آخر 10 مشاركات
القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (الكاتـب : الحكم لله - )           »          صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          [تحميل] مكيدة زواج ، للكاتبة / سلمى محمد "مصرية " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-06-20, 12:34 AM   #11

رىرى45

? العضوٌ??? » 285476
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,197
?  نُقآطِيْ » رىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond repute
افتراضي


موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .



رىرى45 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-20, 02:15 AM   #12

ريان الريان

? العضوٌ??? » 410985
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 354
?  نُقآطِيْ » ريان الريان is on a distinguished road
افتراضي

مميزة كعادتك حبيبتي منى،
عبد الحكيم سخره الله لعائلة الفكهاني وسيكون من نصيب الرمان اما خير التفاح فلا أحسن من عبد العليم لكن هل يرضى والده بمن رسبت ثلاث مرات متشوقة لباقي الأحداث لا تطيلي الغيبة💮💮💮🌸🌸
أحبك في الله❤❤


ريان الريان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-20, 06:24 PM   #13

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس


لماذا نصبت نفسك حاميا لنا ؟
أسدل جفنه على مهل كما رفعهما ثم قال بصوت أجش هادئ.
• أنظري إلي!!
أطاعته ترمقه بتذبذب فاستطرد متماسكا أمام ملامحها الفاتنة و حضورها الموتر لنبضات قلبه.
• ليس كل الرجال أمثال راغب و مغتنم ...... صدقي أو لا تصدقي....هناك رجال بحق لم تغادر النخوة صدورهم.
بلعت ريقها فما أرادت النطق به تعلم بمدى غبائه لكنها نطقت به على كل حال بعد أن أعادت شعرها خلف أذنيها بحركات خرقاء.
• ولما لا تكون أنت أيضا طامع في أموالنا؟
اختفى هدوءه فجأة يغلي كمرجل شبت ناره بخطورة، يهتف بغضب زاد من قاتمة مقلتيه.
• انزلي رمان!... و لا كلمة أخرى غبية ....انزلِي!
أنتفض بدنها مجفلة من غضبه فترجلت لكنه هتف بحزم قبل أ تدخل باب بيتهم..
• توقفي!
تجمدت خطوتها ليستطرد وقد ترك السيارة، يلتهم المسافة بسرعة خاطفة .
• حاولي الليلة الضغط على نفسك قليلا و آزري شقيقتك ...... كفِّي عن أنانيتك الليلة فقط من أجلها.
اكفهرت ملامحها تهرول من أمامه كي لا يفضح غيرتها من شقيقتها، فكر في حزنها و نسى أمرها.
كم كان ذلك مؤلما بحق!
التقى بعبد الحميد على السلم فاقترب منه يسأله بقلق .
• ماذا حدث ؟ كلّ واحد منهما آوت الى غرفتها و أنا أستشيط غضبا.
ربت على كتفه، قائلا بابتسامة واجمة.
• لا تقلق يا عبد الحميد.... الله أنقد شقيقتك من ذكر منعدم الرجولة.
هز رأسه بغضب، فلمح بقايا دماء على ظهر كفه ليبتسم بقسوة، يشير إليه .
• لقنته درسا ...أليس كذلك ؟
تفقد قبضته، يجيب باسما بمكر قبل أن يستأنف طريقه الى غرفته في السطوح.
• أخبرتك من قبل ..... لا تقلق..... تصبح على خير .
توجهت الى الحمام مباشرة، توضأت ثم لجأت للذي لا يرد بابه على عباده، من يمنح السكينة والهدوء للقلب و الروح وفي سجودها فقط سمحت لدموعها بالتدفق، تغسل عنها همها وتزيل عنها ثقله من على صدرها دون أن تلتفت إلى من يطل عليها يتفقدها، والدتها مرة و شقيقها أخرى.
أنهت صلاتها مع اندثار الضيق من صدرها فآوت الى سريرها تندس تحت الغطاء، لسانها لا يتوقف عن ذكره سبحانه فلا اطمئنان إلا بذكره جلّ جلاله حتى سحبتها الغفوة الى عالم الأحلام للحظة وعت منها على تحرك السرير من تحتها قبل أن تطوقاها ذراعين بحنو.
• أنا آسفة حبيبتي ..... سامحيني.
همست لها رمان بأسف وندم حقيقين فلم تجد سوى الصمت جوابا لكنها شدت من ضمها أكثر إلى أن ردت عليها بخفوت واهن.
• اعتذرِي من أخينا وأمنا .... فلن تجدي من يحبك و يخاف عليك أكثر منهما .
مرغت أنفها بين خصلات شعر شقيقتها، تخفي دموعها الحارقة، ترد بنفس الهمس الواجم.
• أعلم ....... سأفعل .
استدارت على شقها المواجه لرمان ثم غطت جانب وجهها بكفها تربت عليه بحنان، تهمس لها بحزن رغم جفاف عينيها من الدموع التي وكأن نبعها نضب.
• جميعنا صُدمنا بموت والدنا ..... و جميعنا نخاف من القادم .... لذا وجب علينا أن نتحد ...نحترم بعضنا و نخاف على بعضنا.... حينها لن يستطيع أحد كسرنا .
دمعت مقلتي رمان وشقيقتها تردف تفاح برجاء مشفق.
• ابكي يا رمان ...... ابكي ..... لكن بعدها استجمعي قواكِ كي تواجهي العالم بقوة .
هزت رأسها بخفة وضمت شقيقتها التي بادلتها ضمتها الحنونة ولم تمضي بضع دقائق حتى راحتا في سبات عميق.

ألقى عبد الحكيم بجسده المنهك على سريره، يزفر بتعب، يحدق بالسقف واجما، يفكر بظنها المشين به.
تلك المتعجرفة.... الغزالة!
ارتخت شفتيه في بسمة فاترة، يهمس لنفسه بضيق.
• لا أعلم لمَ لا يزيدني غباءك سوى حبكا فيك .
اختفت البسمة من على ثغره مع ظهور الاستنكار ... حب! هي؟ من بين كل الفتيات!
الطريق ستكون طويلة أمامه كي يثبت نفسه أمامها كرجل قادر على تحمل مسؤولية حبه لها.
تنهد بصوت مسموع قبل أن يستدير على شقه الآخر، محاولا طرد عيني الغزال من خياله .
...................
*صباحا*

• تفاح..... أستطيع تأجيل العمل لدى العم صادق و أهتم بالمحل.... أنصحك بالراحة اليوم .
يجادلها عبدُ بإصرار لا يزيدها سوى إصرار مشابه بينما والدتها تصب له الشاي تناصره بامتنان.
• أخبرها يا ولدي ..... هي مصرة و لا تطيعني .
استقامت تفاح، تلتقط حقيبتها السوداء كسواد مزاجها وسترتها الساترة لقميص رمادي كلون التنورة الواسعة الطويلة الى كعبيها المخفيين تحت حذاء رياضي منبسط يريحها أثناء العمل، تقول بحزم هادئ بينما تتلمس حجابها طرحتها.
• عبد الحميد.....هيا بنا .....و انت يا عبدُ ، ستبدأ بعملك اليوم كما كان مقررا ..... أنا بخير و الحمد لله....و من فضلكم لا أريد فتح الموضوع من جديد.
هز كتفيه باستسلام، يومئ لوالدتها كي تطمئن فتقدمهما نحو السيارة على مضض، يشعر بعدم اكتمال صباحه دون رؤية عيني الغزال .....الجبان.
....................
**محل ....فاكهة المحبة**
انهمكت في العمل على غير عادتها كي تصرف فكرها عن خيانة مغتنم وحين نفذ صبر عبد الحميد من تصرفاتها، هتف بحنق نزق.
• تفاح ؟ .... لم تدعي لي ما أفعله.... لن أتعلم على يديك شيئا.
توقفت تنظر إليه بأسف، تهز كتفيها باستسلام .
• السلام عليكم .
تحرك عبد الحميد، يحول بين الرجل الناظر إليهم بفضول غامض وبين أخته، تساءل بحيرة.
• مرحبا بك سيدي .... بما أساعدك ؟
تحدث الرجل برزانة يعدل ياقة قميصه الأبيض المخطط بتعرجات بنية.
• أبحث عن عبد الحكيم أل العلمي من فضلك .
مالت تفاح لتنظر إليه من فوق كتف شقيقها الذي رد بريبة، يلاحظ الشبه الواضح بينه وبين من يبحث عنه.
• و من يسأل عنه ؟
ابتسم الرجل بتؤدة، يتأكد من معرفتهم بعبد الحكيم ثم قال بتهذيب بالغ.
• أنا الدكتور عبد العليم آل العلمي شقيق عبد الحكيم .
انتابها الفضول فتفقدت ملامحه بينما شقيقها يهتف بسرور يبسط ذراعه ليصافحه.
• مرحبا ....مرحبا بك .... تفضل المحل محلك.
استغرب عبد العليم من ترحاب الشاب، يصافحه بحرارة، يصغي لاسترساله المهذب.
• عبدُ صديقي بل أكثر ... أعده أخي الذي لم ينجباه لي والداي.
ردد لقب عبدُ بخفوت ثم سأله برجاء وشوق سكن رماد مقلتيه الشبيهتين بخاصة شقيقه.
• أين هو؟..... أود رؤيته .
تنبهت حواسه الى الصوت الأنثوي، الصادر من فتاة لم ينتبه لوجودها قبلا تتدخل بعدما وعت من بحلقتها في ملامحه الشبيهة بشقيقه.
مقلتين رماديتين و وجه مستدير طولا، أنف رفيع بين وجنتين مليئتين قليلا، الفرق بينهما في الشعر الخفيف الحليق عكس شقيقه صاحب الخصلات الكثيفة والطويلة نوعا ما كما أنها لم ترى عبد الحكيم يوما في حُلّة رسمية، كهذا الرجل أمامها.
عبد الحكيم يتسم بالجموح نوعا ما، يطلق لحيته ويرتدي ما يريح جسده من كنزات رجالية وسراويل جينز دون تكلف فيشع وسامة برية أما شقيقه هذا فكل شيء فيه يبدو مدروسا ومرتب، هندامه المكون من قميص أنيق حشر أطرافه داخل سروال بني فاتح تبدو خامة قماشه رفيعة الجودة.... بلى شقيقه الدكتور يلمع نظافة وترتيبا.
• عبد الحكيم لا يعمل هنا صباحا .
خُطفت أنظاره دون وعي منه لتتعلق بشفتيها أو بالأحرى شفتها السفلى تحديدا.... شفة مكتنزة بنية اللون خٍلقة دون زينة والمثير لإعجابه فيها بصورة صدمته شخصيا هي تلك التجعيدات الصغيرة التي خلقت بها، اثنتان على كل جانب وواحدة تشق منتصفها.
تنحنحت من تحديقه في فمها ليشعر بموجة كهربائية تعبر جسده فزعا من فعلته، استعاد رزانته بسرعة، يقول بهدوئه المعهود.
• هل تعلمون أين يعمل ؟
انتظر ردها متهربا بمقلتيه من رغبته الطاغية في تأمل شفتها ولحسن حظه هتف عبد الحميد بمرح.
• عبد الحكيم يعمل لدى العم صادق النجار صباحا ... و يعمل هنا مساءا .
• النجار؟
نطقها مقطبا بسهو متسائل فاندفعت تفاح بحس حمائي غمرها نحو من اعتبرته أخا لها.
• شقيقك موهوب في النحت على الخشب .... فطلب منه العم صادق العمل تحت امرته كي يعلمه أصول المهنة ....إن أردت يرافقك أخي ليرشدك الى محل عمله أو يمكنك العودة هنا مساءا.
هز رأسه يتراجع ليفسح المكان بين صناديق الفاكهة لبقية الزبائن، قائلا بلطف شاكر.
• سأكون شاكرا لكما.
انصرف برفقة عبد الحميد لكنه قبلا حانت منه نظرة الى شفتها فكانت تلك أول مرة يسمع فيها صخب دقات قلبه، ترج صدره بقوة.
................................
**مشغل المحل ...... أثاث المحبة**
• أحسنت بني ...... أخبرتك بأنت موهوب .
أجابه مبتسما بحبور وكفيه البارعتين لا تكفان عن نحت الخشب، يحوله الى لوحة فنية مبهرة .
• شكرا لك يا عم ..... أتمنى أن لا أخيب ظنك بي .
ربت على ظهره بحنو فتذكر والده لتعتلي شفتيه بسمة شوق و حنين.
• لن يخيب يا بني...لن يخيب ...... آمن بقدراتك و أحسن الظن بالله ..... ألا تجد متعة و أنت تمارس عملك؟
اتسعت بسمته حتى ظهرت أسنانه البيضاء، يرد بسرور.
• بلى ..... استمتع كثيرا .
أومأ مبتسما هو الآخر لسروره، يجيب .
• لأنها موهبتك .... حين يعمل الإنسان فيما هو موهوب به يستمتع فيبرع به.
عاد عبد الحكيم الى عمله يستغرق فيه حتى سمع صوت عبد الحميد، يهتف بحماس في طريقه نحو العم صادق المنشغل بحك سطح قطعة خشبية.
• السلام عليكم يا سادة .... عم صادق كيف حالك ؟
قبل رأسه، يشير لعبد الحكيم، مستطردا .
• هناك ضيف يسأل عنك .
قطب عبد الحكيم تساؤلا بينما العم صادق يربت على وجنة عبد الحميد بحب، يجيب ببشاشة.
• أدخله يا ولد .... مرحبا بضيوف عبد الحكيم.
فهتف عبد الحميد بما جعل عبدُ يترك ما بين يديه على سطح احدى الطاولات العالية المتفرقة عبر المساحة الأكبر من مساحة عرض الأثاث الجاهز، يقطب بدهشة مريبة .
• تفضل يا دكتور .... مرحبا بك.
نظر الى المدخل مترقبا بلهفة وقلب نابض بشوق وأمل وتوجس تحول الى حنين اختلط بالفرح والسرور معا، يتأمل ملامح شقيقه المحبوبة لقلبه كبقية أفراد أسرته.
تفقد الدكتور المكان من حوله قبل أن تلتقي مقلتيه مع شبيهتيهما في حوار صامت بين شوق و عتاب و لوم . تحركت شفتيه باسم شقيقه في تفس اللحظة التي خطى إليه فيها العم صادق، يمد يده ليصافحه.
• مرحبا بك بني ....أنا العم صادق .
هز رأسه مجاملا، يبادله المصافحة فاستطرد العم وهو يتجاوزه ليسحب عبد الحميد إلى الخارج .
• تعال يا ولد...... لتخبرني عن آخر أخبارك .....فأنا لم أعد أراك مؤخرا.
رف عبد الحكيم بجفنيه وكأنه ينفض عنه الجمود الصادم وعاد يلتقط القطعة بين يده، يستأنف نحتها قائلا بفتور فرضته عليه ذكرى طرده من بيت والده .
• ما الذي أتى بك يا أخي ؟
ضم الدكتور شفتيه لوهلة، يدير ما يراه في رأسه قبل أن تحمله قدميه قربه، يتأمل ما يفعله فأُخِذَ بتلك الحركات السلسة، يحفر بها شقيقه الخشب بدقة عالية دون أن يكسرها أو يحدث فيها شقوق لتظهر على شكل التواءات، تشكل نقشا جميلا متناسقا.
رفع أنظاره إليه مدققا في قسمات وجهه الذي اشتاق إليه وبشدة وكأن أول ما لاحظه، ارتخاء ملامحه على عكس ما كان يعانيه من تشنج وجوم وعبوس دائم.
• لازلت تحب الحفر على الخشب .... ظننتك نسيت أمر تلك الهواية.
طرف إليه بجانب عينيه، يرد بوجوم حزين.
• بل أخفيت ممارستها عنكم بعد أن رفضها والدي .
دس كفيه في جيبي بنطاله، يقول بعد أن زفر بضيق ملول .
• أنت أعلم بطبع بأبي ..... لو كنت عدت تلك الليلة ما كان ليرفض عودتك لكنك عنيد مثله تماما .
ترك ما في يديه ليتخصر، يجيب بحنق .
• أجل ..... كنت لأعود لو كانت المرة الأولى التي يهينني فيها ....... لكنها لم تكن مرته الأولى و لم تكن لتكون الأخيرة يا شقيقي .
فقال بنفس حنق شقيقه.
• انه والدك يا عبد الحكيم .... يريد مصلحتك.
هز رأسه بخيبة، يعقب بيأس.
• من فضلك يا دكتور .... لا تتحدث عن أمر لم تجربه ...بحياتك كلها لم تُهَن من والدك لم تسمع منه كلمات كالسم الزعاف تنفذ رأسا الى قلبك .... لم تقف أمامه تحاول أن تعبر له عن حال لا يد لك فيه بعجز رهيب... لم تجرب عدم قدرتك على تحقيق حلمه و أمله فيك ..... لم تتهرب منه كل حين كي لا تنالك إحدى نظراته الخائبة كطعنات وسط القلب مباشرة تشعرك بانعدام قيمتك في هذه الحياة.
صمت يطرق برأسه أمام نظرات شقيقه المذهولة.
• تحمل الكثير في قلبك أخي .
انتظره ليتنفس بعمق وحين رفع رأسه إليه هاله كم البؤس المجسد على وجهه وتلك الدموع الحبيسة داخل مقلتيه كغمامة سوداء مظلمة.
• لن أعود حتى أثبت له أن النجاح لا يكون عن الطريق التي رسمها و قررها فقط والعلم لا يقتصر على الدراسات العليا بل هي الموهبة .... موهبة كل شخص عِلمُه يا أخي ....و سأنجح و أصنع لنفسي قدرا عاليا و سمعة حسنة ..... بإذن الله .
حدق الدكتور بالقطع على سطح الطاولة بنظرة غامضة قبل أن يعود للنظر إلى مقلتيه، قائلا بمرح حزين.
• و هل تنوي مقاطعتي ووالدتك الى أن تحقق ذاتك ؟..... فهي تبكي ليل نهار و لا تأكل جيدا وكأن من خرج من البيت ولد صغير تاه في الشوارع.
غشى الألم ملامحه نابعا من قلبه، يجيب بحزن.
• انا لا أقاطع أحدا منكم ..... حتى أبي ... لكنني لن أعود صاغرا ..... يمكنك إخبار امي عن مكاني .... فأنا أيضا أشتاق إليها .
أمال الدكتور رأسه، يسأل بمكر.
• و ماذا عني أنا ؟
تلفت الى كلا الجانبين توترا قبل أن يسحبه فجأة ضاما جسده إليه بحرارة، يهمس بشوق .
• اشتقت إليك أخي ..... بل اشتقت إليكم جميعا .
شد على ضمه، يرد بحنو .
• و نحن أيضا اشتقنا إليك .... حتى والدي المكابر ... ألمحه يراقب كل اجتماعاتنا السرية كي يرتاح قلبه بخبر عنك.
ثم أبعده قليلا ينظر إليه بفخر، يستفسر بحيرة.
• لكن بما أنك وجدت ما تبرع فيه .... لماذا تعمل في محل الفاكهة ليلا ؟
كان قد سحبه لينزوي به حاملا في طريقه كرسيين، أجلسه و جلس قبالته، مجيبا بحماس ليسرد له كل ما حدث معه .
• سأخبرك بكل شيئ.
......................................
**بعد يومين ....... محل فاكهة المحبة .... مساءا**

• يا تفاح اجلسي ..... لقد رتبت كل الصناديق وقمت بعَدِّهم ..... كما جهزت اللائحة.
ابتسمت تفاح بامتنان، تجيب وهي تلقي بثقلها على الكرسي .
• أشكرك عبدُ .... أنت تُتْعب نفسك كثيرا .
قعد ه الآخر بينما موز تسرع ضاحكة، تعتلي ركبتيها بينما يجيبها بنبرة عتاب.
• أنا أعتبركم عائلتي .... فلا تغضبيني بحديث الشكر هذا.
فتدخلت موز بما جعلهما يضحكان بصخب .
• تفاح ؟ لا تُغضبي عبدُ إلا سأغضب أنا أيضا .
• السلام عليكم .
نظروا الى المهلة عليهم، فبادرت تفاح بريبة قلقة .
• رمان .... لما أتيت؟.... هل حدث شيئ ما....أمي!!!
تجاهلت رمان نظراته الساخرة، تتخصر مجيبة بحنق اشتعل داخلها.
• و لما لا آتي؟ ....أليس هذا محل والدي ؟.... و لي فيه حق مثلك ؟
حدقت بها مفغرة فمها بذهول، ما بال شقيقتها مع كل هذا التغيير في شخصيتها؟
ندمت بشدة بعدما ألقته من كلمات غبية لكنها لا تعلم لما اعتصر قلبها ألما حين لمحتهما منسجمين، يضحكان بسرور، شاغل قلبها فاتحا فمه بضحكة زادته وسامة... ضحكة انقلبت مباشرة الى سخرية باردة حين ظهرت هي!
يقتلها تجاهله لها منذ تلك الليلة وكأنه يعاقبها على معاملتها وما تلى ذالك.
تراجعت قائلة بعبوس طفولي أسرع من دقات قلبه رغم حنقه من حُمقها .
• امي أرسلتني كي آتي لها بتفاح .
رت تفاح منفضة عنها ما قد سلف فهي خير من يعلم بتهور شقيقتها .
• كان من الممكن أن تخبريني عبر الهاتف .... دون أن ترهقي نفسك بالمجيئ .
نظرت اليها بحدة متجددة فرفعت كفيها باستسلام، تفسر .
• أقصد أنك لم تحبي المجيئ الى هنا في حياة والدنا.
نظرت الى عبد الحكيم بطرف مقلتيها ثم قالت بغموض.
• الجميع يتغير يا شقيقتي.... و الأمس غير اليوم.
قلبت تفاح شفتيها بجهل بينما لاح شبح ابتسامة أمل على جانب ثغر عبد الحكيم الصامت باستفزاز متعمد.
تجاوزتهما نحو الصناديق، تدعي الانشغال بانتقاء ثمرات التفاح دون أن تكف عن استراق النظرات إليه وكلما فعلت وجدت رماديتيه المبتسمتين بمكر في انتظارها .
تحدثت تفاح حين لاحظت لَهْوَ موز التي تركتها لتنتقل الى فوق ركبتي عبد الحكيم، تلهو بخصلاته الطويلة تعيدها الى الخلف، فتنساب على جبينه.
• موز! .....توقفي عن ازعاج عمك عبدُ .
أدارت رمان وجهها تدرأ بسمتها فضم عبدُ الصغيرة إليه بحنو، يعقب بمرح.
• دعيها يا تفاح إنها حبيبة قلب عبدُ ... أليس كذلك يا صغيرة ؟
هزت الصغيرة رأسها، تطوق عنقه و تريح رأسها على صدره وقد بدأ النوم يلقي بسحره على جفونها.
شعر بنظرات حارقة فالتفت إليها ليهتز قلبه من لمعة ظلمتيها الواسعين، الشرسة لكنه ما كان ليستعجل و يُضيع على نفسه تصرفات هوجاء لازالت ستظهر لابد ... فهمس لقلبه الولهان.
• الصبر جميل .....يا عبدُ.... الصبر جميل.
• السلام عليكم .
وكانت تلك المفاجئة الثانية، قدوم شقيقه برفقة والدته.
قام تحمله اللهفة الى أحضانها بصمت مناقض لصرخة قلبه الموجعة باسمها، شاردا عن الصغيرة بين ذراعيه فضمته هي الأخرى مع الفتاة، شوقها و خوفها على فقدانه كان أكبر من أن تلاحظ أي أمر آخر .
تناظرتا فيما بينهما بحيرة قبل أن يحدقا في المشهد مرة أخرى لكن ما سلب فضولهما الاثنتين هو بحلقة الدكتور ذو الهيبة و الأناقة الملفتة في تفاح، في ثغر تفاح تحديدا، لم يعلما أن الدكتور عبد العليم آل علمي بجلالة قدره كان يلعن النور الخافت والظلمة التي أخفت عنه تجعيدات شفتها السفلى.
طوال اليومين الماضيين، يحبس نفسه بكل علة و منطق عن زيارة محل فاكهة المحبة فتفاجئه نفسه كل مساء بحجة مختلفة وكان طلب والدته ليحضرها كي تقابل ولدها، نعمة أُرسلت له من السماء.
ناقش نفسه مرات عدة عن حس المراهقة المستجد يقلب كيانه مرة واحدة، يهتف بعدم تصديق أنه لا يعرفها حتى! و قد أصبحت أميرة أحلامه بائعة الفاكهة تلك احتلت أحلامه هو، الدكتور الجراح، عبد العليم آل العلمي، كلما أغمض مقلتيه يسحبه حلم جميل مخزي يقبل فيه تلك الشفة فيستيقظ مذعورا ،يتساءل ما الذي حل برزانته و حكمته المعهودة؟
ابنة عمته بكل فتنتها لم تجعله يفكر بها للحظة بعد اختفائها من حوله، ليست هي فقط بل كل الفتيات اللائي درسن معه أو طالباته، فلماذا هي بالذات ؟
أجفل على ضربة شقيقه الخفيفة على كتفه فاكتشف أن شروده طال حتى أن والدته قد تعرفت على الفتيات وجلست تحدثهن، تتناول تفاحا قدمتاه لها.
• أين شردتَ بذهنك يا أخي ؟
تمالك جموح أفكاره المحيرة، مجيبا بهدوء.
• أبدا ...أنا هنا ....كيف حالك أنت ؟
• بخير .... كل شيئ بخير.
قالها بسعادة غير عالم بعينيه الهاربتين تجاه خاطفتهما، تبرقان بلمعة مفضوحة لكلاهما والدكتور أيضا.
عاد الى أخيه بعد أن شعر بضربته الخفيفة على صدره، يشير إليها باسما بتسلية .
• هل و قعت في حب الفاكهة يا شقيقي ؟
لم ينكر كعادته في البوح أمام أخيه بل أومأ ناظرا الى اللافتة الكبيرة، يرد بوله .
• إنها فاكهة ..... تستحق المحبة يا شقيقي .
ضحكا معا، يراقبان انسجام والدتهما مع الفاكهة بمحبة .
..............................
مرت أيام و ليالي، عمل فيها عبد الحكيم بجهد و أخلص النية لله، وجد نفسه أخيرا في عمل يبرع فيه فتعلم أصوله بسرعة و تمكن من الحرفة، يتقدم فيها على العديد من العمال لدى العم صادق ليكون في الصفوف الأولى ممن يثق بهم و بإتقانهم.
ظل على تواصله مع أسرته باستثناء والده، يزورونه في المحل بشكل مستمر فتعرفوا على أسرة آل فاكهاني و بناته وتوطدت علاقتهما بهن فقد نِلْنَ إعجاب السيدة ذكية آل العلمي بطيبتهن و حسن أخلاقهن كما لم يفتها نظرات الإعجاب بين رمان وابنها.
أسرَّ قلبها مدى اقباله على الحياة وسعادته التي وجدها في كنف تلك الأسرة الصالحة.
لم تكن تدري أن بكريها هو الآخر قد سُلِب لبّ قلبه من بكرية آل فاكهاني، خصوصا بعد أن تعرف عليها عن قرب ليأسره أدبها الجم و حياءها كما رجاحة عقلها فأظهرت له الفرق بين الوعي والعلم .... فليس كل عِلم يُكسِب الوعي لكن حتما الوعي يُغني عن علوم مختلفة، يجهل متى بالضبط خطفت قلبه بالكامل واستولت على عقله و أفكاره لكنه بالتأكيد على علم بأول دقة متى هاجرت صدره باسمها .
مرت السنة كالساعة، بحلوها و مرها، عامل فيها عبد الحكيم رمان بمكر داهية فكان يتعامل معها بذكاء بعد أن أصبح مُلما بطبعها الناري ظاهريا، يتجاهلها متى شاء حتى يثير حنقها وقد يتمادى في بعض الأحيان ليثير غيرتها الهوجاء حتى تأكد له أنها تبادله نفس أحاسيسه المشتعلة. يكبله عن السعي نحوها، عهده على نفسه بأن يستحقها مقررا أن أبسط ما سيقدمه لها حياة مرفهة كالتي تعيشها في كنف أسرتها من كدِّه و تعبه أما هي فغارقة في هواه و لا تعترض. تمكن العشق من ثنايا قلبها خطوة ...خطوة ليزيل سائر العوائق الوهمية التي حاصرت بها نفسها قبلا فلم يعد يهمها شهادة ليس بحاملها مثلها أو مستوى مادي يساويه بهم، جُل ما تفكر فيه متى تكون حلاله فترتمي بين أحضانه ليغدق عليها من حبه و حنانه فتكون أميرة لرجل يحبها، يدللها و يحميها تماما كما كان والدها يفعل مع والدتها.
عبد الخبير آل العلمي يكابر على شوقه الجارف لأحد فلذات كبده مع أنه يسترق السمع بلهفة حين يتحدثون عنه إلا أنه لازال يدعي الغضب عليه وما يزيد من حنقه هو بكريه الرافض للزواج من ابنة عمته متعللا بأي سبب واهي فقرر البحث خلف حقيقة الأمر ولم يكن الوحيد بل المعنية بالأمر هي الأخرى، تشعر بغيظ بسبب رفضه لها والذي صرح به يوما في جلسة عائلية وأمام والدتها مبررا بكونه يعتبرها كأخته الصغرى فاشتعل الحقد و الغل في صدرها، تقسم بأن هناك فتاة في حياته وستعلم من هي؟
..............................
**محل ..... أثاث المحبة**
• تعال بني ......أريدك في موضوع مهم .
تقدم عبد الحكيم و جلس قبالة العم صادق، يرمقه بحيرة و ترقب فاستطرد العم ببسمته البشوشة كعادته، يجلس على كرسيه الخاص في احدى زوايا مساحة العرض.
• إذن يا بني ...... ألا زلت مصرا على تركي ؟
اغتمت ملامح عبد الحكيم وملأه الحرج تجاه رجل يدين له بالكثير.
• لن أتركك عمي.... انت عزيز على قلبي و لن أنسى فضلك بعد ربي علي طوال حياتي..... سأؤسس لنفسي محلا جديدا ....أبني فيه اسم خاصا بي ....لكني دائما حاضر من أجلك.
اتسعت ابتسامة العم، يقول بحنو واعجاب بذلك الشاب الذي دخل قلبه بأخلاقه و أمانته فأصبح بالنسبة إليه ولده الذي لم يقدر له إنجابه.
• اسمعني بني و لا تقاطعني .... أنا لم أرزق بولد و لا اعتراض على إرادة الله الحمد الله...... رزقني الله بفتاتين حفظهما الله لي ... كل واحدة منهما في بيت زوجها ..... صهراي كلاهما موظفين و لا علاقة لهما بالحرفة ....لذا فكرت في أمر أتمنى أن توافقني عليه.
لم ينتظر منه ردا، يردف مفسرا أمام ملامحه المركزة باهتمام.
• تشاركني في محلي ... من جهة يمتد الاسم الذي جاهدت لينجح و يُعرف و من جهة أخرى.... أضمن لبناتي مردودا مستمرا بعد موتي فأنت خير من أستأمن على نصيبهما ......و في المقابل أنت تكمل مسيرتي دون أن تبدأ من الصفر ...فالله شاهد علي أعتبرك ابني الذي لم أنجبه.
• لكن!!
• لا ....تستعجل الرد ..... فكر جيدا بني ..... ستسعد قلبي إن وافقت .... ثم انت بالفعل صنعت لنفسك اسما أصبح الناس يطلبونه خصيصا.
هز رأسه ساهما، يفكر جديا في قبول فرصة العمر التي لا تقدم للإنسان سوى نادرا .
........................................
**مساء ..... محل فاكهة المحبة**
• تأخر عبد الحكيم .
نطقتها السيدة ذكية بحيرة فقال الدكتور ببسمة ماكرة، يقصد بها تفاح الغافلة تماما عن كل ما يجول في خاطره تجاهها فهي بعد صدمتها قررت إقفال قلبها الى إشعار آخر ولا تمنح فرصة لجنس رجل يشاغلها أو يلفت انتباهها حتى الدكتور مع أن حواسها السته تستشعر نظراته الغامضة وتحدثه معها بأي علة توفرت كما زياراته المتكررة للمحل.
• لم يتأخر أمي..... لازال الوقت باكرا .
ابتسمت رمان و والدته بنفس مَكْره فشعوره أصبح مفضوحا إلا للمعنية التي قالت لسيد ذكية بود.
• أمي تدعوك آخر الأسبوع الى الغداء فهي لم تشبع من الحديث معك آخر مرة زرتها .
تبسمت السيدة ذكية بلطف تجيبها.
• بلغيها سلامي ....... و بإذن الله ألبي الدعوة .
لم تكد تنهي عبارتها حتى انتفضت من مكانها حين ألقى زوجها السلام بنبرته الحازمة الغاضبة.
• السلام عليكم.
استقام الباقي على أقدامهم حين لاحظوا ارتباك السيدة ذكية فتقدم عبد العليم مقطبا، يقول .
• أبي !!
عدل جانب نظارته الطبية، يرد بسخرية باردة.
• بلى ..... والدك .
ثم شمل المكان بنظراته الساخرة بعبوس رافض، يستطرد.
• أتيت لأرى بنفسي المكان الذي أصبحت أسرتي تجتمع فيه دون علمي.... لم أكن اعلم أن محلا للفاكهة ما سلب مني أفراد عائلتي .... أو لنقول أصحاب المكان .
رماهن بنظرة مهينة فاستشاط غضب رمان، تهم بالرد لولا نظرة تفاح المحذرة، ألجمتها والسيدة ذكية ترد بلوم.
• عبد الخبير ....من فضلك .
تخصر بيد واحدة، يجيب بغضب أفقده رجاحة عقله للحظة.
• إذا كان ولداك شابين دون عقل فأين حكمتك أنت؟ ...كيف ترضخين لفتاتين الله أعلم بسمعتهما تلهوان بولديك.
• ابي!!
• عبد الخبير!!
شهقت تفاح و رمان بصدمة فهتف ابنه وزوجته بضيق، مذهولين من قول والدهما المشين.
استطرد بغل أعمى بصيرته، ينفخ الوسواس في أذنيه بكل ما يزيد من اشتعال غضبه.
• حسابك معي في البيت يا أستاذة يا ذكية ....و أنت يا دكتور ذو المكانة العلمية والاجتماعية... كيف تلغي عقلك و رزانتك بسبب فتاة لم تكمل حتى دراستها؟.... هيا !!.... سنكمل حديثنا في البيت.
• أنتظر !!
جمدت خطوة عبد الخبير حين هتفت الفتاة المحجبة.
التفت إليها على مضض، يحاول تهدئة أعصابه الثائرة منذ أن هاتفته شقيقته وابنتها فاتنة كي يخبراه عن الفتاتين، منعدمتا السمعة التان تأويان عبد الحكيم في بيتهما دون خجل ولم تكتفيا بذلك بل استدرجتا بكريه هو الآخر .
خطت مقتربة منه لتقف أمامه، ترفع رأسها بعزة لم يؤثر عليها اتهامه المشين، تقول بهدوء عكس الفوضى الثائرة في أحشائها.
• لن تُلقي بتهمك يا سيدي و تنصرف هكذا ...... أنت آل العلمي و تعلم جيدا أن كل متهم يحقُّ له الدفاع عن نفسه و صدقني..... لو لم تكن من ربى رجالا بحق و زوجا لسيدة فاضلة ما بَدَلْتُ نفسا واحدا في الدفاع عن عائلتي.
شيء ما أجبره على الجمود مكانه وانتظار باقي حديثها الذي أتمته برزانة وتهذيب أذاب قلب الدكتور وأطاح بالبقية الباقية من صوابه.
• أنا اسمي تفاح آل فاكهاني ابنة عبد الصمد آل فاكهاني .... يمكنك السؤال عنه رحمه الله ..... تعرفت على ابنك عبد الحكيم في ظرف أظهر مدى رجولته فرددت له جميله بعد أن علمت بظروفه .... عرضت عليه العمل هنا بينما مساعدنا العم محمد يتفرغ للمحل الآخر كما أجّرنا له غرفة على سطح بيتنا ....... و الحمد لله ......صدق حدسنا تجاهه و برهن على صدق أخلاقه و أمانته ..... حين اكتشف موهبته و عمل بها أصبح يعمل هنا مساء فقط.... نخوةً و كرما منه .
هم بالتحدث لكنها رفعت كفها، تردف بنفس هدوئها .
• لم أُكمل بعد سيدي ...... أنا لا أعتبر عدم إنهائي لدراستي العليا إهانة ..... لأنها ليست كذلك.... عدم استطاعتي لفهم العلوم لا يدل أبدا على جهلي أو غبائي.... وطبعا لا يُعد انتقاصا من قدري أو سمعتي ..... فأنا بالمقابل ذكية في تجارة الفاكهة بحمد الله .... أعلم الكمّ اللازم كل يوم والنوع المطلوب حسب الموسم وكيفية التخزين .....الحمد لله و بفضله المحل في نجاح مستمر.
ثم أشارت الى شقيقتها المتأهبة بوجه أحمر، ينذر بانفجار وشيك تكاد تلجمه بصعوبة، تكمل بفخر.
• و تلك الفتاة ....رمان عبد الصمد آل فكهاني شقيقتي.. تدرس في السنة الثالثة ...كلية الاقتصاد ...... تدرس باجتهاد كي تنضم إلي و نُنَمي إرث والدنا رحمه الله هي بعلمها... وأنا بخبرتي و موهبتي ...وشقيقي أيضا ......طالب لديك يا دكتور آل العلمي.
قفز حاجبيه دهشة وكأن أحدا ما سكب فوق رأسه سطل ماء مثلج فتجمد مكانه كليا.
• السنة الأولى لكلية العلوم تخصص علوم فيزيائية ....... و مع ذلك يحرص على الوقوف معنا و مساعدتنا في العمل لأنه عمل والده و حرفة عائلته كما أنه سبب الرزق الذي صُرف على أكله وشربه وملبسه و دراسته .......لكن يا سيدي الفاضل .
قطبت بجدية، تردف بجمود رجَّ قلبه في صدره .
• ان تتهمني و شقيقتي في شرفنا وعفتنا... تلك أعتبرها إهانة .... إهانة كبيرة ....و أنت خير من يعلم بذنب رمي المحصنة الغافلة ..... فهل انت قادر على حمل مثل ذالك الذنب أمام خالقك .... لأننا لن نسامحك سيدي ....سوى في حالة واحدة.
تمالك نفسه يخفى ارتعاد بدنه، يرمقها بتحدٍ واهٍ، فأنهت حديثها الحازم .
• أن تسأل عننا وتجلب دليل إدانتنا .... أو تعتذر .
التفتت مستديرة تعود الى جوار شقيقتها فرماهم بنظرة حانقة قبل أن ينصرف بعنف يضرب الأرض.
تأسفت لهما السيدة ذكية بتوسل مشفق والحرج يلون وجهها بالخزي والضيق.
• أنا حقا آسفة .... عبد الخبير ليس هكذا .... لا أعلم ما به ؟.... انا آسفة .
و أمسكت كف بكريها، تجره ليتبعا زوجها فاستسلم لها ناظرا الى تفاح باعتذار صامت.
تأففت رمان، تضرب الأرض برجلها حنقا، تهتف بغل.
• لماذا منعتني عنه ؟.... كنت سألقنه درسا .
رفعت حاجبها الأيسر باستفزاز،، ترد.
• و حين يطلبك ابنه للزواج كيف سيكون الأمر؟
فغرت رمان شفتيها ببهوت شل أطرافها و قلبها يسرع من وتيرته فهزت الأخرى رأسها، ساخرة تردف .
• أجل ...... فكري قبل أن تتهوري..... أوووف !!
ارتمت على الكرسي فجلست رمان أمامها، تتساءل باهتمام مستحي كاد يضحك اختها رغم الاستياء الغامر لأحشائها.
• هل تظنين أنه .... أنه ...؟
• أنه يحبك و سيتزوج منك ؟
احمرت بشكل غريب، تعيد خصلاتها خلف أذنها بتوتر فاستسلمت تفاح لحس المرح المفروض عليها، تضحك بينما تومئ باستغراب عبرت عنه.
• حياء؟ أنت ؟؟.....أنا لا أصدق .
• السلام عليكما ...
أدارتا رأسيهما إليه مجفلتين فاستطرد بسرور، يحمل بين يديه علب حلوى بينما يتوغل داخل المحل.
• ما بكما ؟
تقدمت المتهورة، تهتف بحنق حين لمحته فخشيت فقدانه بسبب موقف والدها وكما العادة نطق حمقها يسبقها دون قيد.
• والدك المبجل ....جاء الى هنا ليتهمنا في شرفنا أنا وشقيقتي.
مات السرور على محياه وذبلت البسمة على شفتيه، ينطق بصدمة .
• أب....ي...!!!!



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 10-06-20 الساعة 02:32 AM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 09-06-20, 11:02 PM   #14

Topaz.

مشرفة منتدى الروايات والقصص المنقولةومنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوعضو مميزفي القسم الطبي وفراشة الروايات المنقولةومشاركة بمسابقة الرد الأول ومحررة بالجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Topaz.

? العضوٌ??? » 379889
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 7,036
?  مُ?إني » العِرَاقْ
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Topaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهّم خِفَافًا لا لنا ولا علينا ، لا نُؤذِي ولا نُؤذَى ، لا نَجرَحُ ولا نُجرَح ، لا نَهينُ ولا نُهان ، اللهم عبورًا خفيفًا ؛ لا نشقى بأحدٍ ولا يشقى بنا أحد .
Icon26


مسائكم ريحان وعنبر

رمان أحسن شي سوّته
إنها كشفت مغتنم وخلتنا
نخلص منه .. آخ يا
شماتتي بيه وهو ينفضح
وينضرب ويخسر البنتين

فاتنة هَم متشمتة بيها
وهي ذبحت نفسها حتى
يلتفت لها عبد العليم بس
هو وقعته تجعيدات
بشفايف تفاح

ومرت سنة .. بهالفترة
اغلبهم اعترف بمشاعره
وعرف هو شنو يريد

عبد الحكيم ما لحقت
أفرح بعرض صادق له
الّي يدل إن الفرج جاي
قريب لرمان واخيرًا
راح تتزوج عبدُ وهوب
اجى ابوه وخرّب كلشي

عبد الخبير ما اعرف إلى
متى حَيبقى مصر على
الخطأ .. هو الله رازقه
باولاد خلوقين وبارين بيه
وهاي نعمة ماقدَّرها او
اصلًا ما انتبه لها لأنه ما
يعتبرهم هيچ إلّا إذا نفذو
اوامره والّي يريده هو

لقاء عبد الخبير بتفاح
وكلامها معه يا ريت لو
يكون هو الصفعة الّي
توعيه وتنبهه لغلطه

منى شنو رأيچ لو تخلّين
بنت عبد الخبير هَم تتزوج
ابن الفاكهاني حتى بلكي
ينجلط وارتاح آني

فاتنة منچ لله انتِ وامچ

عاشت ايدچ منى


Topaz. غير متواجد حالياً  
التوقيع

‏نسأله ألَّا تتُوه الأفئدةُ بعد هُداها ، وألا نضلَّ الطريقَ بعدَ عَناء المشَقَّةِ .


رد مع اقتباس
قديم 10-06-20, 02:31 AM   #15

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس

مات السرور على محياه وذبلت البسمة على شفتيه، ينطق بصدمة .
• أب....ي...!!!!
رمتها تفاح بنظرة حادة فزفرت تتراجع على مضض وعصبية من حمقها الذي لا تستطيع التحكم به في ذروة غضبها.
• تعال عبدُ ....اجلس ... ما هذا الذي تحمله ؟
بخطوتين إضافيتين بلغ الطاولة التي عليها صندوق النقد ووضع العلب، يسألهما بعبوس حاد.
• ماذا قال بالتحديد ؟
ردت تفاح بحذر ورمان تزفر بحنق.
• ظن أننا........ فتيات منفلتات آويناك في بيتنا .
بصدمة أكبر من الأولى لوح بكفه غضبا.
• من أخبره بذلك؟ أعلم أن أبي عصبي .... لكنه لا يستسهل ذنبا كهذا ومن الكبائر .
أشفق قلبها على صدمته فتمالكت حُمقها، مقتربة منه تسأله برقة .
• اهدئ .... تفاح أعطته محاضرة بأدب جم ....... لم يستطع على إثرها الاتيان بردة فعل سوى الانصراف .
التفت الى تفاح فأومأت له مبتسمة بإشفاق، تردف .
• ما كنا لنخسر والدك مهما فعل ..... من أجلك يا أخي .
احتلت البسمة الممتنة شفتيه رغما عنه، يقول بامتنان .
• أنا حقا آسف ...و شكرا لك ... أعرف والدي جيدا حين يتأكد من خطأه... سيعود ليعتذر.
هزت رأسها بتفهم فتدخلت رمان، تحدق في العلب مقطبة.
• ما هذه العلب عبدُ ؟
نظرا إليها بدهشة فوعت على نفسها، لأول مرة تناديه باللقب.
تهربت بحمق كعادتها، تهتف بضيق.
• كفا عن البحلقة هكذا.... وأريني ماذا في العلب.
ضحكا الاثنان بينما يفتح إحدى العلب، يمدها لها قائلا بوله .
• هذه حلوى ...جلبتها للجميع .......لأنني سعيد وأحببت أن أشارككم سعادتي.
أخذت قطعة ترفعها الى فمها بينما تتساءل بحذر ومقلتين ضيقتين تركيزا.
• ولماذا أنت سعيد؟
استدار الى تفاح لتأخذ حقها، يرد بمكر .
• و أخيرا سأخطب الفتاة التي أحبها .
• كح ...كح .....كح ...
غصت رمان بالحلوى، فانتفضت تفاح تمسد على ظهرها، عبدُ الحكيم يكبت ابتسامة ماكرة مرحة، يدعي الجدية.

• هل أنتِ بخير ؟
تنفست بعمق لتسلك بلعومها، أنفاسها تتلاحق كدقات قلبها بينما التقطت تفاح مزاج عبدُ فقالت، تشاركه لعبته.
• مبروك يا أخي .... تشجعت أخيرا .
رمقتها رمان ببرود قبل أن تلتفت إليه حين أجاب بفخر.
• يسعدني أن أبلغكم .... بأنني شاركت العم صادق في محلاته .... أثاث المحبة .....و أصبحت صاحبها بالنصف .
ضحك من ملامحهما المدهوشة، يستطرد بتهكم مرح.
• ماذا بكما ؟ ألن تباركا لي ؟
• لكن ...كيف؟
نطقتها رمان بتقطع مبهوت فأجابها بحبور .
• العم صادق يحبني بزيادة ...عرض علي الشراكة كي يبقى اسم محله من بعده بارك الله في عمره وصحته...وأنا قبلت .... أولا لأنها فرصة لا تعوض .... ثانيا أحب العم صادق جدا ولن أنسى فضله بعد الله علي .
تحدثت تفاح، مسرورة للغاية.
• مبارك عبدُ ... أنت تستحق ... صدقا ... مبروك عليك.
• بارك الله فيك أختي تفاح .... أنت السبب و لن أنسى ذالك أبدا.
رمقته بعتاب فقالت تستعيد مزاج المكر بينما تشير الى المتحجرة مكانها ذهولا.
• إذن .... من هي سعيدة الحظ ؟ ...كي نخطبها لك .
ضم شفتيه بلؤم، يقول.
• إنها فتاة جميلة جدا ..... ستعجبك أختي.
فقدت قيد أنفاسها تلهث من فرط التوتر، تبلل شفتيها الجافتين والحمرة قد طغت على بشرة وجهها السمراء من نظراته، يضيف بتسلية.
• لكنها حمقاء ... متهورة .
• أنت محق.
أكدت تفاح بتلقائية ، فصاحت رمان .
• ماذا !!؟؟؟
أجفلت تهتف بارتباك.
• ما بك ؟ انه يقصد الفتاة التي يحبها .
أوشك عبدُ على الانفجار ضحكا حين تخصرت و الخصلات الغجرية السوداء تهتز مع حركاتها .

• و من تكون هذه ؟ و كيف تعرفينها ؟
قامت تفاح، تفر بينما تقول بتوتر.
• سأخلي صندوق النقد..... لكي نرحل .
ضمت يديها، تتهرب من حصار نظراته الرمادية وما لبثت أن تجمدت سائر أطرافها حين قال بنبرة هادئة اقرب للهمس
• حبيبتي السمراء.... حمقاء ذات كبرياء .... عينيها واسعتين كمقلتي الغزال ....تظللهما رموشا كحراس سود شجعان ....وجهها مستدير كاستدارة البدر ليلة التمام .... حوله خصلات سوداء جامحة لا تقبل الربطات ... بنظرة منها ترضخ لها الخفقات .....فينشد صاحب الخفقات رضاها..... فمن تكون يا ترى؟
اشتدت حمرة وجهها وخطت تفر من أمامه لكنه حال بينها وبين المدخل، يستدرك بعينين براقتين حبا.
• هل تقبلين بي زوجا يا حلاوة الرمان ؟
استدارت إليه بكليتها فطارت نظراته مع الخصلات الغجرية ثم عاد يتأمل الفستان الذي لم يلاحظه قبلا ...فما لبت ان عقد حاجبيه، يستدرك بضيق .
• رمان ؟؟؟.... لا ترتدي مثل هذه الملابس خارجا .
زمت شفتيها فدق قلبه بصخب، تجيب وهي تضم ذراعيها الى صدرها .
• لمَ؟....لكي لا أسبب لنفسي إحراجا ويعاكسني أحدهم بسببي ؟
• لا !!!
هتف من بين أسنانه بشراسة خافتة، يردف بغل طغى عليه الوله بشكل غريب خطف آخر ذرات كيانها المتحررة ليعلن القلب استسلامه التام لغازيه.
• أنا أغار عليك... لا أتحمل أن يلمح رجل غيري قدك الرشيق الخاطف للأبصار ولا شعرك الذي يملأ الخيال بأحلام اليقظة .. أنت لي!.... فتاتي أنا وحدي!.... أنا أحبك يا رمان .... أحبك!
• هل نرحل ؟
فرت الى شقيقتها، تتمنى ضمها لأنها أنقذتها من موقف لم تعش مثله قبلا، اعترافه جعلها تلقي بكل أسلحتها و لم تعد تتمنى أو تفكر في غيره .
تقدمتهما تفاح الى السيارة وهو يرميها بنظرات متوعدة، يهمس بالقرب منها حين تجاوزها.
• الصبر جميل ..... يا حلاوة الرمان .
.............................
**بيت آل العلمي**

• يا إلهي يا عبد الخبير ..... ما هذا الذي فعلته ؟
صاح بغضب، يطمس به شعورا بالذنب يصم أذان ضميره .
• من يسأل من؟..... لماذا لم تخبريني بكل شيئ يخص حياة عبد الحكيم الجديدة ؟.... ام هذا الشحط أصبح رجلك ...و لم تعد لك بي حاجة .
أشار إلى بكريه وسط غرفة الجلوس المفتوحة على البهو المتوسط للبيت فهتف بذهول معاتب.
• أبي!!
لم يمهله، مزمجرا في وجهه.
• و أنت يا دكتور ..... كيف تسمح لنفسك بأن تخفي علي و تخبر والدتك لوحدها؟ ....وأنا الذي كنت أتساءل عن تلك الجلسات السرية بينكما؟
• من فضلك أبي ....أنت تعلم بكل شيء نتحدث عنه .
نطقها بضجر رغم الحرج الذي شمل نبرته فزم شفتيه بحنق مضحك.
تدخلت السيدة ذكية، تعقب بجدية حازمة تشير إليه بسبابتها الرفيعة كباقي جسدها النحيف، ترتدي فستانا أخضرا طويلا عليه سترة سوداء مثل لون الطرحة لحدود نصف قامتها، ترمقه برفض ولوم شديد.
• هذا ليس موضوعنا الآن.... بل الأخطر ...كيف تقبل على نفسك رمي فتيات بالفاحشة دون دليل ؟.... ليس من مبادئك يا عبد الخبير ....هل نسيت أن لديك فتاة أنت الآخر؟...ماذا إن رماها أحد بمثل تلك التهمة ؟... ماذا سنفعل؟...
فجأة خمدت ثورته، مسترجعا فظاعة ما قام به، ارتمى على الأريكة مفغرا فمه بسهو يفكر ثم رفع رأسه، يسألها بجزع .
• هل ...سيعاقبني ربي في نبيهة ؟
جلس عبد العليم القرفصاء أمامه وقد كان هذا ما يخشاه وينتظره، فوالده لم يكن يوما سفيها وعصبيته المعهودة لم تدفع به يوما لتجاوز الحدود، يقول بحزم هادئ .
• إنهم عائلة محترمة .... يمكنك التأكد بكل سهولة لأنهم معرفون .... هم من ساعدوا عبد الحكيم في محنته .... و لو كانوا سيئون يا أبي ...ما اندمجنا معهم أنا وأمي .
زفر بضيق، يمسد أعلى أنفه بعد أن أزال عويناته فاستطرد ابنه، يسأل بإشفاق.
• ليس من طبعك يا أبي .... من أخبرك بذلك البهتان ؟
ضم شفتيه لبرهة والعرق يتلألأ على جبهته فأشفقا على وهن ملامحه المجعدة الزوايا، الرماد أضحى يميل الى البياض في مقلتيه قليلا بفعل سنواته القريبة من الستين .
• فاتن ..... هاتفتني و شقيقتي .... هما من أخبراني بأنك و شقيقك أصبحتما علكة في أفواه الناس بسبب فتتان... أستغفر الله العظيم....أستغفر الله العظيم وأتوب إليك .
يرددها والده باستياء ووجل فأومأ عبد العليم بيأس غاضب، يشد على فكيه غلا.
• ماذا يقول الله سبحانه يا أبي ؟.... بسم الله الرحمن الرحيم.. إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ...
نظر إليه وقد باغته الإدراك عندما انجلت غمامة الغضب فعلقت ذكية بحنق .
• فاتن ووالدتها غاضبتان لأن عبد العليم رفض نسبهن.
أمسك عبد العليم يدي والده، يناقشه بالدين و المنطق فهو أعلم به و برجاحة عقله، هي فقط عصبتيه التي تلقي به في حفر سريعا ما ينزع منها نفسه.
• هل تظن بعد الذي فعلته فاتن؟.... تكذب ....و ترمي إنسان بريئا ببهتان وتشعل فتيل الفتنة بيننا .... تصلح كزوجة يا أبي ؟... أخبرني .... فأنت مثلي الأعلى في الحياة....و دائما أصدق أقوالك ومبادئك .
مد كفه يربت على وجنته بحنان ولمعة الفخر تعبر مقلتيه لوهلة، يهمس بشبح بسمة حزينة.
• أنت لم تردها منذ البداية.
كان تقريرا و لم يكن سؤالا، يردف مُكْرَها .
• لكنك محق ..... فأنا ايضا أثق بك ...و بوالدتك ..... هي لا تصلح لك .
ابتسم براحة، يقبل رأسه فاستغلت ذكية الوضع، تقول بتوسل بينما تنضم إليهما جالسة .
• من فضلك عبد الخبير سامح ابنك الثاني وتصالح معه ....دعنا نجمع شمل أسرتنا .
رفع رأسه و قد بدأت عصبيته تعود لتستولي عليه، يرد بحزم وأنفة.
• انا والده ....وهو من سيأتي ليعتذر مني ....و أسامحه .
أسدلت زوجته جفنيها بيأس، فقال عبد العليم مهادنا، يخفي بسمته المرحة.
• عبد الحكيم لا يخاصمك يا أبي ..... أخبرني بالحرف أنه سيعود إليك حين يستحق فخرك به .....و لأجل ذلك يعمل ليل نهار .
رغما عنه سكنت خلجاته من جديد، يشعر بالفخر يُضَخِّم من صدره، سعيد بنتيجة تعبه المضنى في التربية والتعليم لكنه ادعى السخرية بقوله المستخف.
• مع أنني لا أعلم كيف سيفلح دون شهادة؟ ...... لكن سأنتظر و أرى.
حينها تدخلت ذكية بينما ترخي طرفي حجابها، تتساءل بحذر.
• و حق الفتاتين يا عبد الخبير .
مطط شفتيه بضيق، قائما بسخط مزعوم ليغادر الغرفة.
• حسنا !..حسنا! ..لا اعتذار أنسب من جلبهما ككنتين لهذا البيت ..... على كلٍّ .... ولداك مغرمان ببنتي الفاكهاني.. لست غبيا ولا أحمق..
اقتربت منه والدته تغلق فم ولدها المفتوح دهشة، تعقب باسمة ببهجة عارمة.
• مبروك حبيبي ....بلغ شقيقك كي يرتاح .... و سنجهز للخطبة ان شاء الله.
ضحك كالأبله، يسال بدهشة وأمل.
• أنت متأكدة من موافقتها؟
ضمت وجهه بين كفيها، تجيب بحنان كما تحتضن عينيه.
• و من قد ترفضك يا قلب أمك ؟
جعد دقنه بجهل، يهز كتفيه.
• الله أعلم .... الله أعلم .
..............................
**بعد أسبوع..... بيت آل فاكهاني**


• صدقيني ....يا سيدة ذكية .... نحن نسينا الأمر بأكمله.
ردت أم عبد الحميد بود، تربت على كف ذكية التي قالت بامتنان.
• هذا ما توقعته من كرم أخلاقكم ..... و عبد الخبير بنفسه سياتي ليعتذر .... هو فقط ينتظر عبد الحكيم ليجهز و نتقدم لكريمتكم .
هتفت أم عبد الحميد، بسعادة ظاهرة على محياها .
• مرحبا بكم وبنسبكم يا أم الدكتور.... إنه لشرف لنا .
صمتت ذكية، تمسد على جانبها فوق سطح الأريكة ذات الفراش المحلي الصنع، مغلف بقماش الليكرا الأحمر المحفور بورود ملونة خضراء وصفراء ثم قالت ببسمة مستحية استغربت لها أم عبد الحميد.
• في الحقيقة يا أم عبد الحميد ......نحن نطمع في ابنتيك الاثنتين .
قطبت المعنية بحيرة في حين كانت رمان تتسل من جانب مدخل غرفة الجلوس إلى المطبخ على رؤوس أصابع قدميها لتسحب شقيقتها من جوار المغسلة، تهمس لها بظفر لصدق احساسها.
• تعالي ...حماتي تطلب شيئا ما من أمي قفي هنا و اسمعي .
• لا يجوز يا رمان التنصت على الناس .
نطقتها تفاح بنفس همسها فردت رمان تجز على فكيها غيظا.
• يا إلهي! ...إنه ليس سرا ....أنا متأكدة أنه يخصك أيضا ... أصمتي كي نسمع .
صمتت على مضض ترمقها بحيرة وانزعاج بينما ذكية، تقول مفسرة .
• نحن نريد التقدم لكلتا ابنتيك يا أم عبد الحميد ..... رمان لعبد الحكيم ....و تفاح لعبد العليم .
هتفت أم عبد الحميد بعدم تصديق .
• الدكتور ؟؟!!
أومأت ذكية، مبتسمة تقول .
• اجل ..... أبني عبد العليم .... يحب ابنتك و يريد الزواج منها بعد موافقتكم طبعا .
ما لبثت ان اندثرت المفاجأة على وجه أم عبد الحميد ليعم الفرح الصادق من صميم قلبها، تهتف بسرور و هي تمد يدها عبر المسافة القليلة الفاصلة بينهما، تربت على كف ذكية بحرارة .
• بل الشرف لنا بنسب الدكتور وأهل الدكتور .

• كنت أعلم !
صاحت بها رمان بنصر وهما تعودان أدراجهما الى داخل المطبخ حيث رفعت كفها تشير بها في الهواء أمام مقلتي تفاح المصدومة كليا.... تستدرك بضجر .
• هل تدّعين عدم المعرفة ؟..... لقد كان مفضوحا جدا.
انتبهت الى حديثها فقالت غير قادرة على طرد البهوت من على وجهها.
• لكن ....لمَ ؟
• لمَ ماذا ؟
نطقتها رمان، تستغرب سؤال شقيقتها التي تساءلت بحيرة بالغة.
• لما يريد الزواج بي أنا تحديدا؟ فلا تكافؤ بيننا .
حينها تنهدت رمان، تجيب بحالمية بينما تحرك رأسها يمينا وشمالا تتخلل شعرها بكفيها.
• إنه الحب يا اختي العزيزة ...... ألم تسمعي حماتك ؟.... يحبك و يريد الزواج منك ..... أم نسيت نفس الوضع بيني و بين عبد الحكيم ..... لكن الحب غلاب.
تلاحقت أنفاسها بشدة ، تشعر بقلبها سيتوقف فجأة من فرط سرعته، تهمس بعدم تصديق.
• الدكتور ..... الجراح ..... عبد العليم آل العلمي .... يحبني و يريد الزواج مني ؟.... سبحان الله .
...........................

*كلية العلوم*

• تفضل !!!
صاح بها الدكتور عبد الخبير آل علمي بعد أن تناهى الى أسماعه صوت دقات على باب مكتبه.
أطلّ عليه رجل ما فانتفض واقفا من مكانه، مرحبا .
• مرحبا سيد آل زعيم .... أي ريح طيبة تلك التي حملتك الى مكتبي المتواضع ؟
صافحه بحرارة، يرد بلطف باسم.
• اشتقت إليك يا دكتور عبد الخبير..... لكنها المسؤوليات الملقاة على عاتقي وما إن صادفت فرصة لرؤيتك جئت طائرا إليك .

أشار الى الأريكة الجلدية ضاحكا، يدعوه فتقدمه.
كانا متشابهي الملبس تقريبا، بِدل عمل رسمية رمادية حتى أن طول قامتهما المعتدل متقارب كذلك كما لحيتيهما المشذبة ورأسيهما الخفيف الخصلات وبالتأكيد عوينات طبية شفافة.
• تفضل اجلس مرحبا بك وبالفرص التي تمنحني شرف رؤيتك .
ضحك آل زعيم، يرد بمرح ودود.
• أقسم يا صديقي ...لولا الوزارة وأعبائها لوجدتني فوق رأسك كل يوم نسترجع ذكرياتنا معا .
هز رأسه مبتسما بحنين وهو يصب له عصيرا جلبه من المبرد الصغير فاستطرد الوزير آل زعيم بنفس التهذيب.
• و ها هي الحياة.....جلبتني إليك رغما عن كل الظروف كي أستغل معرفتي بك وصداقتنا القديمة.... لأطلب منك وساطة لدى ابنك.
قال عبد الخبير بقلق صاحبته التلقائية.
• عبد العليم ابني؟.... لماذا؟ هل أنت مريض ؟
أومأ الوزير سلبا ، يجيب ضاحكا.
• لا يا رجل .... الحمد لله صحتي جيدة .... أنا أقصد ابنك الثاني ..... عبد الحكيم ؟... التقرير يؤكد بانه ابنك!
حدق به بعدم فهم فاستدرك الوزير محرجا .
• أعلم أنه مشغول .... و أقرب موعد قد نحصل عليه بعد خمسة أشهر .... لكن ابنتي فرح ستتزوج بعد ثلاثة أشهر ..... وترفض أي محل موبيليا سوى محل **أثاث المحبة** و حين استعلمت عن أصحابه.... تفاجأت باسم ابنك شريك به .... لتزيد ابنتي من دهشتي حين أخبرتني بأنه فنان في النحت على الخشب ذاع صيته ....ونقوشه على الأثاث متصدرة في موضة سوق الأثاث.
نطق عبد الخبير بصدمة، أثقلت لسانه.
• عبد ......الحكيم .....اتو....سط ...لك .. أنا ...أنت؟
• اتمنى ذالك .....و لو رافقتني الى محله أكون ممتنا لك .... تعلم ان ابنتي وحيدتي.... سأكون سعيدا ان حققت لها رغبتها.
بلع ريقه بتوتر مربك، يجيب بإحراج.
• أنا ..... طبعا ....لكن!!
قاطعه باسما برضى و هو يقوم، يحثه على مرافقته .
• جيد جدا .... أشكرك يا صديقي .... أنا متأكد من أنه لن يردك ...أنت والده يا رجل .... هيا بنا!
لم يعلم الوزير أن عبد الخبير يرافقه مستسلما لصدمته، يجهل حتى مكان المحل .


بعد قليل ان شاء الله آخر فصل .. يؤخرني التدقيق لان النوفيلا قديمة من أوائل بداياتي فكانت متواضعة جدا .


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 10-06-20, 06:30 AM   #16

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الأخير

**محل أثاث المحبة **

حمل برفقة مساعده أريكة عليها نقوش بحروف عربية قد انهاها لتوه، يقول بنبرة ضجرة فيها كن المكر ما يفيده.
• أرى أنك اعتدت على زيارتي يا دكتور .... ماذا عن مرضاك ؟ ...ألا يشتكون ؟
اقترب عبد العليم من الأريكة ، يتفقد مدى اتقانها، مأخوذا بجمال النقش عليها بينما يجيبه بنفس مزاجه.
• ها... ها.... ها ...ظريف !!!
ضحك عبدُ بينما ينفض ملابسه فاستطرد الدكتور بجدية و إعجاب لا يحيد عن النقوش بعينيه.
• أنت مبدع يا عبد الحكيم ...... لم أرى قطعا فنية كهذه من قبل .... انه فعلا مجالك لا محالة .
ضرب على كتفه بخفة، يقول ساخرا .
• لتوك علمت ؟ ..... حمدا لله على سلامتك..... العقبى لوالدك .
اختفت البسمة فجأة من على فمه، ينظر إليه برأفة يخص بها والده.
• لو تخليت عن شرطك واعتذرت منه .... إنه ينتظرك بفارغ الصبر .... أنت أعلم به .
رفع كفه يمسح على جبينه بضع قطرات من العرق، يجيبه بوجوم.
• لا أستطيع يا أخي .... يجب أن أثبت له رجولتي كي يحترمني .....أريده أن يحترمني يا أخي .... فأنا احبه و احترمه ... لا أريد لعلاقتنا أن تتخذ مسلكا آخر ...... هو يحبني متأكد من ذلك لكنه لا يحترمني .... الاحترام لديه يُقاس بالشهادات العلمية ... و يجب علي إقناعه بأن لكل إنسان مجالا ينجح فيه ولا يمكن ان ينجح في غيره . ..... لا أعلم كيف ؟ .... لكنني سأجد طريقة ما ....بإذن الواحد الأحد .
هز الدكتور رأسه موافقا وهو يتلمس بيديه النقوش فاستطرد عبدُ بمرح تلبسه حين تذكر هدف مجيئ شقيقه .
• أمي تزور أل فاكهاني الآن حالا..... أليس كذالك ؟
اتسعت البسمة الماكرة على ثغر عبد الحكيم حين نظر اليه الدكتور بجدية، يسأل باهتمام .
• ترى هل ستوافق ؟
• من؟
• عبدُ !!!
ضحك عبدُ بصخب، يعقب مازحا .
• عبدُ من بين شفتيك بمذاق السكر .
هرول خطوتين يفر من هجومه الحانق ورفع كفيه باستسلام، يستطرد.
• اهدأ.... اهدأ! ...أنا أمزح .... ما بك يا رجل ؟
تلفت يخطو نحو كرسي من بين الأثاث الكثير ليجلس عليه بأناقته المعتادة ، واضعا رجلا على رجل، يعبر عن قنوطه.
• لا أعلم .....لكن ..... أظن أن هناك حاجزا ما ... كجدار زجاجي تحيطه بنفسها فيمنع عني التواصل معها .
تنهد عبدُ بوجوم غامض يحافظ على صمته بينما يكتف ذراعيه فسأله بنبرة مترجية .
• هل تعلم شيئا يا اخي ؟.... أخبرني أرجوك.
تناول كرسيا هو الآخر يقربه منه وجلس قبالته، يرد بنبرة أقرب للهمس .
• سأخبرك كي لا تجرحا يا أخي.... تفاح فتاة طيبة لأبعد الحدود ...إن كسبت ثقتها تمنحك من خيراتها بكرم ...لذا كان والدها يلقبها بخير التفاح .... لكن إن خنتها أو جرحتها .... تتخذ القوة واجهة وتغلق الباب في وجهك نهائيا.
شعورا مريرا أشعل نار الغضب بأحشائه فتساءل إن كانت هي الغيرة ؟.... هي بالتأكيد غيرة فلماذا لم يتحمل حديث شقيقه عنها؟
يريد وبشدة أن يكون محله، أن يعلم عنها كل شيء بل أكثر! ان تكون له ، تخصه وحده.
• يجب أن تعلم أنها كانت في حكم المخطوبة، قبل عام .
تجهمت ملامحه و شقيقه مسترسلا بحديثه، غافلا عن شتى المشاعر المتعاقبة على كيانه دون وجهه الجاد القسمات.
• شاب حقير تلون بلون النخوة و تقدم لوالدها فوافقوا لكن موت الأخير رحمه الله حال بينه و بين اتمام الزيجة ..... قررت أنها لن تتزوج الى أن ينهيا رمان وعبد الحميد دراستهما ..... فطلبت منه التأجيل و خيرته بين الصبر او إنهاء ما لن أسميه علاقة لأن جل ما كان بينهما بضع كلمات يتبادلانها في المحل ..... فهي صارمة فيما يتعلق بالعلاقة قبل الارتباط الرسمي .....المهم أنه مثل دور الصابر المتلهف وكل فترة يطلب منها المال بحجج مقنعة ..... الى ان كشفت شقيقتها رمان خيانته لها مع صديقتها .
قطب الدكتور جبينه غضبا، يستشعر صدمتها فأشفق عليها و في نفس الوقت تهتاج النار في صدره وتشتعل من كونها قد تَكُنُّ لرجل آخر مشاعر الحب.
نطق من بين أسنانه بغل.
• الحقير !!!
حينها أضاف عبدُ ، مبتسما بتشفي شرس.
• علمته درسا لن ينساه أبدا .
هز رأسه دون أن يتخلص من فوضى مشاعره فاستطرد عبدُ يوصيه بصدق.
• لا تجرحا أخي ..... إنها فتاة صالحة ..... اعتني بها .
نهض، يجيب بوجوم يائس .
• إذا وافقت من الأساس .
استقام واقفا هو الآخر، يربت على كتفه بينما يرمقه بتفائل.
• استبشر بالخير تجده .
نظر خلفه وحاجبيه ينضمان الى بعضهما، يستفسر بريبة.
• أبي؟
• ما به ؟
لم يجد جوابا لسؤاله فالتفت، متتبعا مسار نظراته ليصاب بنفس بلاهة شقيقه، ينطق بلا صوت .
• أبي !
• السلام عليكم .
لم يكن والده من نطقها بل الوزير وهو يمد يده ليصافح الدكتور ثم عبد الحكيم الذي تجمدت أطرافه، لا يحيد بأنظاره من عليه.... والده! يحملهما الشوق على جناحيه كلاهما لكن أقدامهما متسمرة مكانها كالأوتاد .
• كيف حالكما يا أولاد .... لقد كبرتما و أصبحتما رجلين ما شاء الله ..... ناجحين و مسؤولين .
التفت الى عبد الخبير، يستطرد بفخر و إعجاب.
• احذر مني يا صديقي ..... انا أحسدك على مصدر فخرك ولو كانت لدي فتاة أخرى.... كنت لأخطبها لأحدهما.
حل الصمت بغمامته الواجمة فأردف الوزير بحيرة وارتياب.
• لماذا أنت صامت يا رجل ؟..... ألن تتوسط لي كما وعدتني؟
لاح التساؤل على وجهيهما فتحدث والدهما أخيرا، يقول بنبرة جامدة حذرة و مترقبة .
• صديقي طلب مني أن أتوسط له عندك .... كي تجهز أثاث ابنته خلال ثلاثة أشهر .... لأن جدول أعمالك ممتلئ لشهور متقدمة .
التفت الأنظار المترقبة حول عبد الحكيم الذي يتفقد مقلتي والده بفضول قاتل ، يبحث عن مأربه ، امتد التأمل للحظة وجيزة قبل أن يجد ما يسره ويغمره بالسعادة كليا، نظرة الفخر تبرق من مقلتيه فلم يفلح في اخفاءها، يجيب مقتربا من والده يقبل رأسه بلهفة وحب يتطلع إلى عينيه.
• طلبات والدي أوامر واجب تنفيذها ولو على رقبتي ..... لذا..
نظر الى الوزير، يردف باسما .
• أنا موافق سيدي ..... سأفعل كل ما تطلبه مني .
ضحك الوزير بسرور، يعقب بامتنان.
• أشكرك بني ....هنيئا لك يا صديقي بأبناء البارين .
تمالك والده نفسه بشدة من أن يأخذه بين أحضانه لكن الفخر يشعّ منه كأشعة الشمس الذهبية.
اتفق عبدُ مع الوزير على الترتيبات و كل مرة تحين منه نظرة الى والده الباسم بحنو ليتأكد من صدق وقوفه الى جانبه، يرمقه بفخر و إعجاب.
• هل تريد أن أعيدك الى الجامعة ؟
استفسر الوزير وهو مغادر فأجابه الدكتور عبد العليم، قائلا بلطف .
• شكرا سيدي ...سأوصله انا .
ودعهم و غادر على أمل لقاء متجدد، ظل عبدُ مكانه جامدا يحدق في مقلتي والده برهبة، ينتظر منه عبارة ترعى فيه الأمل لتزهر نبتة التفاؤل ففتح له ذراعيه، مبتسما برضى ليهرول إليه كطفل صغير يحِنُّ إلى حجر أبيه و حنانه الفائض، ضمه بشدة، يهمس بنزق.
• اشتقت إليك يا ولد وأنت اغتنمتها فرصة كي تبتعد عنا .
أبعد نفسه عن والده قليلا كي ينظر الى ملامحه المحبوبة لقلبه، يرد بتأثر و عينين لامعتين بدموع فرح حبيسة .
• أبدا يا أبي .... البعد عنكم جحيم ... لكن الصبر كان واجب كي أعود رجلا يستحق تلك النظرة التي ترمقني بها الآن.
ربت على وجنته لايزال يضمه، قائلا بندم.
• انت رجل مذ وُلِدت بني ..... ألم تتعود على عصبيتي ؟.... لو عدتَ يومها ما كنت لأرفض عودتك.... أنت ابني قطعة مني .... لكن.... كلٌّ إلى خير.
أومأ عبد الحكيم، مؤكدا يجيب.
• أجل ...لو لم أخرج لما اكتشفت موهبتي يا أبي .
قال والده بادراك .
• و ما كنت لأتعلم درسا مهما في حياتي لم توفره لي حصة علمية ولا مدرسة بل من الحياة .... منك و من تلك الفتاة ...ابنة الفاكهاني .
ضم عبد الحكيم ما بين حاجبيه ونظر الى شقيقه المراقب للمشهد بملامح بين الشجن و السرور قبل أن يعود ناظرا الى والده الذي استطرد، مقرا.
• لطالما اعتبرت الشهادة العلمية سلاح الإنسان ليغزو الحياة بشجاعة .... لذا كنت أربيكم على الجد في الدراسة بصرامة.
تحدث عبد الحكيم بحزن، يقاطعه.
• أقسم لك يا أبي سهرت الليالي وأنا أدرس وأحاول فهم الدروس .... لكني أراها كالطلاسم .... مهما جاهدت لا أحصل على نتيجة وأنصدم بالرسوب .
ربت على رأسه و قبّل وجنته مشفقا فقد اكتشف مدى قسوته عليه في شيء لم يكن له فيه يد وبدل أن يناقشه و يحاوره ليفهمه، يصيح عليه مؤنبا باستمرار .
• أعلم!...فهمت الآن..... هذا هو الدرس الذي تعلمته حين فكرت بروية و حكمة .... اكتشفت أن العلم لا يقتصر على الشهادة أو دراسة العلوم ....بل كل مجال في الحياة علم .... و الله سبحانه أودع في كل انسان موهبة لتكتمل جوانب المجتمع الإنساني و يعيشوا باكتفاء ذاتي .....يعني لو ترك الناس جميعا المجالات الأخرى وانكبوا على الشهادات العلمية .... من سيبني و من سيصنع و من سيخيط ومن و من؟ .... ... المهم أن يبحث كل واحد في نفسه عن موهبته ليبرع فيها وينجح و يؤسس لنفسه حياة مستقرة .... فينفع نفسه و مجتمعه .
تدخل الدكتور ضاحكا، سعيدا، يعقب.
• حديثك ينطبق عليه مثل ..... إذا كنتَ أنت أمير و أنا أمير فمن يسوق الحمير!
هز والده رأسه، مؤكدا .
• أجل ....و إذا حققنا في الأمر نجد أن سياقة الحمير أصعب وأهم لأنها في ذلك الزمن الذي قيل فيه المثل الحمير هي أهم وسائل نقل الناس بين الأسواق و الجنائن وجلب الماء ... يعني كوسائل النقل عموما في الحاضر.
استدار والده، يتفقد المكان من حوله و الأثاث فركز على الأريكة ذات النقوش العربية، تلمسها بإعجاب عبر عنه.
• أنت فعلا موهوب يا بني ..... وفقك الله .
اقترب منه، مقبلا رأسه مجددا، يضمه إليه بقوة والدكتور يدعي الحنق بقوله النزق.
• ما ذا عني يا أبي ؟.... انا أغار على فكرة .
ضحكا فأشار له والده لينضم إليهما، يأخذهما في حضنه بحب وابتسامة سعادة حقيقية، ترتسم على ثغره .
……………………..
*مساءا .... بيت آل فاكهاني *
توجهت الى غرفة والدتها تسر علمها بما تريدها وإن كانت تنتظر منها جوابا لن تجده، لأن الحيرة قد هجمت على أحشائها لتشوش عليها أفكارها، بكل بساطة لا تعلم ماذا تقرر؟
• تعالي حبيبي .... اجلسي هنا بجانبي .
ربتت على المكان بجانبها على السرير فأطاعتها تطرق رأسها بخفر.
تركت والدتها المسبحة على حجرها لتلتقط كف ابنتها بين يديها، تقول بحنو.
• طبعا أنت سمعت طلب السيدة ذكية .
هزت رأسها موافقة ورفعت أنظارها لتنظر إليها بحيرة.
• و ما رأيك بنيتي ؟
قلبت شفتها بجهل ثم ردت مع هزة كتف تعبر عن قلة حيلتها.
• لا أعلم.
ابتسمت والدتها حتى ظهرت أسنانها فقطبت تفاح مستغربة من مزاجها المرح حتى أنها ذكرتها بالماضي حين تجاور والدها تضاحكه لولا الطرحة التي لا تفارق رأس والدتها لا صيفا ولا شتاء ولا حتى في مضجعها منذ وفاة والدها لاستعادت الصورة كاملة.
• على الأقل ...لستِ رافضة ..... ذلك ما كان يشغل بالي ....أن يمتد تأثير تجربة قديمة على رأيك في الرجال فترفضين فرصا لا تمنحها الحياة باستمرار .
فهمت قصدها فقالت تهز كتفيها بقلة حيلة.
• نسيتُ مغتنم يا أمي ..... بعد خيانته اكتشفت أنني لم أحبه أبدا .... بل كان تعودا على أنه سيكون الزوج المستقبلي فقط ...لكن لا أنكر ان جرح خيانته و إن برأ ترك أثرا سيجعلني أحتاط دائما .
شدت على كفيها، تقول برجاء مشفق.
• و ماذا عن الدكتور؟ ..... والدته أخبرتني أنه يحبك .
عادت الحيرة و الاستغراب، يتلبسان ملامحها، تجيب بشرود.
• الحقيقة أنا محتارة .... كيف لدكتور و جراح أن يحب فتاة لا تحمل نفس شهادته ؟....أو على الأقل شهادة علمية! ماذا لو كانت نزوة يستيقظ منها لاحقا ؟.... ثم أمي ماذا عنك و موز و عبد الحميد ؟ ....كيف سأترك البيت ؟....كلها أسئلة شكلت فوضى عارمة في عقلي .
أجابتها والدتها بفخر، شع من مقلتيها .
• أول الأمور .... أنت فتاة ...و مصيرك في النهاية لبيت زوجك ثم أنت لن تهاجري البلد ..... بل ستبقين في نفس المدينة ... وأنا لست بعاجزة.... أستطيع الاعتناء بالبيت و موز... أما عبد الحميد فقد أصبح رجلا يا تفاح ...... و الدكتور في المرات القليلة التي رأيته فيها لا يظهر لي شابا عابثا والدليل أخلاق شقيقه ... معدنهم أصيل يا ابنتي ... فاستخيري ربك و توكلي عليه .
قبلت وجنتها، ترد قبل أن تنسحب.
• ليقدم الله ما فيه من خير.... تصبحين على خير .
• و أنت يا ابنتي ..... يسر الله أمرك و شقيقتك ....و رزقكما الخير كله .
بعد أن أنهت حديثها مع والدتها وجدت رمان تنتظرها في الرواق، ما إن لمحتها هرولت إليها، تسحبها من يدها تجاه باب البيت، قائلة بحماس.
• عبد الحكيم يريدنا في موضوع ..... عبد الحميد سبقنا الى السطح......هيا!
كان الجو جميلا على السطح، يهب بنسمات دافئة تنذر باقتراب فصل الصيف والبدر يزين كبد السماء فأطفأ الشباب الأنوار ليستمتعوا بالمنظر الرباني الساحر.
ارتبكت تفاح حين لمحته جالسا جوار شقيقه، يرمقها بطريقة تعرفها جيدا حتى لو كان نور البدر يلقي بستره عليه.
تحدث عبد الحميد حين انضمتا اليهم، يقول بفضول.
• تحدث يا عبدُ ..... شوقتني .
لم يعلم عبد الحميد أن قدوم شقيقتيه شغل القلبين أمامه ومع نور البدر و الجو الرومانسي هاجت مشاعرهما فتاهت الأعين غارقة في سحر الحب وأسرار العشق.
تنحنح عبد الحميد حين التقط الموجات الرومانسية حوله فحمحم عبد الحكيم، يستعيد ما كان يريد قوله .
• مممحححمم ..... كنت أريد اخباركم بأمر مهم ..... انا تصالحت مع والدي .
علت البسمات الثغور وعبد الحميد يضرب على فخده، يهنئه ببهجة صادقة .
• مبارك يا أخي .... الحمد لله .
• شكرا يا عبد الحميد.
صمت قليلا ثم استطرد بامتنان .
• أردت شكركم على كل ما قدمتموه لي بكرم ... أنا لا أستطيع تخيل حياتي مستقبلا دونكم .
حانت منه نظرات و ليست واحدة نحو حبيبته السمراء، ساهما في بحر مقلتيها الواسع، يكمل بشجن.
• انتم أصبحتم عائلتي .... و الرباط سيكون بيننا إن شاء الله رحما إن قبلت شقيقتيك يا عبد الحميد طلبنا لزواج منهما أنا وأخي.
اتسعت البسمة على ثغر عبد الحميد، يجيب بفخر وحبور.
• بالنسبة لي مرحب للغاية و يسعدني ...بل و يشرفني أن أستأمنكما على شقيقتي ... أنتما رجال بحق ...و أتمنى أن أكون مثلكما .
ربت عبد الحكيم على كتفه ممتنا، يعبر له عن رأيه فيه بصدق.
• أنت بالفعل رجل خلوق يا عبد الحميد .... و نريد ان نسمع الموافقة من أفواه المعنيات .... فوالدي سياتي بعد غد إن شاء الله لنتقدم بشكل رسمي.
تناظرتا في ما بينهما بخجل واضح فاستطرد عبد الحكيم بمكر.
• لنبدأ برمان .... فالحقيقة يصعب علي تصديق خوفك أو الخجل من الرد.
عبست بطفولية فانفجروا ضاحكين لذا قامت تنسحب بضيق فقام خلفها ينادي عليها.
• رمان .... انتظري !
تمالك عبد الحميد ضحكته ونظر الى الصامتين قربه ليستقيم ا واقفا، يقول ببعض الحرج.
• سأهاتف صديقي هنا!...بالقرب منكما وأعود سريعا.
طمأن شقيقته المتوترة وابتعد يمنحهما بعض الخصوصية. تبّت أنظاره عليها يبتسم لارتباكها الذي يلاحظه لأول مرة، مال الى الأمام قليلا وهمس بينما كفيه مدسوستين داخل جيبي سرواله.
• ما هو جوابك .... خير التفاح ؟
نظرت إليه بدهشة فظهرت أسنانه البيضاء، يردف بمرح.
• يمكنني القول ....أنني استدرجت اخي ليحدثني عنك .
حيها قالت بحياء تفرك قبضتيها ببعضهما.
• بما أخبرك غير لقبي ؟
قال بحذر.
• أنك مررت بتجربة مريرة قد تغير نظرتك نحو الرجال .
أومأت تقلب شفتيها قبل أن ترد بتلقائية .
• قد اكون تعلمت من تجربتي أن اكون حذرة مستقبلا.... لكن قطعا لم تأخذ مني أكثر من ذلك.
سأل باهتمام.
• هل هذا يعني أن لا مشاعر جمعتك به ؟
تلفتت محرجة بينما ترد بصدق ونبرة خافتة.
• طبعا لا لم تكن المشاعر قوية منذ البداية ... شاب تقدم للزواج مني فطبيعيا استخرت لله ..... و هيأت نفسي على أنه سيكون الزوج المستقبلي وحين كشفه الله امامي ....لغيته من عقلي ونسيته تماما ... لكن خيانته لقنتني درسا كي لا أثق ...ثقة عمياء .
شهقت بخفوت حين اقترب منها، يهمس وهو يرمقها بحب أذاب قلبها فأسرعت دقاته تعدوا عدوا متعبا.
• أنا لن أكون شابا يخطبك وستهيئين نفسك لتتعودي عليه .... بل سأخطف قلبك من وسط صدرك كي لا يدق سوى باسمي أنا كما فعلت بي تماما .... يا تفاحتي
وكأنه فعلها حقا وخطف قلبها من قعر صدرها الذي اهتز بدوي صاخب، يستجيب لهمسه الصادق.
………………….
• توقفي يا مجنونة !!!
حال بينها و بين الدرج ، يستطرد بوله.
• لن تهربي هذه المرة يا حلاوة الرمان .... اتعبتِ قلبي ..... فرأفي به يا قاسية .
تلاحقت أنفاسها، تشعر بالوهن يتخلل قدميها فاستندت بالجدار قربها.
اقترب منها دون أن يلمسها فأسكرتها رائحة أنفاسه المختلطة بعطره .
• كلمة ....لا تبخلي بها علي..... بعد أن اعترفت لك بحبي.
أطرقت برأسها حياء فغطى شعرها وجهها، تهمس بخجل.
• انا موافقة .
ابتسم بدوره، يهمس بمكر.
• مع انني سعيد بموافقتك جدا .... لكني كنت انتظر كلمة اخرى كالتي اخبرتك بها...... مثلا!
رفعت كفها تعيد الخصلات خلف أدنها فاستغلت سهوه فيها و فرت تنزل الدرج لكنها توقفت، تقول مبتسمة.
• بعد عقد القران .... سأخبرك بها.
استدارت لتكمل فرارها وتجمدت خطوتها التالية حين ناداها بشغف.
• رمان!
نظرت إليه ملبية، فأردف بنبرة رجاء لطيفة .
• فكري في الحجاب وفوزي برضا خالقنا كي يبارك ارتباطنا ولكي تريحي قلبي .... يا حبيبتي .
ضمت شفتيها في ابتسامة مستحية وهزت رأسها إيجابا قبل ان تعدو على الدرج ،تسابق دقات قلبيهما معا.
………………………..
**بعد يومين ....... بيت آل فاكهاني**
• أعلم أن زوجتي قد فاتحتك في الموضوع يا أم عبد الحميد...... لكني سأضيف أمرا في غاية الأهمية بالنسبة لي .
تجمعت حوله الأنظار باهتمام، تجمعهم غرفة الضيوف حيث جلس عبد الخبير آل العلمي بالقرب من زوجته ذكية وعلى يمينه ولديه برفقة موز على حجر عبد الحكيم بينما نبيهة الى يساره بالقرب من والدتها .
و في الأريكة أمامهم، يقبع عبد الحميد و والدته بينما رمان و تفاح على الأريكة الجانبية .
• أنا أتأسف لبناتك على إهانتي لهما ..... لا عذر لي ...لكنني أطمع في كرم أخلاقكم كي تسامحوني .
أجابت أم عبد الحميد بود وطيبة.
• هما الآن بناتك يا سيدي ... والأبناء لا يعتبون على آبائهم.
رد عبد الخبير، ممتنا.
• هذا اكيد ...أ صبحنا عائلة واحدة ....وادعو الله أن يمتد الوصال بيننا أبد الدهر .
تدخلت تفاح تقول بأدب وقلبها لا يهدأ بسبب نظراته المحاصرة لها، تخبرها برسائل غرام و حب ينمو في قلبيهما معا.
• أستأذنك عمي ....... لدي طلب .
لمع الإعجاب في مقلتيه تأثرا بأدب الفتاتين وتربيتهما الحسنة
• طلباتك مجابة يا ابنتي ..... تفضلي .
تجاهلت نظراته المتسلية بارتباكها ، تستطرد بحياء احمر لها وجهها الأسمر المليح.
• أن تسمحوا لي بالعمل في محلات والدي بعد الزواج... فأخي لازال يدرس ... و لا أحد آخر يقوم بعملي .
أمال عبد الخبير رأسه، يقول بحكمة.
• أنا لا أملك رأيا في طلبك .... الأمر بينك و زوجك هو من يسمح لك أو لا يسمح.
التفتت إليه منتظرة بترقب ....فابتسم قائلا بمرح لا يفارقه منذ أن تعرف عليها.
• لا أمانع عمل المرأة يا تفاح ..... فقط وازني بينهما ...و لا تهمليني .
ضحكوا فانسحبت مستحية تتعلل بإحضار الشاي وتركتهم يتبادلون بعدها أحاديث ودية حول التجهيزات وموعد الزفاف الذي تحدد بعد أربعة أشهر .
……………………..



ليست النهاية

**بعد أربعة أشهر .....يوم الزفاف**
• ما شاء الله تبارك لله ..... اللهم احفظ لي بناتي من كل شر ومن كل عين حاسدة.
ضمتهما والدتهما بعينين دامعتين، فقالت ذكية بتأثر .

• ام عبد الحميد ...ستبكيان و يضيع المجهود بأكمله .
أبعدتهما تتأملهما فتأثر بالغ، تفاح بفستان أبيض سادة غير مطرز يضيق حول الخصر قليلا ثم ينسدل الى الكعبين، كلا الفستانين محتشمين، و بطرحة مناسبة .إلا أن فستان رمان بلون أبيض مائل للحمرة، مطرز بعقيق أحمر على شكل حبات الرمان كما تتكون تنورته من طبقات عدة جعلته ينتفخ حول وركيها بشكل خلاب.
• هيا ..... العريسان خارج الباب ينتظران .
كان ذلك هتاف السيدة ذكية فاستنشقتا أنفاسا سريعة بينما تتناظران فيما بينهما بتوتر بالغ.
...........................
• ما كل هذا التوتر يا دكتور ؟.... أين رزانتك المعهودة؟
يبادره عبد الحكيم باسما بارتباك أمام غرفة العرائس في قاعة الأفراح فيقلب عبد العليم شفتيه برده الساخر.
• أظنك المتوتر بيننا يا وسيم ...... بدلتك رائعة على فكرة .... لأول مرة أراك في حلة رسمية .
ضحك، يجيبه مازحا، يتلاعب بحاجبيه .
• كي أظهر يوم زفافي الوسيم الوحيد .
لم يجبه يرمقه ببرود مازح، يرفع حاجبه الأيسر بسماجة متعمدة.
فُتح الباب فتأهبا بحذر حلّق بعيدا مع العقول التائهة في الجمال الأسمر أمامهما.
اقترب كل منهما مسحورا بحبيبته فتناول الدكتور كف تفاح يقبلها برقة بعثت بالرجفة لتشمل جسدها وهمسها، متأملا الشفة السالبة للب قلبه.
• أنت أجمل ما رأت عيني ..... بارك الله لنا و علينا .
أطرقت برأسها مستحية فحرمته من متعته لكنه تمالك نفسه فلم يعد هناك ما يفصله عنها وسيحقق حلمه قريبا جدا.
تحدث عبد الحكيم قائلا وهو يلتقط كف رمان بين يديه ليقبلها بدوره .
• لن يكون الطبيب أفضل مني .... أليس كذالك؟
ابتسمت بخجل تطرق برأسها هي الأخرى لكنه رفعه من دقنها، يهمسها بحب .
• الحجاب يزيد وجهك المليح بهاء يا حلاوة الرمان .
دخلا بهما الى قاعة النساء ثم تموضعها برفقتهما أمام آلة التصوير، يتلقون التهاني من نساء العائلة لكلا الطرفين . أهلت عليهم فتاة أقل ما يقال عنها أنها فاتنة بفستانها الأسود اللامع الضيق، يفصل قدها الرشيق بشكل مبالغ فيه بحمالتين رفيعتين وطوله فوق الركبة بالضبط، شعر أشقر مصفف بعناية و مقلتين مرسومتين بقلم أسود، أبرز لونهما الأصلي.
مالت رمان على عبد الحكيم، تهمس له بريبة .

• من تكون هذه الفتنة ؟
رد عليها عبد الحكيم بسهو، يرمي شقيقه بنظرات متوترة .
• فاتنة .
• نعم يا قلب والدتك ؟
هتفت بحمق، فانتفض مستديرا إليها، يفسر بسرعة.
• ها!.. اسمها فاتنة ابنة عمتي ...ما بك ؟
هدأت ظاهريا بينما قلبها لم يرتح لنظراتها نحو حاقدة لشقيقتها .
مدت يدها لتصافح ابن خالها، تتميز غيظا ولسان حالها يتساءل بعدم استيعاب، كيف لفتاة عادية لم تكمل تعليمها حتى، كما لا تتوفر على نصف جمالها أن توقع شخصا كالدكتور عبد العليم في شباكها ؟
انتبهت الى الأخير حين طال انتظار يدها في الهواء فبرر ببرود لاحظته تفاح كما استغربته.
• لا أصافح سوى محارمي من النساء يا فاتن وأنت تعلمين ذلك.
ألجمت شياطينها بمشقة، تجيب بدلال تجيده و تعرف تأثيره السابق عليه.
• لكنك لم تكن تمانع لمسي لك قبلا يا ابن الخال .
احتقن وجهه و اشتد غضبه ، تفاح بجانبه ترمقها بملامح لا عنوان لها، ينطق من بين أسنانه بغضب.
• فاتن!! ... الناس من حولنا فاتقي شري .
فكرت بالتمادي، مستغلة صمت تفاح، تفكر بأنها إن لم تحصل عليه تفسد علاقته بالأخرى على الأقل.
• لماذا تخجل بي أمام عروسك؟ ... فنحن كنا مقربين ... ما المشكلة في ذلك؟
شعرت تفاح باهتزاز بدنه، يهم بالرد وقد نفد صبره فقررت أنها أذكى من أن تفسد حاقدة مفضوحة زفافها.
أمسكت يده بكفها ورفعت الأخرى لصدره بحياء فسكن متفاجئا، يلتهم ملامح وجهها الذي أدارته الى فاتنة، تقول بهدوء.
• أنسة فاتنة تشرفت بمعرفتك ..... أتفهم جيدا أن زوجي قريبا لك ... و الأقرباء كثيرا ما تكون بينهم ألفة تنسيهم حكم الشرع ..... لكن ذلك ولى وانتهى منذ أن طلبني لزواج.
نظرت الى وجهه الباسم وسط ذهوله فاستطردت، تُغالب حياءها لتكمل حديثها بحزم .
• فأنا أغار عليه كما يغار علي .... و لن نسمح بأي شيئ أن يدمر علاقتنا المقدسة ...... شرفتنا بتلبية الدعوة ..... أرجوك استمتعي بالحفل .
بلعت ريقها بغل، و عبد العليم قد نسى وجودها تماما، يحدق في شفة تفاحته، يتفقد تجعيداتها التي اختفت بفعل الزينة فقربها منه، ممسكا بكفها على صدره.... يهمس لها بحب.
• لا تضعي زينة على وجهك بعد اليوم.... أنت خلابة بدونها ....أعشق شفتيك كما خُلقتا .
اختنقت بأنفاسها اللاهثة فاستطرد و هو يسحبها خلفه تاركين تمثالا، لم يستيقظ بعد من غمامة حقده .
• يجب أن نغادر .
و عبد الحكيم لم يستعن بحكمته بل قلد شقيقه و طار بعروسه هو الآخر.
……………

خرجت الى الحديقة الخارجية كي تتنفس هواء نقيا . تمشت الهوينا بين الأشجار، تستعيد ذكرى سعادة شقيقيها فابتسمت سرورا لسعادتهما .
• لما الجميل لوحده هنا ؟
اهتز بدنها خوفا تنظر الى الشاب، يراقبها بتسلية وقحة، ارتعشت أطرافها تتلفت حولها باحثة عن منفذ .همت بالتحدث برعب فسبقتها نبرة حازمة، ظهر صاحبها من بين الأشجار. .

• عابث؟ ..... ألا تخجل من نفسك ؟..... انها شقية نسيبي.
• ها!!!
نطقها عابث بارتباك، يرفع كفيه باستسلام.
• أنا آسف..... لم أقصد عبد الحميد .... مبارك لكم .
تنفست الصعداء، تشكره ممتنة
• أشكرك .
أشار لها لتتقدمه، يجيب بحكمة هامسا لنفسه .
• الشكر لله ..... سبحان الله .... الدنيا دوارة ....و كيفما تدين تدان ..... أنقذت شقيقتي يا عبدُ .....كي أردها لك في شقيقتك....
• عفوا؟؟
سألت بعد فهم فأومأ يجيب بتهرب.
• لا ..... لا شيئ .... تفضلي.
......................
**جناح .... عبد العليم و تفاح**

أبعدته طلبا للهواء، تشهق بحدة وقد تحول لون وجهها لحمرة قانية.
يتلمس بإبهامه تجعيدات شقتها السفلى، هامسا بوله.
• آسف حبيبتي لم أستطع الانتظار أكثر .
هم بتقبيلها مرة أخرى، فأوقفته قائلة بخجل.
• الصلاة أولا .
تسمر مكانه للحظة، يستعيد صوابه، ثم أومأ موافقا.
• أنت محقة .
توضئا و صل بها ركعتين طاعة لله، و شكرا ، يسألانه التوفيق و البركة وضع يده على رأسها و تلى الدعاء ثم أزال طرحتها بروية بينما هي مطرقة بخجل.
انسابت خصلاتها السوداء الغجرية تماما كخاصة شقيقتها فرفع رأسها، يعبر عن شعوره بانبهار وتجليل لخالقهما.
• سبحان من سواك .
اقترب من أذنها، يهمس بنبرة أجشه .
• ألن تُسمعيني حديث مقلتيك؟
تهربت بعينيها، تعض على شفتها السفلى فاستطرد يحررها بإبهامه.
• لا ....إلا هذه ... لا تؤذيها.
ابتسمت بخفر، فابتسم هو بحب، يردف .
• لازلت انتظر .
استجمعت قواها وتشجعت ثم همست بحياء .
• أحبك .
زاغت عينيه يطالبها بتأكيد فبلعت ريقها تفر منه بعينيها
• أعيديها .
اخذت نفسا مرتعشا وفتحت شفتيها لتعيدها.
• أح...
ضاعت باقي الأحرف ،بين شفتيه، يبثها مشاعره الجياشة و يأخذ منها ما يجود به حياءها .
………………….
**جناح .....عبد الحكيم و رمان**

• توقفي يا فتاة!...... اتعبتني ......يا إلهي!
نطقها بلهاث يتخصر بعد أن أزال السترة، يلقيها أرضا و اتبعها بربطة العنق، حل الأزرار العلوية لقميصه يردف بلهاث.
• هل سنقضي الليلة و نحن نتسابق ؟.... حبيبتي ...فكرتك عن الزواج خاطئة كليا .
ضحكت بأنفاس متلاحقة، تمسك بجانبي قميصها الأبيض، متأهبة بحذر طفولي مضحك فقد تعللت بكل العلل، الوضوء والصلاة و تغيير الفستان ولم يتبقى لها حجة إلا الهرب منه بين أثاث الجناح.
وقف يتأملها مسحورا بوقفتها المتأهبة كمحاربة أسطورية، بشعرها الحر الغجري يهتز حولها وعينيها الواسعتين السوداوين فتخيلها بالفعل كغزال يجري بجموح عبر البراري.
تفقد الغرفة جيدا وبقليل من الحسابات علم بوجهتها المقبلة، لاحت على ثغره بسمة خبث ثم اقترب منها وبالفعل همت بالفرار الى المكان المتوقع فكان أسرع منها، يضمها بين ذراعيه... قائلا بمرح .
• كنت أعلم أنك ستفقدينني الباقي من حكمتي...... قبل أن أحصل على اعتراف وعدتني به .
رفعت رأسها لتنظر إليه تبتسم بفم مفتوح، صدرها يرتفع و ينخفض بسرعة فاستطرد يقتنص قبلة من على وجنتها .
• هيا يا حلاوة الرمان ...أنا انتظر .
مرغت وجهها من شدة خجلها على صدره، تهمس بها.
• أحبك .
أمسك بشعرها خلف رأسها، يجبرها لترفع وجها إليه يتأمل حسن ملامحها فيسألها برجاء.
• أنظري في عيني ..... و قوليها .
لم تستطع تحريك رأسها فقالت بنفس الهمس المستحي.
• أحبك ....عبدُ.
زمجر بخفوت ثم قال بينما يشد على شعرها يقرب وجهها أكثر من خاصته.
• أخبرني العم صادق أنهما أطلقا على مشروعيهما بفاكهة و أثاث المحبة..... لأنهما كانا مكاني لقاءهما بحبيبتيهما وكانا يتمنيان أن يكونا سببا للقاء المزيد من الأحبة ..
ثم ابتسم يردف بارتعاش قبل أن يغرقها في بحر عشقه العميق.
• و قد كانا محقين وأنا شاكر لمحل....*فاكهة المحبة*.
تمت بحمد الله


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 10-06-20, 01:21 PM   #17

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

يعني اغيب يومين اجي القه روايه لك نزلت من ورايه ونازل منها 6 فصول

ملروك لنا جديدك مني
وبالذات لنا نحن الغير فيسيات لاني علمت انها كانت نازله في كروب بالفيس

اروح اقرأ مافاتني


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 10-06-20, 01:59 PM   #18

Rima08

? العضوٌ??? » 410063
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,391
?  نُقآطِيْ » Rima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond repute
افتراضي

حلوة والعبرة في الرواية جميلة جداً روعة

Rima08 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-20, 10:49 PM   #19

Asmaa mossad

? العضوٌ??? » 429548
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 810
?  نُقآطِيْ » Asmaa mossad is on a distinguished road
افتراضي

سلمت يدااااااااااااااااك يا مبدعه

Asmaa mossad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-20, 01:47 AM   #20

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

• لو عمل كل شخص في هوايته المحببة الى قلبه لكان العالم أفضل ....و لكانت جميع السلع ذات جودة عالية ...... فالله سبحانه خلق كل انسان بموهبة يبرع بها لينفع بها باقي البشر .
.. كلٌّ عالمٌ في مجاله....
.


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:35 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.