جلست الفتاة وأخذت تتلاعب بسلسلة حقيبة يدها دون ان تجرؤ على الالتفات نحوه مرة ثانية . الآنسة تبحث عن عمل ؟ نعم أتعرفين طبيعته ؟ أعتقد أن المطلوب فتاة تهتم بأمر طفلين ... وهل لديك إلمام بهذا النوع من العمل ؟ ترددت الفتاة قليلا ثم رفعت رأسها نحوه ولاحظت ان الابتسامة لا تزال على شفتيه . للحقيقة لم يسبق لى ان عملت على تربية اطفال صغار ماذا كنت تعملين من قبل ؟ كنت اعمل بائعة فى متجر لبيع الألعاب ولماذا تركت عملك ؟ لأسباب خاصة منذ متى ؟ منذ ثلاثة اشهر وبدأت تنزعج من أسئلته , وفكرت فى ان تنسحب لأنها لا تتحمل ابتسامته الساخرة . العمل المعروض يتطلب أن تنتقلى للعيش مع الطفلين ... فى منزلى أضاف ونهض من وراء مكتبه ليقف أمامها . |
ان مسألة السكن المؤمن أثارت اهتمام الفتاة , فهذا يوفر عليها دفع تكاليف السكن . ماذا تقولين ؟ أنا موافقة حسنا , آنسة دارسى ومد يده نحوها : اتفقنا مدت يدها نحوه بتردد . ولكن ... تريدين أن تسألى عن الراتب ؟ سنتحدث بكل هذه التفاصيل فى المنزل بعد ان تتعرفى على ابنى وابنتى . سنذهب معا بعد دقائق ونادى السكرتيرة التى دخلت على الفور . بالنسبة للإعلان , لا تستقبلى أحدا آخر , الآنسة دارسى ستكون المربية الجديدة . اذا جاء السيد فرانسوا المقاول خذى منه الملف الذى طلبته منه وقولى له أننى سأزوره صباح غد فى مكتبه . حاضر , وبالنسبة للسيدة فلورانس ؟ اذا اتصلت قولى لها بأن عملية تصفية ميراث زوجها اصبحت منتهية ولا سبيل للقلق ثم التفت نحو كلير ودعاها للنهوض وهو يضع بعض الاوراق فى حقيبته الجلدية . |
رافقته حتى سيارته المرسيدس البيضاء المتوقفة فى مرآب البناية ففتح لها الباب اولا وانتظر حتى دخلت فأغلق بابها ودار حول السيارة ليجلس خلف المقود . المنزل ليس بعيدا , سنصل بعد نصف ساعة على الأكثر قال وهو يدير محرك السيارة . هل السيدة غارنيه مسافرة ؟ سألته عن زوجته . وهى تتساءل كيف تكون زوجة رجل وسيم وناجح كالأستاذ غارنيه . نفث دخان سيجارته وبدا الهم فجأة على وجهه . لا , انها هنا فى فرنسا , لكن وقتها لا يسمح لها بالاعتناء بأولادها أجابها بعد لحظات . لا بد انها تعمل وعملها يمنعها من ذلك للأسف , آنسة دارسى , زوجتى تهوى التمثيل ولا يمكنها التخلى عن مهنتها انها الآن تشترك فى تمثيل احد الأفلام السخيفة على الجليد فى جبال الألب , ولا يهمها أمر أطفالها , وقد ندمت على انجابهما . |
دهشت الفتاة عندما سمعت كلامه وأشفقت عليه وعلى طفليه وقد لاحظت مدى قلقه عليهما . وكم عمرهما ؟ الصبى فيليب فى السادسة من عمره وشقيقته كاثى فى عامها الأول , سنحتفل بعيد ميلادها الأسبوع القادم . فيليب يذهب الى المدرسة وبحاجة لمن يساعده على القراءة والكتابة , كما وأنه منطو على نفسه وقليل الكلام . ستكون مهمتك صعبة قليلا معه لأنه لا ينسجم مع المربيات , فى كل مرة كان يرفض البقاء معهن ويتسبب فى طردهن أما كاثى , فهى صغيرة ستعتاد عليك بسهولة . ثم اوقف السيارة قرب محل لبيع الألعاب ودعاها للنزول . بما انك خبيرة بألعاب الأطفال , هيا وساعدينى لنشترى لهما هديتين تقدميهما اليهما عندما تتعرفين عليهما . رافقته الى داخل المحل وبعد جولة قصيرة على الألعاب اختارت للصغيرة حصانا صغيرا يمكنها الجلوس عليه واذا امسكت بأذنيه يتمايل ويصهل , بينما اختارت للصغير قطارا حديديا يطلق صفارته عندما يصل الى المحطات الثلاث على طول سكته الحديدية . شكرها الأستاذ بيتر ودفع الحساب وعادا الى السيارة . |
اذا اعجبك العمل معهما سيكون راتبك جيدا , المهم ان اتمكن من الذهاب الى عملى وأنا مطمئن بأنهما بأيدٍ أمينة , فقريبا تقفل مدرسة فيليب ابوابها مع بداية فصل الصيف , وسيكون بحاجة اليك أكثر ... فكرت كثيرا ان أضعه فى مدرسة داخلية , لكننى احبه كثيرا ولا يمكننى ان انام قبل ان اطمئن عليه بنفسى كل ليلة . لاحظت الفتاة الحزن واليأس فى نبرة صوته فتساءلت ما الذى يجعله يتحمل زوجة تهمل مسؤولياتها وتتركها على كاهل زوجها الذى تكفيه متاعب عمله . تركا المدينة ورائهما وسلكا طريق الضاحية الى ان وصلا الى منطقة هادئة تتوزع فيها بعض المنازل على جانبى الطريق . ما ان اوقف الأستاذ بيتر سيارته حتى اسرعت امرأة مسنة لاستقباله والقلق ظاهر على وجهها . سيدى , لقد جئت فى الوقت المناسب ... ما بك , لورا ؟ سألها بيتر بقلق وهو يسرع نحو المنزل وقد نسى امر كلير تماما . فيليب يحبس نفسه على الحافة الخارجية لنافذة العلية , ويرفض النزول ... قالت الامرأة وهى تركض خلف سيدها قدر امكانها . https://i.pinimg.com/originals/75/5c...c32a9d6363.gif |
انتهى الفصل الثانى قراءة ممتعة |
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟ ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر بسم الله الرحمن الرحيم |
مشكورة سلمت يداك |
وووووووااااااااااااووووو |
الفصل الثالث https://i.skyrock.net/1012/87571012/...4_YfYUGRzg.gif تبعتهما كلير وزاد اشفاقها على هذا الولد التعيس لدرجة انها نسيت تعاستها واحست منذ هذه اللحظة بمسؤوليتها تجاه هذا الصبى الشقى الذى يسبب لوالده هذا القلق . عندما دخلت الى الصالون كان بيتر قد تسلق السلم المؤدى الى الطابق العلوى , فتبعته تاركة الامرأة المسنة خلفها ووصلت الى العلية حيث وجدته يمد يديه نحو ابنه الذى يجلس على حافة النافذة الخارجية . فيليب , تعالى وانظر ماذا احضرت لك , تعالى يا صغيرى نظر الصغير الى كلير ولم يتحرك من مكانه . ماذا تفعل هنا ؟ سأله والده وهو يحاول ان يسيطر على قلقه انتظر الحمامة وأشار بيده الى جيبه : احضرت لها الحبوب لكنها لم تأت تعالى لنبحث عنها فى الخارج , لا بد انها قرب بركة الماء لا , انها تنتظرنى هنا كل يوم قال الصغير وتلألأت عيناه بالدموع سنساعدك فى العثور عليها تدخلت كلير وقد رسمت على فمها ابتسامة : انا اعرف اين يختبئ الحمام فى مثل هذا الوقت . ألا تريد ان ترى القطار الحديدى الذى احضرته لك . يمكنك ان تقوده بنفسك والحمامة سترشدك على الطريق |
الساعة الآن 11:17 PM |
Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.