاء المتمني ثم تسأله...
(ما هو تشخيص حالته دكتور؟!)
اتشح الطبيب بالجدية فتراجعت ملامح البشاشة لتحتل مكانها ملامح التكتم ربما هي تزيدها لكنها ليست عمياء كي لا ترى النظرات المتبادلة بينه و بين مؤيد...
(في الواقع نحن لم نصل لمسمى ثابت لحالة يائيل...في البداية افترضنا انها صدمة و بالوقت ستزول لكنها لم تفعل...ثم رجح زملاء لي تم تشخيص يائيل من قِبلهم قبل أن اتابع حالته انه خرس انتقائي معتمدين على انه انتقل من بيئة مختلفة الى هنا و بسبب اختلاف اللغة و ربما تخوفا من الوجوه حوله لكن حالة الولد لا تملك كل دلالات الخرس الانتقائي...و المحير ان كل الأشعة التي أُجريت على المخ توضح ان حالته طبيعية جدا...بالنسبة لي يائيل اختار السكون بإرادته ليهرب من مخاوفه فقطع عقله كل اتصالاته بالعالم الخارجي حاميا نفسه داخل قوقعة وهمية...)
تتابع كل كلمة من الطبيب بتدقيق كبير...تأمر عقلها بأن يعمل شقه الطبي متلقفا كل المصطلحات و التحليلات الى خانة الفهم و الشق الآخر جعلته انسانيا بحتا كأم وضعها القدر في طريق يائيل...بعدما انتهى الطبيب سألته بحيرة
(من أي شيء يهرب طفل في مثل عمره؟!!!)
توترت الأجواء حولها و نظرات مؤيد و الطبيب تزداد غموضا...تنحنح الطبيب ليقول مفسرا
(لا تتعجبي من قدرة العقل البشري حتى لو عقل طفل)
ناظرته بجمود اكتسبته اللحظة من مؤيد لتقول بنبرة شملت شيء من السخرية...
(دكتور أنا أعرف جيدا مدى تعقيد العقل البشري و قدرته و هذا لم يكن سؤالي!!)
تنهد الطبيب بتردد جعلها توقن من ان مؤيد يحكم الطوق حول رقبته كي لا يتكلم...ما به ماضيه ليخفيه عنها بهذه الطريقة المستميتة ؟!!...صوت رنين هاتفه اجبره على ان يخرج من الغرفة ليجيب عليه...لكنه توقف محدثا الطبيب بتحذير صريح غير مهتم بوجودها...
(هذه مكالمة هامة لأجل المؤتمر سأخرج لأجيب...و أنت دكتور أخبرها ما يجب أن تعرفه)
راقبت أريج ظهره حتى خرج فالتفتت سريعا للطبيب تسأله بشك...
(ما الأمر بالضبط دكتور يجب أن اعرف؟!!!)
ناظر الطبيب وجه يائيل الساكن إلا من نظرات خاطفة تؤكد له تقدمه مع أريج...و لأجل مريضه الصغير الذي يعاني سيخبرها بما يجب أن تعرف...
(قبل ثلاثة سنوات تعرض يائيل لحادث و كان صعبا للغاية على قدرة استيعاب طفل بعمر الثلاث سنوات فقط)
تنفسها خبى بألم حقيقي على يائيل...حادث مأسوي و أين كان والديه بحق الله...ترجم لسانها سؤالها فخرج مهزوزا و عيناها اللتان دمعتا خانتاها لتهطل دمعة موجوعة لمشهد مروع يرسمه عقلها و يخبرها بأن هذا ما مر به الطفل المسكين فوق حجرك...
(و أين كان والداه؟!...أين كانت أمه وقتها و أين هي الآن؟!...هل هي على قيد الحياة أم ماتت؟!!!!...)
شعرت بكفي يائيل فوق كفيها ترتعشان لوهلة...لكنها لم تمنح الأمر تفكيرا كثيرا فرغبتها في معرفة سبب ما اصابه يعميها الآن...جواب الطبيب كان مبهما غير مشبعا ابدا
(أي شيء يخص والدته غير مسموح مناقشته إلا مع الدكتور مؤيد هذه اسرار مرضى و لا يمكن ان افشيها...اعذريني دكتورة)
كادت تصرخ به بكل قوتها...لكن قوة تمسك يائيل بكفها اوجعتها حقا فتألمت لتستفيق لما يمر به...خرج الطبيب من خلف مكتبه سريعا يقترب منهما مراقبا تشنج كفي الصغير و تأثر ملامحه بشيء من الألم...تكلم الطبيب بعدم تصديق و سعادة في تحقيق خطوة ايجابية معه...
(هذه أول مرة يتم ذكر الحادث أمامه و يتأثر...حالته تتطور بصورة كبيرة!)
ضمته أريج بجسدها فيداها مكبلتين تحت كفيه...همست له بحنان باكٍ لما يحصل له...
(لا تخف حبيبي لقد زال كل الألم و لن يعود مجددا هذا وعد...لن أسمح بأن يؤذيك أحدهم يائيل)
دلف مؤيد الغرفة بعدما انهى مكالمته لتتسمر خطواته و يساوره شعوران متناقضان يعصفان بروحه...واحد سعيد برؤية ابنه حي امامه يتفاعل و يتأثر و آخر متألم لألمه يريد أن يركض اليه يغمره في حضن دافئ آسف و باكي!!...تدريجيا لاحظ سكون ابنه بينما يتلقى كلمات هامسة من أريج...ماذا فعلت بحياته هذه المرأة؟!...لقد حولتها من مقبرة لا يسكنها إلا الموتى الى جنة بذرت بذور الحياة فيها و ها هي تثمر...صوتها الذي خرج منفعلا رغم محاولتها ان تكون هادئة لأجل يائيل جعل مؤيد يتقبض على كفيه...
(لن اسأل عن الكثير اليوم يكفي ما مر به الصغير...لكنني لن أصمت حتى أعرف ما و من سبب تدمير نفسية طفل مثل يائيل!!!)
بعد وقت قليل...
أصر الطبيب أن يبقوا ليراقب أي تغيير في حالة الطفل لكنه استكان تماما بين احضان أريج بعدما هدهدته بكلمات لم يسمعها سواه فآمن بها و ارتاح متنعما بدفء كدفئها...تحدث الطبيب بنبرة اقرب للهمس كي لا يفزعه...
(ما حصل اليوم ظننته سيحصل بعد سنوات...كل هذا بفضلك دكتورة أريج)
رمقته بنظرة نزقة تهمس هي ايضا..
(هذا بفضل الله من جعلني سببا لأساعده...)
التفتت تراقب وجه مؤيد الذي تسمرت عيناه على جسد ابنه يراقبه بحنان كبير...اكملت همسها و كأنها تسمعهما معا...
(هناك شيء مفقود في الحكاية و سأعرفه لأجل يائيل...)
عينا مؤيد حطتا على عينيها يناظرها بأمر أن تتوقف لكنها تحدته بعنفوان...
(كي اساعده يجب ان اعرف كل صغيرة و كبيرة تتعلق به و بحياته قبل أن ادخلها...تأثره اليوم بعدما ذكرنا ال...الماضي كان مؤلما له و أنا لا أريد أن اؤلمه اكثر...أريد ان اراه طفلا سعيدا متنعما بطفولته)
بعد صمت قطع جلستهم رفضا لطلب أريج انتهت الجلسة اخيرا...حمل مؤيد ابنه الذي غفى و كاد يتحرك الى الباب لولا سؤالها للطبيب...
(من فضلك دكتور هل من الممكن ان ترشح لي اطباء نفسيين يتواصلون مع المرضى عبر الانترنت؟!)
عوج الطبيب فمه بتفكير ليقول...
(هنا في الوطن قليل من يتبع هذا النظام و كي أكون صريحا ليسوا جميعهم متمكنين...لكن بالخارج هناك عدد كبير من الاطباء يجعلون جلساتهم من خلف الشاشة)
تنهدت أريج بخسارة حزينة...لقد ظنت انها ستجد وجهتها هنا لكنها فشلت...بعد سلام صغير منها للطبيب وصلت مع مؤيد و ابنه الى باب السيارة و قبل أن تدلف فاجأها مؤيد بقوله الهادئ...
(اعرف اكثر من طبيب نفسي يتواصل عبر الانترنت مع الحالة سأخبركم عنهم حالما نصل للبيت...فصديقتك غسق تنتظر)
تلعثمت بقوة لتهمس بنفي واهٍ...
(ليس لأجل غسق...)
وضع ابنه في المقعد الخلفية يربط حزام الأمان له ثم يغلق الباب و يتوجه الى بابه يفتحه قائلا ببرود هادئ...
(حسنا...)
ابتلعت ريقها بحرج و توتر و قلق...غسق لا تريد ان يعرف عن حادثها أحد بل انها اشترطت ان تكون جلساتها من خلف شاشة حاسوب كي لا يرى وجهها او المها شخص غريب كالطبيب النفسي...نظرة عينه لها حثتها على الركوب فأسرعت تفتح الباب و تجلس في كرسيها بعقل لا يتوقف عن التفكير هل ستنجح غسق يوما على تخطي ما صار؟!!!..
صباح اليوم التالي...
اثناء قيادته السيارة ليذهبا معا الى المشفى تكلمت أريج بهدوء...
(من فضلك مؤيد اوصلني الى مدرسة أكمل قبل المشفى فهو ينتظرني لأمر يخصه...)
بكلمة واحدة خاوية اجابها...
(أعرف...)
ضيقت عينيها بتعجب تتساءل من أين يعرف و هي لم تخبره عن موعدها مع أخيها...ربما سمع مكالمتها مع أمها قبل أيام بعد محادثتهما المريعة في السيارة أمامه...فضلت الصمت و قتل الفضول بداخلها فهو بجموده هذا يقتل اي شيء فلم تتوقف على الفضول فقط...مرت حوالي ساعة حتى توقفت السيارة أمام باب مدرسة أكمل...نزعت حزام الأمان تتمسك بعتلة الباب تفتحه بينما تشكره بلطف...
(شكرا لك اتعبتك معي...سأنهي أمر أكمل و أعود بسيارة اجرة للمشفى لن اتأخر)
ما قابلها منه كان صمتا مغيظا جعلها تستقيم بغضب و تغلق الباب ببعض الحدة...تحركت من امام السيارة لتدخل المدرسة لكنها فوجئت به يفتح بابه و يخرج...توقفت تسأله بعدم فهم...
(ماذا تفعل أنت؟!)
ببرود شديد جاوبها...
(سأدخل معك لأفهم مشكلة أخيك...)
هذا العرض منه بأن يشارك في حل ازمة ما في حياتها قد يظهر عاديا لكنه ابدا ليس هكذا...ليس من مؤيد الذي لا حياة بداخله و ليس تصديقا بأن هناك شخصا ما يعرض ان يتحمل مسؤولية من مسؤولياتها!!...رمشت بسرعة تستعيد ثباتها فتكلمت بتلعثم توضح له الأمر...
(ليست مشكلة فقط أكمل في سنته النهائية و السنة الماضية قد اختار القسم العلمي لكن درجاته كانت قليلة لذا قرر أن يغير القسم هذه السنة و يختار الأدبي ليلتحق بكلية مرضية)
ابتلعت ريقها مع نظرته المدققة لها بتركيز لتكمل...
(انه يحتاج ولي أمره ليوقع على بعض الاوراق و يبدي موافقته على تغيير القسم و....)
(فهمت...)
كلمته خرجت قاطعة لتوقف سيل كلماتها المهتزة دون سبب مقنع...اشار الى سيارته يقول بهدوء واثق
(عودي الى السيارة و انتظرينا بها حتى انهي كل شيء...)
اتسعت عيناها بعدم تصديق تهمس...
(أنت تنهي ماذا؟!..)
ابعد عينيه عنها يستكمل بنفس النبرة الهادئة...
(هذه الاجراءات تحتاج لرجل حتى تتم بسرعة و يسر...)
اهتزت حدقتاها تناظره بتمني كبير...تتمنى أن يكون هذا هو والدها يقدر كونها فتاة لا تتحمل ما يرميه على عاتقها حتى لو ظن انه سهل و عادي...اسبلت اهدابها للأسفل تداري تأثرها من موقفه الغريب هذا معها...راقبت خطواته تتحرك ناحية باب المدرسة لكنه توقف ليلتفت لها...رفعت بصرها اليه فوجدته يناظرها بطريقة لم تفهما ثم يعود اليها ليستولي على عينيها الدامعتين فيهمس بعجرفة تكرهها...
(لقد كنتي جوار ابني بالأمس عند طبيبه لذا سأكون اليوم جوار أخيك...لا أحب أن أدين لأحد فلا توسعي مجال تفكيرك لأي تفسير آخر لخطوتي هذه...)
و دون انتظار ردها اتخذ خطواته لداخل المدرسة بينما هي تقف تعاني صدمة عصفت بكل مشاعر الامتنان له قبل ثوان...احتدت نظرتها لتهتف بغضب مكتوم...
(يا لك من رجل بارد...)
في جلستها داخل السيارة و التي استمرت لربع ساعة رأت أكمل يخرج من باب المدرسة بمفرده...اشارت له فتوجه للسيارة و ركبها...و فور استقراره على الكرسي قال بنبرة اعجاب...
(يبدو ان اختي باتت زوجة رجل مهم و أنا لا أعرف...زوجك بالداخل كان مهيبا و الكل يسعى ليساعده و قد تمت الأوراق كاملة)
عوجت أريج فمها بضيق لم يزل منذ قصف برج مشاعرها بفظاظته لتقول بسخرية...
(أتخبرني عن طلة مؤيد و سحرها الخاص؟!)
بصرها التقطه يخرج من باب المدرسة بينما المدير شخصيا يخرج خلفه يحدثه باحترام كبير جعلها تكتم ضحكة ملحة...مؤيد اينما يخطو يقلب الموازين لصالحه...همهمت بصوت ممتن رغم كل شيء لتحمله خطوة متعبة و ازاحتها من فوق عاتقها...
(الطبيب الساحر شكرا لك...)
فتح باب سيارته يجلس خلف عجلة القيادة يكلم أخيها بهدوء يرسخ بداخلها حنانه الأبوي...تنهدت بتعب من كثرة التفكير ترى ما هي حكايتك مؤيد؟!!!!





...يتبع...









بقية الفصل على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t469585-84.html




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 05-11-20 الساعة 01:15 AM
AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:05 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.