آخر 10 مشاركات
حنين الدم ... للدم *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : رؤى صباح مهدي - )           »          وداعا.. يليق بك || للكتابة : إيناس السيد (الكاتـب : enaasalsayed - )           »          وآخرون يعشقون *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : انسام ليبيا - )           »          5 - الرجل السراب - جانيت ديلي - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : gasmin - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          اللوحة الغامضة (48) للكاتبة: كارول مورتيمور .. كاملة .. (الكاتـب : cutebabi - )           »          وعد بالسعادة - قلوب النوفيلا - الكاتبة الرائعة :*سارة عادل* [زائرة]* كاملة &الروابط (الكاتـب : *سارة عادل* - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          4 - لعنة الماضي - بيني جوردان (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree11Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-02-21, 03:24 AM   #201

Nour fekry94

? العضوٌ??? » 461550
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 339
?  نُقآطِيْ » Nour fekry94 is on a distinguished road
افتراضي


ياعيني عليك يا حلوفي وعلي اللي حصل فيييك 😭😭😭💔
حرام عليكي يا فاطمة انتي قولتي احنا بنختم فين الشخلعة ؟ 🥺
الفصل حلو جدا ومؤثر جدا جدا جدا 😭😭❤❤❤❤

اغنية ليه بيداري كده كانت مكتسحة الفصل حرفيا ضحكتني جدا وخصوصا المشهد اللي ليث وخالد بيرقصوا فيه 😂😂😂❤
خالد ونهلة حلوين اوي و شكل نهلة حامل ❤❤
معاذ وعائشة سكاكر ❤
مشاهد الصحاب ومشاكساتهم سواء الشباب او البنات مهجة وتحفة ❤
انا كمان مش بحب البازلاء خالص علي فكرة🙄😂😂
ربنا ياخدك يا صدقي 😢
يوسف ياخده علي سطح الواد حمادة يغتصبه ويصوره مش هقبل بأقل من كده ..


Nour fekry94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-02-21, 04:15 AM   #202

Emmi hssain

? العضوٌ??? » 438391
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 105
?  نُقآطِيْ » Emmi hssain is on a distinguished road
افتراضي

بحب علاقه مودة وسيف
خوف يوسف من حب نور يستفزني
ليث ومريم قط وفار
خالد ونهلة بحب مشاهدهم وياترى حمل ولا هرمونات🙈🙈
كل فصل احلي من اللي قبلة
تسلم ايديك فاطمة


Emmi hssain غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-21, 09:46 PM   #203

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اللؤلؤة الوردية مشاهدة المشاركة
الفصل جميل جدا بس قصير

ضحكت على الأصدقاء ومشاكستهم جدا

حزنت ودمعت عيني على قصة يوسف مع اللواء


سلمت يداك حبيبتي منتظرة القادم بشوق

حبيبتي انتي الجميلة سلمتِ ربنا يسعدك❤️❤️❤️


فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-21, 09:49 PM   #204

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryoma zahra مشاهدة المشاركة
الفصل روووووعه بجد يا فطوم ما شاء الله عليكي❤️❤️
عجبني اوي تطور العلاقه و الثقه بين خالد و نهلة و ليث و مريم🥺❤️
يوسف الحلوف ليه بيداري كده 🙂
اللوا ده مش طااااايقاه بجد ال عمله مع يوسف أثر فيا اوي بجد🥺🥺🥺🤧
تسلم ايدك بجد يا فطوم😍❤️❤️❤️

اللوا ده انا شخصيا مش طايقاه حضرتك! 😂
تسلم عيونك الزرقا يا مريومة❤️❤️❤️❤️


فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-21, 09:54 PM   #205

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nour fekry94 مشاهدة المشاركة
ياعيني عليك يا حلوفي وعلي اللي حصل فيييك 😭😭😭💔
حرام عليكي يا فاطمة انتي قولتي احنا بنختم فين الشخلعة ؟ 🥺
الفصل حلو جدا ومؤثر جدا جدا جدا 😭😭❤❤❤❤

اغنية ليه بيداري كده كانت مكتسحة الفصل حرفيا ضحكتني جدا وخصوصا المشهد اللي ليث وخالد بيرقصوا فيه 😂😂😂❤
خالد ونهلة حلوين اوي و شكل نهلة حامل ❤❤
معاذ وعائشة سكاكر ❤
مشاهد الصحاب ومشاكساتهم سواء الشباب او البنات مهجة وتحفة ❤
انا كمان مش بحب البازلاء خالص علي فكرة🙄😂😂
ربنا ياخدك يا صدقي 😢
يوسف ياخده علي سطح الواد حمادة يغتصبه ويصوره مش هقبل بأقل من كده ..

قلبي القمر بريفيوهاته القمر ❤️❤️❤️
كلنا مش بنحب "البسلة" والله🌚😂 (وقومت متكيالك ع السين)
الشخلعة جاية مش فاهمة مستعجلين ليه! وصلنا لآخر فصلين وبنختم؟ وايه يعني مش مبرر على فكرة🌚😂
صدقي ده هناخده كلنا على سطح الواد حمادة بس الصبر❤️
خدي قلبي😘❤️


فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-21, 09:56 PM   #206

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة emmi hssain مشاهدة المشاركة
بحب علاقه مودة وسيف
خوف يوسف من حب نور يستفزني
ليث ومريم قط وفار
خالد ونهلة بحب مشاهدهم وياترى حمل ولا هرمونات🙈🙈
كل فصل احلي من اللي قبلة
تسلم ايديك فاطمة

يوسف يخوض حربا انتم لا تعلمون عنها شيئا😂😂😂
حمل ولا هرمونات؟ هفاجئك😂
تسلمي يا قمر انتي اللي جميلة والله ربنا يسعدك❤️❤️❤️


فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-21, 09:57 PM   #207

Nour fekry94

? العضوٌ??? » 461550
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 339
?  نُقآطِيْ » Nour fekry94 is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور متشوقة للفصل جدا ♥️♥️♥️

Nour fekry94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-21, 09:58 PM   #208

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nour fekry94 مشاهدة المشاركة
تسجيل حضور متشوقة للفصل جدا ♥️♥️♥️

جاري تنزيل الفصل يا قلبي❤


فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-21, 10:08 PM   #209

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

الفصل التاسع عشر

قل لي – ولو كذباً – كلاماً ناعماً
قد كاد يقتلني بك التمثال


لا تجرحي التمثال في إحساسه
فلكم بكى في صمته .. تمثال
قد يطلع الحجر الصغير براعماً
وتسيل منه جداولٌ وظلال
حسبي وحسبك .. أن تظلي دائماً
سراً يمزقني .. وليس يقال



_عريس!
نطقت بها "نور" بتعجب ثم سألت محدثة أخيها عبر الهاتف:
_ومن أين ظهر هذا العريس الان؟ هل يعرفني؟
اجاب "خالد" موضحا:
_إنه الابن الأكبر لأحد معارف أبيك ،كان يبحث عن عروس فأشار والده عليه بك لأنه يعرف أخلاق العائلة جيدا .
عقبت بتهكم وهي تسير في ردهة منزلها الخاوي:
_أخلاق العائلة؟
أكمل متجاهلا تعقيبها:
_فأخبر الرجل ابنه انه سيأخذ من ابيك ميعادا ليأتي معه ويتعرف عليك وعلى أخلاقك كجلسة تعارف عادية ،وعليه سيقرر أن يتقدم للخطبة ام لا.
اكملت تهكمها قائلة :
_إن كان سيأتي للتعرف على أخلاقي فحتما الإجابة هي لا.
قال ساخرا:
_من تفضحنا في المنطقة والمحطات الفضائية .
ضحكت ثم قالت باستدراك:
_وكيف تقول انه عريس وهو سيأتي للتعارف فقط! وكيف عرفت بما حدث بين الرجل وابنه من الاساس؟
سمعت صوته يأتي عن بعد قريب وهو يهتف بفم ممتلئ "يا نهلة شبعت والله شبعت!"
ثم عاد ليجيبها:
_والده فضل وضعه امام الأمر الواقع فتقدم لأخذ ميعاد ليتقدم ولده للخطبة مباشرة ،لكن ما يخص الحديث بين الرجل وابنه فهذه لها مصادري الخاصة.
ارتفع حاجباها بدهشة قبل ان تزفر بحنق هاتفة:
_هل حقا انتهت بنات مصر ليتقدم لمن تعيش بكندا ؟ما هذا البرود هل سآتي الى مصر خاصة لأجل ذلك الرجل وابنه؟
قال "خالد" بلهجة ذات مغزى:
_إن كنت لا تريدين فسأخبر أبي ليبلغهما برفضك .
صمتت قليلا بينما إنتظر ردها بترقب ،حين لم تجب أضاف :
_وعليك بتذكر رقم ذلك العريس فوالدك لن يمرر رفضك الغير مبرر هذه المرة مرور الكرام .
صاحت بحنق وقد استفزتها جملته:
_وهل سأتزوج بأي شخص مناسب قائلة أنه عريس (لقطة) لا يمكنني رفضه دون أن اشعر حتى بالقبول تجاهه؟
ثم اكملت بغضب:
_كما أنك تعلم أن رفضي مبرر وليس غير مبررا !
قال متحكما في اعصابه حتى لا يهدر بها ،وذلك بالطبع حين لحقته زوجته حين شعرت بانفعاله ببعض الاشارات ليهدأ:
_وماذا ستفعلين ؟ أو ماذا تفعلين حاليا؟ هل تنتظرين أن يأتي لك من تريدينه راكعا على احدى ركبتيه وفي يده خاتم الزواج؟
صمتت ..فزفر ثم قال بهدوء:
_لا أقصد احباطك يا نور ،لكن ..إلى متى؟ إلى أن ...
قاطعته قائلة بصوت فاتر:
_لا يهم إلى متى ،ولا احمل عبئ الزواج وتأخره مطلقا ..لم يهمني يوما في أي سن سأتزوج أو ألا اتزوج مدى الحياة ..هذه حياتي وإن لم أعشها بالشكل الذي أريد ومع من أريد فلا أرغب فيها .
تنهد "خالد" ثم قال :
_دوما ما كانت فلسفتك رغم منطقيتها لا تلائم أفكار المجتمع الذي أنت جزء منه .
ردت دون تردد:
_لا أريد أن أكون جزء منه ،ولهذا تركته لكم وذهبت وحدي.
صمت هنيهة ثم قال :
_هل هذا يعني أنك ترفضين مقابلة ذلك العريس؟
اجابت برد قاطع وقد ارتسمت ابتسامة ماكرة على زاوية شفتيها:
_لا ،سأقابله .
رفع حاجبا بعد أن تأكد مما كان يفكر به ،فإبتسم لكونها لم تخالف توقعه رغم غيظه منها وقال:
_حسنا ،سأتصل بك لأخبرك الميعاد بالضبط .
____

لو على قلبي داب في هواك وكفاية
ليل وسهر وعناد ويايا
جوا عيوني حنين وغرام مشتاق لعينيك
قلبي نادالك حن في يوم وتعالى
واديك روحي بس تعالى
يا اللي بحبك قرب
طمن قلبي عليك


جلس "يوسف" في سيارته امام المطار منتظرا خروجها مع اخيها وزوجته ،و"مريم" التي اصر عليها للحضور حتى يحضر هو معها متعللا بتوصيلها بينما زوجها في العمل .
بقى داخل السيارة يستمع الى (ميدلي) شاردا بها ..
وموافقتها للعودة لمقابلة ذلك العريس تجعله يريد أن يعلقها من شعرها البني الجميل على بوابة هذا المطار ..
هو يعلم أنه لم يصرح لها بشيء لكن.. الم تفهم؟ هل تعتبره مجرد صديق وليس كما كان يظن أنها تحمل له ولو قدرا بسيطا من المشاعر؟
أم ..أنه خارج حساباتها تماما؟ مجرد مريض عالجته يوما ورفيق لأخيها؟
هو لم يكن يوما غبيا بالمشاعر حتى يخطئ في نظرتها له!
هل كانت بالفعل هكذا لكنها ظنت أنه هو من لا يشعر بها فضجرت وقررت البعد؟
ماذا ينتظر منها من الأساس؟ الخطوة الأولى لابد أن يكون هو صاحبها!
جملتها في الهاتف لم ينسها بعد ،ويشعر بألم كلما ذكرها "لم اعود من الأساس؟"
هو ما كان ليكون سببا كافيا لها ابدا..

معقول أنساك معقول
تنساني انا على طول
معقول ما نعود احباب
نمرق مثل الأغراب
ولا نبقى سوا
ياما قالوا الهوا غلاب
ولا مرة حسبنا حساب
نبعد يا هوا ..


تذكر جلساتهما حين كان راقدا في الفراش ..حين كان ينازع النوم ويتحجج لها بالأرق لتبقى بجانبه تتحدث معه حتى ينام ،وما كان يغمض عينيه إلا حين يستشعر نعاسها وارهاقها هي ..
لمستها فوق جبينه لقياس حرارته ..
ابتسامتها حين تدخل غرفته وتراه مستيقظا ..
احمرارها حين تقول كلمة عفوية وتدركها بعد ذلك ..
توبيخها اللطيف له حين يتحرك كثيرا ويجهد نفسه ..
حتى صوت ضحكتها كان يغرد في أذنه يكويه بنار الشوق .

وفين لياليك عمال بناديك
مشتاق لعينيك واحشني لقاك
بالي مشغول بهواك على طول
والليل بيطول وأنا مش وياك


المرة الاولى التي قابلها بها بالمنزل ورؤيته لها عن قرب .. يذكر ذلك الشعور الذي دغدغه وقتها رغم تشتت عقله ..
نظرتها له حين فتحت عينيها ووجدته امامها ..
رمشة اهدابها الناعسة ثم انتفاضتها التي فاجئته ..
ابتسامتها حين أدركت أنه استفاق ..
عينيها الواسعتين التين برقتا بسعادة غريبة مازال حائرا في تفسيرها حتى الآن ..لم تكن مجرد سعادة طبيب بسلامة مريض!
ومقلتيها الجميلتين التين جذبتاه منذ يوم الحفل ورآهما عن قرب ذلك اليوم في الغرفة ،والتين مازالتا تزورانه في افكاره واحلامه ..

عليك عيون سحرها غلاب
والقلب اهو داب
ما تداري عينيك
عليك عليون بتاخني قوام
بقى ده اسمه كلام
الله يجازيك
وانا كنت مالي
اول ما عينك جت في عيني
ايه جرالي
ايه جرالي انا


رآها تخرج من هناك ،تعيد خصلة من شعرها الذي عقصته على هيئة كعكة بشكل عشوائي رقيق خلف اذنها ،مرتدية كنزة شتوية واسعة تكبر عن مقاسها بما يزيد عن قياسين من اللون الاسود المكتوب عليه بعض العبارات الانجليزيه بالأبيض ،ذات غطاء رأس ملقى خلف عنقها ينتهي بحبلين قصيرين يتدليان عند مقدمة جذعها ،وبنطال من جينز الازرق قصير نسبيا يكشف نهاية ساقيها الرشيقتين ،اما عن الحذاء فكان رياضيا مريحا، ولا تضع اي زينة في وجهها..مظهر غير متكلف بالمرة ،وفي بساطته.. جذاب!

تقدمت مع شقيقته وصديقتها تجاهه لتمد له يدها بابتسامة سلبت قلبه ..رعشة سرت بأوصاله عند مصافحة كفها لكفه ،وذبذبة في سائر جسده حين نطقت :
_كيف حالك يا يوسف؟
اراد قول "الآن اصبحت بخير" لكنه تنحنح قائلا :
_بخير ،حمدا لله على سلامتك .
اتسعت ابتسامتها المشرقة شاعرة بقلبها يقفز في صدرها بعد ان كحلت عينيها برؤياه قائلة بخجل:
_شكرا لك.
بينما في داخلها امرأة شعبية ستينية ترد "سلم لي مجيئك يا سيد الناس" وهي تربت على صدرها بحرارة .
انتبهت فجأة فقالت موبخة وهي تزم شفتيها :
_كيف قدت السيارة وذراعك في الجبيرة؟
ابتسم في حنين لاهتمامها بصحته وحاله ،فيما التفتت الى اخته قائلة :
_هل تستطيعين قيادة السيارة؟
هم "يوسف" بالكلام لكنها نظرت له من طرف عينيها بتوبيخ ،فبدت له لذيذة بشكل يحثه على الضحك وتقبيلها في نفس الوقت .
قالت "مريم" بحرج :
_لا ،لم اتعلم القيادة ابدا.
استدارت لاخيها الذي يجلس في سيارته ليس بعيدا عنهم تقول بصوت عال نسبيا حتى يسمع :
_اعطني مفاتيح سيارتك واذهب لقيادة سيارة يوسف .
عقد حاجبيه ثم نزل يستفسر عن السبب ،فقالت بحزم :
_لن يقود السيارة وذراعه مجبر .
شعر "خالد" بالاستفزاز فصاح امامها:
_وما شأنك انت ؟

صحيح أن السؤال لا يمكن الاجابة عليه .. لكنها ردت بسرعة قائلة بنفس النبرة الحازمة:
_انا طبيبة وتهمني صحة الجميع وانت تعلم ذلك جيدا.
كان في نظرتها الصارمة له عتاب ضمني على سؤاله المحرج لها والذي هو تحديدا يعرف اجابته ..ربما ألقاه من الاساس لأنه يعرف اجابته .

اخذت المفاتيح منه بعنف متحركة تجاه سيارته ،تاركة اياه واقفا بجانب صديقه وكلاهما يناظرها باندهاش ..بينما "مريم" و "نهلة" تكتمان ضحكاتهما متحركتين خلفها .
ركبت النساء في سيارة "خالد" بينما هو استدار يرمق صديقه بنظرات نارية قبل ان يسحب منه مفاتيح السيارة بنفس عنف شقيقته متجها لمقعد القيادة .. فاتسعت عينا "يوسف" بتعجب من تلك العائلة العجيبة ضاربا كفيه ببعضهما ،ثم ركب المقعد الذي بجانبه .
اختلسا لبعضهما البعض النظرات من نافذة السيارة ،فرنت في اذنيها صدى عبارة اخيها "الى متى؟"
الى متى ستظل تختلس اليه النظرات ؟ الى متى ستكتم في قلبها وتصمت؟ الى متى هذا العذاب؟
حقا الى متى!

يتبع ..


فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-21, 10:12 PM   #210

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

_قبل أن تنشكحين هكذا ..لقد حجزت تذكرة العودة بالفعل .
عادت "شوشيت" للعبوس في وجه ابنتها التي دلفت للتو الى المنزل وهي تبتعد عن احضانها ،ثم وارت امتعاضها قائلة:
_قابلي ذلك العريس اولا ثم نرى هذا الموضوع.
قالت "نور" بحسم وهي تتحرك ممسكة بحقيبتها:
_لن نرى شيئا فأنا لن أعود في قراري.
زفرت والدتها بضجر ،وأجلت الحديث في ذلك الأمر لوقت آخر ،ثم دلفت خلفها الى الغرفة تسأل على مضض:
_وعلام تنوين؟
قالت بمراوغة وهي تخلع معطفها:
_لا شيء ،سأقابل ذلك العريس وبعدها سأقرر .
ردت والدتها بامتعاض:
_وبالتأكيد قرارك هو الرفض .
التفتت لها ترفع كتفيها وتمط شفتيها ببرود اي "لا اعرف" ثم قالت:
_ربما .
تقبضت "شوشيت" بغيظ وهمت ان تصيح عندما دخل زوجها الى الغرفة قائلا:
_حمدالله على السلامة ،لا ينزلك الى وطنك سوى الامور الضرورية.
وضعت كفها على عنقها بحرج قائلة:
_لم يكن ..العريس أمرا ضروريا .
زفر "عبدالسلام" بيأس ثم تحرك يحتضن ابنته متصنعا الضيق قائلا يواري تأثره:
_اشتقنا اليك .
قالت بحرج:
_وانا ايضا ،لم يكن الابتعاد عنكما سهلا كما ظننت .
ابتعد قائلا بنبرة تفهمها:
_ولا احد يجبرك على ذلك ،كما تعرفين .
صمتت ولم ترد ،بينما التفت والدها الى أمها قائلا :
_طرأ لي عمل هام خارج البلاد ،هلا حضرت لي الحقيبة يا حلوتي؟
اختتم جملته بقبلة فوق رأسها فابتسمت قائلة :
_من عيني يا حبيبي.
رفعت "نور" حاجبا وهي تراقبهما ،قبل ان تقول والدتها باستدراك:
_اليس من المفترض ان تستقبل صديقك وولده غدا ؟
قال ببساطة:
_سأخبره على الهاتف ،يعلم ظروف العمل ولا أظن انه سيغضب.
حركت "نور" رأسها بعدم اهتمام وكأن الامر برمته لا يعنيها ،فنظر لها والدها قائلا بلهجة صارمة رغم هدوءها:
_ارجو ان تأخذي الموضوع بجدية هذه المرة .
اومأت بعينيها صامتة ،فزفر والدها مجددا في يأس ثم استدار خارجا من الغرفة ..

نظرت لها والدتها قائلة :
_هل احضرت الثوب الارجواني كما اخبرتك؟
زفرت "نور" بنفاذ صبر قائلة :
_احضرته يا امي احضرته ،اخبرتك بذلك خمسمائة مرة ،منهم مرة وانا في المطار ،هل سأكون قذفته من نافذة الطائرة !
قرصتها في ذراعها قائلة بتوبيخ:
_الا تجيبين على سؤال دون هذه الوقاحة؟
مسدت "نور" على ذراعها بألم تصيح بلهجة طفولية متذمرة:
_كما أنت لا توبخين دون قرص .
____

دفعه "ليث" من كتفه السليم ليسقط على المقعد في صالة منزله الذي خلفه قائلا :
_هل ستتركها تقابل ذلك العريس هكذا بسهولة؟
قال بعدم فهم وهو يكز على اسنانه غيظا من كلمة "عريس" تلك:
_وما الذي من المفترض ان افعله؟
تمالك "ليث" اعصابه حتى لا يفجر في وجهة لكمة تدمر ملامحه أمام شقيقته ،ثم قال بهدوء ظاهري:
_هل انت حيوان يا بني؟

تدخلت "مريم" التي تجاوره في وقفته امام اخيها الجالس سائلة:
_ألن تصارحها قبل ان تعود من حيث كانت؟
قال "يوسف" بتردد:
_ماذا لو ..لم تكن تبادلني الشعور؟
رفعت "مريم" حاجبيها باندهاش جلي ،بينما انكمش وجه "ليث" بأعراض جلطة قريبة واضعا يده فوق صدرة متمتما ب "يا حلوووووف" .. فربتت "مريم" على كتفه بتعاطف قائلة:
_اهدأ يا ليث مازلنا في بداية الحوار.. للأسف!

قال "يوسف" موضحا :
_احيانا أشعر انها تحمل لي بعض المشاعر ،واحيانا اخرى اشعر بها تعاملني كمجرد صديق!
صاحت "مريم" باستنكار:
_صديق؟ صديق!
ثم اقتربت منه بزوبعة غاضبة ..فأمسك بها "ليث" ثم ربت على كتفها بتعاطف قائلا:
_اهدئي يا مريم ،صحتك يا غالية.
تنفست بعمق قائلة بنفس النبرة المستنكرة لكنها اهدأ:
_منذ متى وأنت تجهل قراءة البشر يا يوسف؟
قال بتشتت:
_لا اعرف ،امامها هي فقط أشعر بأن قراءتها كشيفرة معقدة لا استطيع فكها .
واحجم عن ذكر أنه كلما رآها تاه فيها فلا يسعفه عقله على الاستنتاج والتحليل ..
اقترب منه "ليث" قائلا بنفاذ صبر :
_اسمع ،سيستقبلون العريس بالغد..
قاطعه بغضب:
_لا تقل "عريس" !
اغمض عينيه يستدعي بعض الصبر ثم فتحهما بعد ان فشل في ذلك قائلا :
_اسمع ولا تقاطعني حتى لا ارسم لوحة فنية فوق وجهك الآن .. سيستقبلون ذلك ال "عريس" بالغد ،والذي بالمناسبة سيأتي ليتقدم طالبا الزواج ممن تحبها وتريدها ..هل تريد عبارات استفزازية اكثر من هذه؟
ثم اكمل قبل ان يجيب:
_ان لم تتحرك وتفعل شيئا قبل ان تقابله نور وتعود من حيث اتت ،فلا تسمي هذا حبا ،هذا غباء .
ثم تحرك مغادرا يقول لزوجته دون ان يلتفت:
_سأنتظرك بالأسفل .

التفتت "مريم" الى اخيها مرة أخرى لتجده واضعا رأسه بين كفيه كمن يصارع شيئا بداخله ،فتحركت عاطفتها تجاهه لتقول محثة اياه على الحديث كما كانا يفعلان قبل تلك الدوامة التي دخلاها فجأة ودون انذار:
_ما الذي يؤرقك يا اخي ؟لم ارك يوما بهذا الحال!
تنهد راميا ما في جعبته دون اهتمام بترتيب كلماته:
_لا اعرف ..لا اعرف ما بي ،ولا افهم! هل انا واهم؟ لا اجد اجابة منطقية لأي شيء ،كيف؟
كيف لفتاة مثلها ان تحبني انا؟ من انا لتقبل بي؟ مريض ..عالجته ..اعتنت به ..احبته؟ ما هذا الهراء!

ثم زفر بهم مكملا تفريغ صراعات لا يعلم احد عنها شيئا:
_سأخسرها ..وسأخسر صديقي فقط لأنني توهمت وتمسكت بأمل صغير! ولا تخبريني عن لغة الجسد والعينين فهذه الدراسات والخبرات لا اذكر منها شيئا حين اراها!
كيف لمن مثلها ان تحب من هو مثلي؟ شخص لا يحتوي تعريفه سوى على انه ضابط حياته دوما على المحك ..اخبريني بالله عليك اين المنطق هنا؟

اقتربت بتعاطف تحيط كتفيه بذراعيها قائلة:
_هذا هو الشيء الوحيد الذي لا يخضع لمنطق يا يوسف ،انت لا تحتاج لدراسات لتشعر ..
انت تشعر بالفعل لكنك تكذب نفسك .. لا تحض من شأن نفسك ،ولن يفهم احد فتاة قدر فتاة مثلها ،وانا أخبرك بأن تلك الفتاة تتعذب بسبب صمتك هذا ..

صمت طويلا حتى ظنت انه لن يكمل الحوار ..لكنه حطم ظنونها حين همس بروح ثقيلة مستشعرا غصة في حلقه:
_حتى ذلك الوعد الذي قطعته لأمي ...
قاطعته قائلة بثقة خرجت بلهجة مرتعشة رغما عنها:
_أمك عاشت وماتت فخورة بك .
نظر لذراعه المجبرة مستعيدا كونه يرمي بنفسه دوما للمخاطر دون تردد ..كيف يقبل لها بهذا وهي تستحق كل ما هو مبهر ومثالي؟
نطق فمه دون وعي:
_ربما هناك من لم يولد ليحب ..؟
قالت مواجهة اياه بنبرة قاطعة:
_لم يولد احد بلا قلب يا يوسف.
ثم استطردت مقرة بما لم يصارح به نفسه من قبل:
__اعدتني يوما الى منزل صديقك حين فكر بابعادي ولم تنتظر حتى ان تشرق شمسا على خلافنا ،لم يكن ذلك الا لأنك تعلم جيدا كيف تكوي نيران الشوق التي تكاد تحرقك .. كفاك عذابا في نفسك وفيها ..تحرك قبل أن توصم نفسك بالغباء مدى حياتك .
ثم تحركت مغادة ،لكنها توقفت لتستدير اليه برأسها قائلة:
_ولا تنس أننا معك في اي شيء قد تقرر فعله .
ثم حيته مغادرة ..تاركة اياه حائرا مشرد النفس ..لا يعرف ماذا يفعل!
___
سيارة فارهة توقفت امام الxxxx ..نزل منها شاب وسيم يبدو في منتصف الثلاثينات ،يرتدي حلة رمادية كلاسيكية بمجرد أن ترجل من السيارة أغلق احد ازرارها بخيلاء واضح ..ومن بعده ترجلت سيدة تبدو في العقد السادس من عمرها ترتدي طقما بنيا يعلوه فراء ثعلب غالي الثمن يبدو مظهره _المبالغ به_ عليها كمحدثي النعمة ..
فبعد أن اعتذر والد العريس عن الحضور متحججا بالعمل العاجل الذي طرأ له هو الآخر ،حضرت والدته معه ..السيدة "ناريمان فوزي" وفي رواية أخرى "ناريمان هانم فوزي باشا" .
صعد الاثنان الى الxxxx ،فأعطى الحارس إشارته ،ليقول "يوسف" الى من معه في السيارة :
_هيا بنا .


في المنزل بالأعلى ..
استقبلهما "خالد" ومعه والدته "شوشيت" التي لم تتخل عن كبريائها أمام تلك الناريمان ،لكنها منعت نفسها بصعوبة من نظرة السخرية التي كادت تتقافز في عينيها حين رأت منظر ما ترتديه تلك السيدة عليها.

بينما في الداخل صاحت "نور" بعصبية خافتة في صديقتها "نهلة" التي أصرت على تزيين وجهها قائلة:
_لا اريد يا نهلة ،من ذلك الرجل لأتزين وأنا خارجة لمقابلته؟
امسكت بها "نهلة" تجلسها جيدا وهي تقول بغموض:
_اجلسي يا نور ولا تعاندي ،ستشكريني فيما بعد .
عقدت حاجبيها بعدم فهم قائلة:
_على ماذا؟ ما الذي سيحدث يا نهلة أشعر بأمر غريب يخطط له من خلف ظهري!
لم تجب "نهلة" وهي تستمر في وضع بعض مساحيق التجميل التي تظهرها بشكل بسيط وجذاب في نفس الوقت .. وسمعا صوت جرس الباب مجددا !
لم تخمن "نور" كثيرا هوية الآتي ،فقد دخلت "مريم" الغرفة عليهما بعد اقل من دقيقة ،ففغرت "نور" فاها سائلة باندهاش:
_مع من أتيت؟
تقدمت "مريم" اليها تقول بابتسامة واسعة سمجة الى حد كبير:
_مع ليث ويوسف .
التفتت "نور" تجاه "نهلة" بعينين متسعتين بصدمة هاتفة:
_يوسف!!!

في الخارج ..وقف "خالد" امام صديقيه عند الباب قائلا بغيظ:
_ما الذي اتى بكما الى هنا الآن؟
قال "ليث" ببرود واضعا يديه في جيبيه:
_ألسنا من العائلة؟
اجاب وقد ازداد غيظه مشيرا على "يوسف":
_انت من العائلة ،ماذا عن هذا النطع؟
رد "يوسف" ببرود معدلا سترته بخيلاء مصطنعة:
_انا اعتبر نفسي من العائلة واتمنى أن تعجبني ضيافتكم .
تقبض "خالد" بغضب حينما جاءت والدته من خلفه تقول :
_ادخلهما يا خالد هذا ليس من الذوق .
قال "خالد" بامتعاض :
_لقد دخلا بالفعل ،ينقص أن يضايفاني هما وليس العكس .
نظر "ليث" الى زوجة عمه قائلا بشقاوة:
_ما هذا الجمال يا شوشو؟ الم تخشي ان يظناك العروس؟
رفع "خالد" حاجبه وراقب "يوسف" بعينين متسليتين ،بينما هي للحظات بدت كطفلة تستمع لاطراء فقالت بابتسامة واسعة:
_حقا؟
لكنها عادت تتخصر بغرور قائلة:
_وما الجديد يا ليث؟ انا دوما جميلة.

من عند الردهة الداخلية .. وقفت الفتيات خلف الستارة تراقبن ما يحدث بالخارج ،كانت في مقدمتهن "نور" التي مالت برأسها للخارج بعض الشيء ..
كانت ترى ماذا يحدث ولماذا جاء ..فرأته يقف بجانب ابن عمها وامامهما اخيها ووالدتها التي لمحتها ،فحدجتها بنظرة نارية لتعود الى غرفتها ..ارتبكت من نظرة والدتها فقررت الدخول برأسها للخلف مجددا حين رأته ينظر اليها!!
عادت للخلف منتفضة ثم ركضت الى غرفتها مرة أخرى تولول بهمس :
_لقد رآني!!
قالت "مريم" مقهقهة بشماتة :
_اخبرناك الا تخرجي ،لكن الفضول قتل القطة .
بينما سحبتها "نهلة" من يدها تقول :
_هيا لنكمل زينة وجهك قبل أن تنادي عليك والدتك .
فتحركت "نور" معها بسهولة .

بعد قليل ،خرجت الفتيات سويا من الغرفة بعد ان قدمت العصير احدى السيدات التي تستعين بهن "شوشيت" في امور المنزل ..فتحركت "نهلة" تليها "مريم" وكل منهما تعرفها "شوشيت" الى والدة العريس وصلة قرابتهما للعائلة وللعروس ..
وفي الخارج كان تراقبهما "نور" يخرجان من خلف ستارة الردهة واقفة بارتباك لا تعرف سببه ،لقد كانت هادئة حتى رنة الجرس الثانية ..

هندمت ملابسها للمرة التي لا تعرف عددها منذ رنة الجرس تلك ..وقتها عرفت أنها لا تهندم ملابسها لمقابلة ذلك العريس ..بل لتكون جميلة في عينه هو ،ايا كان الزمان والمكان ..وايا كان الظرف الذي يجمعهما ..فسبت نفسها لذلك السبب.
تنهدت تتقبض في وقفتها حتى لا تذكر نفسها بالموقف الذي هي فيه ..العريس بالخارج متقدما لخطبتها وحبيبها يجلس في استقباله مع عائلتها!
لا لا ،لو ذكرت نفسها بالموقف ستخرج لتسحبه من ياقة قميصه الأسود وتلقيه على سلم المنزل .
بالمناسبة ،القميص الأسود رائع عليه!
نفضت رأسها الذي وصفته بالغبي لحظتها وهي تتقدم للدخول خلف صديقتيها..
قالت والدة العريس بتهليل:
_مرحبا بالعروس ،ما هذا الجمال تبارك الله !
ابتسمت لها مجاملة وهي تسلم عليها فأكملت السيدة:
_إن ياسر حظه في قدميه ،عروس جميلة ومتعلمة ومثقفة.
تنبهت "نور" في لحظتها ..انها لا تعرف اسم العريس حتى!
جلست بين الفتاتين لتقول ملتفته الى "مريم" بهمس:
_مريم ماذا تفعلين؟
اشارت لها "مريم" بيدها ان تنتظر متمتمة :
_ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد اذا حسد ،صدق الله العظيم .
كتمت "نور" و "نهلة" ضحكاتهما فحدجهما "خالد" بنظرات متوعدة لتخرسا على الفور ..بينما اشاح "يوسف" بوجهه في غضب مكبوت .
قالت السيدة "ناريمان" موجهة حديثها الى "شوشيت" :
_وهل العروس حين يتم الاتفاق ستستقر في مصر ؟
ردت "نور" وقد استفزها توجيه السؤال لوالدتها وكأنها طفلة لا يؤخذ بقراراتها:
_"إن" تم الأمر فستكون من شروطي ألا استقر هنا ،فأنا حياتي وعملي في كندا .
وقد كانت تريد الرد ب "لن يتم الأمر لا تشغلي بالك بتلك الامور" لكنها فضلت اللباقة لعدم احراج عائلتها ..

همت السيدة بقول شيء حين رن جرس الباب للمرة الثالثة ..فعقد الجميع حاجبيه متسائلين عن هوية الآتي!
فتحت المساعدة الباب ليدخل حارس الxxxx وهو يلهث صائحا :
_حادث أمام الxxxx ،سيارتان اصطدمتا ببعضهما البعض والحي كله متجمعا حولهما .
هم الثلاثة ضباط بالقيام فقال "يوسف" متصدرا بوجه جاد:
_ابقيا انتما سأنزل وحدي ،ان كان الامر كبيرا سأتصل بكما .
ثم تحرك مغادرا ليرتبك كل من في المجلس ،لكن "خالد" قال مطمئنا:
_لا تقلقوا يبدو أمرا بسيطا ،الحوادث تحصل كل يوم .
قال "ياسر" متفقدا هاتفه:
_ذلك السائق الجالس بالاسفل لم يبلغني بحدوث اي شيء ،ولا توجد شبكة!
قال "خالد" بتعجب :
_كيف لا توجد شبكة وانا اجريت مكالمة منذ قليل !
قال "ياسر" بعدم فهم:
_لا اعرف سأحاول مرة اخرى.
ومرة اخرى واخرى بلا جدوى وقد حل الصمت على الجميع ،مع تبادل نظرات بين الفتيات و"ليث" الذي يجلس ببرود متظاهرا باللاشيء ..نظرت له "نور" عاقدة حاجبيها لا تفهم ما يحدث ،فغمز لها بعينه أن تنتظر ..

لم تتمالك "نهلة" لسانها فقالت هامسة لصديقتيها:
_ألم يقولوا ان الشاب وسيم؟
ردت "مريم" مستفسرة:
_أليس كذلك؟
عقدت "نهلة" حاجبيها بعدم فهم قائلة:
_انت تسألين بجدية! الم تنظري له ولو للحظة منذ دخولك؟
القت نظرة على زوجها قبل ان تعود مجيبة بهمس:
_توعدني ليث أن يفقأ عيني ان فكرت في النظر حتى ،كان هذا شرطه لآتي معه الى هنا.
سألت "نور" بتعجب:
_لماذا؟
اجابت وهي ترمش بغرور مصطنع:
_حتى لا يرى عيناي ،يقول انهما ساحرتان وهو يغير علي.
مطت "نور" شفتيها بامتعاض قائلة:
_هذا دلع ماسخ .
أكملت "نهلة" على كلامها :
_وله وصف آخر لكني سأحتفظ بأدبي ولن أذكره ..
ثم عادت لأصل الحديث قائلة بنزعة متنمرة لم تستطع كبتها:
_هل هذا حقا من قالوا عنه وسيما؟ ان ثلاثة ارباع وجهة أنف!
كتمت "مريم" ضحكتها بصعوبة بينما قالت "نور" بنبرة قاطعة:
_استغفر الله!
ثم التفتت ملقية نظرة سريعة على الشاب لتعود قائلة بضحكة مكبوتة:
_صدقت.

لحظات ورن هاتف ليث في جيبه ،فأخرجه وهو يقول :
_ها هي الشبكة تعمل يا استاذ ياسر ،يبدو أن هناك مشكلة ما في هاتفك .
تمتم "ياسر" بربما ممتعضا من هذه الزيارة المشؤومة ،بينما وضع "ليث" الهاتف على اذنه يقول :
_ماذا هناك هل الامر خطير؟
صمت قليلا ثم عقد حاجبيه بجدية قائلا:
_جريح بإصابة بالغة؟
تحرك تجاه النافذة لتتسع عينيه هاتفا بمبالغة :
_لا حول ولا قوة الا بالله!
سألت "نور" بجدية مهتمة:
_ما حجم الاصابة؟
ثم تحركت تجاه الشرفة لتتفقد الوضع فسبقتها "مريم" و "نهلة" شاهقتان من هول المنظر ،ليتكدس ثلاثتهم امام النافذة لرؤية الحادث المريع بالاسفل ،فلم يستطع الاخرين رؤية شيء ،خاصة حين ابعد "ليث" الاثنتين مغلقا النافذة حتى لا احداهما المشهد المفزع بالاسفل !
تحركت "نور" بسرعة تقول :
_يبدو الامر خطيرا ..لا يمكن انتظار الاسعاف ،سيموت .
خرج "خالد" خلفها بعينين متسعتين قائلا:
_الى أين يا نور؟
قالت دون ان تتوقف :
_سأحضر حقيبتي وانزل لانقاذ الوضع بنفسي .
فصاح هامسا:
_والعريس!
لتقول جملة قرأها من حركة فهما باللغة الانجليزية:
_تبا له .
ثم تحركت مغادرة ،فوقفت "مريم" و"نهلة" تتبادلا النظرات المنتصرة ،ثم نظرا الى "ليث" الذي غمغم في سره:
_صدق حين راهن على حسها الطبي.

قالت "شوشيت" بالداخل للعريس ووالدته مستدعية روح "شربات" بداخلها هذه المرة:
_اعذرانا على ما يحدث ،لكنها المرة الاولى التي تحدث امام منزلنا منذ ان سكنا هنا منذ خمسة عشر عاما.
اختتمت جملته بنظرة جعلت البقية يكافحون لكبت ضحكاتهم ،بينما قالت السيدة "ناريمان" بوجه محتقن:
_ماذا تقصدين يا شوشيت هانم؟
قالت ببراءة:
_انا لم أقل شيئا سوى توضيح الوضع الذي نحن فيه الآن ،ما الذي فهمته من كلامي بالضبط؟
عادت "ناريمان" للجلوس تقول على مضض:
_لا شيء..
بينما يبدو على ولدها الحنق الشديد مما يحدث ،فمطت "شوشيت" شفتيها قائلة:
_حسنا.

اقتربت "نهلة" من زوجها تهمس:
_يبدو أن والدتك لم تطق هذه السيدة ،ادعو الله أن تخرج من هذا المنزل سليمة.
همس قائلا:
_أدعو ذلك أيضا ،أمي التي كانت تمنع نور من الرفض المسبق هي من ستخرج هذه السيدة وابنها دحرجة من فوق السلم .
همست مرة اخرى تقول:
_منذ ان دخلا يرفعا انفيهما بغرور لا أعرف على ماذا ،تلك الملابس انقرضت منذ بدايات القرن العشرين!

بمجرد أن خرجت "نور" من المنزل اصطدمت به ،فأغلقت باب المنزل مسرعة لتقول :
_ماذا يحدث لماذا تقف هنا؟
رد بهدوء:
_تعالي معي وسأشرح لك .
قالت بعدم فهم:
_أليس هناك مريضا و...
قاطعها ناظرا الى عينيها مباشرة:
_لا يوجد مريض غيري هنا .
سرحت للحظات بعينيه ببلاهة قبل ان تستفيق قائلة بعدم فهم:
_هل ..هل تؤلمك ذراعك؟
قال ناهيا حوارا بلا فائدة (بيجيب من الآخر):
_هل تريدين ذلك العريس؟
لم تتردد في هز رأسها نافية ،فقال بهدوء بعد ان تنفس الصعداء:
_اذن تعالي معي.
ثم تحرك امامها ،فخمنت بذكاء فطري _لا ينشط في وجوده الا قليلا_ أن هناك خطة ما حتى لا تجلس مع ذلك العريس ،ولا تعرف لم شعرت بروحها تخف وتطير خلفه على السلم ..فنزلت خلفه تتبختر دون كلام ،الا من آخر درجتين قفزت من فوقهما قفزا ،فاستدار لها "يوسف" برأسه باندهاش ثم ضرب كفا بكف متمتما ب"عليه العوض ومنه العوض" واسرع في نزوله ،فقهقهت كالأطفال تنادي :
_يوسف ،انتظر!

سارت خلفه في الشارع رافعة حاجبيها اندهاشا لتقول :
_اين ذهب الحادث؟ ما الذي يجري بالضبط؟
وصلا الى سيارته المركونة بالشارع الخلفي ،فجلس على مقدمتها قائلا:
_ضعي حقيبتك بالسيارة .
رفعت حاجبا ..ثم نفذت لتقف امامه متكتفة تقول بملامح جادة:
_اريد ان اعرف ما الذي يحدث.
اخرج من جيبه علبة سجائر ،وهم بأخذ واحدة حين سحبتها من يده والقتها بعيدا ثم عادت تتكتف بنفس الملامح وكأن شيئا لم يحدث ،فاتسعت عيناه باندهاش قبل ان يزفر قائلا:
_حسنا ،لا يوجد جريح .
اومأت برأسها ليكمل :
_ولا يوجد حادث .
اومأت مجددا تحثه على الاكمال فقال :
_نحن من دبرنا كل هذا ،ووضعنا مشوش الاشارات بالقرب من المنزل كي لا يستطيع ذلك ال..ياسر الاتصال بسائقه او اي من معارفه القريبين من هنا.
قالت بعدم فهم:
_ولم فعلتم كل ذلك؟
اشاح بعينيه عنها فهتفت باصرار عاقدة حاجبيها وقد تشكلت على وجهها علامات الغضب:
_يوسف اجبني لم حكتم كل ذلك؟
لم يجب لتحرر ذراعيها من عقدتهما تقول بغيظ:
_لم فعلتم كل ذلك يا يوسف؟
مسح على وجهه ليهتف بانفعال:
_هل تريدين العودة والجلوس مع ذلك الشخص؟
قالت بنفس نبرتها المغتاظة:
_لا !
فقال بنفس نبرته المنفعلة:
_اذن اصمتي!
صمتت لثانيتين بذهول ..ثم زفرت تهدئ نفسها .. حسنا هي لن تأخذ معه حقا او باطل ..حتى وإن سألت السؤال بكل لغات العالم لن يجيب .
فتحركت صامتة تجلس بجانبه على مقدمة السيارة .. قدماها ترتفعان عن الارض بما لا يكثر عن اثنين سنتيمتر ..
ابتسم مشيحا بوجهه ..
انها طويلة القامة ،لا تصل اليه طولا لكنها تمتلك طولا جذابا بحق ..أفضل ما فعل هو اشاحته لوجهه عن ساقيها وإن كان يريد كسرهما كي لا تكشفهما حتى منتصف سمانتيها مرة اخرى .

انها المرة الثالثة التي يراها ترتدي فستانا فيها ،والمرة الثانية التي يشعر بأنه يريد تهشيم عظامها فيها.
قالت بعد هنيهة من الصمت :
_كيف رن هاتف ليث وأنتم تشوشون الاشارات؟
قال ببساطة :
_ضبط المنبه.
رفعت حاجبيها قائلة بذهول:
_ألم يكن يحدثك؟
هم ان يحرك رأسه نافيا حين استوعب السؤال ،فقال ساخرا:
_لا ،حدثني في المنبه يا نور ..نحن نحب التحدث في المنبهات.
ادركت غباء سؤالها لكنها قالت مندهشة:
_يا الهي انتم مصائب!
قال محاولا عدم النظر اليها :
_بأي شكل لم ا?.. نكن لنتركك تجلسين مع ذلك ال..شيء.
قالت بغباء عاقدة حاجبيها:
_تبدو كارها له وترغب في شتمه ،هل تعرف ذلك العريس مسبقا؟
حدجها بنظرة نارية لقولها "عريس" ثم تمالك اعصابه قائلا بنبرة محتقنة:
_لا ،ولا ارغب في معرفته.
نظرته ارعبتها فعادت بظهرها الى الوراء ،ثم ضحكت متفاجئة تقول:
_ماذا حدث ،بسم الله!
كبح ضحكة يرد بامتعاض مصطنع:
_لست ملبوسا .
قهقهت قائلة :
_ظننت ذلك للحظة .
نظر لها للحظات يتصنع العبوس ،قبل ان يبتسم مشيحا بوجهه مجددا ..ضحكتها جميلة ..جدا !

لمحت تلك الندبة في عنقة فبهتت ضحكاتها مشيحة بوجهها للامام.. عم الصمت مجددا وكل منهم لا يجد ما يقول ..يرغبان في الحديث ،في الضحك ،في المزاح ،وفي كل شيء قد يطرأ على عقليهما لكن المتاح مفقود ..والغير متاح ..مستحيل!
تنهدت ثم قالت سائلة اياه ،او نفسها ..او كلاهما:
_وماذا بعد؟
صمت فالتفتت ناظرة اليه ،لتتلاقى نظراتهما في عناق دافئ ،محبب لكنه لا يسمن ولا يغني من جوع..
بينما ظل السؤال معلقا في الهواء ..ماذا بعد؟!

يتبع..

على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t474748-22.html





التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 11-02-21 الساعة 10:58 PM
فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:19 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.