آخر 10 مشاركات
أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          عذراء فالينتي (135) للكاتبة:Maisey Yates(الجزء 3 سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          83 - عصفورة الصدى - مارغريت واي (الكاتـب : فرح - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          زوجة مدفوعة الثمن (44) للكاتبة:Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وقيدي إذا اكتوى (2) سلسلة في الغرام قصاصا * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : blue me - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > سلاسل الروايات المصريه > منتدى سلاسل روايات مصرية للجيب

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-07-20, 12:13 AM   #1

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile10 رواية ملف المستحيل





رواية ملف المستحيل

هذه الرواية خيالية إلى أقصى حد.. وافتراضية إلى آخر مدى.. فمنذ سنوات طوال، يطالبني آلاف القرَّاء برواية مشتركة، تجمع بين نور وأدهم صبري ودوماً كنت أرفض الفكرة تماماً.. فكرة دمج ملف المستقبل مع رجل المستحيل.. ثم مرت سنوات وسنوات وسنوات، وحانت لحظة الوداع.. حانت لحظة وضع نهاية للسلسلتين رجل المستحيل.. وملف المستقبل.. وإيذاناً بقرب النهاية، ومع بدء العد التنازلي لها، راودتني فكرة هذه الرواية، التي طالما رفضتها وبالفعل، أمسكت قلمي، وبدأت أخطُّ كلماتها وسطورها.. وصفحاتها.. ولأوَّل مرة في حياتي، راح العمل يكتمل، وأنا أقاومه في أعماقي، ثم أستسلم له، وأتفاعل معه... بل وأحبُّه والآن قرَّرت تقديم هذه الرواية الخاصة جداً.. رواية أختتم بها رحلة ربع قرن، قضيتها مع السلسلتين وها هي ذي تحت عيونكم.. اقرؤوها، واستمتعوا بها، ولكن حذارِ أن تبحثوا فيها عن أي منطق، أو أي ارتباط بأحداث السلسلتين فهي رواية خاصة.. خاصة جدًا..

د.نبيل فاروق




MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-07-20, 12:14 AM   #2

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الأول
ـــــــــــــــــــــ


ـ المستقبل ـ

انبعث ضوء بنفسجي هادئ داخل ذلك المصعد الأسطواني الشفّاف، الذي يهبط بالمقدم "نور" قائد الفريق الخاص التابع للمخابرات العلمية المصرية إلى الطابق الثالث تحت الأرضي حيث حجرة العمليات الخاصة، ولم يكد المصعد يصل إلى مستقره، حتى غادره "نور"، وسار عبر ممر طويل، مضاء بضوء خافت مريح للأعصاب، إلى أن توقَّف أمام باب دائري أشبه بحدقة عدسة تصوير كبيرة، واتخذ وقفة عسكرية ثابتة، وهو يقول:
- المقدم "نور الدين محمود".

لم يكد ينتهي من قوله، حتى انبعثت عدة خيوط من الليزر الدقيق، من ثقب بالغ الدقة، في طرف الباب، وراحت تجوس عبر وجهه لحظات، قبل أن ينفتح الباب الحلقي الدائري في بطء، وتنكشف حجرة العمليات الخاصة، التي يقف داخلها القائد الأعلى مع كبير علماء مركز الأبحاث التابع للإدارة، ولقد اعتدل الاثنان وهما يستقبلان "نور"، الذي أدى التحية العسكرية في قوة، وهو يقول:
- في خدمتك يا سيدي.

أجابه القائد الأعلى، وهو يشير بيده:
- استرْخِ يا "نور"، واشحذ كل حواسك جيداً، فالأمر الذي نواجهه الآن شديد الخطورة، وربما يعتمد عليه وجودنا كله.

تساءل "نور" في قلق:
- وجودنا كمصريين؟!

هزَّ كبير العلماء رأسه، مجيباً في توتر شديد، شفَّ عن خطورة الأمر:
- بل وجودنا كبشر.

ارتفع حاجبا "نور" لحظة في دهشة، قبل أن يعودا للانعقاد وهو يتساءل محاولاً كبت انفعاله:
- إلى هذا الحد.

أجابه القائد الأعلى هذه المرة:
- أنت تعلم بالطبع -بحكم موقعك- بأمر تلك الإدارة الجديدة التي أنشأناها بعد كشف قوانين السفر عن الزمن، والخاصة بمراقبة الزمن طوال الوقت.

أومأ "نور" برأسه إيجاباً في حذر، وهو يقول:
- بالطبع.. ولكنني أذكر أيضاً اعتراضي على الفكرة كلها؛ لأننا لم ندرك قواعد السفر عبر الزمن بصورة متكاملة بعد، ومراقبة نهر الزمن تحتاج إلى المزيد من المعلومات، وإلا فقد تؤدي محاولاتنا إلى كارثة لا ندركها أو نتوقعها؛ بسبب نقص معلوماتنا..

تبادل القائد الأعلى وكبير العلماء نظرة صامتة، استشفّ منها "نور" ما ضاعف من قلقه، قبل أن يقول الأخير:
- في أوَّل أيام عملها، سجلت لجنة مراقبة الزمن فقاعة كبيرة.

غمغم "نور" في دهشة حائرة حذرة:
- فقاعة؟!

أشار إليه القائد الأعلى، قائلاً:
- إنه مصطلح يستخدم لوصف حالة تجاوز غير شرعية، في السفر عبر الزمن.

انعقد حاجبا "نور"، وهو يتساءل في قلق شديد:
- مَن فعلها؟!

أجابه كبير العلماء في سرعة، وكأنما ينتظر السؤال:
- مساعدي الخاص.. لقد استخدم تقنية محدودة توصّلنا إليها مؤخراً أثناء دراستنا لبلورة الطاقة التي عثرنا عليها في ذلك الجسم الفضائي المجهول، الذي سقط بالقرب من "مرسى مطروح"، منذ عامين.. لقد كانت تحوي طاقة هائلة، تكفي لنقل شخصين بمعداتهما عبر الزمن، وكان المفترض أن يستعد لإجراء أولى التجارب، على أحد المتطوعين، من رجال القوات الخاصة، عندما راجع تقارير الفنيين عن القوة الهائلة التي يمكن أن يكتسبها شخص من زمننا، إذا ما سافر عبر الزمن إلى الماضي.

غمغم "نور" دون أن يحاول إخفاء توتره:
- أمر طبيعي.. العلم يتطوَّر بسرعة مخيفة، منذ بداية ثمانينات القرن العشرين، وما نعرفه ونستخدمه الآن كان مجرَّد جزء من روايات الخيال العلمي في تسعينيات القرن العشرين، على الرغم مما كانوا يتصوَّرنه من تقدُّمهم العلمي آنذاك.

هتف كبير العلماء في انفعال، وهو يشير إليه بسبَّابة مرتجفة:
- بالضبط.

بدت الدهشة على وجه "نور" من ذلك الانفعال الجارف، فأضاف القائد الأعلى مفسراً الأمر:
- طاقة تلك البلورة -على الرغم من قوّتها- محدودة، وعلومنا عن السفر عبر الزمن أكثر محدودية، لذا فكل ما ستمنحه للمسافر بضع سنوات فحسب.

تساءل "نور" في اهتمام:
- كم بالتحديد؟!

أشار كبير العلماء بيده، مجيباً:
- ربما يصل إلى نهايات القرن العشرين على الأكثر.

هتف "نور"، في دهشة بالغة:
- ولكن هذا مستحيل، فوفقاً لفلسفة السفر عبر الزمن(*)، يستحيل أن تتواجد المادة مرتين في زمن واحد، وعندما يصل إلى نهايات القرن العشرين، سيكون قد وُلِدَ هناك بالفعل، مما يعني استحالة تواجده مرتين، وسيفنى جسده فور وصوله إلى هناك!..

تردَّد كبير العلماء لحظات، قبل أن يقول:
- ليس بالضرورة.

تطلَّع إليه "نور" في دهشة أكثر، فتابع:
- دراساتنا تشير إلى أنه من الممكن أن تبقى المادة في حالة ازدواج لستين ساعة كاملة، فإما أن يحدث الانفصال عندئذ، أو تفنى المادتان معاً، وتمحيان من سجل الزمن.

تساءل "نور"، في حذر مندهش:
- بمعنى؟!

أجابه القائد الأعلى هذه المرة:
- بمعنى أن ذلك المساعد "عماد" يستطيع أن يفسد ماضينا، أو يعيد تشكيله لحسابه، لمدة ستين ساعة كاملة، ثم يعود إلى زمنه، ومن المؤكَّد أنه سيجد عالماً مختلفاً عندما يعود.

أضاف كبير العلماء بصوت مرتجف:
- عالم يناسبه.

وأكمل القائد الأعلى في حزم:
- ولا يناسبنا.

صمت "نور" تماماً، وهو يدير الأمر في رأسه، قبل أن يقول في حزم:
- ومتى يمكنني اللحاق به؟!

تبادل القائد الأعلى وكبير العلماء نظرة صامتة، ثم قال الثاني بنفس الصوت المرتجف المتوتر:
- ما لدينا من طاقة يتيح لك العودة إلى الزمن نفسه، لمدة ثلاثين ساعة فحسب، وبعدها إما أن تنجح في العودة إلى زمننا، أو..

لم يستطع إكمال عبارته، ولكن القائد الأعلى أضاف في حزم:
- أو يتلاشى جسدك في حالتيه، الحاضرة والماضية، وينمحي من نهر الزمن تماماً.

وانعقد حاجبا "نور" في شدة..
فالاحتمالات خطيرة ومخيفة..
إلى أقصى حد..

* * *


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-07-20, 12:18 AM   #3

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


التهم "قدري" شطيرته الضخمة في استمتاع واضح، وهو يجلس بجسده الضخم وسط المدرجات الخالية في النادي الشهير في وسط "القاهرة"، وربَّت على كرشه الكبير في مرح، وهو يقول لـ"منى"، الجالسة إلى جواره:
- نشيط للغاية هذا الرجل.. أليس كذلك؟!

تطلَّعت "منى" في حب جارف وانبهار واضح، إلى "أدهم"، الذي يكمل دورته الخامسة عدواً حول الملعب الكبير، التفتت إلى "قدري" قائلة:
- ألديك شك في هذا؟!

أطلق ضحكة مجلجلة مرحة، جذبت انتباه "أدهم"، وجعلته يتوقَّف، ويلتفت إليهما مبتسماً، فصاح "قدري" بصوته الجهوري:
- إننا نبدي إعجابنا بك.

جفَّف "أدهم" عرقه، وهو يتجه نحوهما، قائلاً:
- حقاً؟!

احمرَّ وجه "منى" خجلاً، وقالت في ارتباك:
- أنت تبدي نشاطاً غير عادي، بالنسبة..

بترت عبارتها على نحو حاد، قبل أن تتمها، فأكملها "أدهم" بنفس الابتسامة:
- بالنسبة لرجل في مثل عمري.. أليس كذلك؟!

قالت محتجَّة في سرعة:
- لم أقصد هذا..

اتسعت ابتسامته، وهو يجلس إلى جوارها، ويواصل تجفيف عرقه:
- ألا تلاحظون أنها أوَّل مرة يجتمع ثلاثتنا فيها، دون أن نكون داخل عملية رسمية..

هزَّ "قدري" كتفيه المكتظين دون أن يجيب، في حين بدت "منى" هائمة، وهي تقول:
- هذا صحيح.

نقل "قدري" بصره بينهما في حنان، قبل أن يقول في حماس:
- ما رأيكما لو ننتهز الفرصة، ونتناول العشاء معاً في جو هادئ لأوَّل مرة أيضاً..

التفتت إليه "منى" في صمت، في حين قال "أدهم":
- فكرة رائعة.

هتف "قدري"، وقد تضاعف حماسه:
- سأحجز الليلة مائدة خاصة في واحدة من السفن السياحية النيلية.

مرة أخرى صمتت "منى"، وقال "أدهم":
- اتفقنا.

ابتسم "قدري" ابتسامة واسعة، وهو يميل على أذن "منى"، هامساً:
- اطمئنّي.. ظرف قهري سيمنعني من الحضور في اللحظة الأخيرة.

تضرَّج وجهها بحمرة الخجل مرة أخرى، وإن لم تستطع إخفاء ابتسامتها، وهي تلتفت إلى "أدهم"، محاوِلةً رصد انفعاله..

ولدهشتها، بدا "أدهم" واجماً..
كان يحدِّق في نقطة بعيدة، في اهتمام وتوتر شديدين، مما دفعها إلى الالتفات إلى النقطة نفسها بحركة غريزية..

واتسعت عيناها بمنتهى الدهشة..
فهناك في منتصف الملعب تماماً، وعلى ارتفاع عشرة أمتار، وحيث يحدِّق "أدهم"، كانت هناك فقاعة كبيرة تتكوَّن على نحو عجيب.. فقاعة شفافة، أشبه بكرة هلامية، تشوه الهواء من حولها!!

مشهد عجيب، لم تره "منى" في حياتها قط.. أو تتخيَّل حتى رؤيته..

ومع نظرتها الذاهلة، ونظرة "أدهم" المتوترة، كان من الطبيعي أن يلتفت "قدري" إلى حيث ينظران، وأن يهتف في صوت مصدوم:
- ما هذا؟!

لم يكن تساؤله قد اكتمل، عندما دوَّت فرقعة هائلة فجأة في المكان..

فرقعة مع موجة تضاغطية عنيفة، جعلت "أدهم" يثب من مكانه، ويحمي "منى" و"قدري" بجسده، هاتفاً:
- احترسا.

شعر بموجة هائلة ترتطم بظهره، وتدفعه نحوهما، فارتطم بهما معاً، وتشبث بهما جيداً، محاولاً حمايتهما من خطر يجهله، ومن حولهم راحت المقاعد تتطاير، كما لو أنها تقف في طريق انفجار رهيب، على الرغم من أن تلك الموجة، التي ارتطمت بظهر "أدهم" بمنتهى العنف كانت باردة كثلوج القطب..

ولثوانٍ بدت أشبه بدهر كامل، راح كل شيء يتطاير حولهم، قبل أن يسقط وتهدأ الأمور تدريجياً..

ومع هدوء الموقف، أو حتى قبل أن يكتمل الهدوء، وثب "أدهم" واقفاً على قدميه، واستدار إلى حيث كانت تلك الفقاعة، قبل أن ينعقد حاجباه في شدة، ويسري التوتر في كل ذرة من كيانه..

فهناك، في منتصف الملعب، كان رجل في ثوب فضي من قطعة واحدة ينهض في بطء، تحيط به هالة ذات لون فيروزي متألِّق..

تماماً كما يحدث في أفلام الخيال العلمي..
فمن حوله كان هناك لون عجيب، يجمع بين الأخضر والأصفر، مع أطراف أرجوانية، يصنع شبه دائرة، في حين وقف الرجل على قدميه، ورفع عينيه في بطء إلى حيث يجلس الجميع..

ثم ارتطمت عيناه بعيني "أدهم"..
لم تلتقيا، وإنما ارتطمتا..
وبمنتهى الدهشة والتوتر، عقد "أدهم" حاجبيه، وتفجَّر في رأسه ألف سؤال وسؤال وسؤال..

أما ذلك الرجل ذو الثوب الفضي فقد تألَّقت عيناه على نحو عجيب، عندما وقع بصره على "أدهم"، وارتسمت على شفتيه ابتسامة وحشية، توحي بأنه يعرف هوية "أدهم" تماماً..
أو أنه قد أتى من أجله..

ولقد بلغ هذا الإحساس "أدهم"..
أو انغرس في أعماقه غرساً..

وفي حركة بطيئة واثقة، رفع القادم العجيب يده بمسدس ليزري، لم يعرفه هذا الزمن بعد، وصوَّبه نحو "أدهم" دون أن تختفي ابتسامته، وإن اكتست بتشفٍّ واضح جلي، أطلَّ من عينيه أيضاً..

ومن المؤكَّد أن "أدهم" في زمنه، لم يكن قد رأى مسدساً ليزرياً قط..
ولكنه مسدس..
أياً كانت ماهيته..

وفي توتر شديد، رفعت "منى" رأسها، متسائلة:
- ماذا يحدث؟!

كان "قدري" يريد أن يلقي السؤال نفسه، ولكن لسانه انعقد في أعماق حلقه، مع ذلك المشهد المذهل أمامه..
أما "أدهم"، فقد عاد يدفعهما إلى أسفل، وهو ينحني بحركة سريعة..

وفي اللحظة نفسها، انطلق خيط أشعة الليزر..
لم تكن أشعة عادية، كتلك التي يألفها رجال الأمن في زمن "نور"، وإنما كانت أشعة خاصة، تم تطوير سلاحها الخاص في معمل الأبحاث التابع للمخابرات العلمية..

أشعة تجاوزت "أدهم" ورفيقيه، وأصابت المقاعد الخشبية، على بُعد عشرة أمتار خلفهم..
ودوى الانفجار..

انفجار عنيف، أطاح بالمقاعد وما حولها، وجعل "قدري" يطلق صرخات متتالية في رعب شديد، في حين راحت "منى" تردِّد ذاهلة:
- ماذا يحدث يا "أدهم"؟!.. ماذا يحدث؟!..

لم يجبها "أدهم"، ولم يحاول حتى تهدئة "قدري"، وقد انشغل ذهنه وكيانه كله بذلك العدو العجيب، الذي يملك سلاحاً، لم يعهد مثله من قبل قط..

ولأن عقله واقعي تماماً، فقد انطلق يبحث عن تفسير منطقي لما يواجهه..

أهو سلاح جديد من ابتكار العدو التقليدي؟!.. أم أنه هبة منحته إياها راعيته الأولى "أمريكا" لتجربته هنا.. في "مصر"؟!..

أم هي تكنولوجية متطوِّرة، يتم اختبارها لأوَّل مرة؟!
أو خدعة..
خدعة شديدة الإتقان، يقوم بها خصم عادي، بمعاونة آخر، يختفي في مكان ما..

لم يمهله القادم للبحث عن تفسير ما، فقد عاد يصوِّب إليه مسدسه الليزري المدمِّر، وشفتاه تحملان الابتسامة نفسها..

ولكن رجال أمن النادي وصلوا في هذه اللحظة..

وفي صرامة عصبية، صوَّبوا أسلحتهم إلى القادم، وكبيرهم يصرخ فيه:
- توقَّف وألقِ سلاحك، وإلا..

قبل حتى أن يكمل تهديده التفت إليه القادم في بطء، وتلك الهالة مختلفة الألوان ما زالت تحيط به، وأدار فوهة مسدسه..
وأطلق أشعته..

ومرة أخرى دوى الانفجار، بين رجال الأمن الأربعة، فأطاح بأحدهم في عنف لخمسة أمتار كاملة، قبل أن يسقط فيُدقّ عنقه على الفور، في حين سقط الثلاثة الآخرون، وصرخ كبيرهم، وهو يحاول النهوض في سرعة:
- أطلقوا النار.

وأمام عيون "أدهم" و"قدري" و"منى"، أطلق رجال الأمن الثلاثة النار نحو ذلك القادم مباشرة، ولكن الرصاصات كلها ارتطمت بالهالة المحيطة به، وتناثرت مرتدَّة في عنف شديد..

ومرة أخرى، اتسعت عينا "قدري" عن آخرهما، وهو يصرخ:
- يا إلهي!.. يا إلهي!

والتصقت "منى" بـ"أدهم" في خوف لم يراودها مثله في حياتها كلها، فضمها "أدهم" إليه، وكأنما يسعى لحمايتها، وهو يتابع ما يحدث في دهشة بالغة..

لقد انضمَّ خمسة رجال أمن آخرين إلى القتال، وانطلقت رصاصاتهم كلها نحو القادم، لترتطم كلها بالهالة المحيطة به، وترتد في كل الاتجاهات، في حين راح هو يطلق أشعة مسدسه، ويطيح بهم واحداً بعد الآخر..

وفي البداية، كان "أدهم" يرغب في الانقضاض عليه مباشرة.. ولكن عقله كان يعمل أسرع وأقوى من انفعاله..

إنه خصم قوي، منيع، عجيب، لا توجد وسيلة معروفة لمقاومته وهزيمته، وفقاً لما يراه..
والهجوم المباشر قد يعني الهزيمة..
والإصابة..
أو الموت..

وواجبه كرجل مخابرات يحتم عليه البحث عن وسيلة للقتال..
والمقاومة..
والنصر..

لا بد وأن يتخذ ما يتيح له إنقاذ الآخرين من هذا الخطر..
وبأي ثمن..

ولأنه يفتقر إلى المعلومات الكافية عن خصمه حتى هذه اللحظة، فمن المحتَّم أن يبقى بعيداً عن الاحتكاك المباشر به، حتى يعرف كيف..
ومتى..

لذا، فقد جذب "منى" و"قدري"، وهو يهتف بهما:
- أسرعا.

انطلق "قدري" يسبقهما عدواً، في حين هتفت "منى" مستنكرة:
- هل سنفرّ منه؟!

أجابها "أدهم"، وهو يسرع بها نحو سيارته:
- بل ننسحب، حتى ندرس طبيعة عدونا، وكيفية مواجهته.

هتفت في انفعال شديد:
- ولكنها أوَّل مرة..

قاطعها، وهو يفتح باب سيارته، ويدفعها داخلها، إلى جوار "قدري"، الذي سبقهما داخلها:
- لكي نحمي الآخرين، لا ينبغي أن ننشغل كثيراً بأنفسنا.

هتفت مرتجفة، من فرط الانفعال:
- أيعني هذا أن نبتعد عنه؟!

أدار محرِّك سيارته، وهو يقول في حزم:
- لو أن استنتاجي سليم.. فهو سيتبعنا.

هتفت مذعورة:
- يتبعنا؟!

كان استنتاجه سليماً للغاية، ففور تجاوزه طاقم الحراسة، أدار المساعد الفني المستقبلي "عماد" عينيه، إلى حيث يعدو "أدهم" و"منى"، وبوساطة منظار خاصّ رصد حركتهما من خلف جدار ساحة الركض في النادي..

وتألَّقت عيناه في شدة..
فالواقع أن الخطة التي وضعها لتغيير الماضي لصالحه كانت تعترضها عقبة واحدة، لا بد من إزاحتها عن الطريق أوَّلاً..

عقبة اسمها "أدهم"..
"أدهم صبري".

يُتبع ..


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-12-20, 11:04 AM   #4

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني

ـ عبر الزمن

هذه الرواية خيالية إلى أقصى حد.. وافتراضية إلى آخر مدى
فمنذ سنوات طوال، يطالبني آلاف القرَّاء برواية مشتركة، تجمع بين نور وأدهم صبري
ودوماً كنت أرفض الفكرة تماماً.. فكرة دمج ملف المستقبل مع رجل المستحيل.. ثم مرت سنوات وسنوات وسنوات، وحانت لحظة الوداع.. حانت لحظة وضع نهاية للسلسلتين
رجل المستحيل.. وملف المستقبل..
وإيذاناً بقرب النهاية، ومع بدء العد التنازلي لها، راودتني فكرة هذه الرواية، التي طالما رفضتها
وبالفعل، أمسكت قلمي، وبدأت أخطُّ كلماتها
وسطورها..
وصفحاتها..
ولأوَّل مرة في حياتي، راح العمل يكتمل، وأنا أقاومه في أعماقي، ثم أستسلم له، وأتفاعل معه... بل وأحبُّه
والآن قرَّرت تقديم هذه الرواية الخاصة جداً.. رواية أختتم بها رحلة ربع قرن، قضيتها مع السلسلتين
وها هي ذي تحت عيونكم..
اقرؤوها، واستمتعوا بها، ولكن حذارِ أن تبحثوا فيها عن أي منطق، أو أي ارتباط بأحداث السلسلتين
فهي رواية خاصة..
خاصة جداً..

*******


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-12-20, 11:05 AM   #5

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


ارتجاج عنيف، بل شديد العنف، ذلك الذي شعر به نور في كل ذرة من كيانه البشري، وهو يعبر نهر الزمن في طريقه إلى الماضي
ماضيه..
كانت تجربة عنيفة، تختلف تماماً عن تجاربه السابقة في السفر عبر الزمن
تجربة تملأ جسمه بالآلام
آلام رهيبة..
وبلا حدود..
ومن حوله، راحت تتطاير شرارات كهربية، أو شبه كهربية عنيفة، من مختلف الأطوال والأشكال والألوان
وعلى الرغم من كل ما يشعر به من آلام وارتجافات قوية عنيفة، في كل ذرة من كيانه، راح عقله يعمل كالمعتاد
لقد كان أينشتاين عبقرياً، عندما وضع نظريته النسبية، عام 1905م، مؤكِّداً إمكانية السفر عبر الزمن
لقد اختبر بنفسه هذا..
ومن الواضح أنه ليست هناك وسيلة واحدة للسفر عبر الزمن
بل عدة وسائل..
وكل منها تنقله عبر الزمن..
وتغوص به في ذلك النهر السرمدي..
نهر الزمن..
وفي هذه المرة هي رحلة إنقاذ..
إنقاذ الماضي..
والحاضر..
والمستقبل..
وأمامه ثلاثون ساعة لفعل هذا..
ثلاثون ساعة..
فقط..
وكل ما يملكه هو أنه سيصل إلى نفس النقطة الزمكانية، التي وصل إليها المساعد عماد بالضبط
مع فارق زمني ضئيل للغاية..
فارق زمني، قد يكون هو الفيصل بين النصر.. والهزيمة
فجأة، وقبل أن تكتمل أفكاره، شعر بارتجاج عنيف
عنيف إلى حد يصعب وصفه..
أو حتى تصوُّره..
ثم شعر وكأن جسده يهوي..
ويهوي..
ويهوي..
وبعدها حدث ما يشبه الارتطام..
لم يشعر بأية ضغوط على أي جزء من جسده، كما يحدث عادة مع السقوط، وعلى الرغم من هذا فقد شعر بكل الأعراض الأخرى للسقوط، حتى أن قلبه راح ينبض في عنف شديد، قبل أن يستقر جسده على نحو ما
ومن حوله، اختفت تلك الشرارات الكهربية الملوَّنة، وساد ظلام دامس، استغرق لحظات قليلة، قبل أن ينقشع تدريجياً، وتبدأ صورة في الظهور من حوله
صورة راحت تتضح تدريجياً، قبل أن يكتمل وضوحها، وينعقد حاجبا نور في شدة
لقد وجد نفسه وسط ساحة ركض رياضية، ومن حوله جيش من رجال الشرطة، الذين يرتدون أزياء شاهد مثلها في طفولته
أزياء تعود إلى العقد الأخير من القرن العشرين
وكلهم كانوا يحملون كل توتر الدنيا في ملامحهم، ويقذفونه من عيونهم، ومسدساتهم وبنادقهم التقليدية مصوَّبة كلها نحو هدف واحد
نحوه..
*******


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-12-20, 11:06 AM   #6

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ـ هذا لا يتفق مع الموقف
قالتها منى في توتر شديد، جعل قدري يهتف في هلع
ـ ماذا تقصدين؟!.. هه.. ماذا تقصدين بالله عليك؟
بدا وكأنها لم تسمع هتاف قدري، وهي تلتفت إلى أدهم، مواصلة بنفس التوتر الشديد
ـ المفترض أننا نفر منه، ولكنك تسير بسرعة عادية
غمغم أدهم في صرامة
ـ لا بد وأن أمنحه فرصة للحاق بنا
اتسعت عينا قدري، وهو يهتف في ارتياع شديد
ـ اللحاق بنا؟!.. ذلك الشيء؟!... ماذا أصابك يا أدهم؟
أجابه أدهم في صرامة أكثر
ـ أي شيء، إلا ذلك الخوف الذي يوقف العقل ويشل التفكير يا صديقي.. إننا نواجه خصماً يختلف عن كل ما عهدناه من قبل، ولكي نواجهه، ينبغي أن نتسلَّح بأقوى وأهم سلاح في أي حرب
أجابه قدري في توتر شديد
ـ القنبلة النووية؟
قال أدهم في حزم صارم
ـ بل المعلومات
قالت منى في توتر
ـ لو استطاع ذلك الشخص اللحاق بنا، فلن يكون لدينا وقت كافٍ لجمع أية معلومات عنه
ألقى أدهم نظرة على مرآة سيارته الجانبية، قبل أن يقول في صرامة
ـ وهل تتصوَّرين أننا لو أسرعنا، فلن يمكنه اللحاق بنا؟
قالت في سرعة
ـ زحام المرور سيمنعه، أو يعوقه على الأقل
أجابها، وهو يضغط دوَّاسة الوقود
ـ خطأ
رفعت عينيها بحركة غريزية إلى مرآة السيارة، فاتسعتا عن آخرهما، وهي تطلق شهقة تجمع بين الدهشة والذعر، جاءت عنيفة، حتى أنها دفعت قدري للالتفات خلفه، فانتفض جسده الضخم كله بحركة قوية
فهناك، خلفهم، وعلى ارتفاع يعلو أسقف السيارات بأقل من نصف المتر، كان ذلك المساعد المستقبلي عماد ينطلق خلفهم
طائراً..
نعم.. لقد عاد إلى ذلك الزمن، حاملاً كل ما أمكنه من المعدات والأجهزة والأسلحة المستقبلية، التي ما زالت قيد التجربة والاختبار، في زمنه نفسه
ومن الطبيعي -والحال هكذاـ أن يبدو خارقاً، في زمن مضى
حتى بالنسبة لرجل مثل أدهم..
رجل المستحيل..
وفي ذهول مذعور، غمغم قدري
ـ رباه!.. إنه يطير
قال أدهم، وهو يزيد من سرعة سيارته، بقدر ما يسمح به ازدحام الطريق
ـ يستعين بجهاز ما حتماً
هتفت منى
ـ أي جهاز؟
ولم يجبها أدهم بحرف واحد..
ربما لأنه لا يعرف جواباً..
أي جواب..
إنه، ولأوَّل مرة في حياته، يواجه ما لا يعرفه
وما لا يستوعبه..
أو حتى يفهمه..
أما المساعد المستقبلي عماد، فقد تجاهل حالة الذعر الهائلة، التي سبَّبها للمارة في الشارع وللمطلين من النوافذ والشرفات، وحتى لرجال الأمن أنفسهم، وهو ينطلق طائراً، فوق أسقف السيارات، مركزاً كل تفكيره على أدهم، الذي ربما جاء خصيصاً من أجله
ففي التاريخ الذي درسه في طفولته، كانت هناك صفحات عديدة تحمل اسم أدهم
صفحات تتحدَّث عن سيرته..
وبطولاته..
وإنجازاته..
وانتصاراته..
ولكن الأهم هي تلك الصفحة التي تتحدَّث عن أعظم أعماله، التي غيَّرت مصير العالم كله
ومصير مصر بالتحديد..
وتلك العملية بالتحديد، هي التي جاء إلى الماضي من أجلها
من أجل إعاقتها..
وإفسادها..
والقضاء على صاحب الفضل في نجاحها، بعد الله سبحانه وتعالى
وهذا وحده يمنحه القوة المطلقة، في هذا الزمن الذي عاد إليه
مع هذه الفكرة، صوَّب عماد مسدسه -وهو يواصل انطلاقه طائراً فوق أسقف السياراتـ نحو سيارة أدهم
وبواسطة أجهزة التوجيه الحديثة لم يكن من الممكن أن يخطئ التصويب أبداً
ولقد كانت السيارة في منتصف الهدف تماماً، عندما ضغط زر الإطلاق
وانطلقت أشعة الليزر..
المدمِّرة..
*******


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-12-20, 11:06 AM   #7

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


ـ اسمي نور الدين محمود.. رجل مخـ.. رجل أمن
أجاب نور بالعبارة على ذلك السؤال، الذي ألقاه عليه مدير مباحث وزارة الداخلية، وهو يتطلَّع إلى عيني الرجل في ثبات، فتراجع مدير المباحث، وانعقد حاجباه في صرامة، وهو يقول
ـ يبدو أنك سترهقنا كثيراً
أجابه نور بنفس الصرامة
ـ ربما لأنكم ترفضون تدوير عقولكم، وبذل بعض الجهد لاستيعاب الأمر
بدا الغضب على رجال الشرطة المحيطين به، في حين جلس مدير المباحث على مقعد مواجه له مباشرة، وهو يقول
ـ مهما عملنا على تدوير عقولنا كما تقول، سيظل قولك عسير الفهم والاستيعاب، خاصة وأننا قد راجعنا اسمك على جميع سجلات رجال الأمن في مصر، ولم نعثر له على أدنى أثر
قال نور في ضيق، وهو يلقي نظرة على ساعة الحائط، التي بدت له تقليدية للغاية، وأشبه بما يراه في المباني القديمة في زمنه
ـ ولن تجدوه أبداً
سأله أحد رجال الشرطة، في توتر حذر
ـ ولماذا؟
أجابه نور في سرعة
ـ لأنني لا أنتمي إليكم
سأله مدير المباحث في اهتمام
ـ لأية دولة تنتمي إذن؟
أجابه نور في حزم
ـ مصر
انعقد حاجبا مدير المباحث، وتراجع قائلاً في غضب
ـ لو تصوَّرت أن تظاهرك بالجنون سوف
قاطعه نور في صرامة
ـ المستقبل
بدت الدهشة على وجوه الجميع، قبل أن يسأله مدير المباحث في توتر
ـ ماذا تعني؟
أجابه بنفس الصرامة
ـ إنني أنتمي إلى مصر المستقبل
تبادل الجميع نظرة ملؤها الدهشة، قبل أن يتساءل أحد الضباط في حذر
ـ وأين هذا المكان؟
أشار نور بيده، وهو يجيب في سرعة
ـ هناك
ثم مال نحوهم، مضيفاً في حزم
ـ في المستقبل
لدقيقة كاملة تقريباً، ظلَّ الجميع يحدِّقون في وجه نور، في دهشة بلا حدود، قبل أن يغمغم مدير المباحث
ـ إنه مجنون بحق
تجاهل نور التعليق، وهو يقول
ـ أحد مساعدي العلماء من زمني عاد إلى زمنكم مسلَّحاً بمعارفه المتقدِّمة، وبعدد من الأسلحة والأجهزة، التي لم يتم استخدامها رسمياً بعد في عصري، وهي متقدِّمة جداً بالنسبة لنا، وستبدو مذهلة خرافية بالنسبة لكم، وهو هنا لتغيير الماضي؛ حتى يسود المستقبل
اتسعت عينا مدير المباحث وهو يحدِّق في وجهه، ثم تراجع في مقعده في صمت، وراح يحكُّ ذقنه، وهو يتطلَّع إلى نور، ويتبادل نظرات صامتة مع رجاله قبل أن يلتقط سمَّاعة هاتفه الخاص، وهو يقول في هدوء صارم
ـ أرسل رجال مستشفى الأمراض النفسية والعصبية.. نحتاج إلى تواجدهم هنا
هزَّ نور رأسه، وهو يقول
ـ من المؤسف أن عقولكم المحدودة تفقدنا وقتاً ثميناً للغاية، على الرغم من أن من سبقوكم شهدوا وصول المساعد عماد إلى عصركم، وكل ما استتبعه من ظواهر.. وأنتم أنفسكم شاهدتموني أبرز من العدم، فكيف تفسرون هذا؟
أجابه مدير المباحث في صرامة
ـ العلميون هم الذين ينبغي لهم البحث عن تفسير، ولكنه ليس هذا التخريف حتماً
مال نور نحوه بشدة، قائلاً في صرامة
ـ اسمعني جيداً.. الوقت يمضي أسرع مما تتصوَّر أو تتخيَّل.. صحيح أنني لم أجد الوقت الكافي لدراسة التفاصيل الدقيقة لزمنكم هذا، ولكنني درست خلال فترة تدريباتي الأمنية أن رئيس الجمهورية في هذه الفترة قد تعرَّض لمؤامرة اغتيال رهيبة، كادت تنجح في القضاء على حياته، وتدمير مستقبل ومصير مصر كله لولا تدخل الأسطورة في اللحظة المناسبة
غمغم أحدهم في عصبية
ـ أي أسطورة؟
التفت إليه نور، مجيباً في سرعة
ـ أدهم.. أدهم صبري
بدت دهشة متفجِّرة على وجوههم جميعاً، وحدَّقوا في وجوه بعضهم البعض، وبدا مدير المباحث شديد التوتر، وهو يسأل نور بمنتهى الصرامة
ـ هل تعرف السيِّد أدهم؟
أومأ نور برأسه إيجاباً، وهو يقول
ـ أعرفه شخصياً في زمني، فهو المستشار الأمني الخاص بالسيد رئيس الجمهورية، ولقد شاركنا إحدى عملياتنا ذات مرة، وكل من في زمني يعرفه، باعتباره أسطورة أمنية، يصعب أن تتكرَّر
تراجع مدير المباحث، وهو يقول، وكأنه يحدِّث نفسه
ـ إذن فأنت تعرفه؟
ثم التقط سمَّاعة هاتفه مرة أخرى، وقال عبرها
ـ صلني بجهاز المخابرات العامة.. فوراً
بدا وكأن نور قد زمجر، قبل أن يقول
ـ ما زلتم تضيعون وقتاً ثميناً
أجابه مدير المباحث في صرامة
ـ معرفتك لرجل يعمل في الخدمة السرية أمر يستحق تحقيقاً دقيقاً، بوساطة الأجهزة المعنية
هبَّ نور من مقعده بحركة مفاجئة، قائلاً
ـ هل تريد إثباتاً لما أقول؟
تراجع رجال الشرطة بنفس الحدة، وشهر بعضهم أسلحته في تحفز، ولكن مدير المباحث أشار إليهم بالتماسك وضبط النفس على الرغم من توتره، وهو يسأل نور في حزم لم يخلُ من التوتر
ـ وأي إثبات يمكنك تقديمه
مدَّ نور يده إلى زر سترته، وهو يقول
ـ هذا
صرخ أحدهم، وهم يلوِّحون بمسدساتهم في وجهه بكل توتر وتحفز
ـ اثبت
التفت إليه نور، وهو يقول في سخرية
ـ إنه مجرَّد ذر سترة بسيط، أم أن القادمين من المستقبل يمكن أن يجعلوا منه سلاحاً؟
مرة أخرى، أشار إليهم مدير المباحث بالتزام ضبط النفس، فجذب نور زر السترة، وألقاه في الهواء، مضيفاً
ـ هكذا
ارتفع الزر في هواء الحجرة، وظلَّ يسبح فيه لحظة، وقد تعلَّق تماماً، كما لو أن الجاذبية الأرضية لم يعد لها أدنى تأثير عليه
وبكل الذهول، حدَّق الجميع في ذلك الزر الطائر، وغمغم مدير المباحث
ـ ربما كانت
قبل أن يتم عبارته سطع ذلك الزر فجأة بضوء مبهر.. ضوء شديد السطوع، أغشى عيون الجميع، وجعل أحدهم يهتف، وهو يلوِّح بمسدسه في عصبية
ـ احترسوا.. إنها خدعة
وبسرعة، راح ذلك الضوء الساطع ينقشع
وينقشع..
وينقشع..
وعندما استعادت عيونهم قدرتها على الرؤية، اتسعت عن آخرها
ففي مكتب مدير المباحث الواسع، لم يكن هناك أثر لنور..
أدنى أثر..
*******


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-12-20, 11:07 AM   #8

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


في اللحظة الأخيرة انحرف أدهم بسيارته، مرتطماً بجانب السيارة المجاورة، فتجاوزه شعاع الليزر المدمِّر بأقل من سنتيمتر واحد
ودوى الانفجار..
انفجرت السيارة التي أمامه في عنف، وتناثرت شظاياها، ليرتطم بعضها بسيارته، وهو يضغط دوَّاسة الوقود في قوة؛ ليدفع السيارة التي أمامه، ومنى تصرخ
ـ لا فائدة.. سيلحق بنا حتماً
حاول قدري أن ينكمش في مقعده، ولكن جسده الضخم المكتظ منعه من هذا، فراح يردِّد في عصبية
ـ يا إلهي!.. يا إلهي
كان أدهم يدرك أنهما على حق تماماً، وهو يقاتل لإخراج سيارته من بين السيارات الأخرى، التي أصاب سائقيها الذعر، فاضطربت في مسارها على نحو عنيف للغاية مما أدى إلى إغلاق الطريق تماماً
وذلك الشخص الغامض المخيف يقترب..
ويقترب..
ويقترب..
وفي سرعة، ودون أن يضيع لحظة واحدة، ضغط أدهم فرامل سيارته، وهتف بـمنى وقدري
ـ أسرعا

قالها، وهو يثب خارج السيارة، فوثبت منى خلفه، وجذبت قدري من ذراعه في قوة، هاتفةً
ـ أسرع بالله عليك.. أسرع
دفع قدري جسده المكتظ خارج السيارة في صعوبة، ولهث بشدة، وهو يحاول العدو معهما، هاتفاً في صعوبة
ـ ماذا سنفعل؟
أجابه أدهم، وهو يميل بهما، نحو شارع جانبي ضيق
ـ نتخذ الوسيلة الأكثر سرعة في هذه الظروف
هتفت منى
ـ ولكنه يتحرَّك أسرع منا
وارتجف صوتها، وهي تضيف، ملتفتة خلفها
ـ طائراً
انعقد حاجبا أدهم، وراح يعدو بسرعة أكثر، وهو يدرك أن الإفلات من ذلك الشيء شبه مستحيل
بل هو المستحيل بعينه
وعلى الرغم من سرعتهم، وسرعة قدري، الذي شمله الخوف والرعب، شعرت منى بتيار هواء يعبر فوق رءوسهم، فرفعت عينيها إلى أعلى، وانطلقت من حلقها شهقة قوية
وفي اللحظة التالية، هبط المساعد المستقبلي عماد على قدميه
أمام أدهم مباشرة
*******


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-12-20, 11:08 AM   #9

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث

ـ بين الماضي والحاضر

ـ ماذا سيحدث، لو لم يفلح نور؟
ألقى القائد الأعلى للمخابرات العلمية هذا السؤال في زمن نور، فتراجع كبير العلماء في مقعده، وبدا شارداً بعض الوقت، قبل أن يقول
ـ لن نعرف أبداً
تطلَّع إليه القائد الأعلى في دهشة، وهو يقول
ـ ماذا نفعل هنا إذن؟
قلّب كبير العلماء كفيّه، مجيباً
ـ لو أن نور لم ينجح في مهمته، فسيعني هذا أن عماد قد أفلح في تغيير مسار الزمن، وعندئذ سيتخذ الزمن منذ تلك اللحظة مساراً جديداً، لا يعلم سوى الله - سبحانه وتعالى ـ وحده كيف يكون، فربما يجعلنا نقف الآن أمام عماد، بصفته زعيم الأرض.. من يدري
غمغم القائد الأعلى، وهو يشعر بارتجافة تسري في جسده
ـ ستكون عندئذ كارثة
تمتم كبير العلماء
ـ أو ربما أبشع
نهض القائد الأعلى من خلف مكتبه، وراح يسير في المكان عاقداً كفّيه خلف ظهره في توتر ملحوظ، وهو يفكِّر في عمق شديد، قبل أن يلتفت إلى كبير العلماء قائلاً
ـ وماذا عن تأثير الفقاعة الزمنية؟
صمت كبير العلماء لحظة، ثم هزَّ كتفيه، قائلاً
ـ ما زال خبراؤنا يدرسون الأمر الآن
سأله في قلق
ـ أما زال بعضهم يؤمن بتلك النظرية
أومأ كبير العلماء برأسه إيجاباً، وقال
ـ وجود نور وعماد في زمن قريب، تواجدا فيه كطفلين بالفعل، يصنع حالة يطلقون عليها اسم الازدواج الخلوي، ويعني وجود المادة نفسها مرتين، في زمن واحد.. والخطورة كل الخطورة أن يؤدي تواجد المادتين معاً إلى خلق فقاعة زمنية في ذلك الزمن.. فقاعة تصنع فراغاً زمنياً ومكانياً، لا أحد يمكنه التنبؤ بنتائجه
بدا القائد الأعلى شديد التوتر، وهو يسأله
ـ وما أسوأ الاحتمالات؟
أجابه كبير العلماء، وهو يتحاشى النظر إليه
ـ الدمار
وصمت لحظة، وكأنه سيكتفي بالجواب، ثم عاد يلتفت إلى القائد الأعلى، مضيفاً
ـ الدمار للعالم كله.. بلا استثناء
انعقد حاجبا القائد الأعلى في شدة، وهو يقول في صرامة
ـ وتقول إننا لن نشعر بشيء
هزَّ كبير العلماء كتفيه، قائلاً
ـ هكذا لعبة الزمن.. لو تغيّر المنحنى عند نقطة ما، يتغيَّر معه تسلسل الأحداث منذ هذه النقطة، مما سيؤدي حتماً إلى واقع يختلف عما نعيشه الآن، وكما أخبرتك، ربما يصبح عماد عندئذ هو رئيسنا الأكبر، وعندئذ لن يحاول الفرار إلى الماضي، وتغيير الأحداث، ولن نرسل بالتالي نور خلفه لإيقافه، وحتماً لن نكون هنا الآن، في انتظار ما سيسفر عنه الأمر
بدا القائد الأعلى متوتراً، وهو يقول
ـ ولكن التسلسل الزمني لن يختلف عندئذ
أشار كبير العلماء بسبَّابته، قائلاً
ـ لأنه سيكون في مساره الجديد، الذي تم تغييره بالفعل، ولن يعلم أي منا حقيقة ما حدث.. حتى عماد نفسه؛ لأنه في اللحظة التي ينجح فيها في تغيير مسار الزمن، سيتلاشى وجوده في الزمن الذي ذهب إليه، وسيتلاشى وجود نور أيضاً
ازداد انعقاد حاجبي القائد الأعلى، وهو يحاول التفكير في عمق، وفهم هذا الحوار الزمني المعقَّد، ثم لم يلبث أن أشار بذراعه كلها، قائلاً
ـ فليكن.. ليس من السهل استيعاب كل هذا.. المهم أن نعرف، ما الذي يحاول عماد تغييره في ماضينا بالضبط
ضغط كبير العلماء زراً خفياً في ثيابه، فتكوَّنت خريطة زمنية هولوجرافية، بينه وبين القائد الأعلى، أشار هو إليها، مجيباً
ـ الخبراء درسوا تاريخ الفترة الماضية كلها بمنتهى الدقة، ووجدوا أن أهم لحظة تاريخية، تغير عندها مصير مصر كلها، هي تلك الرحلة، التي تعرَّض فيها رئيس الجمهورية في التسعينات إلى محاولة اغتيال عنيفة، لم يحدِّد أحد تفاصيلها بالضبط، ولكنها لو نجحت أيامها، لانقضّ تيار متطرِّف على الحكم، وأسقط البلاد في غياهب ظلام حضاري، أبعدنا سنواتٍ عن ركب العلم
سأله القائد الأعلى في اهتمام قلق
ـ وهل تعتقد أن عماد استهدف هذه المرحلة الزمنية بالتحديد؟
أجابه كبير العلماء في حزم
ـ المرحلة التي اختارها تؤكِّد هذا
قال القائد الأعلى في قلق شديد
ـ وسيعمل هو على إنجاح المحاولة
عاد كبير العلماء يشير بسبَّابته، قائلاً
ـ أو القضاء على من أفشلها؟
بدا القائد الأعلى شديد الانزعاج وهو يقول
ـ السيِّد أدهم صبري، مستشار رئيس الجمهورية؟
أومأ كبير العلماء برأسه مجيباً في انفعال
ـ كان أيامها من أخطر وأهم رجال المخابرات في زمنه، والتاريخ لا يذكر لنا حتى كيف أحبط تلك المحاولة؟!.. ولا كيف واجهها؟
ثم اعتدل في حزم، مؤكِّداً
ـ إنه هو الهدف
وسرت في جسد القائد الأعلى ارتجافة
ارتجافة شديدة العنف..
للغاية..

*******


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-12-20, 11:09 AM   #10

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


على الرغم من حالة التوتر الشديد التي أصابت مبنى وزارة الخارجية كله، لم ينتبه مخلوق واحد إلى نور، وهو يسير في عكس اتجاه الجميع، متجهاً إلى خارج المكان، وقد أحاط جسده بغلاف هولوجرافي، يجعله يبدو أشبه برجل شرطة من ذلك العصر، برتبة لواء
كانت وسيلة تمويهية ليست حديثة تماماً في عصره، ولكنه لا يمكن أن يخطر حتى على بال شخص واحد، في ذلك الزمن
وفي نفس الوقت، الذي أُطلِقَتْ فيه صفارة الإنذار الكبرى في مبنى الوزارة، كان هو يبتعد
ويبتعد..
ويبتعد..
لم يكن يرغب في إضاعة لحظة واحدة زائدة، بعد كل ما فقده
عليه اللحاق بالمساعد عماد، قبل أن يصل إلى هدفه
ووفقاً لما استنبطه، فهذا الهدف هو السيِّد أدهم صبري
الأسطورة..
لقد قرأ ما حدث في تلك الفترة الزمنية عشرات المرات، منذ كان شاباً شديد الحماس، عظيم الانبهار بتاريخ أدهم صبري
كانت محاولة رهيبة لاغتيال رئيس الجمهورية، والإطاحة بالحزب الحاكم كله بضربة واحدة عنيفة
ولأن المحاولة ظلت سراً شديد الخطورة، من أسرار الدولة، حتى نهاية فترة الاحتلال، فلم يكن الملف يحوي الكثير من التفاصيل
فقط أن المحاولة كانت رهيبة، وقادرة على النجاح، على الرغم من كل نظم التأمين والحراسة
ولقد شارفت النجاح بالفعل..
لولا تدخُّل السيد أدهم في اللحظة الأخيرة
وأيضاً دون تفاصيل ذكر الملف أن السيد أدهم كان مبهراً في ذلك اليوم
وأنه قد أنقذ الرئيس..
والجميع..
ولما كان جميع المحللين السياسيين قد أكَّدوا أنه لو نجحت تلك المحاولة آنذاك، لكان مصير مصر كله قد تغيَّر، فمن المؤكَّد أن هذه هي النقطة التي يستهدفها عماد بالتحديد
النقطة القادرة على تغيير مصير مصر كلها
وبدء لحظة سيطرته..
السبيل الوحيد لمنع حدوث هذا إذن هو أن يصل إلى عماد، قبل أن يصل هذا الأخير إلى أدهم صبري
والسؤال الآن هو: كيف يمكن أن ينجح في هذا؟؟
انحرف إلى شارع صغير على مسافة مائتي متر من مبنى الوزارة، حيث أزال ذلك الغلاف الهولوجرافي التمويهي، وتوقَّف يدرس ما معه من أجهزة، حملها من المستقبل
التقرير النفسي لعماد يقول: إنه يميل إلى الزهو والاستعراض
ولأنه عاد بأحدث أجهزة وأسلحة المستقبل، فسيسعى حتماً لاستخدامها علانية؛ لإثبات واستعراض قوته في هذا الزمن
وهذا سيترك خلفه ما يتيح تتبعه وتعقبه، خاصة وأنه لن يتوقَّع أن يأتي شخص من زمنه خلفه
الوسيلة المتاحة الآن إذن هي تعقب خطاياه
استقرَّت الفكرة في رأسه، فأخرج من جيبه جهازاً صغيراً، ضغطه بين سبَّابته وإبهامه، فصدرت منه أصوات متداخلة، راحت تصفو في سرعة، استجابة لحركة سبابته الهادئة فوق الجهاز، حتى بدا صوت اتصال من إحدى سيارات الشرطة شديد الوضوح
ـ نحن نطارد ذلك الشيء، ولكننا نجهل ماهيته.. رباه!.. إنه يطير.. يطير مثل تلك الأفلام الخرافية
ـ واصل المطاردة يا سيارة الدورية ألف وسبعة.. حدِّد موقعه طوال الوقت، حتى تصل إليك الإمدادات اللازمة
حمل الجهاز دوي انفجار بعيد، أعقبه صوت يهتف
ـ رباه!.. ذلك السلاح الصغير معه نسف السيارة، بخيط ضوء واحد
أجابه الصوت الآخر، في دهشة شديدة التوتر
ـ خيط ضوء؟!.. ما هذا بالضبط؟
هتف صاحب الصوت الأوَّل
ـ إنه يحمل سلاحاً لا قبل لنا به.. لن يمكننا مهاجمته وحدنا.. لن يمكننا
أجاب صاحب الصوت الآخر فى سرعة ما زالت تحمل ذلك التوتر الشديد
ـ حدِّد موقعه فحسب يا سيارة الدورية ألف وسبعة
استمع نور في اهتمام شديد إلى الموقع الذي حدَّده الرجل، ثم أخرج جهازاً آخر، رسم خارطة هولوجرافية سريعة لذلك الموقع، حدَّد المسارات عليها، فأعاده إلى جيبه وهو يقول في حزم
ـ الآن عرفت أين أنت يا عماد
قالها، وتحرَّك في سرعة؛ لبلوغ موقع ذلك المساعد المستقبلي
ولكن المهم أن يبلغه في الوقت المناسب
واللحظة المناسبة..

*******


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:12 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.