آخر 10 مشاركات
409 - غدا لن ننسى - تريزا ساوثويك (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          95 - عاد بلا قلب - ليليان بيك ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          معلومة بتحكيها الصورة (الكاتـب : اسفة - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          ثمن الخطيئة (149) للكاتبة: Dani Collins *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أحبك.. دائماً وأبداً (30) للكاتبة الرائعة: مورا أسامة *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : مورا اسامة - )           »          زوجة مدفوعة الثمن (44) للكاتبة:Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          غيث أيلول -ج5 سلسلة عائلة ريتشي(121)غربية - للكاتبة:أميرة الحب - الفصل الــ 44*مميزة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          [تحميل] مشكلتي مع كلمة / للكاتبة الفيورا،سعودية (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree4Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-06-20, 11:29 PM   #91

ضحى حماد

نجم روايتي ومشرفة سابقة

 
الصورة الرمزية ضحى حماد

? العضوٌ??? » 269097
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,300
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
افتراضي


الفصل الخامس :
متزوج وكذا مرةكمان اعاااااااااااااااااااا ..
كسرتلي قلبي معها لسة من شوي قاعدة بدافع عنك يا ابني بدي قوصك




ضحى حماد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-06-20, 11:44 PM   #92

ضحى حماد

نجم روايتي ومشرفة سابقة

 
الصورة الرمزية ضحى حماد

? العضوٌ??? » 269097
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,300
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
افتراضي

اوووووووووووووووووووو واخيرا فهمنا السبب ...
واخيرا عرفنا اللي صار ...
فعلا كنتي مشاركة ولكن تبتي وواضح قبول توبتك ياخاتمة ..
لنشوف شو رد فعل اثير


ضحى حماد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-20, 01:45 AM   #93

ضحى حماد

نجم روايتي ومشرفة سابقة

 
الصورة الرمزية ضحى حماد

? العضوٌ??? » 269097
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,300
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 9 والزوار 7)
‏ضحى حماد, ‏همس البدر, ‏التميز, ‏Fofa shine, ‏jadayal, ‏leria255, ‏yasser20, ‏blue fox, ‏lucyman


ضحى حماد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-20, 03:44 AM   #94

sara_soso702
 
الصورة الرمزية sara_soso702

? العضوٌ??? » 325067
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 375
?  نُقآطِيْ » sara_soso702 is on a distinguished road
افتراضي

الفصول روعة يا منى بجد تحبس الأنفاس

sara_soso702 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-20, 05:23 PM   #95

fatima94
 
الصورة الرمزية fatima94

? العضوٌ??? » 462876
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » fatima94 is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** مشاهدة المشاركة
مرحبا فيك فطومتي في اي وقت 🌹🌹
حبيبتي العملاقة تسلم اناملك استمتعت بكل حرف


fatima94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-20, 06:06 PM   #96

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي



🌹🌹🌹🌹🌹الفصل الاخير 🌹🌹🌹🌹🌹

هزت رأسها مجعدة ذقنها بينما تجيبه بثقة: (بما أنك سمعت كل شيء، فأنت تعلم بأنها لم تحب أحدا كما أحبت ولدها ولم تقترف ذنب الخيانة كما أوهموه ... وأيضا لم تمت في الوقت الذي كان يظنه... بل عاشت سنين طويلة تتجرع عقابها الذي تقبلته برحابة صدر كتكفير عن ذنوبها، حتى عدم رؤية ابنها وسخطه عليها وهو يظنها خائنة ميتة ...اعتبرته من ضمن العقاب وظلت تدعو له في كل صلاة مع كل استغفار وطلب للعفو.... ولم يكن رجاؤها سوى مسامحة منه هو وحده بعد أن تقوم بآخر ما عليها فعله لرد المظالم وفضح الظالم..... ).
هالتها ملامح وجهه المكفهرة، والاحمرار يزحف على بشرته السمراء، فكيه مطبقين بشدة بينما النظرة تحتد من مقلتيه المظلمتين.
رفعت وجهها بأنفة وقالت بقوة اكتسبتها من احساسها بصحة قرارها رغم اهتزاز قلبها بلوعة فراق وشيك: (وأنا آخر بيدق أضافته على رقعة معركتها... وعدتني وأوفت بوعدها... ووعدتها وأوفيت بوعدي والحمد لله ... )
ثم بسطت يديها نحوه تكمل ببسمة باردة: (كان وعدها 《أنت》 لتخلصني من زوجي السابق وكان وعدي أنت لأعيدك إليها... وها أنت أصبحت تعلم كل شيء يا سيد أثير الأجاويد.... عن والدتك السيدة خاتمة العلامي رحمها الله.)
ارتد رأسه قليلا، ولكنه حافظ على تباثه بقوة هائلة والظلام ينتشر بقسوته مهيمنا على بياض عينيه.
تنفست بأسف اعترى قلبها فجأة، وماذا تنتظر من قلبها الغبي؟
ثم استجمعت نفسها بعد أن هجرت نظرات عينيه بل سائر ملامح وجهه، لتستقيم على قدميها اللتين خانتاها ما إن وقفت فهرع إليها بغته يثبتها من مرفقيها.
رفعت رأسها لتنظر إليه بوجل مدهوش، فوجدته يتطلع إليها بحيرة أصابت قلبها البائس في مقتل.
(لماذا؟).
كلمة يتيمة فرت من بين نواجده، لتحرك قدميها قبل أن تعتمد عليهما رغم ارتعاشهما فتبتعد عنه مسافة آمنة: (أثير لا يغفر الكذب... أثير لا يغفر الخداع..... والدتك أخبرتني وخيرتني ... إما أن أنكر هويتها أنا الأخرى فأظل معك... أو أكون أول شخص يعترف بها وعندها سيكون الثمن فقدانك وأنا لن أقبل بالظلم وأنكر هويتها كما فعل غيري... لقد كانت السيدة خاتمة العلامي... والدتك... دربتني وأرسلتني إليك...).
مسح على وجهه وذراعه الأخرى يتخصر بها، ثم نظر إليها يستفسر منها بذهول لم يغادره: (ل... لماذا... لم تنكري؟.... لقد علمت الحقيقية... حتى لو أنكرت بمعرفة هويتها الحقيقية واكتفيت بمعرفتك بها باسم فضيلة... كنت سأصدقك... و ... و... لماذا؟)
نحب قلبها بمرارة يلومها ويعاتبها بعنف، لكنها تماسكت وحكمتها تدفع بها نحو الأمام، لتمنحه بسمة حقيقية نادرة فاجأته وأدهشته حقا، وهي تجيبه بصدق: (إن كذبت عليك أنت .. كيف أكذب على نفسي؟... وكيف أكذب على ربي؟... نزعتُ السلطة من عاطفتي هذه المرة ومنحتها لضميري... أنا لن أشارك والدك في شيء حتى في نزع الهوية من المرأة التي قدمت لي العون... ولو لم تفعل! لم أكن لأتصرف بأنانية... لقد تعلمت بالطريقة الصعبة.... الصعبة جدا أن لا طريق للنجاة سوى الصدق... الصدق وفقط..).
طغى الحزن على قسمات وجهها وهي تمسد على نسيج فستانها المجعد ثم استدركت قبل أن تستدير: (هذا آخر لقاء بيننا يا سيد أثير.... أتمنى لو لم تدعه يهرب لكنني أؤمن بعدالة الله ... وإن فررنا من الكون أجمع لن نفر من الله... السلام عليكم...).
استدارت تهم بالرحيل لكنه أبدا لم يكن على وشك إطلاق سراحها مع جملتها التي نطقت بها سهوا ولم تدري ما فعلت به، لقد تجاهلت عاطفتها وأحكمت ضميرها وهذا يعني له أمرا واحدا، رغم ما يشعر به من تخبط وغضب شديد يضغط على أعصابه إلا أن شيئا ما في أعماق أحشائه انتفض يرقص بفرح: (هل تعلمين لماذا كنت سأقابلك اليوم في المحل؟).
تجمدت خطواتها، إنه حقا لا يساعد بنبرته الضائعة تلكلقد فكرت جيدا... وحلّلت مشاعري مع نفسي ... ومع كنز، فاكتشفت أنني أريد...)
بتر كلماته بتردد وحيرة بائسة، وهي كانت قد اكتفت من عتاب قلبها الغبي، فعادت نحوه بخطوات متعثرة تهتف بغضب اشتعل من العدم ليثور في وجهه: (ماذا تريد؟... ها؟.... ماذا؟)
هزت رأسها استنكارا ورفعت كفيها تلوح بهما باندفاع لم يعهده فيها، فتسمر مكانه مصعوقا: (تريد الزواج مني لتضمني إلى قائمة نسائك؟... إلى متى؟... ها؟... كم ستقضي معي حتى تقرر أنك اكتفيت؟... شهر! شهران؟... سنة؟... سنتان؟... كم؟... بالله عليك أخبرني كم؟...)
شهقت بحدة وتلاحقت أنفاسها بهستيريا فرفع ذراعيه يشير لها لتهدأ، بينما مقلتاه لا تنفكان عن الاتساع وفمه مفغر بصدمة، لكنها لم تصمت غاضبة من نفسها ومنه ومن كل شيء: (وماذا ستكون شروطك؟... لا أولاد! لا توقعات!... فقط رفقة إلى أن تشبع وتقرر أنك مللت وتريد التغيير... الوداع يا ضحى! ... ها أنا ذا أسهل عليك الأمر من الآن بل وأمنحك العذر الكافي...)
ثم اقتربت منه ترمقه بحدة بينما تستطرد بقوة: (أنا خدعتك يا أثير الأجاويد... أنا لعبت عليك دور مُحبة الورود وحلوى العسل وأريتك عمدا عذابي كضحية معَنفة، فأوقعتك في الفخ بكل سهولة، لذا من المنطقي جدا أن تودعني وحالا!..).
حل الصمت بينهما يتبادلان النظرات واللهاث إلى أن نطق بإدراك مستغرب، ذكاؤه ودهاؤه يمتزجان بحيرته وصدمته مع ذهوله، ليجد نفسه غارقا وسط عاصفة جمدت ردود أفعاله الطبيعية: (أنت تختارين الرحيل... أنت ترفضينني كزوج وكحبيب!...).
زفرت تغمض مقلتيها بأسى وقلبها الغبي الخائن يقف جواره ملوحا لها بسماجة ويخبرها بأنه لن يساندها في معركتها وعليها الاكتفاء بعقلها البائس كحليف: (أجل...)
عادت ترفع رأسها مؤكدة على كل حرف بتعب شديد أوشك على أن يتكالب على ما تبقى من سلامة أعصابها: (أنا أرفضك... أرفض كل ما أنت عليه... ثرائك، طريقة حياتك وعقدك! يكفيني ما عانيته يا سيد أثير، لم أعد أغتر لا بالوسامة ولا بالمال، أريد زوجا طبيعيا، زوجا عاديا... صدقني لا أنتظر منه لا الأمان ولا العِيَلة... لأن كل ذلك من الله، هو مصدر الأمان ومصدر الرزق يحيطني بهما بوجود رجل من عدمه إن شاء سبحانه... لا أريد من الزوج سوى الاحترام، السكن، المودة والرحمة... زوج يعاملني كإنسانة لها كرامتها وكيانها ... بالله عليك هل هذا صعب لهذه الدرجة؟)
تخصرت مُلاحِقة أنفاسها الثائرة بينما تطرق رأسها والوهن يضعف بدنها، لقد استنزِفت كليا.
(إذن.. لقد انتهينا هنا!..)
نطق بنبرة ساهمة ذاهلة، فأومأت دون أن تنظر إليه، تردد بوجوم وحزن: (أجل، انتهينا...)
لمحت حذاءه اللامع يتحرك متجاوزا إياها لتنتفض على صوت صياحه مناديا على مساعده: (هشام!)
ظهر الرجل في رمشة عين يرمقهما بإشفاق وترقب، فأدركت أنه سمع حوارهما المخزي، ولم تكن حقا في حاجة لاحمرارٍ يطغى على وجهها القرمزي بالفعل: (خذها إلى بيت عمها!... لا تفارقها حتى تدخل البيت..)
أومأ بطاعة وأشار لها باحترام يكنه لها، فنظرت إليه لبرهة قبل أن تتقدمه بخطوات ثقيلة.
رحلت دون أن تمنحه نظرة أخيرة، وقلبها يكاد يقفز من مكانه ليظل جوار صاحبه، ومع أول خطوة خارج البناية شعرت بالشمس قد انطفأت مع أن وهج حرارتها يزيد من لهيب بشرة وجنتيها، الشمس بكل وهجها الذهبي المشتعل قد انطفأت مع رحيلها من حياته، أثير الأجاويد كان قمرا خلابا في خيالها ووقع ليتكسر بقسوة محطما خيالها المثالي وكان شمس حياتها التي أذابت جبال صقيعها ونشرت الدفء على أرضها الموحشة وقد غربت لتوها وانتهى الأمر.
كان الصمت قاتلا ببرودته في سيارة الدفع الرباعية السوداء تضمها ومساعد أثير الذي تولى القيادة بنفسه.
تذكرت شيئا ما وسط أفكارها الثائرة مع دقات قلبها الموجعة، فسألته بتردد وهي تمسد مكان الصفعتين: (كيف علمتم بمكاني؟ والده لم يكن ليفوته أمر مراقبتكم لي!)
رماها بنظرة مهتمة انعكست لها على المرآة الأمامية، ثم رد عليها وهو يعود بأنظاره إلى الطريق: (أنت محقة، نحن فعلا فقدنا أثرك قبل أن تختفي بدقائق...)
تلكأ قليلا ثم أكمل بما يشبه الاستفسار أكثر منه إخبارا: (أرسِل إلينا من مصدر مجهول مقطعا مصورا لك وأنت محمولة بين ذراعي رجل يدخل بك بناية معروفة لنا يتبعه والد السيد أثير، نفس المجهول الذي أرسل له اليوم ملفا ضخما يحوي وثائق لصفقات مشبوهة تخص أعمال السيد عبد السلام؟!).
أطرقت رأسها تفر من نظرته الثاقبة المستفسرة التي وجهها نحوها عبر المرآة، لتجيبه بوجوم: (لا أعلم من هو؟... قالت لي أن هناك من سيساندك بعد الله لكن لم تخبرني بهويته؟ وهو من كان يرعاها ويمدها بالمال أثناء فترة سجنها...)
رفعت رأسها لتلمحه يقطب بحيرة، فاستدركت برجاء وهما على مدخل الحي حيث تقطن: (اعتني به من فضلك، كن له صحبة صالحة وتعلما مما حدث للسلف... الدنيا لا تدوم لأحد..)
كان قد أوقف السيارة وهمت بالنزول حين رد عليها بتردد وشى بمدى حرجه: (السيد أثير رجل صالح ... هو بشر ويخطئ...لكنه صالح، كوني واثقة من ذلك.)
هزت رأسها بلا معنى ونزلت بينما تفكر في طريقها نحو البناية أنه لا جدوى من ما تظن به بعد الآن.
《《《 الحاضر》》》
(لولا زواجك من السيد أثير لعاتبتك على استسلامك ...)
قاطعت وداد استرسالها بقص حكاية الماضي تعاتبها بلطف، فأطبقت على شفتيها للحظة قبل أن تجيبها بحكمة: (كان يجب أن يواجه كل واحد منا عقده لحاله بعيدا عن الآخر ... وإن كان مقدرا لنا الاقتران ببعضنا سنجد الطريق إلى بعضنا وهذا ما حدث بالفعل...)
ابتسمت لها بتفهم ثم سألتها في نفس اللحظة التي اندفع فيها باب المحل، ليظهر خلفه بهيبته وبدلته الأنيقة: (وماذا حدث بعد ذلك؟...)
همت بالوقوف استقبالا له وقد أشرقت ملامحها بالسرور والمفاجأة، لكنه أشار لها لتلتزم بمقعدها بينما يسير نحوهما، يقول برسمية عكس بسمته الخاصة نحو زوجته: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....).
اعتدلت وداد في جلستها، وابتسمت هي الأخرى بلباقة ترد السلام بخفوت، مراقبة إياه كيف انحنى نحو رأس زوجته يمنحه قبلة حانية قبل أن يُسنِد نصف جسده السفلي بحافة مقعدها بينما يحتفظ بكفها بين يديه: (من فضلكما اعتبراني غير موجود ...)
كانت ما تزال ترمقه بهيام شع من مقلتيها اللامعتين بلون بني تفتحت درجاته ببهجة حضوره، تعبر له بعفوية عن حبها: ( مستحيل!)
لتوها تكتشف وداد تأثير أثير على زوجته صاحبة النظرات الراكدة، وكيف تتسع البسمة لتملأ قسمات محياها، فيختفي الألم بكل ذكرياته الأليمة، ولم يكن هو بأقل منها إشراقا ونظراته المظلمة نحوها تلمع بسواد خاص، يكاد يلتهمها بتأمله المصاحب لبسمته العاشقة، فتدخلت بتعقيب مرح: (حمممم.. سيدة ضحى ... تعلمين أن هذه آخر جلسة لي معك، فغدا بإذن الله يجب أن ألحق برحلتي نحو هدف آخر.... فهلا أخبرتني بالتتمة لكي ترتاحي مني وتتفرغين لزوجك...).
انتابها الذهول من الحمرة القانية الزاحفة على سطح بشرة ضحى الذهبية، وهو لا يرحمها بنظراته الماكرة، لكن الأخيرة تحدثت على أي حال تجيبها: (ذاك اليوم حين عدت إلى البيت، حاولت إخفاء أثر الصفعتين على وجهي...)
شد على كفها وقد فهم قصدها، لتختفي البسمة فجأة من على ملامحه التي قست والتفت نحو النافذة يدعي التجاهل بينما جسده يتحفز: (نجحت في ذلك والحمد لله فلم ينتبه لي أحدهم ثم صبرت يومين لأخبرهم بعدها بأنني سأعود لأهلي... طبعا استنكروا ورفضوا وحاولوا إثنائي عن قراري لكنني كنت قد قررت وانتهى الأمر...)
صمتت قليلا تتذكر زيارة كنزة وانهيارها أمامها وأمام زوجة عمها، لتستدرك ببعض الحزن: (وكانت زيارة كنزة آخر قشة دفعت بي للهروب فعليا...)
استدار إليها يرمقها بحنو وإشفاق يخص خالته التي انهارت حين أخبرها بالحقيقة وكأنها تعيش فقدان أختها الوحيدة مجددا، بينما هي تكمل ناظرة نحو وداد التي لمحت لمعان دموع التأثر على ضفاف مقلتيها الواسعتين: (تشبثت بي وكأن مصاحبتي لشقيقتها في آخر سنوات عمرها منحني شقا منها ... سألتني عن الكثير... وطلبت مني تفاصيل كل ما حدث أثناء فترة سجني معها... أعترف بأن قلبي تقطع وجعا عليها لكن ما باليد من حيلة ... منحتها وقتا بصبر وأخبرتها بكل شيء أمام زوجة عمي التي صعقت بما اكتشفته وجاء ذلك في مصلحتي كي توافق على عودتي لبيت أهلي....)
تلكأت وقد دمعت عيناها تأثرا قبل أن تكمل بوجوم: (منعوها من زيارة شقيقتها في السجن... لم تصدق ما لفقوه لها من تهمة الخيانة وكلفت محامي عائلتهم ليتولى القضية والذي لم يستطع فعل شيء لتتأكد من أن غضب عبد السلام سيطال كل من يقف في وجهه.... لكنها لم تستسلم وطرقت أبواب المسؤولين مع أن أغلبهم كانوا يتجاهلونها ما إن يستعلموا عن نوع التهمة ... إلى أن بُلّغت بخبر وفاتها ... قصدت حينها زوج شقيقتها لتفرغ فيه قهرها وتطالبه برؤية شقيقتها قبل الدفن آخر مرة وطبعا رفض بشكل قاطع وبلغها بأنه منح إذنا للجهات المكلفة بدفنها بعد موتها فورا وأن كل ما تفعله مجرد ضياع للوقت والمجهود... نحبت في مكتبه وتوسلته ليمنحها عنوان المقبرة حيث دفونها .. تخيلي! طوال السنوات الماضية كانت تزور قبرا مزيفا... لا حول ولا قوة إلا بالله... ذاك الرجل لا رحمة في قلبه....).
هزت وداد رأسها بتفهم واجم، ثم طرحت سؤالا مغايرا بعد أن لمحت مدى قساوة ملامح أثير: (وكيف اجتمعتما؟)
التفتت نحوه لتجد عينيه في انتظارها تشعان حبا ورأفة، مبتسما بحبور بينما يتدخل: (سأجيب أنا عن هذا السؤال لو سمحت...)
أومأت له مبتسمة، فبسط ذراعيه مدعيا الاستسلام: (لم أستطع الصبر طويلا، ولأقل من شهر وجدت نفسي أحجز في الطائرة نحو مدينتها رأسا...)
أطلق سراح عينيها ليستدير نحو وداد يعترف لها بنبرته الواثقة التي يتخللها بعض المرح: (كانا أسبوعين كالجحيم...كلما مررت جوار محل الورود أتلفت باحثا عن شيء ما أستشعر فقده حتى اكتشف أن من أبحث عنها قد رحلت عن المدينة كلها فيعود رجائي خائبا ولحظاتي كلها تمر في كدر.... حين قررت استعمال تحكمي في نفسي لأنسى واجهني كياني كله بالرفض... وكم صدمتُ من نفسي حين تأكدت من أنها لم ترحل لحالها بل أخذت قلبي وحكمتي معها...)
ضحكت وداد بخفوت حرج مستغربة من نفسها الخجل الذي ظنت أنها تخلصت منه بين أروقة الإقدام المفروض عليها بسبب عملها وسألته بحيرةلكنها خدعتك ...وكذبت عليك ...)
منحت ضحى نظرة اعتذار قابلتها الأخرى ببسمة مترقبة لما سيقوله.
(في الحقيقة حين فكرت جيدا وجدت أنها لم تكذب علي...)
قطبت وداد بحيرة أكثر، فحرك أحد كفيه مفسرا بينما الأخرى تطبق على كفها فوق ركبة قدمه التي يستند بها على طرف مقعدها: (المرة الوحيدة التي سألتها عن والدتي ردت علي بصدق ولم تكذب.... أما كل ما حدث قبل ذلك، فلم يكن استدراجا إنما بلاغا بحقيقة لم أكن لأتقبلها لو جاءتني لتخبرني بها مباشرة.... لقد كانت والدتي رحمها الله كما عهدتها ذكية ذات فطنة ... خططت لتذكرني بكل ما عشته معها في طفولتي، سواء الجميل مثل حلو العسل والورود أو السيء كالعنف من خلال ضحى لتوقظ ذكرياتي وبعدها سأكون مستعدا لسماع الحقيقة وحين كنت في حاجة لسماعها حصلت عليها... إذن فهي لم تخدع ولم تكذب ثم هي رفضتني، فلماذا ستكذب علي أو تخدعني لو كانت لديها أي نية غير سوية؟...)
ثم أصدر ضحكة ماكرة وهو يسحب كفها أكثر نحوه، مستدركا: (بل رفضتني مرتين ... هل تصدقين ذلك؟...)
رفعت وداد حاجبها الأيسر بتعجب مزعوم مرح بينما تسأله: (وماذا فعلت؟)
رمق زوجته بطرف عينيه وهو يجيب وداد بحنق مفتعل بينما ذاكرته تعود إلى ذلك اليوم الذي لن يمحى أبدا من رأسه إلا إذا شاء خالقه.

《《الماضي》》

اندفع مغادرا من الفندق بعد أن أعلمه الرجل الذي كلفه بمراقبة تحركاتها المعدومة بأنها أخيرا خرجت من منزل أهلها وذلك ما أثار حنقه منها، فهو قد أتم الأسبوع في مدينتها وتعطلت مشاغله وهي تعتكف في بيت أهلها مغلقة الهاتف البائس.
لطالما فكر وراجع نفسه بعد نهاية كل يوم من الأسبوع وهو على فراشه يحدق بالسقف، متسائلا، ماذا يفعله في مدينة غريبة عليه ومن أجل ماذا؟ فتعود عليه أنفاسه بملايين الردود تشكل سطورا تحت جملة واحدة 'يريدها في حياته،... يحبها!'
كلما ترددت تلك الكلمة بغرابة بين جنبات صدره تفاعلت معها دقات قلبه التي تتسارع مستجيبة لحماس عاطفته تجاهها، شيء ما يجذبه إليها ويجعلها تملأ فراغا كبيرا في أحشائه، فلا يعود قادرا على التخلي عنها.
لكم سعد بخروجها ذلك اليوم، ولحسن حظه كانت لحالها، ولولا ذلك اللقاء ما اكتشف لماذا هي تحديدا؟
تمهل حين اقترب منها بين الحشود داخل أحد زقاق السوق الشعبي لتلك المدينة، لتستدير فجأة وكأنها تبحث عن أحد ما فتتسارع دقات قلبه يشعر بها تبحث عنه، أو هذا ما خيل له حتى تأكد منه حين وجدته مقلتاها لتشع بظفر وقد صدق شعورها هي الأخرى بوجوده قريبا منها لكن ما لبثت أن خبت نظراتها بوجوم بعدما تفحصته بشوق، فقطعت المسافة القصيرة بينهما، لتسأله بعبوس: (ماذا تفعل هنا؟)
لم يستطع النطق واكتفى بتفقد ملامح وجهها باحثا عن الذي تغير فيها، جسدها فقد بضعا من وزنه، وأسفل عينيها تسوده بعض القتامة وقد ظهر له جليا لأنها لا تضع زينة كما هي عادتها.
(كف عن التحديق بي .. الناس حولنا ومنهم من يعرفني.. ماذا تفعل هنا بحق الله؟)
بلل شفتيه ورمش بجفنيه ينفض عنه شوقه المفاجئ له، ما زال يتفاجأ من نفسه وما يشعر به نحوها: (يجب أن نتحدث!....)
همت بالرفض فقاطعها آمرا يستعيد سلطة هيبته: (هنا أو في مكان آخر.... اختاري ...)
زفرت باستسلام وأشارت له ليتبعها، فأطاعها بصمت، يمشي خلفها كالمسير لا يملك من أمره شيئا، يتتبع قدها الضئيل في جلبابها المحلي، لأول مرة يراها بجلباب محلي على شكل قصة فستان لكن بتطريزات وخياطة محلية وبنفس ألوانها القاتمة المفضلة، الأسود والبني، كل ألوانها المفضلة قاتمة لكنها تناسبها جدا.
توقف أمام محل حلي تقليدية بمساحة ضيقة على شاكلة الباقي في السوق، وراقبها كيف ضمت فتاتا من نفس عمرها ثم همست لها بشيء ما، توقعه حين رمقته الفتاة بنظرات متفحصة فضولية قبل أن تبتسم بمرح وهي تسحب حقيبة يد من تحت الحاجز الخشبي الصغير والمرتفع، تقول لها بنبرة خجلة لكن مرتفعة نوعا ما: (اعتني بالمحل في غيابي، سأعود بعد نصف ساعة بإذن الله...).
تجاوزته وهي تحييه بإيماءة صغيرة قبل أن تختفي بين الناس، فاستقام بظهره ودخل المحل الصغير حيث أسندت ذراعيها المتشابكين فوق الحاجز ترمقه بترقب: (لقد سمعتها.... أمامك نصف ساعة ..)
أومأ بلا معنى وتقدم نحوها لكنها أشارت له بكفها تحذره: (لا تقترب كثيرا ولا تنسَ أين نحن! .... حافظ على المسافة حتى يظنك من يراك زبونا... أنا هنا مطلقة صاحبة سوابق ومن السهل جدا اتهامي بالفواحش...)
انقبض قلبه بألم وللأسف هي محقة، وما أسهل على الألسنة إطلاق سراح مجونها دون تفكير أو حكمة، لذا التزم مكانه ونزع السترة ليفتح أول زر من قميصه، شاكرا ربه على عدم ارتدائه لربطة عنق، فالجو على عكس مدينته الساحلية الرطب، جاف وحار: (لماذا تغلقين هاتفك؟..فلقد هاتفتك مرات عدة ثم لماذا لم تخرجي من بيت أهلك أسبوعا كاملا؟ بدأت أصاب باليأس...)
اتسعت مقلتاها تهتف بعدم تصديق: (أنت هنا منذ أسبوع؟)
هز رأسه يجيبها بامتعاض: (أجل، وكنت سأقابل والدك كحل أخير... مع أنني لم أرد اتخاذ تلك الخطوة دون موافقتك...)
فغرت شفتيها دهشة قبل أن تعبس متسائلة بحيرة: (تقابل أبي؟... لماذا؟)
مط شفتيه بانزعاج وهو يرد عليها: (ولماذا سأقابله؟...لأتقدم إليك طبعا....)
ما إن استوعبت حتى عقدت حاجبيها بغضب عاد ليتمكن منها، ألا يكفيها الأرق الذي أصابها بسببه والحزن الذي سكن أحشاءها كما لم يفعل من قبل ؟ وهو لا يسهل عليها أمر نسيانه أبدا!: (ألم نتحدث في هذا الموضوع من قبل؟.... أنا أرفض الزواج منك، لماذا تصعب الأمور على كلينا؟)
انتقل إليه الغضب الجارف يفكر بأنها تقابله بالرفض مجددا بعد كل ما مر به، وتهين كبرياءه مرة أخرى والمشكلة أنه ما يزال يرغب بها كالأحمق: (كفي عن حماقتك ودعينا نتفاهم، فكما يبدو على هيئتك المزرية، أنت لست بأفضل مني، كلانا يحترق في بعده عن الآخر..)
رفعت رأسها تعقب بأنفة غير مناسبة لما نطقت به: (أنا حالتي دائما مزرية وليس بسببك...)
ابتسم رغما عنه فزحف الاحمرار على بشرة وجهها، ليقول لها بصدق خرج منه بعاطفة جياشة: (لكنك لم تكوني هناك هكذا ... كنت دائما مشرقة... غامضة أعترف... لكن مشرقة... فما الذي تغير حتى نقص وزنك؟... وتلك الهالات تحت عينيك؟...)
زمت شفتيها برفض لتجيبه بنزق بينما تلوح بكفيها كما لم تفعل في السنوات الأخيرة وتحديدا منذ أن تزوجت ذاك الحقير: (إذا كانت هيئتي مزرية، فلماذا تريد الزواج مني؟..)
(لأنني أحبك...)
قاطعها بهدوء وهو يحتضنها بنظراته المهتمة بكل خلجة تصدر منها، وللحظة أصابها الخرس قبل أن تحاول التحدث مرات عدة لتنجح في القول بارتباك: (الحب ليس كافيا...)
تخصر بتحفز والسترة عالقة بين جانب خصره الأيسر وذراعه، يسألها بعبوس ضائق: (وماذا تريدين بعد؟.... الاحترام؟ تعلمين أنني آخر رجل قد يتسبب في أذيتك..)
ثم تلكأ ليستدرك بنفس المزاج العصبي: (المال؟... أعتذر إليك لن أتخلى عن ما بينته بيدي هاتين بعد فضل الله.... فما لا تعرفينه أنني قد تبرأت من والدي وخرجت من كنفه منذ أن اشتد عودي.... أتممت دراستي العليا في الخارج بمنحة فزت بها بمجهودي... ولم أقبل بعدها بدرهم واحد منه..... أعترف بأنني أكلت مالا لم أكن أعلم بأنه حرام... فلقد كنت صغيرا... وحين كبرت كان كره والدي قد كبر معي بسب ما كان يفعله بأمي رغم تمثيلها أمام الناس بأن كل شيء بخير ... وكان ذلك ما دفعني لأجتهد وأحصل على منحة دراسية كي لا أحتاج لماله ليس لأنه حرام فأنا لم أكن أعلم بل بسبب عنفه وتعذيبه لأمي... وكنت أقبل بالقليل من الأخيرة لأنها شريكة في مشروعهما وكنت أعتبره عرق شقائها .... وبعدما.....)
ضغط على شفتيه بألم وخزي لمعت به مقلتاه ليستطرد بوجوم: (بعد أن بلغني بما لفقوه لها صدقت الأمر حينها لأن من تتعرض لما تتعرض له على يد والدي قد يدفع بها مع ضعفها ووساوس الشيطان إلى طريق الفحش... لذا عملت إلى جانب دراستي وتبرأت من كليهما... نسيت كل شيء يتعلق بالعائلة إلا كنزة التي كانت تفرض نفسها علي رغم محاولاتي للابتعاد عنها هي الأخرى.... لكنها صبرت وتحملت فظاظتي حتى أقنعتني أننا عائلة وسند لبعضنا ....وحين تخرجت لم أكن أنوي العودة... لكنها كنزة مجددا علمت كيف تستدرجني باقتراحها بتسلم ميراث والدتي من والدها... جدي محمد العلامي رحمه الله ... وأن أستثمر لها حصتها أيضا لأن لا علم لها بمجال التجارة ... وإن كنتِ لا تعرفين محمد العلامي فاسألي عنه ...فربما ما تبقى من جيناته الصالحة داخل دماء والدتي ما أيقظ ضميرها من غفوة الجشع والضلال.... ما أملكه حلال ومن الحلال يا ضحى ...وإن أردتِ الاطلاع على الوثائق من أول استلامي للميراث إلى الآن لا مانع لدي.... وتلك البناية حيث عملتِ كانت الإرث مع مبلغ من المال كبر ونمى بفضل الله.....)
عادت تسند نفسها بمرفقي ذراعيها على الحاجز تمسد جبينها بحيرة، ليسترسل بسيل عباراته الجادة لإقناعها: (لا أريد زواجاً للمتعة كما سبق وقلتِ بل أريدك سكنا لي يا ضحى...).
رمقته بصدمة لا يكف عن إدهاشها بحديثه النابض بالصدق: (أريد الاستقرار معك وبناء أسرة... إنجاب أبناء نربيهما بمساعدة بعضنا.... أنا أيضا أريد حياة عادية وزواجا عاديا أو بالأحرى زواجا طبيعيا كالذي بين والديك وبين عمك وزوجته وأغلب عائلتك وكنزة أيضا بالمناسبة... أتفهم رغبتك بحياة شبيهة بحياتهم، فذلك النوع من العلاقات الطبيعية هي الناجحة لأنها مبنية على الصدق والاحترام وتولد الدفء والرحمة بين الزوجين.... أنا أرغب بذلك أكثر منك يا ضحى... فهلا منحته لي!... ).
بللت شفتيها وبلعت ريقها لتفر منه بعينيها، يخيفها ما تشعر به نحوه، إنه أقوى من الزيف الذي شعرت به نحو زوجها السابق، وإن صدقت شكوكها البائسة وخدعها هو الآخر ستكون نهايتها، لن تقوى على النهوض مجددا.
(ضحى!).
ناداها بلطف يحثها حين طال صمتها، فردت عليه وهي ترفع رأسها إليه: (هل زرت قبر أمك؟)
ارتد رأسه بصدمة، وسقط ذراعاه إلى جنبيه فهوت السترة على الأرض.
نظرت ضحى إلى السترة بسهو فتمالك نفسه وانحنى يلتقطها مجيبا بجمودليس بعد..)
فقالت بحزن: ( طلبت حينها من والدي أن يتقدم بطلب رسمي ليتولى دفنها في مقبرة حينا... لم أرد أن تدفن في أي مقبرة كمجهولة ولقد صلى عليها أهل حيي وأكرموها بالدفن وجنازة لائقة...)
لهثت أنفاسه بينما يشكرها بنفس الجمود: (أعلم ذلك ... شكرا لك ولأهلك... وسأذهب لزيارتها اليوم..)
حل الصمت بينهما مربكا، فتهدل كتفاه خيبة، يفكر في أنه فشل في إقناعها رغم كل شيء، فطلب منها أخيرا: (هل تريدين مرافقتي؟)
أومأت سلبا تجيبه بحزن: (زيارة النساء للقبور مكروهة... دعائي الصادق لها دوما أنفع لها على أي حال...).
تنهد وهو يهز رأسه موافقا ثم نظر نحوها وكأنه ينتظر منها حديثا آخر، وحين استدار يهم بالمغادرة حاملا بين جنبات صدره الكآبة والغم استدركت بتوتر فتجمد مكانه: (بعد أن تزورها... وإن كنت ما تزال على رغبتك ... أنت تعلم عنوان منزل أهلي...).
استدار مجفلا يتفقد ملامحها الجدية، يستفسر بنفاد صبر: (حقا!)
ابتسمت بحزن وهي ترد عليه: (لابد من أن تزورها أولا...ليس قبل ذلك...).
تمعن في النظر نحوها للحظات ثم غادر بصمت.

《《《 الحاضر》》》
(وتركني مع قلبي الذي سب غبائي بتفويت فرصة مذهلة ...وبدل أن أسحبه سحبا إلى والدي ليطلبني منه دفعت به بعيدا مجددا....).
عقبت بامتعاض مضحك بعد أن صمت، فأدار وجهه نحوها يعقب بتقدير وإعجاب: (كان ذلك حكمة وفطنة منك، فكلما أبعدتني لأحلق بعيدا عنك وجدت كل مسالكي تفضي نحوك، فيتأكد لي يقين ما أريده حقا..)
ثم التفت إلى وداد يكمل سرد ماضيه: (ذهبت لزيارة قبر والدتي....تملكني بعض الغضب بداية ثم تحول إلى تأنيب حانق تلاه نحيب معاتب... ثم بكاء لطلب المغفرة ووعد بأن أكون لها الولد الصالح ...وهناك اكتشفت أنها الخيط الخفي بيني وبين ضحى... الصلة التي بها نمت مشاعري الحقيقية تجاهها، فزداد يقيني من قراري وغادرت المقبرة بتصميم نحو منزل عائلتها....).
ما تزال وقفته أمام قبر والدته واضحة الصورة أمام شاشة خياله، قبر عادي كباقي القبور في تلك البقعة، لا تكاد ترتفع عن الأرض بسنتمترات قليلة، لا يميزها سوى تلك الحجارة التي تدس عند موضع الرأس كي يتبين للزائر وجهتها.

《《《 الماضي 》》》
مرت عليه نصف ساعة كاملة، وهو واقف على قدمين متجمدتين كمقلتيه التابتين على سطح القبر، يتأمل التراب حيث توارى جسد امرأة كانت في يوم ما مضى أقرب إنسان إلى قلبه حتى من نفسه، امرأة كان يرى الحياة من خلال عينيها، يبكي لبكائها ويضحك لصدى ضحكاتها، امرأة جسدت الحياة بكل معانيها في تكوين شخصيته وبناء كيانه فكانت أول عشقه وأول وجه للحب تعلمه مع نعومة أظافره، وأول كره شعر به أيضا كان من أجلها ضد والده.
كره والده طوال سنوات حياته منذ أن استوعب أنه سبب دموعها وآلامها، فكان هدفه الوحيد أن يصبح رجلا يعتمد عليه كي يقف في وجه أبيه فيأخذها ويرحلان بعيدا عنه.
وكم كان قرار سفره للدراسة صعبا، البعد عنها أكثر ما كان يحرق قلبه، فيطفؤه بماء الصبر من أجل هدفه، لكنه لم يحسب حساب الضربة التي قسمت ظهره، دمرت أحلامه وهدمت بنيان كيانه من أساسه.
لم يصدق في الوهلة الأولى لكن الصور التي أرسلها والده، أثارت غثيانه وأثارت كامل أوجاعه فآثر الفرار، فر إلى الدراسة وأغرق نفسه فيها، ولم يكد يستوعب صدمته الأولى حتى بلغوه بوفاتها. اضطربت أفكاره حينها بين فجاعة فقدانها وصدمة تهمتها ولكونه ما زال فتيا غرا فضل الغوص أكثر فأكثر في الدراسة وبعد الدراسة العمل، حتى تحولت أوجاعه إلى لامبالاة وتجاهل تدرب عليه جيدا.
(لماذا يا أمي؟.... لماذا اخترت ذلك الرجل؟... ولماذا بقيت معه بعد ما عرفته على حقيقته؟... لماذا فضلت البقاء وتحمل ضربه وإذلاله لك؟... ألم أكن كافيا لتقرري الرحيل من أجلي؟.. لو فعلتِ ذلك لما حدث أي شيء مما حدث.. وقد تكونين الآن حية... و... ).
*حقا أصبحت نفسه تفاجئه جدا* تراجع هامسا بأسى وهو يمسح بضع دمعات تدحرجت على وجنتيه قهرا.
يوم خطف ضحى استنفرت جميع خلايا صدره، وأصيب بالجزع والغضب كما لم يفعل من قبل وبحث عن والده وهو متيقن من أنه السبب في اختفائها، فاختلط عليه ماضيه بحاضره وللحظة قدم له باطنه صورة ضحى على شكل والدته، فاشتد غضبه وثارت ثائرته مقررا قتل والده إن فقط أذاها ولولا مفاجأة ملف الوثائق الذي وصله قبل المقطع المصور لكان فتك بوالده فعلا، ولكن الصدمة كانت شديدة عليه حين انتهى بمعرفة ما حدث لوالدته وهو بعيد عنها يلومها ويتهمها معهم، وإن كان بعيدا لكنه بهروبه وعدم الهرع لمساعدتها دليلا دامغا على تصديقه لما لفقوه لها.
(سامحيني يا أمي.... أتوسل إليك... لقد كنت فتيا، صغيرا وفاقدا للحكمة... ضحى أخبرتني بأنك تطلبين مني مسامحتك... لكنني هنا اليوم أطلب منك السماح والغفران ... مهما كانت جرائمك كان يجدر بي الوقوف بجانبك حتى وأنت تحاكمين... حتى وأنت تتلقين عقابك....ذاك حقك علي، سامحيني يا أمي...سامحيني!).
هوى على ركبتيه فوق الأرض يطلق العنان لدموعه، فلم يعد يملك طاقة لمقاومتها ولا لتحمل قناع الكبرياء المتعب، وظل على وضعه لحظات إلى أن شعر بالتعب فرفع كفه يمسح وجهه مستدركا بحزن: (أعدك بأن أقضي ما تبقى من عمري عملكِ الصالح يا أمي .... حتى العروس التي اخترتها لي ....)
ابتسم من بين دموعه يكمل بشجن: (بحثت لي عن عروس كما وعدتني في صغري وأرسلتها إلي بعد مغادرتك للحياة...)
مسح دموعه مجددا، ليستطرد بصدق وتصميم: (سأتزوجها يا أمي.. سأعتبرها أمانتك عندي أحافظ عليها وأبني معها أسرتي الخاصة ولن أنساك أبدا ما حييت.... بإذن الله... إلى أن ألحق بك...).


غدا باذن موعدنا مع الخاتمة🌹🌹🌹🌹🌹

yasser20 likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 27-10-22 الساعة 01:34 AM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 25-06-20, 07:09 PM   #97

fatima94
 
الصورة الرمزية fatima94

? العضوٌ??? » 462876
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » fatima94 is on a distinguished road
افتراضي

الاديبة العملاقة تسلم اناملك
طريق طويل مشيته ضحى لتنفذ وعدها ووتحدت فيه خوفها و تهديد عبد السلام و اتباعه و قدرت تفي بكلمتها و ترد الدين ل خاتمة
مشهد لقائها بعبد السلام كان قمة بالابداع و حبس انفاسي و تنكسر ايده ع الكفين اللي ضربها ياهن😂😂
وصول اثير باللحظة المناسبة كان روعة و الاروع الثقة بالله اللي زرعتها خاتمة بنفس ضحى و انه ربها معها و رح يهيئ لها اللي ينقذها بفضله و عدله
دمت مبدعة يا عمري و ناطرتك دوما بإذن الله


fatima94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-20, 12:06 AM   #98

الضوءالناعم

? العضوٌ??? » 396986
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 378
?  نُقآطِيْ » الضوءالناعم is on a distinguished road
افتراضي

جميل جداً تناول قضيه اجتماعيه بأسلوب سلس وشيق. موقف ضحى القوي من زوجها ثم الرعب الذي يليه طبيعي جداً فنحن ننفجر ثم يحل السكوووون لاشئ خفوت يصبح كل شئ في تلك النفس كالخواء فلنقل هو السكون بعد العاصفه حيث لايبقى سوى دمار وأشلاء
مثل هذه الحالات دوماً تحتاج الدعم والدفع للأمام.

لك الود الصافي من /صافي الود 🌺


الضوءالناعم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-20, 12:54 AM   #99

نانا احمد1

? العضوٌ??? » 428767
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 29
?  نُقآطِيْ » نانا احمد1 is on a distinguished road
افتراضي

جميله اوي فى انتظار الخاتمه

نانا احمد1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-20, 12:58 AM   #100

ضحى حماد

نجم روايتي ومشرفة سابقة

 
الصورة الرمزية ضحى حماد

? العضوٌ??? » 269097
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,300
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
افتراضي

ألفففففففففففف مبرووووووووووووووك الفصل الاخير يا روحي
بالتوفيق يارب
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 5 والزوار 6)
‏ضحى حماد, ‏نانا احمد1, ‏batotaa, ‏الضوءالناعم, ‏fatima94


ضحى حماد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:00 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.