آخر 10 مشاركات
أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          كلوب العتمةأم قنديل الليل ؟! (الكاتـب : اسفة - )           »          52 - عودة الغائب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          غيث أيلول -ج5 سلسلة عائلة ريتشي(121)غربية - للكاتبة:أميرة الحب - الفصل الــ 44*مميزة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ترافيس وايلد (120) للكاتبة: Sandra Marton [ج3 من سلسلة الأخوة وايلد] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-06-20, 08:57 PM   #91

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة monaeed مشاهدة المشاركة
مليكة
جبانة ولسان مسحوب منة
مروج
بجد فتاة باردة
قهرت على رائف بسببها
الاكثر غباء صبا
مروج لسانها سابق تفكيرها...ورائف شخصية حاسة بالنقض...وفعلا صبا الأكثر غباءا😂


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-20, 09:05 PM   #92

Aya Slieman

? العضوٌ??? » 392728
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 330
?  نُقآطِيْ » Aya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to behold
افتراضي

لا ما توقعت مروج تكون بكل هالوقاحة و قلة الادب جرحت رائف و ما بدها تعتذر منه😒😒
يا ريت يا امجد كنت ضربتها مش بس حرمتها من الرافهية اللي عايشة فيها و اللي وصلت تفكيرها انها تهرب و تمتهن الرقص و تنجح بتمردها على الكل😒😒رائف حزنت عليه تنمر الزفتة مروج فتح جرحه اللي ما شفي و زاد من وسعه😢
امجد مشتت بين الكل بين رائف و مروج و تمرد لاتنين بس المشكلة الحقيقية متكون من مروج و تمردها الكبير و اللي مش عارف سببه شو رغم كل الدلال اللي اعطاها ياه🤦🏻‍♀
نجاح سليم بالعثور على مروان قبل سالم و اخفاءه عنه هو صبا بعد حركة مروان المتهورة بقدومه للهاوية برجله. صبا بتقلابات مزاجها كانت مشكلة لمروان اللي شوي و كان هيتهور عليها😂
بس يبدو فعلاً انها عانت و ما زالت بتعاني بحياتها و اهم سي اسا انها تلاقي بنتها اللي وكل مروان امرها لسليم🤭
مليكة خوفها و توترها من سليم و فكرتها اللي مكونيتها غلط عنه بتمنع اي تقدم بعلاقتهم تجاه بعض و خصوصاً مع برود سليم بتعامله معها و اخفاءه لاي نظرات حنان موجهة لها قبل ما تلقطها.
بس كلامها مرات بكون دبش بحقه و هو اللي اتجوزها حماية لها و لامها من سالم و بطشه🙄
حقد سالم على سليم زاد اضعاف بعد نجاحه باخفاءه مروان عن عينيه و شكوكه بوجود خائن بين رجاله بوصل المعلومات لسليم🤭
تسلم ايديكي ❤❤😘


Aya Slieman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-20, 10:05 PM   #93

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aya slieman مشاهدة المشاركة
لا ما توقعت مروج تكون بكل هالوقاحة و قلة الادب جرحت رائف و ما بدها تعتذر منه😒😒
يا ريت يا امجد كنت ضربتها مش بس حرمتها من الرافهية اللي عايشة فيها و اللي وصلت تفكيرها انها تهرب و تمتهن الرقص و تنجح بتمردها على الكل😒😒رائف حزنت عليه تنمر الزفتة مروج فتح جرحه اللي ما شفي و زاد من وسعه😢
امجد مشتت بين الكل بين رائف و مروج و تمرد لاتنين بس المشكلة الحقيقية متكون من مروج و تمردها الكبير و اللي مش عارف سببه شو رغم كل الدلال اللي اعطاها ياه🤦🏻‍♀
نجاح سليم بالعثور على مروان قبل سالم و اخفاءه عنه هو صبا بعد حركة مروان المتهورة بقدومه للهاوية برجله. صبا بتقلابات مزاجها كانت مشكلة لمروان اللي شوي و كان هيتهور عليها😂
بس يبدو فعلاً انها عانت و ما زالت بتعاني بحياتها و اهم سي اسا انها تلاقي بنتها اللي وكل مروان امرها لسليم🤭
مليكة خوفها و توترها من سليم و فكرتها اللي مكونيتها غلط عنه بتمنع اي تقدم بعلاقتهم تجاه بعض و خصوصاً مع برود سليم بتعامله معها و اخفاءه لاي نظرات حنان موجهة لها قبل ما تلقطها.
بس كلامها مرات بكون دبش بحقه و هو اللي اتجوزها حماية لها و لامها من سالم و بطشه🙄
حقد سالم على سليم زاد اضعاف بعد نجاحه باخفاءه مروان عن عينيه و شكوكه بوجود خائن بين رجاله بوصل المعلومات لسليم🤭
تسلم ايديكي ❤❤😘
تعليق رائع وتفسير جميل للأحداث....سلمت يداكِ يا جميلة..❤❤


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-20, 03:23 PM   #94

Gigi.E Omar

نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Gigi.E Omar

? العضوٌ??? » 418631
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 3,166
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Gigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين 💙 لا تتنازل عن مبادئك و إن كنت و حدك تفعلها ✋️
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مروج دي غبية و تستاهل الضرب
اذت رائف بكلامها و كمان مش عايزة تعتذر ... خرجت لجين الهادية عن شعورها .. و امجد صرخ فيها بس يا ترى هي هتحس اصلا دي بااااردة و انانية اووي 😐😐

مالك ايه علاقته بامجد و ايه اللي مخبيه في حياته ...
حلو حمزة دمه خفيف 😂😂💃

مروان و ايقونة الغباء مستخبين من سالم
و سليم بيحميهم ..
بس يا ترى مروان هيتهور و يخرج ولا صبا هي اللي هتعمل حركة ذكية ☺

مليكة و سليم
خوف و برود من ناحية مليكة و عايزة تعرف سبب جوازهم
و سليم لسه في حربه مع سالم
يا ترى ايه اللي هيحصل خصوصا و الشيطان مش هيسكت ...


Gigi.E Omar غير متواجد حالياً  
التوقيع
" و استغفروا ربكم "
رد مع اقتباس
قديم 20-06-20, 03:49 PM   #95

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gigi.e omar مشاهدة المشاركة
مروج دي غبية و تستاهل الضرب
اذت رائف بكلامها و كمان مش عايزة تعتذر ... خرجت لجين الهادية عن شعورها .. و امجد صرخ فيها بس يا ترى هي هتحس اصلا دي بااااردة و انانية اووي 😐😐

مالك ايه علاقته بامجد و ايه اللي مخبيه في حياته ...
حلو حمزة دمه خفيف 😂😂💃

مروان و ايقونة الغباء مستخبين من سالم
و سليم بيحميهم ..
بس يا ترى مروان هيتهور و يخرج ولا صبا هي اللي هتعمل حركة ذكية ☺

مليكة و سليم
خوف و برود من ناحية مليكة و عايزة تعرف سبب جوازهم
و سليم لسه في حربه مع سالم
يا ترى ايه اللي هيحصل خصوصا و الشيطان مش هيسكت ...
حقيقي تعليق جميل وتفسير أجمل للأحداث 💙🖇


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-06-20, 10:02 AM   #96

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-06-20, 08:16 PM   #97

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير
تسجيل حضووووووور🌹🌹🌹


Moon roro متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-06-20, 11:40 PM   #98

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الخامس..
======
زأرت فضيتاه...وبهتت ملامحه وكأن الدماء قد سُحِبـت من وجهه...فلم يشعر بنفسه وهو يهدر بصوت هز جدران الغرفة بما فيها :
-مليييييكة.....عن أي شرف تتكلمين؟!...أنا لا أستحق شرف كلمة رجل!!...حسناً سأثبت لكِ أنني أستحقها...يبدو أن الهدوء لا يجدي نفعاً معكِ!!

رفعت عينيها إليه بسرعة...ملامح وجهها اكتست بالوجل وشفتيها ارتجفتا بقوة ناسبت قوة انقضاض سليم عليهما...صرخة مكتومة خرجت من بين شفتيها لكنه لم يبتعد عنها بل عبثت أنامله في حجابها بشيء من العنف...وزادت وتيرة غضبه فكاد يسحق شفتيها بشفتيه وأهانتها له تدوي في أذنيه كالناقوس....بينما هي صارت تضربه بكلتا كفيها في صدره..وبدأت عيناها في ذرق الدموع وجسدها بالارتجاف...
فشعر هو بكل هذا رغم ثورته....ليبتعد بجسده عنها في عنف وكأنه ينتزع نفسه أنتزاعاً عنها...
أبتعد وتراجعت ثورته أمام مظهرها المنهار...شعور بالندم اكتنفه كليا...لكن أهانتها عادت تدوي في اذنيه دون توقف...فهتف بصوت قاسٍ مغلف بالندم وهو يلقي حجابها في وجهها :
-للأسف...لن أكون حيواناً مهما حدث...ردة فعلي ما هي إلا ردٌّ مناسباً لأهانتك...وبإمكاني فعل المزيد...لكنني وللأسف لن أفعل هذا...ليس ضعفاً بل رجولة!
صمت لبرهة...ثم أكمل بسخرية :
-رجولة قولتِ أنني لا استحقها...وعلى ما أظن وجهة نظرك في طريق التغير!
وبعدها خرج من الغرفة بخطواتٍ مندفعة دون أن يهتم بصراختها القصيرة وحالها المنهار...فقط ما يهمه الآن أن يختلي بنفسه...يريد الاختلاء ويريد وضع النقاط على الحروف...يبدو أن "حربه" معها ومع قلبها ستلوح بالفشل!!!
وهو يعلم كذلك منذ سنوات!!!
صفق باب الغرفة بقوة..واندفع إلى الغرفة المُظلمة...غرفة تحمل له الذكريات ويحمل لها الحُب والحنين!
بينما هي ارتجف جسدها وانفرطت دموعها...فانهمرت دموعها دون توقف وكأنه نهرٌ انفجر لتوه...تحسست شفتيها المتورمتين بحسرة وشعاع من الكره بدأ يظهر ويتراقص في عينيها..
شعاعٌ غريبٌ...أليس هي من أهانته؟!...وبثقت في وجهه أبشع الاتهامات...نجرح ونكسر دون شعور وندعي اَلظُّلْم و الإنكسار....نحن عبارة عن عود من اَلْكِبْريت...نشعل النار وبعدها نحترق بنارنا!!
وهكذا هي...تشعر بالانتهاك والكره باتجاه من حماها من أبشع إنسان على وجه الأرض...لكنها تتغاضى عن كل هذا ويبدأ عقلها في التسلط....فرض أفكاره المسمومة واستحسن الجرح..بل استحسن أبشع الأشياء...الخداع!!!
-حسناً يا سليم...يبدو أن الجُبن جعلني سهلة المضغ تحت نابك الأسود!!...الخداع هو أبسط الأشياء تصدٍّ لكَ!!
هكذا همست لنفسها وهي تمسح وجهها بظاهر كفها في عنف...وزمت شفتيها المتورمتين كي تمنع ارتجافتهما...وصارت تلملم شعرها بشيء من النفور من لمساته له....وبعدها دلفت إلى الحمام وكما يبدو أن فكرة الخداع نالت استحسانها...!!!!
====== 
ولج إلى غرفة الذكريات...غرفة شديدة البرودة في سكونها الغريب، رائحتها توحي بعدم دخول الشمس لها منذ سنوات...ستائر سوداء..وسرير معلق على إحدىx أعمدته حبلاً سميكاً....والعمود المقابل سوط سميك لونه أسود....
جلس على مقعد يجاور السرير كي يستطيع مراقبته....أو بالأصح يستطيع نكأ جرح قلبه المسكين...
سيسقط قناع البرود ويبقى وجهه الصادق...
وجهٌ مُتألم وعينان التمعتا ببريق من الدموع كلما وقعت عيناه على السوط...دموع تظهر في عينيه لمُدة غير محسوبة وسرعان ما تختفي....تختفي ويختفي معها كُلّ قسوته...يختفي سم سالم من طبعه ليظهر سليم النقي!
نقاء تعكر بواسطة سالم فلم يشعر من وقتها سوى بأنه نسخة مُصغرة له مع اختلاف الطباع...
هو يحمي الجميع من بطش سالم وليس يبطش بهم مثله! ....وعندما وصلت أفكاره إلى تلك الخاطرة...التوت شفتاه بشبة ابتسامة ساخرة متشحة بالألم...حديثها المسموم أصاب الهدف.....أصاب كبرياءه فأنقض عليها كي يثأر لنفسه..
جرح وراء جرح لا يتبقى سوى أن يصرخ قلبه مطالباً بالرحمة...جروح يزداد ألمها مع كل ذكرى وكل كلمة يسمعها بأذنيه...تنهد سليم بقوة..ثم عاد برأسه إلى الخلف مسنداً إياها إلى المقعد وتلك الأصوات المتداخلة تعاود مداهمتها له...لكن صوت طرق عنيف على باب الغرفة أنقذه...فقام من مكانه والقلق يعتريه......
فتح باب الغرفة عاقداً حاجبيه بتوجس...فلم يكد يفتحه كلياً ألا وهتفت داليا بعنين باكيتين :
-أدرك مليكة يا أبني....تصرخ فيx الغرفة بطريقة غريبة...حاولت فتح الباب ووجدته موصد من الداخل!

عقد حاحبيه بقلق حقيقي..واختلجت عضلة فكه بشكلٍ ملحوظ... قبل أن يزيح داليا برفق يناقض اندفاعه بخطوات مُسرعة يكاد يعدو!
وصل إلى باب الغرفة والقلق سيطر على قلبه بقوة وصوت صراخها يصله واضحا فحط على كسوط لسعه بألم....فلم يشعر بنفسه وهو يطرق الباب بعنف :
-مليكة...ردي عليّ....مليكة ماذا حدث؟
لكنها لم تتوقف عن صراخها بل زاد أكثر..فأمسكت داليا بذراع سليم وهتفت وسط خطين من الدموع سقطا رغماً عنها :
-سليم....أكسر الباب يا أبني...أرجوك...ابنتي تتألم!
نظر سليم لها بتشتت...قبل ان يبتعد بجسده إلى الخلف وهمّ بكسر الباب لكنه فُتِح وظهرت من خلفه بمظهر جعل قلبه يقع بين قدميه..وعيناه جحظتا مبهوتاً...فالمظهر كان كالآتي....
ملابس ممزقة بطريقة توحي بأنها تعرضت للاغتصاب...ووجهها اعتلاه أصابع وكأنها أثرٌ لصفعات...شعرها مشعث...و...وشفتيها متورمتين...ولم يجد شيئا صادقاً في مظهرها سوى تورم شفتيها والسبب كان هو....للحظة شعر وكأن دلو من الماء البارد قد سُكِبَ عليه وهو يفهم ما تنتويه...بينما داليا ضربت صدرها بكفيها...وصرخت صرخة قصيرة سبقت قولها بلوعة :
-مليكة من فعل بكِ هذا.....؟!
نظرت مليكة لها بعينين دامعتين...وجسد يرتجف...فهمّت بالنحيب لكن سليم اندفع نحوها ودفعها بشيء من العنف إلى الداخل فقد لمح الخادم يصعد درجات السلم بسرعة على أثر صراخها...دلفت خلفه داليا التي أغلقت الباب بأحكام خلفها..تزامنا من همس سليم بجوار أذن مليكة بفحيح :
-تصرين على إخراج غضبي من صومعته!!!
رفعت عينيها إليه ترمقه بحقد وكره...فقلَّبت داليا النظر بينهما بتوجس وقلب يتألم من مظهر أبنتها...
الخادعة!!!
خادعة وكاذبة...
هتفت داليا وهي تشير بسبابتها المرتعشة إلى أبنتها :
-ما هذا المنظر يا مليكة!!...من فعل بكِ هذا؟!
همّت مليكة بالتحدث لكن سليم كز على أسنانه بقوة وجذب غطاءاً وأخفى جسدها به..ثم هتف بنبرة اصطبغت بالوعيد :
-لا تقلقي يا عمتي..أنا سأفهم منها ما حدث!!
-ستفهم مني ما حدث...وأنت من فعل بي هذا؟!
هتفت بها مليكة وهي تصرخ بقوة ناسبت ارتعاد جسدها وكأن ما قالته حدث بالفعل...فجحظت عينا سليم مبهوتاً وقبض كفيه بقوة وشت بغضبه وغيظه منها....فيما شهقت داليا بقوة...وهي تضرب فمها بحركة وشت بمدى بشاعة ما تهتف به تلك الخادعة :
-ياللهي...ماذا تقولين يا غبية.. سليم فعل بكِ هذا!
رمشت مليكة بعينيها وهي ترمق سليم بتحدٍ وقد راقها صدمته منها...فانفرجت شفتاها وهتفت بنبرة متهدجة :
-نعم يا أمي فعل بيّ كل هذا...وتركني في الغرفة وح........
-أخرسي!!
هدر بها سليم مقاطعاً إياها وهو يجذبها من مرفقها بقوة حتى كادت تسمع صوت عظمها بين قبضة يده...نظرت له نظرة التمعت بشعاع من الحقد اندفع نحوه دون أن يخطئ في تصويب هدفه...فأصاب قلبه وقد صدق حدسه بما كانت تنتويه...فشعر بقبضة باردة اعتصرت قلبه وهي تهتف من بين شهقاتها المُفتعلة :
-أمي بالله عليكِ أنا لا أريده يا أمي....سيد سليم دائما يقوم بضربي ويجبرني على أشياء أخجل من ذكرها!
رفعت داليا حاجبيها بتوجس...وقد توقفت عيناها في ذرف دموعهما.. وحدسها يخبرها بثمة شيئا ما خاطئة...فهتفت بحذرٍ وهي تشير إلى وجنت مليكة:
-أنا لم ألاحظ أي أثرٍ لضرب في الأيام السابقة....وسليم من المستحيل أن يرفع يده عليكِ وأنا واثقةٌ من هذا!
تجمدت مليكة مكانها وتيبست أناملها الممسكة بطرفي الغطاء الذي وضعه سليم على جسدها كي يستره.....
رمقت أمها بصدمة من تكذيبها...هل فشلت في حبكة خداعها...أم أن سليم عند داليا شخصا أخر غير ذاك الذي تعرفه حقود...وغد....
انفرجت شفاتها تحاول زيادة وتيرة انهيارها...لكن سليم هتف بملامح جامدة رغم بروز عروق رقبته واحمرار وجهه بمظهر وشى بمدى غضبه منها :
-عمتي بعد إذنك اتركينا...أنا سأحل هذه المشكلة!
التفت داليا له بعينين التمعتا ببريقٍ غريب...لكنها هتفت وهي تجذب مليكة من مرفقها :
-لا يا سليم...أتركها ليّ اليوم ف..
 -عمتي بعد إذنك أتركينا!!
هتف بها سليم بنبرة شبة صارخة مقاطعاً حديث داليا وقد بدأت أعصابه في الانفلات فارتدت داليا خطوة إلى الخلف وارتجف جسد مليكة بصدق هذه المرة..لتنفرج شفتاها تهمّ بالحديث لكن رد داليا جعل الحروف تذوب على شفتيها :
-حاضر يا..."أبني"
قالت جملتها الأخيرة بنبرة ذات مغزى وهي ترمق مليكة بنظرة آسفة جعلت مليكة تشيح بوجهها بعيداً وتجذب ذراعها من سليم...فالتقطت أذناها صوت غلق باب الغرفة...!

ازدردت ريقها تبتلع غصتها مرغمة...فيما كان سليم يرمقها بأسفٍ مغلف بالنفور من فعلتها...فهتف بشمئزاز :
-هل أنتِ راضيةٌ عما فعلتيه بنفسك.....؟!!!!!!
لم تجيبه بل أطرقت برأسها وتراجعت خطواتين إلى الخلف نهبهما سليم وهو يرمقها بنظرات نارية...ليحتكر ذراعيها بين قبضتيه تزامنا مع صراخه :
-تضربين نفسك وتمزقين ملابسك كي تتهميني هذا الاتهام البشع...ألم تخجلي وأنتِ تلقين اتهامك المخجل عليّ!!...يبدو أنكِ تعانين من مرضٍ نفسي...لا يوجد امرأة تتهم زوجها كما فعلتي...بصراحة!!
صمت لبرهة يراقب ملامح وجهها التي أكتست بالوجل المغلف بالتشفٍ...هذا الذي لاحظه سليم وهو يرمقها بنظراته النارية..فانفرجت شفتاه بقوة واردف باستحقار :
-سقطي من نظري...من تفعل بنفسها هذا وتدعي الكذب لا تستحق تلك المكانة المخصصة لها...أنتِ جبانة وما فعلتيه منذ دقائق أكبر دليل على هذا مجرد فتاة...مسلوبة الإرادة منعدمة الكرامة..لذلك لا تستحقي مكانتك عندي!!!
ثم ألقى ذراعيها بشيءٍ من العنف...واستدار على عقبيه متجهاً إلى السرير..تحت نظارها المشوش من دموعها المنسدلة على وجنتيها...وشفتيها ارتجفتا بقوة واختلجت عضلة فكها بتأثير...فاعتدلت في وقفتها ونظرت إلى مظهرها!
مجرد فتاة قبيحة الأخلاق والتصرف فعلت بنفسها أبشع الأشياء واتهمته أبشع اتهام..لكن شيطانها عاود تراقصه أمام عينيها..لتلتمع عيناها بالتشفٍ..
فسول لها عقلها بأن ما ستلقيه عليه الآن هو مناصها لا سجنها :
-أنا أريد الطلاق...أنا أحب غيرك..ولا أظنك ستبقيني على ذمتك...يا...وسام.. ال"رجولة"
حسناً ها هو الشعاع الثاني يصيبه في مقتل...فانتفض من مكانه وهب واقفاً ليندفع نحوها وقد التمعت عيناه بغضب أسود...للحظة شعرت بالخوف يندفع في أوردتها تتوقع سبه بذيئه او صراخ عنيف..لكن رد فعله كان أسوء مما توقعت...صفعة مدوية على خدها ليصبح ادعاؤها حقيقةً..وليس خداعاً!!
======
وقف في ورشته يعمل بفكرٍ شارد وعينين زائغتين..صوت المطرقة يدوي في أذنه كمثال لضغوطات حياته...يشعر بالتعب بعد سنوات كثيرة...تحمل تعب هذا وتدليل هذه...تعليم هذا وجبر خاطر ذاك...وهو لم يكن يهتم بنفسه بل أنه لم يهتم سوى بهم..فأصبح الآن عبارة عن شخصٍ تائه بين مشاكلهم!!
تأفف بسخطٍ من ذاك الصوت المزعج المنطلق من مسجل يحمله صبي يعمل تحت يديه...فألقى المطرقة بشيء من العنف..ليهتف :
-خميس...أطفأ هذا العويل!!
التفت خميس له بابتسامته البلهاء...وهز كتفيه دون فهم قائلا :
-عويل...هذا ليس عويلا يا "معلم" هذه مهرجانات شعبية!!...تطرب الأذن!
هز أمجد رأسه ساخرا...وعقد ساعديه أمام صدره...هاتفاً باستهزاء :
-تطرب الأذن يا عديم الذوق...هذا يدعى عويلاً يصيبني بالطرش بل والبتلوث السمعي...أطفأه يا خميس وألا سأكسره لكَ!
غمغم خميس بعدة كلمات متذمرة تحت نظرات أمجد الحادة...فأغلقه خميس وهمّ بالعودة إلى عمله...لكن نداء أمجد جعله يذهب له ممتثلا لندائه..فهتف أمجد ممسكاً بقميص خميس :
-كم مرة قولتُ لكَ يا عديم الذوق..بألا تناديني ب... "معلم" هل أجلس أمامك ممسكاً بفخذ خروف لسمح الله...أنا أسمي الأستاذ أمجد!
فغر خميس شفتيه بعدم فهمٍ..وهتف بغباء :
-كيف..يا معل..أقصد يا أستاذ أمجد...أنتَ تعمل في ورشةx فكيف سأناديك بأستاذ أمجد!!
-وما شأنك أنتَ يا عديم الذوق...قولتُ لكَ ناديني بأستاذ....اللقب يعجبني..هل يزعجك هذا بعيد الشر!!
قالها أمجد وهو يهز قميصه بعنف...فزم الصبي شفتيه..وهز كتفيه بيساطة هاتفاً بلا مبالاة :
-كما شأت...
فتركه أمجد كي يرحل..ليستدير مغمغما بكلماتٍ سمعها ذات مرة من أمه وهي تجلس مع نساء الحي تحدث عن هذا وهذه:
-المجانين في نعيم!!!
-تعال يا قليل الأدب تعال....
هتف بها أمجد وهو يهز رأسه بوعيد...ساحباً عصا خشبية من تحت قدميه..فالتفت الصبي له وهتف باعتذار بعدما اكتست ملامحه بخوف طُفولي :
-لا يا أستاذ...أنا آسف لن أترك لساني يتطاول مرة أخرى...!
ثم ركض خارح الورشة ركضاً إلى بيتهم..فأبتسم أمجد رغماً عنه..وعاد إلى عمله مرة أخرى..وعادت دوامته في جذبه قسراً إليها...
ذراع يرتفع بمطرقته ويحط على الحديد بقوة...
عرقٌ يتصبب من جبينه دون توقف واشياً بمدى تعبه...يومه أصبح مملا...لا يهون أي شيء قساوة يومه...
تنهد بقوة وقد التوت شفتاه بشبة ابتسامة ساخرة...والتمعت عيناه ببريق غريب...لا يعلم سببه...
-سيد أمجد هل يمكنني التحدث معكَ؟!
صوتاً رقيقاً إنطلق من خلفه كلحنٍ..لكنه لم يهتم... بل وضع مطرقته جانباً...ثم التفت لها مجففاً كف تلو الآخر في قطعة من القماش تلطخت باللون الأسود...هز رأسه متقبلاً ثم أقترب منها مشيحاً بنظره عنها كي لا يرى ما فعلته بنفسها!
فقد كانت ترتدي عباءة شديدة الضيق وتكلفت في زينة وجهها...تبتسم بغنج وتقف بوضعٍ غريب...تنحنح أمجد بحرجٍ..ثم هتف دون أن يكلف نفسه عناء النظر لها :
-ماذا تريدين مني...سيدة صباح!
ابتسم الوجه المتكلف في زينته...وتمايل جسدها بطريقة أثارت نفوره...لتهتف صباح وهي تمد كفها نحوه :
-أريدك سالماً يا أمجد...أنا جئتُ كي أطمئن عليك!

رفع أمجد حاجبه بتوجس..ونظر إلى كفها الممدود باشمئزاز ممتنعاً لمصافحتها.....ليهتف مستهزئاً :
-وهل أخبركِ أحدٌ بأنني أعاني من نزلة برد...؟!
عضت صباح على شفتيها بخجلٍ ولهجته جعلتها تشعر بمدى يئسه منها ونفوره....فعدلت من موضع حجابها الشبه حجاب أصلا...قائلة :
-لماذا تعاملني بهذه الطريقة!!...ماذا فعلت لكَ؟!..أنتَ تعلم حقيقة مشاعري نحوك!
أرتفع حاجباه مبهوتاً من صراحتها...وذابت الحروف على شفتيه...فاعترافها أقرب للوقاحة...لذا يجب عليه طرق الحديد وهو ساخن...
ضم قبضتيه بحركة وشت بمدى غضبه من وقاحتها...ليهتف بملامح متبلدة مناقضة لطبعة نهائيا :
-سيدتي هذه ليست أول مرة تعترفين بهذا الشيء....وفي كل مرة أجرح كرامتك بتهذيب...فهل تريدين جرح كرامتك بطريقة أخرى؟!!
امتقع وجه صباح بشكلٍ ملحوظ...وتيبست ابتسامتها البلهاء على شفتيها الممتلئتين...ليحمر وجهها بانفعال قبل أن ترمق أمجد بنظرة آسفة وعينين دامعتين وبعدها رحلت..!
رحلت ككل مرة...وككل يوم تأتي إليه بمظهرها الفظ بالنسبة له وتبدأ في غنجها حتى يجرحها بتهذيبٍ كي تشعر بقليلٍ من الحياء فهو شخصٌ لا يحب العبث..طريقة كالمسطرة لا يحب أن يطوله أي غبار سببه العبث...
تنهد للمرة الألف بل المليون في هذا اليوم الغريب...ثم قرر مغادرة الورشة لعله يجد رائف قد عاد إلى البيت بعد غيابه المقلق...وعند هذا الخاطر اكتست ملامحه بالقلق...فأسرع كي يعود إلى المنزل وهو يدعي بتضرع كي يجد رائف هناك!
خرج من الورشة سترته معلقة على ذراعٍ والذراع الآخر جذب شيئا يندفع إلى الأسفل كي يغلق الورشة كُليا... وبعدها اعتدل في وقفته...يرمق حذاءه الذي تمزق جانبه بشكلٍ مثير للشفقة...زم شفتيه فبدا كخط مستقيم....ليهمس لنفسه متحسراً :
-لا لن أستطيع شراء واحدا آخرا...فراتبي قد استنزف بفعل مصاريفهم!!!..الحظ يعرف أصحابه!
أبتسم ساخراً...ثم ارتدى سترته المهترئة وكأنها تعبت من كل هذا كروحه!
رغم أن لجين ومروج ورائف...يرتدون أحسن الملابس وطبعاً هو المصدر الأكبر لكل هذا...إلا أنه لا يتذكر أنهx ذهب إلى محلٍ كي ينتقي ملابس جديدة... لا ثانية تحديدا منذ ما يقارب السنتين...لم يرتدِ أي ملابس جديدة..راتبه كله يذهب إلى إخوته بنفسٍ راضية!
ومع وضع ألف خط تحت نفس راضية سيتضح الأمر..
ببساطة هو لا يهتم لمظهره أمام الأناس بل يهتم بمظهرهم هم....ولعل هذا ما يجعله عبارة عن خرقة مهترئة يقذفها هذا ويلفظها ذاك!
وللمرة الثانية التوت شفتاه بأبتسامة ساخرة...وهز رأسه مستهزئاً بنفسه!!
حنون، مهذب، لا يرضيه العيب، متسامح...كلها صفات جميلة لكنه يعلم أن هناك في زاوية مظلمة من روحه يكمن وَحْشٌ شرساً مكبلاً بأحبال صبره وتحمله...فلو خرج سيحرق الأخضر واليابس!
توقفت قدماه أمام باب منزلهم ومعها توقفت أفكاره...فدس كفه في جيب بنطالة وأخرج المفتاح...
ولج إلى الداخل فقابله السكون والهدوء والظلام الذي أحاط المنزل بأكمله...فانعقد حاجباه وهتف وهو يتحسس الحائط كي ينير النور:
-لجين..أين أنتِ...لماذا كل هذا الظلام يا لجين...يب..
بُتِرت عبارته عندما انغلق باب المنزل دون أن يغلقه هو فتجمد مكانه وهو يشعر بوقوع خطوات تقترب منه في هذا الظلام...فلعق شفتيه وهتف ملوحاً بسبابته وكأنه يرى من أمامه :
-أن كنتَ سارقاً....فلا تستغل الظلام وأظهر إلى النور كي أصافحك وأجبر بخاطرك لعدم وجود أي شيءٍ للسرقة...فحالتنا يرثى لها يا صاحبي والله!
كلماته كانت تخرج من بين شفتيه كمزاحٍ حقيقي لكنه كان يحارب القلق الذي كان ينبش بقلبه من هذا الظلام الغريب...وصوت الخطوات يقترب ويقترب...فالتفت يمينا ويساراً...لتلتقط اذناه صوت ضحكات خشنة..تزامناً مع هتاف يعلم صاحبه :
-أفسدت الخطة يا أمجد...لماذا تفعل بي هذا بالله عليك؟!
ثم أنار صاحب الصوت الأنوار...فغشى النور عيني أمجد ليرمشهما قبل أن ينظر إلى صاحب الصوت صارخاً بصدمة :
-ماااااالك!!!
أبتسم مالك ابتسامة حقيقة..ثم أقترب من أمجد واحتضنه بقوة. ناسبت قوة تشبث أمجد به...فهتف مالك بصوت متهدج :
-اشتقت لكَ يا أمجد..رغم ما دار بيننا منذ سنوات....إلى أنني أردتُ أن أنعم بحضنك الدافئ ولو للحظات وبعدها سنعاود الشجار...أو ستطردني من المنزل كالمتسولين!
انطلقت من بين شفتي أمجد ضحكة قصيرة صادقة..وشدد ذراعيه حول مالك شاعرا بمدى اشتياقه له...فصمت مالك هوx الآخر محترماً صمته...ليظلا متعانقين...كلٌ منهما يتشبث بالآخر وكأنه طوق نجاة لوح لهما بعد طول أنتظار...
قطع أمجد هذا الصمت بقوله وهو يبتعد عن أمجد يحاول كظم مشاعره المفعمة بالحنان والاشتياق :
-أصبحت كاللوح يا مالك....أشعر بتغير جذرياً لكَ...وما هذه النظارة هل ضعف نظرك....أبعدها أريد أن أرى عينيكَ الزرقواتين...

أبتسم مالك ابتسامة صادقة...ثم رفع أنامله وأبعدها عن عينيه ليظهر جمالهما الطبيعي والجذاب...فعيناه عبارة عن أسطورة....تلتمع ببريقٍ آخاذ...ولونهما يزرعا الراحة بقلبك... من وجهة نظره أنه لا ينعم بأي إيجابيات في مظهره سوى عينيه..
فيما كان أمجد يحاول رسم التبلد على وجهه بشق الأنفس كي لا يبدو لمالك بأنه قد صفح عنه وعما فعله...لكن سؤالا منطقياً طرح نفسه في عقله...ترجمه لسانه فوراً ملوحاً بسبابته في تهديدٍ :
-كيف دخلت إلى البيت وشقيقتاي يجلسا وحدهما...آه يا عديم الأدب يا منحط...يا عديم الضمير يا...
أسرع مالك بوضع كفه على فم أمجد ثم همس من بين أسنانه :
-أشعر بقليلٍ من الوقاحة المستحدثة عليكَ...أطمئن يا أمجد..لجين و شقيقتك الأخرى ذاهبا إلى سطح المنزل كي أستطيع ان أنفذ خطتي..
هز أمجد رأسه بفهم...فأبعد مالك كفه عن فم أمجد...لينظر أمجد له بعينين ضاقتا بتفحص وهو يرى امتقاع وجه مالك فور هتافه بجملة شقيقتك الأخرى ..فهتف بحذرٍ :
-هل رأتك!!
ازدرد مالك ريقه بارتباك..ثم أشاح بوجهه بعيدا...ليهتف بصوت جاهد كي يخرج متنزناً :
-عمن تتحدث!
ضحك ساخرة انطلقت من بين شفتي أمجد..وحاجبين انعقدا بتوجس..ليهتف ملوحاً بكفه ساخرا :
-أنتَ تعلم يا مالك عمن أتحدث...لا تكن بريئاً وتدعي عدم الفهم...
ازدرد مالك ريقه مرة أخرى...ثم عاد بنظره إلى أمجد بعينين زائغتين كطفلٍ مذنب..ليهتف بصوت متحشرج :
-نعم يا أمجد رأيتها...ولم استطع مواجهتها وهي ترمقني بنظرات مستحقرة!
-حقها على ما أظن؟!...أم أنكَ ترى العكس!
قالها أمجد بملامح هادئة..وحاحب أرتفع بتوجس...ليهز مالك رأسه مسترسلا حديثه المرتبك :
-هي لن تنسى...لا أعتقد ان الأمر كان بهذه البشاعة!
ضحكة ساخرة اخرى خرجت من بين شفتي أمجد قاسية على ذاك المسكين المرتبك من حرج الموقف....ليهتف أمجد مؤنباً :
-ضع نفسك مكانها يا مالك.....وأخبرني هل ستتحمل بشاعة الأمر ام لا...وكُن صادقاً أرجوك!!
زم مالك شفتيه بقوة شاتماً نفسه لضعفه الذي أتى به إلى هنا....أتى بعد طول اشتياق لصديقه الوحيد...أتى وهو يعلم باشتياق أمجد له هو الآخر...وكما تخيل المشهد...عناق دافئ....وكلمات ممازحة في بادئ الحوار وبعدها ستقف فعلته أمام عيني أمجد كساتر يمنعه من المضي أكثر في ترحابه واشتياقه.....
وهل سيقف أمجد في صف شخصا جرح شقيقته!
بالتأكيد لا...
بينماx أمجد كان يفكر في نفس الشيء...يحارب شعوره بالاشتياق ويحارب قلبه الملعون الذي يحسه على العفو... فتصدى العقل لكل هذا... وهتف بشراسة :
-لماذا أتيت يا مالك!!!....
بهتت ملامح وجهه...وعينيه بصفائهما تعكرتا بغمامة من الألم...ليهتف مالك وهو يعدل من موضع سترته :
-أعذر شخصا يتيماً ليس له أقارب ولا أحباب..سوى صديق بمثابة أخ...فقد طال الخصام بيننا...وطال الفراق...فباتت نار الاشتياق تؤلم قلبي يا.......صاحبي!
كل كلمة نطق بها كانت تقطر ألماً...فأكتست ملامح أمجد بألم حقيقي فقد تمكنت عاطفته الحنونه من أكتساح مشاعره الآن...ليطرق أمجد برأسه مشبكاً كفيه وراء ظهره...
فهتف مالك وهو يعيد نظارته مكانها..بنبرة حملت بين طياتها أعتذار صادق :
-لن أفعلها مرة أخرى يا أمجد...أنا استجبت لرغبتي في عناقك...أنا آسف!
ثم تحركت ساقاه متجهاً إلى باب المنزل...بملامح متجهمة كارهه لما فعله...سافر مخصوصاً كي يرى أمجد ويحصل على عناق...
جنونا هذا ام ماذا بالضبط..وضع كفه على مقيض الباب يهمّ بفتحه...لكن صوت أمجد من خلفه قطع ما يفعله :
-أنتظر يا هذا..لماذا أشعر بأنك حزينٌ منكسر....ماذا حدث!
رغم أن أمجد هتف بها بنبرة أقرب للبرودة...لكن كلماته ناقضت ما يتظاهر به..فالتوت شفتا مالك بشبه ابتسامة سرعان ما اختفت وانغرست غيرها باهتةً على ثغره..ليهتف وهو ينظر إلى الأرض :
-نعم...وأريد دعمك...كل ما وصلت له ما هو إلى ملحٍ يزيد جروحي وجعاً...تعبت...وسقطت قواي يا أمجد...
ثم تنهد وهي يهز رأسه بتعبٍ حقيقي..فتحرك أمجد بعينين التمعتا بشعاع من حنانٍ..ففي نهاية المطاف مالك بمثابة شقيق...
وقف على بعد خطوة منه..عيناه ترمق ظهره المنحني وكأن حملا جاثم قسمه إلى نصفين...هو يعلم جيداً أن مالك يعاني من جروح بات شفاؤها مستحيلا...لكنه سيلجم شعوره بالسخط والغضب نحوه..ويترك حنانه يتصرف بكل هذا...فربت على ظهر مالك برفق وهتف مبتسما ابتسامةً هادئة صادقة :
-تعال معي يا مالك...سنذهب إلى مكانٍ لعلّك تشعر بالراحة...الحديث هنا لن يصلح أبدا!...
لعق مالك شفتيه المتيبستين...وأومأ برأسه صاغراً ولن ينبس ببنت شفة..
فخرجا معاً من المنزل...
شعور كلٌ منهما يضاهي الآخر في مدى صدقه..!!!
======
وهنا كان شعورها يضاهي شعورهما بل أقوى...شعور كنصل حاد يمزق قلبها وروحها دون رحمة...
خطان من الدموع سقطا على وجنتيها وشفتين ارتجفتا...بهتت ملامح وجهها حد الشحوب...وارتعد جسدها وذكرى ما فعله تعود وتتراقص أمام عينيها الدامعتين وكأنها تقسم لها بقتلها حية...روحها تصرخ وقلبها يئن...
لماذا عاد!
ولماذا رأته...عاد بابتسامة باردة تعلم حقيقتها...ابتسامة جعلتها تنظر إليه مبهوتةً لأول وهلة ثم ركضت خارجةً من المنزل وخلفها لحين تحاول اللحاق بها....
لجين التي كانت تستند بذارعيها إلى السور...تراقب حالة مروج بعينين مشفقتين..رغم غضبها منها بشأن ما صدر منها تجاه رائف لكنها تعلم بما تشعر به الآن من انكسار وألم....وما زاد خوفها أكثر بكاءها الذي ترتفع وتيرته من أنٍ لأخر...فزمت شفتيها تحاول البحث عن حديث...فانفرجت شفتاها..وهتفت بنبرة حادة نوعاً :
-كفاكِ بكاءاً يا أستاذة..لماذا تبكين...؟!
سؤال غبي..هي تعلم..
التفتت مروج إليها بوجه محمر...وعينين سقطت الدموع منهما كمطر غزيراً...لتضرب صدرها بقبضتها هاتفةً بحرقة :
-تتسألين عن سبب بكائي...لا تشعرين بالنار التي تكاد تحرق روحي دون رحمة..تسألين عن بكاء يعبر عن مدى حرقة قلبي...أم تتسألين عنه هو..عن ابتسامته الباردة وهو يطالعني...لا...لا تشعرين بجرحي..لا تشعرين!
عضت لجين على شفتيها بحزنٍ حقيقي..فكل كلمةٍ نطقت بها بحرقة كانت صادقة..صادقة بدرجة كبيرة...لتنظر إلى مروج المنهارة وتهتف بلطف وهي تربت على كتفها :
-لا تكبرين الأمر يا مروج...فما حدث وأد يومها!
ابتسمت مروج بسخرية...ثم أشارت إلى نفسها قائلة :
-لكنني لم أنساه إلى الآن...ولن أنساه..شكراً لعطفك وجبرك لخاطري...سأعود إلى حبسي...وعودي أنتِ لمخاصمتك ليّ!
ثم تحركت بخطى سريعة تكاد تعدو..وعينيهاx تذرفا دموعهما دون توقف...فزفرت لجين وأطرقت رأسها أرضاً هامسةً بأسف حقيقي :
-قاسية حتى وقت ضعفك يا مروج...قاسية في كل حالتك!!
======
زم شفتيه مستاءاً وهو يراها تختطف نظرات مسروقة نحوه....تجلس على الأريكة وأصابعها تعبث في طرف حجابها...فعادت صورتها المزرية تحجب عينيه...مظهرها الذي كاد يصيبه بنوبة قلبيه ليلة أمس...وانتهت الليلة بصفعة حقيقة لا زال آثارها باقية على وجنتها الجميلة...ملمسها الناعم شعر به وكفه يحط على وجنتها...
هي أخطأت....أخطأت خطأ لن يفوته أبداً وسيعمل على تأديبها...
تنهد بكبتٍ....ثم اعتدل بجذعه وهتف أمراً :
-أقتربي...
اجفلت مليكة بهتافه على حين غرة منها...ثم زمت شفتيها بارتباك وتخضبت وجنتاها بخجلٍ مغلف بشعورٍ من ذنب تلجمه بشق الأنفس كي تقنع نفسها بصحة ما فعلته...زفرت بخفوتٍ، ثم اقتربت منه بساقين شعرتا بهما كالإسفنج الرخو...إلى أن وقفت أمامه وهمست دون أن تنظر إليه :
-نعم سيدي؟!
التوت شفتاه بضحكة مستهزئة...وبرقت عيناه بخطرٍ...همساً بصوت خافت :
-بالله عليكِ..بعد ما صدر منكِ ليلة أمس...تناديني بسيدي...جبارة يا أبنة عمتي...و.....

صمت عمداً كي يثير حواسها مبتسماً ابتسامة واسعة لكنها باردة...وبالفعل التقت أعينهما..وعينيها تتسأل عما بعد "و"...فبهتت ابتسامته واردف ساخراً :
-وقليلة أدب!
كزت على أسنانها بقوة..وانفرجت شفتاها تهمّ بقذف سمومها اللامتناهيه...لكنه سبقها بجذبها من مرفقها...فوجدت نفسها تجلس على ركبتيه في خلال لحظة...ليمتقع وجهها وتتحشرج أنفاسها في صدرها..
فكادت تشعر بالاختناق...
حاولت التحدث أكثر من مرة لكن الوضع نفسه يربكها أكثر من نظراته المصوبه نحوها...فشعر هو بارتباكها...ليبتسم منتشيا قبل أن يرفع أنامله نحو حجابها كي يزيحه....هامساً :
-ما فعلتيه ليلة أمس...جعلكِ تسقطين من نظري...فلا أظن أنكِ ستمانعين تحقيق ما قومتي بتمثيله ليلة أمس !
جحظت عينا مليكة مبهوتةً...غير أبه بجذبه لحجابها بشيء من العنف حتى انسدل شعرها على ظهرها حتى منتصفه...لتصطبع ملامحها بالوجل...وارتعش جسدها بين ذراعيه...
فانفرجت شفتاها وهمس بتهدج وشعورها الخوف يتصاعد بداخلها :
-لن ت..
لكنه قاطعها هاتفاً من بين أسنانه :
-اخرسي وإلا اخرستك بطريقتي!!!...
ابتلعت كلماتها كي لا تثيره أكثر...فغامت عيناها غمامة من دموع مزجت خوفها بقهرها...ليهتف هو بصوتٍ قاسٍ :
-من اليوم...ستتغير معاملتي معكِ..شعرك هذا لن تخفيه عنّي...لان هذا حقي وليس شعرك فقط...أسمي هو سليم وليس سيد سليم...ستنامين بجواري...وبين أحضاني....دون أن أشعر منكِ بنفورٍ سيجعلني أتصرف بشكلٍ لن يعجبك...ستتوقفين عن بث سمك وكأنه ساتر تداري به جُبنك....لكن شيئا واحداً سأحافظ عليه...وهو..
وللمرة الثانية يقطع حديثه عمداً...فرمقته بعينين اسبلتهما كي تمنع سقوط الدموع منها...جسدها يزداد في ارتجافه وشفتيها تمتثل جسدها ارتجافاً...لتتعلق عيناه بهما جبرياً....
ظل صامتاً عيناه لا تبارح شفتيها...وكفيه يحتكرا خصرها بقوة...فأغمضت عينيها وبدأت في بكاءٍ خافت بآنات منخفضة...
حينها شعر بقبضة باردة تعتصر قلبه ومظهرها المرتعب جعل نبرته أكثر رفقاً وهو يهمس مردفاً :
-سأحافظ على أحترامي لكِ..ولن آذيكِ مرة أخرى..
فتحت عينيها تتحقق من حديثه بعينين مذنبتين...فقابلتها ملامح وجهه الجادة رغم تصلابها....
شعرت بقليلٍ من الإرتياح يكتنف روحها....لكنه هتف بحزمٍ :
-لكن هذا لن يسمح لكِ بفعل ما فعلتيه ليلة أمس...أبدا يا مليكة!
ارتفعت نبرته في جملته الأخيرة...فعادت برأسها إلى الخلف تلقائيا وعاد جسدها في الارتجاف..تحاول كظم خوفها ونفورها منه لكنها لا تقوى على هذا فانطباعها عنه سيئا للغاية...وهذا ما يحيل بينهما....سحبت نفساً مضطرباً ثم هزت رأسها بلا معنى...فانعقد حاجباه وهتف :
-مفهوم؟!
ازدردت ريقها ببطءٍ، ثم حاولت الحديث بحلقٍ جاف وشفتين متيبستين...لتهمس بخفوت :
-مفهوم..
همهم مستحسناً دون أن يتركها...فحاولت الابتعاد..لكنه هز رأسه...قائلا بسخرية :
-لا يا جميلة...أنا سأتركك وقتما أشاء...والآن!
صمت مبتسماً بتسلية....فابتلعت ريقها تشعر بطعم الصدأ في حلقها...ليردف هو :
-أريد قُبلة!
ودون أن تفكر صرخت بقوة، فكادت تصيبه بالطرش :
-ماذاااا
رفع إحدى ذراعيه...ثم وضع سبابته في أذنه يهزها بقوة...هاتفاً بحنق :
-سامحكِ الله يا مليكة...كدتِ تصبيني بالطرش..ما بالك يا امرأة...أنا أطلب قُبلة وهذا حقي...ولا أظن ان رفضك سيهمني..فيمكنني أخذها...
بهتت ملامحها ونضبت دموعها على خديها..لتشعر ببروده تندفع في أوصالها...
فهتف دون وعي :
-هل تمزح؟!
ضاقت عيناه متفحصا من ملامحها الباهتة وشفتيها المتيبستين..ليهتف بحذر رافعاً حاجبه مرتابا :
-لا أمزح يا ميلكة....وستفعلينها كل يومٍ صباحا ومساءاً...
زاغت عيناها بتوتر...واختلجت عضلة فكها بشكلٍ ملحوظ...فتبلدت ملامحه وبرقت عيناه وهو يستشعر نفورها...فقد ظهر جلياً عليها!
حين هزت رأسها برفضٍ قاطع وعينيها تذرفا دموعاً غزيرة وكأن ما يطلبه منها لا يحل له...فشعر بأنها أهانت رجولته للمرة الثالثة...تصر على إثارة غضبه...
-شعورك بالنفور نحوي..يجعلني أشعر بالغضب...فهل ستتحملين غضبي...؟!
قالها بنبرة غامضة لا تنم بخيو..فانفرجت شفتاها المترجفتان تهمّ بالحديث لا تعلم كلماته أصلا...لكنه قبض على فكها وهتف بعينين مظلمتين :
-هل حديثك بشأن حبك ل...ل...لرجلٍ أخر..صحيحا!
تجمدت ملامحها وشعرت بدلوٍ من الماء البارد قد سُكِب على طول ظهرها فأصاب جسدها بقشعريرة باردة...حاولت هز رأسها رفضا بعدما دق ناقوس الأنظار بعقلها بقرب الخطر، فعيناه كانتا مظلمتين بطريقة أثلجت صدرها...لكنها لم تقدر....خوفها ألجمها...
ليقبض على فمها بقوة أكبر...ويهمس من بين شفتيه بصوت رغم خوفته ألا أنها شعرت به كالسكين الثلم...:
-لن أقول لكِ بأن تحركاتك منذ سنوات تحت عيني...ولن أقول بأن مجرد تفوهك بالأمر يعد جريمة في قاموسي وحصلتِ على عقابك... لكنني...أريد الحقيقة رغم علمي بها...!!!!!...الحقيقة قبل أن تنفلت أعصابي!
هنا لم تجد بدًا من الاعتراف بحقيقة كذبتها، فعيناه تكادا تخترقها بنظراتهما الناريتين...لتهتف محاولة الحديث :
-لا....هذا ليس حقيقياً...كنت أريد أن أثير غضبك!
-وقد فعلتي...وذوقتي العقاب عليه...فلا تعيدها مرة أخرى!
قالها بغضبٍ مكتوم وذكرى ما حدث تشعل نار هوجاء بصدره..فلم يشعر بذراعه يحررها من أسره..لتقفز من على راكبتيه بسرعة وكأنها عصفورٌ حصل على حريته للتو...
فأعطته ظهرها كي تعدو إلى الحمام حيث بكاءها وحسرتها على نفسها...لكنه ناداها بخشونة....جعلتها تلتفت إليه ببطء وعاد الوجل يعتري ملامحها..
فهتف هو بخشونة دون أن ترف له جفن...مشيراً بسبابته إلى وجنته..:
-قُبلتي...لن أتنازل عنها...ولو أخذتها أنا فلن آخذها من وجنتك بل...
صمت بغموض...ففهمت مكنون ما يقصده لتتورد وجنتاها خجلا يناقض ما فعلته بنفسها ليلة أمس..
رفعت رأسها إلى السقف ثم فركت أصابعها بقوة كبيرة...حتى كادت تفتك بهم...لتقرر في تنفيذ ما طلبه...
سحبت نفسها عميقاً...ثم اقتربت منه...لتشتعل حواسه باطنياً...وتصلبت ملامحه ظاهرياً!
مالت بجذعها نحوه..وطبعت قبلة سريعة لامست وجنته برقة...فأغمض عينيه لثانية وبعدها رمق ظهرها المُبتعد...ليهمس لنفسه بيأس :
-للأسف يا مليكة...ما فعلتيه...جعلكِ تسقطين من نظري.. وهذا لم أريده..لكنكِ تصرين على إبهاري...وستفعلين الأدهى وهذا ما أخشاه!
======
تململ في نومته...وتثأب وأنامله تعبث في خصلات شعره...فتح عينيه ونظر إلى السقف يحدق به...ثم دار بعينيه يبحث عن أيقونة الغباء خاصته...فلم يجدها على الأريكة ككل يوم...انتفض بجذعه وهتف :
-سيدة صبا...أين أنتِ..!
لم يأتيه أي رد...فشعر بالخوف ينهش بقلبه..وعينيه تدورا في أرجاء االغرفة الوحيدة بحثاً عليها ..ليندفع نحو المطبخ يكاد يعدو...عينيه زائغتين...وأختلج فكه بشكلٍ ملحوظ...
ازدرد ريقه ببطء وهو يهتف بصوت مبحوح :
-صبا!...ياللهي....
قال كلمته الأخيرة حين ابصرها ممدة على الأرض...
شفتاها زرقوتان..ووجهها شاحب....فأنقبض قلبه..وتجمدت قدماه في مكانهما...عيناه تحدقان بها...وفكه يتحرك دون كلام...مرت عدة ثوانٍ وهو على حالته...قبل أن يندفع نحوها...صارخاً بأسمها :
-صبا...صبا....ماذا حدث...ياللهي!
جثى على ركبتيه بوجهٍ ممتقع وأنامل مرتجفة...ثم وضع رأسها على ركبته...وربت على وجنتها بكفه..هاتفاً :
-صبا...ردي عليّ...صبا ماذا حدث لكِ؟!
لكنها كانت كالجثة الهامدة...لا تتحرك ولا تبدي أي ردة فعل...فلطم وجنتها بكفه...مرة تلو الأخرى لكنها لم تستجيب!
شعر بالخوف يرتفع وتيرته...دقات قلبه تضرب صدره بجنون...فرفع رأسه إلى السماء يحاول إيجاد حل وملامح وجهه تعبر عن مدى خوفه عليها....
رمش بعينيه مرتين...ثم وضع ذراع تحت ركبتيها والذراع الآخر تحت ظهرها، حملها وخرج بها من المطبخ كل خطوة يخطوها قلبه تزداد ضربته جنونا...وقشعريرة باردة سرت في أوردته...ازدرد ريقه ببطء ثم وضعها على الأريكة وكأنه يخشى عليها من الكسر!
عدل رأسها برفقٍ..ثم مال بجذعه نحوها هاتفاً بتحشرج :
-صبا..ردي عليّ...لا تقلقيني بالله عليكِ!!
والإجابة كما هي...فزفر بقوة وسحب كوب من الماء وبدأ في رش قطراتٍ منه على وجهها...فتململت واصدرت عدة همهمات جعلته يزفر براحة...
بينما هي رمشت بعينيها عدة مرات متتالية...وازدردت ريقها الجاف تحاول استيعاب ما حدث...فحين وجدت صوتها..همست بصوت واهٍ :
-م...ماذا حدث!
أشاح مروان برأسه في عنف يحاول تمالك خوفه..ثم. هتف بصوت خرج حاداً رغماً عنه :
-أخبريني أنتِ....ماذا حدث؟!...وجدتك ملقية على الأرض...وللحظة ظنتك رحلتِ عن الحياة!
عقدت حاجبيها باستغراب...فرفعت أناملها المرتجفة..ومسحت وجهها قائلة :
-لا أتذكر أي شيء....
هز مروان رأسه بلا معنى...ثم عاد برأسه إليها...فأبصر خطين من الدموع سقطا على وجنتيها بحزنٍ رتيب...ليعقد حاجبيه بتوجس قبل أن يهتف بشكٍ :
-لماذا تبكين؟!
عضت صبا على شفتيها بقوة حتى كادت تدميها..ثم نظرت له بعينين حمرواتين...هامسة بخفوت مذنب :
-أنا جائعة!!!
رمش مروان مرتين...ثم انفرجت شفتاه..وضاقت عيناه هاتفاً :
-تبكين لأنك جائعة؟!...ياللهي!
أومأت برأسها بإعياء وهي تشعر بالغرفة تلتف بها من فرط تعبها...لتلعق شفتيها المتيبستين وتهتف بصوت واهٍ :
-أنا أشعر بالجوع والعطش...فأنا لم أذق أي شيءٍ منذ فترة!
أرتفع حاجب مروان مرتاباً...يرمقها بعينين ذاهلتين....ويهتف وهو يشير إلى نفسه :
-ولماذا تخبريني بأنك جائعة...أنا أترك لكِ طعاماً في تلك الحقيبة...هل تمكثين مع شخصٍ لا يعرف الرحمة بالله عليكِ!!...لماذا تفعلين بي وبنفسك كل هذا...كدت أموت من الخوف عل...
أبتلعx عبارته شاتماً نفسه...لماذا يقول لها هذا الحديث المعتوه!
كدت تموت من الخوف عليها...أليست هذه أيقونة الغباء يا أحمق!
هكذا حدث نفسه ساخراً..قبل أن يشيح برأسه بعيداً ينظر من الشق الظاهر من النافذة زافراً بسخطٍ...فيما برقت عينا صبا عندما ألقى عبارته الأخيرة..لكن تعبها غلب على كل هذا...لتغمض عينيها محاولة استيعاد تماسكها وقوتها...
-سأحضر لكِ طعاما يا صبا...أبقِ مكانك؟!
قالها مروان على حين غرة...ثم نهض بل قفز متجهاً حيث بغيته...بينما صبا كانت تفكر في أسمها الذي خرج من بين شفتيه مجرداً من لقبها ك"سيدة" يبدو أن خوفه اربكه ؟!
ثانية!
خوف!...وهل يشعر هذا بالخوف نحوها آنها تكاد تحترق من نظراته المستحقرة لها منذ قابلته.....فلماذا يشعر بالخوف نحوها أصلا ؟!
تنهدت بخفوت..ثم مسحت دموعها بظاهر كفها قبل أن تشعر بها يمد كفه نحوها...
نظرت إلى كفه بحجبين انعقدا توجساً..ثم رفعت رأسها نحوه متسألة...فهز هو كتفيه دون أهتمام قائلا :
-هاتي يدك كي أساعدك على الإعتدال كي اطعمك؟!
فغرت فمها مبهوتةً..ثم هتفت دون فهم :
-ماذا؟!
زفر مروان بقوة ثم وضع الطعام جانباً وفجأة جذبها من كفها بقوة جعلتها تكاد تكون بين أحضانه...توردت وجنتاها...وارتجفت أطرافها...لتبتعد كالمحمومة عنه هاتفةً بتلعثم :
-ماذا...لكن...لا...
خرجت من شفتيه أبتسامة قصيرة رغماً عنه..فكتمها وعاد وجهه إلى صلابته.. ليجلسها على الأريكة برفقٍ..ثم جلس بجوارها هاتفاً بمرح فظ :
-الانطباع الأول عني ك"متحرش" يزداد رسوخاً في عقلك حتى هذه اللحظة....احزنني هذا والله!
قال جملته الاخيرة بتأثير مفتعل وهو يضع كفه على صدره...فالتوت شفتاها بشبة ابتسامة سرعان ما اختفت امام كفه الممتد نحوها بالطعام وكأنه........سيطعمها بنفسه؟!
عقدت حاجباها...ثم هزت رأسها برفضٍ قاطع ناقض ارتعاش نبرتها :
-أنا سأطعم نفسي سيدي!
زم شفتيه باستياء...ثم هز رأسه هو الآخر وهتف بصرامة مشيرا بعينيه إليها :
-ألا ترين نفسك...بالكاد تجلسين...واناملك ترتعش بشكلٍ مثير للشفقة...فكيف سأتركك هكذا...!!!
صمت لبرهة مراقباً امتقاع وجهها بعينين ضاقتا بتفحص...فيما كانت هي تشعر بحرح كبير يكاد يحرقها...سيطعمها بيده؟!
لا والله لن تقبل...!!!
هكذا حسمت أمرها...فانفرجت شفتاها تهمّ بالرفض...لكنه هتف بصرامة وهو يمد كفه أكثر بالطعام :
-هلا فتحتي فمك يا صبا....
ازدردت ريقها ببطء.. فلم تشعر بعدها وهي تفتح فمها وتمضغ الطعام ببطء....تشعر بطعم صدأ في حلقها وليس طعاماً...رغم جوعها الشديد...إلا أنها تشعر بالقلق والبؤس بدرجة أكبر...فيما كان مروان يطعمها بملامح اعتراها الحنان وهو يشعر بنفسه يطعم طفلة...وهي في الحقيقة كذالك...طفلة ضالة..متهورة ذات عقل لا يختبر أي من قرارته...مندفعة وتلقائية حد الغباء!
ولثاني مرة تنطلق من بين شفتيه ضحكة قصيرة خافتها جعلتها ترمقه بطرفٍ عينيها ووتقف عن مضغ الطعام...ليهتف هو رامقاً إياها بتعحب مصطنع :
-لماذا توقفتي....هيا اكملي....
-هل ضحكت عليّ لتوك؟!
قالتها بتجهم...وصوتٍ لم يغادره ارتعاشه بعد...فضم شفتيه يحاول كبت ابتسامة متهورة أخرى...فتمالك نفسه وهتف بتبلد كاذب :
-نعم ضحكت...هل هذا يعتبر انحرافاً سيادتك...ستمنعين ابتسامتي!!!!!...جبارة وربي!
زفرت صبا بسخطٍ ثم عادت تمضغ طعامها ببطء...
شعور غريب يشعر به وهو يطعمها بنفسه...ويتأملها عن كثب....شعور غريب لكنه لذيذ وهو يلاحظ قتامة عينيها العسليتين وعلى يبدو أن ينبيعها قد نضبت من كثر الألم والوجع...أنتبه لشروده وهي تهتف بخفوتٍ خجول :
-انتهيت...شكراً لكَ...س..سيدي!
أبتسم بهدوء....ثم وضع ما بيده جانباً...ثم التفت لها بكامل جسده قائلا :
-هل تشعرين بالغثيان مرة أخرى أم أنكِ أصبحتِ بخيراً!!
هزت رأسها ببطء في ايماءة دلت على حسن حالها...ليتنهد هو مرتاحاً...قبل ان يهتف بحذر :
-أنا ألاحظ أنكِ لا تنامين جيدا... ألا تشعرين بالارهاق!
هزت رأسها بسرعة دون تفكير...فأبتسم هو بهدوء...وهتفت ملوحاً بسبابته :
-تكذبين...عيناكِ حمروان بطريقة مثيرة للشفقة وأغمائك هذا نتيجة لجوعك وإرهاقك.....سأتركك تنامين بكل راحة !
-سيد مروان أنا أشعر بالقلق والخوف.....وهذا الشعور يكاد يقلني..فبالله عليك أخبرني...متى سنعود ونجد الصغيرة؟!
قالتها بكتفين تهدلا بتعبٍ، فبدت أكبر سناً وبدا وجهها أكثر شحوباً...ليهتف هو مبتسماً ابتسامة باهتةً :
-الصغيرة سيأتي بيها سليم في أقرب وقت...أما بشأن عودتنا لا أعلم...والأن انعمي بقسط من الراحة وأنا سأظل محتجزاً نفسي في المطبخ كي لا تشعرين بالخوف أو الحرج مني!
ثم تابع بقوله بفعله...فرمقت صبا ظهره بعينين دامعتين...ووجه ازداد شحوباً...وخوفاً...لكن شعورها بالإرهاق غلب كل هذا...فشعرت بتثاقل جفناها...لتتمد على الأريكة ظلت دقائق ترمق جسدها النحيل...وتتحس وجهها الشحاب رغم بياضة الناصع...للحظة ارتسم صورته أمامها بجسمه الرشيق...وشعره الأسود بدرجة تجذب الأنظار....
عيناه الخضروان الصغيرتان...ترتسم أمام عينيها...لتشعر بالذنب يثقل صدرها تجاه عابد...فتفكيرها في هيئة مروان تعد خيانة...
ظلت على وضعها حتى راحت في سُباتٍ عميق...
======
-جود....انتظري!
صوتها صدح من خلفها وهي تسرع بخطواتها كي تصل إلى الشقة قبل أن تأتي تمارا...لكن صوته جعلها تتسمّر مكانها بعينين اتسعتا دهشةً.....فعلى ما يبدو أن صاحب الصوت لن يتركها وشأنها!
وقف خلفها مباشرةً يلهث بقوة..قبل ان يستدير واقفاً أمامها تماماً.. يرمقها من مقدمة رأسها حتى أصابع قدميها...منخفضة الرأس بطبيعة الحال بسبب طوله الفارع.. طال صمته متأملا.. وجود تكاد تشتعل وجنتاها خحلا وغضباً وهي مطرقةً رأسها دون أن تنظر إليه حتى..
تفرك أصابعها بقوة...وتتأفف بغضبٍ..جعله يهتف بسرعة :
-جود..أنا كنتُ أريد أخبارك بأنني.... أريد أن أجلس معكِ في مكان كي استطيع محادثتك!!!
رفعت رأسه لها كرصاصة...ثم رمقت بعينين اشتعلتا بشراسة ناسبت قولها :
-لا أظن أن بيني وبينك...سيد جاسر...أي حديثٍ أو علاقة تجعلك تعرض هذا العرض الوقح!
قالت كلمتها الأخيرة بقوة وكأنها تبثقها في وجهه...فعاد جاسر برأسه إلى الخلف مجفلاً..قبل أن يمسح عرقه دون وجوده من الأساس ويهتف برجاءٍ :
-جود أرجوكِ أنا أريد أن أتحدث معكِ فقط لماذا تتعاملين معي بهذه الطريقة؟!
رفعت جود حاجبها بتوجس...ثم كتفت ذراعيها وهتفت ساخرة :
-لماذا أشعر بتأنيب في نبرتك...؟!...سيد جاسر بعد إذنك حافظ على الحدود التي صنعتها لنفسي...لستُ كصديقاتكx تحادثهن بعبث وتمازحهن دون شعور بأي رجوله وأحترام... ففي النهاية أنا لن أجلس معكَ في أي مكانٍ....ولن أقف معك أيضا...بعد إذنك.......سيدي!

ثم تجاوزته متحركةً خطوتين تاركةً إياه فارغ
الفم...متسع العينين من حدتها...ليهز رأسه بعدم تصديق...تلك الكتلة من الجمال والأنوثة تحمل لساناً يستطيع احراجك بطريقة بسيطة مهذبة....رمش بعينيه ثم همّ بالرحيل لكنها عادت مرة أخرى ووقفت أمامه بعينين ازداتا شراً وهتفت ملوحةً بسابتها :
-وبعد إذنك أسمي لا يحب أن تنطقه مجردا هكذا...أنا أسمي الآنسة جود...هذا الأدب لو تعرف عنه؟!
ولثاني مرة جعلت عينيه تتسعان بدهشة...وفكه يتحرك دون حديث.. لتحدقه بقوة...ثم رحلت بسرعة كما ألقت قذائفها بسرعة!


سارت بعينين شاردتين وحديثها مع جاسر يؤجج ماضي تعمل جاهدةً كي تتناسه...لكن ما باليد حيلة...فرصيد مقاومتها على وشك النفوذ...وعيناها تشعر بنضوب دموعهما...حتى باتت تحايلهم!!!!!
وكل ما يدور ببالها....هو الندم عما فعلته...في الحقيقة ليس لديها سوى.....الندم!!!
======
طرق على باب منزلهم بفتور وملامح شاحبة يعتريها الألم...
بعد يوميان قضاهما وحيداً يحاول ترميم ما كُسِرَ بداخله...لكنه لم يقدر بل جرح مروج له زاد الأمر صعوبة..فبات ترميم كسوره مستحيلاً!!
تنهد بقوة مسنداً جبينه إلى الباب حتى فتحته لجين برفق تطل برأسها فقط كي تتحقق من هوية الزائر...وفور ملاحظتها لرائف صرخت بدهشة ثم تعلقت في عنقه بقوة جعلته يميل إلى الأمام....فأبتسم ابتسامة باهتةً...ثم أحكم ذراعه حول خصرها وولج إلى الداخل مغلقاً الباب بقدمه...فيما كانت لجين تشعر بفرحة عارمة وهي تراه أمامها...سليماً لا يشوبه أي أذى...
شعورها بالفرحة صادقاً وابتسامة وجهها أكبر دليل..فدفنت وجهها في عنقه أكثر هامسة بصوتٍ باكٍ يناقض ابتسامتها :
-لماذا يا رائف...يومان لا أعلم عنكَ أي شيء حتى كاد قلبي يصاب بالجنون من خوفي عليكَ..وأمجد كل يوم ينتظرك بجوار باب المنزل محرماً على نفسه النوم!!

تنهد رائف بخفوت...ثم ضمها إليه بقوة وكأنه يعيد إلى روحه الراحة...لم يشعر بدموعه التي تراقصت على طرف عينينه...بل شعر بتمزق روحه وزيادة ألم جروحه أكثر....فأبعد لجين عنه برفق...وأمسك وجنتها هامساً بتحشرج :
-آسف...لكن...أين أمجد!
تجمدت ملامحت بشكل ملحوظ وارتحفت أناملها الممسكة بكفه...فعقد رائف حاحبيه بقلق وقد تغلب قلقه على ألمه ليهتف بحذرٍ :
-أين أمجد يا لجين...هل أصابه شيئا بعيد الشر!x
نبرة الخوف في صوته جعلتها تهز رأسها رفضاً...ليرتفع حاجبه بتوجس...ويهتف :
-أذًا أين هو؟!....ولا تكذبي عليّ سأعلم!!!
هربت بعينيها عنه...ثم انفرجت شفاتها تحاول التحدث...فأن علم رائف بالحقيقة سيجن جنونه...لكن نظرة التحذير في عينيه جعلتها تهمس بخوفت يكاد لا يسمع لكنه سمعها بأذنيه المرهفتين :
-أمجد خرج مع...
ثم صمتت دون أن تقوى على المتابعة...فرمقها رائف بقوة هاتفاً :
-أكملي أنا أتابعك...مع من خرج!
عضت على شفتيها بقوة...ثم انفرجتا وهتفت مغمضة عينيها تتوقع ثورته :
-مالك!!
عم الصمت في أرجاء البيت بشكلٍ أرعب لجين..ففتحت عينيها جزئياً تراقب رائف الذي أبتعد عنها وهتف بملامح قاتمة لا تنم بخير :
-مالك...خرج مع مالك...؟!
صمت مرة أخرى وبعدها صوت صراخه الهائج وكأن نار هوجاء اندلعت به :
-مالك...كيف أتى إلى هنا...المتبجح عديم الكرامة...
دار حول نفسه بجنون كوحشٍ كاسر...ثم هتف من بين أسنانه :
-أين مروج؟!!
أمتقع وجه لجين وارتفع حاجبها بتوجس..لتهتف بحذر :
-لماذا...ماذا تريد منها؟!
نظر رائف إليها دون تعبير...وضع كفيه في خصره...ورغم جمود ملامحه إلى أنه هتف بكلماتٍ جعلت لجين تبتسم بحنان :
-أريدها كي أجبر خاطرها بالتأكيد...أعلم ما تشعر به الآن من انكسار وقهرٍ...بل أقسم لكِ آنها تجلس في زواية غرفتها تبكي ضامة ركبيتها إليها....لا أعلم كيف فعل مالك هذا الفعل الشنيع.. بشقيقتي..جرحها دون رحمة وأنا أشعر بالغضب نحوه بما فعله وأنه السبب في ألم مروج!
ياللهي!
كيف يمتلك قلباً حنوناً متقلباً إلى هذه الدرجة...يبدو أن شق حنانه استحوذ عليه الآن...يالجمال كلماته ولعذوبتها...كلمات تدل على مدى حبه لهم رغم ما يظهره من قسوة له الحق فيها....يشعر بالغضب نحو مالك لأنه جرح مروج وهي من جرحته بطريقة قاسية!!
هكذا كانت لجين تفكر وهي ترمقه بعينين متسعتين وثغر زينه أبتسامة حنونه...لينظر رائف إليها بأستفهام من ذهولها..
فاقتربت منه هاتفةً :
-لكن هي جرحتك يا رائف؟!...
تجمدت ملامح وهدأ صدره من ثورته...ليرمقها باستغراب من نفسه...فلم يشعر بنفسه وهو يهتف بعفوية :
-أنا لا أحب أن يجرحها أحد بهذه الطريقة حتى لو كانت فعلت بي المثل...رغم دلالها وبرودها و سلاطة لسانها لكنها في النهاية شقيقتي وما تعرضت له شديد القسوة!!....
نظرة لجين له بفخر... ثم أشارت بسبابتها إلى أعلى..فهز رأسه بفهمٍ...ثم أندفع ناهباً درجات السُلم نهباً يشعر بتشفٍ خبيث يتسلل إليه من شق القسوة الآخر...لكن حنانه الاخوي غلبه...فهز رأسه بقوة ووقف أمام غرفتها...يشعر بحزنه منها يحجب بينهما...لكنه ألجمه ولو للحظات...
تنهد بقوة...ثم طرق باب الغرفة بكف مرتعش وصوتها ساعتها يدوي في أذنيه كالناقوس...
-وماذا يريد صاحب الذراع المشهوه هذا!
مرة تلو الأخرى تدوي في أذنيه دون رحمة...فيشعر بجرحه يصرخx به كي يتركها ويرحل..لكن صوتها الذي أتاه مختنقاً جعل ملامح تتخضن بالحزن...عليها!!؟
-لجين أرجوكِ اتركيني وحدي!
وضع كفه على مقبض الباب ثم أداره وولج إلى الداخل وكأنه يدفع نفسه دافعاً كي يحارب جرحه منها...وقف أمامها وكما تصور كانت تجلس في زواية الغرفة..تضم ركبتيها إليها...ودموعها تنساب على وجنتيها دون توقف...فشعر رائف بقبضة باردة تعتصر قلبه...
بينما هي رفعت رأسهاx تهمّ بالصراخ لكن وقفته أمامها ألجمت لسانها الكارثي...وبهتت ملامحها...فنظرته لها لا تعبر سوى عن الحزن منها ولأجلها!!!!
======
انتهى الفصل الخامس❤
شاركوني برأيكم

"شمس علاء"


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-20, 03:50 AM   #99

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

مليكة غبية ومتسرعه فاكره انها هتقدر تاخد نقطة لصالحها من سليم بس امها فاجأتها انها ماصدقت كدبتها الخايبة فى ادعائها عليه

سليم بيتصرف معاها بطريقة الشد والجذب بس انتباهه الاكبر فى انه يمنع خطر سالم عن المحيطين بيهم

صبا بدأت تنتبه لملامح مروان وتحس بالخيانه انها بتفكر فيه المشكلة فعلا فى حبسهم والخوف من وصول سالم ليهم

جود ماضيها الغامض مأثر على حياتها بس ياترى ايه اللى حصل بينها وبين جاسر وهو عايز منها ايه

مالك الصديق الغائب لأمجد رجع بس من الواضح ان فيه حكاية قوية كانت بينه وبين مروج وتسبب لها فى الم وقهر لدرجة تخلى رأف يتجاوز عن اهانتها ويروح ليها عشان يواسيها

تسلم ايدك ياجميل


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 25-06-20, 03:35 PM   #100

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
مليكة غبية ومتسرعه فاكره انها هتقدر تاخد نقطة لصالحها من سليم بس امها فاجأتها انها ماصدقت كدبتها الخايبة فى ادعائها عليه

سليم بيتصرف معاها بطريقة الشد والجذب بس انتباهه الاكبر فى انه يمنع خطر سالم عن المحيطين بيهم

صبا بدأت تنتبه لملامح مروان وتحس بالخيانه انها بتفكر فيه المشكلة فعلا فى حبسهم والخوف من وصول سالم ليهم

جود ماضيها الغامض مأثر على حياتها بس ياترى ايه اللى حصل بينها وبين جاسر وهو عايز منها ايه

مالك الصديق الغائب لأمجد رجع بس من الواضح ان فيه حكاية قوية كانت بينه وبين مروج وتسبب لها فى الم وقهر لدرجة تخلى رأف يتجاوز عن اهانتها ويروح ليها عشان يواسيها

تسلم ايدك ياجميل
تفسيرك بيعجبني اوي للأحداث ❤❤❤تعليقاتك روعة حقيقي..سلمت يداكِ ❤


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:26 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.