آخر 10 مشاركات
مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          594- فراشة الليل -روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Just Faith - )           »          قـيد الفـــيروز (106)-رواية غربية -للكاتبة الواعدة:sandynor *مميزة*كاملة مع الروابط* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          319 - زواج غير تقليدي - راشيل ليندساى - احلامي (اعادة تنزيل ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          307 – الحب والخوف - آن هامبسون -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          غزة والاستعداد للحرب القادمة (الكاتـب : الحكم لله - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree9Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-07-20, 09:51 PM   #101

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
الف مبرووك على روايتك الجديدة
بداية رائعة و مؤثرة....
الاحداث مشوقة جدا....
ضي التى تعانى كثيرا بسبب رغبة والدتها فى تزويجها
من اي عريس لكى لا تحمل لقب عانس....
دارين ابنة والدتها ....التى تبحث عن فريسة ....
ولقد وجدت فى رائف تلك الفريسة التى سوف تحقق
لها احلامها...
من الجيد ان والدتة طلبت منة التانى والانتظار قبل الارتباط
اما تريم المسكينة فلقد دمرت حياتها وكان والدها
على وشك قتلها ظلما....
لكن شقيقاتها تمكنوا من انقاذها....
بمساعدة الشيخ عبدالرحمن الذي قرر الزواج من تريم
ل حمايتها....
تسلم ايدك على البداية المشوقة
بإنتظار القادم
بالتوفيق ان شاء الله 💖❤❤❤❤
زهورة الجميلة بفيوهاتها المميزة شكلا وكتابيا سعدت كثيييييييييير بمتابعتك للرواية ⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩واسعدنى اكثر نقدك الرائع للفصلين 🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷




أووركيدا غير متواجد حالياً  
التوقيع
وتمر الحياة بحلوها ومرها ...ونحيا كما قدر لنا أن نحيا ..فإرضي بما قسم لك يابن أدم ..لن يأخذ نصيبك غيرك ..وقد يكون ما حرمنا منه شره أكثر مما فيه من خير لنا ..فالحمد لله علي كل شيء
قديم 16-07-20, 09:52 PM   #102

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لبنى البلسان مشاهدة المشاركة
بداية موفقةومحمسة لمتابعة القراءة احببت الرواية تسلم اناملك ابدعتي 💕💕💕
تسلميلى حبيبتى 🌺🌺🌺🌺🌺⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩


أووركيدا غير متواجد حالياً  
التوقيع
وتمر الحياة بحلوها ومرها ...ونحيا كما قدر لنا أن نحيا ..فإرضي بما قسم لك يابن أدم ..لن يأخذ نصيبك غيرك ..وقد يكون ما حرمنا منه شره أكثر مما فيه من خير لنا ..فالحمد لله علي كل شيء
قديم 21-07-20, 10:12 AM   #103

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً  
قديم 21-07-20, 04:58 PM   #104

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

دقايق ويتم تنزيل الفصل الثالث ياقمرات

هنزله بدلا عن ايمى لحين عودتها بالسلامه ان شاء الله

Wafaa elmasry likes this.

ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

قديم 21-07-20, 05:00 PM   #105

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

الفصل الثالث




تأملها رائف قليلا دون إجابة مستغرباً من ردة فعله الداخلية على مقابلتها ثانية ..
فما المفرح في أن يلتقيها من جديد .. ؟!
ومن أين تأتيه كل تلك الذبذبات المحفزة لإثارة غضبها من جديد ..؟!
" نعم أنا أنسة ناكرة الجميل" قالها دون أن يتمكن من السيطرة على لسانه لتفيق ضي من شرودها فيه وتهدر بغضب:
" أنا لست ناكرة للجميل انت من أوقعني ارضاً "
قال متهكماً وعيناه تضيقان بمرح فهو مستمتع بمضايقتها كأنهما مراهقان :
"حتى لو اوقعتكِ ارضاً ،أليس ذلك افضل من ما كان سيحدث لك لو تركتك تواصلين السير "
احتقن وجهها لسخرية قوله فكادت ترد عليه لولا تدخل كوثر قائلة بمرح واستغراب :
" أرى أنكما تعرفان بعضكما البعض بالفعل "
التفت رائف لأمه وقد أيقن ان حزمه وتعقله المعتاد فقدا السيطرة علي تصرفاته الصبيانية معها وأخبرها :
" حاولت أن أقوم معها بدور الفارس النبيل لكنها حطت من قدر شهامتي باتهامها لي أنني اصطدمت بها قصداً وأذيتها "
هتفت ضي بعصبيه تخفي وراءها حرجها :
"ولكنك بالفعل أذيتني "
أجابها بثبات مصراً على موقفه :
" لكني أنقذتك من سخافة اصطدامك بالعمود الخرساني ..تخيلي وقتها كم سيكون وضعك محرجا ً "
رمقته بغيط وردت بمعاندة :
" لعلمك أنا أحفظ طريق الخروج من المؤسسة جيداً وكنت سأتجنبه في كل الأحوال "
هز رائف رأسه يائساً من الحصول على اعترافها بجميله عليها فأخبرها بمراوغة :
" اتعلمين من المفترض أن يكون اسمك الآنسة عنيدة.. وليس هذا الاسم الرقيق الذي سموك به .. فأنت لن تعترفي بخطئك وأنا لن اتنازل عن حقي في أن أتلقى منك كلمة شكر "
أجابته ضي دون تفكير وقلبها يخفق بشدة :
" أتمنى أن لا تأمل كثيراً لأنه لن يحدث "
قهقهت كوثر بانشراح متمتعة بمشاحنتهم الطفولية .. فمنذ وقت طويل لم ترى ابنها يتخلى عن رداء الجدية والرسمية حتى مع أقرب الناس اليه ثم قالت :
" اعتقد أن لقائكم السابق لم يمر على خير وفضولي يدفعني لمعرفة التفاصيل بحذافيرها "
أجابها رائف مدعياً الأسف وهو يقبل وجنتيها مودعاً :
" للأسف يا أمي ليس لدى وقت لأسرد لك التفاصيل فقد تأخرت على العمل "
ثم لوح لضي قائلاً باستفزاز وهو يتحرك مغادراً :
"مع السلامة ........يا قصيرة "
قطبت جبينها ورفضت الرد عليه فضحكت كوثر وحاوطت ضي بذراعها الأيمن تحثها على السير معها للداخل وهي تخبرها :
" يبدو أنه سيكون لنا جلسة معاً لتحكي لي ما حدث بينكم يا آنسة ضي بعد أن تنتهي من عملك.. فانا لم أرى ابني بهذا المزاج المشاغب منذ وقت طويل ..ولكن الآن تعالي لأعرفك بطفلتنا فأنا واثقة أنها ستحبك كما فعلت جدتها "

شعرت ضي رغم ضيقها من الحديث السابق .. بالمودة والتآلف مع السيدة كوثر فابتسمت لها بلطافة فتدخل وأياها إلى غرفة واسعة مليئة بالألعاب والصور.. يتوسطها طفلة صغيرة تفترش الأرض مع ورقة رسم وأقلام تلوين.. فوق سجادة مستديرة زاهية الألوان بنقوشها الكرتونية .. وإلى جوارها سيدة متقدمة في العمر رجحت أنها المربية الخاصة بها ..
نادتها كوثر بحنان ملفت وهي تنحني للجلوس إلى جوارها غير مهتمة بما قد يلحق ببذلتها النسائية الأنيقة وقماشها الباهظ الثمن .. رفعت الطفلة رأسها لترحب بجدتها بفرحة طفولية جعلت ثغرها الصغير يشرق بابتسامة منيرة.. كشفت عن فراغ سنتيها الأماميتين وهي تحملها من مكانها لتجلسها في حجرها.. مدغدغة بطنها بلمسات خفيفة زادت من ضحكات الصغيرة فخطت ضي نحوهما تتخذ نفس جلستهما إلى جوار كوثر .. لكن الطفلة انكمشت بحضن جدتها حين استوضحتها بالقرب منها وخبت ضحكتها سريعاً .. لكنها قابلت نظرات كوثر بتفهم فتلك ردة فعل طبيعية كونها أول مقابلة بينهما .. وحاولت فض حاجز خوف الطفلة ... تناولت الورقة التي كانت ترسم فيها وبدأت تتفحصها بعين العلم .. تتبين معالم الرسم .. فالتفاصيل التي وضعتها الطفلة داخل خطوط الشخصيات التي رسمتها تروي لها الكثير من أبعاد الحالة النفسية والسلوكية التي وصلت إليها (هبة الله) .. وتؤكد على موهبة الصغيرة بالرسم .. فرفعت رأسها باستحسان شديد وقالت بمداعبة وهي تترجم كلماتها بإشارات من كفيها تعبر عن اعجابها :
" أرى أن لدينا رسامة موهوبة هنا سيدة كوثر وليست رائعة فقط وإنما جميلة أيضاً "
دفنت هبة الله رأسها بحضن جدتها ضاحكة بخجل طفولي بريء .. شجع ضي للاقتراب أكثر وقد بدأت ترى بعد لحظات تحرك هبة ببطء لتأخذ ورقة الرسم من يدها ..فسألتها محاولة التعرف على قدرتها على التحدث وهي تشير بتفكر إلى صورة بخطوط متعرجة لم تهتم فيها بإبراز بعض ملامح الجسد الأساسية وإنما ركزت على تفصيلة صغيرة استرعت انتباهها في وجه السيدة كوثر :
" ترى من هذه السيدة ذات الشامة الجميلة "
هتفت الصغيرة باندفاع :
"كوكو ..كوكو.."
أوضحت كوثر معقبة :
"انها تناديني كوكو منذ تعلمت الكلام "
أخرجت ضي دفتر الملاحظات خاصتها وبدأت تدون بعض النقاط التي شدت انتباهها وحدثت كوثر قائلة بمهنية :
" فرصة جيدة جداً لنا كون هبة تحب الرسم لأن هذا سيساعدني كثيراً في مراقبة تقدمها السلوكي والمهارة في الأسابيع القادمة ..أفضل ان تبقي معي خلال جلستنا الأولى حتى نزيل رهبة اللقاء الأول مع هبة وبعد ذلك سأبدأ بتنفيذ البرنامج العلاجي بمجموعة من الاختبارات النفسية "
بعد انتهاء الجلسة رفضت ضي بحزم عرض السيدة كوثر لمجالستها مفضلة أن تتمسك برسمية العلاقة بينهما فودعتها سريعاً قبل أن تبدأ بطرح الاسئلة مرة أخرى حول معرفتها بابنها متحججة بضرورة عودتها لممارسة عملها بالمؤسسة ...


*********************************


وضعت تمارا صينية الطعام فوق طاولة صغيرة قرب سرير تريم ..ثم خطت بهدوء تقترب من تغانى التي تستند برأسها الى قائمة السرير وقد غافلها النعاس بجوار صغيرتهم الغائبة عن الواقع معظم الوقت منذ اعطتها الطبيبة المهدئ .. ربتت فوق كتف اختها برفق فرفعت تغانى جفنيها بفزع لتهدأها تمارا سريعاً :
"انها انا عزيزتي لا تفزعي ..لقد جئتك ببعض الطعام كي تأخذين ادويتك "
اعتدلت تغانى برقدتها وامارات التعب محفورة حول عينيها بدوائر قاتمة السواد تنافرت مع بياض بشرتها الصافية وأخبرتها :
"لا شهية لدي تمارا ..اتركيه حتى اشعر بالجوع"
اعتصر القلق قلب تمارا علي اختها وهى تراها تذوى امام ناظريها دون ان تكون قادرة علي مساعدتها بشيء فأصرت عليها بإلحاح :
"تناولي أي لقمة مهما كانت صغيرة .. فانت لم تأكلين شيئا يذكر منذ البارحة وجسمك لن يتحمل قوة الادوية التي تتناولينها دون طعام "
تحسست تغانى جبين تريم بحسرة وأجابتها :
"وما فائدة الطعام حين يكون القلب مفطورا علي احبته ..؟!"
جاورتها تمارا محاولة ان تدعى التماسك امام اختها الكبرى :
"فلنحمد الله انها مازالت على قيد الحياة وانا وانتِ الى جوارها حتى تتخطى هذه الأزمة..(صمتت لبرهة ثم قالت ).. تغانى لابد من ان تعودي الى منزلك فلديك جلسة اشعاع غدا وانت بالفعل فوتي واحدة واجازتك من العمل قد انتهت كذلك ..مكوثك الى جوار تريم ليل نهار لن يجدي شيئا ..انها بعالم اخر ولا تشعر بنا من الاساس ..سأكون على تواصل مستمر معك فزوجك لن يتحمل ابتعادك عن المنزل اكثر من ذلك وبالتأكيد انت قلقة بشأن يزيد "
مست تغانى جانب صدرها الايمن بتلقائية وهى تفكر باتصال طبيبتها بها في الصباح تؤكد عليها حضور الجلسة بموعدها بالإضافة الى انشغال فكرها بطفلها وتذمر جمال من تركها للمنزل كل هذه الايام فتمتمت:
"لكنى اخشى على تركك انت وتريم بمفردكما"
طمأنتها تمارا قائلة :
" لا تقلقي علينا ..فالشيخ عبدالرحمن يتصل بى ليل نهار ليتابع اخبارنا وان احتجت لأي مساعدة سأتصل به على الفور ..عودي لمنزلك عزيزتي فلا نريد اثارة شكوك اهل زوجك حول وضعنا ومن أجل ابنك لقد قطع بكائه قلبي وهو يحدثك البارحة في الهاتف ولا اعلم كيف تأمنين علي تركه بمنزل ضي كل هذه الايام "
اجابتها تغانى وهى تدثر جسد تريم الساكن بحرص:
"لكنها اكثر شخص استطيع ائتمانها على ابنى .. فجمال نفسه أو حتى حماتي لن يعتنوا بابني كاعتنائها به "
استبدت الحيرة بتمارا فعبرت عنها قائلة :
"استغرب كثيرا من علاقتك المتينة مع ضي رغم ان زوجك ليس فقط ابن عم شريف خطيبها السابق وانما اقرب صديق اليه "
قامت تغانى من مكانها تحرك عضلات جسدها المتيبسة وقالت :
" جميعهم في النهاية اقارب ثم ان الامر مر عليه ثماني سنوات وقد تزوج شريف وانجب بعد ترك ضي له مباشرة ، ومع مرور الوقت عادت المياه لمجاريها بين الاخ واخيه ، ضي فقط من لا تحب الاختلاط بهم، فعدم زواجها حتى الأن يقابلونه بالتنمر والشماتة مرددين دوما انها خسرت فرصتها بالزواج بخسارتها شريف ..ولكن للحق منذ تعرفت عليها بأحدى المناسبات العائلية وشعرت بطيبتها وخلقها واعجبت كثيرا بقوة شخصيتها توطدت علاقتنا كصديقات بسرعة، من بعدها اصبحت الصدر الحاني لي في بعدى عنكم ..ولم تتركني في اتعس أوقاتي بعد تشخيص مرضي كما ان عملنا بمكان واحد يجعلنا نمضى معظم الوقت معاً .. "
رمقت تمارا وجه تريم وقالت بحسرة :
"تبدو فتاة جيدة بالفعل وقوية رغم انى لم اقابلها سوى مرات قليلة حين كنت اسافر اليك لمرافقتك في جلسات العلاج لكن تريم تحبها كثيرا ودوما ما كانت تحدثني عن مآزرتها لك وروحها المرحة.. اتمنى لها الخير "
اطرقت تغانى قليلا وهى تتأمل صغيرتهم ثم اجهشت بالبكاء :
"اسأل الله الخير للجميع فنحن بأمس الحاجة اليه ، لا اعرف كيف ستتعامل تريم مع حادثتها حين تبدأ باسترداد وعيها ومواجهة الواقع من جديد .. انا اخشى عليها كثيرا من القادم ، (صمتت قليلا تحاول استرداد انفاسها المتقطعة من البكاء ).. كيف وصلنا جميعا الى هذه الحالة الدامية من الانتهاك .. جميعا اصبحنا منتهكات الحقوق والجسد "
اجابتها تمارا متظاهرة بالقوة والثبات رغم عويل فؤادها الذى لا يتوقف :
" كل انسان منا بداخلة فجوة كبيرة من الظلم والانتهاك ، الضعيف منا من يستسلم لها حتى تتسع اكبر وتبتلعه بجوف سوادها اما القوى الحر فيسعى ويقاوم من اجل ردمها ورد حقوقه بإيمانه ان الحياة ليست سوى ساحة للجهاد ومعركتنا الاساسية فيها ضد كل من سولت له نفسه باغتصاب عقولنا وإرداتنا ..نحن لسنا مخلوقات بلا قيمة ..قيمتنا نحن من نحددها بوقوفنا في وجه كل معتد أو طامع بكسرنا تحت رايته هو "
دوما ما كانت تعجب تغانى بقوة شخصية تمارا وتشبثها بقرارتها مهما تأذت بعدها لتثبت للجميع انها حرة نفسها ولن تدع احد يتحكم بها ومع ذلك بقرب زواجها لإتمام الاتفاقية تخشى عليها كثيرا من قوتها هذه ان تكون سبب في تعاستها ..
تغضن وجهها بالألم فجأة وقد داهمتها نوبة غثيان شديدة فانطلقت الى الحمام تستفرغ عصارة معدتها المُرة ..فأسرعت ورائها تمارا بمنشفة نظيفة وقد عطرتها برشة عطر هادئة تستلطفه تغانى ليساعدها على تهدئة انقباض معدتها ثم اسندتها حتى وصلت بها لسريرها الفارغ المجاور لسرير تريم وأخبرتها :
"ارقدِ قليلا عزيزتي ..ألم اخبرك ان قوة الدواء بدون طعام ستؤثر بالسلب على جسمك ..سأعد لك شيئا دافئا ثم ستأكلين حتى لو قيدتك لكى اطعمك "
هزت تغانى رأسها بضعف موافقة فهي لا تقوى على التحدث .. وقربت من انفها المنشفة المعطرة تستنشق عبيرها مفكرة انها رغم خوفها من ترك منزل ابيها لخشيتها ان يحدث أي غدر منه أو من تلك الافعى زوجته لكن عودتها لمنزلها اصبحت ضرورية فأقراص الدواء خاصتها بدأت تنفذ .. ثم انها اشتاقت ليزيد بشده ...

..حين عادت تمارا بكوب تتصاعد منه الابخرة كانت تغانى قد استردت بعضا من قواها لتأخذ منها الكوب مقررة :
"سأشرب هذا وأعد حالي للرحيل حتى ألحق بالقطار العائد للعاصمة وبعد ان انهي جلسة العلاج سأعود بنهاية الاسبوع ..اعذريني تمارا ان اتركك انت وتريم بهذه الظروف ولكن .."
قاطعتها تمارا متفهمة وقالت تشد على كفها بحب :
" تغانى لست انا من تتحججين امامه بالأعذار ..كان الله بعونك اختي فيكفيك ما تلاقيه من جمال ومتابعتك لجلسات العلاج دون ان نكون الى جوارك .. عودي لمنزلك وسأعلمك بكل جديد "

***********************************

كانت فريدة قد وصلت لمنزل خالتها قبيل وصول ضي على اتفاق بالمبيت اليوم معها وحين لم تجدها دخلت تساعد خالتها بالمطبخ وكعادتها تمشت فوق اطراف اصابعها خلفها لتدس اصابعها على حين غرة بخصر امينة مدغدغة فقفزت الاخيرة منتفضة بفزع ثم صاحت بأبنة اختها وهى تضع كفها فوق صدرها :
"سامحك الله يا فريدة ..ستقتلينني فزعا بيوم ما ..ألن تكبري على تلك الافعال "
حاوطتها فريدة بحب تحاول مصالحتها بتقبيل وجنتيها قائلة :
"احبك يا أمونه ولذلك اناغشك كما كنت افعل مع امي رحمها الله "
اغرورقت عين امينة بالأسى وهى تردد:
"رحمها الله "
ابتلعت فريدة حزنها الذى لا يموت على امها وغيرت الموضوع محركة نظراتها الى الطعام قائلة :
"والان اخبرينى ماذا ستطعمينني اليوم .. انا جائعة للغاية "
عادت امينة لتقطيع مكونات السلطة امامها وقالت متشدقه :
"اعددت لك كل الطعام الذى تحبيه .. وارجو ان لا تحزنيني هذه المرة وتأكلينه دون ان تتحججي بحميتك الغذائية التي لا تنتهى هذه ، الى متى ستظلي تفقدين الوزن لقد اصبحت نحيلة بشكل يزيد عن الحد.. لقد اصبحت اخاف عليكِ ان تختفي "
اجابتها فريدة وهى تلتقط حبة الخيار من وسط الطبق لتقطمها :
" ألست الأن افضل من تلك الفتاة السمينة التي كنت عليها من ثلاث سنوات ، وقتها كنت اتلقى التنمر والرفض على وزنى الزائد من كل من حولي .. أما الان فأنا أنال الاعجاب من كل من نبذني ، ولا تخافي حبيبتي فلم اعد افقد أي كيلوجرامات ..اصبحت الان في مرحلة تثبيت الوزن .. "
رفعت امينة كتفيها باستهجان وهى تقلب مكونات السلطة :
"انا لا افهم حقا تلهفكم خلف امور الرشاقة هذه ..في ايامنا كان العريس يبحث عن الفتاة الممتلئة ليتأكد من عز اهلها .. اليوم حين يتقدم لك العريس ويجدك جلد على عظم ماذا سيقول عنا ..اننا نجعلك تتضورين جوعا "
قهقهت فريدة وقرصت خد خالتها بمشاكسة:
"فقط يأتي هو وسأغريه وقتها مؤكدة له اني سأكون افضل اختيار له لأنني سأكون موفرة ولن اغرمه الكثير لإطعامي ، سأكون كالعصفورة تشبع من القليل .. بذمتك خالتي أي عاقل سيرفض فرصة ذهبية كهذه"
اجابت امينة بسخط الخالة المحبة :
" وهل يطول ذلك المجهول ان تقبلي به ..جمال وكمال وخفة دم وست بيت ماهرة "
رفعت فريدة ياقة قميصها بغرور ساخر :
"ولا تنسي الوظيفة خالتي من فضلك ..سيأخذ مدرسة يضرب بها المثل .. تساعده بتكنيز الاموال .. ألم اقل انني لقطة ، ولكن من يسمع ويرى "
وبختها امينة وهى تلوح بالسكين بوجهها :
"هذا على اساس انك لا ترفضين العرسان واحدا تلو الاخر ..انا لا اعرف ما الذى اصابك انت وابنة خالتك لترفضا كل هؤلاء الرجال .. لم يتبقى سوى ان نفصل لكم ازواج على هواكم حتى نتخلص منكم "
رفعت فريدة كفيها تهدئها وهى تكتم ضحكاتها بصعوبة :
"أهدأي ياأمونة السلاح قد يطول .. انا لست معترضة ابدا على فكرتك ..أتني انت بأحدهم يكون طويلا عريض المنكبين ازرق العينين أو اخضر لا يهم سأترك ذلك لذوقك ..لديه سيارة فارهة وقصر ضخم وحيد امه وابوه يوقظني في الصباح بقبلة ويظل طيلة اليوم يسمعني كلام الغزل واعدك ان اتزوجه في التو واللحظة "
رفعت امينة حاجبها الايسر بنفاذ صبر وهتفت :
"اتعلمين انت الاولى بك ان تظلي عانس بجوار صديقتك افضل ..تلك الروايات المهوسة بقراءتها افقدتك عقلك "
انطلقت ضحكات فريدة مجلجلة بالمطبخ فجاء صوت ضي من ورائها مشاغبا:
"تلك الضحكة كفيلة بجعل بوليس الأداب يلقى القبض عليك "
هدأت ضحكة فريدة وأقبلت تقبل وجنتي ضي وتسألها :
"لماذا تأخرت هكذا ..؟"
احابتها ضي :
"لأني ذهبت للجامعة من اجل موعدي مع المشرف على رسالة الدكتوراه ..أمي اين يزيد ..؟!"
ردت امينة بانشغال :
"مع ابوك في الحديقة "
لكزت ضي فريدة قائلة :
"لن تصدقي من قابلت اليوم ..؟"
برقت عينا فريدة وسألتها بفضول :
"من قابلتي ..؟!.. لا تقولي انه عريس اول أمس "
كشرت ضي لذكرها تلك الليلة واجابتها :
"بالطبع لا يا ذكية .. انه ازرق العينين الذى اصطدم بي وانا احدثك "
شهقت فريدة عالياً بإثارة مما اثار انتباه أمينة لهما فقالت :
"علام تتهامسان انتما الاثنين ؟!"
قرصت ضي جانب فريدة بتأنيب فهبت فريدة قائلة :
"ابدا خالتي ..ضي تحكى لي عن مشاكلها مع المشرف خاصتها "
ضيقت امينة جفنيها بلا اقتناع وامرتهما :
" هيا اذن غيرا ملابسكما واستعدا للغداء .. وانا سأنادى ياسر وزوجته ليشاركنا الطعام فدعاء اصبحت بشهورها الاخيرة وحركتها ثقيلة "
صاحت فريدة بحسد مازح :
"يال حظك بخالتي يا دعاء ..لماذا لم تزوجيني بأحد اولادك أمونه لأضمن حماة طيبة مثلك "
تنهدت امينة بندم وغيظ :
"وهل كنت لأفلتك من يدى لولا اصرار الغبي ابنى على تلك التي خطبها قبل ان يسافر "
حافظت فريدة على ثبات ابتسامتها وقالت تدعى عزة نفس :
"ومن قال اننى كنت لأوافق عليه ..ابنك ليس بمواصفات فتى أحلامي "
قوست امينة حاجبيها باستنكار تسايرها بمزاحها :
"انت الخاسرة ، فلن تجدى مثل ابنى انه احن من انجبت "
لوحت ضي بكفيها في الهواء قائلة بملل :
"هيا يافريدة فلن ننتهى اليوم ان بدأت امي في التحدث عن مدللها الصغير مازن"
استدارت امينة لاستكمال عملها قائلة دون اهتمام :
"لن تكفى عن غيرتك منه وكأنى انجبتكما فوق رأس بعضكما "
دافعت ضى عن حالها بنزق طفولي بينما تراقبهما فريدة باستمتاع :
"انه لا يصغرني سوي بعامين وانت تشعرينا جميعا انك لم تنجبي غيره "
أجابتها أمها بعاطفة أمومية :
"لأنه مغترب ياقلب أمه بعيدا عنا بلا قريب ولا صديق ..اما انتم فنحن مطمئنين عليكم بيننا "
رفعت ضى كفيها بإستسلام قائلة بمشاغبة :
"فلنرى كيف سيكون حال حبيب أمه بعد زواجه ..أتمنى فقط أن لا تأتيني باكية لأنه أهملك من اجلها "
أجابتها أمها بحنق مستنكرة :
"لن يفعلها فأرحمي نفسك انتِ ..."
تدخلت فريدة تنهى الحوار صائحة :
" هذا الجدال لن ينتهى طيلة اليوم ومعدتي بدأت تنبح لا تزقزق ..انا سأدخل لأغير ملابسي وأنتِ فلتصمتي ياست ضي ورافقيني قبل ان تنقلب امك علينا وتحرمنا من الطعام ..هيا "
شدت فريدة ضي لحجرتها وأغلقت الباب ورائها بإحكام لتسألها وقد وصل فضولها منتهاه :
"الأن اخبرينى ما حدث معك ولا تتركي تفصيله "
جاورتها ضي وبدأت تسرد عليها الدقائق القليلة التي مرت عليها مع رائف فقهقهت فريدة :
"أصبح يلقبك بالقصيرة ..يا الهي انه اكثر لقب تمقتيه بحياتك، انه يعلم جيدا كيف يغيظك "
رغم كرهها لهذا اللقب من صغرها إلا انها قالت :
"ومع ذلك لم اشعر يوما بالبهجة كما شعرت بها اليوم لرؤيتي له مرة اخرى ، للحظة وقفت كالتمثال الجامد مكدسة بالمشاعر المختلطة ما بين الصدمة والسرور والافتتان ، ياويلى من وسامته ورجولته ، شعرت بنفسي كما لو كنت مراهقة حتى كدت افقد النطق مرة أخرى لكن مناكفته لى جعلتني بالنهاية اثور عليه "
صفقت فريدة بانتشاء :
" وأخيرا وقعتِ بشرك الاعجاب ياضي واعتقد انه ايضا... "
قاطعتها ضي بسرعة :
"انت متفائلة كثيرا عزيزتي.. هدأي من حماستك الأمر بأكمله صدفة جميلة فحسب وانتهت ولن امن على نفسى بما هو مستحيل ان يتحقق "
ضيقت فريدة عينيها وهمت بمجادلتها لولا نداء امينة المتذمر بالخارج :
"ضي ..فريدة امامكما الليل بأكمله لتتحدثا ..تعاليا حالا "
انتفضت الاثنتين وتحركا لتغيران ملابسهما بسرعة على امل الانفراد ثانية عند النوم ..

**********************************
أتمت دارين الدورة الثالثة عدواً حول التراك المخصص للجري داخل النادي ولم تهدأ أعصابها بعد ..منذ وصلتها أخبار الاخصائية الجديدة التي وصلت الفيلا بالصباح وكم الانسجام بينها وبين العقربة الكبرى .. والأفكار تتزاحم بعقلها.. فمنذ متى يتسامر رائف مع احد الاخصائيين المسؤولين عن حالة الطفلة .. فالكل يقوم بدوره تحت إشراف ومتابعة من كوثر ومن المربية دون تدخل مباشر معهم .. عليها أن تغير خططها معه لتوقع به بصورة اسرع ..فهذا الانتظار بدأ يقلقها ، ويرعبها اقتراب اى انثى منه ..منذ أيام ظنت أنه هوى أرضاً وسيطلب يدها لكنه زعزع ثقتها بتهديده المبطن ..
ألا يكفي ما تتكبده من اشمئزاز في كل مرة تتقرب فيها من تلك المعاقة ..فجسدها بأكمله يقشعر نفوراً منها.. بالإضافة إلى نظرات أمه التي تشعر بها تكاد تخترق عالمها المظلم في كل مرة تبدأ بإلقاء السؤال تلو الآخر عن والديها وعائلتها وحياتها السابقة ..
في البداية ظنت أن رائف سيكون صيداً سهل المنال حين انضمت إلى هذا النادي الشهير في محاولة منها للتخفي داخل البهرجة الطبقية للعائلات المشتركة به ..عالم جديد عليها لن يتعرف عليها أحد أو ينبش في ماضيها إن هي اتقنت سرد قصتها وصدقتها ..
فتاة وحيدة لوالدين توفيا بحادث سيارة منذ عام وتركوها بمفردها في الحياة .. بلا قريب يسأل عنها أو يهتم لأمرها .. فقررت الانتقال إلى هنا لتبدأ حياة جديدة بعيداً عن كل ما يذكرها بأحزانها وفي محاولة جادة لاستكمال سنتها الدراسية الأخيرة بجامعة خاصة جديدة ..
قصة منسقة حزينة تمس القلب وتحرك غرائز الاهتمام عند الآخرين.. تماماً كما حدث مع ضحيتها الأولى حين بدأت بتوثيق وجودها بالاندماج مع حفلات النادي وتعرفها على "سامح " شاب حسن المظهر وسيم وثرى .. صحيح أنه ينحدر من عائلة عريقة ولكنه يعيش على ما تبقى له من أموال أبيه ويضارب في البورصة الى جوار عمله بشركته الخاصة لكنه لم يصل الى درجة كبيرة من النجاح ..الكل يعلم بنزواته العديدة وحبه للتباهي أمام الجميع بنفسه وتاريخ عائلته ..لفتت انتباهه من أول وهلة بتجاهلها المتعمد له فببساطة لم تجد فيه ضالتها وخطتها واضحة .. الاستيلاء على قلب أحدهم من أصحاب العزوة والشرف والثراء العالي .. فاقترانها بشخص كهذا يضمن لها مستقبلاً مشرقاً مضموناً وسمعة جيدة وحماية.. تساعدها في بناء اسم لها .. وفتح أعتى الأبواب المغلقة لتكون واحدة من ألمع سيدات هذا المجتمع .. فكان سامح السبيل الامثل لتتعرف على ما قد يناسبها.. وقليل من اللهو والمرح مع ادعاء بعض من المشاعر لا يضر ..طالما أوصلها للتعرف على رائف..الشاب الثلاثيني صاحب أكبر شركة للتنمية والاستثمار في البلد التي ورثها عن أبيه كما ورث الكثير والكثير هو واخوه لكنه المتحكم الاول والاخير بكل شئ .. بمعنى أصح ..الاختيار الأمثل .. ثراء بلا حدود.. ومكانة اجتماعية لم تحلم بها.. لكنه مستقيم بشكل لا يصدق فكانت تلك عقبتها الأولى والتي حطمتها بتخطيط بسيط استفز رجولته وشهامته ...
انتظرت لحظتها المناسبة وتعطلت سيارتها التي كانت للصدفة المقصودة تجاور سيارته بمرآب النادي في نفس الوقت الذي كان يهم بالخروج فيه لتطلب مساعدته ..فكانت شرارة اللقاء الأول وعرض كريم بتوصيلها بعد أن فقد الأمل بتشغيل سيارتها .. ليعقبه لقاءات أخرى كثيرة وتعرف أوسع حتى شغلت تفكيره.. فأصبحت تلازمه وتفرض وجودها في حياته ... وكادت أن تنجح بالفعل لولا تيبسه المفاجئ في التقدم بعلاقتهم إثر مشاجرته الأخيرة مع أمه ..
توقفت دارين بغتة لاهثة وهي تلعن سوء حظها بوجود تلك الطفلة التي لا تحتمل التعامل معها ..لقد حاولت أن تتواصل معها وإظهار ودها إلا أنها لم تجد أي استجابة من الطفلة .. بمجرد أن تقترب منها تنكمش على نفسها وتهرع إلى حضن مربيتها أو جدتها والأدهى من ذلك أنه يحدث أمام أعين رائف ..
"يا للصدفة السعيدة أخيراً استطعت رؤية دارين "
هتف صوت بخبث من خلفها فقلبت دارين عينيها استياء واستدارت إليه على مهل :
" أهلا سامح ..كيف حالك ؟.. لم أرك من فترة ..! "
اقترب منها سامح يتأملها بلؤم :
" ربما لأنك تتهربين من لقائي عزيزتي منذ أن عثرت على صيد أكبر وأثمن "
رفعت حاجبها الأيمن تدعي الجهل وأخبرته :
" لا أفهم سيد سامح ..كلماتك تفوح بالإهانة "
أردف سامح مجيباً :
" بل تفهمين جيداً .. فأنت بمجرد أن وقعت عيناك على رائف الصلاحي .. أصبحت أنا بلا أهمية لديك ..لكن ما لا تعرفينه وتجهلينه عزيزتي أنني لا أفرط بما يخصني بهذه السهولة "
نظرت إليه دارين شزرا وأجابته :
" أنا لا أخصك ..لا أنت ولا غيرك ..فكف عن نزعة التملك هذه .."
فارت عيناه بالإثارة نحوها وهي تبدو أمامه كقطة شرسة مستعدة للقتال فلم يدري بنفسه إلا وهو يقترب منها أكثر :
" أعشق المرأة الشرسة ..أشعر معها بالانتعاش.. فلا تأخذك ثقتك بنفسك كثيراً قطتي.. فالماضي إن أعيد ذكره أمام حبيبك المبجل .. لن يعجبه أبداً أن يرتبط اسمه مع دارين كامل الباهي الهاربة من عائلتها والتي كان ابوها متورط بقضية فساد مباشرة قبل ان يقضى نحبه بحادثة "
جحظت عينا دارين رعباً وحاولت التماسك قائلة :
" ما هذا الهراء الذي تقوله ..؟ أنا لست هاربة من أحد "
رفع سامح جانب فمه ساخراً وهمس :
" حقاً .. إذن فهذا الشاب الذي يسمى ضياء أكمل ليس بأخيك ولا يهمك إن علم بوجودك هنا "
ارتعش فمها بخوف وأخبرته بمقت متمتمه:
" ما الذي تريده مني ؟"
أجابها سامح بتملك :
" أريدك أنت دارين "
همت دارين بالإجابة لكنه أشار إليها يسكتها وهو يأمرها :
"الليلة أريد رؤيتك بشقتي وإلا .. "
أجفلت دارين متذكرة نفس التهديد منذ سنوات .. مستبطنة نفس النتيجة التي ستثمر عنه.. وكأنها تدور بحلقات فارغة لا تنتهي من الابتزاز واستخدام جسدها .. لكن هذه المرة ستحفظ كرامتها .. وتتقن استخدام هلعاً مزيفاً على شرفها الممرغ بالفعل.. بفضل الدرس القاس الذى تعلمته جيدا إثر فعلتها القديمة مع عامر .. فضمت شفتيها بضيق وهزت رأسها موافقة بلا حيلة فظفرت عيناه بالنصر وأخبرها بانتشاء :
" سأرسل لك العنوان على هاتفك حتى لا تضلِ الطريق لعندي .. سأنتظرك على أحر من الجمر "
ثم تركها يختال بمشيته ظافراً واثقاً من رضوخها له كصيد ثمين .. بعد أن لوعته الشهور الماضية .. وهو الذي لم تتجاهله امرأة من قبلها .. فقرر أن يبحث عن أي نقطة ضعف لها ليستغلها بها .. فما كان منه إلا أن بدأ بالتفتيش عن ماضيها الغامض.. لكنه لم يجد أي معلومة تدله على حياتها السابقة سوى اسم جامعتها القديمة .. فبدأ بالبحث والتنقيب من هناك حتى علم بحقيقة حادثة والديها وهروبها من عائلتها المكونة من أخ أكبر وأخت صغرى بعد أن حصلت على ميراثها.. فقرر أن تكون تلك المعلومات الحبل الذي سيشنق به غرورها وترفعها عنه .. لكنه لم يعلم أن الأفعى بداخلها تعلمت درسها بقوة ولن تقع بذات الخطأ مرتين .

*************


يتبع

Wafaa elmasry likes this.

ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

قديم 21-07-20, 05:01 PM   #106

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


ترجلت تغانى من القطار قبيل غروب الشمس بقليل فاتصلت بضي تطلب منها ان تقابلها بيزيد تحت منزلها الذي لا يبعد سوى قرابة متر من بيتها ، فالعائلة جميعها تسكن بمنازل متقاربة .. بمجرد ظهورها بأول الشارع انطلق اليها يزيد مفلتا كف ضي ليرمي بنفسه بين ذراعي امه التي ضمته اليه باشتياق يفوق قدرتها على حبس دموعها التي انهمرت بينما تتشمم رائحته الزكية وكفيها يمران بتلهف فوق معالم جسده الضئيل مرددة :
"حبيبي اشتقت اليك كثيرا "
اندس يزيد بحضنها اكثر متعلقا برقبتها فرفعته على صدرها وحملته بين ذراعيها تقابل وجه ضي المختلط التعبيرات فالمسكينة لا تدرى ان كانت ترحب بها بترحاب أم تحاوطها باكية تعزيها بحالها وحال اختها .. تمتمت ضي بحرج :
"حمداً لله على سلامتك تغانى ..دعيني احمل عنك حقيبتك واوصلك لشقتك "
رفضت تغانى في البداية ان تحمل عنها ضي اشيائها لكنها رضخت لها فتمشت الفتاتان تتجاوران بصمت حتى وصلتا للبيت ففتحت تغانى البوابة بمفتاحها مفسحة المجال لضي لتسبقها بالدخول ثم دلفت تغانى ورائها متوقفة عند شقة حماتها لتعلمها بمجيئها فرحبت بها ام زوجها بجمود رامية بضعة كلمات مؤنبة على طول مدة زيارتها لأهلها تغاضت عنها تغانى مرددة عبارات الاعتذار ومعللة غيابها لشدة مرض والدها ثم استأذنت منها للصعود لشقتها تحمد الله بسرها ان مرافقة ضي لها لجمت لسان حماتها عن قول المزيد امامها ..

لم تتفاجأ تغانى من كم الفوضى المتراكمة بالشقة ..بملابس زوجها المتناثرة والقمامة المنتشرة على الارضية والسجاد فعلمت ان امامها ساعات طويلة من التنظيف ..وضعت يزيد ارضا فجرى نحو غرفته يعبث بألعابه مما اعطى الفرصة لضي كى تسألها بلهفة :
"طمأنيني على حال تريم "
اجابتها تغانى بإرهاق وبؤس وهى ترمى بجسدها فوق اقرب مقعد :
"كل شئ على حالة يا ضي المهدئات تجعلها تنام معظم الوقت وستبدأ الطبيبة بوقفه الاسبوع القادم بناء على تحسن حالتها الصحية .."
لمعت عينا ضي بالدموع وقالت بصوت مهزوز :
"اسأل الله ان يعطيها القوة لتجاوز هذا الامر ، فحياتها لن تكون سهلة ابدا وذكريات تلك الحادثة ستلاحقها "
وافقتها تغانى بتحسر وهى تخفى وجهها بين كفيها :
"لا شئ سيكون سهلا من الان وصاعدا ضي ..اشعر اننى اقف فوق فوهة بركان بانتظار انفجاره بأى لحظة .. فما واجهته تريم لا يحتمل ولا اعرف كيف ستكون ردة فعلها بعد ان تفيق وتواجه واقع حياتها فكلها بضعة اسابيع وتتزوج الشيخ عبدالرحمن ، تخيلي فتاة لم تتم عامها الثاني والعشرون وتجد حالها بين ليلة وضحاها محطمة مغتصبة ومتزوجة لرجل اكبر من ضعف عمرها فقط ليحميها من الموت الذى حكمت به عائلتها عليها .. من يتحمل كل هذا ضي ..من ..؟!"
مسدت ضي فوق ظهر تغانى قائلة :
"وحدى الله تغانى .. تريم قوية وبمساعدة معالج نفسى جيد الى جوار وجودكم الدائم معها ومساندتها ستتجاوز كل هذا ..ومن حديثك عن الشيخ عبدالرحمن فأنا واثقة أنه سيكون رجل عن حق معها وسيساعدها مثلكم تماما ،لا اظنه قد يزيد من مآسيها "
اجابتها تغانى موضحة :
"لقد تحدثت مع عمى عبدالرحمن واكد لى انه بمجرد وجود تريم رسميا بمنزله لن يسمح لأى من ابي أو أخي بالاقتراب منها وسيفعل كل ما في وسعه ليعوضها عن خذلان الاب حتى تتغلب على محنتها "
حاوطتها ضى بمحبة صادقة تواسيها :
"تفائلي خيرا عزيزتي .. فرحمة الله بنا تسوق بطريقنا من يقف بظهرنا يعوضنا خيرا ،ستكون تريم بأمان معه بإذن الله "
بعد ان هدأت تغانى قليلا اقترحت عليها ضى :
"ما رأيك ان تغيري ملابسك الان ونشرع انا وانت بتنظيف الشقة قبل عودة جمال من عمله فأمامنا ساعتين تقريبا قبل ان يأتي "
اسرعت تغانى بالرفض محرجة :
"لا ضي ارجوك لقد اتعبتك معي كثيرا طيلة الاسبوع الماضي عودي انت الى منزلك وانا سأقوم بالعمل وحدى "
شمرت ضي كميها دون اللتفات لاعتراضها وشرعت بطي السجاد عن الأرضية لتنفيضه بالخارج قائلة :
" انا لست متعبة ولن اتركك وحدك وانت بهذا الارهاق لتقومي بكل هذه الاعمال وحدك ..انا وانت معا لن نستغرق طويلا "
فشلت كافة محاولات تغانى لإثناء ضي عن مساعدتها فغيرت ملابسها بسرعة وانطلقت معها بالتنظيف والطهى حتى عادت الشقة تلمع من جديد وتفوح منها رائحة النظافة....
مع رحيل ضي مؤكدة عليها مرافقتها لجلسة الاشعاع بالغد وقرب قدوم جمال كانت تغانى قد وصلت لحالة من التعب جعلتها لا تقوى على رفع جفنيها فاستغلت انشغال يزيد ببرنامجه الكرتوني المفضل لتأخذ غفوة قصيرة الى جواره على الاريكة العريضة المقابلة لشاشة التلفاز فغلبها سلطان النوم حتى افاقت لتجد الليل قد اسدل ثوبه القاتم بالخارج ويزيد يجاورها نائما عند قدميها فاعتدلت جالسة تنظر بساعتها لتصدم بتجاوز xxxxبها للعاشرة مساء ..حملت ابنها الى سريره ودثرته جيدا ثم تناولت هاتفها تتصل بزوجها حين ايقنت عدم قدومه بعد فأجابها بعد محاولتين :
" ما الخطب تغانى هل حدثت كارثة أخرى ؟"
سألته تغانى باستياء :
"أين أنت جمال .؟..لماذا لم تأت للمنزل حتى الأن ؟"
اجابها ببرود :
"لدى الكثير من العمل بالشركة واصبحت اتأخر في العودة .. ولكن كيف ستعلمين وانت بواد أخر ولا يهمك سوى اختيك وعائلتك "
هادنته تغانى بصبر :
"اعلم اننى انشغلت عنك الفترة الماضية ولكنك يجب ان تعذرني فما حدث كان يستوجب ذهابي اليهم لا محالة ..دعنا لا نتجادل بهذا الان ارجوك فأنا بغاية التعب مما اضطررنا لمواجهته هناك "
اجابها جمال متهكما بضراوة وهو ينتقل من جوار النائمة شبة العارية قربه ليشعل سيجارة :
"متعبة !!.. ومنذ متى وانت لست متعبة أو مريضة ..حياتي كلها تحولت معك الى شكوى وتمارض حتى بت اكره مجيئي لمنزلي ورؤيتي لك ..اسمعي تغانى حين انهى عملي سآتي فلا تحدثيني مرة اخرى ..مع السلامة "
اغلق جمال الهاتف ورماه فوق الفراش امامه وهو ينفث دخان سيجارته بشراهة وغضب لقدومها فقد كان يحظى بوقت رائع في غيابها .. سألته تلك الممددة بغنج :
"هل ستذهب اليها وتتركني ونحن مازلنا بأول الليل "
اجابها بهمس مشتهٍ وهو يسحق ما تبقى من سيجارته بالمطفأة ليجاورها من جديد بشهوة واضحة :
"مستحيل .. دعينا منها فحين تسأم عودتي ستنام كالذبيحة من شدة الادوية التي تتناولها ، كما اننى اود ان اعودها على عدم وجودي لعلها تفهم انها ما عدت سوى دخيلة بحياتي "
وعلى الطرف الأخر تسمرت تغانى بمكانها للحظات غير مستوعبة اغلاقه الخط بوجهها بمثل هذه الرعونة .. اصبح الأن يعايرها بمرضها علناً ..في السابق كانت تفهم ثم تغض عقلها عن تلميحاته القاسية خاصة بعد خضوعها للعملية وعدم مشاركته اياها فراش واحداً حتى باتت العلاقة بينهما معدومة ، فقاسمت ابنها بالنهاية غرفته .. متمسكة بالقشة الواهية التي تتعلق بها من اجل استمرار زواجهما .. اما اليوم فكانت طعنة كلماته كنصل سكين بارد اخترق انسجة ذاتها اليائسة ببطء وألم ادمى بطريقه كل احساس تتشبث به تجاهه ..فأضحى ما بداخلها يفور كالغليان ، يحرق صمودها ويقتلع كل نبتة ازهرت له بفؤادها كانتزاع الجلد عن الشاة حين تذبح .. ذبحها .. من فضلته بكل صغيرة وكبيرة على نفسها ذبحها وتركها تخور بالألم وهى تلفظ انفاس حبهم الأخيرة ..
بلحظة كان الغثيان يطعن معدتها من جديد ليفور حمض امعائها المرير ثانية بحلقها يدفعها لتقيؤ تلك اللقيمات الصغيرة التي اغصبت على نفسها لتأكلها من اجل تناول بقية ادويتها ..دفقات القيء كانت شديدة وكل تقليصه الم بمعدتها تشد روحها معها من جذورها بلا هوادة ..
كثيرا ما داهمتها تلك النوبات من الغثيان بأول فترات علاجها الكيميائي ، وكثيرا ما كان يتذمر جمال لاوياً وجهه انفاً منها دون ان يمد اليها بيد المساعدة ولو مرة متحججا باشمئزازه من تلك النوبات ..
ارتكنت بظهرها لحائط الحمام فاقدة القوى تسيل دموعها بلا ارادة وذكريات خذلان زوجها لها تتكرر بعقلها بلا انقطاع ..تحسست فراغ جانب ثديها الأيمن تشعر بقهر الانثى بداخلها ، بحسرتها ،بحرقتها وجزعها من القادم .. الم يعاهدها على المضي معا بالسراء والضراء ..فأين هو وهى بأسواء حالاتها شجواً وغماً ..؟!.. الهم اصبح يعشش بين ضلوعها ،فلا حنان زوج يذهبه ولا صلاح حال يهذبه .. فقط ما تبقي لديها من ايمان وصدى ضحكة طفلها يصدانه عن نخر قواها ..
تحاملت على نفسها كي تنهض من مكانها تفرش اسنانها لعل صدأ المرارة بحلقها يزول ثم اتجهت نحو خزانه ملابسها تلتقط منامة ثقيلة تقيها برودة الليل ..اخذت تتجرد من ملابسها بتثاقل واهتزاز وكأن ساقيها ما عادت تقويان على حمل جسدها العليل ،حتى وصلت للقطعة التي تغطى صدرها فارتجفت اناملها ..فمن وقت خروجها من غرفة العمليات وهي قد باتت تخشى النظر الى فراغ ثديها بعد ان تمت ازالته لتجنب تفشى الورم ، كل مرة تتحسسه بارتباك من فوق ملابسها تشعر بضخه ألم وهمية بموقعه ولا تقوى على الاستمرار ... الاحساس بالقبح والانتقاص اصبح يلازمها مترسخا بذهنها منذ اللحظة التي صادفت رؤية جمال لندبتها اثناء تغيرها لملابسها بعد عودتها من المشفى وتماثلها للشفاء بعد العملية .. لم ولن تنسى نظرته يومها ما حييت ، شاهدت بعينيه كافه مشاعر البغض والتقزز والنفور ، ولم ترى مجرد لمحة من الاشفاق أو المواساة ، بعد ان كانت تتمنى ان يضمها بين حشا ضلوعه مؤكدا عليها ان ما باتت فيه لا يؤثر على نظرته اليها كحبيبة وامرأة ،ارادت ان تنشق الارض تحتها وتبتلعها لعلها تتخلص من اثر نظرته اليها .. بعدها لم تتجرأ على الظهور امامه الا وهى بكامل ملابسها ومن جانبه لم يحاول كسر هذا الحاجز من عدم الراحة والرغبة بينهم أو التقرب منها لاحتوائها أو معاشرتها ..حياتهم الزوجية التي دامت اكثر من سبع سنوات ضاعت بأربعة أشهر منذ اللحظة التي صارحتها طبيبتها بأنها مريضة بسرطان الثدي وأن عليها الاختيار ما بين استئصال الورم بجانب الجزء الايمن من الصدر كإجراء احترازي لمنع الورم من التكون مرة أخرى أو الخضوع للعلاج الكيماوي والإشعاعي ولن تضمن نسبة شفاء أكيدة .. فاستأصلت المرض من جسدها ليتفشى بحياتها خبيثا مدمرا كل ما سعت للحفاظ عليه في زواجها ...
غيرت ملابسها سريعاً وانزوت بركنها المفضل فوق الاريكة العريضة تنتظر قدومه ..حان وقت الحديث .. وهى ليست ببلهاء أو عمياء كي لا ترى علامات الخيانة واضحة ، انها تحفظه كخطوط يدها وطريقة حديثه اليوم معها ما هو الا مقدمة للأسواء بينهم ..

****************

جاورت ضي فريدة على سريرها متلحفة بالبطانية الثقيلة وقد وضعت طبق كبير من الفشار امامهن بينما انهمكت فريدة فى البحث عن فيلم جيد لسهرتهما بين قنوات التلفاز ..
رن هاتف ضي بإشعار الرسائل فالتقطته تتفحص بريد الرسائل ثم رمته امامها متأففة بصوت عالي فسألتها ابنة خالتها باستفسار :
"هل هناك من خطب في الرسالة لتجعلك نزقة هكذا ؟"
اجابتها ضي بغيظ وهى تضع بعض حبات الفشار بفمها :
"شخص غبى يريد التعرف علىّ وحين رفضت بدأ بإرسال رسائل الحب وأغاني الغرام وعندما حظرت رقمه بدأ يبعث لي بنفس الرسائل على البريد الخاص بالفيس بوك بحسابات مختلفة .."
حركت فريدة حاجبيها صعودا ونزولا بتفكه قائلة :
"معجبيك اصبحوا كثر ياست ضي .. ان كنت لا ترغبين به اعطيه رقمي وانا اتعرف عليه بدلا من حالة الخمول والكآبة التي نعيشها هذه الايام "
تهكمت عليها ضى قائلة بتشدق :
"هذا على اساس انك لا تغرقين حرجا ان حدثك أي رجل ، ابقى أنت بين اروقه خيالاتك مع قصصك الرومانسية التي لا تكفين عن قراءتها حتى تجدين فارس الأحلام الذى ستكون نهايتك على حماره الابيض لا حصانه ايتها الأميرة "
لوت فريدة شفتها العليا بسخط واجابتها :
" سأنتظره وسيأتي عزيزتي .. اتمنى فقط ان يأتي قريبا قبل ان ارتكب جريمة واقتل زوجة اخي الكبرى واصبح اميرة خلف اسوار السجن "
ضحكت ضى وسألتها :
"أ ما زلتِ على خلاف معها "
حشت فريدة فمها بالفشار واجابتها بحنق:
"إنها تتفن فى اثارة غيظي حتى انها عينت نفسها سيدة المنزل الاولى ولها الحق في ان تؤمر وانا ما علىّ سوى ان اطيع ، واخى ما شاء الله عليه ونعم الرجال بمجرد ان تنظر اليه بفم مزموم ومقلتين مقلوبتين يثور علىّ انا لكى ينول رضاها "
واستها ضي بمحبة شاعرة بالحزن لأجلها فعلى الرغم من البسمة التي تفارق وجه ابنة خالتها وميلها للمزاح والفكاهة ليس سوى واجهة لتداري بها المها :
"لا تدعيها تحزنك حبيبتي فعاجلا أم أجلا ستتركين لها المنزل ويكون لك بيتك الخاص مع زوجك بمشيئة الله ..الم تخبريني ان احد زملائك من المدرسة يود التقدم لك "
أجابت فريدة وهى تزيل الورقة المفضضة عن لوح الشكولاتة :
"نعم ولكنى لا اشعر اتجاهه بأي شئ .. مجرد رجل كبقية الرجال ،لا استطيع تخيله زوج استطيع قضاء حياتى معه "
راقبت ضى فريدة وهى تلتهم لوح الشكولاتة بتلذذ وشراهة وقالت :
"ربما لأنك لا تعطين لأحد الفرصة للتقرب منك ، قد يكون الرجل جيدا ان تعرفت عليه عن قرب "
انهت فريدة اخر قطعة من حلواها وأجابت :
"انه يبحث عن عروس منذ عامين وكنت امامه طيلة الوقت لكنه لم يلاحظني سوى بعد ان فقدت الكثير من وزنى ،الان اصبح يلهث ورائي ويبعث لي بمراسيل الود ، فهل فريدة السمينة كانت تختلف عن الحالية النحيلة ..لا اريد رجلا تحركه المظاهر ،اريد شخصا يراني كما أنا .. اين زجاجة الماء ..؟!"
اخرجت ضي الزجاجة من تحت البطانية وناولتها لها فأخذت فريدة تتجرع منها بكميات كبيرة حتى كادت تنهيها. سألتها ضي بفضول :
"انا استغرب انك بت تأكلين كميات كبيرة من الطعام ولا يزداد وزنك فمنذ فترة وأنا أراك لا تتبعين أي حمية "
اجابتها فريدة باندفاع :
"ربما هذا من حسن حظى لأنى استمريت فترة طويلة بإنقاص الوزن "
نبهتها ضى محذرة :
"ارى ان تنتبهي للكميات التي تتناولينها على سبيل الاحتياط فمن المعروف ان الوزن يزداد بصورة مضاعفة عن السابق ان لم يحرص المرء على اتباع نظام صحى سليم بعد الحمية "
نهضت فريدة وارتشفت اخر قطرات المياه بالزجاجة واجابتها :
"لا تقلقي لقد بت خبيرة بهذه الامور ..سأذهب للحمام فقد شربت الكثير من المياه وأنت ابحثِ لنا عن فيلم جيد "
اسرعت فريدة الى الحمام مغلقة الباب عليها بإحكام ثم بدأت بتنفيذ النظام المتبع لديها بعد أي وجبة تأكلها مهما كانت صغيرة او كبيرة ..انحنت فوق المرحاض ودفعت اصبعين الى جوفها تحفز معدتها على لفظ كل ما أكلته يساعدها بذلك كم الماء الذى ابتلعته ليسهل عليها الاستفراغ حتى فرغت معدتها من كل ما بداخلها فاعتدلت بضعف فوق حوض الغسيل حتى هدأت دقاق قلبها المتنافرة وبدأت تنظف فمها وتغسل وجهها بالماء البارد...جففت وجهها وكفيها جيدا ووقفت تتحسس بطنها الفارغة وقد استردت شعورها بالرضا اخيرا عن نفسها كما لو كانت اقترفت ذنبا وكفرت عنه.. رغم يقينها ان ما تفعله ليس صحيا ابداً وأنها فعليا أصبحت بمرحلة الشره المرضى لكنها ستفعل المستحيل كي لا يعود وزنها الى ما كان عليه في السابق ،يكفيها ان زيادة وزنها كانت سببا بضياع اكثر انسان احبته ولازالت تحبه في حياتها ، لقد تعبت كثيرا حتى استطاعت انقاص وزنها لكنها وصلت لفترة من الاحباط والكآبة جعلتها غير قادرة على الاستمرار بالحمية وعادت للأكل بشراهة من جديد فكانت تصاب بألم شديد بالمعدة وشعور خانق بالامتلاء جعلها ذات يوم تجبر معدتها على التقيؤ ومن يومها اصبح الامر بالنسبة لها عادة ووسيلة سهلة للحفاظ على نحافتها وتناولها لكافة الاطعمة التي ترغبها دون الخوف من استرداد وزنها ....
عادت الى غرفة ضي بعد ان تأكدت من محو اي أثار لفعلتها وجاورتها من جديد فسألتها ضى بقلق :
"هل انت بخير فريدة عيناك حمراوين للغاية "
ادعت فريدة الاستغراب وبررت قائلة :
"ربما اعانى من بعض الحساسية لا أكثر ..(ثم التفتت نحو التلفاز وقالت مغيرة الموضوع ).. انا احب أفلام الابيض والاسود فدعينا نشاهد هذا الفيلم ..هل علمت ان زوجة شريف عادت من السفر الى منزل اهلها ولم تأتى لمنزلها "
لوت ضى فمها بلا اهتمام واجابتها :
"وما شأني انا بذلك ؟!.. الأمر لا يهمني كي اشغل بالى بالسؤال عنه "
"ولكنى سمعت ان عودتها سببه مشاجرة كبيرة مع شريف وأن طلاقا قد يلوح بالأفق" أكملت فريدة فردت ضي بامتعاض :
"انا لا احب التحدث عن اى أمر يخص هذا الثنائي .. واخبرك شيئاً انهما لا يليقان سوى ببعضهما ، وكلها بضعة ايام وستجدى انهم تصالحوا فكلاهما من طينة واحدة فتوقفي عن الحديث عنهم أرجوكِ ودعينا نتابع الفيلم بهدوء "
بعد قليل رن هاتف ضي من جديد فالتقطته لتبرق عينيها بالفرح الغامر وهى تجد انه اتصال مرئى من اخيها مازن فأجابته بسرعة :
"مازن كيف حالك عزيزي "
شحب وجه فريدة بمجرد سماعها اسم ابن خالتها واستقامت واقفة بفزع تلوح لضى بكفيها ان لا تخبره عن وجودها ثم اسرعت بترك الغرفة والخروج بالشرفة لعل برودة الليل تخفف من وطأة انقباض صدرها وانفاسها المتلاحقة دون ان تستطيع السيطرة على اذنيها التي خانتها وشرعت تلتقط كل كلمة يجريها الطرفين شوقا لسماع صوت محطمها الغائب ... انتبهت بعد قليل ان الصوت اصبح خافتا فعلمت ان ضي انتقلت بهاتفها لحجرة والديها فعادت للداخل تفرك كفيها المتجمدين تتنهد بحرقة لما صار اليه حالها وتسب حالها بصمت :"كم انت وضيعة وميؤوس منك فريدة ، لقد داس حبك بأقدامه ونبذك من حياته وأنت لازلت حتى اليوم تشتاقين اليه ويبتهج قلبك لمجرد سماع صوته "
عادت ضى بعد قليل بابتسامة راضية وأخبرتها :
"مازن يرسل اليك السلام ، لقد اخبرته امى بوجودك وأراد ان يحدثك لكنى اخبرته انك غفوت .. لا اعلم لماذا اصبحت تتحرجين من الحديث معه رغم انك قبيل سنوات بسيطة كنت تتبعينه كظله "
اجابتها فريدة بارتباك :
"قبيل سنوات كنت مجرد مراهقة مجنونة تخطو الى تعقل الشباب بخطوات ثقيلة ..لكننا الان نضجنا واصبح لكل منا حياته وانا اعرف ان خطيبته تغار عليه بشده فلا اريد فتح المجال بيننا حتى لا اسبب لأى منهم الحرج "
عاتبتها ضي :
"اى احراج هذا الذى تتحدثين عنه ..مازن ابن خالتك وعلي ست الحسن والجمال خطيبته ان تفهم اننا جميعا تربينا معا وكبرنا معا وأنك بمثابة اخته الصغرى ..كما تفعل دعاء ..اساسا تلك الفتاة لا استطيع تقبلها حتى الأن ولكنى لا استطيع الاعتراض من اجل مازن .. نسيت ان اخبرك انه قادم بعد اسبوعين من الأن لا اصدق انه حن علينا اخيرا بالزيارة بعد اربع سنوات كاملة من السفر "
امتقع وجه فريدة رغم رفرفة قلبها بالسعادة وحدثت نفسها :"حان اوان اتخاذ خطوة جادة بحياتك فريدة ،لن يأتي ليجدك كما انت "
تمتمت لضي وهى تعيد انتباه مزيف لأحداث الفيلم امامها :
"اعاده الله بالسلامة "

*********************

دبيب أقدام يحفظه عن ظهر قلب ،قادر علي افاقته حتي لو كان بأقصى حالته الجسدية تعباً .. فوقع اقدامها علي الأرض نذير شؤم عليه ، صافرة انذار لما هو قادم ، وما عليه ان يعانيه في الساعات القادمة ..قديما كان ينتظر انبلاج الفجر ليحظى بيوم جديد كله مرح ولعب قبل موت أمه ، واليوم صار يخشي غفوة عينيه في الليل الداكن خشية من صباح قادم يحمل له كل سوء وتعذيب بمجرد خروج ابوه للعمل ..
انكمش تحت غطاء السرير الخفيف بجسده الضئيل ذو العشرة أعوام يحاول الوصول لموضع اخته الدافئ الي جواره لكنه وجد فراغ بارداً ،فارتعدت فرائصه في انتظار ما سيحل به، يسأل عقله المفزوع عن قدومها اليه مبكرا ونور النهار لم يبزغ بعد في نافذة غرفته الصغيرة .. ترى اي عمل أسود قام به ابوه وعلي جسده المنحوس تحمل عواقبه في الخفاء بصمت ...
بمجرد ان انفتح باب غرفته انتفض جالسا تبرق مقلتيه بالخوف منها ، يكره طلتها ومرآها حتي أنه يتمني الموت يوميا رغبة في ان يعتقه الله من عذابه علي يدها ...
اقتربت منه هيام برويه يدق كعب خفها المنزلي فوق تماسكه قبل ان يطأ بلاط الغرفة ، فعلقت غصة بحلقه تجمعت فيها كل مشاعر الرعب بداخله وهي ترنو اليه بابتسامة صفراء كما الذئب حين ينقض علي فريسته وكله يقين بضعفها وعدم حيلتها اتجاهه ... ثم صاحت به بصوت كريه تتهمه :
" أنت يا ابن*** تشكوني لأبيك كوني لا احسن معاملتك وأضربك ..اتظن بأنك هكذا ستفلت من يداي "
جثم فوق صدره الفزع حتي انعقد لسانه غير قادرا علي الأتيان بكلمة يدافع بها عن نفسه وزوجة أبيه تواصل بتسلط وكبر :
"أتظنه سيحميك مني!.. ها انت أوصلته رسالتك وما كانت النتيجة ،بضعة توسلات منه كي لا اقسو عليك وبعد عدة مداعبات مني نسي الدنيا وما فيها ونام قرير العين ثم ذهب الي عمله شامخا رأسه غير مباليا بك أو بأختك وترككم لي ..(اقتربت منه تكز علي أسنانها بغل وهي تلفظ كلماتها بتأن ).. ككل مرة في النهاية انت واختك تبقيان معي تحت امرتي لأفعل بكما ما أشاء وقتما أشاء فتحمل عاقبة ما فعلتما "
اتسعت عيناه برهبة وانطلقت توسلاته بلا إرادة منه حين ذكرت اخته :
"أتوسل لك لا تؤذينا واقسم اني لن اتفوه بكلمة لأبي أو اخبره بشيء ابدا وسأفعل كل ما تأمريني به دون اعتراض ولكن كف يدك عن اختي وعني "
ضحكت هيام ساخرة من توسله البريء واخبرته بكره :
"ومتي كان التوسل يجدى نفعا ،غيرك فعلها كثيرا ولم يجد له أذن تصغي أو قلب يرق ،فكن رجلا وتحمل عاقبة ما فعلت أو بكلمات أصح ما فعلته اختك البلهاء لحمايتك "
عباراتها تؤكد ان العذاب قادم قادم لا محالة فهل تلك المرة لن تختلف عما سبقها من مرات أم ستبتكر شئ جديدا كعهده بها وان كان لزاما عليه تحمل الالم امتصاص سعاره بين حشاه فلم تشاركه اخته وصلة التعذيب :
"سأتحمل كل ما تفعلينه وافعليه مضاعفا ولكن لا تمسي اختي يسوء ، سلوى جسدها ضئيل ضعيف لا يستطيع مقاومة الوجع "
زمت هيام شفتيها وعقدت حاجبيها تمثل الحزن ثم انفرجت ملامحها فجأة وهى تلوى فمها مدعية شعورها بالذنب :
"اتعلم لقد بينت لي كم أنا زوجة اب ظالمة ..فلماذا اعاقب البريء في حين ان المذنب عليه تلقي الجزاء كاملا ..لقد غيرت رأيي بما انك لم توشي بي الي ابيك وفعلتها اختك فهي من يجب أن تلقى التأديب وليس انت "
اعترض صارخا واندفع ليلقي بجسده امام قدميها يسترحمها بدموع عينيه :
"لا ..لا استحلفك بالله لا تفعليها "
انحنت هيام للأسفل تشده من ياقة قميصه حتي وقف علي قدميه المهزومتين لتخبره بخبث:
"وكيف تكون المتعة ياعزيزي في تعذيبك وقد اعتاد جسدك علي الالم ،فاللذة الحقيقة ستكون في مراقبتي لتوجعك لما ستلقاه اختك علي يدى لمحاباتها لك ..هكذا ستكون النشوة بما افعله بكلاكما اكثر طرباً وتعمقاً"
جرته هيام ورائها دون مراعاه لتعثره بالأثاث في طريقه أو صرخاته المتوسلة لتعتق اخته حتي رمته ارضا الي جوار اخته المقيدة الي مقعد في وسط الردهة وبدأت في ربطه هو الاخر معلنة بتشفي :
" والأن لنبدأ المرح علي حق صغيراي "
انفجرت سلوى بالبكاء واخذت تردد دون انقطاع :
"انا أسفة ابلة هيام ..اقبل يدك لا تضربيني ..انا أسفة ..لن اخبر ابي شيئا بعد الان ..أنا أسفة صدقيني انا اسفة "
لوحت هيام بيدها ممسكة بعصا رفيعة وأجابتها بتهكم :
" بالتأكيد ياحبيبتي اصدقك واعلم انك أسفة وستكونين اكثر اسف بعد ان انتهي منك ..انظرى الي اخيك العزيز ،ها هو بلا نفع امامك ،غير قادر علي الدفاع عنك أو ردأ الأذى عن نفسه ..أنا فقط وبمشيئتي فقط قد أرحمك من العقاب القادم ، لكني للأسف الشديد لست بمزاج جيد لأعف عنكما هذه المرة "
ودون انذار انهالت هيام بالعصا فوق قدم سلوى فصاحت الصغيرة متوجعة باكية لترتد سهام آهاتها كقذائف تشق بصدره فنادها باستنفار أليم :
"أختييييييييييييي"
"سلووووووووووووووى ..سلوووووووووى "
"أخي ..أخي انا هنا ..أفتح عينيك يا عزيزي ..هيا استيقظ .. "
انفرج جفنيه فجاءة ونبضات قلبه تكاد تتقافز خروجا من بين ضلوعه هامساً باسمها :
" سلوى ..أنت بخير "
أحابته اخته بقلق وهى تمسد كتفيه بأمومة وتمسح وجهه المتعرق :
"أنا بخير .. لا تقلق انه كابوس وانتهي ، هيام ماتت وانتهت من حياتنا لا تجعلها تسيطر عليك من جديد "
وافقها بأنفاس متلاحقة ووجه متعرق :
" لا اشعر انها قد انتهت سلوى انها تطاردني في أحلامي منذ اليوم الذي دخلت فيه بيتنا وحياتنا وحتي هذه اللحظة .."
نهض من رقاده يبتغي بعض الهواء بجوار النافذة فإرتكن اليها يستنشق برودة الهواء في هذا الوقت المبكر مفكرا بصبابة :
" ماتت ولكنها ستظل لعنتي التي لن اشفي منها حتي الممات "
اجابته سلوى بتخوف أمومي :
"عامر .. هذا يكفى أخي تلك المرأة تواصل تدميرها لك حتى من قبرها بعدم اتخاذك اى خطوة فعليه للتخلص من ذكراها البشعة ..لا اريد ان افارق الدنيا وانا اعلم انك مسجون داخل متاهة ماضيك حتى يقضى عليك ..اريد الموت وأنا مطمئنة البال عليك ..انا .. "
قاطعها عامر بلوعة :
"سلوى كفِ عن قول ذلك اطال الله بعمرك .. انتِ لست اختى فقط انتِ نصف روحي ،نصف قلبي ونصف عقلي ..ان فقدتك فقدت نفسى واصبحت مسخا بلا هوية أو ملامح .. ستتعافين بإذن الله فلا تتحدثي عن الموت ثانية "
مسدت سلوى جانب وجهه بحنان قائلة :
"عامر دعنا نكون واقعين فالورم اصبح متفشيا بالرئة والكبد حتى بعد ازالة الورم السابق والعلاج الكيماوي اصبح لا يجدى نفعاً ..نحن لن نناور اجلنا كى نفلت منه فلكل اجل كتاب"
جادلها عامر بعنف :
"ولكل داء دواء "
"انت طبيب أخي وتعلم جيدا ان الامر أصبح خارجا عن التحكم ..وأنا لست معترضة على قضاء الله اقسم لك .. الأن بعد ان تعافى أسعد وبدأ باستعادة سيطرته على حياته من جديد واستكمال دراسته بالخارج بعيدا عن ذكرياته التي هنا لم يتبقى سواك لأطمئن عليه قبل رحيلي فعدني عامر انك ستعرض نفسك على معالج نفسى ..اتوسل اليك ان تأخذ خطوة جدية بهذا الأمر هذه اخر امنية لى بالحياة فلا تحرمنى منها "
هز عامر رأسه بالموافقة غير قادر على التفوه بكلمه فلولا سنوات عمره الاربع والاربعون لكان انفجر باكياً كالطفل الصغير بين ذراعيها ، فكلما فكر انها قد تتركه حقا وترحل بأى لحظة ، تضيق انفاسه ويمتقع لونه غير قادر على تخيل حياته بدونها ، انها ليست مجرد اخت انها الشيء الجميل ، النظيف ، الطاهر بحياته ..الغصن الذى يستطيع الإرتكان اليه بثقه ودون تصنع أو خوف من ان يميل فوقه ويخنقه كما يفعل الأخرون لأنها الوحيدة القادرة على رؤية حقيقته دون تصنع ومن دونها سيصير وحيدا ممزق العقل والفؤاد ووقتها لا يعلم الى اين قد يقوده اشباح ماضيه وسواد افكاره ...


************************


كانت xxxxب الساعة تشير الى ما بعد منتصف الليل حين انفتح باب شقتهم معلنا حضوره .. رنين ميدالية مفاتيحه وهو يضعها على المنضدة الصغيرة قرب الباب بالماضي كانت كفيلة بجعلها تقفز فرحا لقدومه والهرولة اليه بثغر باسم وقلب فائض بالمحبة لاستقباله ببشاشة لا تنجلى من وجهها منذ قدومه وحتى اللحظة التى تغفو فيها الى جواره حين تطمئن انه غفا قرير العين والبدن ..
اليوم صدرها ينقبض باقترابه منها ويلفها الجمود بحضرته .. عيونهم التى كانت تتعانق اشتياقاً تتنازع بتنافر وتجاف والثغر الباسم للقاء الحبيب زمت مقابضه كشفرات السيف الباتر على استعداد للتجريح بلا مواربة ..بادرته تغانى بتأنيب :
"اخيرا تذكرت ان تعود جمال "
خلع جمال جاكيت بذلته ورماه فوق اقرب مقعد قائلا برعونة :
"اعود متى اشاء ، هل سألتك لما تأخرت عند اهلك أو أمرتك بالعودة لمنزلك الذى اهملته ..طالما ان اولوياتك باتت لعائلتك فلا تهتمى لأمرى "
دافعت تغانى عن نفسها بلا تزعزع كما كانت تفعل من قبل فإتهام كهذا من قبل كان كفيلا بجعلها تركع امام ركبتيه قاسمة بأشد الايمان انه الاول والاهم بحياتها :
"وهل الظروف التى كنا فيها لا تستدعى وجودي الى جوار اختى.. ؟!.. ما كان يجب علىّ ان افعل امكث بمكاني حتى يأتيني خبر تريم .. تريم ياجمال التي لم تتركني يوما وانا مريضة سواء بالسهر على راحتي والاهتمام بأبنك وتحضير الطعام لك أو بمرافقتي بجلسات العلاج قبل وبعد العملية.. تلك الجلسات التي لم تصطحبني انت يازوجى العزيز اليها يوما أو شددت على يداي ملاطفاً أو مؤازراً بعدها "
تهرب جمال من النظر اليها واجاب بنبرة جارحة :
"اعتقد اننى وفيت بدوري على اكمل وجه بتوفير المال اللازم لعالجك ولم ابخل عليك بشئ"
اشتعلت عيناها بنيران الاعتراض وصاحت به بجفاف:
"اموال علاجي ؟!.. اتقصد تلك الاموال التي كنت اوفرها لك بإعطائك راتبي كل اول شهر كاملا دون ان اقتطع منه قرشا واحدا لنفسي أم المبلغ الذى ورثته عن امى ووضعته انت بإسمك بالبنك بحجة انها ستؤمن مستقبل ابننا ولا فرق بينى وبينك .. "
اتسعت عينا جمال دهشة للطريقة التى تحدثه بها تغانى وهى التى لم تجرؤ يوما علي مجادلته أو الرد عليه فأجابها بحنق:
" من الواضح انك مشحونة ضدي فمن تكون المحفزة هذه المرة تمارا أم ضي "
اردفت بانزعاج لقدرته على تحويل اى خلاف لصالحه:
"وما دخل تمارا أو ضى بما احدثك به "
صاح بدوره قائلا بامتهان لشخصها :
"لأنك امرأة بلا شخصية ولا قرار وتلك العقربتان تحركانك كما تشاءان ،اختك تكرهني من البداية وتظنني رجلا غير مسؤول والاخرى تستكثر عليك عيشتنا الهادئة لكونها عانس ولا تجد رجلا يرضى بها لذلك تود افساد حياتنا "
صرخت تغانى بصوت غريب عليها :
"حياتنا فاسدة بالفعل .. انظر الى حالنا انا وانت جيدا وأسأل حالك اي عيشة هنية هادئة نتشاركها قبل ان تتهم الاخرين "
هب جمال من جلسته صائحا بوجهها :
"الان حياتك معى اصبحت تعيسة رغم كل ما اتحمله معك والضغط الذى امارسه على نفسى كي اتقبلك كما أنت "
هدر قلب تغانى بغضب رغم انها كانت بانتظار ذلك الاعتراف منه فسألته بأسى:
"اصبحت الان تضغط على نفسك كى تتقبلني جمال .. ؟! ، أهذا ما وصلت اليه حياتنا ،ان كنت اليوم تعيش معي مضطرا فماذا سأنتظر منك غدا ؟"
اجابها جمال بجرأة مؤذية :
" بمنتهى الأمانة تغانى لا اعتقد ان وضعك الحالي كامرأة يسمح لك بسؤالي أو محاسبتي عن اي شئ انتويه بحياتي "
قوست تغانى حاجبيها بإستنكار متألمة :
"ألهذه الدرجة وصل الحال بيننا ؟!.. ان اصبح شيئا بلا اهمية ولا حاجة له بحياتك لأنني بنظرك اصبحت منقوصة "
اشار اليها ملوحا باتجاه الجزء المستأصل منها وقال بنفور :
"اى رجل بمكانى لن يطيق ان يكمل حياته مع امرأة مشوهة الجسد وبلا انوثة "
اهتزت مقلتي تغانى بفزع من شدة توجعها بسهام كلماته المسمومة لكنها لم تسمح لدموعها بالتساقط ..فلن تضعف ابدا من جديد امامه وقلبها ينازع كى لا يسقط امام اقدامه مفتتتا .. نازفاً صبره عليه ..باصقاً اخر دقة تخصه بين حاشاه ..فقالت بترفع تلومه:
" أهذا ما تراه بى ..مجرد جسد ..حين فقد مثاليته ورونقه اصبح لا حاجة لك به .. هل كنت لأفعلها انا لو كان الوضع معكوس ، بالطبع لا ..لسبب بسيط وواضح ..ان حبى لك لم يكن يوما مشروطاً أو وضعت له اى من المعايير القياسية لأجده اصبح سرابا حين تفقد اى منها وعند اول ازمة نواجهها "
نكس جمال رأسه مدافعا :
"الامر ليس بيدى تغانى ، فطريقة تقبلنا للأمور مختلفة وأنا رجل بالنهاية احب الكمال بامرأتى والعين تثار قبل الروح ، وان كنت تحبيني بالفعل فلن تعترضي على راحتى طالما لن اقصر بحقك "
كتفت تغانى ذراعيها ودفعت دموعها دفعا لمحجريها تجهز حالها لتلقى لطمة العمر القادمة :
"والمطلوب ؟!"
رفع جمال رأسه عاليا يجيبها بوقاحة :
"سأتزوج ..؟!"







**انتهى الفصل **

Wafaa elmasry likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة ام زياد محمود ; 21-07-20 الساعة 05:48 PM
ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

قديم 21-07-20, 06:07 PM   #107

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

اما انك واطى ياجمال ربنا يهدك وياخدك انت وامك

ضى لفتت انتباه رائف والحاجة كوثر كمان واكيد بمتابعتها لهبه هتقدر تدخل اكتر فى العيلة دا غير انها منجذبة لصاحب العيون الملونة بس ربنا يبعد عنها العقربة

دارين الزفته اللى بتنزل اكتر واكتر فى مستنقع السواد اللى عايشه فيه ومش هتخرج منه ابدا طول ماهى بالشكل دا وزى ماسامح عرف نقطة ضعفها اكيد غيره هيعرف كمان

المهم تبعد بشرها عن رائف وعيلته انا بكرها جدا ربنا ياخدها ويريحنا منها

فريدة صعبت عليا جدا المشكلة انها بتأذى نفسها ومازن مش حاسس بيها اصلا

واضح ان عامر وسلوى عاشوا مأساة على ايد هيام لعنة الله على كل زوجة اب عملة كدا فى الامانة اللى بقت فى ايديها واستقوت عليها بالشكل دا .. وزعلاته اوى على سلوى وحالتها ووحدة عامر لو حصلها حاجه

جمال الغبى اللى بدل ما يحمد ربنا على الاختبار اللى اتوضع فيه هو وتغانى راح يشوف نزواته ويبين ليها كل نفور من شكلها ومرضها اللى ملهاش يد فيه نهائى

والله بعد تغانى عنه رحمه ليها من انها تموت بالبطئ وهى بتشوف نظراته المهينة لشكلها وعدم قدرته على تحملها فى مرضها

الفصل روعه ياايمى وفيه اشكال تحرق الدم بصراحة زى جمال وهيام ودارين
تسلم ايدك




ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

قديم 21-07-20, 06:08 PM   #108

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

منورين ياقمرات



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 28 ( الأعضاء 10 والزوار 18)

ام زياد محمود, ‏أميرةالدموع, ‏mariam sayed, ‏شموخي ثمن صمتي, ‏مشاعل 1991, ‏MonaEed+, ‏ياسمين الحريرى, ‏simsemah, ‏lolol123, ‏ولاء مطاوع


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

قديم 21-07-20, 06:30 PM   #109

MonaEed

? العضوٌ??? » 413356
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 356
?  نُقآطِيْ » MonaEed is on a distinguished road
B11

ربنا ياخذك ياجمال
الله يحرقك ياقذر

عامر
مش دة عامر بتاع دارين ان كنت هااعيط عشانك
هو انا حبيتك وسامحتك لية
منك لله ياهيام يابنت ستين


MonaEed غير متواجد حالياً  
قديم 21-07-20, 07:10 PM   #110

عبير سعد ام احمد
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبير سعد ام احمد

? العضوٌ??? » 351567
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,136
?  نُقآطِيْ » عبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل صعب أور يا ايمى
تغانى مسكينة مش بس مرضها
لكن لأنها متزوجة من جمال الندل الحقير
بس ربنا يمهل ولا يهمل اكيد ربنا هيعوض تغانى بكل خير
أما جمال فأكيد ربنا هيعاقبه
ضى ورائف
بحب مشاهدهم رائف مش بيحب دارين لو بيحبها
مكنش لفت نظره ضى وفرح بلقائها واضح انه معجب بها
بس لسة مش قادر يحدد مشاعره
لكن دارين مش هتسيب ضى فى حالها دى شيطانة
هيام منك لله حسابك عند ربنا بس قلبى وجعنى على عامر وسلوى
فريدة بتإذى نفسها شكلها هتوافق على العريس علشان لما يرجع مازن
يلاقيها مخطوبة


عبير سعد ام احمد غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:15 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.