آخر 10 مشاركات
موسم الورد* متميزه * مكتملة (الكاتـب : Asma- - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          الشمس تشرق مرتين (43) للكاتبة:Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : najima - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          وداعا.. يليق بك || للكتابة : إيناس السيد (الكاتـب : enaasalsayed - )           »          639 - فلورا - ساندرا استيف - د.م (الكاتـب : angel08 - )           »          560 -زواج بالقوة -فلورنسا كامبل - روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Roqaya Sayeed Aqaisy - )           »          488 - لن ترحل الشمس - سارة كريفن (عدد جديد) (الكاتـب : Breathless - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree10Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-09-20, 05:28 PM   #311

ساهرية

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ساهرية

? العضوٌ??? » 327435
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 585
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond repute
افتراضي




ماذا أقول له لو جاء يسألني .. إن كنت أكرهه أو كنت أهواه ؟
ماذا أقول ، إذا راحت أصابعه تلملم الليل عن شعري وترعاه ؟


تنويه : هذا التصميم خاضع لرؤية فراس الخاصة وكيف يرى جروحها ❤
يتبع الفصل العاشر




ساهرية غير متواجد حالياً  
التوقيع
" أمضي غريقاً "
هي ملحمةٌ من المشاعر وتضاربات الوجدان .. خلجاتٌ نفوسٍ حائرة بأسرارٍ تنحر الروح .. هي أرضٌ ليّنة يمضي فيها القلب ليجد نفسه فجأةً .. قد غرق !
قديم 02-09-20, 05:31 PM   #312

ساهرية

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ساهرية

? العضوٌ??? » 327435
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 585
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل العاشر

خطت ببطءٍ شديد يغمُرها تخبط قدميها برهبةِ التعثر أمام ذلك الجمع .. توّزع نظراتها التي لاح بها التوتر علّها تلمح عدن ! لا تعلم لِمَ هي تحديداً التي خطرت لها كمنقذة في هذا المُستنقع الذي مضت بداخله واعيةً تماماً .. تلمست إحدى المقاعد التي أحاطت بالطاولات الدائرية وعينيها لا تزال تجولان بين أُناسٍ بدوا لها كأولئك الذين يظهرون على السجادة الحمراء في المهرجانات .. جلست على طرف الطاولة كمن يجلس على أشواك .. مُتململة وغيرُ مرتاحةٍ أبداً .. همست لنفسها بحنق " أجل يا دُنيا تحدثي عن الكبرياء والباذنجان وفي النهاية دعيني وحدي أتلقى وعدي وسط هذه الحفنة العفنة ! " لامست الوشاح الأسود على رقبتها تزفر عميقاً ومن ثم شعرها الذي غيّرت تسريحته لينسدل كله على جانب وجهها المُصاب لتضمن أن لا أثرَ يظهر في هذه الليلة التعسة.. تتمنى لو أنها تمسكت بترددها وقبعت في البيت بدلاً من إهدارها للمتبقي من الأموال على التاكسي في هذه المسافة إلى هنا - بحجة من دنيا أنها ستستلم راتبها الأول في الغد فلا بأس - .. لتصطدم بعدها بكل الرُقيّ الذي أطبق على كل رُكنٍ صغير من هذا الحيّ ومن ثم أولئك الناس فتشعر بنفسها ضئيلة جداً .. وأن كُل الأنظار مُسلطة على ثوبها الزهيد الذي استعارته من أختها .. بسخريةٍ قاتمة فكّرت أن حتى سندريلا قد ظهرت لها ساحرة أحالت فقرها المُدقع إلى فتنةٍ خلّابة .. عادت بعينيها إلى الطاولة تتنهد حتى حطت بناظريها على طفلٍ صغير يجلس إلى الطرف الآخر يُناظرها بحدة شديدة .. لا يظهر منه إلا وجهه المُكتنز بخدّين شهيين وأصابعه الصغيرة تتمسك بأطرافِ الطاولة تطرق عليها بنفاذِ صبر .. علقت على مشهد تلك الأصابع الذي دغدغ ذِكراها بأصابعٍ مُشابهة تطرق دائماً بتناغُمٍ مستفز .. ابتسمت لوجهه الذي طلّ ببالها كالنسيم .. لكن فجأةً ارتجفت ابتسامتها لتنفضها عنها بأنفة وقلبها ينبض خوفاً لذلك الشعور الذي تهابه .. وتخشى تفسيره !
" يا آنسة ! لِمَ تبتسمين هكذا ؟ أبدو مضحكاً أليس كذلك ؟ لقد أخبرتُ أمي أن هذه الحُلّة تجعلني بشعاً بالفعل ! " زفر نوح بضيقٍ بعد أن ألقى كلماتهِ دفعةً واحدة وحاجبيه معقودين في نظراتٍ حادة نحو ديما بينما يده تمتد للعبث بالببيونة السماوية التي تُحيط بعنقه ..
فغرت ديما لتلك الكلمات من الطفل الصغير ..الغريب ! فهزت رأسها عفوياً بالنفي وقالت باندفاع" ولِمَ أضحك عليك ؟ ثم أنا لم أرَ حُلّتك أساساً .. أنت قصير وجسدك مُختفٍ في الطاولة "
اتسعت عيناه وملامحه تشهق بالصدمة .. لتتراجع ديما حتى اصطدم ظهرها بالمقعد وهي تتساءل بشك من هيئته المُريبة " ماذا ؟ "
قفز من مكانه وحاجبيه يحتدان أكثر ودار حتى أصبح أمامها تماماً .. أنزلت أنظارها للقزم الصغير بجانبها عاقد الذراعين وسمعت صوته الرقيق يتهادى إليها بغضبٍ مكتوم " لا أسمح لكِ بتلك الإهانة .. أنا لستُ قصيراً "
فغرت مجدداً بدهشة وهي تلامس شفتيها .. ومن ثم ابتسمت حتى ضحكت بصوتٍ خافت .. فزّم شفتيه بشدة وهو يضرب قدماً في الارض .. تنحنحت قائلة " لم أقصد إهانةً صدقاً .. " صمتت قليلاً وتابعت بلطف " ثُمّ انظر لنفسك ! حلُتّك رااائعة وأنت تبدو كشابٍ وسيمٍ تماماً "
أدارَ وجهه بترفع قائلاً " أعلم هذا "
ضحكت مجدداً وردات فعل ذلك الصغير تُبهرهُا مرةً بعد مرة ..
أعاد وجهه إليها وهو يُشير بإصبعه حتى تنخفض إلى مستواه ، فبعفويةٍ تتبعت إصبعه لتقترب من وجهه فيهمس بالقرب من أذنها " هذه الطاولة لعائلتي .. سمحتُ لكِ بالجلوس فقط لأنكِ جميلة ! "
رفعت ديما وجهها بصدمةٍ وقد امتقع بالحُمرة .. لا تدري ألإحراجها بجلوسها في طاولةٍ خاصة .. أم كلام ذلك الطفل .. الذي من الإستحالةِ أن يكون طفلاً !
..
صكّ على أسنانه بغضبٍ يمنع نفسه بشقِ الأنفس من أن يُلقي بمفرش الطاولة فوق ذلك الفستان المُهلك الذي التصق بجسدها بطريقةٍ استفزت أعصابه .. وقدميه تتعجلان .. يُلقمها الصبر فتعصيانه بلا رضوخ .. احترق وسرى اللهيب فما عاد قادراً على التريث أكثر ! التهم فِراس المسافة بينه وبين الطاولة .. يقبض على يده وفور اقترابه هدر بمرحٍ يُخفي وابلاً من الشوق اغترفته عينيه اللتان علقتا على مرأى خديّها المُتصبغين وأطناناً من الغضب خلف لهجتهِ المصطنعة " بما تهمس أيها الشقيّ ؟ "
أجفل نوح ليلتفت بسرعة إلى فراس يلتقط الوعيد بعينيه التي حطت عليه بشر .. فتحرك خلف ديما مُحتمياً بمقعدها وهو يرفع قامته الصغيرة يرقب فراس الذي تجمد وضاع الوعيد بعينيه لشيءٍ آخر لم يستطع تفسيره بمُخيلته الصغيرة .. فانسحب يركض نحو أمه القابعةِ بمكانٍ ما ..
ازدردت ديما وهي تشعر بظلّه المُشرق عليها يغمرها بالبريق .. عينيها ثابتتين على الخضرة القاتمة بعينيه إلا أن داخلها اهتز بقوة لذلك الشعور الغادر بالأمان منذ التقطت أذنيها صوته .. لتُبصره بعدها بهيئةٍ أحلت الدمار بثباتها .. بُحلةٍ كُحلية لا تقل رُقيّ عما يرتديه كل يوم .. لكن شعره هذه المرة مُصفف بمهارةٍ فلم يعد متناثراً على وجهه مُحيلاً تلك الهالة الماكرة إلى أخرى .. أكثر هيبة .. ودهاءً!
قامت تتشبث بحقيبتها الصغيرة .. وهي ترفع يدها بإشارةٍ وهمية إلى نوح وهي تتساءل " هل هو .. ؟ "
قاطعها فراس وهو يومئ " ابني ؟ ...أجل " شهقت عينيها بدهشة شديدةٍ ووجهها يمتقع .. في الحقيقة كانت ستتساءل إن كان قريبه وليس احتمالاً كهذا !
راقب وجهها بتسليةٍ لكنه لم يصبر على وقوفها أمامه هكذا .. فعاجل بالقول بنبرةٍ شحذ فيها التهذيب " اجلسي رجاءً .. شرفتنا بقدومكِ آنسة ديما "
" لم أعرف أنك مُتزوج ! " نطقت بها ببطءٍ وغضبٌ قاتم يختلج بصدرها فيُضيق الأنفاس الوالجة .. كتم ضحكته بصعوبةٍ لبراءة تصديقها الفوريّ .. ورفع حاجبيه قائلاً " لأنني لستُ متزوجاً .. بالفعل" احتدت نظراتها هذه المرة وحاجبيها الدقيقين يتقاربان مُزاحمين بينهما أفكاراً ساخطة عدة .. أرادت أن تسأل أكثر .. تهزه من ياقته وتخبره أن يشرح ويستفيض أيضاً بشرح موقفه اللا منطقيّ أبداً تجاهها .. وكل الإحتياج الذي يبعثه في نفسها .. لكن تجد نفسها واقفة تُحدق فقط بسخط منه ومنها .. صكّ على أسنانه مجدداً لمرأى جسدها المرسوم بفتنةٍ فاقت تصوّره .. فكرر طلبه باحتداد " هلّا جلستي ؟ "
هزت رأسها نفياً وفكرة طلاقه أو وفاة زوجته تخطر كاحتمالاتٍ عديدة لكلامه .. فلاح الضيق على وجهها وهي تقول بتيه بينما تخطو للخلف " لا ، قال الصغير أنها طاولة خاصة .. "
ضحك فراس باستنكار وهو يهدر " هل صدقتي نوح الشقيّ ! إنه أكبر مخادع"
اهتزت حدقتيها وهي تقول بلا تعبير " نوح .. اسمٌ جميل .. حفظه الله لك " صمتت لهنيهة وأردفت " عن إذنك "
أوقفها حينما نادى بحدة وقد فشل تماماً في السيطرة على أعصابه " ديما .. "
استدارت إليه تُطالعه بتساؤلٍ مُتعجل وملامحٍ مُتململة وكأنها أضحت لا تُطيق الوقوف معه في مساحةٍ واحدة .. همس من بين اصطكاك أسنانه وقد انقشع كل المزاح والصبر " هذا الفستان .. ضيّق أكثر مما ينبغي .. هلّا استعرتي معطفاً من عدن ؟! "
فغرت شفتيها اللامعتين بُحمرةٍ داكنة وحدقت فيه بصدمة وكأنه تحدث للتو بلغةٍ غير مفهومة .. وعفوياً امتدت يديها لتتحسس جانبيّ الفستان تحاول مدّه بعيداً عن جسدها والدم يفور بوجهها وأعصابها ..
وأهدابها تتلامس عدة مراتٍ بجنون .. تحدثت بنبرةٍ ذاهلة " أنت تتخطى حدودك في كل مرة .. لقد نَفَذت كلماتي في تحذيرك وأنت لا تستمع ! بأي صفة تتدخل في كل شؤوني ؟! "
صدح صوته بغضبٍ هادر " بإمكاني أخذ الصفة حالاً إن كان ذلك سيجعلك ترتدين معطفاً ! "
شعر بكفٍ تُحيط بذراعه بقسوة وترجعه للخلف عنوة ، زمجر إياس " هل جننت ؟ ألا تلاحظ ارتفاع صوتك ؟ "
شعرت ديما بالفكاك حينما حضر إياس رغم أنه يجحدها بنظراتٍ قاتلة .. فاستدارت بخطواتٍ متعجلة بعيداً عنهما .. وفراس يُشيّع خطواتها بنارٍ غضبى ثارت من عينيه .. سحبه إياس برفق يُعيده إلى مكانه وهو يشعر بورطة تُشابه ورطة عدن .. يُبصر كيف يتقافز فراس بجنون على هاوية العشق .. إنها لُخطوةٌ واحدة فقط ويسقط .. ويستمر بالسقوط .. وإما أن تنتشله يدها في المنتصف .. إما ستحتضن الأرض روحه الكسرى قبل عظامه ..
تماماً كم هوى هو .. إياس ..
هواها إلى الحد الذي تحطمت فيه كل عظمةٍ دقيقة بجسده .. أحالته إلى ركام ..
ربت إياس على كتف فراس العابس يشدد من أزره بصمت وتبع ذلك قائلاً " تحكم في أعصابك لأجل نوّار .. لا تفسد حفلها "
نظر إليه فراس نظرةً جانبية بضحكة ساخرة " ظننتُك ستتساءل أكثر .. "
صمت إياس بنظراتٍ ثابتة موزعة على الضيوف .. ماذا سيسأل ؟ كل شيء واضح كشمسٍ في كبد هذا الليل .. ولا يدري ماذا يفعل وكيف ينقذه مما هو مقبل عليه ..
....
في غرفة نوّار
تأفأفت حوّاء بانزعاج وعينيها حائرتين مابين ساعة هاتفها وبين عدن التي لا زالت تُضيف لمساتها الأخيرة على وجه نوّار ..
تحدثت بنزقٍ " متى تنتهين يا فنانة ؟ لقد قاربت الساعة على السابعة والنصف ! "
ردّت عدن بلا مبالاة وهي تُطبق المسكارا برفق على أهداب نوّار المُرتخية " هل وصل مراد ؟ "
هزّت حواء رأسها نفياً وهي تمتم بلا ..
ابتسمت عدن بهدوء قائلةً " إذاً كُفي عن إرباك المسكينة تحت يدي ، إن ارتجفت مجدداً سيفسد كل عملي "
غمغمت حواء وهي تقول مازحة بحنق " أساساً لا أدري كيف غامرت نوّار في يومٍ مهم كهذا واستعانت بكِ بدلاً من متخصصة في المكياج "
ابتسمت نوّار بنعومةٍ وقالت " لأن عدن أمهر منهن "
رفعت عدن حاجبيها بنصرٍ لحواء التي أدارت وجهها بكبرياءٍ مُضحك .. تأملت نوّار الظلال الفضية فوق عينيها ونادت مبهورة " حواء انظري كيف تُبرز لون عيناي ! " مطت صوتها لتُردف بامتنان موجهةً كلامها إلى عدن " أنتِ مااااهرة حقاً حبيبتي!"
رفعت عدن إصبعها بتحذيرٍ شديد اللهجة " لقد انتهينا لكن لا تتحركي كثيراً حتى وصولهم .. تعلمين أن بشرتكِ تتأثر بالحر بشكلٍ سريع لذا الزمي مكانك .. وأنا سأذهب لأطلع على الأجواء "
أومأت نوّار بأدب فضحكت حواء وهي تتراجع بعيداً عن خطى عدن التي جحدتها بنظرةٍ مستاءة ..
..
خلال خروجها وتوجهها إلى الأسفل التقطت صوتاً من الشرفةِ عَبَرَ كهشيمِ النار في جنبات قلبها المُلتاع اشتياقاً .. لقد أصبح الشوق إليه موجع في وجوده أكثر من غيابه .. تصحو ليلاً تُهدهد أنين قلبها إليه كطفلٍ يُصارع الفطام و ينتحب كثيراً وكثيراً .. ازدردت وهي تُلامس الحائط وترهف السمع إلى صوته بلكنته الأجنبية التي توقع سحراً في القلب
" كيت ، لا تُباشروا في أياً من الصفقات حتى عودتي ! ... أجل .. أجل .. أعلم أنهم عُملاء مُهمون لكن كما أخبرتكِ .. كل شيء سيتوقف لحين عودتي .. ثم ربما نحتاج فراس للتعامل معهم .. " تهادت إليها ضحكته الصغيرة فكزّت على أسنانها بغيظ .. نعم تكرم على الشقراواتِ بضحكاتك ونحن لا نلقى منك إلا سوء الوعيد ! عقدت حاجبيها وهي تسمعه يُردف " أجل وكيف تمر الصفقات بدون دبلوماسية فراس المتلاعب ؟ لا تقلقي .. سأعود قريباً "
التفّت ظلالٌ قاتمة حول قدميها تسحبها نحو حُزنٍ عميق أطبق على خطاها .. فمضت ببطءٍ شارد تنزل درجات السلم العريض .. فكرة رحيله تنزع كل براعم الحياة النابتة بأرضها العطشى .. تكوي أواصرها وتحيلها إلى روحٍ جوفاء مجدداً .. سهت عن خطواتها حتى استوقفها جسدٌ عريض يسد الطريق أمامها .. شعرت بأنفاسه المكتومة تُرسل شرارات في الهواء تصل إلى وعيها فرفعت رأسها بسرعة تفطن للقابع أمامها فهمست داهشة " غاسق.."
مرّت شُهبٌ أضاءت عينيه السوداوين ما إن همست باسمه بتلك النعومة المعهودةِ منها .. إلا أن ضياء تلك الشهب تخلل روحه فأحرقت جرحه المُكنى باسمها .. جرح عدن الأدهم ..
مدّ يده وهو يقول " كيف حالك عدن ؟ "
ترددت قليلاً أمام يده الممتدة إلا أنها لم تجد بداً من مصافحته .. فتعانقت اليدين وهي تومئ بابتسامٍ خَجِل منه .. ومن موقفها معه في الماضي وكيف يتجدد لقاءهما الآن بغير رحمة " أنا بخير .. ماذا عنك ؟ "
أطال النظر بعينيها وقلبه يخونه مجدداً فينبض بجنون لفتنتها التي تزيد ولا تنقص أبداً .. أفلت يدها قائلاً بنبرةٍ حملت الكثير " كشخصٍ ملك العالم يوماً وأحدهم سحبه منهُ عنوة .. لستُ بخير "
أغمضت عينيها بأسى والذنب يلفحها .. كانت حركة دنيئة منها أن تُقحم غاسق في قصةٍ لا تعنيه .. أن تُغامر به لتمضي بعيداً عن كنان ..
أخطاء .. أخطاء كثيرة وذنوب تغمرها وتُغرقها ..
قاطع أفكارها وهو يدرك كيف عصف بشخصيةٍ هشة مثلها .. ودّ لو يدقها كثيراً حتى تتحطم أمامه إلا أنه لا يستطيع .. لا شيء يمكنه شفاء القليل من جرحه .. قال بصوتٍ مازح " وإذ بصديقي يقول أنه سيخطب الدكتورة نوّار .. فأردت تنبيهه.. احذر من بنات الأدهم فإنهن بارعات بكسرِ القلوب .."
هدرت عدن مُقاطعةً إياه بلوعة " لااا ! رجاءً .. نوّار لا دخل لها بي ! "
أومأ قائلاً " نعم ، فأسريتها في نفسي "
ازدردت غصة ثقيلة وهي تهمس بعينين مُنخفضتين " أنا آسفة .."
بصوتٍ أجش أجابها " انتهى زمن الإعتذار يا عدن .." تنهد ومن ثم أردف " دعينا نلتفت الآن إلى عصافير اليوم .. نحن بانتظار العروس "
فهمت من كلامه وصول مراد بالخارج .. فأومأت والتفتت للسلم بنيّة العودة للفتيات .. إلا أنها وجدت نوّار مُتعلقة بذراع كنان يهبطان درجات السُلم .. ولعناتٍ كثيرة تركض من وجهه تجاهها .. بالأحرى للواقفِ خلفها .. غضب عظيم اكفهر به وألهب جسده ..
وحواء تُشير من خلفه على رقبتها كنايةً عن الذبح وهي تضحك بخفوت ..
كتمت عدن تنهيدة ثقيلة وهي تدعو أن تمر الليلة بسلام .. بينما واجه غاسق تجهم كنان بابتسامةٍ واثقة استفزازية .. يديه استقرتا في جيبه وهو يرمقه بمكرٍ ذا معنى ..ذلك الكنان طالما احتار في علاقته بعدن ولِمَ بدا متحفزاً جداً ولا يطيقه في خطبتهما .. لكنه لم يهتم حينها لأن عدن كانت بين يديه .. خاتمهُ كان يحيط بإصبعها مُشهراً علاقتهما في وجهه العابس..
لكن بعد أن سلبت عدن نفسها منه .. وأنهت خطبتهما بلا إنذار ..
أعاد التفكير في الكثير .. وأولها هو كنان ..
أخفض غاسق وجهه في حركة ماكرة إلى جانب أذنها قائلاً " سأنتظرُ في الخارج .. أراكِ لاحقاً "
ومضى مبتسماً وهو يعلم جيداً الحريق الذي أضرمه خلفه ..
التهم كنان المُتبقي من درجات السُلّم مُسرعاً بنوّار التي تلاحقت خطواتها .. واقترب من عدن وهو ينفث نيراناً مُزمجراً " ماذا يفعل هذا هُنا ؟ "
تحدثت نوّار بسأم وهي تهزه" هل نسيت أني متعلقة بذراعك لتركض بي هكذا ؟! "
وعاجلت حواء بالقول وهي تكتم ضحكتها " أجل ، ماذا يفعل غاسق هنا يا عدن ؟! "
هدرت نوّار بنزق " ماذا تفعلون ؟! هل هذا وقت نقاش ؟! مراد ينتظر بالخارج ! "
صرخ كنان بعصبية " صمتاً .. صمتاً .. "
تجمدت نظرات عدن برعب بعد أن كانت تتنقل بينهم بحيرة .. فتحدث كنان من بين أسنانه " أجيبي ! "
قالت بصوتٍ حاولت إرساء الثبات فيه " إنه صديق مُراد وهو مدعو من قبله بالتأكيد .. "
فغر كنان بعدم تصديق .. ليوّجه كلامه إلى نوار قائلاً باستنكار " ونعم النسب .. ونعم الصدف ! "
عقدت نوّار حاجبيها بضيقٍ من كلامه .. وذلك الشعور الطفوليّ بالغيرة ينشب مجدداً .. أخيها هي .. يعود ليجعل عدن محور الكون ..
مُقصياً اهتمامه بها حتى في ليلتها الخاصة .. وُملقياً بأحكامه جُزافاً لأجلها !
وقبل أن تنطق نوّار .. تحدثت عدن بهدوء " وما بها الصدفة أو النسب ! ما ضير مُراد إن صادق غاسق ؟ ما به غاسق أصلاً .. لم نرَ منه سوى الخير دائماً "
قبض على يده.. يشعر بضغطٍ شديد أصابه بألمٍ على جانبيّ رأسه .. لاحظت عدن تنغص وجهه هكذا فصمتت عن قول المزيد وقلبها يتهاوى ..
لفظ كلماتهِ بنبرةٍ شابها القرف وخيبة الأمل التي لا تنفك تتجدد .. لا يُصدق أن الصغيرة لا زالت تُقصيه هكذا وتتحدث بذات صفاقة الماضي " حذارِ من الاقتراب منه أو من محيطه يا عدن .. أحرقُكِ أنتِ وهو .. "
عبست حواء وهي ترقب الوضع الذي انقلب جدياً على نحو سيء .. ونوّار ربتت على كتفه بعد أن ألقت نظرة في الأنحاء خوفاً من وجود إيليا وقالت " كنان .. اهدأ .. هلّا خرجنا ؟ "
أومأ وعينيه لا تحيدان عن عدن يرمقها بحسرةٍ حُمّلت بغضبِ سنوات .. وخطى بعيداً ..
..
فغر مراد وهو يرى شمساً يحتضنها الزُمرد تقترب منه خَجِلَة العينين و الخُطى .. تبسُم شفتيها على استحياءٍ فيُولد الدفءِ من انبعاجها .. يرقب أصابعها تتشبث بذراع أخيها كلما شارفت على الوصول إليه وإلى أرضه لتصير ملكتها وتنشر هذه الشمس على مواطنه ..
منذ رآها أيقن أنه لا يريد سواها .. وحينما سمع اسمها عرف كيف تُقدر بعض الأسامي برعايةٍ إلٰهية لأصحابها .. فاسمُها نوّار وهي نوّارة حياته ..
جلسا سوياً وسط تصفيق الضيوف وعلى أنغام هادئة همس لها بشوق " لِمَ لا أكلم والدكِ حالاً ونعقد القران .. لا أرى فائدة من هذه الخطبة ! "
ضحكت نوّار بدهشة وهي ترفع أصابعها أمام عينيه المُشتاقتين .. فقال مجدداً " لا تحرسي هاته الضحكات .. دعي الشمس تغمر الليل " أنزلت أصابعها المُرتعشة وشفتيها تفتران عن ضحكاتٍ خافتة وعينيها تتكلمان بكل الحب الغير منطوق .. همست تُحاول مجاراته " ألا تكفي كل تلك الأضواء ؟ "
هز رأسه نافياً وكلماته تنبع بصدقٍ صافٍ " كلها لا تساوي ضيّ ضحكةٍ منكِ "
همست مجدداً بضعف " مهلاً يا مُراد ، هذا ليس عدلاً "
تحرك في مكانه بنية النهوض .. فأمسكت يده بعفوية هادرة " إلى أين ؟! "
قال بتعجل جديّ " سأكلم عمي طاهر "
ضحكت عالياً وهي تقول " أرجوك .. اهدأ ودعني أوضح " أجلت حلقها وسط ضحكاتها وقالت أخيراً " أنا أضحك لأن حواء توقعت أن تقول هذا بالأمس ! "
عاجلها بالقول " بالطبع ! إن رآني عابرٌ في الشارع سيُدرك سوء حالتي أمام كل هذا الجمال ! "
توردت وجنتيها وهي تفرك أصابعها قائلة " أنت تعلم أن غرض أبي من الخطبة هو أن أعيد التفكير .. وليس للتعارف .. هو يدرك جيداً أننا تعارفنا مسبقاً "
زفر أنفاساً سائمة وهو يومئ بتفهم " أجل متلازمة الإبنة الوحيدة ! "
ضحكت كثيراً وهي تشعر بالحياة تغمر تفاصيلها إلى جانبه .. تتأمل سُمرته المحببة وشعره الحالك بعكس شقرتها تماماً .. منذ وقعت في حبه وهي تتساءل دائماً كيف سيكون طفلهم الأول ؟ هل سينهل من سماره وأصالة ملامحه الشرقية أم سيتلون بشقرتها هي ؟
غمرتها مشاعره التي فاضت من عينيه فحركت شفتيها دون أن تهمس " أحبك .. "
قال بعاطفةٍ متأججة " سُبحان من صوّر كل الدفءِ فيكِ .. سبحان من أبدع كل هذه الفتنة .. "
ارتجف قلبها لكلماته الخاصة به .. وكل مافيها ينبض تأثراً بكل مايُغدقه بها ..
..
ابتسمت عدن بنعومةٍ لكل الإنسجام الذي أحاط بهما وغرقا فيه وكأن الكون انحصر في تلك المساحة الصغيرة التي تجمعهما ..
تراجعت خطواتها بعيداً تُلقي بعباراتٍ رسمية بسيطة للضيوف وهي ترقب خالتها لجين وليندا مشغولتان بالحديث .. وجدها وأعمامها يستقرون على إحدى الطاولات بذلك الخيُلاء المُتطبعون وراثياً به ..
وفجأةً قفز نوح أمامها وهو يضم فستانها ورديّ الطيات بين يديه مُنهبراً وقال وهو ينثرها بعيداً عن بعضها " إنه جميل جداً "
انحنت لتضم وجنتيه بين يديها وتغرقه بقبلاتٍ عديدة وضحكاته تصدح بمرح وسط موجة الحب هذه ..
استقامت لتمسك بيده وفوراً التقطت عينيها وجهاً غريباً .. فغرت بدهشة شديدة وهي تسحب نوح وتقترب من ديما التي كانت تجلس في إحدى الطاولات الجانبية البعيدة عن التجمهر ساهمة في نقطةٍ وهمية.. علّت من نبرة صوتها لتصلها عبر الموسيقى الصادحة " ديما ؟!! "
قامت ديما وقد تهلل وجهها وكأنها استنشقت نفساً عميقاً بعد اختناق " عدن .. أخيراً ! "
رمشت عدن وهي تخشى سؤالها ماذا تفعل هنا فتكون وقحة .. إلا أن السؤال تجلى واضحاً على وجهها فقالت ديما " الدكتورة نوّار من دعتني بنفسها .. ألا يبدو الأمر غريباً ! "
همهمت عدن بتفهم وهي تغمض عينيها بأسى مدركة أن فِراس هو السبب بالتأكيد .. ومن ثم قالت مازحة " وأنا التي خفتُ عليكِ من المُضي لعقر النمور فلم أدعوكِ .. لأجدكِ هنا بنفسك"
شد نوح فستانها وهو يقول بتساؤل " ما معنى عقر ؟! "
أجفلت كلتاهما وهما تخفضان بصرهما إليه .. فعضت عدن شفتيها بورطةٍ وقد نسيت وجود حبيبها الصغير ..
ربتت على شعره وهي تقول " دعك من هذا ، انظر إنها صديقتي ديما "
زمت ديما شفتيها تجاه القزم الصغير وهي لا تستطيع التغلب على الشعور الغير مُريح الذي أصابها منذ علمت علاقته بفراس .. قال نوح بشفتين مُقوستين " نعم أنا أول من التقى بالآنسة واعتقدتُ أني سأتسلى برفقتها بدل من العجائز في كل مكان .. لكن فجأة أتى فراس وأفسد الأمر "
رفعت ديما حاجبيها بتعجب وهي تدرك أن هذا القزم طويل اللسان لن يتوقف عن مُفاجأتها .. لكنها قالت بتأنيب عفويّ " عيبٌ أن تنادي والدك باسمه المجرد "
حملقت عدن فيها بتساؤل وكذلك نوح الصغير الذي قال بسرعة " والدي ؟ لكنني لم أناديه باسمه ! "
عقدت حاجبيها بحيرة قائلة " أيها المشاغب ، ألم تقل فراس ؟ "
ضحكت عدن بملء فاهها فجذبت انتباه ديما التي حدقت فيها بسوءٍ وتعجب وأردفت " ماذا الآن ؟! "
قالت عدن بتسلية " أراهن أن فِراس من تلاعب بكِ ، نوح يكون أخوه الأصغر"
ابتسمت ديما ابتسامةً صفراء وقد انطلى الأمر عليها بمنتهى السخف .. بالطبع كيف لذلك الماكر أن يكون أباً ؟!
جلست ديما وكل تلك الراحة التي افتقدتها تغمرها الآن وبشدة
فقالت مازحة وهي تسند وجنتها إلى كفها " مُبارك، ربحتي الرهان "
ابتسمت عدن رغم قلقها من تجاوزات فراس ووجهت كلامها لنوح " إذاً هل ستتسلى مع آنستين جميلتين أم ستدور وسط العجائز ؟"
حصلت على إجابتها حينما عاجل باحتلال مقعدٍ إلى جانبها .. لتبتسم بحب وهي تربت على شعره ..
قالت ديما بتساؤل وأصابعها ترسم دوائراً وهمية " عدن ، هل يبدو فستاني ضيقاً بشكلٍ مُلفت ؟ "
همهمت عدن لتهز رأسها نفياً وتقول " إنه يُناسبك تماماً لكن ليس للحدِ المُلفت " صمتت للحظة وأردفت بابتسامةٍ لطيفة " أنتِ تبدين جميلة للغاية "
بادلتها ديما ابتسامةٍ ممتنة وهي تُتمتم بالشكر لكن بالها انشغل كثيراً بكلمات ذلك الفراس الذي يحشر أنفه بطريقةٍ - ولدهشتها الشديدة - تُحبها ..
تحب تدخلاته وتشعر بالزهو الشديد لذلك ..
لكنها خشيت أن يكون فستانها لافت .. فهي بالفعل ازدادت بضعة كيلوجرامات خلال جلوسها المطوّل بالشركة ..
تهادى إليهما صوت مُشرف الحفل وهو يدعو الثُنائيات إلى رقصة هادئة .. ازدردت حينما ارتفع بصرها عفوياً تجاه مكان فراس لتجده يحدق وعينيه مُحترقتان بها ..
وفي الجانب الآخر .. نظرت إيليا من بين أهدابها الكثيفة إلى كنان المُتحفز وكأنه يتأمل الانقضاض على فريسته .. تنهدت ويدها تمتد إلى يده قائلة بهدوء " لنرقص "
نظر لها باستفهامٍ كونه لا يحب تلك الأشياء .. فقالت معللة " لم أحظَ برقصةٍ معك أبداً .. هل تبخل عليّ بهذه ؟ "
استقام واقفاً وهو يتناول يدها بين يده وتوّجه بها بصمتٍ إلى المنصةِ المُضيئة التي توسطت الحديقة .. يقبض على خصرها مُقرباً إياها منه .. يحيطه بقوةٍ وكأنه يودعها مرارته وغضبه .. تحدث قائلاً بهدوء يُنافي مايعتمر بداخله " لستُ ماهراً بالرقصِ أبداً .. لا تنوّعي خطواتكِ حتى لا ننكب على الأرض سوياً "
ضحكت بخفوت وهي تقول مؤكدة " لا تقلق ، سنتحرك هكذا ببطء لنهاية الأغنية "
صمتت قليلاً تجتر بعض الكلمات لتقول مُتسائلة " إذاً كيف هو فستاني ؟"
أبعدها عنه قليلاً بعفوية وهو يشملها بنظرةٍ مُقيّمة للفستان العنابيّ الذي احتضن جسدها بنعومةٍ حتى الكاحلين .. وقال بجدية وصدق " جميل جداً ، يليقُ بكِ "
ضحكت إيليا بتفاجؤ قائلةً " لا تقل أنك لم تنتبه له سوى الآن ؟! "
غمغم قائلاً " تعلمين أني لا أنتبه لتلك الأشياء .. "
هزت رأسها بحسرة وقالت مازحة" أجل عقلُك مُمتلئ بالأعمال والصفقات "
وانقلب صوتها جدياً وهي تُردف بجمود " وأشياء أخرى "
تنهدت وتابعت " المهم أنني لستُ أحد تلك الأشياء التي تشغل بالك يا كنان .. كما وعدت . . "
غامت عينيه بإعتذار صامت .. وهو يقول بصبرٍ موجع " سنغادر قريباً .. "
كلمة مختصرة حملت معانيّ عدة بالنسبة لها .. وتحمل أملها الضئيل في أن تشغل فكره حتى بعد السفر ..
...
اقترب فِراس من عدن الساهمة في الرقصةِ أمامها .. ترقبهما وشعور الهشيم ينقلب إلى شيءٍ أكثر توحشاً بداخلها ..
هي نظرة واحدة طالتهما حين وطأا المنصة وبعدها لم تستطع الإستمرار لأن تلك المسافة بينهم كانت لتنقلب إلى حريق..
لوّح لها فِراس دون أن ينظر إلى ديما .. فتنبهت له لتقوم مُسارعة إليه .. فقال لها بعجلة " هيا لنوصل ديما .. لقد تأخر الوقت ! "
ردّت بدهشة واستنكار " هل ستترك حفل أختك في المنتصف ؟ "
عقد حاجبيه قائلاً " وهل سيطير الحفل ؟ سنعود بسرعة .. "
زمت عدن شفتيها بغير رضا .. ليُردف فِراس بحدة " عدن ، أنا لن أتركها بأي شكلٍ تعود في وقتٍ متأخر أكثر من هذا ووحدها أيضاً .."
أومأت باستسلامٍ فأضاف " استخدمي معها كل أساليب التهديد وبلغيها وعيدي أنا شخصياً ! سأسبقكما .. لا تتأخرا "
ومضى من أمامها..
..
وبعدة عدة دقائق في سيارته .. رآها تقترب بشفتين مزمومتين وعينين تُجابهانه بغضبٍ دون أن تُخفضهما .. تمشي إلى جوارها عدن ضاحكة .. وفور أن استقلتا السيارة انطلق بها وهو يسأل عدن إلى جواره بعبث " كيف أحضرتي صلبة الرأس إلى هنا بهذه السرعة ؟ توقعتُ أن أراها تركض هاربة كسيندريلا ! "
ضحكت عدن بخفوت قائلة " في الحقيقة كانت المهمة سهلة ! "
تبعتها ديما تقول بنزقٍ ساخر شديد مكتفة الذراعين " فيمَ سأتناقش معكما إن كان الأمر في النهاية سيؤول لتهديداتكم السخيفة بقطع مصدر رزقي ! "
رفعت عدن حاجبيها بدهشة قائلة بنفي سريع " لا أبداً الأمر ليس هكذا .. "
قاطعها فِراس بحدة " بل هو هكذا تماماً ! "
هدرت عدن بغضب شديد وهي تهوي بقبضتها على ذراعه " فراااس !! هل تضطهد الفتاة ؟! "
أومأ ببراءة قائلاً " أجل "
زفرت بحنق قائلة " أنت لا تُحتمل ! لا يمكنك معاملتها هكذا بأي شكل .. "
طرق بأصابعه على المقود وهو يقول بينما يُناظر ديما في مرآته الأمامية شاردة وكأنها لا تجلس معهم بنفس المكان " لا تتدخلي يا عدن .. "
كادت أن تتحدث لولا أن صرخت فجأة " فراس انتبه !! "
اتسعت عينيه لضوء السيارة التي ظهرت أمامه فجأة من طريقٍ جانبيّ .. فانحرف بسيارته حتى صرّت بصوتٍ مُفجع بالأرض .. وارتطمت بسور الطريق الجرانيتيّ .. وفي ارتدادها أحاط عدن بذراعه حتى توقفت تماماً ساكنة ..
زفر عميقاً بملامحٍ ذاهلة .. لقد حدث الأمر في ثوانٍ قليلة كادت أن تودي بهم ..
رفع ذراعه عن عدن التي كانت تتنفس بتسارعٍ وحالها لا يقل ذهولاً عن حاله .. استدار بسرعةٍ إلى ديما ليجدها مُتكورة على نفسها تُحيط رأسها بذراعيها وهي ترتجف بعنف ..
تحدث بقلقٍ شديد " ديما هل أنتِ بخير ! "
أفاقت عدن على ندائه لتلتف بجسدها إليها لتجدها على حالها دون رد .. ترتعش كعصفورٍ صغير ..
التاع فِراس وهو ينظر لعدن بتعجبٍ شديد .. ففتح كلاهما الباب ليهرعا إلى الخلف .. هزّتها عدن وهي تُنادي بقلق " ديما .. ديما ارفعي رأسكِ هيا "
لكن ذراعيها كانا مُتصلبين وكأنهما غُلّفا بطبقة اسمنتية قاسية .. ازدردت عدن وهي تنظر لفراس الذي مسح وجهه بتوتر وقالت بتردد " أظنها تعاني من نوبة هلع "
هدر فراس بفزع وقلبه يتهاوى" نوبة ماذا ؟! !!عدن افعلي شيئاً ! "
زفرت وهي تمد يدها أسفل ذراعيها لتلتقط ذقنها وترفعه للأعلى وأنفاس ديما المُتسارعة تضرب يدها ونبضات قلبها تهدر بوضوح لأذآنهم ..
فور أن ارتفع رأسها أحاطتها عدن بسرعة لتمنعها من إحاطة رأسها بذراعيها وهي تمسح على شعرها مرددة " أنتِ بخير ..لا تخافي .. أنتِ بخير .. لم يحدث شيء "
لكن أنفاسها لم تهدأ أبداً وهي تتزايد بروع .. وعلى شفتيها تهمس بتتابع وصوتٍ لا يُسمع " أبي ! "
غصّ فِراس وهو يُبصر حالتها المُهتاجة يجثو كالعاجز إلى جانبها .. لا يستطيع حتى لمسها ولا التهوين عليها ..
" لا أستطيع التنفس ! لا أستطيع ! "
أفسح فِراس وهو يهدر بعدن " اسنديها لتخرج .. هيا بسرعة ! "
أخرجتها عدن وهي تُحيط بظهرها بإحكام .. والهواء يهب ينثر شعرها إلى الخلف .. ارتعشت أصابعها وهي تمتد إلى الوشاح المُحيط برقبتها .. تنزعه بتعجل وكأنها تستنجد أية أنفاس والجة .. انسلّ الوشاح من يدها بضعف .. ليلتقطه فِراس بلهف قلبه عليها وحين رفع رأسه .. ارتعد خافقه لم يدرِ ألمرأى عنقها العقيقيّ للمرةِ الأولى أم للطخاتِ الحروق التي احتلت جزءاً كبير منه ..
....
وبالقُربِ من إياس اقتربت لُجين ووقفت ترقبه .. وووخزٌ أصاب قلبها منذ بداية الحفل لحاله المُتململ .. نظراته المُتيبسة .. وانعدام الحياة من وجهه وكأنه بحضرةِ عزاء ..
ازدردت ببطء وهي تتبع إلى أين تحط عينيه كل فترة .. فانتقلت نظراتها ببطء إلى حيثُ يحدق فاقد الروح ..
فهوى قلبها أرضاً وهي تُبصر تلك البقعة
حيثُ تقف إيليا ..





ساهرية غير متواجد حالياً  
التوقيع
" أمضي غريقاً "
هي ملحمةٌ من المشاعر وتضاربات الوجدان .. خلجاتٌ نفوسٍ حائرة بأسرارٍ تنحر الروح .. هي أرضٌ ليّنة يمضي فيها القلب ليجد نفسه فجأةً .. قد غرق !
قديم 02-09-20, 05:35 PM   #313

ساهرية

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ساهرية

? العضوٌ??? » 327435
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 585
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond repute
افتراضي


خرج هذا الفصل من غمرة إنشغالي فلم أستطع التخلف عنكم مرة أخرى 🥺🥺
أتمنى أن ينال إعجابكم
قراءة ممتعة حبيباتي ❤🌸
بانتظاركم 🌸


ساهرية غير متواجد حالياً  
التوقيع
" أمضي غريقاً "
هي ملحمةٌ من المشاعر وتضاربات الوجدان .. خلجاتٌ نفوسٍ حائرة بأسرارٍ تنحر الروح .. هي أرضٌ ليّنة يمضي فيها القلب ليجد نفسه فجأةً .. قد غرق !
قديم 02-09-20, 05:50 PM   #314

ساهرية

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ساهرية

? العضوٌ??? » 327435
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 585
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 7 والزوار 8)
‏ساهرية*, ‏As.S, ‏bahija 80, ‏دموع عذراء, ‏ريما الشريف, ‏houda4, ‏My.sai889



ساهرية غير متواجد حالياً  
التوقيع
" أمضي غريقاً "
هي ملحمةٌ من المشاعر وتضاربات الوجدان .. خلجاتٌ نفوسٍ حائرة بأسرارٍ تنحر الروح .. هي أرضٌ ليّنة يمضي فيها القلب ليجد نفسه فجأةً .. قد غرق !
قديم 02-09-20, 05:59 PM   #315

ساهرية

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ساهرية

? العضوٌ??? » 327435
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 585
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 9 والزوار 8)
‏ساهرية*, ‏الذيذ ميمو, ‏Sheraz, ‏م ام زياد, ‏As.S, ‏دموع عذراء, ‏ريما الشريف, ‏houda4, ‏My.sai889

🌸


ساهرية غير متواجد حالياً  
التوقيع
" أمضي غريقاً "
هي ملحمةٌ من المشاعر وتضاربات الوجدان .. خلجاتٌ نفوسٍ حائرة بأسرارٍ تنحر الروح .. هي أرضٌ ليّنة يمضي فيها القلب ليجد نفسه فجأةً .. قد غرق !
قديم 02-09-20, 06:09 PM   #316

ساهرية

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ساهرية

? العضوٌ??? » 327435
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 585
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 19 ( الأعضاء 10 والزوار 9)
‏ساهرية*, ‏آية.عاطف, ‏My.sai889, ‏الذيذ ميمو, ‏Sheraz, ‏م ام زياد, ‏As.S, ‏دموع عذراء, ‏ريما الشريف, ‏houda4

هلموا 😂😂❤


ساهرية غير متواجد حالياً  
التوقيع
" أمضي غريقاً "
هي ملحمةٌ من المشاعر وتضاربات الوجدان .. خلجاتٌ نفوسٍ حائرة بأسرارٍ تنحر الروح .. هي أرضٌ ليّنة يمضي فيها القلب ليجد نفسه فجأةً .. قد غرق !
قديم 02-09-20, 06:39 PM   #317

ساهرية

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ساهرية

? العضوٌ??? » 327435
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 585
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 21 ( الأعضاء 10 والزوار 11)
‏ساهرية*, ‏شمس الصحراء, ‏آية.عاطف, ‏My.sai889, ‏الذيذ ميمو, ‏م ام زياد, ‏As.S, ‏دموع عذراء, ‏ريما الشريف, ‏houda4
🌸


ساهرية غير متواجد حالياً  
التوقيع
" أمضي غريقاً "
هي ملحمةٌ من المشاعر وتضاربات الوجدان .. خلجاتٌ نفوسٍ حائرة بأسرارٍ تنحر الروح .. هي أرضٌ ليّنة يمضي فيها القلب ليجد نفسه فجأةً .. قد غرق !
قديم 02-09-20, 08:35 PM   #318

شمس الصحراء

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية شمس الصحراء

? العضوٌ??? » 88586
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » شمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond repute
افتراضي

الله عليكي وع جمال حروفك وابداع كلماتك ورقي اسلوبك وتميز احداثك فصل قصير ولكن تحفه وبيعقد فصل ناري بكل شيء ابدا بكنان وغيرته ع عدن وعدن وحبها المستحيل وايليا وتعلقها بوهم حبها لكنان واياس وحبه الميأوس كل هؤلاء بي برواز واحد مربع الشكل ومتساوي بالعذاب والاوجاع متى راح تقتبع ايليا بانها مستحيل توصل لقلب كنان مهما صار ومتى كنان يفك اسر ايليا لانو هيك عم بيظلمها واكتشاف ام اياس حبه لايليا بجد الخيوط متشابكه وناطرين كيف راح تفكيها وتفكي عقدها اما فراس يالهوي ع طعمته وجمال غيرتو وديما متى راح تاخضع للعلاج ومتى راح فراس يكتشف حقيقه ديما وديما صدمه متاخره كان لازم تواجها بجد فصل عبقري ورائع ومميز تمتلكين كل امكانيات الكاتبه المحترفه التي تتقن فن االسرد وشد القاريء بستمتع مع كل حرف بتكتبه وكل كلمه بحس بشعور مختلف مع اسلوبك في التعبير بجد يسلموا اناملك الذهبيه المميزه كاتبه عظيمه وبجداره ناطرين ع براكين

شمس الصحراء غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 02-09-20, 11:01 PM   #319

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

فراس هلاس الروايه واعقلها على فكره 😁
ديما معقده وهتفشل كده لأنها محتاجه تحس بالأمان وان نظرت الناس لجروحها مش زي ما هيه متخيله
واضح ان عدن متلغبطه الدنيا قوي ربنا يهديها
كنان حبه واضح ومفضوح وبنت العبيط إيليا مش عاوزه تفهم ليه انها في منطقة اللارؤريه بالنسبه لكنان 🤨


م ام زياد غير متواجد حالياً  
قديم 03-09-20, 12:18 AM   #320

طلع القمر

? العضوٌ??? » 121842
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 238
?  نُقآطِيْ » طلع القمر is on a distinguished road
افتراضي

اياس وكنان

القلب ينفطر لااجلهما

كلا منهما يعيشان بقلب مكلوم 😭


طلع القمر غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:32 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.