آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )           »          نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-11-20, 02:55 PM   #21

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


"الفصل السابع عشر"

أشعر بكِ
الفرح.. الحزن.. الأمل.. اليأس
في كل الأحوال أشعر بكِ
فـ أطمئنِ

بداخل تلك المشفى التابعة للقريـة، وقف كل من "يوسف" و"سيف" وزوجتـــه وعم "سارة" الأكبر خارج الغُرفـة، ظل "يوسف" واضعًا يده على مكان موضع القلب مُستشعرًا تلك النغزات القويـة، ربت رفيقــه على كتفـــه وهو يهمس لـه بـ بعض كلمات هادئة محاولاً بث له الطمأنينة، ولكن عجز عن فعل ذلك، حينمــا وجده يحرك رأســه بالسلب ويُجيبـــه بـ حرقة قائلاً:
-نفسي أشوفهـــا مبسوطة!!.. كفايــة بهدلة فيهـــــا.

تنهد "سيف" تنهيدة حـــارة وهو يوجه أنظاره تلقائيًا نحو "كارمــا" التي أستندت بـ ظهرهــا على الحائط، وعلى رغم من تعبيرات وجههـــا القلقة إلا أن عيناهـــا في تلك اللحظة تحديدًا بدت كـ قطعتين من الصلب؛ من شدّة قوتهمــــا، مرر أصابعــه على شعره وهو يهمس بشرود:
-ربنا يُسترـ مش مطمن للهدوء ده.

إبتسم بتهكم وهو يُضيف:
-أنا مُتأكد أن في مُصيبة هتحصل وقًريب أوي، خصوصًا بعد إللي عرفتــه.

وقف عم "سارة" يرمق الجميــع بـ نظرات مُتفحــصة مُتمعنــة، طأطأ رأســه يفكر بـ عُمق بعد علمــه بتلك الحقائق، حقائق عن شقيقــه الأصغر وعن إبنتـــه التي تحطمت من أفعال والدهـــا، ولكن هناك تساؤلات تدور في عقلــه ولا إجابــة لهـــا إلا مع "يوسف"، فـ عقد العزم سريعًا وهو يحدث نفسـه قائلاً بحزم:
-لازم أعرف كل حاجــة، وحج بت أخوي هجيبــه، لأن ده عدل ربنـا.

ولج الطبيب أخيرًا إلى خـارج الغُرفــة، وما إن رأه عمهـــا حتى أسرع نحوه متسائلاً بقلق:
-ها يا دكتور طمني؟؟..

مرر الطبيب أنظاره بينهم حتى توقفت على عمهـــا مُجبيًا بحدة:
-ده تهريج، هيتعمل محضر على التعذيب إللي شيفاه البنت، وإللي بسببه الجنين نزل.

همس "يوسف" بذهول:
-جنين!!..

هدر الطبيب بحدة أشد:
-أيوة، المدام كانت حامل، وبسبب نفسيتهــا والتعذيب حصل إجهــاض.

أطرق عمهــا رأســه هامسًا بخفوت:
-لا حول ولا قوة إلا بالله.

تابــع الطبيب حديثــه بحدة عالية:
-أنا مش هسكت عن التهريج ده و..

قاطعـــه "سيف" بصرامـــة مُخيفة:
-ما خلاص بقا عرفنــــا إنك مش هتسكت، إنت رغاي أوي.

عقد الطبيب حاجبيــه بشدة وهو يقول:
-أفندم!!..

أضـــاف "سيف" مُشيرًا بإصبعيــه قائلاً بصلابة:
-وإسمــع، مش هتقدم على أي خطوة إلا لما المدام إللي جوه تفـوق الأول، وتسألهـــا إذا كانت موافقـة ولا لأ، غير كده يبقى شوف حسابك معايا هيبقى عامل إزاي؟؟..

هتف الطبيب بنبرة غاضبــة:
-مين إنت يا أفندي عشان تتكلم و...

قاطعـــــــه مُبتسمًا بشراســة:
-سيف النصــار، ولو متعرفنيش أسأل وإنت هتعرف يا.. يا دكتور.

وقبل أن يتحدث الطبيب بـ كلمـة أُخرى غاضبـة، كان عم "سارة" تحرك نحوه وهو يقول بلهجـة تملأهـا الجمود:
-خلاص يا دكتور، معلش أعمل زي ما جالك، دي تبجى بت أخوي.

حرك رأســه إيجابيًا وهو يحدق في "سيف" بضجر متمتمًا:
-عشان خاطرك إنت بس يا حـاج بدري.

رمقــه "سيف" بإستخفاف، في حين تسائلت "كارمــا" بهدوء:
-نقدر ندخل نشوفهــا إمتى؟؟..

أجابهـــا بصوتٍ جاد:
-هننقلهـا لأوضـة عادية الأول وبعدهـا تقدروا تشوفهـا، عن إذنكم.

أنصرف مُبتعدًا عنهم، بينمــــا رمق "بدري" "يوسف" بـ نظرات غريبة مُتأملاً ملامحـــه التي حلّ عليهـا التعب، ولمعان عينيــه التي نطقت بالكثير عن ألم قلبـــه، زفر بحرارة قبل أن يقول بخشونــة:
-أسمع يا أستاذ يوسف.

ألتفت برأســه نحوه، فـ أكمل:
-إني عاوز أتحدث معاك، لوحدنــا.

******
تحرك ذلك الرجل الضخم نحو مكتبـــه وخلفــــه المُساعد الخـــاص بــهِ، جلس على مقعده الجلدي يرمقــه بنظرات هادئة قبل أن يسألــــه بغلظة:
-هل تم الأستعداد لكُل شيء؟؟..

حرك مُساعده رأسـه بالإيجاب مُجيبًا بـ بسمة واثقـة:
-بالطبع يا سيدي، نحن فقط في أنتظــار الإشارة منك.

رد عليـــه بهدوئــــه المُريب:
-جيد، أنتظر مني الإشــارة على تنفيذ ذلك الأمر.

غسقت عينــــاه وهو يتمتم بهدوء:
-وأخيرًا وبعد عدة أيــام سأتخلص منكِ يا زوجة فهد آل نصـــار، كارمـــا النصــار.

******
تحركت "كارمـــا" سريعًا نحو الغُرفة التي ترقد فيهـــا "سارة" وخلفهــا "سيف" الذي سـار بهدوء خلفهـــا، وقفت أمام فراشهـــا تحدق فيهـــا بـ عينين مصدومتين.. خائفتين، دنت منهــا بخطوات مُتثاقلة وهي تجد آثار الأعتداء بالضرب على ذراعيهــا وعلى وجنتهــا اليسرى وجبينهـــا، مسحت على جبينهـــا بيدٍ مُرتعشــة هامسة بخفوت:
-ســارة.

شعر بالضيق بعد أن رأى حالة محبوبة رفيقــه في تلك الحــالة، إنزعج بشدة وهو يهمس:
-مش كانوا يتأكدوا الأول!!.. حسبي الله ونعم الوكيل ياإللي في بالي.

بالطبــع كان يقصد والدهـــا "رؤوف"، فهو شيطان في جلد إنســــان، جلست "كارما" على طرف الفراش وهي تهمس بعدم تصديق:
-حصلك كل ده؟؟.. أتعرضتـي للظلم تاني؟؟..

حركت رأسهـــا بعدم إستيعاب هامسـة:
-مكنتش موجودة جنبك، كان لازم أساعدك وألحقك.

تنغض جبيـــه وهو يسمع كلماتهـــا، أقترب منهــا وهو يُناديهـا بصوتٍ أجش:
-كارمــا؟!..

قبضت على كف يدهـــا برفق وهي تقول:
-حقك هيرجع، يوسف هيجيبــه، ولو مش هيجيبــه أنا إللي هجيب، ماتقلقيش يا سارة، وهتبقي كويســة.

شعرت بـ جلوســـه خلفهـا على طرف الفراش، وبـ ذراعيــه التي حاوطتهــا كي تجذبهــا برفق نحوه، أستندت بـ ظهرهــــا على صدره العريض القاسي، وهو يسند ذقنـــه على كتفــهــا هامسًا بخفوت عميق:
-ماتخفيش، هتبقى كويسـة.

حركت رأسهــا وهي تقول مؤكدة:
-لازم تبقى كويسـة، لازم يا سيف وإلا هتقع، وأنا مش هسمح بـ ده، مش هسمـــح.

شد عليهــا أكثر بـ ذراعيــه بعد آخر كلمــة التي نطقتهــا بحدة واضحة، همس في أذنهـــا بهمسٍ قوي:
-محدش هسمح أنه يشوف إللي قدامه بيقع، ماتقلقيش يا كارمــا.

سألتــــه بلهجة تملؤهـــا الألم:
-إنت عارف إحساسهـــا إيه دلوقتــي يا سيف؟؟.. إحساس المظلوم إيــه؟؟..

أجابهـــــا بعد أن ألتمعت عينيـــه بقسوة وبصوتٍ يشوبـه السخريـة:
-مش محتاج أعرف ولا أحسّ، أنا عشت الإحساس ده سنين طويلــة، زي ما إنتي عشتيـــه.

أغمضت عينيهــــا وهي تتسائل في شئ من التعب:
-إمتى هنرتاح؟؟..

تراقصت إبتسامة باهتـة على شفتيــه وهو يُجيبهــا صراحةً:
-تقريبًا الراحة مش هتيجي دلوقتـي يا كارمـا، لسـه.. لسه بدري أوي عُقبال ما توصلنــا.

******
في الخـارج، وقف "يوسف" أمام "بدري" وهو في حالة جمود غريبـة مُقلقة، تأملــه الأخير بـ نظرات ثاقبـــة قبل أن يسحب نفسًا عميقًا ويزفره على مَهَل، ثم قال بلهجـــة هادئــة تمامًا:
-إيه حكايتك؟؟.. وعاوز إيـه من بت أخوي؟؟.. خليك صريح.

هز رأســه بالإيجاب قبل أن يخبره بـ ذات الهدوء:
-أنا بحبهــــا.

عقد ما بين حاجبيــــه بشدة وهو يسألـــه:
-حب إيـــه؟؟.. وكلام..

قاطعـــــه "يوسف" بـ عينين متوسلتين قائلاً:
-حاج بدري أنا بحب مدام سارة من زمان، بتشتغل عندي سكرتيرة، حبيتهـــا أوي مع الوقت، بس أكتشفت بعدهـــا إنهـــا متجوزة، فـ حاولت أبعد عنهــا، بس في مواقف كانت بتجمعني بيهــا، صُدف وحاجات ربنا كان بيدبرهــا.

سألــــه بحدة:
-كيف يعني؟؟..

حك مؤخرة عنقــه قبل أن يُجيبـه:
-أنا عاوزك بس تصدقنـي، وتعرف إن نيتي خير، من ضمن المواقف هو وفاة والدتهـا وأنها أنهارت فـ وديتهــا المُستشفى وفضلت أطمن عليهـا لغاية ما بقت كويسة، وأوقات لما كانت بتتعب في الشركة، ده غير أنها أحتاجت مساعدة أنها تطلق، لأن والدهـــا هو إللي جوزهــا غصب، فـ لجألتـلي.

صمت لحظةً قبل أن يُتابع:
-مقدرتش أقولهــا لأ، وخصوصًا شايف أمل قدامي أنهـــا ممكن تبقى من نصيبي، ساعدتهـــا على أد ما قدرت وأطلقت منـه، لكن لما جبتوهــا بالشكل ده، والأمن الشركة شافهــا، بلغوني فـ خوفت ليكون أتعرضلهــا تاني، خدتــه وعرفت أخد منــه كل إللي محتاج أعرفـه، لغاية ما جت مدام كارمــا وإللي هي تبقى زوجة صاحبي الوحيد، وعرفت تسجل الحقيقة عشان تثبتلك براءة سارة.

هتف "بدري" مُتسائلاً بقوة:
-يعني عاوز تتچوزهـــا؟؟..

شل تفكيره للحظات وهو يهمس همسٍ مذهول:
-أتجوزهــا؟!..

حرك يده في الإشارة وهو يُجيب:
-طبعًا عاوز، وعاوز جدًا بس برضاهــا.

هتف "بدري" بصرامة:
-مينفعش.

عقد ما بين حاجبيــه بريبة وهو يسألـــه بتعجب:
-قصدك إيـه؟؟..

أجابــه بجدية:
-يعني لازم تتچوزهـــا سواء رضيت أو لع.

أعتدل في وقفتــه وهو يسأله بجدية:
-ليه يعنـي؟؟..

رد "بدري" عليــه بهدءٍ جاد:
-الناس مش هتسكتُ، فـ لازمًا نتصرفُ جبل فوات الآوان، الناس هتتحدث عن بت أخوي وعنك سوا، فـ لازمًا نقفل خشمهم جبل ما يتفتح، وبما إنك رايدهــا في الحلال وبتحبهـا يبجى الحل هو چوزاكم.

همس "يوسف" مصدومًا:
-نعــــــم!!!!..

******
وقف "سيف" وهو يمسك يد "كارمـــا" يجذبهــــا بهدوء نحوه، ضمهــا إلى صدره يحتضنهـــا بقوة، ثم أغمض عينيــه مُستنشقًا عبيرهــــا الذي أدمنــه، ونبضات قلبــه التي تتزايد بعنف كانت تضرب صدرهـــا، مسحت على ظهره بحنوٍ مثير وهي تسألـــه بقلق:
-مالك يا سيف؟؟.. حساك مش طبيعي.

تراجع عنهــا قليلاً وهو يحضن وجههـا بكفيــه، حدق في ملامح وجههــا بـ نظراتٍ طويلة ثم همس بخفوت:
-مفيش حاجـة، أنا محتاج بس أبقى مطمن عليكي.

زاد قلقهــا وهي تهتف مُتسائلة بتوجس:
-سيف أنت قلقتني أوي، مالك؟؟..

حدق في ملامحهـــا أكثر وقلبــه ينبض بعنف، أنحنى برأســه يُقبّل شفتيهــــا بقوة، قربهــا أكثر إليــه وكأنه يريد أن يدخلهـا إلى أضلعـه، وهي بالكاد تستوعب ما يحدث، عمق قُبلتـه أكثر وأصابع يده تصعد إلى فروة شعرهـا لتُزيدهــا قُربًا، وكانت يده التي على خصرهـــا تتحرك بـ معزوفــة خاصـة بهـــا مُتمتعًا بـ شهد شفتيهــا التي أدمنهــا.

كان في قُبلتــه يبحث فيها عنهـــا، عن نفسها بخوف، فتح عينــاه وهو يبتعد عنهـــا بصعوبــة بالغــة، جذب رأسهـــا يدفنــه في عنقــه هامسًا بألم:
-أنا خايف.

خائف!.. "سيف النصــار" الذي يلقبونـــه بالفهد خائف، يشعر بشئ حــاد يضرب قلبــه، شئ يتعلق بهــا هي فقط، وهو لن يسيتطيع أن يحيـا بدونهـــا، صمت قليلاً قبل أن يهمس بإصرار:
-إحنــا لازم نرجع دلوقتـي.

******
-طب ليــه هتمشوا دلوقتـي؟؟..

تسائل "يوسف" بإهتمام وهو يرى تعبيرات وجه "سيف" المشدودة، تنهد الأخير بقلقٍ خفي ثم أجاب بصوتٍ يملوئـه الضجر:
-في حاجات عرفتهـــا تُخص ثروت الزفت، ولازم دلوقتـي أتصرف، وأول حد لازم أقابلــه بعد ما عرفت المعلومات دي، هو رحيـــم.

مسح "يوسف" وجهه بقوة وهو يقول:
-واضح أن الموضوع كبير أوي.

تمتم بلا تردد:
-أكبر مما تتصور، فـ عشان كده هتحرك أنا وكارمـا، وبالنسبة للرجالة إللي كنا جبناهم، أنا خاخد نصهم، النص الباقي خليه موجود معاك، إحنا مش ضامنين الناس دي لغاية دلوقتـي.

هتف الأخير بتهكم:
-مفيش حاجة مضمونـة، المهم سافر إنت وربنا معاك.

حرك رأســه بالإيجاب وهو ينظر أمامــــه بقسوة، رفع ذقنــه قليلاً وهو يهمس:
-وهتبدأ الحرب.

******

الإدراك هو أسوء ما يتميز بـهِ الإنسان

مُنذ تلك المعلومات التي وصلت إليــه وهو يحاول الوصول إلى فكرة تحمي زوجتــه قبل أن يحمي ذاتـه، ذلك الهدوء ما قبل العاصفـة سبب لـه بعض من القلق، سحب نفسًا حادًا وهو ينظر حولـــه بـ عينيــه القاسيتين.. الحادتين كي يتأكد من عدم مُراقبـة أحد لـه.

أوقف سيارتـــه أخيرًا أمام سيارة "رحيــم"، ما أن رأه الأخير حتى خرج من سيارتـــه والجديـة مُرتسمة بوضوح على تعبيرات وجهه، وقف أمامـــــه واضعًا يديــهِ داخل جيبي بنطالـــه قبل أن يتسائل بـ صوتٍ جدًّ:
-المفروض كُنا نتقابل بدري عن كده؟؟..

رد "سيف" عليـهِ بصوتٍ أجش:
-حاجات حصلت منعت المُقابلة تحصل في ميعادهــا، المُهم نتكلم فإللي يُخصك ويُخص ثروت.

رفع "رحيم" حاجبــه مُتسائلاً بريبة:
-قصدك إيــه؟؟..

عقد "سيف" ساعديــه أمام صدره مُبتسمًا بتهكم:
-إنت بتتعامل مع سيف النصــار، عارف يعني إيـه؟؟..

ضيق "رحيــم" عينيــه، فـ أكمل بحدة:
-يعني وأنا بتعامل معاك ببقى لازم عارف كل حاجــة عنك، وده إللي حصل، عرفت كل حاجة تخصك، بس كنت مستني إنك تتجرأ وتتكلم في الماضي، لكن الظاهر ده مش هيحصل، والوقت أساسًا بقى قليل.

حك "رحيم" مؤخرة عنقــه وهو يتسائل:
-يعني عرفت حكايتي مع ثروت؟؟..

أتسعت إبتسامتــه الجانبية مُجيبًا بثقة:
-طبعًا، مش ثروت ده كان شريك والدك زمان في كل شُغلـه؟؟..

إمتعضت ملامحـــه بشدة، فـ تابع بجمود:
-ومش بس كده، ده أتجوز والدتك بعد وفـاة أبوك لغايـة ما سرق كل حاجـة تخصكم وطلقهـــا، وكان في التوقيت أتجوز واحدة مركزهـا كبير قبلهـــا بـ فترة مش قليلة من وراهــا وخلف منهـا كمان، ولما كبرت إنت وأختك، إبنــه ظهر فـ حياتكم، البداية جت من عند أختك لما حطهـا في دماغـــه، وجه يرسم عليهـــا وقرر يُحطها ضمن قائمة البنات إللي عرفهم، بس هي رفضت، وأنت لما عرفت، فضلت تدور على بياناتـه لغاية ما أكتشفت مين أبوه.

تلاشت إبتسامتـــه وهو يحدجــه بجديـة:
-الإنتقام إللي كان نفسك تاخده جه لحد عندك، فـ بدأت تعرف معلومات عن شغلــه، لغايــة ما عرفت أن أعماله غير مشروعـة بس مش عارف تمسك دليل واحد ضده، وحصل أن إبنـه حاول يغتصب أختك بس إنت لحقتهـا وقتلتـــه.

قست عينـــــاه بشدة مع إحتراق قلبـــه في تلك اللحظة تحديدًا وهو يتمتم بصوتٍ عنيف:
-وإللي بسببـه ثروت حاول ينتقم منك ويقتلك، بس بدل الرصاصة ما كانت تيجي فيك، جت فـ حُسام، أخويـــا.

أطرق "رحيم" رأســـه بعد ذلك الألم الذي أعترى قلبـــه، تابــع "سيف" بـ عينين حمراوتين بشدة:
-خد بالــه أن في حد عاوز يقتلك، فـ قام وقف قدامك على طول عشان الرصاصة تيجي فيـه هو، ويسيبك عايش.

صرخ "رحيــــم" قائلاً بقوة:
-أنــا مـش عــايـــش.

تحرك بخطى عصبية وهو يقول بحرقـة:
-حُسام ده مش صاحبي وبس، كان أكتر من أخويــا، شاركنـا بعض في كل حاجـة، الحلو والمُر، كل حاجــة.

نظر لــه بألم قبل أن يهتف:
-أنت قلبك محروق رغم إنك عمرك ما أتكلمت معاه ولا شوفتـه غير مرة ولا أتنين، بس لمُجرد أنه أخوك من لحمك ودمك، وأنك عارف مات مقتول، حاسس أن قلبك محروق.

إبتسم بتهكم مُتابعًا:
-ما بالك بقا إللي عاش أغلب وقتـــه كلــه معاه، وشاركنـا بعض في كل حاجــة، بعد موتــــه مبقتش عايش!!!..

مسح على وجهه بقوة وهو يتابع بعذاب:
-أنا بس إللي مصبرني هي أختي، أنا عايش بس عشانهــا وعشان حق حُسام.

كادت أن تهبط دمعـة حارة ولكن مسحهـا بعنف قبل أن يقول بقوة:
-وعشان كده جتلك، بعد ما عرفت أن ثروت عينـه على الأرض في القريـة إللي بيحكمهــا أبوك، جيتلك وعرفتك الجزء الأخير بس وهو إني صاحب حُسام وأنه أتقتل بسببي، وإني حابب أساعد أي حد من ريحتــه.

هدر "سيف" بصرامـة:
-كان المفروض تقولي من الأول إنك ظابط في مُكافحـة المُخدرات، كان المفروض تبلغنــي أنك عرفت أن ثروت ورا الموضوع ده، وأن ثروت مش لوحده، في حد أكبر منـــه بمليون مرة هو إللي بيخطط وبينفذ، أنا أكتشفت أن ثروت بتاعك ده، هو نفس ثروت إللي بدور عليــه بعد ما قتل أخويا وإنك حبيت تدخل معايا عشان تساعدني بس في نفس الوقت عاوز تعرف إني هتحرك وهوصلـه إزاي، مش كده؟!..

غمغم "رحيم" وهو يضرب كفه بـ كفـه الآخر:
-ينهــار أسود، ده عرف كل حاجــة.

نظر إليــه بتردد قبل أن يسألــه:
-طيب بما إنك عرفت كل حاجــة آآ..

قاطعــه بصوتٍ مُخيف:
-مش هتعرف مني أي حاجة غير إللي أنا عاوز أقولـه، بس أي حاجة جديدة تعرفهـا هتبلغهــا ليا، وإلا تبعد عن سكتي، لأني في الأول وفي الآخر هعرفهــا بطريقتـي، فـ يُستحسن تيجي منك.

إنزعج بشدة فـ هتف محاولاً تعديل أمره:
-بس كده هيبـ..

أشــار بيده وهو يهدر بغضب:
-ده إللي عندي، إنت مكنتش صريح معايا من البدايــة، يبقى خلاص.

تحرك بخطى ثابتـة نحو سيارتــه، وقبل أن يستقلهــا رمقــه بـ نظرات أخيرة قاسية، ثم أدار المحرك وأنطلق بهـــا مغادرًا من المكان بأكملــه، تابع "رحيم" رحيلــه بضيق قبل أن يهمس:
-أنا إللي جبتـه لنفسي، أتصرف إزاي أنا دلوقتـي؟؟..

فتح باب سيارتــه قبل أن يقول بعزم:
-لازم أروح لـ اللواء عزمي، هو إللي هيقولي أعمل إيـه.

******
ظل "يوسف" جالسًا أمام الغُرفـة التي ترقد فيهـــا "سارة"، سلط عينـــاه على الباب وكأنه يخشى أن تستفيق وتهرب من هنا، إبتسم بتألم واضح حينما أتى في بالــه زواجــه منهـــا، هو يعلم جيدًا بـ خبايا قلبهـــا، هي لا تحمل ذرة من العشق لـه، كيف ستوافق على زواجهــا منـه؟!..

ألتفت برأســـه نحو "بدري" الذي أنشغل بـ عدة مكالمات هاتفيـة كي يبلغهم على آخر التطورات، رمقــه بنظرات ضاجرة قبل أن ينتبــه على صوت المُمرضــة التي قالت بـ جدية:
-مدام سارة فاقت.

هب واقفًا وهو يهمس بتلهف:
-فاقت.

وضع "بدري" هاتفــه في جيب جلبابــه قبل أن يتجه نحو الباب هاتفًا بصيغـة آمرة:
-ملكش صالح بيهـا دلوجت، وأستنى أهنه لغاية ما أعاود وأندهلك.

نظر لــه بحنق ولكن لم يعبئ الأخير بــه، حيثُ دخل الغُرفــة فـ وجد إبنـة أخيـه جالسـة على نصف جلسة على الفراش، تحدق أمامهـــا بشرود تام، سحب مقعد بلاستيكي وجلس عليــه قبل أن يقول بهدوء:
-عرفت كل حاجـة.

لم تنظر لــه، وغم ذلك أكمل بتنهيدة عميقـة:
-من حجك تكرهينــا، حجك يا بت أخوي.

هتفت "سارة" بقسوة:
-أنا مش بنت أخوك، أنا معرفكمش.

أنعقد ما بين حاجبيـه قبل أن يهتف بحدة:
-بلاش جلة أدب.

ألتفتت برأسهــا نحوه ترمقــه بكرهٍ واضح قائلة:
-قلة أدب!!.. أنا مش قليلة الأدب، أبويا فإللي عمله فيا أنا وأمي يخليني أكره أي حاجة تخصــه، أبويا دلوقتـي لو يطول يبعني تاني وتالت ورابع وعاشر هيعملهـــا، وحضرتك عارف ده كويس.

تابعت بسُخريــة:
-وبعدين إنتوا مين؟؟.. أعمامي؟!.. أنا عمري ما شوفتكم، جايين تعذبونـي وتضربوني من غير ما تتأكدوا!!!.. أنا كتر خيري أني برد عليكم أصلاً.

هبطت دمعـــة حارقـــة على وجنتهــا وهي تقول:
-بس لازم أشكركم، لأن لولا ضربكم ليا والتعذيب إللي شوفتــه مكنش البيبي نزل، مكنتش هستحمل يبقى ليا إبن من سامر، فـ شكرًا.

صمت "بدري" طويلاً قبل أن يقول بخشونـة:
-أنا مهردش على كلامك، لأن في كلام مُهم لازم يتجال.

نظرت لـــه بترقب مُتسائلة بتوجس:
-كلام إيـه؟؟..

نظر لهــا نظرات جامدة قبل أن يُجيب بصوتٍ أجش:
-الواد إللي كُنا فاكرينــه عشيجك، جه إهنـه ومعاه الدليل الصُح على برائتكم.

همست "سارة" بصدمـة:
-يوسف!!..

هز رأسـه عدة مرات مُضيفًا:
-بس كلام الناس مش هيخلص واصل، وزمان سيرتكم بجت على كُل لسان.

رفعت حاجبيهــا للأعلى مُتسائلة بحدة طفيفة:
-والمطلوب؟!..

أجابهــــا ببرود:
-تتچوزوا، وعندينـا إهنـه في البلد.

شهقت "سارة" بصدمـــة وهي تصرخ بعصبيــة:
-نعــــــم!!!.. أتجوز مين!!!.. ده لا يُمكن يحصل أبدًا.

هبَّ واقفًا هادرًا بغضب:
-يعنـي إيــه؟؟..

ردت عليـه بتحدٍ سافر:
-يعنـي مش هتجوزه حتى لو فيهــا موتي، أنا مش لعبــة فـ إيديكم.

******
نهضت "كارمــا" من مكانهــا سريعًا بعد أن سمعت صوت فتح باب المنزل، وجدتـــه يتجه بخطوات هادئة نحو الأريكــة وألقى بجسده عليهــا مُتنهدًا بإرهاق، جلست بجواره تقبض على كف يده برفق ثم همست برقـة:
-مالك يا سيف؟؟.. وكنت فين كل ده؟؟..

إبتسم لهــا بنعومــة قائلاً:
-ولا حاجــة يا حبيبتي، أنا كويس طول ما إنتي معايا، وبعدين أنا كنت في مشوار سريع كده، خلصتــه ورجعتلك على طول.

رفعت حاجبهــا قليلاً وهي ترمـقــه بعدم إقتناع هاتفـة:
-إنت عاوز تقنعنـي إنك كويس؟؟.. إنت من ساعة المكالمـة إللي جتلك وإحنا في المُستشفى وإنت أتغيرت.

طوق خصرهــا بذراعـــه كي يضمهــا إلى صدره ثم همس بجديـة:
-ماتقلقيش، دي مكالمـة أساسًا تبع الشُغل.

همست بخفوت:
-هصدقك، رغم أن قلبي بيقول أنك مش بتقول الحقيقة.

تراجعت بـ جسدهـــا عنـــه ولكن سُرعان ما وجدتـــه يغمز لهــا قائلاً بعبث:
-ما تجيبي حتة بسبوســة يا بسبوســة إنتي.

ضربت صدره بخفــة وهي تقول:
-أتلم.

رفع حاجبــه وهو ينزع سترتــه قائلاً بخُبث:
-ليــه بس ده أنا وإنتي لوحدينـا والشيطان تالتنــا.

همست بعدم تصديق:
-مش قادرة أستوعب بجد، إنت كنت من 3 ثواني مضايق.

قالت كلماتهـا الأخيرة وهي على وشك النهوض ولكن يده منعتهــا، نظرت لـه بنفاذ الصبر فـ قرب وجهه وهو يضع يده الأخرى خلف عنقهــا يُثبتهــا، أقترب من أذنهـــا هامسًا بهدير لاهب:
-حبُكِ يا عميقة العينين ما يجعلنــي أرى ما لا يراه الناظرون.

كانت أنفاســـه الساخنــة تلفح عنقهــا، إقتراب جسده منهــا بتلك الطريقة يُشتتهـا، تسارعت نبضات قلبهــــا كالمعتاد، سمعتـــه يهمس لــهــا بعاطفـة قوية:
-بحبك يا كارمـا.

وإختتم حديثـه بـ قُبلـة رقيقة بجانب فاهـا، قُبلة أخترقت روحهـا بخفـة فـ جعلتهــا كالفراشـة تطير بـ بهجـة بين الأزهار، لم يبتعد عنهـــا بل ظلت شفتاه تتلمس جانب فاهــا حتى أجفل كلاهمـــا على صوت رنين جرس المنزل، إنتفض "سيف" مٌبتعدًا عن "كارمـا"، أطلق سبة نابيــة قبل أن ينهض من مكانــه بعنف قائلاً بصوتٍ حانق:
-ده مين الغلس إللي جاي دلوقتـي؟؟..

تحرك نحو باب المنزل ثم فتحـــه بغضب، ضيق عينيــه قليلاً وهو يهتف بجمود:
-إنت؟!..

******
تحرك في الخارج ذهابًا وإيابًا بعصبيـة حتى توقف أخيرًا أمام باب الغُرفة، أستمع إلى رفضهــا الواضح ولكن لم يحزن، بل هو على علم بـ رفضهــا مُنذ البدايـة، أستمع إلى صوت غضب "بدري" وصوت صراخهــا المتألم، لم يتحمل فـ بدون أن يفكر مرتين أقتحم الغُرفـة فـ وجده يضغط بيده على رأسهــا بقوة كي ينكسهــا بطريقة مهينـة، صاح "يوسف" بصوتٍ قاتم:
-إيه إللي بتعملــه ده؟؟..

أنزعج بشدة لرؤيتهـا على تلك الحـالة، فـ أستشاطت نظراتــه، أستشعر "بدري" بنظراتـه المهددة بالخطر الوشيك، ولكن قبل أن يتحدث كان "يوسف" قد قبض على كفـه الممسك بمعصميهــا مُخلصًا "سارة" منــه صارخًا بحدة:
-إيه إللي بتعملـه ده؟؟.. ده بدل ما تعوضهــا عن إللي أبوهـا عملـه فيهـا، تعمل كده.

تابــع بشراسـة:
-إنت مش شايف شكلهــا؟؟..

أغمضت "سارة" عينيهـــا تبكي بحرقة، هزت رأسهـا نفيًا وهي تغمغم بصوتٍ مبحوح:
-أرحموني بقا، والله العظيم أنا ما عملت حاجـة لحد، أرحموني وسبوني في حالي.

أنتفخ صدر "بدري" غضبًا وهو يهدر بإنفعال:
-هي إللي جليلة الأدب و..

قاطعـــه "يوسف" بجديـة بالغة رغم ضيقــه:
-لو سمحت حكاية جوازنـا هتم، بس سبني أنا أقنعهــا، وكمان هي لازم ترتاح الأول، دي لسه خارجـة من حالة إجهاض!!!..

رمقهم بـ نظرات غاضبــة قبل أن يتجــه بخطى مسرعة نحو خارج الغرفـة، ولكن ترك الباب مفتوحًا، لم يعبئ الأخير بهذا، حيثُ جلس على المقعد قبل أن يقول برفق:
-سارة أسمعيني أرجوكي، أنـا..

قاطعتـــــه وهي تهز رأسهـا بالنفي قائلة بتعب:
-مش هيحصل يا يوسف، مش هتجوزك.

تنهد "يوسف" بضيق قبل أن يقول:
-أسمعي الأول وبعدهـا قولي رأيك.

هتفت "سارة" بإصرار غريب:
-من غير ما أسمع يا يوسف، مش هيحصل، جواز مفيش، شيل الفكرة من دماغك.

******




Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-20, 02:58 PM   #22

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

"الفصل الثامن عشر"
-الفصل الأخير-

الحُبّ وحده هو العذاب الكبير

نظر لهــا طويلاً نظراتٍ غريبـة.. حزينـة، أستطاعت بكل سهولـة أن تلمح تلك النظرة الأليمـة، طأطأت رأسهــا مع إغماض عينيهـا بألم، وتلاعبت بـ أصابعهـــا مُنتظرة حديثـــه بتردد كبير، ولكن صمتــــه القـاتـل جعلهـا في حالـة إضطراب، رفعت عينيهــا نحوه بتردد ثم همست مُتسائلة بإرتباك:
-إنت أضايقت؟؟..

إبتسم إبتسامة جانبية قبل أن يُجيب بتهكم:
-لأ وهضايق ليـه؟؟..

تنهدت بتعب قبل أن تقول:
-يوسف، أنا واحدة نفسهـا تعيش حياتهـا شويـة، أنا ملحقتش أستمتع بأي حاجـة من طفولتي لغاية دلوقتـي، نفسي أعيش، هو ده مش من حقي؟!..

رد "يوسف" عليهـا بهدوء:
-حقك طبعًا، بس الوضع دلوقتي ميسمحش، إنتي بين إيدين أعمامك وفـ بلدهم، يعني من رابع مُستحيلات تُخرجي من هنا إلا لما تنفذي إللي هما عيزينــه، ومش بعيد يجوزوكي لحد تاني!!..

أتسعت عيناهــا ذهولاً هامسـة:
-إيــه!!..

حرك رأسـه وهو يُتابــع مؤكدًا:
-ده إللي هيحصل، فـ عشان كده لازم تاخدي الأمور براحـة وبشويش، بلاش تتسرعي.

قالت "سارة" بوهن:
-طيب هو إنت ذنبك إيــه؟؟.. ذنبك إيـه تتجوزني؟؟.. وتعيش مع واحدة مش هتديلك حاجـة!!.. إنت تستحق واحدة تحبك وتحبهـا وترتاح معاهـا يا يوسف.

بلع تلك الغصـة المريرة بصعوبـة بالغــة، كيف يبوح لهـا في تلك اللحظة بـ حقيقة عشقــه لهــا؟!.. هو لن يتحمل رفضهــا، لذلك أجابهــا بصوتٍ حاول إخراجـه طبيعي:
-سارة أنا عندي أستعداد فعلاً أتجوزك، أنا حابب ده، لو عليا فـ متشليش هم خالص، أعتبري جوزانـــا صفقــة، مكسب ليكي وليا.

صمتت قليلاً قبل أن تسألـه بجدية:
-طب مكسب ليا وأنا عارفة ده، لكن مكسب ليك فـ إيـه؟!..

نظر إليهـا طويلاً قبل أن يطرق رأسـه مُجيبًا:
-أوعدك إني هقولك على كل حاجـــة، بس.. في الوقت المُناسب.

عاد ينظر إليهـا مُتسائلاً بصوتٍ أجش:
-المُهم إنتي موافقة ولا لأ؟؟..

زفرت زفيرًا حارًا قبل أن تُجيب بإستسلام:
-موافقة.

تمددت على الفراش ثم أغمضت عينيهــا بأسى من ما يحدث لهــا، لم ترى الإبتسامـة الساخرة التي أرتسمت على وجهه، ولكن من يتأملهــا جيدًا سيجد أنه يتألم بشدّة.. ولكن بصمت.

******
في البدايـة رمقــه نظرات مُتجمدة ولمن مع مرور اللحظات تحولت نظراتـــه إلى ناريــة، عقد ساعديــه أمام صدره رافعًا حاجبــه بغيظ مكتوم، ولكن لم يخفي حدة نبرتــه حينمــا سألـــه بصرامـة:
-إيـه إللي جابك؟؟.. وعاوز إيـه؟!..

رفع "فــارس" تلقائيًا حاجبيــهِ من صرامـة لهجتـه، ولكن عندمـا أجاب.. قال بكُل هدوء:
-جاي عشان أُختي، عاوز أشوفهـا وأتكلم معاهــا.

إبتسم له ببرود وهو يتسائل:
-ليــه؟؟.. عاوز تكلم معاهـا فـ إيــه؟!..

رد عليــه بذات الهدوء:
-عاوز أصلح جُزء من الماضي.

قبل أن يهتف "سيف" بأي كلمـة وجد زوجتــه تندفع نحوهمـــا هادرة بغضب:
-إنتوا عاوزين إيــه؟؟.. إيــه إللي جابك؟؟..

أرتسمت بسمـة صغيرة على شفتيـهِ وهو يُجيبهـا برفق:
-كارمـا، أنا جاي عشان عاوز علاقتنـا تبقى قويـة، كـ أخ وأخت.

صرخت "كارمــا" بعصبية:
-مفيش الكلام ده، أنا مش عاوزة أفتكركم، سنين وأنا بحاول أنساكم وأول ما بنسى بترجعوا، ليـــه بتعملوا فيــا كده؟!..

أقترب "سيف" منهـــا وهو يقول بصوتٍ أجش:
-أهدي يا كارمــا.

ثم نظر نحو "فارس" مُشيرًا بإصبعيــه قبل أن يقول بصيغة آمرة:
-وإنت أقفل باب الشقـة، وتعالَ على الريسبشن.

طوق كتفيهــا بذراعــه يضمهــا إلى صدره هامسًا بلهجـة هادئة:
-أمسكي نفسك شوية، بلاش الغضب يسيطر عليكي، وشوفي هو عاوز يقولك إيــه، وبعدهـا أحكمي.

حركت رأسهـا بالإيجاب وهي تسحب نفسًا عميقًا ثم زفرتــه على مَهَل، جلست على الأريكــة وبجوارهـــا "سيف" الذي ظل يرمق الأخير بـ نظرات مُخيفـة.. مُظلمـة، تنهد "فارس" بتوتر من نظراتــــه قبل أن يقول بصوتٍ جاد:
-كارمــا، إنتي أُختي الكبيرة، صحيح غير شقيقة وكمان متعملنـاش مع بعض خالص، بس أنا فاكر كام حاجـة كده من إللي كنا بنعملـه سوا زمان وإحنا لسـه صُغيرين.

ظلت نظراتهــا جامدة، فـ أكمل بـ هدوئـه:
-أنا عارف إللي شوفتيــه والظلم إللي عشتيـه هو إللي وصلك لكده، بس أنا ماليش ذنب، أنا مكنتش فاهم حاجـة لما أفتروا عليكي ورموكي بالظلم ده.

أغمضت عينيهـــا تكاد نعتصرهمــا بقوة وهي تهمس:
-سيبك من حكاية الحادثة، متفكرنيش.

نغزة قوية ضربت قلبــه عندمـا سمع همستهــا المؤلمـة، فـ زاد ظلام عينيـــه حتى أختفت خضرواتهمـا، وكور يده بقوة محاولاً تمالك نفسـه قليلاً، حرك "فارس" رأســه عدة مرات ثم هتف برفق:
-كارمـا بلاش تاخديني معاهم، أنا كل إللي عاوزهُ إني أفضل مع أختي، أشوقهـا وأطمن عليهـا وأكون جنبهـا يوم ما تحتاجنـي.

أطرقت رأسهــا وهي مازالت مُغمضة العينين، شعرت بـ يدٍ قوية تقبض على يدهـا برفق مُدعمًا لهــا، فـ تنهدت تلقائيًا بإرتياح، عاودت رفع رأسهــا نحوه ثم ردت على حديثــه بـ بسمة صغيرة:
-إنت معاك حق، إنت ملكش ذنب فالماضي.

هبّ واقفًا مُتسائلاً بـ سعادة:
-بتتكلمي بجد؟؟..

نهضت من على الأريكـة مُجيبة ببساطة:
آه!!..

هتف "فارس" بعدم تصديق:
-أخيرًا، متعرفيش أنا أرتحت أد إيـه دلوقتـي.

فتح ذراعيـــه مُتابعًا بـ بهجـة:
-وحشتيني أوي يا كارمـا، تعالي في حُضن أخوكي.

أتسعت إبتسامتهـــا وقبل أن تتحرك في إتجاهه، إستمعت إلى صوت "سيف" الجهوري وهو يهب واقفًا قائلاً:
-نعــم؟؟.. تيجي فيـن؟؟..

ضيق "فارس" عينيـه وهو يُجيب ببساطة:
-في حُضن أخوهــا!!.. إيـه الغريب فـ ده؟!..

نظرت "كارمــا" لـه بعدم فهم، فـ وجدتـــه يسحبهــا خلفـــه قبل أن يتمتم بغلظة:
-أخوهــا على عيني وعلى راسي، بس مش هيحصل.

أرخى "فارس" ذراعيـــه وهو يهتف بصدمـة:
-ليـه يعني؟؟.. دي أختي؟؟..

تمتم ببرود:
-وأنا جوزهــــا.

ضرب كف بـ كفــه الآخر وهو يقول:
-لا حول ولا قوة إلا بالله، يعنــي إيـه الكلام ده؟؟..

أشار بيده قائلاً بصرامـة:
-يعني مفيش حُضن، هو يدوب السلام بالإيدين وكفايـة أوي كده.

تمتمت "كارمـا" من خلفــه بصدمـة:
-إيـه إللي بتقوله ده يا سيف؟؟..

ألتفت برأســـه نحوهــا مُجيبًا بحدة:
-هو كده وإللي مش عاجبه يخبط راسه فـ أتخن حيطـة.

قال كلماتـه الأخير وهو يعاود النظر إلى أخيهــا بنظرات ذات مغزي، أتسعت عينـي "فارس" أكثر ثم سألــــه بذهول:
-هو إنت بتغير عليهـا مني؟؟.. من أخوهــا؟؟..

قال "سيف" بغيظ مع صرامـة عينيـه:
-وإنت مالك؟؟.. أغير عليهـا من أخوهــا من أبوهـا ذات نفسـه، أنا حُر، دي مراتـي.

ضحك "فارس" بخفـة محاولاً الإستيعاب قائلاً:
-معقولـة؟!..

عقد "سيف" ساعديـــه أمام صدره مُتسائلاً بإبتسامة باردة:
-تحب تتغدا ولا وراك حاجـة.

رد "فارس" بجديـة:
-لا أنا همشي، في شُغل متعطل و..

قاطعــــه "سيف" وقد أتسعت إيتسامتــه الباردة:
-كويس، إحنا أساسًا مش عاملين أكل، كُنا هنتغدا بـرا.

أعترتـــه الصدمــة لثوانٍ معدودة ولكن سُرعان ما هز رأسـه وهو يقول بثقـة:
-حقيقي يا سيف باشا، أستقبالك ليا جميل جدًا.

حرك "سيف" يديـه ببساطة وهو يُردف بـ:
-متقولش كده، ده إنت أخو مراتـي.

غمغم بسخرية:
-فعلاً.

ألقى السلام عليهما سريعًا ثم غادر المنزل بأكملـه، تحركت "كارمــا" نحو "سيف الذي تحرك نحو غُرفـة نومهمـــا، وضعت يديهـا على خصرهــا وهي ترفع حاجبًا لهــا، ثم تسائلت بضجر:
-ممكن أفهم إيـه إللي حصل بـرا ده؟؟..

جلس "سيف" على الفراش ثم رد بإبتسامـة:
-هو في حاجـة حصلت؟؟..

رفعت الحاجب الآخر وهي تقول بغيظ:
-سيف معقولـة إنت مش هتخلينـي أحضن أخويا؟؟..

هتف فجأة بشراسـة:
-فكري بس تعمليهــا وشوفي أنا هعمل فيكي إيــه.

تمتمت بعدم تصديق:
-ده الموضوع بجد؟؟..

قال "سيف" بإستنكار:
-وهي المسائل دي فيهـا هزار؟؟..

أرخت حاجبيهــــا وهي تضرب جبينهــا بخفــة هامسـة بداخلهــا:
-يا إلهي.

قبض على يدهــا يجذبهــا إليــه فـ سقطت في أحضانــــه، همست بإسمــه بدلال:
-سيف.

طوق خصرهـــا بـ ذراعـــه الآخر هامسًا بعبث:
-سيف إيه دلوقتـي.

صمت قليلاً قبل أن يقول:
-إنتي نورتي حياتي بعد ما دخلتيهــا يا كارمـا، فـ خليكي جنبي.

ردت عليـه بهمسٍ مغرٍ:
-وأنا مش هسيبك أبدًا يا سيفي.

رفع أحد حاجبيـه هامسًا بعبث:
-حلوة سيفي دي.

ضحكت بدلال قبل أن تقول بثقـة:
-أنا بس إللي هفضل أقولهـا، دي حاجة ليا لوحدي.

همس بصوتٍ الأخير وهو يغمز لهـا:
-حقك، وأنا ليا حاجـة لوحدي.

ثم مال يلتقط ليتقط قُبلة رقيقة.. شغوفـة.. معشوقـة منهــا، تبعهــا قُبلــة أُخرى عاصفـة، ضمهــا إلى صدره بقوة وكأنه غريق وهي تلك القشـة المُتعلق بهــا.

******
خرج "يوسف" من الغُرفـــة مُتنهدًا بتعب، لمح "بدري" متوجهًا نحوه، فـ تلقائيًا أرتسمت علامات الإنزعاج على تعبيرات وجهه، وضع يديـه بداخل جيبي بنطالـــه قبل أن يقف أمامــــه ثم قال بجديـة بالغـة:
-ماتقلقش، وافقت.

حرك رأسـه بالإيجاب مُتمتمًا:
-زين، يبجى تچهز نفسك وتتچوزوا والفرح يتعمل إهنه في البلد.

صمت "يوسف" قليلاً قبل أن يقول بلهجـة يشوبهـا الحدة:
-ياريت لما أرجعلهـــا الاقي أنها كويسـة ومحدش ضايقهـــا سواء بـ كلمـة أو بمد الإيد.

هتف "بدري" بحنق:
-كيف تتكلم آآ..

قاطعــــه الأخير بنفاذ الصبر:
-إللي بتكلم عنهـا دي هتبقى مراتـي، فـ ياريت تعملوهــــا كويس، دي من دمكم.

أغلق زر سترتــه وهو يُضيف بجمود:
-أنا هضطر أمشي دلوقتـي، عشان أجهز نفسي وعشان محدش ياخد بالــه من وقفتـي معاهـا كل ده، عن إذنكم.

لم ينتظر الإذن منه بل أنصرف من المشفى بأكملهــا، تابعـــه الأخير بـ نظراتٍ طويلة هادئة قبل أن يهمس بشرود:
-راجل زين وشهم.

******
في صباح يوم التالي، وقف ذلك الرجل الضخم بداخل الشرفـــة وعقلـــه يعمل في تفكير عميق، أرتسمت إبتسامة قاسيـــة على شفتيــه قبل أن يخرج هاتفـــه من جيب بنطـالـــه ثم عبث فيــه قليلاً ووضعه على أذنــه، أنتظر الرد لثوانٍ معدودة حتى أتـــاه، فـ هتف بكلمة واحدة فقط بصيغـة آمرة:
-الآن.

أغلق الهاتف ووضعه داخل جيب بنطالـــه وهو يهمس بشر دفين:
-هيا يا فهد آل نصار، أتشوق كثيرًا لمعرفـة ردة فعلك بعدما تعلم ما حدث لزوجتك العزيـزة.

******
أستقلت "كارمــــا" سيارتهـــا بهدوء، أمسكت هاتفهـــا وعبثت فيـه قليلاً قبل أن تضعه على أذنهــا، أنتظرت الرد ولكن دون جدوى، زفرت بضيق ثم ألقت بـ هاتفهـــا على المقعد بجوارها وهي تقول بحنق:
-أكيد زمانـه فـ الإجتماع فـ عامل الموبايل سايلنت، على العموم أنا هروح أعمل shopping شوية عشان أغير جو، وأبقى أحاول أتصل بيه تاني.

وبالفعل تحركت بالسيارة وقادتهــا بسرعة هادئة إلى أن وصلت إلى لجنـة أمنيـة، أوقفت السيارة تدريجيًا، فـ تحرك الشرطي نحوهــا وهو يقول بخشونـة:
-الرخص لو سمحتـي.

حركت رأسهـا بالإيجاب قبل أن تحضرهــا وتعطيهـــا له بهدوء، تفحصها على السريع قبل أن يقول لأمين الشرطة:
-فتش العربيـة.

ثم أشار لهـا بهدوء مُضيفًا:
-لو سمحتي أفتحي شنطة العربية.

حركت رأسهــا إيجابيًا وهي تنفذ أمره ثم تسائلت بإهتمام:
-هو في حاجـة؟؟..

أجابهـــا بـ نظرات غريبــة:
-دي إجراءات أمنيـة.

تحرك أثنين من أمناء الشرطة، فتح أحدهم باب السيارة الأمامي، وقام بـ فتح الدرج الكبير، فـ وجد ظرف كبير وبداخلـــه الكثير من المال، تمتم بجديـة:
-إحنا لقينـا الفلوس دي يا باشا.

أخذ الظرف منــه قبل أن يحدق بداخلهـــا هاتفًا بدهشـة:
-دي دولارات!!.. إيه الفلوس دي؟؟..

أتسعت عيناهـــا بصدمـــة وهي تقول:
-دولارات إيـه!!.. وفلوس إيـه؟!.. الفلوس دي مش بتاعي ولا أعرف عنهــا أي حاجـة.

جاء الأمين الشرطي الآخر وهو يحمل صندوق كبير باللون الأبيض، ثم قال بتعجب:
-لقيت الصندوق ده يا باشا في شنطة العربيـة.

هتف الشرطي بصيغـة آمرة:
-أفتحــه.

كل ما يحدث تحت أنظار "كارمــا" المُتعجبــة، شل تفكيرهــــا وعقد لسانهـــا عن اللفظ، أبعدت خُصلات شعرهــا عن وجههـــا وهي تمرر أنظارهـــا القلقة بينهم، هتف أمين الشرطي بدهشــة:
-في علب صُغيرة جوا يا باشا.

تناول الشرطي أحداهــا وقام بـ فتحهـــا، أنتظرت "كارمــا" ما سيقولــه وياليتهــا لم تنتظر، حيثُ قال بلهجـة ساخرة:
-هيروين؟!..

جحظت عيناهـــــا بذهول وهي تخرج من سيارتهــا:
-هيروين؟!.. هيروين إيـه يا حضرت الظابط، الفلوس دي والمُخدرات مش بتوعي.

هتف شرطي آخر قائلاً بجديـة:
يبقى البلاغ إللي وصلنــا كان صح.

نظر إليهـــا قبل أن يقول بجديـة:
-أتفضلي معانـا.

هتفت "كارمــا" بقوة:
-أتفضل على فين، بقولك الحاجات دي مش بتاعتي.

هتف الشرطي بصرامـة:
-أستاذة كارمـا ياإما تتفضلي معانـا ياإمـا هنستخدم معاكي القوة.

مسحت على وجههــــا بقوة هامسـة بصدمة عارمــة:
-ينهار أسود، إيه إللي بيحصل ده؟؟..

******
أخذ يُسير ذهابًا وإيابًا بقلق وهو يمسك بهاتفــه محاولاً الإتصال بهـا ولكن دون جدوى، في البدايـة كان هاتفهــا يستقبل مكالمتـه ولكن بعدهــا بعدة لحظات أغلق الهاتف، زأر بغضب قبل أن يهدر:
-إنتي هتجننيني يا كارمــا؟؟.. تقعدي تتصلي بيا ودلوقتـي أجي أتصل تقفلي الموبايل؟!!..

دخل "يوسف" المكتب موجهًا أنظاره القلقـة نحو رفيقــه، تسائل بوجهٍ متجهم:
-في إيـه؟؟.. شكلك متعصب.

رد بغضبٍ شرس:
-كارمـا هتجنني، عمال أكلمهـا ومش بترد وفـ الآخر قفلت موبايلهــا.

هتف "يوسف" بجمود:
-كارمـا مش هترد عليك.

عقد حاجبيـه بشدة هامسًا:
-إيـه؟؟..

وقف "يوسف" أمام مكتبـه يرمقـه بنظرات متوترة، وضع "سيف" الهاتف على سطح مكتبـه قبل أن يسألـه بريبـة وعينـاه القاسية تحدجـه بنظرات مميتـة:
-يعني إيه كارمـا مش هترد؟؟..

رد عليه بصوتٍ ميت:
-كارمـا أتقبض عليهــا.

أعتراه الغضب الشديد فـ توحشت ملامحــه هادرًا بشراسـة:
-إنت بتقـــول إيـــه؟؟.. يعني إيـــه أتقبض عليهـــا؟؟.. بتهمـة إيـه؟؟..

صمت "يوسف" عاجزًا عن الرد، فـ صرخ بعصبيـة:
-مـا تنطــق؟؟..

بلع ريقــه بصعوبـة قبل أن يُجيبــه:
-مُخدرات.

******

الفـراق نــار ليس لهــا حدود، لا يشعر بهــا إلا من أكتوى بناره.

شل تفكيره للحظات معدودة قبل أن يثب واقفًا ببُطء، جحظت عينــاه في ذهول وهو يُدير حول مكتبـــه واضعًا الهاتف على أذنــه، فرك وجهه بيده بقوة بعد تلك الكلمات الصادمــة التي يسمعهــا من الطرف الآخر، قال "رحيم" بـ نبرة مُتسائلة مدهوشة:
-إنت مُتأكد يا يوسف باشا؟؟.. إزاي الكلام ده؟؟..

صمت قليلاً قبل أن يتسائل محاولاً الإستيعاب:
-يعني كارمــا أتقبض عليهــا في قضية مُخدرات؟!..

ركض "يوسف" نحو سيارتـــه كي يلحق برفيقــه وهو يحدثـه بقلق:
-زي ما بقولك كده يا رحيم باشا، حبايب ليا هناك شافوها وعرفت أنهـا أتقبض عليهـا في لجنة أمنية، روحلهـا وخليك معاهــا، لأن الموضوع وسع أوي، وأحنا جايين دلوقتـي على القسم.

أومئ "رحيم" برأسه قبل أن يدلف خارج غُرفة مكتبــه هاتفًا بلهجـة جـادة:
-طب أقفل إنت يا يوسف باشا، وأنا هشوف الموضوع ده.

أنهى المُكالمــة معــه وهو يزفر بغضب مكتوم، سـار بخُطى ثابتـــة وعينــاه مُسلطـة على نقطـة مـا، إبتسامة قاسيـة تراقصت على شفتيـهِ قبل أن يهمس بصوتٍ خطير لا يُبشر بالخير:
-أيامك يا ثروت بقت معدودة.

*******
ظن في البداية أنهـا مزحة سخيفـة من "يوسف"، ولكن تعبيرات وجهه الجامدة ونظرة عينيـه التي ألتمعت بالتوتر، جعلتـه يعلم أن ليس الأمر هكذا خاصةً حينما يتعلق بالمسائل القانونية.

ألتقط هاتفــه الموضوع على التابلوه بيده ثم عبث فيـه قليلاً قبل أن يضعه على أذنـــه، صرخ "سيف" في الطرف الآخر بصرامـة مُخيفــة:
-أجهز وجهز رجالتنـــا، وأستنى مني الإشـارة، يالاااااا.

أنهى المكالمــة معه ضاغطًا بعنف على بوق السيارة محاولاً تجاوز من هم أمامــه، زاد من سرعتهــا مجاهدًا للوصول إليهــا، همس من بين أسنانـه المضغوطة بخوف شديد:
-كارمـا.

ظل عقلـه متقدًا طوال الطريق وهو يفكر مليًا في كيفية التصرف في أمرهــا إن خرج عن المألوف وفاق قدرتـه، كور "سيف" قبضة يده ضاربًا التابلوه بعنف كنوع من التعبير عن سخطــه الشديد وأستنكاره للأمر برمتـه هادرًا بنبرة محتقنــة:
-هتجنن!!.. إزاي عملهــا إبن الـ.....، قسمًا بالله هقتله لو كارمـا مخرجتش النهاردة معايا.

******
كانت كمن تلقـى صفعة قوية على وجهه لتفيق على حقيقة قاسية، أحتضنت نفسهـــا تلقائيًا محاولة إستجماع قوتهـــا حتى تستطيع الدفاع عن نفسهــا، ظلت أنظارهـــا على تلك الأموال وعلى ذلك الصندوق الكبير الذي بداخله تلك الأكياس السامـة، سحبت نفسًا عميقًا وهي تقول بصلابـة:
-الفلوس دي والمُخدرات مش بتوعي يا حضرة الظابط، في حد حطهم في العربيـة، لكن والله ما أنا.

نظر لهـا بفوقيـة وهو يستطرد حديثــه قائلاً بسخريـة ملحوظـة:
-إيـه؟؟.. الهوا رماهم يعنــي؟؟..

أحتقن وجههـا بحمرة منفعلة وهي ترد مدافعة عن نفسها بقوة:
-أنا مقولتش كده، بس أنا ليا أعداء وجوزي له أعداء، ممكن حد منهم حطهم، لكن أنا معملتش كده.

تحولت نظراتـه للأزدراء قائلاً:
-إنتي دلوقتي هتتعرضي على النيابة وهناك تقولي إللي إنتي عايزاه.

عقدت ما بين حاجبيهــا بقلق قبل أن تهمس بداخلهـا بخوف:
-إنت فين يا سيف؟!..

دخل العسكري يحيّ الضابط قبل أن يقول بثبات:
-المُقدم رحيم باشا عاوز يقابل حضرتك يا باشا.

أشـار بيده وهو يوجه أنظاره الساخطة نحو "كارمـا":
-خليـه يتفضل.

رمقتــه بنظرات حادة متمتمة بعدة كلمات غير مفهومــة، لم تنتبــه إلى ذلك الضابط الذي وقف بجوارهــا يُصافح الأخير بهدوء، حدجهــا بنظرات دقيقة قبل أن يسألهــا بجدية:
-إنتي كويسة يا كارمـا؟؟..

هُنــا فقط.. إنتبهت له حيثُ نظرت إليه بتعجب مُتسائلة:
-إنت تعرفني؟!..

رمقهــا بـ نظرة أخيرة فاحصة قبل أن ينظر إلى الضابط وهو يسألـــه بإهتمام:
-فـي إيــه يا علي باشا؟؟.. أتقبض عليهـا بتهمـة إيـه؟؟..

رفع "علي" حاجبيـه للأعلى متسائلاً:
-إنت تعرفهـا يا رحيم باشا؟!..

حرك رأسه بإيماءة خفيفة قائلاً:
-طبعًا، عشان كده مستغرب وجودهـا هنا، فـ مُمكن أعرف السبب؟؟..

رد عليـه بصوتٍ جاد:
-أتقبض عليهـا بتهمــة إتجار فـ مُخدرات، لقينا معاهـا خمسين ألف دولار ده غير نص كيلو هيروين، ودلوقتـي هتتعرض على النيابة.

وكأنــه صُعق وهو يهمس مذهولاً:
-مش معقول؟؟..

مرر أصابعه في شعره وهو يهمس بداخلـه بقلق:
-ده رسميًا 25 سنـة!!..

******
لاحقًا، عجز "سيف" تمامًا على حضوره التحقيقات معهـا، فـ رغمًا عنـه أضطر أن ينتظر بالخارج برفقة كل من "يوسف" و"رحيم"، ولكن ترك محاميه الذي أستدعاه للبقاء معهـا أثنـاء التحقيق، حاول الأخير أستخدام أساليبه القانونية ودوفعه في إثبات عدم تورطهــا في ذلك الأتهام الباطل ونفيـه عنهــا، ولكن تأكد وكيل النيابة مما بحوزتـه من إثباتات كانت ضدهــا، وأصدر قراره لاحقًا بحسبهـا عدة أيام.

طال أنتظار "سيف" بالخارج مُترقبًا على أحر من الجمر نتائج مما يدور بالداخل، ألتفت برأســه حينما لمح خروجهــا بطرف عينيــهِ، أندفع نحوهــا يمسك بهـا من كف يدهــا مُناديًا عليهـا بتلهف:
-كارمـا.

رمقتــه بنظرات لا حيــاة فيهــا قبل أن تسقط دمعتين حارقتين على وجنتيهــا، ضاقت نظراتـــه بريبة ودقات قلبــه تتعالى أكثر خوفًا من ما سيسمعــه، سمع صوت المحامي يقول بإرتباك طفيف:
-للأسف، النيابة أمرت بـ حبسهـا مع مراعاه التجديد.

حل الذهول على قسماتـه المشدودة، وبرزت مقلتــاه في محرجيهمــا وهو يرد مصدومًا:
-نعـــم؟!..

نظرت لــه "كارمــا" نظرات خائفــة والتي لأول مرة تظهرهـا علنًا، هتف فيه محتجًا بعصبيـة:
-وإنت شغلتك إيـه؟؟.. معرفتش تتصرف؟!..

قال "رحيم" بجدية:
-يا سيف باشا الوضع إللي كارمـا فيه أساسًا مش سهل، لقوا خمسين ألف دولار ده غير المخدرات، يعني بتاجر رسمـي.

أستشاطت أعين "سيف" هاتفًا بغضب:
-أسكت خالص، أنا ممكن أتغابى عليك دلوقتـي وأنا أساسًا مش مستحمل.

عاد يحدق فيهـا قائلاً بصوتٍ متشنج:
-فهميني يا كارمـا؟؟.. إزاي لقوا المخدرات في عربيتك، فهمينــي بدل ما أنا كده هتجــنن!!..

قال كلمتـه الأخيرة وهو يكور قبضة يده ضاربًا الحائط المجاور له، حركت رأسهــا بعدم إستيعاب وعيناهــا تلتمعان من شدة الدموع:
-والله ما أعرف، فتشوا العربية فـ لقوا الحاجات دي، بس والله ما بتاعتي.

سمعت صوت العسكري وهو يقول بغلظة:
-يالا يا مُتهمـة أتحركي.

أشـار إليـه "رحيم" بـ عينيـه بالإنتظار قليلاً، تابعت "كارمـا" وقد أنفجرت شفتيهـا قليلاً:
-سيف أنا خايفة، مش هقدر أبات في التخشيبة تحت، أنا خايفة.

زاد جنونـــه وهو يشعر أنه على وشك فقدان أعصابه بتهور كبير بسبب بطلان ذلك الأدعاء، أحتقن وجهه بقوة وبرزت عروقــه بوضوح في عنقــه، فـ صاح بصوتٍ جهوري:
-كارما مش هتبات في التخشيبة، مش هسمح بـ ده؟؟..

تنحنح "يوسف" قائلاً بخشونـة:
-أهدى بس يا سيف، ماتخدش الأمور قفش.

حدجــه بنظرات ناريـة هادرًا به:
-ملكش دعوة يا يوسف.

تابــع بنبرة جهوريـة غاضبة:
-كارمـا مش هتنزل هناك، وده آخر كلام عندي.

هتف "رحيم" بلهجـة صارمـة:
-يا سيف باشا بلاش تعقدهـا أرجوك، هي لازم تنزل دلوقتـي، وإحنا لازم نلحق الوقت ونشوف حل.

هتف العسكري بحدة وهو يدفع "كارمـا" بخفـة:
-يالا يا مُتهمـة، خلينــا نخلص.

تعلقت أنظاره المخيفة نحوه وهو يهدر:
-إنت بتكلمهـا كده ليــه؟؟.. مش هسيبك..

وقبل أن يتخذ أي موقف ضده، كان سد "يوسف" عليـه بجسده هاتفًا برجــاء:
-بلاش يا سيف، عشان خاطري، متخليش بدل المصيبة أتنين.

أدرك في تلك اللحظة أن لا وجود أمل حتى في إخراجهـا، ومع ذلك رفض تصديق هذا وأن يظل واقفًا مكتوف الأيدي، فـ شعور العجز ليس سهل عليـه على الإطلاق، أطرق رأســه محاولاً إستيعاب الأمر، فـ قام "رحيم" بإستغلال تلك اللحظة حيثُ أشـار للعسكري بـ أخذهــا من هنـا، وما أن مرت "كارمـا" من جانبـه حتى إنتبـه إلى رحيلهـا لأسوء مكان قد يذهب إليه المرء، فـ هدر بكل قوة وإنفعال بيّن:
-لأ، كارمـــاااااا.

أغمضت "كارمـا" عينيهــا بقوة وهي تتحرك برفقة العسكري، حاولت بكل طاقتهـا حبس دموعهــا الحــارة خاصةً مع سماع صوتــه الهادر بإسمهـا بجنون، أنفطر قلبـه ألمًا وقبل أن يتحرك نحوهــا كان تدخل "يوسف" ليبعده عنهـا محاولاً تهدئتـه، أبعده بصعوبة للخلف وكأن في فصله عنهـا أنقطاع أنفاسـه وهلاك روحــه، صرخ بكل قوة وجنون يُصعب السيطرة عليهـا:
-كارمـااااااا.

أختفت عن أنظاره تمامًا، ظل ينظر إلى حيثُ أختفت وأنفاســه تتسارع من شدة الغضب، فـ بدون أن يفكر مرتين دفع رفيقــه بقوة من كتفه وهو يقول بـ نظرات مُظلمـة وبريق مُخيف:
-لأ، أنا مش هفضل واقف كده.

رحل بعيدًا وقد عقد العزم على شيء سيجعلـه يدفع ثمنٍ كبير، ولكن إن كان الأمر يتعلق بهـا فـ سيتحرك حتى لو وصل الأمر إلى دفع ثمن روحـــه، فـ بعد رحيلهـا عنـه لم يُعد لأي شيء أهم، وإن كانت نقطـة ضعفـه.. فهي أيضًا نقطة قوتـه.

إلتفت "يوسف" نحو "رحيم" يحدثه بصرامـة:
-لازم ألحقه، شكله ناوي على مُصيبة.

تنهد "رحيم" مُجيبًا بضيق:
-مكنتش متوقع أن الموضوع يوصل لكده، بس..

أرتخت معالم وجهه حينما وصل إلى تلك النقطـة المُخيفـة، فـ أكمل بصدمـة:
-معنى كده، أن الناس إللي ورا ثروت هما إللي نفذوا، لأن دي مش دماغ ثروت، ومعنـى كده أن سيف وجوده بقى خطر.

هتف فيه بتشنج وقد أحتدت نظراتـه:
-قصدك إيـه؟!.. هيحاولوا يقتلوه؟!..

مسح وجهه بقوة بيده وهو يقول في شئ من القلق:
-إحنا لازم نتصرف ونلحقـه، لأن ده الأكيد دلوقتـي، هيحاولوا يقتلوه خوفًا من أنه يوصلهم.

أتسعت حدقتــاه ذهولاً بعد عبارتـه الصادمة تلك، وأنقبض قلبـه بقوة، لم ينتظر أي تفسير إضافي منـه، حيثُ عزم على إلحاقـه وقد أستشعر خطرًا من مغبـة تصرفاتـه المتهورة، أخرج "رحيم" هاتفـــه يعبث فيـه قليلاً ثم وضعه على أذنـه، ثوانٍ وكان يقول بجدية:
-وصلنـي لـ اللواء عزمي، بسُرعــة.

******
تحرك ذلك الرجل الضخم نحو غُرفة مكتبـه باحثًا عن هاتفـــه، تنفس بإرتياح عندمــا وجده فـ إلتقطه سريعًا، إبتسامة قاسية سعيدة أرتسمت على وجهه بعدمـا وصلت إليـه رسالة تأكيدية عن نجاح خطتــه، هز رأسـه بإيماءة خفيفة وهو يفتح ذلك المشهد التصويري، وتلقائيًا ظهر بريق الإنتصـار بداخل عينيـه عندمـا رأى حالـة فهد آل نصـار في حالة من الغضب والشراسـة وهو يرى زوجتــه ترحل من أمامــه، رفع حاجبــه للأعلى متمتمًا بتعجب:
-أمرك عجيب حقًا يا فهد آل نصـار، ما هذا العشق اللعين الذي حتمًا سيجعلك تموت ألمًا لمجرد رحيلهـا من بين يديك؟!..

صمت قليلاً قبل أن يتسائل بشرود:
-ولكن رجل مثلك لن يصمت طويلاً، تُرى.. ماذا ستكون خطوتك كي تنقذ زوجتك العزيزة؟!..

******
صفعهــا بشراسـة على وجنتهــــا مرة أُخرى قبل أن يجذبهـــا من خصلات شعرهــا بقسوة، صرخت "رزان" بألم وهي تحدق فيـه بنظرات مذعورة، ولكن بادلهــــا نظرات مُظلمـة لا ترحم.. ولا تغفر، تمتمت بصوتٍ متعب:
-مش هقدر أقول مكانــه، هيقتلني، آآآآه.

صفعهــا مرة أُخرى قبل أن يقول بشراسـة:
-أنا إللي هقتلك يا بنت الـ.... لو منطقتيش وقولتي المكان، إنتي كده كده ميتـة، بس الموت إللي هتشوفيـه على إيديا، هيبقى ألعن موتـة ممكن البني آدم يتخيلهــا، إنطقـي.

قال كلمتـه الأخيرة وهو يقبض على عنقهـا بعنف بعدما حررها من خصلاتهـا، هزت رأسهــا بصعوبــة وهي تقول:
-هـ.. هقـ.. ول.

أرخى يده عن عنقهـا وهو يهدر بنبرة جهوريـة:
-هتكلميـه وتقوليله في مكان لازم محدش يعرفـه غيره، عشان الموضوع خطير ويتعلق بيك وبسيف مع بعض، تقولي الجملـة دي بظبط، لا تنقصي حرف ولا تزودي بدل ما أقطع لسانك، فـاهمـــة.

حركت رأسهــا بالإيجاب سريعًا وهي تلتقط هاتفهـا من على المائدة، وبـ أصابع مُرتجفـة أرسلت إليــه رسالة صوتيـة تخبره بتلك الكلمات، دقائقٌ.. وكان أرسل إليهـا موقع المكان على التطبيق الشهير الوتساب، ومن هُنــا تبدأ الحرب بحق.

*******
إستمع إلى صوت رنين هاتفـه الصاخب، فـ قطب جبينــه بقوة خاصةً أن الرقم ليس من دولتـه، سحب نفسًا عميقًا قبل أن يُجيب على الطرف الآخر الذي هتف بتوتّر كبير:
-سيدي، فهد آل نصــار يتوجه الآن برفقة رزان إلى إحدى المخابئ التي تتعلق بـ "ثروت"، ماذا نفعل؟!..

هتف بلا تردد:
-قُم بإرسال رجالنـا إلى هناك، وأخبرهم بـ أمري وهو قتلهم جميعًا، خاصةً فهد آل نصـار وثروت.

******
بعد مرور ساعــة كاملــة، توقفت أربعة سيارات أمام أحد المصانع القديمة التي تم غلقهـــا مُنذ فترة طويلة جدًا، ترجلت "رزان" عن السيارة ثم إتجهت نحو الداخل تبحث عنـه بـ عينيهــا حتى وجدتـه يقف بعيدًا وخلفـه خمسـة من رجالــه، هب واقفًا ما أن رأهــا ثم سألهـا بغلظة:
-في إيـه يا رزان؟؟.. إيه إللي حصل؟؟..

ضيق عينيـه وهو يسألهـا بإستغراب:
-وبعدين ماله وشك، مين إللي ضربك بالغباوة دي؟؟..

تمتمت "رزان" برعب:
-سيف النصار عرف يوصلي يا ثروت.

أرتفع حاجبيـه للأعلى بصدمة بعد تبينـه لسبب معرفة قدومهــا، كان كمن تلقى صاعقة كهربائية فضربت رأسه بقوة، خرج صوتـه من جوفه مُرتبكًا وهو يقول بعدم تصديق:
-ينهارك أسود، إنتي بتقولي إيــه؟؟.. آآ..

توقفت الكلمات في حلقــه ما أن رأه يأتي من بعيد وبيده سلاح ناري.. غير عدد من رجالتــــه الذين يسيرون خلفــه، ذلك العدد لا يُقارن بعدد رجالتــه على الإطلاق، بلع ريقـه بصعوبة خاصةً مع سماع صوتـه المُخيف الذي صدح في المكان قائلاً:
-وأخيرًا قابلتك.

هتف مُتسائلاً بدهشة:
-إنت وصلتلتي إزاي؟؟..

أشــار "سيف" له بعينيـه قائلاً:
-البركة في صاحبتهـا، زينـة بعد ما خدت العلقة المحترمة أعترفت عليهـا، وهي نفس الكلام أعترفت ووصلتني ليك.

دنا منـه عدة خطوات وهو يقول بنبرة جهورية.. غاضبة.. مُخيفة:
-إنت طلبت إني أبعد، وفعلاً مقربتش منك، لكن مراتـي لأ، إللي عملتــه النهاردة ده هخليك تدفع تمنــه غالي أوي.

عقد ما بين حاجبيـه وهو يسأله في حيرة:
-أنا معملتش حاجـة اليومين دول في كارمـا ولا فيك، وبعدين مش إنتوا كنتوا سيبتوا بعض و...

قاطعـــه وهو يتمتم من بين أسنانـــه:
-متخلنيش أتهور وأقتلك، زي ما دخلت مراتـي في الحوار ده تطلعه وإلا هتشوف مني وش تاني.

حرك رأسه بعدم فهم وهو يقول بتهكم:
-صدقني أنا مش فاهم حاجـة، وبعدين إنت فاكرني هخاف من رجالتك أو منك إنت شخصيًا آآآ..

قاطـــع حديثــه هو أصوات تلك الطلقات النـاريـة التي بدأت تنتشر بالمكان، تنحى "سيف" جانبًا قبل أن يشهر سلاحــه في أحد الأماكن ثم أطلق طلقـة ناريـة لتُصيب رأس أحدهم، أُصيبت "رزان" بطلقــة ناريـة من سلاح "ثروت" الذي قتلهــا بدون ذرة رحمـة حيثُ قال:
-يالا فـ داهيـة، جبتي المصايب لغاية عندي.

أنتشرت الطلقات النــاريـة وتحول الوضع إلى شيء مأساوي، فقد قُتل أربعـة من رجال "ثروت" والآخر أُصيب، وقُتل أثنين من رجال "سيف" وثلاثـة تمت إصابتهم، ولكن زاد الأمر سوءًا بعد وصول الشرطة إلى موقع المكان بثلاث دقائق فقط.

وصل كل من "يوسف" و"رحيم" وهمـا يشهران سلاحهمــا ويقتلان أي شخص يُقابلهمـا، حتى رأى رفيقه "سيف" وهو يُحارب بـ مفرده، هتف "رحيم" بقوة:
-لازم نخرجــه حالاً من هنا.

كادت أن تُصيبـه إحدى الطلقـات ولكن تفادهـا بمعجزة، حرك "يوسف" رأسـه بالإيجاب قبل أن يتحرك بخُطى متعجلة حريصة نحو رفيقــه، هدر بنبرة عاليـة مُناديًا إيــاه:
-سيــف.

في نفس الثانيـة التي نظر "سيف" إليـهِ مُستجيبًا ندائــه، كان هُناك من صوب سلاحــه نحوه ضاغطًا على زناده لتنطلق منه طلقة ناريـة التي أخترقت صدره بعُنف، شهق بخفوت وهو يضع يده على موضع الجرح، ومع ذلك أبى السقوط، ولكن رصاصة أُخرى أخترقت كتفــه، تجمد "سيف" في مكانـه مسلطًا أنظاره فقط على نقطـة مـا، لم يهتز بل أسند كتفــه السليم على الحائط وهو يحاول الصمود ولو قليلاً من أجلهــا.

شعر بمن يقف خلفــه يحاوط بذراعيـه جسده كي يجذبـه إلى بقعـة بعيدة عن الطلقات الناريــة، تهاوى جسده وخارت قواه تمامًا، نهج صدره بقوة وهو يهمس دون شعور:
-كارمـا.

هتف "يوسف" بصوتٍ متشنج:
-بلاش كلام، إحنا هنوديك المستشفى، وكله هيبقى تمام.

وصل إليهم "رحيم" وهو يلهث بشدة قائلاً:
-قبضنا عليهم وآآ..

أتسعت عينــاه وهو يهدر بصدمة:
-سيــف باشــا.

تراجع إلى الخلف وهو يصرخ بصيغة آمرة:
-إسعـــاف بسرعــــة.

حدق "سيف" في ملامح "يوسف" قبل أن يقول بصوتٍ ضعيف:
-يوسف، أوعدني إن لو جرالي حاجـة تخرج كارمـا من إللي هي فيــه.

هتف بصوتٍ متحشرج قليلاً:
-سيف بلاش الكلام أرجوك.

قاطعــه بصوت أشد ضعفًا:
-أوعدني عشان أبقى مرتــاح.

شعر بثقل كبير في جفنيـه، هز "يوسف" جسده الذي تثاقل عليه بعنف وهو يصرخ فيه:
-أوعدك، بس أرجوك متقولش الكلام ده، مش عاوز أسمعــه.

فتح "سيف" عينيــه بصعوبـة فـ تهيئ لـه أنه يراهــا، تلقائيًا إبتسم بوهنٍ وهو يهمس بإسمهـا بخفوت، تهدجت أنفاسـه بصورة مقلقة، فـ سعل بقوة وهو يجاهد لألتقاط أنفاسـه، همس بصعوبة قبل أن يُغيب عن الوعي:
-كـ.. كارمـا.

أغمض عينيـه وقد أستسلمت مقاومتـه مع انطفاء لهيب أوجاعـه، شعر بذلك الخدر المغري الذي تسرب إليــه ليستريح من كل ما تكبده من معانـاه، هزه "يوسف" بخوف محولاً إفاقتـه وحينمـا لم يستجيب هدر بأعلى صوت لديــه والذعر ينهش قلبـــه:
-الإســعــــاف بسرعــــــــة، سيـــــف.
تمت بحمد الله


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-20, 11:23 AM   #23

funy19

? العضوٌ??? » 36652
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 3,009
?  نُقآطِيْ » funy19 is on a distinguished road
افتراضي

Thannnnnnnnnnnnnnnnks

funy19 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-20, 10:56 PM   #24

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-20, 01:11 AM   #25

nifnif

? العضوٌ??? » 387028
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 467
?  نُقآطِيْ » nifnif is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

nifnif غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-20, 01:07 AM   #26

جودي الحب

? العضوٌ??? » 98877
?  التسِجيلٌ » Sep 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,225
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » جودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك rotana
افتراضي

الرراااااااااابط بلييييز

جودي الحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-20, 01:22 PM   #27

Carin

? العضوٌ??? » 437667
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,086
?  نُقآطِيْ » Carin is on a distinguished road
افتراضي

اتمنى لكم النجاح والتوفيق

Carin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-20, 06:57 AM   #28

hanaa85

? العضوٌ??? » 55639
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,649
?  نُقآطِيْ » hanaa85 is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

hanaa85 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-12-20, 03:58 AM   #29

ديناعواد

? العضوٌ??? » 412620
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,188
?  نُقآطِيْ » ديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond repute
افتراضي

النهايه الفاشلة دية بجد الرواية ميش حلوة

ديناعواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-21, 01:33 AM   #30

nnn-nn

? العضوٌ??? » 211654
?  التسِجيلٌ » Nov 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,725
?  نُقآطِيْ » nnn-nn has a reputation beyond reputennn-nn has a reputation beyond reputennn-nn has a reputation beyond reputennn-nn has a reputation beyond reputennn-nn has a reputation beyond reputennn-nn has a reputation beyond reputennn-nn has a reputation beyond reputennn-nn has a reputation beyond reputennn-nn has a reputation beyond reputennn-nn has a reputation beyond reputennn-nn has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

تمنالك كل التوفيق والنجاح

ظارك بشوق كبير


nnn-nn غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:59 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.