آخر 10 مشاركات
صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عرض مغرى (148) للكاتبة Michelle Conder .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وَرِيث موريتي(102) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء1 من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          سيكولوجية المرأة (الكاتـب : Habiba Banani - )           »          اصديق (انت)ام عدو؟ (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          طلب مساعدة (الكاتـب : ام هدى وعدنان - )           »          طريقة سهلة لعمل صينية أرز معمر مصري بخطوات سهلة (الكاتـب : الماخيكو 123 - )           »          صفقة زواج (56) للكاتبة jemmy *كاملة* ...a marriage deal (الكاتـب : Jamila Omar - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-08-20, 10:58 PM   #181

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الثاني عشر..
======
"القلب كالزئبق حين تقع في الخطأ يختفي "
............
جلس على طرف الفراش يحدق في ملامحها الشاحبة وشفتيها الزرقوين، جسدها مستكين على الفراش وعيناها واهنتان لا تريد مصالحته، زم شفتيه بقوة، ثم مال نحوها وطبع قبلة طويلة على جبينها، ثم همس بتحشرج :
-أنا آسف، أرجوكِ أعفو عني، أنا لا أتحمل خصامك...
أشاحت بوجهها عنه، وبكت في صمت، فأنعقد حاجباه وتأوه هامساً :
-أمي!
أغمضت عينيها بقوة، وهزت رأسها برفض تزامناً مع همسها من وسط دموعها :
-لن أسامحك يا مروان، لن أسامحك عما فعلته بي وقلبي الذي سقط في قدمي حين علمت بمكان وجودك، لماذا يا مروان، لماذا يا ولدي؟
أسبل مروان جفنيه، ثم رفع كفه ليدلك جبينه بقوة، ماذا سيقول لها؟؟
لقد مرضت أمه وتدهورت حالتها بشدة حتى بعد رجوعه، هو يعلم بأنه أقدم على فعل متهور!
وأمه لن تسامحه بسهولة، وهذا بالفعل ما حدث طوال الشهرين الماضيين، تتجنب النظر إلى عينيه وترفض التحدث معه بل ترد عليه بعدة كلمات مقتضبة، ترفض أن تتناول من يديه أي شيء....ترفض أن يجلس ويرعها ليلاً...
من يراها الآن لا يصدق أنها نفسها التي صرخت بذهول وفرحة حين وجدته واقف أمامها ولا يوجد أي خدشٍ في جسده، يومها كادت تطير من فرط فرحتها بعودته لها، لكن بعد مرور ساعات قليلة وجدها تتحاشى التحدث معه وتحدجه بنظرات عاتبة، وكم آلمه هذا....
والدته بالنسبة له ليست امرأة أهدرت صباها كي تهتم به وتربية، بل امرأة كانت له الحياة والأمان!
لا يصدق حتى هذه اللحظة أنها لا تريد مسامحته...
لقد طال خصامها جدا....
زفر مروان بتعب، ثم وضع رأسه بين كفيه وهمس بتعبٍ :
-أمي، أنا آسف، أرجوكِ سامحيني....
أدارت رقية وجهها له، ثم نظرت إلى عينيه نظرة ذات مغزى، فارتبك مروان وزاغت عيناه بعيداً عن عينيها، لتهتف رقية بصوت رغم وهنه إلا أنه كان حازماً يقر حقيقة وليس سؤالاً:
-أنتَ تخطط لشيء من وراء ظهري وظهر سليم!
أمتقع وجهه وزاغت عيناه الخضروان اللتان قتمتا وزاد بريق الشر بهما، فلعقت رقية شفتيها وهتفت بصوت عالٍ ضاربة بقبضتيها المضوميتين على الفراش :
-ألن تتعقل وتتصرف بعقلٍ؟؟، ماذا فعلت لك كي تفعل بي كل هذا؟؟؟...ما الذي تريده بالضبط من وراء بحثك عنها، ألم يحذرك سليم؟؟؟
كز مروان على أسنانه بغيظ، وقبض كفيه بقوة حتى أبيضت مفاصلهما....
هذه النقطة بالذات تزيد من جنونه وأصراره على البحث كي ينقذ....صبا من هاني ذاك!
لا يصدق أنه تخلى عنها وقبل بما أمر به سليم!
مرض أمه وقف أمامه ووضعه أمام مرآة الحقيقة!
فسأل نفسه، هل ستظل على أصرارك وتبقى في السجن كي لا تتزوج صبا هاني؟؟
هل ستترك أمك وحدها مريضة والخوف يكاد يقتلها؟؟؟
هل أنتَ صادق في أعترافك بحبها أم أنك تسرعت؟؟؟
وقتها لم يستطع أن يرفض ما قاله سليم، فمرض أمه كان مكلصفعة التي لم يشعر بها تلطم وجنته لا....
تلطم قلبه وعقله، فاختار ما وجب عليه أختياره، العودة إلى أمه المريضة والتي كادت تموت خوفاً عليه!
لكن لماذا لم يشعر بالراحة...
شعور غريب يكتنفه منذ رأها ترحل مع غيره أمام عينيه، تنظر له ودموعها تنسدل كالمطر على وجنتيها، حتى أخضل ثوبها بالدموع، شعور كالسكين الثلم يوخز قلبه دون رحمة!!
أغمض مروان عينيه بقوة حتى تجعد جفناه، ثم فتحهما وهتف بصوت غريب :
-أنا لا أفعل شيء يا أمي، بل أحاول أنقاذ فتاة بريئة ليس لها أح....
-أخرس ولا تتكلم، أخرس وكفى حماقة...أنتَ غريب!، حقاً غريب؟...الفتاة ورحلت مع خطيبها وزفافها غداً، ما شأنك أنت في كل هذا؟؟؟؟؟....ها...ما شأنك أنننننتَ؟
صرخت بعبارتها مقاطعة إياه، تبصق الكلمات بصقاً في وجهه، كلماتها التي كانت كالسوط، يضربه فيصرخ دون صوت، لم يشعر مروان بنفسه وهو ينتفض واقفاً، ويهتف بصوت عالٍ وهو يلوح بذراعيه :
-ماذا تريدين مني أن أفعل؟؟؟، لم أتوقع أن يتركها سليم بهذه البساطة وهو يعلم حقيقة شقيق زوجها المتوفي، كنت أتوقع أن يخلصها هو من بين براثين ذاك الهمجي، لكنّه تنحى جانباً وتركها تذهب معه..لم يأتِ يوم خروجي بل كلف من يهتم بي ويسافر معي إلى المدينة...وفر لنا سكن جديد كي لا يصل سالم لنا...لكنّ لماذا أختفى بهذا الشكل؟؟؟..
هزت رقية رأسها بنفاذ صبر ودموعها تتسابق على وجنيتها، أنفرجت شفتاها الزرقاوان وهتفت :
-يا ولدي...أبن عمك في حالٍ لا يسمح له بكل هذا؟؟، لماذا لا تقتنع؟!، أخبرني؟؟...وما شأنه هو كي ينقذ صبا ؟؟؟؟...هو في مكانٍ ونحن في مكانٍ أخر...لن أكذب عليكَ وأقول أنني لا أشعر بالحزن والأسى على صبا..لقد أحببتها منذ رأيتها وجلست معي، الفتاة منكسرة...لكن مصلحتك أنتَ أولاً بالنسبة ليّ...لو كانت سبباً لأذيتك فلتذهب إلى الجحيم ولن أهتم، أنضج وأمنع تهورك الذي جعلك في يوم من الأيام ترى أشياء لا تحتمل، ومنهم الحادث الملعون والذي بالمناسبة لا يفارقك منذ فترة، صوت صراخك يصل ليّ..

صمتت تلتقط أنفاسها المتقطعة بشق الأنفس، كفيها يرتعشان، ووجها يزداد شحوباً...
وقف مروان أمامها بملامح غامضة، كفيه في خاصرته، وصدره يعلو ويهبط بعنف، لن يصمت، سيتهور؟
نعم سيتهور..لينقذها من جحيم ذاك السادي...
الحادث؟
الحادث الذي باتت تفاصيله تلاحقه في أحلامه لتحولها إلى ساحة من الذكريات المؤلمة..والجثث الكثيرة، الكثيرة جداً.....
أخفض مروان ذراعيه، ثم أطرق برأسه أرضاً..
فأغمضت رقية عينيها بألم وهزت رأسها...
يجب أن توقفه، مروان متسرع، يفكر بقلبه لا بعقله وهذا ما يجعلها خائفة عليه دائماً...
فتحت عينيها على صوت أقدام تبتعد، فرأت مروان يفتح باب الغرفة، ثم وقف مكانه وهتف من فوق كتفيه :
-سأخرج قليلا يا أمي، أحتاج إلى الجلوس وحدي، ستجلس جارتنا معك...
ثم أغلف باب الغرفة خلفه بهدوء، وسرعان ما أتى صوت صفق باب الشقة....
فاسبلت رقية جفنيها، تمددت على الفراش!
تدعو الله أن يحفظه من كل شرٍ، ومن تهوره....
======
نقلت نظرها في الغرفة الفارغة بعينين ميتتين، ووجه شاحب، كفها الأيمن رُبط بحبلٍ سميك في إحدى أعمدة السرير الوحيد الموجود في الغرفة، بينما كفها الأخر كان يداعب وجنة ابنتها الجالسة بجوارها تلعب بألعابٍ طفولية، تجلس على الأرض المصقولة والمكشوفة فانتقلت برودتها إلى جسدها الذي كان يستره فستان غاية في القصر لا تعلم كيف أرتدته، وكيف فعل هاني هذا بها؟؟
لم يحترم أنها كانت حرمة أخيه، كيف سمح لنفسه أن يدخل عليها الغرفة وهي في هذه الحالة وبهذا المظهر المخزي!
لقد كرهت نفسها، حقاً لقد كرهت نفسها وصارت تتمنى الموت كي تحصل على الراحة...
تشعر بأنها مدنسة بلمساته ونظراته، لا تقوى على منعه...
خلال الشهرين الماضيين أكتسبت شراسة غريبة، تراجع غباءها وأصبحت أكثر ثباتاً..فما رأته لم يكن بهين أبداً، ما رأته من هاني جعل غضبها وشراستها يتفاقما بداخلها وتنمو الرغبة في قتله والقصاص لنفسها منه....
زفافها سيكون غداً، لا تصدق هذا!
فكيف ستتزوجه وهي ترفض الزواج منه؟؟؟
ستزوجها غصباً وهي لن تسمح بهذا أبداً، فقط فليحرر وثاقها ويجعلها تستر جسدها و ستذيقه الويل ثم تعود إلى أمنيتها....الموت!!!!!
ألتقطت أذناها صوت صرير باب الغرفة الباردة، ثم صوت أقدام قوية تضرب الأرض، فكزت على أسنانها وانكمشت على نفسها كي تخفي ما يظهر من جسدها، وفخذيها....
تقدم هاني منها بملامح قاتمة، وعلى شفتيه ابتسامه باردة، فرفعت صبا رأسها له، لتنظر له بازدراء..
جثا هاني وأقترب منها، فتراجعت برأسها إلى الخلف بخوف، وتحرك حلقها بصعوبة، فانخفضت عينا هاني إلى تجويف عنقها الظاهر من الفستان الكارثي..فالتمعت عيناه وظهرت الشهوة بهما، ليقترب منها أكثر مخفضاً وجهه إلى عنقها، فما كان منها سوى صفعة مدوية تردد صداها في الغرفة الخاوية، صفعة لم تظن بأنها قادرة عليها، لكنها فعلت؟
تجمدت ملامح هاني، وكز على اسنانه بقوة حتى اصطكت، بينما قبضتاه فقد ابيضت مفاصلهما، وبدأتا في ضرب الأرض المصقولة بجانبيه بلحنٍ رتيب...فشحب وجه صبا وشعرت بالخوف على نفسها وعلى ابنتها....
تكلم هاني أخيراً، بصوت بدا كالفحيح :
-ربما كان يجب أن أربط كفيكِ، لا كف واحد فقط....
ثم رفع كفه في لحظة خاطفة، ورد الصفعة لها بقوة، فارتطم رأسها بظاهر السرير الحديدي، وصرخت جميلة الصغيرة بفزع وبدأت في بكاء عنيف، لكن هاني كان كالمعي، فعاجلها بصفعة أخرى لتهتز الرؤية أمام عينيها الحمرواين كالدم، سال خط رفيع على فكها، وشعرت بمذاق الدم في فمها، فابتسمت!
أبتسمت؟؟؟
نعم ابتسمت ابتسامة باردة، وهتفت بغل :
-سأرد لكَ ما فعلته بي، أقسم بالله لن تذوق المر سوى على يدي، لقد تخليت عن سذاجتي والغباء الذي كان يحيط بي، سأتخلى عن صفاء روحي وسأذيقك الويل لا أنتَ...فما فعلته كان كافياً، هل تشعر بالراحة بعدما أنتهكت جسدي بعينيك إلى أن تتزوجني، هل أنتَ سعيد برؤية جسدي وهذا غير مسموح لكَ ؟؟؟، أجبني كيف ستواجه عابد حين تعود إلى من خلقك؟؟...كيف ستواجهه وتقول له أنك أنتهكت حرمته وأم أبنته، جعلتني ارتدي فستان قصير كفتيات اليل، وربطني كالكلاب في السرير كي لا أستطيع أن أستر نفسي وأهرب من هنا...تعلم أنني أحترق تقززاً مما فعلته بي؟؟؟؟....أنتَ ملعون...سادي....
نظر هاني لها بملامح جامدة وقد بدأت وجنته في الأحمرار، ثم لم يلبث أن ضحك بصوت عالٍ مما جعل رأسه تتراجع إلى الخلف، فأجفلت صبا و رمشت بعينيها المبللتين، بينما ابنتها فقد كانت تصرخ بفزع حتى أحمر وجهها، فمدت صبا ذراعها الحر وضمتها إليه تربت على ظهرها بهدوء يناقض ما تشعر به الآن...
ظلت تنظر له بعينين مشتعلتين مبللتين، إلى أن أنتهى من ضحكته البغيضة، وأقترب بوجهه منها مزمجراً، فتراجعت صبا وشددت ذراعها حول جسد الصغيرة شاعرة بالخطر والقهر، لكن ما لم تتوقعه، هو كف هاني الخشنة التي لطمت ذراع الصغيرة بقوة، هاتفاً بعينين جامدتين :
-أخرسي، وكفى بكاءاً..
صرخت صبا بهياج، وضمت أبنتها التي صارت تصرخ بصوت عالٍ وبدأ ذراع جميلة يتحول إلى لون أحمر أثر ضربة.....عمها؟؟؟
ودون أن تفكر، بصقت في وجهه...
برقت عينا هاني بشر، وتراقصت الشياطين أمام عينيه، أقترب أكثر، فصارت عيناه أمام عينيها مباشرة، حاولت صبا أن تبتعد عنه، لكن ذراعها المربوط بالسرير منعها..
همس هاني بصوت مقيت بجوار أذنها :
-لن أضربك على ما فعلتِه للتو، يكفيكِ ما سأفعله بكِ غداً، يا عروسي....
ادارت صبا وجهها، ثم هتفت بصوت قوي بالرغم من جسدها الذي كان يرتعد حرفياً :
-لن تحصل عليّ يا هاني، على جثتي، لن يحدث هذا ؟
أتسعت عينا هاني بصدمة مصطنعة، ثم هتف بدهشة :
-لن يحدث؟؟؟....ماذا يعني حديثك يا أوظة، أتريدين أن أحصل عليكِ دون زواج وزفاف؟؟
شهقت صبا بقوة، فكتمت شهقتها بكفها، غير مصدقة كم السفالة والوقاحة التي هتف بها للتو....
أتسعت عيناها العسليتان، والتوت شفتاها بامتعاض، ثم همست بازدراء :
-قذر...وقح، شتان بينك وبين عابد؟؟...الآن صدقت أنكَ من أمٍ ثانية...فأنتَ لا تمتلك أي صفة من صفات عابد....أنتَ(...)...
لم تستطع تمالك نفسها فألقته بلفظٍ يناسبه، أما هو فلم يجفل ولم يرف له جفناً، بل أكتست ملامحه بالبرود، و التوت شفتاه بشبه ابتسامة ساخرة، ثم لم يلبث أن هتف بخبث :
-وماذا عنكِ؟؟؟؟، أنتِ معلمة في هذه الأمر، لقد جلستِ مع رجل غريب مدة ليست بقصيرة، الم يلامسك؟؟؟...يقبلك مثلا..ألم........
قطع عبارته بخبث، ففهمت ما يريد قوله ‘....
الوقح، عديم الأخلاق...
لكن بالرغم من كل هذا، ابتسمت ابتسامة باردة، ثم هتفت ببراءة :
-آها...تقصد مروان؟؟؟....لا مروان رجل ومجرد ذكرك له بلسانك يدنسه، مروان لم يتطاول عليّ ولو بنظره، بالرغم من جلوسنا بنفس الشقة، لكنه كان مهذب شهم، سافر معي من مدينة إلى أخرى بالرغم مما كان ينتظره، قضى أيام مجحفة في الحجز وبالرغم من ذلك كان متشبث بي...فقط لأنه رجلٌ، وليس مثل.....أمثالك....

برقت عينا هاني، وزمجر بغضب، فأغمضت صبا عينيها للحظة كي تمنع دموعها، ثم لم تلبث أن فتحت عينيها، فحدجها هاني بنظرات غاضبة، وهتف ملوحاً بكفه، فانتفضت وأخفت وجهها المكدوم بكفيها ظنناً منها بأنه سيضربها :
-متى تحولتِ إلى امرأة شرسة عنيفة بهذا الشكل؟؟؟...أين سذاجتك، أين جبنك ؟؟؟؟؟، أين غبااااءك وعدم فهمك لأمور كثيرة؟

ابعدت صبا كفيها عن وجهها ببطء، ثم نظرت له بعينين رغم أحمرارهما إلا أنها كانت تضم شيء من الحقد الذي أنتقل إلى نبرتها :
-عجباً، تضع النار بجوار البنزين وتتسائل لماذا أندلعت النار بوحشية؟؟؟؟؟....لقد انتهزت تذبذب حالتي بعد وفاة عابد...كنت كالمغيبة، لا أصدق أن الظهر الوحيد ليّ..لم يعد له وجود، علمت أن الذئاب لن تصمت كثيراً، فسرعان ما ستشعر بالجوع فتنقض على الفريسة، ما فعلته بي يا هاني، ليس بسيطاً، جعلني طوال الشهرين الماضيين أحفز نفسي ويتفاقم الكره والحقد بداخلي، الضغط يؤدي إلى الأنفجار..وأنا حقاً شاكرة لكَ لتحويلي إلى هذه الشخصية، ستساعدني كثيراً حين أستقل...حقاً شكراً...
ازداد بريق عينيه وكادت تشعر بأنهما على وشك الاشتعال، بينما ملامحه فقد قتمت أكثر، وشفتاه ضمهما فبدتا كخط مستقيم حاد فاتر...مظهره كان مخيفاً، وهذا ما شعرت به داخلياً، لكن ظاهرياً...أجبرت نفسها على مناطحته والنظر إلى عينيه دون أن تحيد عنهما....
مال هاني نحوها، ثم همس بصوت مقيت :
-استقلال؟؟...لا أعتقد أنكِ ستحصلين على الأستقلال أبداً يا صبا...سأذيقك العذاب عما اقترفتيه!

ثم أنتصب واقفاً، وخرج من الغرفة صافقاً بابها بقوة، فانتفضت وأنتفض جسد الصغيرة التي كانت تبكي بصوت خافت قليلاً...
نظرت صبا إلى الباب الذي خرج منه للتو، بنظرات لم تعرفها من قبل، وكأن روح أخرى قد تلبستها....
فمن هي كي تبقى صامتة عما يحدث بها؟؟؟
جسدها الذي يراه كلما دخل إلى الغرفة، كرهته...
لم يترك لها أي فرصه لستره، حتى الفراش، فقد تركه من غير أي غطاءٍ كي لا تخفي به جسدها...
لا يحرر وثاقها إلا في الضرورة القصوى.....
وكم أشعرها هذا بالقهر والذل...والحقد...
لقد تحولت، لم تعد صبا الغبية التي أنغمست في حزنها على زوجها..
اصبحت صبا جديدة لن تقبل بما حدث لها...
رفعت رأسها إلى سقف الغرفة...ثم همست من بين اسنانها، وهي تربت على جسد ابنتها الصغيرة بحنان، فهدأت وانتظمت أنفاسها :
-لن أكون زوجته، مستحييييل....
======
هبط درجات السلم بسرعة جنونية، ملامحه الشيطانية تشتعل، وعيناه كجمرتين...وصل إلى الطابق السفلي..ثم فتح باب الشقة، وصفق بابها بقوة، تزامناً مع صراخه بأسم واحد :
-غاااااادة، غااااااادة...
خرجت فتاة بجسد ممتليء نسبياً من إحدى الغرف، تهرول نحوه والخوف يعتري محياها....
وقفت أمامه تلهث، وتفرك أصابعها بقوة، ثم همست بتلعثم وخوف:
-نعم!
نظر هاني لها من مقدمة رأسها حتى أخمص قديمها، كانت ترتدي قميص عنابي قصير جداً، فاظهر جمال قدها، أما شعرها فقد تركته منسدلاً على ظهرها...
جذبها هاني من ذراعها بقوة، ثم جرها خلفه، فازداردت غادة ريقها بصعوبة، وهتفت بقلق:
-ماذا تفعل؟؟
لم يرد هاني عليها بل وقف أمام غرفة نومهما، ثم لم يلبث أن فتح بابها بقوة فارتطم الباب بالحائط مصدراً صوتاً عالياً، فشهقت غادة بفزع وخوف....
وجدته يلقيها على الفراش بعنف، ثم هجم عليها بعنفٍ، فسمعت صوت تمزيق قميصها باذنيها..
كان عنيفاً...همجياً وهذا ما تأقلمت عليه، لكن الآن تضاعف عنفه، وهذا ما تشعر به وهو ينهل من شفتيها بهمجية، ثم ينتقل إلى عنقها، ويعود إلى شفتيها اللتين أصبحتا متورمتين ومكدومتين ...
أغمضت عينيها بقوة تاركةً إياه يفعل ما يريده، لن تمانعه، فلقد أصبحت مسلوبة الأرادة منذ تزوجته....
لكن ما هي متأكدة منه أنها لن تسمح بأن ترتشف غيرها من نفس كأسها.....
أما هاني فقد كان كالمعمي، لا يرى أمامه…
صدى صوتها يتردد في اذنيه...فيزيد من غضبه أكثر...ويزداد عنفه....
أكثر ما يكرهه أن تتحداه امرأة!
======
يتبع....


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-20, 11:03 PM   #182

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

انتفضت بفزع حين شعرت بكف تربت على كتفها، فشهقت بفزع وعادت بجسدها إلى الخلف فمنعها السرير وكفها المربوط..
عيناها حمروان بشكل مخيف، ووجنتها مكدومة كدمة واضحة، شفتها السفلى بها جرح واضح...
أما وجهها فكان كوجوه الموتى!
فتحت صبا عينيها على وسعهما وهي ترى غادة جاثية على ركبتيها أمامها تربت على كتفها بحزن، وكفها الأخر كانت تتلمس به شعر الصغيرة النائمة على الأرض الباردة دون أي رحمة...
أنفرجت شفتا صبا وهتفت بصوت مبحوح، مذهول :
-غاادة؟؟
أبتسمت غادة ابتسامة مرتبكة، ثم ربتت على وجنة صبا المكدومة وهتفت بشفقة :
-نعم أنها أنا...كيف حالك حبيبتي؟
صدرت من صبا ضحكة ساخرة باردة، ثم نظرت إلى غادة تراقبها ملياً..
فلاحظت تورم شفتاها، وتلك العلامات الواضحة مطبوعة على عنقها الظاهر من عباءتها السوداء الهفهافة، وبالرغم من الوشاح الملفوف حول عنقها لم يخفي شيء...
هزت صبا رأسها بحزن وألم، لقد صب غضبه كله على هذه المسكينة، همجي وغادة وحدها تحملت منه الكثير...
امرأة أخرى كانت قتلته، وهربت من هنا.....
أطرقت برأسها أرضاً، ثم همست بخفوت :
-حالي؟؟؟..ها أنا مربوطة كالكلاب، وأرتدي هذا الشيء…

التوت شفتا غادة بحزن، ثم ربتت على وجنتها بحنو، قبل أن تنتفض واقفة، لتقترب من العمود كي تحرر وثاقها، فتألقت عينا صبا، وهتفت بسرعة :
-هل ستساعديني على الهرب؟؟
نظرت غادة لها بطرفِ عينيها، ثم هتفت بأسف وهي تقطع الحبل السميك بسكين كبيرة :
-لا، لقد أمرني هاني بأن أحررك وآخذك معي إلى الأسفل كي تستعدي....هو ينتظرنا بالأسفل....
تحولت نبرتها من الحزن إلى القهر والندم، ندم غريب أستشعرته صبا في نبرتها، لكنها تغاضت عن كل هذا، وهتفت بذهول وتلعثم :
-ستسلمني له؟؟؟..بهذه البساطة، إلا تشعرين بالغيرة حتى مما يجعلك تساعدينني على الهرب؟؟؟

توقفت غادة عما تفعله، ثم التفتت إلى صبا وأخفضت رأسها كي تنظر إليها...عيناها كانتا منطفئتين، ووجها بالرغم من جماله إلا أنه كان بارد، غريب عكس طبيعة غادة...
ارتفعت شفتا غادة في أبتسامة ساخرة، ثم هتفت بقهر :
-غيرة؟؟؟...أشعر بالغيرة منكِ؟؟...سأكون عديمة القلب والرحمة لو شعرت بهذا الشعور؟؟...
أنا أشعر بالشفقة نحوك يا صبا، أنتِ لا تستحقين هذا؟...يجب أن تهربي قبل أن تجدي نفسك فجأة سقطي في رمالٍ متحركة، تبتعلك و تقبض على عنقك فلا أنتِ قادرة على الصراخ ولا أنتِ قادرة على الهرب...أنتِ لا تستحقين هذا؟
ثم أطرقت برأسها وبدأت في البكاء بصمت، فطالعتها صبا بملامح متبلدة باردة، فهي تعلم جيداً مكنون حديث غادة...
عن أي غيرة تتحدث؟؟
هل تغار امرأة على رجلٍ كسرها؟؟، أهدر كرامتها دون شفقة، أنتهك كيانها كامرأة يجب أن تحصل على معاملة رقيقة؟؟
أي امرأة تلك التي تقبل برجلٍ يعتبرها جارية، يضرب ويهين دون رحمة؟
أي امرأة..تجعل من نفسها اضحوكة وتغار على رجلٍ مثل...هاني!!
ابتسمت صبا ابتسامة غريبة، ثم نظرت إلى غادة الواقفة أمامها تبكي بخفوت، ثم لم تلبث أن هتفت بصوت واهٍ :
-هل أتيتِ بملابس تستر جسدي؟
مسحت غادة دموعها بظاهر كفها بسرعة، ثم تركت السكين على السرير التي لا تعلم فائدته من الأساس و صبا تجلس أرضاً لا تقوى على الوقوف والتمدد عليه....
راقبت صبا ما تفعله غادة بعينين كلوحين من الجليد، كانت غادة تفك الوشاح الأسود عن عنقها، ثم خلعت العباءة السوداء، فبقت بعباءة بسيطة بلون وردي شاحب، اقتربت منها بسرعة، ثم لم تلبث أن جثت على عقبيها، وقالت بسرعة :
-خذي، أرتدي هذه...بسرعة قبل أن يأتي هاني....
-فلتحرري وثاقي أولا كي أتمكن من أرتداءها.....
أومأت غادة برأسها بسرعة ، ثم تركت العباءة وركضت كي تتابع قطع الحبل السميك....
تنظر بين الحين والآخر إلى صبا الجالسة أرضاً بتعب، تربت على ظهر ابنتها النائمة....
لا تصدق بأن هذه هي صبا؟؟؟
صبا التي كانت كالملاك، عفوية وبريئة؟؟
هل هذه صبا التي كانت تتصرف بكل حب وعفوية؟
لقد تحولت كثيراً خلال الشهرين الماضيين، أصبحت باردة، منطفئة ومع ذلك أكتسبت شراسة تتدعي الأعجاب..
أنهت غادة قطع الحبل بعد جهد كبير مضني، فشعرت صبا بتخدر بكفها وذراعها بأكمله الذي كان أزرقاً بدرجة مفزعة....
فركت صبا ذراعها بألم، تئن بصوت مكتوم، بينما غادة فقد عضت على شفيتها بقوة، الندم بداخلها يتفاقم..
لماذا لم تساعدها حتى الآن؟؟؟
هل خوفها من هاني هو السبب أم خنوعها؟؟؟
عضت شفتها السفلى بقوة حتى كادت تدميها، ثم أقتربت منها وهتفت بإصرار :
-سأساعدك...ولن أتركك تذوقين ما ذقته، كنت أظن أن العيش وحيدة أبشع من رجلٍ لا يترفق بي...لكن الآن...تغير ظني..
رفعت صبا عينيها الحمراوين بسرعة وبرقتا بأمل، فابتسمت غادة لها وربتت على شعرها وهي توميء برأسها!
فزفرت صبا بقوة، ثم لم تلبث أن صدر منها نشيج بكاء عنيف كظمته منذ ليلة أمس، نشيج تابعه ارتعاد جسدها، بخوف...
ستسمح لنفسها أن تنهار ولو لدقيقة، دقيقة فقط كي تتابع ما تنتويه، دقيقة واحدة ستساعدها على النهوض مرة أخرى، لتبعد الغبار عن نفسها وتركض بكل قوتها دون أن تلتفت إلى الوراء....

ظلت على هذه الحالة قرابة الخمس دقائق، تبكي بعنف وجسدها يهتز بقوة، صوت شهقتها كان عالياً كمن يختنق ولا يقوى على التنفس، القهر والذل ينحران في صدرها فيزيدا من ألمها...
فتحت عينيها المتورمتين، ثم نظرت إلى غادة التي كانت تبكي بصمت، ظلت تنظر لها بوجهٍ محمر متورم، ثم لم تلبث أن هتفت بصوت غريب :
-أريد مدية حادة!...
======
هل تجلس خلف مقعده حقاً؟؟
هل استقلت معه سيارة أجرة وأتت معه إلى....مسكنه؟؟؟
كيف سمحت لنفسها بأن تركض خلفه حين هتف بجملته الغريبة…
لم تستطع منع نفسها...
وها هي تجلس في المقعد الخلفي في سيارة أجرة بينما هو فقد جلس بجوار السائق الذي كان يطير بالسيارة بالمعنى الحرفي بأمرٍ منه...
تعجبت حين وجدته يترك سيارته ويوقف سيارة أجرة كي يستقلها، لكنها تذكرت بأنه لا يرى جيدا بدون نظارته التي كسرتها...بنفسها....
نظرت من نافذتها المجاورة لها، فالتقت عيناها بعينيه الحمراوين في المرآة المجاورة لنافذته، كانت ملامحه غريبة، وكأنها خائفة؟؟
أما عيناه فكانتا غائرتين بشكلٍ غريب!
كانت عيناها قويتان رغم كل شيء، تبادله النظر بكل قوة وأنف مرفوع بشموخٍ واباء، بينما هو فقد بدا منطفيء!
حين أطال النظر لها في المرآة،أشاحت بوجهها بكل هدوءٍ، ثم أبعدت غرتها الكثيفة إلى الخلف، فظهر قرطها الكبير بلونٍ غريب يشبهها جداً....
هذا ما فكر به قبل أن يشيح بوجهه هو الأخر ناظراً إلى الطريق الممتد أمامه، قبضته تضرب النافذة دون صوت، يكز على أسنانه بتوتر وخوف شديد....يشعر بالخوف يكاد يقتله....
تباً!
ألن يصل الوقت يمر ببطء شديد.....
زفر بعصبية، ثم ضرب النافذة بقبضته بقوة، فاصدر صوت عالٍ أجفل مروج، وجعل السائق ينظر له بطرفِ عينيه نظرة شيطانيه وكأنه ضرب أحد ابناءه للتو، لم يستطع أن يمنع نفسه، فهتف بفظاظة :
-تحكم بأعصابك يا أستاذ، لقد كدت أن تكسر زجاج النافذة، وأنا لم أنتهي من دفع أقساط السيارة بعد...
أغمض مالك عينيه بقوة يحاول تمالك نفسه بشتى الطرق ، ثم لم.يلبث أن هتف بصوت بارد :
-لم أقصد..
قلب السائق شفتيه بملل، ثم غمغم بتذمر :
-الصبر يا رب..ما هذا المجنون؟؟؟
التفت مالك برأسه بسرعة، ثم مال فجأة نحو السائق الذي ابتلع كلماته بقلق...
هتف مالك بعينين مشتعلتين :
-ماذا قلت!!!!
رمش السائق بعينيه، ثم لم يلبث أن تنهد براحة وهو يقول بفخرٍ :
-أقول لكَ لقد وصلنا يا أستاذ....

طار الغضب من عينيه وأحتل الخوف والقلق ملامحه وعينيه، ففتح باب السيارة بسرعة، وصفق بابها بقوة رجت السيارة، فزمجر السائق بغضب...
ترجلت مروج من السيارة، ثم وقفت على قدميها تحاول موازنة نفسها على كعبي حذائها الملعون، رفعت وجهها فوجدت مالك يتحرك بخطى سريعة يكاد يعدو نحو xxxx يبدو عليه الرقي والغنى، لقد تغير حاله وتحسنت ظروفه كثيراً..
هزت رأسها بقوة كي تجلي تفكيرها، ثم لم تلبث أن أسرعت خلفه...

وصل مالك إلى الxxxx وملامحه كانت كلوحة ذات ألوان شاحبة....وقف أمام السلم ينوي الصعود بسرعة دون أن ينتبه، فتعثرت قدمه وسقط إلى الأمام....
فالتقطت أذناه صوت شهقة مصدمة، تزامناً مع هتافها بقلق وهي تتكأ كي تنظر له :
-ياللهي.... أنتبه يا مالك....
ثم مست ذراعها بكفها، فرفع مالك وجهه الشاحب لها، ونظر لها بعينين زائغتين....
لم تستطع ابعاد عينيها عن عينيه ، فظلا على حالتهم كلٌ منهما ينظر إلى الأخر نظرات غريبة.....
تدارك مالك نفسه بسرعة، فوقف ونفض ملابسه المحملة بالأتربة نتيجة وقعته، ثم لم يلبث أن تابع صعود درجات السلم دون أن يضيف أي كلمة أخرى، فعضت مروج على شفتيها لا تعرف ما يجب أن تفعله الآن!
أتلحق به وتطمئن على صحة حمزة...وتلك....الرؤى التي يعادل سنها مدة فرقهما!!!!
أغمضت عينيها لثانية، ثم حسمت أمرها وتحركت خلفه، ستطمئن ثم ترحل..هذا فقط ما تريده...
صعدت خلفه تحاول اللحاق به، وجدته يصعد السلم دون أن يلجأ إلى المصعد...
وصل مالك إلى شقة وقف عندها يلتقط أنفاسه بتوتر وخوف، فوقفت مروج خلفه، تنظر إلى ظهره نظرات حزينة!
رؤيته من جديد أحيت أشياء وأدتها بكل قسوة، نكأ جرح قلبها...
لماذا عاد؟؟؟
لماذا؟
-من ترك الباب مفتوح؟؟، حمززرررة...حمزززززة...
أجفلت مروج على صرخته، فانتفضت مكانها وتشبثت بالحاجز تدعم نفسها....

دخل مالك إلى الشقة، ثم صعد سلم حلزوني في منتصف الردهة، فدخلت مروج بحذر وقلق مما أقدمت عليه...
لو علم أمجد و رائف ليقتلنها حية!!
وقفت مكانها بالردهة، تتأمل أنحاء الشقة بعينين متحسرتين...ومال فمها بحزن حقيقي!!

فتح مالك باب غرفة الأطفال فوجدها خالية وبقع دم واضحة تزين أرض الغرفة، ليزداد خوفه وارتباكه أكثر، أرتفع هدير أنفاسه، وارتجاف أطرافه.....
استدار على عقبيه صارخاً :
-حمززة...
-ماااالك، ها هما، تعال يا مالك لقد وجدتهما...
هتفت بها مروج من الطابق السفلي بصوت عالٍ متلهف، فركض مالك بسرعة، وهبط درجات السلم الحديدي بسرعة متشبثا بالسياج كي لا يسقط....
وصل إلى الطابق، وأتبع صوت همهمات آتية من غرفة في نهاية الرواق الطويل...فذهب إليها راكضاً....
وجد بابها مفتوحاً، وفتاة شبة جالسة أرضاً وأمامها رؤى تبكي بعنف...كانت جارتهم التي تقطن الشقة المقابلة لهم وبالتأكيد لجأ لها حمزة….
تسمّر مكانه حين وقعت عيناه على الدم الذي كان يغطي ملابس رؤى...
شعر باختناق غريب، وخوف هستيري من بكائها الحاد....
ظل مكانه لمدة دقيقة ينظر إلى رؤى بعينين متسعتين، ثم لم يلبث أن جثا أرضاً بجوار الفتاة التي كانت تقطب جرح صغير في ذراع رؤى....
هتفت مالك بتلعثم :
-ماذا حدث؟؟، ياللهي...
لم تنظر الفتاة له، بل تابعت ما تفعله وهتفت بصوت ثابت :
-لا تقلق سيد مالك، لقد قطبت لها جرحها، وتأكدت من خطورة أصاباتها!....
رمش مالك بعينيه، ثم ازدرد ريقه بصعوبة....
مال نحو الصغيرة التي كانت تبكي بقوة، تحاول أنتزاع يدها من كف الفتاة التي كانت تنظر إلى الجرح بكل تركيز، ضم رأس رؤى نحوه بحنان، ثم هتف بتحشرج :
-لا تخافي حبيبتي..
ثم ربت على وجنتها المكتنزة بحنان، وأغتصب ابتسامة مرحه على وجهه، فابتسمت رؤى تلقائياً، وصارت تمد ذراعها الأخر لتضرب وجهه كحركة للانتباه، وهتفت ودموعها تغرق وجهها :
-بابا!
ثم نظرت إلى ذراعها وبكت مرة أخرى، فتأوه مالك، وأحتضنها برفق هامساً بحنان :
-كفى بكاءاً، لا تخافي حبيبتي أنا بجوارك...

وفي زاوية قريبة، كانت تراقب الموقف بعينين باردتين تناقض العرق المتصبب من جبينها، وأرتجاف شفتاها....
ماذا تفعل هنا؟؟؟
ماذا تفعل وسط عائلة لم ولن تكن جزءاً منها؟؟؟
لماذا قبلت بأن تأتي إلى هنا وترى عائلته الصغيرة بعينيها؟؟
ألم...ألم حاد كنصل خنجر ينحر بصدرها وهي تراه يكاد يموت خوفاً على اولاده...نساها في خضم قلقه...
نساها حين تعلق الأمر باولاده..
يجب أن تعرف هذا جيداً..المقارنة بينها وبين أولاده غير عادلة بالمرة....

ابتسمت مروج ابتسامة ساخرة، وزمت شفتيها المرتجفتين، وأرتدت قناعها البارد والساخر....

نظر مالك إلى الفتاة المبتسمة بالفترة، ثم هتف بقلق :
-هل اصاباتها خطيرة يا دكتورة "مي"؟؟
رفعت مي رأسها المحني، فظهرت ملامحها الهادئة...نظرت له دون أن تجيب على سؤاله... نظرة غريبة، ثم عادت بنظرها إلى ذراع الصغيرة لتضمدة بضمادة صغيرة بيضاء، فعقد مالك حاجبيه بتوجس، وأخذ يربت علي ظهر رؤى التي كانت قد هدأت وهدأ ارتجافها، ظلت مي صامتة، إلى أن هتفت وهي تربت على وجنة رؤى :
-لقد سقطت من أرجوحة عالية في غرفتها، فسقطت أرضأ وارتطمت بسياج الأرجوحة الحديدي؟، هلا وضحت ليّ وجهة نظرك سيدي في وجود أرجوحة عالية في غرفة تترك فيها طفلة صغيرة مثل رؤى؟؟؟...الأرجوحة كلها مصنوعة من الحديد ولها قوائم مسننة؟؟، ألم تخف عليها؟؟

كان تقريعاً واضحاً جداً، فقد أرتفع صوتها تدرجياً، وأحتدت ملامحها الهادئة، وكأنها والدة رؤى!!!!..

أمتقع وجه مالك، وحك مؤخرة رأسه قائلا بارتباك :
-ليس لدي وجهة نظرة...فهي...أرجوحة...

ثم مد كفيه ببديهية وكأنه لا يجد تبرير لما تطلبه، نظرت مي له نظرة ثاقبة، ثم هتفت وهي تمسح على رأس الصغيرة التي كانت تفرك عينها بكفها المتكور السليم :
-يجب عليك الأهتمام والأحتراص على طفلتك سيدي، لولا شقيقها لكانت تأذت أكثر من ذلك، كان رجلاً، فليحميه الله لكَ.
نظر مالك نظرة جانبية إلى حمزة الواقف بعيداً صامتاً لا يبدو عليه أي أنفعال...عيناه متورمتين، ووجهه شاحب، ابتسم مالك له لكن حمزة لم يبادله الابتسامة بل نظر إلى نقطة معينة نظرة غريبة، فانعقد جاجبا مالك باستغرب وكأنه تدارك وجود مروج....
لقد نساها في خضم قلقه وتوتره، وهذا حقه...
أي أبٍ هذا الذي يظل على ثباته وهو يسمع بأذنه أن أبنته تأذت؟؟
نظر مالك إلى مروج الواقفة في زاوية قريبة، عيناها كلوحين من الجليد، وشفتاها مضومتان كخط حاد، فاتر...
وأنفها، أنفها مرفوعاً بشموخ وكأنه يأبى الأنكسار...
من يراها الآن يقسم بأنها صلبة لا يكسرها شيء!
لكن هو وحده يعلم، يعلم بأن برودها وتمردها ما هو إلا قناع سخيف تخفي به حزنها و آلمها، فقط لو تفكر بنضج وثبات..لن يكن هذا حالها وطبعها..
-سيد مالك؟
هتفت بها مي بملل فقد كانت تتحدث معه عن بعض الاشياء المهمة تخص الصغيرة، أجفل مالك ونظر لها وهو يرمش بعينيه، ثم هتف باعتذار :
-آسف دكتورة مي لم أنتبه لكِ....
نظرت مي ناظرة جانبية إلى مروج، ثم ابتسمت باشراق وقالت :
-لا عليك، كنت أقول لكَ، لا تقلق بشأن وجود أي كسرٍ، ولو أردت أن تطمئن يمكنك الذهاب معي إلى المشفى كي تطمئن...
رمش مالك بعينيه عدة مرات، ثم أغمضهما بقوة، ثم لم يلبث أن هتف فجأة مخاطباً مروج :
-مروج، هلا ذهبتِ إلى الغرفة المجاورة وجلبتِ ليّ نظارتي الأخرى...
رفعت مروج حاجبها بشدة حتى كاد يصافح مقدمة رأسها، ثم رفعت شفتها....ماهذا العته..
يطلب منها الذهاب إلى غرفته كي تجلب له نظراته، ولما لا ترتاح على سريره أيضاً....
هي المخطئة، نعم هي...
هل توجد بنت محترمة تأتي مع رجل إلى سكنه، حتى لو كان السبب يعتبر مقبول، لقد أخطأت وأسأت إلى شقيقيها، لذا سحب نفساً عميقاً وهتفت بصلابة وهي تعدل سترتها البرتقالية :
-فلتجلبها لنفسك، فأنا سأرحل الآن، ألف سلامة على...صغيرتك....
كانت نبرتها صلبة في بداية جملتها، إلا أنه شعر بارتعاش نبرتها حين نطقت بكلمة صغيريك!!!

تحركت ساقاها بهدوء، ومرت بجواره وهو جاثي أرضاً بجوار أبنته و...مي..
نظرت له نظرة ساخرة، ثم تخطته وأسرعت من خطاها نحو باب الغرفة....
وقفت للحظة ثم نظرت إلى حمزة الذي كان ينظر لها بدوره....
أبتسمت مروج ابتسامة حقيقة، ثم مالت نحوه وربتت على شعره قائلة بصدق :
-أشتقت لكَ جدا يا حمزة، لقد أصبحت رجلاً....
أبتسم حمزة بدوره، وهتف وهو يربت على كفها الموضوعة على رأسه :
-أبي لا يرى هذا، يقول أنني...شبر ونصف..
نظرت مروج إلى حمزة بابتسامة حنونة، ثم لم تلبث أن هتفت وهي تربت على وجنته بشرود :
-لا تستمع له، فهو دائما يفعل اشياء غريبة تفقدك الثقة بنفسك وتكسر شيء يصعب ترميمه فيما بعد....
كانت تتحدث بشرود وابتسامتها الحنونة تحولت إلى ابتسامة حزينة، وعيناها تخلتا عن جليدهما لوهلة ظهر فيهما الألم..لكنها تمالكت نفسها، وتابعت طريقها وهي تلوح لحمزة..
أما مالك، فقد شحب وجهه وأختلج فكه بشكلٍ واضح، لقد كانت تقصده هو بكلماتها، كانت تجلده بكل هدوء دون أن يرف لها جفن.....
أنتفض فجأة وهو يراها تخرج من الغرفة بسرعة غريبة، وكأنها تهرب!
قام من مكانه بسرعة، ثم ركض خلفها كي يلحق بها، وبالفعل لحق بها عند باب الشقة، فصدح صوته بقوة :
-مروج، أنتظري...

وقفت مروج مكانها توليه ظهرها، رافعة رأسها بكبرياء....كاذب....
استدار مالك حولها، ثم وقف أمامها لتبعد عينيها عن عينيه....
نظر مالك نظرة طويلة اربكتها، ثم هتف بصوت غريب :
-كنتِ تقصدي ما صدر مني، أليس كذلك؟؟؟
لم ترد عليه بل أطرقت برأسها أرضاً، وقبضت كفيها بقوة حتى ابيضت مفاصلهما، بينما عيناها فقد أغلقتهما بقوة حتى تجعد جفناها، لاحظ مالك كل هذا فأردف بنفس النبرة :
-قولتِ...أنني تركت لكِ كسر لا يمكن ترميمه، ألم تقولي أنكِ لا تهتمي بي ولم تعدي تشعري بأي شيء تجاهي، الازلتِ...تح...
لم يكمل كلمته، فقد قاطعته مروج هاتفة بجمود، وهي تلوح بكفها :
-ألا زلت أحبك؟؟ هذا ما تريد قوله، لكن عذراً لن أرد عليكَ سوى بجملة واحدة...."كان بيننا رابط، فقطعته أنتَ بكل برود، ثم أختفيت بكل جبن...لقد قتلت حبي لكَ بيدك "

ثم تخطته بكل هدوء، وتحرك بتجاه المصعد أمام عينيه.....
لا يقوى على التحرك خلفها، لا يعلم هل صدمته كلماتها بالرغم من معرفته بها...أم صدمه برودها وسخريتها؟؟؟
توتر قليلا في اللحاق بها، بينما أبنته تبكي بالداخل.....
وكأنها قرأت تفكيره، فقد هتفت وهي تمسك باب المصعد وعلى شفتيها ابتسامة باردة :
-لا تقلق، سأعود إلى بيتي، لا أعلم كيف سمحت لنفسي بأن آتي معك إلى هنا.....لا تلحق بي...
ثم دخلت وأغلقت باب المصعد خلفها بكل هدوء..
فرمش مالك بجفنيه، ومال إلى الأمام ، هامساً باصرار :
-سألحق بكِ إلى أن تزهق أنفاسي، حتى لو لم ألحق بكِ الآن....
======
-والله لأكسر عنقها...لقد تأخرت....
هتف بها رائف وهو يتحرك بعصبية يفرك أصابعه بغيظ شديد، فأبعد أمجد الكتاب الذي كان يقرأ به للتو، ثم نظر له وهتف بثبات :
-أهدأ يا كابتن، ستصاب بنوبة قلبية...

وقف رائف مكانه، ثم نظر إلى أمجد الذي أعاد الكتاب كما كان وبدأ في القراءة من جديد، استفزه هدوء أمجد، فهتف بصوت عالٍ على غير العادة :
-ما هذا الهدو والبرود يا أمجد....
حجظت عينا أمجد بصدمة، ثم أبعد الكتاب عن وجهه ليضعه على ركبتيه...ثم عاد بنظره إلى رائف الذي لعن لسانه على تطاوله على أمجد....
ضافت عينا أمجد، ثم لم يلبث أن أشار بسبابته إلى وجنتها،هاتفاً :
-أترى وجنتي تلك؟؟، تعال وأصفعني صفعتين عليها، ثم اصفعني صفعة ثالثة على مؤخرة عنقي يا محترم...

ازدرد رائف ريقه بتوتر، ثم هتف وهو يحك مؤخرة رأسه :
-آسف لم اقصد....
ثم صمت، فحدجه أمجد بقوة، وهم برفع الكتاب مرة أخرى، لكن رائف صرخ بصوت عالٍ فجأة فانتفض من مكانه ووقع الكتاب أرضاً :
-لكن مروج تأخرت وأنا لن أرحمها....
-تباً لكَ ولها ولمن يتشدد لكمها يا جلف يا حيوان....
صرخ بها أمجد بعصبية، وهو يضرب ذراع الأريكة بقبضته، فأجفل رائف وأبتلع لسانه، عض أمجد على شفتيه وهتف بغيظ :
-لقد كدت أن أصيب بنوبة قلبية من قوة صرخته الجلف!
سحب نفساً عميقاً، ثم رفع رأسه وهتف مربتاً على الاريكة بجواره:
-تعال يا كابتن وأجلس بجواري، أهدأ...
زفر رائف بقوة، ثم تحرك بتجاه أمجد وجلس بجوار أمجد....
هتف أمجد بهدوء :
-أتظنني لا أشعر بالقلق عليها...أنتَ مخطئ إذا، لكنني أملك قدرة السيطرة على نفسي....فليحفظها الله ليّ...لا تقلق أنتَ....
لعق رائف شفتيه، ثم أطرق برأسه....
القلق يتفاقم بداخله بسبب تأخرها ممتزجاً بالغضب من تصرفتها المتمردة، والله ليكسر عنقها على أفعالها المستفزة تلك....فلتأتي أولاً.....
نظر أمجد له بعينين قلقتين، بالرغم من هدوء ملامحه.....
لماذا تأخرت مروج إلى هذا الوقت، ماذا حدث لها؟؟
حتى هاتفها وجده مغلق....
رفع كلٌ من رائف وأمجد رأسهما حين فُتح الباب وظهرت مروج منه، باردة الملامح..
أندفع مالك نحوها بسرعة البرق، ثم جذبها من مرفقها بقوة وهدر بصوت عالٍ :
-أين كنتِ يا محترمة؟؟؟...من المفترض أن موعد خروجك من الجامعة منذ ساعتين؟؟؟..أين كنتِ؟
رفعت مروج وجهها البارد إليه، ثم هتفت بمنتهى البرود :
-وما شأنك أنتَ؟؟
-أنتِ قليلة أدب....
صرخ بها رائف بعصبية وهو يهزها بقوة، فتأففت مروج بصوت عالٍ وصرخت هي الأخرى :
-أنا لستُ قليلة أدب.....يا همجي!

قلّب أمجد نظره بينهما بغضب، ثم قام من مكانه، وتحرك نجوها، وقف بينهما وأنتزع مرفق مروج من قبضة رائف وهتف بصوت حاد :
-هل أنا شفاف؟؟؟؟...ألا يوجد أحترام ليّ؟؟؟...أقسم بالله أن لم تصمتا وتتبلعا لسانكما الطويل...سأخلع حزامي وأبدأ في تربيتكما من جديد....

عبس رائف، وهتف بتذمر وهو يلوح بكفيه :
-لكن يا أ...
هدر أمجد بصوت صارم مقاطعاً رائف :
-أصمت وألا أقحمت حذائي في فمك....
صمت رائف بتذمر ثم اشاح برأسه، فالتفت أمجد إلى مروج وهتف بصوت صارم حاد :
-أين كنتِ، ولا تكذبي عليّ.....
تسارعت انفاسها، وعضت على شفتيها بقوة حتى أدمتها، لن تستطيع الكذب، ولن تستطيع قول الحقيقة، فلو قالتها ستنال غضباً شديداً من أمجد....ورائف خصوصاً بعصبيته.....
سحبت نفساً عميقاً ، ثم لم تلبث أن وقفت خلف ظهر أمجد في لحظة خاطفة وتشبثت بقميصه تزامناً مع هتافها بتلعثم :
-كنت مع مالك....!!
======
أنتهى الفصل الثاني عشر، قراءة سعيدة يا قمرات...
في انتظار رأيكم...


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-20, 11:24 PM   #183

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة monaeed مشاهدة المشاركة
مليكة غبية ودائما يغلبها الشك
سليم وجع وقهر
مالك ياجمالو
قفلة قفلت على صابعى
ابعتى شمس
تسلمي يا جميلة ❤تعليق رائع❤


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-20, 11:27 PM   #184

MonaEed

? العضوٌ??? » 413356
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 356
?  نُقآطِيْ » MonaEed is on a distinguished road
Rewity Smile 2

طب اية مافيش مليكة وسليم
طب اطمن عليهم ازاى
منك لله ياهانى
يارب صبا تهرب
مالك غامض


MonaEed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-20, 11:39 PM   #185

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aya slieman مشاهدة المشاركة
قلبي وجعني على سليم شو بده يتحمل و كلوا جاي عليه😢 و سالم الزفت شمتان فيه و فرحان انه مقهور و حزين يرضيكي يا شمس كده تعملي في ابنك🙄😢
لا و مليكة الغبية جاي عليه بدل ما تواسيه و تخفف عنه بموت رفيقه و كل كلمة بتطلع منها بتجرحه اكتر بسمها😒😒
لا و بتحكي مع شقيق ريهام و بتضحك معه و سليم غاب يومين قال بس قلقانه عليه😒 و بالاخر بتشك فيه بدل ما تكذب سالم هو واقف بتقوم بتخليه يعبي براسها😒😒
اكيد سالم ورا قتل نسيم اللي بقتله قسم ظهر سليم و خلاه بهالضعف😭
مالك عم برجع بفرض سيطرته على مروج بظهوره امامها بكل مكان😉 و من غيظها منه كسرتله النظارة و رجعته شبه اعمى😂
يا ترى شو صاير مع رؤى و حمزة ليتوتر مالك🤔
تسلم ايديكي الفصل رااائع😘❤❤
تحليلك للشخصيات وأحداث الفصل بتبهرني حقيقي يا آية سلمت يداكِ ❤


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-20, 12:24 AM   #186

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة monaeed مشاهدة المشاركة
طب اية مافيش مليكة وسليم
طب اطمن عليهم ازاى
منك لله ياهانى
يارب صبا تهرب
مالك غامض
لا تقلقي...هنطمن عليهم قريب بس م أوي😂😂😂...مالك فعلا غامض. وجدا❤
تسلمي على تقديرك يا جميلة ❤


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-08-20, 06:02 AM   #187

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

ام مروان لسه غضبانه منه مش سهل عليها تعرف انه راح لأكتر مكان حاولت تهرب منه وانه عرض نفسه لخطر الوقوع تحت ايد سالم
مروان غضبان اكتر بسبب اضطراره للتخلي عن صبا وتركها في ايد الحقير هاني

هاني السادي المتخلف اللي بيتجبر علي الضعفاء زي غادة وصبا وبيثبت قوته عليهم بالضرب والاهانه

مشفقة علي غادة جدا لوقعها في ايد واحد حقير زي ده

صبا المعني الحقيقي لعبارة ان المصاعب بتغير الانسان وهي اتعلمت الدرس جدا وقررت انها تطلع من دور الضعيفةوتلبس رداء القوة عشان تواجه وتحمي بنتها اتمني انها تهرب وغادة ماتتأذي في الموضوع دا

مالك ومروج والطريق بينهم لسه طويل عشان يوصلوا لنقطة لقاء

رائف مافيش امل هو ومروج زي المايه والنهار استحالة يتفقوا وامجد ضايع بينهم ياعيني

تسلم ايدك الفصل جميل جدا بس اقتلي هاني وخلصينا من شروره




ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 27-08-20, 11:16 PM   #188

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث عشر…
======
-كنت مع مالك....!!
لم تتوقع أبداً ان يفغر رائف شفتيه بغباء، وتتسع عيناه بشدة كمن سمع شيء غير متوقع، بينما أمجد لم يظهر عليه أي رد فعل، وكأنه يعرف!!!
عم صمت مريع عليهم، مروج متشبثة بقميص أمجد لتحتمي به من بطش رائف الذي أنعقد حاجباه باستغراب، وأنفرجت شفتاه ليهتف بصوت عالٍ :
-كنتِ مع من يا روح والدتك الغالية؟!!

رفع أمجد حاجبه بشدة، وضاقت عيناه بشدة، ثم لم يلبث أن هتف بغيظ :
-لسانك، لسانك يا كابتن، أحترم وجودي!

نظر رائف إليه بذهول ، ثم هتف ضارباً كفيه ببعضهما :
-عذراً يا أخي، فشقيقتي المهذبة تخبرني أنها كانت مع شاب فأردت أن أتناقش معها عن الموعد المقبل فأنا لا أقبل أن تخرج شقيقتي سوى في منتصف الليل!....

التوت شفتا أمجد بأمتعاض مصطنع ، وضرب كتف رائف بخفه قبل أن يهتف بستياء :
-يا رجل ؟؟، ما هذا السكر؟ خفيف الظل أنتَ!

أنتهزت مروج الفرصة بكل تبجح وهتف مؤيدة أمجد :
-بل ثقيل ال….

لم تتمكن من أكمال عبارتها ، فقد هدر صوت أمجد كالرعد مقاطعاً إياها :
-أخرسي أنتِ يا مروج لا أريد أن أسمع صوتك الآن!

أبتلعت مروج لسانها وأمتقع وجهه بشدة….فتشبثت به أكثر تحتمي منه به؟؟
ألم يكن يمزح منذ ثوانٍ؟؟؟، نعم كان يمزح !
فلماذا صرخ بها بهذا الشكل؟؟

نظر رائف لها بعينين مشتعلتين، ثم أندفع فجأة ليجذبها من شعرها بقوة مما جعلها تصرخ بألم وتزداد تشبثاً بأمجد أكثر حتى سمعت صوت تمزق قميصه من الخلف ، فأجفل أمجد من حركة رائف المفاجئة وشدة جذب مروج له كي ينقذها، فلم يتمكن في التحلي بالهدوء والعقل ليصرخ بقوة رجت جدران البيت رجاً :
-أتركها حالاً!، حالاً يا رائف…

نظر رائف له بطرفِ عينيه نظرة غاضبة رافضة، ثم أنتزع كفها المتشبث بقميص أمجد بكفه الأخر ، فزمجر أمجد بغضب وقبض بكفه على قبضة رائف الممسكة بشعر مروج..
هتف أمجد بغضب وهو يحاول تخليص شعر مروج من قبضة رائف :
-أتركها يا رائف ولا تزيد غضبي أكثر....

لم يمتثل رائف لأمره بل صرخ بغضبٍ :
-ماذا كنتِ تفعلين معه؟؟؟...ساعتين؟ كنتِ معه لمدة ساعتين؟؟...ماذا كنتِ تفعلين ؟….أنطقي…
-راااااااااااااااائف، أترررررررركها حاااالاً….
صرخ بها أمجد بصوت عالٍ غاضب ، فتوقف رائف عما يفعله ، ونظر له بذهول ، فكز أمجد على أسنانه بقوة ، ثم أستغل ذهوله وأبعد مروج عن مرمى يديه ، ثم أمرها بصوت لا يقبل النقاش :
-أذهبي إلى غرفتك الآن أنا سآتي أليكِ بعد دقائق، هيا….

نظرت مروج إلى رائف بعينين دامعتين غاضبتين، ووجه محمر بإنفعال ، ظلت مكانها لثوانٍ ترمق رائف بنظرات غاضبة فيبادلها النظرة بمثلها، إلى أن قررت الصعود إلى غرفتها كما أمرها أمجد ، فصعدت درجات السلم تضرب كل درجة بقدمها…

دخلت إلى غرفتها ثم صفقت بابها بقوة كبيرة ، فعاد أمجد بعينيه إلى رائف وهتف بصوت محتد :
-كم مرة نبهتك بأن يدك تلك ستُقطع لو رفعتها على شقيقاتك؟؟، ألن تتعقل يا رائف…

عض رائف زواية شفتيه بشدة ، وهز قدمه بعصبية ، بينما عيناه فقد بدتا كجمرتين مشتعلتين بنار هوجاء ، فزفر أمجد بعصبية ، وأقترب من رائف ، ثم هتف بصوت اقل حدة :
-كنتَ أعلم ، مالك أتصل بي وأخبرني بسبب تواجدها معه ، ومع ذلك لم يسلم من غضبي ورفضي لما حدث ، لكنني كنت قلق لأن مالك أخبرني بأنها رحلت منذ ساعة….وبالطبع كانت مروج خارج البيت ولم تأتِ....

رفع رائف حاجبيه بشدة ، ووضع كفيه في خصره ، ثم مال فجأة نحو أمجد وهتف من بين اسنانه :
-هذا يعني أنها قضت ساعة بأكملها معه ، أين كانا خلال هذه الساعة!!!

لم يجفل أمجد ولم يرف له جفن بل تحرك بهدوء متجهاً إلى السلم وقال من فوق كتفه بحزم :
-لن أخبرك لتهورك، أنا من سيعلمها خطأها وليس أنتَ حين أموت ستحصل على تصريح لمعاقبة أي من شقيقتاك ، مادمت على وجه الأرض أتنفس كأي أنسان لن تتمكن من معاقبة أي منهما أو رفع يدك عليها….أنتهى الأمر..
ثم أختفى من أمامه دون أن ينظر له ، فزفر رائف بغضب وازداد اهتزاز ساقه بعصبية ، بداخله غضب شديد مما تفعله مروج دون أن تحسب حساب لهما هو وأمجد…!!
ما هو متأكد منه أن أمجد رفض أخباره أين كانا لأنه يعلم بأن ما سيقوله لن يسره ابداً….
جلس رائف على المقعد وعيناه تشتعلان غضباً ، ثم لم يلبث أن أخرج هاتفه من جيب بنطاله وفتح إحدى مواقع التواصل الأجتماعي...بحث عن محادثة معينة في قائمة المحادثات حتى وجد بغيته ، فضغط على المحادثة وتسارعت أصابعه لتكتب :
-هل يمكنني الكلام معكِ قليلا يا تمارا؟؟، أعلم أنكِ غاضبة مني بعد ما صدر مني ليلة أمس…
……………
طرق أمجد باب غرفة مروج طرقة قوية نسبياً ، فأتاه صوتها الغاضب تسمح له بالدخول ، فوضع كفه على مقبض الغرفة، ثم أداره وفتح الباب ليصدر صريراً عالياً مزعجاً….
وقف مكانه قليلا يراقبها بتفحص ، كانت تتحرك في الغرفة ذهاباً وأياباً بعصبية تهمس بصوت غير مسموع على الأرجع تتشاجر مع شخصية في خيالها ، شعرها مشعث ، وعيناها حمراوان دامعتان دون أن تتجرأ دموعها وتسقط على وجنتيها..

تقدم أمجد بخطوات ثابتة نحو السرير ، ثم جلس على طرفه وأستند بمرفقيه إلى ركبتيه ، ثم لم يلبث أن هتف بجمود :
-تعالي وأجلسي بجواري، أريد أن أتحدث معكِ قليلا…

وقفت مروج مكانها ثم نظرت إلى أمجد ، فابتسم أمجد لها ابتسامة باردة ، قبل أن يربت على مكان خالٍ بجواره ، فجلست مروج بجواره وأطرقت رأسها أرضاً ، ليهتف أمجد دون مواربة :
-لقد منحتك ثقة وحرية التصرف يا مروج وأنتِ لم تحافظي عليها ، أتعلمين لو علم رائف بأنكِ ذهبتِ مع مالك إلى الشقة دون مبالغة سيقتلك ، رأيتِ كيف جن جنونه من مجرد جملة "كنت مع مالك" كان من الممكن أن يبطش بكِ لكن حين تدخلت وأمرته بأن يتركك ولا يتدخل أحترم كلامي وتركك فعلا ، ما يمنع رائف عنك هو أحترامه ليّ وخوفه من أن أغضب منه ، لكن أنتِ أنتِ أستغليتِ حبي لكِ ومكانتك كابنتي الصغرى قبل أن تكوني شقيقتي…أنتِ أصبحتِ تتصرفين وكأن لا حاكم لكِ...

أمتقع وجه مروج بحرج ، وعضت على شفتيها بقوة حتى أدمتها ، بينما عيناها فقد دمعتا أكثر فغامتا بغمامة من الدموع التي أنسابت بهدوء على وجهها…شعورها بالحرج و الندم الآن يلكمانها بقوة...ولأول مرة تعترف لنفسها بأنها مخطئة ، دائما ما كانت تشجع نفسها حتى لو كان ما ستفعله يعتبر فعل شديد الخطورة ، لكن الآن تشعر بالندم فتربيتها لا تسمح بأن تذهب مع رجل غريب بمفردها حتى لو كان خطيبها ذات يوم وعلى وشك أن يصبح زوجها ، دفعها قلقها حين وجدت وجهه يشحب بشدة و فكه يختلج بوضوح فتجرأت وذهبت معه حين علمت بأن الأمر يتعلق باولاده وأن صغيرته أصابها مكروه ، وبالرغم من الحقد الدفين الذي تكنه لرؤى رغماً عنها ذهبت معه لتطمئن وهذا بالطبع فعل خاطيء ….
لكن….لكن كيف عرف أمجد بأنها كانت مع مالك في….شقته؟؟
وسرعان ما أنتقل السؤال من تفكيرها إلى شفتيها لتهتف دون أن ترفع رأسها :
-كيف عرفت أنني كنت مع مالك في شقته؟

رفع أمجد حاجبه بشدة ، وضاقت عيناه بتفحص متحلياً بالصمت لثوانٍ ، ثم لم يلبث أن هتف بحذر يشوبه الغضب :
-فلنتغاضى عن معرفتي بكل شيء حتى أنكِ خرجتِ من عنده وبقيتِ بالخارج لمدة ساعة ولم تعودي إلى البيت ، هل كنتِ ستكذبين عليّ لو سألتك أين كنتما؟؟، لهذه الدرجة يا مروج؟؟

أزداد أمتقاع وجهها وقوة عضها على شفتيها ، بينما اصابعها فقد كادت تكسرهم من قوة فركها ، ياللهي لقد زادت الطين بلة…لم تكن لتكذب عليه...والله لم تكن لتكذب عليه ، كانت ستصارحه بكل شيء..
أنفرجت شفتاها وهتفت بصوت واهٍ غريب عليها :
-أقسم بالله كنت سأصارحك بكل شيء يا أمجد ، أقسم بالله كنت سأذهب إلى غرفتك فور عودتِ لأقص عليك كل شيء وأعتذر منكَ…
-تعتذرين مني؟؟، هل هذه كذبت ابريل أم ماذا ؟؟؟، أنتِ لا تعتذرين لأحد يا مروج حتى لو كان أنا ؟
هتف بها أمجد باستهجان ، ماطاً شفتيه بامتعاض حقيقي ، فازدردت مروج ريقها بصعوبة ثم لم تلبث أن صدر منها نشيج عنيف تابعها شهقة عالية أجفلت أمجد ، مما جعله عيناه تتسعان وشفتاه تفغران بصدمة!
مروج تبكي ؟؟
مروج تبكي وهذا لا يعني سوى شيءٍ واحدا ، أنها تتألم وبشدة ، هو يعلم أن جرحها لا زال ملتهباً لا يتحمل أي شيء مؤلم يزيده ألماً….
هو...هو يعلم أنها تكذب كلما تشدقت بعدم اهتمامها لما حدث بعد مرور مدة لا بأس بها ، هو وحده يعلم ما تشعر به وما تخفيه كي تظهر أمامهم قوية لا يقهرها أي شيء ، لكن اليوم بالتأكيد أنفجر ألمها و انهار قناعها البغيض…
تعالت شهقات مروج، فشعر أمجد بقبضة باردة تعتصر قلبه دون رحمة ، ليضمها إليه بقوة ، وربت على ظهرها بحنان هامساً بحنان :
-لا بأس لا بأس….
أغمضت مروج عينيها بقوة ، وصارت شهقتها ترتفع وترتفع فتحولت إلى شبة صرخة…
وجهها الأبيض الناصع أحمر بشدة ، وشفتاها كانتا مرتجفتان….
من مكانها ستتحمل ما تحملته؟؟
من في سنها الصغير هذا رأت ما رأته هي؟؟
عقد قران ، وفستان جميل ومجموعة كبيرة من أصدقائها يجلسن في بيتها ، صوت الزغاريد يعم المكان ، ابتسامة حالمة تزين ثغرها وشفتيها المصبوغتين، ليتحول حلمها الوردي فجأة إلى حلم أسود ، تحول حلمها إلى حجيم…
تركها خطيبها ولم يأتِ إلى عقد القران.....
فتوالت التوقعات الكاذبة و تكاثرت الأقاويل
"هل تراجع عن قراره أم عرف شيئاً عنها لا يحتمل؟!"
"يقولون أنه علم بعلاقتها بشاب أخر فتركها ولم يأتِ إلى عقد القران؟"
النظرات الشامتة والممتغضة كانت مرافقة لها لفترة ليست بقصيرة ، فترة كانت صعبة جدا….
هذه تخترع سبب وتلك تنقل الأسباب الكاذبة من مرأة إلى أخرى….وهي لم تكن تعرف سبب فعلته وقتها، إلى أن علمت وليتها لم تعلم….
نار نار تحرق صدرها، وألم مبرح يسيطر علي قلبها العليل….هذا ليس عدلاً….هذا ليس عدلاً لماذا ظهر مرة أخرى، لماذا؟

خفتت صوت شهقاتها ، وجفت دموعها تماما ، فزفر أمجد دون صوت ، وهمس من بين أسنانه بصوت خفيض لا يكاد يسمع :
-سافقع لكَ عينك يا مالك ، ونظرتك تلك سأكرها لكَ...أنتظر فقط!

ثم أبعد مروج عنه قليلا ، وأمسك وجهها بين كفيه ، فنظرت مروج له بعينين حمراوين كالدم ، ليهتف أمجد بحنان حازم :
-كفى بكاءاً يا صغيرة....أنا دائما معك وبجوارك لا تخشي شيء...ثانياً لا زلت غاضباً مما فعلتِه و ستعاقبين….
صمتت مروج فجأة وأتسعت عيناها بغباء ، فالتوت شفتا أمجد إلا أنه تماسك بقناع بروده وهتف بصرامة :
-لا تنظري إلي هكذا ستعاقبين ولن تردعني دموعك….
وقبل أن تدارك أي شيء وجدته يبتعد عنها ، ثم دغدغها فجأة فضحكت بصوت عالٍ هيستيري وهي تحاول تفادي أصابعه التي كانت تدغدها بحنان وابتسامته الجميلة تزين ثغره…
سريع المسامحة و طبعه الحنون يغلب غضبه...أو لنقل أن جزء من غضبه الحقيقي لم يظهر و لم يلجأ له..
هذا هو امجد….أمجد فقط دون أي القاب وأسم عائلة كبير لكنه يخفي خلفه أشياء لا تحتمل…..!!

دمعت عينا مروج من فرط ضحكها الهيستري وصارت تتلوى ، بينما أمجد فقد كان يبتسم بحنان ويهتف من وسط ضحكاته :
-ابتسمي يا من تمتلك وجه جامد وحجري….هيا هيا....ابتسمي يا صغيرة..

لم تكن تحتاج أن يأمرها بالابتسام أو الضحك فقد كانت تضحك بصوت عالٍ كطفلٍ صغير…

تركها أمجد أخيراً ، ثم قبل جبينها بحنان قبل أن ينتصب واقفاً ويهتف :
-سأرحل ، الآن موعد سفري لن أغيب يوم واحد وسآتي ، هذا تحذيري الأخير يا مروج ، فكري قبل أن تتصرفي ، ولا تقدمي على فعلٍ متهور كما فعلتِ حتى لو كان الأمر يدعي القلق والذهاب معه….هذا غير مسموح به...مفهوم؟
أومأت برأسها بسرعة ، ثم ابتسمت بارتباك ، فابتسم أمجد لها بدوره ولوح لها بكفه قبل أن يغلق الباب خلفه…فتلاشت ابتسامته وهمس بصوت غريب :
-سأسافر...وسأراها….
======
يتبع...


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-08-20, 11:22 PM   #189

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

أحيانا يضعنا القدر أمام ما نتمناه لكن بطريقة منفرة!
نتمنى ونتمنى فيأتي هو ويلبي لنا أمنيتنا لكن بطريقة تجعلك ترفض ما تمنيته…..
وهذا بالفعل ما شعرت به قبل شهرين….لم تكن تتوقع أن يتحقيق ما تمنت كان بين يديها هي ، لكنها رفضت…
نعم رفضت لأجل نفسها وكرامتها ، رفضت من سكن قلبها وسيطر عليه…
رفضت حب عمرها الأول والأخير ، فابتعد هو وأختفى فجأة من حياتها….
لن تنسى أبدا يوم خرج يونس من المشفى بصحة لا بأس بها قبل ما يقارب الشهرين ، فأمر رجال الحي وعلى رأسهم الحاج عبد العزيز أن يقام اجتماعا كبيرا في بيت عبد العزيز كي يتم تسوية الأمر ، فإن حدث أي أشتباك ستتدخل الشرطة وهذا لن يكن في صالحهم أبدا…
وبالتأكيد أجتمع كبار الحي ويونس ورائف وأمجد و...ذاك….الهمجي عادل ، حتى هي كانت حاضرة لكن في غرفة مجاورة لغرفة الرجال لتتمكن من سماعهم…
أول صوت سمعته كان صوت يونس الحبيب :
-قبل أي شيء أنا لا اقبل بأن يخوض أحد في عرض جود شقيقتي و"الآنسة" مروج…

هتف عبد العزيز بصوت هاديء :
-وأنا لم أكن لأقبل بهذا يا ولدي...لكن أعذرني فالأمر ليس هيناً ، أين شقيقتك جود؟

تحفزت ملامح أمجد وأعتدل في جلسته منتظراً الإجابة بملامح سوداء…..
أطرق يونس برأسه لدقيقة ، ماذا سيقول له ، وأي حجة سيلجأ لها كي يبرأ شقيقته أمام رجال الحي ، بالرغم مما فعلته بكل بجاحة وعدم تربية ، إلا أنه لا يقبل بأن يطول أسمها أي تهمه….وما لا يقبل به ضرباً من الخيال ، رفع يونس رأسه وأنفرجت شفتاه فتحفز أمجد أكثر وتحمس منتظراً ، غافلاً عن عيني رائف المراقبتين له بتردد و حيرة…. :
-شقيقتي تركت بيتنا ورحلت لتسكن في محافظة أخرى كي تتابع تعليمها هناك وستظل هناك سنتين أو أكثر …..لا أعتقد أن هذا يهمكم في شيء؟؟

أنعقد حاجبا أمجد باستغراب ، وضاقت عيناه ، أربعة سنوات لم تظهر خلالهم ولم يعرف عنها أي شيء ، ومن المفترض أنها أنهت تعليمها؟؟، فأي تعليمٍ هذا الذي تتابعه…..
غضب شديد يشعر به وفضوله يزداد هو في الحقيقة ليس فضولاً بل أشتياقاً ممتزجاً بالألم…..

هتف عادل فجأة وهو مبتسما ابتسامة مقيتة :
-تعليم؟؟...أي تعليم هذا يا...نصف رجل أنتَ، شقيقتك هربت مع أبن خالكم...وهو بالمناسبة تركها...فبالتأكيد أنها الآن توزع ما تبقى منها على الرجال بكل سخاء وت….آه….

بُتِرت عبارته وصدر منه تأوه شديد جراء لكمة عنيفة من……..أمجد!!!
أمجد الذي أندفع من مكانه فجأة بغضب اسود ووجد نفسه يلكم عادل بقوة مفرغاً غضبه به….
عيناه السوداوان أزدادتا قتامة وملامحه الصافية تعكرت بغضبٍ أسود….زمجر عادل بعصبية وأنتفض واقفاً ثم لم يلبث أن قبض على قميص أمجد و رفع قبضته في الهواء كي يرد له لكمته لكن صوت عبد العزيز الذي قصف فجأة ألجمه ليس أحتراماً فهو لا يعرف الأحترام من الأساس...بل توقف لذهوله من كلمات عبد العزيز :
-اقسم بالله أن فعلتها ستطرد من الحي…

نظر عادل له بذهول مبتسماً بعصبية….فابعد أمجد قبضة عادل ومال نحوه ليهمس في أذنه بصوت كالفحيح :
-كلمة قذرة أخرى ستندم ، لا تحاول أن تغضبني هذا ليس في مصلحتك...ستقول ليّ أن رجالك سيقتلوني في غمضة عين سأقول لكَ..أنا على الرحب….

ثم ابتعد عنه بملامح غاضبة سوداء…
عاد إلى مقعده ونار هوجاء يزداد لهيبها بداخله…
هربت ومع رجل؟؟، معقول؟؟
أن كان هذا شعوره حين تجرأ عادل وقال كلمات لا يعلم صحتها...فكيف سيكون شعوره لو كان ما قاله عادل صحيحاً…كز أمجد على اسنانه بقوة..
مجرد التخيل يقتله قتلاً ويزيد شعوره باالغضب الأسود أكثر…

نظر عبد العزيز إلى أمجد وقال بصرامة :
-ما فعلته يا أمجد عيباً في حقي...عادل في بيتي وأنتَ ضربته…
رفع أمجد رأسه ، ثم التفت إلى عبد العزيز ، وهتف بصوت حاد قاتم يختلف عن نبرته الهادئة بطبيعتها :
-آسف لكَ يا حاج ، لكن ما يحدث هنا أنا غير راضٍ عنه ، هذا الأجتماع لن يحل شيء...عادل تعدى على حرمة بيتي بالباطل وكذلك فعل مع يونس، هو لا يستحق أن يجلس وسط الرجال من الأساس….بعد اذنك يا حاج فلتنهي هذا الأجتماع العقيم و سيتكفل كلا منا مسئولية حماية عرضه وأنا وشقيقي نرحب بذلك بكل فخرٍ…

نظر عبد العزيز له نظرة غريبة مختلفة تماماً ، وبالرغم من ذلك لم يجفل أمجد ولم يرمش عينيه….
هل هذا هو أمجد الهاديء، لقد ظنه منفصل عن أي مشكلة أو أشتباك ، وهو بالتأكيد فسر ذلك لأنه غريب عن الحي ليس من أهله ، دائما ما كان يضع أمجد في خانة من هو لا يحل شيء ولا يعرف أن يربطه....وهذا لا يعيبه بل لأنه هاديء لا يحتك بأحد نهائياً ، لكن الآن فشخصية أمجد منقسمة...لشاب حنون هاديء عاقل….وشاب مشتعل غاضب، حازم لا يحب أن يسمع شيئاً لا يروق له…
ببساطة هو محظوظٌ بقدرته على موازنة نفسه والتحكم بها….
هتف عبد العزيز بعد صمت غريب وهو ينظر إلى أمجد لا يحيد عينيه عنه:
-أعلم يا ولدي أن ما حدث جعل سمعة شقيقتك كالعلكة في أفواه النساء ، والخطأ خطأ عادل ومن مثله...لقد تلوثت سمعة شقيقتك تماما وأنا آسف لهذا يا ولدي لو بيدي لكنت قطعت لسان كل نذل حقير قبل أن يتفوه بكلمة تضر وتسيء لشقيقتك وجود….لذا سنعقد أتفاقاً ودياً وسيتقدم عادل لخطبة لجين ..

أتسعت عينا يونس بذهول واستعرتا بغضبٍ ، ثم نظر إلى عادل فوجده يبتسم بانتصار ، فاشتعلت غيرته أكثر وازداد غضبه ، ليتنفرج شفتاه كي يصرخ بهم رافضاً ، لكن أمجد ورائف اللذين كانا في حالة من الصدمة مما سمعاه ، هاتفا في صوتٍ واحد :
-مستتتتتحييييل….
أجفل عبد العزيز وعاد برأسه إلى الخلف وهو ينظر لهما بحذر ، فقد كانا كنسختين متماثلتين في غضبهما…
عم صمت مريع لدقيقة ، عادل يكز على أسنانه بغيظ فهو يريدها ولن يتركها ، أما أمجد فقد بدا كم فقد زمام أموره حين هتف بإنفعال :
-هذا النذل الحقير تريد مني أن أضع يدي بيده وأسلمه ابنتي ،والله لم يحدث هذا إلا على جثتي….أنا أرفض يا حاج وهذا ظلم...قولتُ لك أنهي هذا الأجتماع الغريب فأنا لن يهمني أي شيء يعاكس رغبة شقيقتي ، عادل لا….

أطرق عبد العزيز برأسه يوازن الأمور في عقله تاركا ثلاثه رجال يشتعلان غضباً..وكان أكثرهم هو يونس...حتى أنه كان على وشك الصراخ بهم رافضاً كل هذا....
تعالت الهمهمات من حولهم منهم من يتعجب من صمت عبد العزيز...ومنهم من يتعجب من رفض أمجد..رفع أمجد رأسه بسرعة حين هتف عبد العزيز بصوت صارم آمراً صبي صغير كان يقف عند باب الغرفة :
-أذهب وأخبر لجين بأنني أريدها الآن...ستجدها في الغرفة المجاورة…

أومأ الصبي برأسه ، ثم خرج من الغرفة مهرولاً، وفي خلال دقيقة كانت لجين تدخل إلى الغرفة مطرقة الرأس….وجنتاها حمراوان بخجلٍ وحرج ، وقفت أمام عبد العزيز ثم رفعت رأسها ونظرت إلى عبد العزيز الذي ابتسم لها بثبات وهتف :
-أريد أن آخذ رأيك يا أبنتي في شيء….

عضت لجين على شفتيها بقوة ، توتر وقلق كبير يسيطر عليها….قلق من هذا الجو المشحون بالغضب والحقد…نظرت بطرفِ عينيها فوجدت يونس ينظر إلى جهة أخرى بغضب مشتعل وبالطبع كان ينظر إلى عادل الذي كان يحدق في لجين دون خجل أو أدب…
أزدردت ريقها بصعوبة ، ثم همست بتلعثم :
-تفضل….
أبتسم عبد العزيز ، ثم هتف بثبات مركزاً نظره على أمجد :
-سيتم عقد أتفاق ودي وسيتقدم يونس لخطبتك….كي نقطع ألسنه من يتكلم عنكِ بطريقة تسيء إليكِ...هل تقبلين ؟؟؟

اتسعت عينا لجين بصدمة ، وفغرت شفتاها….
خطبة ؟؟؟...هل سمعت للتو بأنها من الممكن ان تخطب إلى من تمنته….
هل سيتحقق حلمها لو وافقت على ما حكم به عبد العزيز؟
لكن….لكن هل ستوافق عليه فعلاً وكأنها أفتعلت خطيئة و امر كبار الحي بستر الموضوع؟؟؟
هي لم تفعل شيء يجعلها كمن ارتكبت خطيئة ومن المتوقع ان تقبل بما حكم به كبار الحي ؟
لو وافقت وقبلت ستسوء سمعتها أكثر….وستثبت التهم عليها….عقلها يرفض الموافقة ، وقلبها يصرخ أمراً إياها أن تغتنم الفرصة وتوافق….
بين عقلها وقلبها تقف حائرة، تائهة لا تعلم أي الاختيارين صواب!
هل تنصاع إلى امر عقلها بأن ترفض وتنقذ كرامتها أم تنصاع إلى امر قلبها بأن تقبل وتغتنم فرصة الحصول على حبيبها….!!!!!
ودون أن تشعر بنفسها نظرت إلى يونس فوجدته ينظر لها….نظرة غريبة نظرة لم تفهمها ولم تبذل الجهد كي تمعن النظر إليه...لا تعلم بأن قلبه يهفو لسماع كلمة منها...مجرد كلمة ستقولها وتقبل……

أنفرجت شفتا لجين وهتفت بثبات خاذلة قلبها الذي صمت ليبكي على ضياع فرصة كانت ستنعشه:
-لا...لا يا حاج أنا لا اقبل ، ما الذي يجبرني على الموافقة وأنا لم أفعل ما يجبرني على هذا...كل الأشاعات التي تداولت عني وعن "أستاذ" يونس خاطئة ولو وافقت ستثبت الأشاعات عليّ...أنا لا اقبل بأن أُخطب بهذا الشكل وأخي يجلس رافضاً لكل هذا...أنا لم أفعل شيء يا حاج ولن أقبل فتلك الطريقة التي أتبعتها لتنهي الأمر ….كمن وقعت في حبائل الخطأ….

ثم صمتت فصمت كل شيء حولها…...وعم السكون على المكان..النظرات فقط هي من تتحدث….بعضها مستاءة وبعضها معجبة بقرارها….
و….ونظرة متألمة كان صاحبها يونس الذي أخفض عينيه...والتوى فكه...لقد رفضته؟
نعم لقد رفضته….أطاحت بأمنيته وأحلامه….
رفضت ولها الحق في هذا لكن قلبه يراها لا تمتلك أي الحق في رفضها له...قلبه الذي تحطم إلى شظايا…..!!!!!!

عادت لجين من شرودها متنهدة بحزن…...وحيرة....حيرة كبيرة تشعر بها منذ علمت بسفره وتركه للحي بأكمله...رحل بعد أسبوع من يوم الأجتماع، رحل وتركها تبكي على ضياع فرصة كتلك من بين يديها...وبالرغم من ذلك فقرارها كان صحيحاً….شهران...شهران لا تعلم عنه أي معلومة ولا تعرف وجهة سفره….
-لجين!
شهقت لجين بفزع وانتفضت مكانها ، فابتسم ياسين ابتسامة هادئة وهتف :
-فيما شردتِ….أنا أحدثك منذ دقيقتين بعد دخولي..

ازدردت لجين ريقها ، ثم هتفت بأعتذار :
-آسفة دكتور ياسين…
نظر ياسين لها نظرة غريبة ، ثم هتف وهي يستند إلى الجدار مجاور له بكتفه :
-منذ عدتِ إلى العمل وأعتذرت راضية لكِ وأنتِ متغيرة تماماً….دائما شاردة وجامدة...اين حيويتك و حبك لعملك؟؟
رمشت لجين بعينيها مرتين ، ولعقت شفتيها بتوتر ، ماذا ستقول له؟؟؟؟….ولماذا يسأل من الأساس…
سحبت نفساً عميقاً ، ثم هتفت :
-دكتور ياسين أنا كنت رافضة فكرة العودة إلى العمل بعد ما تعرضت له هنا….أعتذار راضية جاء متأخراً جداً وأهانتها كانت مؤلمة لي حقا…
ابتسم ياسين لها ابتسامة حقيقية هذه المرة ، ثم هتف :
-لا تهتمي يا لجين….أنا ترددت كثيرا قبل أن اطلب منكِ ما سأطلبه الآن ، أريدك أن تأخذي موعد ليّ مع شقيقك….!!
======
أحتضن رأسها برفق ، وكفه يربت على شعرها بحنان….
أنفاسها الرتيبة أخبرتها بأنها راحت في ثباتٍ عميق بعد وصلة بكاء غريبة غرقت بها على درجات السلم حين أخبرها بأنه سيسافر لمدة شهر كامل…
تصرفها أجفله….لم يتوقع أن تبكي لأنه سيرحل و لم يعود قبل شهر...حين وقعت عيناه على دموعها وأهتزاز كتفيها...شعر بقبضة تعتصر قلبه ، فاندفع نحوها واحتضنها بقوة هاتفاً بقلق وهو يدفع رأسها أكثر نحو صدره :
-ماذا بكِ لماذا تبكين ؟

لم ترد عليه ولم تتوقف عن البكاء بل ارتفع صوت شهقتها وأرتجف جسدها بين يديه ، فأنحنى ليضع ذراعه تحت ركبتها وحملها صاعداً درجات السلم…
فلفت ذراعيها حول عنقه ودفنت وجهها في تجويفه….
وقف أمام غرفته ، فأوقفها على قدميها وأسندها بذراع ، وبالذراع الأخر فتح باب الغرفة وهو يهتف بقلق ممتزج بالخوف عليها :
-بالله عليكِ لماذا تبكين بهذا الشكل ؟؟

ايضاً لم ترد عليه بل دفنت وجهها بين كفيها وبكت في صمت هذه المرة، فانعقد حاجباه بخوف وقلق ، ثم دفعها برفق وأغلق باب الغرفة خلفه….
أتجهت مليكة إلى السرير وجلست على طرفه تبكي بصمت ودموعها تنهطل على وجنتيها كالمطر...فجثا سليم على ركبتيه أمامها وأمسك وجهها بكفيه لتواجه عينيه القلقتين بصدق ، فالتوت شفتاها وأغمضت عينيها بقوة…
هتف سليم بصرامة قلقلة!! :
-تكلمي ماذا بكِ؟؟؟…
-لم أكن أقصد….أقسم بالله لم أكن أقصد ما قولته ذاك اليوم...لقد تهورت وتهور لساني الغبي…
هتفت بها من وسط دموعها الغزيرة ، فرفع سليم حاجبه بذهول وهتف بحذر :
-لا أصدق..هل تبكين لهذا السبب؟؟

أرتجفت شفتاها بوضوح فانخفضت عينا سليم لهما وطالت نظراته هناك بينما تحرك حلقه بصعوبة….
رمشت مليكة بعينيها مرتين وأحمرت وجنتاها بخجلٍ حين لاحظت نظرته ، ثم لم تلبث أن هتفت بتلعثم والدموع تتسابق على وجنتيها :
-هل خنتني ؟؟

فغر سليم شفتيه بذهول حتى كاد فكه ان يعانق الأرض ، بينما عيناه فقد أتسعتا بشدة ، وهتف بصدمة :
-ماذاااااا؟؟؟

عضت مليكة باطن خدها بشدة ، وأغمضت عينيها بقوة…..فتحول ذهول سليم إلى ابتسامة مفتعله قبل أن يهتف بحاجبين مرتفعين :
-هل تبكين لأنكِ تظنين أنني خنتك؟؟...هل أنتِ مجنونة أم ماذا؟؟؟...

لم ترد مليكة عليه بل أشاحت أطرقت رأسها وارتفع صوت بكاءها من جديد ، فانعقد حاجباه بغباء وكأنه ينظر إلي مخلوق فضائي ، ثم لم يلبث أن أتسعت عيناه وهتف بخفوت :
-هل تغارين؟؟؟

وبسرعة غريبة وغباء منقطع النظير ، صرخت بوجهه وهي تهز رأسها برفضٍ :
-أغار؟...أنا أغار عليكَ أنتَ؟؟؟...وهل أصيبت بالغباء كي اغار عليكَ أنتَ؟؟….من أنتَ أصلا؟؟

اتسعت عيناه بصدمة ، وأرتفعت زاوية شفته العليا بشدة…بالرغم من كلماتها اللاذعة والتي لا يتوقف لسانها عن اخراجها أبداً الم تتعذر للتو على ما صدر منها بسبب غباء لسانها…..لتعود وتفعل المثل….
حدجها سليم بنظرات نارية ، ثم هتف بغموض :
-أتريدين أن تعرفي من أنا؟؟؟

رمشت مليكة بعينيها بعدم فهم ، وتوقفت دموعها عن الهبوط ، وقبل أن تفهم ما يقصده ، وجدت نفسها فجأة تميل إلى الخلف نتيجة لقترابه منها بشدة حتى لامس جسده جسدها ، ازدردت ريقها بصعوبة حين أنخفض وجهه إلى وجهها مثبتاً عينيه على شفتيها...فعانقت شفتاه شفتيها بقبلة بطيئة تجاوبت معها على أستحياء ، فصارت تتسارع وتتسارع حتى حُبِست أنفاسهما….ودون شعور منها رفعت ذراعيها لتحيط عنقه بهما لتتعمق قبلتهما….شاعرة بشيء غريب يتحرك بداخلها….واشتياق غريب له…
أبتعد سليم عنها قليلا صوت لهاثه مختلط بصوت لهاثها….أغمضت مليكة عينيها بخجلٍ وأشتعلت وجنتاها كجمرتين….شفتاها المتورمتان نتيجة لجنونه ترتجفان...فابتسم ابتسامة صغيرة...ثم مال ليقبل عنقها برفق لا يتناسب مع دقات قلبهما الهادرة....فتأوهت مليكة بخفوت وهي تحاول إجبار نفسها على الصمود لانتزاع الجواب منه...وحين فشلت ، لجأت إلى الكلام فهمست بتقطع :
-سليم….أنتظر….هل ت….
قاطعها سليم مزمجراً بخشونة ، ثم هتف بإنفعال دون أن يرفع وجهه إليها فلافحت أنفاسه الساخنة عنقها :
-أصمتي يا اكثر النساء غباءاً وتخلفاً….لا أريد أن يتدخل لسانك بيننا الآن….دعيني أعلمك….من أنا….
حاولت الأعتراض لكنه لم يترك لها الفرصة…
ليتعامل مع عباءتها باصابع خرقاء...ثم بث شوقه لها بشغفٍ سلب عقلها...وهدهد أنوثتها المنقوصة….!!

عاد سليم إلى أرض الواقع على صوت شخير خافت صدر منها...فابتسم بهدوء...ابتسامة فقدها منذ ذاك اليوم الملعون…هز رأسه بعنف كي يبعد هذه الذكرى الآن....الآن فقط….
وضعها سليم على الوسادة برفق ، ثم تأمل وجهها بعينين شاردتين…
العلاقة بينهما غريبة...غريبة…
تصرفات كلٌ منهما تناقض الأخر….لم يكن ينوي مسامحتها على ما تفوهت به لكنه في قرارة نفسه يعلم بأن مجرد رؤية وجهها سينسى ما فعلته...أو سيتظاهر أنه نسى كل ما فعلته….
بالرغم من حبه لها إلا أنه لم ينسَ ما فعلته…..
هو ليس بغبي كي لا يلاحظ تغيرها معه ومدى تأثيره عليها ويشهد على ذلك المشاعر الشغوفة التي تشاركها معاً خلال الوقت الماضي…
ستظل مليكة وتصرفاتها علامة أستفهام كبيرة….
ضاقت عينا سليم قليلا متذكراً كلماتها وسؤالها عن خيانته لها ، لقد تحرك الشك بداخلها وبالطبع لا تحمل أي ثقة بداخلها نحوه….
هو يعلم جيداً من بث سمه بها...وبالطبع لن يكن سوى سالم…
شعور بخيبة أمل يكتنفه حالياً حين أدرك بأنها صدقته ولم تدافع عنه وهذا ما حدث بالفعل….لم تحكي له أي شيء لكنه توقع...فهو يفهمها أكثر من نفسها….

أجفل سليم على صوت رنين هاتف مكتوم ، فاعتدل في جلسته ومال قليلا ليلتقط بنطاله من الأرض ، أخرج الهاتف من جيب البنطال ثم نظر إلى شاشته فوجد الرقم غريباً ليس مسجلاً….فقرر تجاهله إلا أن شيء ما بداخله جعله يرد….
-من معي؟
لم يرد الجانب الآخر لوهلة ، فارتفع حاجب سليم باستغراب وهمّ بغلق المكالمة إلا أن المتصل قرر التحدث مقاطعاً سليم بنبرة حاقدة:
-سيد سليم….أنا ماهر شقيق ريهام...أردت أن أطمئن على مليكة…..

اشتعلت فضيتا سليم بغضب وأحمر وجهه ، ثم لم يلبث أن هتف بنبرة خطيرة :
-عفواً…..أريد أن اسمع ما قولته مرة أخرى!
لوى ماهر شفتيه بامتعاض ، ثم هتف بحقد مكتوم :
- أنا أعلم أنكَ سمعت كل حرف نطقت به ، لذا فجاوبني ….لقد أنقطع الأتصال فجأة وأنا أتحدث معها فقلقت عليها منك ومن جبروتك...أنا على دراية بكل شيء…..طريقة زواجك منها ومعاملتك لها….أنتَ لا تقدر ما بين يديك...مليكة الم…
-لا تنطق أسمها وإلا قسماً بالله سآتي إليك لأقطع لكَ لسانك….

هدر بها سليم بقوة ، فانتفضت مليكة في نومها ورمشت بعينيها عدة مرات عاقدة حاجبيها باستغراب….
أزداد أشتعال عينا سليم وتفاقم الغضب بداخله، فاختار ماهر هذه اللحظة بالذات ليصرخ هو الأخر :
-لن أهابك يا أبن الأميرية ولو كنت رجل تعال إليّ…لقد أخطأت حين هاتفتك لأطمئن عليها….لا اعلم بأنك جبان بهذا الشكل وتصرخ وتهدد دون أن تفعل شيء…...أنتَ فعلا لا تستحق انسانه بجمالها ونقاءها….
جن جنون سليم وشعر بقوة هائلة تندفع في أوردته ليهتف ضارباً الكومود بقبضته بغضب :
-كيف تجرؤ؟؟...كيف تجرؤ على نطق أسمها والكلام عنها بهذا الشكل...ما هذه البجاحة وأنعدام الرجولة..

كز ماهر على أسنانه بغضب وحقد ، ثم هتف بتحدٍ :
-فلتأتي إلي وسأريك الرجولة….

لم يرد سليم عليه بل أغلق الخط بعنفٍ، ثم ألقى الهاتف بالحائط ليتساقط متهشماً…..
صرخت مليكة بفزع حين التفت لها فجأة بعينين مشتلعتين….فانتفضت جالسة ساحبة الغطاء إلى ذقنها….
كانت ترتعد بخوف من مظهره الغاضب..تخشى أن يبطش بها في غمرة غضبه...لكنه أنتفض واقفاً ثم أندفع نحو الدولاب ليخرج منه ملابس عشوائية...ثم دلف إلى الحمام صافقاً الباب خلفه بقوة…..

همست مليكة بخوف وذهول :
-ماذا حدث؟؟؟….لماذا تحول بهذه السرعة...ما هذا النحس !!

وبعد دقائق ليست بقصيرة خرج سليم من الحمام مرتدياً كامل ملابسه….وكما لاحظت فقد هذب لحيته….
ملامحه أشد غضباً وسواداً….أتجه إلى جرور صغير فتحه لتجده يخرج سلاحه منه…..فاتسعت عيناها بشدة وهتفت بفزع وهي تراه متجهاً إلي باب الغرفة :
-ياللهي...إلى أين ستذهب بهذا السلاح وأنتَ غاضب بهذا الشكل….
توقف سليم مكانه دون أن يلتفت صدره يرتفع ويهبط بعنف ، ثم لم يلبث أن التفت لها وهتف بصوت كالفحيح :
-سأذهب لأقتل شخص وسأعود.....
صدر منها صرخة فزعة صغيرة ، ثم أنفرجت شفتاها تنوي تهديئه لكنه قاطعها هادراً بصوت عالٍ :
-اصمتي أنتِ….فدورك لم يأتي بعد….
ثم خرج وصفق الباب خلفه بقوة ، فانعقد حاجبا مليكة وهتف بغضب :
-وما شأني أنا؟؟
======
فستان أبيض قصير بلون السكر أحتضن جسدها بمظهر مثير للتقزز بالنسبة لها ، وجهها تلطخ باصباغ عديدة طمست أي اثر لكدمات ، شعرها مصفف بعناية دون احترام لها ولإردتدائها للحجاب...عيناها تشتعلان بغضب أهوج…هكذا رأت نفسها وهي تقف أمام مرأة طويلة عكست جسدها بأكمله….
لقد حان موعد عقد القران….دقائق وسيأتي هاني ليذلها ثم يخرج ليتم عقد القران...هكذا اخبرها...وكم متطوقة لهذا..فليأتي فقط….
رفعت كفها ونظرت إلي كم الفستان الطويل لتتأكد من وجود المدية التي أحضرتها غادة لها....أبتسمت صبا بغل….وعضت على شفتيها المصبوغتين بلون أحمر قانٍ كالدم فتلونت أسنانها بنفس اللون….شعورها بالقهر والذل يقتلها ببطء ويزكي نيران حقدها أكثر...وأكثر عيناها المكحلتان بلون أسود ثقيل صريح دامعتان بقهر….ستأخذ حقها...ثم ستنهار….
تصلب جسدها فجأة على صوت فتح باب الغرفة ، ولم تمر ثانية لتجد هاني يقف خلفها مباشرةً مرتدياً حلة سوداء أنيقة...وشعره مصفف بعناية….نظرت إليه عبر المرآة نظرة كره ، فابتسم هاني لها ابتسامة مقيته وهتف بنبرة مقززة :
-دقائق وستصبحين زوجتي يا جميلة….وبعدها….لن أرحمك....

شعرت صبا بغضبها يتفاقم أكثر وأكثر ورغبتها بقتله والنيل منه تتأجج بداخلها….
أمسك هاني من مرفقها ثم أدارها لتصبح مقابله له ، فنظر لها نظرة شملتها كلها بوقاحة….ثم هتف :
-الفستان مناسب لكِ جداً….
ثم رفع ذراعه ليحيط خصرها بذراعه ، ثم جذبها نحوه بقوة….فشعرت صبا بالغثيان و التقزز لكنها أجبرت نفسها وأبتعدت عنه فجأة لتستدير وتقبض على عنقه من الخلف بحركة مفاجئة بذراع وبالذراع الآخر أشهرت المدية به .
شهق هاني بقوة حين أشهرت مديتها نحو عنقه ، فحاول رفع أبعاد ذراعيها المتشبثتين به بقوة غريبة حتى كاد يختنق عن عنقه….لكنها صرخت بغضب مهددة إياه :
-إياك والتحرك….سانحر عنقك لو فعلتها….
لكنه حاول إبعادها عنه وإبعاد ذراعيها عن عنقه لكنها كانت متشبثة به بقوة غريبة ليست قوة امراة منكسرة مثلها….وبالفعل شددت المدية علي عنقه حين حاول إبعاد ذراعيها فجرحته جرح صغير…...اتسعت عينا هاني بذهول …فابتسمت صبا بانتصار….وهمّت بزيادة الضغط على عنقه...لكن صوت جلبة بالخارج أجفلتها واربكتها لتنظر إلي الباب بارتباك….فاستغل هاني ارتباكها أفضل أستغلال...فصرخت صبا بقوة وألم….
======


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-08-20, 11:52 PM   #190

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
ام مروان لسه غضبانه منه مش سهل عليها تعرف انه راح لأكتر مكان حاولت تهرب منه وانه عرض نفسه لخطر الوقوع تحت ايد سالم
مروان غضبان اكتر بسبب اضطراره للتخلي عن صبا وتركها في ايد الحقير هاني

هاني السادي المتخلف اللي بيتجبر علي الضعفاء زي غادة وصبا وبيثبت قوته عليهم بالضرب والاهانه

مشفقة علي غادة جدا لوقعها في ايد واحد حقير زي ده

صبا المعني الحقيقي لعبارة ان المصاعب بتغير الانسان وهي اتعلمت الدرس جدا وقررت انها تطلع من دور الضعيفةوتلبس رداء القوة عشان تواجه وتحمي بنتها اتمني انها تهرب وغادة ماتتأذي في الموضوع دا

مالك ومروج والطريق بينهم لسه طويل عشان يوصلوا لنقطة لقاء

رائف مافيش امل هو ومروج زي المايه والنهار استحالة يتفقوا وامجد ضايع بينهم ياعيني

تسلم ايدك الفصل جميل جدا بس اقتلي هاني وخلصينا من شروره


دائما تعليقاتك مميزة وتحليلك رائع❤❤سلمت يداكِ 🤩❤


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:42 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.