آخر 10 مشاركات
أم العيال (1) سلسلة نداء صحوة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : mooonat - )           »          7 - النبع الجاف - نبيل فاروق (الكاتـب : حنا - )           »          رواية وأنا مُذ عرفتُكِ والسرورُ يزورني كالغيمِ ظلّلَ خاطري وأقاما *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عيناك كنهري أحزان(نزار قباني) (الكاتـب : الورد في الأكمام - )           »          إغواء البريئة (67) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جرح الماضي (79) للكاتبة: جاكلين بيرد ...كاملة... (الكاتـب : *ايمي* - )           »          قلبه من رخام (37) للكاتبة الآخاذة: أميرة الحب raja tortorici(مميزة) *كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          تحت إيوان النخاس (3) * مميزة ومكتملة * ...سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-06-20, 12:23 AM   #71

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

احداث فصل مثيرة للفضول مشوقة للمتابعة ..
ومعرفة اسباب حريق ذراع رائف وسب تركه للنادي ؟
واضح ان غموض الاحداث سببهها الجد الذي يرعب الجميع ..وهروبهم للنجاة من قسوته ..
رائف امجد مروج لجين ..سليم ..مروان جميعهم احفاده ..وسليم يحاول حمايتهم من سالم

بسبب غباء صبا اضطر مروان للذهاب لهلاكه بدون حتى ان يعلم امه التي اكيد لو علمت لذهابه الى سالم لمنعته ووقفت بوجهه وسالم سيحاول خطف صبا منه والله اعلم على ما ينتويه لهم ..

جميل جدا حديث امجد مع لوجين بعد ان حدثته بما حدث من الحكيمة بكلاها اللاذع وتوجيه الاتهام للوجين ..


تسلم ايدك احداث جميلة مشوقة للمتابعة ❤❤


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 12:39 AM   #72

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال سلامة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

احداث فصل مثيرة للفضول مشوقة للمتابعة ..
ومعرفة اسباب حريق ذراع رائف وسب تركه للنادي ؟
واضح ان غموض الاحداث سببهها الجد الذي يرعب الجميع ..وهروبهم للنجاة من قسوته ..
رائف امجد مروج لجين ..سليم ..مروان جميعهم احفاده ..وسليم يحاول حمايتهم من سالم

بسبب غباء صبا اضطر مروان للذهاب لهلاكه بدون حتى ان يعلم امه التي اكيد لو علمت لذهابه الى سالم لمنعته ووقفت بوجهه وسالم سيحاول خطف صبا منه والله اعلم على ما ينتويه لهم ..

جميل جدا حديث امجد مع لوجين بعد ان حدثته بما حدث من الحكيمة بكلاها اللاذع وتوجيه الاتهام للوجين ..


تسلم ايدك احداث جميلة مشوقة للمتابعة ❤❤
وعليكم السلام ورحمة الله..❤
حبيبتي صاحبة التعليقات الرائعة...سلمت يداكِ يا جميلة💙💦


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 06:26 PM   #73

Aya Slieman

? العضوٌ??? » 392728
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 330
?  نُقآطِيْ » Aya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to behold
افتراضي

سالم ابعد ما يكون عن وصف كلمة جد اللي بيجتوي جميع احفاده و اولاده تحت جناحه بس هو العكس كلياً بتكنى موتهم كلهم قلب اقسى من الحجر و كره و حقد موجه للجميع بدون استثناء غير التعذيب اللي كان موجه للجميع اللي منهم ترك و اختفى للبقاء على المتبقي من روحهم و منهم بقي للانتقام على كل سنوات من المعاناة تحت سقف بيت واحد🤭
سالم عارف نقطة ضعف سليم و هيكسره من خلالها وقت يلاقيهم و يدمرهم كلهم بس مجرد انه يفكر سالم بالموضوع حرده فعل لسليم كان انه يخنقه مع غضب اول مرة سالم بشوفه بس الخوف بقلب سليم كبير انه يقدر جده ينفذ اللي عم بخططله😥
مروان رجولته و شهامته دفعت للقدوم للهاوية برجليه رغم تحذير سليم له بس للاسف قدومه كان بدافع مساعدة صبا عشان ايجاد بنتها بس سالم اسا عرف وجوده و كردة فعل قرر يخطف صبا و رغم عدم شعور مروان بالراحة غير انه كذب على امه اللي مانت اكيد هتمنعه يروح بس هو كفى الطريق يا ريت يوصب سليم قبل سالم و ينجد مروان منه😥
اثار الحروق على ذراعين رائف العائق امام مستقبله و ذكرى بشعة من ماضي اليم عانى فيه هو و اخواته قبل قرار امجد بالرحيل و انقاذهم لهيك رائف بكن لامجد كل المحبة و الاحترام رغم تمرده و غضبه بس بوصل لامجد بحاول يقمعهم معه و نفس الشي مروج و لجين النسمة الناعمة اللي بينهم😄
كلام الحكيمة المسموم و المبطن مع كرها الواضح للجين بسبب هدوءها و وداعتها انها بس لتجذب انظار الدكتور ياسين فلجين ما تحملت و تركت الشغل هالشي اللي خلى ياسين خطوة ليتقدم بخطبتها لمشاعره المفضوح تجاها بسبب كلام الحكيمة يا ريت ما يصير هيك و يونس شو هيصير فيه😒🤭
تسلم ايديكي😘😘❤


Aya Slieman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-20, 03:48 PM   #74

Gigi.E Omar

نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Gigi.E Omar

? العضوٌ??? » 418631
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 3,166
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Gigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين 💙 لا تتنازل عن مبادئك و إن كنت و حدك تفعلها ✋️
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سالم هو شيطان الرواية ... كل مصايب الابطال هو سببها ربنا ياخده و يريح ابطال الرواية منه 😈

لسه هو سليم في الحرب ... و تقريبا عرف نقاط ضعف لسليم عايز يأذيه منها بس مين هيأذي مين الاول و مين اللي من هيكسب !!

محدش صعبان عليا في القصر دا غير داليا و بنتها ... دخلوا الحرب بين الاتنين ...


علاقة امجد باخواته حلوة بس هيفضل مسيطر لغاية امتى ؟!!
رائف قسوته اللي بيظهرها و لا مروج المتمردة اللي مش عاجبها حاجة ...
شايل كتير امجد ...

لجين الركن الهادي لامجد و لرائف بس هدوؤها مش عاجب ناس و شايف انه متصنع !!!
الحكيمة دي غرضها ايه من كلامها ؟؟!
و الدكتور ياسين اينعم منعرفش هو طيب ولا شرير بس اخد حق لجين بس الحكيمة هتسكت !!!
و مين هيكون نصيب لجين يونس و لا ياسين ؟؟!!

مروان راح للشيطان برجليه و السبب صبا ...
حبيت موقف امه معاها و انها مخلتش ابنها يسيبها بس لما تعرف انه راح لمصيبة هتعمل ايه ؟؟!!
و سليم هيقدر يحيمه ؟؟!

جود مين اخوها و مين ابوها و علاقتها بتمارا ايه ؟؟!
مستنية اعرف اكتر في الفصول الجاية ...

تسلم ايدك يا قمري الفصل راائع ✌🌹


Gigi.E Omar غير متواجد حالياً  
التوقيع
" و استغفروا ربكم "
رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 03:07 PM   #75

Hayette Bjd
 
الصورة الرمزية Hayette Bjd

? العضوٌ??? » 404791
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 586
?  نُقآطِيْ » Hayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث
بحب اوي علاقه الاخوه بين أمجدو رائف وكيف بيهتمو ببعض
ياارى ايه سبب الحريق اللي على ايد رائف وعاوز يسيب النادي عشانه..
لجين الطيبون دائما متهمون .. هي فاكرة ان يونس مش مهتم بيها وياسين ناوي يتقدم لها ..
جيب العواقب سليمه يارب
صبا غلطتها وقعت مروان بشهامته معاها طلع ابن عم سليم اللي عايز يحميه و سالم عاوز ينتقم منهم ياترى مين اللي حيسبق الثاني..
مش فاكرة جود مشكلتها ايه بالضبط صعبت عليا اوي ..
وهي بتعيط 💔
بانتظار القادم


Hayette Bjd غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 05:40 PM   #76

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aya slieman مشاهدة المشاركة
سالم ابعد ما يكون عن وصف كلمة جد اللي بيجتوي جميع احفاده و اولاده تحت جناحه بس هو العكس كلياً بتكنى موتهم كلهم قلب اقسى من الحجر و كره و حقد موجه للجميع بدون استثناء غير التعذيب اللي كان موجه للجميع اللي منهم ترك و اختفى للبقاء على المتبقي من روحهم و منهم بقي للانتقام على كل سنوات من المعاناة تحت سقف بيت واحد🤭
سالم عارف نقطة ضعف سليم و هيكسره من خلالها وقت يلاقيهم و يدمرهم كلهم بس مجرد انه يفكر سالم بالموضوع حرده فعل لسليم كان انه يخنقه مع غضب اول مرة سالم بشوفه بس الخوف بقلب سليم كبير انه يقدر جده ينفذ اللي عم بخططله😥
مروان رجولته و شهامته دفعت للقدوم للهاوية برجليه رغم تحذير سليم له بس للاسف قدومه كان بدافع مساعدة صبا عشان ايجاد بنتها بس سالم اسا عرف وجوده و كردة فعل قرر يخطف صبا و رغم عدم شعور مروان بالراحة غير انه كذب على امه اللي مانت اكيد هتمنعه يروح بس هو كفى الطريق يا ريت يوصب سليم قبل سالم و ينجد مروان منه😥
اثار الحروق على ذراعين رائف العائق امام مستقبله و ذكرى بشعة من ماضي اليم عانى فيه هو و اخواته قبل قرار امجد بالرحيل و انقاذهم لهيك رائف بكن لامجد كل المحبة و الاحترام رغم تمرده و غضبه بس بوصل لامجد بحاول يقمعهم معه و نفس الشي مروج و لجين النسمة الناعمة اللي بينهم😄
كلام الحكيمة المسموم و المبطن مع كرها الواضح للجين بسبب هدوءها و وداعتها انها بس لتجذب انظار الدكتور ياسين فلجين ما تحملت و تركت الشغل هالشي اللي خلى ياسين خطوة ليتقدم بخطبتها لمشاعره المفضوح تجاها بسبب كلام الحكيمة يا ريت ما يصير هيك و يونس شو هيصير فيه😒🤭
تسلم ايديكي😘😘❤
حبيبتي تسلمي لي يا جميلة على التعليق الدسم ده❤سلمت أناملك


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 05:41 PM   #77

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gigi.e omar مشاهدة المشاركة
سالم هو شيطان الرواية ... كل مصايب الابطال هو سببها ربنا ياخده و يريح ابطال الرواية منه 😈

لسه هو سليم في الحرب ... و تقريبا عرف نقاط ضعف لسليم عايز يأذيه منها بس مين هيأذي مين الاول و مين اللي من هيكسب !!

محدش صعبان عليا في القصر دا غير داليا و بنتها ... دخلوا الحرب بين الاتنين ...


علاقة امجد باخواته حلوة بس هيفضل مسيطر لغاية امتى ؟!!
رائف قسوته اللي بيظهرها و لا مروج المتمردة اللي مش عاجبها حاجة ...
شايل كتير امجد ...

لجين الركن الهادي لامجد و لرائف بس هدوؤها مش عاجب ناس و شايف انه متصنع !!!
الحكيمة دي غرضها ايه من كلامها ؟؟!
و الدكتور ياسين اينعم منعرفش هو طيب ولا شرير بس اخد حق لجين بس الحكيمة هتسكت !!!
و مين هيكون نصيب لجين يونس و لا ياسين ؟؟!!

مروان راح للشيطان برجليه و السبب صبا ...
حبيت موقف امه معاها و انها مخلتش ابنها يسيبها بس لما تعرف انه راح لمصيبة هتعمل ايه ؟؟!!
و سليم هيقدر يحيمه ؟؟!

جود مين اخوها و مين ابوها و علاقتها بتمارا ايه ؟؟!
مستنية اعرف اكتر في الفصول الجاية ...

تسلم ايدك يا قمري الفصل راائع ✌🌹
تسلمي لي يا جميلة على التعليق الرائع ده❤❤سلمت يمينك


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 05:45 PM   #78

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hayette bjd مشاهدة المشاركة
الفصل الثالث
بحب اوي علاقه الاخوه بين أمجدو رائف وكيف بيهتمو ببعض
ياارى ايه سبب الحريق اللي على ايد رائف وعاوز يسيب النادي عشانه..
لجين الطيبون دائما متهمون .. هي فاكرة ان يونس مش مهتم بيها وياسين ناوي يتقدم لها ..
جيب العواقب سليمه يارب
صبا غلطتها وقعت مروان بشهامته معاها طلع ابن عم سليم اللي عايز يحميه و سالم عاوز ينتقم منهم ياترى مين اللي حيسبق الثاني..
مش فاكرة جود مشكلتها ايه بالضبط صعبت عليا اوي ..
وهي بتعيط 💔
بانتظار القادم
تسلمي يا جميلة على تعليقك وتقديرك❤


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-20, 10:31 AM   #79

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-20, 11:36 PM   #80

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع🖇
======


وقف يتأمل الغروب بعينين زائغتين......
كفه في جيبي بنطاله والمياه تعبث بقدميه!!
قميصه يتراقص مع الهواء العليل!
نظر إلى البحر بسكونه الغريب...وكأنه يواسيه بصمته!!
لكن هو وحده يعلم أن سكون البحر يشبه تسامح الشخص مع نفسه!
تشبيه غريب!!
نعم...أو هو مَنْطِقِي إلى حد ما!
لقد مرّ بالعديد من التجارب البائسة والقاسية!
واجه الدنيا والعالم وحيداً...لا يعرفه أحد ولا هو يهتم...لا يهتم بقساوة ماضية...ولا بقباحة حاضره!!...ألا يكفيه الحمل الجاثم على صدره...!
حملٌ يكاد يزهق بأنفاسه لكن عزاءه ما وصل له الآن..فقد أصبح أشهر من النار على علم.. مالك فؤاد من أكبر فنانو مصر!
أصبح معروفاً واسمه يدوي في أذن كل شخصٍ في مصر! لا يعلمون حقيقة الفنان مالك فؤاد بل لا يعلمون شيئا عنه أساسا !
ابتسم بسخرية لخاطره الأخير!..ثم حانت منه التفاته إلى ذاك القائم الخشبي الكامن قريباً منه...قائم يحمل ورقة ناصعة البياض!..وقطعة خشبية تشبه الدائرة يحتلها مجموعات مختلفة من الألوان الغامقة!
أقترب منه بقدمين حافيتين وعينين حمرواتين بسبب الإرهاق على ما يبدو...جلس على المقعد المخصص لجلسة رسمه....ثم جذب فرشاته ونظر إليها بوهن!
وبعدها بدأ يتحرك بها على الورقة بطريقة حرفية أظهرت موهبته!
لكن هو لا يشعر بلذة التمتع وهو يتراقص بفرشاته على ورقة الرسم..بل فكره كله مرتكزا على نقطة معينة!
وهي شعوره بأنه سقط في جُبٍ عميق شديد السواد بعدما سقط من فوق سحابة الأحلام إلى قساوة الواقع..واقع عبارة عن جُبٍ عميق يزداد قساوة مع زيادة الحمل على كاهلك!
ركلة كرة عنيفة أصابت رأسه جعلت يده تهتز فتشوهت لوحته..
وضع كفه على رأسه صارخاً بهياج وهو يهب مندفعاً نحو صاحب تلك الضربة!
-حمزة...ألن تكف عن سخافاتك!!...رأسي يكاد يلتوحx يا عديم الأدب...
نظر الصبي ذات العشر سنوات له...وتخصر قائلا :
-أنتَ الذي تشغل عقلك بما تفعله!...كل رسوماتك تشبه ما تفعله رؤى ابنتك بكشكول دراستي!
نهب مالك المسافة بينهما..ثم أمسكه من مؤخرة قميصه ورفعه أمام وجهه..ليهتف من بين أسنانه :
-أنا مالك فؤاد....توصف رسمي مجرد شخابيط تفعلها شقيقتك بكشكول دراستك!!..أين كنت أنا وقت تربيتك!
-كنت ترسم هذا الهراء!
قالها حمزة مشيراً بسبابته إلى اللوحة التي ضاعت ملامحها بفعله هو...فضرب مالك جبين حمزة بكفه الحر تزامناً مع هتافه الحاد :
-تأدب يا حمزة..وإلا ستحرم من كل شيء تترفه به!...توصف رسم مالك فؤاد بالهراء!..يا لك من ساذج!
زم الطفل شفتيه بغضب وهو يلوح بساقيه في الهواء كي يثبت على الأرض...فلكز مالك في أنفه بسبابته :
-أبي لا تشتمني...!
ضرب مالك سبابة حمزة...ثم هزه بعنف وصرخ بنفاذ صبر:
-هل أنتَ طفلٌ...أقسم لكل من يقول عليك طفل بأنك رجل ذو لسان أطول منه...يا شبر ونصف أنتَ!!
ثم وضعه على الأرض دون أن يترك ملابسه...فنظر حمزة له نظرة غريبة وهتف ملوحاً بسبابته :
-أبي أنا رجل ولا يجب عليك الصراخ بوجهي...هذا أخر تحذير...وإلا!
نظر مالك له بسخرية..ثم هز رأسه مستهزئاً وهتف واضعاً كفه الحر في خصره :
-وإلا ماذا يا شبر ونصف أنتَ...ستمنع عني الماء!
-لا بل سأترك رؤى تتلاعب بمسمار تحاول وضعه في الكهرباء...!
زفر مالك بقوة...ثم عدل من وضع نظراته الطبية وأغلق أزرار قميصه...وبعدها حمل حمزة على ذراعه وولج به إلى الداخل!
رغم عناد الصغير إلا أنه يحبه بطريقة غريبة هو وطفلته الثانية رؤى!
أحياناً نفقد الأمل في حياة بائسة مزعجة تشبه الناقوس...لكن تمنحك الحياة هديةً لن تدرك كنهها في بادئ الأمر....تمر الأيام والشهور وأنت غَافِلٌ عن أهميتها....لا تعلم بأنها وسيلة للتشبث بها كي تنتزع نفسك من فوضى أفكارك وقساوة أيامك!
فقط أنتظر..!
======
نزعت وشحها عن رأسها فور دخولها إلى غرفتها ثم لفته حول خصرها وفخذيها...
انتابتها رغبة عارمة في الرقص!
فامتدت أناملها بتمهل إلى حاسوب لا يزال أمجد يسدد قسطه من ماله الخاص...
انطلقت الموسيقة المثيرة لجسدها...لتبدأ في ترك جسدها يتراقص على الأنغام بنعومة تحسد عليها...أغمضت عينيها وهي تحرك يديها بحركة تفعلها دائما....تشعر بالاستمتاع يندفع في أوردتها...استمتاع يريحها ويزيد من وتيرة رقصها!
وخاطر يداهم عقلها!
لماذا لا يتركها شقيقها كي تمارس ميولها!
لماذا التحكم في حياتها!
من وجهة نظرها هي أن طلبها بسيط...لا تعلم أن ما تريده يعتبر عاراً على من رباها بل فجوراً!
تطلب التراقص والتمايل أمام هذا وذاك!
أي رجلٍ سيقبل بهذا!!
لماذا لا تثورين على كل هذا وتهربي من هنا
هكذا حدثتها نفسها الأمارة بالسوء...فاشتعلت عيناها بجذوة تمرد للحظات....وبدأ شعورها بالتمرد يزداد تراقص أمام عينيها!..
لكنه عاد يخبو بحياء أمام ثورة ضميرها!
عن أي هروب تتحدثين!..هروبك يساوي قتل أمجد حياً
هُنا توقف جسدها تلقائياً عن الرقص...وكأن شخصٌ ما قبض عليها بالجرم المشهود!
فلم تشعر بكفها وهو يلطم صدغها بقوة!...فهمست لنفسها مشدوهةً!
تريدين الهروب كي تمارسي الرقص يا مروج!..
لتلقي وشحها بعيدا ثم وضعت وجهها بين راحتيها!
إلى متى سيتحكم بها عقلها الفاسد هذا!
تعلم بأن ميولها للرقص ما هو إلا وقاحة!
لكنها تريد أن ترقص تترك العنان لجسدها كي يتمايل بغنج!
تنهدت بقوة ثم حررت شعرها من رباطه!
وكأنها تريد أن تفعل هذا بانتزاع ضميرها انتزاعاً من روحها كي تتحرر وتفعل ما يحلو لها!
وكم قاسي هذا على النفس!
-مروج...هل تسمعينني!
هتفت بها لجين بصوتها الهادي وهي تطرف باب الغرفة بهدوء...فزفرت مروج بسخط...ثم هتفت دون اهتمام حتى كي تفتح لها باب غرفتها الموصد من الداخل :
-نعم أسمعك..ماذا تريدين مني!
-رائف يريدك كي يصالحك!
-وماذا يريد صاحب الذراع المشوة هذا!
قالتها مروج بصوت قاسٍ وقد اشتعلت عيناها بنار التمرد الذي اكتنافها كليا لمجرد التمرد!
فلم يأتِ أي ردٍ من لجين سوى صراخها باسم جعل قلبها يقع في قدميها :
-رائف أنتظر...هي لا تقصد..لا تغضب بالله عليك!
لكن رائف لم يكُن يستمع لها...بل شعوره بالنقص جعله يهبط درجات السُلَّم يكاد يتعثر بدرجاته....فلم تشعر لجين بنفسها وهي تطرق باب غرفة مروج بقوة..فأسرعت مروج بفتح الباب بعينين التمعتا ببريق الدمع...
نظرت إلى لجين بندم ثم همّت بالحديث لكن كف لجين الذي حط على وجنتها بصفعه جعلتها تشهق بقوة تزامناً مع صراخ لجين :
-أَنْتِ عديمة الأدب والتقدير!!!...جاء إليكِ كي يعتذر منكِ لكن لسانك السليط هذا حط على كرامته كملح زاد جرحه وجعاً...حقا تستحقين معاملته لكِ...أنتِ فتاة لا تأتي باللين...بل بلي ذراعك!
ثم لكمتها في ذراعها بقوة واستدارت على عقبيها تود إلحاق ذاك الذي خرج من المنزل مندفعاً وقد ترقرق الدمع في عينيه..وشعور بالنقص يكاد يقتله!
فيما وضعت مروج كفها على وجنتها تتحسسها وكأنها تريد أن تزيد من شعورها بالندم!
======
وقف يطالعهما بعينين التمعتا ببريق الغضب...
يده في خاصرته وقدمه تهتز بعصبية واشية بمدى انفعاله!
لتنفرج شفتاه ملوحا بذراعيه في انفعال:
-وصل بكَ الغباء إلى هذه الدرجة يا مروان تأتي بقدميك إلى سالم!
كز مروان على أسنانه كاظماً غيظه..لكن سليم تقدم خطوتين منه ثم لكمه في ذراعه بقوة مسترسلا تقريعه :
-ماذا كنت تريد...تريد أن يقتلع روحك من بين ضلوعك...أم تريد إزاء تلك التي تحتمي وراء ظهرك!
قال جملته الأخيرة وهو يشير بسبابته نحو صبا الكائنة خلف ظهر مروان تحتمي به...فتحولت ملامح مروان الهادئة إلى الأخرى غاضبة....ليهتف بغضب تعجبته صبا:
-سليم...أنتَ تعلم أننا سنتواجه حتماً!
-جميل..حديثك رائع يا ابن عمي...لكن أين كان عقلك الأجدب عندما أتيت بامرأة في يديك...لم تخشَ عليها!
قال سليم بابتسامة ساخرة ناسبت نبرة صوته..فانغرست ابتسامة متهكمة على شفتي مروان وهتف على غرار نمط سليم:
-بالطبع كنت أريد مواجهته وحدي!..لكن أنتَ لا تعلم سبب وجودي هنا!
عض سليم جانب شفتيه بانفعال...ثم قبض كفيه بحركة وشت قرب انفجاره...فأشاح بوجهه يحاول لملمة إشلاء روحه من فرط خوفه على ذاك الغبي!
خوف كاد يفتك بقلبه المكلوم...وعقله المُنهك!
لكن ذكاءه جعله يسبق سالم بخطوة!
فيما كان مروان يفكر بنفس الشيء...يشعر وكأنه على المحك...بل وكأنه ينتظر خيانة قدمه كي يسقط في هوة عميقة...لتجثم على صدره حتى تزهق بروحه...وهكذا هو سالم عبارة عن حملٍ جاثم يطبق على صدورهم حتى تزهق أرواحهم!
-أنا لا أفهم شيء!
قالها صبا بارتجاف متشبثة بقميص مروان من الخلف..فانتزعت سليم ومروان من ثورتهما وذكرياتهما...لينظر مروان لها بطرف عينيه...ثم يهتف كاظما غيظه منها بشق الأنفس :
-لا أريد أن أسمع صوتك يا صبا...وإلا سأقوم بتخيط فمك الذي لا يكف عن فضوله!..أخرسي...!
قال كلمته الأخيرة بنبرة أشبه بالصراخ...فارتدت خطوة إلى الخلف كاتمة شهقتها بكفيها...لينظر سليم إليها بتوجس..ثم عاد بنظره إلى مروان وقال بنبرة حادة نوعاً :
-سآخذكما إلى مكان لا يعرف سالم عنه أي شيء...حتى ينسى أمركما!
تنهد مروان بقوة..ثم أومأ برأسه..ليتنهد سليم براحة...
======
-سيد مروان...رد عليَّ....أين سأنام!
قالتها صبا بغضب مكتوم...بينما مروان تمدد على الأريكة وأغمض عينيه دون اكتراث لها...فكزت هي على أسنانها وهتفت :
-سيد مروان...هل تسمعني أم أنكَ لا تسمع من الأساس!
فتح مروان عينيه فجأة...ثم نظر لها بعينين التمعتا بشرر...لترتد خطوة إلى الخلف تزامناً مع هتاف مروان بلكنته :
-ماذا تريدين مني يا أيقونة الغباء أنتِ؟!
جحظت عينا صبا مشدوهةً...ثم أشارت بسبابتها إلى نفسها وقالت :
-أنا أيقونة الغباء!!
رفع مروان حاجبه باستفزاز...ثم شبك كفيه ووضعهما تحت رأسه...وبعدها أغمض عينيه وهتف دون أن يكلف نفسه عناء النظر لها :
-نعم...وتستحقين اللقب عن جدارة...والآن اصمتي كي أنعم بنومٍ هادئ!
هنا لم تستطع تمالك نفسها أكثر...فاندفعت نحوه بسرعة جاذبةً زجاجة في كف والكف الآخر كانت تضرب به صدغها من فرط غيظها...اقتربت منه..ثم جثت على ركبتيها وهتف بصوت أشبه بالصراخ :
-هل تعاني من زهايمر مُبكر يا سيد...أنا أكاد أموت خوفاً من سالم هذا عندما تحدث عنه ابن عمك المخيف...وابنتي...جئت إلى هنا كي أعيدها إلى أحضاني...فظهر سالم هذا بمصائبه!..
زفر بسخط ثم أعتدل بجذعه مرة واحدة وهتف ملوحاً بسابته :
-لا أريد أن أسمع صوتك...ومن تركها من الأساس أنا أم أنتِ...أنتِ تلقيها وأنا أساعدك...والآن لا تتحملين مكوثك هنا.....وما هذا الذي تحملينه...زجاجة قديمة...اتركيها كي لا أجذبها منكِ و أُكسرها فوق رأسك لعلّه يعود إلى رشده!
ثم جذب منها الزجاجة وألقاها بعيدا لتصدر صوتاً مزعجاً جعلها تغمض عينيها للحظات....
فهب هو واقفا...وأغلق سترته متجهاً إلى مكان لا يعرفه مغمغماً بسخطٍ :
-طار النوم من عيني..!
ثم رمقها بنظرة نارية وصار يبحث عن مكان آخر كي ينام فيه...فيما كانت هي تنظر إلى مكانه الفارغ بعينين التمعتا بدموع الندم...رغم أنه على حق لكنها شعرت بنصل حاد أخترق قلبها وروحها معاً...فتكاد تشعر بأنينهما.....عضت على شفتيها كي تمنع ارتجفتهما...لكنها لم تستطع..فوضعت وجهها بين راحتيها...تبكي في صمت...وكل ما تعرضت له يؤجج نار لوعتها على صغيرتها أكثر...
فيما كان هو يراقبها بشفتين التوتا بابتسامة باهتةً...ثم استدار على عقبيه...وتمدد على الأرض لينظر إلى السقف بعينين ذابلتين......وكل ما يشغل عقله الآن...كيف سيهرب من هنا...لكن وللصراحة..هو يريد تطهير الماضي..فكيف سيطهره دون أن يتخلص من شبح سالم!
أغمض عينيه يترجى النوم...لكنه عانده...فنظر إلى صبا خلسة...
ليجدها ممده على الأريكة تحدق بالفراغ...فأبتسم بسخرية..
يبدو أن تثاقل الجفون محال بينهما!!
======
عين تريد ذرف دموعها...لكنها تأبى!
قلب يئن ضارباً صدره بقوة كي تنطلق صرخاته!
عينان ذابلتا من فرط ما فيه!
وجروح لا تلتئم بل تزداد وجعاً...فتزداد روحه في صراخها المستمر!...وضع ملح عليهم فانتفضت تصرخ طالبةً بالرحمة!
كل هذا كان يشعر به وهو يجلس وحيداً في مكان شديد الظلام كي لا يرى حروق ذراعه!
لو بيديه قدرة على محوها لفعلها!
لو بإمكانه أن يصرخ مطالباً بالرحمة من تنمرهم لفعل!
لو..لو...لو...!!!!
كم تحمل هذه الكلمة الكثير من التمني..وكأنها ببساطتها تمنحكَ أملا..لكنه وببساطة كاذب!
كاذب؟!
ما هذا الجنون...تمنحك أملا لكنه كاذب!..كيف؟!
نعم تمنحك أمل بيد وتجذبه منكَ باليد الأخرى!
كلمة "لو" ما هي إلا أمنيةٌ كاذبةٌ تريد التربيت فقط على جروحك!
وهو يعرف كل هذا...لكنه يريد أن يرتاح..يريد أن يتذوق طعم السلام النفسي لا مذاق الغضب والقسوة!
وكم قاسي هذا الشعور على إنسان يريد أن يصبح شخصاً هو في الحقيقة عكسه!!!
أبتسم ابتسامة ساخرة لخاطره الأخير...ورفع كفه الحر ليتلمس حروف ذراعه الآخر..هامساً لنفسه :
-لو تعلمين أنكِ معاناتي الوحيدة في هذه الحياة...لو تعلمين كم أبغضك على ذراعي...وأريد أن أغمض عيني وافتحهما فلا أرى أي أَثَرٍ لحروق...ولا ندوب....ألا يكفيني ما رأيته في صغر سني!...أم أن رصيد الندوب والحروق قيد التوقف!!!!
ثم سحب نفساً عميقاً لعل الهواء يخمد من ثورة صدره بنار اندلعت فيه منذ زمن..لتأتي شقيقته وتزيد من سعيرها!...
أراد أن يصلح بينهما فردت له مصالحته بطعنة غادرة!
======
غضب!
هذه كلمة بسيطة تعبر عن شعور أمجد وهو يقف في منتصف المنزل كفيه في خصره وعينيه تكاد تنطلق منها سهام الغضب...فاقتربت لجين منه...وربتت على كتفه قائلة:
-اهدأ يا أمجد...بالله عليكَ لا تف..
-وكيف اهدأ وشقيقتك جرحت رائف بأبشع الطرق!
صرخ بها أمجد بانفعال ملوحاً بذراعيه في غضب...فأغمضت لجين عينيها كي تمنع سقوط دموعها...لكن صوت أمجد صدح بقوة غريبة على طبعه الهادئ :
-مروج...يا مروج...أنزلي الآن وإلا سأصعد لكِ وستكون ردة فعلي ب.....
بُترت عبارته وهو يراها تقف أعلى السُلَّم...فتوقفت شفتاه عن الحديث....لتهبط مروج بتمهل...وتتحرك باتجاهه بملامح متجهمة...
فضاقت عينا أمجد بغيظ وكز على أسنانه بقوة...لتهتف مروج بتهدج :
-نعم!
أبتسم أمجد ابتسامة مفتعلة..وفتح ذراعيه على وسعهما هاتفاً بسخرية :
-نعم الله عليكِ يا تربية يداي!...أقسم لكِ بأنني أشعر وكأن نار جهنم قد اندلعت بصدري من تصرفك الفظ هذا!...بالله عليكِ كيف طاوعك لسانك وأنتِ تتنمرين عليه...حتى لو كان ظنك بأن لجين جاءت بمفردها!
عضت مروج على شفتيها بذنبٍ أخفته بمهارة....فانفرجتا تهمّ بالبرير...لكن أمجد جذبها من مرفقها بقوة وهتف أمام عينيها الزائغتين :
-لا أريد أن أسمع صوتك...أنا سئمت منكِ ومن تسلطك وانفك المرفوع دائما في السماء..سئمت من قلبك عديم الرحمة ولسانك المُتسلط هذا....لماذا تجرحين من أمامك دون أن تضعي نفسك مكانه...أنا تعبت..تعبت منكِ...تستغلين حبي لكِ بأبشع الطرق...لكن اليوم أنا لن أصمت على كل هذا!
ثم ألقى ذراعها ببعض العنف...فنظرت مروج له مشدوهةً من تحوله إلى شخص غاضب وثائر؟!
تعجب غريب من شخصٍ أغرب....شخص وضع النار بجوار البنزين ويتسأل لماذا هبت النار ببشاعة!
أشاح أمجد بوجهه بعيداً عنها وكأنه يحارب رغبته في تخفيف لهجته معها...لكنه ازدرد ريقه مرغماً...وهتف :
-لن تخرجي من المنزل لمدة أسبوع...وستعتذرين إلى را...
-لا لن أعتذر لن أعتذر يا أمجد!
صرخت بها مروج مقاطعة عبارة أمجد....فكز أمجد على أسنانه مغتاظا من تمردها الذي يشبه الوقاحة...فلم يشعر بنفسه وهو يهتف بصوت أشبه بالصراخ :
-حسناً...بم أنك لا تريدين الاعتذار والرجوع عن قلة أدبك...سيتم حبسك في غرفتك لمدة أسبوع دون هاتف ودون حاسوب...حتى مصروفك الشهري الذي يستنزف راتبي...سيتم حرمانك منه لمدة أسبوعين....أغربي عن وجهي...لا أريد أن أراكِ الآن!
رمقته مروج بعينين التمعتا ببريق الدموع لكنها سرعان ما توارت خلف شعاع من تمرد كاد ينطلق من عينيها...لذلك ضربت الأرض بقدميها ثم صعدت السُلَّم بسرعة!
فزفر أمجد بقوة ومسح وجهه براحتيه...وشعوره بالتعب يكتنف روحه بأكملها...!
إلى متى سيظل بين شجاراتهم...
ألا يكفيه ما فيه!
حياته صارت غريبة.. لم يعد يتحمل شجارات رائف ومروج...بل مروج نفسها رغم حبه لها لكنه يبغض تصرفاتها....
x هو يعلمx سبب ثورة رائف وروحه المتصدعه....لكنه لا يعلم سبب تمرد مروج ولا ثورتها...
وفجأة تجسد أمام عينيه صورة مالك...لكنه نفضها بسرعة عندما أقتربت لجين منه بملامحها الهادئة...وهتفت وهي تربت على صدره بحنان :
-لا تحزن يا أمجد..أنتَ تعلم أنها لا تحسب حساب ما تقوله!...لا تغضب أنتَ....وأبحث عن رائف!
تنهد أمجد بحرارة وكأنه يزيح حملاً ثقيلاً من على صدره...وربت على وجنتها بهدوء وقد اغتصب أبتسامة باهتةً على شفتيه وهتف :
-يجب أن تعرفي شيئا مهماً... عندما تشعورين بالانكسار لن تتحملي رؤية أي شخصٍ أمامك حتى لو كان أقربهم إلى روحك..الشخص المنكسر يريد العُزلة الوحدة..!..لذلك سأتركه وحده....
صمت لبرهة يلتقط أنفاسه..فيما كانت لجين تنظر إليه بأبتسامة صغيرة...فأبتسم أمجد لها بدوره وأردف :
-هيا أذهبي إلى غرفتك وأنا سأنتظره هنا حتى يعود ليطمئن قلبي!
أومأت برأسها في هدوء.. ثم استطالت على أصابعها وقبلت وجنتها...وبعدها رحلت..ليتنهد هو بقوة...
جلس على المقعد واسند رأسه إلى ذراعه....
حنانه يغلب قسوته فكيف سينام دون أن يطمئن على رائف!
======
عيناها تجريان على ملامح وجهه..وكفها يعبث بتلقائية في خصلات شعره!
رباه!
ما هذا الجنون!... تعبث بخصلات سليم الأمير!
أي جنون هذا الذي وضعها في نهاية المطاف في هذا الوضع!
تتأمل ملامح وجهه الصلبة وتعبث بخصلات شعره...لا تعلم هل تتأمل ملامح سليم لمجرد التأمل..أم إنها أرادت أن تُحيي صورته القديمة..أرادت أن تبعد الغبار عن صورته الجميلة التي كانت ترسمها له دائما!
لكنها لا تعلم بأن بعض الأشياء عندما تنفض الغبار عنها لا تتمكن من النظر إليها...يكفيك ما رأيته من الوجه الحديث..لتطمس أنتَ رغبتك في نفض الغبار عن الوجه القديم!
وهنا لم تجد بَدًا من المضي في ذكريات الماضي!
ذكريات تؤجج شعورها بالانتهاك!!
ذكريات كانت متشحة بالحقد والحب!
جنون مرة أخرى!
حقد وحب...أي مزيج هذا!
مزيجٌ غريبٌ لكنه ممتع بالنسبة لها!
ليبدأ عقلها في تفسير كلٌ منهما على حدا!
حقد!
كان بفعل سالم رغم ابتعادهم عنه!
حقدٌ غريبٌ لا تعرف من أين يأتي به ذاك عديم القلب!
حب!
حب كان يحيط به وبوالديها...
حُبٌ ذاقت كل نكهاته ممتزجاً بالأمان..لكن لعلّه بقي!
هُنا انتفضت كالمحمومة على ذكرى الأمان..لتشتم نفسها سراً...وتبتعد عنه متجهةً إلى شرفة الغرفة لعلّ الهواء يخمد ثورة صدرها ثائرا عما يحدث لها!
وقفت في الشرفة وأسندت ذراعيها إلى السور تطالع السماء بعينين دامعتين ذابلتين!
لا تعلم كم من الوقت مرّ وهي تفكر في تعثرهم بين سالم وسليم....هيx ودالياx ليس إلا ضحية لحربٍ دائمة بين الجد وحفيده...حفيد وجده!
لم تشعر به وهو يقف خلفها مباشرةً يراقب شرودها مع نفسه بعينين التمعتا بشعاع حنان لكنه عاد يخبو وراء قناع تبلده...ظلا شاردين هي في مراقبة السماء وهو في مراقبة تلك النجمة صاحبة الجمال البسيط...
انفرجت شفتاه وهمس بصوت خفيض :
-لماذا تقفين هكذا...الجو بارد...!
ورغم أن صوته كان منخفضا...لكنها انتفضت بقوة...وشهقت وهي تتسارع مع أناملها كي تلف رأسها بوشاحها...لينعقد حاجبا سليم مشدوهاً من تصرفها...فانفرجت شفتاه وهمّ بالحديث لكنها تأهبت للرحيل...فأمسكها من مرفقها برفق وهتف بهدوء :
-لماذا تخفي شعرك عنّي...أنا زوجك!
رفعت عينيها له...ورمقته بنظرة ساخرة ناسبت قولها :
-بالله عليك...أنتَ ترى نفسك زوجي على حق!
رفع حاجبه بتوجس...ثم داعب ذقنها بخبث هاتفاًx :
-وهل تريد ابنة عمتي أن أثبت لها بأنها زوجتي!!...كي أكون زوجك على حق!
جحظت عينا مليكة مبهوتةً من وقاحته...لتكز على أسنانها بقوة حتى كادت تسحقها.....لتهتف بتلعثم ووجنتين تخضبتا بحمرة الخجل :
-ما..ماذا تقول يا سيد سليم...!
التوت شفتا سليم بشبه أبتسامة....ثم هتف بهدوء غريب :
-تريدين أن أعيد ما قولته!...ام..
وضعت كفها على فمه شاهقةً بخجل...فترك سليم ذراعها وأبتعد برأسه إلى الخلف تزامناً مع هتافه :
-يبدو أن الحديث معكِ ممل..هيا أذهبي!!!
ثم أعطاها ظهره واحتل هو مكانها...فرمقته بتوجس...
يبدو أن صراخه بوجهها منذ ساعات....جعله يتعامل معها بلين...وهكذا شعرت بتصرفه!
وكأنه يعتذر!
أبتسامة ساخرة انغرست على شفتيها...
عن أي أعتذار تتحدثين.....؟!
هكذا حدثت نفسها قبل أن تستدير على عقبيها وخرجت من الشرفة متجهة إلى سريرها!
فيما أخرج هو سيجارته وسحب نفساً طويلاً منها ثم نفثه في الهواء...لينظر إلى خيوطها وكأنه يتأمل تراقصها في الهواء!
يعلم أنه غريبٌ معها...تصرفاته غريبة تارةً غاضب وتارةً هادئ...لكن جُلَّ ما في الأمر آنه لا يحب أن يقسو عليها...يكفيها قدرها الذي أوقعها بينه وبين ذاك السالم!
وعندما وصلت أفكاره إلى أسم سالم...تحفزت ملامحه وهو يتذكر ما فعله هو مع مروان كي يخفيه عن عيني سالم...لانه وببساطة يعلم بخطورة عودة مروان وصبا الغريبة تلك إلى مدينتهما...لانه يحبذ أن يكونا أمام عينيه..حتى يتمكن من حمياتهما أكثر!

بينما مليكة....تمددت على فراشها بعينين شاخصتين في الفراغ...تحايل النوم كي يثاقل جفنيها...!
وللعجب كان سليم يحتل أفكارها...وكأنه يقف حائل بينها وبين النوم..فضربت رأسها بكفها وهمست بصوت واهٍ :
-يشغل عقلك وهو غاضب....ويحتله وهو هادئ...يا لكِ من سريعة الانفعال!
======
تسير على الشاطئ حافية القدمين...تمسك حذائها بكفيها...شعرها الغجري يتطاير بفعل هواء البحر...تنظر إلى الأرض بعينين دامعتين...لا ترى سوى نفسها وروحها المنكسرة....تريد أن تصرخ بقوة...تريد أن تأخذ حريتها...تريد وتريد...لكن ما باليد حيلة...لن تستطيع فعل ما تريده!
أين شقيقها؟!
لا تعلم!
لماذا تركها؟!
أيضا لا تعلم!
ولا يوجد أقبح من شعور الاشتياق المطعم بالغدر...نتماسك وندعم ونحن نحتاج أكبر دعم!
ننكسر فنترك شظايا روحنا ونرمم روح أخرى!
نبكي ونترك دموعنا على خدينا وتتسارع أناملنا لنمحو عَبْرة أخرى!
تنهدت بحرارة ثم وقفت مكانها ورفعت رأسها إلى السماء تراقب القمر وكأنه يبتسم لها بجماله!
تراقب النجوم وكأنها توعدها بأن تزين سماءها فيما بعد!
تنهدت بحرارة، ثم مالت بجذعها وارتدت حذاءها بسرعة وعادت إلى بيتها بملامح ظاهرها الهدوء وباطنها الألم!
فتحت باب الشقة بهدوء..ثم همّت بإغلاقه لكن صوتها صدح من خلفها مؤنباً :
-تمارا أين كنتِ!
أغمضت تمارا عينيها بسرعة...ثم اغتصبت ابتسامة وهتفت بمرح كاذب :
-كنت أسرق عمي محمد...لأنه طردني من يومين...وأين سأكون بالله عليكِ..كنت على شاطئ البحر!
ضاقت عينا جود بِشَكٍ، ثم وقفت أمامها وهتفت بتوجس :
-ولماذا خرجت دون أن تخبريني!...كدت أموت خوفاً عليكِ...لا تفعلينها كرة أخرى!
ثم احتضنت وجهها بين راحتيها...لتبتسم تمارا ابتسامة ينقصها الصدق وهتفت :
-عُلم وينفذ يا أستاذة!!....والآن هل عفوتِ عنّي؛ لأنني أريد أن أنام!
قالت كلمتها الأخيرة وهي تتثأب...فابتسمت جود لها وقبلت جبينها بحنانٍ..لتهتف :
-بالطبع تمارا...حضرت لكِ ملابس مريحة بالداخل....هيا اذهبي!
ابتعدت تمارا عنها ودلفت إلى غرفتها... فتنهدت جود بحرارة...ثم همست :
-يبدو أن تماراx تتألم ولا تريد أن تشعرني بهذا...كم أنتِ حنونة يا تمارا!

زمت شفتيها...ثم سحبت حقيبتها وأخرجت منها ما يخصها...وبعدها اتجهت إلى المطبخ كي تعد قهوتها...
وقفت تعدها وهي تحدق بالفراغ بعينين انكسرتا بفعل خطأ لم تكن تدرى مدى فحاشته...تفكر وتفكر وعقلها يجذبها إلى دوامة سريعة تصيبها بالغثيان فتهرب منها إلى أي شيء!
كل يومٍ يزداد شوقها أكثر...وترتفع دقات قلبها بتمني بائس!
بائس؟!
نعم بائس كصاحبته.....وفاحش كفعلتها..وغدار مثله..!
وعند خاطرها الأخير انتزعت نفسها انتزاعاً من فوضى أفكارها، لتنتبه لفوران القهوة...
-تباً لك....حتى طيفك في أفكاري مقزز!
======
-يومان يا ابنتي ولا أعرف عنه أي شيء!
قالتها رقية وهي تخبط كفيها بفخذيها...لتقترب منها الفتاة وتربت على كفها...هاتفة :
-لا تقلقي يا خالتي...بالتأكيد سيعود اليوم!
هزت رقية رأسها برفض..ثم وضعت كفها على قلبها وهتفت بعينين دامعتين :
-قلبي يخبرني عكس هذا...أنا خائفة عليه خائفة!
لعقت الفتاة شفتيها، ثم هزت رأسها بأسف...لتردف رقية :
-أنا قلقة عليه... لماذا لا يرد على مكالماتي....
-خالتي لا تقلقي بإذن الله سيعود إليكِ قريبا...فقط لا ترهقي نفسك كي لا تمرضي!
أومأت رقية برأسها دون اقتناع...ثم وضعت وجهها بين راحتيها وحدسها يخبرها بأن مروان وَاقِعا في مصيبة ما!
وهذا ما يجعلها قلقه عليه!
======
يجلس على مقعده في غرفة مكتبه...
عيناه التمعتا ببريق الشر والقسوة!
خسارته تحرق كبرياءه....روحه اشتعلت بنار هوجاء تريد حرق الأخضر واليابس!
كيف أختفى مروان بهذه السرعة!
بالطبع سليم له يد بكل هذا...لذلك أزداد رصيد عذابه عنده..وازداد سعير غضبه أكثر!
هز رأسه بقوة..ثمx ضرب مكتبه بقبضته وهتف منx بينx أسنانه :
-أشعرx برائحة خائن بين رجالي...!!!!....والله لو علم ماهيتة...سآمر بقتله على الفور!
هكذا هتف بشر...وهو يقَلب شكه في رأسه!
هذه ليست أول مرة يفسد أمرا ما كان يريد فعله!
كل خطوة يفعلها يعلم سليم عنها كل شيء..فالبتأكيد هناك خائن بين رجاله...وسيعمل جاهدا كي يعرف من هو!
======
ضمت ركبتيها إلى صدرها ودفنت رأسها بينهما....تبكيx في صمت...هذه هي حالتها منذ أتت إلى هنا...تبكي في صمت تضحك في صمت تتأمله هو في صمت!
هو الذي يتحاشى النظر إليها...ويمتنع عن مخاطبتها... وكأنها جرثومة لا يجب الاقتراب منها...معه حق..هي لم تقل عكس ذلك... لكنها تشعر بالاختناق...تشعر بجثوم كل ما فعلته على صدرها تشعر بذبول روحها يوما بعد يومٍ...لا تعلم ما ينتظرها في القادم كما كانت لا تعلم عن قدرها أي شيء منذ صغرها...
ببساطة هي امرأة لا يهتم بها أحد... بل لا أحد يراها من الأساس!

فيما كان هو يعبث بخصلات شعره في ملل...يفكر في الهروب من هنا...لكنه يمتثل لنصيحة سليم...
لأنه يعلم أنه على حق...هو تهور...فليتحمل نتيجة تهوره أذن...ويوأد شعوره بالتمرد على كل هذا...
كلما خطر على باله أنه هرب كالنساء يشعر وكأن دماء الشجاعة تندفع في أوردته لكنها يكظم هذا الشعور بشق الأنفس!!
تنهد بسخطٍ...ثم هب واقفاً وأتجه إليها!!!
جلس بجوارها على الأريكة، ثم رمقها بنظرة ساخرة...وهتف بنبرة حاول صبغها بالرفق لكنها خرجت من بين شفتيه ساخرة :
-لماذا تبكين؟!
رفعت رأسها ونظرت له بعينين تورمتا من فرط بكاءها...ثم لعقت شفتيها المتيبستين وهمست بصوت واهٍ :
-أبكي على عُمرٍ ضاع دون أن أشعر به...على روحٍ ماتت وهي على قيد الحياة..أبكيx على قلبٍ تحطمx إلىx أجزاء صغيرةx فصعب عليَّ جمعه...أبكي علىx طفولةx مُنتهكة...علي أهلٍx لم ارَهم من الأساس..على ابنتي التي ضاعت من بين يدي!!!...أليس هذا كافياً يا سيدي؟!
ثم اجهشت في بكاءٍ عنيف أهتز جسدها لأجله...فزم مروان شفتيه وعقد حاجبيه بتعاطف....
كلماتها حملت من الألم والقهر والذل الكثير!
ولأول مرة منذ لقاها يلاحظ هشاشة جسدها...وضعف حالها...لم يلاحظ من قبل شحوب وجهها..وذبول روحها!
ازدرد ريقه مرغما...ثم أقترب منها دون شعور منه...وهتف برفقٍ :
-سيدة صبا...أنا لا أعلم عنكِ أي شيءٍ...لا أعرف سبب شخصيتك المتقلبة ولا أعرف أيضاً لماذا تصعبين الأمور على نفسك بهذه الطريقة...كل ما أعرفه أنكِ تقتلين نفسك دون أن تعطيها حق استنشاق الحياة من الجديد...كم من مرةٍ وقع الإنسان في محنةٍ وظن أنه لن يقوى على الوقوف مرة أخرى!!!...يشعر وكأن روحه قُتِلت بفعل قساوة الحياة..لا يعلم بأنه المشترك الأكبر في قتل روحه بأستسلامه دون بذل جهد!!!...سنقع لكن بعضنا يقوم ويبعد الغبار عن روحه ثم يكمل طريقه دون أن يلتفت إلى الخلف...وبعضنا يقع فيتشبث ببؤسه ويترك روحه فيشعر بعدها بموتها!!....

-أنا لم أفهم أي شيءٍ!
قالتها صبا يبلاهة وهي تمسح وجهها بظاهر كفها...فجحظت عينا مروان مبوهتاً قبل أن يضرب صدغيه براحتيه هاتفاً بعيظ :
-ما هذا الابتلاء يا ربي...ماذا فعلت بنغسي كي تبليني بفتاة سميتها أيقونة الغباء...!!....حرامٌ عليكِ...حرامٌ عليكِ!
قال عبارته الأخيرة وهو يهز رأسه بطريقة وشت بيأسه...فنظرت صبا له بتوجس..وهتفت بتحشرج:
-سيد مروان...لكنتك يعصب عليَّ فهمها...فلماذا تشتمني!
-وطالما يصعب عليكِ فهمها كيف عرفتي بأنني أشتمك؟!
قالها مروان من بين أسنانه وهو يضربها بالوسادة..فهزت كتفيها واشارت إلى جانب رأسها قائلة :
-لا تحتاج إلى ذكاءٍ سيدي...
جحظت عينا مروان بتمثل...ثم افتعل أبتسامة باردة على ثغره....وقال:
-ثانية واحدة وسأمسك رأسك الغبي هذا وسأكسره بمطرقةٍ غليظة...قومِ من هُنا...هيا قومي!
ثم دفعها بقوة...فتأوهة بألم...وقالت :
-لماذا تتعامل م..
-قولتُ لكِ اغربي من وجهي...تباً لكِ ولغباءك!
صرخ مروان بها وهو يهددها بقبضته...فقامت من مكانها بسرعة وركضت إلى المطبخ مغمغة بكلماتٍ متذمرة...فضرب مروان جبينه هامساً لنفسه :
-شخصية غريبة...متقلبة بطريقة أغرب...تارةً تبكي وتارةً تبتسم وتارةً تتغابى...تجعلني أشعر وكأنها مطرٌ سقط في عز موسم الصيف...أو وردةً نمت في الربيع...تناقض درجة اولى....!
ثم زفر بقوة وعقد ساعديه أمام صدره....وبعدها بدقائق وجدها تحمل كوب شاي...ومتجهةً نحوه....
وقفت أمامه ثم هتفت بتحشرج :
-تفضل سيد مروان..أحضرت لكَ كوب شاي...
رفع مروان حاجبيه بتوجس...ثم أشار بسبابته إلى الكوب..هاتفاً بمرحٍ فظ :
-كوب شاي مرة واحدة يا ظالمة...معدتي تكاد تموت جوعا وأنتِ كل ما فعلتيه احضرتي كوب شاي...تركتي الطعام وأتيتِ بكوب شاي؟!
-بمعنى!!
-بمعنى اغربي عن وجهي قبل أن أفقد أعصابي اليوم...!!
قالها مروان قبل أن يعض مروان على شفته بقوة...فوضعت الكوب على الطاولة وبعدها استدارت على عقبيها واختفت داخل المطبخ!
جلست في زاوية بعيدة...ثم ضمت ركبتيها إليها مرة أخرى....
غباء...انكسار...مُسخ مشوه لروحٍ غريبة...كل هذا هي تعلمه عن نفسها الغريبة.....
روحها غريبة..وحياتها غريبة..ومصيرها أغرب...

فيما كان مروان يتأمل كوب الشاي وهو يزم شفتيه قبل أن يخرج هاتفه من جيب سرواله..ووضعه على أذنه فأتاه صوت سليم مجيباً... ليهتف مروان :
-سليم إلى متى سأظل مختفياً كالنساء....أنا أريد أن أعود إلى مدينتي...والصغيرة لماذا لم تحضرها!
صمت سليم لدقائق..ثم هتف ببرود :
-مروان....أخبرتك بأن الأمر ليس سهلا كما تظن... سالم يبحث عنكَ وعن من معك في كل مكانٍ....لن تستطيع العودة إلى المدينة...فقط أنتظر...وبشأن الصغيرة..أنا علمت ماكنها وقريبا سأجلبها لكم...هل يوجد أي استفسار أخر ؟!
-لا شكراً لكَ!
-حسناً..
قالها سليم بسرعة ثم أغلق الهاتف في وجه مروان.. فمظر مروان إلى الهاتف وغمغم بغيظ :
-أغلق الهاتف بوجههي..تباً لكَ أنتَ الآخر...
ثم ألقى هاتفه بعيداً وتمدد على الأريكة مرة أخرى وشعوره بالجوع يكاد يقتله...فقام مرة وصار يبحث عن طعام في تلك الحقيبة التي جلبها سليم...فتحها فوجد بغيته...ليبتسم بانتصار...وبعدها صار يلوك الطعام بنهمٍ تاركاً لها نصيبها من الطعام!
======
-مليكة...أين سترتي!
قالها سليم وهو يبحث عن سترته هنا وهناك...فرفعت مليكة رأسها له...ثم هتفت وهي تهز كتفيها دون اهتمام :
-لا أعلم أي شيءٍ عما يخصك..لأنني لا أهتم من الأساس!
التفت سليم بجذعه لها....ثم رمقها بنظرة نارية فازدردت ريقها ببطء...وأشاحت بوجهها بعيداً عنه..فكز سليم على أسنانه..واقترب منها بخطوات متئدة زرعت الخوف بقلبها......فانكمشت على نفسها...وضمت ركبتيها إليها..فيما جثا هو على ركبتيه أمامها ثم هتف :
-أنا أبذل قصارى جهدي كي لا أجعلك تشعرين بالخوف...لكنكِ للأسف تتصورين أنني حَيَوَانٌ...ينتظر الفرصة كي ينقض عليكِ.......لماذا تخافين مني؟!
نظرت له نظرة خاطفة....ثم حدقت في الفراغ بعينين التمعتا ببريق الانكسار...وهتفت بابتسامة ساخرة :
-سؤالك غريب سيد سليم!!...تزوجتني بطريقة أتعجبها حتى الآن...تربيت في قصر سالم الأمير...فكيف تسألني هذا السؤال!
للحظة غامت عيناه بغمامة من الأسف والحزن...لكنه استعاد جموده...وهتف بجمود :
-قولتُ لكِ ليّ أسبابي!
-وقولتُ لكَ أيضا أريد أن أعرفها!
قالتها بابتسامة باهتةً.فزفر سليم بقوة ثم أشاح بوجهه بعيداً عنها...لتتسع ابتسامتها ويتراقص شعاع الخذيان أمام عينيها مرة أخرى...فدفنت وجهها بين ركبتيها.....وصمتت..
فعاد بنظره لها ورمقها بنظرة أسفه سبقت قوله :
-لن أستطيع أن أقول لكِ سوى إن زواجي مصلحة لكِ؟!

نظرت له بسخرية...ثم هزت رأسها مستهزئة..لتقول وهي تشير إليه :
-وهل تأتي مصلحة من وراء رجل لا يستحق شرف الكلمة؟!
======

انتهى الفصل الرابع 💦
بأنتظار أراكم
"شمس علاء"❤🖇


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:28 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.