آخر 10 مشاركات
554 - حب بلا أمل - catheen west - د.م (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          الصقر (50) The Falcon للكاتب اسمر كحيل *كاملة* (الكاتـب : اسمر كحيل - )           »          [تحميل] انتقام أعمي ، للكاتبة/ عبير ضياء " مصريه " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          مصابيح في حنايا الروح (2) سلسلة طعم البيوت *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : rontii - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قلوب تحترق (15) للكاتبة الرائعة: واثقة الخطى *كاملة & مميزة* (الكاتـب : واثقة الخطى - )           »          الساعة الالماسية- قلوب قصيرة [حصريًّا] للكاتبة Hya SSin *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          لا مفر من القدر - سارة كريفن (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          شورت وفانلةولاب(80)-حصرية-ج5زهور الحب الزرقاء -للآخاذة: نرمين نحمدالله*كاملة& الروابط (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4154Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-06-21, 09:29 PM   #1131

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 6 والزوار 3)
‏Maryam Tamim, ‏sara osama, ‏Moon roro, ‏Abeerbalkher, ‏سما صافية, ‏Ombuti

سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 08-06-21, 09:33 PM   #1132

Rima08

? العضوٌ??? » 410063
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,391
?  نُقآطِيْ » Rima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond repute
افتراضي

في الانتضار متشوقة للفصل
سما صافية likes this.

Rima08 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-21, 09:40 PM   #1133

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 25 ( الأعضاء 11 والزوار 14)


‏موضى و راكان, ‏بلانش, ‏عاشقة الحرف, ‏fathimabrouk, ‏Maryam Tamim+, ‏Rima08, ‏sara osama, ‏Moon roro, ‏Abeerbalkher, ‏سما صافية, ‏Ombuti


أسعد الله مساكم يا حبايبنا

سما صافية likes this.

موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-21, 09:43 PM   #1134

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 25 ( الأعضاء 11 والزوار 14)


‏Maryam Tamim, ‏موضى و راكان+, ‏عاشقة الحرف, ‏Moon roro, ‏بلانش, ‏fathimabrouk, ‏Rima08, ‏sara osama, ‏Abeerbalkher, ‏سما صافية, ‏Ombuti


يسعد مساكم جميعا 💞💞💞💞


سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 08-06-21, 09:57 PM   #1135

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 27 ( الأعضاء 12 والزوار 15)

‏موضى و راكان, ‏sara osama, ‏سما صافية, ‏Maryam Tamim+, ‏gawaddark, ‏عاشقة الحرف, ‏Moon roro, ‏بلانش, ‏fathimabrouk, ‏Rima08, ‏Abeerbalkher, ‏Ombuti

سما صافية likes this.

موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-21, 09:57 PM   #1136

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

أســــعد الله مســـــائكم جميعاً
أرجو الدعاء بالشفــــاء العــأجل للغالية shezo حيث قامت بإجراء عملية فى عينيها
اللهم أشفها وعافها واحفظ عليها بصرها
مفتقدين تعليقاتك الجميلة المميزة وفى انتظار عودتك بأتم صحة
❤❤❤❤❤❤





سما صافية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-21, 09:59 PM   #1137

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثامن والعشرين
***********

حالة استنفار اكتنفت مستشفى القرية لاستقبال عدد المصابين فى هذه الحادثة ولسخرية القدر تم نقل عدلى السمرى وعسران أبو إسماعيل فى نفس سيارة الإسعاف ليجتمع المتخاصمان وتتساوى الرؤوس قبل أن يجتمعا أمام العزيز القهار
فى ممر المستشفى كان جاد يجلس مكبل اليدين بضمادة تحيط رأسه المصابة وبجواره جندى قائم على حراسته
عقله ومقلتيه شاردين فى الفراغ وكأن نافذة فُتحت أمام ناظريه يشاهد من خلالها ما حدث منذ ساعات قلائل
كان يعتلى التلة من جهة الغرب ووالده وعمه يقفون فى المنتصف يحيط بهما حامد وحمادة وجابر بأسلحتهم الألية
من موقعه استطاع أن يلمح أحمد السمرى يتسلل داخل المنزل المهجور الذى كان يخص جده جابر أبو إسماعيل فى يوم من الأيام
التزم الصمت، لم ينبث ببنت شفة خاصة أن والده مصر على الثأر بالدم وستفتح أبواب الجحيم خلال لحظات
انحنى على فارس الذى يقف أمامه بتململ، يتحرق للعودة إلى حضن والده وهمس فى أذنه ليستعد للعدو فى اتجاه والده بمجرد أن يعطيه جاد الأمر بذلك
وهذا ما حدث بالفعل، بمجرد أن شهرت الأسلحة حين دس عسران يده فى شق جلبابه ليخرج سلاحه الشخصى وكذلك فعل مجاهد وأستعد أبنائهم لإطلاق الرصاص
حينها أعطى جاد الإشارة لفارس الذى اندفع كالسهم من عقاله نحو والده وفى نفس اللحظة كان يوسف يعتلى التلة برشاقة يُحسد عليها فى اتجاه ابن شقيقته وبمجرد التقائهما حمله يوسف بين ذراعيه وابتعد به عن مرمى النيران
حاول جاد الابتعاد بدوره على قدر خطواته العرجاء لكن قدمه كانت تغوص داخل الرمال فسقط على وجهه وتدحرج لأسفل حتى ارتطم بصخرة كبيرة أوقفت سقوطه وقبل أن يفقد وعيه رأى والده يسقط أرضاً ويتبعه حمادة ثم أظلمت الدنيا أمام عينيه
حين استعاد وعيه على أيدى رجال الإسعاف كان المكان تحول لساحة سيرك، رجال شرطة وإسعاف والعديد من أهل البلدة الفضوليين اللذين قدموا على صوت تبادل إطلاق النيران
تلفت حوله باحثاً عن أسرته، كان جابر مكبل اليدين بين الجنود اللذين ساقوه إلى سيارة الشرطة، عمه بالجوار يضمد يده أحد رجال الإسعاف، حامد يصرخ من الألم وهو محمول فوق محفة نقل المرضى وساقه تنزف الدماء بغزارة، وهناك ... هناك جثة مغطاة موضوعة أرضاً تبين من حذاء الجثة إنه حمادة ابن عمه ... ولكن أين والده، لما لا يظهر فى المكان
دار ببصره كالمجنون بين الوجوه باحثاً عنه، لم يجده وإنما التقط نظره سيارة إسعاف مسرعة عن بعد وخلفها سيارات السمرى
حين وصل المستشفى علم أن الإسعاف حملت عسران والسمرى فى سيارة واحدة وأسرعت بهما لسوء حالتهما وها هو ينتظر بفارغ الصبر وبقلب محمل بالحزن أى خبر عن والده

******************

صخب قلبها يعلو مع دقات الساعة، كل دقيقة تمر تزيدها جنوناً وقلقاً، تترقب بلهفة وشوق عودة الغائب بل الغائبين
جالت بنظرها تطمئن على بكر أبنائها الذى أندمج فى الحديث واللعب مع ندى التى تخفف عنه قلقه ببراعة، عمة أصيلة تجلس فى خشوع ترتل أذكارها ودعائها الذى يشملهم طيلة الوقت
شمس وياسمين يقومان بأعمال المنزل وتعود أحدهما كل عدة دقائق تطمئن وتُطمئن أمل بعودة الجميع سالمين
صوت إطارات السيارة التى تقطع الحديقة ببطء بث الأمل فى القلوب فاجتمعوا بترقب خاشع لاستقبال القادم بينما تقدمت أمل بتوجس نحو باب المنزل، أنفاسها تتلاحق فى تزايد وقلبها يتوسل ويناجى الله
انفتحت أبواب السيارة وقفز من المقعد الخلفى جسد صغير صائحاً بفرحة عارمة تواكب ركضه فى اتجاه والدته
:- أماى .. أتوحشتك يا أماى
عجزت ساقيها عن حملها فركعت على ركبتيها مغمضة العينين وأنهمرت دموعها من مقلتيها شكراً لله تستقبل الروح التى رُدت إليها بعوده ولدها سالماً
فتحت ذراعيها التى ما لبثت أن أمتلئت بجسد صغيرها بلهفة وسعادة أكبر من أن توصف، تشبثت بجسد ابنها بقوة، تطمئن لوجوده بين ذراعيها سالماً وهو متعلق بعنقها بأصدق معنى للحب
حين طال احتضانهم لبعض أقترب ياسين الذى ينتظر بلهفة للقاء شقيقه الأصغر ورغم ذلك أنتظر بتعقل حتى تطمئن والدته ولكنه لم يستطع كبح نفسه أكثر من ذلك
فأقترب ليضمهم سوياً بتلقائية نقية فجذبته والدته إلى أحضانها تملأ فراغ قلبها بطفليها وتوزع قبلاتها على وجوههم بشوق وبعد دقائق تركت لهم الفرصة ليحتضنوا بعضهم البعض بفرحة عارمة
وبعد أن انتهوا وبدأت أمل تتفحص جسد فارس بيديها وعينيها ولسانها ينهال عليه بالأسئلة للاطمئنان عليه من أى إصابة أو أذى
صاح فارس بصوت طفولى و تفاخر ذكورى فطرى
:- ما تخافيش يا أمه .... أنا مكنتش خايف واصل ولا همنى ضرب الرصاص حتى ... أنا راچل
ابتسمت والدته باطمئنان وربتت على وجنته برفق ثم رفعت نظرها نحو شقيقها وزوجها الواقفين أمامها جنباً إلى جنب، رفعت كفيها تُخفى فمها ولمعة تتراقص فى عينيها وهى تتأمل أجمل مشهد تخيله عقلها لأيام طويلة
منذ علمت بوجود شقيقها وعادت إليه وهى تتمنى وتدعو أن يؤلف الله بين قلب شقيقها وزوجها ... أحب الرجال إلى قلبها
هذه المحنة قربت بينهما وتعاونا على استعادة طفلها سالماً، تنهدت بسعادة يتقافز لها قلبها طرباً رغم مظهرهم المزرى المغبر إلا إنهما أجمل الرجال فى نظرها
قطعت تأملها الصامت بشهقة فزعة حين وقع نظرها على بقع الدماء فوق ملابس فاروق وأدركت أخيراً كم قميصه الممزق الذى يظهر تحته ضمادة فى الكتف ملوثة بالدماء
حملها قلبها على ساقين مرتعشتين نحوه بلهفة هاتفه بلوعة
:- يا جلبى يا فاروج ... إيه اللى صابك يا نضرى
لم تنتظر إجابة منه ولكنها شرعت فى تفحص جسده كما فعلت مع صغيرها بالضبط مع فارق بسيط أنها هى من تدور حول جسده الضخم بدل أن تُقلب في جسده كما فعلت مع الصغير
حامت حوله كالقطة التى تتمسح بصاحبها التى اشتاقت إليه وكفيها يمسحان على صدره وظهره وكتفيه
أصاب فاروق الخجل والحرج من تفحصها لجسده بهذه الطريقة أمام جميع الحضور فقبض على كفيها التى تتلمس صدره بعناية بحثاً عن أى جرح وأبعدهم قليلاً عن جسده قائلاً بحرج
:- أنا زين والحمدلله ... مفيش شى
تشبثت بضمادة ذراعه وهتفت بجذع وعيون ملتاعة
:- كيف زين وأنت متصاب إكده
زم شفتيه بارتباك واضح على ملامحه نتيجه النظرات الموجة لهما وهمسات بنات عمومتها فى الخلفية فقال بخفوت كاذباً ليطمئنها
:- ده خدش بسيط من رايش الرصاص
لم يُفصح أنه تلقى رصاصة اخترقت كتفه حتى لا يزيد من حزنها وهى من قاست الكثير، تفحصت جسده بمقلتيها جيداً ولمحت ابتسامة ترتسم على استحياء فوق ثغر شقيقها الذى تراجع خطوات للخلف حين تقدمت هى نحو فاروق فأدركت مكانها والمحيطين بها
تراجعت حياء خطوة للخلف مبتعدة عن زوجها ومقلتيها متوقفة على قميصه الملطخ بدماء غزيرة بتشكك، رفعت مقلتيها نحو وجه فاروق بتخوف وتسائل
أرخى جفنيه لبرهة زافراً بخفوت وقال بحزن :- دم أبوى
خبطت على صدرها بعفوية هاتفه بجزع
:- خالى ... إيه اللى صابه طمنى يا فاروج
عادت للتشبث بساعدى فاروق وكأن جسدها يرفض الابتعاد عن وليفة، أراح كفه أعلى ذراعها بخفة وحدقتيه تتشبع من ملامحها الجميلة ثم قال مطمئناً
:- أصابه بسيطة وإن شاء الله خير
تنحنح بحرج وألقى نظره نحو يوسف ثم أردف :- أنا راچع على المستشفى لآچل ما أطمن عليه وأكون چاره
تشبثت بذراعه وهمت فى التحرك معه قائلة بحماس
:- أروح معاك أطمن على خالى
أستوقفها فاروق بنظره محذره ثم مد كفه العريض ووضعه على كتفها ضاغطاً عليه برفق :- تروحى فين يا أمل ... يوسف يبجى يطمنك عليه
أومأت بطاعة ومقلتيها المشتاقة لا تفارق وجهه الحبيب، التفت نحو يوسف قائلاً بتأدب حرج
:- هتجل عليك يا يوسف ... وأسيب الولاد عنديك لغاية ما أطمن على أبوى
ابتسمت أمل بخفة ففاروق يطبطب على قلبها بترك ولديها بجانبها، يدرك لوعتها عليهم واشتياقها لهم
تهللت ملامح يوسف رغم صعوبة الموقف ولكن هذا الطلب ربما بداية لانفراج الأزمة بين العائلتين فأسرع للإجابة بقبول
:- ده بيتهم وبيت والدتهم يا فاروق
أما أمل فكانت مرفوعة الرأس تطالع الوجه الذى طالما أحبته ذو العيون السوداء الكحيلة والبشرة السمراء الرائقة وعلى وجهها ابتسامة مشرقة، يستطيع أن يُبرر ويختلق الأعذار ولكنها تعلم السبب الحقيقى لتركه لأبنائه معها، يرغب أن يُريح قلبها بقربهم ويُشبع احتياجها لهم، يرغب فى إسعادها لكنها سعادة منقوصة لن تكتمل إلا بقربه ... قرب الحبيب
سحب كفه الدافئ من فوق كتفها ببطء والتقت المقل تتأجج بمشاعر اللهفة والاشتياق قبل أن يغادر بسيارته بعد أن ودع أبنائه وأوصاهم بحسن الخُلق والإنصات لأوامر والدتهم
أرخت أمل جفونها تودع زوجها بتنهيدة ملتاعة وفرحة بالقلب تعلن عودة فاروق الحبيب ..... طيب النظرات

***************
بينما أمل تقف تودع زوجها على باب المنزل أطلقت شمس لنفسها العنان بعد أن كبحت رغبتها كثيراً إحتراما لمشاعر أمل ووجود فاروق، وانطلقت تضم خصر يوسف بقوة وتضع رأسها على صدره ودمعه تتهدل على وجنتها
أخفت قلقها عليه ببراعة لمساندة أمل ولكن قلبها المحب كان يخشى على زوجها، ربت على ظهرها بحنو ورفع رأسها لتناظره هامساً أمام وجهها
:- أنا كويس ... اطمنى
همست له بتأثر وعينيها تتجول بين عينيه :- كنت خايفة عليك أوى ... الحمدلله ربنا حفظك ليا
ضم كتفيها إليه بقوة وقبل رأسها بدفء، حين استدارت شقيقته للداخل بعد أن انصرف فاروق، حرك يوسف رأسه نحوها وابتسم فى وجهها فاتحاً ذراعه الأخر لها وضمها لصدره وقبل رأسها التى استقرت على كتفه وهى تشكره بامتنان
أما طفليها فوقفا يتأملان ما يحدث، خاصة فارس الذى أصابه الذهول وهو يرى والدته فى أحضان رجل حتى لو كان شقيقها

***************

فى خلال وقت القصير كانت القرية تتداول أخبار الحادث كلاً من وجهة نظره، فهنا تزيد كلمة وهنا تنقص كلمات حتى وصل إلى مسامع وردة التى غادرت مدرستها منذ قليل فهرعت إلى منزل البدرى ووقفت أمام باب المنزل المشرع تنادى بصوت متهدج من نحيبها طول الطريق من المدرسة حتى منزل البدرى
:- يا باشمهندز … يا داكتورة
هرعت ندى بوجل من داخل المنزل وضمت وردة بتخوف إلى صدرها تتساءل بقلق
:- مالك يا حبيبتى … بتبكى ليه؟
اندست وردة فى حضنها تنتحب فسحبتها ندى للداخل وأجلستها ثم أسرعت تحضر لها بعض الماء لتهدأ من روعها
في هذه الأثناء هبطت أمل من جناحها وبصحبتها أبنائها بعد أن تحمم فارس وبدل ملابسه بأخرى نظيفة تخص شقيقه الأكبر
لمح الطفلان هذه الفتاة الجميلة بزى مدرستها الحكومية تجلس جانباً وتبكى بشدة وندى تسرع نحوها وبيدها كوب من الماء
تحرك خلفها ياسين وفارس يتابعان بفضول ما يحدث بعد أن تركتهما والدتهما لتصنع لهما بعض الطعام
تجرعت وردة بعض رشفات من الماء واستنشقت الهواء بقوة لتبدأ فى الحديث بحزن واضح
:- الخلج فى البلد بتجول چاد اتجتل ... چاد طيب حرام يجتلوه
مسحت ندى على وجهها الذى توهج من البكاء باللون الوردى وقالت تطمئنها بنبرة حنون
:- لا يا حبيبتى ... جاد كويس وسليم محصلوش حاجة
تقدم ياسين خطوة للأمام منهما وسأل بفضول وهو ينادى على ندى بلقب التدلل كما طلبت منه
:- مين ديه يا ندوش؟
:- ديه وردة يا ياسين صحبتى
تحرك فارس بخيلاء وجلس على المقعد القريب منهما وقال بثقة
:- اطمنى يا وردة عم چاد بخير … أنا اطمنت عليه بعد ضرب النار ما وجف والنجيب مدحت قبض على الأشرار كلاتهم ... هو أتعور فى راسه بس
تابعت وردة حديثه باهتمام ثم بدلت نظرها نحو ندى وتساءلت بتخوف :- يعنى هيحبسوا چاد؟
أجابها فارس الذى كان فى موقع الحادث وبنفس نبرته الواثقة
:- لاه ... أنا جولت لأبوى وخالى وأحنا معاودين على إهنا إن عم چاد كان رافض اللى بيحُصل وأتعارك مع حامد لاچل ما يسبنى … وكمان كان طيب معايا جوى وچابلى واكل وجعد يحكيلى حكاوى كتير
سألته ندى بدهشة عن مدى صحة حديثه :- بجد يا فارس الكلام ده
قطب فارس حاجبيه بجدية وأكد بإصرار
:- طبعاً چد الچد كمان … وأبوى هيبلغ الظابط بأجوالى وعم چاد يطلع براءة
ابتسمت ندى في وجهه على طلاقه لسانه وخفة دمه بينما كان ياسين يقف جانباً يتأمل وجه وردة الجميل وزيها المدرسى فسألها بفضول :- أنتِ فى سنة كام؟
ناظرته وردة بتعجب ومسحت عينيها بخفة تزيل دموعها بعد أن اطمأنت على جاد وأجابته بخجل :- تانية ابتدائى
صدح صوت فارس الذى يجلس على المقعد باسترخاء وذراعييه تمتد فوق مساند المقعد بعظمة :- وأنا كمان فى سنة تانية
دس ياسين كفيه فى جيبى بنطاله قائلاً بتفاخر :- أنا فى سنة رابعة
بدلت ندى نظرها بينهم ذاهلة وأخفت ابتسامة مستمتعة بالحوار الذى تغير اتجاهه لوجهة أخرى تماماً

******************

يتبـــــــــــــــع



سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-06-21, 10:00 PM   #1138

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


في المستشفى وقف أحمد وفاروق فى الممر المؤدى لغرفة العمليات بترقب فى انتظار انتهاء العملية الجراحية لوالدهم التى امتدت لساعات طويلة زادت من قلقهم وتخوفهم
وعلى مقاعد معدنية قريبة جلس جلال ويوسف بعد أن بدل ثيابه وطمئن أهله ثم حضر لمشاركتهم ومؤازراتهم إكراما لأمل البدرى وكإشارة للسلام بين العائلتين
في بداية الممر ظهر سعيد السمرى وحمدى يهرعان نحوهم حتى توقفا أمام أحمد وفاروق يستعلمون عن حالة عدلى الصحية
وبينما يوضح أحمد الوضع لعمه التفت حمدى نحو يوسف وجلال المتابعين بصمت وتقدم نحوهم بهياج صارخاً فى وجوههم
:- جاعدين تعملوا إيه إهنا يا ولاد البدرى … عمى هيعيش أما أنتوا بجى فحسابكم آآآآ
(حمدى) صرخ فاروق بصوت جهورى ليوقف هجوم حمدى وأسرع ليقف بينه وبين أبناء البدرى ثم قال بحزم
:- إحنا فى المستشفى وأبويا بين أيدين الرحمن … مش وجت مشاكل وعرك يا حمدى
أشار حمدى بغضب نحوهم وقال بغل
:- يبجي يغوروا من إهنا دلوك
أرخي فاروق جفنيه بنفاد صبر وقال بنبرة أهدأ
:- يوسف وچلال ساعدونا نرچع فارس … وموچودين إهنا لاچل ما يطمنوا على أبوى ... كنت فين أنت وأنا داير بدور على ولدى فى كل چيهة
اتسعت مقلتى حمدى وكاد يواصل هجومه لولا صوت سعيد الذى رفع صوته يهدد بغضب
:- بكفاية يا فاروج ... أنت اللى أخترت تحط يدك فى يدهم ... أما أنا وولادى فمش هننسى دم خالد أخوى ولا يمكن نعمل صُلح وياهم
نهض يوسف من مكانه بحمائية وأقترب منهم قائلاً بهدوء حازم وجلال يتابعه بنظره
:- والدى الله يرحمه برئ من دم المرحوم خالد وده مثبت فى التحقيقات من وقت الحادثة
قلب سعيد شفته بامتعاض لحديث يوسف، فحضوره اليوم ليطمئن على زعامة عائلة السمرى التى أصبحت قريبة منه ولن يسمح بأى صلح يحدث بين العائلتين
أما أحمد فأبعد شقيقه قليلاً عن مواجهة عمه ووقف يجادلة برصانة
:- دم عمى خالد أحنا اللى شلناه على رووسنا ... وكل اللى حُصل لفارس وأبوى بسبب حادثة عمى خالد الله يرحمه ... ولاد الجاتل عاودوا ياخدوا بتارهم منينا ... ولو حضرتك مش ناسى دم خوك وتحب تاخد بتاره صُح عندك ولاد الجاتل موچودين إهنا فى المستشفى إتفضل اتصرف معاهم
أجلى سعيد صوته بخفة حرجاً من محاصرة أولاد شقيقه له، عدل وضع عباءته فوق كتفيه صائحاً فى ولده ليهرب من المواجهة
:- يلا يا حمدى نغادر مالناش مكان وسط الخربطة ديه ... وألف سلامة على خوى
استدار مغادراً بغضب يتبعه حمدى ومن خلفهم صوت أحمد يشيعهم بمهادنة رغم ضيقه منهما
:- تسلم رچلك ياعمى ... هبلغ أبوى بزيارتك
أما يوسف فأقترب من فاروق الذى استندت إلى الحائط خلفه ورفع كفه يمسح على جبينه بقوة عله يزيل الصداع الذى يتلاعب بها ... قال يوسف معتذراً
:- أنا آسف على اللى حصل يا فاروق ... أحنا كل قصدنا أننا نطمن على عدلى بيه … لكن أعذرنا بم أن وجودنا غير مرغوب فيه هنضطر نمشى منعاً للمشاكل ونطمن عليه فى وقت تانى إن شاء الله
شكره فاروق بخفوت وودعه هو وجلال ثم جلس جانباً فى انتظار انتهاء عملية والده التى استغرقت ساعات طويلة
أرخى جفنيه تأثراً حين تجلى أمام ناظريه مشهد والده وهو يستدير ليضمه لأحضانه ليحميه بجسده من رصاصات الغدر التى انطلقت لصدره
وبسبب الدرع الذى وفره له والده لم يصيبه سوى طلقة بسيطة احتكت بكتفه بينما تلقى عدلى ثلاث طلقات فى ظهره قبل أن يسقطا أرضاً معاً مدرجين فى الدماء

*****************

توجه جلال للقاء جاد حيث يجلس فى ممر المستشفى شارداً، انتبه حين وجد جلال يقف أمامه فوقف من مكانه منكس الرأس بخزى وقال معتذراً
:- سامحنى يا باشمهندس ... ربنا يعلم أنا حاولت أجولك الحجيجة لكن مجدرتش ... بس أحلفلك إنى ما خنت الأمانة ولا نجلت أخبارك ولا حتى كنت راضى عن اللى بيحُصل أنا كنت مچبر ودول أهلى برضك مجدرش أهملهم
وضع جلال كفه فوق كتف جاد وضغط عليه بخفة قائلاً بهدوء
:- حمدلله على سلامتك يا جاد ... أقعد أرتاح
جلس جاد وجاوره جلال الذى أستطرد
:- الحقيقة أنا اتصدمت لما عرفت أنك مع الخاطفين ... مصدقتش أنك تعمل كده ... أزاى تشارك فى خطف طفل صغير
التفت جاد بجذعه موضحاً بتأثر
:- والله ما حُصل ... أنا مكنتش خابر أنهم ناويين على إكده وكنت فى الچنينة بشتغل لما چانى تليفون من چابر بيجولى أهمل البلد لأنهم هيخطفوا حفيد السمرى ... طلعت أچرى على المدرسة يمكن أجدر أمنعهم ... لكن مجدرتش فركبت معاهم وجولت أحمى الواد
زفر جلال بضيق وقال بانفعال
:- أنتوا لكم حق واتظلمتوا كتير لكن مش ديه الطريقة اللى تاخدوا بها حقكم ... ذنبه إيه الولد الصغير
هز جاد رأسه المنكس موافقاً وقال بقهر
:- عنديك حج يا باشمهندس ... أنا ياما جولت لأبوى إكده لكن حلف ياخد بالتار ويرچع حجه بيده ... وأنا ضعيف وسطهم ومحدش بيهتم برأى
تأمله جلال بتعاطف، فظنه فى جاد لم يخيب ... هو شخص طيب القلب، ضعيف الجناح ومنساق برباط الرحم والدم خلف عائلته
ربت جلال على كتفه بقوة وهز جسده قليلاً ليخفف عنه قائلاً
:- المهم إنك بخير ... وأنا معاك
رفع جاد رأسه نحوه كمن وجد الخلاص أخيراً
:- صُح يا باشمهندس ... يعنى هتسامحنى
ابتسم جلال فى وجهه بخفة وقال برضا
:- ربنا يسامحنا ويغفرلنا جميعاً يا جاد
تنهد جاد بقوة وكأنه أزال بعض أحمال من فوق قلبه المهموم وبعد لحظات تساءل بحزن
:- العسكرى جالى أن أبوى فى العملية .. طول جوى ... جلبى مش مطمن وحامد مخبرش راح فين هو التانى
خبط جلال على ساق جاد وقال يطمئنه
:- أنا هعرف الأخبار وأبلغك
ثم تركه وتحرك إلى أخر الممر يبحث عن طبيب يستعلم منه أو عن مدحت ليستفسر عن وضع جاد القانونى

*****************

أصبحت المستشفى تعج بالجميع ومنهم النقيب مدحت الذى خرج من أحد الغرف بعد أن حصل على أقوال حامد بعد أن تم علاج ساقه المتضررة ووضع عدة شرائح معدنية بها بعد أن اخترقت طلقتين عظام الساق فكسرته فى موضعين، وكأن السماء تقتص منه لاستهزائه الدائم بشقيقه فابتلاه الله بنفس الحالة ليعرج بساقه ما بقى من عمره
وقف مدحت أمام الغرفة يُلقى أوامره على أحد الجنود
:- أنت هتقف هنا تحرس الأوضة ممنوع دخول أى حد غير طاقم التمريض والدكتور بس
خطى خطوتين وبجواره نُصحى يحمل دفتر المحاضر الذى يقيد به الأقوال تحت إبطه، تعالى صوت من خلفهم
:- أخيراً لقيتك يا حضرة الظابط
التفت مدحت نحو يوسف الذى يتقدم نحوه بوجه مبتسم ثم مد يده يصافحه مردداً :- كنت عاوز أشكرك على موقفك النهارده ... وجودك وزن الأمور جداً ... عيلة أبو إسماعيل كان معاهم أسلحة كتير وبعد سقوط فاروق وعدلى بيه كان أحمد السمرى هو اللى بيدافع لوحده
تلقى مدحت المدح برضا وقال بامتنان
:- أنا عملت واجبى يا أستاذ يوسف ... وكان نفسى أنى أتدخل قبل كده لولا تفكير فاروق بيه اللى رفض يبلغ عن إختفاط ابنه فكتف أيدى عن مساعدته .... بصراحة أنا مصدقتش لما لقيت جلال جاى يبلغنى باللى بيحصل (أخفض صوته قليلاً مردفاً) وبصراحة منعاً لأى مشاكل طلعت دورية عادية وكأننا واجهنا الموقف ده بالصدفة ... محبتش أعمل محضر رسمى ببلاغ الباشمهندس جلال عشان المشاكل بين الأسرتين متكبرش
اومأ يوسف متفهماً وقال باستحسان
:- خير ما عملت يا سيادة النقيب
نفخ مدحت أوداجه بتفاخر ومع حركة رأسه انتبه لوجود نُصحى بالقرب منه فقال بهدوء
:- أتفضل أنت يا نُصحى استلم مجاهد وجاد وأنقلهم للقسم
أومأ نُصحى بطاعة وقبل أن يغادر قال مدحت يُكمل تعليماته
:- حطهم فى الحجز مع جابر وأبعد فوزى عنهم لغاية ما أواجه بأقوال حامد
أومأ نُصحى مرة أخرى وغادر بتمهل بينما انتبه مدحت إلى يوسف وعدل من وضع ياقة قميصه بأناقة وقال بألفة
:- كده قضيتك أتحلت وعرفنا الجانى والهدوء هيسود البلد إن شاء الله ... الواحد يشوف حاله بقى
حدجه يوسف بمكر وقال متجاهلاً تلميحه
:- الحمد لله ... عندك حق أنا محتاج أرجع القاهرة كام يوم أشوف شغلى هناك
:- لا لا ... سفر إيه ده ... أنا كنت محتاجك معايا هنا
رفع يوسف حاجبيه بدهشة وقال ببساطة بغير فهم مصطنع
:- محتاج إيه تانى ... أنا قلت كل أقوالى فى القضية
حمحم مدحت عدة مرات ثم قال بارتباك
:- يعنى ... أنت عيشت هنا ومتجوز منهم وتعرف الأصول والعادات فكنت محتاجك معايا يعنى ... عشان نطلب ... أقصد أطلب أيد الأنسة فرح
غمز يوسف بشقاوة قائلاً
:- عاوز تناسبنا يعنى
أومأ مدحت بلهفة وابتسامة عريضة ويوسف يستطرد
:- النسب مش محتاج واسطة يا حضرة الظابط ... وأنت أخدت أول خطوة وأتعرفت على والد العروسة وأخوها يبقى تتشجع كده وتتكلم معاهم
قطب مدحت حاجبيه حانقاً وقال بلوم
:- يعنى مش هتيجى معايا!!
قهقه يوسف ضاحكاً وقال بمشاكسة
:- أجى بصفتى إيه ... أبو العريس مثلاً ... يا بنى أنا مع الجهة التانية يعنى نسأل عليك وعلى أخلاقك ونعصرك فى الطلبات وكده يعنى
ازدرت مدحت لعابه بصعوبه فتحركت تفاحه أدم فى عنقه صعوداً وهبوطاً، واصل يوسف ضحكاته المشاكسة ثم قال بهدوء
:- يا مدحت الحاج سليم من أحسن الناس اللى عرفتهم فى حياتى راجل حكيم وعاقل وبيقدر الرجال كويس ... وأنا شايف أنه أعجب بك يوم العزومة ... كمان حسام رغم عصبيته وخوفه الشديد على أخواته البنات إلا أنه بيفهم كويس فى معادن الناس ولو مكنش مطمن من أخلاقك مكنتش رجلك خطت بيتهم من أصله
مد كفه يضعها أعلى ذراعه مردفاً بأخوة
:- أتكل على الله وأنا معاك برضو يا سلفى العزيز
انشرح صدر مدحت واتسعت ابتسامته بسعادة ومد كفه يصافح يوسف شاكراً
تقدم طبيب منهما بيده عدد من الأوراق ووقف أمام مدحت يقول بعملية
:- اتفضل حضرتك ده تقرير بحالة حامد وهيستنى معانا هنا كام يوم بعدها تقتدر تستلمه ... وكمان بيان بإصابات مجاهد وجاد
تبدلت ملامح مدحت للجدية وتناول الأوراق يطالعها باهتمام ثم قال بعملية
:- وبالنسبة لتقرير وفاة عسران ... أنا محتاج تقرير مفصل عن سبب الوفاة ... وهبلغ الطب الشرعى يبعت طبيب من عنده لفحص الرصاص المستخرج من جثته ونحدد نوع السلاح
حرك الطبيب رأساً متفهماً وقال بروتينية
:- تقرير وفاة عسران أنا شغال فيه بصفتى الطبيب اللى أشرف على الحالة لكن لازم أحصل على إمضاء دكتور شوقى كمان وهو حالياً مشغول فى متابعة حالة عدلى بيه
قاطع يوسف الحديث مستفسراً عن حالة عدلى السمرى فأجابة الطبيب
:- خرج من العمليات من شوية واتنقل لغرفة الأفاقة ... حالته مستقرة حتى الآن
حرك يوسف رأسه شاكراً بينما طلب مدحت
:- وطبعاً هحتاج تقرير بحالة عدلى بيه كمان
:- أكيد طبعاً .. بمجرد التقارير ما تجهز هنبعتهم لسيادتك مباشرة عن إذنكم
أنصرف الطبيب لعمله حين انضم لهم جلال الذى التقطت أذنه بعض الكلمات عن وفاة عسران والد جاد فشعر بالشفقة على جاد ثم وقف أمامهما يدافع بثقة
:- يا سيادة النقيب جاد كان مجبر أنه يكون معاهم ... ومشتركش بشكل مؤذى فى أى عمل قاموا بيه بالعكس حسب كلام فارس أن جاد كان بيهون عليه وبيحميه
أصغى مدحت لحديث جلال بجدية ثم أكد قائلاً
:- أنا بقوم بالتحقيق فى كل شئ ... لكن مش هقدر أطلق سراح جاد ... هو متهم معاهم لأنه شريك حتى لو بالعلم عن الجريمة والتستر عليهم ديه فى حد ذاتها تهمة
زفر جلال بضيق وقال بتذمر
:- الأجراء اللى هيتم معاه إيه دلوقتِ؟
:- هنتحفظ عليه لغاية ما أستكمل المحضر تماماً بعدها هننقلهم للنيابة
تأمل يوسف ابن عمه الذى واضح عليه التأثر والتعاطف مع جاد ولكن ليس بيدهم المساعدة الأن

*****************

مرت عدة ساعات طويلة، بطيئة فى انتظار انتهاء العملية ثم فى إفاقة عدلى الذى تم نقله إلى غرفة العناية الفائقة بسبب ضعفه الشديد وخطورة حالته لكبر سنة
تجمع أبناءه حول الدكتور شوقى للاطمئنان على حالته الصحية بمجرد أن خرج من الغرفة فقال شوقى بعملية
:- إحنا استخرجنا ٣ رصاصات من جسمه ... واحدة اخترقت الرئة واتنين أصابوا الكلية الشمال ... واضطرينا أننا نستأصلها
جزعت الملامح وظهر الخوف عليها لكن شوقى استطرد موضحاً
:- ماتقلقوش ... الكلية اليمين سليمة وبتعمل بشكل جيد وفى ناس كتير عايشة بكلية واحدة
مسح فاروق على وجهه بقلق بينما سأل أحمد باهتمام
:- يعنى مفيش خوف عليه دلوك يا دكتور
شبك شوقى أصابعه أمامه وتحدث بنفس لهجته العملية
:- الحقيقة عدلى بيه نزف كتير ونظراً للسن فلازم نحطه تحت الملاحظة لعده أيام لغاية ما نطمئن عليه
استمع ابناءه بتركيز شديد لكلام الطبيب قبل أن يندفع فاروق يطالب بقوة
:- ممكن ندخل نطمن عليه دلوك
بدل شوقى نظراته بينهما، وملامح القلق والتوجس ظاهرة على ملامحهما خاصة بعد انتظارهم لساعات كى تطمئن قلوبهم فوافق على مضض
:- خمس دقايق بس ... وياريت مايتكلمش كتير مش هفكركم تانى أن فى إصابة فى الرئة وهو على جهاز التنفس دلوقتِ
شكره أحمد وتحركا نحو الغرفة، يخطون للداخل بتوجس وهدوء، انتبهت الممرضة بالداخل لدلوفهم ومن خلال زجاج الغرفة استجابت لإشارة شوقى فابتعدت لركن الغرفة تفسح لهم الطريق
تحركا حول الفراش ليقف كلا منهما على جهة من الفراش يتأملون جسد والدهم الشاحب بخشوع
تحركت عيونهم المتفحصة الأسلاك الموصلة لذراعه وصدره ثم انتقلت إلى أماكن الضمادات التى أخفت جذعه بالكامل تقريباً ثم استقرت النظرات على ملامحه المتعبة الشاحبة
تبادلوا النظرات بحزن فيما بينهما وكادوا يهموا بالخروج حين وجدوه مغمض العينين والألم والتعب يبدو جلياً على وجهه
أحنى فاروق رأسه ليقبل كتف والده العارى ودموع الامتنان تلهب مقلتيه فوالده وهبه الحياة مرتين، مرة حين أنجبه والأن حين افتداه بنفسه
فاجأهم عدلى بفتح جفنيه ببطء وهمس باسم ابنه الصغير بضعف ... هب فاروق للنداء بلهفة
:- أنا چارك يا أبوى ... أنا أهوه
نزل بأنامله ليقبض على كف والده مطمئناً، تفحصه عدلى بتمعن ليطمأن على سلامته ولحسن الحظ أن فاروق بدل ثيابه الملطخة بالدماء بعد أن ترك فارس فى بيت البدرى فلم تظهر ضمادة كتفه أمام مقلتى والده
خرج صوته ضعيف مرة أخرى يتساءل بقلق ونظراته مسلطة على وجه فاروق :- ولدك … فارس (بدأ يشهق أنفاسه ويعانى ليكمل سؤاله) فتطوع فاروق بالإجابة من فوره وهو يمسح على كتف والده العارى
:- أرتاح يا أبوى وطمن بالك … فارس بخير والحمد لله
أسبل أهدابه يتمتم بشفتيه الحمد والشكر وصدره يرتج بقوة، حرك رأسه إلى الجهة الأخرى نحو أبنه الأكبر يناظره بعينيه الذابلة وكأنه يوصيه فانحنى أحمد عليه رأفة بحال والده
:- أرتاح يا بوى … وماتجلجش على حاچة ولادك فى ضهرك
ارتاحت ملامحه برضا، يثق فى تعقل أولاده وحكمتهم فهما سبب تبدل حالة للأفضل بمجرد أن شبا عن الطوق وبدءوا فى مساعدته فاكتسبوا حب الناس وحملوا عنه مسئولية الأعمال
أرخى جفنيه يلتقط أنفاسة بصعوبة بصوت مسموع ثم قال بضعف ورفع كفه ليلتقطها أحمد ويتشبث بها
:- عسران ... ومچاهد
أجابة أحمد بتأثر :- عسران الله يرحمه ... ومچاهد بخير
استمعا لصوت والدهم المتهدج مستغفراً بحزن ثم ضغط بكل قوته على كف أحمد قائلاً من بين أنفاسة الهاربة
:- كلم المأمور ... وجف التحجيج ... الحج لازمن يرچع لاصحابه
ناظر فاروق شقيقه الذى فهم غرض والده وقال يطمأنه
:- حاضر يا أبوى ... كل اللى رايدة هيتم بس أنت ريح حالك
أقتربت الممرضة تطلب منهم المغادرة بتأدب، فوافقا سريعاً بينما عدلى يسلط مقلتيه على عينى أحمد الذى أومأ مؤكداً بتنفيذ رغبة والده ثم ربتت على كف والده عدة مرات برفق
أما فاروق فانحنى وقبل كتف والده عدة مرات ثم قال يشاكس والده
:- الحاچة فهيمة جلبها مخلوع عليك يا حاچ .... كان بدها تاچى بنفسها مش جادره على فراجك بس إحنا منعناها
ابتسم عدلى نصف ابتسامة ضعيفة على مشاكسة ولده له وأرخى جفنيه مستسلماً لألامه فغادر الشقيقان بعد أن أطمأنوا على والدهم لتنفيذ رغبته

***************

يتبــــــــــع



سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-06-21, 10:01 PM   #1139

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


عاد أحمد وفاروق إلى منزلهم وجدوا والدتهم تجلس فى صدر المنزل متربعة على الأريكة تنوح بصوتها وتهز جسدها برتم رتيب
تبادلا نظرات مستهجنة على نواح والدتهما ولكنهما التزما الصمت وهما يتقدمان نحوها
رفعت نظراتها إليهم تسألهم بلهفة عن حالة والدهم، بادرها أحمد وهو يجلس بجوارها ويضمها تحت ذراعه
:- اطمنى يا أمه ... الحمد لله أبويا زين وحالته مستجرة يوم والتانى ويرچع بالسلامة لداره
:- صُح يا أحمد ... طب أروح أشوفه واطمن بنفسى
قبضت على كفه بقوة تتوسل إليه ولكنه أجابها بتعقل
:- هو تعبان دلوك والأحسن نهمله يرتاح لاچل ما يشفى بسرعة ... وأوعدك أول ما يتنجل غرفة عادية هاخدك تزوريه
جففت دموعها بطرف وشاحها الأسود ثم رفعت رأسها نحو فاروق تسائله بعتاب
:- وولدك فين يا فاروج ... أخدته وچريت به على أمه ... كنت مشتاج لها بعد ماهچرتك وحطت راسك فى الوحل
جز فاروق على أسنانه يكتم غضبه فقد سارع لطمأنتها بعد أن استعاد ولده وأخبرها بإصابة والده فبدأت فى الولولة والنواح فتركها ليبدل ملابسه ويعود إلى المستشفى حتى يطمئن على والده خاصة وأن زوجة أحمد كانت معها تشد من آزرها
زمجر بصوت مسموع وقال بتأفف
:- بلاش الحديت ديه يا أمه … الواد كان مخلوع (خايف) ومحتاچ أمه تهديه وتطمنه
مصمصت شفتيها مستهجنة وهتفت بلوم
:- وأنا روحت فين!!... چدته اللي جلبها واكلها عليه … أنا عندى غير ولادك سند ... رچاله يسندوا ضهرى
طأطأ أحمد رأسه بضيق واضح وقد أدرك مجرى الحديث ورغم ذلك استطردت فى جلدها لولديها بكلامها
:- أخوك خلفته كلها بنات .... وكمان مش رايد يخلف تانى وكأن يعنى مش هنلاجى نوكل عياله لو خلف تانى
نفض أحمد جلبابه بنزق وهتف بحدة غير مقصودة من أثر ضغطها عليه
:- اخلف تانى يا أماه … ما كفاية ٤ بنات وكمان أنتِ خابرة الداكتورة منعت نچوى من الحمل تانى ... خطر على صحتها
أشاحت بيدها فى الهواء تسفه من الكلام وتدافع عن تفكيرها القديم
:- ولا خطر ولا حاچة ... ده كلام دكاترة وبتحلل الجرشين ... الخلفة مابتموتش
تأفف أحمد وأشاح بنظره بعيد فيبدو أن التقاء زوجته ووالدته قد فتح الحديث عن الإنجاب مرة أخرى بينما قال فاروق بغضب مكتوم
:- يا أمه ... يا أمه إحنا فى إيه ولا فى إيه دلوك ... كل غرضنا نطمن على أبوى
حركت رأسها بينهما تتأملهم بعتب لتنغلق ملامحها وتبدأ فى النحيب وهى تتمتم بخفوت مسموع
:- ياخيبتى في ولادى ... ياحسرة جلبى عليهم … واحدة مرته ساحره له وهربت منيه وحطت راسه فى الطين وهو ساكت وراضى .... والتانى جابل ذكره ينجطع فى الدنيا من بعده وراضى بخلفه البنته
ضغط أحمد أعلى مقلتيه بتعب مردداً :- لاحول ولا قوة الا بالله
أما فاروق فرفع مقلتيه للسماء مستغيثاً بالله واستغفر بسره ثم تنهد ونظر نحوها قائلاً بهدوء ظاهرى
:- إيه يرضيكِ يا أمه وأنا هعمله
رمقته بنظره جانبية لائمة وقالت بمقت
:- تطلج بنت البدرى اللي چابت لينا العار
:- لاه ... طلاج لاه يا أمه
هتف بها فاروق بإصرار بأعلى صوته
رددت فهيمة سريعاً :- سحرالك ... والله سحرالك
تنهد بقوة وهتف بنفاد صبر :- لاحول ولا قوة الا بالله
خبطت على صدرها بكفيها تولول بنغمة نواح
:- يا ويلك من ولادك يا فهيمة ... الدار خلى عليكِ وجلوبهم حچر ولا حنت عليكِ يا فهيمة ... جلبى على ولدى انفطر وجلب ولدى عليا حچر
تأفف أحمد ثم قال بحسم
:- بكفياكِ يا أمه ... ميصحش إكده جولى رايدة إيه وأحنا نعمله
جففت دموعها من جديد وقالت بضعف ومسكنة
:- فارس وياسين يعاودوا يباتوا فى حضنى واطمن جلبى عليهم ... هو أنا مش چدته ومن حجى اطمن عليه ولا خلاص ما ليش حج فيهم
وضع فاروق كفه الأيمن فوق الأيسر أمامه ونظر نحوها مستسلماً وقال مهادناً :- حاضر يا أمه ... العيال هيباتوا الليلة فى أوضتهم ... عاوزه حاچة تانى
نفخت صدرها تتباهى بسطوتها على ولديها وواصلت طلباتها
:- وأخر مرة يخطو دار البدرى ... لا لينا صالح بهم ولا ليهم صالح بينا
أومأ بصمت مهادناً حتى يمرر الأمور، غافلاً عما يعتمل فى صدر فهيمة التى رددت فى نفسها "فضنا من البدرى وحريمه سبب المصايب"
نهض أحمد من مكانه هارباً من تكملة حديث والدته فأعصابه لم تعد تحتمل أكثر وقال وهو يتحرك للخارج
:- أنا هرچع الدار أرتاح ساعة وأروح لأبوى
تابعه فاروق بنظرات مشفقة عليه فوالدته لا ترحمه من اللوم على إنجاب البنات وتضغط عليه لإنجاب المزيد كما ترغب زوجته
هتف فاروق فى أعقابة :- وأنا هحصلك على المستشفى

***************

في منزل البدرى جلست ندى تشاكس الصغيرين بعد انصراف وردة بمرح أطلق ضحكات الجميع ليعم جو من البهجة والسعادة فى جنبات المنزل الذي ساده الحزن لسنوات طويلة، خاصة وأن الصغيرين اندمجا سريعاً وسط العائلة التى أحاطتهم بالعناية والحب
وقف فارس فى منتصف البهو وقد استعاد نشاطه وشقاوته، يروى بطولته أثناء اختطافه بصوت طفولى متفاخر
:- ما كنتش خايف واصل وجعدت أضرب في الحرامية وأجولهم رچعونى لأبوى أحسن لكم .... ولما انضرب النار چريت بسرعة أسرع من الريح ... لجيت راچل بيچرى عليا جولت أكيد ده خالى روحت چريت عليه واستخبينا ورا صخرة كبيرة
عمت الابتسامات على تعبيراته الطفولية وحركات ذراعيه فى الهواء ولكن ياسين كان له بالمرصاد، فسبق أن رأوا خالهم مرة واحدة ولكن من بعيد فلم يتبينوا ملامحه جيداً فسأل بمشاكسة
:- وعرفت منين أن الراچل ده خالك يا بطل
دارت حدقتى فارس مفكراً فى إجابة ثم قال بتأكيد
:- كان واجف چنب أبوى يعنى أمان … مش إكده يا خال جولهم إنى مكونتش خايف واصل
اتسعت ابتسامة يوسف بسعادة فقد أصبح خال فى يوم وليلة وقال بتأكيد :- طبعاً يا فارس ... أنت شاطر وبطل ومكنتش خايف خالص
التفت فارس لشقيقه الأكبر مغيظاً وقال بخيلاء
:- شفت ... شفت خالى جال إيه ... أنا بطل ( رفع كم قميصه يظهر خدش صغير فى ساعده مردفاً) أنا قاومتهم حتى شوف أتعورت كيف
شهقت أمل تتفحص الجرح البسيط الذى لم تنتبه له فى السابق لصغر حجمه قائلة بحنان
:- ياجلبى ... بعد الشر عليك
تأفف ياسين من دلال والدته لشقيقه وهتف بتذمر
:- يابوووى ... أنتِ بتدچلعيه يا أمه وبتصدجى الحكايات اللى بيألفها
ضحك الجميع على مشاكسة الشقيقان اللذان بدأ فى تراشق الاتهامات بصخب ومرح
قطع الجلسة الحميمية حارس البوابة بعد أن تنحنح ووقف على باب المنزل يرفع صوته قائلاً ليوسف
:- سواج فاروج بيه بره ورايد يتحدد معاك يا أستاذ يوسف
جعد يوسف جبينه بتعجب ونهض ليقابل سائق فاروق ومقلتى أمل تتابعه بقلق
لمح السائق يوسف يقترب منه فسارع بطلب فاروق على الهاتف المحمول حسب التعليمات وحين اقترب منه يوسف مد السائق يده بالهاتف المحمول ليوسف الذى التقطه باستغراب ورحب بفاروق على الطرف الأخر بتوجس وصدق حدسه بالارتياب حين قال فاروق
:- يوسف ابعت الولاد مع السواج دلوك
زاد عبوس يوسف وتسائل بحيرة :- خير يا فاروق ... إحنا اتفقنا تسيب الولاد مع أمهم شوية ... بقالها مدة ماشفتهمش ... أنت ماشفتش وشها وضحكتها دلوقتِ وهما جنبها
أغمض فاروق مقلتيه بآلم، يتألم على حالة الفراق التى فرضتها عليهم زوجته بهروبها الأرعن من المنزل، يتألم لافتقاده جمعتهم سوياً مع أبنائهم ... سحب نفس طويل ثم قال بنبرة خافتة
:- معلش يا يوسف ... چدتهم رايدة تطمن على فارس ومحتاچاهم چارها فى الظروف ده
لوى يوسف شفته بإمتعاض، لا يدرى كيف ينقل الخبر لشقيقته بينما واصل فاروق الحديث بهدوء ليعلن موافقته على طلب يوسف السابق بنبرة شجن
:- أم ياسين تجدر تشوف الولاد وجت ما تريد أبعتهملها
خضع يوسف للكلام شاكراً لبادرة فاروق، فمازالت المفاوضات مستمرة حتى تعود شقيقته إلى منزلها معززة مكرمة

******************

وصل أحمد إلى منزله فى حالة من الإرهاق والتعب بعد كل ما مروا به خلال الساعات السابقة من اختطاف ابن شقيقه وإصابة والده حتى اطمئنوا عليه
دلف للدار بهدوء ملقياً التحية على زوجته التى تهدهد طفلتهم الصغرى فجر، ما أن شعرت بوجوده حتى رفعت رأسها متسائلة
:- كيفك يا أحمد وكيف چوز خالتى؟
جلس على مقعد قريب وألقى برأسه للخلف مغمضاً العينين بإرهاق وجاوبها بتلقائية :- بخير الحمدلله .... ربنا يتم شفاه على خير
آمنت على كلامه بخفوت والبنات تتسارع حول والدهم للاطمئنان عليه وعلى جدهم
انتبه لوجودهم فأعتدل فى جلسته واستقبل نواره التى قفزت فوق ساقه وسندس جلست بجواره بينما وقفت سلمى الكبرى أمامه بخجل يتساءلون فى نفس واحد عن حال جدهم
أجابهم بصوت مرهق فهو لم يرى النوم منذ أيام، منذ اختطاف فارس
:- چدكم زين والحمدلله ... أدعوا أنتوا بس ربنا يتم شفاه ويعاود على خير
تداخلت أصواتهن بالدعاء ثم سألت نواره عن رفيق طفولتها وابن عمها
:- وكيف فارس يا أبوى؟
مسح أحمد على رأسها بحنان مطمئناً
:- فارس بخير ... وياسين بخير لاتخافى
ابتسمت بسعادة وشبكت أصابعها أمامها، قبل أحمد رأسها بحنان ثم مال على الجهة الأخرى يقبل رأس سندس وقال بارهاق
:- هملونى بجى أتسبح وأرتاح شوى
تطوعت سندس بحنان مشفقة على والدها
:- أنا هجول لأم الخير تحضرلك الوكل يا بوى
ربت على ظهرها بامتنان فوالدتها لم تنتبه حتى لسؤاله عن ذلك، نهضت سندس وانطلقت ونواره خلفها نحو المطبخ
رفع أحمد نظره نحو ابنته الكبرى التى تأخذ موقف ضده لرفضه ارتباطه المبدئ بابن خالتها حتى تحصل على الثانوية العامة
أشار نحوها لتقترب منه والتقط كفه ليجبرها على الجلوس بجواره حين أقتربت منه، ضم كتفيها بحنان وقبل رأسها كما فعل مع شقيقاتها ثم قال مهادناً
:- يومين وهتعاودوا للمدرسة تانى رايد أسمع عنك خير ... كلها سنتين وتاخدى الثانوية العامة ... على الأجل يبجى فى يدك شهادة
زمت شفتيها وحركت رأسها بضعف فالتعليم ليس من اهتمامها خاصة مع حديث والدتها وجدتها الدائم أن الفتاة مصيرها للزواج، قبل رأسها من جديد مردداً بهدوء :- ربنا يصلح حالك يا بنتى ... يلا شوفى أخواتك بيعملوا إيه فى المطبخ زمانهم چننوا أم الخير
ابتسمت بخفة ونهضت تنضم لشقيقاتها بينما نجوى تتابع ما يحدث بصمت وما أن انصرفت الفتيات حتى قالت بلوم
:- أنا كنت حدا (عند) خالتى من الصبح لاچل ما اطمن على چوز خالتى ... لكن اتعصبت عليا وجالت حديت واعر فمشيت طوالى
تنهد بتعب فحديث الشكوى لاينتهى وهى ووالدته يضعوه بين شقى الرحى، رفع يديه يحل وشاح عمامته فهذا ليس وقت لوم أو عتاب فلقد تمكن التعب منه فقال بمهادنة
:- معلش يا نچوى ... أعصابها تعبانه من خوفها على أبوى
وضعت الصغيرة على الأريكة بجوارها بعد أن غفت ثم التفتت نحوه تعاتب بحمائية
:- أنا مليش صالح يا أحمد ... تصرخ فى وشى ليه ... كنت من عيلة البدرى سبب البلاوى كلاتها إياك (ناظرها بصمت فأردفت بمسكنة) وفوج كل ده تعايرنى بخلفة البنته وأنا ذنبى إيه!!
نهض من أمامها متجاهلاً الحديث فيما لاطائل منه فقد تعب من هذا الحديث المتكرر وهى على تفكيرها الجامد
وقف أمام ابنته الصغرى النائمة بوداعه و مرر أنامله بحنو فوق رأسها ثم تحرك ليصعد إلى غرفته عله يحظى ببعض الراحة، راقبته بغيظ وعضت شفتها السفلى على تجاهله لها ثم هرعت خلفه فالتفت بتعجب يسألها باستغراب
:- هتسيبى البت إكده ... تجع من على الكنباية حطيها فى سريرها تنام براحتها
لوت رأسها تنظر للطفلة النائمة ثم نادت على إحدى الخادمات وأمرتها بنقل الطفلة لغرفتها ثم واصلت صعودها خلفه
وصل إلى غرفته وألقى بجسده على أقرب مقعد ووضع وشاح عمامته بجانبه بتكاسل، يرثى على حال زواجه فزوجته لم تفكر حتى فى الاطمئنان على تناوله الطعام أثناء يومه أو تسعى لتوفير الراحة له ولكنها كالعادة تستقبله باللوم والشكوى
تجاهل هذا الشعور الذى يهاجمه من وقت لأخر فقد فقد الأمل فى إصلاح حالها على مدار سنوات زواجهم الذى استمر لسبعة عشر عاماً، أثمر عن أربع فتيات فى أعمار مختلفة، لحظات واقتحمت الغرفة وأغلقت بابها خلفها
دلك فروه رأسه بكلتا يديه يحاول السيطرة على الصداع الذى يعصف برأسه أما هى فلم تنتبه لحالته إنما أردفت بأنانية وتذمر
:- خالتى كل ما تشوفنى ترمى على بالكلام ... والبنات طول اليوم لعب وهزار ومحدش بيساعد فى حاچة ولا الصغيرة مابتوقفش زن أنا حيلى إتهد خليص
كان تخلص من حذائه وهو يستمع لشكواها المعتادة ثم رفع بصره نحوها وطلب بهدوء
:- هاتى فوطة ولا بشكير يا نچوى ... محتاچ أتسبح
تحركت للخزانة وهى تردف بنفس لهجتها المتذمرة
:- أنا طهجت خليص ... مش عارفه ألاجها منين ولامنين
سحبت منشفة كبيرة من الخزانة ثم اقتربت تناولها له وتبدلت نبرتها لهادئة مترجية
:- أنا بدى نخلف يا أحمد ... المرة ديه هيكون ولد إن شاء الله
طالعها بتعجب، تتذمر من بناتهم وترغب فى المزيد، تسعى لإنجاب الولد بكل قوتها، لقد اكتفى من هذه الدوامة التى يعيشها طوال سنوات حياته الزوجية لقد تعب ومل .... قال بنفاد صبر
:- ولو ماكنش واد يا نچوى ... هتعملى إيه!!
أسرعت للدفاع عن طلبها بحمائية
:- تُف من خاشمك هيكون واد إن شاء الله ... جلبى حاسس المرة ديه (سرحت بخيالها تردف بحالمية) وارفع راسي وسط الخلج ... ووجتها هبجي أحسن ست في العيلة ... مرات كبير العيلة وأم الواد ويمكن يبجوا توأم كمان … ولدين
قطع إسهابها في أحلامها بشئ من السخرية
:- كنتِ من شوية مفكيش حيل تربى بناتك ... دلوك عاوزه تچيبى الخامس
عبس وجهها تدافع عن مبدأها وقالت بإصرار
:- لازم أچيب الواد يا أحمد .... أنت هتبجى كبير العيلة بعد چوز خالتى ولازمن يكون عنديك واد يخلفك بعد عمر طويل
لوى شفته بسخرية وتسائل بعبث
:- أچيب واد خليفة لى ولا عشان يرفع راسك كيف مابتجولى (نهض من مكانه يثبت حدقتيه على حدقتيها مردفاً بلوم) إلا جوليلى مين اللى وطى راسك يا بنت الأصول
استدار يتحرك نحو الحمام وبيده المنشفة فصاحت فى ظهره تبرر وتجيب عن تساءله
:- خلفة البنات ... خلفة البنات يا أحمد اللى وطت راسى
توقف على باب الحمام والتفت نحوها يطالعها بجمود وهى تردف بغل
:- كفاية حديت خالتى كل شوية أنك محروم من خلفة الولاد وأنت كبير العيلة ... ده غير زن أمى عشان أچيب الواد
تجمد يستمع لكلامها بعبوس ثم قال زاجراً
:- استغفرى ربنا وأشكريه على رزقه ... غيرك مش طايل خلفه من أصله .. ربى بناتك زين واهتمى بهم وأنتِ ترفعى راسك يا نچوى ... وماتنسيش كلام الدكتورة فى خطر عليكِ لو حملتى تانى
دافعت سريعاً وكأنها فكرت مسبقاً فى كل أسئلته وحضرت الأجابات فقالت مبرره
:- حامده وشاكره فضله ... وكلام الداكتورة كان من تلات سنين ... من وجت أخر ولادة وخليص بجيت مليحة وكيف الحصان كمان أهاه
هز رأسه غير مصدق أنه يخوض فى هذا الحديث للمرة الألف تنهد بإرهاق وسأل ساخراً
:- هتخاطرى بحياتك لاچل ما تچيبِ الواد
اقتربت بتمهل ومدت أناملها تمررها على صدره بنعومة وقالت بدلال مصطنع
:- نخلف المرة ديه بس ... وهيطلع واد أنا جلبى حاسس
رفع رأسه للسماء يطلب العون والسكينة التى لم يحظى بها أبداً فى زيجته تلك، بعد برهة أخفض رأسه يرمقها بحزم قائلاً
:- لاه .. مش هتخلفى تانى يا نچوى ... جصدى خامس ولا باينة سابع (أبعدت كفيها عن صدره تطالعه بغضب) أيوه سابع ... ولا أنتِ نسيتى التلات مرات اللى سجطتى فيهم ... ارحمى حالك وصحتك وعيشى ربى البنات زين واتجى ربنا فيهم
قطبت بين حاجبيها وعادت خطوة للخلف تهتف بمرارة
:- وكنت هچيب الواد لولا سجط ... فاكر
أسبل جفنيه بآلم يردد بخفوت
:- وكيف أنسى وأنا اللى دفنته بيدى ... ودفنت عيالى كل مرة سجطتى فيها يا نچوى
هتفت بعناد أعمى :- يعنى أجدر أچيب الواد أهاه
زفر بقوة وقد بدأ يفقد صبره الطويل قائلاً بصوت ينذر بالانفجار القريب
:- تجدرى ... تجدرى يا نچوى لكن ربنا مش رايد وأنا ما طلبتش منك تچيبِ واد ... يبجى نحمد ربنا ونربى عيالنا أحسن
صاحت فى وجهه بهياج وذراعيها يلوحان فى الهواء
:- أنت ما طلبتش لكن أمك وأمى طلبوا وأخرهم اليوم (كتفت ذراعيها تهتف بتحدى) أنا خلاص مش هطيج حديت تانى من خالتى ولا من أمى
ارتسمت على ثغره ابتسامة متهكمة، فزوجته لا تأتمر إلا بأمر أمها وحماتها التى هى والدته والأن تتذمر منهما، تفحصها من رأسها لأخمص قدميها وقد اختفت الابتسامة عن وجهه وظهرت نظره متوحشة فى عينيه قلما تظهر وصوته يخرج بغضب حارق مكتوم
:- خالتك ... اللى هى أمى هى السبب إنى اتچوزتك من الأساس ... أمى وأمك هما السبب فى ولادة ورا التانية ... أمى وأمك هما اللى بيأمروا أمتى مرتى تحمل ... أمى وأمك أنت اللى زرعتيهم بيناتنا حتى على السرير ده من أول يوم چواز

(أشار لفراش الزوجية باستياء ثم أردف بنقمة) أمى وأمك هما اللى بيفكروا ويخططوا وأنتِ تنفذى من يوم ما اتچوزتك .... فما تجيش دلوك تجولى أمك بتعايرنى
كانت تتراجع خطوة للخلف مع كل كلمة حانقة تخرج من فمه، لم تره من قبل على هذه الحالة من الغضب، دائماً كان هادئ حليم ويبدو أنها استنفذت رصيد صبره وحلمه، رفعت كفيها تكتم فمها خوفاً أن تفلت منها كلمة تثير غضبه فيحدث ما لايحمد عقباه
رفع سبابته كالرمح متجه للسماء يقسم بوعيد
:- الله فى سماه يا نچوى ... لو عملتيها وسمعتى لأمك وحملتى من وراى كيف المرة السابجة لتكونى طالج بالتلاتة
كانت وصلت للخزانة وارتطم ظهرها بها فانكمشت على نفسها ترمقه بجزع وقد كشف لها عما يجيش فى صدره وما يحمله من آلم ومرارة مما يعانيه فى حياته معها
رمقها ببغض واضح ثم طوح المنشفة التى كان يعتصرها فى قبضته فوق كتفه والتفت يدلف الحمام وصفق الباب خلفه بعنف

************
قــــــراءة ممتـــــــعة



سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-06-21, 10:16 PM   #1140

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 35 ( الأعضاء 16 والزوار 19)
‏سما صافية, ‏فالنسيا, ‏gawaddark, ‏yasser20, ‏awttare, ‏دموع عذراء, ‏بلانش, ‏amana 98, ‏wafaa hk, ‏عاشقة الحرف, ‏هدهد الجناين, ‏asaraaa, ‏سوووما العسولة, ‏sara osama, ‏Rima08, ‏Abeerbalkher



التعديل الأخير تم بواسطة سما صافية ; 08-06-21 الساعة 10:37 PM
سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:15 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.