آخر 10 مشاركات
ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          عذراء اليونانى(142) للكاتبة:Lynne Graham(الجزء2سلسلة عذراوات عيد الميلاد)كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عروس سيئة السمعة (74) للكاتبة: آنا ديبالو (الجزء 1 من سلسلة عرسان أرستقراطيين) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          98 - امرأة في حصار - بيني جوردان ( اعادة تنزيل ) (الكاتـب : حنا - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          494 - اخر خيوط الحب - كارول مورتيمر ( عدد جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          لا..للخضوع لك! (66) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الثالث من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > سلاسل الروايات المصريه > منتدى سلاسل روايات مصرية للجيب

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-12-20, 11:09 AM   #11

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


عندما هبط عماد على قدميه أمام أدهم صبري، كان يبتسم في ثقة، وعيناه تلتمعان في ظفر شامت
إنه قادم من المستقبل، ويحمل أحدث أجهزته وأسلحته، وما من شخص واحد في هذا الزمن يمكنه أن يتصدَّى له ويوقفه
حتى ولو كان هو..
حتى ولو كان أدهم صبري شخصياً..
ولكن هذا كان يعني أنه لم يقرأ ملف أدهم جيداً
أو لم يقرأه في عناية..
فأدهم صبري يفكِّر، ويدبِّر، ويدرس، ويخطِّط، ويضع الأمور موضع التنفيذ، قبل حتى أن يبدأ الآخرون اللمحة الأولى، من الجزء الأوَّل، من الثانية الأولى، من التفكير
لذا، ففي نفس اللحظة التي استقرت فيها قدما عماد المستقبلي على الأرض انقضَّ عليه أدهم
لم يكن يدري مقدار قوة خصمه، أو قدرته، أو طبيعة رد فعله
أو حتى مدى غضبه..
ولكنه لم يجد سبيلاً سوى هذا..
فانقضّ..
وقبل حتى أن يحدِّد عماد ما سيفعله، فوجئ بقبضة أدهم تهوي على فكه كالقنبلة، وتطيح به ثلاثة أمتار إلى الخلف، ليرتطم بالجدار في قوة، قبل أن يسقط أرضاً

ولم يكن قد استعاد إدراكه كاملاً بعد، عندما وجد أدهم ينتزعه من مكانه، وهو يقول في صرامة
ـ إذن فأنت مجرَّد خصم عادي
أجابه عماد في غضب، وهو يضغط زراً في ثوبه الفضي
ـ كلا.. ليس عادياً
لم ير أدهم شيئاً في جسد خصمه يتحرَّك، وعلى الرغم من هذا، فقد شعر بلطمة شديدة العنف تضرب صدره، وتدفعه إلى الخلف في قوة، ليسقط أرضاً
وفي اللحظة التالية مباشرة، كان عماد يقف أمامه، مصوِّباً إليه سلاحاً عجيباً، وهو يقول في شراسة
ـ تاريخك جعلك تتصوَّر أنك لا تُقهَر يا رجل
وضغط سلاحه، مضيفاً في شماتة
ـ ربما لأنك لم تلتقِ بالخصم المناسب
قبل أن تكتمل ضغطته على سلاحه، وثبت منى تركل السلاح من يده، وهي تهتف
ـ ومن سيسمح لك بفعلها؟
زمجر عماد في غضب عندما أطاحت الضربة بسلاحه، خاصة وأن أدهم قد هبَّ من سقوطه، بحركة بالغة السرعة والرشاقة والمرونة، ووثب يلتقط ذلك السلاح المستقبلي، قبل حتى أن يصل إلى الأرض
وبكل غضبه، صرخ عماد
صرخ..
وصرخ..
وصرخ..
ومع صرخته، راح زيه الفضي يتألَّق على نحو عجيب، وتشع منه حرارة لافحة، حتى أن لونه الفضي قد اختفى؛ ليحل محله لون أحمر مائل إلى البرتقالي، جعل قدري يتراجع في رعب، وقد بدا له عماد في هذه اللحظة أشبه بالشيطان
وبكل عصبيتها وتوترها، هتفت منى
ـ دعونا نبتعد.. هيا
قبض أدهم على ذلك السلاح المستقبلي في قوة، وجذب منى إليه، وانطلق يعدو مبتعداً بأقصى سرعة
الآن فقط تيقن من أنه يواجه خصماً رهيباً
خصما غير تقليدي..
أو غير بشري..
لذا فأفضل ما يمكن أن يفعل في هذه اللحظة هو أن يبتعد
وبأقصى سرعة..
أما عماد، فقد أدار عينيه إلى ثلاثتهم في غضب، ثم مدَّ يده أمامه، وهو يضغط زراً آخر في زيه، الذي صار شديد الاحمرار
ومن قبضته، انطلق لسان من اللهب
لسان شق طريقه في الهواء بسرعة بالغة، ثم ارتطم بأضعف أفراد تلك القافلة المخابراتية
بقدري..
مباشرة..

*******




MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-12-20, 11:10 AM   #12

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



عقد مسئول الخدمة السرية في جهاز المخابرات العامة المصرية قبضتيه خلف ظهره في حزم، وهو يتطلَّع إلى ذلك المكان، الذي اختفى فيه نور، قبل أن يلتفت إلى مدير مباحث الوزارة، قائلاً في هدوء، لا يتفق أبداً مع الموقف
ـ أحسنتم بالاتصال بنا يا رجل؛ فالأمر يستحق تدخلنا بالفعل
بدا مدير المباحث شديد التوتر، وهو يقول
ـ من الواضح أنه يعرف الكثير عن السيد أدهم، وعن تحركات السيد رئيس الجمهورية في الفترة القادمة، وهذا ما جعلني أدرك أن الموضوع يخصكم بأكثر مما يخصنا
عاد مسئول الخدمة السرية يدير عينيه في المكان، قائلاً
ـ المفترض أن عمل المخابرات يتركَّز على خارج البلاد، وأن هناك جهات أمنية أخرى تختص بالداخل، ولكن من الواضح أن الأمر يخصنا بالفعل
غمغم مدير المباحث
ـ هذا ما توقَّعته
تساءل مسئول الخدمة السرية في اهتمام
ـ ولكن كيف فرّ ذلك الشخص من هنا؟
قلب مدير المباحث كفيه في حيرة، مجيباً
ـ كل شيء يبدو عجيباً محيِّراً، منذ بدأ كل هذا.. رجال أمن النادي أكَّدوا ظهور شخصين من العدم، في منتصف ساحة الركض الرئيسية، أحدهما أثار الفزع في أهم الشوارع الرئيسية في العاصمة، ولقد أطلقنا كل رجالنا خلفه، ولكنهم أكَّدوا تمتعه بقدرات خارقة، لا قبل لهم بها، وطلبوا دعماً زوَّدناهم به، وسنرسل كل قوات الأمن المركزي خلفه، والثاني اختفى من بيننا، ومن داخل مبنى وزارة الداخلية نفسه، بعد أن أغشى أعيينا بسلاح، ما زلنا نجهل ماهيته، حتى هذه اللحظة
سأله مسئول الخدمة السرية في اهتمام قلق
ـ مصادرنا تؤكِّد أن شخصاً خارقاً يطارد أدهم ومنى وقدري وسط العاصمة، ولكننا ما زلنا نتساءل لماذا؟
أشار مدير المباحث بيده، قائلاً
ـ هذا ما نتساءل عنه أيضاً
عاد مسئول الخدمة السرية يعقد كفيه خلف ظهره، قائلاً
ـ أسلوب تساؤلنا يختلف
لم يكد ينطقها، حتى اقترب منه أحد رجاله في هدوء، فأشار إليه بيده، دون أن ينطق بحرف واحد، فأومأ الرجل برأسه، على نحو يوحي بأنه قد فهم واستوعب ما يطلبه رئيسه، وغادر المكان في خطوات سريعة
وبنفس الهدوء، التفت مسئول الخدمة السرية إلى مدير المباحث، وسأله في اهتمام
ـ ما آخر ما وصلكم، بشأن ما يحدث في العاصمة؟
أجابه الرجل في سرعة
ـ حددنا موقع ذلك الخارق، وقواتنا تحاصر مكانه في هذه اللحظة
سأله مسئول الخدمة السرية
ـ وماذا عن أدهم..؟
هزَّ مدير المباحث كتفيه، قائلاً
ـ ليست لدينا أية معلومات بشأنه
وصمت لحظة، ثم أضاف في حذر
ـ ولم تكن لدينا أبداً
رمقه مسئول الخدمة السرية بنظرة جانبية دون تعليق، ثم عاد يدير عينيه في المكان، مغمغماً
ـ ما زلت أتساءل، كيف خرج الثاني من هنا، دون أن يستوقفه أو يشعر بخروجه أحد
هزَّ الرجل رأسه، قائلاً في توتر شديد
ـ هذا ما يشغل رءوسنا بالفعل
أشار مسئول الخدمة السرية بسبَّابته، قائلاً
ـ وما ينبغي أن نحصل على جواب بشأنه
لم يكد يتم عبارته، حتى عاد رجله إلى المكان، وقال في توتر
ـ سيدي.. بشأن السيد أدهم
لم يزد عن هذا القول، إلا أن ملامحه كانت تؤكِّد أن الأمر خطير
خطير للغاية..

*******


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-12-20, 11:11 AM   #13

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع


في نفس اللحظة التي نطقها فيها كان لسان اللهب ينطلق نحو صدر "أدهم" مباشرة، و..
وفجأة، طار جسم بيضاوي شفاف عبر المكان، وتوقَّف أمام صدر "أدهم" مباشرة؛ ليتلقى عنه ضربة لسان اللهب العنيفة..

كانت الضربة هي أقوى ما يستطيع زي "عماد" إطلاقه..
ضربة كافية للإحاطة بأسد..
ولكنها ارتطمت بذلك الجسم البيضاوي الشفاف، فارتجًَّ في عنف، ولكنه صمد في مكانه، وارتدَّ عنه لسان اللهب في قوة..

وعلى الرغم منه، اتسعت عينا "أدهم" في حين أطلقت "منى" شهقة دهشة، جعلت "قدري" يهتف مع آلامه:
- ماذا حدث؟!.. ماذا حدث؟!..

وقبل أن يجيبه أحدهما، ظهر "نور".. ظهر فجأة، هابطاً من أعلى؛ ليقف بين "أدهم" و"عماد"، مواجهاً هذا الأخير في صرامة، وقائلاً:
- العار كل العار أن تمَسَّ بطلاً قومياً.

انعقد حاجبا "عماد" في غضب شديد، وهو يقول:
- إذن فقد أرسلوك خلفي.

أجابه "نور" في صرامة:
- أرسلوني لأردعك.

زمجر "عماد"، قائلاً:
- لو استطعت.

شعر "أدهم" بتوتر شديد، وهو يستمع إلى هذا الحوار الذي عاد يفجِّر في ذهنه موجة عنيفة أخرى من التساؤلات..
من هذا القادم الجديد؟!..
من أرسلوه؟!..
ولماذا؟!..

قبل أن تتوالى الأفكار والتساؤلات في رأسه، التفت إليه "نور"، وقال في لهجة مهذَّبة، لا تتفق مع تعقيد الموقف، وإن حمل أسلوبه رنة صارمة نوعاً ما:
- سيِّد "أدهم".. هل تسمح بالانصراف مع رفيقيك.

انعقد حاجبا "أدهم" في صرامة، وهو يتجه نحوه، إلا أنه لم يكد يخطو خطوة واحدة، حتى أضاف "نور" في احترام:
- لإسعاف السيِّد "قدري" على الأقل.

واصل "أدهم" خطواته في حزم أكثر، فقال "نور" بلهجة تنطوي على الكثير:
- من فضلك يا سيِّد "أدهم".. ثق بي.

شيء ما جعل هذه الكلمة الأخيرة تجد سبيلاً إلى أذنيه..
وقلبه..
وعقله..
شيء ما جعلها تحمل إليه الثقة..
كل الثقة..

ودون مناقشة، وعلى نحو أدهش "منى" نفسها، تراجع "أدهم"، وجذب "قدري" إلى خارج الشارع الضيِّق، تاركاً "نور" و"عماد" هناك، يواجه كل منهما الآخر، بمنتهى التحدي والصرامة..
وفور خروج "أدهم" و"منى" و"قدري"، شد "عماد" قامته، وقال في تحدٍّ:
- هل تبدأ؟!

شدَّ "نور" قامته بدوره، قائلاً في حزم:
- وقتما تستعد.

قال "عماد" في خشونة:
- عليك أنت أن تستعد.

ثم زمجر، مضيفاً:
- للموت.

في نفس اللحظة التي نطقها فيها، كانت "منى" تهتف بـ"أدهم"، وصوت سارينة سيارة الإسعاف يقترب:
- هل سنتركه وحده؟!

أجابها في حزم:
- من الواضح أنه يعرف ما ينبغي فعله.

التفتت إلى مدخل الشارع الضيق، قائلة في عصبية:
- إنهما يعرفان بعضهما البعض.

غمغم "أدهم":
- هذا واضح.

كان عقله مشتتاً بين انتظار سيارة الإسعاف؛ لإنقاذ صديقه "قدري"، والتساؤل عما يدور أو يمكن أن يدور هناك.. داخل ذلك الشارع الضيق..
وقبل حتى أن يلتفت إلى الشارع، لحق به بعض الرجال، وقال أحدهم في حزم:
- نحن هنا يا سيِّد "أدهم".

كانوا بعض رجال المخابرات، الذين تتلمذوا على يديه، لذا فقد ترك لهم "قدري"، ونهض متجهاً نحو ذلك الشارع الضيق، قائلاً:
- استعدوا.. قد يحتاج الأمر إلى مواجهة عنيفة، و..

قبل أن يكمل عبارته، سطع ضوء أحمر قوي، داخل ذلك الشارع الضيق، مع دوي أشبه بانفجار مكتوم..
انفجار أعقبته سحابة كثيفة أرجوانية اللون..

وعلى الرغم من أن كل رجال المخابرات الذين يقفون خارج الشارع، قد بدأوا حياتهم في القوات الخاصة، إلا أن أحدهم لم ير دخاناً كهذا في حياته قط..
لا في قوته..
أو لونه..
أو طبيعته الكثيفة..
أو حتى رائحته التي بدت شديدة الإزعاج والعنف، حتى أنها أدمعت عيونهم جميعاً..
وفي حركة غريزية، سحب كل منهم سلاحه، واتخذ وضعاً قتالياً..
ودوّى انفجار آخر..

وفي هذه المرة كان الدخان فيروزياً، وذا رائحة أكثر عنفاً..
وكان من الواضح أنه هناك حرب عنيفة تدور هناك..
داخل ذلك الشارع الضيق..
حرب لا تشبه أية حرب عرفوها في حياتهم..
على الإطلاق..

* * *

(مستحيل أن يكون هذا قد حدث)..

قالها القائد الأعلى للمخابرات العلمية المستقبلية، وهو يضغط زر جهاز الكمبيوتر، على سطح مكتبه، فالتفت إليه كبير العلماء، متسائلاً في توتر:
- ماذا تقصد؟!

أجابه القائد الأعلى في عصبية:
- كُتُبُ التاريخ كلها لم تذكر حرفاً واحداً، عن حدوث أي أمر عجيب، في تلك الفترة الزمنية، ولو أن "نور" نجح في الوصول إلى هناك، فسيدور قتال عنيف حتماً، بينه وبين ذلك المساعد المنشقّ، وفي المحتم أن صراعاً كهذا يستحيل إبقاء أمره سراً، وسيرصده البعض حتماً، وسيأتي ذكره، ولو في صحيفة من صحف الشائعات، ولكن هذا لم يحدث.. لقد راجعت كل الملفات والأرشيف الرقمي بنفسي، ولا يوجد ذكر لهذا، ولا حتى حرف واحد.

أشار كبير العلماء بيده، وقال:
- ربما لأن هذا لم يكن قد حدث، في ماضينا نحن؟!

انعقد حاجبا القائد الأعلى، وهو يقول في صرامة:
- هل سنعود مرة أخرى إلى قصة فلسفة السفر عبر الزمن؟!

هزَّ كبير العلماء كتفيه، وقال:
- هذا ما يحكم كل شيء الآن.

أطلق القائد الأعلى زفرة عصبية، قبل أن يقول:
- إذن فلن نعرف أبداً.

أجاب كبير العلماء في سرعة:
- إلا لو نجح "نور" في مهمته، وعاد إلينا سالماً، في الموعد المناسب.

تساءل القائد الأعلى في توتر:
- وماذا لو فني كيانه هناك؟!

قلّب كبير العلماء كفيه، قائلاً:
- لا تنسَ أنه في فترة زمنية مزدوجة التداخل.. أي أنه هناك، في عمره الذي تعرفه عليه، وموجود أيضاً كطفل أو صبي صغير، في الزمن نفسه، ولو فني كيانه المستقبلي، ستواصل ذاته الصغرى حياتها، وستصل إلى زمننا، مع مرور الوقت.

قال القائد الأعلى:
- ولكن الأمور ستكون قد تغيَّرت.

أومأ كبير العلماء برأسه، مغمغماً:
- بالضبط.

قال القائد الأعلى، في لهجة أقرب إلى التساؤل:
- ولكن لو نجح في مهمته.

صمت كبير العلماء لحظة، قبل أن يجيب في حذر متردِّد:
- هنا تكمن حيرة فريق علمائنا..

اعتدل القائد الأعلى بحركة حادة، قائلاً في توتر:
- حيرتهم؟!

زفر كبير العلماء بدوره، قبل أن يجيب:
- نعم يا سيدي.. فبعضهم يقول: (إن هذا سيبدو لنا واضحاً عند عودة "نور"، أما البعض الآخر، فيخشى أن يؤدِّي هذا إلى حالة دائرية لا نهائية..)

سأله القائد الأعلى في قلق:
- وماذا يعنيه هذا؟!

أجاب كبير العلماء:
- إذا نجح سيقضي على "عماد" في الماضي، وسيواصل الزمن دورته العادية بلا تغيير، مما يعني أن "عماد" سيقوم بنفس ما فعله، عندما يبلغ اللحظة نفسها، وسنرسل نحن "نور" خلفه، وهكذا، يتوالى الزمن في دوائر لا نهائية، تكرِّر كل منها ما حدث دون تغيير.

سأله القائد الأعلى، وقد تعاظم قلقه:
- وما مدى هذا الاحتمال؟!

أجابه كبير العلماء في حذر:
- ما يقرب من خمسين في المائة.

لم يكد يتم عبارته، حتى بدا وكأن موجة خفية قد عبرت المكان كله فجأة، فقد انتفض جسدي القائد الأعلى وكبير العلماء في قوة، وشعر كل منهما بشيء ما يعبر جسده، ويجوب كل خلية فيه، في حين غامت الرؤية في المكان لجزء من الثانية، ثم عاد كل شيء لطبيعته دفعة واحدة، فهتف القائد الأعلى، وهو لا يكاد يشعر بكلماته تفارق حلقه:
- ماذا حدث؟!

هبَّ كبير العلماء من مكانه، وهو ينتزع جهاز اتصاله، مجيباً في توتر بلغ حده الأقصى:
- لست أدري يا سيِّدي.. لست أدري.

ضغط زر جهاز الاتصال، وهتف بطاقم علمائه:
- هل رصدتم هذه الظاهرة؟!

أجابه أحدهم في انفعال شديد:
- إنها فقاعة زمنية كبيرة.. هذا ما كنا نخشاه يا سيِّدي.

هتف:
- وماذا يعني حدوثها؟!

أجابه بنفس الانفعال، الذي امتزج بارتجافة قوية:
- يعني أن هناك تغييرا عنيفا يحدث عبر الزمن.. تغيير خطير.. خطير للغاية.

وامتقع وجها القائد الأعلى وكبير علمائه..
بشدة..

يتبع..


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-12-20, 11:12 AM   #14

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس

"لم أسمع حتى عن شيء كهذا!!.."..

قالها رئيس القسم الفني في دهشة بالغة، وهو يجلس أمام مسئول الخدمة السرية، الذي تراجع في مقعده، وغمغم في توتر:
- هذا رأي الجميع بالفعل.

مال رئيس القسم الفني نحوه، قائلا:
- هناك وسائل مبتكرة ومتطوِّرة عديدة؛ لتغيير الهيئة في سرعة، ولكن ليس بالسرعة التي ذكرتها.. إنها تكاد تكون مستحيلة، إلا إذا..

توقَّف فجأة عن الاستمرار، فانعقد حاجبا مسئول الخدمة السرية وهو يعتدل بحركة حادة، متسائلاً في توتر:
- إلا إذا ماذا؟!

تردَّد رئيس القسم الفني لحظات، قبل أن يحسم أمره قائلاً:
- لقد قرأت في مجلة علمية حديثة عن تجارب يحاولون بها ابتكار وسيلة جديدة؛ لسرعة التنكُّر وتغيير الهيئة عن طريق جهاز خاص يبث صورة هولوجرامية سطحية، تحيط بالشخص الذي يرتدي الجهاز، فيبدو في نظر الآخرين في هيئة أخرى، مخالفة لهيئته الحقيقية تمامًا.

بدا اهتمام شديد على وجه مسئول الخدمة السرية، وهو يقول:
- ذلك الشخص لم يكن يحمل أية أجهزة.

تراجع رئيس القسم الفني، وهو يقول في اهتمام مماثل:
- وفقًا لما ذكرته فسترته نفسها قد تكون جهازًا متطورًا لا ينتبه إليه أحد.

سأله مسئول الخدمة السرية، وقد انعقد حاجباه في شدة:
- أهذا ممكن؟!

هزَّ رئيس القسم الفني كتفيه، مجيبًا:
- لقد استخدم زرًا منها؛ ليغشي أبصار الجميع..

انعقد حاجبا مسئول الخدمة السرية، وهو يغمغم:
- هذا صحيح.

ثم عاد يتساءل في قلق:
- أهذا الاختراع أو تلك التجارب تم وضعها موضع التنفيذ بالفعل؟!

أجابه رئيس القسم الفني:
- التجارب الأوَّلية توحي بالنجاح، ولكن تكوين الصورة الهولوجرامية الوهمية بمحاذاة تضاريس الجسد لم تبلغ مرحلة الإتقان بعد، ثم إن جودة الصورة الهولوجرامية نفسها ليست بالكفاءة المنشودة، فما زالت تشفّ عن الجسد أسفلها، وتجعله واضحًا للأعين، ولكن ربما يتم تطويرها خلال السنوات القادمة، و..

قاطعه مسئول الخدمة السرية مستنكرًا:
- السنوات القادمة؟!.. إننا نتحدَّث عن شخص استخدمها منذ ساعات.

هزَّ رئيس القسم الفني رأسه نفيًا في قوة، وهو يقول:
- مستحيل!

هتف مسئول الخدمة السرية:
- ولماذا مستحيل!.. اعتدنا في أجهزة المخابرات دومًا أن نسبق العالم بخطوتين على الأقل.

قال رئيس القسم الفني في حزم:
- في حالتنا هذه، لا بد وأن نسبق العالم بألف خطوة على الأقل؛ لأنه حتى مبتكر هذه الفكرة والفريق المعاون له أكَّدوا أن النجاحات الأوَّلية لها لن تتحقَّق بكل المقاييس قبل عام ألفين وعشرة، أما استخدامها بشكل حاسم وناجح، فليس قبل خمس سنوات تالية، وهذا يعني أن استخدامها الآن مستحيل.. مستحيل تمامًا.

وتراجع مسئول الخدمة السرية في توتر شديد..
ففي رأسه، بدأت فكرة عجيبة تتكوَّن..
عجيبة..
ومخيفة..
للغاية..

* * *


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-12-20, 11:12 AM   #15

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بدت (منى) شديدة الانزعاج والتوتر، وهي تصرخ وسط الشارع الرئيسي:
- ما يحدث رهيب.. رهيب للغاية.. حتى سيارة الإسعاف تخشى أن تقترب، مع كل ما يحدث..

انعقد حاجبا (أدهم) في شدة، وهو يتجه نحو ذلك الشارع الضيق في حسم، قائلاً:
- ستقترب، وستسعف (قدري)، حتى لو اضطررت لقيادتها بنفسي.

شعرت (منى) لحظتها بذعر مزدوج عجيب..
و(قدري) يصرخ في ألم، و(أدهم) يتجه نحو النار بقدميه..
وتلك الحرب الرهيبة دائرة، داخل ذلك الشارع الضيق..
و..

قبل أن تكتمل أفكارها، دوت فجأة فرقعة رهيبة، داخل ذلك الشارع الضيق، مع سطوع ضوء قوي، يميل إلى اللون الأحمر، قبل أن يندفع جسد (نور) خارجه في عنف، ليرتطم بـ(أدهم)، ويسقط كلاهما أرضًا..

وقبل حتى أن يستعيد (أدهم) توازنه، هتف برجال المخابرات:
- هاجموا.

ودون ذرة واحدة من التردُّد، وعلى الرغم من غرابة الموقف وعنفه، اندفع رجال المخابرات داخل الشارع الضيق، شاهرين أسلحتهم، في مشهد بدا للمراقبين صورة مجسَّمة للشجاعة والبسالة..

أما (أدهم) فقد نهض وهو يمسك رأس (نور) الفاقد الوعي في عناية، وصاح في (منى):
- اطلبي من رجال الإسعاف الحضور فورًا، وإلا أطلقت النار على رءوسهم مباشرة..

غمغمت (منى)، وقد بلغ توترها مبلغًا يمنعها من الانفعال العنيف:
- إنهم في طريقهم.

لم يدْرِ (أدهم) لماذا شعر بمزيج من القلق والحيرة والحنان، وهو يحتضن رأس (نور)، ويرقده على الأرض في حرص، مغمغمًا:
- لا تمُت يا هذا.. ابقَ معنا..

فوجئ بـ(نور) يفتح عينيه في بطء، ويمنحه ابتسامة ارتياح، قبل أن يغلقهما مرة أخرى، ويتراخى جسده تمامًا، في نفس اللحظة التي وصلت فيها سيارة الإسعاف، وهبط منها رجلان ارتبكا وهما ينقلان بصريهما بين ذلك الشارع الضيق الذي ما زال الدخان الفيروزي ينبعث منه، و(قدري) الذي يصرخ ألمًا، و(نور) الذي يمسك (أدهم) رأسه في حنان متوتر..

وما إن شاهدهم (أدهم) حتى صرخ فيهم:
- ماذا تنتظرون؟!

اندفع الرجلان بسرعة، أحدهما نحو (قدري)، والآخر نحو (نور)..
وسمع (نور) صرخة (أدهم)..
وكانت آخر ما سمعه..
وبعدها أظلمت الدنيا..
تمامًا..

* * *


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-12-20, 11:13 AM   #16

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



"مات المقدِّم (نور).."..

قالها عالم مركز الأبحاث التابع للمخابرات العلمية المستقبلية في توتر بالغ انتقل على الفور إلى كبير العلماء والقائد الأعلى، فقال الأخير:
- أهذا تفسير تلك الفقاعة الزمنية؟!

أومأ الرجل برأسه إيجابًا، فزمجر كبير العلماء، قائلاً:
- أحد تفسيراتها.

التفت إليه القائد الأعلى بحركة حادة، قائلاً:
- ماذا تعني؟!

أجابه كبير العلماء، والعالم صامت تمامًا:
- أعني أن هناك عدة تفسيرات لحدوث تلك الفقاعة الزمنية، التي تعني حدوث تغيير خطير في مسار الزمن، آتٍ من الماضي حتمًا، وهذا يحتمل عدة تأويلات، زميلنا يتبنى أحدها فقط.

سأله القائد الأعلى:
- ولكن هذا ليس حتميًا.. أليس كذلك؟!

هزَّ العالم كتفيه، وقال:
- ربما يعني أن (عماد) قد نجح في خطته، أو أن الصراع بينه وبين المقدِّم (نور) قد أحدث تغييرًا جذريًا في مسار الأحداث في الماضي، أو..

قاطعه القائد الأعلى في عصبية:
- ولكن ليس بالضرورة مصرع (نور).

هزَّ الرجل رأسه نفيًا، مجيبًا في حزم:
- لا.. ليس بالضرورة..

ثم استدرك في سرعة:
- ولكنه الاحتمال الذي أرجِّحه.

هتف به القائد الأعلى في غضب:
- أبقِهِ لنفسك.

انعقد حاجبا الرجل في غضب، في حين اندفع القائد الأعلى مغادرًا المكان، فالتفت كبير العلماء إلى الرجل، وقال في صرامة قبل أن يلحق به:
- كن حذرًا فيما تدلي به.

قال الرجل في عصبية:
- كيف تفسر تلك الفقاعة الزمنية إذن؟

لم يجبه كبير العلماء، ولكنه أسرع خلف القائد الأعلى حتى لحق به لاهثًا، وهو يقول:
- هناك احتمالات أخرى حتمًا.

غمغم القائد الأعلى في عصبية:
- ولكن هناك احتمال وحيد يخيفني.

وتوقَّف على نحو مباغت، حتى كاد كبير العلماء يصطدم به، وهو يضيف:
- أن يفشل (نور) في مهمته.

لهث كبير العلماء أكثر، وهو يقول:
- ولكن هذا لم يحدث بعد... بمقاييس نهر الزمن على الأقل.

سأله القائد الأعلى في حدة:
- ومن أدراك؟!

أشار بيده، مجيبًا:
- كل ما حولنا..

لم يفهم القائد الأعلى ما يعنيه، فانعقد حاجباه في حدة، جعلت الرجل يستطرد في سرعة:
- لم يتغَّير شيء عما نعرفه.

قال القائد الأعلى مزمجرًا:
- قلت: إننا لن نعلم بالتغيير.

أجابه بنفس السرعة:
- ولكننا ما زلنا نعلم بالمهمة، وهذا يعني أن التغيير لم يحدث.

بدا القائد الأعلى شديد العصبية، وهو يقول:
- وهل سيحدث هكذا.. فجأة؟!

هزَّ كتفيه في توتر، مجيبًا:
- ربما فجأة، وربما على شكل موجات عنيفة.. موجات تبدِّل كل شيء من حولنا على نحو عنيف، ولن يحدث التبديل فيما حولنا فحسب، وإنما في داخلنا أيضًا.. ستتبدَّل ذاكرتنا؛ لتتناسب مع التغيير الذي سيحدث من حولنا.

قال القائد الأعلى، في عصبية أكثر:
- وماذا لو..

قبل أن يتم عبارته، جاءت الصدمة..
موجة عنيفة، أشبه بتضاغط ناشئ عن قنبلة خفية، ضربت جسديهما دفعة واحدة..
موجة شديدة العنف، انتزعتهما من مكانهما، وجعلتهما يطيران عبر ممر مركز الأبحاث، قبل أن يسقطا أرضًا في قوة، وينزلقا على الأرض لمترين على الأقل..

وعندما تلاشى ذلك التأثير العنيف هتف القائد الأعلى:
- ماذا حدث؟!.. ماذا حدث؟!

حدَّق كبير العلماء في صورة كبيرة، تتوسَّط الجدار المقابل للممر، واتسعت عيناه عن آخرهما، وهو يهتف:
- يا إلهي!.. مستحيل!

التفت القائد الأعلى بسرعة إلى حيث يشير، واتسعت عيناه عن آخرهما بدوره، وقد عرف الآن فقط ما الذي تعنيه تلك الموجة العنيفة، التي ضربتهما معًا..
لقد تغير مجرى الزمن بالفعل..
وبعنف..

* * *


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-12-20, 11:14 AM   #17

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



(عماد) نجح في مهمته..
واغتال رئيس الجمهورية في الماضي..
وسيَّطر على (مصر) كلها..

وبعلومه وأجهزته المتطورة، صنع قوة هائلة لا قبل لها في ذلك العصر..
قوة تفوق النظام النازي في قوته..
وجبروته..
وطغيانه..
وظلمه..

وهكذا أصبح العالم كله ملكًا له..
وراح الزمن يتغيَّر..
ويتغيَّر..
ويتغيَّر..

وعندما بلغ زمن (نور) كان كل شيء يختلف..
حتى هيئة البشر..
و(نور) وفريقه لم يعد لهم وجود..
(عماد) محا وجودهم في زمن مضى، فمحاهم من نهر الزمن..
ومن المستقبل..
و..

"استيقظ.."..

اخترقت الكلمة أذني (نور) وعقله، فانتزعته من ذلك الكابوس المستقبلي الذي سيطر على كيانه كله، وبثّ في نفسه رعبًا لم يعهده من قبل..
وعلى الرغم من أن جسده لم يتوقَّف عن الارتجاف، فقد وجدت الكلمة ذات اللهجة القوية الحانية مكانها إلى قلبه..

ففتح عينيه في بطء، يتطلَّع إلى وجه (أدهم) الذي جلس إلى جوار فراشه، والذي استقبله قائلاً في لهجة حملت كل حنان ورفق الدنيا:
- كان جسدك يرتجف بشدة.

حاول (نور) أن ينهض، وهو يغمغم:
- هذا أقل ما يمكنه فعله.

انتبه في تلك اللحظة فقط إلى الرجال الذين يقفون خلف (أدهم)، وبالذات إلى مسئول الخدمة السرية الذي سأله في صرامة:
- من أنت بالضبط؟!..

أجابه (نور) في حذر:
- رجل أمن مثلكم.

كان يحاول النهوض، ولكن (أدهم) منعه في رفق، وهو يقول:
- ليس بهذه السرعة.

أما مسئول الأمن، فقال بنفس الصرامة:
- وتنتمي إلى المستقبل.. أليس كذلك؟!

عاد (نور) يرقد استجابة لـ(أدهم)، وهو يقول:
- وأنتم لا تصدقونني بالطبع.

تبادل مسئول الخدمة السرية نظرة مع رجاله ومع (أدهم) الذي قال:
- قد يدهشك هذا، ولكنني في الواقع أميل كثيرًا إلى تصديقك.

بدا التأثُّر الشديد على (نور)، وهو يلتفت إليه قائلاً:
- حقًا؟!

لم يدْرِ (أدهم) لماذا شعر بألفة شديدة معه، ولا ما سر ذلك الحنان الأبوي الذي يشعر به تجاهه، إلا أنه وجد نفسه يقول في رفق شديد:
- حقًا...

لم يرُقْ هذا الأسلوب لمسئول الخدمة السرية، الذي قال في صرامة:
- قصة كهذه تصلح لفيلم سينمائي بأكثر مما تصلح لحياة واقعية.

قال (نور) في حزم:
- ولكنها الحقيقة.

رفع مسئول الخدمة السرية سبَّابته، قائلاً:
- دون إثبات واحد.

اعتدل (نور)، وهو يقول:
- وماذا لو أنه لديّ الإثبات الكافي.

مرة أخرى، تبادل الرجال تلك النظرة المتوترة، قبل أن يقول (أدهم) في اهتمام:
- وما هو؟!

أكمل (نور) اعتداله، وهو يقول في حزم:
- خطة استمرار الحكومة(*).

توتر الجو فجأة فور نطقه بالعبارة، وحدَّق فيه الجميع في استنكار، فيما عدا (أدهم)، الذي سأله في اهتمام بالغ:
- ماذا تعرف عنها؟!

أجابه (نور) في سرعة، ودون تفكير:
- الخطة الحالية تم وضعها في التاسعة، من مساء الثامن عشر من يونيو السابق، بحضور رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ومدير المخابرات العامة، ووزير الدفاع، ومستشار الأمن القومي، و...

قاطعه مسئول الخدمة السرية في عصبية واضحة:
- وما نقطة التأمين؟!

أجاب (نور) بنفس السرعة:
- المقر السري رقم سبعة، تحت جامعة (القاهرة) ومدخله السري يبدأ من......

قاطعه (أدهم) في صرامة:
- كفى....

أما مسئول الخدمة السرية، فقد قال في عصبية ذاهلة:
- كيف عرفت هذا؟!

قال (نور) في هدوء:
- إنها مجرَّد معلومات أرشيفية أمنية، متاحة لكل رجل أمن..

صمت لحظة، قبل أن يستدرك في حزم:
- في زمني.

بدا مسئول الخدمة السرية شرسًا، وهو يندفع نحوه قائلاً:
- اسمع.. خدعة السفر عبر الزمن هذه لن...

استوقفه (أدهم)، على الرغم من فارق الرتب بينهما، قائلاً:
- لحظة يا سيِّدي.

انعقد حاجبا الرجل وهو يتوقَّف متوترًا، في حين سأل (أدهم) (نور) في اهتمام واضح:
- رأيناك جميعًا في مواجهة ذلك الشخص داخل الشارع الضيق، ورأيناك تندفع خارجه وكأنما أصابتك قنبلة، ولكن ثيابك كانت سليمة لم تمسّ، على الرغم من الجرح في جبهتك، وعندما اقتحم الرجال المكان، لم يجدوا أي أثر لذلك الشخص، فماذا حدث هناك بالضبط؟!

هزَّ (نور) رأسه نفيًا، مجيبًا:
- لست أدري؛ فلقد عاد إلى زمنكم وهو يحمل أجهزة وأسلحة متطوِّرة، بل شديدة التطوُّر حتى بالنسبة لزمني.

سأله (أدهم) مرة أخرى:
- وما الذي يستهدفه في زمننا بالضبط؟!

تطلَّع (نور) إليه لحظة، قبل أن يجيب في حزم:
- أنت.. أنت يا سيِّد (أدهم).

تفجَّرت الدهشة في وجوه الجميع، وتبادلوا نظرة صامتة شديدة التوتر، قبل أن يميل (أدهم) نحو (نور) ليقول شيئًا، و..

وفي اللحظة نفسها، دوى انفجار عنيف في الخارج..

انفجار اقترن بضوء ساطع عجيب، وجعل (نور) يثب من فراشه في تحفز متوتر، وهو يهتف:
- رباه!.. لقد جاء.

ومع آخر حروف كلماته، أطاح انفجار آخر بباب الحجرة..
وظهر (عماد)..
في قلب مبنى المخابرات المصرية.


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-12-20, 11:15 AM   #18

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل السادس

ـ ضربة المستقبل

حمل صوت "منى" كل توترها وعصبيتها، وهي تقف أمام باب حجرة "قدري"، في المستشفى التابع للمخابرات العامة، قائلة:
- ماذا تعني بأن الأوامر تقتضي بقائي هنا؟!.. أأنا رهن الاعتقال أم ماذا؟!

أجابها الرجل في هدوء، وكأنه لم يلاحظ ثورتها:
- إنها أوامر سيادة العميد "أدهم".

صدمتها العبارة، فاتسعت عيناها عن آخرهما، وهي تقول في ذهول:
- "أدهم"؟!.. ولكن لماذا؟!..

أجاب الرجل بنفس الهدوء:
- لحمايتك أيها المقدِّم.

هتفت مستنكرة:
- حمايتي أنا؟!..

أومأ برأسه إيجاباً، وهو يقول:
- هذا ما أكَّده سيادة العميد.

انعقد حاجباها في غضب، دون أن تحاول التعليق على العبارة..

"أدهم" اتخذ قراره بإبعادها عن ساحة المعركة..
بحمايتها، كما يفعل دوماً؛ لأنه لا يعترف أبداً بأنها زميلته قبل أن تكون حبيبته، وأنها قد تلقَّت من التدريبات ما يكفيها لحماية نفسها، وحماية الآخرين أيضاً..
"وأكَّد أيضاً أنه لن يشعر بالأمان بالنسبة للسيِّد "قدري" إلا لو كنتِ أنتِ دون سواك إلى جواره.."..

أضاف الرجل منتزعاً إياها من أفكارها الغاضبة، فحدَّقت فيه مغمغمة:
- "أدهم" قال هذا؟!

أومأ الرجل برأسه إيجاباً دون تعليق، فالتقطت نفساً عميقاً، تحوَّل إلى زفرة حارة، وهو ينطلق عائداً من صدرها، والتفتت تلقي نظرة على "قدري"، الذي رقد هادئاً، بعد طن المسكنات الذي تم حقنه به، والإسعافات الأوَّلية التي تلقاها، وراح في سبات عميق، ثم عادت تدير رأسها إلى الرجل، متسائلة في قلق:
- ومن سيحمي "أدهم".

ارتفع حاجبا الرجل في دهشة، وهو يقول:
- وهل يحتاج إلى من يحميه؟!

تراجعت مع العبارة، وألقت نظرة سريعة على "قدري"، وهى تغمغم:
- من يدري؟!

لم تكد تنطقها حتى دوى صوت انفجار مكتوم من بعيد، فانتفض الرجل الواقف أمامها، واستلّ سلاحه بحركة آلية، في حين هتفت هي:
- يا إلهي!.. الانفجار قادم من هناك.

أضاف الرجل، وهو يعدو مبتعداً، شاهراً سلاحه:
- من المبنى الرئيسي.

وهوى قلبها بين قدميها..
بعنف..

* * *


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-12-20, 11:15 AM   #19

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بمنتهى الثقة، وعلى الرغم من نجاحه في اقتحام مبنى منيع، يستحيل أن تدخله بعوضة دون تصريح خاص، بمقاييس هذا العصر على الأقل، أدار "عماد" عينيه في عيون الجميع، داخل حجرة "نور"، الذي استقبله بنظرات متحدية، قائلاً في خفوت يحمل كل صرامة الدنيا:
- لن تربح هذه المعركة.

تألَّقت عينا "عماد"، وهو يرفع مسدسه الليزري شديد التدمير، قائلاً:
- أهذا ما تحب أن أنقشه على شاهد قبرك؟!

اندفع "أدهم" فجأة يلكم "عماد" في فكه، هاتفاً:
- أو على شاهد قبرك أنت.

كانت اللكمة من القوة، حتى أنها تكفى لإزاحة ثور قوي لمسافة ثلاثة أمتار على الأقل، ولكن المدهش أنها لم تزحزح "عماد" من مكانه سنتيمتراً واحداً..
لقد شعر "أدهم" وكأنه يلكم جداراً من الصلب..
ولكنه صلب عجيب..
غريب..
مخيف..

صلب تلقَّى اللكمة، على مسافة سنتيمتر واحد من فك "عماد"، ثم غاص معها لمليمتر أو اثنين، قبل أن يرتد في قوة، ويدفع قبضة "أدهم"، و"أدهم" نفسه إلى الخلف في عنف..
وعلى الرغم من دهشة "أدهم" العارمة، وذهول مسئول الخدمة السرية الشديد، سحب رجال المخابرات مسدساتهم بحركة حادة سريعة، وانطلقت رصاصاتهم بلا تردُّد، نحو "عماد"..
مباشرة..

ولأنهم رجال مخابرات محترفون، فقد أصابت رصاصاتهم كلها الهدف..
وارتدَّت عنه بعنف..
بمنتهى العنف..

وبالكاد أفلت "أدهم" من رصاصة، تجاوزت أذنه اليسرى بأقل من سنتيمتر واحد، وانحنى "نور" ليتفادى أخرى مرقت فوق رأسه، واخترق صريرها أذنيه، وشعر مسئول الخدمة السرية بثالثة تحتكُّ بعنقه، في حين سقط أحد الرجال، برصاصة ارتدَّت إلى صدره مباشرة، في حين أصيب آخر برصاصة في فخذه اليسرى..

ومن كل مكان، اندفع رجال الأمن والمخابرات نحو الحجرة..
ولكن "عماد" لم يُبدِ لمحة واحدة من الخوف أو القلق..

لقد عاد يرفع مسدسه الليزري نحو "نور"، قائلاً وقد تألَّقت عيناه أكثر:
- لم تعرف تلك السترة الكهرومغناطيسية الواقية من قبل.. أليس كذلك؟!

قال "نور" في صرامة:
- لن تربح.

هزَّ "عماد" كتفيه، وقال:
- وأنت أيضاً.

وضغط زناد مسدسه بالفعل..
وانطلقت أشعته الليزرية المتفجِّرة..
نحو "نور" مباشرة..

وتحرَّك "أدهم" على نحو حاد، وكأنه يحاول التصدي للأشعة، التي يدرك مدى قوتها وتأثيرها، و..
ومهما بلغت قوته وسرعته كان من المستحيل أن يسبق خيطا ينطلق بسرعة الضوء..

لذا، فقد ارتطمت الأشعة المدمرة بصدر "نور"..
ودوّت فرقعة في المكان..
فرقعة لم يسمع جهاز المخابرات المصري مثلها قط..
ليس في مقره على الأقل..

لذا فقد سرت انتفاضة عنيفة في أجساد الجميع..
حتى "عماد" نفسه..
هذا لأن أشعته أصابت صدر "نور"..
وتفجَّرت..
ودفعته مترين على الأقل للخلف، ليسقط في قوة..
إلا أنها لم تقتله..

فأمام العيون الذاهلة، نهض "نور" من سقطته، وسترته تتألَّق بوهج برتقالي دافئ، وهو يقول:
- أهذا يجيب سؤالك؟!

انعقد حاجبا "عماد" في شدة، في حين تلفَّت "أدهم" حوله في سرعة، بحثاً عن أي سلاح، يمكن أن يواجه به هذا الخصم المستقبلي..
ولكن "عماد" كان قد اتخذ قراره..

"نور" يرتدي نفس السترة الكهرومغناطيسية الواقية، والصراع معه لن يكون مجدياً، في هذه اللحظة..
وفي هذا المكان..

لذا، فينبغي أن يركِّز تفكيره على هدف آخر..
هدفه المباشر..
"أدهم"..

لذا، فقد استدار في سرعة، وصوَّب أشعته المدمرة نحو "أدهم"..
ولكن من الواضح أنه -وعلى الرغم من علومه المستقبلية- لم يكن يعرف "أدهم صبري" جيداً..
فعندما استدار، وعلى الرغم من سرعته المدهشة، لم يجد أثراً لـ"أدهم"..

وفي غضب شديد، زمجر المساعد المستقبلي، وصرخ:
- لن تفيدك هذه الألاعيب.

صكّ مسامعه فجأة صوت "أدهم" يهتف:
- من يدري؟!.. ربما..

عاد "عماد" يستدير في سرعة، ويصوِّب مسدسه نحو مصدر الصوت، ولكنه فوجئ بـ"أدهم" ينقض..
وما فاجأه أكثر أن "أدهم" لم يكن ينقض عليه..
بل على "نور"...

لقد اندفع "أدهم" كالصاروخ، وتجاوزه بوثبة مدهشة، ثم انقضَّ على "نور"، ودفعه أمامه في قوة، ثم يرتطمان معاً بزجاج النافذة، ويحطمانه، ويسقطان خارجها، ويختفيان عن الأنظار..
كل هذا في لحظة واحدة تقريباً..

لحظة باغتت "عماد" المستقبلي، حتى أنه لم يفق من دهشته إلا بعد اختفاء البطلين معاً..
بطل الحاضر..
وبطل المستقبل..

وفي نفس اللحظة التي أطلق فيها "عماد" زمجرة عالية غاضبة ثائرة، كان "نور" الذي واجه كل ما لا يتخيَّله عقل من أخطار مستقبلية يعيش أكثر لحظات حياته إبهاراً من وجهة نظره..

لقد ارتطم به "أدهم"، ودفعه ليحطما النافذة، ويسقطا معاً من الدور الثالث، ولكن "أدهم" أحاط وسطه بذراع قوية كالفولاذ، وأمسك به بيسراه، وهو يتعلَّق بإطار النافذة بيمناه وحدها، وتأرجح لحظة، قبل أن يثب إلى إطار نافذة أخرى، في الطابق الثاني، واستقر على إفريزها لجزء من الثانية، في رشاقة مدهشة، وكأنه لاعب سيرك محترف، ثم وثب مع "نور" إلى الأمام، ووجد هذا الأخير نفسه يدور في الهواء، ثم يهبط مع "أدهم"، ليرتطما بحاجز مطر قماش في الطابق الأوَّل، ومنه إلى الأرضي حيث هبط "أدهم" بحمله على قدميه، ثم أفلته هاتفاً:
- إلى السيارة.

وعلى الرغم من حالة الانبهار الشديد التي يمر بها "نور" أطاعه في استسلام، وأسرع معه إلى السيارة، ليثبا داخلها معاً، ويدير "أدهم" محرِّكها، ثم ينطلق بها في لحظة واحدة، وهو يهتف عبر جهاز اتصال خاص:
- حاجز البوَّابة.. طوارئ.. "ن - *"..

لم يفهم "نور" ما تعنيه تلك المصطلحات الصغيرة المقتضبة، وسيارة "أدهم" تنطلق بهما بسرعة خرافية، نحو بوَّابة المبنى..
وعبر النافذة نفسها، وثب "عماد" المستقبلي..
ثم انطلق طائراً خلفهما..

وعاد ذلك السباق يتكرَّر..
"أدهم" ينطلق بسيارته بأقصى سرعة، و"عماد" ينطلق طائراً خلفه..

وعندما بلغت سيارة "أدهم" بوَّابة مبنى المخابرات، كان حاجز الصلب الواقي يهبط ليتساوى بالأرض، مفسحاً لها الطريق، ولكن رجال الأمن فوجئوا بذلك المشهد الرهيب، الذي لم يعتادوه من قبل قط..
"أدهم" ينطلق بسيارته بأقصى سرعة، متجاوزاً كل قواعد السير، داخل حرم جهاز المخابرات، وخلفه شخص يطير!!..

لم يصدِّقوا أعينهم في البداية، فاتسعت عن آخرها، وهم يحدِّقون في ذلك الطائر، قبل أن ينتزعوا مسدساتهم، ويصوِّبونها إليه، وكبيرهم يصرخ، دون أن يشعر بجدوى ما يقول:
- قف..

وثبت سيارة "أدهم" تعبر بوَّابة الجهاز، وتميل، وإطاراتها تطلق صريراً صارخاً رهيباً على أسفلت الشارع..
وانطلقت رصاصات رجال الأمن نحو "عماد"...
وأصابته..

ولكنها لم يخترق جسده..
تلك السترة الكهرومغناطيسية الواقية صدَّت الرصاصات كلها، وجعلتها ترتد عنها وعنه في عنف، في حين لم يحاول هو رد الهجوم، أو حتى الانتقام ممن هاجموه، وهو يعبر البوَّابة بدوره، وينطلق حاملاً مسدسه، خلف سيارة "أدهم"..

"ماذا تنوي أن تفعل؟!.."...
ألقى "نور" السؤال في توتر مبهور، فأجابه "أدهم" في صرامة شديدة، وهو ينحرف بسيارته في سرعة مخيفة إلى شارع جانبي:
- ابتعد عن هنا بقدر الإمكان.

أجابه "نور" والانبهار لم يفارقه قط:
- وكيف؟!.. إننا نسير في طريق مزدحم، وهو يطير في هواء طلق، وهذا يمنحه أفضلية لا يمكن إهمالها.

انحرف "أدهم" مرة أخرى، في شارع ضيق، وبحركة سريعة كادت السيارة تفقد معها توازنها، وهو يجيب:
- ولكن لديه نقطة ضعف ضخمة.

سأله "نور" في اهتمام شديد:
- وما هي؟!

استلَّ "أدهم" مسدسه، وهو يجيب في حزم:
- أنه يرتدي سترة كهرومغناطيسية.

سأله "نور" في تردُّد:
- وماذا في هذا؟!

أجابه "أدهم" في حزم أكبر، وهو يراقب عبر مرآة سيارته "عماد"، وهو ينحرف طائراً، عبر نفس الشارع الضيق، ثم يرفع عينيه إلى أعلى، دون أن يخفِّف من سرعة انطلاق سيارته:
- إيقافه لن يحتاج إلا لرصاصة واحدة.

لم يستوعب "نور" الأمر في البداية، على الرغم من ذكائه، ولكن "أدهم" أجاب كل ما يحيِّره دفعة واحدة..

وبرصاصة واحدة أيضاً..
رصاصة أطلقها نحو سلك ضغط الكهرباء العالي، المارّ عبر الشارع..

وفي عنف، انقطع السلك..
وهوى طرفه الحر عبر الشارع..
وارتطم بجسد "عماد"..

وفي جزء من الثانية، أوصلت سترته الكهرومغناطيسية الدائرة الكهربية وأكملتها، و..
ودوت فرقعة شديدة العنف في الشارع..
وانطلقت شرارات قوية عنيفة..

واندفع جسد "عماد" إلى الخلف في عنف، كما لو أن صاعقة عنيفة قد ضربت جسده فجأة..
صاعقة كهربية..
حقيقية..
ومع انبهار "نور" التام، وجد نفسه يهتف دون وعي:
- رائع...

ولم يجب "أدهم"، وراح ينطلق..
وينطلق..
وينطلق..

أما "عماد"، فقد سقط أرضاً في عنف، وارتطم بأحد الجدران في قوة، ودار رأسه لحظات طوال، قبل أن يستعيد صفاء ذهنه، ويصرخ في غضب:
- ياللسخافة!

استجمع كل قواه، وهبَّ ليقف مرة ثانية على قدميه، وصوَّب مسدسه الليزري المدمِّر..
ولكن الشارع الضيق كان خالياً..
وما من أثر لسيارة "أدهم"..
أدنى أثر..

* * *


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-12-20, 11:16 AM   #20

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


"لا أحد يعرف كيف؟!.."..

نطقها نائب مدير المخابرات في توتر شديد، وهو يقلب كفيه في حيرة، ويصمت لحظة، وكأنما يحاول خلالها هضم ما نطقه للتوّ، قبل أن يواصل:
- كل نظم الأمن كانت تعمل بكفاءة، وكل كاميرات المراقبة لم تسجِّل أي شيء غير طبيعي، وما من شخص واحد أمكنه تفسير كيف دخل ذلك الشخص إلى هنا..

قال مدير المخابرات في هدوء يحمل كل الصرامة:
- في عالمنا من العار والخطر، كل الخطر، أن نجهل أمراً حيوياً كهذا... الرجل لم يدخل متجراً عاماً دون أن يلمحه أحد.. لقد دخل مبنى جهاز المخابرات العامة المصرية، أحد أكثر الأماكن أمناً ومناعة في "مصر" كلها، فكيف يفعلها، ونجهل الوسيلة.

صمت النائب بضع لحظات مرتبكاً، قبل أن يقول في حذر:
- ليس هناك سوى تفسير واحد.

مال مدير المخابرات إلى الأمام، وهو يسأل في اهتمام شديد:
- وما هو؟!

تردَّد النائب لحظات قبل أن يجيب في حذر أكثر:
- للكاتب "آرثر كونان دويل" عبارة شهيرة"*" يقول فيها:
"لو استبعدنا المستحيلات من أي لغز، فإن ما يتبقى أمامنا هو حتماً الحقيقة، مهما بدت عجيبة."..

سأله المدير في صرامة:
- وماذا يعنيه هذا؟!

مرة أخرى بدا نائب المدير شديد التوتر، حتى أن المدير صاح به مكرِّراً في صرامة شديدة:
- ماذا يعنيه؟!

اندفع النائب يقول في سرعة:
- أنه جاء من المستقبل بالفعل.

انعقد حاجبا المدير في شدة، وظل في موضعه، يحدِّق فيه لحظات، قبل أن يتراجع في بطء قائلاً:
- ألا يبدو لك هذا من المستحيلات؟!

أجابه الرجل:
- الدكتور "محمد علي أحمد" رئيس قسم الفيزياء التجريبية"*"في علوم "القاهرة"، يؤكِّد أن السفر عبر الزمن ليس مستحيلاً، بل هو حقيقة علمية، أشارت إليها نظرية النسبية، للعالم "ألبرت أينشتين"، وأكَّدتها التجارب العملية والمعملية، وأنه ليس من المستبعد في المستقبل القريب أن تكون هناك آلة زمن فعلياً.

قال المدير في شيء من الصرامة أراد أن يُخفي به دهشته:
- إلى حد أن يعود رجل من المستقبل إلى عالمنا، ويحاول أن يفسده؟!

تنهَّد الرجل في توتر، قبل أن يقول:
- ربما ليس وفقاً للعلوم الحالية، ولكن العلم يكشف نظريات جديدة وسبلا جديدة كل يوم، ولا أحد يمكنه أن يستبعد أي شيء؛ يمكن أن يحدث مستقبلاً.

صمت المدير طويلاً هذه المرة، وهو يفكِّر في عمق قبل أن يهز رأسه، وهو يقول:
- ويصبح حاضرنا ساحة قتال للمستقبليين.

تردَّد النائب لحظة، ثم قال في حذر:
- والسيِّد "أدهم" هدفٌ لهم.

قال المدير في انزعاج حقيقي:
- "ن - *"؟!..

أومأ النائب برأسه إيجاباً، فانعقد حاجبا المدير في شدة، وغمغم في توتر:
- إذن فينبغي أن نبذل كل جهودنا لحماية "ن - *".

سأله النائب في قلق:
- وكيف نحميه من خطر لم يستطع الجهاز كله التصدِّي له؟!

وانعقد حاجبا المدير أكثر..
فجواب هذا السؤال بدا عسيراً للغاية..
وهذا يعني أن "أدهم" بالفعل في خطر..
خطر بلا حدود.


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:28 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.