آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          عطر القسوة- قلوب احلام الزائرة- للكاتبة المبدعة :داليا الكومي *مكتملة مع الروابط (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          ومنك اكتفيت -ج2 من سلسلة عشق من نار-قلوب زائرة- للكاتبة : داليا الكومى(كاملة&الروابط) (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          415 - لن أعود إليه - ماغي كوكس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          442 - وضاعت الكلمات - آن ميثر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree4Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-06-20, 11:44 PM   #31

ضحى حماد

نجم روايتي ومشرفة سابقة

 
الصورة الرمزية ضحى حماد

? العضوٌ??? » 269097
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,300
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 28 ( الأعضاء 11 والزوار 17)
‏ضحى حماد, ‏موضى و راكان, ‏marwaeman, ‏Amera mahfoz, ‏همس البدر, ‏همتي للمولى, ‏batotaa, ‏daheera, ‏قمر وليد, ‏samam1




ضحى حماد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-20, 11:51 PM   #32

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي

الشخص الي شافته ضحى بالمصعد مين ارسلها لعنده لحتى تتعرف عليه
وهل رح نشهد حكاية جديدة معاه
زوجها اقصد طليقها كيف ممكن نوصفه😠😠
في غموض كبير يلف عمل ضحى في محل الورود


فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-20, 11:53 PM   #33

ضحى حماد

نجم روايتي ومشرفة سابقة

 
الصورة الرمزية ضحى حماد

? العضوٌ??? » 269097
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,300
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 29 ( الأعضاء 12 والزوار 17)
‏ضحى حماد, ‏فاتن منصور+, ‏موضى و راكان, ‏marwaeman, ‏Amera mahfoz, ‏همس البدر, ‏همتي للمولى, ‏batotaa, ‏daheera, ‏قمر وليد, ‏samam1


ضحى حماد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-20, 11:58 PM   #34

ضحى حماد

نجم روايتي ومشرفة سابقة

 
الصورة الرمزية ضحى حماد

? العضوٌ??? » 269097
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,300
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 32 ( الأعضاء 13 والزوار 19)
‏ضحى حماد, ‏za.zaza, ‏فاتن منصور+, ‏Kokinouna, ‏موضى و راكان, ‏marwaeman, ‏Amera mahfoz, ‏همس البدر, ‏همتي للمولى, ‏batotaa, ‏daheera, ‏قمر وليد


ضحى حماد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-20, 01:18 AM   #35

ام شیماء

? العضوٌ??? » 394364
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 323
?  نُقآطِيْ » ام شیماء is on a distinguished road
افتراضي

بالتوفيق يا منى ضحى منورة هههه والاسم على مسمى فصل مشوق طبعا بحضور وداد المميز

ام شیماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-20, 02:07 PM   #36

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

رائعه جدا البدايه ومشوقه بالتوفيق وبإبنتظارك دائما😍😍😍😍💖

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-06-20, 03:02 PM   #37

fatima94
 
الصورة الرمزية fatima94

? العضوٌ??? » 462876
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » fatima94 is on a distinguished road
افتراضي

فصل مبهر ممتع مشوق
ياربي كلماتك بتسحرني
تسلم اناملك 😍😍😍😍😍😍😍😍😍
وفقك الله لما يحب ويرضى


fatima94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-20, 03:46 PM   #38

ضحى حماد

نجم روايتي ومشرفة سابقة

 
الصورة الرمزية ضحى حماد

? العضوٌ??? » 269097
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,300
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 4 والزوار 6)
‏ضحى حماد, ‏rowdym, ‏fatima94, ‏Asmaa mossad


ضحى حماد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-20, 05:56 PM   #39

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sun 256 مشاهدة المشاركة
السلسة تستحق كل التقدير موفقة يا رب
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sun 256 مشاهدة المشاركة
فعلا نورت المنتدى واتمنى كل البنات يقرأوا السلسلة الرائعة التي تبرز قدر المرأة وأنها ستظل لؤلؤة مهما كانت الظروف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضحى حماد مشاهدة المشاركة
ألففففففففففففففففف مبروووووووووووووووووووووك البداية معاكي يا روحي
بالتوفيق يااااااااااارب
واخيرا بدات الرحلة مع سلسلة اللؤلؤة
يا رب يستمتعوا فيها ويفرحوا الاعضاء
أثييييييييرر وضحى والرابط العجيب اللي حيجمعهن
بالانتظاااااااااار على ناااااااااااااااااااااااا ااااااار
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fatima94 مشاهدة المشاركة
حبيبتي العملاقة منورة دوما ربي يكرمك و يوفقك
و رجعتلك في المنتدى 🌹🌹🌹🌹😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍
بحبه لان هون تعرفت عليك💝💝💝💝💝💝💝💝
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضحى حماد مشاهدة المشاركة
هههههههههههههههه محلاكي يا فاطمة عرفتك حتى هون ضحكتيني ربييسعدك
ايون وراها وراها
وانا وراكي وبدي قوصك شو رايك :7r_001:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة smsm nono مشاهدة المشاركة
سلسلة رائعة........ فكرة السلسلة للكاتبة ام شيماء المذهلة....... تنفيذ السلسلة للقائدة ضحي حماد واسد الغالي اماني المغربي....... تحية شكر وتقدير لكل كاتبات السلسلة المبدعات والبداية مع المتألقة مني لطيفي نصرالدين
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضحى حماد مشاهدة المشاركة
تجميع السلسلة كاملة
موجود بشرفة الاعضاء
كل اسبوع بينضاف رابط نوفيلا
وكل يوم جمعة فيه رابط تحميل للنوفيلا اللي عرضت باذن الله
بينزل بنفس التوقيت 5 عصرا باذن الرحمن

https://www.rewity.com/forum/t471297-4.html
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضحى حماد مشاهدة المشاركة
المقدمة

وبلشنا باللؤلؤةةةةةةة
وداد يا وداد يا جبارة يا مثابرة يا وداد امضي بطريقك ونحنا معك ..
ومسدسي جاهز لكل مين نوا اذية ما تقلقي
لؤلؤة في محارة مشروخة .. سلسلة حلمنا فيها من زمان وتحققت بفضلكم
ليه الشرخ مش الكسر شكرا لان وضحتيها بالمقدمة يا عمري
سلسلة بتمنى تلقى صداها وتحقق الهدف منها
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضحى حماد مشاهدة المشاركة
الفصل الاول :

يخربيتو شو حقير قاعد شايف حالو بأذاه .. شو عملها كل هالسنين وو ومتابع اخبارها كمان وعرف انها طلعت ورجع يلحقها بس ليه لينتقم منها .. وشو عملتلو حتى فاتت السجن ودفاع عن النفس ؟؟ ... ومين اللي وعدتها كمان يبدو امو لابو البدلة .. بس ليه كانت بالسجن هيي كمان .. اعااااا غموض جنني ...
وكيف ابو بدلة طلع بيعرفها ياترى ؟؟
لا وتعالي اوصلك لبيت عمك كمان شه شه !!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضحى حماد مشاهدة المشاركة
للاسف صرنا بزمن استهتار بكلشي .. واهمها الكتابة سواء روايات ومسلسلات ومسرحيات ..
فقدنا اللغة وصارت هجينة بعيدة عن لغتنا
وفقدنا كتير امور بملاحقتنا للغرب وتتبع خطاهن الخطأ

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 46 ( الأعضاء 11 والزوار 35)
‏ضحى حماد, ‏جورجيناااااا, ‏monya05, ‏nur vattar, ‏..هناك أمل .., ‏mariam rabie, ‏وجدان1417, ‏smsm nono, ‏fatima94, ‏sun 256
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضحى حماد مشاهدة المشاركة
والله يا ضحضوحة منتشارك حب صوت الريح الهي ربي مانتشارك غيرو .... صبية وحالمية كنتي ووقعتي طب على شوشتك متلك متل غيرك من صبايا الزهرة خلينا نسميهن اللي لسة ببداية تفتحهن عهالدني ليصطادك ذئب اقتنص لحظة غباء منك ومفكرتيها رومانسية لتكتشفي حقيقة هالرومانسية الحمراء اللي مفكرتيها قلوب حب ماتاريها رعب وعذاب وقهر وذل ... وكلو نتيجة هالروايات والترجمات الزفت اللي صارت مالية هالجروبات والمنتديات واللي بتجمل العنف والقسوة والعلاقة الزوجية السادية والاغتصاب بمظهر وردي وطبيعي ولكنو هوي لمقتل بذاتوا ... نسيو انو الزواج علاقة مودة ورحمة وعشرة وتفاهم ومحبة بين الزوجين مو غصب وسادية وذل ... دمروا مفهوم ارقى علاقة بين زوجين للبنات ربي يسامحهم ويهديهن الهي ... وهالخنزير جوزها ولك شو عاد بدك منها انت يا جرثومة يخربيتو 5 سنين سجن وما كفاك ... غير سنتين عذاب عاشتهن معاك ... بس شو سبب سجنها ؟؟ شو عملت فيه ؟؟ ومين أثير كمان ؟؟ وشو عرفوا فيها ؟؟؟ وشو الوعد اللي قطعيتو ؟؟؟ ......... ناطرييييييييييييييييييييي ييييييين

:7r_001::7r_001::7r_001::7r_001::7r_001:

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 46 ( الأعضاء 11 والزوار 35)
‏ضحى حماد, ‏جورجيناااااا, ‏monya05, ‏nur vattar, ‏..هناك أمل .., ‏mariam rabie, ‏وجدان1417, ‏smsm nono, ‏fatima94, ‏sun 256
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة libyan voice مشاهدة المشاركة
بداية موفقة يا رب 😍😍😍😍
القدمة و الفصل الاول رائعين و مشوقين جدااااااا 🏅🏆
لو يتقرى مليون مرة حيبقى بنفس الشعور بالتشويق 🥀🥀
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سديم جاد مشاهدة المشاركة
سلسلة من أروع السلاسل، متابعة معاكم النوفيلا جميلة جداً الصراحة ،مشكورة الكاتبة وكل الكاتبات ❤️❤️
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاتن منصور مشاهدة المشاركة
ضحى البرود الساكن قلبها فظيع وقاسي عليها
الواضح انها كانت انسانة مرحة بالماضي بس الي اسمه زوجها كسرها وخرب حياتها
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

حبيبات قلبي شكرا الكن جدا وسعيدة بكل من دخلت وعلقت بكلمة طيبة يارب القادم ينال اعجابكن اكثر
شرفتووووني 😘😘😘


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 21-06-20, 06:01 PM   #40

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي


🌹🌹🌹🌹🌹الفصل الثاني 🌹🌹🌹🌹🌹

الفصل الثاني

(لقد حرصتُ على ذلك ...).
عيناها على عيني الآخر المظلمتين لا تحيد بهما من عليه فلم تلتقط أي حرف مما ينطق به طليقها لتجفل على حديث الأول بنبرة ظهر عليها التهديد جديا وجليا بعد أن سحب نظراته من على مقلتيها الراكدتين في تعبيرهما: (ارحل يا سيد!...الآن!... تفضلي سيدة ضحى!)
تنفست بخفوت وحركت قدميها نحوه متجاوزة الآخر الذي همس لها بتهديد حاقد: (لنا لقاء آخر...قريبا!).
تجاهلته مجددا تهمس لنفسها بأنها ستنتظر فعلا عودته، فلا خلاص من الورم دون وجع الاستئصال.
توقفت قرب الآخر دون أن ترفع إليه أنظارها، فلمحت ذراعه تنبسط إشارة نحو السيارة.
دخلت بروية بينما برودة أوردتها تدفع عنها قشعريرة همت بتلبسها كانعكاس لدفء السيارة مع العطر الرجولي الغالي الثمن وتبلد مشاعرها عاد وبقوة كمُضاضٍّ لرصاص الذكريات القاتل.
(من فضلك أنزلني عند أقرب محطة ل *tramway * *قطارات وسط المدن* ...)
نطقت بعد برهة من انطلاق السيارة متجاهلة ذلك الكيان القابع جوارها بكل هالته التي لو كانت هي نفسها قبل سنوات، تحديدا قبل اغتيال أحلامها وحالميتها الساذجة، لخرّت فاقدة للوعي تأثرا به.
لاح شبح بسمة بائسة على جانب ثغرها واختفت مباشرة حين أجابها بنبرة شعرت بها قريبة جدا: (يمكنني إيصالك إلى الحي الذي تسكنين فيه .... )
أدارت وجهها نحوه لتنظر في عمق ظلمتيه حيث تلامس هنالك ألفةً تمدها بالإقدام على ما خططت له شبيهة تلك العينين القاتمتين حتى أنها لم تستجمع بعد باقي ملامح وجهه الحالية لتقارنها بما شاهدته من صور له، تذكر أنها ملامح صلبة وجامدة بوسامة وليدة الفخامة والثراء ولو كان رجلا عاديا لاختفت وسامته بين عرق الجبين وتعب العمل الشاق.
(عند عمي وهذه أيضا معلومة تعرفها، من أين تعرفني يا سيد أثير؟...)
تحدثت بروية وهدوء بينما عيناها الناعستان ترمقانها بنظرات متفحصة حصلتا على مأربهما حين تحركت مقلتيه عن تباثهما لوهلة وجيزة قبل أن يبتسم تلك البسمة الأنيقة وهو يرد عليها بنبرته العميقة بثبات نغمتها: (وها أنت أيضا تعرفين من أكون!).
لم تستجب لبسمته وهو الجاهل بفقدانها لتلك الرفاهية، تجيبه بنفس طريقتها الفاقدة للحياة: (لست أنا من يحتل صفحات الأعمال في المجلات والجرائد والشبكة العنكبوتية يا سيد أثير... وحتما لا أملك بنايات ضخمة كالذي أعمل في جزء صغير منه لا تتعدى مساحته مساحة جحر فأر في قصر مهيب، فلا تسخر مني يا سيد وأخبرني لماذا تعلم أين أسكن واسمي أيضأ!).
بلع ريقه، ليس توترا فهو أبعد ما يكون عنه في تلك اللحظة بنظراته الواثقة ومحياه الجامد الذي لا يعبر عن مشاعر محددة: (ألم يخطر ببالك أنني أعلم عني جميع من يعمل في البنايات الضخمة التي أملكها؟..)
صاحبت كلماته بسمة تهكم أنيقة وهي ترنو نحوه بتفحص جعله يكمل بجدية: (أستطيع مساعدتك بما أنك تعرفين من أكون!.... فأنت بالتأكيد تعرفين أين يمكن لنفوذي أن يصل!...).
رمشت ببطء ولغرابة الأمر طفت بسمة لا عنوان لها إن كان على أرض الامتنان أو أرض السخرية فقط على أرض ثغرها الناطق بهدوء مستفز: (سيد أثير الأجاويد ....كل ما تملكه خارج حساباتي ولا يهمني بشيء...توقف هنا من فضلك!).
استدار السائق نحو مديره، فأشار له ليتوقف ثم استدركت قبل أن تترجل بعد أن فُتح الباب أمامها من طرف مرافقه: (شكرا لك ... على ما فعلته هناك ولتوصيلي، السلام عليكم ورحمة الله.)
كانت غمغمته برد التحية آخر ما سمعته وهي تبتعد نحو الحي السكني حيث يقبع بيت عمها، تهمس لنفسها وهي تتذكر إجفال ظلمته العميقة في مقلتيه لبرهة طارت بحكم سيطرته القوية على انفعالاته: (أنت من يهمني يا سيد أثير ...أنت فقط مفتاح كل الأبواب...لا يهم ما تملكه ....لا يهم!...).
《《الحاضر》》
(هل كان زوجك الأول ساديا يا سيدة ضحى؟).
انتُشلت من ذكرياتها لتنظر إلى الجالسة أمامها والمتفحصة لها بعين مراقبة ثم زفرت بهدوء ترد عليها بجمود: (كان سؤالا مألوفا في الماضي طوال شهور المحاكمة ... كنت أعيد نفس الجواب وأعيده حتى شعرت كمن يُخدش جرحه كل مرة فتسيل دمائه دون أن يتنعم بفترة هدنة يلتئم فيها... أظن أنك تعلمين الجواب كما تعلمين كل ما يخصني معروضا عبر وسائل الإعلام وبين ملفات القضايا الجنائية...).
تبسمت وداد بتحفظ وهي تطالبها بود: (أريد أن أسمع منك أنت... )
أدارت رأسها نحو النافذة لتلاحظ أن الرياح قد بدأت فعلا بالانجلاء ثم قالت بانهزام تملكها مقتحما تبلد مشاعرها كما يفعل جهازها العصبي مؤخرا وكأنه بدأ يتعافى من علته ببطء وتروي: (أجل، كان ساديا منحطاًّ... من النوع المنافق بجدارة... بقشرة لامعة جذابة وبسمة وسيمة، حتى أثناء غيِّه الشاذ عن الفطرة لا يتخلى عن غزله ووسائله البارعة في استدراج فريسته إلى فخها المميت وكأنه بذلك ينفي بشاعة ما يقوم به ...يخضع جسدي للعذاب المادي ونفسي للعذاب المعنوي يذلني، فكان يناديني بعبدته وأنا علي مناداته بسيدي .. ويعاملني كحيوانه الأليف ...)
عادت ترمقها بقسوة شعت من خلال ركود مقلتيها الواسعتين وهي تكمل بجمود: (كما أخبرك وبشكل حرفي .... كنت كلبه أو هره الأليف كما يحب ويختار حتى أنه كان يلبسني طوقا حديديا...)
ثم صمتت وكأن الذكرى قد غشّتها بغمامة بؤس ثقيلة لم تستطع دفعها بالتبلد كعادتها، فاحترمت الأخرى صمتها وانتظرتها بصبر رغم قرب موعد مغادرتها، صبراً أتى بثماره وهي تستأنف حديثها بعد دقائق: (سأخبرك بما لم أخبر به أحدا من قبل وظل كسوط يجلد أحشائي ...)
احتبست أنفاس وداد بحماس وتأجج لهيب الفضول النهم للمعرفة داخلها، فحركت جهاز التسجيل قليلا وكأن بذلك سيلتقط المعلومات بشكل أوضح: (حين تعرفت إليه كنت طالبة في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية... كنت وصديقاتي نستغل ساعة شاغرة من ساعات الدوام المسائي ليوم الخميس، فنمضيها تسكعا قرب سور الثانوية حيث يقبع أمامها في الجانب الآخر من الشارع فندقا تم تشيده هناك تحديدا بسبب محطة للسيارات الأجرة والحافلات قبالة الثانوية من الجهة الأخرى، كان هو موظف مهم في إدارة ذلك الفندق.... في أول لقائي به حين اقتحم اجتماعنا منا فتياتٌ وفتيان من نفس القسم... بدأ حديثه بفكاهة مستغلا معرفته بأحد زملائي حتى انسجم معه الجميع أو لأقول بشكل أدق انسجموا مع نفاقه الاجتماعي... حرص على أن يصل إلى جانبي ليُسِر لي ببضع كلمات غزل أذابت قلبي البريء الفتي ودكت حصوني الضعيفة لجهازي العصبي ...ومن هناك كانت البداية لتتكرر اقتحاماته اجتماعاتنا وأخبرني مرة بأنه دائما ما كان يراني من نافذة مكتبه المطلة على الشارع ...وإعجابه بي ما دفع به إلى الانضمام إلينا ليتعرف إلي... كنت أصده خجلا ليس إلا، وبمجرد أن يبتعد عني أذوب تأثرا وأطير فرحا لأنني أخيرا سأكون بطلة قصتي... وبطلة مسلسلي... وسأعيش قصة حبي مع وسيم تحسدنني عليه صديقاتي... وفي إحدى تلك اللقاءات تهربت منه خجلا أنشغل عنه وعن الباقي بهاتفي.. فسحبت صفحة تركتها في الانتظار على الشاشة تخص برنامج القراءة، لأنني كنت بدأت قراءة رواية غربية مترجمة... كان محتواه قد أثار فضولي سابقا من خلال روايات عربية ألّفها كتاب وكاتبات عرب يطرحون فيها قصصا عن السادية وكانت هناك مفردات كثيرة استعملت مثل السيد والعبد وعلاقات خاصة شاذة معروضة بطريقة جذابة ورومانسية...ومن سذاجتي تنفست بشاعرية وأنا أقرأ المشاهد الخاصة والتي تعدت الرومانسية إلى الإباحية في معظمها.... كان قد اقترب مني ولم أنتبه إليه منغمسة بأحداث الرواية الغربية حتى أجفلني بنبرة قريبة من أذني وأنفاسه قرب عنقي في ذلك اليوم من الشتاء البارد، يسألني إن كنت أحب ذلك النمط من الروايات... أنا طبعا خجلت حينها وابتسمت محمرة بشدة، وحين نظرت إليه تلقيت منه نظرة غريبة ما زلت أذكرها محفورة داخل عقلي ... لم أفهمها حينها بسبب سذاجتي وحمقي ... ثم جملته التي قلبت كياني بمعنى أسأت فهمه وفرحت به أيما فرح لأعيش بعد زواجي منه أتعرف على معناها الحقيقي وأتجرع سمومه قطرة، قطرة ....**أنتِ من أبحث عنها يا جميلتي ولن أفلتك من بين يدي حتى لو اضررت لأعض عليك بنواجذي**....).
نهضت من مكانها مرة واحدة تضم خصرها وكأنها تحمي نفسها من مجهول، فقامت وداد هي الأخرى بينما تسمع تتمة بوحها الموجع: (كل ما قرأته في تلك الروايات عن السادية عشته على أرض الواقع مصاحبا للكثير من الغزل وكلمات الحب لكنه أبدا لم يكن ممتعا كما قرأت عن شخصيات تلك القصص، كيف يتقبل إنسان طبيعي كلمات حب بينما هو يتلوى ألما وذلا؟ ...كيف لشخص أن يبادل حب شخص آخر قمة شعوره بالسعادة يكمن في إذلاله وإتعاسه؟... كيف يشعر بأثر تلك الكلمات بينما كل ما يشغل باله حرقة ألم يضرب جسده كموجات كهربائية لاسعة؟ ... ربااااه!).
شهقت وعادت للخلف خطوة واسعة لتنحني قليلا نحو الأمام ممسكة خصرها بقوة، تهمس بألم شعرت به كالبرق سطع مرة واحدة يشق هو الآخر سد تبلدها المنيع: (أشعر بالغثيان!...).
تقدمت وداد نحوها وربتت على ظهرها، تعتذر إليها بأسى: (أعتذر إليك سيدتي ... هل أصحبك إلى الحمام؟)
رفعت كفها تسألها لحظة، فلاذت وداد بالصمت حتى تنفست جيدا ثم اعتدلت تستدرك بوجه قرمزي اللون وعينان غامتا بسراب مهلك: (لقد وافقت على طلبك، فلا تعتذري.. بعد كل شيء قد يحدث ما أخبرتني به الطبيبة النفسية وأنجح في استعادة جهازي العصبي من التبلد كليا إذا أخرجت كل ما عشته خارج جوفي....)
أومأت وداد ثم ابتعدت عنها حين شعرت بها تعود إلى رشدها وخطت عائدة إلى الطاولة حيث بدأت بالتقاط أشياءها بينما تقول لها بلطف: (يكفي لليوم سأعود حين تتصلين بي ... هذه بطاقتي عليها رقمي الخاص وهذه نسخ العقد ...).
هزت ضحى رأسها بتفهم وعيناها على الأوراق فوق الطاولة المنخفضة.
(اعتني بنفسك ...إلى اللقاء!)
(سيدة وداد؟!).
توقفت مكانها قرب الباب واستدارت إليها مبتسمة بلطف تخفي به ما يجيش به صدرها من شفقة نحوها وغل نحو الشاذ الحقير: (نعم عزيزتي!).
بلعت ريقها ثم أرسلت إليها تلك النظرة المتمهلة في مرورها على قسمات وجهها ثم أخبرتها بعد برهة برجاء عميق: (أنا لا أحمل أحدا مسؤولية ما حدث لي... لقد تجاوزت تلك المرحلة ولله الحمد، تعلمت كيف أواجه مشاكلي بنفسي متوكلة على خالقي ومتجلدة باستعانتي به ... لكن رجاءا قدمي نداء صحوة للكتاب والمترجمين والاعلامين عامة ... الناس فعلا تتأثر بأعمالهم وبما يقدمونه لهم ... الشباب والصغار ...تكوين شخصياتهم وبناء قناعاتهم كل ذلك يتحملون مسؤوليته والله سيحاسبهم على كل إنسان اتخذ منهم قدوة وقلد قناعاتهم ظنا منه أنها الصواب وأعلميهم أن هناك من دمر حياته تأثرا بأدبهم الذي لا تعنيه الموعظة...).
بللت وداد شفتيها وقد علت نظرة ذعر لحظية عينيها، فهي تعتبر إعلامية مثلهم ولم يسبق أن فكرت يوما في ما إذا كانت السبب في دمار حياة شخص ما أو دخوله السجن، تماما كالتي تقف أمامها الآن والتي جاءت طمعا بقصة حياتها كي تحقق شهرة جديدة ونجاحا آخر تضمه لأمجادها.
ازدردت ريقها وهزت رأسها بتأكيد وهي تجيبها بتصميم وجل: (سأفعل يا سيدة ضحى ....بإذن الله سأفعل...).
عادت قرب نافذتها تستند برأسها على بلوره ترمق تحركات البشر العائدة إلى احتلال الشوارع بعد تراجع الرياح، ولم تكن قد عادت من أعماق محيط ذكرياتها المخزية، فذاتها لا ينفك يلومها على غبائها في تجاهل الإشارات كلما حانت له فرصة، إشارات كانت واضحة وضوح الشمس لو كانت فقط وازنت بين عقلها المُغيب وقلبها الغبي.
تماما كذلك اليوم بعد أن تمت خطبتها أخيرا وقد نجحت في معركتها التي نفخت بها أوداجها فخرا بإقناع والديها الرافضين بداية زواجها.
《《《الماضي》》》
استندت على واجهة الخزانة الزجاجية لمحل المصوغات وبسمة سعادةٍ ساذجة تحتل شفتيها رغم إحساس الغرابة المصاحب لتلك السعادة، غرابة تخص بعض تصرفات خطيبها المجاور لها يمنع نفسه من الالتصاق بها رغما عنه احتراما لوالدته ووالدتها.
(سأدعوك للغذاء أمام والدتك وإن رفضت وافقي أنت أمامي واتركي علي الباقي..).
همس بجانب أذنها مدعيا تفقد المصوغات قبالتهما، فرمقته بخجل تبتسم وهي ترد عليه بخفوت مطيع: (حسنا).
لمعت مقلتاه بمكر عشقته قبل أن تتعرف على حقيقته المقيتة، لتحمر وهي تستعيد تجاوزاته وغزله لها قبل أن يتقدم إليها، والذي أصبح يتمادى به بعد خطبتهما كلما انزوى بها بعيدا عن أعين الناس.
(خذي هذا سيكون جميلا عليك...).
نظرت إلى ما يشير إليه، فلمحت خاتما على شكل قبة ألصِقت بسطحه المنبسط الدائري المزخرف، فضحكت وهي تعقب بتلقائية: (لا!... أنت تمزح! لا أحب الحلي الضخمة.. بالكاد أطيق شيئا خفيفا، فبشرتي لا تتحمل المعادن حتى النفيس منها...)
استدار نحوها بكليته وكأنها نطقت كلمات محرمة يجيبها بغموض بينما يمنحها نظرات أرعدت قلبها بما تحمله من وعود مبهمة: (سأعلمك كيف تتحملينها لا تقلقي! ... بشرتك ستحب ما أختاره لها من حلي وتتعود عليه ومن سيسمها بوشم ملكيته سواي؟...فأنت كلك بما تملكينه أصبحت لي، ملكي أنا!...).
وكما العادة فسرت ارتعاش قلبها بالحب وهي تتذكر تلك الكلمات جيدا، قرأتها كثيرا بين سطور الروايات وقصص العشق والغرام ..*يسمها بملكيته....أنت ملكي... أنتِ لي...* وكم غبطت نفسها على حظها بحبيب قفز لها من بين سطور الحكايات الرومانسية.
(ارتدي هذان ولا تزيليهما أبدا.... ستعتادين عليهما ...).
أجفلت على نبرته العابثة في نفس اللحظة التي شعرت ببرودة المعدن على رسغيها، وقبل أن تنظر إلى الحلية التي ألبسها إياها كانت تلتفت إلى والدته التي تزغرد بفرح تجاورها والدتها الناظرة إلى الحلي ببعض الإعجاب، فعادت بأنظارها إلى رسغيها المثقلين بحمل شعرت به في صدرها قبل عظامها، لتحدق بالسوارين السميكين من النوع الثابت يشعان باللون الذهبي الجذاب استجابة للون بشرتها القريبة منه درجة.
رفعت يديها وإحساسٌ بالرفض ينبعث داخلها مع انقباض صدرها، لتخبره مستنكرة بضعف أقرب للدلال: (إنهما ثقيلان جدا..).
ضحك بمرح والتف حولها حتى وجد فرصته، متأكد من انشغال والدته مع والدتها عنهما ليهمس لها في نفس اللحظة التي قرصها لكن برفق يتعمده معها كخطوات دفع نحو الفخ: (سوف تعتادين ...سترين ... وستطالبين بأطواق حقيقية وليس مجرد زينة...)..
تجاهلت القرصة وقد استحال وجهها إلى حمرة قانية، ترمقه بحيرة وعدم فهم، فأمسك بالسوارين من فوق رسغها يستدرك بمكر خبيث: (هذان أول طوق آسرك به قطتي الوديعة....).
بللت شفتيها ومزيدا من الحيرة تلف كيانها قبل أن تعود لشاطئ التجاهل كأمان تعززه همساته المخدرة بعد كل وخزة شك تدق أبواب غفلة عقلها: (أنت جميلة جدا.. وأنا أعشقك حبيبتي...)



《《《الحاضر》》》
شعرت باهتزاز هاتفها منتشلا إياها من سهو حسرتها، فاستلته من جيب صغير مخفي بين ثنايا فستانها لتضعه على أذنها وهي تعلم سالفا هوية المتصل: (إلى الآن لم أحبب فكرة عودتك إلى الجنوب يا ضحى....)
زحف الدفء لينبسط بتعبيره الرقيق على قسمات وجهها التي لانت والبسمة الناعسة تستريح على ثغرها بطريقة مخالفة للنظرة التي سكنت مقلتيها بقسوة حتى ظنت أنها أبدية لن تزول سوى بحرب شعواء.
(وإلى الآن لم أتعود على أن الأخبار تصلك بسرعة فائقة ...)
ردت بتمهل، فرنّت ضحكته الرزينة عبر الأثير لتتغلغل إلى أعماق خلاياها العصبية تدك هنالك قطعا من جبال الجليد، فتذوب بفعل حرارة أشواقه الواصلة إليها وإن كانت تفصلهما أميالا كثيرة: (تعودي إذن! وبالمناسبة، خذي حذرك! ...هناك أمور لا تقال حتى بيننا وبين أنفسنا يا ضحى...).
تنهدت وهي تلمس بلور النافذة بجبينها مرة تلوى مرة وعيناها تحلق مع جريدة تلاطمت بها الرياح حتى أضحت ورقة بالية وإن لم تنمحي الأخبار من عليها، ولن تفعل حتى لو احترقت الورقة، ستبقى الأخبار في الأذهان إلى أن يشاء الله.
(لا أظن أن هناك شيء لم يخوضوا ، ما لم تكتب عنه الجرائد انتشر على الشبكة العنكبوتية، حيث تُغتال حرياتٍ بفعل ممارسة حرياتٍ أخرى...)
(تفاجئني عباراتك دائما لكن لا بأس من الحذر.. مع أنني تأكدت من نواياها وصيغة العقد جيدة...).
استدارت عن النافذة وهوت على الأريكة ترد عليه بنبرتها المتمهلة الهادئة: (لهذا تماما لم يهمني أمر نيتها ولم ألتفت إلى العقد ... كنت متأكدة من أنكَ راجعته بل أنا على يقين من أنها لم تصل إليّ حتى حصلت على موافقتك...).
ضحك مجددا وهو يجيبها بغرور يتصنعه فيذيب بمرحه مزيدا من الجبال المتجمدة في أحشائها: (بكل تأكيد...).
تنهدت بعمق، فهمس بهدوء جاد: (كيف كان الأمر؟)
أرخت رأسها على مسند المقعد، تتأمل بقع الضوء العصرية في زوايا السقف بينما تجيبه بعد لحظة صمت تعوّد عليها، يتعلم منها الصبر وإن لم يكن فاقده قبل أن يلتقي بها: (لم يعد بتلك الصعوبة، نصيحتك أتت بثمارها وكل من يسعى نحو هدف يصيبه بإذن الله ....).
فرض الصمت نفسه بينهما مجددا قبل أن تستدرك هي متسائلة: (هل وصلتك أخبار جديدة؟).
كان دوره ليتنهد بوجوم كاشفا الستر عن حزنه ليتسلل إليها عبر نبرة صوته الرخيمة: (لا أريد يا ضحى وتعرفين ذلك... لذا السؤال الصحيح هو هل قررت البحث؟... وجوابي هو لا ولن أفعل.. لأنني إذا فعلت سيكون علي اختيار الواجب ... وأنا الآن لا أريد سوى الهدوء.... الهدوء فقط....)
رفعت كفها لتضغط على مقلتيها فوق جفنيها ليستدرك متجاهلا الموضوع برمته: (كيف حال والديك؟).
عادت إليها تلك الملامح المنذرة بانبساط وشيك لم تتجرأ بعد على السماح له باكتساح موطنه كاملا وهي ترد عليه بينما تريح كفها على حجرها وتميل برأسها نحو النافذة دون أن تتنازل عن مسند كرسيها المريح: (يسألان عنك كل يوم ويرغبان برؤيتك، كما يلومانني على تركك وحيدا ولقد أخبرتني أمي بالحرف متنازلةً عن خجلها المعتاد أو أي كان سبب عدم تخطيها حدودا معينة مع أولادها *البعد عن العين يولد البعد عن القلب*.... لقد تفاجأت حقا! )
ضحك مجددا وكانت ضحكاته تلك اللحظة صاخبة في صدقها تنبض بالسرور المرِح حتى ومضت أنوار البسمة مستبشرة على ضفاف ثغرها الزهري لتكمل بحبور: (وقالت أيضا إنها لم تفارق والدي بعد زواجهما قط... لذا يا سيد أثير أسرع في المجيئ لزيارة أهلي قبل أن يفقدوا ما كنتَ سببا فيه من سرور دخل قلوبهم المكلومة بسببي...)
كانت البسمة قد غادرت ملامحها الواجمة فجأة حين رد عليها بنبرة جدية وحازمة تقبض على قلبها بإحكام يُخضعها له من غير حول منها ولا قوة: (لا تقسي على نفسك يا ضحى.... أنا بالفعل قادم بإذن الله وسأستقر هناك معكم ... فقط علي تسوية بعض الأمور كي يسهل علي المتابعة من أي مكان أكون فيه ثم هناك المشروع الجديد في الجنوب فعلا يحتاج مني تركيزا كبيرا ... سأهاتف عمي بعد قليل وأخبره بموافقتي ورضاي بشكل غير مباشر على مكوثك جوارهم كي تهدأ نفوسهم... فبعد كل شيء ما أزال أخشى نظرتهم نحوي أن لا تتجاوز رجلا ثريا لاهيا... )
اعتدلت في مقعدها وهي تلتقط سؤاله ومطالبته بينما تجاهد خيالها الذي أسدل على عقلها ستارة الذكرى لتجيبه بنبرة مذبذبة بين السهو والوعي: (لماذا؟... هل التقيت بعمي؟... هل أخبرك بشيء ما؟)
تحرك رأسها بتمهل والهاتف بين أذنها وكفها بينما تمسد جبينها بكفها الحرة تؤجل الغوص في الذكريات مرة أخرى: (قمت بزيارته اليوم صباحا في مكتبه... كالعادة كان مضيافا لكن لم يمنعه ذلك من بعض الوصايا داخل إطار مهذب... أنا أعذره ولست قلقا بما أن صاحبة الشأن وافقت علي واقترنت بي.... أليس كذلك يا ضحى؟)
بللت شفتيها بصمت وتلك اللحظة التي تحتل مساحتها دوما كتمهل بردودها وقراراتها تمتص منه قوة صبره حينها وكأن ذلك التمهل جدار حماية بنته بصبر يحميها من طيش تسرعها السابق: (لا بأس! ...عمي يخشى علي، بل العائلة كلها تفعل... لكن الأيام ستثبت لهم أنك ... مختلف...).
كانت تلك ال... وقفة بين أنك ومختلف ما خفف من وطأة قلقه، فضحى التي يحفظها كخطوط كفه لن تتوانَ عن إخباره بحقيقته، وكونها تجاوزت شعورها السالف نحوه إلى كلمة مختلف يؤكد اختلاف شعورها نحوه بموافقتها على الزواج منه: (حسنا! أنت محقة... لا بأس!... سأنهي المكالمة الآن... اعتني بنفسك جيدا...).
هزت رأسها مغمغة ببضع كلمات قبل أن تخفض يدها لتتأمل الهاتف الذي رفضت التنازل عنه حتى بعد أن قدم لها هاتفا حديثا، فاستسلمت لغمامة الذكرى بغزو خيالها.
ترى نفسها جالسة في شرفة منزل عمها قبل أقل من سنتين وبعد شهر من ذلك اليوم الذي ظهر فيها طليقها ودافع عنها ابن الأجاويد، شهرا كاملا مر راكدا بأحداثه كركود النظرات في مقلتيها وهي تتأمل دنو القرص الذهبي من خيط الأفق البعيد بينما حمرة حزنها للوداع الأبدي لذلك اليوم تزيد من شعورها بالكآبة خشية فشل خطة علقت عليها آمالا واهية.
(ضحى ....دودو!)
لقبٌ بنبرة محببة إلى قلبها ما أجفلها من سهوها المبهور بجمال لوحة من صنع البديع عز وجل، فالتفتت جانبا لتلمح الصغيرة ذات العشر سنوات، مليحة القسمات البريئة ترمقها ببسمة ودودة وهي تخبرها بينما تبسط يدها نحوها بهاتف بسيط: (سمعت الرنة الخاصة بالرسائل فأحضرته لك ...)
تلقفته من يدها وهي تحاول تطويع شفتيها لتشكلا بسمةً أرادت بحق أن تترجم ما يحمله قلبها من محبة عميقة لأسرة عمها، بل لأفراد عائلتها جميعا، فلا أحدا منهم يكن لها غير المعزة وخير دليل على ذلك مساندتهم لها في أشد أوقاتها محنة ولولا استغلال الماكر لثغرات القانون لكان تلقى عقابا قد يفقد على إثره حياته من رجال عائلتها وليس فقط ما سببته له من عاهة مستديمة.
(شكرا لك يا جميلة ...)
ركضت الصغيرة مصدرة ضحكات مرحة، فظلت على تأملها لمكان اختفائها لحظات قبل أن تعي مجددا من سهوها على رنة الرسائل.
تذكرت استغرابها من ذلك، فلا أحد يراسلها أو بالمعنى الأصح هي لا تراسل أحدا.
كانت حياةً ودعتها بكل ما فيها حتى وإن كان مجرد تطبيقات في هاتف ذكي يحمل من الحسنات كما المساوئ، لتكتفي بهاتف بسيط ولولا حاجة أهلها للتواصل معها من خلاله لكانت استغنت عنه أيضا، فما ظنته يوما مستحيلا اكتشفت أنه من أسهل ما يمكن لها فعله، ألم تعش خمس سنوات معزولة عن العالم وعن الهواتف وقبلها سنتين في سجن آخر ألعن وأمر!
ضغطت على الأزرار متوقعة رسالات تكررت بفعل خطأ ما من شركة الاتصالات، لكن ظهور الأرقام الغريبة أمامها مشكلة عنوان هاتف بعت لها برسائل فعليه أيقظ جميع حواسها لتقرأ بها أول رسالة أدركت مرسلها فورا: (لماذا لستِ مشتركة في أي تطبيق هاتفي؟).
كانت كلمات مباشرة، واثقة واستفسار مطالب من شخص يعرف عنها كل شيء.
فتحت الرسالة التالية: (قد أتفهم عدم نشاطك في أي موقع تواصل اجتماعي ...لكن حتى الواتساب؟!).
تجمدت على جلستها المنحنية نحو الأمام قليلا بينما تتأمل الكلمات على الشاشة التي لا تتعدى الأربع سنتمترات ثم انتقلت إلى الرسالة التالية: ( هل يلزمك هاتف حديث؟)
رفعت عينيها نحو المساحة الواسعة نسبيا على شكل مستطيل ممتد على طوله، لتكتشف أن الظلام قد حل فعلا والنباتات المنتشرة عبر الزوايا سواء على الأرض أو المعلقة بحاجز الشرفة الحديدي توقفت عن محاكات أنوار الشمس الغائبة بلمعانها المتلألئ.
رفعت رجليها لتضمهما إلى صدرها بعد أن نزعت عنهما الخف البيتي الأسود كمنامتها المحتشمة، المكونة من سروال فضفاض وقميص يكاد يلامس ركبتيها المساندتين لخد وجهها بينما السهو والمقارنة لا يرحمان عقلها فيغرقانها دائما في حفرة الصخب والفوضى.
علت رنة أخرى تعلن عن وصول رسالة جديدة، فكان أول قرار اتخذته هو تغير نمط الهاتف إلى الصامت ثم استدعت الرسالة لتقرأها: (سأظل أراسلك حتى تردي أو قد أجرب حظي وأهاتفك ...)
كيف وقعت في فخّ كلماتٍ كهذه في الماضي؟
رسائل مشابهة من الآخر على تطبيق الواتساب، حاصرها بجبروت مكر رجولته فاستسلمت له بضعف سذاجة أنوثتها.
غازلها، ناورها، أقنعها وهي ادعت التمنع، تظاهرت بالذكاء، و.... وقعت في الفخ.
اهتز الهاتف في قبضة كفها ودون أن تتفقد رقم المتصل وضعته على أذنها ترد بنبرة غادرتها الحياة بدفئها: (من معي؟)
(لا تخبريني بأنك أوقفت حتى تطبيق الرسائل العادية؟)
ساق لها الأثير نبرته بمزيج من ادعاء المرح والقليل من الاستغراب.
(لا لم أوقفه ... قرأت الرسائل ...)
ردت عليه بشكل مباشر فتحولت نبرته الى استنكار مرح مزعوم: (ولم تردي؟... أليس هذا قلة تهذيب منك؟)
نظرت إلى الكرسي القريب منها، فأبعدت الطاولة قليلا عن مرماها كي تبسط قدميها قبالتها مسندة إياهما عليه.
(أنتظر ردك ....)..
استدرك بهدوء، فطالبته بجمود: (ماذا تريد سيد أثير؟)
صمت مجددا وفعلت مثله.
تعلم أنها تربكه، أثير الأجاويد بكل ما يأتي مع الاسم من عواصف تربكه!
ليس لأنها مختلفة عن الفتيات أو حتى النساء الطبيعيات والمعذورات في إعجابهن السري هناك في نقطة عميقة داخلهن بالرجل الثري ذو طلة البهية والشخصية الجذابة، ولكنها كمن يعيد المقطع من بدايته ونفسها قد عافت ما يعرضه ولو اختلف عن سابقه.
(هل طليقك ما يزال يطاردك؟).
استدرك بجدية لتمنحه ردا مقتضبا جامدا: (لا!)
صمتت مجددا تنتظر ليستدرك بعد وهلة سكون أخرى: (يجهزون لحفلٍ في بيت العائلة وأريد سؤالك إن كان المحل الذي تعملين فيه يستطيع تأمين ما يحتاجونه من ورود؟...)
كادت بسمة ساخرة أن تتشكل على ثغرها وهي تجيبه بشكل مباشر دون أن تغير وضعية جلوسها ومقلتاها سارحتان نحو إضاءة الشارع الزاهية: (أبلغ منظم الحفلات المكلف بالاتصال بالمحل ليحجز طلبكم وإن شاء الله يستطيعون تأمنيها...)
شعرت بزفرته هذه المرة قبل أن يخبرها باقتضاب أقرب للأمر قبل أن ينهي المكالمة: (غدا سأحضر للمحل باكرا لأنني وعدتهم بالاهتمام بأمر الورود بنفسي... إلى اللقاء...)
نظرت إلى الهاتف بينما تميل رأسها عائدة لفوضى أفكارها حين أجفلتها نبرة زوجة عمها الرقيقة: (دودو!... ألا تشعرين بالبرد؟)
اعتدلت في جلستها ترد عليها بنبرة يجاهد الدفء ليتخللها، فهي موجهة لأكثر الناس تفهما لها: (بالعكس، الجو جميل...).
أومأت لها زوجة عمها بتفهم لتستطرد رغبة في فتح حوار كما الماضي، لا تيأس من إعادتها إليه حتى تستعيد صديقتها القديمة: (كنت تتحدثين في الهاتف!).
نظرت ضحى حيث وضعته على الطاولة، فضحكت زوجة عمها وهي تتابع بمرح: (يا إلهي يا ضحى!...كلما رأيت ذلك الهاتف انتابتني نوبة الضحك... حتى الصغار يعتبرونه ضربا من الجنون وآلة غير صالحة للاستعمال الآدمي...).
أرخت ظهرها على مسند المقعد وهي تجيبها بنبرتها بطيئة الوتيرة: (حين كانت وظيفة الهاتف تقتصر على إرسال وتلقي المكالمات كان هذا الجهاز يكفي وأكثر... لكن غاية الصغار من الهواتف تعدت مجرد مكالمات عادية كي يكتفوا بهذا النوع ...)
ابتسمت المرأة ذات الملامح السمحة وهي تهز رأسها بتفهم تكمل عنها: (هذا الجيل له متطلبات صعبة.... حفظهم الله وهداهم ... لكنني ما أزال عند رأي... دعينا نقتني لك هاتفا حديثا لتتسلي به في المحل على الأقل... )
رمقتها بكآبة بينما ترد عليها بوجوم: (وماذا استفدت منه سابقا كي أحصده الآن؟... لا تشغلي بالك بي، يكفي الحاسوب الذي أهديتماه لي أنت وعمي...).
اقتربت زوجة عمها منها بكرسيها تحدثها بنبرة مشجعة، هكذا هي لا تكل ولا تمل: (لا تستسلمي يا دودو... لطالما كنت قوية تقنعين من حولك بما تريدينه دائما..)
(وبماذا نفعتني تلك القوة يا وفاء؟)
سألتها بانكسار تجعدت له قسماتها فسحبت كفها تشد عليها مؤنبة: (أفادتك بأن منحتك تجربة تواجهين بها مصاعب الحياة... لقد نضجت يا ضحى... قد يكون ذلك حدث بأصعب الطرق... لكن ما اكتشفتِه سابقا طريقا للهلاك تستغلينه الآن كي تسيري على طريق الفلاح ...إن كان ذلك الذي لن أذكر اسمه قد دمر سبع سنوات من عمرك، فلا تمنحيه نشوة تدمير ما تبقى... أنت ما تزالين صغيرة والحياة أمامك بإذن الله ... عيشي واتخذي قرارات صائبة هذه المرة ...).
راقبتها كيف بلعت ريقها بتمهل والنظرة الراكدة في مقلتيها تصيب قلب الناظرة إليها برجفة حزن وأسى على فتاة أخطأت الاختيار فكان مدمرا، لكنها لم تيأس وهي تضيف ببسمة ذات دفء وحنو صادقين: (ماذا لو اعتذرتِ غدا عن العمل لنرافق شقيقتي زهرة إلى مركز التجميل ... نقوم بجلسات تنظيف للبشرة ونسترخي... لقد مضى وقت طويل ولم أفعل شيئا مماثلا... لا ترفضي هيا!)
غامت مقلتا ضحى بتفكير لحظي قبل أن ترد عليها بغموض: (وأنا موافقة... لكن بعد تسوية أمر مهم في المحل... يمكنك مرافقتي ثم نذهب من هناك مباشرة..)
أومأت وفاء بحماس وهي تربت على كفها بينما هي قد غاصت في فوضى أفكارها من جديد.
لم تنم كعادتها بعد الفجر وحضّرت وجبة الفطور بعد أن أنهت وردها من القرآن الكريم.
دخلت عليها وفاء تبتسم بلطف بينما تربت على ظهري صغيرتيها وهما تتقدمانها داخل المطبخ: (صباح الخير يا طباختنا الماهرة... أشكرك حبيبتي أرحتني من هم الفطور هذا لأتفرغ لتحضيرهما ...).
وكعادتها تبحث عن بسمة دافئة تقابلها بها دون جدوى، فترد عليها بنفس النبرة المتمهلة الهادئة: (لم أفعل شيئا مهما... أين سليم؟ عمي غادر قبل قليل...)
احتلت أحد الكراسي الملتفة حول طاولة المطبخ لتبدأ بصب الحليب في فنجاني الفتاتين مع ملعقة كبيرة من مسحوق الكاكاو المحلى: (لديه اليوم دوام مسائي، فتركته لينعم بساعات إضافية من النوم ... )
أومأت ضحى بتفهم ثم جلست تضم فنجان قهوتها الممزوجة باللبن بينما ترمي زوجة عمها بنظرات من يريد طرح سؤال متردد.
(ماذا هناك يا دودو؟).
استفسرت منها وفاء بعفوية، فمسحت ضحى على شفتيها وكلماتٍ لا تغادر ذاكرتها كوصايا حفرت في قلبها تدفعها لاستكمال خطتها دون تراجع أو تخاذل: (هناك أمر ما ... هو ما يشغلني لهذا طلبت منك مرافقتي إلى المحل...).
قطبت زوجة عمها بقلق ولاح الاهتمام على صفحة مقلتيها بلون العسل، فاسترسلت ضحى بقلب شعرت به يمنحها رجفات رعب عبر أوردتها يصاحبه الأمل في كسر جمود أعصابها المتبلدة: (سأخبرك في السيارة بعد أن نوصل الفتاتين لمدرستهما...).
وكذلك حدث قبل أن تتصلب ملامح زوجة عمها وتستنفر جميع مواطن الدفاع في أحشائها كأم على وشك الانقضاض على من تساوره نفسه الاقتراب من صغارها: (اسمعيني ضحى!)
نطقت بجدية وهي تركن السيارة في الطابق الأرضي للبناية الضخمة: (لا تخافي من أي شيء!)
كانت زوجة عمها قد أطفأت المحرك والتفتت نحوها تكمل بحزم بينما الأسى يسير بسائل دافئ يشق سبيله وسط قلبها نحو المرأة الطيبة فيعتصره بألم من تحريفها للحقائق، ولكن الهدف يستحق وهي لم تكذب فقط تستبق الأحداث: (إن كان رجلا لاهيا سأوقفه عند حده حتى لو اضطررت إلى إخبار عمك... وإن كان جديا حينها لا أريدك أن تتسرعي في نبذه... فليس كل الرجال سواء وهاهم رجال عائلتك خير دليل على وجود خيرتهم ذوي النخوة والرجولة... هيا بنا!)
دقات قلبها ترتفع وتعلوا مع كل خطوة تلتهمها قدميهما نحو المحل، فلم تمر نصف ساعة كاملة حتى وقف بهيئته المهيمنة وهيبته يلقي السلام بنبرته الرزينة الفخمة.
ما إن لمحت مقلتيه الداكنتين حتى استكان قلبها مجددا، وكل خلية فيها تسترجع شبيهتيها بألفة غرست جذورها عميق فؤادها لتعود إلى تبلدها وجمود حركاتها التلقائية: (السلام عليكم ورحمة الله...)
استدارت زوجة عمها المولية ظهرها للمدخل وتجمدت مكانها مجفلة تتفقده بنظرات متشككة قبل أن ترمقها بتساؤل مزدوج بين إذا كان من عنته بكلامها وإذا كان ذاك الذي تعرفه عبر الإعلام!؟
تقدم بخطوات واثقة والبدلة السوداء اللامعة تلف جسده بأناقة فخمة، يسبقه عطره الفواح ليملأ المساحة طاغيا على عبير الورود: (كيف حالك سيدة ضحى؟)
نقلته قدماه نحوها ليتسمر أمامها على بعد خطوة واحدة دون أن يلتفت إلى الأخرى الصامتة جراء صدمة لحظية.
(بخير الحمد الله.)
ردت ببرود والنظرات الراكدة بلون بني داكن في مقلتيها الواسعتين يربكه رغما عنه، فيجبر نفسه على إظهار ثباته ولقد أخبرها لاحقا بذلك وأثناء أشد اللحظات قربا من بعضهما.
(جئت من أجل الورود.)
رفعت رأسها بخفة وسحبت الجهاز اللوحي الخاص بالمحل من فوق الطاولة الوحيدة في تلك المساحة التي ازدادت ضيقا باقتحامه لها، تتساءل بغرابة، هل يعقل أن سحر هيبته قد امتد ليشمل زوجة عمها الحكيمة والرزينة؟!
بل هل أخطأت في تقدير الأمور بعد أن اختارتها بيدقا مهما في رقعة المعركة؟!
(ما هو طلبك سيدي؟)
ضم شفتيه وشد عليهما بينما مقلتاه تشملان تقاسيم وجهها بتفحص ثابت، لينطق بعد لحظات تأكد له فيها عدم تأثرها باهتمامه بها: (سأخبرك بالعدد واختاري أنت النوع.)
نزعت مقلتيها من على صفحة اللوحة الرقمية لتحط بهما على عينيه بينما تعقب ببرود: (في العادة صاحب المناسبة من يختار يا سيد أثير.... ماذا إن لم يوافق ذوقه اختياري!)
دس كفيه دخل سرواله تحت جانبي ستره ثم رد عليها بتسلية تألقت عبر نظراته: (لا بأس! فصاحبة المناسبة كلفتني وتركت لي أمر الورود، فقط اختاري أنت ولا تقلقي!)
هزت كتفيها بإهمال كما ردت عليه بعد أن عادت إلى اللوحة تدون عليها المعلومات: (لست قلقة يا سيد أثير، أنت من عليك القلق بما أنك من سيدفع الثمن ويواجه النتائج! ما رأيك بالزنبق الأبيض مع زهرات البنفسج؟)
تجاوز حيرته من قصدها موليا اهتمامه لشاشة اللوحة التي أدارتها نحو نظراته العميقة بقتامتها بينما تستدرك مفسرة بعملية: (الزنبق الأبيض دلالة على السلام الروحي والنقاء، أقترح عليك توزيعه عبر الزوايا في المساحة المخصصة للمناسبة بينما الفايولت أو البنفسج وسط موائد الطعام فهو يرمز للولاء والتواضع والإخلاص.)
لا تنكر تفاجئها بضحكته الهادئة وهو يهز رأسه قبل أن يرفع كفه متنازلا عن جُحره الدافئ ليمسح على لحيته السوداء المشذبه بعناية ناسبت شكل وجهه ليجيبها بعد أن اختفت ضحكته فجأة كما ظهرت: (لا! ...لا أظن أنها مناسبة، أنت محقة وذوقك غير مناسب بالمرة... دعيني أخبرك شيئا! أريد ورودا تدل على الترف والقوة وأيضا على الخيانة والأنانية مع لمحة غدرٍ طاعنة... ما رأيك؟.. هل أجد عندك زهورا تحمل بين وريقاتها كل تلك البشاعة؟)
لمحت بطرف عينيها تحرك زوجة عمها نحوهما *يبدو أنها تخطت صدمتها أخيرا* سخر منها عقلها فتجاهلته وهي تعيد اللوحة نحو وجهها لتبحث فيها عن صور أخرى ثم ردت عليه بنفس كيانها البارد بينما تدير الشاشة إليه متجاهلة كلماته الأخيرة المشبعة بالقسوة: (القوة والترف عليك بورود الأوركيدا الغامقة أما الحقد وباقي البشاعة أقترح عليك الزهور المعدلة لتنمو سوداء اللون.)
تأمل الصور قليلا ثم حدق بها متسائلا بنبرة خلت من أي معنى محدد: (هل ستكون جميلة في الحفل؟)
هزت كتفيها مجددا تجيبه بصدق: (جميع الورود جميلة مهما كان لونها أو ما ترمز إليه يا سيد أثير... لكن..)
ضمت اللوحة إلى صدرها وهي تستطرد بينما ترميه بركود نظاراتها: (كلّ يراها حسب دواخله، فيكره أنواعا منها ويحب الأخرى.)
هز رأسه بتفهم وقد أعاد كفيه إلى جُحريهما فسألته بجدية: (إذن ما هو طلبك سيدي؟)
تنفس بعمق ثم قال لها بتصميم غامض: (أريدها سوداء، الأور كيدا الغامقة وأي ورود معدّلة ...غدا في العنوان **...**)
دونت ما يمليه عليها ثم ناولته الجهاز وقلمه الخاص، تطلب منه: (وقع من فضلك.)
استلمه منها وعيناه لا تفارقان محياها الجامد ثم رسم إمضاءه بخفة من اعتاد الأمر.
انتظرته بصبر إلى أن بسط ذراعه نحوها بالجهاز فلما همّت بالتقاطه أدار كفه نحو كفها ليلمس طرفه بحركة أظهرها عفوية بينما هي أدركت نيته فاسودت ملامحها رغما عنها لتتدخل زوجة عمها الملاحظة لكل ما يحدث بينهما، تقول بنبرة متأهبة: (ضحى! لم تعرفينا بعد!)
التفت مجفلا وكأنه اكتشف للتو وجودها يرمقها بتفحص حذر: (هذا السيد أثير الأجاويد، أظن بأنه غني عن التعريف وهو هنا لشراء الورود...)
ثم تابعت ببعض التهكم الذي لم تظهر معالمه على ملامحها ولا صوتها: (يبدو أن المحل الصغير لفت انتباهه أو ربما هو فقط قريب وسيفي بالغرض، على أي حال... سيد أثير هذه زوجة عمي ... وفاء.)
ضاقت مقلتاه وهو يرميها بنظرة محيرة قبل أن يعود إلى زوجة عمها يهديها بسمة واثقة بينما يحدثها برزانته الجذابة: (تشرفت بمعرفتك يا سيدة وفاء وأجل لقد اخترت هذا المحل لأنه الأقرب إلى مقر عملي.)
تحولت نظرات السيدة وفاء الحذرة إلى نظرات محذرة، فاعتدل مستقيما بظهره ليظهر طوله الفاره بعدها تحدث برسمية: (أرسلي الفاتورة إلى العنوان الذي دونته أسفل التوقيع، أتمنى أن تصل الورود في الوقت المحدد، إلى اللقاء.)
انصرف بهيبة كما دخل، فأسرعت زوجة عمها في أثره بعد أن أجفلتها بهتافها الخافت: (سأعود بعد قليل.)






التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 24-10-22 الساعة 09:05 AM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:38 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.