آخر 10 مشاركات
الهاجس الخفى (4) للكاتبة: Charlotte Lamb *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          28 - الثأر - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : وردة دمشق - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          27 - هديتى - فيوليت وينسبير - ق.ع.ق - مكتبة زهران (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          أنا وشهريار -ج4من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله [زائرة] *كاملة* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          26-المسافرة -راكيل ليندسي -ق.ع.قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          كنزي أنا (53) -ج3 من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله *كاملة&الروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-09-20, 07:26 PM   #11

روفان ا

? العضوٌ??? » 474878
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 43
?  نُقآطِيْ » روفان ا is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الثامن
على سطح منزل هدى هبطت بتلكما الجناحين الضخمين حالكي السواد، وقفت تغلق تشغيلهما، ومن على مقربة تامة من أذنها قال صوتٌ هادئ: جناحان أنيقان يا حبيبتي.
قفزت هدى من مكانها في فزع لتلقي نظرها على الواقف أمامها وهي تقول في سخط: أحمد أيها الوغد، ألا تترك عادتك هذه أبدًا؟
انتبهت للوهلة الأولى أنه يمسك هاتفه الذي أداره ليريها تلك الصورة التي تصف بدقة علامات الذهول التي ارتسمت على محياها منذ برهة وهو يقول مبتسمًا: كم أنا سعيدٌ كونك كنت نازعةً قناعك حتى يتسنى لي تخليد ذكرى وجهك الجميل هذا.
اتسعت عينا هدى في ذهول قبل أن تقول في سرعة: فلتلغها حالًا يا أحمد!
أخفض هاتفه وهو يقول: سأفعل حالما تجيبين على بعض تساؤلاتي.
نظرت له في شكٍّ وهي تقول: تفضل.
-أولًا: جهاز تغيير الأصوات الذي استعملته أميرة شديد الاتقان هل هو من صنع صديقتكم الثالثة ڨينا؟
-هذا صحيح.
-لقد حضرت الحفلة منتحلة شخصية أحد آخر أليس كذلك؟
-بكل وضوح.
أشار إلى الجناحين الذي ترتديهما وهو يقول: هل هذه النسخة الناجحة من تجربة عباس بن فرناس؟
-يمكنك قول هذا.
-ماذا لو لاحظك أحدهم في السماء؟
-الليلة مظلمة وجميع ملابس عملياتي سوداء لا تعكس الضوء ومن ضنهم هذان الجناحان القابلان للطي.
-أخمن أنهما من صنع ڨينا أيضًا.
-تخمينك صحيح، هل انتهت أسئلتك؟
-بالفعل.
-فلتلغ الصورة إذًا.
أشهر أحمد هاتفه من جديد ليلغي الصورة أمامها.
سألته في اهتمام: كيف استطعت الخروج من هناك بهذه السرعة؟
أجابها في هدوء: لقد أجريت بضع مكالمات.
ابتسمت وهي تسأله في فضول: لقد أعلمتني أميرة أنك قد اكتشفت أمرها قبل أن أظهر، ما الذي جعلك تشك من البداية؟
قال في نبرة شاعرية: بذكر هذا كم هو قلبك قاص! لقد حاولت خداعي، كان بإمكانك إخباري ليس و كأنني لا أعلم هويتك.
تمالكت هدى ضحكة تصارع لتخرج من بين شقتيها وهي تقول: أنا آسفة، لكن لم أستطع المقاومة عندما خطرت الفكرة على بالي.
نظر لها بابتسامة واثقة وهو يقول: سأسجل هذا جانبًا يا هدى.
كانت لا تزال تكتم ضحكتها وهي تسأله مجددا: ولكنك لم تجب سؤالي كيف علمت أنها ليست أنا؟
أجابها وهو يستجع الأمر: حسنا عندما ناديتها بـ"حبيبتي" لم يكن انزعاجك المعهود، على الرغم من أنها حاولت تقليد ردة فعلك إلا أن الأمر لم يكن مماثلًا، ومع استرجاع مبادرتك في الذهاب معًا لم يكن من الصعب ربط الأمرين ببعضهما.
نظرت له بإعجاب وهي تقول: لم أتوقع أن تخبرني بالحقيقة، توقعت شيئًا مثل: "لم يدق لبي كما يدق كلما أراك" أو "كيف لا يعلم المرء حبيبته".
ضحك قبل أن يقول: حسنًا كانت هناك احتمالية قول هذا أيضًا، ولكن لم يكن هناك من ضرر من قول الأمر مباشرة مرةً مل فترة، ولو أنني أؤكد أن جملتيك صحيحتان في قلبي.
نظرت له باستخفاف قبل أن تسأل: أين أميرة؟
أجابها قائلًا: لقد قالت أنها على موعد مع أحدهم، لقد جاءت معي لهنا حتى تزيل ذلك التنكر وتذهب في هيئتها العادية.
فكرت هدى بصوت عال: أتساءل إذا ما كانت قد ذهبت للقائه.
عقد حاجبيه وهو يسأل: هو من؟
رفعت هدى نظرها إليه وظلت تنظر له لثوانٍ قبل أن تقول: سأعرفك عليه حين تلتقيان يومًا ما.
خلعت هدى الجناحين وهي تقول: أنا ذاهبة للداخل؛ الجو بارد هنا.
وقف أحمد وحيدًا على السطح يبتسم في خبث وهو يقول بينه وبين نفسه: أعتذر يا هدى؛ إنه من الصحيح أنني قد ألغبت الصورة نهائيًا من الهاتف لكن أتفاقنا لم يشمل إلغاءها من الوجود، وهذا ليس ذنبي كون كل شيء على الهاتف يرسل تلقائيًا إلى اللابتوب.
************
سحبت أميرة الكرسي المقابل له وهي تقول: زعيم الأوغاد الخائنين في عاصمة الحب! كم هذا غير متناسب!
رد عمرو قائلًا بلا حيلة: أرجوك يا أميرة لقد مضى على الأمر خمس سنوات بالفعل، وأنا لم اقترب من أحج منذ ذلك الحين، ومنذ ذلك الحين وأنا أعتذر منك وأطلب أن نعود معًا.
جلست أميرة مقابله وهي تقول بملامح ساخرة: ماذا أفعل بلعبك دور الراهب بعد أن افترقنا؟
امسك يدها وهو يقول: أرجوك لا تقولي افترقنا، أنا على استعداد لتكفير أخطائي.
سحبت يدها متجاهلة عبارته تلك تمامًا وهي ترد على النصف الآخر من عبارته الأولى قائلة: إن كنت قد سئمت بالفعل بعد مرور خمس سنوات فأنا أخبرك منذ اليوم الأول أن تستسلم.
سألها في عدم فهم: أنا لا أفهم لماذا تفعلين هذا، نحن بكل وضوح نحب بعضنا.
أجابته في هدوء قائلة: أنا لا أثق بك يا عمرو، ولست أظنني قد أثق بك أبدًا.
-ماذا أستطيع أن أفعل حتى أسترد ثقتك من جديد؟
-لا تستطيع فعل شيء فلن تستردها.
-لماذا توافقين على مقابلتي في كل مرة إذًا.
أجابت أميرة في خبث: لم لا تحاول تخمين هذا السبب.
-إن كنت لا تحبينني لماذا لم تحب شخصًا آخر؟
وضعت أمير سبابتها تحت ذقنها وهي تقول: يا لها من فكرة مذهلة، كيف لم تخطر على بالي طوال تلك السنوات؟
أمسك عمرو يد أميرة وهو يقول: أنا أمزح يا عزيزتي جميع الرجال خائنون، ليس عليك إعادة التجربة مرتين.
ابتسمت أميرة وهي تقول: أنت محق.
ثم سحبت يدها لتتابع النظر إليه قبل أن تقول: لا فائدة كم أحاول تنسيقها، مكانك ليس في مدينة الحب يا زعيم الأوغاد الخائنين

الفصل التاسع
-إذًا هل حظيت بكل المتعة التي أردتها في فرنسا؟
جاوبت هدى أميرة وهي تقول بابتسامة بسيطة: حسنًا ليست أفضل ما حظيت به ولكن لا بأس بما نلناه هنا، علينا العودة لمصر لكي نتولى الأعمال المتراكمة هناك.
-حسنًا هل سنعيد ما أخذناه؟
ابتسمت هدى في خبث وهي تقول: بالطبع سنفعل، بالنسبة للإسورة فسنرسلها بالبريد، لقد أعدت التمثال في لحظة سرقته وإيلينا كهدية عليه.....
استوقفتها أميرة ضاحكة وهي تقول: مهلًا هل سنرسل الإسورة بالبريد لمعرض عرضها؟
أجابتها هدى في خبث: نعم سنجعلهم يلفون حول أنفسهم ليروا من أرسلها ولكن ينتظرهم في نهاية هذه المتاحة جدارٌ سميك.
سألتها أميرة في اهتمام: ماذا عن المخطوطة؟
اتسعت ابتسامة هدى وهي تقول: حسنًا بخصوص هذا الشأن فالمخطوطة ليست للمتحف وأنا أرجع الأشياء إلى أصحابها.
عقدت أميرة حاجبيها وهي تقول: ولكن إن أرجعناها إلى مصر ألن يشكوا في جنسيتك؟
نظرت إليها هدى وهي تقول: لهذا لن نعيدها إلى هناك مباشرةً.
انفك انعقاد حاجبي أميرة وهي تبتسم قائلة: ماذا ستفعلين؟
اتسعت ابتسامة هدى أكثر و أكثر وهي تقول: سنلعب معهم لعبةً جدّ ممتعة.
ثم انفجرت ضاحكة في خبث.
***********
دخل أحد الضباط غرفة المفتش جان وهو يقول في توتر: سيدي المفتش، افتح التلفاز على الفور.
ترك المفتش ما كان يراجعه من أوراق قبل أن يعقد حاجبيه وهو يقول: ماذا هناك؟ هل سقط برج إيفيل على الحمام؟
أجابه في توتر: أسوأ يا سيدي، افتح التلفاز على الفور.
التقط المفتش جان الريموت من على مكتبه في سرعة وهو يفتح التلفاز، ظهر على وهي تقول: صباح الخير أيهاObvious shadow التلفاز صورة هدى في زيها
المواطنون الأعزاء، أعتذر عن إيقاف متعتكم في مشاهدة التلفاز و لكن لن آخذ الكثير من وقتكم.
سأل المفتش جان ذلك الضابط: هل يعرض هذا على كل القنوات؟
جاوبه الشرطي في توتره نفسه: أجل يا سيدي.
بينما تابعت هدى حديثيا قائلة: سأطلعكم على شيء مثير للاهتمام، لمن يعرفونني على أي حال، أنا سارقة دولية، Obvious shadow ومن لا يعرفونني فأنا
إنهم يضيفون بعضد التيم الأخرى إلى ملفي و لكن الجزء الأكبر يعود للسرقة الدولية.
ثم هزت كتفيها وهي ترفع يديها قائلة في براءة : على الرغم من أنني دائمًا ما أعيد ما آخذه.
ثم أنزلت يدهيا وهي تكمل: على أي حال مساء الأمس تشرفت بكوني أحد الحضور الكرام لليلة عرض المخطوطة اليونانية الشهيرة .
وقد شدت على كلمة "اليونانية" وهي تحرك إصبعي يديها السبابة والوسطى في سخرية قبل أن تكمل: ولقد أعجبتني المخطوطة فقررت قضاء بضع ساعات برفقتها، لست أدري إن كان الأمر قد عرف بعد أم لا؛ فقد كنت مشغولة في
الساعات الأخيرة.
سأل الضابط المفتش في قلق: الأمر غير معروف حتى الآن أليس كذلك؟
أومأ المفتش برأسه في انزعاج قبل أن يسأل الضابط قائلًا: ألن نتوصل لمكان البث بعد؟
هز الضابط رأسه في نفي: القسم كله الخاص بالتقنية يعمل على تتبع الإشارة دون جدوى.
عاد المفتش يسأله: ماذا عن قطع الاتصال؟
عاد الضابط يهز رأسه في نفي قبل أن يقول: لا نستطيع قطع الاتصال نهائيًا عن أي قناة.
ضرب المفتش سطح مكتبه بقبضة يده وهو يقول: كيف يمكن هذا؟ ما هذه المهزلة؟
ثم عاد للإصغاء إلى هدى وهي تقول: ولكنني قد قررت أن أكون أول من ينبئكم بالأخبار السارة، الجزء الأهم هو الآتي؛ فكما سبق وأخبرتكم أنا دائمًا ما أعيد ما آخذه، لقد أعدت الإسورة ولكن ستستغرق بعض الوقت لتصل إليكم وهذه ليست غلطتي لمن لا يعرفون قصة الإسورة فهذه ليست غلطتي، فلتنتبه الصحافة لعملها مظهركم غير ظريف، الآن حان دور المخطوطة لأعيدها ولكن اكتشفت شيئًا مثيرًا للاهتمام و أنا أبحث عن ماضيها وهو أن صاحبها ليس ذلك اليوناني الذي تبرع بها مما جعلني في غاية الحيرة إذًا لمن المخطوطة؟ تابعت البحث حتى وجدت أن منشأها في مصر و أن اللغة المكتوبة عليها في الحقيقة هي الهيروغليفية ولكن الخط ملتو قليلًا، وبعد اكتشاف هذه الحقيقة وقعت في حيرة من أمري هل أعيدها إلى المتحف هنا أم أعيدها إلى مصر؟ والحقيقة أنني لم أستطع الاختيار مهما حاولت، لذلك توصلت إلى فكرة رائعة، سوف ألعب معكم لعبةً فريدةً لن نوعها. لقد خبأت المخطوطة في فرنسا ولكن لتعاموا أين هي فسوف أعرض عليكم لغزًا ومن يجد المخطوطة أولًا تكن له حرية التصرف بها سواءً ما أراد إعادتها للمتحف أم للحكومة المصرية أم أراد بكل بساطة بيعها بطريقة غير شرعية، كل هذا لا يعنيني، من الصحيح أن أرض المعركة منحازة لفرنسا ولكن ما باليد حيلة فلتكن هكذا هذه المرة، والآن ستُعرض صورة اللغز لكم وبعدها بعض المستندات التي تثبت أصل Au revoir هذه المخطوطة لمن لا يصدقني.
اختفت صورتها على الشاشة لتنعرض بدلًا عنها صورة لورقة تحمل أحرفًا وأرقامًا غريبة وما يشبه خريطة وظلت على الشاشة لبضع ثوان ثم تعرض بعدها تلك المستندات التي ذكرتها من أحرف هيروغليفية وتشابه خامات و ما إلى ذلك ثم ينقطع الاتصال وتعود كل القنوات لعروضها الأصلية.
وقف المفتش جان عاقدًا ساعديه وهو يقول في انزعاج: ماذا يعني هذا الآن؟ بماذا أغلق ملف القضية اللعين هذا؟
***********
خرجت هدى من نطاق ذلك الركن الذي كانت تصور فيه وهي تنزع القناع عن وجهها متجهة إلى أميرة وهي تقول: هل انتهيت يا أميرة؟
كانت أميرة المندمجة في شاشة حاسوبها تضغط بضع ضغطات على لوحة المفاتيح قبل أن تضغط على مفتاح الإرسال فترفع رأسها وهي تزفر قائلة: وبهذا نكون قد انتهينا.
ثم استدارت بكرسيها ذي العجلات وهي تسأل هدى قائلة: إذًا ما حل هذا اللغز؟
انفجرت هدى ضاحكة قبل أن تقول: إنها خدعة؛ هذا اللغز يقود لأكثر من مكان في فرنسا في الحقيقة وفي كل مكان سيجدون نسخة مزيفة من المخطوطة إلا أنهم لن يكتشفوا إلا بعد مرور بعض الوقت.
استفهمت أميرة في استغراب: ماذا يعني هذا؟ هل سنعيد المخطوطة إلى مصر بأنفسنا؟
لوحت هدى بيدها وهي تقول: لسن لطيفةً لهذه الدرجة لقد أعلمت المخابرات المصرية بمكان المخطوطة الأصلية والذي لا علاقة له باللغز أبدًا.
تعجبت أميرة في ذهول وهي تقول: ماذا؟! هل أعلمت المخابرات المصرية؟ أليس هذا سيئًا؟ قد يستنتجون جنسيتك مما يضيق علينا الخناق.
أخرجت هدى عصير برتقال من الثلاجة لتصبّها في أحد الأكواب قائلة: هذا لا يهم فأجهزة المخابرات لا علاقة لها بي؛ من تريدني هي الشرطة الدولية، بالإضافة إلى أن علاقتي بالمخابرات المصرية جيدة في الواقع، لقد تقاطعت الطرق بيننا في أكثر من مهمة ماضيًا وقد ساعدتهم في صدر رحب.
تساءلت أميرة في اهتمام: إذًا ماذا سيفعلون؟
شربت هدى من كوب عصيرها قبل أن تجاوبها قائلة: سيأخذون المخطوطة و يعيدونها إلى مصر وما بعد هذا لا يخصنا ولا نعلمه، ربما يستطيع أحد الأذكياء لديهم اختلاق قصة مقنعة يصدر بها ضجيجًا إعلاميًا فيزيد عدد السياح هذا الموسم فقد أضفت اسمي للواقعة بكل الأحوال.
جاء صوت من خلفها يقول: أووووووه المخابرات المصرية إذًا! أنت مليئة بالمفاجآت كالعادة.
أطلقت هدى صرخة خافتة و أفلتت كوب العصير من يدها ليمسكه أحمد في سرعة دون أن تسقط قطرة واحدة، أخذت هدى الكوب منه في هدوء لتشرب منه مرة أخرى مما دفعه أن يقول في إعجاب: هذا رائع يا حبيبتي، لقد أصبحت تتعافين من الصدمة أسرع من قبل.
أكملت شرب العصير وهي تقول: شكرًا على الإطراء.
كان يضع أحد يديه داخل جيبه وهو يقول بابتسامته الواثقة المعتادة: إذًا نحن مغادرون الأسبوع القادم.
رفعت هدى أحد حاجبيها وهي تسأل: نحن؟! هل أنت ذاهبٌ معنا؟
أجابها في ثقة: وعلى نفس الطائرة كذلك.
تابعت شرب عصيرها حتى أنهته فوضعته على الطاولة وهي تقول: لن أحاول أن أسألك كيف علمت أو كيف استطعت ولكن تفز بإطرائي يا غزلان.
انحنى أحمد بحركة مسرحية وهو يقول: كم يسعدني هذا يا عزيزتي.
ثم اعتدل قبل أن يقول: عسى أنك لازلت تذكرين دينك لي بتناول الغداء معًا.
تصنعت هدى النسيان وهي تقول: لا أستطيع تذكر شيء مشابه.
ضحك أحمد قبل أن يخرج جهاز تسجيل انطلق منه صوت محادثتهما الأولى وهي توافق على الذهاب.
قالت هدى بمعارضة: ولكني قد ذهبت معك حينذاك ألم أفعل؟
ضغط أمير على زر آخر فانطلق صوت محادثتهما الأخرى وهو يخبرها بتأجيل الغداء وتذكر هذا وهي توافقه.
ظلت هدى صامته وهي تنظر إلى آلة التسجيل حتى انفجرت أميرة ضاحكة وهي تقول: أعجز عن تحديد من منكما الذي يلعب بقذارة.
سأل أحمد هدى بابتسامته المعهودة: إذًا هل نذهب يا حبيبتي؟
************
جلس كلٌّ من هما قبالة بعضهم البعض على طاولة ذاك المطعم المشهور، سألها أحمد: إذًا ماذا ستفعلين حين تعودين يا حبيبتي؟
زفرت هدى في ضيق وهي تقول: يؤسفني أنني سأدفن بين الملفات لبعض الوقت، الأعمال متراكمة بشكل سيء، ذاك الوغد سيف لم ينفذ جزأه من الاتفاق بإتمام عملي كما اتفقنا وعوضًا عن هذا هو منشغل بخطيبته.
سألها أحمد: هل تصالحا؟
أجابته في انزعاج: لست أدري، لست أهتم، سأغرق كليهما في النيل حالما أصل القاهرة.
بدا و كأنه يقاوم الضحك بينما نهضت هي قائلة: سأذهب لأغسل يدي؛ أشعر وكأنني قد لمست شيئًا غريبًا أثناء مشيي
أجابها في لباقة قائلًا: فلتأخذي راحتك يا حبيبتي.
ذهبت هدى لدورة المياه لتغسل يدها وبعد أن جففتها تطلعت للمرآة قليلًا لتهذب شعرها، ومن خلفها باغتتها امرأة وضعت منديلًا غطى كلًّ من أنفها وفمها حتى تهاوى جسد هدى فأسندته المرأة.
كان أحمد يتفقد ساعته وهو يتساءل: هل يستغرق المرء نصف ساعة في غسل يديه؟
ثم نهض وذهب من الطريق الذي ذهبت منه، وأمام باب دورة المياه كانت هناك امرأة قد خرجت لتوها فاستوقفها قائلًا: معذرةً يا سيدتي، أبحث عن صديقتي، هل هي بالداخل؟ إنها خضراء العينين وقد كانت ترتدي الأصفر.
هزت المرأة رأسها وهي تقول: إن دورة المياه فارغة بالفعل عندما خرجت، أنا متأكدة.
عقد أحمد حاجبيه وهو يشكرها، ثم أخرج هاتفه ليتصل بها مجددًا. هذا غريب إنه مغلق، لقد اتصل منذ دقائق وقد كان يرن دون جواب ولكنه الآن مغلق، هل حدث شيء ما لها أم أنها إحدى خدعها؟ سوف أتأكد.
************
استفاقت هدى وعيها في بطء وهي ترفع رأسها المنحني، كانت الرؤية معتمة وقد استنتجت ان عينيها معصوبتان بالإضافة على تقييد كلٍّ من يديها وقدميها بإحكام إلى الكرسي الذي تجلس عليهن سألت هدى في هدوء: هل من أحدٍ هنا؟
جاءها صوتٌ معسول يجاوبها: هل استيقظت بالفعل يا سيدتي.
جاوبته في سخرية: سأستيقظ تمامًا إذا أزلت هذا الشيء الذي يغطي عيني.
صمت لثوانٍ بدا أنه يفكر فيها قبل أن يقول: حسنًا لا أظن وجود ما يمنع.
ومن خلف هدى بدأ أحدهم بفك العقدة خلف رأسها حتى انحلت تمامًا لتغلق هدى عينيها من مباغتة الضوء لهما، ثم لم تلبث ان تعيد فتحهما لتطلع إلى الغرفة التي هي فيها، كانت غرفة مكتب واسعة وأنيقة، لها أثاث غال ومترف، أطلقت هدى صفير إعجاب قبل أن تقولك لديكم مكان أنيق هنا.
أجابها صاحب الصوت المعسول قائلًا: الجمال يليق بالجميلة.
ابتسمت هدى في سخرية وهي تقول: لديكم مهرجٌ هنا أيضًا.
لم يكن هو الوحيد الموجود في الغرفة، كان هناك خمسة رجالٍ آخرين وإن بدا لها أن صاحب الكلام المعسول هو القائد هنا والذي رد على جملتها قائلًا: يبدو أن لسانك لاذع بعض الشيء يا سيدتي.
عقدت حاجبيها وضيقت ما بين عينيها وهي تقول: يا هذا، هل تضع المكياج؟
رجع إلى الوراء وكأنما لا يستوعب ما تقوله وهو يجاوب في تردد: هذا صحيح، هل لديك مشكلة؟
ضيقت عينيها أكثر وهي تسأله: هل هذا كريم أساس؟ لا تقل لي أن هذه مسكرة.
أجابها في تردد: إنها كذلك.
نظرت له هدى باشمئزاز لوهلة قبل أن تسأله في هدوء: إذًا لماذا أنا في ضيافتكم؟
جاوبها وقد عاد بعض من لسانه المعسول: لست مخوّلًا بإخبارك الكثير من التفاصيل ولكن يكفيك أن تعرفي أنك ستبقين معنا ليوم كامل وبضع ساعات.
-هكذا؟!
كان يحادثها وهو يدير ظهره لها وعندما التفت ليجاوبها تجمد في صدمة؛ فأمامه كانت تلك المقيدة منذ وهلة واقفةً تتحسس معصمها ثم تلتفت إليه قائلة في هدوء: ماذا هناك؟ لماذا توقفت؟
انتزع ذا اللسان المعسول نفسه من الصدمة وهو يأمر رجاله قائلًا: أمسكوها وقيدوها من جديد.... بسرعة!
ابتسمت هدى في خبث صامت في تلك الثانية التي سبقت انتشار الدخان في الغرفة، كانت ترتدي تلك العدسات تحت الحمراء التي زودتها بها ڨينا لذلك استطاعت تحديد أماكن الست أشخاص في سهولة وبينما كان ذا اللسان المعسول يصيح قائلًا: لا تطلقوا النار!
كانت هدى تضرب الجل الأول بقبضتها ليلامس ذلك الخاتم الذي يطلق تيارًا كهربائيا يكفي لإيقاع ثورٍ ضخم ما أن تصل سرعته حدًّا معينًا. اهتز جسد الرجل في عنف قبل أن يسقط فاقد الوعي، وهكذا تمشت عبر الدخان في سرعة ورشاقة مسقطة الرجال الخمس الباقيين لينقشع الدخان بعدها بدقيقتين. دقَّ الباب من أحدٍ بالخارج يقول: سيدي، هل من مشكلة بالداخل؟
قربت هدى ساعة يدها من فمها في هدوء وهي تضغط إحدى أزرارها قائلة: لا توجد مشكلة لقد سقط شيء ما من على مكتبي فحسب.
أجاب الصوت خلف الباب: حسنًا يا سيدي.
كان الصوت الذي خرج من هدى هو صوت ذو اللسان المعسول بسبب وجود جهاز تغيير أصوات دقيق داخل الساعة، ذهبت هدى و أغلقت الباب بالمفتاح وهي تقول منتحلة صوت ذا اللسان المعسول: سوف أغلق الباب حتى يصع على الرهينة الهروب في أي حال من الأحوال.
-بالطبع يا سيدي.
أعادت بدها إلى جانبها وهي تقول في سخرية: حسنًا القاعدة الأولى في الاختطاف هي التأكد من أن الرهينة لا تحمل أي أسلحة.
بحثت هدى داخل الغرفة الفسيحة لتجد داخل أحد الدواليب العديد من الحبال، وثقت الرجال الستة في إحكام لتتجه إلى ثلاجة صغيرة في الزاوية، أخذت منها زجاجتا ماء مثلج، اتجهت إلى ذا السان المعسول فاقد الوعي لتفرغ إحدى الزجاجتين على رأسه، شهق في فزع مستعيدًا وعيه على الفور بينما اتجهت هدى إلى المكتب الكبير في آخر الغرفة، جلست على الكرسي الوثير لترفع قدميها فوق الطاولة واضعة واحدة فوق الأخرى وهي تفتح زجاجة الماء الأخرى لتشرب منها ثم تقول: إذًا هل انتعشت قليلًا؟
سألها في عدم تصديق: كيف يمكنك فعل هذا؟ من أين أتى الدخان؟ كيف صُعثت كهربائيًا؟
جاوبته هدى في هدوء: حسنًا كل ما في الأمر أنني أملك بعض الأصدقاء الرائعين، منهم من علمني الكثير من حيله، ومنهم من يمدني بأدوات رائعة، كم أنا محظوظة أليس كذلك؟
لم يحرها جوابًا وهو لايزال لم يستوعب الموقف، أمعنت هدى النظر محنيةً رأسها قليلًا وهي تقول: لقد لاحظت شيئًا، لقد ذاب مكياجك، أوه يا صاح تبدو أكثر كرجلٍ الآن! إذًا فلننتقل إلى الأسئلة: لماذا أنا هنا؟
سألها في مقاومة وهو يحاول التخلص من وثاقه: هل تظنينني أخبرك؟
نظرت له هدى في هدوء قبل أن تفتح الدرج الأيمن للمكتب الذي تجلس عليه وهي تقول: إن لم أكن مخطئة فيفترض أن يكون هنا؟
أخرجت هدى من الدرج مسدسًا مزودًا بكاتم صوت وجهته إلى ذا اللسان المعسول وهي تقول: هل أظنك تخبرني الآن؟
اتسعت عيناه في ذهول وهو يسألها: كيف يمكن أن تعلمي مكان المسدس بهذه الدقة؟
رفعت هدى أحد حاجبيها وهي تسأل كأنما تتأكد: ألست عضوًا قديمًا في المافيا الروسية؟
أجابها في استعجاب: هذا صحيح.
لوحت هدى بالمسدس وهي تقول: لابد أنهم طردوك بسبب المكياج، على أي حال هكذا علمت مكان المسدس.
عقد حاجبيه وهو يسأل: كيف يفسر هذا مكان المسدس بالإضافة كف تعلمين أنني عضو سابق في المافيا الروسية؟
أجابت هدى في لامبالاة: إنه مجرد حدس، لقد تصادفنا معًا حتى أصبحت أعرفهم من النظرة الأولى أما عن مكان المسدس فقد رأيتهم يخرجونه من الدرج الأيمن مرارًا وتكرارًان فلنعد لموضوعنا، هل تجيب أم أبدأ بساقك؟ يا لك من لطيف بتزويد المسدس بكاتم للصوت.
ابتلع ذا اللسان المعسول ريقه في توتر وهو يقول: لست أدري الكثير، كل ما اعرفه أنه يتم مقايضتك بشيءٍ ما مع شخص يهتم بك.
رفعت حاجبيها في سخرية باردة وهي تقول: أنا؟! أتساءل إذا ما أحضرتم الشخص الخطأ، إذًا ألا تعرف من طرفا المقايضة؟
أجاب في اقتضاب: كلا، ولكنني أعلم أن كلاهما أجنبيان عن فرنسا.
أمالت رأسها وهي تقول: اممممممم أنك تقول الحقيقة، يا للغرابة، ماذا عن الخطة؟ كيف تسلمونني أو تقتلونني؟
أشار إلى الهاتف على المكتب برأسه قائلًا: يفترض أن تصل رسالةٌ على هاتفي من رقم خاص، غدًا الساعة الرابعة عصرًا، سيأتي صاحب العمل بنفسه ويعلمنا بتجهيز تسليمك أو قتلك.
امسكت هدى الهاتف وهي تستعرضه بين يدها قائلة: هاتف أنيق.
ثم بدأت تتصفحه قائلة: لا داعي لإخباري بكلمة السر.
تصفحته لدقائق قبل أن تضعه مكانه وهي تقول: حسنًا لدينا ما يقارب يومًا كاملًا وأنا أخطط للبقاء معكم قليلًا حتى نرى وجه ذلك الغامض، إذًا لماذا تركت المافيا الروسية.
أجابها قائلًا: إنها قصة طويلة.
قالت في سخرية: هل ترتبط بموعد أو ما شابه؟
قال في استسلام: حسنًا لقد بدأ الأمر منذ عشر سنوات............




روفان ا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-20, 07:56 PM   #12

روفان ا

? العضوٌ??? » 474878
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 43
?  نُقآطِيْ » روفان ا is on a distinguished road
افتراضي

الفصل العاشر
كان يمشي في هدوء واضعًا إحدى يديه في جيبه عبر تلك الردهة الطويلة التي توصل إلى غرفة المكتب التي تحتجز هدى فيها، بلغ الباب فهمّ أحد رجاله من خلفه بفتح الباب إلا أنه استوقفه بحركة من يده ليوجه سمعه لما في الداخل، كانت هدى تقف مستندة إلى الكتب بظهرها وهي تقول: لهذا لا يجب على الرجال وضع المكياج، لقد أريتك تلك الصور، هل رأيت كيف يخطئهم الناس بالنساء، بالإضافة إلى أن شكلك ليس جيدًا! ليس جيدًا!
أجابها ذا اللسان المعسول بنبرة راضخة وهو يحني رأسه: أنت محقة يا سيدتي، لن أضع المكياج بعد الآن.
ابتسم الواقف خلف الباب في سخرية ثم حاول فتح الباب ليجده مغلقًا، أشار إلى أحد الرجال خلفه الذي أسرع يومئ برأسه قبل أن يكسر الباب بلا تردد، دخل الغرفة بتصوب هدى المسدس وهي تسأل ذا اللسان المعسول في خيبة أمل: هل هذا هو المختطف؟
أجابها ذا اللسان المعسول في تفكير: هذا لا يمكن إنه لم يرسل الرسالة بعد.
أخفضت هدى المسدس في انزعاج بينما سأل الواقف أمامها: حبيبتي، هل اشتقت إلي؟
نظرت إليه هدى في انزعاج وهي تقول: عد من حيث أتيت يا غزلان، أنا بانتظار وغدٍ آخر.
استند إلى المكتب بجانبها وهو يقول: لننتظره معًا يا حبيبتي.
عقدت هدى ساعديها وهي تقول: هذا لن ينفع أنت قد جئت مبكرًا جدًا، أنا هنا منذ ست ساعات فحسب وذلك الرجل لن يأتي قبل الغد عصرًا. يا ذا اللسان المعسول ألا تستطيع جعله يأتي أسرع من هذا؟
انتبه أحمد لأول مرة وجود الرجال الستة المقيدين الذي جاوب أحدهم هدى قائلًا في تفكير: ربما يسرع إلى هنا إن علم أن أحدهم قد علم بمكان الرهينة وعلى وشك إفساد خطته.
تساءلت هدى في تفكير: لكنك تقول أن الرقم خاص، كيف نتوصل إليه إذًا؟ ........ قلِّ يا ذا اللسان المعسول، هل سبق وهاتفك أو راسلك عن طريف هاتفك هذا؟
أومأ ذا اللسان المعسول برأسه وهو يقول: نعم، لقد حدث هذا في بداية الاتفاق ولكن المحادثة حذفت من تلقاء نفسها بعدها بساعات.
وضعت هدى يدها على ذقنها في تفكير وهي تسأل: هل يوجد لابتوب هنا؟
جاوبها ذا اللسان المعسول مشيرًا برأسه: أجل يا سيدتي، إنه في الدرج الأسفل من جهة اليمين.
دارت هدى حول المكتب لتخرج اللابتوب وتوصله بالهاتف بينما تسأل أحمد: إذًا هل تعلم من هو المختطف؟
أجاب أحمد في اقتضاب: أجل.
بدأت هدى تعمل على الجهازين وهي تقول: يبدو أن هذا الموضوع يندرج تحت أسرار المهنة كالعادة لهذا لا تستفيض....... إذًا كيف وجدتني؟
-لم يكن الأمر بهذه الصعوبة.
سألت في سخرية: هكذا؟!
سألها هو مبتسمًا: عليّ أن أسألك أنا كيف تم اختطافك؟ لقد تفقدت آلات التصوير، لقد كان شخصًا واحدة بالإضافة إلى كونها امرأة، لا أستطيع تصديق ذلك.
قالت هدى في لامبالاة: ربما كانت أقوى مما تبدو عليه.
قال أحمد في سخرية: أو ربما كانت إحداهن تبحث عن المشاكل.
قالت متصنعة عدم الفهم: أتساءل عمن تتكلم؟
ألقى نظرة على الرجال الموثقين قبل أن يسألها: إذًا لماذا تنادينه بـ" ذي اللسان المعسول".
***********
بعد بضع دقائق انتهت هدى من عملها على الحاسوب لتفصله عن الهاتف متصفحة إياه قبل أن تقول في ظفر: لم يذهب تعليم أميرة لي سدًى؛ لقد ظهر الرقم.
ناولت الهاتف لأحمد وهي تقول: خذ اتصل به، أخبره بما اتفقنا عليه.
اتصل أحمد بالرقم و اخبره أن مكيدته قد فشلت وأن يأتي في غضون نصف ساعة دون أن يحاول الهروب من فرنسا فقد وضع على سجله في الكومبيوتر جملة لطيفة (ممنوع من السفر) وفي حالة عدم مجيئه يُرسَل إلى الشرطة كل ما يفيد تحريضه على الخطف من هذا الهاتف.
أغلق أحمد الهاتف لتسأله هدى: لقد سمعتك تدعوه بـ"باهل" هل هذا اسمه؟
أومأ أحمد برأسه قائلًا: هذا صحيح.
تساءلت هدى في تفكير: أتساءل لماذا يبدو هذا الاسم مألوفًا جدًا؟
قال أحمد في بساطة: ليس وكأنه غير دارج إلى هذا الحد.
أمعنت التفكير أكثر وهي تقول: ربما تكون محقًا ولكن لازلت أظن أنه مألوفٌ جدًا.
*************
وصل "باهل" إلى المبنى، خرج من سيارته، تم اقتياده من قبل رجال أحمد بعد تفتيشه، أوصلوه إلى غرفة المكتب تلك، دخل الغرفة ليجد أحمد جالسًا على كرسي المكتب الوثير مسندًا رأسه إلى الخلف، رحب به قائلًا في سخرية: لقد شرفت مكانك يا..... باهل.
كان يقف أمام الباب وهو يقول في ضجر: حسنًا لقد ربحت اللعبة، ماذا تريد؟
انتبه باهل للوهلة الأولى أن أحمد يمسك مسدسًا يلهو به بين يديه وهو يقول في استعجابٍ ساخر: هكذا؟! يا لروحك الرياضية! هل الأمر بهذه السهولة؟ تستطيع خطف الفتاة التي معي ثم الاعتراف بالهزيمة فينتهي الأمر! هل أنهض ونتصافح أيضًا إذا أردت؟
سأله في ضجر: ماذا تريد؟
أشار أحمد بالمسدس في الهواء هازًّا كتفيه وهو يقول: حسنًا أنت لم تختطفني أنا، إنها وراءك فلتسألها.
عقد باهل حاجبيه في صدمة فهو لم يشعر بأحد وراءه على الرغم من حواسه الحادة، وقبل أن يتحرك إنشًا ليستدير شعر بكعب حذاءٍ حاد ينغرس في ظهره قبل أن يدفعه في عنف، اندفع باهل إلى الأمام في عنف ليقاوم السقوط في رشاقة، توقف لينظر إلى الخلف في غيظ لتتسع عيناه في ذهول وهو يقول: هدى؟!
انعقد حاجبا هدى التي كانت تقف في ثقة عاقدةً ساعديها وهي تقول: زعيم الاوغاد الخائنين؟!
نهض أحمد ليتجه إليهما في خطوات درامية وهو يضع يديه خلف ظهره حتى وصل إليهما فأصبح على كل من جانبيهما وهو يقول في سخرية: وأنا أحمد.
ثم سأل في هدوء: هل تعلمان بعضكما؟
ابتسمت هدى في سخرية وهي تقول: لقد وعدتك أن أعرفكما أليس كذلك؟ أحمد هذا وغد أميرة الخائن، عمرو هذا أحمد..... امممممم لست واثقةٌ مما يكون بالنسبة لي لكنه موجود في الصورة على أي حال.
ابتسم احمد وهو يقول: كلامك لاذعٌ كالعادة، ولكني قد ذكرت اسمه أمامك لمَ بمْ تخبريني؟
هزت كتفيها وهي تقول: أعرف الكثير من الأشخاص في حياتي لذلك أواجه مشكلة في تذكر الأسماء كاملة، لقد مضى نصف عقد منذ آخر مرة سمعت فيها اسمه كاملًا (عمرو باهل) لكنك كنت تشتهر في أعمالك بـ" عمرو وليد" لذلك نسيت اسم العائلة.
ثم تقدمت أمامه وهي تسأل في تهديد: إذًا لماذا قد يريد عمرو اختطافي؟ لم أملك الوقت لافتعال مشاكلٍ معك.
جاوبها في عدم فهم: أنا لم اختطفك، لقد اختطفت حبيبة هذا الشخص.
قالها وهو يشير إلى أحمد فأدارت هدى رأسها إليه وهي تسأله في برود: هل لديك حبيبة يا أحمد؟
جاوبها مبتسمًا في هدوء: لا يوجد سواك يا حبيبتي.
نقلت هدى بصرها إلى عمرو وهي تسأله في تشكك: هل رأيت صورة حبيبته المزعومة؟
جاوب في تردد: لم.... أكن أحتاج إلى صورتها طالما كان رجال يعرفون صورتها.
كانت تحرك إصبعيها وهي عاقدة ساعديها قبل أن تقول: ولا اسمها بالطبع... إذًا فلتخبرني لماذا ظننتها حبيبته؟
قال عمرو في تردد: حسنًا لقد شوهد معها كثيرًا لذلك.......
لم يكمل جملته بينما أطلقت هدى صفيرًا طويلًا ينم عن الإعجاب المصطنع ثم تقترب منه في خطوات ثابتة، استوقفها أحمد عارضًا ذراعيه قائلًا في هدوء: عنك يا حبيبتي.
ثم وجه لكمة قوية إلى وجه عمرو ألقته مترين إلى الوراء ليسقط فاقدًا وعيه، تقدمت هدى في خطوات ثابتة حتى توقفت بجانب أحمد وهي تثبت نظرها على عمرو في برود قبل أن تقول: حسنًا، لا أحب في العادة تولي الأشخاص لأموري لكن لا مفر من الاعتراف أن قوتك البدنية تفوق خاصتي لذا لا بأس، أحسنت صنعًا هذا المرة يا غزلان.
ابتسم وهو ينظر إلى عمرو في برود بدوره قائلًا: أشكرك يا حبيبتي، ولكني أتساءل إن كُسِر فكه.
أجابت هدى في هدوء: لا بأس، ستحب أميرة هذا.
الفصل الحادي عشر
"وهذا ما حدث"
قلبت أميرة نظرها بين هدى و أحمد اللذين فرغا من حكاية القصة لها توًّا بجملة هدى الأخيرة هذه قبل أن تنفجر ضاحكة وهي تقول: هل فقد الوعي من لكمة واحدة من أحمد؟
ابتسمت هد لضحكها وهي تقول: هذا صحيح.
ظلت أميرة تكتم تضحك لثوان قبل أن تسأل: إذًا أين هو الآن؟
أجابتها هدى: لقد نقلناه لأقرب مستشفى، وهذا من أجلك فحسب بالمناسبة وقد قال الطبيب أن فكه قد كسر بالفعل لكن الأمر سيعود لوضعه الطبيعي بعد عملية تجميل بسيطة.
بدا وكأن أميرة تكتم ضحكاتها وهي تسألهما: إذًا ما العلاقة بين أحمد وعمرو على أي حال؟
أدارت هدى رأسها إليه وهي تقول: هذا صحيح! لم تخبرنا حتى الآن لماذا كان يريد إيذاءك لدرجة قتل حبيبتك المزعومة.
أشار أحمد بأصابع يده قائلًا: أولًا: إنها ليست مزعومة فقد اختطفك فعلًا، ثانيًا: بما أن الأمر قد وصل إلى هذا الحد فسيخبركم هو حتى وإن التزمت الصمت، كل ما في الأمر أني قد أحرقت شيئًا صغيرًا يخصه.
رفعت هدى أحد حاجبيها وهي تقول: صغيرٌ تقول؟ هل أحرقت أحد منازله الذي يحبها؟
-كلا.
سألته أميرة: هل أحرقت أحد مصانعه؟
-كلا.
سألتا معًا: إذًا ماذا أحرقت؟
جاوبهما في هدوء: لقد أحرقت مجموعة مستودعاته في أستراليا.
أطلقتا صفيرًا طويلًا قبل أن تقول هدى: وماذا كان يريد في مقابل إخلاء سبيل حبيبتك؟
جاوبها أحمد في لامبالاة: حسنًا لقد كان يريد مستودعاتي في أوروبا وأستراليا.
هزت هدى كتفيها مشيرة بيدها وهي تقول: حسنًا هذه حربكما الخاصة لا دخل لنا بها.
ثم ابتسمت في خبث وهي تسأله: ولكن ماذا لو لم تستطع إيجادي؟ هل كنت لتعطيه المستودعات؟
ابتسم أحمد في خبث بدوره وهو يقول: لم يكن هذا ممكنًا يا حبيبتي، ماذا تظنينني كنت أفعل في تلك الفترة التي لم أكن موجودًا بها.
عقدت حاجبيها وهي تسأل: ماذا كنت تفعل؟
أجابها في ثقة تحمل الكثير من الغرور: لقد كنت أتتبع كل ما يفعله باهل، لقد وجدتك بعد اختفائك بساعتين في الحقيقة، ولكنني آثرت جعلك تعيشين مغامرة إضافية في رحلة باريس خاصتك.
ابتسمت في سخرية وهي تقول: يا لك من زوجٍ مراع.
ابتسم بدوره وهو يقول: شكرًا يا حبيبتي، إذًا ماذا عن غدائنا الذي تم إفساده مجددًا.
أجابت في تلقائية: لقد ذهبت معك بالفعل.
-ولكن هذا غشٌ يا حبيبتي.
-هذا ليس من شأني، إنه ملح قد ذاب في الماء
-حسنًا سنرى بهذا الشأن.
سألت أميرة في اهتمام: إذًا هل نحن ذاهبون بعد أربعة أيام؟
زفرت هدى وهي تقول في ضيق: هذا صحيح، لقد أنهينا كل الأعمال التي تستلزم وجودنا هنا أليس كذلك؟
أومأت أميرة برأسها في إرهاق قائلة: لقد تأكدت من كل شيء خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية.
عادت هدى إلى الخلف بظهرها وهي تقول في ارتياح: إذًا فسنقضي الثلاثة أيام القادمة كسياح، لا بأس بهذا.
ثم قالت لأميرة في امتنان: أنا حقًا أعتذر إن كان عبء العمل قد ازداد عليك بسببي.
أجابتها في هدوء: لا بأس أنا أتقاضى أجر ساعات العمل الإضافية، بالإضافة إلى أنني أكثر من راضية بفيديو ضرب أحمد لعمرو، لقد اهدته حتى الآن أكثر من عشرين مرة ولا يزال يعجبني كأنني أراه للمرة الأولى.
ذكّر هدى هذا الأمر بشيء آخر فسألت أحمد: هذا صحيح ماذا حدث لذي اللسان المعسول؟
أجابها في هدوء: أنت تعنين "سيرجي إيفانوفيتش"، إنه عائد إلى روسيا، لست أدري ما ينوي فعله بالضبط، ولكني أظنه ذاهب ليلعب مع أصدقائه القدامى في المافيا الروسية، بالمناسبة لقد سمع نصيحتك وترك وضع المكياج.
ضحكت هدى في غرور وهي تقول: هذا أفضل له.


روفان ا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-20, 12:11 PM   #13

روفان ا

? العضوٌ??? » 474878
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 43
?  نُقآطِيْ » روفان ا is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني عشر
كانت هدى تجر حقيبة سفر تميل إلى الكبر وراءها، تمشي بجانبها أميرة على نفس حالها، سألتها أميرة: إذًا ما شعورك وأنت تعودين للوطن بعد غياب أكثر من شهر.
أجابتها هدى في غيظ: لدي رغبة عارمة في تمريغ رأسي شخصين معينين في التراب.
ضحكت وهي تقول: أستطيع تخمين من هما.
وقفا يجريان إجراءات وضع الحقائب في الطائرة ثم ختم الجوازات، وعند ذلك الطابور الطويل قد وقفتا، ومن خلف هدى جاء صوت يقول: لماذا لم تنتظريني حتى آخذكما يا حبيبتي؟
شددت هدى من إمساكها على الحقيبة وعضت شفاهها مغمضة عينيها لثوان ليقول أحمد في إعجاب: ردود أفعالك تزداد ثباتًا يا حبيبتي.
أخذت هدى نفسًا عميقا ثم أخرجته زفيرًا قبل أن تقول: هذه المرة حقًا لو لم نكن في المطار لبدأت الشجار بالأيدي دون الاهتمام بالعواقب، لماذا تتعمد التسلل خلفي في لحظة سكوني الداخلي بالضبط دائمًا بحق الجحيم؟
أجابها شبه ضاحكًا: ربما أحب رؤية وجهك المفزوع.
أدارت هدى مقلة عينيها وهي تلف وجهها لتتجاهله، وفي نفس اللحظة دخل الصالة عدة رجال من الشرطة خلفهم كل من المفتش جان والمفتشة ليديا، ما أن لمحتهم هدى حتى كادت تعود خطوة إلى الوراء إلا أن أحمد أمسك كتفيها وهو يقول في هدوء بصوتٍ منخفض لم يسمعه سواها: لا تخافي إنهم ليسوا هنا من أجلك.
قالت في عناد: من الخائف؟ لقد أخذني الموقف على حين غرة فحسب، أنزل يدك.
شاهد كل منهما الموقف حيث اتجه المفتشان إلى رجلٍ يبدو في منتصف خمسيناته، أشهرا شارتيهما ليقولا بعض الكلمات لم تستطع هدى الاستماع إليها قبل أن يضعا الأصفاد على يديه وفي اللحظة التي التفّ فيها لمحت هدى وجهه في وضوح مما جعلها تفرغ فاهها في جفلة قبل أن تقول: هذا... أليس هذا....
استوقفها أحمد قائلًا: ليس هنا يا هدى، سأخبرك بعد قليل.
عقدت هدى حاجبيها وهي تراقب في صمت وهم يأخذونه ثم ينسحبون، وعلى الطائرة جلست كل من هدى وأميرة بجانب بعض واتخذت هدى ذلك المقعد بجانب النافذة، وبعد إقلاع الطائرة فك أحمد حزامه قم إلى أميرة ليقول: هل تسمحين يا أميرة؟ هناك ما أريد الحديث معها بشأنه.
نظرت أميرة إلى هدى وجدتها تقول بعينيها (لا)، كتمت أميرة ضحكة تنازع لتخرج من شفتيها وهي تنهض من مقعدها قائلة: نصف ساعة على الأكثر إذًا.
اتخذ أحمد مكانها وهو يقول: أقدر تعاونك يا أميرة.
ظلت هدى تنظر إليه في انزعاج واضح بينما سألها: إذًا لماذا لا تنهين جملتك التي أردتها حينئذ.
اعتدلت ثم سألته في جدية: أحمد، ذلك الرجل ألا يملك نفس الوجه الذي تنكرت أنت به عندما شوهدت معي وأنا أسرق الإسورة.
ابتسم في خبث وهو يقول في هدوء: هذا صحيح.
سألته بنفس الجدية: إذًا ما علاقته بك؟ لم تورطه معي؟ لست أظن هذا من أسرار المهنة طالما جئت أنت بنفسك.
أخذ نفسًا عميقًا ليقول: حسنًا لدي بعض العلاقات معه من أعمال وعداوات وغيرها، ليست عميقة ولكنها موجودة على أي حال، عندما وصلت إلى فرنسا من بعدك وأجريت بعض التحقيقات اصطدمت بمخطط عزيزتك إيلينا زلكن ما لم تعلميه أن ذاك الرجل كان وراءها.
استفهمت هدى في استغراب ممتزج بالسخرية: إذًا هل تورطه معي حتى تنتقم لي أو شيء من هذا القبيل؟
قال في توضيح: إنه مزيج من هذا وذاك، مما يقودني لأسألك مع أولئك الرجال في الساحة ونحن في طريقنا ألم تلاحظي الرصاصة الصامتة التي قذفت أحد المسدسات بعيدًا؟
أجابت في تلقائية: بالطبع قد لاحظتها، إن لم يقذف ذاك المسدس كانت تلك الرصاصة لتصيبني حتمًا، وإن لم تكن لتصيبني في مقتل إن أحسنت التفادي إلا أنها كانت ستكون مؤلمة ولم يكن ليكون مجرد خدش، ولكني لم أهتم لهوية من أطلقها بصدق.
استكمل أحمد كلامه قائلًا: هذا ما أريد إخبارك به، ذاك الرجل هو من أطلق تلك الرصاصة.
عقدت حاجبيها وهي تسأله: لماذا يفعل هذا؟
أجاب في بساطة: قد تندهشين ولكن للمصادفة دور كبير في هذا؛ فإنها مصادفة بحتة كونه في فندق أمام ذلك الميدان، وهو ليس على علم بأن هدى دياب هي نفسها السارقة الشهيرة ففي النهاية حتى صديقتك إيلينا ليست على يقيت من هويتك ولا تستطيع إثباتها، على أي حال هو لديه العديد من الأعمال مع شركتك وليس في مصلحته البتة أن تتأذي.
سألته: إذًا فقد جاء المفتش جان المسؤول عن قضيتي بسبب وجود صورته معي في مسرح الجريمة والمفتشة ليديا بسبب ارتباطه مع قضية المسلحين المخمورين.
أجابها قائلًا: هذا صحيح.
نهضت هدى وهي تقول: لا أهتم حقًا من الممتع معرفة الحقيقة فحسب، أشعر بالملل سأذهب وأجلس مكان مساعد الطيار.
قال أحمد في هدوء خبيث: اجلسي يا هدى لم أنته.
نظرت له في استغراب فعادت تسأله في ضجر: ماذا هناك أيضًا؟
قال في بساطة: أحباؤك الاثنين يهربان.
اتسعت عيناها في عضب وهي تستفهم: ماذا؟! أنت لا تعنيهما؟
ابتسم وهو يقول: بلى أعنيهما، سيف وخطيبته شهد قد تصالحا وسيسافرون خارج مصر قبل أن تصل طائرتنا بساعة.
بدأ الغضب يتوهج داخلها وهي تقول: ماذا يعني هذا؟ إلى أين يذهبان؟
ضحك وهو يقول: هل يهم هذا؟ ما أن تهبط طائرتنا القاهرة حتى تكوني كالمحكوم عليه بالأعمال الشاقة، فقد ترك سيف لك الشركة بالكامل لتديري أعمالك الماضية والحالية بالإضافة إلى أعماله.
تساءلت في عدم استيعاب: أتفهم أنهما قد تصالحا ولكن لماذا يخرجان خارج البلاد، إنه ليس شهر عسل أيها الحمقى!!
قال في هدوء من جانب فمه: حسنًا يبدو أنه قد تذكر موعد رجوع شقيقته العزيزة واستنتج أنها ليست عائدة وعلى شفاها مباركة تصالحه وشهد، وإنما وعيد بإغراق كليهما في نهر النيل، فقرر الابتعاد لفترة حتى تهدأ.
نهضت هدى مجددًا وهي تقول في غضب: لن أسمح لهما بالهروب سأحتل مكان الطيار نفسه وأزيد من سرعة الطائرة ثم.........
استوقفها وهو يضحك قائلًا: اجلسي يا هدى سيظن أحد البلدان أنها طائرة معادية أو ستعتقلين حالما نهبط مصر، سأحل مشكلتك بطريقة أكتر سلمية.
عقدت حاجبيها وهي تقول: ماذا تستطيع أن تفعل؟
ضحك في غرور وهو يقول: الكثير، اجلسي سأخبرك.
جلست فقال: ببضعة اتصالات مني سأؤخر طائرتهم ثلاث ساعات عن موعدها وسأحرص على احتجازهم في المطار حتى تلتقيهم.
نظرت له في تشكك وهو تقول: هذا رائع ولكن ماذا تريد في المقابل؟
ابتسم في خبث وهو يقول: كم يعجبني ذكاؤك يا حبيبتي، كانت هناك وجبة غداء أتناولها معك قبل لي أنها فص ملح قد ذاب.
سألت في تردد: المسجل بحوزتك، أليس كذلك؟
اتسعت ابتسامته وهو يقول: هذا صحيح.
زفرت وهي تقول: حسنًا لا بأس ولكن كيف ستتصل ونحن نطير؟
جاوبها في بساطة: سأتصل عن طريق الانترنت.
ثم قال وهو ينظر إلى عينيها: كان من الجميل قضاء الوقت معك في مدينة الحب يا حبيبتي.
كانت تنظر من خلال النافذة إلى الفضاء وهي تقول: حسنًا، حسنًا سأحاول تصديقك هذه المرة، فلتتبادل الأماكن مع أميرة إن انتهيت فأنا سأنام حتى نصل لكي أقتل الوغدين اللذين يحاولان الهرب.
قال في شاعرية: ولكن بإمكانك الاستناد على كتفي أثناء نومك.
أخرجت من جانبها تلك الوسادة التي تمنع الرقبة من الانحناء وهي تقول: شكرًا لاهتمامك ولكني أفضل عدم الاستيقاظ برقبة سيئة، هل ستذهب أم أجلس مكان مساعد الطيار؟
نهض وهو يقول: لا بأس يا حبيبتي ولكن أين تفضلين تناول غداءنا؟
ضحكت في سخرية قائلة: إن كنت تعني خارج القاهرة أو حتى داخلها فسيكون عليك الانتظار لثلاثة أشهر على الأقل حتى أستطيع ترك العمل ليوم.
أجاب في هدوء: أنتظرك دائمًا يا عزيزتي.
وضعت الوسادة حول رقبتها وهي تقول: يا لكرم أخلاقك، هيا أحضر أميرة فسأنام وأحلم بتعذيبهما.
ضحك وهو يأسف على حالهما الذي تسبب هو فيه، وإن لم ينتبه تأنيب ضمير.... على الإطلاق ثم توقف وهو يسأل هدى: ولكن ألم يكن أحدهم ناقصًا هذه المرة.
ظهرت في يد هدى مجموعة أوراق لعب من اللامكان بخدعة خفة يد ما لبثـ أن طارت بشكل عشوائي باتجاه احمد الذي طلقاها كلها بيدٍ واحدة بترتيب عجيب، نظر إلى أول ورقة في أوراق اللعب والتي وجد عليها صورة ذلك الوجه الذي يعرفه كلاهما، بينما قالت هدى بابتسامةٍ خبيثة: هذا صحيح إنه في إجازة منذ شهرين لأن شقيقته تتزوج ولو أن هذا لم يمنعه من إخبارهم بتدمير جهاز التحكم، أتطلع لرؤيته قريبًا وإخباره كم أن هذا عملٌ غير لائق.
تمت.......


روفان ا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-20, 12:13 PM   #14

روفان ا

? العضوٌ??? » 474878
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 43
?  نُقآطِيْ » روفان ا is on a distinguished road
افتراضي

طيب هي كده القصة خلصت بس الحكاية لسه مخلصتش لانو هي ان شاء الله سلسلة مغامرة .... اخب من موقعي دوت اقرأ الخمسة اللي قرأو الرواية 😂😂😂 شكرا لأخذ من وقتكم في قراءة كتابتي 🌹🌹🌹

روفان ا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-20, 12:15 PM   #15

روفان ا

? العضوٌ??? » 474878
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 43
?  نُقآطِيْ » روفان ا is on a distinguished road
افتراضي **************

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روفان ا مشاهدة المشاركة
طيب هي كده القصة خلصت بس الحكاية لسه مخلصتش لانو هي ان شاء الله سلسلة مغامرة .... احب من موقعي دوت اشكر الخمسة اللي قرأو الرواية 😂😂😂 شكرا للأخذ من وقتكم في قراءة كتابتي 🌹🌹🌹
*******************


روفان ا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-23, 07:45 PM   #16

ghadaa73

? العضوٌ??? » 75527
?  التسِجيلٌ » Jan 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,169
?  نُقآطِيْ » ghadaa73 is on a distinguished road
افتراضي

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

ghadaa73 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 09-07-23, 12:41 AM   #17

ghadaa73

? العضوٌ??? » 75527
?  التسِجيلٌ » Jan 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,169
?  نُقآطِيْ » ghadaa73 is on a distinguished road
افتراضي

مبروك الروايه

ghadaa73 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 09-07-23, 07:05 PM   #18

ghadaa73

? العضوٌ??? » 75527
?  التسِجيلٌ » Jan 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,169
?  نُقآطِيْ » ghadaa73 is on a distinguished road
افتراضي

هل فيه جزاء تانيه من السلسله

ghadaa73 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:49 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.