آخر 10 مشاركات
آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          420 - الوجه الآخر للحب - روبين دونالد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الثأر -ج3 من سلسلة بريد الشتاء- للكاتبة الأخاذة: هبة الفايد [زائرة ] *كاملة&بالروابط* (الكاتـب : هبةالفايد - )           »          إنه انت * مكتملة * (الكاتـب : الكاتبة الزرقاء - )           »          وَرِيث موريتي(102) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء1 من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4154Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-03-21, 05:34 PM   #761

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل

سما صافية likes this.

زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-21, 07:58 PM   #762

همس القوافي

نجم روايتي وراوي القلوب .. أيقونة كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية همس القوافي

? العضوٌ??? » 439514
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 4,318
?  نُقآطِيْ » همس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond reputeهمس القوافي has a reputation beyond repute
افتراضي

[quote=سما صافية;15368141]
خاطرة بقلم الرقيقة همس القوافي ♥️
تصميم الجميلة ايمى حسين ♥️


[IMG][/IMG]

مساء الخيرروالسعادة عزيزتي سما
وكل متابعاتك الكريمات
واعتذر جدا عن عدم تمكني من التواجد.هذا الاسبوع
فقد كنت امر ببعض الظروف عزيزتي
ولم يتنسى لي شكرك انت وايمي حسن على التصميم الرائع
سلمتمها عزيزتي ومن اعماق قلبي لكما الشكر الجزيل
ولولا صدق الاحساس ماخطت الكلمات
فدمت ودام ابداع قلمك
بانتظار القادم باذن الله ولك مني وللحاضرات اجمل التحايا

سما صافية likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 04-03-21 الساعة 12:49 AM
همس القوافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-21, 10:02 PM   #763

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل العشرون
**********


تجلس على طرف الفراش تطالع وجهها فى مرآة الزينة التى تقابلها فى الغرفة، لقد تبدلت ملامحها وشحب وجهها وبهت لونه، انطفأت القوة من نظراتها واختفت البسمة من فوق شفتيها
لقد أصبحت كالمريض البائس الذى ينتظر الموت بفارغ الصبر، ولما لا وقد تم قبرها بالفعل داخل جنبات هذا القبر الموحش
نهضت من مكانها ومازالت نظراتها تجرى على جسدها الذى يلتف بعباءتها السوداء التى لا تخلعها إلا قهراً بأمر سجانها، الذى يحمل عقد حريتها .. توقفت نظراتها عند بطنها المسطحة واستعاد عقلها اتصالها الهاتفى مع والدتها منذ لحظات
:- أنتِ متوكدة يا أماى ... كيف يُحصل ديه؟
جاء صوت والدتها عبر الأثير قائلة باستغراب
:- هو إيه اللى كيف!! ... أنتِ حرمة ومتچوزة هيكون كيف يُحصل يعنى
برقت نظرات شموع البائسة، تتجول بنظراتها على محتويات الغرفة بضياع وقالت بدهشة
:- حمدى بيعطنى حبوب منع الحمل بيده ... لاچل ماخلفش ... مش ممكن يكون اللى حاسة به ده حمل ... يمكن برد ولا ... ولا أى حاچة لكن حمل لاه
جاء صوت والدتها متلهف وكأنها وجدت الحل والخلاص لابنتها مما وقعت فيه بسبب خطأها الشخصى واستسلامها لزوجها الطامع قائلة
:- بجولك حبلى هو أنا صغيرة ومش هعرف ... بجالك ياچى شهر متچوزة ليه ميحصلش حمل ... ده أمر الله
ضيقت شموع عينيها تفكر بهدوء مع نفسها رغم ثرثرة والدتها التى تطن فى إذنها "ربما لأنها لا تلتزم بتلك الأقراص فى حالة عدم وجوده لذا حدث الحمل!! ... ربما ولكنها لاترغب فى هذا الحمل ... لاترغب فى طفل يربطها بهذا البغيض"
واصلت والدتها حديثها ناصحة لابنتها
:- اسمعى يا شموع ... العيل ديه هيرفع راسك ... حمدى هيضطر يعلن الچواز ووجتها ترچعى البلد وتعيشى أحسن عيشة كيه (مثل) كبارات البلد ... خصوصى أنه طلج مرته
هزت شموع رأسها برفض وقنوط وقالت بصوت خافت
:- حمدى مش رايد عيال من أصله ... كان أهتم بعياله من مرته الأولانية .. ده بيچرى ورا مزاچه وبس ... ولو عرف أنى حملت مش بعيد يـ...
صمتت شموع تفكر بلمعة تزداد توهج فى مقلتيها بينما أسرعت والدتها ناصحة بخنوع وتخوف
:- يبجى بلاش عيال يا شموع ... إحنا مش جد شره يابتى ... نزلى العيل ... أنا هسأل الداية كيف تنزلى العيل وأجولك
لم تستمع شموع لكلمات والدتها فعقلها كان فى مكان أخر يدبر حل للخلاص من هذا الجحيم

عادت شموع من أفكارها لتعاود الحملقة داخل المرآة وكفيها تتحسسان بطنها وكلمات والدتها التى تحثها على التخلص من الجنين تدق برأسها "هل تستطيع التخلص من طفلها مهما كان بغضها لوالده!! ... كيف تستطيع التخلى عن قطعة من جسدها وتبترها بإرادتها؟؟"
رفعت مقلتيها تطالع إنعاكس عينيها فى المرآة وقد لمعت بشعاع العزم والقوة، قوة كانت تمتلكها يوماً وحُكم عليها بالإعدام فى هذا الحبس الانفرادى
سيكون جنينها هو سبيلها للخلاص، فإن كان حمدى لن يقبل بالطفل فهى ستتمسك به ولن تتنازل عنه وحينها قد يُطلق سراحها، أو يُنهى حياتها وفى كلا الحالتين حياة

**************


منذ يوم أمس ودمائه تغلى داخل أوردته، قلبه توقف عن النبض أو ربما غادر مثلما غادرت حبيبته، غادرت دون لقاء أو وداع وكأن ما بينهما لم يكن
لم يغمض له جفن طوال الليل هناك جزء مفقود من روحه التى تتوق للوصال، أنزل ساقيه على الأرض جالساً فوق فراشه والتقط هاتفه المحمول من فوق الكومود بجانبه، يطالع شاشته بحثاً عن أى رسالة منها أو حتى مكالمة فائتة رغم تحققه من هذا الأمر كل خمس دقائق تقريباً
رفع حدقتيه نحو ضوء الشمس المتسلل إلى غرفته عبر النافذة وزفر حزناً، عليه أن يلتقى بها ولو للمرة الأخيرة لعل قلبه يهدأ داخل صدره
ضغط أزرار هاتفه المحمول فوق اسمها ليتم الاتصال، بعد لحظات قليلة كانت تجيب بلهفة عليه هاتفه بحروف تقطر بالدمع
:- جلال ... جلال عامل إيه؟ ... طمنى عليك
أرخى جفنيه بثغر ملتوى وابتسامة باهتة وقال لائماً
:- وأنتِ حاولتِ تطمنى عليا يا لينا ... أنت مشيتى من غير حتى ما تبصى وراكِ (انخفض صوته أكثر يواصل عتابه) من غير وداع
هزت رأسها بقوة نافية هذه التهمة عنها، إنها تعانى منذ رحلت عن البلدة ولم يهدأ قلبها ولا عقلها عن التفكير ... قالت بصوتها المجروح من البكاء طوال الليل
:- غصب عنى يا جلال أنت عارف ... أنا حاولت كتير بس بابى رفض أروح المستشفى كان متأكد إنك هناك ... أنا أول مرة أشوفه عنيد بالشكل ده
طأطأ رأسه وتنهد بيأس يشعر بما تعانيه فهو يعانى مثلها، قال متفهماً موقف والدها
:- والدك عمل الصح يا لينا ... أنا فاهم اللى فى دماغه لكن غصب عنى مش قادر أستحمل ولا استوعب بعدك عنى بالشكل ده
جففت دموعها بظهر يدها، وسحبت بعض من الهواء إلى رئتيها فى محاولة لتستعيد هدوئها وقالت مؤيده
:- أنا فاهمة يا جلال وحاسة بك ... كان نفسى أشوفك (انخفض صوتها تردد بلوعة قلب جريح) هتوحشنى أوى يا برتقان أفندى
أسبل جفنيه يستعيد صورتها فى خياله بابتسامة حنين وهمس عبر الأثير بلوعة
:- وأنتِ وحشانى من دلوقتِ يا برتقانة هانم
كتمت صوت انتحابها بكف يدها وأغمضت جفنيها على سمائها المحملة بالأمطار الهاطلة، ساد الصمت بينهما لبرهة قطعها جلال قائلاً بلهفة فى محاولة لايجاد حل قد يُشبع ولو قليل من اشتياقهم لبعضهم البعض
:- اسمعى يا لينا بكرة هنزل العاصمة وأشوفك ... أنا مش عارف ممكن نتقابل أمتى تانى
فتحت جفنيها تسمح لدموعها الحبيسة بالمرور وقالت بصوت مشروخ خافت
:- يا ريت ياجلال ... أنا مسافرة الفجر لألمانيا
هب واقفاً فى مكانه وصرخ فى الهاتف برفض
:- الفجر!! ... أزاى يا لينا وليه السرعة ديه
تناولت منديلاً ورقياً من جانبها، تمسح دموعها وأنفها لتوضح له ما حدث بعد خروجهم من القرية
:- مامى كانت تعبانة جداً ومخبية علينا عشان مانقلقش عليها ... ولما عرفت أننا هنرجع فى كل الأحوال قالت الحقيقة وبابى صمم إننا لازم نسافر بسرعة نطمن عليها ... ونزل حجز تذاكر على أول طيارة مسافرة
حرك جلال رأسه نفياً بقنوط وردد بنبرة يأس
:- بالسرعة ديه؟ ... بالسرعة ديه يا لينا
وضحت له الأمر بكلمات بسيطة
:- إحنا مواطنين ألمان ومعانا الجنسية مش محتاجين فيزا ولا تأشيرة عشان ندخل البلد
مسح على جبهته عدة مرات، لايستطيع أن يترك البلدة فى هذا الوضع، لا يستطيع أن يتخلى عن مسئولياته تجاه أسرته
جاء صوتها بنبرة عزاء هامسة بتأجج مشاعرها
:- جلال ... أنت أول انسان دخل قلبى ومش هتخرج منه أبداً
اعتصر عينيه كما يُعتصر قلبه ألماً بين جنباته الأن وردد بحرقة نيران هواه المعذب وقلبه المشروخ
:- وأنتِ هتفضلى برتقانتى اللى محبتش ولا هحب غيرها
تراقص قلبها طرباً وابتسمت عينيها رغم عبرات الأسى والفراق التى تنهمر منهما دون توقف

**************

عند البوابة الحديدية لمنزل عائلة االبدرى وقف الحداد يُكمل عمله لإعادة البوابة لأفضل من السابق يساعده يداً بيد الحارس العجوز وبجانبهم وقف طه وجلال يراقبون العمل ويتبادلون الحديث عن تطورات العمل فى المزرعة وحديقة الفاكهة
:- ماتجلجش على المزرعة واصل ... أنا هناك كل يوم وحسام كمان بيعدى يطمن على الشغل كل كام يوم ... والحمدلله الشغل ماشى تمام
هكذا وصف طه سير العمل فى مزرعتهم الجديدة، أومأ جلال ببطء وعقله يشرد منه فى مئات المهام الذى عليه إنجازها، حديقة الفاكهة الذى أهمل العمل بها لولا وجود مصطفى رئيس العمال وعوض وبالتأكيد جاد الذى ظهر فى الوقت المناسب، كما عليه الاهتمام بمشاكل العائلة خاصة فى وضع يوسف الصحى وأخيراً عليه الاهتمام بحالة قلبه الممزق بين حبيبه راحلة لا يعرف متى يحين اللقاء وبين عادات وتقاليد قريته
تنفس بقوة وهو يربت على كتف طه بخفة قائلاً بامتنان
:- أنت قدها يا طه ... أنا عارف متقل عليك بس أنت شايف الظروف
جعد طه جبينه وحدجه بنظره معاتبة قائلاً بلوم
:- كيف تجول إكده يا چلال ... أنت شايف إن فى بينا فرج
ضغطت كلمات جلال الغير مقصودة على وتر طه الحساس وذكرته بالفرق الاجتماعى بينهم فتهيجت مشاعره القديمة وشعر بضآلة شأنه رغم كل شئ فجاءت كلمات جلال برداً وسلاماً على قلبه وهو يضع كلا كفيه على كتفى طه يرج جسده الممتلئ رجاً وكانت لهجة العتاب هذه المرة من نصيب جلال
:- فرق إيه اللى بتقول عليه ... ده إحنا أكتر من الأخوات ... ربنا رزقنى بك أنت ويوسف سند ليا (خبط على كتفه بقوة مضيفاً) كتف أستند عليه ... بلاش الحساسية ديه يا شريكى
غمز جلال بعينه فى نهاية كلامه بمشاغبة فهو أعلم بحساسية وحياء طه الذى رمقه بحرج وحرك رأسه على غير هدى بينما أضاف جلال بمرح
:- أنت مش شريكى فى الشغل وبس يا طه ... ده أنت شريك عمرى وكل ذكرياتنا سوا (دفع بسبابته فى جانب رأس طه مردداً بمشاغبة) بلاش المخ الصعيدى اللى بيغفلج دِه
اتسعت ابتسامة طه وخبط على ساعد جلال عدة مرات قائلاً بصدق
:- ربنا العالم أنا بعتبرك أكتر من أخ يا چلال ... ده اللى بينى وبينك أكتر من اللى بينى وبين أخوى ابن أمى وأبوى
نفخ جلال بفارغ صبر وهتف بوجهه مشاغباً
:- يبقى مش كل شوية تجننى بحساسيتك ديه ... أنا مش ناقصك يا دكتور البهايم
ضحكوا سوياً بمرح ثم استدار جلال يتابع العمل على البوابة بينما طه يقف بابتسامة لطيفة وقد استعاد ثقته بنفسه التى تتزعزع دائماً داخل جدران هذا المنزل
رفع رأسه يستنشق الهواء بقوة فأشرقت الشمس فى عينيه حين وجد دفء قلبه تتهادى هابطة الدرجات القليلة للمنزل ووصلت للحديقة، تتقدم نحوه بخطوات هادئة وابتسامة عذبة
ألقت السلام بصوتها الهادئ الرقيق فرد طه التحية بلهفة بأحسن منها واستدار جلال نحوها متسائلاً
:- هتروحى الشغل النهاردة يا أستاذة!!
أومأت برأسها ونظرها موجه نحو ابن خالها مجيبة
:- أيوه ... بكفاية غبت إمبارح ... إن شاء الله مش هتأخر وهاخد كام يوم أچازة كمان
هز جلال رأسه موافقاً وقال مؤيداً بتوضيح
:- كويس ... أمل محتاجكم جنبها اليومين دول عشان تاخد على البيت ... لغاية مانشوف إيه اللى هيحصل
أومأت ياسمين متفهمة بينما تدخل طه الذى يقف فى مواجهتهم وقال مادحاً فى معلمة قلبه الحب
:- أستاذة ياسمين كلاتها ذوج وتفهم فى الأصول مليح
حولت نظرها نحو طه بابتسامة رقيقة وتذكرت ارتباكه ونظراته لها بالأمس والتى تماثل نظراته الأن ولا تفهم لها سبب ... تعلم أنه يقدر عائلتها ويوقر والدتها ولكن تلك النظرات التى يخصها بها مختلفة، غامضة ولا تعرف ماذا يعنى بها!!، هل من الممكن أن يكون ...!!
طأطأت رأسها بخجل لتفكيرها الذى ابتعد كثيراً، لايمكن أن يعجب بها طه الذى لم يسبق له الزواج ... بالتأكيد لن يفكر بها كزوجة، ولن تقبل بها عائلته، لابد أن ما تراه فى عينيه هذا مجرد إعجاب بشخصيتها فقط
سعلت بخفة حين وجدت نفسها مازالت تقف أمامهم، حاولت أن تخرج صوتها الخجول وألقت عليهما السلام ثم واصلت طريقها مغادرة المنزل تشيعها نظرات العاشق الولهان

***************

فى جناح كبير فى الدور الثالث بالمنزل كان يخص والد جلال فى حياته وظل مغلق حتى يقرر جلال الزواج، والأن تم فتحه وتنظيفه لاستقبال أمل حتى تكون بجوار شقيقها بنفس الدور
كانت أمل تقف أمام النافذة، خلف شق صغير من بين الستائر المسدلة تنظر إلى الخارج، من هنا تستطيع أن ترى قمة منزل السمرى من بعيد
تُرى كيف حال أبنائها الأن وماذا أخبرهم والدهم عنها؟ كيف يأكلون وكيف يتولوا أمورهم بدونها؟ أين كان عقلها حتى تبتعد عنهم بهذا الشكل؟؟
والأن تقطعت سبل العودة بعد أن تركها فاروق بهذا الشكل وبعد أن وقفت أمامه متحدية وانفجرت فى وجه بكل ما يعتمل بصدرها
حتى الأن لاتصدق أنها فعلت كل هذا، لم تتخيل فى أكثر أحلامها جموحاً أن تقف أمامه وتصرخ فى وجهه كما حدث
طرقات منغمة على باب الغرفة دفعتها للتحرك لتفتح الباب، اتسعت ابتسامتها حين وجدت شقيقها أمامها ومازالت ذراعه معلقة حول عنقه بالداعم الطبى، ابتسم فى وجهها ثم مد أنامله وداعب ذقنها قائلاً بمرح
:- لسه نايمة يا قمر ولا إيه؟
حركت رأسها نفياً وأجابته بخفوت
:- لاه ... أنا بصحى من البدرية
دلف بضع خطوات للداخل وقال يمازحها بنبرة عتاب
:- وحابسه نفسك ليه هنا مادمتى صاحية ( وضع ذراعه السليمة على كتفيها يحتويها بحنو مردداً بتأكيد) ده بيتك يا أمل اتصرفى بكل حرية وكل اللى هنا عيلتك وبيحبوكِ ... وأكيد أنتِ حسيتى بكده
سحب ذراعه من فوق كتفها ووقف أمامها مباشرة يواصل حديثه بهدوء وجدية
:- من كام شهر جيت البلد ديه وأنا وحيد ومليش حد فى الدنيا ... والعيلة ديه احتوتنى ... وبسرعة لقيت نفسى فرد منهم (مد كفه يلتقط كفها يضغط عليها بخفة مؤكداً) وأنتِ كمان فرد من العيلة ديه ... اندمجى معاهم وماتخفيش أخرجى من القمقم اللى كنتِ فيه
اقترب خطوة ورفع كفه خلف رأسها ليقول بكل مشاعره الصادقة
:- كلنا هنا بنحبكم ... بس محدش هيحبك قدى يا أحلى أخت فى الدنيا
قرب رأسها لشفتيه يلثم جبينها بحب ثم ابتعد يطالعها بابتسامة وقد تورد خديها بلون الخجل وتقبضت كفيها بحرج، مازالت لم تعتاد هذه اللمسات من رجل ولم تستوعب شعور الأخوة بالكامل
حرك يوسف نظراته على جسدها، يتفحص عباءتها المنزلية ذات اللون الأخضر الفيروزى الذى يناسب بشرتها الفاتحة اللون وغمز لها مغازلاً
:- إيه الجمال ده ... العباية لايقة أوى عليكِ يا أمولة
برقت عينيها بنظره تعجب (أموله) لم يسبق أن دلل أحد اسمها سوى لينا، أما رجال بلدتهم فلا يستخدمون اسماء التدليل ولا يظهرون مشاعرهم خاصة فى العلن
أخفضت نظرها نحو ملابسها بسعادة وقالت موضحة
:- كتر خيرها ياسمين .... عطتنى عباية چديدة من عنديها
طالعها بحب قائلاً
:- مبروك عليكِ ... ومن بكره ننزل المحافظة نشترى كل اللى تحتاجيه
زاغت نظرات أمل بارتباك "تخرج لشراء احتياجاتها بنفسها" لا تذكر أنها قامت بهذا الفعل من قبل سوى مرة واحدة قبل زواجها من فاروق بأيام، اصطحبها إلى المحافظة لشراء ما تريده العروس تحت إشرافه ومراقبته، لقد أدركت الأن سبب حبسها بمنزل السمرى لسنوات طويلة ... كانوا يخشون أن تكتشف كذبتهم وتفر لأهل والدها يوماً ما
لمح يوسف ألبوم الصور الذى تركه معها بالأمس على جانب الفراش فسألها قاطعاً أفكارها
:- اتفرجتى على الألبوم كله؟
تحركت نحو الفراش والتقطت الألبوم وفتحته على صورة لوالدها فى شبابه يقف وسط أحد الحقول فى البلدة بابتسامة مشرقة تردد ظلها داخل مقلتيه، طالعت الصورة بحنين راغبة فى اختراقها وإلقاء نفسها بين هذه الضلوع التى تمثل الدفء والحنان
مررت أناملها على وجهه وقد نبتت الدموع بمقلتيها وابتسامة عذبة تضئ ثغرها اشتياقاً لأب غادر عالم الأحياء منذ زمن وفات أوان اللقاء
خرج صوتها متحشرج من تدفق مشاعرها قائلة
:- تشبه كتير يا يوسف
تقدم نحوها يضم ساعدها ليقربها إلى صدره ويطالع الصورة معها وقال بحنين
:- بيقولوا اللى خلف مامتش ... يظهر عندهم حق
رفعت نظراتها نحو وجهه تبتسم بحنان وقالت بصدق
:- العمر الطويل لك يا خوى
قبل أعلى رأسها وتنهد بقوة ثم قال هارباً من تلك المشاعر التى تتدافع على قلبه وقال مشاكساً
:- بقولك إيه يلا نفطر أنا هموت من الجوع وشمس نزلت تحضرلنا الفطار ... أحنا لو فضلنا نتكلم مش هنخلص كلام أبداً
وضعت الألبوم بعناية جانباً وتحركت معه نحو بهو المنزل حيث أسرتها الجديدة التى تحيطها بالحب والرعاية

****************
يتبــــــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-03-21, 10:02 PM   #764

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

فى منزل أخر من القرية كان يجلس أحمد بعيون مسهدة فى بهو منزله، لم يستطع النوم ليلة أمس وشقيقه حبيس جدران بالية
لم ينجح محامى العائلة فى الحصول له على إفراج بضمان إقامته أو حتى بكفالة فحسب كلام الضابط أنه لا يستطيع الإفراج عنه إلا عند انتهاء التحقيق وحينها أما تثبت التهمة عليه فيستمر حبسه أو تتم تبرئته
أراح رأسه للخلف على مسند مقعده مغمض العينين، مرهق الجسد حين اقتربت زوجته منه ولمست كتفه بأناملها قائلة
:- أطلع غفل شوية يا أحمد ... مغمضش لك چفن طول الليل
فتح مقلتيه يناظرها باجهاد ثم عدل وضع رأسه وقال بارهاق
:- مفيش وجت ... هغير خلاجاتى وأروح على النجطة ... حضرتى الوكل لأخوى
استدارت حوله وجلست فى مقعد مقابل له مجيبة بنبرة عادية
:- كل شئ چاهز ... كيف ماجولت
أومأ برأسه فى صمت بينما واصلت حديثها تقذف بلهيبها على زوجة شقيقه
:- منها لله اللى كانت السبب ... كيف تُهرب وتفضح چوزها وتفضحنا كلاتنا ....لاه وكمان يتجبض على خوك ويترمى فى الحچز ... حرمة جليلة الأصل
لم يلتفت لحديثها الذى لا طائل منه حتى طال لسانها اللاذع الكلمات ابنة عمته وزوجة شقيقه وهو أعلم بمكانتها لدى شقيقه لذا حول مقلتيه نحوها يرمقها شزراً وقال يضغط على حروفه
:- أمل بنت السمرى وتربية أمى اللى هى خالتك ... يعنى مش جليلة الأصل يا نچوى ... وكفى لسانك عن الحديت ده بدل ما ينولك منى اللى مش هيعچبك واصل
اتسعت مقلتيها أمام تهديده وابتلعت ريقها ببطء ثم قالت بمداهنة
:- أنا مش جصدى يا خوى ... إنما الحرمة مالهاش غير چوزها وولادها ... حد يعمل عملتها ديه
رفع حاجبه يحدق بوجهها بتحذير صامت، فزمت شفتيها وهربت بنظراتها بعيداً عنه، نفض جلبابه بنفاد صبر وقال بتقرير
:- ولاد أخوى هيطلعوا من المدرسة على إهنا ... هيفضلوا معانا كام يوم لحد فاروج ما يعاود
شهقت باستنكار وعادت بنظرها نحوه هاتفه برفض
:- كيف يعنى ... دول رچال كيف يباتوا ويا بناتك يا أحمد
لوى شفتيه بما يشبه ابتسامة باهتة ساخرة وأجاب على كلامها بتهكم
:- رچالة!! ... فارس أبو سبع سنين وياسين تسع سنين بجوا رچالة
حركت عنقها تؤكد على حديثها ولسانها ينطلق من جديد مقارعة
:- حتى لو عنديهم سنتين ...ماهو لو كان عندينا واد ولا تنين كان ماشى لكن عندينا بنات يا أحمد ... أنت ناسى نواره أصغر من فارس بسنه واحدة وفچر أصغر منيهم كمان
نقر بأصابعه على مسند مقعده، يرمقها بصمت لايحتمل الجدال ولا طاقة له بنقاش وخاصة وهى تسير بمجرى الحديث نحو موضوعها المفضل الذى لا ينتهى، حول إنجاب الذكر الذى سيشد ظهرها ويرفع رأسها بين الناس، لذا قال بحسم يُنهى الحديث
:- وضبى أوضة نواره لولاد أخوى ... ونواره هتنام مع أخواتها الكبار ... العيال صغار وكيف الأخوات ... وبلاش عجلك المريض ده يصورك حاچة أكتر من إكده
نهض من مكانه وصعد لغرفته يبدل ملابسه ليغادر المنزل بينما تابعته بنظراتها المعترضة على قراراته

*************

يدور داخل غرفة مغلقة منذ ليلة أمس، حبيس الجدران وحيد بعد أن قام الضابط بحبسه بغرفة بمفرده بسبب حاله الهياج التى انتابته أثناء التحقيق معه حتى أن الضابط أنهى التحقيق دون استكماله
جلس على مقعد خشبى أمام طاولة خشبية صغيرة فى الغرفة الشبه خالية سوى من بعض الأثاث البسيط المكون من مقعدين خشبين وطاولة خشبية وفراش معدنى صغير
يبدو أنها غرفة يستخدمها الضباط للراحة والنوم أثناء النبطشيات الليلية، زفر بقوة وحرك رأسه نحو النافذة الجانبية ذات القضبان الحديدية المغلقة
لولا مكانة أسرته بالبلدة لكان بالحجز الأن وسط المجرمين، مسح بكفه على وجهه، لا يعرف كيف ساءت الأمور لهذه الدرجة، الهوة بينه وبين زوجته تتسع أكثر وأكثر، تبتلع معها كل ما هو جميل بينهما والبعد أصبح هو الواقع الذى يحياه
لن تعود معشوقته بعد أن تحطم قلبها ولن يستعيدها بعد أن هشمت كبرياؤه والضحية هنا هم أبناء عمرهم وعشقهم
أستند بمرفقيه على الطاولة الخشبية ودفن وجهه بين كفيه، كيف حال أبنائه الأن بعد أن فقدوا أبويهم؟ وكيف حال زوجته فى منزل والدها بين أسرتها الجديدة
لوى شفتيه بسخرية عند هذه الخاطرة، قضى عمره يخشى أن تعلم حقيقة أسرتها فتلجأ إليهم وتتركه وبعادها عنه هو الموت ذاته وها قد وقع ما يخشاه وتذوق سهام بغضها الموجة لخافقة
تنهد بلوعة و رفع وجهه إلى السماء يتوسل إلى الله "أعوذ بك من قهر الرچال"

*************

استقرت أمل فى منزل والدها تتجول بنظراتها بين جنباته تطالع الوجوه المبتسمة البشوشة تشعر بالحماس لحياة جديدة تختبرها لأول مرة ولكن حنينها وقلبها فى مكان آخر، هناك ... عند ولديها و .. وزوجها ... زوجها قاسى القلب
تنهدت بلوعة والاشتياق يحرق جنباتها مرخية جفنيها بقنوط، تشتاق لأولادها ... تشتاق حد الموت لم تفارقهم يوماً فكيف تعيش وتتنفس فى بعدهم
ربته حنونة على ساقها انتشلتها من أفكارها ففتحت جفونها تطالع الوجه الطيب والبسمة البشوشة على وجه عمتها أصيلة التى قالت بثقة ودعم نفسى دون أن تخوض فى تفاصيل كثيرة
:- ربنا يجرب البعيد ... وتتچمعى على أحبابك مرة تانية
نزلت كلماتها كالماء الزلال على صدرها وكأنها بشارة تريح قلبها الموجوع فابتسمت فى وجه عمتها وربتت على كف عمتها المتغضن وقالت برجاء
:- أدعيلى يا عمة ... جلبى هيتخلع على ولادى
سحبتها أصيلة إلى صدرها تضمها إلى أحضانها، تمرر كفها على رأس أمل ولسانها يتمتم بكلمات الله وآيات الرقية لعل قلبها يهدأ بعض الشئ
فى هذا الوقت كان يوسف فى ركن أخر من البهو يتحدث عبر الهاتف مع جلال بعد أن أنهى مكالمته اليومية مع صديقيه بالقاهرة التى يتابع من خلالها أخبار عملهم المشترك ويطمئنوا على حالته الصحية وفى كل مرة يؤكد عماد رغبته فى الزيارة إلا أنه يخجل من العمة أصيلة وياسمين شاعراً بالذنب تجاههما بعد تراجعه عن الزواج
أثناء الحوار الهاتفى بين يوسف و جلال دلفت ندى إلى بهو المنزل وتقدمت نحو عمتها وأمل الجالستان فى منتصف البهو تطالعهم بنظرات مرتبكة لاحظتها أصيلة فتساءلت بتخوف عن سبب ارتباكها
ناظرت أمل بتردد ثم قالت بحرج
:- أنا لسه راجعة من الجامعة والبلد مقلوبة
انتبه يوسف لحديث ندى فأشار نحوها من مكانه البعيد برأسه نفياً حتى لاتواصل الحديث عما يحاول إخفائه منذ الصباح عن أمل ولكن ندى لم تنتبه له وأكملت حديثها بتلعثم
:- بيقولوا البوليس قبض على .... فاروق السمرى بتهمة محاولة قتل يوسف
شهقت أمل بفزع وهبت واقفة فى مكانها هاتفه بعدم تصديق، تخبط على صدرها بغير وعى
:- لاه ... مش ممكن فاروج يعمل إكده .... مش ممكن أنا خابراه مليح
رمقتها ندى بتعاطف وندم إنها من نقلت إليها هذا الخبر لكن مما رأته منها بالأمس ظنت إنها لم تعد تحبه أو تريده ولكن يبدو إنها كانت مخطئة، لذا تقدمت نحوها تربت على ظهرها برفق تؤازرها فى حزنها بينما ظلت أصيلة مكانها تحوقل بخفوت
خرجت شمس من المطبخ على صوت هتاف أمل فرأت يوسف يتقدم نحو شقيقته بعد أن انهى مكالمته الهاتفية وجذبها لصدره يحاول طمأنتها بكلمات هادئة
أسرعت شمس بإحضار كوب من الماء وقدمته لأمل التى جلست مرة أخرى بجوار عمتها مصدومة مما سمعت وحولت نظرها نحو شقيقها تتسائل بضياع
:- صُح الحديت ده يا يوسف ... فاروق مجبوض عليه
زفر يوسف بقلة حيلة، عليه التوضيح لها بعد أن انكشفت الحقيقة أمام أمل فقال بضيق
:- للأسف صحيح يا أمل ... الظابط بيقول أن فاروق متهم بمحاولة قتلى وفى دليل إدانة ضده
ظلت على صدمتها للحظات عقلها لا يستوعب كيف يحاول زوجها قتل شقيقها، ألم يراعى أى خاطر لها ... هو يعلم جيداً أنه شقيقها كيف يفعل ذلك فى خال أولاده هل وصل به الحقد والقسوة لهذا الحد!!
لم يعد فاروق الذى تعرفه وتعشق أنفاسه، لم يعد فاروق الذى أحبها وبادلها الحب منذ الصبا، لم يعد فاروق زوجها ووالد أطفالها
لم تتحمل كبت مشاعرها داخل صدرها أكثر من ذلك فانفجرت ببكاء مرير يجرح نياط القلب، تُخفى وجهها بكفيها تحاول كتم شهقاتها المتألمة من الخروج
أقترب يوسف منها وجلس بجوارها يحتويها بذراعه الحرة يقبل رأسها ويواسيها بينما اقتربت ندى وانحنت تقبل رأسها معتذرة عن تسرعها فى نقل هذا الخبر لها
رفعت رأسها بعد دقائق تطالع وجه يوسف بحيرة، شعورها ويقينها ينفيان هذا الأمر، قلبها يأبى الصمت، يريد الصراخ والكلام وهى من جبلت على الصمت والسكون ولكن الأن وقت الكلام، وقلبها يخبرها أن فاروق برئ وقلبها لن يخطئ أبداً
خرج صوتها بنبرة متوسلة وعينيها تذرف الدمع
:- فاروج مش ممكن يجتل حد يا يوسف أنا خابراه مليح .. بيغضب ويتعصب بسرعة بس جلبه أبيض مش ممكن يجتل بنى آدم ... مش ممكن يا يوسف ... أنا واعية ليه من وهو صغير ... فاروج مش چبان عشان يضرب ويستخبى
نكس يوسف رأسه يتذكر تهديد فاروق له بالقتل حين زارهم بمنزل السمرى "أخبره أنه لو أراد قتله لفعلها وجهاً لوجهه ولن يخشى شيئاً"، رفع رأسه يتفحص وجه شقيقته الذى مازال يحمل أثار ضرب فاروق لها، لكنها تتحدث بثقة لا تتزعزع فى زوجها
أحتار عقله فى إيجاد الحل، وبدأ فى اعتصار ذاكرته حتى يتذكر لحظات الحادث التى سقطت من ذاكرته، يحتاجها الأن وبشدة
مرر أنامله على جبهته يدلكها ببطء وقال يطمأن شقيقته رغم شرود عقله فى مكان أخر
:- الحقيقة هتبان ياحبيبتى والظابط بيعمل تحرياته وهيبلغنا بالجديد
انتحبت دون صوت ثم بدأت فى الهمس لنفسها "ولادى ... ولادى ياترى عاملين إيه لحالهم دلوك؟ ... ولادى يارب أحفظ .. يارب"
أسبل يوسف أهدابه عاجزاً عن مواساتها، وأى كلمات يمكن أن تطفئ نار أم مكلومة ببعاد أبنائها، فلذات أكبادها
لم يطل تفكيره حتى وصل لقرار التنازل عن حقه حتى يُطلق سراح فاروق وربما تكون بداية خير ليحل الأمور بين العائلتين
رفعت أمل أناملها تجفف بعض من دمعها وتساءلت بحيرة وكأنها تذكرت للتو كلام يوسف
:- دليل إيه اللى ضد فاروج؟
التفت يوسف نحوها وقال مردداً كلمات الضابط
:- النقيب مدحت قال أنهم لقوا ساعة يد فى مكان الجريمة ... ساعة غالية ... ومن خلال التحريات اتضح أنها بتاعت فاروق
قطبت بين حاجبيها الرفيعين مردده بشرود
:- ساعة فاروج!! ... كيف ساعة فاروج .... كانت فى يده وهو أهنا
تأملها يوسف بتفكر، هو لم يلحظ ذلك أثناء عراكه مع فاروق فكيف لمحتها هى!!
لكنها عاشقة محبة ولن تغفل عن تفاصيل زوجها الذى هو كل حياتها

******************

يتبــــــــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-03-21, 10:04 PM   #765

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


عاد أحمد لمنزل والده بعد أن مر على شقيقه منذ الصباح الباكر ليطمئن عليه ويحاول إقناعه بتناول الطعام، ألقى السلام على والديه واتخذ مجلسه بقربهما ... بادره والده بالسؤال بهم وحزن يجثمان على صدره
:- كيف حال خوك يا أحمد؟
زفر بضيق على حال شقيقه الذى تبدل وكأن الدنيا بأكملها قد وقفت ضده لتهد أركان منزله، هز رأسه بآسى قائلاً
:- حاله مايسرش يا بوى ... لا راضى ياكل ولا يكمل التحجيج ... كانه كبر ميه سنة
هزت فهيمة رأسها بحسرة وجففت دموع عينيها على ابنها الصغير وقالت ببغض
:- منها لله اللى كانت السبب ... كسرت ضهره هى وعيلتها
أغمض عدلى رأسه بنفاد صبر، لا يرغب فى الدخول فى مهاترات مع زوجته الأن فيكفى ما هم فيه لذا صاح بصوت جهورى
:- أبلعى لسانك يا فهيمة ... يا تجولى خير يا تطبى ساكتة
لم تتجادل معه فهو على شفا الجنون بسبب ما حدث لابنه، كتفت ذراع حول صدرها وأسندت الأخر عليها تطبق على فمها بيدها ممتثلة لأوامره
التفت عدلى لبكرى أولاده وسأله بجدية
:- والمحامى عمل إيه؟ ... مش لاجى حل يخرچه
حرك أحمد رأسه بيأس وقال بتذمر
:- فاروج مش متعاون والتحجيج لسه مفتوح ... لازمن يهدى شوية لاچل ما يكمل التحجيج ... على الأجل المحامى يجدر يطلعه بكفالة ولا نعرف نثبت برائته
نكس عدلى رأسه بغصة تستحكم فى حلقه وردد بخفوت يلوم نفسه
:- لا حول ولا قوة إلا بالله ... ده ذنبى أنا ... ربنا بيخلصه منى
مال أحمد بجذعه للأمام معترضاً على هذا الحديث
:- لاه يا أبوى ... لا تزر وازرة وزر أخرى ... ده مكتوب على فاروج وربنا له حكمه وحده يعرفها
ناظره عدلى يتنهد كمداً على عمر كتم فيه كلمة حق ليوفى بوعده لوالدة وقال لائماً نفسه
:- لو كل حاچة كانت واضحة من البداية مكنش ولدى فاروج اتحبس واتهموه ... مكنش هيبجى فيه خلاف بين البدرى والسمرى من أساسه
صمت أحمد لبرهة ثم قال يحاول بث الطمأنينة لوالديه
:- هنلاقى حل إن شاء الله ... أنا والمحامى هنعاود تانى يكون فاروق هدى وجبل يكمل التحجيج
حول نظره نحو والدته التى تحاول السيطرة على لسانها بصعوبة لكن عينيها تفضح كلام كثير ترغب فى البوح به، وقال بهدوء
:- ولاد أخوى هيباتوا عندى لغاية ما فاروج يعاود بالسلامة
شهقت فهيمة بصدمة وخبطت على صدرها مستنكرة
:- كيف يعنى ... وأنا مش هجدر أراعى ولاد ولدى ... رايدين تركبونى العيبة والخلج تجول فهيمة مش رايدة ولاد ابنها
سحب أحمد نفس طويل وأخرجه ببطء ثم قال موضحاً
:- أنا وعدت فاروج أراعى الولاد ... كمان لازمن يبعدوا عن إهنا شوية ... أبوهم وأمهم بعاد عنهم ... أهم ينشغلوا مع البنات شوية
أومأ عدلى موافقاً على هذا الأمر بينما قالت فهيمة بتذمر وهى ترى الاستحسان على وجه زوجها
:- ومالو يجعدوا حداك كيف ما يريدوا ... ويعاودوا يباتوا إهنا فى حضنى (تذبذب صوتها بالبكاء مضيفة) دول من ريحة خوك يا ولدى ... رايدين اتحرم منيهم كلاتهم
أشار عدلى بطرف عينه نحو أحمد الذى تفهم إشارة والده وقال بلين يهون عليها
:- تؤمرى يا أماى ... هيعاودوا يناموا عنديك ولا تزعلى
جففت مقلتيها وهى تبدل نظراتها بين ابنها البكرى ووالده بامتنان، وتهفو لعودة فاروق الابن المفضل لديها

******************

يتحرك فى الممر الضيق بالقسم الذى يربط الغرفة الذى تم حجزه بها إلى غرفة الظابط، يمشى مرفوع الرأس بخيلاء، ملامحة متجهمة يحاول السيطرة على أعصابه قدر الإمكان كما نصحه شقيقه حتى ينتهى هذا الكابوس وتظهر الحقيقة
يتحرك خلفة جنديان وكأنهما حارسان شخصيان له .. لا عليه يتوقف كل من يراه يمر أمامه بهيبته فيطيل النظر له ويتجمد بمكانه حتى يمر من أمامه تتباين مشاعر من يراه بين متعجب من تبدل الحال وبين دهشة من محافظته على شموخه وهيبته رغم كل شئ
وصل أمام غرفة الضابط فتوقف حتى طرق الجندى الباب ثم دلف لأخذ الأذن بالدخول وخرج يسمح لفاروق بالداخل
ما أن دلف للغرفة ووقعت عينيه على المتواجدين بالداخل وخاصة المرأة الجالسة على طرف أريكة جلدية تواجه مكتب الضابط تتأمله بمقلتين تملؤهما اللهفة والرغبة فى الاطمئنان عليه حتى صاح بصوت جهورى زاجراً :- غطى وشك ياحرمة
فزعت من صوته وأصابها الحرج ولكنها امتثلت لكلامه فى جزء من الثانية وجذبت طرف وشاحها الخفيف لتخفى وجهها تماماً وتركت نصف عين ظاهرة أبقت عليها لتحدق فى وجهه بارتباك
فى خطوتين كان قد وصل أمامها وانتزعها من مكانها قابضاً على ساعدها بقوة وجذبها لزاوية الغرفة يحتجزها هناك ضاغطاً على عضدها يكاد يفتت عظامه بين أصابعه وانحنى فوقها بطوله الفارع يخفيها بجسده عن عيون الضابط ويوسف اللذين وقفا فى مكانهما ذهولاً من اندفاعه للغرفة بهذا الشكل .... قال جازاً على أسنانه وعينيه مثبتة على وجهها من خلف الوشاح
:- حصلت تدخلى أجسام على أخر الزمن ... وتتمشى وسط المچرمين وجاطعين الطرج ... رچلك خدت على الشارع وفلت عيارك خليص
هرع يوسف ليخلص شقيقته من قبضة فاروق، مد ذراعه يحشره خلف ظهر شقيقته والحائط وضمها إلى كتفه يحميها من غضب فاروق، يدعمها أمامه ثم هتف فى وجهه مؤكداً
:- أمل مش جاية لوحدها يا فاروق .... أنا معاها وهى جاية عشان تطمن عليك وتشهد معاك وتخرجك من هنا
شع شعاع الغيرة من عينى فاروق وهو يرى ذراع يوسف المحتضنة زوجته فصاح بوجهه بحنق
:- نزل يدك عنيها بدل ما أكسرهالك
رفع يوسف حاجبيه ذاهلاً فيبدو أن فاروق قد نسى أو يتناسى أن أمل شقيقته كما هى زوجته لذا أجاب بثقة وتحدي
:- أمل أختى ... بنت أبويا … لحمى ودمى أنت لازم تفهم كده كويس
جذبها فاروق بخشونة من ذراعها لترتد إلى صدره وتختفى بداخل أحضانه وصاح فى وجه يوسف بإصرار
:- جولتلك نزل يدك عنيها
سكنت أمل داخل أحضان زوجها ورفعت كفها تربت على قلبه تربيتات خفيفة تنعش قلبه وتعيد له الحياة، تبثه الهدوء والطمأنينة وقالت بخفوت
:- أهدى يافاروج لاچل خاطرى … يوسف چاى يتنازل عن حجه و آآآآنـ
أخفض مقلتيه نحوها يحدجها بغضب مقاطعاً بقوة وتأكيد
:- يتنازل .. ما يتنازل أنا مش جتال جتلة ولا حاولت أجتله .... أنتِ مصدجة أنى أعمل إكده
هزت رأسها سريعاً نفياً ومازالت مقلتيها تتشبع بملامحه ولسان حالها يؤكد
:- لا مش مصدجة واصل ... وعشان إكده چيت أهنا فى حماية يوسف أخوى .... أنت ساعتك فى يدك يا فاروج ... ساعة إيه اللى لجوها لازمن تكمل التحجيج عشان يعرفوا الحجيجة
أدار فاروق رأسه للخلف يطالع النقيب مدحت الذى يقف خلف مكتبه يتابع ما يحدث بصمت وكأنه يشاهد مسلسل تلفزيونى مشوق
أعاد فاروق نظراته نحو زوجته التى أنكشف وجهها مرة أخرى بعد كل هذا الجدل فهمس زاجراً :- غطى وشك
انصاعت لأوامره وجذبت طرف الوشاح وأخفت وجهها بالكامل، ابتعد يوسف عدة خطوات للخلف حين أستشعر هدوء فاروق النسبى بينما تقدم فاروق خطوه ووضع أمل خلف ظهره يخفيها عن العيون كما أخفاها طيلة حياته حباً وغيرة وحماية ثم حدج يوسف بنظره غامضة ووقف يواجه الضابط قائلاً
:- أنا مستعد للتحجيج يا سيادة النجيب
تنهد مدحت بنفاد صبر فلولا مكانة عائلة السمرى فى البلدة ما كان ليتحمل كل هذا الجدل والهرج
أشار للمقعدين المتقابلين أمام مكتبه فتقدم فاروق ويوسف متجاورين وجلس كلاً منهما على مقعد بينما اتخذت أمل مكانها حيث أشار فاروق على طرف الأريكة الجلدية لتكون فى ظهره تماماً يخفيها بجسده الضخم عن عيون الضابط
تحدث مدحت أخيراً وهو يفتح دفتر أمامه موجهاً حديثه لفاروق
:- أنا مكملتش التحقيق إمبارح يا فاروق بيه لأنك كنت فى حالة عصبية شديدة ... أتمنى تكون هادى وواسع الصدر النهارده عشان ننهى التحقيق
أومأ فاروق برأسه بلامبالاة دون أن ينظر للضابط فعينيه مسلطة على زوجته يتفحص عباءتها السوداء المحتشمة ووشاحها الطويل الذى يُخفى أعلى جذعها تماماً أما يوسف فكان يتابع نظرات فاروق لزوجته يقيم علاقتهما ويستشعر منه بحب تجاهها كما أحسه من أمل تجاهه إنما هى سوء المعاملة التى دقت العراقيل بين قلبيهما
تناول مدحت من أحد الأدراج كيس بلاستيكى بداخله ساعة يد ثمينة رفعها أمام فاروق وسأل بروتينية
:- الساعة ديه تخصك يا فاروق بيه؟
التفت فاروق نصف التفاتة نحو الضابط ونظر للساعة داخل الكيس البلاستيكى وأومأ برأسه موافقاً ببساطة
:- أيوه ساعتى ومحفور عليها أول حرفين من اسمى على الظهر كمان
هز مدحت رأسه وقال مؤكداً
:- وده اللى توصلنا ليه ... مع شهادة بعض الشهود اللى أكدوا إنها ساعتك واللى طبعاً خافوا يدلوا بشهادتهم بشكل رسمى وعشان كده أخفينا اسمائهم من التحقيقات
تنفس فاروق بقوة ثم قال بكبرياء ودون ذرة خوف أو تردد
:- مالوش عازة اسمائهم ولا شهادة حد ... أنا بجولك إنها ساعتى
أسرعت أمل لتتدخل مقاطعه رغم نظرات فاروق النارية الزاجرة
:- الساعة كانت خربانة من أكتر من شهر وفاروج بيستعمل ساعة تانية من وجتها (أشارت نحو معصمه مؤكدة) الساعة اللى فى يده دلوك
:- الكلام ده صحيح يا فاروق بيه؟
تسائل مدحت ليقطع نظرات فاروق النارية نحو زوجته
التفت فاروق نحوه أكثر وهز رأسه موضحاً
:- صُح ..... الساعة أتخبطت منى من فترة وأتشرخ الجزاز ووجفت على وقت خمسة وربع
تدخلت أمل بإصرار من خلف وشاحها الساتر هاتفه لتؤيد حديث زوجها
:- الساعة واجفة على خمسة وربع والتاريخ باين كمان
ضرب فاروق على سطح المكتب بغضب واستدار نحوها شزراً ينهيها عن التدخل
فى الحديث ولكنها فاجأته حين انزلقت بجسدها
على طرف الأريكة ومالت نحوه برأسها هامسة بإصرار يتشكل بمقلتيها
:- أنا چاية أجول الحج وأخلصك من السچن
تفحص الضابط الساعة أثناء جدالهم فتأكد أن الساعة فعلاً تقف على الساعة الخامسة والربع والتاريخ يعود لشهر مضى
تفكر يوسف المتابع بصمت من بداية الحديث ثم تسائل بحيرة
:- ده يأكد لحضرتك أن فاروق فعلاً مش بيستعمل الساعة ديه … يبقى إيه اللى وصلها لمكان الحادث؟
نهضت أمل بلهفة فانزلق الوشاح كاشفاً وجهها فى غمره حماسها وهتفت تجيب
:- أنا خابرة ... الساعة كانت فى الدار وأنا أخدتها وعطيتها لفوزى لاچل يصلحها وأعملها مفاچأة لفاروج ... لأن الساعة ديه غالية جوى عنديه
مقلتى فاروج الحادة الناهرة جعلتها تزرد ريقها بتخوف ثم جذبت الوشاح على وجهها مرة أخرى وأخفضت نظراتها بحياء وعادت تجلس مكانها بصمت
بينما شرد يوسف لبرهة يستعيد مامر به أثناء الحادث بعد أن تذكر جميع التفاصيل بعد معاناة ثم قال موضحاً
:- ياسيادة النقيب … أنا قلت قبل كده فى التحقيق أنهم كانوا اتنين واحد جرى من قدام العربية واضطريت أقف بسببه وأنزل منها وبعدها الرصاصة جت من ضهرى … (نقر بأصبعه على سطح المكتب يؤكد على ما تذكره مؤخراً مردفاً) وبعد أطلاق النار قرب منى واحد فيهم و كان عاوز يتأكد من موتى لكن الراجل اللى جرى من قدام العربية رجع تانى وطلب منه يسبنى ويهربوا بسرعة … أنا افتكرت اللي قاله بالظبط
تابع فاروق حديث يوسف بدهشة، فقد كاد يهشم وجهه من قبل، كما تسبب فى فتح جروحه من جديد … ناهيك عن البغض الذى أظهره فاروق أكثر من مرة نحو يوسف ومع ذلك ها هو يدافع عنه ويحاول تبرئته
مسح يوسف على جبينه ليتذكر كلمات أحد الجناة ورددها بنفس طريقة الرجل
:- إحنا مش غرضنا موته بكفياه لحد إكده ... هو ده اللى قاله بالظبط ... يعنى الجانى له شريك ومش غرضهم موتى
أثارت كلماته تفكير الجميع وريبة الجميع بينما استطرد يقترح
:- ممكن جداً يكون الغرض إثارة الشبهات وإشعال المشاكل بين العيلتين
بدل مدحت نظراته بين فاروق ويوسف ثم أستند بذراعيه على المكتب مشبكاً أصابعه وقال بمهنية
:- شهادتك طبعاً هناخدها بعين الاعتبار يا أستاذ يوسف ... وبالنسبة لشهادة مدام أمل مهمة جداً لكنها مجروحة بصفتها زوجة الجانى
تدخل يوسف مجادلاً وهو يرفع سبابته فى الهواء مدافعاَ كمحامى قدير
:- الجانى! .... حضرتك تقصد المتهم .... فاروق متهم ومفيش إثبات حقيقى عليه ولو كان المتهم زوج الشاهدة (أشار لنفسه مضيفاً) فالمجنى عليه أخوها ... والمتهم برئ حتى تثبت إدانته … ولولا إيه يا سيادة النقيب؟
حرك مدحت كفيه بحيرة وقال بحرج وهو يبدل نظره بينهما
:- الحقيقة واضح من المعاملة بينكم .. أنكم على غير وفاق مع بعض .... يعنى الدافع موجود
اندفعت أمل مدافعة من خلف ظهر فاروق
:- لاه مش موچود ... ومفيش دافع من أساسه ديه مشاكل عائلية تتحل بالكلام مش بالجتل
خبط فاروق على سطح المكتب مرة أخرى وقد نفد صبره من تدخلها فنهض فجأة وأقترب منها يجذبها لتقف أمامه وهمس فى أذنها يحذرها من الكلام مرة أخرى بينما أمسك مدحت رأسه بنفاد صبر، تكاد أن تنفجر من هذا التحقيق المثير للجدل
حاول التحكم فى أعصابه وقال بفارغ صبر
:- على أى حال الفيصل دلوقتِ شهادة فوزى حارس فيلا السمرى ... ولو أكد كلام مدام أمل يبقى فاروق بيه مالوش يد فى الجريمة
أومأ يوسف راضياً ثم نهض بعد أن شكر مدحت وأشار نحو أمل لينصرفوا، رفعت مقلتيها نحو عيون زوجها الذى يتشبع من ملامحها الحبيبة بنظراته وهمست برجاء
:- الولاد يا فاروج أتوحشتهم جوى .... ولحالهم دلوك لا أب ولا أم … خلينى أخدهم لغاية ماترچع بالسلامة
لم يحيد بمقلتيه عن حدقتيها الحبيبة يشتاق لنظراتها، لصوتها لوجودها حوله ولكنه قال بإصرار هامساً يحاول دفعها للعودة لداره
:- أرچعى دارك وراعيهم بنفسك .... أرچعى يا أمل
نكست رأسها بحيرة قلبها يرغب وعقلها يحذر، كيف تعود وعلى أى أساس ... هل سيسمح لها بالتواصل مع شقيقها وعائلتها أم ستعود لسابق عهدها، هل سيحسن معاملتها أم سيظل على حاله!! ... هزت رأسها رافضة وقالت بتوسل تظهر حيرتها وتخبطها
:- أنا تعبت يا فاروج … محتاچة أعرف حاچات كتير .... أنا بعد عمر طويل طلع ليا عيلة وأخ وأنتوا حبستونى سنين طوال بعيد مش خابرة حاچة عنيهم ..... أنا ما شفتش غير الذل والإهانة فى داركم من مرات خالى ومنيك
اشتعلت عينيه غضباً وزمجر جازاً على أسنانه وعاد يهمس بجوار أذنها
:- داركم!! ... دلوك بجى داركم ... مش فاكره حاچة مليحة بينا ... مش فاكره عيالنا ... نسيت كل حاچة خليص
ترقرقت مقلتيها بالدموع عاجزة عن التفكير الصحيح بينما أقترب يوسف ببطء يجذبها من ساعدها برفق وقال بخفوت
:- لما تطلع بالسلامة يا فاروق أتفاهموا براحتكم .... هنا مش المكان المناسب
ثم جذبها لتخرج معه وهى تسترق النظر نحو فاروق مقطب الجبين مشتعل النظرات وما أن انفتح الباب ليخرجوا حتى تفاجئوا بوجود أحمد السمرى والمحامى الخاص بالعائلة أمامهم
أسرع أحمد نحو أمل غاضباً مما وصل له حال شقيقه وأبنائه وقال لائماً
:- ليكِ عين تاچى لإهنا ... هان عليكِ چوزك وولادك يا بت الأصول
أخفاها يوسف خلف ظهره يمنعه عنها خوفاً من أى رد فعل غير محسوب بينما واصل أحمد عتابه متحسراً
:- مكنتش فاكر إنك ممكن تعملى إكده وتخرچى عن طوع چوزك
طأطأت أمل رأسها بانكسار بينما صدر صوت فاروق هاتفاً من داخل غرفة الضابط
:- هملها يا أحمد ... أمل هترحل مع أخوها
رمقته أمل بامتنان وابتسامة عاشقة على ثغرها تظهر من تحت وشاحها الشفاف وهى تغادر بصحبة يوسف بينما زفر أحمد متعجباً بعد أن صُدم فى زوجين كان يظنهم مثال للحب والعشق

*****************

يتبــــــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-03-21, 10:05 PM   #766

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


فى بهو منزله المقسم لجزئين، نصف يشمل طاولة الطعام بمشتملاتها، يجلس حولها بناته وأبناء شقيقه يراجعون دروسهم
والنصف الأخر يحتوى على صالون فخم كبير يجلس على أحد مقاعده بأريحية وفى يده كوب من الشاى الساخن وعلى القرب منه تجلس زوجته تداعب ابنتهم الصغرى
ارتشف أحمد رشفة من كوبه الساخن وعقله يسبح فى مكان أخر، يفكر فى قضيه شقيقه والمعطيات الجديدة التى توصل لها التحقيق
تُرى من لفق هذه التهمة لشقيقه ولماذا؟؟ عليه أن يعرف الإجابة تحسباً لأى خطوة جديدة تُسئ لموقف فاروق فى القضية أكثر مما هو عليه
جذب انتباه صوت فارس الذى يصيح فى نواره المجاورة له حول الطاولة
:- غلط يا نواره ... بتحلى المسألة غلط
ضيقت عينيها اللوزية وحدقت بوجهه باعتراض هاتفه بعناد
:- لاه ... صح أنا متوكدة من الإچابة
تأفف فارس وكأنه مدرس رياضيات مخضرم يقوم بإعطائها دروس خصوصية وقال متذمراً
:- أيوه الإچابة صح لكن الطريجة غلط ... أنتِ بتحلى المسألة بطريجة سنة تانية وأنتِ لساتك فى سنة أولى
تدخلت سلمى بامتعاض من وجود أبناء عمها الذين بسببهم اضطرت للجلوس هنا تحت ناظرى والدها تتدعى المذاكرة حتى لا يتذمر والدها من قلة انتباهها لدروسها وقالت بلامبالاة
:- خليص يا فارس ... تحلها كيف ماتحلها مش هتاخد الدكتوراة
خبطت نواره على الطاولة معترضة هاتفه بحماس
:- لاه هاخدها ... هاخد الدكتوراة
لوت سلمى شفتيها بامتعاض لاتعلم سر حب شقيقتها الصغرى للمذاكرة بينما ضحكت سندس بمرح قائلة
:- خدى اللى رايداه يا نواره ... بس من غير خناج مع فارس هو بيساعدك بس
أضاف ياسين بهدوء وتعقل يعلم إنهم مجرد ضيوف فى هذا المنزل
:- هملها تحل براحتها يا فارس ... المهم توصل للإچابة النهائية صُح
تحجر عقل فارس الصغير وصاح بغضب طفولى شاجباً
:- لاه ... كيف يعنى تحل على طريجة سنة تانية اللى أنا فيها وهى لساتها فى سنة أولى
كان أحمد يتابع الحديث الدائر بينهم من بعيد بابتسامة مرحة على وجهه، بينما تتابع نجوى تعبيراته وتُرجع سبب ابتسامته ومرحة لأولاد شقيقه الصبيان حتى إنها أفلتت ابنتها الصغيرة فجر على الأرض وعقلها يعود لرغبتها الوحيدة فى الحصول على طفل ذكر الذى سوف يمنح السعادة لوالديه
تحركت فجر نحو والدها ووقفت بين ساقيه فرفعها على ذراعيه يقبلها ويضمها إلى صدره بينما هتفت نوارة تقارع ابن عمها بثقة وتفاخر
:- خابرة إن حليتها على الطريجة الحديثة ... لأن المس جالتلى أنتِ شاطرة وعجلك كبير يا نواره وسابجة سنك
انطلقت ضحكات أحمد الرجولية فى المكان ونهض من مكانه حاملاً فجر على ذراعه و توجه نحو الأولاد ليفض هذا الخلاف قائلاً
:- خلاص يا أستاذ فارس ... مادام المس هى اللى علمتها الطريجة ديه تبقى نواره صُح
تأفف فارس ماداً شفتيه للأمام بتذمر عابس وعاد يدرس فى كتبه، ترك أحمد فجر فوق الطاولة وجلس على مقعده على رأس الطاولة وسأل ياسين الصامت منذ حضر من المدرسة
:- وأنت كيف أحوالك فى المدرسة يا ياسين؟؟
رفع ياسين نظره نحو عمه ومقلتيه تحمل الكثير من التساؤلات فكما لايخفى خبر فى البلدة، لايخفى خبر أيضاً فى المدرسة وقد واجه الصبيان اليوم العديد من الاتهامات والتقريع بسبب سجن والدهم وهروب والدتهم من قبله لكن ياسين كتم كل تساؤلاته وأجاب على سؤال عمه
:- الحمدلله ... زين يا عمى بنذاكر مليح
قبض أحمد على كفه الصغير وضغط بخفة عليه يبثه القوة والمؤازرة وقال بتأكيد
:- أبوك برئ والحكاية مسألة وجت وشوية روتين ويعاود إن شاء الله
رفع فارس الذى استقرت فجر جالسة أمامه رأسه عن كتبه وسأل عمه بهمس حرج :- وأمى!!
حرك أحمد رأسه نحو الصغير وقال بهدوء بعد برهة صمت
:- وأمك كمان ... مسيرها تعاود هى بعدت بسبب خلاف مع أبوك والخلافات ديه بتحصل كتير فى كل عيلة .... مش عچب يعنى
تبادل ياسين وفارس نظراتهم بشجن، حقاً تحدث خلافات بين الأزواج وقد شهدوا نزاعات والديهم من قبل لكنها المرة الأولى التى تغادر فيها والدتهم المنزل بهذا الشكل، هذه المرة تختلف عن سابقتها ولن تمر بخير كما يبدو
تدخلت سندس تغير الموضوع لصالحها وقالت بدلال
:- أنا نچحت الشهر ده فى كل المواد يابوى ... مش هترچعى لى الموبيل بجى
بدل أحمد نظره بينها وبين شقيقتها الكبرى التى تجلس بجوارها وزفر بيأس من إصلاحهما قائلاً
:- وأنتِ نچحت لاچل تاخدى الموبيل؟
ضغطت على شفتيها بحرج بينما سأل أحمد شقيقتها
:- وأنتِ يا سلمى ... مش شايف تحسن فى درچاتك يعنى ... سنة والتانية وتبجى فى ثانوية عامة ولازمن تفوجى لمستجبلك
ازدرت ريقها بتخوف وحولت نظرها نحو والدتها الجالسة فى الجهة المقابلة تتابعهم ثم قالت بتوجس
:- المواد واعرة أوى يا بوى ... أنا بحاول ... بحاول أذاكر مليح
هز أحمد رأسه فلا فائدة تُرجى من هذه الفتاة ولكنه لن يتوقف عن المحاولة لذا قال باصرار
:- حاولى ... حاولى تانى ولو رايدة تجعدى فى الدار وتتچوزى ... وماله (اتسعت مقلتى الفتاة بفرحة فى انتظار تكملة حديثه الذى جاء محطماً لكل أمالها) بعد الثانوية العامة تجدرى تدخلى اقتصاد منزلى أهيه تساعدك تفتحى بيت
تهدلت أكتافها باحباط بينما عاد أحمد يناظر سندس، يعلم إنها ترغب فى متابعة مسلسلاتها عبر هاتفها المحمول وشبكة الإنترنت بعد أن تفحص هاتفها وهاتف شقيقتها وتأكد من محتوياتهم جيداً وقال بمداهنة
:- امتحانات الترم جربت ... خلصيها على خير وخدى موبايلك مرة تانية ... لكن لو...
ابتسمت سندس بسعادة وأومأت مؤكدة لتكمل حديثه
:- هنچح إن شاء الله ... هنچح يا بوى
صرخ فارس فجأة لتتوجه الأنظار نحوه وتتعالى الضحكات لمظهره وهو منكس الرأس فوق كتبه وفجر تقبض على شعره الأسود الناعم بأناملها الصغيرة وترفض إفلاته بعد أن انقضت على شعره وهو مشغول بالقراءة
نهض أحمد يحاول تخليص شعر الصبى من كفيها المتشبثتين به تحت ضحكات الجميع الجذلة



**************

فى البهو الهادئ جلست الفتيات كلاً منهن سابحة فى وادى خاص بها، أمل جالسة تستند برأسها على كف يدها مفكرة فى حب عمرها الضائع وأطفالها قطعة من كبدها اللذين تركتهم وتركت قلبها معهم ولا تدرى كيف تتراجع وتعود .. ولو عادت هل ستجد الأمان أم سيزيد عذابها وعقابها؟
جلست بجوارها شمس تطالع ساعة يدها كل دقيقة، تأخر يوسف كثيراً .... أصبحت تخشى عليه كلما غادر المنزل وكأنه ابنها وليس زوجها، خاصة بعد الحادثة المشئومة أصبحت تخشى خروجه وغيابه عن عينيها واليوم انقضى وهو مازال بالخارج ولا يجيب على اتصالاتها، ستصاب بالجنون حتماً إذا لم يحضر حالاً
فى الجهة المقابلة طلت ابتسامة خجولة على وجه ياسمين وهى تطالع أحد الكتب بين يديها، لم تكن سبب البسمة كلمات الكتاب وإنما مصدرها نظرات طه المشعة نحوها، هل هى حقاً كما تظن أم إنها تتوهم!! ... وإن كانت حقاً نظرات إعجاب وحب ... كيف حدث ومتى؟؟
دخول يوسف للفيلا قلب هدوء المنزل بصوت شمس التى هرعت نحوه تعاتبه على غيابه وتجاهله لاتصالاتها بينما اعتدلت ياسمين فى جلستها أما أمل فنهضت ترمقه بترقب فى انتظار أى خبر يطفئ نار قلقها على رفيق العمر
طمأن يوسف شمس بقبله على رأسها وربته من يده على ظهرها ثم اصطحبها قابضاً على كفها نحو شقيقته بينما شمس تتفحص ذراعه الأخرى التى تحررت من المسند الطبى
اقترب من أمل بابتسامة مطمئنة وضمها بذراعه الأخرى ثم توسط شقيقته وزوجته جالساً على الأريكة الواسعة واعتذر منهم بشدة
:- أنا آسف على التأخير بس كان يوم مرهق جداً ... وكان عندى مشاوير كتير ... عديت على المزرعة الصبح وبعدين عديت على المستشفى ودكتور شوقى أخيراً فك دراعى من التعليقة ديه الحمدلله
وضعت شمس يدها على صدره تتحسسه ببطء فشعرت بالأربطة تحاوط صدره ولكن ذراعه عاد حر الحركة فتسائلت باهتمام
:- طمنى دكتور شوقى قال إيه بالظبط؟
حول رأسه نحوها يحدق فى ملامحها الجادة وابتسم بحب على اهتمامها الكبير به خاصة فى الأيام السابقة ثم أجابها ببساطة وكأنه ينقل حديث شوقى بالضبط
:- الحمدلله الضلوع بدأت تلحم بشكل كويس ... أقدر أحرك دراعى لكن أحافظ على حركتى لغاية ما أخف تماماً
ابتسمت فى وجه وقد اطمأن قلبها وهنأته بالشفاء بينما دعت له أمل بتمام الشفاء بخفوت
التفت نحو أمل المترقبة وقبض على كفها برفق ناظراً لعينيها يبثها الطمأنينة مردفاً
:- وبعدين روحت القسم ... فاروق خرج بالسلامة بعد شهادة فوزى فى التحقيق اللى أكدت كلامك
أخيراً تستطيع التقاط أنفاسها، أغلقت عينيها تحمد الله بسرها بينما شدد يوسف من قبضته حول كفها وقرب رأسه منها هامساً بشقاوة
:- هو كويس جداً ... ماتقلقيش
فتحت عينيها تجاهد لحبس دموع فرحتها ببراءة زوجها واشتياقاً له ولأبنائهم وابتسامة عذبة ممتنة تمنحها لشقيقها الصغير

******************

دلف فاروق إلى منزله بعد يومين قضاهم بالحبس وقد أنهكه التعب وقلة النوم ورفضه للطعام فكانت خطواته متثاقلة مكبلة بسلاسل اليأس عائداً لمنزل هجرته زوجته وغير راغبة فى العودة من جديد، طال تفكيره الأيام السابقة وعجز عن إيجاد الحل لاستعادتها
ما أن دلف لداخل الفيلا بصحبة شقيقه الأكبر الذى قام بإيصاله من قسم الشرطة حتى المنزل حتى هرع أولاده نحوه باشتياق وتشبثوا بملابسه مهللين بترحاب :- حمدلله على السلامة يابوى
نزل فاروق على أحد ركبتيه يستقبلهم فى أحضانه باشتياق ومسح على رؤوسهم بحنو
ابتعد فارس عن صدر والده ومازالت ذراعيه تلتف حول عنق والده وهتف بعتاب :- أكده تهملنا أنت وأمى يا بوى
ظهرت فهيمة من داخل أحد الغرف مسرعة على صياح الأطفال وأزاحتهم من أمامها لتعانق ولدها العائد، وهللت بترحاب لعودته ثم أردفت لتسكت الأطفال بكلماتها السامة
:- أمكم وش البلاوى هى السبب هى وعيلتها ... مش هتعاود تانى خليص
نكس الأولاد رؤوسهم بحزن بينما زفر فاروق بتألم مشيحاً بوجهه بعيداً عنها بنفاد صبر، لا يحتمل كلمة من كلمات والدته الأن، لا يدرى كيف تحملت أمل التقريع والإهانة من والدته طوال تلك السنوات
أبتعد عن والدته وجذب أولاده تحت ذراعيه ثم اقتادهم لأقرب مقعد وألقى بجسده عليه، وقف بين يديه أولاده بوجوه متجهمة بعد حديث جدتهم
مسح على وجوههم بحنان جديد عليه نحوهما وقال بقوه يتصنعها ولا يمتلكها فى تلك اللحظة
:- غصب عنى بعدت عنيكم ... لكن مش هتتكرر تانى واصل
تساءل ياسين بانكسار
:- أمى السبب في حبسك يابوى كيف ما چدتي بتجول؟
تنهد فاروق بقوه وقبض على ذراع كلا من أطفاله كلا من جهة وقال مؤكداً
:- أمكم هى اللى طلعتنى من السچن وشهدت معايا فى التحجيج
تهللت أسارير فارس وهتف بحماس
:- يعنى أمى هترچع الدار ... ولا هچرتنا ومش هتعاود
رفع فاروق وجهه ليقابل وجه والدته بعتاب ثم نظر نحو أحمد الذى هز أكتافه بقلة حيلة فى التعامل مع والدتهم
أعاد فاروق نظراته لأبنائه وقال بثقة
:- أمكم بتحبكم كتير وهتعاود لاچل خاطركم بس أصبروا شوى
مصمصت فهيمة مستنكرة ثم زجرت الأطفال قائلة
:- يلا ياولاد هملوا أبوكم يتسبح وياكل لجمة ويستريح .... مش وجت حديت ماسخ
دلف عدلى من الباب بصحبة المحامى فنهض فاروق من مكانه وأسرع نحو والده وأحتضنه بقوة، خبط عدلى على ظهره مرتين يبثه القوة والطمأنينة
ثم جلس الرجال يتبادلون الحديث حول تطورات الأمر بعد انصراف فهيمة والأطفال
قال المحامى بعملية موضحاً
:- فوزي أكد على شهادة مدام أمل ... إنها عطيته الساعة عشان يصلحها وحسب كلامه أنه أخدها وحطها فى جيبه وراح قعد على القهوة قبل ما يروح محل التصليح ولما وصل المحل أكتشف أن الساعة وقعت أو أتسرقت منه .... هو مش متأكد وخاف يبلغ فاروق يرفده أو يخصم تمنها منه لأنها غالية أوى
تبادل أحمد وفاروق النظرات المتشككة بينما سأل عدلى
:- يعنى فاروق أكده برائه؟
تنحنح المحامى بحرج قبل أن يجيب
:- الحقيقة أصابع الاتهام لسه موجهة نحو فاروق بيه ... وجود ساعته بمكان الحادث دليل ضده خاصة أن مفيش أى متهم أخر ... حتى مع شهادة فوزى ... جايز جداً يتقال أنه شهد زور خوفاً من صاحب العمل .... كمان الصدام بين فاروق بيه وأستاذ يوسف هنا فى الفيلا وفى بيت البدرى بيؤكد وجود خلاف بينهم
قطب أحمد بين حاجبيه وتدخل فى الحديث
:- يعنى إكده فاروق لسه معرض للمحاكمة
:- للأسف أيوه ... لغاية ما يظهر جديد
أثناء الحديث الدائر كان فاروق شارداً فى مكان آخر، تشغله مشكلة أكبر، عودة زوجته لمنزله واجتماع شمل أسرته الصغيرة خاصة وقد أظهرت اهتمامها به ووقوفها بجانبه
أنتهى الحديث مع المحامى بعد وقت قليل لم يشارك فيه فاروق
وبعد انصراف المحامى اقتربت فهيمة من زوجها وولديها وجلست بجوار فاروق تربت على ساقه هاتفه بحماس
:- ليك عليا لتكون متچوز أخر السبوع من صبية تجول للجمر جوم وأنا أجعد مطرحك ... أحلى صبية فى البلد
سُلطت أنظار الرجال الثلاث على وجهها بفضول وكأنها تقدم عرض الساحر العجيب بالسيرك فهذا ليس الوقت المناسب لذلك الحديث أما هى فاسترسلت فى حديثها
:- بكره هيكون عنديك إهنا أربع بنات فى العشرينات كيف الجمر واختار اللى تعچبك ... وتختار ليه أتچوزهم كلاتهم لو تحب
رمقها فاروق مصدوماً عاجز عن الرد المناسب بينما أنطلق أحمد ضاحكاً بهستيريا أما عدلى فضرب كفاً بكف يردد بملل
:- اللهم طولك ياروح ... يا ولية مرته لسه على زمته
ثم مد ذراعه يربت على كتف فاروق مردفاً
:- أطلع ياولدى أستريح شوية ..... وأنتِ يا ولية جومى حضرى لجمة لولدك بدل كلام الچنان ده
نهضت فهيمة بغضب وتخصرت أمامهم تجيب بتحدى
:- چنان ليه؟ .... مرته هربت ومش عچبها عيشتنا .. حتى ولادها مش رايداهم وهملتهم .. مستنظر إيه منيها يرنى عليها اليمين دلوك
اتسعت حدقتى عدلى شزراً فتوقفت عن الحديث وفردت ذراعيها بجانب جسدها بينما قال أحمد بمرح
:- وأنا مش هتچوزنى يا أماه .... أنا كل خلفتى بنات مش رايدة أچيبلك ولد من عروسة چديدة
شهقت باستنكار وضربت على صدرها باعتراض وأساورها تجلجل حول معصمها صائحة بوجه ابنها البكر
:- رايد تتچوز على بت خالتك ... ده بعدك أنا مش هخسر أختى لاچل خاطرك
ثم تركتهم مغادرة نحو المطبخ تدب قدميها فى الأرض بعصبية، كتم أحمد ضحكاته فهكذا والدته تكيل بمكيالين دائماً ودائماً الكفة الرابحة تميل لفاروق أخر ابنائها والأقرب لقلبها ... تنهد بخفة ثم قال لشقيقه
:- ولا يهمك يا فاروج أمك حديتها كتير .... بس فى الأخر الرأى رأيك ولا إيه يابوى
تأمل عدلى حالة ولده المزرية وقال بتعاطف
:- اللى فاروج يشوفه صُح يعمله .... ومهما كان أمل بت عمته وأم عياله ... والحجيجة خلاص بجت على عينك يا تاچر
لم يرغب فاروق في خوض أى حديث الأن وهو مرهق العقل والجسد، خاصة الحديث الذى يدور حول زوجته لذلك
أستأذن منهم وغادر صاعداً إلى غرفته لعله يستريح قليلاً ويستطيع التفكير بشكل سليم فى معضلته مع زوجته التى يبدو عليها الراحة والسعادة فى منزل أسرة والدها

**************

قـــراءة ممتــعة



التعديل الأخير تم بواسطة سما صافية ; 02-03-21 الساعة 10:25 PM
سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-03-21, 10:45 PM   #767

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 44 ( الأعضاء 17 والزوار 27)
‏سما صافية, ‏رانيا صلاح, ‏Emmi hssain, ‏هنمنمم, ‏رونى تامر, ‏asaraaa, ‏Maryam Tamim, ‏asmaaasma, ‏عاشقة الحرف, ‏Julya, ‏موضى و راكان, ‏Fadwa Elayyan, ‏wafaa hk, ‏sara osama, ‏الذيذ ميمو, ‏نوره ام عبدالمجيد, ‏Salma_3_


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-03-21, 10:46 PM   #768

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس القوافي مشاهدة المشاركة
مساء الخيرروالسعادة عزيزتي سما
وكل متابعاتك الكريمات
واعتذر جدا عن عدم تمكني من التواجد.هذا الاسبوع
فقد كنت امر ببعض الظروف عزيزتي
ولم يتنسى لي شكرك انت وايمي حسن على التصميم الرائع
سلمتمها عزيزتي ومن اعماق قلبي لكما الشكر الجزيل
ولولا صدق الاحساس ماخطت الكلمات
فدمت ودام ابداع قلمك
بانتظار القادم باذن الله ولك مني وللحاضرات اجمل التحايا

كان الله في عونك وييسر أمرك يارب
ودمتى مبدعة دائماً حبيبتي 😍


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-03-21, 11:25 PM   #769

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 53 ( الأعضاء 21 والزوار 32)
‏سما صافية, ‏ام فارس 19, ‏هدهد الجناين, ‏أم الريان, ‏Moon roro, ‏ولاء حنون, ‏bobosty2005, ‏دموع عذراء, ‏Fadwa Elayyan, ‏Wafaa elmasry, ‏Emmi hssain, ‏زهرة الغردينيا, ‏رانيا صلاح, ‏asaraaa, ‏Maryam Tamim, ‏asmaaasma, ‏عاشقة الحرف, ‏Julya, ‏wafaa hk, ‏نوره ام عبدالمجيد, ‏Salma_3_


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-03-21, 11:30 PM   #770

رانيا صلاح
 
الصورة الرمزية رانيا صلاح

? العضوٌ??? » 395664
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 706
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رانيا صلاح is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
افتراضي

لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 43x( الأعضاء 17 والزوار 26)‏رانيا صلاح, ‏سما صافية, ‏Emmi hssain, ‏هنمنمم, ‏رونى تامر, ‏asaraaa, ‏Maryam Tamim, ‏asmaaasma, ‏عاشقة الحرف, ‏Julya, ‏موضى و راكان, ‏Fadwa Elayyan, ‏wafaa hk, ‏sara osama, ‏الذيذ ميمو, ‏نوره ام عبدالمجيد, ‏Salma_3_
سما صافية likes this.

رانيا صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:30 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.