آخر 10 مشاركات
جديدة .. من الرعيل الأول (الكاتـب : enaasalsayed - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          131-القاضي والمخترعة - روايات ألحــــان (الكاتـب : Roqaya Sayeed Aqaisy - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          وآخرون يعشقون *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : انسام ليبيا - )           »          43 - الحاجز - نبيل فاروق (الكاتـب : MooNy87 - )           »          5 - هي في حياتي - شريف شوقي (الكاتـب : حنا - )           »          تحميل رواية عندما يعشق الرعد"رحم للإيجار"للكاتبة ريحانة الجنة\عامية مصرية*وورد وتيكست (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4154Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-11-21, 10:17 PM   #1811

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الرابع والأربعون

****************


رغم شبح الحزن وفورة الأعصاب والتأزم بين العائلتين إلا أن نيران الخلاف تم وأدها سريعاً بمحبة خالصة بين العروسين ورغبة فى مواجهة الحياة سوياً جنباً إلى جنب
وأخيراً تم الزواج على خير ما يرام باجتماع الأهل والأحباب فى ليلة عامرة بالسعادة والفرح الذى غمر الجميع حتى ماجدة التى نسيت أو تناست خطأ ابنها الكبير ووقفت فى قاعة الفرح الداخلية التى تضم النساء بجوار فرح بابتسامة سعادة حقيقية تتراقص الفرحة بقلبها لسعادة ولدها الأثير لديها وكانت فرح بدورها الفتاة المهذبة ابنة الأصول التى لم تعاتب والدة زوجها أو تعاتبها إنما تقبلت عودتها واعتذارها المبطن من خلال هديتها الرقيقة لتنعم بحفل زفاف يغمره السعادة والمحبة بين الجميع كما تمنت
فى الصباح التالى قامت نسمة بتحضير كافة التجهيزات لإفطار الضيوف والعرائس وأرسلت إلى المضيفة المقامة فى حديقة المنزل بصوانى محملة بفطور شهى لعائلة مدحت إلا أن ماجدة أعادت الطعام وطلبت من الفتيات العاملات أن يعودوا به إلى الفيلا
عادت الفتيات إلى المطبخ حيث تقف نسمة تحمل ولدها بين ذراعيها وتشرف على العمل، تعجبت من عودة الفتيات بالطعام من جديد وقبل أن تسأل كانت إحدى الفتيات تجيب وهى تنزل الصينية الكبيرة من فوق رأسها وتضعها فوق الطاولة الكبيرة التى تتوسط المطبخ
:- الست أم مدحت جالت نرچع بالوكل وهى هتاچى ورانا بنفسها
زمت نسمة شفتيها بحيرة ونظراتها تتفحص محتويات صوانى الإفطار لا تعلم فيما اخطأت وأو قصرت فمنذ سوء التفاهم الذى حدث وفجر عصبية ماجدة يعاملها الجميع بحذر شديد حتى تمر أيام استضافتهم على خير
دقائق وكانت ماجدة تدلف إلى المطبخ من خلال الباب المطل على الحديقة ملقية الصباح ببشاشة وعينيها تتجول فى جنبات المطبخ الواسع، رحبت نسمة بها وبادرت بالسؤال بتوتر واضح
:- خير يا ست أم مدحت ليه رديتى الفطور ... لو فى حاچة ناقصة ولا تحبى وكل معين جوليلى وإحنا نعمله طوالى
تقدمت ماجدة إلى حيث تقف نسمة موضحة ببساطة وهدوء نفسى :- بالعكس ده الأكل حلو أوى تسلم أيديكم .. أنا بس قولت إحنا خلاص بقينا عيلة واحدة دلوقتِ وواجب نفطر مع بعض ولا إيه رأيك يا نسمة؟
شهقت نسمة بدهشة من هدوء حديث ماجدة وابتسامتها الواسعة وقالت بحبور :- ده أنتوا تشرفوا وتأنسوا .. وعلى جولك إحنا صرنا أهل دلوك .. أنا بس جولت تاكلوا براحتكم وجت ما تحبوا أصل أبويا الحاچ وحسام متعودين يصحوا من بدرى ويفطروا بدرى
كانت أصابع ماجدة تلاعب خد الصغير برقة أثناء حديث نسمة ثم قالت معللة :- والله يا نسمة أحنا كمان اتعودنا نصحى بدرى اليومين اللى اقضيناهم هنا ... يلا قوليلى أساعدك فى إيه؟
ارتسمت علامات الذهول على وجه نسمة وكأنها ترى ماجدة جديدة غير التى أشعلت النيران فى المنزل منذ يوم واحد، لملمت نفسها سريعاً تجيب عليها بلباقة :- كتر خيرك ... وده يصح برضك اتفضلى ارتاحى وكل حاچة چاهزة خليص
دارت ماجدة بعينيها خلال المطبخ مرة أخرى حيث تقف ثلاثة نساء شابات يقمن بتجهيز الطعام تحت إشراف نسمة، حركت رأسها بتفهم فلا مجال لها فى المساعدة لذا مدت ذراعيه نحو الصغير وقالت ملاطفة إياه :- يبقى تدينى حماده الجميل ده وشوفى أنتِ بتعملى إيه
رددت نسمة بهدوء تحاول الاحتفاء بالسيدة دون أن تتعبها فى عمل شئ حتى ولو كان مجرد حمل طفلها الصغير
:- ما تتعبيش حالك حضرتك واتفضلى چوه الفيلا ... دجايج والفطور يبجى چاهز
أصرت ماجدة على حمل الصغير وضمته إليها بحب تداعبه بنعومة ونسمة تتابعها بنظراتها الفضولية، تتأمل شخصية أخرى أكثر محبة وتفهم ربما الفرحة تصنع المعجزات وربما كانت ماجدة محقة فى غضبها من ولدها لإخفاء اتفاقه عنها وللأسف كانت فرح هى الضحية للحظة غضب كادت تنهى سعادتها
ابتسمت نسمة بود فى وجه ماجدة التى تداعب الصغير برقة وتسائلت بتأدب :- تحبى ابعت حد من البنات يخبط على المضيفة يصحى الحاچ يسرى والولاد لاچل ما يفطروا أمعانا
رفعت ماجدة نظراتها نحو نسمة مجيبة :- يسرى صاحى وهيجيب الولاد ويجى دلوقتى
هزت نسمة رأسها بتفهم وتركت محمد بين ذراعى ماجدة بعد أن اطمأنت عليه وانضمت إلى الفتيات تباشر عملهم وتحثهم على سرعة الأداء لتجهيز الإفطار على المائدة بالخارج
فى غضون بضع دقائق كان الجميع يلتف حول المائدة الكبيرة التى يترأسها الحاج سليم عن يمينه حسام وبجواره زوجته ثم زينة شقيقة مدحت أماعن يساره فكان يسرى جالساً بجوار زوجته يليهم وائل الذى يأكل بنهم وشهية مفتوحة وذراعيه تمتد لتطال كل ما يعلو المائدة قائلاً بتلذذ :- والله الواحد هيشتاق للأكل اللذيذ ده والجو الرائع
ناظره والده بنظره مستاءه ثم قال بخفة ظل معقباً على حديث ابنه :- اللى يسمع كده يقول إننا مجوعينك يا فسل
كتم وائل ضحكته المرحة وبرر موقفه :- آسف يا بابا .. بس الأكل هنا له طعم تانى .. كل حاجة هنا لها طعم وروح فيها حياة والله مدحت له حق أنه يحب العيشة هنا
أيده والده بعد أن وجه نظره نحو سليم :- ديه حقيقة فعلاً .. وأحنا متشكرين أوى على استضافتك وكرمك يا حاج سليم لينا ولضيوفنا ولمعازيم الفرح
أمال سليم رأسه متواضعاً قائلاً بعزة نفس وكرم أخلاق
:- بتجول إيه يا حاچ يسرى الدار دارك وأحنا صرنا أهل دلوك ومرحب بكم فى أى وجت
ابتلع وائل ما يحويه فمه من طعام ورفع رأسه نحو حسام مردفاً :- أما أخدت شوية صور تحفة يا حسام هشترك بهم فى مسابقة التصوير الفوتوغرافى ومتأكد إنى هفوز إن شاء الله .. بعد الفطار هفرجك على كام صورة ترشحلى منهم واحدة اشترك بها وكمان أخدت كام صورة لحماده هيعجبوك أوى ... زى القمر
قطب حسام جبينه ورمق زوجته عن يمينه التى تحمل صغيرها فوق ساقيها بنظره مهددة، كيف حصل وائل على صور للصغير الذى لا يفارق والدته مردداً باستهجان :- حماده!!
نفت نسمة برأسها عدة مرات هذه التهمة التى تتكون فى رأس حسام فهى لم يسبق لها التعامل مع وائل أو الحديث معه بل لا تجرأ على التعامل مع أى رجل أيا كان فهى أعلم بغيرة زوجها عليها
التقطت حدقتى وائل اللماحة نظرات حسام لزوجته فنظر نحو شقيقته يستمد دعمها موضحاً الأمر بهدوء :- أصل حماده كان مع زينة وعجبتنى ضحكته أوى ... أنا آسف لو صورته من غير إذنك
ساندته شقيقته مؤكدة على حديثه :- أيوه .. هو كان مع شمس وهى كانت تعبانة أوى فأخدته ونزلت به الجنينة ألاعبه أنا ووائل
لانت ملامح حسام المشدودة واومأ متفهماً يعيد النظر نحو زوجته بنظره معتذرة حانية قابلتها بابتسامة لطيفة ثم اتكئ بمرفقه فوق الطاولة وقال بقبول يصحح الأمر :- أكيد هتبجى صور مليحة .. أنت باين عليك موهوب يا وائل
تدخلت زينة فى الحديث تحتج بمشاغبة :- لا أرجوك يا أبيه حسام ما تخلهوش يتغر علينا هو مش ناقص
أخرج لسانه نحو شقيقته مشاغباً ووالدته تؤيدها :- عندك حق يا زينة .. عاوزينه ينجح السنة ديه بقى ويخلص الكلية
رفع أصبعه مؤكداً بحماس وثقة :- أوعدك يا ماما .. هنجح فى الكلية وفى المسابقة إن شاء الله
أمنت على كلامه ثم نظرت نحو سليم تسائل بحرج ولهفة لم تخفيها :- هو إحنا هنروح نبارك للعرسان أمتى؟
حول زوجها رأسه نحوها بنظره متلاعبة
:- عرسان إيه اللى نروحلهم الساعة التسعة الصبح .. سبيهم يناموا ويرتاحوا يا ماجدة
ابتسامة مترددة حاولت الثبات على وجهها مبررة بحرج :- أنا كان قصدى بس عشان نلحق نسافر بدرى
حمحم سليم قبل أن يتكلم بصوته الهادئ الرخيم :- بعد صلاة الضهر إن شاء الله .. تتفضلوا تزوروهم ونسمة وشمس هيكونوا أمعاكم
تسائل يسرى بتعجب :- وأنت يا حاج سليم مش هتيجى معانا ولا إيه؟
نفى بابتسامة خفيفة على ثغره قائلاً
:- لاه .. خدوا راحتكم أنتوا ووصلوا الفطار للعرسان واطمنوا عليهم وأنا حسام هنزورهم على المغربية إن شاء الله

***************

قبلات متطايرة نابعة من قلب عاشق وجدت مستقرها فوق وجهها وعنقها بنعومة ورقة، تقلبت فى الفراش بدلال ترمش بجفنيها ببطء وبسمة جميلة تتفتح فوق ثغرها
تأمل دلالها المخملى بعيون تتلألأ بحب وسعادة وعاد يطبع قبلات جديدة تحتشد مع مثيلاتها فوق بشرتها الناعمة، فتحت ذراعيها تتمطى بغنج وأغلقتهما حول عنقه تضمه بحب وترسم خطوطها الخاصة على صفحة وجهه بقبلات ناعمة دافئة وصوتها الناعس يداعب قلبه وهى تلقى عليه تحية الصباح
استقرت عينيه فى عمق بحورعينيها ليمتزجا سوياً بدفء يصحح تحيتها بحرارة ونبرة متلاعبة :- صبحية مباركة يا فرحة قلبى
أخفضت مقلتيها بحياء فطرى وعضت على شفتيها خجلاً ولكنه أبى أن تُخفى عينيها عنه فرفع ذقنها بأنامله يلثم شفتيها برقة قبل أن يضمها إليه ويرويها من حبه وحنانه
أبعد جذعه عنها قليلاً بعد لحظات يتفحصها بحنان متسائلاً :- أنتِ كويسة .. مبسوطة؟
هزت رأسها بخفة ودست نفسها داخل صدره تتشبث بسترة منامته تتذكر أحداث الليلة الماضية وكيف انقض عليها مباشرة دون أى تمهيد فقالت بعتاب ناعم
:- بس أنت ضحكت عليا يا مدحت .. وبوظت لحظات الرومانسية اللى كنت بحلم بها فى ليلة العمر
قهقه ضاحكاً يشدد من ذراعيه حولها وقال مبرراً بشقاوة :- اعمل إيه ما هو من ساعة ما أخدتك من بيت العزازى وأيديكى متلجة والدم راح من وشك وخايفة كأنى هخطفك ... قلت أخطفك بجد بقى عشان تعرفى أن مفيش حاجة تخوف طول ما أنتِ مع جوزك حبيبك اللى يحافظ عليكِ بعينيه وقلبه
رفعت عينيها نحوه بابتسامة مشرقة حين أضاف يراضيها بحروف عاشق محب :- ومن اللحظة ديه هتشوفى الرومانسية والدلع كله وهعوضك عن كل حاجة ... وبكره الصبح هنسافر نقضى شهر العسل وأوعدك إنى هعمل كل اللى يسعدك
امتزجا من جديد فى ضمه واحدة تكمل كل شطر بالأخر قبل أن يتذكر أمراً همس به فى أذنها :- على فكرة أهلى ونسمة وشمس بره
انفصلت عن صدره بشهقة عالية فاغرة الفم تطالعه بذهول ثم نزلت بقبضتيها فوق صدره تلكمه بغضب :- وقاعد تهزر وسايبهم بره يقولوا علينا إيه دلوقتِ؟
انقلب على ظهره مستسلماً لقبضيتها مردداً بوقاحة وهو يرقص حاجبيه
:- هيقولوا عرسان فى الصبحية بيصبحوا على بعض براحتهم
كادت تبكى من هدوءه وروقان باله ووقفت على ركبتيها فوق الفراش تتلفت حول نفسها بارتباك، وعينيها تجرى فى أركان الغرفة فستان الزفاف ملقى بإهمال فوق مقعد جانبى وبجواره قميص وبنطال مدحت، خزانة الملابس مواربة بعد أن انتقى مدحت ملابسهما المنزلية بنفسه وتركها على حالها فى حالة فوضى، فوق منضدة صغيرة بجوار المقعد أطباق وأكواب فارغة مما تبقى من عشاء الأمس، رفعت كفيها تحاوط رأسها جزعاً تتوسله بصوت جعلته يبدو منتحب :- ما تدخلش حد يا مدحت ... استنى لما أوضب الأوضة
ضحك بمرح على مظهرها المرتبك، أعتدل ومال يقبل كتفها بخفة ثم نهض من فوق الفراش يطمئنها برواق :- اهدى بس وروقى كده .. هبعتلك نسمة وشمس وأنا هقعد مع أهلى بره ولما توضبى نفسك خالص ابقى حصلينى بره وسلمى على أهلى
رمقته بنظره حائرة تتسائل عن رد فعل والدته التى يصعب أرضائها
:- طب مامتك مش هتزعل .. وزينة .. زينة وقفت معايا وساعدتنى كتير مش هتزعل
اقترب من الفراش وجذب كفيها لتتحرك معه وتنزل إلى الأرض، ضم رأسها بين كفيه يهدئها قليلاً :- محدش هيزعل ولا حاجة ما أنا هقعد معاهم لغاية ما تخرجى .. الأصول أهلك يدخلوا يطمنوا عليكِ الأول ويشوفوا الأوضة وهى فوق بعضها كده عشان يعرفوا أن كان معاكِ وحش مفترس ليلة امبارح
قلبت شفتها السفلى ورسمت وجه غاضب على ملامحها قبل أن تبدأ فى لكمة من جديد بقبضتها الضعيفة التى تدغدغده لا تؤلمه، أطلق قهقهات عالية وفر من أمامها نحو باب الغرفة ثم توقف عنده يؤكد عليها ما ستخبر به شقيقتها وزوجة أخيها :- ما تنسيش وحش كاسر طويل الناب إنسان الغاب
تلفتت نحو الفراش تتناول وسادة تقذفها نحوه بغضب وما أن خرج حتى ضمت الوسادة بقوة تترك لابتسامتها العنان لتحلق على ثغرها وحلقت معها تدور حول نفسها بسعادة ترغب فى الطيران فى السماء من فرط السعادة التى تشعر بها
لحظات قليلة مرت حاولت فيهم ترتيب بعض الأشياء حتى دلفت نسمة تحمل ابنها وخلفها شمس تتحرك ببطء وصعوبة، هرعت فرح تضم نسمة ووتقبل محمد هاتفه :- وحشتنى يا حماده يا قمر أنت .. وحشتونى كلكم
أسرعت نحو شمس بطيئة الخطى والتى تلتقط أنفاسها بتسارع احتضنتها بقوة لم تحتملها شمس التى أزاحتها من الطريق بنهيج :- وسعى يا فرح كده أنا مش قادره أقف
تحركت نحو الفراش وتمددت فوقه بتعب تريح ظهرها وساقيها، راقبتها فرح باستغراب ثم تقدمت نحوها وقد لاحظت انتفاخ قدميها :- مالك يا شمس .. ورجليكى عاملة كده ليه؟
وضعت نسمة محمد بجوار عمته فوق الفراش الغير مرتب وفسرت وضع شمس :- تعبت من المجهود والوجفة اليامين اللى فاتوا .. ربنا يهونها عليها ويجومها بالسلامة
جلست فرح على طرف الفراش بجوار شقيقتها بينما دارت نسمة بعينيها فى الغرفة المبعثرة بمكر أنثوى وابتسامة تتكون على ثغرها قائلة بتلاعب :- الأوضة مليانة دفا وحنية ... أوضة عرايس صُح
رمشت فرح بجفونها عدة مرات وحمرة الخجل تلون خديها باحتراف، تأملت شمس ملامح شقيقتها الخجولة وقالت مشاكسة رغم إرهاقها وهى تغوص فى حشية الفراش :- حنية إيه بس يا نسمة ... ديه الأوضة كأن زارها إعصار واتشقلبت رأساً على عقب ... بس السرير مريح أوى الصراحة
عقبت نسمة متهكمة بما تهادى إلى سمعها قبل أن يخرج مدحت إليهم :- البركة فى إنسان الغاب طويل الناب
:- بس بقى كسفتونى أنتوا الاتنين
صاحت بهما فرح وأخفت وجهها داخل كفيها تهرب من نظراتهما المشاكسة وضحكاتهما الشقية، اقتربت نسمة منها تضمها بحب أمومى وسنوات محبة طويلة بينهما تهنئها وتبارك لها :- مبارك عليكِ يا حبيبتى ربنا يسعدكم ويهنيكم

***************

يتبـــــــــــــع



سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-11-21, 10:19 PM   #1812

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


بعد أن عادت إلى الحركة مجدداً في جنبات المنزل بعد أن اطمأنت على حملها أصبحت تهبط يومياً إلى البهو تشاهد بناتها وهن يتحركن بنشاط وهمة يدعمن بعضهن البعض دون الحاجة أو اللجوء إليها
نوارة وفجر يرصان المكعبات فوق بعضها لتشكيل قصر كبير البنيان وسندس تتابع مسلسل تركى على هاتفها المحمول كعادتها لكن الجديد إنها بجوار شقيقاتها الأصغر سناً تتابعهما من وقت لأخر
أما سلمي فكانت مختفية داخل المطبخ وخرجت لتوها نحو شقيقاتها تتحدث إليهن وتمدح البناء الذى يقمن بتشيده ثم التقطت كتاب من فوق المنضدة وقبل أن تجلس بالقرب من شقيقاتها كانت نجوى تنادى عليها من مكانها فى قاعة جانبية تحوي شاشة تلفزيونية كبيرة، تتمدد فوق الأريكة بأريحية مستندة بظهرها على وسائد مريحة وبجوارها عصائر وطبق فاكهة تتناول منهم وقتما تشاء
توجهت سلمى نحوها ووقفت أمامها فى انتظار حديثها، تفحصتها نجوى بنظرات غريبة ثم تسائلت بنبرة جافة :- بتعملى إيه؟
تقدمت تجلس عند قدمى والدتها واجابت ببساطة :- كنت فى المطبخ بشوفهم عملوا إيه فى الوكل
مررت نظراتها على الفتاة بتمعن حتى توقفت عينيها فوق كف الفتاة المزين بنقوش الحناء الدقيقة وأناملها القابضة على رواية تضعها فوق ساقيها
أشتعل الحقد فى قلبها نحو زوجها الذى استحوذ على حب الفتيات دونها ولم يكتفى بهذا بل ينحاز إليهن وينفذ طلباتهن متجاهلاً رأيها ومعلناً رفضه لها كزوجة، لكنها زوجته وستظل كذلك، ما هي سوى شهور قليلة وسيخضع لها حباً وكرامة بعد أن تضع الولد الذى سيخلد ذكره
لوت شفتيها بامتعاض وأشارت بذقنها نحو الكتاب فى يد الفتاة متسائلة بتهكم :- إيه اللى في يدك ديه؟
اخفضت الفتاة رأسها تتأمل كفيها وتحاول إخفائهما عن عينى والدتها واجابت بارتباك بعد أن أصابها الإزعاج من أسئلة والدتها
:- الكتاب .. ديه رواية لنچيب محفوظ اخدتها من مرات عمى
جزت على أسنانها بغيظ بمجرد سماع سيرة أمل فى الحديث وهتفت تقرعها ساخرة من قدرات الفتاة :- ومن ميتا بتحبى الجراية .. من فلاحتك جوى فى العلام
قطبت الفتاة حاجبيها متأثرة باستهزاء والدتها بها وهتفت بإصرار :- هفلح إن شاء الله يا أمه
أشارت لها بكفها لتقترب منها بعد أن أزاحت ساقيها جانباً قليلاً، أطاعت الفتاة مقتربة من والدتها التى مالت عليها تهمس إليها بخفوت
:- يا بت يا هبلة .. بدل ما تتعبى حالك وعينيك اتعلمى حاچة تنفعك … ادخلى المطبخ اطبخى أكلة إكده ولا إكده أومال هتتچوزى وتفتحى بيت كيف
اجابت سلمى بثقة في النفس اكتسبتها من الشهور السابقة وتفتح عقلها على عالم أوسع أتاحة لها والدها
:- ما أنا كنت فى المطبخ يا أمه والوكل جرب يچهز .. ومن بدرى كنت أمعاهم أنا وسندس بنساعد بيدنا فى كل شى ... ومن يوم ما رجدتى لاچل الحمل وإحنا بنساعد فى كل صغيرة وكبيرة فى الدار .. حتى فچر إحنا اللى بنراعيها وناخد بالنا منيها
حركت عنقها باستخفاف ثم قالت تنسب الفضل لنفسها فى تحمل الفتيات للمسئولية :- أيوه إكده تبجى بنت أمك بچد .. أومال أنى كنت بعلمك شغل المطبخ ليه
قبضت على كف سلمى تتفحص نقوش الحناء وقالت تدغدغ مشاعر الفتاة الصغيرة بحلم الزواج من جديد
:- حلو نجش الحنة .. مش كان زمانك أنتِ العروسة .. تفرج إيه عنيك بنت العزازى ما هى تجربلك فى السن ... بس أبوكى اللى محبكها جوى وبيطفش العرسان منيكى
طأطأت سلمى رأسها تتأمل الرسوم على كفها للحظات تستوعب حديث والدتها ثم رفعت رأسها مدافعة بحمائية :- لاه يا أمه ... أبويا رايد مُصلحتى وكمان فرح بنت العزازى أكبر منى وبتدرس فى الچامعة وهتكمل دراستها بعد الچواز كُمان
عقدت نجوى حاجبيها متذمرة أمام نبرة سلمى الواثقة الجديدة عليها حين أردفت بجدية :- أنا هدخل الچامعة اللول وبعدين ابجى أفكر فى الچواز
دفعت نجوى كف الفتاة التى لازالت تقبض عليه بعيداً بنفور وصاحت موبخة فى وجهها
:- هتفضلى طول عمرك خايبة ... لازمته إيه العلام هتشتغلى وتصرفى على حالك يا خى أنتِ مش محتاچة .. أنتِ بنت السمراية واسم عيلتك واحدة شرف وشهادة ويوم ما ياچى العريس هيسأل عن حسبك ونسبك مش على شهادتك
قبضت الفتاة على الكتاب فى يدها بتردد تناظر والدتها بحيرة ولا تستطيع مجادلتها ولكن نجوى أنهت النقاش بنفسها واستطردت بجفاء :- جومى جوليلهم فى المطبخ يخلصوا الوكل بسرعة أبوك زمانته چاى وأنا چوعت بدى أكل لازم اتغذى مليح لاچل خوكى الصغير
مررت كفيها فوق بطنها الذى بالكاد بدأ فى الظهور بينما نهضت سلمى بملامح منقبضة وغادرت الغرفة تشعر بالضياع بسبب حديث والدتها التى من المفترض أنها الناصحة الأمينة لها خاصة فى هذا السن الحرج

**************

بعد ساعتين من تناول الغداء وبعد أن نال أحمد قسط من الراحة فى غرفته هبط من جديد إلى البهو بجلباب منزلى فاتح اللون، مصفف الشعر بعناية، مر أمام القاعة الجانبية التي تحوى التلفاز وجد نجوى تغط فى نوم عميق فوق الأريكة أثناء عرض أحد المسلسلات العربية
خطي إلى الداخل خطوتين أغلق التلفاز ثم غادر وأغلق الباب عليها بحاجب معقود يستهجن أفعالها الأخيرة خاصة حين اجتمعوا حول مائدة الغداء وقامت بتوبيخ نوارة حين وجدتها تحتل المقعد بجوار والدها حيث كانت تجلس نجوى سابقاً قبل أن تعتزل حياتهم لما يقرب الثلاث أشهر لم تترك فيهم الفراش حفاظاً على حملها
ولم يخلو وقت الغداء من التعليقات السلبية التى أطلقتها على أصناف الطعام خاصة ما قامت بتحضيره سلمى وسندس مؤكدة أن غيابها قد أفسد نظام المنزل
خرج نحو شرفة المنزل المطلة على الحديقة وجلس يتنفس بضيق يمسح على وجهه بكفيه، يرفع مقلتيه إلى السماء يطلب العون من الله على احتمال هذه الزوجة التى أصبحت مصدر إزعاج له ولبناته
مر وقت قصير قبل أن تنضم له سلمى بابتسامة جميلة تطالعه بها قائلة بحب واضح :- جاعد لحالك ليه يا أبوى؟
زفر مطولاً يطرد الضيق من نفسه وطالعها بنظرات غامضة ثم تسأل باقتضاب :- أمك نايمة فى الجاعة ليه إكده؟
هزت كتفيها بخفة لا تدرى سبب واضح ولكنها رددت ما قالته والدتها ببساطة :- بتجول بدل ما تطلع وتنزل السلالم كل شوى وتتعب حالها .. هى طول اليوم جاعدة فى الجاعة ولما بتريد حاچة بتنادم علينا
أشاح نظره بعيداً يخفى التواء فمه المستهجن سلوك هذه التى من المفترض إنها (أم) غافلاً عما يدور فى تفكير ابنته التى تتأمل جانب وجهه الممتعض تحاول أن تتجرأ لتناقشه وتتحدث معه، ترغب أن تعرف وتستوضح عدة أمور
أعاد نظره إليها ولمح الحيرة والتفكير على وجهها فحثها على الحديث دون خوف، ابتلعت ريقها خجلاً ترمقه بتردد ثم خرج سؤالها متلعثم بارتباك مشاعرها :- هى .. فرح بنت العزازى عنديها كام سنة؟
ضيق عينيه يتابع حديثها بتركيز وقد لمس اختلاط تفكير الفتاة وترددها وهى تستطرد :- لساتها صغيرة على الچواز مش إكده يا أبوى؟
أرخى جفنيه وقد ترسخ فى عقله أن والدتها قد قامت بما تجيده أكثر (الزن على الودان) انتبه إلى ابنته بكل حواسه وقال بنبرة هادئة جادة
:- بنت العزازى أكبر منيكى بياچى أربع سنين أو أكتر .. يعنى نضچت كفاية جسدياً ونفسياً .. وكمان عرفت هدفها فى الحياة .. دخلت الچامعة ومُصرة تكمل دراستها ... ما أنتِ كنتِ فى الفرح والحنة وأكيد خابرة الحديت ده
هزت رأسها مؤكدة بحماس وزل لسانها مُفصحة :- أيوه خابرة وأنا جولت إكده لأمى
تأكد حدسه أن والدتها سبب هذه المناقشة ولحسن الحظ أن عقل الفتاة بدأ يتفتح وزالت الحواجز بينها وبين والدها كفاية لتستطيع مناقشته والاستفهام منه، أومأ بخفة يفسر لها بعض الأمور لتنجلى الصورة بوضوح أمام عينيها
:- سلمى .. أحنا إهنا فى البلد كل عيلة لها سلوها وعاداتها فى زواچ البنتة .. والحمدلله أن الوعى زاد كتير دلوك بالعلام والدراسة .. وجليل اللى بيچوز بته دلوك وهى خمستاشر ولا ستاشر سنة بعد ما شافوا اللى بيحُصل للبنتة من تعب ومرض ممكن يوصل للموت لأن أچسامهم بتكون ضعيفة ومش مستعدة لچواز وخلفة ده غير أن الچواز فى الحالة ديه بيكون عرفى وبإكده بيضيع حج البت وعيالها لو حُصل أى خلاف بينها وبين چوزها
أنصتت سلمى إلى حديثه باهتمام ثم أكدت على استيعابها حين عقبت على حديثه :- أيوه يا أبوى .. كيف بنت عم سباعى اللى چوزها وهى حداها ستاشر سنة ومتحملتش الحمل وماتت هى وابنها
حرك رأسه مؤيد حديثها ثم وضح لها من جديد :- بنت العزازى بجى عدت السن اللى تتچوز فيه رسمى وأبوها حط شرط تكمل دراستها كُمان
سألت سلمى بفضول وحب فى المعرفة :- طب وليه ما استنوش لما تخلص الچامعة يا أبوى؟ مش كان يبجى أحسن
فتح كفيه أمامه يحاول تفسير الأمر بكلمات بسيطة :- الأمر ديه بيختلف من عيلة للتانية وحسب ظروف الچوازة نفسها .. يعنى لو چه عريس زين ولد أصول وأهلها موافجين عليه وشايفين أنه هيحافظ على بتهم والبنت موافجة ... وكيف ما جولتلك كانت فى سن مناسب ورحلتها الدراسية جربت تنتهى يبجى ليه لاه .. تتچوز وعلى أبوها فى الوجت ديه أن يحط الشروط التى توفر راحة وسعادة بته
ارتاحت نفس الفتاة واتسعت ابتسامتها وهى تتأمل ملامح والدها الهادئة وهو يتحدث معها بكل جدية واهتمام كناصح أمين دون تخويف أو تقريع أو استهزاء بتفكيرها البسيط
تحطم جدار الخوف الذى بنته نجوى بين الفتيات ووالدهم بدعوة أنه لا يطيق الحديث كثيراً ولا يطيق الجدال وتدور الأيام ليثبت نفس الأب حنانه وتفهمه وعقله الكبير الذى يسع تفكيرهم ويحتوى مشاعرهم
تردد صوتها محمل بمشاعر الحب والامتنان التى طلت من مقلتيها تمسح بهما على ملامح والدها :- ربنا يخليك ليا يا أبوى ... أنا إكده فهمت مليح وعرفت أنا بدى إيه
قبل أن يسأل كانت تستطرد موضحه بافتخار :- بدى أكمل علامى وعجلى يبجى كبير وواعى كيف عجلك إكده يا أبوى
أطلق أحمد ضحكة سعادة وشد على كفها بقوة يشجعها بزهو :- إكده تبجى بت أبوكِ صُح
توردت وجنتيها بحمرة قانية شملت كل وجهها بحياء فطرى برئ وقالت بصوت مرتعش من الخجل رغبة منها فى توفير كل سبل الراحة والعناية لوالدها الحبيب :- تحب أعملك شاى ولا جهوة يا أبوى؟
حدجها بنظره حب وافتخار متسائلاً :- ليه مفيش حد فى المطبخ ولا إيه يعملنا؟
:- لاه كلاتهم روحوا خليص مفيش غير أم مرسى .. بس أنا هعمل لحضرتك اللى تريده
ابتسم بزهو يتفحص وجهها الجميل الذى بدأ يتشكل كفتاة ناضجة وأشار برأسه نحو المنزل يسائلها من جديد :- شفت رواية بين الجصرين چوه .. أنتِ اللى بتجريها؟
شبكت أصابعها تتلاعب بهم بخجل وهزت رأسها بخفة مجيبة بخفوت وحياء :- أيوه عمة أمل جالت إنها حلوة جوى وأن نچيب محفوظ أديب كبير واخد چايزة نوبل ولازمن نجرى رواياته
أتكئ بمرفقه فوق مسند مقعده وأراح ذقنه فوق قبضته يروى لها ذكريات من الذاكرة :- مرات عمك كانت بتحب الجراية وهى صغيرة وكان ودها تكمل علامها لكن الظروف ما سمحتش .. فكان عمك فاروج بيشترى لها الروايات وهما مخطوبين لاچل ما تسلى نفسها
تذكر فجأة أن هناك شئ مفقود فى هذه الجلسة خاصة فى ظل هذا الهدوء الذى يغمر المنزل، أمال رأسه إليها يتسائل بتوجس :- خواتك فين .. الهدوء ديه مريب
ضحكت بمرح تُخفى فمها بكفها ثم اجابته موضحة :- فچر نامت من شويه ... وسندس ونوارة فى المطبخ بيعملوا كيكة
:- كيكة!! .. استر يا رب
أطلقت ضحكات مرحة من جديد على توجس والدها المرح فلقد أصبح حقل تجارب لهواية سندس الجديدة فى عمل الحلويات
فى نفس الوقت ظهرت سندس ونوارة يحملان صينية كبيرة يتوسطها قالب من الكيك منبعج الشكل ومحروق الوجه ووضعوا الصينية على طاولة أمام والدهم ثم وقفت سندس شارحة بخجل :- معلهش يا أبوى الكيكة اتلسعت شوية بس طعمها چميل
رفع عينيه عن القالب المنتفخ فى جزء وهابط من الأخر بشكل غريب ورسم ابتسامة مجاملة فى وجه ابنته مردداً :- تسلم يدك يا سندس
قفزت نوارة فوق مسند مقعده تحيط عنقه بذراعها هاتفه بحماس :- وأنا ساعدتها يا أبوى
قبض على كفها الصغير الذى يحيط بعنقه ومال برأسه يناظرها بحب :- تسلم يديك الحلوة يا نوارة الدار
مالت سندس على القالب تقطعه إلى إجزاء وقامت بتوزيعها على الأطباق وأول من تلقى طبق هو أحمد الذى تفحص القطعة من جديد التى يبدو عليها عدم النضج من الداخل رغم احتراق وجهها
انتقى الجزء الناضج منها والتقط قطعة صغيرة بالشوكة ووضعها في فمه يلوكها ببطء ثم ابتلعها وناظر سندس بابتسامة مجاملة قائلاً بمداهنة
:- تسلم يدك يا ست البنتة … حلوة جوى جوى زاعجة حلاوة … وأنتِ خابرة بوكى مالوش فى الحلا بالهنا عليكم
تناولت نوارة قطعة تتلذذ بها بعد أن جذبت مقعد بالقرب من والدها ووضعت الطبق فوق ساقيها وبدأت فى الأكل مرددة وفمها مملوء بقطع الكيك :- حلوة جوى يا أبوى
ضحكت سلمى بعد أن تذوقت قطعة صغيرة بصعوبة وعللت موقف والدها التى أصبحت تفهم طباعه جيداً قائلة :- أنتِ بتحبى السكر كتير والحلا يا نوارة لكن أبوى لاه
تناول جرعة من الماء ثم طلب من ابنته الكبرى برجاء :- الحجينى بالجهوة يا سلمى .. وتكون سادة يا بتي
:- وحشة جوى للدرچة ديه يا بوى
قالتها سندس بشفاه منقلبة وجبين مجعد حزناً ولكن صوت والدها اللطيف الذى نصحها بلين أعاد البسمة إلى وجهها
:- لاه يا سندس بالعكس حلوة ... ديه أول مرة تعمليها المرة الچاية هتبجى أحلى وأسألى چدتك ولا عمتك أمل عن الطريجة بالظبط لاچل ما تتسوى مليح من غير ما تتحرج
ابتهجت ملامح سندس وهزت رأسها عدة مرات بحماس أمام كلمات والدها المشجعة ورغم سوء صناعة قالب الكيك إلا أن البنات تناولن جزء منه فرحة بما صنعته أيديهم لأول مرة
اقتحمت نجوى جلستهم الهادئة صائحة بعصبية فى وجوه الفتيات :- بتعملوا إيه حوالين أبوكم إكده .. أنا مش جولتكم هو ما يحبش الدوشة ووچع الدماغ بتاعكم
ألقى نظره منزعجة نحوها ورغم ذلك حاول التحكم فى أعصابه أمام الفتيات وضبط نبرة صوته الممتعضة
:- فين الدوشة ديه يا نچوى … البنات جاعدين أمعاى مفيهاش حاچة
أشارت نحو قالب الكيك بنظرة قرف ثم اقتربت من الطاولة ببطء وتذوقت قطعة صغيرة بوجه مشمئز ثم صاحت تبكت بناتها
:- إيه الجرف ديه ... مكتومة ومحروجة وسكرها زاعج والله حرام الوكل اللى بيترمى ديه .. إياك واحدة منيكم تدخل المطبخ تانى بكفاية العك اللى بتعملوه ديه
غامت الملامح الصغيرة بحزن وحرج من جراء توبيخهم من قبل والدتهم لكن صوت والدهم الذى نصرهم برد على قلوبهم قليلاً حين قال بنبرة حازمة ألجمت صوت نجوى لتتوقف عن تقريعها لهم
:- نچوى .. البنت بتچرب لأول مرة وطبيعى إنها تغلط .. المرة الچاية تتطلع أحسن واللى بعديها أحسن وأحسن وكفاية إنها شغلت حالها فى حاچة مفيدة
استدارت تواجه زوجها وقالت بصوت متذمر ونظره حاقدة :- اللى يغلط لازمن يتعاجب .. أمى لما كنا بنعمل حاچة بايظة كانت تچبرنا ناكلها كلاتها لاچل ما نتعلم وما نغلطش من تانى .. كلاتنا اتعلمنا إكده
فز أحمد من مكانه صائحاً فى وجهها بعد أن فقد صبره :- ده العلام اللى يورث الچهل والحجد فى جلوب الناس ويكره البنات فى العلام من أساسه
حاولت نوارة التدخل لتهدئة الأمر فقالت بتلعثم لترضى والدتها :- خليص يا أمه أنا هاكلها ما تزعليش
رمقتها والدتها باستهانة تتأمل جسدها الممتلئ ووبختها بوقاحة :- وأنتِ بتبطلى وكل .. ما كل حاچة بترميها على كرشك
(نچوى) زلزل صوته أركان المنزل ورماها بنظره مشتعلة كادت توقف نبضات قلبها مستطرداً بنبرة حازمة لا تخلو من تأنيبها
:- بناتك دول اللى شالوا الدار فوج راسهم من شهور وأنتِ نايمة مرتاحة فى السرير .. بناتك دول اللى شالوا مسئولية الدار ومسئولية أختهم الصغيرة اللى عايشة كيف اليتيمة وأمها على وش الدنيا
اقترب نحوها بخطوة خاطفة ظنت لوهلة أنه سيقوم بصفعها وقد فعل بالفعل من خلال كلماته اللاذعة التى عرفتها قدرها :- لولا بناتك دول ماكنش زمانك فى الدار ديه لحد دلوك .. أنتِ عايشة أهنا كرامة لهم وبس غير إكده ... مالكيش عازه فى الدار
امتقع وجهها وتسارعت أنفاسها غيظاً وحقداً وهو يقوم بتوبيخها أمام بناتها ولكنها من أجبرته على ذلك، نظرت نحو الفتيات بحرقة تتحسر على كرامتها المهدرة أمامهن وكلاً منهما تحتضن الأخرى تؤازرها وتدعمها أمام هجوم والدتهن عليهن
ابتلعت سلمى ريقها بحرج وضمت شقيقتيها تحت ذراعيها تستأذن فى الانصراف بتلعثم :- أنا هعمل لحضرتك الجهوة يا أبوى
تنفس بعمق مرخياً جفنيه يحاول أن يسيطر على انفلات أعصابه ثم حول نظره نحو بناته يطالعهم بتحسر على سوء اختياره لوالدتهن وتوقفت نظرته على نوارة التى تنتحب فى حضن شقيقتها الكبرى، مد كفه يشير نحوها لتقترب منه فاستجابت بتردد وعينيها تسترق نظرات متوجسة نحو والدتها التى تطالعها بفم مقلوب وامتعاض واضح
ضمها إلى صدره وقبل رأسها بحنان ثم رفع ذقنها لتواجهه يبثها الثقة ويراضيها بحنانه الأبوى :- كُلى كيف ما بدك .. أنتِ لساتك صغيرة وبتچرى وتلعبى وتعملى مچهود كبير ... لكن نجلل من السكر شوى لاچل صحتك اتفجنا
أومأت بابتسامة صغيرة ودست جسدها فى حضن والدها تحاوط خصره بذراعيها الصغيرتين تتشرب من حنانه ما يهدأ قلبها الصغير، مسد على ظهرها بحنان ثم أبعدها يمرر كفيه على وجنتيها المكتنزتين بنعومة يمسح دموعها ثم قبلها يداعبها بلطف :- ما تحرمش من الخدود الحلوة ديه
ابتسمت الفتاة بخجل وابتعدت نحو شقيقتيها حين أردف أحمد بنبرة هادئة نحو بناته :- ادخلوا چوه يا بنات .. وديروا بالكم على بعض مليح
انصرفت الفتيات إلى داخل المنزل وأحمد يشيعهم بنظرات مواسية حين تسلل صوتها من خلفه لائماً :- بتهزأنى جصاد البنات يا أحمد هى حصلت لكده يا ولد خالتى هانت عليك عشيرة السنين
حرك رأسه يحادثها من فوق كتفه بإزدراء
:- أنتِ اللى هانت عليكِ نفسك وبناتك وهملتى دارك .. وكل ده لاچل إيه .. لاچل ما تچيبى الواد اللى يرفع راسك .. جيمتك ورعايتك لبناتك هى اللى ترفع راسك يا نچوى
زمت شفتها تبتلع غصة فى صدرها وقالت بقهر تشكو إليه ما تعانيه
:- أنت مش خابر كيف الحريم بتتكلم وأنا وسطيهم والحديت اللى بيلجحوه علي لأن كل خلفتى بنات ... حتى أمى ما بترحمنيش من كلامها .. كل خواتى عنديهم بدل الواد تنين وتلاتة ... أنا مش أجل منيهم وأجدر اچيب الواد
استدار يواجهها بكل جسده وكتف ذراعيه خلف ظهره يرمقها بنظره استهانة وسألها بلهجة تقريع
:- وهى الخلفة اللى هتجول جيمتك أجل ولا أكتر .. ده رزج ربنا غيرك يتمنى ضفر عيل ومش طايل .. ربى بناتك زين وبكرة تجولى أنا أم الدكتورة ولا الأستاذة ولا المهندسة
ترقرقت الدموع فى عينيها تناظره بتحسر وقد غيرت مجرى الحديث بطريقة عجيبة وسألته بصوت هارب :- أنت هتتچوز عليا يا أحمد؟
أثرت دموعها فى نفسه النقية وكاد يتعاطف معها قبل أن تستطرد وهى تقترب منه بصوت ناعم تحاول التأثير عليه :- كلاتها كام شهر واچيب الواد اللى يفرح جلبك وتمشى رافع راسك فى البلد كلاتها
اتسعت عينيه يرمقها ذاهلاً من مقدار جهل وأنانية هذه المرأة وهى تستأنف حديثها بحلم ترسخ فى عقلها وتؤمن أنه الحل الأمثل لكل مشاكلها :- وأنا هبجى أم الواد ومحدش يجدر يعيب عليا .. وجتها كل حاچة هتتصلح .. مش إكده يا أحمد!!
رفع عينيه إلى السماء يستنشق الهواء بقوة يحاول التغلب على اختناق روحه وقلبه وحرك رأسه بقلة حيلة فى إصلاح هذه المرأة ثم قال ينهى الحديث بهدوء ظاهرى :- ربنا ينولك اللى فى بالك لاچل ما ترتاحى وتفوجى من أوهامك يا نچوى
قطبت جبينها تقارعه فى الحديث :- الصبيان عزوة وهيبة وديه سلو بلدنا يا أحمد .. الواد أحسن من البنتة بكره تفرح به لما تشوفه ويشيل اسمك
:- ربنا يهديلك نفسك يا نچوى
ألقى كلمته وانسحب هابطاً عدة درجات تفصله عن الحديقة ثم تحرك نحو عدد من المقاعد هناك وجلس عليها يتنفس بضيق فالحوار لا يجدى مع زوجته التى نشأت على فكرة الفخر والقوة التى يورثها إنجاب الذكور أما نجوى فجلست فى الشرفة تمسح على بطنها بحنو يظهر فى عينيها الإصرار وابتسامة أمل تطل على شفتيها
ولم يكن أياً منهما واعياً للفتيات اللاتى ينصتن إليهما من داخل المنزل وكلاً منهم تعاهد نفسها ألا تصبح صورة من والدتها أبداً

***************

يتبـــــــــــــــــــع



سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-11-21, 10:20 PM   #1813

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


خرج من مطبخ منزله بين يديه صحن كبير يحتوى على قطع من البسبوسة مغطاة بالقشطة يتناول منه بتلذذ واستمتاع، أشعل التلفاز وجلس أمامه يقلب بين قنواته وهو يلتهم الحلوى بنهم
دقائق قليلة مرت وخرجت ياسمين من غرفة النوم تضم المئزر الحريرى حول جسدها وتربطه بحزامه جيداً ووقفت تتأمله لبرهة ثم رفعت صوتها مستهجنة
:- لساك بتاكل يا طه ... كفايك حلويات هتتعب إكده
ابتلع ما يحتويه فمه من طعام ورفع عينيه إليها بعد أن تقدمت نحوه ووقفت أمامه تسحب الطبق من بين يديه ووضعتها على المنضدة الصغيرة أمامه أما هو فبرر بمغازلة وكفه يلتقط يدها يلثمها بحب
:- اعمل إيه صوابعك بتنجط شهد فى الحلويات .. وأنا أحب الشهد يا ريحة الياسمين أنتِ
تهللت ملامحها خجلاً بتغزله الدائم وحدجته بحب محتضنة وجهه بين كفيها وقبلت جبينه بدفء معللة باهتمام
:- أنا خايفة عليك يا طه .. وأنت وزنك بدأ يزيد بعد الچواز
وضع راحتيه فوق كفيها الرقيقين وجذب كفها الأيمن يقبل باطنه بحرارة ثم رفع عينيه يرسم ملامحها فى قلبه العاشق
:- اعمل إيه يا ست البنات نفسى اتفتحت على الدنيا كلاتها لما عاشرت زهرة الياسمين وشميت روايحها اللى ترد الروح ... ومش إكده وبس ديه بتعملى وكل كيف الشهد من يديها اللى كيف الحرير ديه
أعاد تقبيل باطن كفها وعينيها تحدق في وجهه بتأثر وحب يزداد يوماً عن يوم مع حسن عشرته وحبه الذى يغرقها به، جلست بجواره تقبل وجنته بنعومة قبلات متعددة وضمت نفسها إلى صدره تنعم بدفء مشاعره وحنان قلبه، شدد على احتضانها مردداً بخفة ظل :- يا بركة دعاكى يا أمه
ابتسمت برقة وأناملها تتحرك على ظهره بنعومة، كم تعشق حضنه الدافئ العامر بحبه وحنانه، ضمته تزيل أحزانها السابقة وتبعد شبح الخوف الذى يراودها من وقت لأخر خوفاً من زوال هذا الاستقرار والأمان والحب الذى تنعم بهم فى قربه وبين جنبات منزله
دفنت وجهها فى كتفه مغمضة العينين وعقلها يبعث بإشارات محذرة، لم يخفى عليها نظرته نحو شمس وأمل بالأمس بعد انتهاء الفرح وهما تتحركان ببطء بحملهما تتكئ كلاً منهما على الأخرى وبطونهم تسبقهم فى الطريق
حقاً كان مظهرهما بهجة للعيون ولكن ما بيدها حيلة فقد كُتب عليها ألا تصبح أم وهو تقبل الأمر ليشاركها قدرها
يده الحنونة مسدت على ظهرها برقة وصعدت ببطء تتخلل شعرها وتجمعه خلف أذنها ليظهر وجهها الجميل أمام مقلتيه العاشقة
مال يطبع قبلة دافئة طويلة على وجنتها وتنهد بحرارة يمسد على كتفها برقة وصوته الحنون يتسلل إلى أذنها
:- من عشية وأنتِ متغيرة وبتهربى من الحديت أمعاى .. لكن أنى فاهمك زين ده أنت توأم الروح يا ست البنات
رفعت رأسها تحدق فى وجهه بتحير وهو يردف بما يدور فى عقلها وكأنه يراه أمام عينيه
:- ايوه عينى چات على الست شمس والست أمل ربنا يتمم حملهم على خير ويرزجهم بالذرية الصالحة .. وجتها اتمنيت أشوفك كيفهم وأشوف حتة منينا بتچرى جصاد عينينا على وش الأرض
أعتدلت فى جلستها مطرقة برأسها تحدق فى كفيها المتشابكين فوق ساقيها بقنوط، اليوم الذى تخشاه يتمثل أمام عينيها بأسرع مما تتخيل يبدو أن الفراق مكتوب عليها وكم سيؤلمها البعد هذه المرة
انتشلها من مخاوفها ضاماً كفها بين راحتيه يطمأنها برقة مشاعره :- أحنا اتفجنا نتحدت فى حكاية الخلفة في الوجت المناسب
تحدثت بنبرة خافتة يائسة تخشى من تدخل عائلته فتنقلب حياتها الهادئة رأساً على عقب كما حدث فى زيجتها الأولى :- وهو ده الوجت المناسب يا طه ... هو فى حد اشتكى ... خالتى بهية سألت على الخلفة مش إكده؟
حرك رأسه نفياً موضحاً موقف والديه من حياتهم :- لاه .. محدش سأل ولا اتكلم فى الموضوع ده ولا حد من أهلى هيتدخل بيناتنا فى يوم من الأيام … ده أمر يخصنا وحدنا وسبج وحاولت أكلم أمعاكِ أكتر من مرة بلاجى وشك اتغير والخوف ملا جلبك
رفع كفه يضم رأسها المنكس بانهزام مستطرداً باحتواء :- ليه يا ست البنات .. مش واثجة في حبى لكِ .. ده أنا عمرى ما تمنيت غيرك وجلبى فضل على عهده لكِ رغم السنين والبعد.. أنا بعشجك يا ست البنات وعمرى ما أفكر أبعد عنيك واصل .. لا بسبب عيال ولا بأى سبب تانى
رمقته بنظره ارتباك وحيرة من أمرها فواصل حديثه يطمئن قلبها وكفها بين راحتيه يؤكد على عدم افتراقهما مهما حدث
:- ربنا بيجول نسعى .. وهو ده كل اللى طالبه منيكى نروح للدكتور ونكشف لعله خير وربنا يرزجنا بحج عشمنا فى وچهه الكريم
ترقرقت مقلتيها بالدموع تتأمل عينيه الحنونة بوجع يعتصر قلبها، تتحدث من واقع خبرتها السابقة وما مرت به من صعاب
:- أنا خابرة حالتى زين يا طه .. الدكتور جال أن مفيش أمل
:- حمار ... اللى يجول مفيش أمل يبجى حمار .. ربنا موچود وأعلى من الكل هيدخل فى علم الله
هتف بها فى وجهها باندفاع ثم مسح أثر الدموع برقة عن وجهها مواصلاً حديثه بلين ويقين مترسخ فى قلبه :- ربك مغير الأحوال جذبها إلى صدره من جديد يضمها بعشق ويقبل رأسها يبثها الطمأنينة والأمان مازحاً :- وبعدين أنتِ مش واثجة فى قدراتى ولا إيه ... ده أنا چامد جوى جوى
ضحكت على مشاكسته رغم حزنها ومسحت على أنفها وعينيها ترفع رأسها نحو وجهه البشوش الطيب وهو يحاول إقناعها :- أنتِ ست حافظة كتاب الله .. لازمن يكون عنديكِ يقين أكتر من إكده .. أنا مجدر اللى حُصل جبل سابج وفاهمة .. بس أنتِ دلوك من زوچك الحجيجى اللى بيحبك ويجدرش على بعدك
تنفست بقوة مفكرة وبللت شفتيها ببطء فقال بنبرة أكثر حزماً :- نكشف بس مش هنخسر حاچة يا ست البنات ومحدش هيعرف من أهلى أو أهلك أننا زورنا الطبيب ديه حاچة تخصنا وحدنا .. جولتى إيه؟
زفرت بقوة تتنفس بتوتر وبعد تفكير بسيط أومأت بخفة موافقة بارتباك وهى مندسة داخل صدره، تهللت أساريره فرحاً ورفع كفه يلوح بها فى الهواء مهللاً :- اللهم صل على سيدنا النبى
أحاطها بذراعيه الأتنين يغدق قبلاته على وجهها ورأسها بفرحة ثم هتف بحماس قبل أن تبدل رأيها
:- أنا هكتبلك على شوية تحاليل نعملها جبل ما نروح للدكتور .. اختصار للوجت يعنى
رفعت جسدها تعتدل فى جلستها و رمقته بتعجب رافض :- أنت اللى هتكتب لى التحاليل يا طه
قطب جبينه يطالعها بتعجب وقال مستنكراً :- أيوه أنى .. مالى يعنى مش دكتور ولا إيه؟
ضمت شفتيها وزفرت بقلة حيلة ودافعت بتشكك :- دكتور .. دكتور يا طه بس دكتور بي...
:- بهايم يعنى وماله تفرج إيه البهايم عن ..
توقف عن الحديث وجرى بعينيه على جسدها الرشيق ونظراتها المتحفزة لحديثه وأردف مغازلاً يتلاعب بحاجبيه
:- عن الغزال ... غزال المسك والياسمين أبو ريحة فواحة ترد الروح
اتسعت ابتسامتها الممزوجة بالخجل والسعادة وهو يميل عليها يحاول احتضانها ولكنها تملصت منه وفرت بتمنع من أمامه، نهض خلفها ينادى عليها بتغزل ويتقرب إليها
لمح طبق البسبوسة بالقشطة الذى مازال فوق المنضدة، مال عليه وتناول الشوكة يدس قطعه فى فمه متمتماً لنفسه :- لابد نهضم البسبوسة ديه على حج
رفع عينيه نحو غرفة النوم التى اختفت ياسمين بداخلها وابتلع ما فى فمه هاتفاً بشقاوة :- چايلك يا غزال

****************

منذ وطأت قدميها أرض الوطن وهى تكاد تحلق بجناحين نحو بلدة والدها الصغيرة القابعة فى قلب الصعيد، يهفو قلبها إلى رائحة البرتقال ونكهته حتى أنها رفضت النزول إلى مطار القاهرة بل اختارت الرحلة القادمة إلى مطار أسوان الدولى مباشرة
وفى أسوان كانت هناك سيارة خاصة أرسلها عدلى السمرى فى انتظارهم تقلهم إلى البلدة مباشرة، قطعت الطريق وهى تطل من النافذة، عينيها تعانق الأرض والسماء، الأشجار والناس الطيبة المنتشرين فى كل مكان
أستندت بظهرها إلى المقعد الخلفى حيث تجلس بجوار والدها وتنهدت بلوعة مغمضة العينين ثم فتحتهما من جديد تحدق فى وجه والدها الذى يتابعها فى صمت، احتضنت ذراعه وقالت بفرحة كبيرة :- أنا فرحانة أوى يا بابى ... حاسة إنى رجعت أتنفس من تانى يا ريتنا رجعنا من زمان
ربت على كفها القابض على ذراعه مردداً بهدوء :- كل شئ بأوانه يا لينا
هزت رأسها موافقة وأراحت رأسها فوق كتفه والابتسامة لا تفارق ثغرها
مرت عدة ساعات قبل أن يصلوا إلى محافظة المنيا ويدلفوا إلى البلدة، انتبهت كل حواسها تطل من النافذة تبحث بين الوجوه السمراء عن ملامح اشتاقت إليها حتى وصلت السيارة إلى فيلا السمرى
ترجلت من السيارة سريعاً وهرعت نحو شرفة المنزل الخارجية حيث يقف عدلى السمرى وبجواره أحمد و فاروق فى استقبال عمهم
ضمت عمها باشتياق ثم مدت يدها مصافحة أحمد بحماس وتبعته بمصافحة فاروق التى قبضت على كفه بكلا كفيها تسأله بلهفة
:- فين أمل يا فاروق ... وحشتنى أوى أوى مشتاقة أشوفها
طالعها فاروق رافعاً حاجبيه بتعجب من فرط حماسها وأشار نحو الداخل بيده وهى تواصل الحديث :- مش قلتلك إنها طيبة أوى وبتحبك .. أوعى تزعلها تانى
ثم انصرفت من أمامة نحو الداخل وهو يتابعها بعينيه مبتسماً بمرح ثم انتبه إلى عمه يستقبله بترحاب
اقتحمت لينا البهو تدور بعينيها فى ارجاءه هاتفه بسعادة :- أمل .. أمل
خرجت أمل من جهة المطبخ فاتحة الذراعين نحو لينا تضمها باشتياق متبادل وقبلتها بحب مرددة بترحاب :- اتوحشتك جوى جوى يا لينا ... والله البيت كان ناجص وچودك أنتِ وخالى
طالعتها لينا بفرحة ولازالت ذراعيها تضم كتفى أمل هاتفه بغبطة :- وأنتِ كمان وحشتينى أوى أوى يا أمولة ... وفرحت أوى لما بابى قالى أنك اتصالحتى مع فاروق ورجعتى البيت
نزلت بكفيها إلى بطن أمل المنتفخ تطالعه بسعادة مردفة باندفاع وهى تغمز لها :- مبروك يا أمولة .. افهم من كده أنكوا سمن على عسل
ضحكت أمل بخجل وأخفت فمها بكفها، تنحنحت فهيمة من خلفهما فالتفتوا نحوها يطالعون وقفتها وهى تضع يد فوق الأخرى على بطنها وكأنها تنتظر دورها فى السلام
تقدمت لينا منها وقدمت لها التحية التى ردتها فهيمة بترحاب وهى تربت على كتف لينا بود مما أثار دهشة لينا ثم التفتت فهيمة نحو صلاح الذى دلف مع شقيقه يتبعهما أولادها ورحبت به بحبور
عادت لينا إلى جانب أمل تحتضنها ثم همست لها تتسائل بلهفة :- صحيح مابقاش فى خلاف بين عيلة البدرى والسمرى ... يعنى أنتِ بتقدرى تزوريهم وهما يزوركِ
أومأت أمل بتحرج تخشى السؤال القادم وتحاول التهرب منه قائلة :- أيوه طبعاً .. ماهم أهلى وناسى ... بجولك إيه أنا عملتلك كل الوكل اللى كان بيعچبك هتاكلى صوابعك وراه
حاولت الابتعاد عن لينا معللة :- هروح المطبخ اطمن على الوكل وأعاود لك من تانى .. اطلعى أوضتك أنا نضفتها ووضبتها كيف مزاچك
ابتعدت أمل نحو المطبخ ولينا فى أعقابها لا تطيق الانتظار لمعرفة أخبار (برتقان أفندى) انفردت بها فى الممر المؤدى إلى المطبخ وقبضت على كفيها تتكلم بحنين أثار الدمع فى عينيها :- أخبار جلال إيه يا أمل ... واحشنى أوى
بللت شفتيها وهربت بنظراتها بعيداً مرتبكة وحائرة فيما تقول خاصة حين أردفت لينا بصبابة :- تعبت أوى هناك ... أوى كنت محتاجة أكون وسطيكم .. محتاجة للدفا اللى هنا ... محتاجة لجلال .. صاحبى الوحيد وحبيبى
عادت أمل بعينيها التى دغدغدتها الدموع تأثراً بحديث لينا وابتلعت ريقها الجاف بصعوبة عاجزة عن الحديث مما أثار تخوف لينا فشددت قبضتيها حول كفى أمل تسأل بتخوف :- فى إيه يا أمل ... جلال جراله حاجة .. أرجوكِ قوليلى ردى عليا
عضت أمل على شفتيها وسحبت نفس قوى تحبس به دموعها داخل مقلتيها وحاولت أن تهون الخبر عليها :- چلال زين .. زين جوى وكل شى جسمة ونصيب .. وأنتِ أتأخرتى جوى فى الرچوع
حركت لينا رأسها بحيرة وجبين مجعد لا تستوعب حديث أمل المبهم وتسائلت من جديد بتشوش :- مش فاهمة يا أمل ... يعنى إيه؟
سحبت أمل كفيها من قبضتى لينا ورفعتهما تضم ذراعيها وتحدق فى عينيها بنظره مواسية ثم أفصحت بنبرة خافتة آسفة :- چلال اتچوز
جحظت مقلتيها بعدم تصديق فاغرة الفم وهزت رأسها نفياً، تناظر أمل بتشكك وتنتظر منها نفى الخبر إلا أن أمل لم تنفى بل أكدت بإيماءة خفيفة من رأسها ونظرات مواسية معتذرة وكأنها هى من أخطأت
لم تتحمل لينا استيعابها لهذه الحقيقة المؤلمة (كيف لجلال أن يتزوج دون أى اعتبار لما كان بينهما من مشاعر؟) لم تستطع الاحتمال فسقط رأسها فوق كتف أمل تنتحب حظها العاثر وقلبها المخدوع


***************

قـــــراءة ممتـــــــعة




سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-11-21, 11:10 PM   #1814

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 51 ( الأعضاء 17 والزوار 34)
‏سما صافية, ‏همس البدر, ‏نجوى خليل, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏ولاء مطاوع, ‏Modi11, ‏الصلاة نور, ‏زهرة الاقحو, ‏بسمه كامل, ‏هدهد الجناين, ‏shammaf, ‏awttare, ‏ام جود وسلمى, ‏فتاة طيبة, ‏wafaa hk, ‏asmaaasma


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-11-21, 11:14 PM   #1815

هدهد الجناين

? العضوٌ??? » 482070
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 74
?  نُقآطِيْ » هدهد الجناين is on a distinguished road
افتراضي

يا عذابك يابرتقال افندي 💔
الفصل رهيب ياايمي ❤️❤️❤️❤️😘

سما صافية likes this.

هدهد الجناين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-21, 11:30 PM   #1816

اللؤلؤة الوردية
 
الصورة الرمزية اللؤلؤة الوردية

? العضوٌ??? » 414871
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » اللؤلؤة الوردية is on a distinguished road
افتراضي

ورجعت برتقانة هانم بس كانت متأخرة مع الأسف ولقت جلال تزوج.


الفصل جميل ومنعش تسلم ايديك الحلوة يا قمر

سما صافية likes this.

اللؤلؤة الوردية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-21, 12:21 AM   #1817

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 56 ( الأعضاء 21 والزوار 35)

Maryam Tamim, ‏Wafaa elmasry, ‏Kemojad, ‏همس البدر, ‏هيوفة عمر, ‏sara osama, ‏Fanshawe, ‏هدهد الجناين, ‏نجوى خليل, ‏ولاء مطاوع, ‏Modi11, ‏الصلاة نور, ‏زهرة الاقحو, ‏بسمه كامل, ‏shammaf, ‏awttare, ‏ام جود وسلمى, ‏فتاة طيبة, ‏wafaa hk, ‏asmaaasma

سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 03-11-21, 12:21 AM   #1818

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 38 ( الأعضاء 16 والزوار 22)


Maryam Tamim, ‏م ممم ممم, ‏الاء ابراهيم, ‏tota642000, ‏ام زياد محمود+, ‏Moon roro, ‏سما صافية, ‏فاطمة زعرور, ‏عاشقة الحرف, ‏جعلنى عاشقه, ‏Wafaa elmasry, ‏هيوفة عمر, ‏sara osama, ‏هدهد الجناين, ‏نجوى خليل, ‏ولاء مطاوع

سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 03-11-21, 12:26 AM   #1819

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

عادت لينا وكانت تتوقع ان جلال لازال ينتظرها كما تركته لكن الحال تغير وجلال ارتبط بصفاء ..الوضع راح يكون معاناة على الاثنين .. اذا كانت لينا انهارت فما الذي سيحصل لجلال الذي ربط نفسه بزوجة لا ذنب لها في ما يعانيه ..


الفصل رائع تسلم ايدك

سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 03-11-21, 01:25 AM   #1820

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 33 ( الأعضاء 16 والزوار 17)


‏موضى و راكان, ‏المسك الطيب, ‏سويلم سويلم, ‏Maryam Tamim+, ‏م ممم ممم, ‏الاء ابراهيم, ‏tota642000, ‏ام زياد محمود, ‏Moon roro, ‏سما صافية, ‏فاطمة زعرور, ‏عاشقة الحرف, ‏جعلنى عاشقه, ‏Wafaa elmasry, ‏هيوفة عمر, ‏sara osama



البرتقال كان سكرى قبل السفر

بعد الرجوع أصبح طعمه حادق

يا عينى عليك يا برتقال

سما صافية likes this.

موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:01 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.