آخر 10 مشاركات
تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          5 - الرجل السراب - جانيت ديلي - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : gasmin - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          48 - لا تقل وداعا - ساندرا ماراتون (الكاتـب : فرح - )           »          قــصـــة قــــســـم وهـــــرة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          موسم الورد* متميزه * مكتملة (الكاتـب : Asma- - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4154Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-01-22, 11:18 AM   #2201

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة noha fathy مشاهدة المشاركة
هو دايما الزوجة الأولى سيئة و التانية ملاك مافيش مرة اقرا رواية
تطلع الأولى كويسة أنا قربت أحب الزوجة التانية


لا طبعا مش قاعدة يعنى لكل زيجة ظروفها واختلافاتها لكن هنا المقصود التركيز على فكرة انجاب الذكر حتى فى عقول النساء وليس الرجال فقط حتى أصبحت هاجس فى عقل هذه الزوجة التى نشأت وسط مجتمع يبجل الذكور ويفضلهم على الرجال ولو هتلاحظى أن فى مشاهد بيتعاطف معها القارئ بسبب تفكيرها الخاطئ التى نشأت عليه وأفسد حياتها الزوجية
لكِ تحياتى وودى



التعديل الأخير تم بواسطة سما صافية ; 18-01-22 الساعة 12:14 PM
سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-01-22, 10:22 PM   #2202

ولاء حنون

? العضوٌ??? » 400875
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » ولاء حنون is on a distinguished road
افتراضي

بانتظار الفصل ايمى ❤️

ولاء حنون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-22, 10:41 PM   #2203

اللؤلؤة الوردية
 
الصورة الرمزية اللؤلؤة الوردية

? العضوٌ??? » 414871
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » اللؤلؤة الوردية is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور


💖💖💖


اللؤلؤة الوردية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-22, 10:46 PM   #2204

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الورد على الجميع
زى ما أنتوا عارفين كان فى صيانة على المنتدى وبسبب ده فقدت كل اللايكات على الرواية والحمدلله أن الفصول والتعليقات ما رحتش هى كمان
وبسبب الصيانة ديه بقالى يومين بحاول دخول المنتدى بعد مشاكل حدثت على اللاب توب ورفضت دخولى للموقع
أرجو أنكم تقدروا المجهود ولا تحرمونى من دعمكم وتعليقاتكم خاصة أن الرواية شارفت على الانتهاء
دمتم بكل خير وسعادة ❤❤


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-01-22, 10:48 PM   #2205

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث والخمسون

****************


خدتنى بالحب فى غمضة عين وريتنى حلاوة الأيام فين
الليل بعد ما كان غربة مليته أمان
والعمر اللى كان صحرا صبح بستان
يا حبيبي .. يالله نعيش في عيون الليل
ونقول للشمس تعالي تعالي بعد سنة مش قبل سنة
دي ليلة حب حلوة بألف ليلة وليلة بكل العمر
هو العمر إيه غير ليلة زي الليلة


لم يقضى أياً منهما ليلة حب سابقة بكل هذا الشغف رغم زواج كليهما السابق، فهذه الليلة لا تعد من ليالى العمر بل هى من أيام نعيم الجنة بعد أن تفجرت المشاعر وفاضت دون الحاجة للكلمات
لم يدرك أحمد قط أنه يملك كل هذه المشاعر الحارة والتى تدفقت أمام دفء وحرارة مشاعر شموع التى لم تبخل عليه بها وهى تنعم فى بحور حنانه واحتوائه أما شموع فكانت هذه ليلة العمر بالنسبة لها، فهذا يعد أول زواج لها فما عايشته مع حمدى لا يصح أن يطلق عليه زواج بالمرة
مر عليهما الوقت كطائر يحلق فى سماء الحب يُطربهم بنغماته ويشملهم بنعومته حتى انتهى بهم الأمر متلاحمين، يحتوى كلاً منهما الأخر وكأنه يخشى ضياع كنزه الثمين من بين يديه
مر بعض الوقت غط فيه أحمد فى نوم عميق وشموع بجواره تلتصق بجسده وتضع رأسها على صدره تستمع لخفقاته المنتظمة وذراعها يحاوط خصره بتملك
تقلب أثناء نومه فشعر بالخواء والبروده بين أحضانه، فتح جفنيه قاطباً الجبين ورفع رأسه باحثاً عن عروسه لتتوقف خفقاته وتتسع عينيه إنبهاراً حين وقعت عينيه على زوجته الجميلة تجلس بوضع مائل قبالته على أريكة وثيرة تضم طفلها بين يديها تطعمه من حنان صدرها وعينيها مركزة على وجهه الصغير، يتساقط شعرها المموج الطويل كستنائى اللون على كتفها وظهرها بنعومة، مسح بعينيه على طول جسدها حتى ساقها المرمرية التى تنتهى بخلخال من الفضة حول الكاحل وتلامس أصابع قدمها الأرض برقة كراقصة بالية محترفة
عدل من وضعه وأسند رأسه إلى ظهر الفراش فأحدث صوت طفيف نبهها لاستيقاظه دون أن تحيد عينيه عنها، حولت نظرها نحوه بابتسامة جذابة قبل أن ترفرف جفنيها حياء وعقلها يستعيد ما كان بينهما منذ قليل
شعور لا يمكن وصفه وقد تلاقت الأرواح وتعارفت دون حواجز ليكتمل الكيان بنصفيه، لحظات وأنهت إطعام صغيرها تحت نظرات أحمد المتمعنة بعد أن أشعل إحدى سجائره يمج من دخانها ويطلقه فى الهواء بهدوء
وضعت الصغير فوق الأريكة وحاوطته بالوسائد ثم أسرعت نحو أحمد تجاوره على طرف الفراش، تتمسك بكفه الخالية من سيجارته تلثم ظاهرها برقة وتمتمت معتذرة لتركه نائماً بمفرده
:- حجك عليا يا سى أحمد إنى طلعت من دون إذنك .. صدرى حن للصغير وأنى خابرة ميتا بيچوع بالليل .. نزلت أخدته من أمى وطلعت أرضعه إهنا لاچل أكون چارك .. هنزله حالاً وأعاود
نهضت تنفذ ما قالته إلا إنه جذبها بقوة حانية لتعاود الجلوس بجواره وقال بصوت رخيم وشعور أبوى
:- همليه نايم إهنا جريب منيكى يمكن يحتاچك أى وجت
تنهدت بلوعة ومالت عليه تلقى برأسها على صدره وتضمه بحرارة مرددة بخفوت دافئ :- ربنا ما يحرمنا يا سيد الناس يا أبو جلب دهب
مرر أنامله فوق شعرها برقة يستمتع بهذه الأحاسيس الجديدة عليه وهذا الدلال الذى لم يختبره من قبل، رفعت رأسها وطبعت قبلة رقيقة فوق صدره ثم رفعت مقلتيها نحوه تتأمله بعشق ومطت عنقها تلثم جانب فمه بنعومة ألهبت مشاعره
أطفأ سيجارته والتفت نحوها يتفحص نظراتها المتأملة فى تقاسيم وجهه الخشنة التى تنضح حنان وحب لها رفعت أناملها تمررها على خصلات شعره القصيرة السوداء وقد نبتت شعرات من الفضة تناثرت على جانبى رأسه
شعر بالحرج من تحديقها فى شعره الذى بدأ الشيب يدب فيه وحمحم بخفة خجلاً لكنه تفاجئ بنبرتها الحالمة وهى تقول بحب :- شعرك كيف الحرير يا سى أحمد .. يا ريت شعرى كان إكده
قهقه ضاحكاً أمام تغزلها به وتفاجأ بها تقفز من جانبه واستأذنت منه لدقائق هرعت بعدها نحو الحمام بعد أن التقطت ثوب جديد من الخزانة
بعد دقائق معدودة خرجت نحو طاولة التزين وقد تذكرت أحمر الشفاه التى رفضت وضعه فى السابق أثناء كتب الكتاب لوجود رجال داخل المنزل أما الآن فلا يوجد غير الحبيب ومن حقها وضعه والتزين لزوجها
تابعها أحمد بعيون متفحصة مستمتعة بكل ما تفعله وهى تتزين وتصفف شعرها بعد أن أبدلت قميص نومها بأخر متوسط الطول ذات لون وردى هادئ ثم نثرت بعض من عطر أنثوى ناعم على عنقها وملابسها ثم استدارت نحوه بابتسامة عريضة وكادت تتقدم إليه لكنه أستوقفها بإشارة من يده نحو جلبابه وطلب منها
:- شموع .. هتلاجى كيس جطيفة فى چيب الچلابية .. هاتيه
نفذت أمره بتحير واستخرجت من جلبابه كيس من قماش قطيفة أحمر داكن كبير نسبياً، تفحصته بتعجب وهى تتقدم نحو الفراش، جلست على ساقها المثنية تحتها والأخرى تلامس الأرض وقدمت الكيس القطيفى نحو أحمد، تلقى الكيس وفتحه أمام نظراتها الفضولية ثم أخرج منه عقد ذهبى كبير بتصميم تقليدى برقت له عينيها ابتهاجاً وتساءلت بفضول
:- إيه ديه يا سى أحمد .. ديه كردان غالى جوى
ابتسم فى وجهها بمكر ذكورى وقد تذكر اندفاع مشاعره معها بمجرد أن اختلوا ببعضهما وكأنهما مراهقان يختبران الحب لأول مرة فنسى فى خضم مشاعره أن يمنحها هديته، لم تختفى بسمته الهادئة قائلاً بلين :- ديه شبكتك يا شموع
شهقت فرحاً ومدت يديها تلتقطه منه بلهفة ووضعته فوق صدرها هاتفة بسعادة :- ديه حلو جوى يا سى أحمد ... انشالله يخليك ليا يا رب
أنهالت عليه تنثر قبلاتها على وجهه بحب وعفوية حتى تعالت ضحكاته السعيدة الرجولية تبعث الدفء فى جنبات الغرفة
وضعت العقد حول عنقها العارى ونزلت بأناملها تتحسسه برقة وتسأل بغنج ودلال :- حلو عليا يا سى أحمد
تفحص العقد الذهبى المحيط بعنقها ومد أنامله يمررها على بشرتها الخمرية بنعومة وبطء وصوته العميق الهامس يدغدغ مشاعرها مع لمساته الحارة :- زاد حلاوة على رجبتك اللى كيف المرمر يا أچمل حرمة شافتها عينى
توهجت وجنتيها خجلاً واشتعالاً بمشاعر متأججة حين سحبها إليه برقة يلامس عنقها بشفتيه، يدور بهما على العرق النابض يتعمق فى قبلاته رويداً رويداً وهى تضمه إليها تبادله الدفء والحب

************************

أشرقت الشمس معلنة عن ميلاد حب جديد أو بالأحرى الإعلان عنه بين المعشوقين بعد أن قضوا ليلة من الأحلام وكأنهما زوجين منذ قديم الأزل فرقتهم الأيام والتقيا بكل شوق الدنيا وشغفها
أرتدى جلبابه ووقف أمام المرآة يعقد شال عمامته، تردد صوت بكاء الصغير في الغرفة فالتفت أحمد إليه ثم دار بعينيه خلال الغرفة لا يعلم أين اختفت شموع، ربط العمامة سريعاً بمهارة ثم توجه نحو الصغير وحمله بين ذراعيه يهدهده بحنان وصوته الرخيم :- ليه البكا يا عبدالله بيه .. نهارك كيف الفل
انتبه عبدالله إلى الصوت الحنون الذى يحادثه فتوقف عن البكاء ورفع عينيه يتأمل ملامح أحمد بفضول ثم رفع كفيه الصغيرين يمسك بشاربه ويجذبه بقوة، عاتبه أحمد برفق
:- وااه .. ليه إكده يا ولد شموع مش عچبك شنبى إياك .. ديه شنب أبوك ما يعرفش يعمل كيفه
ضحك الصغير بجذل وكأنه فهم الحديث مما دفع أحمد للابتسام فى وجهه بدوره ولاعبه بلطف، دلفت شموع إلى الغرفة بصينية صغيرة تحوى كوب من الشاى باللبن وبعض الكعك
اندهشت من استيقاظ عبدالله وأسرعت تضع الصينية جانباً وتوجهت نحوه وحملته عن أحمد معتذرة ثم عاتبت طفلها :- صحيت بكير إكده ليه يا عبدالله .. مش عوايدك
تفحص أحمد ما وضعته على المنضدة ولوى شفته شفقة عليها وعلى نفسه فكم يود أن يقضى يوم صباحيته مع عروسة الجميلة ويتناولان الإفطار سوياً لكنه وعد بناته بتواجده معهم دائماً واشترطت نوارة عليه رؤيته فى الصباح وعليه أن يفى بوعده حتى يُشعر الفتيات بالأمان حتى يتقبلن زيجته الجديدة
زفر بعمق قبل أن يُعيد عليها ما تحدثا فيه بالأمس بصوت تغيرت نبرته وشعوره بالذنب نحوها يؤرقه :- شموع .. خبرتك عشية تتحملى أمعاى شوي .. البنات محتاچين يحسوا بالأمان ويتأكدوا إنى چارهم ومش ههملهم واصل .. شوية صبر وربنا يجدرنى وأعدل بيناتكم
هدهدت صغيرها فوق ذراعها والذى تشاغل باللعب فى عقدها الذهبى الثمين الذى يزين عنقها واقتربت من أحمد تومئ متفهمة :- خابرة وفاهمة يا سى أحمد ربنا يخليك لهم ولينا .. أنى بس جولت تشج ريجك بكوباية شاى بالحليب وكحك العروسة جبل ما تخرچ .. ديه أنى نجشاه بيدى
نظر فى عينيها ممتناً ومسح على وجنتها برقة ثم التقط كعكة صغيره قربها من فمه وعينيه تتعمق فى عينيها فقضمت منها قطعة صغيرة وظلت على تحديقها داخل عينيه وطفلها فوق ذراعها
التهم أحمد باقى الكعكة مرة واحدة يتلذذ بمذاقها ثم التقط كوب الشاى وتجرع منه بعض الرشفات ثم اعاد الكوب للصينية وربت على كتفها شاكراً :- تسلم يدك يا زينة العرايس
تناول شاله المزركش ووضعه على كتفه الأيمن وهى خلفه تتساءل باهتمام :- تحب أعملك وكل إيه على الغدا يا سى أحمد
استدار نحوها وضم كتفيها بين كفيه يذكرها باتفاقهم السابق بقضائه أغلب الوقت مع بناته وقال بمهادنة :- اعملى اللى نفسك فيه يا شموع .. وشيلى منابي لما أعاود على العشا
مال على قامتها القصيرة يقبل وجنتها مودعاً وحين استقام وجد عبدالله يمد ذراعه نحوه بإلحاح ويغمغم بحروف غير مفهومة، يميل بجسده نحو أحمد بتلهف
قهقه أحمد أمام إصرار الصغير والتقطه يضمه إلى أحضانه يناغشه :- خبر إيه يا سى عبدالله حطتنى فى دماغك ليه؟ .. ولا تكونش بتغير على أمايتك منى
تأملتهما بنظرات محبة مبتهجة، تربت على ظهر صغيرها وبررت تصرفه بارتياح ورضا :- بيحبك يا سى أحمد
نظر إليها بتعجب، فكيف ومتى أحبه وعلاقته بالصغير ما زالت حديثه لكنها وضحت بلوعة قلبها وأمنية كانت تشاغل عقلها منذ زمن
:- العيل بيحس بالجلب الطيب … سبحان الله اتمنيت يكبر ويصبح كيفك راچل صُح وله هيبة وكرم ربنا علينا إنه يرزجنا بك
ربت على ظهر الصغير وقبل أعلى رأسه برقة فاستكان عبدالله بين يديه وأراح رأسه فوق كتف أحمد وحاوط عنقه بذراعه الصغير
أرخي أحمد أجفانه لوهله رهبة من هذه الضمة الجميلة للصغير وقلبه يتسأل ربما أراد الله أن يمنحه الولد رغم كل شئ

********************

يتبـــــــــــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-01-22, 10:50 PM   #2206

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

فى حالة من الصمت والترقب جلسن متفرقات فى بهو المنزل، تحيد نظراتهن نحو الباب المفتوح المطل على الحديقة بين لحظة وأخرى فى انتظار وصول والدهم كما وعد
تدلت عليهن والدتهن من الطابق الأعلى وعينيها تدور على وجوههن الساكنة، وقفت تتوسط البهو وتسند ظهرها بكف يدها تدعم ثقل بطنها ومصمصت شفتيها هاتفه بتعجب :- مالكو جاعدين إكده ليه .. هموا للفطور يلا الساعة داخلة على تسعة ولسه ما فطرتوش
لم تتحرك الفتيات من أماكنهن سوى نوارة التى نظرت نحو والدتها عاقدة الحاجبين وقالت بخفوت معترضة :- مستنظرين أبوى يفطر إمعانا
أطلقت ضحكة عالية ساخرة ووضعت كف فوق الأخرى تحت صدرها قائلة بتهكم :- أبوكى مش راح ياچى اليوم .. أبوكى عريس ومش هيهمل عروسته فى الصبحية لاچل ما يفطر أمعاكم
أشاحت بذراعها فى الهواء بتأفف مستطردة :- يلا منك ليها .. بزيادة چلع ماسخ
تبادلن النظر فيما بينهن وتوقفت نظرات الصغار على سلمى التى تجلس بحيرة لا تدرى بما تجيب نظراتهن المتسائلة، رفعت عينيها تتفحص والدتها التى نادت على مساعدة المنزل وأمرتها بتجهيز الطعام ثم توجهت إلى غرفة السفرة تباشر تجهيز الطاولة
تنهدت سلمى بقلة حيلة وقالت بخفوت وعينيها تتجول فى وجوه شقيقاتها تنصحهن على قدر فهمها :- أماى عنديها حج يا بنات .. ميصحش العريس يهمل عروسته صباحية العُرس .. أكيد أبوى هياچى على الغدا يلا إحنا نفطر دلوك مع أمى
دبت نوارة بساقها على الأرض اعتراضاً هاتفه بصوت يشبه البكاء :- أبوى جال أنه هياچى وعمره ما يخلف كلمته
انضمت سندس إلى رأى سلمى وقالت مؤيدة تحاول إقناع نوارة :- أبوى مش هيخلف كلمته صُح .. بس كمان مش هيخالف الأصول ويمكن عروسته الچديدة تزعل لما يهملها من أول يوم .. وكيف ما سلمى جالت أكيد هياچى على الغدا .. يلا يا نوارة همى وفچر چعانة هيه التانية وحرام نهملها إكده
تعالى صوت نجوى تناديهم إلى الطعام مرة أخرى، نهضت سلمى وتوجهت صوب نوارة تجذب ذراعها لتنهض معها كما حملت سندس فجر وتحركن سوياً نحو غرفة الطعام وقبل أن يدلفن كان صوت والدهم يرن فى أرجاء المنزل الصامت حزناً على غيابه
:- هتفطروا من غيرى ولا إيه يا بنات أحمد السمرى
تعالت الشهقات الفرحة بقدومه وأسرعت نوارة ترتمى على جسده وتضم خصره بلهفة هاتفه باعتزاز لوالدها الذى حافظ على وعده لهن :- جولتلهم ينتظروك يا أبوى .. كنت متوكدة أنك هتاچى
ضمها بذراعه إلى دفء أمانه وربت على ظهرها بكفه وباقى الفتيات يتجمعن حوله مرحبين بوجوده بينما وقفت نجوى على عتبة غرفة الطعام تتوكأ على حاجز الباب بكتفها تتفحص ملامحه المشرقة وقالت بلهجة لم تخلو من التهكم :- صباحية مباركة يا عريس
حول رأسه نحوها يتفحص وقفتها وجاوبها ببساطة متجاهلاً نبرتها المتهكمة :- يبارك فيكِ ربنا يا نچوى
كزت على أسنانها كمداً بينما حث الفتيات على التوجه إلى الطاولة بعد أن التقط فجر بين ذراعيه يضمها لصدره ويقبل وجنتها، يتبع الفتيات إلى غرفة الطعام حتى توقف إلى جانب زوجته التى تهمهم بخفوت ساخر نحوه وهو يرمقها بعيون لامعة يظهر بهما الارتياح والسعادة :- خبر إيه!! .. العروسة طلعت مش جد المجام وهربت منيها من أول يوم
قلب عينيه يناظرها بلا مبالاة من عليائه وقال بصوت مسموع متعمداً ليصل إلى الفتيات اللاتى اتخذن أماكنهن حول الطاولة :- العروسة خابرة زين أن بناتى فى المجام الأول عندى وما عنديش حد فى غلاوتهم
مال أكثر على أذنها يهمس لها بتعقل لعلها تستفيق لنفسها وتهتم ببناتها :- فرصتك دلوك تكسبى البنات من تانى لصفك وتسقيهم من حنان الأم .. خليكِ ذكية مرة فى حياتك وشغلى عجلك يا بت خالتى
رماها بابتسامة خفيفة ثم تحرك صوب مقعده على رأس المائدة وهى متجمدة فى مكانها ترمقه بتعجب وغيرة أنثوية تأكل قلبها على هدوء أعصابه والسعادة التى تطل من عينيه
أجلس فجر بجواره فوق الطاولة يتبادل حوار مرح مع بناته معتذراً على تأخيره ونجوى تعض على شفتها بغل وكبرياء أنثى مجروح وقد شعرت بإنشراح قلب زوجها بعروسه الجديدة
قررت الانضمام لهم فتقدمت بتمهل وخبطت على كتف نوارة التى تجلس على يمين والدها حيث كانت تجلس نجوى سابقاً وأمرتها باقتضاب :- روحى أجعدى مكانك
عبس وجه نوارة من جديد تنظر إلى والدها بنظره رافضة، مد كفه يضغط على كفها برفق كنبرة صوته وهو يقول مهادناً :- وسعى لأمايتك يا نوارة .. ديه كل فين وفين لما بتجعد تاكل أمعانا
نهضت متذمرة من مكانها وانتقلت للمقعد التالى لتفصل نجوى بينها وبين والدها، حدق فى وجهها يتفحص ملامحها الجامدة ثم حمل فجر من أمامه ليضعها فوق ساقى والدتها قائلاً بترحاب :- منورة يا أم البنات .. فرصة توكلى بتك الصغيرة اليوم وتحنى عليها بدل سلمى اللى تعبينها أمعانا كل يوم
ابتسمت سلمى بحبور ووضحت بتقبل ونضوج ظهرت معالمه على تصرفاتها :- فين التعب يا أبوى .. أنا وأخواتى بنساعد بعض
أومأ نحوها برضا واعتزاز يضم كفها القابعة فوق الطاولة مشجعاً أما نجوى فعدلت من وضع فجر فوق ساقيها وقالت متأففة :- ديه واچب عليهم .. كل البنتة إكده إيش العچب يعنى أومال إيه فايدة خلفه البنتة غير شغلهم فى الدار
رماها بنظره إحباط ناهراً فما بعقلها لن يتغير أبداً، زفر بخيبة أمل يتجاهل حديثها ثم شرع فى الأكل من أجل بناته، التقط قطعة خيار وقال قبل أن يدسها داخل فمه :- بسم الله
بدأن الفتيات فى الأكل بابتهاج لوجود والدهم معهم حتى فى هذا اليوم المميز بالنسبة له بعد زواجه الجديد ولكنه فضل قضائه معهن وهذا ما زاد من حبهم وثقتهم به
بعد دقائق من الصمت لاكت نوارة ما فى فمها ثم طلبت من والدها زيارة منزل جدها :- ممكن نروح نشوف بت عمى الچديدة يا أبوى
تجرع شربه من الماء وابتسم برقة فى وجه نوارة بقبول وقال يؤكد على قضائه اليوم معهم :- طبعاً ممكن يا نوارة بعد الغدا نروح كلاتنا نبارك لعمك .. ديه إنى حتى لسه ما شوفتش الصغيرة جمر
دست نجوى قطعة من الشطيرة فى فم فجر التى تجلس فوق ساقيها وعينيها تتصيد ابتسامته الجذابة وسعادته المبهجة التى غابت عن وجهه لسنوات، لم يستطع لسانها المسموم الصمت فرمته ببعض كلمات خافتة بامتعاض :- وهتشوفها كيف ما أنت كنت غرجان فى الفرح مع العروسة
ناظرها بجانب عينه محذراً من الخوض فى سيرة عروسة، مدت يدها تلتقط بعض من الطعام من صحنها ودسته فى فمها بهدوء تلوكه ببطء ثم بدلت مجرى الحديث تقول بشماته واضحة :- خليص فاروج جاله بت وما بجاش أبو الرچال
ترك ما فى يده وأستند لظهر مقعده يزفر بعمق وقد بعثرت راحته النفسية وصفاء ذهنه وقال يناظرها بحسم وشئ من العصبية
:- ربنا يخلى ولاده الصبيان ويفضل أبو الرچال طوالى .. صفى جلبك شوية يا نچوى وأحمدى ربنا على رزجه وافتكرى حديث سيدنا النبى "مَن كان له ثلاثُ بناتٍ أو ثلاثُ أخَوات، أو ابنتان أو أُختان، فأحسَن صُحبتَهنَّ واتَّقى اللهَ فيهنَّ َفلهُ الجنَّةَ"
هتفت سندس بعفوية مرحة تكسر بدون قصد جو التوتر والعصبية الذى بدأ يظهر فى الاجواء :- يعنى حضرتك ضمنت الچنة يا أبوى بأربع بنات
دار بمقلتان تُشعان دفء وحنان على وجوههن بابتسامة تفاؤل وأمل وقال بعاطفة جياشة :- ربنا يجدرنى وأحسن تربيتكم ورعايتكم وربنا يچعلنا چميعاً من أهل الچنة

**********************

دمائه تغلى داخل أوردته منذ ما حدث له بالأمس، يكاد الجنون يضرب عقله كلما تذكر طرده شر طرده من عقد قران أحمد السمرى واستيلاء جارحى على مكانته وبشرف وضع يده في يد أحمد السمرى علناً أمام الناس وبحضور عدلى السمرى وكبار العائلة
جارحى ربيب الموالد يجالس كبار البلدة وهو حجازى ابن القرية وصاحب المقهى الوحيد بها يضع يده فى يد حمدى سراً فى زواج عرفى تسبب فى قلب الدنيا رأساً على عقب فوق رأسه وزلزلة مكانته بين أهل القرية
لن يمرر ما حدث بسهولة وخاصة على نرجس التى خدعته ولم تحاول مساندته بالأمس وتركت الأمر لابنتها التى أزلته أمام الجميع، قطع عليه استرسال أفكاره رجب الذى وقف أمامه يمد يده بورقة مالية كبيرة يسأله بروتينية :- معاك فكة ميه چنيه يا معلم
رفع جفنيه المهدلة بخزى ونظر نحو رجب بقرف يجيبه بنزق :- ميه چنيه .. ليه مفكر نفسك فى جهوة على شط النيل
ازدرد رجب ريقه بنفاد صبر على هذه المعاملة السيئة ولولا لقمة العيش لهجر هذا المقهى من زمن خاصة بعد ما حدث لشموع بسبب هذا الرجل عديم النخوة، قال مبرراً باقتضاب :- الراچل غريب ومش أمعاه فكة
أشاح بذقنه بعبوس وقال بقلة ذوق :- ادفعهم أنت لو صعبان عليك ولا يروح يدور على فكة فى حتة تانية .. الشُكك ممنوع
نفخ رجب بامتعاض ثم استدار نحو الزبائن المنتشرين فى المقهى ورفع صوته بينهم وهو يشير بالورقة المالية فى الهواء :- حد أمعاه فكة يا أخوانا .. الراچل غريب مش من إهنا وبده يرحل
تعالي صوت جارحى من على أعتاب المقهى بعد أن أخرج محفظته الجلدية وأخرج منها بعض الأوراق المالية من الفئة الصغيرة :- تعالى يا رچب .. خد الجرشنات أهاه
اتسعت مقلتى حجازى غيظاً ووقف يتفحص جارحى بمظهره الجديد منذ إمتهن القيادة ونقل البضائع، تخلى عن القمصان القطنية الضيقة التى تظهر عضلاته المفتولة بشكل استعراضى يناسب عمله فى المولد وأصبح يرتدى قمصان قماشية ذات مربعات كبيرة ملونة يطوى أكمامها فوق ساعده وبناطيل من الجينز الداكن
تناول رجب النقود شاكراً وذهب يتابع عمله بينما دلف جارحى صوب حجازى الذى وقف خلف مكتبه الصغير يسحق أسنانه بغضاً ويتوجس من ظهور جارحى المفاجئ الذى لا يبشر بخير ويبدو أنه ينوى استكمال ما بدأه بالأمس من مشاحنة
شد حجازى قامته يدعى الثبات أمام جارحى وسأل باقتضاب :- خير يا چارحى .. إيه اللى چابك دلوك؟
رفع قبضته يمررها على ذقنه ببطء يثير الخوف فى نفس حجازى الضعيفة وعينيه تحدق فى وجهه بتحدى واضح ثم أنزل قبضته يضربها بباطن كفه ويضغط على حروفه قائلاً بنبرة هادئة تناقض نظرته القتالية :- كل خير .. چاى أرچع الحج لأصحابه يا .. يا معلم حچازى
رفع حاجبيه دهشة واندفع من خلف مكتبه يواجه جارحى باحتدام :- حج إيه اللى أنت عاوزه .. ديه أنت اللى واكل حجى وأكلت مخ البت وأمها كُمان .. لكن أنى هوريك يا چارحى ولو مفكر أنك ضحكت على عجولهم فمش هتضحك على عجلى أنى ومش هتطول منى جرش واحد
تابعه جارحى بتفحص ونصف ابتسامة ساخرة ثم أجاب ببرود أعصاب :- حجى أنا باخده بيدى .. لكن اليوم الحج هيرچع لأصحابه بالجانون
اتسعت مقلتى حجازى بعدم فهم، تتحرك فى محجريهما بزيغ أمام صمت جارحى وابتسامته الساخرة وجميع من بالمقهى يشاهد ما يحدث بتركيز
صوت توقف إطارات سيارة أمام المقهى دفعتهم لتحويل أنظارهم نحو باب المقهى، الزبائن تفاعلت مع الموقف أيضاً فمنهم من وقف يلقى بنظره للخارج بفضول ومنهم من ظل فى مكانه يتابع بسكون حتى رجب ترك ما يفعل وتقدم يقف بجوار جارحى وحجازى المتقابلين يتأمل سيارة الشرطة التى توقفت وترجل منها مدحت وبعض جنوده
توقف مدحت للحظات ينظر نحو سيارة أخرى كانت تتبعه ترجل منها رجل متأنق ببذلة فاخرة وحقيبة جلدية فى يده تحدثا بضع كلمات ثم دلفا سوياً إلى حيث يقف حجازى وجارحى
وقف كل من بالمقهى يراقبون ما يحدث بفضول وخاصة حجازى الذى استدار بكامل جسده يستقبل الضابط بوجه شاحب وملامح مضطربة، يتلعثم فى الحديث مُرحباً :- منور يا مدحت باشا .. اتفضل چنابك
زاغت نظرته بين نظرات مدحت الجادةوالشخص الأخر الذى يرافقه ثم أشار نحو رجب مردفاً بارتباك :- جهوة بسرعة للبهوات يا رچب
استوقفه مدحت بأشارة من يده وقال بلهجة جادة :- ما لوش لزوم يا معلم
أشار إلى الرجل الأنيق بجواره وعرفه بعملية :- الأستاذ وليد الشامى المحامى معاه حكم من المحكمة بتمكين السيدة شموع عتمان من القهوة والمنزل الخاصين بوالدها
أثناء حديثه كان وليد يضع حقيبته فوق أحد الطاولات وأخرج منها بعض الأوراق وقربها من حجازى قائلا بمهنية :- ديه صورة من أمر المحكمة المبدئى للحفاظ على أموال موكلتى حتى استكمال أركان القضية
مد حجازى كفه المرتعشة يلتقط الأوراق ونظراته تدور فى وجوه الجميع ثم نظر داخل الأوراق بتشتت قبل أن يرفع رأسه نحو المحامى يحاول الدفاع عن نفسه بارتباك :- جهوة إيه يا باشا .. ديه جهوتى بيع وشرا
أخرج المحامى ورقة أخرى من حقيبتها قربها لحجازى وقال بعملية :- السيدة شموع طعنت فى عقد البيع بالتزوير وأقرت إنها لم تقوم بالبيع لسيادتك
تشنجت أعصابه واختلط عليه الأمر يحاول الفرار بجريمته فاتحاً ذراعيه أمامه قابضاً على الأوراق بين أصابعه وعينيه ونظراته تتبدل بين مدحت والمحامى يحاول التبرير كاذباً بتوتر
:- أمها باعتلى .. أمها باعت الجهوة والدار يا باشا وأنى اشتريت وشموع كانت تحت وصاية أمها ومن حجها تتصرف فى ورث بتها
زاد معدل تنفسه صخباً أمام نظراتهم الجامدة الغير متعاطفة معه واستطرد بنبرة خادعة :- أنى اشتريت لاچل ما أحافظ على مالهم وأتابع الشغل بنفسى ومعرضش الحريم للبهدلة
استمع له مدحت بهدوء غير آبهة بما يقول فهو هنا لتأدية عمله وتنفيذ حكم المحكمة فقط وقال يضيف على كلام المحامى بروتينية
:- السيدة نرجس كمان طعنت فى البيع وأقرت أن الختم الخاص بها كان فى حوزتك وأنك استغليته بشكل خاطئ واستغليت جهلها بالقراءة والكتابة
هربت الدماء من جسده وجحظت عينيه ذاهلاً لا يصدق ما يحدث له، يقلب نظره بين مدحت والمحامى وجموع الناس الذين شكلوا دائرة حوله ينصتوا لما يحدث ما بين فضول وشماتة
خرج صوت جارحى ليلقى بأخر ورقة يحسم بها الأمر ويؤكد على زوال ملك حجازى الذى استولى عليه طمعاً وعدواناً على النساء الضعيفات فقال بصوت حازم
:- والست نرچس طالبة الطلاج كمان يا حچازى .. ما هو مش بعد ما بعت بتها بالرخيص وبهدلت الست وچننتها هتفضل على ذمتك ولا تأمنلك من تانى
لم يستطع التحمل أكثر من ذلك إنما إنهارت أعصابه وشرع يولول كالنساء، يخبط بكفيه فوق رأسه بقوة وجموع الناس من حوله بين مشفق وشامت يضرب بعضهم كف فوق أخر بتعجب فبقاء الحال من المحال ولابد للحق أن ينتصر ما دام وراءه مُطالب
وصل أحمد إلى المقهى بسيارته يقودها محروس وبمجرد وصوله انشقت جموع البشر الذين تجمعوا من الشارع للمشاهدة إلى جانب زبائن المقهى وأفسحوا له الطريق ليدلف حيث يقف مدحت والمحامي أمام حجازى الذى رفع عينيه نحو أحمد يستغيث به ببؤس وهوان
:- أنى فى عرضك يا أحمد يا بيه .. بيتي أتخرب وچنابك وعدتنى بالأمان .. وعهد عليا مش هتعرض لشموع من تانى
اتسعت مقلتى أحمد زاجراً ورافضاً لذكر اسم زوجته علناً حتى ولو كان الجميع يعلم اسمها لذا قال بلهجة صارمة
:- الست أم عبدالله محدش يجدر يتعرض لها .. وأما وعدى لك فنفذته وچارحى ما تعرضش لك بالأذى ولو كنت هملته عليك كان زمانا بنجرا عليك الفاتحة دلوك
أيقن حجازى من نهايته فارتمى على أقرب مقعد وعاد يولول بقنوط :- يا خرب بيتك يا حچازى .. يا خرب بيتك شجى عمرى ضاع
لم يُلقى أحمد بالاً له والتفت نحو الأستاذ وليد المحامى الخاص به
وسأله بجدية :- خلصت كل إچراءاتك يا أستاذ وليد
أومأ وليد بعملية مجيباً :- كله تمام يا أحمد بيه وحضرة الظابط هينفذ دلوقتى
تدخل مدحت فى الحديث يضيف على كلام المحامى بعد أن أشار للشاويش نصحى ليتقدم نحوهم بملف المحضر :- أنا جاهز يا أحمد بيه .. يقدر الأستاذ وليد يستلم القهوة بموجب التوكيل اللى معاه وبعدين هنتوجه للمنزل .. معايا أمر بالتفتيش وإثبات وجود ختم السيدة نرجس فى أغراض حجازى الشخصية لاستكمال التحريات فى قضية التزوير
استمع أحمد إلى كلام مدحت ثم حدق فى وجه جارحى قبل أن ينتهى بالنظر فى وجه المحامى وهو يوجه حديثه له
:- تمام .. أستاذ وليد هتستلم الجهوة من حضرة الظابط ومن اليوم المعلم چارحى هو اللى هيدير الجهوة .. طبعاً چنب شغلانته الچديدة فى نجل البضايع
تفاجأ جارحى من قرار أحمد فخبط على صدره عده مرات ممتناً، يومئ رأسه بتواضع لثقة أحمد به، رفع حجازى نظره نحو جارحى جاحظ العينين بجمود وكأن الروح تغادره
أنهى مدحت بعض الإجراءات الروتينية مع المحامى ثم أشار إلى نصحى وجنوده ليقتادوا حجازى إلى سيارة الشرطة، توجه أثنان من الجنود حوله وتمسك كلاً منهم بذراع يساعدوه على النهوض وإقتادوه ذاهلاً إلى سيارة الشرطة يردد بضياع :- كل حاچة ضاعت .. كل حاچة ضاعت
وقف رجب يتابع ما يحدث بتخوف على مصدر رزقه الوحيد والشرطة تسحب حجازى للخارج ثم تقدم نحو أحمد يقف أمامه باضطراب وسأله بقلق يظهر فى عينيه وصوته :- وأنى يا أحمد بيه .. أروح فين؟
ربت أحمد على كتفه مطمئناً فلن ينسى وقفته هو وزوجته مع نرجس أثناء مرضها
:- أنت فى مكانك يا رچب .. أنت ولد أصول وراعيت الست نرچس فى تعبها أنت وأهل بيتك .. هتكون يد المعلم چارحى اليمين فى الجهوة ولك زيادة فى المرتب كمان
رفع كفيه فى الهواء شاكراً مهللاً يدعو بود :- كتر خيرك يا أبو الكرم

*********************

يتبـــــــــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-01-22, 10:50 PM   #2207

دانه عبد

? العضوٌ??? » 478587
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 513
?  نُقآطِيْ » دانه عبد is on a distinguished road
افتراضي

بالتوفيق يا عزيزتي وبانتظار الفصل 💚💚💚💚💚

دانه عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-22, 10:52 PM   #2208

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

فى منزل البدرى الممتلئ بالدفء الأسرى والرضا بالمقسوم تجمع كل أفراد الأسرة فى البهو إستعداداً لزيارة أمل والأحتفال بسبوع المولودة الجديدة، انتحت أصيلة بياسمين جانباً وأخرجت من كيس نقودها الجلدى الكبير رزمة من الأموال أودعتها يد ياسمين توصيها
:- الجرشنات ديه تعطيها لأمل حلاوة جمر الصغيرة .. وخبريها سلامى لحد ما أشوفها على خير
تناولت ياسمين المبلغ المالى ووضعته فى حقيبتها وقالت بجدية تحاول استمالت والدتها :- طب ما تاچى أمعانا يا أماه .. والله ديه أمل تفرح جوى
شهقت أصيلة وعقدت حاجبيها رفضاً :- أنى أدخل دار السمرى .. ديه كانت فهيمة تطب ساكتة
ضحكت بخفوت بخجل أنثوى تتذكر إعجاب عدلى بها ورغبته فى الزواج منها أيام الصبا، طالعتها ياسمين بعدم فهم قائلة :- ليه يا أماه .. ما خلاص العيلتين اتصالحوا وبجينا سمن على عسل
تنهدت أصيلة بخفة تربت على يد ابنتها وعادت لرزانتها قائلة :- صُح وربنا يديمها نعمة .. بس فى أمور لازمن نراعيها بعيدة عن خيالكم أنتم .. المهم تطمنوا على أمل والمولودة ربنا يفرحنى بعوضك عن جريب يا بتى
لم تعبس أو يصيبها الحرج والضيق من هذا الحديث إنما اتسعت ابتسامتها وأمنت على دعاء والدتها وهى تضمها إليها بحب
فى جانب أخر كان جلال يحاول أن يقنع صفا إلا ضرورة من هذه الزيارة، مازال يخشى على مشاعرها من مجرد التواجد بجوار حبيبته السابقة كما أنه يخشى عليها من أى جهد زائد فقال متعللاً
:- بلاش الزيارة ديه يا صفا أنتِ تعبانة الأيام ديه وأنا خايف عليكِ
ابتسمت فى وجهه برقتها المعهودة وكفها الصغير يلامس ساعده :- ما تخافش يا چلال أنا زينة جوى .. ومش بحس بأى تعب طول ما أنا وسطيكم وحاسة بحبكم .. كمان ودى أشوف الصغيرة وأعطيها هديتها بنفسى
تنفس بعمق لا يقوى على رفض طلب لها، تعمق فى عينيها بحب وضم كفها بين راحته مستسلماً لرقتها وطيبة قلبها :- أمرك يا ستى .. بس أرجوكِ ما تتعبيش نفسك كتير
ضحكت بمرح تشاغبه بخفوت :- وهتعب حالى فى أيه بجى .. إحنا ضيوف على السمرية
أومأ برأسه مؤيداً وخياله يسبح فى السمرية وابنتهم التى تحاوطه من كل اتجاه مهما حاول أو حاولت هى الابتعاد
نادى يوسف على الجميع وهو يحمل أحد توأميه فوق ذراعه :- يلا يا جماعة هنتأخر على السبوع .. مين هيركب مع جلال ومين مع طه
مال نحو طه مادحاً باستحسان :- أحسن حاجة أنك اشتريت العربية فى التوقيت ده يا طه .. ربنا يباركلك فيها
ربت طه على كتفه بامتنان، يشعر بالفخر والاعتزاز لانضمامه لهذه العائلة ويأمل أن تزيد فرد جديد بمولوده هو وزوجته وقال موضحاً :- الحمدلله يا يوسف .. العيلة بتكبر ما شاء الله ولازمن نكبر أمعاها
تجمعوا حوله وبدأوا فى المغادرة نحو السيارات وبعد وقت قصير كان أمام فيلا السمرى يدلفون بهدوء وفاروق يقف فى استقبالهم بترحاب مع ولديه
دلفت النساء للداخل حيث الاحتفال بالصغيرة وظل الرجال فى الحديقة فى جلسة خاصة أعدت لهم يتبادلون الأحاديث الودية والعملية حول مشروعهم المشترك
لمح أحمد والدته فى جانب الشرفة تتحدث خلال هاتفها المحمول فاستأذن وذهب نحوها يحادثها بلطف، يحاول الحصول على رضاها عنه وهى ما زالت على عنادها وتبخل عليه حتى بالكلام، بادرها سريعاً بالحديث قبل أن تدلف إلى الداخل بعد أن رأته يتجه نحوها
:- كيف حالك يا أم أحمد؟ .. اتوحشت صوتك وحديتك
كتفت ذراعيها تحت صدرها تحرك عنقها ببطء وترمقه بجانب عينيها بتعالى تلمس سعادته وراحة قلبه المطلة فى عينيه منذ تزوج ولكنها تستكبر الاعتراف بذلك فقالت معاتبة
:- وبدك تسمع صوتى ليه .. مش كفاية عليك مرتك الچديدة
خطى خطوة نحوها ومال على أذنها يستدر عطفها بخفوت :- بدى رضاكى يا أماه .. أنا أخيراً حسيت بالراحة والحمدلله ونچوى معززة مكرمة فى دارها وسط بناتها وعمرى ما قسيت عليها ولا چيت على حجها
أشار نحو الداخل حيث تجلس زوجته وبناته :- وأهاه عنديك أسأليها .. المهم عندى دلوك أنك ترضى عنى
زفرت بحيرة ولا تدرى إلى أى الجانبين تميل، قلبها يحدثها بسعادة ولدها الذى لم ترى ابتسامته لسنوات وتشعر بهدوء نفسه وفكره، قطبت حاجبيها تتهرب من الإجابة :- مش وجت حديت دلوك يا أحمد .. الدار مليانة ضيوف ولازمن نكرمهم
تركته بمفرده فى الشرفة ودلفت للداخل لكنه شعر بميلها لمصالحته واستشعارها لسعادته
مرت مراسم السبوع بطقوسها فى جو من المرح والسعادة بالمولودة الجديدة وبعد الانتهاء من الطقوس وهدوء الاجواء وانصراف البعض حتى تحولت الجلسة إلى عائلية بحتة
اختطف فاروق صغيرته يحملها بجوار قلبه واقترب يجلس بجوار نسيبه يوسف وسط الرجال، رحب بها يوسف مهللاً وأحد توأميه يجلس على ساقه :- أهلاً أهلاً بعروسة ابنى القمر
عبست ملامح فاروق وقلب شفته يرد على أمنيات يوسف المستقبلية :- عروسة مين!! .. بنتى أنا تتچوز واحد من ولادك ليه .. ده بعيد عن شواربك اللى مش موچودة أصلاً
ضحك الحضور على مشاكستهما التى لا تنتهى بينما تدخل جلال الذى يحمل التوأم الأخر بين ذراعيه :- وهى هتلاقى أحسن من ولاد خالها يا فاروق وعندها اتنين تنقى بينهم
أشار فاروق برأسه فى الهواء قائلاً بمرح :- يوووه كتير .. ثم أنى بنتى غالية وهتفضل فى عيون أبوها إكده طوالى
نظر نحو ابنته التى تستكين فى أحضانه بحبه، دفع يوسف بولده الذى يبلغ شهرين نحو فاروق مطالباً :- طب خد شيل عريس بنتك .. وهات القمر ديه أشيلها شوية
لم يتنازل عنها فاروق بسهولة وبعد محايلة قربها منه بحرص وقبل أن يلتقط ابن يوسف الصغير بين يديه، كان الصغير يتشبث بذراع قمر الممدودة
اتسعت نظرات فاروق غيرة على ابنته وقال بتأفف مصطنع :- بَعد يد ولدك عن بتى يا يوسف
قهقه يوسف بمرح مشاكساً وهو يحاول فك أنامل ولده برفق عن يد قمر :- خلاص الواد أختار .. ألف مبروك يا أبو نسب
تناول الصغيرة فوق ذراعه وفاروق يلتقط ابن يوسف بين يديه يناظره بغيظ وتسائل يدعى التجهم :- مين فيهم الواد ديه؟
تنهد يوسف بخفة وقال بلين وعقله يستعيد ملامح والده الراحل :- ده حسين .. حسين البدرى وقمر السمرى
التفت فاروق نحوه وقطب حاجبيه بجدية هذه المرة، يتعجب من هذه المصادفة التى لم ينتبه لها بينما استطرد يوسف :- تفتكر مكتوب لهم يتجمعوا تانى فى حياة أحفادهم
رفع فاروق حاجبيه وهز أكتافه بصمت وكلاهما يبتسم للأخر وينسج خيالات داخل عقله

*******************

عادت لينا إلى روتينها اليومى وساعات دوامها فى المستشفى بعد أن اطمأنت على ولادة أمل وعلى صحة الصغيرة التى شارفت على إتمام الشهر
وفى هذه الليلة تم إستدعائها ليلاً لمتابعة أحدى الحالات التى أجرت لها جراحة فى يوم سابق وبعد الاطمئنان على الحالة وعمل اللازم لملمت أغراضها واتجهت إلى بوابة المستشفى مغادرة إلا إنها تفاجأت بوصول الدكتور شوقى مدير المستشفى فى هذا الوقت على غير عادته فتوقفت تتحدث معه بعد أن ألقت نظره فى ساعة يدها وتساءلت بتعجب
:- مساء الخير يا دكتور .. خير حضرتك مش متعود تيجى فى الوقت ده غير للضرورة
أشار شوقى إلى أحد فريق التمريض وأجابها باقتضاب :- فى حالة مهمة هتوصل دلوقتى
التفت إلى الممرض الذى وقف أمامه وقال بجدية :- بسرعة سرير بعجل يكون هنا فى الاستقبال وحضر غرفة العناية .. يلا بسرعة
استمعت له لينا بهدوء وقررت الانتظار فيبدو أن الحالة خطيرة وتهم دكتور شوقى شخصياً وعليها المساعدة
خلال دقائق معدودة كانت سيارة مسرعة على أقصى سرعة تدلف إلى المستشفى وترجل منها جلال بملابسه المنزلية وشعره الأشعث ودار حول السيارة نحو المقعد الخلفى، فتح الباب وحمل زوجته بين يديه فى حاله إعياء شديد وترجلت خلفه ندى تكاد تركض خلفه بعيون مليئة بالدموع
صاح بأعلى صوته أمام مكتب الاستقبال :- دكتور شوقى فين؟
فى لحظة كان شوقى وخلفه لينا يخرجان من غرفة جانبية، أشار شوقى نحو الممرض الذى قرب السرير ذو العجلات نحو جلال فوضع زوجته برفق عليه
توقفت نبضات لينا هلعاً وعينيها تشاهد مظهره ووضع زوجته التى يرثى لها، أسرع الممرض بدفع السرير المتحرك نحو المصاعد حسب أوامر شوقى والجميع خلفه
ركضت لينا سريعاً خلفهم تسأل جلال بفزع :- حصل إيه مالها يا جلال؟
لم يلتفت لها وهو يسرع بمحاذاة السرير وراحته تقبض على كف زوجته المرتخى وهى غائبة عن الوعى ودلفا للمصعد وأغلق الباب عليهم
داخل غرفة العناية المركزة رفض جلال أن يمس أحد زوجته ومال عليها ينقلها إلى فراش الغرفة برفق ومسح على وجهها بيديه وعينيه تحتضنها بحنان
أزاحه دكتور شوقى جانباً ليتمكن من الكشف عليها فتراجع بعض خطوات للخلف حيث تقف شقيقته الباكية التى تشبثت بذراعه تحاول مواساته ومواساة نفسها
على الجانب الأخر من الفراش كانت لينا تنحنى فوق صفا، تساعد شوقى فى التشخيص الذى رفع رأسه وصاح على عجالة فى الممرضة لإحضار محاليل وأدوية معينة
دارت لينا حول الفراش وبدأت فى مناقشته فى الحالة بلغة إنجليزية مما استنتجته من الكشف المبدئى، هز شوقى رأسه بفهم موضحاً علمه بحالتها الصحية جيداً
هتف جلال بنفاد صبر وارتياع فيهما فلا وقت للحديث :- دكتور شوقى ننقلها حالاً للمحافظة بعربية إسعاف
دلفت الممرضة مسرعة تحمل بين يديها أكياس المحاليل والأدوية، انشغل شوقى فى عمله وأجاب وهو يوصل المحاليل لأوردة صفا الضعيفة :- مش هيعملوا حاجة أكتر من اللى هنعملها .. ولو سمحت أخرج يا جلال
صاح به بانفعال وقلة حيلة أمام عجزه على مساعدة زوجته المريضة :- لأ مش هخرج .. لازم اطمن عليها
وقف شوقى وتركت مهمة توصيل المحاليل للينا وأشار نحو ندى بحزم :- ندى لو سمحتِ خديه بره .. لما تفوق هندهلك يا جلال بس أرجوك سبنا نشوف شغلنا
ألقت لينا نظره خاطفه نحوه مشفقة على حالته وجحوظ عينيه المرتعبة ومشاعرها تعتصر قلبها بعد أن أدركت تماماً مقدار حبه لزوجته، أحنت رأسها تتطلع لملامح صفا الشاحبة بتعاطف، تتمنى لها السلامة رغم صعوبة حالتها
بعد عدة دقائق خرج شوقى بوجه حزين وتوجه نحو جلال الذى أستند إلى الحائط يضم شقيقته إلى صدره وقد تجمع حوله أفراد عائلته الذين وصلوا لتوهم ليلحقوا به
انتبه جلال لخروج شوقى فأعتدل فى وقفته فى انتظار كلمة تطمأنه، وقف شوقى أمامه مطرق الرأس ثم قال بنبرة آسفة وهو يضع يده على كتف جلال مؤازراً :- خليك جنبها يا جلال .. هى محتاجة وجودك دلوقتى
نظر له بعينين تحجر الدمع داخلهما وسأل بلسان أثقله الحزن :- يعنى خلاص ... مفيش أمل يا دكتور شوقى
ربت شوقى على كتفه بحنو أبوى وحاول أن يخفف عنه ببعض الكلمات :- أنت فاهم الحالة من الأول يا جلال .. ربنا يخفف عنها يا بنى ويصبرك
شهقت ندى آلما وأجهشت فى البكاء، شدد من ضمها إلى صدره وقبل رأسها ثم أبعدها عنه وتوجه نحو الغرفة حيث تتمدد زوجته بين الأنابيب البلاستيكية الدقيقة التى أمتدت إلى ذراعها، دلف بهدوء ووقف عند الباب يتأمل وجه زوجته ولينا تقف بجوارها و تمسح على وجهها برفق مشفقة على حالتها
رسم إبتسامة رقيقة على وجهه محدقاً فى ملامح زوجته الرقيقة التى بادلته الابتسامة بضعف بعد أن استفاقت من غيبوبتها، شعرت لينا بدخوله والتفتت له ثم انسحبت بهدوء تترك لهم حرية الوداع
جلس على مقعد معدنى بجوار الفراش وأمسك كفها يقبله بحرارة وحاول التحدث بمرح يغالب دموع عينيه
:- كده تقلقينى عليكِ يا صفا القلب
ابتسمت برقة فى وجهه وأشارت له بضعف :- جرب چارى يا چلال
نهض من فوق المقعد وجلس على حافة الفراش وساعدها على رفع جسدها لتجلس قليلاً وهو خلفها يحتضنها من الخلف باحتواء، أسندت رأسها على كتفه ورفعت عينيها إليه قائلة بصوت واهن
:- أنا بحبك جوى يا چلال وفرحانه جوى جوى إنى بجيت مرتك .. عارف كانت أكبر أمنية فى حياتى أنك تحس بحبى وأكون مرتك قبل رأسها بحب وقد تدافعت الدموع إلى عينيه لا يستطيع السيطرة على مشاعره فى هذا الموقف العصيب وقال بعاطفة حارة صادقة
:- أنا كمان فرحان أوى إنك حبيبتى ومراتى
احتضنت وجنته بحنان والتقطت أنفاسها الهاربة بصعوبة مرددة بهمس :- ربنا يسعدك ويسعد جلبك كيف ما أسعدتنى وفرحتنى بجربك وبحنانك
هربت الكلمات منه وسالت الدموع على وجنتيه فمسحتها برفق بأناملها الرقيقة وجاهدت لترسم ابتسامة ضعيفة على شفتيها وقالت توصية بضعف :- أوعاك تحزن علشانى .. أنا فرحانه جوى وراضية بقضاء ربنا لأن ربنا عطانى كل اللى اتمنيته وزيادة كمان .. چلال يا حبة جلبى عيش و أفرح وأتزوچ وهات ولاد كتير وأفرح بيهم ولما تكبر وتشوف ولاد ولادهم .. هتلاجينى مستنياك أهناك
قبل وجهها ودفن رأسه فى عنقها هامساً بحب :- سامحينى على تقصيرى معاكِ يا صفا القلب .. أنا بحبك والله بحبك أوى
لفت ذراعها حول رأسه تحتضنه بقوة واهنة وهمست بضعف :- عمرك ما جصرت أمعاى .. أنت تستاهل كل خير وأنا بحبك
صمتت لبرهة تلتقط أخر أنفاسها فى الحياة ورددت هامسة أخر كلماتها :- أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
أغمضت عينيها ببطء وقد سقطت يديها من حول رأسه فصرخ متألماً باسمها وأجهش فى البكاء وقد اعتصر جسدها بين يديه
صرخت دفعت ندى لتدلف بتلهف وحين رأته هكذا أطلقت صرخة ملتاعة وأسرعت بجواره تلتقط كف صفا بغير تصديق
ومن خلفها دلف الجميع إلى الغرفة يتقدم شوقى الذى تناول كف صفا من يد ندى يتفحص نبضها ثم رفع رأسه بحزن مردداً
:- إنا لله وإنا إليه راجعون
تعالت أصوات البكاء فى الغرفة وجلال يحتضن زوجته بقوة يهز جسده مع جسدها برتابة ودموعه تسيل فى صمت، نظر شوقى متعاطفاً نحوهما ثم نظر نحو يوسف الذى يقفل ذاهلاً غير مستوعب لما يحدث ولماذا يحدث، أشار شوقى نحوه ليتدخل
فتقدم نحو جلال يربت على ظهره ويواسيه محاولاً جذبه بعيداً عن جسد زوجته ولكن جلال رفض أن يفلتها من بين يديه، وقف يوسف حائراً ونظر نحو ندى وعمته أصيلة التى أصرت على الحضور طالباً المساعدة لعلهم يستطيعون التأثير عليه
فاقتربوا منه محاولين تهدئته بالكلمات والدعاء، سحب نفس طويل بقوة وكأن الهواء توقف عن الدخول إلى رئتيه وعاد يتنفس من جديد، استغل يوسف الفرصة ومال عليه هامساً
:- سيبيها يا جلال فك إيديك عنها .. هى بين أيادى الرحمن ما تخفش عليها
رفع جلال عينيه بشرود وآلم نحو يوسف يحاول إستيعاب الكلام ثم استجاب له ببطء ووضع رأس زوجته الراحلة برفق فوق الوسادة ثم نهض ببطء وجذب الغطاء فوق جسدها بعد أن قبل جبينها مودعاً وسار منكس الرأس بين أفراد أسرته المنتحبين بالبكاء حتى وصل أمام لينا التى وقفت بجوار باب الغرفة تكتم بكائها بيدها وعينيها مليئة بالدموع، مر بجوارها وكأنه لا يراها غير أنها مدت أناملها تمسح على ذراعه مواسيه إياه قبل أن يغادر غارقاً فى أحزانه

***************

قـــــــراءة ممتـــــــــعة ❤




سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-01-22, 11:27 PM   #2209

ولاء حنون

? العضوٌ??? » 400875
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » ولاء حنون is on a distinguished road
افتراضي

موت صفا كان متوقع جدا ، بس المشهد صعب جدا
💔💔💔


ولاء حنون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-22, 11:28 PM   #2210

دانه عبد

? العضوٌ??? » 478587
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 513
?  نُقآطِيْ » دانه عبد is on a distinguished road
افتراضي

ماتت صفا 😢😢😢 فصل رائع تسلم ايديكي

دانه عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:39 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.