آخر 10 مشاركات
غيث أيلول -ج5 سلسلة عائلة ريتشي(121)غربية - للكاتبة:أميرة الحب - الفصل الــ 44*مميزة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          عِـشـقٌ في حَضرَةِ الـكِـبريآء *مميزة مكتملة* (الكاتـب : ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          117 - توأم التنين _ فيوليت وينسبير ج2 شهر عسل مر ((حصرياً)) -(كتابة /كاملة بالرابط) (الكاتـب : SHELL - )           »          وهج الزبرجد (3) .. سلسلة قلوب شائكة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          حب في الصيف - ساندرا فيلد - الدوائر الثلاثة (حصريــا)** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          52 - خداع المرايا - أجاثا كريستي (الكاتـب : فرح - )           »          ليالي صقيلية (119)Notti siciliane ج4من س عائلة ريتشي:بقلمي [مميزة] كاملة و الرابط (الكاتـب : أميرة الحب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام

Like Tree59Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-06-23, 12:29 PM   #501

ميرا لولو

? العضوٌ??? » 360014
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 304
?  نُقآطِيْ » ميرا لولو is on a distinguished road
افتراضي


شكرا ليكى جدا على الرواية الجميلة



ميرا لولو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-23, 05:17 PM   #502

رشا باعلوي

? العضوٌ??? » 436710
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 277
?  نُقآطِيْ » رشا باعلوي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dada19 مشاهدة المشاركة
يسلمو ايديكي، بالتوفيق يا رب


ربي يسلمك ويسعدك حبيبتي❤❤


رشا باعلوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-23, 05:26 PM   #503

رشا باعلوي

? العضوٌ??? » 436710
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 277
?  نُقآطِيْ » رشا باعلوي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توووووفي مشاهدة المشاركة
يسلموووووووووووووووووووو


❤❤❤ شكراً


رشا باعلوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-23, 05:28 PM   #504

رشا باعلوي

? العضوٌ??? » 436710
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 277
?  نُقآطِيْ » رشا باعلوي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنتن للقصيم مشاهدة المشاركة
رائعه ججججدا شششكرا لكككك

حلوتي تسلمي لي❤❤❤


رشا باعلوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-23, 05:35 PM   #505

رشا باعلوي

? العضوٌ??? » 436710
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 277
?  نُقآطِيْ » رشا باعلوي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميرا لولو مشاهدة المشاركة
شكرا ليكى جدا على الرواية الجميلة

حبيبتي يسعدني متابعتك لرواية ربي يسعدك❤


رشا باعلوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-23, 05:39 PM   #506

رشا باعلوي

? العضوٌ??? » 436710
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 277
?  نُقآطِيْ » رشا باعلوي is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع والثلاثون
****

" الحب خطير دائماً، الحب هو أن تربح كل شيء بينما تخاطر بأن تفقد كل ما تملك.
- غيوم ميسو

********

عاد من عمله ليراها تنتظره مبتسمة له بأشراق.. أقترب بخطواته منها وجلس بجانبها على البساط يميل رأسه لجهة اليمين عاقداً حاجبيه ليقول بخفوت
" لماذا تتعبين نفسك بقدومك بهذه الساعة الثانية عشرة ظهراً؟..فالشمس ستؤلم رأسك"
رفعت يدها لتحتضن جانب وجهه كله.. تحدق بحدقتيها بملامحه الحبيبة على قلبها
" أكون مرتاحة وسعيدة عند قدومي لهُنا لأراك وأعتني بك على قدر أستطاعتي"
رفع حاجبيه بدهشة قبل أن يجذبها لحضنه يحيطها بذراعيه.. يدفن وجهه بشعرها هامساً بصوت رخيم
" ليس هناك حد لحبي لكِ"
دفنت وجهها بعنقه تسحب نفس عميق تستنشق من رائحته الرجولية الجذابة.. وهي تهمهم بأستمتاع هذه هي السعادة التي كانت تبحث عنها رجل يحبها يحيطها بدفئه وحنانه.. ورائحته التي تشعرها بالأطمئنان..
أمسك جاد رأسها ليحدق بها هامساً
" أفتحي عيناك الذهبيتان"
بمجرد أن فتحت عيناها الممتلئة بالدموع.. أنسابت الدموع على وجنتيها
" لما هذه الدموع؟!"
رمشت تالا بعيناها قبل أن ترفع أصابعها الرفيعة والرشيقة لتلمس عيناها المبللة بالدموع لتقول بتعجب
" لم أشعر بدموعي التي أنسابت من عيناي!"
أمسك ذقنها برفق ومال نحوها يقبل عيناها المبللة هامساً بترقب وقلق
" ماذا حدث لكِ حبيبة قلبي؟"
بشفتين مرتجفتين أجابته
" من السعادة لأنك بقربي لم أشعر بدموعي"
ورده فعله على أجابتها بأنه أحتضنها بقوة يعصرها بين ذراعيه.. يطبع قبلات متتالية على جبينها هامساً بحرارة
" امرأتي كم أنا محظوظ بكِ"
كان جاد يبتسم بأتساع وهو يتناول طعام الغذاء التي جلبته له من يدها..
بعدها تنهد بأرتياح عندما جذبته ليستلقي برأسه على حجرها لتدلك تالا جبينه وكتفيه وذراعيه بحرفية.. وتغلل بأصابعها خصلات شعره الناعم الملمس برقة قال جاد بعينين مغمضتين
" أتعرفين أنا أسعد رجل بهذا الزقاق؟"
"لماذا؟"
" لأن ليس هنا أحداً مثلي مغدق بالأهتمام والراحة الأمتناهية وأعتقد أنهم يحسدونني"
رفعت رأسها وضحكت بصخب على ظرافته

**********

كانت تلبسه ملابسه بيدين مرتجفتين.. حاولت أيقاف أرتجاف يديها ونجحت سرحت شعره الناعم والسلس الأشقر بتسريحة أنيقة وضعت المشط على الطاولة.. ثم رتبت حواجبه الشقراء ثم شدت على وجنته الممتلئة وهي تحدق به بحنان
" ما أجملك صغيري"
أخذ المرآة التي على الطاولة لينظر لنفسه.. بأبتسامة واسعة على شفتيه هاتفاً
" لقد أصبحت أشبه الصبي الثري!"
أندفع نحو لمى يحيط خصرها بذراعيه الصغيرة
" أنا محظوظ لأني أعيش معكِ.. أحبكِ جداً جداً"
جثت على ركبتيها لتعانقه بقوة.. وتقبل وجهه بقبلات متتالية أراد ماكس الأبتعاد عنها لكنها كانت تخنقه بعناقها فقال بألم
" لمى أنتِ تخنقينني"
أبتعدت لمى عنه وهي تقول بأسف
" أنا آسفة لم أقصد حبيبي"
" لماذا تبكين؟"
أرتبكت من سؤاله لا تعرف بماذا تجيبه.. فأستقامت بسرعة وأستدرات لطاولة الزينة قائلة
" أذهب وشاهد التلفاز.. لأجهز نفسي"
أومأ لها ماكس وغادر... أنهارت باكية لم تشعر بدموعها التي أنسابت أمام ماكس.. لماذا أصبحت ضعيفة فجأة وهشه؟!
أرتجف جسدها بشكل رهيب.. لفت ذراعيها حول نفسها.. تحاول تهدئة نفسها أول مرة بحياتها ترى نفسها قلقة وخائفة بهذا الشكل المروع!!.. أبتسمت بمرار هامسة
" حرب الذكريات والحب هي السبب بما أنا عليه الأن"

**********

واقفة بالزقاق تنظر لأصحابه ينتظرون قدومه بشوق كبير.. وكانوا يتحدثون ويضحكون لقد بدو سعادة جداً لأن أخاهم سيأتي.. نقلت نظراتها نحو جاد وتالا الواقفين بجانب بعضهما على جانب الزقاق فأبتسمت برقة وهي تراهم منسجمين مع بعضهما البعض هي سعيدة للغاية من أجلهما فهما يستحقان السعادة.. سمعت ماكس يقول بملل
" لماذا تأخر كل هذا الوقت؟"
نظرت لماكس الواقف بجانبها..وضعت يديها على كتفيه لتعانقه وهي تمسح على خصلات شعره
" ربما شيئاً أخره ماكسي أصبر قليلاً.. كم نسبة أشتياقك اليه؟"
رفع ماكس رأسه ينظر اليها بوجهه الطفولي المرح هاتفاً
" نسبة أشتياقي اليه ١٠٠%"
أبتسمت له لمى بعذوبة وأومأت برأسها...
"السلام عليكم"
التفت الجميع لمدخل الزقاق ليروه كانت تعبيرات ملامحهم تتغير من الصدمة لذهول.. لدهشة للأعجاب ردوا عليه السلام بعدها ركضوا نحوه ليعانقوه بأشتياق شديد..صاح ماكس بغضب وهو يدفعهم يبعدهم عنه.. أبتعدوا عنه مفسحين الطريق لماكس والذي هرول وقفز نحوه ليجثو الآخر على ركبتيه فاتحاً ذراعيه على وسعها.. ليتلقفه محيطاً أياه بذراعيه بقوة لف ماكس ذراعيه الصغيرة حول عنقه
" أشتقت اليك جداً وأخيراً عدت الي لا تتركني مرة أخرى أرجوك"
كان يقبل وجهه ويديه بحب وأشتياق كبيرين قائلاً
" أه كم أشتقت اليك ماكسي أفتقدتك بشدة!.. وعد لن أتركك أبداً"
قبل ماكس وجنتيه بقوة وأنشقت أبتسامة واسعة على وجهه وهو ينظر اليه..
" أخي"
رفع رأسه عندما ناداه جاد لينظر اليه.. أبعد ماكس عنه بسرعة ليقف ويعانقوا بعضهم بقوة وبحرارة
"أفتقدتك أخي جداً.. كيف حالك؟"
أجابه جاد
" أنا بخير ..وأنا أيضاً أفتقدتك وبشدة"
نظر لأصحاب زقاقه الذين يحيطون به وينظرون اليه بحب كبير فأبتسم لهم قائلاً بصوت رجولي
" كيف حالكم؟.. لقد أشتقت لكم جداً أنتم عائلتي التي لا أستطيع الأستغناء عنها أبداً"
أجابوه هاتفين بأنهم بخير وبأنهم سعيدين للغاية لعودته اليهم.. قال جاد وهو يضحك
" الجميع ينظر اليك بأعجاب لقد تغير شكلك"
لقد كان يرتدي بدلة زرقاء أنيقة.. وشعره الذهبي مصفف بأناقة وعناية فائقة ومرتدي ساعة سويسرية فخمة وحذاء أسود لامع شكله يشبة مشاهير بوليوود على السجادة الحمراء.. أبتسم له بخفة على كلامه..
" الحمد الله على عودتك سالماً راني"
أرادت بأن تسلم عليه لكنها تراجعت فهي لا تعرف كيف ستكون ردة فعله..
التفت نحوها بسرعة ليراها تقف أمامه.. تصلب جسده
وبرزت عروقه الغاضبة من جانب عنقه وعروق وجهه النابضة.. وهو يحدق بها بحدقتيه الخضراء التي تطلق شرارات غاضبة جداً صك على أسنانه بشدة قائلاً بصوت قاتم
" الم أخبركِ بأني لا أريد رؤيتك أبداً!"
شعرت بالألم من نظراته ومن كلامه..كما توقعت لم ينسى ما حدث.. حدقت به بعيناها الدخانية الرمادية لتراه يحدق بها بتفحص حاد فقالت
" لقد مرت سنتان على سفرك ولم تنسى ما حدث يا راني؟!.. مع أنك أنت من أخطأت بحقي كثيراً"
قال بأحتقار وحقد
" ما فعلتيه لا ينسى أبداً.. صحيح بأني أخطأت لكن أنتقامك مني كان أكبر مما أقترفته من خطأ تجاهك"
"راني"
أستدار راني للخلف يبتسم لها بلطف.. أقتربت منه وهي تحمل طفلها بين ذراعيها
نظرت اليها لمى بعيون شاخصة جاحطة واضعة يدها على جبينها وهي تهز رأسها بعنف قائلة بجنون
" لا!!"
كان راني يعرف المرأة الواقفة بجانبه على أصحاب زقاقه.. كان جاد ينظر للمرأة بعينين مصدومتين مذهولتين فقال موجه كلامه لراني
" راني من هذه؟!"
لم يجبه راني والذي كان يلاعب الطفل..
أقتربت منهم كثيراً قائلة بصوت مرتجف مترقب
" من هذه المرأة والطفل راني؟!"
رفع رأسه ينظر اليها بتشفي وأرتسمت على وجهه أبتسامة واسعة خبيثة مدمرة قائلاً ببطء
" المرأة هي زوجتي والطفل هو طفلي"
نظر جاد للمى بحزن وشفقة.. ثم نظر لراني بغضب وحنق..
كأن راني صفعها وبعنف على وجهها لقد حدث ما كانت تهابه راني تزوج وليس هذا فحسب بل أنجب طفل من هذه المرأة!!.. شعرت بحرارة تغزو جسدها وبألم عنيف يضرب رأسها فتأوهت بألم مغمضة عيناها.. تصبب العرق بكثافة من جميع أنحاء جسدها فتحت عيناها تتأمل المرأة.. شعرها المتوسط الطول باللون البني الشوكولاتة.. منسدل بحرية على ظهرها لون بشرتها البرونزي مميز.. وجهها الفاتن مزين بقليل من مساحيق التجميل وتمتلك عينان كبيرة بلورية اللون مرتدية فستان قصير أرجواني فاتح اللون بحملات رقيقة..
ثم تأملت الطفل ذو الشعر الأشقر الكثيف ويمتلك بشرة ناصعة البياض وعينان بلورية كوالدته مرتدي بدلة بيضاء جميلة تليق بحجمه الصغير..
وجهت نظراتها بين راني والطفل ترى أذا كانوا متشابهان.. قطع حبل أفكارها صوت راني يقول
"إيلين لماذا لم تنتظريني بالسيارة الأجرة عند الزقاق؟"
أجابته المرأة بصوت ناعم
" أردت بأن أرى أصحاب زقاقك والتعرف عليهم"
أبتسم راني بخفة ليقول بعدها لجاد
" سنذهب للفندق الذي سنقيم فيه فأنا متعب.. سأتي غداً صباحاً"
غادر راني والمرأة.. بينما كان عقل جاد لا يتوقف عن التفكير والتساؤل أذا كان فعلاً راني تزوج؟!
حدق بسرعة بلمى التي أندفعت تركض خارجة من الزقاق.. هز رأسه بأسف فحالها يرثى لها وهو عاجز عن مساعدتها فراني عاد ليذيقها من جحيمه الذي لا يرحم..

*********


جالسة على سريرها تبكي بهيستريا وجنون طوال الليل.. راني أنتقم منها وبجداراة صرخت بألم وعذاب.. وقهر الرجل الذي تحبه تزوج بأخرى جميلة وفاتنة!
من أسمها وشكلها عرفت بأنها أسكتلندية.. ولسخرية تتكلم اللغة العربية بطلاقة..
شعرت بالدنيا كلها أظلمت بعيناها.. قبضت على صدرها عندما تذكرت كيف كان ينظر لها ويبتسم لها ويتحدث معها بلطف أنه يحبها وهو راضي عنها.. لم تعد تحتمل الواقع المرير فوقعت منهارة مغشى عليها...

**********
الساعة السابعة صباحاً:

فتحت عيناها لترى نفسها مستلقية على السرير.. دعكت على رأسها الذي يفتك الصداع به تجعدت ملامحها من الألم الحاد تذكرت فجأة بأنه أغشى عليها عندما كانت تبكي بسبب ما حدث.. أستقامت بسرعة لتبدل ملابسها لتذهب لوجهتها

**********

دخلت لزقاق تبحث عنه.. لتراه واقفاً أمامها يمسك بيده قميصه الزيتوني.. أقتربت منه بسرعة لتقف أمامه مباشرة رفع رأسه يحدق بها بحدقتيه الخضراء بحاجبين مرفوعين.. نست ما أتت لأجله عندما رأت شكله الآسر لنظر طوله الفارع وعضلات صدره القوية البارزة.. وعضلات بطنه السداسيه البارزة وعروق ذراعيه الظاهرة ... وجزءه السفلي يغطيه بنطلون أسود يلتصق بجسده مبرزاً عضلات ساقيه الصلبة.. فغرت شفتيها بدهشة وذهول لقد أصبح ضخم جداً يمتلك عضلات بكل أنحاء جسده!..
شعره الحريري الطويل الذهبي الذي يصل لمنتصف عنقه خصلات شعره تعانق جانبي وجهه..حدقتيه الواسعة والكبيرة الخضراء الامعة ملامح وجهه الرجولية القاسية الخشنة وعظام فكه البارز.. ضربت أنفها رائحة عطره مختلطة مع رائحته الرجولية أذابها هذا المزيج من رائحته الفتاكة...
ربااااه لقد أصبح جميل وجذاب بشكل فاحش!!
نفضت رأسها لتفيق من تأملها له.. قائلة
" راني لقد عجزت لتصدقني أنا لست امرأة شريرة كما تظن.. أقسم بالله أني توقفت عن أنتقامي منذ زمن.. كنت متشوقة ومتحمسة لعودتك لأخبرك بمشاعري نحوك بكل صدق لكنك أنتقمت مني وتزوجت وأنجبت"
صمتت ثم شهقت رغماً عنها بسبب القهر والعذاب الذي تشعر به..
نظر لها بأستصغار وسخرية قائلاً بدرامية متصنعة
" أوه حقاً!.. وماذا تشعرين نحوي؟!"
نظرت لعينيه بعمق لتقول بهمس معذب
" أنا غارقة بحبك راني أنت الرجل والصديق الوحيد الذي كنت مقربة منه كثيراً.. أتوسل اليك صدقني"
للحظة صدم بشدة من كلامها وتعبيرات ملامحها الصادقة.. لكنه بسرعة نفض رأسه فهذا ليس صحيحاً فهي جعلته كلعبة بين يديها وتعرف كيف تمثل دور البريئة اللطيفة..
أقتربت منه كثيراً تنظر لعيناه بعمق هامسة بخفوت
"راني تمعن بعيناي جيداً ستعرف بأنني فعلاً أحبك أظنك ذكي وستعرف"
أرتجفت عيناه وهو يحدق بعيناها ..أكتشف بأنها تحبه فعلاً.. لقد تغيرت لمى وأصبحت تصارحه بدون خجل بمشاعرها وحبها له!
سمعها تناديه.. فتغيرت ملامحه لعصبية وحقد.. جذبها نحوه والصقها به ومال وجهه أمام وجهها ومن هذا القرب أستطاع شم رائحة الفواكه مع الكراميل وعمق الروائح الخشبية، مما يجعل مزيجًا مغريًا معقدًا ينفجر بالطاقة الحسية.. حلاوة رائحتها تغلفها بدفء متوهج يصعب مقاومته.. فجأة وجد نفسه يتفحص وجهها شديد البياض.. حدقتاها الرمادية المسحوبة كالقطط أنفها الرفيع الأنثوي شفتاها الممتلئة مصبوغة بأحمر شفاه مخملي لامع وناعم... يعانق جسدها ثوب أزرق فاتح بدون أكمام شعرها الطويل الثلجي كما عهده مبعثر على وجهها بسبب جذبها نحوه.. أنها تمتلك جمال مختلف ومميز لم يرى مثلها أبداً.. شعر بشعور قوي يجذبه نحوها.. تساءل ما هذا الشعور؟ فجأة أتسعت عيناه ثم أغمض عيناه للحظة ثم فتحها على وسعها يحدق بها ببرود وأرتفعت شفتيه بتسلية
" نعم لقد رأيت بعينيك بأنك تحبينني.. لكني أتساءل كيف تحبينني وأنتِ أنتقمتي مني؟!"
تتنفس بسرعة رهيبة.. وهي ترى نفسها مكبلة بين ذراعيه ملتصقة به وضعت يديها على صدره العاري العضلي الصلب لتدفعه فشعرت وكأن النار تلسعها عند لمسها له.. دفعته بكل قوتها لكنه لم يبتعد عنها قيد أنملة فهو كالجدار الحديدي لا يتزعزع.. فزفرت بعنف وهي تشعر بجسده الذي يلامس جسدها لم تعد تحتمل فصرخت بوجهه
" راني ماذا حدث لك أيها المعقد أبتعد عني!"
عصرها بين ذراعيه بعنف وأحمر وجهه بغضب صارخاً بصوت قاتم
" ولكِ الجراءة بنعتي بالمعقد أيتها الشيطانة اللعينة"
تأوهات بألم شديد وهي تحدق به بصدمة وذهول بسبب عنفه عليها!.. أضاف قائلاً بصوت مرتعش من الغضب وهو مستمر بعصرها بين ذراعيه بقوة
" كنت أنتظر عودتي الى هنا بفارغ الصبر لأذيقك جحيمي"
نظر لها كالمجنون وهي تتلوى بين ذراعيه تحاول تحرير نفسها منه.. وعيناها الرمادية الدخانية امتلأت بالدموع هامساً بصوت مشدود
" أنتِ دمرتي ثقتي بالناس لقد عدت لنقطة الصفر.. بحق الله لماذا أنتِ بهذا الشر والمكر!"
صمت يزفر أنفاسه بخشونة وفكه مشدود بحدة.. يحدق بها بعيناه التي تطلق شرارات حمراء
" أتعرفين ما أتمنى فعله الأن بكِ؟"
حدقت به بعينيان متسعة جداً وخائفة.. أبتسم أبتسامة شيطانية وهو يقرب شفتيه من أذنها يهمس وأنفاسه اللاهبة بنيران الغضب تلفح أذنها ورقبتها
" أتمنى بأن أكسر جسدك بذراعي الى نصفين لأشعر بأرتياح يثلج صدري"
شهقت لمى بشدة وهي ترتجف بين ذراعيه تهز رأسها بشدة لا تصدق بأن هذا راني!
لقد أصبح شخص أخر مظلم قاتم بالسواد.. أغمضت عيناها لتنساب دموعها كالجمر على وجنتيها.. عندما سمعته يقول بصوت حاد
" أستوعبي أيتها الغبية بأني تزوجت وأنا أحبها جداً فهي جميلة وترضي رغباتي المشتعلة.. وبذرة حبنا طفلنا بلين لقد خففت عني الآمي التي سببتها أنتِ لي"
كلامه ينساب كالسم لداخلها ليسبب لها أنواع الألم الذي لا يطاق أبداً حدقت به بوجه شاحب جداً وشفتين مرتعشتين قائلة بصوت متهدج
" أفعل بي ما يريحك راني لقد يئست منك لتصدقني"
" لأعطف عليك تقولين هذا الهراء!"
قالها راني وعلى شفتيه أبتسامة جانبية.. صاحت لمى بغضب شديد
" غير صحيح أنا لا أكذب أفعل ما يريحك لتحقق أنتقامك مني"
رمش بعيناه بسرعة يحدق بها.. أستغرب وتعجب من ردها الذي لم يتوقعه لقد سمحت له بفعل ما يريد بها؟!
هم بكسر جسدها الى نصفين بذراعيه لكنه عجز عن فعل هذا الشيء.. فدفعها بعنف للخلف كادت أن تقع بقوة على الأرض لكنها تماسكت وأعتدلت بوقوفها وهي تحدق به بعيون مذهولة..
صرخ بغضب أسود وهو يرتجف بعنف
" أرحلي أختفي لا أريد رؤيتك طوال حياتي.. أنتِ السبب بكل معاناتي أكرهك من أعماق روحي"
صمت يتنفس بقوة وصدره يعلو وينخفض بسرعة.. ثم أضاف قائلاً وهو يلهث رافعاً أصبعه السبابة مشيراً اليها به
" بدون عويل سأخذ ماكس ليعيش معي.. وأياك ثم أياك تأتي لزيارته هنا أقسم بالله أذا رأيتك سأسحقك بيدي العاريتين أنا حذرتك ولكِ الخيار"
أرتد جسدها للخلف من هول الصدمات المتتالية التي تتلقاها أكفهر وجهها ونظرت له بعيون جاحطة بشدة وهزت رأسها بقوة وهدرت
" أيها المختل عقلياً أنت لا تخيفني هل فهمت؟.. لتنتقم مني تريد أخذ ماكس م.."
قاطعها راني صارخاً بعصبية بالغة
" لا تتحدينني أيتها الحقيرة.. ثم ماكس أنا من ربيته وأهتممت به فلا تمثلي دور أمه.. سأشتري منزلاً وسيعيش ماكس معي مع زوجتي وطفلي"
دلكت على صدرها الذي تشعر بداخله كأبر تغرزها
" ظننتك ستجعل ماكس يعيش هنا.. وأذا كنت ستعيش بمنزل لن أخالفك بأن يعيش ماكس معك"
" حسناً بعد أن علمتي مقصدي سيأتي جاد لمنزلك مساءً لأصطحاب ماكس"
أومات برأسها وقالت برأس مرفوع
" حسناً ولكني سأتي لزقاق لزيارة ماكس وبقية أصحاب الزقاق.. ولا تقلق أذا كنت موجوداً لن آتي"
لم تعطيه فرصة لرد عليها فلقد أنصرفت بسرعة...

زفر بعنف قابضاً على قبضتيه بقوة حتى برزت عروقها قائلاً بشراسة
"أذاً تتحداني فلا تلوم الا نفسها!"

**********
عانقته بقوة تقبله على وجهه.. تنظر له بحنان فائض وهي تخلل أصابعها بشعره.. قبلها على وجنتيها قائلاً
" تودعيني كأنك لن تريني.. يمكنك المجيء لمنزلنا ولزقاق سأسعد جداً بقدومك سنمضي أوقاتاً رائعة"
مالت شفتيها بشبة أبتسامة وهي تراه طائر من السعادة وعيناه لامعة فمنذ أن أخبرته وهو يصرخ ويقفز بأستمرار ويرقص لأنه سيسكن بمنزل جديد مع راني.. غامت عيناها بحزن عميق لأنه لا يدري ما يحدث فقالت بغصة
" سأتي لزيارتك بالزقاق فقط.. لأنني منشغلة بعملي فلا أستطيع زيارتك بمنزلك الجديد"
" هل أنتِ حزينة لأنني سأرحل؟"
أغمضت عيناها وتنفست بعمق لتحتضنه بشدة تمسح على رأسه حتى ظهره..
" نعم ولكن لا يهم المهم بأنك سعيد"
نظرت له بحب ليضحك بأشراق.. لم ترد بأن تشعره بأي شيء يعكر صفوة سعادته فهو طفل صغير وعليه بأن يعيش حياة آمنة وسعيدة...
*********

تذكر بعد قدومه من السفر.. باليوم الثاني أتت سحر تسلم عليه بحرارة وأشتياق.. كانت تبدو سعيدة جداً وكانت تشكره لأنه ساعدها بخطته أخبرته بأن راجح أصبح يحبها ويذوب بها.. وهي تحاول أبعاده عنه وجعله يتوقف عن الأنتقام منه...
مالت شفتيه بأبتسامة ساخرة.. صحيح بأن راجح ينفذ ما تريده سحر لأنه يذوب بها عشقاً بسبب سحرها التي تستخدمه عليه.. لكن هناك أشياء يرفض تنفيذها لها ومنها الأنتقام منه فهو كالفهد الأسود المتربص ينتظر اللحظة الحاسمة للأنقضاض على الفريسة بأي وقت من دون علمها..



التعديل الأخير تم بواسطة Fatima Zahrae Azouz ; 17-06-23 الساعة 03:40 PM
رشا باعلوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-23, 05:43 PM   #507

رشا باعلوي

? العضوٌ??? » 436710
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 277
?  نُقآطِيْ » رشا باعلوي is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الخامس والثلاثين
******

"أنه لأمر مخيف أن تقع في الحب، لإن الحياة معقدة للغاية، حيث تجعلك تفقد توازنك بإرسالك الى الشخص الصحيح في الوقت الخاطئ."

-غيوم ميسو
*********

"كم أشتقت لسمرنا ليلاً ورؤية السماء اللامعة الصافية فوقنا بمجموعة زاهية من النجوم فترسم لوحة برّاقة"
طالع راني جاد الذي يجلس بجانبه على البساط قائلاً
"وأنا ايضاً أشتقت لتلك الأيام يا عزيزي"
رفع جاد يده ليرى ساعة معصمه تشير للحادية عشرة ليلاً مردفاً
" منذ أن أتيت من سفرك لم تنم هنا.. واليوم أراك هنا يبدو أنك ستقضي الليلة بالزقاق.. ما بك راني أحكي لي ما يعكر صفو حياتك"
تنهد راني بعمق متمتماً
" أنت تعرف ما يتوق اليه راجح اليس كذلك؟"
تصلب جسد جاد وهو يتذكر ما علمه عن راجح وسيده.. فأجتاحه خوف وقلق شديد على حياة أخيه وصديقه فطالع راني قائلاً بخفوت لكي لا يسمعه أحد
" سأخبرك بشيء مهم فحاول تمالك نفسك ولا تصرخ حسناً؟"
ضيق راني عيناه وعقد حاجبيه قائلاً بتوجس
" ماذا حدث جاد؟"
"سأخبرك لكن أولاً نفذ ما قلته لك"
أومأ راني برأسه ليسرد له جاد كل شيء... كانت تعبيرات راني تتغير من الصدمة الشديدة لذهول أرتج جسده بعنف وبرزت عروقه القاسية التي بجانب عنقه..
وكتم فمه بقبضته لكي لا يصرخ من الغل والحقد تجاه راجح فكل ما يتمناه الأن قتله بأبشع طريقة ليرتاح من هوسه به.. نعم فراجح مهووس بالأنتقام منه.. وكم سيسهل قتله بعد أن أصبح قناص محترف.. لم يتوقع بأن راجح سيصبح قناص لأن هذا ضرب من الجنون.. كيف أمكنه بأن يكون بهذا الظلم والشراسة الآمتناهية؟! لقد أصبح أخطر من الوحوش التي تعيش بالغابة شعر بالتوتر والقلق يتأكله رغماً عنه
يراقب ردات فعله التي تعصر قلبه من التحسر والخوف عليه.. كم يتمنى بأن يتوقف راجح عن أنتقامه من راني قال بهمس
" سأحاول كل جهدي لكي يتم القبض على راجح.. وأنت عليك بأن تكون شديد الحذر دائماً بكل خطوة تخطوها بأي مكان لنتوكل على الله وبأمره لن يصيبك شيء أخي"
رفع نظراته نحوه ليجذبه اليه معانقاً أياه مربتاً على ظهره قائلاً بصوت متهدج
" لا تتهور جاد لكي لا تفقد حياتك فأنا أستطيع حماية نفسي.. لا تقلق راجح لن يستطيع قتلي"
طالعه جاد بتوجس وتساؤل
" لماذا تبدو واثقاً بأنه لن يستطيع قتلك؟!"
" لأنني راني وهذا يكفي"
طالع السماء المتلبدة بالغيوم السوداء تبنئ بنزول المطر صحيح بأن راني قادراً على حماية نفسه لكنه لا زال يشعر بالهلع من فقدانه

**********

كانت تراقب صديقتها بخوف وحزن.. فهي لم تبكي أو تصرخ ولم تفعل أي شيء تنفس عن ما تكبته بداخلها وهذا الشيء يقلقها جداً ما تعرضت له يفوق الخيال.. طالعتها جالسة بغرفة المعيشة ترسم ديكور المنازل بهدوء تذكرت كيف أهتمت بها وساعدتها لتجمعها مع جاد من جديد.. والأن جاء دورها لترد لها الجميل أقتربت منها بخطواتها لتجلس بجانبها قائلة
" لمى حبيبتي"
توقفت لمى عن ما تفعله تحدق بها بعيناها الرمادية الشاحبة متمتمة
" رجاء تالا أذا تريدي بأن تتحدثي عن ما حدث بيني وبين راني فأنا لا أريد التحدث به"
نظرت لها تالا بضيق وأردفت
" أنتِ أختي وصديقتي لا أستطيع رؤيتك أمامي تحملين كل هذا الكم من الألم بداخلك.. ولا أحرك ساكناً هذا مستحيل.. ثم أنتِ ساعدتني ليعود جاد الي"
أبتسمت أبتسامة جانبية مريرة جداً هاتفة
" ليس هناك شيء لتساعديني به تالا.. وقصتك تختلف عن قصتي تماماً راني يمقتني ويكرهني حد الموت وعند عودته أنتقم مني"

**********

كانت تعمل بنشاط ولوقت أضافي بالشركة.. وتأتي للمنزل متأخرة متعبة فترتمي على سريرها لتنام.. فشركتها التي تعمل بها هي إحدى أكبر شركات الديكور والتصميم والتنفيذ الداخلي في البلد.. وهي نجحت بتصاميم الديكور بسوق العمل لأنها أهتمت بتلبية أحتياجات العملاء وهذا سيساهم في نشر أسم الشركة ويزيد الطلب على منتجاتها.. وخدماتها مما يرفع من نسبة أرباحها... مدير الشركة كان سعيد وفخور بها فقدم لها مكافأة نقدية وهذا جعلها تفخر بنفسها و كانت بغاية السعادة لأنها حققت نجاح باهر..
أستيقظت الساعة التاسعة صباحاً.. جلست نصف جلسة على سريرها تمط ذراعيها بكسل لملمت شعرها الطويل الثلجي ثم أخذت المشبك من المنضدة التي بجانب سريرها لتمسكه بشعرها فاليوم يوم أجازتها.. أبتسمت بحنان عندما تذكرت ماكس لقد أفتقدته بشدة فهي لم تره منذ أسبوعين.. أستقامت لتدخل للحمام لتستحم.. بعدها خرجت تلف منشفة قصيرة بيضاء على جسدها.. توجهت لخزانتها لتختار فستان أسود من دون أكمام لترتديه..
وقفت أمام طاولة الزينة تنظر للمرآة وهي تسرح شعرها بعدها وضعت قليل من مساحيق التجميل.. تنهدت بعمق لتخرج من غرفتها لترى تالا تحمل أطباق الفطور الشهية وتبتسم لها بأشراق قائلة
" صباح الخير لمى.. الى أين أنتِ ذاهبة؟"
" لزقاق لأرى ماكسي"
" حسناً تعالي للمطبخ لنتناول فطورنا"
أومات لمى برأسها تتبعها للمطبخ..
أستقامت لمى من على طاولة الطعام لتحدق بها تالا قائلة
" لقد تناولتي القليل من فطورك.. لمى أرجوكِ أعتني بنفسك"
أقتربت منها لمى ومالت نحوها تقبلها على وجنتها قائلة
" لقد شبعت سلمت يداك"
هزت تالا رأسها بأسف تشعر بالضيق من أجل لمى التي تغيرت كأنها ليست هي

**********

شعرت بالخيبة عندما أخبرها أيهاب بأن ماكس لم يأتي لزقاق منذ أن أخذه جاد من عندها.. أستدارت لتغادر لتغفر فاها وهي تراه يدخل لزقاق متأنقاً مع زوجته الفاتنة.. رمقها راني بنظرات قاتلة مشتعلة.. وعيناه الخضراء تصبح أكثر حدة.. طرفت عيناها عندما رأته يتحدث مع زوجته بهمس ثم يقبل وجنتها بلطف.. سمعت أحد أصحاب زفاقه يناديه لتراه يتجه نحوه..
"مرحباً"
عادت بنظرها للأمام لتراها واقفة قريبة منها.. رفعت حاجبيها بدهشة منذ متى هذه أصبحت تقف قريبة منها؟.. أخذت تتفحصها بعيناها الرمادية الثاقبة.. فلمحت أبتسامة صغيرة على شفتيها الامعة المصبوغة بأحمر شفاه أحمر قاتم.. همت بالمغادرة لكنها أستوقفتها عندما قالت
" الأفضل لكِ تقبل الواقع عزيزتي.. ولا تسيئي الظن بي أعلم بأنكِ تتألمين كثيراً بسبب راني.. رجاء لا تحملي الطغينة والحقد.. والكره نحوي فأنا لا دخل لي بما حدث بينكم"
نظرت لها لمى بعينين متسعتين فاغرة شفتيها بذهول.. وقبل أن تستوعب ما قالته نطقت وهي تنظر لها بلطف
" هل من الممكن بأن نصبح أصدقاء؟.. لقد أعجبت بك منذ أن رأيتك"
مالت لمى برأسها للجهة اليمين تنظر لها ببلاهة.. يا حبيبي هل أخطأت أذناي بسماع ما قالته هذه المرأة؟!.. نقلت حدقتيها ليدها المترددة لتربت بعدها على كتفها قائلة
" أعلم بأنك مصدومة ولا تصدقي ما أخبرتك به لكنني أقسم لك بأنني صادقة.. أطمئني أنا لست المرأة الشريرة التي تأخذ الرجل من المرأة التي تحبه.. لقد تزوجني راني ولم أكن أعلم بأن هناك امرأة بحياته تحبه أذا كنت أعلم لم أكن سأتزوجه.. أنا أشعر بك وبما تمرين به فرجاء أخبريني بما حدث بينكم لقد أخبرني راني بما حدث بينكم.. لكني أريد سماع ما حدث منكِ لأعرف كل شيء.. حسناً أذا لا تريدي صداقتي على الأقل أخبريني بما حدث فقط"
لم تجبها لمى بل كانت متجمدة بمكانها تطالعها بعيناها المتسعة بشدة.. فأضافت قائلة
" حسناً كما تشائين"
ثم همت بالتحرك مبتعدة عنها لتنطق لمى
" لم أتخيل بأن تكوني هكذا!!... سأخبرك بما حدث بيننا"
أومأت لها وهي تبتسم لها سارت إيلين خلفها ليجلسن على البساط الموضوع على جانب الزقاق ثم بدأت لمى تحكي لها كل ما حدث.. بعد أنتهت لمى من سرد قصتها لتتفاجأ بأيلين تمسح دموعها بمنديلها الوردي وملامحها حزينة جداً هاتفة
" أنا آسفة لما حدث لكِ"
تصلب جسد لمى عندما عانقتها وأحاطتها بذراعيها.. أبتعدت عنها وهي تحدق بها قائلة
" أطلبي أي شيء تريدينه يخفف ما تمرين به أرجوكِ"
لا تتوقف هذه المرأة عن صدمها وأدهاشها أبداً!!.. ففكرت بماذا ستساعدها به لتقول بسرعة
" أجلبي ماكس الى هنا"
تألقت عينا إيلين وهي سعيدة بأنها نجحت بالأقتراب من لمى ومساعدتها فقالت بتأكيد
" حسناً سأجلبه غداً الى هنا"
" أخبري راني بأن ماكس يريد زيارة زقاقه سيصدقك"
أومأت برأسها.. لترى بدهشة لمى تنتفض مستقمية مبتعدة عنها بسرعة.. رفعت حاجبيها بأستغراب لفت نظرها راني قادم نحوها لتعلم ردة فعل لمى فهي لا تريد بأن يراها راني جالسة معها فشعرت بالشفقة عليها..
كانت لمى تهم بالمغادرة وحاولت بأن تتجاوز الواقف أمامها
" الم أخبرك مسبقاً بأن لا تأتي لزقاق؟" قالها راني بفحيح
أستوقفها بما قاله لتنظر له بنظرة باردة وتجاوزته مغادرة..
أشتدت عضلات جسده وصك على أسنانه بشدة أنها تتحداه.. يبدو أنها لا تعرف راني جيداً رمق إيلين التي نادته.. فأقترب منها فقالت
" أرجوك راني يكفيك ما فعلته بلمى أنها تتألم فلا تؤذيها أكثر من ذلك"
ضيق عيناه محدقاً بها باستغراب
" هل تظنين بأنها بريئة ولم تذمرني؟!"
هزت رأسها بسرعة هاتفة
" لا قصدت بأنك أنتقمت منها فلا تستمر بإيلامها"
ههمهم وقال بتحذير
" لا تتدخلي بما يخصني.. هل فهمتِ؟"
طالعته بدهشة وأومأت برأسها.. دعت الله بسرها بأن ينجي لمى منه فهو أنسان مؤذي وصعب المراس...

*********


باليوم الموالي مساءً الساعة الرابعة:

ذهبت لزقاق وهي متلهفة لرؤيته لقد أشتاقت له جداً.. عندما رأته أخذته بأحضانها تقبله بلهفة وحب كان ماكس ينظر لها بعيناه الزرقاوتان اللأمعتان وهو يبتسم بسعادة عند رؤيتها.. أخذت تسأله عن حاله وهل هو مرتاح بالمنزل الجديد.. فأجابها بأنه بخير وسعيد جداً
" منزلنا رائع جداً وكبير جداً.. ولديه حديقة كبيرة ومسبح"
كان يحكي لها وهو يلوح بذراعيه ..فقالت برقة وهي تقبله بقوة على وجنته
" كم أحبك يا وسيمي الصغير"
قهقه ماكس قائلاً بطفولية
" وأنا أحبك كالبحار والمحيطات"
ضحكت لمى بصخب وهي تدغدغه بأنفها بعنقه هاتفة
" أوه حقاً!"
"ماكس أذهب واللعب مع الأولاد" قالها بهدوء خطير ينظر لها بنظرة مميتة ووجه أحمر من الغضب.. أبتلعت ريقها وغار قلبها من الخوف رغماً عنها فهو يبدو كأنه ممسوس.. أنحنى نحوها ليمسك ذراعها ليجعلها تستقيم ويسحبها خلفه بعنف.. صرخت وهي تدفعه عنها ولكن دون جدوى كانت تسير بسرعة بسبب سحبه لها بعنف.. ثم دفعها بقسوة على الجدار لتشهق بألم عند أصطدامها به.. نظرت حولها لتجد نفسها وحدها معه فالزقاق كبير ولا أحد سيعرف أذا قتلها الأن.. أرتجفت بخوف ثم أغمضت عيناها تحاول أستجماع قوتها وشجاعتها عليها الا تظهر ضعفها وخوفها له مهما حدث.. ففتحت عيناها تحدق به قائلة بأنفعال
" أيها المختل لما كل هذا الجنون بحق الله!"
قال وعلى وجهه أبتسامة مظلمة
" لقد حذرتك مسبقاً أن لا تعبثي معي لكنك تحديتني"
نبض قلبها بقوة داخل قفصها الصدري تترقب بتوتر وقلق ما سيفعله بها هذا المجنون المعقد.. أنتفضت عندما صرخ بوحشية
" الم يكفيك تذمير حياتي لتأتين الأن وتتحدينني أيتها الشيطانة؟!"
أبتعدت عنه بسرعة تهرول راكضة.. شهقت عندما أمسكتها قبضة فولاذية وأدارتها نحوه ثم شهقت بشدة عندما صفعها بقوة ومن أثر صفعته وقعت على الأرض.. أرتجف جسدها وبيد مرتجفة تلمست وجنتها المحمرة الحارة من أثر صفعته.. لقد صفعها المعقد!
تحركت لتنهض وهي تتأوه بألم بسبب وقوعها على الأرض القاسية.. أستقامت وحدقت به بعيناها الرمادية الداكنة بسبب دموعها المتجمعة بها تقدمت نحوه.. فقالت بجمود
" أذا كنت تعتقدني شيطانة فهل تظن نفسك لطيف عندما صفعتني؟"
لهث بأنفعال وتشنجت عضلات جسده.. ليمسك شعرها يشده بقسوة قائلاً وهو يلهث بعنف
" لا تسخرين مني فأنتِ تسببين لنفسك المزيد من الألم"
كانت تصرخ تحاول أبعاد يده التي تشد شعرها.. شعرت بألم رهيب عندما شد شعرها بقوة كبيرة.. وتحولت ملامحه لملامح شيطانية.. هادراً
" أكرهك أمقتك!"
زفر بعنف وزأر كالأسد قبل أن يهزها بعنف ثم دفعها بقوة.. وقبل أن تقع على الأرض حاولت أسناد نفسها لتستقيم بصعوبة ناظرة له برأس مرفوع بشموخ رغم الألم الذي تشعر به قائلة بشفتين مرتعشتين
" أقتلني يا راني أذا هذا يريحك"
ثم صرخت بقهر وأنهيار
" ضقت ذرعاً منك لم أعد أحتمل لقد تعبت جداً وأريد بأن أرتاح أفعل بي ما شئت"
تقدمت منه هاتفة
" ها أنا ذا أقف أمامك أنتقم مني"
"ماذا يحدث هنا؟"
أستدارت لمى للخلف لترى جاد يطالعهم بتوجس ودهشة..
وقف جاد أمامهم ثم شهق هاتفاً
" راني ماذا فعلت بلمى؟!"
تجاوزه راني خارجاً من الزقاق..رأها يرثى لها شعرها المبعثر كأنها خرجت من عراك فبسبب أثر صفعته أصبحت بشرتها الحليبية باللون الأحمر القاني.. صعق بما فعله راني بها فكيف أذا لم يأتي بالصدفة الى هنا ماذا كان سيفعل بها!.. أرتج جسده من الغضب الشديد من راني فهو تخطى الحدود لقد تغافل عن ما فعله عند عودته.. من سفره لكن طفح الكيل الأن عليه أيقاف جنونه وعنفه.. فأستدار وركض خارجاً من الزقاق يبحث عنه...

*******

كان يجلس بالزقاق وهو يغلي من الغضب.. لقد بحث عنه ولم يجده رفع رأسه عندما سمع وقع خطوات لينتفض واقفاً وتقدم نحوه.. وهجم عليه ولكمه على وجهه بقوة صارخاً بعصبية
" أتعرف صدقت لمى عندما قالت لك بأنك معقد.. كيف أستطعت بأن تضرب امرأة لا حول ولا قوة لها!.. ثم ماذا كنت ستفعل بها أذا لم آتي؟ من المحتمل ستقتلها فأي شيء متوقع منك"
مسح راني الدماء عن شفتيه قبل.. ينظر لجاد بتجهم فقال جاد بحدة
" لقد طفح الكيل ولم أعد أحتمل جنونك الغبي راني.. من اليوم لن تتعرض للمى بأي شكل كان هل سمعتني"
"وأذا خالفت ما قلته ماذا ستفعل جاد!" قالها راني ساخراً
أجابه جاد بنبرة منفعلة جداً
" عندها لن تلوم الا نفسك"
" أوه منذ متى أصبحت تقف بصفها وتلكمني وتهددني من أجلها!.. وكأني لست صديقك التي تذمرت حياته"
" الجواب بسيط وهو بأنك أنتقمت منها ولم تكتفي بل أستمريت بضربها وأهانتها" قالها جاد وهو يرمقه بغيض
ثم أضاف
" أنا حذرتك راني فأنتبه"
ثم تركه منصرفاً من أمامه...

******
فتحت باب الشقة لتدخل وتغلق الباب خلفها ثم جلست على الأرضية أمام الباب بأنهيار تبكي بمرارة وألم.. والألم ليس لأن راني أذاها بل لأنه أذى قلبها كثيراً لم تعد تعرفه.. لقد علمت اليوم بأنه يستطيع بأن يقتلها بدم بارد.. أغلقت عيناها لتبكي بهيسترية وبعد لحظات فتحت عيناها ودموع المرارة تحرقها

*******
مضى شهران ولم تذهب لزقاق بسببه.. ثم أتخذت قرارها اليوم بأن تعيش حياتها بسعادة يكفيها ما عانته من ذل ومهانة من طرفه ستذهب لزقاق وتتجنب رؤيته فهي قوية ولن يهزمها راني.. رفعت رأسها كأنثى صلبة عادت من الموت..
عندما وصلت لزقاق.. أندفع اليها جاد يعانقها ويتفحصها بعينيه قائلاً بأرتباك ولهفة
" عزيزتي لمى هل أنتِ بخير؟"
أرتسمت على شفتيها أبتسامة صغيرة قبل أن تجيبه
" نعم عزيزي جاد لا داعي للقلق"
"لقد عدت اليك ذلك اليوم عندما ضربك ذلك المجنون لكنك رحلتِ.. أنا آسف عما سببه لكِ راني لقد لكمته وهددته بأن لا يتعرض لكِ"
ضحكت ساخرة.. من كان صديقها أصبح اليوم يحميها منه جاد يا للعجب!
" لا عليك جاد وأنا أشكرك على أهتمامك بي.. بالمناسبة الم يأتي ماكس؟"
أبتسم لها جاد بلطف فهو يعلم بأنها تحب ماكس ومتعلقة به جداً
" لم تأتي لزقاق منذ شهرين وعندما كان يأتي ماكس الى هنا كان يسأل عنكِ كثيراً فكنت أخبره بأنكِ منشغلة.. أردت بأن آتي لمنزلك لكني فكرت بأنك ربما تحتاجين وقت للأبتعاد عن الزقاق ومن فيه بسبب راني.. كانت تالا قلقة وخائفة عليك جداً أخبرتني بأنك لم تريدي مساعدتها وكنتِ تمضين أغلب أوقاتك بعملك لكي لا تريها فهي عجزت عن مساعدتك حتى أنها أنفجرت بوجه راني بغضب شديد شتمته وهددته بأنها ستقتله أذا أقترب منكِ مرة أخرى"
ضحك جاد ثم تابع قائلاً
" لقد لكمته على صدره فأضطررت لأبعادها عنه بصعوبة.. فكانت كلما تأتي لزقاق وتراه ترمقه بحقد وأشمئزاز وتشتمه أمام أصحاب زقاقه.. وجوابه كان يتجاهلها ويغادر"
قهقهت لمى قائلة
" حبيبتي تالا لقد أقلقتها علي كثيراً.. لقد أعتذرت اليوم منها وطمئنتها وأخبرتها بأني بخير.. هل المعقد هنا؟ فأنا لا أريد الأستصطدام به"
هز جاد رأسه بالنفي
فقالت لمى متسائلة
" هو يمتلك منزل فلماذا دائماً هو هنا؟"
" لأنه يحب زقاقه فهو مكانه الأزلي.. مرات يبيت هنا ومرات يبيت بمنزله"

*********

جميع أصحاب الزقاق دعاهم راني لمنزله لوليمة الغذاء..
عندما عادوا لزقاق كانت لمى موجودة وسمعتهما يتحدثون بأعجاب شديد عن منزل راني الكبير والمذهل وبأن وليمة الغذاء كانت شهية ولذيذة جداً..
ثم سمعت أحدهم يقول
" زوجته جميلة وفاتنة.. وطباخة مدهشة فهي قدمت لنا أجمل وليمة لم أتناولها بحياتي!"
نادتها أحدى الفتيات لتتحرك نحوها لتعانقها الفتاة هاتفة بحب
" لمى لقد أشتقت اليك كثيراً.. أصبحتِ لا تأتي لزقاق كثيراً"
مسحت لمى على خصلات شعر الفتاة قائلة
" لقد أصبحت منشغلة كثيراً بعملي يا ماري.. هل تحتاجين لشيء لا تخجلي أرجوكِ فنحن أصدقاء"
أبتسمت مجيبة أياها
" أنتِ لم تجعليني أحتاج لأي شيء.. فلقد وفرتي لي كل ما أحتاجه أنتِ فتاة عظيمة يا حبيبتي"
أبتسمت لها لمى برقة وشكرتها..

*******

كانت السيدة وردة فخورة به.. فهو كان يعمل بالمطعم بذكاء وأحترافية وهذا الشيء أعجبها فيه..
يعود لمنزله الساعة الحادية عشرة ظهراً ليرى إيلين.. جهزت له أطباق شهية أنها امرأة رائعة ولطيفة كان يضحك وهو يرى الطفل يمسك بأصابعه هو يلعب بها.. فيضحك أكثر عندما يرى ماكس يحدق بالطفل بنظرات مميتة وحقودة.. ويبعده عنه بعنف فهو يغار منه لأنه يظن بأنه أخذ كل أهتمامه وحبه منه.. جذب ماكس اليه ووضعه بحجره وأحاطه بذراعيه هامساً بحب
" حبيبي ماكسي لا داعي لغيرتك من الطفل.. أنا أحبك أكثر منه فهو طفل صغير وعلينا الأعتناء به.. سأتركك الأن معه اللعب معه فهو يحبك حسناً"
أومأ ماكس برأسه وأبتسم بأشراق.. أستقام راني من على الأريكة الواسعة ليترك الطفلين فيها.. حدق بماكس يفعل حركات مضحكة بوجهه ليضحك الطفل بصخب.. فأبتسم فهو بدأ بتقبل الطفل واللعب معه

*******

دخل لزقاق وهو يصفر.. قطب حاجبيه يحدق بهم بتفاجأ..
" ما فعلته بلمى كان خاطئ"
" لم نعتقدك بهذه القسوة والظلم!"

"لمى أنسانة رائعة ولطيفة وكريمة.. دائماً تهتم بنا وتجلب لنا كل ما نحتاجه نحن نحبها"
" أرجوك لا تؤذيها"
فمه فاغر وهو يستمع لما يقولوه أصحاب زقاقه ..يهز رأسه بذهول وعيناه ترمش بسرعة كيف أنقلب عليه أصحابه!
لقد سحرتهم بطيبتها المزيفة!.. لقد نجحت وبجدارة بجعلهم يحبونها ويدافعون عنها!
عبس وجهه الوسيم تصلب بحزن.. وخيبة أمل منهم ضغط فمه بقوة.. نظرته الداكنة أشتعلت مع مرارة غاضبة فصاح بهم بأنفعال وعصبية
" أنا أخاكم يا أغبياء الذي يحبكم ويهتم بكم كثيراً لدرجة أنه يعمل بكل جهده لتوفير كل طلباتكم.. والأن وبكل وقاحة توبخوني وتعلموني الصح والخطأ!!
أبتسم بأستنكار وهو يحدق بهم بأسف.. فهتفوا
" آسفون لم نقصد ما قلته نحن فقط نطلب منك بأن لا تؤذيها فهي بريئة"
تأفف وهو يشد شعره صائحاً بقهر يبدو لا فائدة ترجى منهم فهم لا يفهموه.. أندفع خارجاً من الزقاق يسير بخطوات غاضبة..

*********
لمحه يسير بالشارع.. فتمتم
" أوه لقد عاد وغير من شكله كأنه لا ينتمي لزقاقه الذي يعيش فيه!"
أحمر وجهه بشدة عندما تذكر أخر قتال بينهم بساحة شارع كالي.. وكيف أذاه بهجماته وفاز عليه لقد شعر بالمذلة والمهانة لأنه هزمه أمام أصحابه.. شعر بالبراكين المشتعلة بداخله ولن يرتاح الا بعد أن يقتله بعدها ستخمد البراكين المشتعلة بداخله.. بسبب راني لم يشعر بالكثير من الراحة..
قبض على قضبتيه بقوة حتى برزت عروقه بشدة وصارت عيناه قاتمة جداً ..همس بصوت مظلم
" حان الوقت لتصفية الحساب يا راني"
ثم أستدار مغادراً والجاكيت الجلدي الطويل الأسود الذي يرتديه والمفتوح من الأمام.. تطيره الرياح بكل الأتجاهات..



التعديل الأخير تم بواسطة Fatima Zahrae Azouz ; 17-06-23 الساعة 03:38 PM
رشا باعلوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-23, 04:48 PM   #508

Sun se

? العضوٌ??? » 397966
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 474
?  نُقآطِيْ » Sun se is on a distinguished road
افتراضي

?????????????????????????????????????????????????? ?????????????????????????????????????????????????? ????????????

Sun se غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-23, 09:31 PM   #509

رشا باعلوي

? العضوٌ??? » 436710
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 277
?  نُقآطِيْ » رشا باعلوي is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السادس والثلاثين

******
"هناك جروحاً لاتندمل ولا تشفى".
-غيوم ميسو
*******

عندما أتت لزقاق.. رأته جالساً بجانب زوجته على البساط واضعاً الطفل بحجره رغماً عنها غرست أظافرها بشدة براحة يدها.. عندما ضحك بصوت عالي ثم قبل زوجته على وجنتها ثم عانقها هي والطفل وأخذ يحدق بها ويتحدث معها بهمس.. عندها أستدارت خارجة من الزقاق.. لكي لا تعذب نفسها عليها أن لا تأتي لزقاق حالياً لقد نجحت بالتغلب على المشاكل والأحداث التي واجهتها لكن أنهارت كل حصونها الأن بعد الذي شاهدته
ركضت بقوة وهطلت دموعها كغزارة الأمطار أنتحبت بشدة
" حبي لك يا راني كان أكبر خطأ أقترفته بحياتي.. يارب أنزع حبه من داخلي"
راني يستمر بالأنتقام منها.. ويتلذذ بتعذيبها كلما رأها أصبح لا يكثرت لعذابها ولا لمشاعرها.. أشفقت على نفسها التي وقعت بجحيمه...

********

شعر بالأنتشاء بلذة الإنتقام.. عندما لاحظ نظرة الألم والمعاناة بعيناها عندما رأته مع زوجته وطفله.. أبتسم بأتساع قائلاً بأسف عليها بنفسه
" لم أرد ما حدث لكِ لكنك أنتِ ما جلبتيه لنفسك"
******

بعد شهر :
بيوم عاصف ..الساعة العاشرة ليلاً:

خرج راني من الزقاق يغلق أزرار جاكيته البني فالجو قارص لأنه فصل الشتاء.. رفع بصره لسماء الملبدة بالسحب
البرق يخطف الأبصار
تلبدت السماء بالغيوم ونزلت الأمطار كأفواه القرب.
فأنطلق بسرعة راكضاً لوجهته..
لم ينقشع السحاب الأسود ولم تزدد الأمطار إلاّ شدّة ولم يزدد الرعد إلا قعقعة وقصفاً.
ألهب البرق واستشرى وأغدقت السماء وجادت وعصفت الريح وثارت
صعق وتجمد بأرضه عندما سمع صوت إطلاق نار بحاسته السادسة عرف ما سيحصل له.. نطق الشهادتين وأغمض عيناه بشدة منتظراً رصاصة الموت التي لا يستطيع تفاديها مهما فعل.. أندهش وتعجب عندما لم يصبه شيء!!.. ففتح عيناه على وسعها يتفحص حوله ليشهق بذهول مما يحدث بعيون شاخصة!!..
شاب يقف على الرصيف ينظر بكَراهية وبغض.. ومَقْت شديدان لراجح الواقف أمامه على مسافة ثلاثة أمتار.. ثم صرخ بصوت هادر وأطلق ثلاث رصاصات لتصيب صدره جحطت عينا راجح وشحب وجهه بشدة.. وترنح بوقفته وشهق بصوت عالي قبل أن يقع على الأرض..
سمع صراخ راجح الغاضب وهو يصوب فوهة بندقيته نحوه
" لن أموت قبل أن أقتلك أيها اللقيط!.. لقد أنتظرت هذه اللحظة منذ زمن بعيد وأراك جثة هامدة على الأرض عليك أن تموت يا راني أنت سببت لي الكثير من المعاناة والمهانة أمام أصحاب زقاقي"
وجد راني نفسه يصرخ بعصبية وغل
" أنت مجنون ومريض نفسي يا راجح.. وتعيش من أجل الأنتقام"
ضحك راجح بصوت عالي وقال بأستنكار وأستهزاء وهو يطالع راني
" لا تمثل دور الرجل المحترم والحضاري.. فلا ملابسك المتأنقة هذه ولا المنصب الذي وصلت له بعملك سيخفي حقيقتك المخزية وهي بأنك رجل شوارع متسول متشرد.. لقيط وسارق محترف والأفضل بأن تعترف بهذه الحقيقة ولا تخفيها"
ثم قهقه بسخرية.. طالعه راني مستلقي على الأرض ورأسه مرفوع للأعلى وخصلات شعره الأسود تغطي وجهه ..فأرتجف جسده وهو يشعر بالغليان بكل أنحاء جسده.. وبالغضب المهول منه فتقدم نحوه بدون تفكير ووقف أمامه يطالعه بأستحقار
" أنظر لنفسك يا راجح أنت واقع على الأرض تحتي أمام حذائي تحتضِر.. سأرتاح منك وسترتاح منك البشرية لأنها تخلصت من القاتل المأجور الذي يسفك الدماء هنا وهناك.. أتعرف أنا أشفق عليك"
أرتد رأس راجح للخلف وأرتعش جسده وشعر بالعرق يتصبب من وجهه بغزارة رافعاً حاجبيه بتعجب وتساؤل؟!.. كيف علم راني بأنه قاتل مأجور؟!
هل كُشف أمره؟..
تغيرت ملامح وجهه لظلام والشر.. عندما رأى أبتسامة راني المستمتعة.. لن يدعه يفوز عليه فضغط على زناد بندقيته بسرعة لينطلق النار
يرمش بعيناه بسرعة وهو يرى راجح ضغط على زناد بندقيته.. ضربات قلبه وتسارعها يصم أذنيه.. والهواء الخانق الذي بات يخنقه فأصبح يتنفس بأفراط..
تدفقت الدماء على جدران شرايينه..وشعر بألم بصدره
لقد حدث كل شيء بسرعة الأن أنه ميت لا محالة بلع ريقه عدة مرات.. يا رب لا أريد الموت من أجل ماكس نجني يا جبار..
صاح عندما وقع على الأرض بقوة.. تأوه بشدة من الألم لقد تم دفعه بقوة على الأرض الصلبة!!.. وبيدين ترتجفان تحسس جسده يبحث عن أي أصابات من الرصاص.. رفع يداه أمام عيناه المغلقة ثم فتحها.. يداه ليست ملطخة بدمائه!
هو لم يمت!
لم تصيبه الرصاصات؟!
فغر فاهه بأنشداه وهو يراها جالسة فوقه تنظر له بقلق وترقب.. بحق الله ليخبره أحد ماذا حدث؟
ولماذا ظهرت هذه فجأة؟ ولما هي جالسة فوقه؟
" راني هل أنت بخير؟"
لم يجب فكررت هاتفة
"راني أرجوك تحدث هل أنت بخير؟"
لم يجب أيضاً.. فأمسكت وجهه بيديها وأخذت تهزه صارخة بأسمه لتراه يومأ برأسه لتتنفس الصعداء رافعة رأسها لسماء تلهج بالشكر لله لأن راني بخير ولم يمت.. أحنت رأسها نحوه لتطالع ملامح وجهه المصدومة والمستغربة.. والمتسائلة والقلقة..فقالت ببطء
" هون على نفسك راجح لم يقتلك.. لقد أنقذتك بأخر لحظة أطمئن"
أخذ يحدق بها بغرابة..فسمعها تقول
" راني أفق وخذ نفس عميق"
ضيق عيناه وهو يحدق بها.. فأغمض عيناه للحظات يحاول جمع شتات نفسه.. التي تعرضت له من أحداث متسارعة يفوق خياله..
فتح عيناه ليرى خصلات شعرها الثلجي الطويل ترتاح على صدره.. ومن هذا القرب أخترقت رائحتها الحلوة اللذيذة أنفه وهي برائحة عطر الفواكه
وبالمقابل هي أيضاً تأملته.. قطرات العرق اللامعة التي تصببت من وجهه بسبب ما مر به من أهوال قبل قليل.. خصلات شعره الشقراء مبعثرة على جبينه.. حاجبيه الطويلين الجميلين مقطبتين.. ملامحه كلاسيكية خشنة, كعظام الفك البارزة ووجهه القاسي.. تمتمت بسرها أنه يزداد وسامة وفتنة دائماً.. شعرت به يتحرك قائلاً بضيق
" أنهضي من فوقي"
نظرت بأرتباك لمكان جلوسها لتنهض بسرعة.. قائلة بأرتباك
" أعتذر لم الاحظ بأني لا زالت جالسة فوقك"
أستقام راني ليحدق نحو راجح المغشي عليه.. ثم رأى سحر التي جاءت راكضة نحوه ثم أنهارت جاثية بجانبه وعانقته بشدة وهي تولول ببكاء..
نقل نظراته بسرعة مكان وقوف الشاب لكنه لم يجده.. مؤكد لاذ بالفرار.. لاحظ أصحاب زقاقه وزقاق راجح وحشد غفير من الناس يقفون أمامهم.. ينظرون لما حدث بدهشة وذهول وصدمة..

*******

فتحت ازرار جاكيته وأزرار قميصه لتشهق ببكاءها.. عندما رأت الدماء الغزيرة التي نزفت من صدره
" كنت أخاف من هذا اليوم أن يأتي.. لقد أخبرتك وتوسلتك بأن تترك راني وشأنه لكنك ركضت خلف أنتقامك وأنظر لما حدث لك الأن!"
أبعدت خصلات شعره عن جبينه المتعرق.. وكأنها تدرك تواً بأنه لا يتحرك ومغشي عليه وضعت أذنها على صدره لتستمع لنبضات قلبه.. لتجحط عيناها عندما لم تسمع أي نبض فأمتقع وجهها وأنتفضت وصرخت بهيسترية وهي تهزه بقوة صارخة برعب
" لا! ..أرجوك أستيقظ أنت لست ميتاً اليس كذلك أرجوك طمئني حبيبي راجح"
وعندما لم تستمع أي رد منه.. لهثت بشدة ونظرت حولها صارخة بقوة حتى بح صوتها
" ساعدوني لننقله للمستشفى"
كانوا أصحاب زقاقه لم يستوعبوا بعد ما حدث لزعيمهم!! ..وعندما سمعوا صراخ سحر ركضوا نحوها ليمسك شاب ذراعيه بينما الشاب الأخر أمسك ساقيه... وأوقف الأخرين سيارة الأجرة ليدخلوا راجح بالمقاعد الخلفية لسيارة.. ركبت سحر بسرعة لسيارة جالسة بجانبه تحتضنه.. تلهج بالدعاء والتضرع لله بأن لا يموت راجح..

*********
"ما الذي فعلته أيها الغبي!"
جز على أسنانه بقوة وهو يحدق به بغضب.. قبل أن يمسكه من تلابيب قميصه وأخذ يهزه بقوة صارخاً بعصبية مفرطة
" لقد أشفقت على حالك لذلك أخبرتك عن القاتل المأجور.. ولكنك وبكل غباء وسذاجة تذهب اليه وتقتله!.. فمن المحتمل سيقتلني سيده فهو فطن وذكي.. هل تظن نفسك أنتقمت الأن وشفيت غليلك منه؟"
دفعه على الأرض بقوة وصرخ بأنفعال
" كل خططي باءت بالفشل بسببك أيها الحيوان.. سيأخذون حذرهم الأن وسيبحثون عن كل من يعلم عن أعمالهم القذرة.. وسيتم تصفيتهم بسهولة من دون أنتباه أي أحد"
كان مذهولاً ومصدوماً بما فعله و لذهابه لمكان راجح وقتله بتهور لم يتوقع فعلته هذه!.. أنتبه عندما دفع جاد و على الأرض بقوة.. أستقام من خلف مكتبه وتقدم من الشاب ومد يده له ليمسك الشاب بيده ويقف وحدق بالجنرال بجمود..
قال الجنرال عمر وهو يحدق به بأسف وتأنيب
" ما الذي فعلته يا نادر؟!.. لقد أستعجلت أذا كنت صبرت قليلاً كنا سنقبض على راجح وسيُحكم عليه بالأعدام"
أحمر وجهه وأرتجف جسده بشدة ثم صاح نادر بقهر والم
" لقد قتل أبي قبل ثلاث سنوات.. لقد وعدت نفسي بأن أنتقم لأبي لقد أخذ مني أغلى ما أملك.. أبي كان سعادتي وفرحي.. لقد كان يغدقني بحبه وحنانه.. وأهتمامه وبعد أن فقدته أصبحت حياتي بلا معنى"
جدبه الجنرال اليه ليعانقه ويربت على ظهره هامساً
" أهدا يا بني.. أنت لست وحدك من فقدت أحداً من عائلتك هناك غيرك فقدو فرد من أهلهم أيضاً أتوا لمركز الشرطة وأبلغونا عن ما حدث لهم فوعدناهم بأننا سنلقي القبض على القاتل وأخبرناهم بأن يصبروا لنعثر عليه.. فوافقوا"
صمت قليلاً ثم أضاف
" هون على نفسك لم يفت الآوان بعد.. القاتل بالمستشفى ولا نعلم أذا مات أم لا.. نحن سنتصرف بأمره حسناً"
أنبسطت أسارير وجه نادر وقال مبتسماً
" شكراً سيدي الجنرال"
نقل الجنرال عمر حدقتيه نحوه قائلاً بهدوء
" أهدأ يا جاد تماسك لم يعرف الناس من القاتل المأجور"
حدق جاد بالجنرال ونادر ثم قال بغيض
" لقد دمرنا هذا الأبله"
حدق به الجنرال بحنق قائلاً بتأنيب
" أصمت جاد.. عليك بأن تشعر بما مر به نادر"

********

خرج من مركز الشرطة متجهم الوجه.. عندما كان يأتي مركز الشرطة صادف و وتعرف عليه وحكى له الجنرال عن قصته وقال الجنرال لو بأنه يخطط مع جاد للأيقاع بالمجرم.. عندها ذهل و وصرخ بسعادة وأخذ يترجاه بأن يخبره عن القاتل ووعده بأنه لن يخبر أحداً عنه.. عندها حدق به كيف كان مكسوراً ومتعباً فشفق على حاله وأخبره عن راجح ومكان تواجده.. لم يتوقع بأن يذهب لمكان راجح ليقتله؟
وقبل أن يغادر الأن من مكتب الجنرال أخبره الجنرال عن خطته.. أصيب بصدمة شلت أعصابه وحواسه عندما علم لما حدث لراني ليلتها لم يكن بالزقاق.. بعد ساعة مما حدث ذهب لزقاق تهافت أصحاب زقاقه يخبروه بما حدث.. وقتها أتصل براني بسرعة والذي كان بمنزله أطمئن عليه بأنه بخير.. ضحك فجأة بتعجب من غرابة الموقف لمى هي من أنقذت راني من الموت المحتم!!
رغم كل ما فعله بها من أهوال؟!.. لم تتركه يموت!!

**********

جالساً بالزقاق وأصحاب زقاقه جالسين أمامه.. يسمعهم يهتفون بدهشة وأعجاب بأن لمى أنقذته وبأنه كما أخبروه مسبقاً بأن لمى أنسانة رائعة.. ولطيفة وبريئة وخاطرت بحياتها لأنقاذه فكان من المحتمل بأن تصيبها الرصاصات لكن رحمة الله أنقذتها..
رفع نظره عندما رأى جاد يدخل لزقاق.. أسرع بخطواته نحوه وجثى بجانبه أخذه بأحضانه وقبل جبينه قائلاً
" الحمد لله على سلامتك يا أخي.. لقد متُ من الخوف عندما علمت بما حدث لك"
عانقه راني وهو يمسح على شعره قائلاً
" لا تقلق أنا بخير يا أخي الحمد الله"
أومأ جاد برأسه مبتسماً له قائلاً
" الا تلاحظ ملاكك الحارس هي لمى!.. قبل سنوات أيضاً أنقذتك من راجح"
أشاح راني بوجهه عنه.. فرفع جاد أحدى حاجبيه مردفاً
" من تمقتها وتكرهها من لفظتها من حياتك.. من أنتقمت منها وسببت لها أنواع العذاب.. هي أنقذتك من الموت"
ثم رفع رأسه لسماء هامساً بنبرة خافتة
" الى متى ستظل معقد هكذا يا راني؟.. صحيح بأن لمى أخطأت بحقك لكنك أنتقمت منها أضعاف مضاعفة.. فهي كردة فعل أنتقمت منك بسبب ما أقترفته أنت من أخطاء تجاهها"
أخفض رأسه وحدق به متمتماً
" لمى تحبك بجنون يا راني"
أستقام راني وأستدار ليهم بالمغادرة.. فهتف جاد
" أتريد بأن تعلم كيف علمت بأنك بخطر وأتت فجأة البارحة لأنقاذك من الموت المُحدق بك؟"
توقف راني واقفاً بعد ما سمعه.. فمالت شفتي جاد بأبتسامة خفيفة قائلاً ببطء
" لأنها شعرت بأنك بخطر.. وفعلاً صدق حدسها"
راقب تصلب جسد الواقف أمامه وعصر قبضتيه بقوة.. وسمع تنفسه اللاهث بعدها أندفع خارجاً بسرعة من الزقاق.. فضحك جاد وهو يحرك يهز كتفيه
" أنا متشوق لما سيحدث من أحداث بعد أن أنقذتك لمى يا راني"
*********

يسير بالشوارع والطرقات.. ينظر لطريق وللمارة وللمركبات التي تسير على الأسفلت.. وهو يتذكر كيف كان على شفا حفرة من الموت.. وكيف ظهرت لمى فجأة وأنقذته.. وما هتف به أصحاب زقاقه وما أخبره به جاد.. نفض رأسه من أفكاره وركض بقوة يشعر بالتشتت بالضياع.. لقد أنقذته هي من بين كل البشر من دمرته!! صرخ بوحشية وأخذ يركض..

*******
لم يعد يذهب لزقاق.. ولكن بعد أسبوع طلب منه ماكس بأن يزور أصدقائه فلبى طلبه مرغماً.. أوصله ثم هم بمغادرة الزقاق ولكن فجأة ظهرت أمامه تالا تقف مكتفة ذراعيها تطالعه بغيض.. فتأفف وهو يشد خصلات شعره
" أهلاً راني الحمد الله على سلامتك.. أراك هارباً من الزقاق لكي لا تسمع ما فعلته لمى من أجلك!"
رفع رأسه بسرعة محدقاً بها بذهول قبل أن تتحول ملامحه لغضب وللقسوة قائلاً بأستنكار
"للأسف صحيح بأنها أنقذتني.. لكنها بنفس الوقت دمرتني أنتِ لا تعلمي كيف أصبحت رجل مهشم بسببها فأغلقي فمك هذا الصغير الذي يطلق الهراء والتراهات"
رمشت تالا بعيناها بسرعة.. وهي تشير لنفسها قائلة بأنشداه
" أنا فمي صغير ويطلق هراء وتراهات؟!"
أومأ لها راني برأسه يؤكد لها كلامه وهو يحدق بها ببرود.. فصاحت بصوت عالي وهي تمسكه من قميصه تشده تنظر لعيناه بعمق
" جاد شاب متشرد مثلك عانى مثل ما عانيت.. ولم يكن مثلك شاب مليء بالعقد والحقد والأنتقام.. والسواد الذي ملء قلبك.. أنا متسائلة ومستغربة حقاً لماذا لم تكن مثله!"
دفعته بيديها قبل أن تقول
" لمى هي من أعادت جاد الي.. أنا ممتنة لها طوال حياتي فهي أعادت لي نور حياتي وحبيبي مع أني جرحت جاد جرح لا يندمل.. أرايت لم ينتقم مني جاد كما فعلت أنت مع لمى"
أخفضت تالا رأسها للأسفل قائلة بغصة
" منذ أن تعرفت عليك وهي أصبحت شابة منكسرة بائسة.. حاولت مساعدتها لكن للأسف لم أستطع"
تحرك راني مغادراً بصمت.. وهي تدعو الله بأن يلين قلبه تجاه لمى وينقشع السواد الذي بقلبه.. كم تمنت بأن تخرمش وجهه بأظافرها الطويلة لتشفي غليلها منه..
********

أتصل به جاد ليأتي لزقاق.. فأتى وها هو يجلس بجانبه طالعه جاد بسخرية قائلاً
" بسبب مقتك للمى هجرت الزقاق!.. حتى أنك لم تسألني ما حدث لراجح"
" اللعنة عليك أتصلت بي لتخبرني بهذا الأمر!.. أنا لا يهمني ما حدث لراجح.. ورجاء توقف عن ذكر أسمها لقد ضجرت منكم وأنتم تذكروها لي دائماً"
تحدث جاد بنبرة هادئة
" من الضروري بأن تعلم ما حدث.. لقد تحدثنا أنا والجنرال عمر جابر البارودي ..ونحن ننتظر أذا فاق راجح من الغيبوبة أنه بحالة خطرة جداً وأذا مات فلقد سهل علينا المهمة.. أشفق على سحر فهي جنت عندما حدثها أيهاب بالهاتف بما حدث فأتت مهرولة.. عندما ذهبت اليوم لرؤيتها بالمستشفى كانت شاحبة وممتقعة.. بدت هزيلة ومرتعبة كانت ترتجف لقد كانت خائفة عليك حد الموت وجنت عندما علمت بأن راجح أصيب بطلقات نارية قاتلة مهما حدث فهو بالنهاية زوجها.. أخاف بأن تموت أذا مات راجح.. وبالنسبة للمى أذا لا تريد رؤيتها وتمقتها توقف عن تعذيبها بأي شكل كان يا راني"
مسح راني على وجهه..وقال بصوتاً عميق
" سأتصرف مع سحر لا تخف عليها"
بعدها أنصرف.. ليشتمه جاد من خلفه فهو مل من راني.. ومن تصرفاته الصبيانية..

********
أتصل بها لتلحق به بالمنتزه جلست بجانبه على مقعد المنتزه.. أخذها بين أحضانه قائلاً بنبره هادئة
" سحر هوني على نفسك أرجوكِ"
دفنت سحر وجهها بصدره العريض.. متشبثة بقميصه بيديها تنتحب بمرارة.. أخذ راني يمسح على شعرها وظهرها
" أخبرتك مسبقاً بأن لا تتزوجي راجح لأن نهايته معروفة أما الموت أو العذاب بحياته.. لكنك لم تستمعي الي على كل حال كوني قوية وأعلمي بأنه هو من أختار مصيره هذا.. وهو يستحق ما سيحصل له لأنه كان سيقتلني"
تشنج جسدها مما قاله.. فعلاً عليها بأن تتحمل فهي من أختارت بأن يكون راجح زوجها.. رفعت وجهها الغارق بالدموع نحوه تنظر اليه وهي تكوب وجهه بيديها قائلة بصوت متهدج
"أنا آسفة لأني لم أزورك لتحمد لك بالسلامة.. لقد جننت عندما رأيت لما حدث لراجح أشعر بالراحة لأنك بخير عزيزي"
شدد من أحتضانه لها وهو يطبع قبلة على جبينها
" أتوسل اليك لا تعذبي نفسك.. فهذا يعذبني حبيبتي"
حدق بها بخضراويتيه مضيفاً بنبرة حنونة
" مهما حدث تأكدي بأنني سندك بهذه الحياة.. مستعد بأن أفعل أي شيء لأراكِ سعيدة ومرتاحة"
تغضنت ملامحها قبل أن تحيطه بذراعيها متشبثة به.. وأنفجرت باكية
" أنا محظوظة بك جداً أنا مدينة لك بحياتي.. دائماً تشعرني بالأمان والأطمئنان.. ولا تجعلني أحتاج لأي شيء"
حدق بها بعبوس وهو يمط شفتيه
" أذاً أبتسمي وأهتمي بنفسك.. ستموتين أذا بقيتي على هذه الحالة"
أجابته سحر مبتسمة
" حسناً سأحاول"
"حالياً سأخذك معي لمنزلي فهو كبير لأعتني بك"
همت بالتحدث لكنه وضع يده على فمها يهز رأسه بالرفض قائلاً بجدية
" أنا من أقرر يا سحر"
تنهدت بعمق.. فهي لا تستطيع رفض قراره..



التعديل الأخير تم بواسطة Fatima Zahrae Azouz ; 05-08-23 الساعة 08:27 PM
رشا باعلوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-23, 09:35 PM   #510

رشا باعلوي

? العضوٌ??? » 436710
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 277
?  نُقآطِيْ » رشا باعلوي is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السابع والثلاثون

******
- أنا إنما أكرهك لأنني سمحت لك بتلك الأشياء كلها. وأنا أكرهك مزيداً من الكره لأنني لا غنى لي عنك.
- دوستويفسكي .
****

" أنتِ امرأة فولاذية ورحيمة جداً" قالتها تالا وهي تحدق بلمى الجالسة بجانبها.. أمالت لمى رأسها لجهة اليسار تطالع تالا بتساؤل.. فأبتسمت تالا هاتفة
" يعني أنتِ امرأة قهرتي الصعاب.. تحملتي الآلام والمعاناة لن يحتملها رجل ما بالك أنتِ المرأة تحملتي كل هذا.. ومع كل ما سببه لكِ راني أنقذتي حياته عرضتي نفسك للموت من أجله والوغد لا يستحق.. أذا مات كنا سنستريح من عقده ومشاكله"
ضحكت لمى وهي تضرب كتف تالا هاتفة
" أوه شكراً حبيبتي على الأطراء.. لقد أنقذته لأني لا أستطيع رؤية أحد يموت أمامي"
" لم يخبرك أحد بأنه بخطر فكيف علمتي بأنه بخطر؟"
أمتقع وجه لمى.. فأستقامت من جلستها متمتمة
" أذا سمحتي تالا لا أريد بأن أتحدث عن أي شيء يخص راني"
لاحظت الحزن والألم والتعب المرسوم على ملامحها.. فشعرت بالحزن العميق من أجلها.. كم تتمنى من أعماق قلبها بأن تجعلها سعيدة لكن ما باليد حيلة فهمست
" كما تشائين لمى"
أستدارت لمى متوجهه لغرفتها بينما تالا.. تتذكر ما دار بينهما من حديث قبل قليل.. لقد أخبرتها عن الشاب الذي أنتقم لموت أبيه فهو أطلق رصاصته على راجح ليقتله.. هزت رأسها وهي منذهلة جداً مما يحدث بين راجح وراني وما يحدث بأزقتهم!!... أبتسمت بغرابة أذا كتبت كل هذه الأحداث بالصحف ستكون مشهورة...

****

يشعر شعور أنتقام من لمى بدأ يخفت.. بعد كل ما حدث من أحداث وكوارث.. شعر بقلبه ينغزه عندما وقفت الأن أمامه ونظرت بعيناه قائلة بتعب
" أتوسل اليك راني أرحني من جحيمك لأنني لم أعد أحتمل أعتقني منه أخرجني منه، لقد غرقت بظلامك أرحني من كل هذا.. لقد تعبت ولا أقوى على مجابهتك أرفع رايتي البيضاء بالأستسلام"
تجمد جسده.. هل ما يسمعه الأن من ضرب الخيال؟!
سمعها تقول
" أذا يريحك أختفائي لأنني دمرتك كما تعتقد.. سأختفي من البلد"
أنصعق من الصدمة وهو يطالعها مكفهر الوجه، رأها تخفض رأسها لتخفي خصلاتها الطويلة الثلجية وجهها عنه.. شهقت بألم
" أرجوك أرحني راني"
وجد نفسه يقول بصوتاً شاحب
" سأتوقف عن الأنتقام منك.. ولا داعي لتغادري البلد"
رفعت رأسها بسرعة وهي تبعد خصلات شعرها الثلجية للخلف..تنظر له بعيناها الرمادية وقد شعرت بالأرتياح قائلة بترقب
" حقاً!.. وهل سامحتني؟"
" لا" قالها بصوتاً فاتر
ليتحطم قلبها.. لكن لا بأس فهو سيتوقف عن الأنتقام منها ولا يريد بأن تغادر البلد.. تذكرت شيئاً فقالت بسرعة
" هل ستظل تمقتني وتكرهني وتعتبرني عدوتك؟"
" لا أستطيع أجابتك"
زفرت وهي تحدق به لتلاحظ بأنه مشتت وكأنه يصارع نفسه.. فتفهمت بما يمر به فقالت بخفوت
" حسناً.. أتمنى لك حياة سعيدة وأياك أن تجعل حرب ذكرياتك أن تفوز عليك فأنت رجل قوي وواجهت كل الصعاب وكافحت ووصلت مما أنت عليه الأن تذكر هذا دائماً"
ثم أنصرفت من أمامه.. بقي واقفاً مكانه أنها تعرف بأنه يصارع نفسه فشجعته.. يا الهي رغم كل ما حدث بينهم ظلت تهتم لأمره!!.. هز رأسه بعنف لمى لا زالت تدهشه فهي أحجية صعب حلها

*****
عندما كانت تزور الزقاق.. وعندما تراه هو وزوجته وطفله.. لم يحدث شيء لقد مر كل شيء بسلام لم يعد راني ينتقم منها أو يرفض وجودها بالزقاق عندما يكون متواجداً فيه.. وهذا الشيء أشعرها بالسلام الداخلي نوعاً ما

****
من دون سابق أنذار.. هجم شاب على راني يلكمه وأخذ يصرخ بغضب
" بسببك راجح من المحتمل سيموت.. أيها الحقير"
تنظر له بعينين متسعة.. لقد أندفع داخلاً لزقاق ليهجم على راني!!
أنتفضت وأسرعت نحوهم فهي الأولى من فاقت من هول الصدمة..جذبت ذراع الشاب تبعده عن راني وردة فعله دفعها بقوة على الأرض ليرتطم جسدها بالأرض القاسية فصرخت تئن من الوجع.. طالعها راني بفم فاغر وهي مستلقية على الأرض ورأى مرفقها الذي خرج منه الدم.. فحدق بالشاب بنظرة عنيفة قبل أن ينقض عليه يلكمه على وجهه ثم دفعه بعنف ليقع على الأرض بقوة.. صرخ راني بعصبية شديدة
" أيها المخنث ماذا تحسب نفسك فاعلاً!.. أنت تعلم بأن زعيمك هو من حاول قتلي لكنني نجوت بلطف الله بينما هو لاقا مصيره الذي يستحقه"
مال راني نحوه وأمسكه من الخلف من ياقة قميصه ليجعله يقف مسح الشاب الدماء من أنفه وشفته فهي نزفت بسبب لكمات راني.. أخذ يئن من الألم عندما سحبه راني خلفه حتى رماه خارج الزقاق وهو يشتمه.. وأستدار وحدق بالفتيات التي تحيط بلمى وكانوا يريدين بأن يساعدوها على النهوض.. تقدم نحوهن وطلب منهن الأبتعاد عنها.. جثى أمامها ليحدق بوجهها المجعد من الألم وهي تمسك مرفقها المصاب.. فأمسك يدها لتقف وأخبرها بأنهم سيتذهبون للمستشفى فأومأت برأسها

****
بغرفة بالمستشفى.. يجلس أمام سريرها على الكرسي
" هل تؤلمك؟"
يطالعها بقلق ويتفحص مرفقها الملفوف بالشاش الأبيض.. ردت عليه
" أنا بخير لقد خف الألم.. والحمد الله فمرفقي لم ينكسر"
" لماذا دائماً تعرضين نفسك للمخاطر؟.. تجعليني أشعر بتأنيب الضمير"
" هذا فطرتي لمساعدة أي شخص أراه بخطر فلا أستطيع تغييرها راني"
****

بعد أسبوع ذهبت لزقاق.. ليندفع نحوها أصحاب الزقاق يسألونها عن حالها فأخبرتهم بأنها بخير وهي تبتسم لهم بأمتنان لأنها حصلت على حبهم وهذا يسعدها جداً..
شهقت عندما أندفع نحوها بقوة ماكس معانقاً أياها يطالعها بحزن هاتفاً
" أرتعبت عندما أخبرني راني بأنك أصبتي بمرفقك"
أبتسمت له بعاطفة قبل أن تجثو أمامه وتعانقه بذراعها السليم وتقبله على وجهه.. وتبعثر شعره الطويل والكثيف الأشقر والذي يصل لنهاية عنقه
" حبيبي أنا بخير أطمئن"
شقت وجهه أبتسامة واسعة قبل أن يمرغ وجهه بصدرها.. وهو يحيطيها بيديه الصغيرتين الممتلئتين.. مسحت على شعره وهي تستنشق رائحة شعره الرائعة لقد أصبحت تفتقده كثيراً فهو كان يعيش بمنزلها لمدة طويلة..
أبتعد عنها عندما رأى راني فقال له
" هل تسمح لي أن أبيت الليلة عند لمى؟"
كانت تبتسم بتفاجأ أوه كم تعشق هذا الصغير!.. طالعت راني تترقب أجابته المنتظرة ليومأ برأسه ليقفز ماكس ويصفق بيديه فرحاً.. ضحكت لمى عليه ثم طالعت راني ممتاز لقد بدأ يلين قليلاً

****
تمنى بأن يملك منتجعاً.. فهو يحب تطوير تجارته أبتسم بود عندما أخبرته السيدة وردة بأنها لم تصادف شاباً مثله بحياتها.. بصلابته وقوته.. وصبره على تحمل المعاناة وقسوة الحياة وبؤسها.. ومشقتها فشكرها بأمتنان وأخبرها بأنه يود بأن يحقق هدفه التالي الا وهو أمتلاك منتجع.. فصاحت بحماس محدثة أياه بأنها متأكدة بأنه سيحقق هدفه لأنه مثابر وذكي فضحك على ردة فعلها وقبل رأسها وشكرها على كل شيء فعلته من أجله...

*****
مرة يغفر فاهه بصدمة ومرة يضحك بصوت عالي بغباء ومرة تتحول ملامحه لذهول وصدمة وعدم تصديق.. هز رأسه بعنف وضرب رأسه بقوة وأخذ يقرص جسده ويدور حول نفسه...
لقد خرجت من الزقاق رغما عنها لتضحك بصخب لكي لا يلاحظ بأنها تراقبه.. تقدمت حيث يجلس مستنداً بظهره على جدار الزقاق فقالت بريبة
" هل حدث شيء؟!"
رفع رأسه وهو يخلل أصابعه بخصلات شعره الشقراء بأرتباك.. لتقول بسرعة
" أذا لم ترد أن تتحدث لا بأس"
همت بالمغادرة.. ليجد نفسه يقول بتردد
" لقد.. لقد أصبح لدي منتجع!"
*******

" أوه مبارك راني أنا سعيدة من أجلك جداً!.. جداً!"
رفع يديه يحركهم في الهواء هاتفاً وهو يضحك ويتنفس بسرعة رهيبة
" أنا.. أنا لا أصدق ما يحدث لي!.. لم أتوقع بأنني سأحقق ما أتمناه بهذه السهولة!"
قهقهت لمى تنظر له بعيناها الرمادية اللامعة
" أهدا راني ستموت من الفرحة الشديدة.. أجلس وخذ نفس عميق"
فعل مثل ما قالت له.. أغمض عيناه وأخذ يمسد على صدره فهو يشعر بعدم أنتظام ضربات قلبه وبعض الألم في صدره بسبب الصدمة والفرحة الشديدة..
" عليك تصديق وأستيعاب بأنه أصبح لك منتجع لأنك كافحت وتحملت المشقة لتصل ما الى وصلت اليه الأن.. مع الأيام ستقتنع بأنك حصلت على ما أردته"
*****
بالزقاق:

مرت الأيام وكان راني يحاول أستيعاب بأنه يمتلك منتجع..
" كيف حالك الأن؟"
طالعها وأومأ برأسه
" لقد صدقتي لقد بدأت على أستيعاب بأني أمتلك منتجع"
أبتسمت له لمى بأشراق
" هذا ممتاز.. أممم حسناً هل أفتتحت المنتجع؟"
" ليس بعد"
" لنجاح منتجعك عليك دراسة جدوى مشروع المنتجع أصبحت المنتجعات منفس للعديد من الأشخاص حول العالم، ويتوافد الزوار إليها باستمرار للشعور بالرفاهية والمتعة في أوقات العطل."
" لم أكن أظن بأن علي دراسة الجدوى!"
رأت أرتباكه ويريد أحداً بأن يرشده لينجح بما يريده.. لذلك قالت بتأني
"٦ متطلبات أساسية للنجاح، دراسة جدوى أقتصادية لمشروع المنتجع.. تعتبر دراسة جدوى مشروع منتجع في غاية الأهمية فهكذا مشاريع تتطلب دراسة شاملة لكافة العوامل المؤثرة بالمشروع لتحقيق مكاسب مميزة وتشمل هذه الدراسة رأس المال والأرباح والتكاليف المتوقعة ودراسة الموقع ومتطلبات العملاء إضافة إلى وضع الخطط التسويقية والإعلانية، كل هذه الأمور في غاية الأهمية عند بدء أي نشاط تجاري ولاسيما مشروع منتجع، وهو من المشاريع الرائعة والمميزة والتي تحقق أرباحاً كبيرة في حال نجاحها.
وتعتمد فكرة مشروع المنتجع.. على أختيار مكان يتمتع بالمناظر الخلابة الخضراء والجميلة لجذب الزوار والسياح الأجانب، أيضاً تتمتع المنتجعات المقامة قبالة الشواطئ الرملية بحركة زوار كبيرة، فهي تتيح الفرصة للسائح بالتمتع بمناظر الطبيعة الخضراء والبحار الفيروزية أثناء إقامته في المنتجع، أيضاً يجب أختيار الأرض المناسبة لإقامة المشروع عليها وتحديد المساحة وفقاً للمبلغ المراد أستثماره، ويجب أن يكون المنتجع مؤلفاً من ثلاثة طوابق في كل طابق يوجد 4 غرف و3 أجنحة.
من المفضل أن تكون المساحة كبيرة جداً بحيث تتسع لجميع الوسائل الترفيهية الملازمة للمنتجع مثل المطعم وصالة الألعاب وساحة التزحلق، وأن يكون المكان مزوداً بكافة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه وخطوط الصرف الصحي الجيدة"
يحدق بها بدهشة وتفاجئ هاتفاً
" هكذا أذاً!.. لقد أخترت مكان المنتجع قبالة الشاطئ"
" أحسنت بأختيار المكان"
بعد أن أنصرفت لمى من أمامه.. ضحك وعيناه الخضراء تلمع من الفرح لقد أصبح يعلم ما يحتاجه وما عليه فعله بعد أن أرشدته على كل شيء يخص المنتجع!!...
****
بعد أسبوع:

ذهبت لزقاق.. لتراه يتحدث مع جاد ثم أستقام وتوجه لركن الزقاق وجلس وأخذ يقرأ شيء ما بالورقة.. وبدأ لها يواجه مشكلة عويصة من ملامحه التي بينت حيرته.. فخطت نحوه وهي تدعو الله بأن لا يصرخ عليها أو يفعل أي فعل عنيف لتبتعد عنه فهو معقد ومزاجي جداً.. فأختارت ما تقول له بعناية فائقة
" لكي لا تشتت أو تتحير بفعل ما هو مناسب عليك.."
وأخذت تشرح وتوضح له كل ما عليه فعله بالتفصيل الممل.. جلست أمامه وأخرجت من حقيبتها دفتر ملاحظتها وقلم وبدأت بالتخطيط المنتجع على صفحة الدفتر.. كان ينظر بأهتمام لدفتر التي تكتب به وتخطط عليه ولكل شيء تشرحه له.. رفعت رأسها وأستطردت قائلة
"يعتبر مشروع المنتجع من المشاريع الضخمة التي تتطلب رأس مال كبير ولكن في ذات الوقت تحقق أرباحاً أكبر بمدة قصيرة، ولكن الأمر يتطلب دراسة شاملة للمشروع من حيث الموقع المناسب والعمالة والكثير من العوامل التي تؤثر على الأرباح وأهمها التسويق للمشروع للوصول إلى الفئات المستهدفة، إن الأرباح تتحقق بعد تغطية كافة تكاليف المشروع، لا يمكن تحديد الأرباح عشوائياً فالأمر يحتاج إلى تعيين محاسب رئيسي يقوم باحتساب الأرباح شهرياً بعد طرح كافة المصاريف، لأحتساب صافي الربح الناتج في نهاية العام بشكل دقيق."
يحدق بها بأعجاب رغماً عنه.. ووجد نفسه يقول
" يا الهي أنتِ لا تنفكين على أدهاشي وصدمي دائماً!.. ما أدراكِ بكل هذه الأرشادات والمعرفة بالمنتجع؟!"
" كوني مصممة ديكور منازل.. صاحب المنتجع يتصل برئيس شركتنا يطلب منه تصاميم ديكور للمنتجع فيطلب مني رئيسي بأن أصمم ديكور للمنتجع وعندما أذهب للمنتجع أرى كيف يسير التخطيط له بالأضافة بأنني أحب معرفة المشروع بشكل شامل فأقرأ عنه"
حدق بها بأنشداه..أنها امرأة ذا مكانة علمية مختلفة!، وبذكائها المتميز تفعل المعجزات!!
*****

طبق مثلما شرحت له وعرفته كل شيء يخص المشروع.. أوقف سيارته السوداء الفخمة قبالة الشاطئ ثم ترجل من سيارته وهو يزرر أزرار بدلته السوداء نزع نظارته السوداء من عيناه.. ينظر وأخيراً لمنتجعه شعر بأرتجاف جسده وهو يطالعه بعدم تصديق هذا المنتجع ملكه هو!
شقت وجهه أبتسامة واسعة.. قبل أن يتحرك نحوه بخطوات ثابتة واثقة..
تمتم بالبسملة ثم دخل من باب المنتجع.. تأمل المكان
الذي يتمتع بالفخامة والرفاهية، ووجود سبل الترفيه والراحة الأخرى مثل: الصالة الرياضية، ملعب التنس، قاعة اليوغا والسبا، يتمتع هذا المنتجع بموقع مميز للغاية، حيث أنه موجود على قبالة الشاطئ.. والمميز فيه هو أنه يعمل بالطاقة الشمسية التي تزود جميع مرافقه بالكهرباء.. والمنتجع يتخطى كل حدود الرفاهية المتعارف عليها، والمنتجع كاملًا مصمم بطريقة مذهلة... قطع تأمله تصفيق وهتاف حار.. التفت برأسه لجهة اليمين ليرى أصحاب زقاقه يقفون أمام مدخل المنتجع.. ضحك بسعادة وأمتنان لهم.. سمعهم يقولون بسعادة بالغة
" وأخيراً حققت حلمك يا راني!.. نحن مذهولون ومنصدمون لأنك تميزت عنا وأصبحت شاب ذو مكانة عظيمة وعالية.. لا نستطيع وصف جمال المنتجع الصارخ فشكله يفوق الخيال!"
شهق وهو يحدق بهم ورغما عنه تماسك لكي لا يبكي من ترحيبهم له وحديثهم الذي أفرح قلبه جداً وجعله يشعر بالفخر من نفسه لكنه حنق منهم عندما قالوا بأنه تميز عنهم فقال بضيق
" أنتم تجعلوني أشعر بالحنق والضيق منكم.. بقولكم بأني متميز عنكم!.. كلنا نختلف عن بعضنا البعض وكل منا له نصيبه من الرزق في هذه الدنيا فقولوا الحمد لله لأن أوضاعكم المعيشية بالزقاق تحسنت بدتم تعملون بمجهودكم.. والزقاق أصبح مفروش بالبساط وكل منكم لديه فراش وأغطية يتلحف بها من البرد.. وبدتم تمتلكون ملابس وقوت يومكم وتمتلكون خمس حمامات متحركة لتغتسلوا ..غيركم من المتشردين لم يحصلوا على كل ما لديكم أنهم يموتون من الجوع والعطش.. والبرد وملابسهم ممزقة ورائحتهم نتنة لأنهم ليس لديهم حمام فقولوا الحمد الله على نعمه"
أخذوا يهتفون بأنه صادق بكل ما قاله.. وضحكوا بفرح لأن راني نبههم بأنهم يعيشون مرتاحين أفضل من غيرهم المتشردين..
تقدم جاد نحو راني ورفع ذراعيه ليعانقه بقوة وضرب على ظهره بشدة وقبل رأسه يطالعه بعينان مشرقة وفخورة به صائحاً
" مبارك أخي.. أوه كما توقعتك دائماً تطور نفسك لتصل لما هو في القمة وبجدارة!"
" أشكرك من أعماق قلبي لقد أسعدني ما قلته!"
طالع جاد راني وهو يدلك على ظهره ليقول
" ماذا بك؟"
" لقد ضربتني بقوة على ظهري"
" لقد ربتت على ظهرك ولم أضربك عليه" قالها جاد وهو يبتسم له.. ليقلب راني عيناه هل يسمي ضربه تربيت ياله من مجنون
" راني"
رفع عيناه ليراه يهرول نحوه.. معانقاً ساقيه ورافعاً رأسه للأعلى يحدق به بعيناه الزرقاء اللامعة.. ليميل راني نحوه ليحيطه بذراعيه يحتضنه
" أنت قدوتي بالحياة أنت خارق يا راني لقد أصبحت مثل الأغنياء الذين أراهم يسيرون بالسوق!"
قهقه راني وهو يبعثر شعره الأشقر
" حبيبي ماكسي.. شكراً على الأطراء"
لفت نظره لمى التي تقدمت نحوه فهو طلب من أصحاب زقاقه بأن يذهبوا قبله للمنتجع لأنه كان منشغل لقد أحب بأن يحتفل معهم بأفتتاح منتجعه.. وماكس طلب من لمى بأن تحضر فلم يستطع منعها لأنه سيكون بموقف غير لائق.. ولا يريد لماكس بأن يشعر بالحزن
كانت لمى مذهلة بفستانها الأحمر القصير الضيق الذي يبرز جمال منحنيات جسدها.. وجعلها متألقة بشكل مميز ومختلف، ترتدي حذاء ذو كعب عالي باللون الذهبي، مما أعطى شكل جذاب وإطلالة تخطف الأنظار لقد أختارت فستان الأفضل لطلة مميزة.. وجهها مزين بأتقان وشعرها الطويل الثلجلي غطى كتفيها وظهرها وبدأ شعرها له كفراشة لامعة محيطة بها..
" مبارك يا راني وأخيراً حققت حلمك وبجدارة!"
طالعها وهو يشتم نفسه لأنه كان مأخوذ رغماً عنه بجمالها الآسر.. فقال
" شكراً"
أكتفى بقول هذه الكلمة.. ولم يعبر لها عن أمتنانه لما فعلته من أجله تنهدت بعمق لا يهم المهم بأنه لم يرفض تواجدها أمامه..

******

أفتتح المنتجع..والناس أصبحوا يتوافدون اليه بكثرة بسبب أعجابهم به وجماله ولأنه يوفر لهم كل سبل الراحة والمتعة.. لقد أعتذر من السيدة وردة وشكرها كثيراً على مساعدتها وأهتمامها به وحدثها بأنه لا يستطيع بأن يعمل بالمطعم وبالمنتجع.. ففهمت ما يقصده فحزنت كثيراً لأنها ستفقد شخص كذكائه وفطنته بأدراة المطعم.. لكن لا يستطيع العمل طوال اليوم بعملين فدعت له بالتوفيق والسعادة بعمله الجديد.. وأبتسمت براحة عندما جلب لها شخص بدلاً عنه ليعمل بالمطعم أخبرها بأنه ذكي ويعرف كيف يدير العمل بالأضاف بأنه شرح له كيف يتم العمل بالمطعم.. فشكرته بأمتنان
***

الساعة السادسة مساءً، بالزقاق:

مستندة بظهرها على الجدار وهي تتأمل حولها.. باتت تحب هذا الزقاق بسبب الذكريات والأوقات التي مضت فيه برفقة راني وأصحابه.. أغمضت عيناها وقلبها يخفق بسرعة رهيبة تشعر بالتوتر والقلق من المواجهة التي ستحدث عند قدومه.. لا تدري كيف ستكون ردة فعله؟!.. أحتمال كبير ستدمرها وستؤلمها هذه المواجهة نظرت أمامها ولمعت عيناها بتصميم لا بد من هذه المواجهة فهي مهمة جداً لها عليها أن تكون قوية ولا مكان لوجود الضعف.. سمعت وقع خطوات لتطالع مدخل الزقاق لتراه بأنه أتى حدقت بشكله مرتدي كنزة صفراء مع بنطلون رمادي واضعاً يديه بجيوب بنطاله تلألأت عيناها وهي تتأمله بأعجاب وسامته سرقت أنفاسها..
أنتبه لها ليعقد حاجبيه بتساؤل.. سار لداخل الزقاق ليسمعها تقول
" راني أريد التحدث معك"
توقف عن السير ليقف أمامها لتقف أمامه.. بلعت ريقها بسبب التأثير الذي سببه لها هيبته وكازريمته الطاغية.. طالعها بحدة وبحاجب مرفوع.. فقالت بثقة
" قبل أن تظن بأني دمرتك أو سببت لك المشاكل وكل ماتعتقده بي"
يحدق بها بتركيز بعيناه الخضراء كالنمر يترقب ما ستقوله.. حدقت به بعيناها الرمادية الدخانية
" كنت تتمنى بأن تمتلك منتجع.. فسهلت لك الطريق لأمتلاكه.. لقد تحدثت مع مسؤول ال**** ليخفض سعر مبنى المنتجع فواقق أنا وهو نعرف بعضنا فنحن كنا زملاء بالمدرسة.. بأي يوم كنت ستعلم بأني ساعدتك للحصول على المنتجع ولا أعرف ماذا ستفعل بي صراحة لذلك أصارحك الأن.. هذا كل شيء أستأذنك"
خطت بقدمها للمغادرة.. فشهقت برعب عندما سحبها نحوه بقبضته التي تمسك ذراعها بقسوة رفعت رأسها لتحدق بوجهه الأحمر بشدة من الغضب وعيناه الشاخصة والمرعبة تحدق بها كوحش يريد قتل فريسته بأبشع طريقة.. أنتفضت بخوف عندما صرخ بوحشية
" الم تتعظي مما فعلتيه بي مسبقاً أيتها الشيطانة اللعينة!"
قالت بصوت يرتجف
" لقد قصدت مساعدتك.. وبأن تعرف بأني بريئة من كل التهم التي وجهتها لي سابقاً"
" من طلب منك مساعدتي تحدثي اللعنة عليكِ!" زمجر بعنف بوجهها لتهمس بالشهادتان.. ليضيق عيناه عليها ليقول بهمس شرس
" لماذا تشهدين؟!"
لتنظر له بقوة هاتفة
" أشهد قبل أن تقتلتني"
رمش بعيناه ينظر لها بأستنكار وجسده يرتجف بعنف وغضب ثم صرخ بعنف
" لقد تحملتك بما فيه الكفاية!"
أخذ يهزها بعنف وقسوة لتتأرجح بوقوفها وهي تحدق به بجمود
" كما قلتي نعم سأقتلك"
لتجيبه بشجاعة
" أقتلني لترتاح مني"
نظر لها بدهشة.. لتقول بهمس حزين
" أتعرف أنا غبية وحمقاء بأعتقادي ستتغير وستدع حرب ذكريات الماضي وستلتفت لمستقبلك.. لقد ساعدتك بحسن نية لتحقق حلمك.. لقد نفذت كل حلولي لتعرف بأني ليس كما أعتقدت.. بالمناسبة لماذا ترى أخطاءك التي لا تحصى ولا تعد تجاهي بدل أن ترى ما فعلته بك فقط؟!.. أذا كان وجودي يعذبك أقتلني هيا ماذا تنتظر"



التعديل الأخير تم بواسطة Fatima Zahrae Azouz ; 05-08-23 الساعة 08:30 PM
رشا باعلوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:47 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.