آخر 10 مشاركات
آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          420 - الوجه الآخر للحب - روبين دونالد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الثأر -ج3 من سلسلة بريد الشتاء- للكاتبة الأخاذة: هبة الفايد [زائرة ] *كاملة&بالروابط* (الكاتـب : هبةالفايد - )           »          إنه انت * مكتملة * (الكاتـب : الكاتبة الزرقاء - )           »          وَرِيث موريتي(102) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء1 من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-08-20, 12:33 AM   #11

ديدي امبابي

? العضوٌ??? » 366569
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 742
?  نُقآطِيْ » ديدي امبابي is on a distinguished road
افتراضي


منورة المنتدى يا سارو اتمنالك التوفيق والنجاح وان تلاقي اقبال كبير وروايتك تاخد تميز😍

ديدي امبابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-20, 03:01 AM   #12

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء 1990 مشاهدة المشاركة
مبرووووك 🎉 ي سارونزول الروايه بالمنتدى⁦💖⁩ موفقه دايما وانتظار الفصول ومراجعتها جدا💙💙💙
حبيبتى قلبي يا شيماء الله يبارك فى عمرك تسلى يا قلبي
وانا بانتظارك


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-20, 03:02 AM   #13

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ديدي امبابي مشاهدة المشاركة
منورة المنتدى يا سارو اتمنالك التوفيق والنجاح وان تلاقي اقبال كبير وروايتك تاخد تميز😍
ده نورك يا قمر
تسلمي يا قلبي اتمنى تنال إعجابكم


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-20, 06:25 PM   #14

NoOoShy

? العضوٌ??? » 156463
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,142
?  نُقآطِيْ » NoOoShy has much to be proud ofNoOoShy has much to be proud ofNoOoShy has much to be proud ofNoOoShy has much to be proud ofNoOoShy has much to be proud ofNoOoShy has much to be proud ofNoOoShy has much to be proud ofNoOoShy has much to be proud ofNoOoShy has much to be proud of
افتراضي

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد مبروك على الرواية الجديدة وبالتوفيق ان شاء الله

NoOoShy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-20, 07:41 PM   #15

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة noooshy مشاهدة المشاركة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد مبروك على الرواية الجديدة وبالتوفيق ان شاء الله
وعليكم السلام ورحمته وبركاته
يبارك فى عمرك وصحتك يا قلبي
تسلمى يا رب


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-20, 08:00 PM   #16

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الأول
يُقال الأحلام دائما تتغير بتغير أولويات الحياة، فأحلام الطفولة تختلف عن أحلام المراهقة تختلف عن أحلام الشباب.. فالحياة دائما ما تخفى بطياتها مفاجآت عديدة تلقي بنا في دروب تختلف تماما عما أردنا، قد تعطينا هدية في إحدى دروبها وتكون الأغلى في حياتنا، وقد تعطينا جرح صعب شفائه، ولكن علينا المضي قدمًا في حياتنا سواء صعوداً أو هبوطاً.

(مذكرتي العزيزة نوجة
اشتقتُ لكِ صديقتي؛ اليوم يوم عملي الأول، أريد أن أخبرك بعض الأشياء عني والتي أعرف تمامًا بمعرفتك بها.. ولكن أريد استرجاع بعض ذكرياتي؛ سوف أعرفك بي من جديد أنا نيرة سليم فتاة عمري أوشك على الخامسة والعشرين لا تخبري أحد هذا سرنا.. وخارج حدود أوراقك أنا شابة لم تكمل العشرين بعد.. صه يا حمقاء قلت لن نخبر أحد.. أنا ابنة أبي فأنا مدللته يحبني كثيرًا وأنا أعشقه، بالطبع كل فتاة تهيم بوالدها ولن أكون استثناء.. أتعلمين حلم طفولتي كان دراسة الإعلام نظرًا لعشقي للقراءة والذي غرسه بي أبي منذ الصغر فهو أيضًا مولعًا بها.. ولكن يا حبيبتي أنا تغيرتُ مع وقت.. أحببت ووقعتُ بغرام مادة الأحياء، يااااه يا حلوتي كم هو علم ممتع.. حسنا لا تمتعضي لقد أسرفت في الحديث..أين كنا؟
نعم ثم في مرحلة ما تغير هذا الحلم واتجه إلى دراسة الطب.. ألم أخبرك أني أعشق الأحياء.. أردت أن أصبح طبيبة درستُ واجتهدتُ حتى حصلت على مجموع عالي يؤهلني إلى دراسة الطب، أثناء دراستي أردت بشدة دراسة الطب النفسي ومعرفة النفس البشرية ودواخلها.. ما أروعها دراسة!! ولكن كان غير ممكن نظراً لعدم وجود ذاك القسم بجامعتي ولكنه ليس مستحيلًا.. أعلم ما تقولينه ولكنها كانت ما تزال حديثة العهد.. أنتِ مزعجة بالمناسبة.. نعم شكرًا لكِ.. أعترف لا أستطيع الاستغناء عنك.. أنتِ تسكنين قلبي دون سبب.. لنعد لحديثنا
وبما أنه عزيزتي لا يوجد مستحيل ودائما وأبدا لدينا القدرة لتحقيق ما نريد، أتعلمين القول الشائع "إن أردت تحقيق شيء بشدة تآمر الكون كله لتحقيقه "كذبت عليكِ هي ليست بقول شائع هي فقط مقولة شهيرة برواية، والمعجزات تحدث أحيانًا حقًا.. هذا ما حدث معي حقًا حبيبتي أتعلمين جاء الطبيب مصطفى أحد أشهر الأطباء النفسيين وطبيبي المفضل، هذا فقط إعجاب يا حمقاء وليس بحب لقد تعدى عمره الخمسين.. ما بالك اليوم عقلك يزعجني بشدة.
لا يهم المهم أنه جاء إلى جامعتنا لا أعلم لماذا كل ما أعلمه أنه أراد تجربة شيء ما حقيقة لا أعلم ما هو؟ وأعطنا بضع محاضرات ثم اختبارات، ولكنها لم تكن نظرية بل كانت عملية كان علينا أن نتعامل مع المرضى ونجعلهم يتفاعلون معنا.. فوجئت بأني حصلت على أعلى تقدير وبعد أن أنهيت دراستي وحان وقت معرفة تخصصي.. صُدمت بأنى تخصصت طب نفسى، الوحيدة من بين زملائي كان هذا بتوصية من الدكتور مصطفى.. هذا يُعد معجزة يا صغيرة فالأمور لا تسير دائمًا على هذا النحو.
أتذكر أني لم أفق من صدمتي إلا بعد أسبوع كامل كنت أفعل أشياء عجيبة حينها.. وكل من يحدثني أجيبه بأني تخصصت طب نفسي إجابة واحدة لكل سؤال أيًا كان محتواه.. هل تتخيلين؟! الجميع يعرف أني مجنونة ولكن في ذاك الوقت تأكد ذلك لكل معارفي وأصدقائي جميعا.. واضطررت إلى مغادرة بلدتي تاركة ورائي أبي هو من أخبرني أن ألحق حلمي ومستقبلي، كما أن دكتور مصطفى قام بإقناعي بذلك وأشرف هو على رسالة الماجيستر خاصتي بنفسه، أخبرني أن قدرتي على التحدث مع البشر والتفاعل معهم كبيرة وتلك موهبتي الخاصة.. كما أن ملامحي تجعلهم يثقون بي سريعًا وذاك هو المطلوب لكي يتفاعل معك المريض النفسي.. و يخبرك عما يحدث معه ببساطة، وهذا ما أنا قادرة على فعله حقًا جعل الكلمات تنساب بسلاسة من بين شفتي من يحدثني ودون أن يشعر، يقولون بأن ملامحي محببة وبشوشة وهذا ليس غرورًا حاشا لله بل هي ثقة.
وها أنا أنهيتُ رسالتي في وقت قياسي أقل من عشرة أشهر.. وهذا أيضًا ليس غرور بل زهو لا تفقهين به.. واليوم يوم عملي الأول والذي هو بالمناسبة بفضل أستاذي مصطفى أيضًا.. لا تكرهيه نوجة أعلم أنك لا تحبين هذا الاسم ولكني أعشقه، وداعًا نوجة سوف أذهب لأستعد أراكِ قريبا أحبكِ ادعي لي بالتوفيق)
لتغلق نيرة مذكراتها الأثيرة التي لا تستطيع الاستغناء عنها.. تفضي لها بمكنونات نفسها وتخبرها كل ما يحدث بيومها كما لو كانت بشر من دم ولحم.. بينما عيناها العسلية الرائقة تلمع بإثارة وترقب بقرب تحقيق حلمها.. اليوم ستقابل الوسيم الذى لطالما حلمت برؤيته.
.........
أمام صرح عظيم تقف غير مصدقة.. عيونها تلمع بإثارة طفل حصل على حلواه المفضلة، إنه المكان الذي حلمت دوما بزيارته ها هو يصبح مكان عملها أو سيكون مستقبلًا لتحدث نفسها بمشاغبة.. معتقدًا أن لا أحد قريبًا منها ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن "لا أصدق سوف أعمل هنا.. سوف أعمل هنا.. أكاد لا أصدق أريد أن أقفز أريد أن أرقص يا إلهي لا أصدق"
"ترقصين في الشارع هل أنتِ مجنونة " كان ذلك صوت أحد العاملين بنادي (.......)، ناديها المفضل عشقها الذي أورثها إياه والدها أحد أسباب السعادة في حياتها.. فالسعادة لها أسباب عديدة وكثيرة كثيرة جداً حقيقة.. وهى سعادتها توقعها في مواقف غريبة ومحرجة.. كهذا تماما.
"ماذا!!" كان هذا صوتها المتفاجئ لتدرك أنها وكعادتها الظريفة للغاية مثلها كانت تحدث نفسها بصوت مرتفع، لتبرر بخفوت خجل "غبية أنا فقط لا أصدق أني هنا في المكان الذي كنت أحلم بالمرور من جانبه فقط"
أجاب العامل بريبة ظانًا أنها مجنونة حقًا "ماذا تريدين؟"
"ماذا أريد؟!! أن أدخل بالطبع" لترد سريعًا بعيون لامعة بشدة ووجه بشوش سعيد للغاية.
"أكره أن أخيب أمالك لكن يجب أن يكون معك بطاقة عضوية؟ أو قريبة أحد العاملين.. أو تعملين بالداخل.. ولكن أنا لا أعرفك و بالتالي لن تدخلي " رد العامل بسماجة متأسفًا على هذه الفتاة التي يظنها مجنونة.
"ولكن يا عمي لدي موعد عمل هنا هل كابتن مهاب موجود؟" أجابته ببساطة متجاهلة سماجته.
أجاب العامل متعجبًا "الكابتن مهاب!! هل أنتِ من معارفه؟"
"لا فقط أعطيه هذا البطاقة وأخبره أن الدكتورة نيرة تريد مقابلته"
تكلمت بهدوء وهي تمد يدها له ببطاقة أخذها منها وهو يقول "حسناً انتظريني دقائق"
بعد دقائق استدعاها العامل "تفضلي الكابتن في انتظارك"
لتهز رأسها له بالشكر وهي تتحرك إلى الداخل .
...............
"أيهم "
كان هذا صوت ماهر أحد اللاعبين في الفريق وصديق أيهم المقرب شاب طويل ذو لحية خفيفة وعيون بنية غامقة.. جسمه رشيق و ذو ملامح جذابة.
"نعم ماذا تريد ؟"
أجابه أيهم شاب طويل ذو ملامح وسيمة وعيون سوداء واسعة.. وبنية قوية كلاهما في عمر الثامنة والعشرين.. كلاهما احترفا وأحبا ذات اللعبة وإن اختلفت الأماكن.. فبينما كان ماهر مدافع قوي لا تمر منه نملة.. كان أيهم مهاجم بارع وأحيانًا صانع ألعاب.. معروفا بذكائه وفطنته في المراوغة.. صديقين بل أخين لم يجمع بينهما الدم ولا اسم الأبوين.. ولكن محبة عميقة تأصلت في أرواحهما.
"انظر هناك" تكلم ماهر ضاحكاً وهو يشير إلى شيء ما.
"ماذا يضحـ....." أجابه أيهم وهو ينظر إلى ما يشير إليه ليقطع كلامه مذهولاً.. وهو ينظر إلى فتاة ذات ملامح عادية ولكنها جميلة بطريقة ما.. بشرة شبيهة بلون القمح المصري.. ترتدى حجاب أنيق وملابس محتشمة ،و شيء في ملامحها محبب إلى النفس، ولم يكن ذلك سبب ذهوله بل ما تفعله فهي تحمل ماصة بيد وبالأخرى لوح شكولاتة وتحدث نفسها ليهمس أيهم "من تكون لابد أنها مجنونة حمقاء"
"لا أعرف حقًا ولكني لا أستطيع التوقف عن الضحك " أجاب ماهر ضاحكاً.
تأملها أيهم مجددا متسائلًا بفضول "من تظنها برأيك؟"
التقط ماهر زجاجة عصير من الثلاجة المربعة الموضوعة أرضًا.. قائلًا بلا مبالاة وهو يفتح غطاءها "لا أعلم"
تأملها أيهم ثانية وهي تتجه إلى حيث يقف مديره الفني الذي يكن له كل احترام.. وماصتها تخرج من فمها لتتلوث بالهواء بينما قضمة من لوح شكولاتة بيدها الأخري تجد طريقها لفمها "أهي قريبة كابتن مهاب؟"
رماها ماهر بنظرة سريعة من طرف عينيه قائلًا بعدم اهتمام "لا أظن إنها لا تشبهه ولا تشبه زوجته"
رفع أيهم كتفه مجيبًا بفضول لمعرفة هويتها.. وقد أسرت عينيه حقا فلا يستطيع إبعادهما عنها "ليس بالضرورة أن يشبه الأقارب بعضهما بعضًا"
عبس ماهر مستنكرًا قائلًا بهدوء "ما بالك مهتمًا بها لتلك الدرجة؟"
مط أيهم شفتيه بعدم رضا قائلًا بخفوت وهو يلتقط زجاجة مياه "لستُ مهتمًا بها"
التفت له ماهر بكله قائلًا باستفهام "إذًا يا كابتن؟"
رفع أيهم زجاجة مياه لفمه يرتشف منها قائلًا بصدق "لدي فضول أن أعرف ماذا تفعل هذه هنا؟"
بعدم فهم سأل ماهر مجددًا "لماذا هذا الفضول؟"
مد أيهم يده يشير إليها قائلًا بفكاهة "انظر إليها تبدو كطفلة هربت من مدرستها دون أذن"
رفع ماهر إصبعه يستوقف حديثه قائلًا بسخرية "ثانية يا حبيبي.. كيف تهرب دون إذن؟ هل أثرت الشمس على عقلك؟"
أشاح أيهم ببصره بنزق لتقع عينيه عليها وهي تتحدث بإشراق مبهج.. أصابه هو بعدوى البهجة ليعود بنظره لها قائلًا بنبرة رائقة "حقًا يا ماهر ألا ترى حجمها.. إن دارين أطول منها"
زفر ماهر بسخط من حرارة الجو وهو يفتح زجاجة مياه باردة ليسكبها على جسده قائلًا ببرود "خلقها ربك قصيرة هل من اعتراض؟"
لم يبتعد بصر أيهم عنها وهو يقول ضاحكًا "استغفر الله كلا بالطبع.. أنا فقط كنت أفكر إلى أي حد هي قصيرة وبنيتها صغيرة أيضا.. أتعلم تلك لا ضرر منها يمكنها أن تنام بعلبة ثقاب وسيفيض مكانًا أيضا"
لم يتمالك ماهر ضحكته ليستند على كتف أيهم بذراعه قائلًا ببساطة "ألم تسمع بطة وهي دائما تقول خاف شر كل من اقترب من الأرض"
شاركه أيهم الضحك وهو يقول بابتسامة عريضة "تبدو وديعة لا تنضم للأشرار المقتربين من الأرض"
قهقه ماهر ضاحكًا قائلًا بهدوء "حقًا ما سر اهتمامك بها"
لم تختفي ابتسامة أيهم وهو يرد بذات الابتسامة "لا يوجد سر ولكنها غريبة وعجيبة.. انظر إلى ملابسها"
التفتا الاثنان لها يتأملاها ترتدى فستان يقترب لونه من لون الليمون الفاتح.. يا للعته وحجاب من وجهة نظره لا يمت للفستان بصلة؛ إلا تلك الخطوط الليمونية الرفيعة المنتشرة بين اللون الأزرق الغامق.. فيكمل أيهم حديثه بخفة "حقا ذوقها غريب وغير متناسق للغاية"
أومأ ماهر قائلًا بشرود "معك حق هذه المرة الفتاة عجيبة وغريبة"
"تسخران وتنظران لفتاة وأيضا غيبة ونميمة، برأيكم ما سيكون رأي بطتي إن أخبرتها"
التفتا كلاهما للشاب الصغير الواقف خلفهما مكتفًا ذراعيه.. ليلتقط أيهم زجاجة عصير ويلقيها على صدره بعنف قائلًا بسماجة "وما رأيك سيكون رأيها عن الوشاية؟"
اقترب ماهر ليلف كتفه بذراعه قائلا بتهديد "لا يا أيهم هي لن تعلم.. خالد ولد شاطر ولن يخبرها شيء.. أليس كذلك خلودي"
نقل خالد بصره بينهما ورغم يقينه باستحالة تسببهما بأذى له إلا أنه لن يغامر بإغضابهما.. ليقول بابتسامة متسامحة واسعة "حسنًا عفونا عنكم ولن نخبر البطة"
قبل أن يجيبه أيهم التفوا للخلف على صوت مهاب يناديهم لأجل إعلان هام.
............
قبلها بقليل
"كابتن مهاب"
نادت نيرة على شخص ما يقف أمامها معطياً إياها ظهره
"نعم أنا هو"
أجاب مهاب وهو يلتفت إليها لتتسع عيناه بذهول وهو يقول "دكتورة نيرة"
أومأت برأسها أن نعم.. وهى تنظر ببشاشة للواقف أمامها بملامح متغضنة بعض الشيء.. وهو يستقبل عامه الخمسين..
"ماذا ،هل أنتِ متأكدة ؟" تساءل وهو ما زال على حالته من الذهول.
"نعم متأكدة أن أنا هي أنا.. أووه هذه الماصة والشكولاتة لأني متوترة بعض الشيء لأنها أول مقابلة عمل و أنا خائفة"
قالتها ضاحكة وهي تعلم سبب ذهوله تلك الاشياء في يديها والتي تليق بفتاة في السابعة وليس بطبيبة على وشك العمل، ولكن تلك طبيعتها طفولية بعض الشيء فهي ما إن تشعر بالتوتر حتى تسارع بشراء تلك الماصة أو رقائق البطاطس أو أياً من تلك الأشياء التي تُباع في محلات البقالة، تلك الأشياء الصغيرة المليئة بالسكر تساعدها على إفراز الكثير من هرمون البهجة والسعادة بجسدها.. وطرد هرمون التوتر البغيض لنفسها فهي تكرهه من أيام الدراسة.. حيث كان يصعب عليها فهمه واستذكاره.. مازالت تتذكر وجه معلميها ما إن يراها أحدهما قبل الاختبارات.. وخاصة ذاك المراقب في لجنة الفيزياء في امتحانات الثانوية العامة، لن تنسى تعبير وجهه أبدا ما دامت على قيد الحياة عندما رآها تلتهم لوح شكولاتة باستمتاع قبل توزيع ورقة الإجابة.. فالمعروف أن الطلبة أغلبهم يمتنع عن الأكل في فترة الامتحانات، فما بالك بالفيزياء عقدة جميع طلاب تلك المرحلة، ولكن لن تكون نيرة إن لم يكن لها بصمة خاصة بها فهي تأكل بشراهة أثناء تلك الفترة وخاصة قبل استلام ورقة الإجابة من المراقب.
"أنتِ مثلما وصفك مصطفى تماماً مجنونة وبكِ شيء محبب إلى النفس"
أخفضت عينيها بخجل من هذا الثناء المباغت قائلة برقة "شكرا لمجاملتك"
ضحك مهاب بحنان قائلا بصوت رقيق "إنها حقيقة وليس مجاملة.. أنتِ طبيبة الفريق بدون إجراء المقابلة، أنا أثق في مصطفى وبما أنه رشحك للعمل معنا فمعناها أنكِ جديرة بالثقة"
استمعت إلى كلماته وهي تخفض وجهها الذي صار كحبة طماطم ناضجة إلى الأرض خجلاً، لتجيب بسعادة غامرة سطعت في عمق عينيها "أشكرك كثيرا كابتن وأعدك أن أكون من حسن ظن حضرتك" ،لتصمت قليلا وهى عاقدة حاجبيها ثم تتحدث ثانيةً:" أسفة عند حسن ظن حضرتك".
ضحك مهاب بصوت عالي ليقول "أنتِ لينة التعامل حقًا مرحبًا بكِ معنا ابنتي هيا لأعرفكِ على الشباب"
وأثناء سيرها بجواره سأل بهدوء "من أين تعرفين مصطفى؟"
أجابته باحترام وتقدير "إنه أستاذي وبإمكانك القول قدوتي أيضًا.. أطمح أن أكون مثله في أحد الأيام"
رد بتشجيع "بإمكانك أن تكوني مثله يومًا ما بالمثابرة وبعض الاجتهاد.. الحقيقة الكثير منه"
همست بأمل "يا رب وأنت من أين تعرف دكتور مصطفى"
رد بهدوء "بإمكانك القول معارف عائلية.. تقدمي أعرفك على الفريق"
.................
"شباب تجمعوا لدى إعلان هام"
ليبدأ الشباب بالتجمع حول كابتن مهاب بعد أن استدعاهم تاركين التدريب، وهم يتعجبون ممن تقف بجانب مهاب ويتساءلون عمن تكون؟ بينما عينيها كانت تدور على وجوه الشباب أمامها بتقييم عملي.. لتتسمر لبرهة على وجهه الوسيم بابتسامته وهو يتبادل حديث له مع زميله.. فترتسم زاوية فمها ببسمة إعجاب أخفتها جيدا.. وهي تبعد نظرها عنه تكمل باقي تقييمها.
ليتحدث أحد الشباب قائلا "ما هذا الإعلان الهام؟ ومن تكون هذه؟"
"أيهم أليست هذه نفس الفتاة؟"
أجابهما هسيس منخفض من خلفهما "نعم هي من كنتما تسخران منها"
ارتسمت ابتسامة متفكهة على وجه أيهم وماهر والأخير يجيب بهمس "ما بك اليوم يا خالد؟ مزعج على غير عادتك؟"
لوى أيهم شفتيه قائلًا بنزق "بطة رفضت عودته لشقته اليوم"
مط ماهر شفتيه قائلًا بإدراك "أااه يا مسكين يا خالد"
رد أيهم بمزاح "أنا المسكين فطالما هو موجود يستحوذ على اهتمام بطة"
دمدم خالد بمرح "بطتي حبيبتي"
همس أيهم بوعيد "سأكسر فكك يا خالد"
ليكمل ماهر قائلًا بخفوت "وأنا سأساعدك"
"أيهم .. ماهر ..خالد كفى كلاماً جانبيا وانظروا إليَّ أريد أن أخبركم شيئًا هامًا" كان ذلك مهاب معنفًا الشباب الثلاثة على حديثهم الجانبي.. وهو يعلم أنه حديث ساخر كعادتهم.
"حسناً وما هو؟" أجاب ماهر بتذمر في حين التزم أيهم الصمت.. وداخله يحترق بفضول لمعرفة الإجابة.
"لقد طرح مجلس الإدارة فكرة جديدة وقرر تطبيقها، وتلك الفكرة
هي تعيين طبيب نفسي للفريق"
عم الصمت بعد تصريح مهاب والجميع ينظر له بدهشة ليضيف ما جعل دهشتهم تزداد "رحبوا بطبيبتكم الدكتورة نيرة"
ذهول خيم على عقل أيهم.. تلك القصيرة كعقلة الأصبع الصاخبة كالأطفال.. طبيبة!! وستعمل معهم!! ما هذا الهراء الذي يحدث؟ بالتأكيد دراستها هي ما أثرت عليها حتى انكمشت لهذا الحد.. صاح بحدة وقد كان أول من أفاق من دهشته "ماذا!!! طب نفسي!! لسنا مجانين ولا بحاجة إلى طبيب نفسي.. والأهم كيف لهذه الحمقاء أن تدرس طب؟ و ما أعرفه أنه دراسة صعبة وفيما يبدو أن تلك الدراسة قد أثرت على عقلها"
نظرت له بلامبالاة تتقنها.. قائلة برد عملي مفاجئ أدهش الجميع.. فحديثها الجاد كان مناقضًا لابتسامتها البشوش ومنظرها الغريب "حمقاء لقب جديد أحببته يضاف لقائمة الألقاب.. وشكرًا لك على ترحيبك فقد كان مبهجاً بحق، والآن سوف أجيب أسئلتك؛ أولًا الطب النفسي لا يعالج المجانين فقط.. بل كل إنسان عاقل مثلك بحاجة إليه أيضاً فضغوط الحياة كثيرة ومشاكلها لا حصر لها، والإنسان يحتاج من وقت إلى آخر إلى علاج نفسي، فالمرض النفسي مثله مثل العضوي بل في بعض الأحيان يكون أشد وأخطر ويؤدي بصاحبه إلى التهلكة، ثانيًا نعم دراسة الطب صعبة للغاية ولكنها ممتعة أيضاً.. فلا توجد متعة تضاهي متعتك وأنت تدرس أكثر المخلوقات تعقيداً على وجه الأرض، وأخيرًا يؤسفني أن أخبرك أن دراستي لم تؤثر عليَّ وإنما تلك هي طبيعتي".
كان ينظر إليها وهي تتحدث وتعبيرات وجهه تتغير مع ما تقول.. فغر فاهه بذهول في بداية حديثها ثم عقد حاجبيه بضيق لسخريتها منه عندما علقت على ترحيبه بها، ولكن سخرية بسخرية ألم يفعلها قبلها؟ ولكنه سخر منها في الخفاء وكان معذور ومعه حق بسخريته.. بينما لم يستطع أن يمنع بريق إعجاب مرّ بعينيه عندما دافعت عن وظيفتها ودراستها ليبتسم على مقولتها الأخيرة، أما مهاب فقد تأكد أن مصطفى أحسن الاختيار بترشيحها له، في حين تطلع باقي الفريق بدهشة على تلك التي أفحمت أيهم بردّها البسيط .
لم يكن ليدعها تهنئ بانتصارها فردّ قائلًا بزهو وهو يرفع أنفه بغرور "يعني هذا أنكِ حمقاء منذ الصغر هذا طبيعي.. فجنسك من الأساس حمقاوات للغاية ما إن يبصرنا أحد منا حتى يصرخن ويطلبن أخذ صور معنا.. تفاهة حقًا!! ولكن غريب أنكِ لم تفعلي ذلك"
كان يتحدث بغرور وزهو كبير مما أشعرها بالغيظ الشديد فقالت وهي ترفع حاجبها بسخرية.. لن تكون نيرة سليم إذا لم تأخذ حقها.. وهو من جلب هذا لنفسه فليحتمل "لماذا أصرخ عندما أراك؟ هل تظنني بلهاء حتى أفعل ذلك؟ ثم أنت لست بشاه روخ خان أو جون إبراهام حتى أفعل ذلك، من أين افترضت أني أعرفك؟"
همس أيهم بدهشة وقد كان يظن نفسه مشهورًا.. ولماذا يظن وهو حقًا كذلك؟ "ماذا! أنتِ لا تعرفينني؟"
"بل أعرفك كما أنك اللاعب المفضل لدي و لكن يجب ألا تغتر بنفسك.. فالغرور أسوء صفة يمكن أن يتصف بها الإنسان" قالتها بتقريع وكأنها تعنف طفل صغير يستحق العقاب.
كان أعضاء الفريق يتابعون ما يحدث باستمتاع، فشخصية أيهم قوية كما أنه متحدث بارع فلا تستطيع مناورته في الكلام.. باستثناء تلك الصغيرة التي تقف أمامه جعلته يعجز عن الحديث.. أما ماهر فكان يكظم ضحكته قسرًا يا الله ما الذي ستفعله بصديقه إذا علمت بسخريته منها؟
لمعت عينيه بإعجاب لتلك المخلوقة الحمقاء و مد يده يصافحها وهو يقول "حسنًا لنتعارف من جديد أنا أيهم رحيم لاعب كرة قدم"
وبدلًا من أن تصافح يده وضعت قطعة حلوى بها؛ فتلك عادة اكتسبتها منذ الصغر حتى لا تحرج أحد فهي لا تصافح الرجال، تفَهَمَ ذلك وأعجب بمراعاتها لمشاعر غيرها وشكرها على الحلوى.
"هيا لأعرفكِ على باقي الشباب"
أجابت على مهاب بجدية وهدوء "لا عليك فأنا أعرفهم جميعاً هذا فريقي المفضل وأتابع أخباره ومبارياته دائمًا، وأنا الدكتورة نيرة سليم مرحبًا بكم جميعاً، كابتن مهاب متى سوف أبدأ العمل؟"
توجهت إلى مهاب بالسؤال والذي أجابها بدوره "غدًا في تمام الساعة الرابعة عصرًا، ولكن يجب أن تأتي في الثالثة عصرًا حتى يتم إكمال العقد والاتفاق على كل شيء"
أومأت برأسها بالموافقة وألقت التحية وغادرت .
"هيا جميعا إلى التدريبات" أمر مهاب المدير الفني للفريق بعودتهم إلى التدريبات قاطعًا حواراتهم الجانبية وعجبهم من ذاك القرار .
.................
تم توقيع عقود عمل ابتدائية مع النادي لمدة ثلاثة أشهر لاختبار نجاح الفكرة بمرتب جيد بالنسبة لها.. في الواقع هي لم تحلم أن تحصل عليه في بداية حياتها المهنية.. من هذا الذي يدعو لها بضمير هكذا حتي تشكره.
قامت بتأجير مسكن مناسب لها؛ فهي قد تركت السكن الجامعي بعد انتهاء دراستها لتوفر سرير لطالبة جديدة تخوض معارك الدراسة، وفي النهاية تصبح طبيبة وسبب من أسباب شفاء المرضى وتخفيف آلامهم بإذن الله ومشيئته، تلك نعمة كبيرة تحمد الله عليها دائمًا إذ جعلها سبباً لتخفيف أوجاع الناس.
المسكن كان في أحد الأحياء الشعبية حيث الألفة والمحبة والكرم المعروف عن مصر وأبناء أحيائها، وهو عبارة عن شقة صغيرة تحتوي ثلاث غرف تقع في الطابق الثالث من المبنى، هي لم تكن بحاجة إلى تلك الغرف كلها ولكن الشقة تقع في حي آمن وبإيجار مناسب لها.
جلست تفكر في كيفية تنظيمها وإضافة لمستها الخاصة لتفكر في ذلك فيما بعد، ولكن الآن كيف ستعيش وحيدة ففي السكن الجامعي كان لها رفقاء أما هنا فهي وحيدة تمامًا، قاطع تفكيرها رنين الجرس.. لتهمس لنفسها بتوجس "من يأتي الآن؟ و من يعرفني هنا أصلاً؟"
فتحت الباب ليطالعها وجه بشوش لسيدة كبيرة في العمر ذات عيون خضراء واسعة ورموش طويلة.. لا تعتقد يوما أنها شاهدت عيون بذاك الجمال، تدل ملامحها على أنها كانت ذات جمال مبهر في شبابها.. ولكن هذا الوجه بارع الجمال مألوف بشكل كبير لها.. أين رأتها من قبل؟
"عذراً ابنتي علمتُ أنكِ انتقلت إلى هنا مؤخراً وجئتُ للترحيب بكِ أنا جارتك بالشقة المجاورة"
قالتها السيدة الكبيرة وهي خجلة لا تعرف كيف سترحب بها تلك الفتاة، ولكنها لم تستطع أن تمنع نفسها من المجيء والترحيب بها كما تقتضي الأصول التي نشأت عليها عند انتقال أحدهم إلى السكن جديداً.. وأيضًا للتعرف عليها منذ رأتها تدخل البناية.. وملامح تلك الصغيرة استقرت في قلبها مباشرة.
"لقد رأيتك قبلاً أنا متأكدة"
همست نيرة وكأنها تحدث نفسها، شعرت المرأة بالحرج لعدم رد تحيتها وقبل أن تأتي برد فعل فوجئت بنيرة تضحك وهي تقول "عرفتك!! عرفتك تذكرت أين رأيتكِ أنتِ والدة أيهم رحيم اللاعب المشهور، لقد شاهدتك في التلفاز في أحد البرامج أهلاً عمتي تفضلي.. ولكن ظلَمَ التلفاز جمالك كثيرًا"
لتضحك منها أم أيهم "نعم أنا هي واسمي فاطمة"
أجابتها نيرة وهي تجذبها من ذراعها بشدة لتدخلها إلى الداخل "تفضلي عمتي بطة سررتُ بالتعرف إليك"
دخلت فاطمة وهي تضحك من تلك الزوبعة أمامها "على مهلك بُنيتي أنا سيدة كبيرة بالعمر لا طاقة لي لمجاراتك"
نظرت لها نيرة بأسف قائلة بخجل "أسفة عمتي قبل وقت كنت أفكر كيف سأبقى وحيدة، ولكنكِ حللتِ المشكلة وعندما أتحمس أتهور قليلاً.. لم أقصد أن أجذبك بقوة"
"لا عليكِ هذا أرز باللبن هل تحبينه؟"
قالتها فاطمة بحنان وهي تمد لها يدها بالأرز وقد أحست نحوها بارتياح كبير فهي تدخل إلى القلب سريعاً.
"نعم أحبه كثيراً شكراً لكِ"
أجابت نيرة بتأثر من حنان فاطمة يذكرها بحنان أمها الذي فقدته صغيرة وهي تأخذه منها.
"يجب أن أذهب الآن إلى اللقاء"
وما إن همّت فاطمة بالمغادرة حتى عادت إليها ضاحكة وهي تقول "لم أعرف اسمك بعد؟"
"نيرة عمتي.. اسمي نيرة ستأتين مرة أخرى أليس كذلك؟" تساءلت نيرة بحشرجة.
"بالطبع نيرة فنحن جيران وأنا أحببتك"
احتضنتها نيرة بقوة لتفاجأ فاطمة من تصرفها ثم ضمتها بعد ذلك إلى صدرها بحنان، أحست نيرة بالدموع تلسع عينيها تأثرًا بالدفء الموجود بحضن هذه المرأة التي لم تلتقيها إلا منذ دقائق معدودة، ذاك الحضن ذكرها كثيرا بحضن والدتها التي لم تستمتع به كثيراً.. إذ خطفها الموت منها قبل أن تبلغ السابعة من عمرها.
.............
"كفى.. كفى فاطمة عرفت لقد سكنت بالشقة المجاورة فتاة تدعى نيرة مجنونة وأيضًا ظريفة، لا أريد أن أعرف شيئاً آخر عنها"
قالها رحيم بهدوء يقاطع ثرثرتها التي لم تنتهي منذ عادت بعد الترحيب بالجارة الجديدة.. ورغم عشقه لزوجته إلا أنها ومنذ عادت من عند تلك الفتاة لا تتوقف عن الحديث عنها.
"أووف رحيم ألا أستطيع أن أخبرك شيئاً أبداً؟"
تذمرت وهي تضع الأطباق على الطاولة قائلة بصوت مرتفع "هيا أيهم الطعام جاهز"
"قادم أمي" أجابها بعد أن بدّل ملابسه واغتسل ليزيل آثار التدريب من عليه.
"مرحبًا أبي"
ألقى التحية وهو يميل ليقبل يد والده الذي يبدو وكأنه في الخمسين من عمره وليس السبعين، شعره الأسود الناعم الذي أورثه لابنه غزاه فقط بعض الشعيرات البيضاء.. ولكنه ما زال محتفظًا بقوته ووسامته الذي أخذ أيهم جزء كبير منها.
"ما بكِ أمي؟" قالها وهو يقبل وجنة والدته ذات الملامح المتذمرة.
"لا تسأل بني أرجوك فأمك تتكلم في نفس الموضوع منذ أكثر من ساعتين"
تحدث رحيم ضاحكًا ليتطلع الى أبيه بحيرة وعينيه تحمل سؤال "ماذا تعني أبي؟"
أجاب رحيم حانقًا على سؤال ابنه الصامت "منذ أكثر من ساعتين تخبرني عن فتاة لم تلتقيها سوى عشر دقائق فقط"
"إنها جارتنا الجديدة رحيم الفتاة طيبة وحسنة الخلق أعترف أن نيرة مجنونة قليلًا وذلك ما يميزها" أجابت فاطمة ساخطة من تذمر رحيم .
بمجرد أن سمع اسمها انفرجت شفتيه عن ابتسامة جميلة أشرقت بها عينيه أولًا وهو يتذكرها؛ تعمل معهم منذ أسبوع تقريبًا تعامل الجميع بمودة وحب، لا تتكبر على أحد، ما إن تجد أحد حزينًا حتى تبذل ما في وسعها لإسعاده ورسم البسمة على وجهه، وكأنها حمامة سلام بيضاء لا همّ لها سوى نشر السعادة والبهجة أينما حلت، تتعامل بعفوية ومع ذلك لا تسمح لأحد أن يتجاوز حدوده معها، جميلة بطريقتها نعم لا ينكر.. بريئة بردود أفعالها كالأطفال.. بشوشة وسهلة التعامل والمعشر.. وترتدي ألوان لا تتناسق مع بعضها البعض.. تذكر عندما رآها أول مرة لينفجر ضاحكًا تحت أنظار والديه المذهولين من تعابير وجهه.
"ما المضحك بني ؟" تساءل رحيم باستغراب
لم يعلم بما يجب أن يجيب، لينقذه من الموقف الذي وضعته به تلك الحمقاء وإن لم تكن موجودة ..رنين الجرس قطع افكاره "سأرى من الطارق" ثم نهض سريعاً متفادياً إجابة سؤال والده.
ما إن فتح الباب حتى توسعت عيناه بذهول وتسمر مكانه لقد كانت لتوها في عقله فكيف إذًا خرجت منه وتقف أمامه " أنتِ!!"
همس بذهول وهو ما زال لا يستوعب وجودها أمامه.
"نعم أنا هل عمتي بطة موجودة؟" تساءلت بهدوء وهي تتجاهل مظهره البيتي الغريب.. يرتدى منامة رجالية منزلية ما العجيب في هذا؟ رد عقلها بسخرية العجيب هو أنك حمقاء. قاطع نقاشها الحاد الذي كانت تنتويه مع عقلها صوته المتعجب "عمتي بطة!"
ردد كلمتها بذهول وهو مازال يتساءل ماذا تفعل هنا.. هل تتبعه ثم من العمة بطة هذه؟
"العمة فاطمة والدتك"
أجابت على سؤال لم ينطقه ولكنها فهمته من تلك الملامح المندهشة أمامها ليفيق عقله دفعة واحدة وهو يقول "أنتِ الجارة الجديدة"
"نعم أنا هل يمكنك أن تعطي هذا الوعاء لعمتي؟ وتخبرها أني أحببته جداً وأشكرها كثيراً إلى اللقاء"
لتعطيه الوعاء وتسرع من أمامه دون أن تسمع رده لتختفي خلف باب شقتها .. ابتسم وهو يتمتم "طفلة حمقاء إذًا هي من خطفت قلب أمي".
"هل تتحدث إلى نفسك بني؟" نادته فاطمة متعجبة من حاله.
"ها..... أسف هل قلتي شيئًا؟" أجاب بعد أن أفاق من ذهوله.
"كنت أقول ماذا تفعل أيهم؟" تساءلت فاطمة بتعجب.
"لا شيء أمي.. الحمقاء أرسلت إليكِ هذا وتقول أنها أحبته وتشكركِ أيضاً"
رد وهو يناولها الوعاء أخذته وهي تتساءل بحيرة "الحمقاء! من هذه؟"
لمعت عينيه ببريق خاص وهو يجيب "الدكتورة نيرة الجارة الجديدة"
"من أين تعرف أنها طبيبة هل تحادثتما سويًا؟" ردت بمكر وهي تلمح ذاك البريق في عينيه.
"كلا أمي هي طبيبتي بالنادي" تحدث غير منتبه لياء الملكية التي أضافها .
"طبيبتك!!"
رددتها فاطمة لينتبه لما قال ويسرع قائلًا بتبرير سريع "طبيبتنا أمي بالفريق سأذهب لأنام فالتمرين كان قاسياً اليوم"
ثم أسرع من أمامها إلى غرفته ليتخلص من حصار أمه الذى بدأه بغباء وهي واقفة تنظر في أثره بابتسامة جميلة .
"لماذا تقفين هكذا حبيبتي؟" تساءل رحيم .
"يبدو أن ابننا معجب بالحمقاء" تحدثت فاطمة بشرود
"ماذا!" همس بحيرة .
"لا شيء رحيم لا تشغل بالك سوف أذهب لرفع الأطباق، يا إلهي لقد كنت أفكر وجاء هو ليقطع حبل أفكاري"
قالتها غاضبة وهي مغادرة ليقلب كفيه بيأس؛ ففاطمة مهما كبرت تظل طفلة وهو يعشقها لذلك.. وهي أحبت تلك النيرة لأنها مثلها بعض الشيء
.......
( مرحبًا نوجة
عزيزتي لا أصدق كم الأحداث التي عايشتها في هذا الأسبوع، أشعر أني أحلم حلم جميل كان صعب المنال فيما مضى، سوف أخبرك بما حدث باختصار.. بدايةً أنا سعيدة للغاية فأنا الآن طبيبة بفريقي المفضل، وجارة لأيهم رحيم.. نعم هو ذاته حلم المراهقة القديم، من كنت أحلم برؤيته ولو صدفة عابرة في الطريق، يا إلهى نوجة أنه أوسم من ذاك الذي نراه على التلفاز، أنا متحمسة لحياتي القادمة أحبك وداعاً)
...........
قامت نيرة بتوضيب الشقة وخصصت بها مكان للصلاة، ووضعت بها مكتبة صغيرة تحتوي على مصحفها وكتبها التي لا تفارقها؛ أول كتاب هدية من والدها، وقصص الأنبياء للأطفال مازالت محتفظة بهم منذ الصغر، وبعض الكتب التي تخص دراستها وعملها ولكن ما زال ينقص المكان شيء ما.
"وجدتها"
هتفت بها نيرة "سأشترى دبدوب كبير بنى اللون أضعه هنا في الصالون وأخر لغرفة النوم"
ذهبت نيرة للنوم وقد استقرت على تلك الفكرة، وأيضاً سوف تسأل أيهم عن حداد لتركيب حديد على النوافذ وكذلك الشرفة ستضع لها باباً من الحديد؛ فهي وحيدة هنا ولا تعلم ماذا يمكن أن يحدث لها قد تتعرض للسرقة أو القتل أو أسوء لذلك الوقاية خير من العلاج.


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-20, 01:09 AM   #17

اجزخنجية
 
الصورة الرمزية اجزخنجية

? العضوٌ??? » 409750
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 324
?  نُقآطِيْ » اجزخنجية is on a distinguished road
افتراضي

واخيرا بدأنا قصة نيرة وأيهم
ألذ وأجن ثنائي
موفقة يا ساسو ❤❤❤


اجزخنجية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-20, 01:22 AM   #18

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اجزخنجية مشاهدة المشاركة
واخيرا بدأنا قصة نيرة وأيهم
ألذ وأجن ثنائي
موفقة يا ساسو ❤❤❤
روح قلبي يا روفي
رجعنا تانى لنقطة بداية المفترية نيرة


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-20, 02:09 AM   #19

نور مرزوق

? العضوٌ??? » 476816
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 9
?  نُقآطِيْ » نور مرزوق is on a distinguished road
افتراضي

فصل مميز سارسواتي..وبداية جميلة ومبشرة..انا استمتعت جداااااا بيه..حبيت اوي ردود نيرة..كانت مفحمة وحسيت فعلا وقت ردت وليه افترضت اني اعرفك انها بتكسر فيه الغرور كطبيبة نفسية وده جزء من عملها ..كمان فكرة طفوليتها شيفاها طبيعية جدااا..اغلب الاطباء النفسيين بيحتاجوا ده في حياتهم عشان يتعاملوا بصدر رحب من ضغوطات حياتهم كبشر طبيعين وضغوطات حياة كتيييير من مرضاهم..بيتعاملوا بطريقة لذوذة عشان ميتأسروش كتير ويتألموا ويتحولوا هما نفسهم لمرضى نفسيين..حبيت الجيرة اللي في فطومة ❣..الفصل كمان فيه عادات وتقاليد الشعب المصري البهية مسيطرة جدا ودي حاجة رائعة..وحبيت الصداقة بين الشبان الثلاثة وضحكهم على بعض وسخريتهم..حبيت استعانتها في الاخر بجارها عشان تحمي نفسها في جزئية سياج الحديد..وحبيت اعتمادها على نفسها وتفوقها..حبيت الفصل ككل يا سو💗💗💛..موفقة يا روحي😊😍😍🥰

نور مرزوق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-20, 02:43 AM   #20

شيماء 1990
 
الصورة الرمزية شيماء 1990

? العضوٌ??? » 404047
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 145
?  مُ?إني » مصر
?  نُقآطِيْ » شيماء 1990 is on a distinguished road
¬» قناتك mbc
افتراضي

مبرووووك ي سارو نزول الفصل 🎉
وابتدينا مع اجمل واجن ثنائي نيره وايهم الي كانوا وحشينا جدااا


شيماء 1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:30 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.