"لا طاقةَ لديك في الوقوفِ أو المشي، ولا يُمكنك أن تنام، تارةً تجلسُ على سريرك وتارةً على الأرض، ولأنَّ صلابةَ الأرضِ لا تُناسبُ هشاشة ظهرِك، تعودُ للوقوف مُجددًا، تأخذُ زفيرًا وراء زفير، شهيقًا متبوعًا بتنهيدة، رأسُكَ لم يعُد يحتمل كُلّ ذاك الضيق، تتوَجّهُ إلى عملك كنازحٍ من ضيقِ المنزل وتُغادره كهاربٍ من كارثة، كُلّ الأشياء تدفعك نحو الهروب، تحتاجُ شيئًا واحدًا، شيئًا واحدًا فقط يجعَلُك تنتظر مرورَ الأيام بِشغف ولكن لا جدوى.
لم تعُد عُطلتك التي كُنت تنتظرها دومًا تُغريك، ولا رغبة لديكَ لمشاهدة فيلم أو حتى الاستماع لأغنية، لاشيء يُشجعكَ على تناول الطعام ولا حتّى قراءة نصٍّ أدبيٍّ ركيٍكٍ كهذا.
فُقدانُ الشغف يظهرُ بالحروف قبل أن يظهر بأبسط المُفردات، فقدانُ الشّغفِ مُجحفٌ للغاية." |