آخر 10 مشاركات
مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          323-ضاع قلبها -دارسي ماجوير -(كتابة/ كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          عطش السنين ـ رينيه روزيل ـ 464 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          24 - سجن العمر - جيسيكا ستيل ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          2- أصابعنا التي تحترق -ليليان بيك -كنوز أحلام(حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          همس الجياد-قلوب زائرة(ج1 سلسلة عشق الجياد) للكاتبةالرائعة: مروة جمال *كاملة&الروابط* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree68Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-08-20, 12:26 AM   #631

طابعة الحسن

? العضوٌ??? » 447028
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 131
?  نُقآطِيْ » طابعة الحسن is on a distinguished road
افتراضي


الفصل العاشر في غاية الجمال
منتظرة الفصل الحادي عشر علي نار ♥🖤
مشهد جويرية و تشاي شحاتة تشانج روعة روعة روعة
علي اعتقادي مشاكلهم بعد كده هتكون بسبب امه .
رضا و رامية حلوين جدا .




طابعة الحسن غير متواجد حالياً  
قديم 24-08-20, 02:32 AM   #632

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soso#123 مشاهدة المشاركة
ثريا قداح
ربي يوفقك ويسعدك يارب
والله عندما اقرأ عن تهاني وصهيب روحي وقلبي بتسعد بحس رجعت البسمه والضحكة النا
للك شكري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soso#123 مشاهدة المشاركة
ثريا قداح
بحس هالاشخاص يلي تركتي هويتهم مفتوحة هنن من فلسطين عايشين بسوريه اسرة فاضل
اما لينه فبحسها من المغرب جزائر ليبيه تونس
والله حبيبتي بسعد جدا اما تقولوا ان مشهد كتبته جعلكم تبتسمو ❤❤


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 24-08-20, 02:32 AM   #633

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طابعة الحسن مشاهدة المشاركة
الفصل العاشر في غاية الجمال
منتظرة الفصل الحادي عشر علي نار ♥🖤
مشهد جويرية و تشاي شحاتة تشانج روعة روعة روعة
علي اعتقادي مشاكلهم بعد كده هتكون بسبب امه .
رضا و رامية حلوين جدا .
تسلميلي يا حبيبتي ❤❤❤ ممممم خلينا نشوف كده


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 24-08-20, 04:47 AM   #634

shimaamesery

? العضوٌ??? » 441745
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » shimaamesery is on a distinguished road
افتراضي

اي خاجه بتكتبها بتقي تحفه

shimaamesery غير متواجد حالياً  
قديم 26-08-20, 11:56 AM   #635

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً  
قديم 26-08-20, 12:49 PM   #636

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الحادي عشر

لقد تخطي كل الحدود وفتح كل الأبواب... حتي وقف الأن أمام الباب الأخير ... بابها ...
حين راسل ياسر فاضل...
ففاضل لم يرد رسالته بأختها... بل هاتفه مغنيا بكل سعادة
" يانجف بنور ياسيد العرسان.."
وأكد بحرارة
" والله يا ياسر سهي مثل أختي تمام ... حتي قبل ان تكون زوجة اخي "
لم ينتظر ياسر بعدها لحظة وسارع لأبيها الأستاذ زهير علي مقهي الحي ... يطلب منه يد سهي...
وبالرغم من سعادة زهير الواضحة إلا أنه أجاب بتعقل
" والله نسألها "
ولذا ... فها هو في بيتها...في انتظارها وحده كما اتفق والده مع والدها حتي لا تشعر أنها تحت ضغط الصداقة بينها وبين اخته أو العلاقات المتينة بين الاسرتين
انتفض واقفا وهو يمسح حبات العرق عن جبينه حين أقبلت..
ترتدي فستانا بسيطا كأغلب بنات بلدتهم وحجابا أبيضا ووجه خال من الزينة إلا من حمرة الخجل
تسلل زهير من الغرفة تاركا الباب مفتوح وجلس علي أريكة في مواجهته تاركا لهما مساحة للتحاور
طال الصمت وزاد ارتباكه ... نظرة التشتت علي وجهها
فشعر فجأة بحاجة ملحة لأن يعرف بنفسه بجدية
" انا ياسر اخو رهف "
تطلعت فيه كأنه مجنون ... فسارع يشرح بحرج
" فكرت أنه ربما نسيتيني من طول سفري "
فأجابت تُقر بما هو واضح
" ولكن حتي لو نسيت من تكون... فبالتأكيد أخبرني والدي عن هويتك!!"
زاد حرج ياسر حتي عجز عن صياغة الكلمات... فأعفته سهي من ذلك الحرج وهي تسأل بصوت خفيض نزل علي صدره كماء عذب... فكم اشتاقه
" لا اريد ان يبدو الأمر كمشهد خارج من فيلم قديم...ولكن لماذا أخترتني أنا؟"
الإجابة قد تحتاج منه ساعة.. سنة.. دهرا كاملا ولن يكفيها ما بداخله
ولكنه أجاب بابتسامة
" ولماذا لا أختارك أنتِ !! "
أراد ان يرمي ضمنيا معني
( كيف لا أختارك وأنتِ الكاملة في عيني )
للأسف لم تبتسم ... بل أجابت بنفس الهدوء الذي لم يعد يستسيغه
" ألم تعرف أن سيرتي علي كل لسان في البلدة !! "
أخذه سؤالها الهادئ علي حين غرة فلم يجب ... فاستطردت هي بصلابة مهتزة
" لقد تربيت في بيوتهم مع بناتهم... كنت أسمع الأمهات يخبرن بناتهن طالما ستذهبين مع سهي.. لن أقلق.. والاباء يمدحون ( أتمني لو كانت ابنتي بنصف تعقلك) "
لم تعد قادرة علي منع دموعها أكثر وهي تستطرد بحرقة
" وفي النهاية خاضوا في عرضي يا ياسر"
كأنها تشتكي له... تستغيث به بندائها عليه.. فهتف من بين اسنان مغلقة
" لأنهم أقل منكِ قدرا ومقاما .. لذا يرون ان بحديثهم المفتري عنك سينزلوك لقدرهم أو سيعلون هم لمقامك... ولكن والله هذا محال..)
لمح ياسر زهير يقف بالقرب من باب الغرفة مطأطئ الرأس حزنا علي أبنته التي ظنها غير مدركة لما يقال عنها... وعاد إليها بنظراته ليجدها لازالت علي سكب دموع القهر والظلم.. فلم يجد بدا ولا دواءً لقلبه المحترق بدمعها سوي ان يهمس بصوت لا يسمعه سواها
" أنا لم أختارك يا سهي "
رفعت عينيها بسرعة تطالب بالشرح... ليستطرد هو بنفس الصوت الهامس
" قلبي اختارك... قلبي اختارك ... وعقلي اختارك... وروحي لم تختار سواكِ "
صدمتها مع احمرار وجهها جعله يستطرد بمشاغبة وابتسامة أثيرة
" والله أني اريد ان اثبت لك كم أن كفاي يصارعاني الأن ليثبتا لكِ أنهما اختارا بأن يرتاحا حول كتفك ولكني اعرف من هي سهي وكيف ترتبت..."
ثبتت سهي عينيها علي الارض وهي تضع بشكل مفضوح كلتا كفيها علي خديها المشتعلين وهي تغمغم
" سأفكر وأخبر ابي "
ثم غادرت الغرفة دون ان تعيد النظر اليه ...فسمح ياسر لابتسامته بالتلاشي.. ليحل محلها ألمه كرجل يسمع من حبيبته ما سمع
" سينسي الناس ... إن كنت قادر علي تحمل كلماتهم حتي ينسوا "
كلمات زهير كان فيها شك وتخوف... هل يستطيع ياسر تحمل كلمات البعض!
ليجيب ياسر بصلابة ورجولة
" لا أريدهم أن ينسوا.. أريد كل من قال كلمة عاطلة عن سهي ان يظل يتحرق في حقده ويعرف اني اخترتها وأني بإذن الله سأضعها فوق الرأس وداخل العين ... وان كلامهم مجرد هراء بلا معني "

*************************




noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 26-08-20 الساعة 02:01 PM
shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 26-08-20, 12:49 PM   #637

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي




تجنبت النظر لذراعها في المرآة ولكن عيناها وقعت علي آثار الأصابع الزرقاء فوق الذراع الخمري...فلم تتذكر مواجهتها مع فاضل فقط...
بل تذكرت أول مرة ترك ذكرا علي ذراعها أثاره... أول وأخر ذكر

بعد عدة قبلات .. بدأت مرتبكة ثم زادت إتقانا من الطرفين.. سحبتها چيسيكا من بين ذراعي راجي وهي تهتف بمرح
" كفي .. كفي ... سيتحول المشهد لـ+18... إن لم تتوقفا الأن "
عضت فدا شفتيها وشهوة تضربها بقوة مع آنه راجي المتذمرة لابتعادها مع چيسيكا للحمام
دخلت تتبعها چيسيكا ورافي صديقتيها المقربتين للحمام .. وما إن أغلقن الباب... حتي صرخت چيسيكا بحماس وهي تتقافز
" وااااو... من الواضح أنها ليلتك الموعودة يا فدا "
لم تسأل فدا عما تعنيه چيسيكا.. فالجواب معروف وتحدثا عنه مئات المرات منذ كن في الثانية عشر
ولكن فدا بتخوف من ألم حكين لها عنه صديقاتها.. سألت
" لازلت مترددة.. ما رأيكن!"
ضربتها چيسيكا علي كتفها مصرة
" لا لا تتراجعي ثانية ولا تترددي... الألم يزداد كلما كبرت في العمر..
كما أني لا أجد سبب لترددك.. انت وراجي تحبان بعضكما وعائلتيكما يشجعان ارتباطكما... كما أنكما من نفس الديانة... كل شيء سهل جدا وبسيط "
قاطعتها رافي بصوت متردد كطبعها
" چيسيكا إن لم تكن فدا مرتاحة للأمر فلتؤجلها "
بإصرار - ظنا منها أنها تفكر في صالح صديقتها- أجابت چيسيكا
" لا... لا مزيد من الانتظار... أغلب فتيات المدرسة يسعين خلف راجي خصيصا لوسامته الشديدة وكرمه مع فدا.."
ثم تحولت لفدا تشد علي ذراعيها مشجعة محمسة
"هل ستنتظرين حتي يضيع من يديك وتلومك امك علي ضياع الشاب الوحيد في المدينة الصالح للزواج... لا أظن ذلك.. لا تكوني جبانة "
للحظة فكرت ..
فكرت في تلك الجملة البعيدة المترددة التي ألقتها عليها أمها مرة هنا ومرة هناك
" الفتاة العربية لاتدع رجلا يلمسها قبل الزواج! "
حقا !!
اذن لما تسمح لراجي ان يقبلها ويحتضنها أمامها !!
في كل مرة يلتق راجي بها أمام أمها وأمه يجذبها لحض وقبلة علي الخد وفي كل مرة تتغامز أمها وأمه وترددان ( يليقان جدا ببعضهما )
كم مرة تركتها أمها تصعد لغرفته حين تذهب معها لزيارة ام راجي غير ممانعة لما قد يفعلاه في غرفة مغلقة!
لن تغامر بخسارة حبيبها لأخري !
لن تغامر ان تخسر صديقاتها واصدقائها وهم يظنوها متزمتة عديمة الخبرة !
لذا رفعت رأسها ودون كلمة أخذت خطوة واحدة لتخرج من الحمام
لتخسر في لحظة كل شيء
" ياليتني وحدي من خسرت... لقد خسر كل فرد من عائلتي بشكل أو بأخر
وبعد ان تبت الي الله وأحاول أن أوهب حياتي لمن دمرت حياتهم.. يظهر فاضل الأن ليعبث ويبعثر... ويلمس "
رددت الكلمة الأخيرة لنفسها وهي تلمس الأثر المزرق.. وتبكي بحرقة شديدة
طرقات الباب الملحة جعلتها تعدل من ثيابها بسرعة وتفتح الباب
وجدت لينة أمامها... الوحيدة التي لازالت في المنزل بعدما غادر غسان لتوصيل عبدالله للمدرسة ورحلت جويرية للجامعة... وانتظرتها لينة كي تصحبها لصالون خالد حسب الاتفاق
مسحت فدا وجهها ترسم ابتسامة واهية علي شفتيها
" لينة اعذريني دقائق.. سألف حجابي ونغادر علي الفور"
لكن لينة لم تبتعد ... ولم تدخل للغرفة حتي.. بل بمنتهي الهدوء... جذبتها لحضنها ... دون كلمة في البداية
شعرت فدا مع حضن لينة ان روحها تكاد تغادرها في صورة شهقات متتالية وانفجار جديد بالبكاء
في همسة صغيرة... ليست مترددة أو ضعيفة... إنما مراعية... سألتها لينة
" لما لا تفصحين عما يضني روحك لتلك الدرجة يا فدا !!"
قصدت لينة ان يكون السؤال مفتوحا.. في حالة ما أرادت فدا الإفصاح عن حدث قريب يبكيها.. أو حدث قديم ومتأصل يثقل كاهلها .. خاصة بعدما تعرفت ان عبدالله ابن فدا... فظنت كما يظن البعض أنه نتاج حادث اغتصاب
(سأفصح)
خرجت الكلمة في صورة نهنهه تحرق القلب من فدا
" سأفصح حتي إن كرهتني "
شدت لينة علي ذراع فدا مؤكدة
" لا يمكن ان أكرهك فدا... فمهما حكيتي عما مضي... لا يهمني سوي من استقبلتني في بيتها وفتحت لي ذراعيها لتحتويني في قمة ضعفي... لن تتخيلي ابدا كم انا ممتنة لك ولجويرية.."
قاطعتها فدا بحرقة وهي تبتعد للخلف قليلا حتي تواجه نظراتها الممتنة
" جويرية... نعم سأبدأ عند جويرية...انا السبب"
ثم تركتها لتنزع حجابها باختناق وترميه بطول ذراعها وعينيها الباكية لا تفارق نظرات لينة المشفقة
" انا السبب في حالة جويرية يا لينة..
بعدما ولدت عبدالله أُصيبت باكتئاب شديد .. اكتئاب ما بعد الولادة "
جلست فدا علي طرف السرير وعينيها لا تفارق وجه لينة... وكأنها تنتظر نظرة الخيبة علي وجهها حين تخبرها
" شعرت معه اني حتي التنفس لم أعد قادرة عليه...كنت ممددة علي سرير في المصحة النفسية... لا أتحرك .. لا اتحدث.. ولا أري طفلي "
تقطع نياط قلب لينة وهي تسمع فدا بصوت متقطع تُتأتئ
" لم أره... لم أرد لمسه أو احتضانه...وفي عقلي لا تدور سوي فكرة واحدة"
صمتت للحظة لتعلن بجمود أقشعر له بدن لينة
" ان انهي حياتي.. حياتي التي انتهت بولادتي لطفل وانا في الخامسة عشر"
لم تسأل لينة بالرغم من رغبتها في الفهم... دعتها تستطرد وقد هدأ بكاؤها أخيرا وقد استبدلته برنة كئيبة جليدية
" ولأنني كنت حبيسة المصحة... لم يكن هناك أي مجال لتنفيذ أمنيتي الوحيدة... فانتظرت حتي أتت الوحيدة التي لم ترفض لي يوما طلبا... "
أخذت نفسا عميقا...خرج مرتعشا وهي تحكي
" انتظرت ان تأتي جويرية لزيارتي ... رسمت علي شفتاي ابتسامة مرتعشة وترجيتها ان تأخذني لنقطتنا المفضلة... الكوبري القديم "
وصل صوت فدا الكئيب لجمود مخيف... جعل لينة تتمني لو طلبت منها التوقف عن الحديث ... لكنها لم تفعل... وهي تشعر وكأن إفصاح فدا مهمة من أصعب ما يكون علي الأخيرة... لذا لم تقاطع وفدا تستطرد
" تحمست جويرية... أيام ما كانت لديها القدرة علي التحمس كبني ادم طبيعي... لا كمكعب ثلج..
تحمست جويرية وأصطحبتني للكوبري... وهناك.."
الكلمات التي تلت كانت بصوت أخر ... صوت فقد كل سيطرة وهي تصرخ بحرقة وانهيار
" وهناك رميت بدناءتي المتمثلة في جسد منتهك... واستسلمت للمياه...لم أعرف... لم أعرف أنها رمت نفسها خلفي ... وأنها انقذتني بأخر أنفاسها..."
لم تعد قادرة علي الاستطراد ... وكلها يضعف تحت وطأة انهيارها... فترتمي علي الأرض لتتلقفها ذراع لينة السليم والأخر الملفوف برباط ضاغط...وتنزل معها لأرضية الغرفة
" كفي يا فدا " اسكتتها وهي تحتويها بقوة وصلابة لا تليق بجسدها المكدوم ولكن بروحها المناضلة
" كفي ... دعي باقي الحكاية لوقت أخر... الأن ارتاحي ... ارتاحي وأعرفي اني أتحدث عن لسان جويرية ولكني متأكدة... أنها علي استعداد لأن تعيد الكرة كل يوم في سبيل ان تكوني انتِ في أمان... أن تكوني سعيدة... قوية "
لحظات مرت في صمت... تركت لينة فدا تهدأ تماما وترتاح من نهنهاتها.. قبل ان تطالب بإصرار حتي لاتدع فدا تغرق في كأبتها أكثر
" والأن هيا يا ابنة الناس ... سيرفدني المدير قبل ان أبدأ العمل "



حين أخبروها ان خالد يملك صالونا مختلطا وأنها ستعمل معه.. تخيلته محلا صغيرا كالصالونات في بلدها.. محل يكفي بالكاد لشخصين وأنها ستحارب أحدهم في لقمة عيشه.... ولكنها قبلت لأنه ليس لديها خيارا أخر
لكنها الأن... أمام ذلك الصالون الواسع.. في سوق تجاري راقي... منبهرة
سحبتها فدا المرهقة من كفها لداخل الصالون اللامع بكراسيه الجلدية السوداء ومراياه ذات الأطر الذهبية
والكل في زي موحد من بنطال اسود وتيشيرت اسود مطرز علي الظهر رأس رجل زي قصة شعر عالمية بالذهبي
سارع خالد لاستقبالهم مرحبا متفحصا هيئة فدا المنهكة وهيئة لينة التي بالرغم من انبهارها البادي... إلا أنها بدت أكثر تأنقا في ملابس خمن أنها لفدا... لتقارب قامتيهما

" أهلا وسهلا علي المتأخرات من اليوم الأول"
لينة تفهم الإنجليزية ولا تتحدثها .. وخالد يفهم العربية ولا يتحدثها إلا قليلا... لذا لم يكن الحوار بينهما مستحيلا
" هناك بعض الشهادات التي عليك الحصول عليها لينة كي يكون عملك قانوني مئة بالمئة.."
قاطعته لينة بضيق وقد تسلل التوتر لها مع كلماته
" أية شهادات؟ انا أحتاج ان أبدأ العمل من الغد "
همت فدا بمقاطعتها ولكن خالد أشار لها بطارف عينه وقد بدأ يفهم نفسية لينة واحتياجها الشديد للعمل
" لقد تحدثت منذ قليل للضابط بيكر المسئول عن قضيتك وأخبرته أنك ستأتين لهنا يوميا كي تعتادي العمل وتتدربي علي طرقه حتي تنهين تلك الشهادات التي لن تستغرق منك أكثر من أسبوع "
بدا علي فدا اعجابها بما فعل خالد... أما لينة فطأطأت رأسها يغمرها خاطر
( هل يفكر هؤلاء الأشخاص فيها فعلا بهذا الصدق! حتي في عدم وجودها! ولماذا ؟!! )
أخرجها خالد من صمتها بتعريفها علي العاملين في الصالون ... معرفا إياها ب" الزميلة الجديدة"
( والأن )
استوقفها خالد
" لنتفق علي المرتب "
ولكن الروح الابية فيها لم تقبل... لذا اعترضت بصرامة
" ولكنك لم تختبر بعد إجادتي للعمل! أم ان العمل عندك مجرد ستار لكي تساعدني؟"
فكر خالد للحظة ثم أجاب ببساطة وصراحة
" لن انكر اني فعلا راغب في مساعدتك... ولكني أيضا لن اضر بإسمي وأسم صالوني لأجل مجاملتك "
ارتاحت لينة لصراحته ... فارتسمت علي شفتيها ابتسامة صغيرة ولكن مبهرة لخالد بما حملت من راحة ولمسة قوة ... ربما لم يرها علي غيرها... أو ربما مبرر شعوره ذاك أنه لم يتوقع ان تكون بتلك القوة والتماسك بعد ما مرت به وفي غضون ساعات
راقب الكدمات علي وجهها ... راقب ذراعها المربوط برباط ضاغط... وراقب انحناء قوامها حين تتحرك نتيجة لكدمة ثقيلة في جنبها كما سمع من الأطباء
ولكن مع النظر لملامحها ونظراتها... لا يري أي أثر لما مرت به
وكأنها لملمت كل تلك المشاعر والخيبات والأوجاع.. ودستها بعيدا ... بعيدا جدا حتي أنها هي نفسها لم تعد مدركة لتلك الأوجاع

دخل خالد للغرفة الصغيرة الملحقة بصالون الحلاقة... وعاد بمنيكانين عبارة عن رأس وشعر فقط ... وضعهما علي إحدى طاولات التزيين .. ثم أخرج عدة قص شعر كاملة من أحد الأدراج... وأشار للينة مبتسما
" هيا... أرينا إبداعاتك"
والحقيقة ان براعتها فاجأته هو وفدا التي استفاقت من حالتها التي لم يعرف بعد سببها.. وهما يراقبان لينة تغير من قصات الشعر المتشابهة بلمسات صغيرة فتجعل الدمية من لحظة للحظة وكأنها دمية مختلفة
" اعتقد أنك ربحت عاملة موهوبة !!"
تعليق فدا لم يلق إلا هزة رأس موافقة من خالد ونظراته لا تفارق أصابع لينة الماهرة
قبل ان يسألها بخبرة سنوات
" إجادتك وطريقة إمساكك للمقص لا تقول أنك أكتفيتي بالدراسة فقط... هل كنت تعملين في المجال في بلادك ؟!! "
لم تجب لينة... بل رفعت كفها مشيرة له بالانتظار ثم استمرت في تصفيف شعر المانيكان لدقيقة اخري ... حتي أعجبتها النتيجة النهائية.. والتفتت لهما بابتسامة صغيرة
" أعذرني لا اتحدث وانا أعمل نهائيا... وإجابة علي سؤالك ... نعم عملت لسنوات .. منذ كنت في السادسة عشر تقريبا.. من غرفة في بيت ابي حيث كانت فتيات ونساء الحي يأتين لي لأصفف لهن شعرهن أو أصبغه... حققت ربحا ماديا لابأس به من خلال ذلك المشروع الذي سمح لي والدي به أصلا كهواية "
بعد لحظات منه استغرقها في فحص دقيق لقصات الشعر التي نفذتها.. أكد خالد
" واضح جدا أنك متمرسة يا لينة وأننا سنستفيد من وجودك كثيرا... ولكن هل تمانعين من قص شعر أي زبون من الجنسين؟ "
اجابت بنفس الصلابة التي بدأ خالد يلاحظ كم تليق بها
" لا علي الاطلاق ... انا مستعدة لأي شيء...كي أحقق الأمان المادي "

كادت فدا ان تعترض وتخبرها أنهم في ظهرها... لكن خالد شد علي مرفقها ان لا ترد... لقد بدأ يفهم تركيبة لينة النفسية فأجاب مطمئنا
" وانا أعدك بعملك هنا... ستكون الماديات أخر ما يزعجك "

************************


noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 26-08-20 الساعة 02:00 PM
shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 26-08-20, 12:50 PM   #638

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي



ختبتشي... امي تنطقها هكذا ... والمقصود.. خطيبتي )
هل من الممكن ان تظل جملة تتردد في محيط ما ليومين !
تكاد جويرية ان تقسم علي سماعها الجملة ذاتها التي نطقها تشاي.. ما إن دخلت لمكتبها في تلك اللحظة
حين نطق بها تشاي بابتسامة متوترة ... تراها علي شفتيه لأول مرة
لم تجد جويرية أي رد منطقي أو طبيعي إلا الصمت الذي زاده برودة ملامحها... غرابة
" إذن ما رأيك؟ "
سألها تشاي بتعجل بعدما صمتت عن الرد للحظة..
ما رأيها !!
هل يسألها حقا ان ترتبط به؟ هل يطلب يدها للزواج؟
" أنا لا افهم !!"
كانت تلك الكلمات هي الوحيدة التي نطقتها جويرية ... ليجيب تشاي وقد واتته الفرصة أخيرا للإفصاح...
" جويرية.. أنا معجب بكِ منذ أشهر طويلة ... وكنت .."
قاطعته بحدة وقد وقفت من جلستها خلف مكتبها
" معجب بي؟ معجب بماذا بالضبط؟ بوجهي الجامد؟ بصوتي الاخرس؟ حتي أنك لم تعرف اني عربية مثلك إلا منذ أيام! يا لك من سطحي طفولي تماما كما تخيلتك من اللحظة الاولي "
صمتت تنهت وتشعر بتوعك حقيقي من فرط الانفعال الذي تشعره داخل حناياها ولكن لا تملك إلا قليل لتعبر عنه
أما تشاي ... فكما وقفت وقف ... يناظرها ووجهه ينطق بغضب لم تتخيل ان تراه علي وجهه من قبل
غضبه جعله لعينيها... شديد الجاذبية... خاصة مع صوته الخفيض وهو يميل للأمام مسندا كلا كفيه علي مكتبها
" أنتِ أهنتيني "
بارتباك ممزوج بقليل من الخوف والاثارة... أعادت غرتها للخلف تُتأتئ
( اسمعني..)
ليقاطعها بصوت علت فيه نبرة الغضب
" لم انهي كلامي ولم اسمح لك بالمقاطعة... أنتِ أهنتيني ولم تستمعي لشرحي أو لما أردت قوله... لذا لقد استفززت العرق الشرقي بي..."
ثم ابتعد لباب الغرفة يفتحه يقطع عليها أي توضيح أو اعتذار أرادت التفوه به... ليؤكد بنظرة أثارت في جسدها قشعريرة وهو يتوعد بأحرف واضحة
" وللأسف لن يعجبك رد فعلي "

وقد مر علي توعده هذا يومين... لم تلمحه في أي مكان
لم يحاول مهاتفتها أو مراسلتها أو الحضور لدروسها
وللصدق... اشتاقته للحد الذي لم تتمناه أو ترغبه
فجويرية أحسن العارفين ... أنها غير صالحة بكل أمراضها وتعقيداتها للارتباط
لقد عرض عليها أكثر من صديق أو زميل الارتباط ... ودوما كان الرفض حاضرا
في البداية وقبل الحادث... لأنها عربية ولا تقبل بتلك العلاقات
أما بعد الحادث... فببساطة لأنها.. خاوية
لا تملك شيئا لتعطيه لرجل...
من هذا الذي سيتحمل ان ينطق ( أحبك ) لفتاة.. وتقابله بنفس النظرة التي تقابله بها أذا قال
( هيا للتسوق )!!
كما أنها مِثلها مثل تهاني ... ترغب بالارتباط بعربي
وبالله عليكم .. أي أم عربية ستتقبلها في عائلتها بعلاتها تلك؟
فما تعلمته عن اغلب الأمهات المغتربات... إلا من رحم ربي.. أنهن أكثر تزمتا وتطلبا من مثيلاتهن في البلاد
قررت رمي كل أفكارها السلبية عنها... والتخلي عن الشعور بالفقد الذي يكبل روحها متمته
( لم يكن لك يوما لتفقديه )
ولكنه كان حلما ليتها لم تحلمه
وبلمسة واقعية ستعلن... نعم لم تغرق في غرامه في تلك الأيام المعدودة
ولكنه... كان أمنية أو فرصة أخيرة للعودة لشغف الحياة
وابتعدت ...
تركت الجامعة.. وذهبت للشاطئ القريب من الجامعة ... وبعدما بدلت ثيابها ببذلة غطس كاملة... تحتفظ بها كحال أغلب الاستراليين في مؤخرة سيارتها نزلت لعمق المحيط... تغرق قليلا من أحزانها مع الأمواج التي تبتلعها
لتخرج أكثر قوة - أو هذا ما ظنت - وهي تؤكد لنفسها
(من يحتاج للأستاذ شحاته الذي لا يتوقف عن الابتسام وعندنا المحيط؟)
لم تبدل ملابس السباحة التي تجعلها تبدو كالضفادع البشرية في بذلة جلدية سوداء تُغلق حتي الرقبة ..وقد قررت تبديل ملابسها بعد حمام دافئ في المنزل
لذا ما ان صفت سيارتها أمام بيت ابيها.. حتي دخلت بذلك المظهر ... زاده غرابة شعرها الذي جف ولازال الماء المالح عليه .. فجعله مشعث في اتجاهات عجيبة
ولجت للبيت تهتف بصوت عال
" غداء... اريد غداء علي الفور "
لتري أول من تري لينة تلطم خدها بصمت... ووالدها يقف جوارها يعض علي أصابعه
وفي الصالة المفتوحة... وقف تشاي يهرش رأسه كالقرد قبل ان يفرد ذراعه مشيرا لسيدة عربية محجبة ممتلئة تتطلع فيها بأعين متسعة
" ماما... أعرفك بالبلطية الحائرة... جويرية منسي "

لأول مرة حالتها الصحية تلعب لصالحها... ولم يبد علي وجهها كل الارتباك والهلع الداخلي الذي كان يحثها حثا للهرب والاختباء.. وهي تجلس علي اقرب كرسي للباب معلنة بهدوء
" اهلا وسهلا سيدتي... اعذريني لن استطيع الدخول حتي لا ألطخ الأرضية بالرمل "
مصمصت السيدة التي لا تشبه تشاي علي الاطلاق بعينيها الواسعتين وملامحها الشرقية شفتيها وهي تجيب بلهجة متأففة
" ولا يهمك يا عروس البحر"
فلتت ضحكة من فدا وهي تضع المشروبات علي الطاولة بينما تشاي يزمجر بصوت مسموع
" أمي... ارجوكِ ... لا تخيفيها بحس الدعابة المتفوق فيك "
ليعيد غسان تحكمه في الموقف قليلا ... أشار لأم تشاي مرحبا
" تفضلي يا حاجة الشاي... كي لا يبرد "
لكن ام تشاي وكأنها لا تسمعهم وهي تركز كل حواسها في اتجاه جويرية التي شعرت بسخونة الاحراج تزداد مع تحديق السيدة فيها
" أنتِ تعملين في الجامعة مدرسة فيزياء أم مسطحات مائية "
لم تتمالك فدا ولينة نفسهما فانفجرتا ضاحكتين يحاولن السيطرة دون فائدة ... أما جويرية فردت بهدوء لا يشي بما يدور داخلها
" قسم فيزياء سيدتي "
شهقت أم تشاي ترسم الإهانة علي وجهها
" استغفر الله العظيم... ترددين سيدتي سيدتي .. تريدين ان تغضبيني منكِ من البداية ... لماذا؟ لماذا؟ "
ارتبكت بشدة حتي بدا عليها هذا الارتباك وقد شحب وجهها... لتتبدل ملامح السيدة في أقل من اللحظة لأخري مبتسمة باتساع شديد
" ناديني خالتي زوبا "
ولأول مرة تلاحظ جويرية الشبه بين تشاي وأمه... نفس الابتسامة السمجة
ألتفتت السيدة زوبا لغسان تقول بلهجة مصرية سحرت فدا ولينة
" والله يا حاج غسان كما تعرف المثل ( خير في سلامة وسلامة في خير) لقد أتينا للتعارف قبل ان نعود مع أبو شحاتة والعائلة "
بدا التشتت علي ملامح غسان وهو يسأل " شحاتة؟"
وضع تشاي كفه علي صدره وهو يقول مضخما صوته ليقلد لهجة المعلمين المصريين في الدراما
" محسوبك لا مؤاخذة يا عمي... شحاتة "

أراد غسان ان يستفسر أكثر... خاصة وقد ظهر تشاي وامه بشكل مفاجئ أمام بيته دون حتي مكالمة هاتفية مسبقة
وبعد ان اكدت له جويرية أنه مجرد زميل.. ولكن صخب شحاتة وأمه لم يعطياه الفرصة

استمرت الجلسة لمدة ربع ساعة تقريبا...سيطرة أم تشاي فيها علي الجلسة بجدارة وخفة دمها واسلوبها الاجتماعي المميز يغير من نفسية الجميع حتي فدا المكتئبة منذ الصباح
تتحدث عن عائلتها.. عن زوجها عبدالرحمن أو وانج قبل ان يشهر اسلامه... عن بناتها اللاتي يدرسن في الجامعة .. عن وعن...
ولكن جويرية كانت تائهة.. لا تسمع كل ما تقوله أم تشاي... ونظراتها بين اللحظة والأخرى تعود لتشاي
لتلك الضحكة التي دفعتها لأن تتمتم بين أنفاسها
(ياربي احفظ له الضحكة)

وفي نهاية الجلسة ودعتها أم تشاي دون سلام سوي ابتسامتها الواسعة
" المرة القادمة سنعطيك خبر قبل وصولنا حتي تستحمين "
سعل تشاي ليموه علي ما قالت امه بينما لثاني مرة تتغلب صدمة جويرية علي مرضها
وهل تصمت الحاجة زوبا؟ ابدا بل استطردت بقلة صبر وهي تخبط تشاي علي صدره
" يووه... لا تقف لي علي الواحدة يا ولد.. عروس البحر تفهمني... أليس كذلك؟ "
هزت جويرية رأسها موافقة... فقط لتتخلص من الموقف برمته
ولكن أم تشاي استطردت بحماس لم تفهم جويرية من اين أتي... وغصة تستحكم منها للحظة حين يعود التفكير لأمها
" لقد حصلت علي رقم والدتك من ابيكِ... لا يصح ان لا اهاتفها علي الأقل واتحدث اليها كي نري متي ستعود كي نعد كل شيء "
غادرت أخيرا بكل حماسها وضحكاتها ومزاحها..
خرجت أم تشاي من المنزل وخلفها لينة وفدا كقطيطيتين ترفضان مفارقة تلك الدافئة ... اما غسان فوقف في منتصف الطريق بين زوبا وتشاي
الذي تباطأت خطواته أمام جويرية ... ليهمس لها بملامح متلذذة بتعذيبها
" زوبا هي افضل انتقام منكِ لإهانتي... حين تصبح واحدة كزوبا بكل صخبها حماتك... صدقيني حتي البلانت افيكت سيطفش من رأسك "


***********************


noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 26-08-20 الساعة 01:59 PM
shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 26-08-20, 12:51 PM   #639

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي



وقف ناجي أمام المقهى العربي في الانتظار
ورغما عنه تسرقه ذاكرته لمشهد مشابه ... ولكن لن ينكر ان الوجع يومها كان أكبر وأعظم
منذ عدة سنوات... كان لقائه الثاني مع غسان الذي لم يكن علي معرفة عميقة به بعد...ولكن مقامه في قلبه ونظره أصبح غاليا عاليا مع اكتشاف غسان لمحاولة فولا الناجحة في النصب علي رضا والذي راح ضحيتها شقي عمر الأخير وقد أوشك علي إعلان إفلاسه
ولأن نفسية رضا وقتها كانت في الحضيض.. فضل غسان وناجي اللقاء بعيدا عنه لمناقشة الوضع
" انا معي المبلغ المطلوب لتغطية ديون رضا..."
رفض يومها ناجي بحمية صديق
" كثر خيرك يا غسان ولكنني انا الأولي بسد ديون صديقي... فأنا معي المبلغ المناسب وقد كنت جمعته لشراء سيارة شحن جديدة... لا مشكلة عندي من استعمال المال في مشكلة رضا وهو يرده لي مع الوقت "
وبعد جدال وإصرار ... وافق غسان علي مقترح ناجي الذي عاد مسرعا لبيته هو وشهيدة كي يحضر المال ويذهب لتسديده لدائني صديقه... ليكتشف ان المال ... أختفي واختفت معه شهيدة لساعات
عادت بعدها معلنة بكل قوة وتجبر
" لم أكن لأدعك تضيع مدخراتك علي ذلك السفيه رضا... لقد اخذت المال واتفقت مع رضوان علي ان يبيع لي محله "
المعلومات أكثر من استيعابه... فلم يشعر بنفسه إلا وهو يشد علي ذراعيها بغضب أعمي
" رضوان؟ ذهبتِ لرضوان من خلف ظهري بعدما اخبرتك بسيرته مع النساء؟ كما أنكِ صغرتني أمام نفسي وأمام صديقي وانا عاجز عن مساعدته "
وكأن اذنيها صماء لا تسمع... أجابت بكل كبر
" انا شهيدة... بألف رجل... لا أخاف من أي رجل مهما كانت سيرته... كما ان المال انا أولي به "
هدر فيها ناجي بصوت ارتجت له الأركان
" لكن هذه الأموال أموالي... انا لم أضع يدي علي دولارا واحدا مما ادخرتيه انتِ أو عملتِ به "
إجابتها الباردة... كانت كسكين ثلم ذبح كرامته ورجولته ببطء وهي تعلنها
" هذه الأموال حقي بعد ما أقدمه لك من واجبات زوجية لن تجدها إلا عندي "
طفح يومها كيله... وشعوره بالضآلة يخنقه
ضآلة أمام من ذهبت زوجته تتفق معه من خلف ظهره
ضآلة أمام غسان الذي سيضطر للعودة له كسيرا مطالبا إياه بسداد دين صديقه بدلا منه
وضآلة أمام نفسه لعشقه لتلك المتجبرة... التي تساومه علي عشقه لها
ضآلة لم يقبلها تلك المرة... فما كان منه إلا ان ترك ذراعيها بقرف واشمئزاز وهو يعلن بصوت حاقد
" اذن يا ( انا شهيدة ) لم يعد لنا عيشا سويا... ما أعرضه عليك كرجل من حماية أو رعاية أو حب لا تحتاجينه ... فأنتِ بألف رجل... وما تعرضينه انتِ عليِ... أحقر امرأة ستقدمه أفضل منكِ "

استفاق من ذكرياته المشؤومة علي اسمه بصوتها المتلهف وقد صفت سيارتها أمامه
" ناجي... لم اعرف أنك ستحضر "
أجاب بصوت جامد متقصدا ان لا ينظر اليها أصلا
" انتِ شهيدة بألف رجل... لم تحتاجيني يوما... ولكني لازلت احتاج لأن أدعي اني رجلك علي الأقل أمام الناس "
مرت بها لحظة ضعف نادرة وهي تمد كفيها لذراعه متوسلة
" ناجي ارجوك "
لكنه وبغلظة غير ملحوظة إلا لها ... نفض كفيها عنه ليحسم الموقف ... أو ربما حياتهما معا
" دعينا ننهي اتفاقك مع أبو كاظم... وبعدها لكِ رجل ... سأعقد معه جلسة .. وننهي تلك التمثيلية المقززة "

************************

في الصباح التالي ... كان في انتظارها كمن علي سفيح ساخن
تجيد التهرب والتجاهل حين تريد... وهذا يزعجه لدرجة لا يحبها في نفسه
تجعله يرمي عنه التحضر والشهامة واحترام الاخرين... وتجعل داخله تلك الرغبة البدائية في ان يحملها من أعلي ذراعيها ويعلقها في ذلك الخطاف الخاص باللحم... ليتحدث ويتحدث ولا تقدر هي علي الهرب
لم تصل مع والدها الذي وقف يحي فاضل ويعطيه إفطاره ككل صباح ويتبادل معه اطراف الحديث...
وبالرغم من محبته لغسان وتقديره لتلك الدقائق التي يقضيها في الحديث معه... إلا أنه ذاك الصباح ... لم يفكر إلا في ( اين هي ولما لم تحضر؟!!)
بعد وصول ابيها بنصف ساعة وصلت فدا بسيارتها.. التي ترجلت منها بعد ان صفتها في جراج المطعم... وحاولت الابتعاد بتجاهلها له كما الأيام الماضية
ولكن البدائي داخله سيطر علي التحضر وأخذ المحترم رهينة ... وأصبح هو المتحكم الوحيد علي الوضع
سد الطريق عليها في ذلك الممر الصغير الفاصل ما بين الجراج والمخزن والمطعم
لم ترفع عينيها اليه وهو يقف أمامها بملابس العمل الملطخة بالأتربة والتي لم تزيد مظهره إلا رجولة عجيبة خاصة وقد بدأت ملامحه تتلون بفعل العمل في الشمس
" ألا تجيدين سوي التجاهل والهرب !! "
صوته كان خفيضا جدا ... قريبا جدا ولكنها تماسكت وأجابت بسيطرة زائفة
" من فضلك يا فاضل ... لا تصح وقفتنا تلك..."
أعجبته اللعبة... وتركها كطفلة تلعبها ... لعبة السيطرة الزائفة... لذا أجاب بخنوع لو أن فدا تملك ذرة ذكاء لفهمت أنه زائف أيضا
" أسف علي تطاولي المستهجن... يا أم عبدالله "
لعب الورقة بطريقة صحيحة.. وكان له الربح الذي أراده..
رفعت فدا عينيها اليه وقد تخلت عن اقنعة لا تليق بها لتجيب بارتباك
" لا داعي للأسف.. انا واثقة ان ما حدث في المعهد من كلمات أو غيره لم يكن مقصودا ولن يتكرر "
رمي بسرعة زي الخنوع وعاد للبدائي الغاضب
" كم مرة علي ان اخبركِ ان لا تقرري عني؟ "
زفرت بغيظ وهي تخبط قدميها بالأرض بطفولية
" لا تحيرني معك يا انت... توقف عن التنقل من حالة لحالة!!"
رفع فاضل كتفيه وحاجبا لأعلي مؤكدا
" سأفعل ما أحب "
عادت فدا تهتف بأسنان مغلقة
" وانا سأقبل منك فقط ما أحب وسأرفض الباقي "
مال يستند بكتفه علي الحائط عاقدا ذراعيه أمام صدره... ليسأل بلهجة ممطوطة وعينيه تتجول علي وجهها بجراءة ليست منه
" وما الذي تحبينه مني كي نبقيه ونهذبه ونزيد من تلميعه كي ننال الرضا؟"
وضعت فدا كفها علي خدها المشتعل ... ولن تنكر ان سر اشتعاله هو جاذبية فاضل الشديدة في وقفته تلك
فاقدة للقدرة علي الرد
ولكنها سبت نفسها ... وعادت عقدها تغالبها... فألتفت مبتعدة لتأتيها النجدة التي جعلتها تبتعد تماما عن محيط فاضل
النجدة في صورة نداء صارم جدا
" خيرا يا سيد فاضل... هل اعجبتك تلك الوقفة كثيرا؟ هل تظن نفسك واقفا علي ناصية حارة من حواري بلادنا "

أعتدل فاضل وألتف ليواجه لُطف المتخصرة أمامه
ليجيب بقوة وكرامة تميزه
" لم أكن يوما ممن يقفون علي النواص يا خالة "
وللحظة طويلة لم تزيح لُطف عينيها عن فاضل ... قبل ان تسأل بصوت قوي لا يمكن الكذب عليه
" اذن لماذا تفعلها الأن ؟ ماذا تريد منها يافاضل؟ "
ليجيب فاضل بنفس القوة ولا يدري من أين اتي جوابه
(الحلال)

لم تجب لُطف فاضل مباشرة... بل لفت تعدل من وضع بضعة صناديق فوق بعض... ثم تجلس فوقهم بقامتها شديدة النحول والقِصر
" الحلال مرة واحدة يا فاضل !!"
لم يكن سؤالها مستهزئا علي قدر ما كان مستنكرا
فأجاب فاضل بحمية
" نعم ... اعرف اني لا أملك.."
قاطعته لُطف بلا مواراة أو محاباة
"لا تملك أي شيء...أم تراك ستأخذ الفتاة وابنها ليسكنا مع شهيدة؟"
ارتبك فاضل وقد ألجمه هجوم لُطف الذي لم يتوقعه....
وكأنها قرأت أفكاره ... مالت في جلستها تسند مرفقها علي فخذها في جلستها المفضلة.. لتجيب
" أراك ظننت اني سأرقص فرحا لأنك أعلنت عن رغبتك فيها !هل تنظر لها انت أيضا علي أنها..."
حمية الشباب فيه ثارت فقاطع فاضل لُطف ثائرا
" سامحك الله ياخالتي... هل تريني بهذه الدناءة لأفكر باستغلال موقفها ؟"
لم تهتز للُطف رمش وهي تجيبه بنفاذ صبر
" لا تستخدم أسلوب ( خذوهم بالصوت ) هذا... هل تظنني ناجي سأخشي عفرتتك!"
ثم استطردت بأسلوب أهدأ
" كما اني عرفت معدنك الأصيل منذ اللحظة الأولي التي دخلت علينا فيها... ولكن ..."
صمتت صمتا مدروسا للحظة ... لتجعله يدرك أنها ستفصح عن شيئا هاما... لذا صب فاضل كل تركيزه مع كلماتها
" ولكن السؤال هنا... هل انت نفسك تعرف ما تريد! هل تريد الارتباط بسيدة – مهما صغر سنها- لكن لازالت سيدة مطلقة وعندها طفل؟ هل تكن لها المشاعر حقا أم ان شعورك تجاهها مجرد شعور رجل يرغب في شيء يملئ غربته ووحدته؟ ولأنك لم تتعرف علي غيرها فهي الوحيدة المتاحة؟"
للأسف ... ألجمته كلماتها الواضحة..
لم يسارع فاضل مجيبا ... نافيا عنه تهمة الأنانية والتخبط... بل تسمر مكانه وعجز لسانه عن الدفاع عن نفسه
أشفقت عليه لُطف ... فاعتدلت واقفة واقتربت منه تربت علي صدره بحنان أم
" لك عندي وعد لُطف الذي لا يٌنكث ابدا... حين تفهم نفسك وتحدد خطوتك التالية... تعال إلي وقول لي ( يا لُطف انا اريدها فساعديني ) أو حتي ( يا لُطف انا فهمت ان مشاعري تجاهها كانت وهم وأريد الابتعاد ... فساعديني ) وفي الحالتين ستجدني في ظهرك "

كلمات لُطف اربكته ... أو التعبير الأصح أنها زادت من ارتباكه
فمنذ رأي أم النكد تلك والارتباك والتخبط هو رفيق لياليه
لذا باختناق شديد... ترك فاضل ما بيده ورحل عن المطعم كله ... دون حتي ان يخبر رضا


سار علي غير هدي مارا بمحطة الاتوبيس الذي عليه ركوبه ... دون ان يدري والتساؤلات التي تدور في عقله تكاد تقوده للجنون
( هل انا بهذه الصبيانية!
الحلال هكذا أعلنتها دون تفكير في أية عواقب!
ماذا أملك انا لأقدمه لها ؟ انا حتي البيت لا يمكنني استئجاره لها ولابنها!
ابنها !!
ماذا عنه؟
هل فكرت فيه وفي دوره الحيوي في قراري؟
سأكذب إن قلت أني فكرت في أي شيء ... سواها
سوي أني أريدها حلالي.. لألمسها )
استهجن إجابته... وأستلذها في نفس الوقت
وللحظة غلب التلذذ بفكرة ان تكون فدا حلاله... علي الاستهجان
فذابت أفكاره في توق خطير... للمسها
أفكاره ترسم ملامحها... بغير نكد
بملامح مبتسمة... ضاحكة... مشتاقة.. عاشقة
( ولكن هل انا عاشق لها حقا !!
كلمة كبيرة ... كلمة عاشق )
كالعادة أفكاره تبتعد عن مربط الفرس في ذاك الجدال....عبدالله
خبط جبهته بكفه عدة مرات بغيظ شديد من تخبط لم يعتاده
وزاد غيظه وهو يكتشف أنه في شارع لا يعرفه
بدأ في السير بتركيز أكبر يحاول اكتشاف موقعه بالضبط ... يبحث عن أي اسم أو علامة تذكره إن كان ربما مر بهذا الطريق من قبل
سار لأكثر من خمسة عشر دقيقة أخري ... دون فائدة
وبالرغم من كونه رجل بالغ ... إلا ان الخوف تسلل لقلبه... خوف غريب تائه
بعد خمسة عشر دقيقة أخري .. زاد فيها انقباض قلبه وتعرقت كفيه... فلم يجد مهربا سوي الاتصال بمن يأتي لنجدته
جاء صوت ناجي يطمئن الخوف الذي تزايد في قلبه
" اهلا يا فاضل ... كيف حالك! "
أغمض عينيه بحرج شديد... وهو يعرف ان الكلمات التي سينطقها ستجعله يبدو كطفل بكاء
" عمي ناجي ... انا تائه ولا أعرف أين انا "
سمع صوت وكأن ناجي ينهض واقفا ويبدأ في التحرك وهو يهتف بلهجة أبوية مطمئنة
" لا تقلق... ادخل علي تطبيق الواتس أب وارسل لي موقعك من خلاله وأنا آت لك "
ما إن اتبع فاضل الخطوات كما طالبه ناجي ...حتي سمع صوت ناجي الذي هدأه مؤكدا
" انت أقرب مما تتصور ... انتظرني حيث انت ودقائق وسأكون أمامك"
الضيق بداخله ... خلف في فمه طعم مرارة شديدة
مرارة لتخبطه فيما يخص فدا وشعوره بالتضاؤل لعدم استقامة تفكيره
مرارة لشعوره بحماقته وتفاهته وهو يقف هنا منتظرا زوج امه لنجدته
مرارة الاشتياق للعودة لحياته ... لسياقها المضمون
مرارة تائه متخبط فقد فجأة شعور الأمان في ان تلتفت وتبتسم في وجه من جوارك وتسأل
( في أي شارع نحن ياعم )
وكأن اليوم أبي إلا ان يزداد قتامة... فما إن صعد لسيارة ناجي وجلس جواره...حتي زاد صدره غورا مع إعلان ناجي الساهم
" فاضل... اريد التحدث معك عني انا وشهيدة "

*************************

يجادل نفسه منذ لقاء السوق ... يجادلها ويوبخها
( انت يا صهيب؟ انت يا اخو البنات تغازل وتبوح وتلمس... والله جننتك الرمانة )
وبالرغم من كل اللوم الذي يوجهه لنفسه.. دخل لبيت امه في الساعة التي اعتادت تهاني من قضائها في الصالة الواسعة.. كي لا تفوته لحظة من رؤياها
أما تهاني فجلست متربعة علي الأرضية جوار زهرة وحولهما الكثير من الأوراق مختلفة السُمك والخامة.. وعدة لفات من خيوط صوفية وحريرية ملونة
ابتسمت له تهاني ابتسامتها الحلوة وكأنها لم تتوقف عما تصنعه أو عما تقوله
" لينة في الثلاثين من عمرها وجميلة للحد الذي يأخذ العقل يا خالتي... كما أنها تعيش في بيتنا... أعطاها ابي غرفة أمي "
مما تقول خاصة وما تقوله ينافي ما اخبرته به..
وعينيه تراقب أصابعها الرشيقة التي تفتنه.. فتنته في لمعة الطعام عليها... فتنته وهي تعمل في جمع الدود... وتفتنه الأن وهي تلف خيطا صوفيا زاهي اللون مثلها خجول علبة وتساءل بوجد
( تري كيف ستبدو تلك الأصابع الرشيقة المطلية الأن بالأزرق .. مفرودة علي صدره العاري )
اغمض عينيه بسرعة يحاول محو تلك الصورة من خياله الذي اصبح مريض بالرمانة
" ماذا تفعلين انتِ وهي؟ وعمن تتحدثان !! "
حانت منه نظرة لخالته فرأي الكمد والغضب علي وجهها قبل ان تندفع خارجة من المكان كله
اجابت تهاني بعدما تبادلت مع زهرة ابتسامة خبيثة
" ما نفعله هي فكرة بسيطة نستعملها في المدارس الاسترالية لضعيفي البصر أو معدوميه للتسهيل عليهم استعمال نفس الأدوات التي يستعملها اصدقائهم دون تفرقة.. فنلف حول كل علبة نوع مختلف من الخيط أو الخامات كي يسهل عليهم التمييز ولا يشعرون بالاختلاف ... وسنساعد خالتي لاستعمال نفس الفكرة مع أدوات المطبخ أو ادويتها "
ذكائها الذي لا يطغي جمالها عليه أو يطفئه يبهر صهيب ويزيد من غرقه .. وقلبه
قلبه يتضخم وهي تفكر في مساعدة والدته الضريرة.. لذا بغاية الهرب ولو لوهلة من سحرها
" وعمن كنتم تتحدثون؟ فما تقولينه عن الفتاة مختلف..."
قاطعته تهاني بأن حبت علي يديها وركبتيها لحيث يجلس ووضعت كفها علي فمه هامسة
" ششششش اسكت.. لا اريد ان تسمعك امي "
كانت هي تتلفت لحيث مدخل الغرفة تتأكد ان راوية لم تلتقط صوت صهيب... أما صهيب فكان..
كان مغمض العينين ثانية.. ولكن بعذاب وهو يحاول جاهدا تجاهل أصابعها علي شفتيه تعترض أنفاسه وكأنها تطوعها لحسابها .. فحتي أنفاسه ملكتها
حين التفتت تهاني اليه.. أبعدت اصابعها بسرعة بجهل لما يمر بصهيب في تلك اللحظة من انفعالات لتزيد الموقف تعقيدا وهي تهمس " sorry"
ثم تلف لتحبو علي كفيها وركبتيها لحيث كانت تجلس من قبل... مولية صهيب..." ظهرها"

الدم كان حرفيا يجري في عروق صهيب حاميا..
حاميا وقد وصل لقمة حرارته.. اشتياقا لرمانة حمقاء لا تدرى ان عليها أن لا تقرب صائم مثله
ولكن كلماتها شتتته للحظة وهي تحكي بصوت خفيض
" انا أحاول إثارة غيرة امي علي ابي بهذا الحديث عل ما بينهما يترمم"
وبالرغم من رنة الحزن في أخر كلمة... إلا ان غضب صهيب كان أقوي من أن يهتم بحزنها... خاصة وحرارة جسده بسبب حماقاتها لا تساعد علي تهدئته بل تزيده اشتعالا.. لذا هتف من بين اسنان مغلقة
" هل جننتِ يا تهاني! تخوضين في عرض فتاة لسبب تافه! وياليتها أي فتاة! بل فتاة تحتمي بأبيكِ وتحت سقف بيتك! فتاة لازالت علي ذمة رجل مهما وصلت دناءته! خيبت أملي فيك يا تهاني "
وغادر الغرفة تاركا إياها مرتبكة متخبطة في اذياله
لم يكن ابتعد سوي عدة خطوات للجلسة المظللة.. حين نادته تهاني قبل ان يرحل لبيت زهرة غاضبا ثائرا
(صهيب)
وقف ولكنه لم يلتفت اليها بل هتف بغضب واضح دون ان يعلو صوته
" تهاني من فضلك عودي للداخل الأن... لا أحب ان اتحدث لأحد وانا غاضب "
وتجاهل ان يخبرها طبعا أنه غاضب .. وثائر ومتأثر ورجولته تلح عليه ان يرمي كل تعقله وأخلاقه خلف ظهره.. ويقتنص بشفتين قاسيتين الرمانة
ولكن كل هذا تلاشي مع همستها المرتعشة
" انا خائفة يا صهيب "
ألتفت اليها بكامل جسده بنظرات مستفهمة وقلبه يحدثه أنها لا تصطنع... وفعلا رأي هذا في عينيها التي هربت من عينيه وهي تلف ذراعيها حول نفسها ولغة جسدها تفضح خوفها فعلا
( مما تخافين يا تهاني.. اخبريني )
"مما تخافين يا تهاني.. اخبريني ولا تخشي شيء أو مخلوق ..."
( طالما في صدري نفس)
تعجب من أنها انهت له الجملة وظن أنها ربما سمعته يقولها لإحدي بنات اخواته... لا يدرى ان حتي تلك الجملة تذكرها بأبيها.. فتزيد من عمق خوفها ووجعها
لم تتحدث.. سارت حتي جلست علي الدرج الداخلي للبيت عينيها تراقب الشمس الغاربة فتزيد من كأبتها
" انا الوحيدة التي أري الوضع علي حقيقته "
صوتها بالكاد وصله.. لكنه كان كافيا لكي يتحرك بحمائية ... مقتربا ويجلس جوارها سائلا كي يدعوها بشكل غير مباشر للإفصاح
" حقيقة أي وضع؟!!"
لم تلتفت اليه وكأنها لا ترغب في ان يري ضعفها وهي تفصح
" حقيقة تهاوي الوضع بين امي وابي... امي تضغط بكل قوة بيقين لم يعد في محله... وابي أخيرا بدأ في الطريق الصحيح ولم يعد هو نفسه الذي سيذعن لها ويضرب.."
صمتت متنبهه أنها كادت ان تفصح أكثر من اللازم.. وبالرغم من عدم معرفة صهيب بكافة الجوانب ولكن بعد تفكير للحظات أجاب بعقلانية
" قد يكون ما تشعرين به وما ترينه حقيقة.. لكن محاولات إثارة غيرة امك علي ابيك ليست الحل السليم... بل انتِ الأخرى تدفعينها للمزيد من الضغط علي ابيك دون ان تقصدي "
لفت أخيرا تواجهه ... وياليتها لم تفعل.. ففي عينيها نظرة هشة أوجعت رجولته التي تئن كي تلملمها
" اذن دلني ماذا علي ان افعل كي انقذ عائلتي من المزيد من الوجع!"
هز رأسه رافضا بهدوء وهو يحتوي عينيها بعينيه
" لا تفعلي أي شيء يا تهاني ... عائلتك ستظل عائلتك...حتي وإن انفصل والديكِ "
لا تفعلي شيء يا تهاني... كلمات سهلة وبسيطة ولكن الفعل صعب خاصة حين تكون قد اخذت علي عاتقك ان تظل الغراء الذي يجمع شتات عائلة
نعم ... تهاني بمرحها... بجنونها... بشخصيتها التي تجيد دفن عقدها لأعمق أعماقها.. هي غراء عائلة غسان
وهذا الغراء الأن يشعر باليأس وقد فقد الطريق لأداء وظيفته
( تهاني...)
ناداها صهيب ليخرجها من صراع المشاعر الذي مر علي وجهها فأجابت بهدوء ليس منها
( نعم )
لم يجب إلا حين عادت تنظر له.. بعينين مرتعشتين تتلقفهما عيني ذلك الشرقي الذي يأبي إلا ان تصبح أسيرته.. خاصة مع صوته الدافئ يطمئنها
" هل أخبرك أي من مرشحينك أنك بهية الحسن حتي في الحزن !! "
أعادتها كلماته... إليه فهزت رأسها مأخوذة تنفي..
نهض صهيب من جلسته جوارها وهم بالابتعاد سائرا خطوتين بظهره حتي لا يقطع اشتباك نظراتهما.. وهو يعلنها بسطوة وسيطرة
" جيد.. وإن حاول أحدهم قولها... إنهريه... وحذريه أنني مرشح صعب المراس... لا أجيد اللعب العادل.. واني...)
ثم غير اتجاهه وعاد اليها... اقترب وجلس أمامها القرفصاء حتي يصبحا في نفس المستوي.. حتي انحبست أنفاسها وقد أصبحت المسافة الفاصلة شبه منعدمة فوصلها همسه لها حارا كنظراته
" عملت عمري كله كمزارع... فلا أخشي استعمال ذراعي .. يارمانة "
مع جملته الأخيرة كان يشير لعضلات ذراعه البارزة من قميصه
بأنفاس مضطربة مدت تهاني أصابعها وقد أخذ ندائه لها برمانة ما تبقي من عقلها.. فمدت أصابعها تنوي لمس عضلات ذراعه
( احترسي )
هتافه جعلها تصرخ وتلملم كفها بسرعة لصدرها تماما كما فعل في السوق
لكنه هنا اعتدل واقفا ينظر لها بغرور مغيظ ... ولكن سحرها مع جملته
" حين أصبح مرشحك الأوحد "
وليأتي علي ما تبقي من تماسكها غمز لها بعينه... وابتعد يسير بخيلاء
أما تهاني... ففاقدة القدرة علي الحركة ... ظلت في جلستها علي درج خالتها
لا تدر ان نبوءة صهيب تتحقق فعلا في احدي غرف البيت وعند راوية يزداد مع كبر بغيض فترسل لغسان رسالة مقتضبة
(تأخرت في إرسال المال كي اشتري المنزل... اريد الاستقرار بحياتي)





سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك


ندوش28 and noor elhuda like this.

shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 26-08-20, 01:04 PM   #640

MerasNihal
 
الصورة الرمزية MerasNihal

? العضوٌ??? » 410863
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 252
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » MerasNihal is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضووووور⁦♥️⁩

MerasNihal غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:57 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.