آخر 10 مشاركات
اصديق (انت)ام عدو؟ (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          458 - صباح الجراح - كاتي ويليامز (عدد جديد) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جديدة .. من الرعيل الأول (الكاتـب : enaasalsayed - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          131-القاضي والمخترعة - روايات ألحــــان (الكاتـب : Roqaya Sayeed Aqaisy - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          وآخرون يعشقون *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : انسام ليبيا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4154Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-01-22, 10:31 PM   #2131

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الواحد والخمسون

**************

كلمة أحمد ونبرته الحاسمة وهذا الإعلان بالزواج فاجئ الجميع وألجم الألسن حتى أن توفيق السمرى أقر بتراجعه عن رغبته فى الزواج فلا مقارنة تذكر بين توفيق وأحمد الشاب ذو الهيبة والعنفوان
دقائق تلت هذا الإعلان الذى نال رضا فاروق واتسعت بسمته المشجعة لشقيقه على عكس عدلى الذى تجهمت ملامحه وظل يحملق فى وجه ابنه البكرى بسكون
انسحب الجميع رجل تلو الأخر لينفض الاجتماع والجلسة سوى من عدلى وأحمد حتى صلاح السمرى انسحب مع فاروق حين رأوا رد فعل عدلى الذاهل على قرار ولده المفاجئ بالزواج رغم رفضه القاطع من قبل
حرك عدلى عصاه تحت يده ببطء مفكراً وعينيه مسلطة على ابنه، هو يدرك تماماً ما يعايشه ابنه فى منزله مع زوجة لا توافقه ولا تفهمه ولا حتى تسعى بشكل جدى للحفاظ على زوجها وبيتها
سبق ونصحه بالزواج وممارسة حياته بشكل طبيعى ولكن أن يقع اختياره على شموع هذا أمر أخر
لم يرفع أحمد عينيه فى وجه والده وظل مطرق الرأس، هو نفسه لا يصدق ما نطق به لسانه فى غفلة من الزمن، لا يدرك كيف تأججت مشاعره واستنفرت أعصابه حتى فاضت رغبته المخفية داخل دهاليز قلبه إلى العلن، دون أن يحسب كيف سيواجه بناته وكيف سيواجه لغو أحاديث الناس التى بقراره هذا ربما يؤكدها على نفسه
تأمله عدلى بوجوم يراقب خجله الرجولى المميز النادر الظهور على تقاسيم وجهه الخشن ورغم استشعاره لمشاعر أحمد الوليدة إلا أنه عاتبه على اختياره
:- سبج وشورت عليك بالچواز وأخوك كمان حاول أمعاك كتير وفچأة إكده ومن غير أى مشورة تعلن جصاد كبرات العيلة إنك رايد شموع بت عتمان .. طليجة حمدى
رفع أحمد عينيه نحو والده يتفحصه بجدية وألقى سؤاله باهتمام جاد
:- وسبب رفضك لشموع إنها بت عتمان الجهوجى ولا إنها طليجة حمدى؟
تفحصه عدلى بحاجبين معقودين راغباً فى استفزاز أحمد حتى يخرج ما فى جعبته ويعلم ما يدور فى عقله، يرغب فى الاطمئنان على ولده الكبير الذى يعيش من أجل صالح واسم العائلة فقط ويتحمل كل المسئوليات على كتفيه ونسى فى غمره سنوات عمره المنصرمة أن ينظر إلى نفسه وإلى حال قلبه المغلق
خبط عدلى بطرف عصاه الأرض من تحته وارتفعت نبرة صوته معترضة
:- سبب رفضى أنك من تانى بتضحى بحالك لاچل اسم العيلة .. بتجتل حالك لاچل حل كل المشاكل وناسى حالك فى النص .. حتى چوازتك من بت خالتك كانت لاچل ترضى أمك .. لميتا هتعمل اللى يرضى الناس ويحل مشاكلهم على حساب نفسك
زفر أحمد بعمق يحاول السيطرة على هذا الارتباك اللذيذ الذى يداعب وجدانه، ابتلع ريقه بخفة وأشاح بوجهه بعيداً عن نظرات والده المتمعنة ليقول بنبرة خجولة رغم جديتها
:- ولو جولت إنى المرة ديه بختار لاچل حالى
ارتفع حاجبى عدلى ذهولاً واتسعت عينيه المسلطة على ولده الذى عاد ينظر نحو والده يتواصل مع عينيه بنظره صادقة ونبرته الخافتة توضح بعد أن حمحم بخجل ذكورى
:- أنا بدى اتچوز شموع .. صُح چوازها من حمدى أمر معصبنى ورافضه من أساسه .. لكن هى كانت رافضاه من البداية ولا عمرها جبلت بيه لكنها انچبرت عليه
فكر عدلى ملياً وحركة رأسه المتعجبة تتحرك ببطء قبل أن يتسائل باستغراب :- أنت أحمد السمرى .. تجدر تتچوز أحلى صبية فى الچيهة كلاتها .. أحسن العائلات تتمنى تشاور على بت من بناتهم بطرف صباعك .. أش عچب يعنى شموع!!
صمت مطولاً يبحث عن إجابة منطقية فى عقله لهذا السؤال إلا إنه لم يجد سوى مبرر واحد أعلنه بخفوت مطأطأ الرأس أمام والده وهو يبوح بأثم قلبه الذى تغلب على تفكير عقله الحكيم :- الجلب وما يريد يا بوى
للمرة الثانية يرتفع حاجبى عدلى عالياً دهشة، يرى شخص أخر غير ولده الجاد الصارم الذى جنب مشاعره منذ سنين شبابه الأولى وتحمل مسئولية الحفاظ على مصالح واسم العائلة والأن بعد كل تلك السنوات يتحدث عن (القلب)، ترك عدلى عصاه ذات الرأس العاجى جانباً يطالع ابنه بلين ويشاركه سر قلبه كصديق
:- الجلب وما يريد!! .. صُح .. الجلب هو اللى يجدر ينسى الفروج ويتخطى العقبات لاچل اللى رايده
شبك أصابعه أمام جسده وتنهد بخفة يواصل حديثه مه ابنه :- شموع صُح بت الجهوجى لكنها عاشت وسط نار الجهوة وعيون الرچالة وحافظت على حالها وسمعتها ... وولد حمدى ابننا ومن دمنا ومين أحسن منيك يجدر يربيه ويطلعه راچل شديد
ابتسم بنعومة ينظر فى عينى ابنه المنتبه للحديث باهتمام، يتوق للحصول على تأشيرة الموافقة والمباركة من والده الذى أردف بلهجة أمل :- ومين عارف .. يمكن تصبح فى يوم من الأيام أم ولدك اللى يحمل اسمك
اشرأب عنق أحمد وتهللت أساريره وهو يسأل بتلهف :- يعنى حضرتك موافج يا أبوى؟
اتكأ بكفيه فوق طرف الأريكة الخشبية التى يجلس عليها، يتجول بنظره فى الفضاء يتذكر يوماً أراد فيه الزواج من أصيلة البدرى وردد بشرود وكأنه يحدث نفسه
:- فى يوم من الأيام كان بدى اتچوز حرمة غير أمك لكن ما حصلش نصيب وأمك علمت .. وكن اللى حُصل كان درس لها واتبدل حالها أمعاى وزاد اهتمامها بيا ... الراچل منينا كيف العيل الصغير يحب اللى تتدله وتحن عليه .. ولاچل إكده أنى اكتفيت بها وعمرى ما فكرت اتچوز عليها من تانى رغم كل عيوبها
حول رأسه نحو ابنه ينظر فى عمق عينيه بجدية :- كل راچل أعلم باحتياچه وقدراته وأنت راچل صُح وهتعرف كيف توازن أمورك .. اتبع جلبك يا أحمد وأمعاك مباركتى على الچواز
شعت ابتسامة خجولة على ثغر أحمد حاول إخفائها بكفه وهب واقفاً يقبل كتف ورأس والده باعتزاز وامتنان وقد تخطى أول عقبة فى الطريق

******************


من الصباح الباكر توجه فاروق صوب المضيفة حيث يتولى بخاتى الحراسة اليوم، طلب مقابلة شموع فأسرع بخاتى يتقدمه نحو المنزل وطرق الباب ليعلم من فى الدار بالزائر
وقفت نرجس على عتبة الباب تستقبل فاروق بترحاب وبين يديها الصغيرعبدالله وما أن دلف للداخل حتى كانت شموع تنضم لهم مرحبة بالضيف
جلس فاروق فى البهو فى مقابل السيدتين، اختلس نظره نحو ملامح شموع المرهقة الحزينة وعيونها المحملة بدموع لم تنضب بعد، مطأطأة الرأس بانكسار .. تنحنح بخفة قائلاً
:- لساكى بتبكى يا شموع ... خليص الحكاية خلصت والواد الغشيم بجى فى يد الشرطة ومحدش هيجرب منيك من تانى ... طمنى بالك
منذ حضر فاروق وقلبها فقد دقاته وقد أدركت تخلى أحمد السمرى عنها ورفع حمايته من عليها فتأهبت الدموع للأنتحار من حافة رموشها حزناً على طلة أحبتها وحرمتها الأيام منها
كفكفت دموع لا تعلم أسقطت أم فى طريقها للسقوط وتنفست بقوة تحاول مواصلة حياتها التى أصبحت كئيبة ومظلمة من أفعال رجل كحمدى لا يستحق لقب الرجال وقالت بصوت يائس
:- كيف اطمن يا فاروج بيه .. حمدى مش هيهملنى فى حالى .. وأحمد بيه مفكر فيا السوء وحديت الناس طاله بسببى .. ديه غير خوضهم فى سمعتى واتهامهم ليا بالزور مع الغريب اللى دخل الدار
قطبت والدتها حاجبيها تصيح بحمائية فى وجه ابنتها، تشد عضدها وتسعى لحمايتها :- جطع لسان اللى يچيب سيرتك بكلمة .. طول عمرك محافظة على شرفك وسمعتك
حولت رأسها صوب فاروق تواصل صياحها الحماسى لتوضيح موقف ابنتها :- والله يا فاروج بيه من يوم ما دخلنا الدار ديه وأنا ما بفارج بتى دجيجة .. حتى فى النوم بنام فى أوضة واحدة وعبدالله بيناتنا ... كيف يتحدتوا بالشين عليها .. بتى شريفة وأحمد بيه زينة الرچال وما يطلعش منيه العيبة
استمع لهما بإنصات يدلك فكه بأصابعه برقة ثم قال بجدية :- حديت الناس كتير ... وكل واحد منيهم بيجول اللى على كيفه وديه أكبر دليل إنه مچرد كلام فارغ ما لوش أساس
سحبت شموع نفس طويل أطلقته بأسى واضح وقالت بشجن
:- على أى حال .. إحنا خليص هنسيب المضيفة كنا مستنظرين عمى چارحى يعاود ويتصرف مع حچازى ونعاود دار أبوى ... وجتها الخلج كلاتها هتعلم أنهم ظلمونى وظلموا أحمد بيه الراچل الزين بحديتهم
أيدت والدتها الحديث باندفاع وبغض تجاه زوجها الذى سرق حقها وحق ابنتها :- أيوه وإحنا مش هنفرط فى حج عتمان وشجى عمره .. لابد ناخد حجنا من حچازى الواطى
هز رأسه متفهماً لحديثهما وألقى نظره خاطفة نحو شموع ذات الملامح الحزينة وقال موضحاً :- أحب بس أوضح أن أحمد مش مفكر فيكِ السوء يا شموع لكنـ....
قاطعته بلوعة ودموعها تتساقط على وجنتيها :- كيف مش مفكر ... ديه كفاية نظرته ليا كنه بيعاتبنى .. كان غضبان ومتعصب ومش جابل حتى أدافع عن نفسى جصاده
رماها بنظره ماكرة، وهى تعترف بكل بساطة عن ملاحظتها لنظرات أحمد وسكناته، سعل بخفة وقال ببساطة
:- هو مش محتاچ يسمع دفاعك يا شموع .. أحمد عجله كبير وواعى ويعرف يحكم على الناس صُح
انزاح جسدها إلى حافة المقعد وهى تميل بجسدها نحو فاروج تتساءل بلهفة :- يعنى أحمد بيه مش زمجان (زعلان) منى .. وخابر إنى بريئة من حديتهم
اتسعت عينى فاروق وهو يرى لهفتها واستماتتها فى إثبات براءتها أمام أحمد بالذات، هز رأسه إيجاباً ببطء يؤكد على حديثه
ضمت كفيها الصغيرين فى حجرها وأطرقت برأسها تخفى راحة وجهها الذى يعكس سعادة قلبها ببرائتها أمام أحمد، تنحنح فاروق بخفة وسأل بتلقائية :- فين المعلم چارحى أومال .. مش باين اليوم
أجابته نرجس وهى تهدهد عبدالله الذى بدأ جسده يرتخى ويداعب عينيه النعاس :- چارحى نزل مع سليمان ولده لحد الچامعة وهيعاودوا أخر النهار
أومأ متفهماً وتوجه بالحديث إلى نرجس يرغب فى صرفها والانفراد بشموع :- ألا فين شايك المظبوط يا خالة نرچس
شهقت السيدة مستنكرة عقلها وتخاذلها فى الترحيب بالضيف ونهضت من فورها واضعة عبدالله بين يدى والدته وهى تهتف بحرج
:- يجطعنى .. والله الواحد عجله شت من كتر اللى شافه .. دجايج ويكون عنديك أحسن كوباية شاى
غادرت نرجس مسرعة وشموع تعدل من وضع طفلها الناعس بين يديها وعينى فاروق تراقب الطفل بإمعان
:- عبدالله بجى عنديه كد إيه دلوك؟
:- داخل فى الأربع شهور ما شاء الله عليه
فرك كفيه ببعضهما يسرح بنظره فى الإنحاء على غير هدى يتسأل باستنكار بناء على قرارها السابق
:- ولما تعاودى لدارك ده هيوجف حديت الناس الماسخ .. أنتِ لازمك راچل يحميكى أنت وولدك
تيقنت من حديثه أن قرار العائلة قد صدر للحفاظ على ولدهم الذى يحمل دمائهم وكما جرت العادة لابد لأمه أن تتزوج بأحد أفراد العائلة حتى ينشأ بينهم، أسرعت تعلن رفضها حتى قبل أن يُفصح فاروق صراحة عن سبب زيارته
:- لاه يا سى فاروج أنا مش هتچوز واصل وهعيش لولدى وبس .. بكفاية اللي چرالى من الچواز
تابعها فاروق بهدوء وهى تواصل حديثها بنبرة رجاء ضامة ولدها إلى أحضانها بقوة وكأنهما كيان واحد، ترغب فى الحفاظ على ولدها تحت ناظريها
:- أنا خابرة زين .. أن ولدى من بدنتكم (بدنة=عائلة /قبيلة) وبدكم يتربى تحت عنيكم وحمايتكم وأنا مستعدة أحلف لكم إنى مش هتچوز تانى واصل وهعيش لولدى إهنا فى البلد تحت عنيكم وحمايتكم .. بس هملوه فى حضنى
زم شفتيه أمام رفضها القاطع من البداية ونزل بعينيه نحو الصغير الغافى فى أحضانها وقال ناصحاً
:- لساكى فى عز شبابك يا شموع وحديت الناس مش هيرحمك وأنتِ لحالك .. الچواز لك سترة وحماية لكِ ولولدك
نكست رأسها بقهر مدركة لكل كلمة يقولها، عضت على شفتيها تمنع تنهيدة حزن تتسلل من قلبها ترغب فى الانطلاق وقالت بخفوت
:- أنا واثجة أن سى أحمد بيه مش هيهملنى وهنفضل تحت حمايته أنا وولدى .. أجصد حمايتكم وحماية عدلى بيه
عينيه تراقبان أدق خلجاتها خاصة حين يأتى ذكر أحمد لذا قرر أن يختصر الطريق ويُفصح عن سبب حضوره قائلاً بشئ من الحزم
:- أنتِ خابرة يا شموع أحكام مچلس العيلة وكيف لازمن تتنفذ
رفعت عينيها نحوه تتوسله ألا يحكم عليها بهذا الحكم فقلبها ليس ملكها ووجود زوج سيحرمها حتى من النظر فى وجه أحمد الذى أصبح أمانها وعشقها
مد فاروق كفه فى الهواء يحادثها بجدية ناصحاً
:- اسمعى يا بنت الناس محدش هيچبرك على شى ورأيك هو اللى هيمشى .. ولو رفضتى الچواز هتضلى تحت حمايتنا وولدك هيتربى وسط عيالنا
اندفعت تؤكد على رفضها بشدة مقاطعه حديثه فمن هى فى مثل وضعها تقوم العائلة بتزويجها كزوجة ثانية لرجل مسن أو لمن هو أقل شأناً فى العائلة للحفاظ على ولدهم فقط ورغم أن الجاه والمال لا يهمها إلا أن كل همها وما يكفيها أن تظل تحت حماية عدلى وأبناءه خاصة ولده الكبير
:- لاه يا فاروج بيه مش هوافج .. يكفينى وچودكم أمعاى
فرك أذنه بلا مبالاة وقال ببرود :- تمام .. يعنى أبلغ أحمد إنك رفضتى طلبه؟
ترددت أنفاسها داخل صدرها بتوتر واضطراب ونهضت تضع ولدها النائم فوق أريكة جانبية وحاوطت جسده بمساند الأريكة تخفى ارتباكها وخفقان قلبها ثم استدارت تنظر فى وجه فاروق تتساءل بشجن وتخوف :- هو سى أحمد بيه .. هو اللى اختار لى العريس؟
لاحظ ارتعاش كفيها وحدق فى وجهها بخبث ذكورى ورمى بكلماته بسلاسة :- لاه .. سى أحمد بيه هو العريس
اتسعت عينيها فاغرة الفم ذاهلة، تحملق فى وجه فاروق بتيه وقدميها تزحف نحوه ببطء، ترغب فى تأكيد أو نفى ما سمعته، توقفت أمامه مباشرة تحدق فى وجهه بعدم تصديق بينما مقلتيه ترقبان تصرفها الذاهل وصوتها خرج متلعثم بارتباك
:- جولت إيه يا فاروج بيه .. سى أحمد بيه .. أنا
قلبت كفيها الخاويتين تردد فى تيه وتعجب :- وأنى كيف أطول السما بأيديا
وقف قبالتها يؤكد على ما قاله وينتشلها من حيرتها وذهولها
:- ربك لما يريد .. أحمد بيعرض عليكِ الچواز ولكِ حرية الرفض أو الجبول .. وفى كل الأحوال هنكون چارك ومش هنتخلى عنيكى واصل
رفعت وجهها نحوه تحدق فى وجهه بشرود ما زالت على ذهولها ولا تصدق ما تسمع إلا أن نظرته الجادة وابتسامته الخفيفة الواثقة طمأنت قلبها فاندفعت تتشبث بحروفه بلوعة
:- حد يرفض سيد الرچال .. ده أنى خدامته يا فاروج بيه
جاء دور فاروق ليقاطع حديثها بحسم وعينيه الصارمة تحدق فى مقلتيها مرسلاً رسائل صامتة
:- لاه .. لاه يا شموع أحمد مش محتاچ خدامه .. أحمد محتاچ زوچه .. زوچه صُح فهمانى يا شموع
احتضن كفها الأيسر كفها الأيمن وضمتهم إلى صدرها، تحرك رأسها ببطء متفهمة، مسبلة أهدابها ونبرتها الناعمة تردد بصدق وعشق يقطر من بين حروفها :- أخبيه فى نن عينى وأغطيه برموشى
شد فاروق قامته وسحب نفس طويل ينعش صدره وقد صدق حدسه برغبة كلاً منهما فى الآخر وقال برضا
:- على بركة الله .. بعد سبوعين تنتهى عدتك وبعدها كتب الكتاب طوالى
أزاح عينيه من فوق ملامح شموع المتهللة إلى وجه والدتها التى عادت منذ عدة دقائق حاملة صينية بها كوب من الشاى الساخن لكنها تجمدت مكانها حين سمعت مجرى الحديث، ابتسم فاروق فى وجهها شاكراً
:- ما لوش عازة الشاى يا أم شموع .. هشربه شربات المرة الچاية
انصرف فاروق بعد أن ألقى التحية وضعت نرجس الصينية على منضدة قريبة واتجهت صوب ابنتها التى تقف كتمثال من شمع شارد النظرات إلا أنه يتنفس بتسارع
قبضت نرجس على ساعد ابنتها تهزها برفق وتجذبها لأرض الواقع من جديد تتسائل برهبة :- شموع .. چرالك إيه يا بتى؟
لفت وجهها نحو والدتها تحدق فى ملامحها وقالت شاردة بنبرة متسائلة :- أنى يا أماه .. أنى هبجى مرت أحمد بيه السمرى
مسدت نرجس على ظهرها بحنو:- ربك لما يريد يا بتى .. ربنا عوض صبرك خير
استدارت شموع بحماس وكأن الروح عادت إليها واتجهت نحو ابنها الغافى فوق الأريكة وجلست على ركبتيها بجواره تحتضن رأسه بكفها برفق تحدثه بحالمية
:- اصحى يا عبدالله شوف اللى چرى .. بجالك أب يا عبدالله .. أب هيعمل منيك راچل زين وهتفتخر بيه فى كل مكان
رفعت رأسها نحو سقف الغرفة إلا أن قلبها ارتفع إلى السماء وقد عجزت الكلمات أن تسعفها وظلت تردد شاكره :- يا رب .. يا رب

*******************


يتبــــــــــــــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-01-22, 10:33 PM   #2132

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

يمتطى صهوة جواده مشدود القامة مرفوع الرأس تسبح عينيه فى بحور الخضار المحيط به والذى يمتد أمامه على امتداد بصره وكل هذه الأراضى تحمل اسم عائلته وتخضع لتصرفه
هبط بقوائم فرسه إلى محيط الأرض يتجول فيها ببطء يتلقى التحية من كل عامل يصادفه، يدقق النظر فى وجوههم بنظرته الثاقبة ويستشف ما وراء النظره
تتباين نظراتهم ومشاعرهم بين مصدق للأقاويل ولغو الحديث وبين رافض لما سمع وغير مقتنع به والبعض الأخر بدا وكأنه يرغب فى تهنئته بالزواج إلا أن كلا منهم ربط على لسانه حتى تصبح الاشاعات حقيقة معلنة
اخترق الأرض ببطء شامخاً مهيباً لا تهزه الاشاعات ولا تنال منه الاقاويل، سار بثقة على ظهر جواده الاثير حتى أنهى جولته بين الأراضى الزراعية التى يملكها والده ثم حلق طائراً فوق صهوة جواده يلفح وجهه الهواء ينعش قلبه ويجدد طاقته حتى وصل إلى مزرعة السمرى حيث ترجل عن سحاب ووضعه بمكانه يمنحه قطع السكر ويمسح على مقدمة رأسه بحب، يفضى إليه بمكنون قلبه الذى لا يبوح به لبشر
:- والله أوجات بحسدك على راحة بالك يا سحاب .. مرتاح من حديت الناس وكلامهم الماسخ وغالية چارك وعايش حياتك .. لكن أنى يوم ما حسيت بنبض جلبى كتمت إحساسى چوات جلبى وسكت ولما السر طلع .. ادينى واجف أواچه وأبرر اختيارى وأصعب شى على نفسى مواچهتى لبناتى
زفر بقوة وعينيه تشرد فى الفراغ مردفاً :- مش خابر هجولهم إيه ... تخيل إن الچواز بجى عيبة ومحتاچ تبرير
وكأن الفرس شعر بما يشعر به سيده من حيرة فمال على كتفه يضع رأسه بأريحية عليه وكأنه يحتضنه ويواسيه
مسح أحمد على شعر الفرس الناعم وربت على عنقه بقوة يشكره ممتناً زافراً أنفاسه بعمق وكأنه يلفظ قلبه من داخل صدره، قلبه الذى أذاقه طعم الضعف وباح برغبته أمام الجميع فى لحظة سهو
دلف محروس إلى الإسطبل وهرع نحو أحمد بمجرد أن رأه مُهللاً، استدار نحوه يحدق فيه بتعجب متسائلاً
:- إيه اللى چابك يا محروس .. جولتلك تاخدلك يومين أچازة أنت وعرابى
وقف محروس أمامه يعدل من وضع طاقيته القطنية فوق رأسه هاتفاً برضا وود :- ما أنى أخدت إمبارح إچازة يا أحمد بيه .. بكفاية عليا ما أجدرش أتأخر عن چنابك أكتر من إكده
ربت أحمد على كتفه بقوة عدة مرات باستحسان ثم التفت نحو سحاب يودعه بمسحه خفيفة على مقدمة رأسه ثم تحرك مع محروس إلى الخارج حيث المقعد المظلل بجريد النخيل
يسأل بتلقائية أثناء تقدمهم سوياً، يرغب أن يعرف إلى أى مدى وصل حديث الناس عنه وعن سارقة قلبه :- أخبار البلد إيه يا محروس .. إيه الچديد اللى بيتجال؟
استرق محروس نظره إلى وجه أحمد حائراً وشبك أصابعه أمام جسده مفكراً بإطراق هل ينقل ما يتداوله الناس من كلام أم يحجم حتى لا يُحزن رب عمله ولكنه سيعلم لا محالة فى كل الأوقات، وهو قد عاهد نفسه ألا يُخفى شيئاً عن أحمد أبداً لذا قال بتردد :- حديت الخلج مش هينتهى فى يوم وليلة يا أحمد بيه
حرك أحمد رأسه ببطء متفهماً وعينيه تدور فى الأرجاء بعفوية وحث محروس على الكلام بأريحية دون خوف فابتلع ريقه وبدأ فى سرد ما يتناقله الناس من إشاعات
:- شوية بيتحدتوا عن الواد الحرامى اللى دخل المضيفة وشوية بيتحدتوا عن .. عن چواز چنابك من الست أم عبدالله
توقف أحمد والتفت نحو محروس يسأل باهتمام :- بيجولوا إيه بالظبط؟؟
زم محروس شفتيه حرجاً لا يرغب أن يُسئ إلى الرجل الذى يعيش من خيره حتى ولو كان مجرد نقل للحديث خاصة وهو أعلم الناس بأخلاق وصفات أحمد بصفته ملازم له أغلب الأحيان، تنحنح بحرج يهرش فى رأسه ثم قال بتردد وخفوت
:- كتير فرحانين وبيشكروا فى شهامة چنابك وحمايتك للست الضعيفة وولدها .. و..وآآ
إيماءة مشجعة من رأس أحمد ليستكمل الحديث دون خوف دفعت محروس ليردف بعد برهة :- وفى بيجولوا إن چنابك كان عينك منيها من الأول وتانيين .. ظنوا السوء وإن كان فى بيناتكم شى لا سامح الله
أسرع محروس مدافعاً وموضحاً حين لمح تجهم ملامح أحمد من أثر الحديث :- لكن الشهادة لله ... أنا وغيرى كتير بنوجف جصاد الأفترا ديه وبنجول إن الخبث مش أخلاجك ولا أخلاج الست أم عبدالله .. وعمر العيبة ما تطلع منيك يا سيد الناس
تقدم أحمد نحو المقعد المسقف بجريد النخيل وجلس فى مكانه المفضل يطلق أنفاسه فى الهواء مشغول البال، يلعن أفعال حمدى الذى لم يسئ لشخصه فقط بل امتدت الإساءة لتحيط بسمعة أحمد وشموع
جلس محروس القرفصاء بجوار مقعد أحمد ويده تتشبث بمسند المقعد الخشبى يتفحص عبوس وجه أحمد وانشغال تفكيره وقرر أن يغير مجرى الحديث بخبر جديد فقال بسعادة وخجل
:- أحمد بيه .. مرتى حامل وبأمر الله لو چبت واد هسميه أحمد على اسم چنابك
أخفض أحمد رأسه ينظر نحو محروس بابتسامه ممتنة وربت على وجهه بقوة مهنئاً :- مبارك عليك يا محروس .. ربنا ينولك اللى فى بالك
اتسعت ابتسامة محروس ونهض من مكانه يقف بجوار سيده قائلاً :- هعمل لچنابك كوباية شاى تجيل تعدل الدماغ
ما أن أنهى كلامه حتى أسرع للتنفيذ، تابعه أحمد بذهن شارد حتى انتبه لحضور فاروق الذى يتقدم نحوه بخطى بطيئة، دقق أحمد فى ملامح شقيقه المبهمة الذى وصل إلى المقعد ملقياً التحية بخفوت ثم جلس بتراخى مقابل شقيقه
زاد معدل قلق أحمد وتفحص شقيقه بتمعن، ملامحه لا تبشر بخير، هل من الممكن أن ترفض شموع الزواج منه؟؟
لم يستطع الانتظار أكثر وفى المقابل يجلس فاروق ببرود فسأله يستوضح منه الأمر بانزعاج وعينيه تتمعن فى ملامح شقيقه الذى قال مراوغاً :- كلمتها فى حكاية الچواز رفضت بشدة وجالت إنها هتعيش لولدها وهتعاود دار أبوها تعيش فيه لاچل ما تقطه حديت الناس
أطرق أحمد برأسه متشوش الأفكار، يستند بذراعيه على مسند مقعده وقبل أن يخوض أكثر فى أفكاره المتشائمة كان فاروق يعتدل فى جلسته ليستطرد بنبرة حماسية مختلفة عن نبرته السابقة
:- وأول ما چبت سيرتك وجولت إن أنت العريس المنتظر .. الست عجلها طار وصارت تجولى كيف ألمس السما بيدى
رفع أحمد عينيه الداهشة يتأمل تقاسيم شقيقه المنشرحة ويبحث عن الصدق فى عينيه وهو يردف مشاكساً بغمزة عين :- كان ودى أجولها .. هتلمسى السما وتحضنيها وتبوسيها كُمان
قلب عينيه يرمى شقيقه بنظره معاتبة دفعت فاروق لينهض من مكانه ويبدل مقعدة بأخر ملاصق لشقيقه ويستمر فى مشاغبته بصوت خفيض :- طلعت واعر يا أحمد بيه ومدوب البُنية فى غرامك
حمحم أحمد بخشونة وعاتب شقيقه بنبرة جادة متصنعة تُخفى سعادة قلبه المتمايل طرباً من وقع الخبر عليه :- فاروج .. ما يصحش الحديت ديه
اتسعت ابتسامة فاروق يظهر سعادته بشقيقه :- يصُح ويصُح كُمان .. من حجى أفرح بأخوى شجيجيى
لانت ملامح أحمد وهرب بعينيه السوداء اللامعة فرحاً بعيداً وابتسامة خفيفة خجولة تتفتح على ثغره، هز فاروق كتف شقيقه يهنئه ويناغشه :- والله والحچر اللى فى صدرك اتحرك وبجى له صوت ودجات يا ولد أبوى
مسح أحمد على وجهه بخفة يحاول السيطرة على سعادته والتمسك بهيبته، تراجع بظهره يستند إلى ظهر مقعده وقال بجدية مغلفة بنبرة سعادة وارتياح :- واتفجت أمعاها على إيه؟
:- كيف ما اتفجنا .. كتب الكتاب بعد قضاء العدة بيوم
نفخ فاروق متذمراً وضرب على فخذه غيظاً هاتفاً باحتدام :- منيه لله حمدى لو كان جال الحجيجة وأنه نطج بالطلاج من شهور فاتت كان زمانكم متچوزين اليوم
حرك رأسه برزانة وقال بصوت رخيم راضى بقضاء الله
:- ما تعرفش الخير فين يا ولد أبوى .. المهم أن الألسنة تسكت وتبطل نهش فى سمعتنا
خبط فاروق على مسند مقعدة مؤيداً :- عنديك حج ربنا بيدبر الأمور ... وما تجلجش حديت الناس هياچى يوم ويوجف خصوصى لما الزواچ يتم على خير

******************

يتبــــــــــــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-01-22, 10:34 PM   #2133

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

فى الطريق نحو المحافظة تشق السيارة الخاصة طريقها نحو مقر الجامعة وفى المقعد الخلفى تجلس ندى مع فرح يتبادلان الأحاديث والأخبار، العام الدراسى الجديد على وشك البدء وعليهما ترتيب أمورهما والتعرف على مواعيد المحاضرات وما إلى ذلك
عبرت ندى عن مدى سعادتها ببدء العام الدراسى الجديد :- ياه ما تتصوريش فرحانة قد إيه إنك معايا .. أنا افتكرت حضرة الظابط هيمنعك من النزول إلا فى أول يوم من الدراسة
قهقهت فرح بشقاوة ومالت على صديقتها مصرحة :- أنتِ بتقولى فيها أنا فعلاً نازلة معاكِ بعد جدال طويل معاه إمبارح .. ده فتحلى محضر رسمى وسين وجيم وتحريض إنى أطنش النزول وجدول المحاضرات .. لولا إنى أقنعته إنى لازم انظم وقتى وأعرف المواد اللى هدرسها السنة دى لأنى لازم أنجح وإلا شكلنا هيبقى وحش أوى قدام بابا وحسام
ناظرتها ندى بمكر أنثوى تلومها بصوت خفيض :- كان لازم تتسربعى فى الجواز ... أشربى بقى
تنهدت فرح باستسلام وألقت نظره نحو السائق الخاص ثم مالت تُسر الحديث لصديقتها بهمس :- أعمل إيه يا ندى بحبه أوى وكان صعب نستنى لغاية ما أخلص الجامعة .. ولو إن دلوقتى بلوم نفسى مسئولية الجواز مش سهلة ومدحت عاوز يعوض أيام وحدته وغربته وعاوزنى دايماً جنبه ولازم ياكل من أيدى وأنا اللى أراعيه
قهقهت ندى تسخر منها بنبرة شماتة :- يا بهدلتك يا فرح .. ده أنتِ كنتِ مش بتعملى حاجة فى البيت ونسمة اللى شيلاكى
تصنعت الأسى، تهز رأسها بقلة حيلة وتتنهد مطولاً قائلة :- الزمن بقى وكله يهون عشان خاطر دودوح ... المهم سيبك منى وطمنينى هتعملى إيه فى ميعاد دكتور كريم النهارده
حان وقت ندى لتتنهد بهم كبير، فلم تجد الحب فى كريم، خزل قلبها ومشاعرها وانهدمت أسوار الإعجاب الأولى أمام برودة مشاعره، هزت كتفيها بقنوط وقالت بشجن
:- والله ما عارفة أقولك إيه ... تخيلى تلات شهور أجازة كلمنى أو بعت رسايل بعدد صوابع الأيد .. وكل كلامه أخوكى قال إيه؟ .. أجى أزوركم فى المزرعة؟ .. حسيت أنه معندوش مشاعر عامل زى الإنسان الألى .. كمان جلال رافض أن الموضوع يستمر أكتر من كده دون رأى حاسم عشان كده قررت أوقف الموضوع ده شوية وعلاقتى به تكون من خلال الجامعة وفى حدود .. ولو فى أى مشاعر ظهرت بعدين ممكن نفتح الموضوع تانى
أمسكت فرح بكف صديقتها تضغط عليه برفق تتحدث من قلب صديقه تخشى على رفيقتها وتنصحها
:- خير ما تعملى إنك تقفلى الموضوع ده يا ندى .. أنا حسيت بمدحت وهو حس بيا من أول مرة شوفنا بعض … ما أقصدش بكده إن لازم ترتبطى بحب من أول نظره لأ .. بس على الأقل ترتبطى بإنسان يحسسك باهتمامه واحتوائه لكِ
زفرت ندى مطولاً وأطرقت برأسها واعية لحديث صديقتها ومقتنعة، أضافت فرح مواسية ومشجعة :- أنتِ تستاهلى أحسن راجل فى الدنيا يا قطر الندى
رفعت رأسها بغتة تحملق فى وجه صديقتها وقالت بشرود يحمل بعض من الحنين وسؤال حائر يدور بعقلها "ماذا لو تبادل جاد وكريم الأماكن حينها كان سيختلف الأمر بالتأكيد؟؟"
:- كل ما بتقولى الاسم ده بفتكر جاد على طول
أشاحت فرح بيدها فى الهواء متأففة :- يا ربى مش هقول الاسم ده تانى قدامك .. جاد إيه ده كمان اللى بتفكرى فيه
مالت عليها تهمس بجوار أذنها بشقاوة ومكر أنثوى :- ده أنا بفكر أكلم دودوح يشوفلك ظبوط أمور زيه كده
لكزتها ندى في خاصرتها تشاحنها مازحها :- لا متشكرة أوى لكِ وللنقيب دودوح .. أنا هخلص دراستى الأول
أعتدلت فرح فى جلستها وأسندت ظهرها إلى مقعدها تقول بجدية متبرمة :- والله عندك حق .. ده أنا اتهريت طبيخ وغسيل
قهقهت الفتيات تتمازحان سوياً بمرح حتى وصلت السيارة إلى حرم الجامعة، ترجلا يدلفان سوياً من البوابة الضخمة تتأبط كلاً منهما ذراع الأخرى حتى وصلت كل فتاة إلى كليتها بعد أن تواعدا على موعد اللقاء

*********************

توقفت أمام لوحة الإعلانات وتعرفت على جدول محاضراتها للعام الدراسى الجديد ثم دلفت إلى مبنى الكلية تصعد الدرجات برشاقة وتخطو بجدية نحو مكانها المفضل، مكتبة الكلية لتقوم باستعارة بعض المراجع التى رشحها لها الدكتور طه لتساعدها فى دراستها هذا العام وهناك ستلتقى بكريم حسب اتفاقهما
أثناء مرورها بجوار مكتب شئون الطلبة ارتطمت دون قصد بفتاة خرجت فجأة من المكتب، اعتذرت ندى بحرج للفتاة التى قابلت الاعتذار بلطف
:- ولا يهمك أنا اللى خرجت زى الصاروخ كده .. فرحانة بشهادة التخرج بقى
ارتفع حاجبى ندى وابتسمت فى وجهها مهنئة :- بجد ألف مبروك وعقبالى يا رب
شكرتها الفتاة بابتسامة لطيفة ثم سألتها بحميمية :- أنتِ فى سنة كام؟
مدت ندى يدها مصافحة وعرفت نفسها :- أنا ندى البدرى وفى سنة تانية السنة دى
(ندى البدرى)
رددتها الفتاة ببطء وكأنها تعرف الاسم من قبل وهى تتأمل ملامح ندى بتمعن والتى أصابتها الدهشة أيضاً من رد فعل الفتاة التى التقطت كف ندى مصافحة بخفة وقالت بجدية
:- من حسن حظى إنى شفتك ممكن أتكلم معاكى شوية
ارتبكت ندى من جدية الفتاة المفاجأة والتغير الذى طرأ على تعبيرات وجهها إلا أن فضولها دفعها لتتحرك معها نحو كافيتريا الجامعة لتعرف ما ترغب فى قوله
جلست الفتاة مقابلة لندى حول أحد المناضد الجانبية فى الكافتيريا وبدأت الحديث مباشرة وقد استشعرت قلق وحيرة ندى وبدأت بتعريف نفسها
:- أنا اسمى سها وخريجة السنة دى زى ما قلتلك .. كنت متفوقة فى الدراسة وبطلع من الأوائل دايماً .. وده خلانى ألفت نظر المعيد كريم اللى توقع إنى هكون معيدة وبدأ يقرب منى لغاية ما الموضوع تطور بينا وطلب أيدى
فغرت ندى فمها ذاهلة وهى تستمع إلى حديث سها الجاد وأخذ عقلها يقيم هذه الفتاة ومدى صدقها وما غرضها من كل هذا وعينيها ترصد كل خلجة من خلجاتها بتفحص
استطردت سها تقص عليها ما حدث بينها وبين كريم بتعقل وهدوء رغم نظره الانهزام التى طلت فى عينيها
:- المهم لما دخل بيتنا وعرف أن والدى موظف على قد حاله وبالرغم أن والده موظف برضوا .. ابتدى يتراجع شوية بشوية ويماطل لغاية ما أجلنا الخطوبة لما أخلص الكلية
قاطعت ندى الحديث بفضول كبير وقد استرعى اهتمامها نقطة واستفسرت منها :- تخلصى الكلية؟ .. الكلام ده كان أمتى تقريباً
ابتسمت سها بألم تناظر تعبيرات ندى المصدومة بتعاطف على حالهما معاً
:- كان خلال السنة اللى فاتت لما أنتِ ظهرتى فى الكلية وبدأ يظهر تفوقك لفتى نظره .. ومش بس كده أنتِ من عيلة كبيرة واسمها معروف وأملاكها كتيرة وطبعاً الصفات ديه بالنسبة له فرصة لا تعوض
اتسعت مقلتى ندى مستهجنة ما تسمعه، تحرك رأسها بغير تصديق وتتسائل برفض
:- تقصدى أنه كان متكلم عليكِ وفى نفس الوقت بيقرب منى .. ده طلب أيدى لما جيت أعرف النتيجة من كام شهر
أومأت سها تؤكد على الحديث موضحة بنبرة جادة لا تقبل الشك
:- هو ده اللى حصل .. انفصل عنى قبل الامتحانات وده أثر عليا وعلى نتيجتى النهائية للأسف (تنهدت بكآبة مردفة) أنا عرفت حكايته معاكِ بالصدفة لكن ما جتش الفرصة إنى أقابلك وأنبهك
ارتسمت علامات الحزن على وجهه ندى ونكست رأسها بإحباط ليس لأنها تملك مشاعر نحو كريم لأنها لا تفعل إنما شعور بالرثاء لحالها فيبدو أن كل من يتقرب منها لا يصلح للارتباط .. تنهدت بأسى قبل أن تقول بخفوت
:- تنبهينى!! … على أى حال ربنا بعتك فى الوقت المناسب أنا مش عارفة أشكرك إزاى
ربتت سها على كفها الموضوعة فوق الطاولة برقة وقالت مشجعة بلطف
:- مفيش شكر إحنا بنات زى بعض وواجبى إنى أنبهك لإنسان طماع ومغرور زى كريم .. اسمعى أنا بخلص أوراقى دلوقتى وهبدأ في عمل دبلومة أصلى للأسف أعصابى تعبت من صدمتى فى كريم وما طلعتش بأى ترتيب السنة دى .. لكن ناوية أكمل دراسات يعنى هكون فى الكلية كتير ولازم نتقابل
أومأت ندى بابتسامة خفيفة مجاملة :- أكيد طبعاً
تفرقت الفتيات كلاً لحال سبيلها إلا أن ندى فقدت رغبتها لزيارة المكتبة وفى رؤية كريم واكتفت بانتظار فرح فى ساحة الجامعة شاردة، حانقة وحامدة .. حامدة الله على حمايته لها وإظهار كريم على حقيقته أمام عينيها
بعد وقت قصير تقدم نحوها كريم بحماس لا يخلو من الزهو وألقى عليها التحية بترحاب منشرح الأسارير ظناً منه إنه نال المراد
:- أنتِ هنا يا ندى ده أنا بدور عليكِ فى الكلية من بدرى .. مش اتفقنا نتقابل النهارده فى المكتبة وتبلغينى برأى أخوكى
تفحصت وقفته المختالة وهى تجلس أمامه ثم نهضت من مكانها ووقفت قبالته تجيبه بلهجة جادة تصاحبها نظرات النفور والاستهجان التى لم تستطع إخفائها
:- معلش يا دكتور أصلى انشغلت مع زميلة قابلتها صدفة
دس كفه فى جيب بنطاله وشد قامته بخيلاء يرمقها بخضار عينيه وسحر نظراته قائلاً بغطرسته المعهودة
:- مفيش مشكلة المهم رأى أخوكى إيه؟ .. أنا متشوق أنزل بلدكم وأقابله والحقيقة أنا انتظرت إجابتك كتير أوى وده مش من طبعى
عينيها تتأمل ملامحه الوسيمة التى جذبتها منذ البداية ولكن خلف هذه الوسامة قلب لا يعرف الحب ويسعى خلف المصالح الشخصية، سحبت نفس قصير وأطلقته سريعاً وقالت بابتسامة جانبية ساخرة
:- أعتقد يا دكتور مسألة الارتباط ديه رأيى هو الأهم فيها .. وأخويا ترك لي حرية الاختيار .. والحقيقة أنا فكرت فى كلامك ولقيت أن عندك حق وواجب ننتظر لما حضرتك تتأكد إنى هبقى معيدة
رمقته بنظره حادة مشمئزة وذكرى كلماته السابقة تتداعى على عقلها فتتخير منها المناسب وتعيده إليه مردفة بمرح زائف
:- مش يمكن أخرج من تصنيف الأوائل فى سنة ولا أسقط سنة ... وحضرتك لازم تتأكد أن عقلى زى عقلك وتفكيرنا واحد ودكاترة زى بعض
تفحصت تغير ملامحه المندهشة بانتصار قبل أن تنهى الحوار بجملته السابقة لها :- وزى ما حضرتك قلت أن ده من عوامل نجاح الزواج
رمته بنظره جفاء ثم استأذنت باقتضاب وغادرت الجامعة بأكملها ووقفت خارج أسوار الحرم الجامعى تنتظر خروج فرح ليرحلا سوياً


******************

بعد أن حصل على موافقة شموع عليه الأن الأمتثال للمواجهة الأصعب التى تنتظره، مواجهة بناته بخبر زواجه، لم يسلم من كلام والدته وغضبها بالأمس حين علمت بخبر الزواج وخاصة من شموع وانتهى بها المطاف بقرارها مقاطعته نهائياً حتى يعود لرشده ويترك هذه الزيجة التى لا تليق به
ولولا تشجيع والده وحثه على المضى قدماً فى هذا الأمر لأوقف إتمام الزواج حتى ولو على حساب قلبه الذى دبت فيه الحياة وأعلن وجوده بشكل جلى، تجاوز باب منزله وعقله مشغول الفكر فى أصعب اختبار على وشك خوضه
بناته هم أهم ما فى حياته الأن وقد عمل على مدار شهور ليكسب ودهم ويمنحهم الثقة بأنفسهم ولن يتنازل عن هذا المكسب مهما حدث وما اضطر للتضحية
ارتطمت نظراته بعينى زوجته الحانقة المتصدرة البهو، تجاهل وجودها ودار بحدقتيه فى هدوء المكان باحثاً عن بناته حين اخترق أذنه صوتها المتهكم
:- مبارك عليك العروسة الچديدة يا أحمد بيه
قلب عينيه حانقاً وأطلق نفس طويل ثم التفت نحوها يتفحص جلستها المتحدية ببطنها الذى برز قليلاً و اتجه صوب المقعد المواجه لها وجلس عليه بأريحية يجيبها بهدوء بال :- كتر خيرك يا نچوى .. عجبال ولدك لما ياچى
سحقت أسنانها غيظاً من هدوءه وهتفت فى وجهه بامتعاض
:- ولما أنت حاسس أنه واد مكنتش جادر تنتظر لحد ما أولد .. ولا كنت اخترت حرمة بنت أصل مش البت الجهوجية ديه .. الناس تجول عنينا إيه؟
فرد ذراعه على مسند المقعد الوثير يداعب بأصابعة القماش المخملى للمقعد وقال بهدوء مثير لأعصابها
:- أولاً ما يهمنيش حديت الناس .. ثانياً انتظر ليه لما تولدى مش هتفرج يا نچوى حتى ولو چيبتى ولدين فى بطن مش هتفرج أمعاى
أنت خسرتينى من زمن
سلط عينيه عليها بجفاء مستطرداً :- لاه الصُح أن عمرك ما حاولتى تكسبينى من أساسه .. وخسرتى بناتك كمان وكرهك لخلفة البنات بيزيد مع كل بت تولديها لحد ما حرمتيهم من حبك وحنانك .. وبجى كل همك تخلصى منهم بالچواز حتى وهم لسه صغار
خبط بأصابعة على جانب جبهته يردف موبخاً إياها :- عجلك الضيج ديه خرب البيت وتصرفاتك الخايبة عزلتك عنينا كلاتنا
ثارت ثورتها مع كلمة خرجت من فمه فهبت من مكانها يحركها غضبها وبغضها وأقتربت منه تميل عليه بجذعها وكفها يسند أسفل بطنها المنتفخ تتهكم وتتواقح قائلة
:- واللى هتتچوزها ديه عنديها عجل .. ديه ولا عجل ولا أصل ولا فصل
خلال برهة كان يقف بغتة أمامها بقامته الفارعة، يحدق فى وجهها بنظره صارمة ألجمت الحروف فى حلقها وتراجعت للخلف منكمشة على نفسها، تناظره بعيون حاقدة وهو يقول بنبرة هادئة رغم صلابة نظرته
:- الحرمة اللى بتخوضى فى سيرتها ديه .. بجت فى حماى وعلى اسمى وإياكى تچيبى سيرتها مرة تانية على لسانك سوى بالخير
لم يحيد بنظراته الحاسمة عن عينيها حتى انهزمت نظراتها أمامه هيبته وأطرقت برأسها مخذولة، منهزمة، رفع رأسه الشامخ ومرر نظراته مرة أخرى فى أرجاء المنزل الذى يبدو خالياً وأراد أن يتخلص من الحديث معها فسأل باقتضاب دون النظر نحوها :- فينهم البنات؟
تأججت عينيها بنار الشماتة وتكونت ابتسامه ساخرة ظهرت على جانب شفتيها وقالت وهى تحدق فى جانب وجه
:- البنات وصلهم خبر چوازك ومن وجتها حبسوا حالهم فى أوضتهم .. مش جابلين المصيبة اللى هتچيبهالنا
لف رأسه نحوها فجأة يحدق فيها بجانب عينه بلا مبالاة وقال مقارعاً بتهكم
:- اللى يشوف غلك ديه كلاته يفكر إنك غيرانه علي والحجيجة تختلف عن إكده واصل
غادرها يتجاهل كلماتها الغاضبة لكرامتها ومكانتها بين نساء العائلة التى بدأت تبرطم بها فى تسارع حتى تصل إلى أذنيه قبل أن يغيب على الدرج فى طريقة إلى الطابق العلوى حيث غرفة بناته


********************


يتبــــــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-01-22, 10:36 PM   #2134

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

فى اجتماعهم الصغير بعد الصدمة التى لحقت بهم بخبر زواج والدهم وحديث والدتهم التى أكدت على هجره لهم وانتقاله للعيش مع زوجته الجديدة فى منزل أخر، لم تمتلك نوارة سوى البكاء أما سلمى وسندس فجلستا متلاحمتين تحاول كل منهما التهوين على الأخرى فقالت سندس بنبرة حاولت أن تكون طبيعية وعقلانية
:- من حج أبوى يتچوز .. بيجولوا فى المسلسلات التركى أن الراچل لازمن يتچوز حتى ولو كبير فى السن لاچل ما يلاجى حد يراعيه ويونسه لما ولاده يتچوزوا ويفارجوه
تذمرت نوارة من بين دموعها بتفكيرها الصغير وهتفت وهى تشيح بذراعها فى الهواء :- ما هو أبوى متچوز أمى
عضت سلمى على شفتيها تشعر بإضطرب وتزلزل فى كيانها وتشتت فى تفكيرها، هل يتخلى عنها والدها ويتركها بعد أن تعلقت به .. كيف يفضل الزواج ويتركهن بمفردهن بدون أم أو أب؟ فحالهن مع والدتهن أصبح يشبه حال الجيران فى مسكن واحد دون أى ود أو تواصل
طرقة مميزة على الباب تخصه وحده انتبهت لها حواسهم خاصة فجر الغافلة عن حديث شقيقاتها وملهية بألعابها التى تركتها وهرعت نحو الباب الذى ينفتح ببطء وألقت بنفسها فى أحضان والدها فكانت كالبلسم الشافى ينزل على قلبه القلق عليهن
حملها بين ذراعيه يضمها إلى صدره بحنو ويضع قبلته الحانية على رأسها وهو يتوغل داخل الغرفة، مقلتيه تجرى على الملامح الحزينة لبناته
توقفت عينيه فوق جسد نوارة التى اختفت تحت الغطاء تخفى دموعها وتعبر عن غضبها وحزنها بطريقتها بمجرد أن سمعت قرعه على الباب المغلق، تنهد بعمق يشق قلبه الحزن البادى على تقاسيم وجوههم المليحة وعيونهم التى تتهرب من النظر نحوه
خطى ببطء نحو الفراش التى تحتله نوارة وجلس على طرفه وأجلس فجر فوق ساقيه وقال يناغشهم بهدوء :- بناتى الجمرات عاملين إضراب وزمجانين من أبوهم
مال قليلاً بجذعه نحو جسد نوارة المنكمشة بجواره تحت الغطاء يعاتبها مداعباً :- ديه حتى نوارة حبيبة أبوها بخلانة عليه بحنيتها
تململت فى مكانها وأنامله تتسلل فوق الغطاء يسحبه برقة من فوق جسدها ثم جذب ذراعها برفق لتنهض جالسة فتبين ملامح وجهها الباكى، جذبها بلوعة إلى صدره يضمها بقوة يمنحها حنانه بعد أن مسح عن وجهها أثر الدموع متسائلاً باهتمام
:- ليه البكا يا بت أحمد السمرى .. إيه اللى حُصل لكل ديه؟
اهتز جسدها تحت ذراعها تذرف الدمع لوعة على فراق حبيبها الأول، والدها التى منحها الحب والاهتمام بينما دار أحمد عليهن بنظراته الحانية المكترثة لكل تفصيله من تفاصيلهم وحثهم على الحديث :- اتحدتوا يا بنات .. أوعاكم تخافوا من أبوكم خليص عدينا المرحلة ديه بكتير .. اتحدتوا أمعاى
تبادلت سلمى وسندس النظرات زامين شفاههم بحرج أما نوارة فأفصحت بصوت منتحب من داخل حضنه
:- أمى جالت إتك هتتچوز وتفارج الدار ومش هنشوفك تانى واصل
قطب حاجبيه وهو يستمع لها ثم رفع وجهها لتنظر فى عينيه وقال بنبرة جادة يلومها بهدوء
:- وهو ديه حديت عاجل من أساسه .. كيف أهمل دارى وبناتى ولو اتچوزت ميه مرة .. ينفع أهمل روحى وأعيش بعيد عنيها
أشار بطرف أصبعه نحو كل واحدة منهن يؤكد بتواصله البصرى مع كلاً منهم على حدا وبنبرة صوته الدافئة :- چوات كل واحدة منيكم حتة من روحى ما جدرش أتنفس لو بعدت عنيها
أطرقت سلمى تترق العبرات فى عينيها متأثره بحديث والدها ونوارة تطالع وجه وتتسأل من جديد بتذمر معلنة رفضها لزواجه مما فهمته من كلام والدتها :- أمى هتچيب الواد .. مش لازمن تتچوز يا أبوى
مسح على رأس فجر الغير مبالية للحديث لصغر سنها، دس يده فى جيبه وأخرج قطعة من الشيكولاتة أهداها لها ثم أطلق سراحها لتلعب بحرية حولهم والتفت باهتمام نحو نوارة يزيل الدمع من فوق وجنتها الناعمة وصوتها الحنون يطمن قلبها
:- ولا عمرى سعيت ورا خلفه الواد ورضيت بجسمة ربنا ليا .. وفخور ببناتى وأخلاجهم .. ولو كنت هتچوز مش لاچل الواد
اندفعت سندس تسأل بفضول :- أومال ليه يا أبوى؟
احنى رأسه قليلاً يعجز عن التفسير السليم لهن ويرفض الاساءة إلى والدتهن فتفكر لبرهة ينتقى الكلمات المناسبة لعقولهن الصغيرة
:- لساتكم أصغار يا بنات وما تعرفوش الحياة زين .. لكن أنتوا عايشين فى نفس الدار أهاه وخابرين كيف حالى مع والدتكم
ابتلع ريقه وزفر بعمق مطرق الرأس بحرج وقال بخفوت :- فى أمور كتير أنتوا مش واعين لها ويمكن مع الزمن تتضح جصاد عيونكم ووجتها هتجولوا أبوى كان عنديه حج فى اللى عِمله
رفع رأسه يتجاوز نقطة علاقته بوالدتهم والتى يصعب عليه شرحها لهم وقال بجدية واضحة وهو يهدهد نوارة تحت ذراعه
:- المهم أن أبوكم أمعاكم مهما حُصل ... وحكاية إنى هعيش فى دار تانية .. ديه أمر لابد منيه الدار ديه مهما حُصل داركم ودار أمكم ويعز عليا أدخل عليها حرمة چديدة مهما كان اللى بيناتنا
مسحت نوارة أنفها بظهر كفها وقالت معترضة :- وكيف بجى هتبجى أمعانا وأنت هتعيش فى دار تانية
ابتسم فى وجهها برقة وقرص وجنتها المكتنزة الملونة باللون الوردى من جراء بكائها وقال يدللها
:- كل يوم هكون إهنا أمعاكم .. هو معجول يعدى يوم من غير أبوس الخدود التفاحى ديه ولا أتصبح بضحكة فچر الشجية
بدل نظره نحو بناته الكبار يردف بلين ومهادنة :- وكيف يفوتنى كوباية الشاى الصعيدى اللى تظبط الدماغ بعد الغدا من يد بتى الكبيرة
حدق فى وجه سندس المنتظره ذكر اسمها بحماس وقال مشاكساً :- الحاچة الوحيدة اللى هترحم منيها اختراعات سندس فى الوكل
مطت شفتيها حزناً واندفعت تلومه بنبرة طفولية :- إكده برضك يا أبوى .. ديه أنى الوحيدة اللى موافجة على چوازك
اتسعت ابتسامته ولمعت عينيه وهو يطالعها بارتياح ومحبة :- صُح يا سندس؟
تقدمت نحوه تلتصق بجسده بينما ذراعه تحيط خصرها وهى تميل على رأسه تقبله بحب :- حجك يا أبوى .. وأنا واثجة إنك مش هتهملنا واصل
ضم خصرها بقوة حانية إليه مغمضاً العينين بارتياح وقد طببت هذه الكلمات قلبه ثم فتح عينيه يدور بنظراته عليهن واحدة تلو الأخرى
:- ولا عمرى أجدر أهملكم يا بتى .. وكيف ما جولت يوماتى هكون أمعاكم إهنا واتغدى وياكم ونجعد نتحدت ونتسامر كُمان
تهللت أسارير نوارة وجلست على ركبتيها جواره على الفراش تتشبث بعنقه وهتفت بدلال :- وتفطر أمعانا كُمان يا أبوى .. لازمن نشوفك جبل ما نروح على المُدرسة
أومأ مؤكداً وقلبه يتراقص بين أضلعه وقد بدأ الحمل يخف من فوق كاهله بموافقة بناته عليه فقط أن يتعب قليلاً فى البداية حتى يحقق العدل بين المنزلين وتتوازن الأمور، لثم وجنتها بدفء :- أنتِ تؤمرى يا نوارة الجلب
لم يبقى سوى موافقة كبرى بناته التى لا تزال على صمتها منذ دلف للغرفة، تفحص جلستها والحيرة بادية على وجهها هى أكثر من تتفهم موقفه لنضوجها عن الأخريات ولكنه (حبيبها هى) من منحها الحب والثقة وأرشدها إلى الطريق
رفرفت جفنيها لتتساقط دمعه متعلقة بها كانت البداية لتنكمش ملامحها وتنهمر دموعها بغزارة وفى لحظة كانت ترتمى فى أحضان والدها تضمه بقوة كما يضمها إليه، تهنئه من بين دموعها بصوت مرتعش :- مبارك عليك يا أبوى .. ربنا يسعدك

****************

يطرقان باب الشقة منذ دقائق ولا مجيب، يقف سعيد يتكأ بكفيه فوق رأس عصا والده الفضية وهى كل ما حصل عليه بعد كل مكائدة وتخطيطه للاطاحة بشقيقه الأكبر والاستحواذ على زعامة الأسرة دونه
يكفهر وجهه مع كل دقيقة تمر وناصر يطرق باب الشقة التى يسكنها حمدى فى المحافظة دون مجيب، رفع رأسه بغته يصيح فى وجه ابنه البكري متأففاً
:- مش أمعاك مفتاح المخروبة ديه .. افتح الباب وخلصنا يا ناصر
التفت نحوه بضجر وهو يدس يده فى جيب جلبابه يبحث عن المفتاح وقال مبرراً :- والله خايف نشوف حاچة ما تصحش يا أبوى .. يكون اتچوز تانى من ورانا ونحرچ حالنا وحاله
صاح سعيد بغضب عارم ورفع عصاه يشير بها فى الهواء بعصبية :- هو عنديه دم لاچل ما يتحرچ .. طب ياريت يكون أمعاه حرمة وأنى أطخه وأطخها وأخلص من بلاويه
دس ناصر المفتاح فى ثقب الباب ودلف متوجساً يدير رأسه فى المكان وهو على عتبة الباب حتى تأكد من خلو صالة المنزل من أحد ثم تقدم أكثر وخلفه والده الذى تفحص محتويات الصالة الواسعة المبعثرة الأركان ولم يفوته منظر النارجيلة الموضوعة جانباً ولم تنطفئ نيرانها بعد مما يدل على طول السهراية التى قضاها حمدى والله وحده يعلم مع من؟
رفع ذراعيه يشير إلى ما حوله من فوضى مستنكراً قبل أن يعيدهما بعصبية يضرب على ساقيه بقلة حيلة :- كنه عايش فى زريبة المأفون ديه .. والله الزريبة أنضف من إكده
أشار بيده التى تقبض على العصا نحو غرفة النوم يصرخ بحدة فى ابنه الكبير :- ادخل صحيه من الموت اللى هو فيه ديه
دفع ناصر الباب الموارب لغرفة النوم يطل برأسه مترقباً غير واثق بما هو على وشك مشاهدته لكن الله ستار ووجد حمدى بمفرده مستلقياً على بطنه يغط فى نوم عميق مصدراً أصوات مزعجة من أنفه
أسرع ناصر نحوه يهز جسده بعنف وقد أصابه الغضب أيضاً كأبيه وصاح به متذمراً :- أصحى يا حمدى .. فوج شويه
تململ بلا مبالاة يوليه ظهره، لا يشعر بما يدور حوله فدفع ناصر قبضته فى كتفه بغل صائحاً بهياج :- نعسان ولا على بالك شى وإحنا مكتوب علينا نلم فى بلاويك .. فز يا عويل وفوج كلم أبوك
أخيراً استجاب ببرود يفتح عينيه بصعوبة يتبين ما يرى بصوت ناعس وبرود مستفز :- ناصر إيه اللى چابك من البدرية إكده
تصنع ناصر الضحك وقال متهكماً :- بدرية .. الساعة تسعة دلوك والرچالة المحترمة واجفة دلوك فى وسط أشغالها تراعى لجمة عيشها
مسح على عينيه بامتعاض ونهض من فوق الفراش يعدل من وضع جلبابه المنزلى :- يا فتاح يا عليم يا رزاج يا كريم
صاح والده من خارج الغرفة متابعاً ما يحدث وطرق الأرضية بطرف العصا بعنف :- وأنت تعرف ربنا .. يا واكل ناسك .. تعالى إهنا
هرع حمدى حافى القدمين نحو والده ينحنى أمامه يحاول تقبيل كفه إلا أن سعيد أبعد كفه بعيداً وقال بغضب :- لساك نايم فى العسل .. مش وراك شغل فى الوكالة إهنا ولا هتفضل طول عمرك أكل ومرعى وجلة صنعة
حرك رأسه معترضاً على الحديث وقال مبرراً بنفور :- أروح فين يا أبوى .. ولدك الكبير موكل مدير إهناك بيعمل كل حاچة زبده اشتغل تحت يده وأنى صاحب المال .. ديه يرضى مين ديه
رمقه ناصر بغل وقال من بين أسنانه يحاول أن يتحكم فى أعصابه :- لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين يا سى حمدى .. ما أنى مش هضيع المال والتچارة عليك بكفاية الأموال اللى عمالين نصرفها من ورا چرايرك (عمايلك)
قطب حمدى حاجبيه الكثيفين يجادل يتذمر :- ليه يعنى وأنا عملت إيه .. وبعدين أنى ليا حج فى المال ديه
:- كسر حُجك على رجابتك فى ساعة واحدة يا عويل
صرخ بها سعيد حانقاً وقد تأججت ثورته وجحظت مقلتى حمدى ذاهلاً وهو يقف بينهما كالفرخ الصغير وسعيد يواصل صراخه فى وجهه
:- مال إيه اللى ليك حج فيه .. لسانى على وش الدنيا يا خسيس وبكفاية الخساير اللى چاتنا من وراك .. غويتنى كيف الشيطان وعشمتنى تجف چنبى وتشتغل وتصدر لرچالة العيلة وفى النهاية وجعت من نظر الكل والزعامة عادت لعمك وأنا اللى خسرت مالى .. غرامات إهنا وخساير إهناك .. غير نفجة چوزاتك وعيالك اللى عمال تخلفهم وترميهم كيف التور الهايچ
توقف سعيد عن الحديث وهو يلهث من فورة أعصابه الهائجة وعينيه تتفحص حمدى باشمئزاز، وضع كفه فوق قلبه وانتظر هنيهة يلتقط أنفاسه ثم أضاف قائلاً
:- ومش مكفيك كل ديه .. لاه رايح كُمان تچيب راچل وتسلطه على مراتك ولا عامل حساب لسمعة ولدك وسمعة العيلة
ارتبك حمدى وتصنع الغضب يقطب جبينه ويصيح بنبرة متلعثمة يحاول تمثيل دور الضحية :- أنا ما عملتش إكده .. هى اللى حرمة شمال وآآآ
:- أخرس يا خسيس .. أنا ساكت عنيك بس لاچل أبوى
صاح بها ناصر فى وجه أخيه واقترب منه يواجهه مشاحناً، على وشك أن يشتبك معه لينفث عن غضبه وأردف بنظرات محتقرة يوجهها لشقيقه
:- الواد الغشيم اللى بعته اعترف عليك جصاد ولاد عمى عدلى .. ومش بس إكده طول شيعولى (بعتولى) من الفچرية لاچل ما أسمع بودانى أعتراف الواد جبا ما يسلموه للشرطة بعد ما هددوه ما يچيب سيرتك لاچل ما يحافظا على سمعتنا وشرفنا بعد ما مرغته فى الوحل بعجلك المريض يا ***
مسح حمدى على فمه ونزل بكفه على عنقه يدلكه ببطء لا يقوى على هذه المواجهة الحامية من والده وشقيقه، جلس سعيد فى منصف الأريكة المتوسطة الصالة يلتقط أنفاسه يحدق فى وجه ابنه باشمئزاز، يضم الرأس الفضى للعصا بكفيه وأراح رأسه فوقهما
تعالى نشيج صدر حمدى وهو يلتقط أنفاسة المضطربة من هذا الهجوم العنيف عليه وقال بارتباك وتشتت، يبدل عينيه بينهما مهادناً :- خليص عدة شموع هتخلص بعد يومين وماليش صالح بها تانى .. ولو على البلد مش هعاود تانى وهعيش إهنا كيف ما عمى عدلى حكم علي
رفع سعيد رأسه ينظر نحو ولديه يقارن بينهما وبين ولدى شقيقه الكبير ليتأكد لديه شعوره بالخذلان والانهزام، عاد بظهر يتكأ إلى مسند الأريكة يلقى بحكمه النهائى على ابنه قبل أن يحكم عليه مجلس العائلة فى محاولة لانقاذ ما يمكن إنقاذه
:- اسمع يا حمدى من اليوم أخوك هو المتصرف الوحيد فى المال والأراضى .. أنا عملتله توكيل عام يتصرف فيه كيف ما يريد ويدير به أعمالنا كلاتها
فغر حمدى فاه مستنكراً وبدل نظره بينهما قبل أن يشير إلى صدره معترضاً :- كيف يعنى وأنا روحت فين .. وين حجى فى كل ديه
أرخى سعيد جفنيه مستسلماً أمام غفلة حمدى واندفاعه وترك الساحة لناصر الذى تحدث بثقة وكفيه متشابكين خلف ظهره
:- أنت أخدت فى الكام شهر اللى فاتوا أكتر من حجك وربحك السنوى بكتير جوى .. ديه غير الخساير والغرامات اللى دفعناها بسببك
فك تشابك كفيه يمسحهما ببعضهما عدة مرات أمام نظرات حمدى المستهجنة مستطرداً ببرود حازم :- رصيدك خُلص السنة ديه وسنين چاية كُمان ... محتاچ جرشنات اشتغل وأصرف واتچوز من عرج جبينك
استدار حمدى باحتدام ينظر إلى والده يستدر عطفه وشفقته بنبرة هادئة :- كيف يعنى يا أبوى هتتخلوا عنى وتهملونى لحالك
واجهه سعيد بنظره متجهمة وجاءت الإجابة من خلفه حين قال ناصر بصرامة :- شيلناك كتير وساعدناك كتير .. چيه الوجت اللى تساعد فيه نفسك أو تخلص عليها نهائى
استدار حول نفسه من جديد يحملق فى وجه شقيقه يتساءل بحيرة وإنكسار وكأنه على وشك البكاء :- كيف يعنى؟
طرق سعيد بطرف عصاه الأرض ونهض ببطء يستعد للرحيل ولكنه جاوب على تسائل ابنه بخيبة أمل :- يعنى تحاول تبجى راچل وتشوفلك شغلانة تاكل منيها عيش .. يمكن وجتها تعرف جيمة الجرش وتبطل تچرى ورا الحريم كيف التور الهايج فى الزريبة
تحرك سعيد نحو باب الشقة مغادراً وتحرك معه ناصر يشيعهم صوت حمدى ملتاعاً متوسلاً، خرج سعيد وخلفه ناصر الذى وقف واستدار يحدق فى وجه شقيقه بقرف قائلاً
:- يكون فى علمك الشُجة ديه متأچرة .. ولو بدك تكمل الجعدة فيها أبجى دبر تمن الأچرة يا سبع الرچال
أغلق الباب بقوة مصدراً صوت دوى مزعج وحمدى يقف فى منتصف الشقة يضرب على رأسه بقوة متحسراً وهو يدور حول نفسه كمن ألقى فى غياهب البحر دون أن يتعلم السباحة

********************


قـــــراءة ممتـــــــــعة


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-01-22, 10:44 PM   #2135

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 57 ( الأعضاء 12 والزوار 45)
‏سما صافية, ‏Maryam Tamim, ‏wafaa hk, ‏fathimabrouk, ‏هيوفة عمر, ‏زهرة الاقحو, ‏فاطمة زعرور, ‏yasser20, ‏ام جود وسلمى, ‏عمرااهل, ‏Kemojad


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-01-22, 10:45 PM   #2136

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 57 ( الأعضاء 12 والزوار 45)

مساء الخير والعافية

Maryam Tamim, ‏wafaa hk, ‏fathimabrouk, ‏سما صافية, ‏هيوفة عمر, ‏زهرة الاقحو, ‏فاطمة زعرور, ‏yasser20, ‏ام جود وسلمى, ‏عمرااهل, ‏Kemojad


Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 04-01-22, 10:51 PM   #2137

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryam tamim مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 57 ( الأعضاء 12 والزوار 45)

مساء الخير والعافية

maryam tamim, ‏wafaa hk, ‏fathimabrouk, ‏سما صافية, ‏هيوفة عمر, ‏زهرة الاقحو, ‏فاطمة زعرور, ‏yasser20, ‏ام جود وسلمى, ‏عمرااهل, ‏kemojad



مساء السعادة حبيبتى منــورة ❤❤


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-01-22, 11:34 PM   #2138

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 70 ( الأعضاء 29 والزوار 41)
‏سما صافية, ‏awttare, ‏ولاء مطاوع, ‏سبنا 33, ‏شجن المشاعر, ‏Emmi hssain, ‏asaraaa, ‏باااااااارعه, ‏زهرة الحنى, ‏م ممم ممم, ‏الاء ابراهيم, ‏وجدان1417, ‏Moon roro, ‏Kemojad, ‏موضى و راكان, ‏همس البدر, ‏Berro_87, ‏amana 98, ‏ترانيم الزمان, ‏Rima08, ‏sara osama, ‏yasser20, ‏فاطمة زعرور, ‏rowdym, ‏رونى تامر, ‏Maryam Tamim, ‏زهرة الاقحو, ‏wafaa hk, ‏هيوفة عمر


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-01-22, 11:43 PM   #2139

Rima08

? العضوٌ??? » 410063
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,391
?  نُقآطِيْ » Rima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond repute
افتراضي

واخيرا سعيد افتهم أنوا اهم شيء الاخلاق والتربية والمال لا يعوض عن الاخلاق خالي انشوف حمدي كيف راح يتصرف بلا مساعدات ابوه تحياتي

Rima08 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-01-22, 11:53 PM   #2140

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 74 ( الأعضاء 28 والزوار 46)

Maryam Tamim, ‏زهرورة, ‏asmaaasma, ‏نجاة حسين, ‏سما صافية, ‏awttare, ‏ولاء مطاوع, ‏سبنا 33, ‏شجن المشاعر, ‏Emmi hssain, ‏باااااااارعه, ‏زهرة الحنى, ‏الاء ابراهيم, ‏وجدان1417, ‏Moon roro, ‏Kemojad, ‏همس البدر, ‏Berro_87, ‏amana 98, ‏sara osama, ‏yasser20, ‏فاطمة زعرور, ‏rowdym, ‏رونى تامر, ‏زهرة الاقحو, ‏wafaa hk, ‏هيوفة عمر


Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.