آخر 10 مشاركات
حَمَائِمُ ثائرة! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          413 - حبيبتي كاذبة - لين غراهام (الكاتـب : فرح - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          9 - الرحلة - آن ويل - ق .ع ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          غيث أيلول -ج5 سلسلة عائلة ريتشي(121)غربية - للكاتبة:أميرة الحب - الفصل الــ 44*مميزة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          83 - حائرة - فيوليت وينسبير - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : pink moon - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          278 - لا أحد يريد الحب- ساندرا فيلد (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          158 - امرأة من زجاج - ساندرا فيلد(تم تجديد الرابط) (الكاتـب : فرح - )           »          أحبك.. دائماً وأبداً (30) للكاتبة الرائعة: مورا أسامة *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : مورا اسامة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-12-20, 10:01 PM   #71

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي


الفصل التاسع
"وكأنّك درب بغير انتهاء... وأنّي خلقت لهذا السفر"

فاروق جويدة
وجع امتلأ وتشبع به قلبه.. كان يعتقد أنه اعتاد على هذا الألم فتلك ليست المرة الأولى التي يتعرض له.. ولكن الألم هو ذاته بل العكس يزداد وجعه ومعاناته كل مرة.. إنه لا يتركها كثيراً بالمطبخ بمفردها خوفاً من أن تجرح نفسها.. فكيف بقلقه الذي كاد أن يقضي على قلبه بالأمس عندما أسعفها إلى المستشفى.. وجهها الشاحب ودماءها التي كانت تجري على طول ساقها خلعت قلبه من مكانه وأذهبت بصوابه.. أغمض عينيه وصوت الطبيب الذي أخبره بفقدان ابنه يرن بأذنيه "هي بخير ولكن جنينها.. أنا أسف ما زالت صغيرة ويمكن تعويضه"..
فتح عينيه ينظر للنائمة أمامه على السرير.. قرب مقعده منها هامساً لها بكل وجع يعتمل صدره "لماذا يا منية الفؤاد ومطلبه؟ لماذا هذا التعنت للإنجاب الآن؟ كيف سأعيش إن حدث لكِ مكروه.. أخبرتكِ أني لا أريد أطفال الآن، ماذا أفعل بعقلكِ الصدئ هذا.. لم أكن لأسامحكِ إن أصابكِ شيئاً خطيراً"
شعر بتعبه يهد جسده ليمدده على المقعد الخشبي الجالس عليه.. ويضع يده خلف رأسه كوسادة.. مغمضاً عينيه ينشد راحة من ألمه لبضع ساعات.
لم يعلم كم مر عليه وهو نائم ولم ينتبه للباب الذي فُتح بجلبة ودلف منه كبار عائلته وأخيه وإياد ويقين.. شعر بيد تربت على شعره بحنان وصوت والدته يتردد بأذنه بحنو.. فتح عينيه بتعب ينظر لوالدته بألم أوجع قلبها.. لتضمه لصدرها بحنان دون كلمة وهي تقبّل رأسه عدة مرات هامسة له بخفوت "اصبر بني الصبر من شيم الرجال"
تمسّك بها بقوة وآهة موجوعة تخرج من صدره وصوته يخرج موجوعاً "ماما"
أغمضت لمار عينيها على دموعها بصلابة وهي تقول بحب أمومي وتزيد من ضمها له "نعم يا حبيب والدتك أنا هنا"
أخذ نفساً عميقاً وهو يبتعد عنها بلطف ويقف مواجهاً الجميع.. يتلقى مواساتهم بصلابة وابتسامة حزينة تظهر على ملامحه الذابلة.. بينما عينيه لم تحد عن وجهها.. سأله أيهم بخفوت "كيف حال براء؟"
ابتلع ريقه بألم وكأنه سكاكين تمزق داخله وصوته يخرج مرهقاً "هي بخير لقد استيقظت ليلاً ثم عادت للنوم ثانية"
التفت أيهم برأسه لابنته يتأمل ملامحها بحزن.. ببطء جلس على طرف سريرها ليمسح على شعرها بحنان منادياً إياها بهمس "براء حبيبة والدكِ هيا افتحي عينيكِ"
وكأنها استجابت لنداء والدها رفرفت برموشها قليلاً ثم فتحت عينيها بعدم استيعاب لما حولها.. دارت بعينيها على وجوههم القلقة.. وهي تستوعب أنها ليست بغرفتها وليست بمنزلها من الأساس.. عادت لها ذكرى الألم الذي مزق بطنها بالأمس والدماء التي رأتها تسيل منها.. بحذر رفعت يديها تضعها على تجويف بطنها وهي تستوعب الفراغ الذي شعرت به داخلها.. لقد فعلها رحمها ثانية ورفض استقبال جنينها.. سالت دموعها بغزارة وهي ترفع يدها المغروزة بها حقنة المحلول.. تضعها على فمها لتكتم صرخاتها التي تهدد بالارتفاع.. بينما قلبها الصغير تضخم من شدة الألم الذي تشعر به.. دمعت عينيّ أيهم لحال ابنته ليرفعها بحذر لحضنه ويريح رأسها على كتفه هامساً لها بكل ما يمتلكه من حنان "ابكي حبيبتي واصرخي إن أردتِ.. لا تخفي شيئاً بصدركِ.. ابكي أنا بجانبكِ"
كان صدرها يرتفع وينخفض مع شهقاتها المتتالية ونحيبها المرتفع.. همست لوالدها بما أوجع قلبه وجعل دمعة تسيل من عينيه حزناً عليها ليزيد من ضمها له "لماذا يرفض رحمي قطعة من يزن تستقر داخله.. لماذا يرفض أن يحمل جزء من روحه تعانق روحي بداخلي بابا.. ما ذنبي ليكون رحمي بكل هذه القسوة؟!"
رفعت عينيها عن كتف والدها تبحث عنه لتصطدم بعينيه التي تطالعها بقسوة لم تكن من طباعه يوماً.. قسوة أثارت رجفة واضحة بجسدها وأوقفت شهقاتها.. لتظل دموعها تسيل من عينيها غير قادرة على الفكاك من أثر عينيه.. همس لها بفحيح غاضب غير مبالي بحالتها الصحية "كيف حدث هذا؟!"
التفت الجميع له باستغراب وقد أخرجهم سؤاله من حالة التأثر والحزن الذي خيم على الأجواء.. ردت لمار باستغراب "ما بك بني.. الإجهاض أمر الله"
لم يرفع عينيه عن عينيها التي تناظره بخوف قائلاً بهدوءٍ خطير "أعلم ماما ولا أعترض على أمر الله.. هي تعلم ماذا أقصد.. كيف حدث هذا براء؟"
انكمشت بخوف داخل ذراعي والدها وهي تشدد من قبضتها على ظهره دون رد.. همست يقين التي اقتربت منه بنبرة دامعة "يزن اهدأ ألا ترى حالتها؟!"
عينيه لم ترمش ولم تبتعد عنها قائلاٍ بخفوت حاد "من المسؤول عن حالتها تلك؟ لم تجب سؤالي بعد وأنا أنتظر إجابتكِ براء"
التصق لسانها بحلقها ولم تعد قادرة على الرد لتهز رأسها نفياً وهي تتوسله بعينيها أن يهدأ.. ليصرخ بها بعنف كارهاً ضعفه أمام دموع عينيها "كيف حدث هذا براء؟!"
تقدم منه ماهر ليزيحه في صدره بغضب ظهر في نبرته القوية "هل جننت؟ لا تراعي حالة زوجتك الصحية ولا تحترم وجودنا أيضاً؟!"
نظر لوالده لوهلة بثبات قبل أن يعود بعينيه إليها ثانية وقد احترقت القهوة داخل عينيه قائلاً بجنون غاضب "لا لم أجن بعد.. والآن براء هانم أريد أن أعلم كيف حدث هذا الحمل؟"
اقتربت لمار لتقف أمامه قائلة بغضب "تحدث بأدب يا ولد وتهذب"
رد بجبروت ولّده ألم قلبه المجروح والذي ينازع داخل صدره "ما زلت بأدبي ماما لم أفقده بعد.. -ثم تقدم خطوة ليصبح قريب من سريرها لا يفصل بينهما غير حافته مكملاً بحرقة-.. كيف حدث الحمل وأنتِ تأخذين أقراص مانعة له؟"
صدمة خيمت على الجميع وهم يفكرون بذات الشيء.. لماذا يرفض يزن أن ينجب من حبيبته.. اقترب منه ماهر من الخلف ليجذبه من كتفه كي يواجهه.. وهو يلكمه بصدره بقبضة يده بعنف هامساً بغضب بارد "هل ما فهمته صحيح هل ترغم زوجتك على أخذ موانع للحمل.. لماذا يا أحمق؟"
صاعقة ألم مرت بعينيّ يزن أرهبت ماهر من شدتها ليرمش بعينيه.. ويزن يعود بعينيه إليها قائلاً بصوت تشبع بألمه حد الاكتفاء "لماذا فعلتِ هذا؟ لماذا براء؟"
ازدردت لعابها بصعوبة وهي تزيد من ضم نفسها لوالدها الصامت للآن يستمع لما يقال، عالماً بل موقناً أن ابنته أخطأت بشيءٍ ما، وأن يزن معه حق بثورته تلك ما دامت انكمشت بين ذراعيه بتلك الطريقة.. إنها ذات الطريقة التي تتقوقع بها على صدره كلما أخطأت بشيء.. لتهمس بصوت واهي مختنق بدموعها "هل صدقتني الآن يزن؟ هل رأيت بعينيك أننا..."
كان على علم بما ستقوله.. قرأه بين كلماتها ورآه واضحاً بين دموع عينيها ليصرخ بجنون، وهو يحجم يديه كي لا تصل إليها فتخنق صوتها الذي يزيد ألمه "اخرسي لا أريد أن أسمع صوتكِ.. وأقسم بالله إن سمعتها منكِ لن أهتم لشيء وسأكسر رأسكِ بيديّ هاتين"
جذبه ماهر إليه بعنف وهو يرفع يده ناوياً صفعه قائلاً بغضب لم يحجمه "يبدو أني فشلت بتأديبك يا معدوم الأدب"
قبل أن تصل يده إلى وجهه وقفت يقين بينهما قائلة بتوسل ودموعها تنزل غزيرة من عينيها "عمي أرجوك أنت لا تفهم شيئاً رجاءً لأجلي اهدأ قليلاً"
لم يهتم يزن لكلمة مما قالها والده.. لم يهتم بنية ماهر الواضحة بضربه.. لم يهتم لشيء غير تلك التي تنوي القضاء على حياتهما.. تلك التي تريد حرمانه منها دون ذنب أو جريرة.. قائلاً بفقدان سيطرة على أعصابه من تحت ضروسه "أقسم لكِ لو كان حدث شيئاً سيئاً بالأمس لما أكن لأغفر لكِ.. لولا أنكِ حية أمامي الآن وبخير كليّاً لكنت قتلتكِ بيديّ براء"
همّ ماهر أن يتحرك تجاهه ونيته واضحة بعينيه.. ولكن خالد قاطعه وهو يزيح يزن بيديه قائلاً لسيف وإياد المتجمدين على باب الغرفة بأمر "خذاه من هنا"
لم يبدي يزن أيّ نية في التحرك من محله وهو يعقد يديه على صدره لتهمس له يقين برجاء "يزن أخرج قليلاً لأجل براء رجاءً"
نظر لعينيّ يقين التي تنظر له بدفء ودعم ليهز رأسه موافقاً وهو يستسلم لجذب أخيه له.
صمت واجم خيم على الجلسة وخاصة مع بكاء براء الذي ازداد.. وكل منهما غارق بأفكاره وقفت يقين تقول بهدوء "عمي"
يد خالد التي أمسكت ذراعها لكي تنظر إليه أوقفتها عن ما كانت ستقوله.. نظرت لوالدها باستفهام فيجيبها بكآبة "حالة براء لا تسمح بمزيدٍ من الكلام"
التفتت بقلب محمّل بالشفقة والأسى لأجل ابنة عمها المعلقة عينيها حيث خرج زوجها للتو.. زادت براء من ضمها لوالدها وهي تسمع صوت تحطم خلايا قلبها بفضل النظرة المجروحة التي ألقاها عليها وهو خارج.. نظرة عينيه أجهزت على المتبقي بقلبها لتنظر للباب بقلب ينزف من كل شريان به.. نظرة جعلت قلبها يهرع خلفه طالباً العفو.. طالباً السماح طالباً حبه ولكنه عاد مكسور الخاطر..
كانت تريد حضنه عندما استيقظت كل ما أرادته دفئه هو، حنانه هو.. ولكنها شعرت بالنبذ وهو يقف بعيداً عنها يكتف يديه على صدره.. وكأنه يمنعها من أن تهرع إليها لتضمها له..
ارتجف داخلها بعنف وجسدها يرتعش بقوة.. ارتفع صوتها بألم من بين شهقاتها مخاطبة والدها "بابا أنا أشعر بخواء رهيب.. وكأنّ داخلي قد تحول إلى صحراء قاحلة.. أو فضاء أسود ممتد لا بداية ولا نهاية له.. عالمي كله انهار فوق رأسي.. وأملي تحطم وانكسر وأنا هنا أنازع لأنقذ الرمق الأخير لقلبي المحتضر من شدة الوجع.. لم أعد أحتمل هذا الوجع بابا"
مسح أيهم على ظهرها بحنان وهدوء قائلاً بصوت متحشرج "هششششش لا تثقلي على قلبكِ طفلتي وارأفي بحالكِ.. لا زلتِ متعبة ولم يغادركِ التعب بعد"
تمتمت بصوت خافت حمل كل الإجهاد الذي تشعر به "أين ماما؟"
التفت أيهم برأسه إلى نيرة الصامتة تجلس على الكرسي الذي كان يحتله يزن عندما أتوا.. لم تأتي بحركة ولا رد فعل صامتة منذ الأمس.. وهو التهى بابنته ولم ينتبه لصمتها المهيب.. ليناديها بحذر خافت "نيرة براء تريدكِ"
خرجت نيرة من تيهها الضائع على نداء أيهم.. بصعوبة انتبهت لما يقوله لها لتنهض من مكانها بصمت وتتجه لتجلس بجواره.. ليريح أيهم جسد ابنته على صدرها وهي تلفها بذراعيها بكل حنان أمومي تمتلكه.. هامسة لها بخفوت حزين "والدتكِ هنا يا قلبها نامي قليلاً أنتِ متعبة.. نامي هنا بين ذراعيّ كما كنتِ تنامين وأنتِ صغيرة"
وامتثالاً لأمر والدتها الحاني لفّت يديها حول خصر نيرة بقوة هامسة بهم "أنا لا أشعر بقلبي ماما"
أخذت نيرة نفساً عميقاً لتميل بعدها مقبلة شعرها بحب "نامي طفلتي أنتِ بحاجة للنوم وعندما تستيقظين ستحل كل الأمور"
نظر أيهم إلى ابنته مراقباً لها بين حضن والدتها إلى أن غفت بعد دقائق من تلاعب نيرة بشعرها.. ليقول موجهاً كلامه ليقين بحزم "ماذا تعلمين عمّا يحدث بينهما يقين؟"
ذهبت يقين لتقف أمامه قائلة سريعاً بدموع "عمي جميعكم تفهمون يزن خطأ.. هو يريد طفل منها ولكن هو خائف على صحتها أقسم لك"
وضع أيهم يده على كتفها برفق قائلاً بلين "أخبريني كل ما تعرفينه حبيبتي"
أخذت نفساً عميقاً وهي تستنشق دموعها لتقول بصوت خافت قلق "تلك الحبوب كانت بأمر الطبيب عمي.. كان يجب أن تأخذها بانتظام لمدة عام ولكنها لم تتبع أوامره"
رمش ماهر بعينيه وهو يسأل بوهن "لماذا؟"
أغمضت يقين عينيها حتى لا ترى أثار انفجار قنبلتها "لأن هذه هي المرة الرابعة التي تجهض بها والطبيب كان خائف أن يصاب رحمها بضرر إن تكرر الأمر ثانية"
صمت من الجميع كان الرد على قنبلتها لتكون أول من خرقت الصمت هنا سائلة بخفوت مصدوم "ماذا!! كيف هذا؟ ومتى؟ لماذا لم يخبرنا أحد؟!"
قصت يقين عليهم كل ما أخبرها به يزن من قبل دون أن تتطرق إلى أمر الطلاق.. لتختم حديثها المصاحب لدموعها الغزيرة قائلة وغصة حادة تقف بمنتصف حلقها "بالأمس عندما كنا نجلس بالحديقة أنا وعمتي أتى يزن بملامح مرعوبة يطلب المساعدة.. كان على وشك الانهيار حقاً كان متفاجئ بأمر الحمل ولم يكن يعلم به.. كان يعتقد أن مكروهاً ما أصابها.. عندما خرج الطبيب يخبرنا بفقدانها للطفل.. -هزت كتفها بألم وهي تستطرد-.. يمكنك أن تتخيل وجعه وألمه عمي"
هز أيهم رأسه موافقاً وهو يتجه إلى باب الغرفة مغادراً دون كلمة.. ليهتف به خالد "إلى أين أيهم؟"
أجاب أيهم بملامح غامضة دون أن يلتفت للخلف "أريد رؤية يزن"
وقف ماهر يلحقه قائلاً بأسى "وأنا الآخر سأذهب أريد رؤيته"
تبعه خالد تاركين خلفهم الفتيات.. يقين التي ألقت نفسها في حضن هنا المصدومة من كل ما يحدث.. لمار التي منعتها صدمتها من الكلام فيما عينيها لا تكف عن ذرف الدموع.. ونيرة ما زالت تحتضن ابنتها ترفض أن تتخلى عنها وتفضل جلستها غير المريحة على أن تبعدها عن قلبها.. الذي احتضنتها قريبة منه داخلها ذات يوم.. تتمنى لو أن ابنتها ما زالت طفلتها الصغيرة التي لم تذق من الدنيا غير حنانها ودلال والدها.
****************



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-20, 10:06 PM   #72

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

كان سيف يجذب أخاه بقوة إلى الحديقة الخاصة بالمشفى وهو يزمجر بحدة "هل جننت يزن.. كيف تعامل زوجتك بتلك الطريقة؟"
نفض يزن يده بحدة ما إن وصل إلى بقعة لا يوجد بها أحد صارخا بعنف "اتركني سيف وإياك والتدخل في هذا الأمر"
رد سيف بسخرية سوداء وهو يشعر بالأسى للعذاب المرسوم على وجه أخيه "تركتك ونعم سأتدخل في الأمر لأنه يعنيني"
ركل يزن الهواء بقدميه قائلاً بعذاب "إنه بيني وبينها فقط إنها زوجتي بحق الله لا يتدخل أحد"
رد سيف بتعاطف "لماذا ترفض الإنجاب من حبيبتك؟ ولماذا لا تريد منّا التدخل؟"
أغمض عينيه بحدة على دموع ملأت عينيه رغماً عنه وهو يتذكر بكاءها ويذكره قلبه كل لحظة أنه على وشك خسارتها وهو يقول بتهدج "أنت لا تفهم لا أحد يفهم على الإطلاق.. وهي حمقاء وغبية ولا تريد أن تفهم"
شعر سيف بالتشتت يلفه ليقول بحيرة "ما هو قصدك لا أفهم أخي.. ماذا يحدث معك؟ أشعر أن هناك شيئاً مفقوداً"
أصدر يزن صوت ساخراً ليعطيه ظهره دون رد هامساً بصوت معذب لم يصل لغيره "لماذا براء كل هذا العذاب؟"
التفت سيف إلى إياد الصامت بشكل عجيب ليطلب منه الدعم دون أن ينتبه للغضب الصقيعي بعينيه "إياد قل شيئاً"
رفع إياد حاجبه بسخرية ماثلتها ابتسامة مائلة هازئة على شفتيه وهو يستحضر صورة شقيقته الباكية بألم ذبح قلبه.. وتوبيخ يزن القاسي لها في حالتها تلك.. ما أولد غل وغضب عظيم داخله ونسي أنه تربى على أن يزن أخاه الأكبر واحترامه واجب.. وقد غفل عن أن يزن معذب وعذابه ينضح من كل خلية به.. مجيباً بسخرية سوداء تشبعت بألمه لوجع شقيقته مقرراً أن يقتص لها ويأخذ حقها.. تلك شقيقته وهذا واجبه تجاهها من يؤذيها ولو بكلمة سيحرقه حياً "إذا كنت لا تستطيع إسعادها وتحقيق أحلامها اتركها"
اتسعت عينا سيف بدهشة ويزن يلتفت له بحدة هاتفا بصوت مخيف "ماذا تقول؟"
زمّ إياد شفتيه وهو يكتف يديه على صدره قائلاً بوضوح وهو يجابه يزن بغضبه "إذا لم تتمكن من تحقيق السعادة لها طلقها"
تقدم منه يزن بخطوات هادئة ولكنها مميتة... وكلماته توقظ داخله ذلك الحيوان الغاضب الذي يزأر كلما حاول أحدهم التعدي على نطاقه قائلاً بخطورة "أعد ما قلته ثانية وستكون بعداد الموتى إياد"
ناظره إياد بتحدي شرس وهو يجيب من بين أسنانه باستفزاز واضح "طلقها يزن وأعدك أن أزوجها لمن يقدرها ويستطيع إسعادها.. لا من يجبرها على عدم الإنجاب"
غيرة شديدة شبّت بأعماقه وامتدت نارها إلى كل جسده ليشعر بحمّى حقيقية تسري بجسده.. وهو يتخيل للحظة واحدة فقط ما يقوله إياد ليشعر أنه ألقي إلى الجحيم.. كل ما تمناه عقله وصوره له كان وجه إياد الغارق بدمائه.. جذبه يزن من ملابسه بعنف وهو يرفع يده الأخرى ليلكمه في وجهه بقوة أدمت أنفه.. سرعان ما تشابك الاثنين في شجار عنيف يشبه شجار ثورين متناحرين.. وقف سيف بينهما يحاول الفصل بينهما ولكنهما كانا عنيدين ومصممين على إكمال شجارهما.. لكمة حصل عليها سيف لا يعلم مصدرها ليسب بغضب وهو يحاول الفصل بينهما.. صرخ ليعلو صوته على صوت شجارهما "توقفا عن هذا العته.. ماذا أصابكما؟"
الصوت الصارم الغاضب الذي رد على سيف هو ما أوقف شجارهما وجعل كل واحد منهما يلتزم جانبه ينهت بتعب "دعهما سيف فقد جُنّا على كبر"
نظر ثلاثتهم إليه باحترام وهم يغمغمون باعتذارهم ليقول أيهم بصوت قاطع "اتركانا بمفردنا أريد الحديث مع يزن"
نفّذا أمره طائعين وسيف يعاتب إياد على استفزازه ليزن.. لم يجب إياد وهو ينظر ليزن الذي ارتمى بين ذراعيّ أيهم يشد عليه بقوة.. همس باستغراب "ما الذي يحدث؟"
ردّ خالد الذي وقف أمامهما "اصعدا إلى الأعلى وستخبركما يقين بكل شيء"
تقدم ماهر خطوات من يزن ليوقفه خالد بلين "دعه هو بحاجة إلى أيهم"
هز رأسه موافقاً وهو يقف بعيداً يراقب ابنه الذي يتحدث مع أيهم وقد تجلى عذابه على وجهه بسخاء حاتمي.. وهناك عند أيهم ويزن وقف أيهم أمامه قائلاً بعتبٍ حاني "لماذا لم تخبرنا بهذا كله يزن؟"
نظر له يزن قليلاً ليقول بإدراك "أخبرتك يقين أليس كذلك؟"
هز أيهم رأسه موافقاً.. ابتلع يزن ريقه بصعوبة وقد عادت دموعه تغزو عينيه قائلاً بصوت مختنق صادق "لا أعلم صدقني لا أعلم لما أخفيت هذا الأمر"
نغزه قلبه حزناً على يزن فهو ليس بزوج ابنته فقط ولا ابن ماهر ولكنه ابن له ليس من دمه.. ولكن من قلبه يشعر نحوه بكل المسؤوليات التي يشعرها نحو إياد.. ليجذبه إلى ذراعيه بقوة وكأنه ما زال طفلاً صغيراً.. تمسك به يزن بقوة ودمعة تفلت من أسر عينيه هامساً بألم وكأنه يحتضر "بابا بداخلي وجع لا أستطيع استيعابه"
أغمض عينيه وهو يربت على كتفه بقوة أبوية وكأنه يربت على قلبه.. ليؤكد دعمه اللامتناهي لهم "نحن معك بني لا تحمله بمفردك دعنا نحمله عنك"
رد باختناق "ولكنه وجعي بمفردي لماذا أثقل عليكم؟!"
رد أيهم يقر حقيقة كونية ثابتة "ربما لأن هذا واجبنا أن نتحمل عنكم أوجاعكم"
لم يرد يزن وهو يغلق عينيه يستعيد ذاته المتبعثرة.. بعدما استكان في حضن أيهم الرحب المستقبل لهم دائماً.. ابتعد خافضاً رأسه باعتذار "اعتذر عمّا بدر مني بالأعلى"
ربّت أيهم على وجنته هاتفاً بتسامح "لقد احتملت الكثير الفترة الماضية وانفجارك هذا كان محتوماً"
تردد السؤال على لسانه قبل أن يسأل بخفوت "هل أنا لست جديراً بها لتسعى لابتعادي عنها هكذا؟!"
رد أيهم بثقة "لا يستحق ابنتي غيرك"
ثم أضاف بنصح حكيم "فقط تعامل معها بحكمة وهدوء.. أعلم أنها قد تكون مدللة ولكن كلمة طيبة صغيرة تكسبها بها"
أومأ يزن بعينيه وهو يتنهد بتعب "أعلم عمي وأعلم أيّ صفاء ونقاء تمتلكه داخلها.. أنا فقط لا أثق بعقلها"
رد أيهم بعفوية "الحقيقة أني لا أثق بعقل أحدكم على الإطلاق"
ضحكة خافتة فلتت من يزن رغماً عنه ليقول أيهم بهدوء "هذا جيد بني استرجع ضحكتك حتى تتمكن من أن تعيد لها ضحكتها هي بحاجتك هذه الفترة"
رد يزن بوعد صادق لنفسه قبل أيهم "أنا لن أتركها ما حييت إنها حياتي"
ابتسم أيهم باطمئنان قائلاً بدفء "هذا جيد، هيا نصعد لنطمئن عليها"
تحرك معه يزن بخطوات مرهقة ليرفع عينيه لوالده الذي يقف على باب المشفى بانتظاره هامساً باحترام "أسف بابا كنت قليل الاحترام بالأعلى"
ربت ماهر على كتفيه بقوة وهو يضمه له بحنانه الأبويّ "كنت مجروح فقط.. أنا من عليه أن يعتذر إذ كنت غافلاً عنك"
سارع بالنفي وهو يقبل كتف ماهر بالاحترام "أبداً يا بابا.. أنت معي دائماً"
رد ماهر بعتاب ذاتي "لا يبدو كذلك.. على كلٍّ اصعد لزوجتك"
ابتسم بتردد وهو يصعد للأعلى وخالد يردد من خلفه وهو يقف مع أيهم وماهر بالحديقة "هو قويّ وسيعلم كيف يتعامل معها.. لا تقلقا"
*******************



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-20, 10:08 PM   #73

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

قرب غروب الشمس وقف إياد بالأسفل أمام المستشفى يراقب سيارتيّ عميه التي غادرت.. بعد أن أقنعوا والديه بعدم جدوى وجودهم خاصة مع خلود براء للنوم.. زفر أنفاسه بندم وهو يتذكر استفزازه ليزن وما أخبرتهم به يقين بالأعلى.. ألم أصاب قلبه لحزن شقيقته وذبول ملامحها المجهدة.. لا ينكر أنها مخطئة وأن يزن لديه الحق في الغضب ولكنه عاتب عليه في الطريقة التي تعامل بها.. رنين هاتفه أخرجه من دوامته وصوت ناردين الذي أتى قلقاً عندما أجاب الهاتف "إياد هل براء بخير؟"
لم يجب سؤالها إنما قال بتوبيخ لنفسه "أنا غبيّ وأحمق ناردين"
عبست ناردين بدهشة سائلة بهدوء "ماذا فعلت؟"
ابتلع ريقه وهو يجلس على درجات المشفى الأمامية يقصّ عليها كل ما حدث بالتفصيل.. وصل لأذنيه صوت شهقتها المتألمة وهي تقول بشفقة "يا إلهي براء لن تحتمل هذا الأمر.. وكيف هو يزن؟"
رد بتقرير "يتعذبان ويزن يكابر على عذابه لأجلها"
صمت قليلاً ليضيف بندم "وأنا لم أرحم عذابه وسعيت للشجار معه"
أجابته بصوت شعر به بدموعها المختنقة بحلقها "أنت أخطأت ولكنك لم تكن تعلم شيئاً.. ويزن طيب القلب إن اعتذرت منه سيتقبل اعتذارك"
زفر قائلاً بحنق وهو يلوم نفسه "وكيف سأعتذر لنفسي ناردين عن حماقتها.. أعلم أن يزن سيقبل اعتذاري ولكن أشعر بأني حقير وقد ضاعفت آلام أخي وقللت من احترامه"
ردت بقوة وصوت ثابت "اسمع إياد لن أخبرك أنك لست مخطئ ولن أواسيك.. فأنت ومع كامل أسفي مخطئ وبتعمد أيضاً.. ولكن براء تحتاجك ويجب أن تكون بجوارها الآن.. لا أن تنوح بحزن كالنساء هكذا"
رد بسخط "احفظي لسانكِ يا فتاة"
ردت بسخط مماثل "وأنت توقف عن رثاء نفسك مثل عمو ضياء الحزين واذهب إلى شقيقتك"
احتبس أنفاسه بغيظ قائلاً وهو يطحن ضروسه بغل "لو أنكِ أمامي لكنت لكنت.."
ردت بملل تقاطعه "كفّ عن تهديدي أنت لن تستطيع لمسي فكفّ عن إطلاق تهديدات فارغة"
صمت دون رد ثم ما لبث أن ضحك بخفوت قائلاً بسخرية "أنتِ غير طبيعية"
ابتسمت دون أن يراها وهي تجيب بخفوت "هكذا أفضل لا يجب أن تسقط في لوم الذات وهناك من يحتاجك ويستند عليك"
ابتسمت عيناه بعشق لم تراه قائلاً بامتنان "شكراً ناري"
ردت بهدوء مبتسم "لا تكن أحمق"
ابتسم باتساع قائلاً بحيرة "هل بقيتِ بالمنزل بمفردكِ؟"
ردت نافية وهي تعدل من وضع كرسيها لتتجه إلى الشرفة "عمتي دارين وبناتها أتوا بعد ذهابكم مباشرة"
أجابها باستغراب "غريب أنّ عمر لم يأتي رغم أنه هكذا عرف بما حدث"
توقفت في الشرفة تستنشق هواءً نظيفاً قائلة "لم يستطع المجيء اضطر إلى السفر إلى المقر الثاني للشركة التي يعمل بها.. هيا اذهب ليزن وشقيقتك وكن بجوارهما"
أغلق الهاتف ليسقطه في جيبه مغمغماً بحبٍّ صافي "كم أحبكِ ناري" ثم شدّ قامته آخذاً نفساً عميقاً صاعداً للأعلى حيث تتواجد غرفة براء.
*********
في الأعلى خرج يزن من غرفة براء إلى أخيه المنتظر على مقاعد استراحة أمام الغرفة بانتظاره.. جلس بجانبه بتعب ربّت سيف على ركبته متسائلاً "كيف هي براء؟"
أغمض عينيه يركن رأسه للخلف "نائمة ولم أوقظها"
أخذ سيف نفساً عميقاً قبل أن يقول بهدوء "عليك أن تطفئ غضبك حتى تستطيع احتوائها.. براء بحاجتكِ هذه الفترة كثيراً"
ردّ بخفوت "أعلم أنا لستُ غاضب سيف.. أنا فقط متألم"
أجابه سيف بتضامن مع ألمه "أعلم وأقدر وجعك"
ضحكة هازئة خرجت منه رغماً عنه وهو يميل برأسه يضعها على كتف سيف قائلاً بألم أهلك قلبه "تعلم!! ماذا تعلم سيف؟ هل تعلم حجم وجعي وأنا أفقد طفلي الذي عشت عمري كله أحلم به؟"
صمت يبتلع غصة وقفت بحلقه وسيف يغمض عينيه دون رد تاركاً له الفرصة كاملة ليفرج عن ألمه.. عاد يزن يقول بإجهاد لم يعد له القدرة على كتمان ألمه أكثر "عشتُ عمري كله أحلم بطفلٍ من صلبي.. أحمله ألاعبه أنقل له كل ما تعلمته من أبي.. أحمله على كتفيّ أحتفل بنجاحه.. طفل صغير سيف يملأ دنياي بهجة وضحك.. كل مرة أرى حلمي يهدم أمامي أشعر بروحي تنزف ووجعي يغرقني بداخله"
دمعة فلتت من عين سيف وهو يهمس بألم "أخي"
ابتسامة خفيفة ارتسمت على وجهه وهو يقول بصوت خافت محب "لكنّي لم أحلم بلحظة بطفل غير من براء.. منذ علمت بحبها وأنا اشتهي طفل منها هي وهي فقط.. ولكن حتى إذا لم يكتب لي أن أرزق به.. فهي تغنيني عن أيّ أطفال.. هي طفلتي سيف أنا أحبها أكثر من أيّ حلم حلمت به يوماً"
ربت سيف على كتفه بقوة وهو يرد بحنان "أعلم بحبكِ لها وهي الأخرى تحبكِ كثيراً.. فقط هي غبية وحمقاء ولا تعرف أين مصلحتها"
اعتدل يزن بجلسته وهو يلكم أخيه بحنق قائلاً بتوبيخ "لا تسبّها سيف"
رفع سيف حاجبه قائلا بلامبالاة "أنا لا أسبّها.. أنا أقول الحقيقة"
ضحك يزن بخفوت وهو يلتفت حوله متسائلاً "أين إياد؟"
"لقد نزل ليدفع حساب المشفى من المفترض أن يأتي الآن"
ما إن أكمل سيف كلماته حتى وجد من يلقي جسده بجانبه "ها قد أتى إياد ماذا تريدان؟!"
رد سيف بسخرية "يا أهلاً بك"
نظر له إياد قليلاً قبل أن يجذبه من يده يوقفه على قدميه ويجلس محله.. ليقول بصوت هامس "أسف لاستفزازي لك بالأسفل يزن"
رد يزن بتسامح وهو يربت على شعر إياد "لا عليك إيدو ولكن المرة القادمة التي تذكر بها أمر الطلاق مقترناً بشقيقتك سأقطع عنقك"
أزاح إياد يد يزن عن شعره بنزق قائلاً بعصبية "حسناً فهمتك.. أبعد يدك عن شعري لقد أفسدته"
نظر لهما سيف الذي يقف أمامهما بسخرية "وكأنه لم يفسد في قتال الثيران صباحاً"
لم يعره أحدهما اهتماماً وإياد يسأل بخفوت "هل براء مستيقظة؟"
أجاب يزن بهدوء "لقد تركتها نائمة"
وقف إياد قائلاً بحنو "سأذهب لرؤيتها والاطمئنان عليها"
أجابه يزن باستحسان "جيّد وأنا سأذهب لأرى طبيبها وأرى هل ستخرج اليوم أم لا؟"
*********



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-20, 10:09 PM   #74

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

دلف إياد إلى براء بينما ذهب سيف ويزن لرؤية الطبيب.. وجدها مستيقظة تستلقي بشرود على السرير.. ودموعها تجري على وجهها بصمت.. نغزته روحه لألمها.. تنهد بصمت وهو يقترب منها ليجلس بجانبها ويرفعها بيديه بحذر لتستلقي على صدره.. تمسكت بقميصه وهي تهمس بدموع "أخي"
مال مقبلاً جبهتها وهو يجيبها بحنان "نعم شقيقكِ الصغير وحصن أمانكِ حبيبتي"
أخذت نفساً عميقاً مشبعاً برائحة أخيها المميزة وهي تفكر بشرود فيما سمعته عندما استيقظت منذ قليل.. لقد استندت على سريرها بضعف لتتحرك قليلاً بوهن كانت قد وصلت لباب الغرفة عندما سمعت يزن يشتكي لسيف عن وجع فقدان طفله.. حلمه الذي يسعى إليه.. لم تستمع لباقي كلماته وهي تعود أدراجها.. تستلقي على سريرها تفكر بما يجب عليها أن تفعله مستقبلاً.. رد فعل يزن صباحاً على طلبها الطلاق أنبأها أن النتائج لن تكون جيدة إذا أعادت طلبها.. ولكنها يجب أن تحصل عليه.. لقد وصلت لمفترق طرق في حياتها معه وأثبتت فشلها كزوجة.. والآن عليها تركه لمن تستحقه وتسعده ولكن كيف تجعله يتركها..
كان عقلها يعمل سريعاً في محاولة لإيجاد حل عندما دلف إليها شقيقها.. انتفضت بين ذراعيه وقد اختمرت فكرة بعقلها.. تعلم أنها كارثية ولكنها متأكدة أن رد فعل يزن سيجبر والدها على الوقوف بجانبها.. مسّد إياد ذراعها وهو يقول بلين قلق "براء ما بكِ؟ هل أنتِ بخير؟"
هزت رأسها بألم وهي تقول بصوت فقد رنته الطفولية "أحاول أن أكون بخير.. ولكن الألم أكبر مني"
أخرجها من بين ذراعيه ليعدل من وضع جلوسها ويجلس أمامها محتضناً وجهها بحب.. قائلاً بحنان أخوي صافي "يا حبيبة أخيكِ أعلم أنه كبير؛ ولكنه أمر الله براء وعليكِ الرضا به حتى يرتاح قلبكِ"
امتلأت عيناها بدموع لم تجف وهي تقول بضعف "أنا راضية يا أخي.. ولكن ماذا أفعل بهذا الألم؟"
دمعت عيناه لأجلها ليضمها لصدره بقوة قائلاً برجاء "أعطيه لي"
تمسكت بقميصه من الخلف وهي تقول بطفولية "وكيف سأفعلها؟"
مط شفتيه دون أن تراه قائلاً بحيرة "لا أعرف ولكن سأجد طريقة"
ضحكت بخفوت وهي تقول بامتنان "أحبك إيدو"
أبعدها عنه ليمسح دموعها بلطف قائلاً بابتسامة صغيرة "وأنا أحبكِ ولكنّي أكره دموعكِ.. هيا ابتسمي لي ألا أستحق ابتسامة من هذا الوجه الفاتن؟!"
وبالفعل مد يده يرسم ابتسامة على وجهها بأصابعه.. فأهدته ابتسامة واهنة وعينيها تلمع بامتنان له.. شهقت وهي ترى جرح صغير بجانب شفته السفلى.. مدّت يدها تتحسّسه سائلة بخوف "ما هذا إياد؟"
أجاب بعدم اكتراث "تشاجرت أنا ويزن ليس أكثر"
ردت بهلع "هل آذيت يزن؟ لن أسامحك إن كنت جرحته"
لوى شفتيه بامتعاض قائلاً بسخط "يبدو من وجهي أنني من تأذيت.. ولكن بالطبع إذا ذُكر حبيبها نسيت المسكين أخوها"
همست بتلعثم متردد "لا ليس هكذا، هل أنت بخير؟ أين هو يزن؟"
أجاب وهو يقف يمد يده إليها "لقد ذهب ليحضر لكِ إذناً بالخروج لا يريد العودة دونكِ للمنزل.. هيا لأساعدكِ"
نظرت له باستهجان وهي ترد بخجل فطري "كلا اطلب من الممرضة أن تأتي وتساعدني"
رد بعدم فهم "ولماذا أطلب ممرضة وأنا هنا هيا لأساعدكِ؟!"
هزت رأسها نفياً قائلة برفض "لا.. أخجل"
هتف مستنكراً بغضبٍ حقيقي ""تخجلين مني.. الله يرحم أياماً كنّا نتحمم بها سوياً"
فتحت عيناها على وسعهما وهي تقول بعدم استيعاب "ماذا!! ماذا تقول أيها الأحمق عديم النفع؟ اخرج من هنا"
كان بالباب قد فتح ودلف منه يزن ليقول متوجساً "ماذا يحدث هنا؟"
لم يجب كلاهما على سؤاله وهما ينظران لبعضهما شزراً.. سأل إياد بهدوء "هل أحضرت إذن الخروج؟"
أجابه يزن وهو ينقل نظره بينهما بحيرة "نعم وسيف ينتظرنا بالمقهى بالأسفل.. اذهب وأحضر السيارة وأخبر ماما بعودتنا"
هز رأسه وهو مغادر ليصفق الباب بعنف أفزعهما.. سأل يزن بعدم استيعاب "ما به؟"
نظرت له بحذر لتشيح عينيها بعيداً مجيبة بصوت خافت "لأنني رفضت مساعدته في تجهيزي للخروج.. لقد خجلت منه"
شبه ابتسامة متفهمة ارتسمت على شفتيه.. وهو يلتفت مغادراً قائلاً بهدوء "سأستدعي ممرضة لتساعدكِ"
ردّت بتلقائية "لماذا ستنادي واحدة وأنت هنا؟!"
التفت لها قائلاً بابتسامة "ألم تقولي منذ قليل أنكِ تخجلين؟"
عبست مجيبة باستفهام حائر "نعم ولكن من أخي.. ألا تريد مساعدتي؟"
اقترب منها بخطوات متمهلة قائلاً باستفهام "ألن تخجلي من مساعدتي في تبديل ملابسكِ؟"
أجابته بعفوية "لماذا أخجل أنت زوجي؟"
أهداها ابتسامة حقيقية نابعة من روحه الهائمة بها.. وهو يتجه إلى حقيبة ملابس صغيرة قابعة بأحد زوايا الغرفة؛ قد أحضرتها يقين فيها بعض الملابس.. أخذ منها ملابس نظيفة ومنشفة ووضعها بالحمام.. ثم عاد لها بصمت حملها بين ذراعيه وذهب بها للحمام.. وهي تركت له نفسها مستسلمة تماماً لما يفعله.. تركته يعاملها كابنة له يهتم بها ويدللها.. وهي تراقبه بدموع عينيها وبحب لا تكفيها سنين لتعبر عنه.. أنهى اغتسالها وألبسها فستان طويل نظيف.. وحملها ثانية إلى الغرفة وضعها على سريرها برقة.. وبدأ بجمع أغراضهم القليلة بالحقيبة الصغيرة.. بعد وقت قليل دق إياد باب الغرفة سائلاً "هل انتهيتما؟ نحن مستعدان"
أجابه يزن وهو يمد له الحقيبة الصغيرة ليحملها "نعم.. نحن قادمان خلفك"
ثم اتجه إليها ليحملها بين ذراعيه بحنان هامساً لها بحزن "سنعود للمنزل أليس كذلك؟"
هزت رأسها موافقة وهي تركنه على كتفه دون جدال.. وصل للأسفل حيث يقف إياد وسيف ينتظران.. فتح له إياد باب السيارة الخلفي.. قائلاً بنزق لم يغادره بعد "هيا أدخلها أم أنها تخجل من سيارتي أيضاً.. عجباً تخجل مني ولا تخجل من زوجها!!"
وضعها يزن بالمقعد الخلفي.. ثم استقام واقفاً ليضرب إياد على كتفه بسخط تحت نظرات سيف المستغربة ليدلف بعدها يجلس بجانبها.. بينما قال إياد بإرهاق "سيف قُدْ أنت لا طاقة لي للقيادة"
أومأ سيف موافقاً وهما يتبادلان الأماكن.. في حين لف يزن يده حول كتف براء يجذبها لصدره.. لتدفن رأسها داخله بلهفة سرت بأوصالها.. وهي تشعر أنها آمنة محمية هنا دون أيّ ألم..
*************



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-20, 10:10 PM   #75

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

"من يرى يزن وبراء لا يقول أن حياتهما بكل هذا الألم"
كلمات بسيطة ألقتها ناردين.. حملت صورة بسيطة عما نراه كل يوم.. نرى وجوه سعيدة في الشارع ولكن لا نعلم ما تحمل خلف هذه السعادة من مصاعب.. نرى وجوه بمشاعر مختلفة دون أن نرى ما خلفها من حقائق..
أجابتها سما الجالسة أمامها في شرفة المنزل حيث تقيم منذ الأمس ومنذ علمت بخبر إجهاض براء "المظاهر دائماً خادعة.. دائماً مهما بدت الصورة كاملة مثالية ستجدين خلل في جزء منها"
هزت ناردين رأسها موافقة وهي تسألها "هل علم عمر؟"
أومأت سما برأسها مجيبة بهدوء "نعم وأراد العودة واستطاعت ماما إقناعه بالبقاء هناك.. خاصة وأن فرع الشركة بالغردقة طلبه بالاسم"
ردت ناردين بخفة "جيّد فأنتِ لم تبيتي عندي منذ مدة طويلة.. لو كانت براء في حالة تسمح لأقمنا حفلة نوم"
أجابت سما وهي تنهض من على مقعدها تستند على سياج الشرفة "لم يذهب بابا إلى الشركة هناك منذ زمن ويبدو أن هناك مشكلة ويحتاجونه.. وهو يقلق عندما نبقى في المنزل بمفردنا فلذلك يرحب دائماً بإصرار خالو ماهر على بقائنا هنا"
ضاقت عيناها وهي تتعرف على ذلك المستلقي على عشب الحديقة.. تعرفت على تلك الحركة فمنذ صغره وهو يفعلها كلما ضاق صدره حزناً.. أشفقت عليه وهي تشعر بقلبها يخفق عطفاً وشفقة عليه.. لم تستمع لرد ناردين عليها ولا نداءاتها.. لتتركها وهي تتجه للأسفل حيث يجلس تاركة لقلبها حرية التصرف دون تدخل العقل هذه المرة..
أحس سيف -وهو يغلق عيناه على مشاعره.. يسمح للأرض أن تمتص منه شحناته السلبية.. وتمنحه من صفاء تربتها شحنات إيجابية تعيد له اتزانه- بمن يجلس جانبه.. مال جانب فمه بابتسامة صغيرة وهو يحدد هوية من تطفل عليه.. هل قلبه من دلّه عليها أم إحساسه بها الذي لا يخيب.. لعلها رائحتها المميزة أو هو فقط حقها في التطفل عليه كما ترغب.. لم يفتح عينيه إلا عندما قررت أن تعلن عن وجودها "سيف ما بك؟"
استقام جالساً يضم قدميه لصدره ويحيطهما بذراعيه ويضع ذقنه عليها.. ضحكة صغيرة خافتة صدرت منها ليلتفت لها بدهشة متسائلة.. بللت شفتيها بخجل وهي تجيب بخفوت "فقط تذكرت أني أحب جلوسي هكذا"
ابتسم وهو يميل إليها بجانب وجهه الذي ما زال يستند على قدميه.. متسائلاً بشقاوة تخفي لهفة شديدة لها "ألا يستحق هذا نبضة تتركيها لي؟"
هزت رأسها نفياً وقد أصبحت معتادة على هذا السؤال منذ أطلق وعده لها قائلة بحنق أيقن من ملامحها أنه مزيف "لا ليس بالأمر الكبير الذي يستحق نبضة"
تصنع التفكير العميق ليقول بخفوت شارد "وما أدراكِ أنكِ لم تلتقطي مني هذه الجلسة؟"
زمت شفتيها وقد فاجأها بتفكيره لتسأل ذاتها هل يعقل فتعود نافية لكليهما "لا وحتى وإن كان.. لا يهم"
نفى بشدة وهو يجيب بحزم "بل يهم لأنه لو كنت أنا مصدر هذه الجلسة فعندئذ يكون بالأمر الذي يستحق نبضة"
اتسعت عيناها بفزع وقلبها يستجيب له ويدفعها لمنحه نبضته "سيف هذا غير صحيح لسنا متأكدين مما تقول"
همس بجدية "كم مرة رأيتني أجلس هكذا؟"
أجابت بعفوية "كثيراً إنها جلستك المفضلة"
أجاب بظفر وكأنه اعتراف ضمني منها أنها تهتم لتفاصيله الصغيرة "أرأيتِ إنه دليل على أني مصدر تفضيلكِ للجلسة وعليه أستحق نبضة"
زمت شفتيها برفض هامسة "لا"
أسر عينيها بعينيه مجيباً برجاءٍ رجولي "بلى سما"
هزت رأسها وعينيها أسيرة فخ عينيه وحبه الراكد بين جفونه بكسل.. لتتسع عينيه برجاءٍ حار أجبر قلبها على الخضوع فيما هربت نبضة منها إليه منادية باسمه.. فتجيب رغماً عنها بنزق خجول "حسناً إنها لك"
فك أسرها وهو يبتسم بحبور هامساً لها بهيام "شكراً حبيبتي إنها بأمان مع أخواتها وستشتاق للبقية حتى يأتوا إليها"
اصطبغ وجهها باللون الاحمر اللذيذ تحت أنظاره التائقة شاعرة بقلبها يكاد يهرب من موضعه.. بينما عقلها يزأر غضباً لقد وقعتِ بالفخ أنتِ تتجهين إلى فخه راضية.. وفي منتصف المعركة الضارية القائمة دائماً بين عقلها وقلبها انتبهت إلى سبب مجيئها.. سألته وصوتها حمل اهتماماً أسعده كثيراً "سيف ماذا يوجد بقلبك؟"
رغم أنه يعلم المعنى الحقيقي لسؤالها.. رغبة في مشاكستها احتلت قلبه ليهمس وهو يتلاعب بحاجبيه بمرح "أنتِ ما يوجد بقلبي"
صرخت به بغضب "سيف أنا أتحدث بجدية"
ضحك قائلاً وهو يمثل الفزع "إن استمر صراخكِ عليّ هكذا سوف أهرب منكِ"
أوجعها قلبها من جملته المازحة لتجيبه بحشرجة "حقاً؟"
هز رأسه وهو يشفق عليها من صراعها الداخلي فقط لو تمنحه الفرصة كاملة.. وتوافق على عقد القران حتى يثبت لها بكل الطرق أنها أجمل ما رأى "نعم سوف أهرب منكِ إليكِ.. سأختبئ خلف ظهركِ حتى تنهي صراخكِ"
ابتسمت عيناها ليتنفس بارتياح وهي تقول بإصرار "ألن تخبرني بما يدور داخلك؟"
تنفس بقوة وهو يجيب بوضوح "سأخبركِ.. أحتاج لإخباركِ"
حثته بلطف "وأنا أستمع"
أغمض عينيه وهو يقول بحزن يستعمر روحه "أشعر بالخزي من نفسي.. لم أقم بكل ما يجب عليّ فعله كأخ تجاه يزن.. كل هذا يحدث وأنا آخر من يعلم.. أعلم من يقين.. من أحد آخر أعلم عن أخي.. لا أتذكر أني سألته مرة عن أخبار زواجه.. كيف يبلي مع براء وأنا أدرى الناس بجنونها.. لم أتحدث معه عن شيء يخصه.. أخي هو أخي يعاني بمفرده وأنا غافلٌ عنه.. غافلاً عن ألمه.. غائصاً بعالمي.. وتاركاً إياه يواجه مشاكله بمفرده.. لماذا لم أسأله عن شيء يخصه؟ لماذا سما؟ لماذا؟"
كان حاجبيها يرتفعان بدهشة مع كل ما يقوله.. تعلم أن نصف كلماته ليست بصحيحة يصورها له ضميره الذي ينشط بقوة في وقت حزنه.. ويقوم بنشاط مضاعف لتضخيم أخطائه.. فبدل وضعها على عدسة مجهر بنسبة عشرة بالمائة؛ يضعها على عدسة مائة بالمائة.. تعترف بأن هذه ميزة بسيف تقدرها وتحترمها ولكنها عبء كبير عليه.. لتجيبه بجدية وهي تعلم أنه لن يتراجع عن اعتقاده طالما استحوذت عليه فكرة أنه المخطئ "رغم أني لا اتفق معك بمعظم كلامك ولكن حلّك يكمن في أن تتحدث مع يزن وتخبره بأسفك وينتهي الأمر"
رد بحنق "الأمر ليس بهذه السهولة"
هزت كتفها ببساطة مجيبة بهدوء "بل ببساطة ويزن قادم الآن تحدث معه"
سأل بحيرة ألمت به "بماذا يجب أن أخبره؟"
مطت شفتيها بعدم معرفة "لا أعلم.. أخبره أيّ شيء"
رد بنزق وهو يجعد ملامحه بطفولية أثارت حنانها "ساعديني ألستِ خطيبتي؟!"
أجابت من بين أسنانها "لست بطفل سيف.. أخبره بما تريد"
ثم انتبهت إلى كدمة أسفل عينه لم ترها إلا الآن سألته بجزع "سيف ما هذا؟"
رد بسلاسة وهو يضع يده على كدمته "كنت أفصل بين ثورين بالأمس وأصابني أحدهما"
سألت باستغراب "من؟"
صدح صوت يزن من فوقهم بتعجب "أنا الثور الأول وإياد الثور الثاني.. ثم ما الذي تفعلانه وأنتما مختبئان هنا؟"
جذبه سيف بعنف ليجلسه بجانبه وهو يراقب الاحمرار الذي اجتاح سما "اجلس وأنت صامت"
جلس بجوار أخيه لتهب سما واقفة وهي تقول بلطف "أأحضر لكما شيئاً من المطبخ؟"
هز يزن رأسه قائلاً بشرود "سأكون ممتناً لكِ إذا أحضرتِ لي بطاطس مقلية"
راقب سيف ملامحها المضطربة ليقول بهدوء "لا توجد بطاطس مقلية.. أطلب شيئاً غيرها"
هز رأسه ليجيب بعدم تركيز "هل يمكنكِ أن تحضّريها لي رجاءً؟"
انتفضت سما بخوف وأدمعت عينيها ليوجه لها سيف حديثه باطمئنان "هناك فطائر جاهزة بالمطبخ أحضريها مع كوبيّ لبن لو أمكن"
هزت رأسها موافقة وهي تغادر تحت أنظار سيف المتابعة لها.. والذي لَكَم يزن بذراعه بقوة أوقعته أرضا.. نظر له بتساؤل ليجذبه سيف بقوة من ذراعه قائلا بتحذير "انتبه لما تتفوه به"
نفض يزن ذراعه من يد سيف متسائلا بحنق "ماذا بك؟! لم أقل شيئا.."
لم تلن ملامح سيف ليرفع أصبعه قائلا بشراسة "لماذا طلبت من سما تلك البطاطس؟"
ارتفع حاجب يزن بدهشة وهو يشعر بتشوش في عقله "هل تغار لأني طلبت منها هذا الأمر؟ إنها كأختي سيف"
جذب سيف شعره بحنق للخلف قائلا بعصبية "يا إلهي يزن ما الذي تهذي به.. أنا أقصد الزيت إنه ما تخافه سما هل نسيت أنه سبب عقدتها"
أغمض يزن عينيه قائلا باعتذار صادق "أوووه لقد نسيت.. أنا حقاً أسف لم أقصد"
مدد سيف جسده ثانية على العشب الأخضر مجيبا بهدوء "لا عليك لكن لا تذكر الأمر ثانية أمامها"
استلقى يزن بجوار سيف وهو يسأل بهدوء "أين كنت بالأمس؟ لم أرك بالمنزل"
رد سيف وهو يراقب السحب في السماء تتشكل بأشكال غريبة "قضيت أنا وإياد ليلة أمس في بيت جدو رحيم.. وأنت لماذا لم تذهب للتدريبات اليوم؟"
غمغم يزن بخفوت "اعتذرت عنها والمدرب كان سمح بما يكفي ليقبل اعتذاري"
ضحكة خافتة صدرت عن سيف وهو يجيب بسخرية "أنت هنا بسبب بابا وليس لأن مدربك كان سمح الأخلاق"
همس يزن بهدوء "بمعنى!"
أجاب سيف بتقدير لوالده "سمعت بابا عندما عدت يتحدث مع مدربك في الهاتف ويطلب منه أن يقبل اعتذارك عن التدريبات إذا قدمت واحد"
رد بامتنان "رائع حركة جيدة من بابا"
ضحك سيف بخفوت ليقول فجأة بأسف "أنا أسف يزن"
همس يزن بامتعاض "على ماذا يا أخي؟ ألا تكفيني مصائب براء؟!"
اعتدل سيف جالسا وهو يقول بأسف نابع من إحساسه بالخزي من ذاته "أسف لأني لا أعرف عنك أي شيء.. وتركتك في هذا الأمر كله وحدك"
زفر يزن أنفاسه بهدوء قائلا بلطف "هوّن عليك سيف وأرح ضميرك من تفكيرك الزائد.. أنت لم تعرف لأني لم أخبر أحد"
رد سيف بألم تمكن من قلبه وهو بالكاد يستوعب أن شقيقه الأكبر مرّ بكل هذا.. واستطاع أن يخفيه عنهم ببراعة "كلا مهما قلت فأنا مخطئ يزن.. لقد قصرت في حقك أنا حقا أسف"
أغمض يزن عينيه بحنق يعلم أن المجادلة مع سيف لن تجدي نفعا ليقول بسماجة "حسنا لا عليك لقد تقبلت أسفك.. ولا تضيف كلمة أخرى لأني لا أريد الحديث في هذا الأمر أكثر من هذا"
هز سيف رأسه موافقا ليسأل مغيرا الموضوع "كيف حال براء؟"
رد يزن بخفوت "بخير.. جيدة للآن"
سأله سيف بحيرة "حسنا لماذا تركتها بمفردها إذا كنت لن تذهب لعملك اليوم؟"
أجاب يزن باستخفاف وهو ما زال على جلسته "هذا لأنك مختبئ هنا ولا تعلم أن هناك غزو أمومي لمنزلي.. لذلك كما ترى براء بأيد أمينة ولا خوف عليها"
صمت كلاهما لفترة قبل أن ينفجر سيف ضاحكا في ضحكات طويلة أدمعت عينيه.. فتح يزن عينيه ينظر إلى أخيه بحسرة قائلا بأسى "حسرة على شبابك يا شقيقي العزيز.. لماذا تضحك هكذا؟"
سيطر سيف على ضحكاته بصعوبة قائلا بعبث محبب "لقد تذكرت شجارك مع إياد البارحة.. الأمر كان رهيبا وبشعا أمس ولكن الآن أراه مضحك للغاية"
شاركه يزن الضحك قائلا من بين ضحكاته "أين هو بالمناسبة؟"
رد سيف بهدوء ساخر "في عمله فهو ليس بعاطل مثلنا"
سأل يزن وقد نبهه كلمات سيف لوجوده بالمنزل وليس النادي "ماذا تفعل هنا؟ لماذا لم تذهب لتدريباتك؟"
نظر سيف لساعته وهو يجيب بجدية "التدريبات عند الواحدة ظهرا والساعة ما زالت الحادية عشر"
لم يجب يزن وهو يغمض عينيه يصفي عقله وقلبه من الشوائب التي علقت به مؤخرا.. فتح عينيه على سؤال سيف "هل تحدثت مع عمر؟"
نظر له ليقول بحب لعمر الذي يجدونه دائما بجوارهم كصديق "نعم تحدثت معه كان يريد العودة ولكنه لا يستطيع.. ساعدني حديثه كثيرا على ترتيب أفكاري واستعادة اتزاني"
همهم سيف بابتسامة صغيرة "هذا جيد"
استقام يزن واقفا فجأة ليسأله سيف باستغراب "إلى أين؟"
رد يزن سائلا باهتمام حذر "إلى المسبح أريد السباحة قليلا.. بالمناسبة هل هناك أحد من الفتيات به؟"
نفى سيف بحركة من رأسه ليقترح بمرح "خذ التوأم معك سيفرحان كثيرا وأنت ستنسى همومك وسط مرحهما"
أجاب يزن باستحسان وهو يبحث بعينيه عنهما "فكرة رائعة.. لكن أين هما؟"
أشار سيف بيده على المنزل قائلا بمزاح خفيف "بالمنزل ولكن احذر أن تبتل ثيابهما ستقتلهما عمتي"
رد يزن بتفكه "عمتي تضيع معهما دون عمر"
ليرد سيف بإقرار حقيقة واقعة "هي تغرق في شبر ماء دون عمر.. تعتمد على عمر بكل شيء بحياتها"
غمغم يزن بخفوت "لأنها منحته ثقتها المطلقة.. أتعلم تلك مشكلتنا أنا وأنت"
تأمله سيف بتدقيق ليهز كتفه بعدم معرفة متسائلا بتعجب "ماذا تقصد؟"
ابتسامة ساخرة مال بها فمه مجيبا بحزن "لم تمنحني براء ثقتها الكاملة وكذلك لم تفعل سما معك.. هذه مشكلتنا سيف ألا تظن هذا؟"
وافقه سيف بهزة من رأسه "نعم أظن هذا.. هيا اذهب لطالما خلصتك السباحة من أفكارك السلبية"
لوح يزن له بكفه وهو يخرج هاتفه يتصل بعمته لتبعث له التوأم.. بينما استلقى سيف مخرجا هاتفه يتصفحه.. ليضحك على صورة له من المباراة الماضية تم تحويرها لتصبح مضحكة.. ثم بعثها لصديقه من الفريق المنافس والذي كان يشترك معه بالصورة.. وصله الرد سريعا بضحكة كبيرة من صديقه ودعوة على الغداء.. وافق سريعا فهما لم يلتقيا منذ معسكر المنتخب الأخير الذي جمعهما.. وصلت سما وهي تضع ما طلبوه أرضا متسائلة "أين يزن؟"
وضع هاتفه وهو ينظر لها بابتسامة مشعة قائلا "لقد غادر اجلسِي وافطري معي لا أحب تناول الطعام بمفردي"
جلست معه ببساطة أبهجته قائلة برقة "أنا الأخرى جائعة"
**********



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-20, 10:12 PM   #76

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

خرجت هنا من غرفة براء بعد أن دثرتها.. وتأكدت من أنها تناولت طعامها وأدويتها ثم خلدت إلى نوم عميقا.. رؤيتها لدموع براء المتجمدة بعينيها كان يؤلمها.. واكتشافهم الرهيب بما يحدث مع براء ويزن زاد من ألمها.. تنهدت بألم وهي تدلف إلى المطبخ حيث تقف لمار تحضر بعض الأطعمة الطازجة وتضعها بالثلاجة.. جلست على المقعد المرتفع بتعب قائلة بألم يمزق قلبها حزن على طفلتها "نائمة وكأنها لا تريد الاستيقاظ.. تهرب من ألمها بالنوم"
التفتت لها لمار لتستند على حافة الطاولة الموضوعة بمنتصف المطبخ.. وعينيها تدمع قائلة بصوت متحشرج "أفهمها.. إنه شعور حارق يا هنا.. صحيح شعرت به منذ سنوات طويلة ولكن مرارته لاذعة لا تزول بسهولة"
مدت هنا يدها تصب لها ماء في كوب قائلة بوهن "معك حق لم أجربه ولكن أفهمها جيدا، أتمنى أن تمر تلك المرحلة على خير"
وافقتها لمار بهزة من رأسها لا تكاد تحسب مؤمنة خلفها "يا رب أتمنى فقط أن يكونا بخير.. بالمناسبة هل تعلمين أين زوجكِ.. لا أعلم إلى أين خرج مع ماهر منذ الصباح؟"
ردت هنا بهدوء "لقد ذهب مع ماهر وأيهم للحي القديم"
سألتها لمار بحيرة "لماذا؟"
أجابت هنا بابتسامة مودة "ذهبوا إلى إمام المسجد ليضعوا مبلغ في صندوق الصدقة بالمسجد.. شكرا لله على نجاة براء"
"أوووه تذكرت أخبرني ماهر بالأمس"
تلفتت هنا حولها متسائلة "أين نيرة؟"
زفرت لمار بسخط وهي تلتقط السكين تقطع الخضروات أمامها بغضب هاتفة بتذمر "عندكِ بالشرفة صامتة لا تتحدث.. لا أعلم هل أهتم بها أم بابنتها أم بابني.. أخبريني ماذا أفعل؟ أكاد أجن مع هذه العائلة"
لمست هنا الخوف في كلمات لمار الغاضبة.. هي الأخرى لا تحب صمت نيرة فهو يكون غامض وغير مرحب به.. استقامت واقفة وهي تقول بابتسامة دافئة "سأذهب لأراها"
أومأت لها لمار بهدوء وهي تعود لما تجهزه.. وصلت هنا إلى الشرفة حيث أزاحت نيرة زجاجها الأبيض ووقفت مستندة على حافة السياج.. وضعت هنا يدها على كتفها سائلة باهتمام "هل أنتِ بخير؟"
كانت نيرة شاردة في كل ما حدث.. لا تعلم الطريقة المثلى للتخفيف من ألم طفلتها.. لقد مرت بمصاعب ومحن كثيرة في حياتها.. اضطرت إلى العلاج النفسي في مرحلة ما حتى تستطيع أن تكمل حياتها.. خسرت توأمها أمام عينيها.. تلاعب والدها بحياتها ليصل لانتقامه الخاص.. لكن كل هذه الآلام لا تقارن بألمها لدمعة وآهة موجعة تخرج من قلب طفلتها.. تشعرها وكأنها سكاكين تخترق قلبها بلا هوادة.. تتذكر عندما عادوا للمنزل البارحة بكت بين ذراعيّ أيهم كما لم تبكي قبلا.. لقد ظلت لما يقارب لساعتين تبكي وهو حائر في كيفية تهدئتها.. ولكنه تركها تفرغ كل دموعها حتى تستطيع أن تقف بجانب ابنتها.. لن تستطيع أن تضمد جراحها إذا كانت منهارة هكذا.. التفتت لتبتسم لهنا بهدوء لا يعبر عنها "نعم هنا لا تقلقي"
همست هنا بصراحة "للحق صمتك مخيف ومقلق"
ضحكت نيرة بخفوت وهي تقول باتزان "فقط أصفي أفكاري وأرتب دواخلي حتى أستطيع الوقوف بجانب براء"
استندت هنا على السياج بجوارها لترى سيف ويزن راقدان على العشب أمامها قائلة "مع كامل احترامي لكِ ولأيهم ولكنها فقط بحاجة ليزن.. هل تعلمين أنها تتمتم باسمه وهي نائمة"
رفعت نيرة حاجبها قائلة بريبة "هذا يعني ألا أتدخل؟!"
رفعت هنا كتفها قائلة بمزاح صادق "أنصحكِ ألا تتدخلي.. مساعدتكِ دائما تتحول إلى كوارث"
ضحكت نيرة بانشراح وهنا تشاركها قائلة ببساطتها المعهودة "هكذا أفضل لا يليق بكِ الصمت نيرة.. أنت صاخبة وحيوية كملامحكِ لا تصمتي ثانية.. تقلقينا عليكِ وخاصة أيهم يرتعب عندما يكتنفكِ هذا الهدوء"
ابتسمت نيرة لها بامتنان مجيبة برقة "شكرا هنون"
كشرت هنا في وجهها برقة وهي تجذبها قائلة بفزع مفتعل "هيا ستقتلنا لمار لتركنا إياها في المطبخ بمفردها وهي لا تطيقه من الأصل"
ضحكت نيرة وهي تتبعها شاكرة لله نعمه وفضله التي لا تحصى عليها..
*****************



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-20, 10:13 PM   #77

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

بعد أسبوعين مضيا على ذلك اليوم البعيد الحزين.. استيقظ يزن يبحث عنها بجواره على السرير الفارغ بعدما استيقظ على الفراغ بين ذراعيه.. واختفاء الثقل المحبب لقلبه.. نهض جالسا يبحث عنها في أرجاء الغرفة لم يجدها.. جذب قميصه الملقى بإهمال على طرف السرير ليرتديه دون أن يقفل أزراره.. وخرج يبحث عنها في أنحاء شقتهم..
أخذه عقله إلى يوم خروجها من المشفى ليلا عندما استلقى بجانبها بشرود تام.. نظرت له بصمت تنتظر منه أن يتحرك تجاهها ليضمها إليه يسكن روعها وحزنها.. أنانية هي بتلك اللحظة تريد حبه وسوف تستمتع به إلى أن يقرر القدر عكس هذا..
لم يأتي هو الأخر بأي حركة فقط مستلقي جوارها بشرود يحجم يديه حتى لا تجذبها لتستكين حيث خلقت.. لا يريد أن يؤذيها بكلمات جارحة كالتي ألقاها عليها صباحا .. فقط ليتخطوا هذه الأزمة بسلام ودون إصابات أخرى هو مبتغاه.. هو لم يعد يثق بها ولا بتفكيرها الذي كاد يودي بحياتها..
لم يمر الكثير من الوقت وهما على هذا المنوال حتى اقتربت منه براء ببطء ثم رفعت رأسها لتضعه حيث تحب.. فعلت يده ما تجيده وتتقنه حين التفت حول جذعها دون مقاومة تعانقها بقوة.. همست بخفوت ودموعها تتساقط دون إرادة "أريد أن أنسى هذه التجربة يزن.. أريد مساعدتك في تخطي هذا الحزن.. فقط أريد أن أجتاز هذه المرحلة معك؛ ويدي في يدك.. هل هذا ممكن؟"
صمت قليلا وكلماتها تثير دهشة داخله لم يتوقع منها هذا كان يحضر ذاته لسوء حالتها النفسية الفترة القادمة.. لعلها ستطلب الطلاق أيضا وستصر عليه.. كان يفكر في كيف يجب عليه أن يعاملها هذه الفترة دون أن يؤذيها.. وفي أحلامه لم يتوقع منها هذا.. ليميل مقبلا رأسها بحنان مجيبا بصوت متحشرج "يدكِ ستكون بيدي دائما براء سنتغلب على هذه المحنة وما يقابلنا في المستقبل سويا"
والأيام التالية كانت مفاجأة له وهي تستجيب لكل محاولاته لإسعادها حتى إنه شك في نواياها لأكثر من مرة.. فهذه ليست عادة براء في التعامل مع الحزن.. هناك شيئا في غير محله ولكنه لا يستطيع أن يصل إليه فقط..
كان قد دلف إلى المطبخ مع نهاية أفكاره ليجد غايته تقف على مقعد مربع الشكل دون مسند أقرب لمنضدة صغيرة من كونه مقعد.. استند على الباب بوضع مائل يراقبها تشب على قدميها في محاولة لجلب شيئا من الأعلى.. كانت ترتدي سروال قصير يصل لركبتها أخضر اللون وبلوزة بيضاء بدون أكمام.. اقترب منها ما إن شعر باختلال توازنها ليسندها جيدا.. التفتت إليه ما إن شعرت بيديه عليها "صباح الفل"
ابتسم ابتسامة مائلة سائلا بتهكم مرح "صباحك عسل حياتي.. ماذا تفعلين؟"
ردت بإحباط وهي تشير بإصبعها للأعلى "أحاول أن أنزل بعض المكونات من الأعلى"
رد بسخرية وهو يقيم مظهرها من أعلى إلى أسفل قصيرة للغاية ونحيفة كثيرا.. لا تكاد تصل إلى كتفيه ولكنها بحجمها هذا تسكن قلبه وتحتله بأكمله "كلكِ على بعضكِ لا تكملين المتر ونصف أي أنكِ لا تصلين لمنتصف المطبخ من الأصل هيا انزلي"
نفذت أمره ليجلس بدل منها وهي تقول بتذمر طفولي لا يليق إلا بها.. دلالها منذ الصغر والذي كان شاهد عليه بنفسه ما أوقعه في حبها.. نعم ذلك الدلال هو ما أوقعه في شباك بلوته "لا أعلم من رفعه للأعلى هكذا أنا لا أصل إليه حتى"
أشار لها لتجلس على كتفه وهو يستقيم واقفا قائلا ببساطة تحبها به "أنا.. حتى أحملك هكذا كلما أردتِ شيئا"
ساعدها لتنزل ما تحتاج إليه ليقف بجانبها وهي تقوم بكسر البيض وخفقه بقوة.. سألها بهدوء وهو يلتقط من قطع الفواكه المقطعة بجواره ويلتهمها بنهم "ماذا تفعلين؟"
ردت وهي تركز على ما تفعله "أعدّ بان كيك اليوم هو (شم النسيم) وأعده لنزهة اليوم"
ردّ بإدراك "أه لقد أرسل لي عمي اسم الحديقة بالأمس"
سألت بفضول "أي حديقة سنذهب إليها؟"
أجاب بحب وهو يداعب وجنتها بخفة "حديقة الأزهر تعرفينها"
ضحكت بسعادة "إنها المفضلة لدي.. من اختارها أنت أم بابا؟"
ابتسم لها قائلا بامتنان لأيهم الذي لم يوبخه عندما قسى عليها.. إنما جبر خاطره ولملم جرحه وأعاد له ذاته المبعثرة كيان واحد "عمي"
همست لذاتها بحب "بابا حبيبي"
مال مقبلا وجنتها بعمق ثم خطف قبلة سريعة من فمها قائلا بهيام "سأذهب لأغتسل إلى أن تنتهي.. أحبكِ"
لم تسمح له بالمغادرة وهي تمسك يده بقوة ليلتفت لها باستغراب.. أجابته بحب صادق سكن عينيها وباحت بها شفتيها "أنا أحبك كثيرا كثيرا يزن.. أكثر من أي شيء وكل شيء في الحياة"
نظر لها قليلا يشعر بحاجتها إليه ليضمها له بقوة.. يشدد من ضغط ذراعيه عليها وهي تغوص داخله.. تلتحم بجسده وكأنها قطعة منه تكمله ويكملها.. هامسا وهو يداعب شعرها "لم تخلق كلمة تفي ما بداخلي تجاهكِ.. أنتِ حياتي وعمري وممتلكاتي وابنتي وحبيبتي.. أنتِ كل العمر براء ولا أريد غيركِ"
ابتسمت لتقبل موضع قلبه بعاطفة فياضة كمد بحر لن ينحسر يوما "وأنت كل العمر حبيبي.. ثم همست بشقاوة.. لكنك نسيت أن تضيف أني بلوتك"
ضحك وهو يخفض رأسه ليقبل كتفها العاري "نعم بلوتي الكبرى بالحياة براءتي"
ابتسمت وهي تقول بحبور "هيا اذهب لا تعطلني اغتسل حتى انتهي"
بعث لها بقبلة طائرة وهو مغادر.. لم تنزل عينيها حتى خرج من المطبخ لتهمس وهي تضع يدها على قلبها "وأنا أحبك وسأمنحك سعادتك كاملة اليوم"
*************



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-20, 10:15 PM   #78

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

في احدى الحدائق المفتوحة تجمعت العائلة للاحتفال بيوم الربيع كعادتهم في ذاك اليوم.... فرش الشباب الغطاء على الأرض لتقوم الفتيات بتوضيب المأكولات من فسيخ وبيض ملون ومعجنات ساخنة وهم يتشاغبون سويا.
قرب إياد قطعة فسيخ من سيف الذي جعد أنفه باستهجان وهو يحذره "إياد أبعد هذا الشيء عني.. إياك أن تقربه مني"
استمر إياد باستفزازه لسيف الذي فر هاربا وإياد يلحقه حتى هتف أيهم بصرامة لم ترهبهما "توقفا أنتما الاثنين"
وقف سيف خلف نيرة يحيطها بذراعيه قائلا بترجي "عمتي نيرة أخبريه أن يبعد هذا الشيء عني"
وضعت نيرة إحدى كفيها على وجنته وهي تقول ضاحكة "ماذا ستقول ابنة أخي عنك الآن... أهناك من يكره الفسيخ؟"
هتف سيف بحنق "أووه سما تعلم أني أكرهه ذاك ليس بجديد عليها ويجب أن تعتاد على هذا"
دفع أيهم ذراعي سيف عن نيرة ليجذبها الى جانبه بغيرة لم يطمسها الزمن قائلا بتحذير "جد أحد غير زوجتي كي تحميك من إياد"
ليكمل كلامه بتحذير إلى إياد "وأنت أيها الأحمق أوقف لعب الأطفال هذا"
رفع إياد كتفيه بلامبالاة ليلتهم القطعة بين يديه باستمتاع.... انطلقت الضحكات قوية من حولهما وماهر يقول ضاحكا "متى ستتوقفان عن لعب الاطفال هذا وتنضجان؟!"
بينما همس سيف من خلف سما بحرارة "أنا لا أحبه سما وأنت تعلمين أليس كذلك؟"
احمرت خجلا وهي تعاتبه بعينيها قبل أن يبتعد عنها.. وبراء تهتف ضاحكة وهي تتعلق بذراع ماهر "لن ينضجا أبدا عمو دعك منهما؛ وأخبرني أين عمتي وعمو خالد وعمتي هنا؟"
أجابها وهو يتجه ليجلس بجانب أيهم الذي استحوذ على زوجته بجانبه "مروا على المستشفى ليجروا بعض الفحوصات لناردين وسيأتون بعد قليل"
هزت رأسها بتفهم ليجذبها يزن خلف إحدى الأشجار يحجزها بين ذراعيه يتأملها في بنطالها الأبيض وقميصها الأزرق ذو كم يصل للمرفق.. وقد أطلقت شعرها حرا مما جعلها بهجة لعينيه... اقترب قائلا بعبث "لم أخبرك يوم ربيع سعيد!"
همست بخجل وهي تنظر إليه وسيم بسروال جينز أزرق.. وقميص بلون السكر "يزن ابتعد قبل أن يرانا أحد"
هز رأسه نفيا ليقترب من وجنتها يلثمها بحب وهي تذوب بين ذراعيه "لا لن ابتعد.. ماذا ستفعلين؟!"
دفعته في صدره بخجل وهو يضحك بعمق "يزن أرجووووووك"
"حسنا سأترككِ.. ولكن أريد قبلة أولا"
زفرت بنفاذ صبر من تعنته لترتفع على أطراف أصابعها لتصل إلى وجنته تقبله كي يتركها ولكنها لم تصل إليه أبدا لتهتف بحنق "يزن أخفض رأسك قليلا"
أخفض رأسه وهو يضحك قائلا "ها أنا ذا يا قصيرة"
عضته من وجنته عقابا على ما قاله لتهرب من بين يديه عندما تأوه... ضحك بقوة قبل أن تعود ثانية وتقفز على قدميه تتعلق برقبته وتطبع قبلة قوية بجانب فمه وهي تهمس له "أحبك"
ثم تفر من بين يديه ثانية... لتجلس بجانب إياد الذي لم يتخلى عن أناقته اليوم وقد ارتدى سروال أسود وتي شيرت أزرق وجاكيت زيتي غامق ولا يريد التوقف عن الأكل.. وكأن هناك وحش يسكن معدته دائما يجبره على تغذيته بشكل مستمر.
بينما اتجهت سما -التي ارتدت بنطال بني يعلوه بلوزة خضراء طويلة تصل لفوق ركبتيها بقليل.. برقبة عالية وأكمام طويلة وقد تخلت عن وشاحها الدائم- إلى سيف الجالس بسروال أبيض يتعدى ركبتيه بقليل وتي شيرت أسود تسلمه طبق من المعجنات الشهية "تفضل سيف تلك معجناتك المفضلة"
"شكرا حبيبتي... سلمت يداكِ"
تلونت وجنتيها باللون الأحمر خجلا قائلة بخفوت.. وقلبها يدق بسرعة كعادتها معه ولكنها تعلم كيف تخنقها ثانية "سيف لا يصح ما تقول"
أجابها بحرارة وصدق.. وقد قرأ عينيها جيدا "بلى سما يصح أنا خطيبكِ وعن قريب زواجنا وأنتِ حبيبتي.. حبيبتي سما افهمي هذا جيدا وثقي بي قليلا.. لا أطلب منكِ غير بعض الثقة.. الثقة فقط سما والباقي أنا كفيل به.. وقلبكِ سأصل إليه مهما حدث.. ذاك وعدي لكِ"
أشاحت بعينيها بعيدا عنه تواري إحساسها به عنه.. وهي تقرر أنه أخذ من نبضاتها ما يكفي ولم يبقي لها إلا القليل.. وبعدها سيسرق قلبها كما وعدها وهذا ما لن تسمح به مطلقا.. لقد تهاونت معه كثيرا الفترة الماضية وهذا يكفي..
لم ينتظر منها سيف رد يكفيه فقط أنها جلست بجانبه بتلك العفوية.. يعلم مشكلتها ويعلم أن ثقتها بنفسها انتهت ولكنها حبيبته وابنة عمته الشقية التي سيعيدها مهما كلفه الأمر... همس بجانبها بحب صادق لا يدخر جهده في إعلانه للملأ "جلوسكِ بجانبي بهذه العفوية يكفيني لليوم"
في حين اتجه يزن إلى يقين التي ترتدي تنورة جينز واسعة وقميص أبيض بدون أكمام.. وقد تركت شعرها حر وترتدي فوقه قبعتها بيضاء اللون... تضع لوحة بيضاء كبيرة أمامها وبجانبها أقلامها من الفحم.. جلس بجانبها ليقول بتذمر "حتى في هذا اليوم يويو.. هيا لتنضمي إلينا.. هذا اليوم للعائلة فقط"
نظرت إليه باسمة مجيبة برقة "أعلم يزن ولكني لم أقاوم.. المشهد رائع أليس كذلك؟"
نظر للوحة بانبهار قائلا بحبور "أنتِ ترسمين العائلة"
هزت رأسها بفرح ليأتيهم صوت دارين الصارخ "عمر سأقتلهم أقسم لك"
انفجر يزن ويقين في الضحك على عمتهم التي تركض خلف توأمها المشاغب مروة ومي... وقفت يقين قائلة بسعادة لعشقها للأطفال "سأذهب لأساعد عمتي قبل أن تغتال عمر وبناتها"
هز يزن رأسه ليجلس بجانب براء يحيط خصرها بذراعه ويقين تركض خلف البنات وتلعب معهم.
"ها قد جاء عمي"
رفع إياد عينه ينظر إلى ناردين على كرسيها المتحرك.. يتأملها في فستانها الزهري الطويل إحدى كميه طويل والأخر غير موجود.. بدت لعينيه مثل الأزهار اليانعة المنقوشة على فستانها.
حملها خالد ليجلسها بجانب إياد وبراء.. ليتجها بعدها إلى حيث يجلس الكبار يتسامرون ويتضاحكون على مشاغبات أبنائهم في يوم اتفقوا فيه على أن يلقوا بهمومهم خلف ظهورهم.. ويبتهجوا في هذا اليوم الذي يأتي ليتوج الربيع وما يجلب من فرح وأمل بتيجان من الأزهار والورود اليانعة.
سأل إياد بحب يظهر في عينيه دون حول منه ولا قوة لإخفائه ولكن في غياب عمه فقط "كيفِ حالك اليوم؟"
همست بخفوت وهي تبتسم بإشراق "بخير لا تقلق إياد"
صاح سيف يقاطعهم بحماس "هيا بنا لنلعب قليلا"
تجمعوا الشباب يتفقوا على لعبة... بينما نكست ناردين رأسها بحزن ليس بيدها ولم تستطع السيطرة عليه.. في لحظة ضعف فلتت منها.. حزنها لأنها لن تستطيع مشاركتهم اللعب هذا اليوم كالمعتاد.. ليهمس إياد بجانبها بحنان "ارفعي رأسكِ ناري لا تخفضيه لأي سبب أنا هنا بجانبكِ.. سنتسامر اليوم ونسخر منهم سويا... نحن المشجعون اليوم"
نظرت إليه بامتنان يحوي حب كبير ليبتسم لها باتساع.. قبل أن يجلس الجميع حولهم في دائرة كبيرة.. ويزن يقول باتزان مضحك "لقد اتفقنا أن نلعب حقيقة وجرأة"
رفعت ناردين نظرها نحوه بدهشة متسائلة "ألن تلعبوا كرة القدم؟!"
هز رأسه نفيا وسيف يقول باستنكار "كيف نلعب دونكِ يا حمقاء.. لا يوجد حارس مرمى أفشل منكِ لأضع فيه أهداف لا حصر لها.. كما أن قوانين الحديقة تمنع اصطحاب الكرة أصلا"
أجابه إياد بامتعاض "ألا يمكن أن تكمل عملا طيبا للنهاية دون لمستك الخاصة.. ثم إنها الوحيدة التي تعجز عن إدخال هدف في مرماها"
كشر سيف أنفه قائلا بشراسة "ما دخلك يا غبي؟"
همست يقين لبراء بملل "ها قد بدآ .. هل تعتقدين أننا سوف نلعب اليوم"
لتجيب سما بنفس الهمس "لا لقد أفسدا اللعبة قبل أن تبدأ"
لتهز ناردين رأسها قائلة بثقة "لا تقلقوا سيوقفهما يزن عند حدهما"
واستمرت الأحاديث دائرة دون أن تتم اللعبة للنهاية وسط ضحكاتهم التي كانت ترتفع وتصل الى آبائهم لتقول لمار بثقة "سيقفون دائما بجانب بعضهم البعض"
لترد نيرة ببعض الخوف الذي يداعب قلبها من وقت لآخر "نعم أعلم ولكن يرعبني التحدي القائم بين سيف وإياد دائما"
ضغط أيهم على يديها ليطمئنها.. لتؤكد هنا خوفها من نفس قلق نيرة بقولها "نيرة محقة أنا أيضا أخاف هذا التحدي"
ليجيب عمر بضحكة رائقة "ما بكما عن أي تحدي تتحدثون.. تلك مشاغبات أطفال فقط"
فيما أجاب خالد بحنان موجه لأبنائه "لا تقلقا هكذا.. سيف وإياد سيدعمان بعضهما دائما لا خوف عليهما"
هتف ماهر باستنكار "ما بكم اتركوا ذلك الكلام ودعونا نستمتع بهذا اليوم والطقس الرائع"
أكد أيهم على كلام ماهر قائلا بجدية "اتركوا الأولاد جانبا واستمتعوا انظروا إليهم.. حياتهم جيدة للآن وكل منهم اختارها بنفسه.. فليتحملوا عواقب اختياراتهم"
سأل ماهر مغيرا الموضوع "هل أجريتم الفحوصات؟"
لتجيب لمار "نعم حبيبي لقد فعلنا.. والطبيب أخبرنا أنها تتحسن ولكن ببطء استجابتها للعلاج بطيئة"
لتقول نيرة بعد زفرة قلقة "لا يهم المهم أنها تتحسن.. لقد كان حادثا مرعبا"
قال خالد بخفوت وهو يحمد الله كل يوم على عودة طفلته إليه سالمة وقد نجت من حادثها البشع "نعم الحمد لله أنها نجت منه.. هلّا تكلمنا في موضوع آخر؟"
هز الجميع رؤوسهم موافقين فلا أحد يحبذ الحديث وذكر الحادث كثيرا.. ليصيح أيهم بصوت مرتفع "هيا يا شباب لنتناول الطعام"
ردت براء بانزعاج مدلل "بابا لو سمحت لم نكمل لعب بعد"
"بعد الطعام بو نحن جائعون هيا لتناول الطعام"
زفر سيف باستياء "يا إلهي لقد صدر الفرمان"
أكد إياد قوله وهو يلوي فمه "هيا لنذهب لن نستطيع الاعتراض وإلا سنعاقب"
اجتمع الشباب حول الطعام ليقول سيف بمشاغبة "ستلتهمنا هكذا يا إياد ارحم يا حبيبي ارحم"
حاول إياد الرد ولم يستطع بسبب الطعام في فمه.. وما إن أنهى ابتلاع الطعام وهمّ بالرد حتى وضعت براء قطعة خبز كبيرة في فمه قائلة بعبث "أكمل طعامك أخي حبيبي"
واستمر الضحك والشغب بينهم إلى أن انتهى اليوم على خير دون أن يقتل سيف وإياد بعضهم الأخر.. أو يعلم الشباب المفاجآت التي حضرتها لهم الفتيات ليلا.
**********



ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-20, 10:17 PM   #79

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

ليلا في الحديقة جلست الفتيات مع آبائهم يتندرن بما فعلنه بالشباب اليوم.. تتعالى ضحكاتهم بقوة مع تذكر رد فعل إياد وسيف على مقالبهم في يوم المقالب السنوي؛ حيث يتفقن على مقلب لكل شاب واليوم هو موعده.. وقد اجتمعت الفتيات بالأمس وخططن سويا..
فكرة براء كارثية بكل المقاييس ولم يستطعن تغيير رأيها..
وسما هي من وضعت مقلب سيف وهي تخبرهم أكثر من يخاف منه ولكنها لن تستطيع تنفيذها لقرب اختباراتها وستنفذه يقين..
ومقلب إياد كانت ستنفذه ناردين حيث اقترحت على إياد أن يسيروا سويا بالحديقة.. أمسك إياد بكرسيها المتحرك وهما يتحركان سويا همست ناردين بنبرة حالمة "الجو منعش أليس كذلك إياد؟"
رد عليها بحنان خام "نعم الجو رائع كثيرا"
لم ترد ناردين وبدلا من صوتها سمع صوت طفلة تناديه "عمو إياد"
ارتفع حاجب إياد وهو يسأل بصوت خافت "ما كان هذا؟"
سألت ناردين بعدم فهم مفتعل "ماذا؟"
لم يرد عليها والصوت يتردد ثانية من حوله بنبرة خائفة "عمو إياد ساعدني أرجوك.. عمو إياد أنا خائفة.. ساعدني أرجوك أنا خائفة"
وقف أمام ناردين قائلا بصرامة "توقفي عما تفعلينه حالا"
مطت شفتيها وهي تقاوم الضحك بصلابة "ما الذي أفعله أنا حتى لم أتحدث فقط أستمتع بهذا الهواء العليل"
همس بصوت واهي "إذا من أين أتى صوت الطفلة وكيف تعرف إسمي؟"
رفعت حاجبها باندهاش غير حقيقي قائلة بتمثيل أجادته "أي صوت؟ ليس هناك أصوات على الإطلاق"
لم يرد عليها وهو يتفحص بعينيه الحديقة بأنوارها الخافتة ليعود الصوت الطفولي ثانية برعب أكثر "عمو إياد ساعدني أرجوك سيقتلني.. أرجوك أتوسل إليك إنه يقترب.. لا أرجوك لا تقتلني أنا لم أفعل شيئا.. أااااه"
ثم كانت صرخة فظيعة أرعبت قلبه ليصرخ برعب وهو يتلفت حوله بجنون يبحث خلف الأشجار "لا.. لا.. لا يا إلهي"
أوقف بحثه صوت ضحكات ناردين الهستيرية التي ارتفعت خلفه.. التفت ينظر لها بحيرة لتخرج دمية صغيرة كانت تضعها تحت الغطاء الذي تضعه على قدميها.. انفجر الجميع ضاحكا بعد أن انتهت ناردين من حكايتها ليسأل إياد بامتعاض "لا أفهم كيف جعلتموها تصدر تلك الأصوات"
قلبت ناردين الدمية بين يديها لتفتح سحاب كان يوجد بظهرها يوجد أسفله شريحة الكترونية قائلة بشرح "تلك الشريحة متصلة بهاتف يقين.. يقين تكتب ما تريده وتبعثه كرسالة وهي تترجمه صوتا"
وتأكيدا لما تقوله رفعت يقين هاتفها تكتب شيئا ما ليصدح صوت طفولي هاتفا بتوسل "عمو إياد ساعدني"
انفجر الجميع ضاحكا وخالد يقول بمرح "لقد نلن منك هذه المرة"
سكت إياد بغيظ وهو يهدئ نفسه اهدأ إياد إنها حبيبتك.. نبض قلبك التي تعشق.. لها الحق أن تفعل بك ما تشاء.. إن كانت الحمقاء براء لكان ألقاها تحت أقرب سيارة وانتقم منها.. ولكنها ناردين، قطع حبل أفكاره مجيء سيف غاضبا من جهة المنزل وهو يصرخ ويتوعد ليقين.. سأل بحاجب معقود بتوجس "ماذا فعلن بك؟"
نظرت له الفتاتين قليلا ثم انفجرتا ضاحكتين ويقين تجيب من بين ضحكاتها "انظر إلى صفحتك على الفيس بوك"
فتح إياد هاتفه يتفقده لينفجر ضاحكا وهو يمرر الهاتف لوالده وعميه.. كان فيديو لسيف وهو يقف متسمرا على الدرج حيث كان يصعد للأعلى أمام ثعبان صغير.. وملامح الرعب ترتسم بوضوح على وجهه وهو ينظر له بخوف واضح.. وما إن تحرك الثعبان ناحيته حتى صرخ برعب مناديا والده "بابا أنجدني بابا المساعدة"
خرج ماهر على صراخ سيف ليجد ثعبان صغير أمامه على باب الشقة.. وصوت يقين تنادي من أسفل "عمو الثعبان إنه أليف وليس سام لا تقلق"
ضحك الرجال وأيهم يقول بحسرة "يا حسرة على الرجال"
أزاح سيف إياد من مكانه ليجلس هاتفا بغيظ "سأريكم فقط انتظرا"
ضحكت الفتاتان وناردين تخرج لسانها له بإغاظة ثم هتفت ناردين بحماس "يتبقى فقط أن نعرف رد فعل يزن"
هزت يقين رأسها بتوتر تخاف رد فعل يزن وتعلم أنه ما أن تتحكم به عصبيته يفقد كل منطق.. وهي قلقة للغاية من تقبله لمزاح براء.. فيما صاح سيف "انظروا ها قد أتت براء"
رفع الجميع نظرهم تجاهها ليعقد أيهم حاجبه بتأمل.. يتأمل سير ابنته الحزين.. عينيها التي تخفضهما.. وتلك القلنسوة التي تخفي بها وجهها فلا يلمح انفعالاتها... صاحت ناردين ما إن وصلت إليهم براء "ماذا فعل يزن يا بو؟"
تجاهلتها براء وهي تتجه صوب والدها تجلس على قدميه وتلف رقبته بيديها بقوة تخفي وجهها في عنقه وتبكي بانهيار...
جزع أيهم لحالة ابنته ليضمها إليه بقوة وهو يسمي الله عليها.. ليقول بحنان "هشششش حبيبتي... ماذا حدث يا عمر والدك؟ من أبكاكِ هكذا؟"
ضمت نفسها إلى والدها أكثر وبكاءها يزداد.. أبعد أيهم وجهها عنه يجبرها على النظر في عينيه... لتتسع عينيه بقوة وهو يتأمل وجهها.. ليرفع يده يمررها على وجنتها برقة قبل أن يضمها إليه بقوة وعينيه تشتعل بوهج مخيف.. همس بهدوء يخفي عاصفة خلفه "هيا لتصعدي إلى غرفتكِ براء"
تمسكت به بقوة ليهم أيهم بحملها في حين تقدم إياد يقول بجزع "أنا سأحملها أبي... كي لا يصاب ظهرك بأذى"
هم أيهم بالاعتراض... ليقول إياد وهو يمد يديه يحملها "أوامر الطبيب بابا"
دفنت براء نفسها داخل حضن أخيها وهي تنشج بألم ليهمس لها إياد برقة "توقفي عن البكاء حبيبتي... دموعكِ تؤذيني وتشعرني بالعجز"
وضعها إياد برقة على سريرها ثم استقام يفسح مكان لوالده الذي صعد خلفه ليجلس ويضم براء إليه "سأذهب لأخبر أمي"
تكلم أيهم بحزم "هل ستخبرينني بما حدث؟"
همست بوجع "بابا... يزن.. لقد.. ااااه.. بابا.. انا أكرهه.. لن أسامحه أبدا .. ااااه بابا قلبي يوجعني"
ضمها أيهم إليه بحنو وهو يهدهدها حتى غفت بين ذراعيه..
بينما في الاسفل سأل خالد بحذر "ماذا حدث ماهر؟ لم يغضب أيهم هكذا منذ فترة طويلة"
وقبل أن يجيب ماهر صدع صوت يزن المرتعب "أبي هل رأيت براء؟"
عقد ماهر ذراعيه حوله وهو يسأل بحدة "ماذا فعلت بابنة عمك لتأتينا باكية هكذا؟"
أغمض يزن عينيه بألم.. وجلس على المقعد خلفه بتهاوي لا يصدق ما فعله.. كيف تجرأ على فعلها.. براء حبيبته وقطعة من قلبه.. كيف.. كيف استطاع..
أعاد ماهر سؤاله بحزم أكبر "ماذا فعلت يزن؟"
رفع عينيه باستجداء لوالده وهو يهمس بتوسل "أرجوك أبي يجب أن أراها.. أحتاج أن أراها وبشدة"
أجابه صوت أيهم الصارم "وهي لا تريد رؤيتك"
انتفض يزن واقفا وهو يهمس بألم "عمي"
نظر له أيهم بخيبة أمل وعتاب أصاب يزن في قلبه مباشرة ليغمض عينيه وهو يسمع أيهم يضيف بلوم وتصميم "لقد أعطيتك ابنتي.. قطعة من روحي يزن.. استأمنتك على أغلى ما لدي... أخبرتك يوم أعطيتها لك أنك تأخذ قطعة من روحي.. شعرت بأن روحي ستفارقني وأنا أسلمها لك... أخبرتك أن تضعها بين عينيك لتعطيني وعدك بأن تحافظ عليها.. لتأتيني اليوم باكية بعد أن أهنتها بتلك الطريقة.. ابنتي في بيتي يزن ولن تعود اليك إلا اذا أرادت.. وما تريده هو ما سيكون.. حتى وإن انفصلت عنك"
انتفض يزن يقاطع أيهم قائلا بلهفة "لا عمي لا انفصال.. براء هي روحي كيف أنفصل عنها.. أرجوك عمي اسمح لي أن أتحدث معها.. أريد أن أراها وأطمئن عليها"
هز أيهم رأسه نافيا وهو يقول "هي متعبة ورؤيتك ستزيد تعبها.. وأنا أريد لها الراحة يزن.. لذا لن تراها حتى تسمح هي بذلك"
سأل ماهر بعد أن نفذ صبره وبلغ قلقه أقصاه "ماذا حدث أيهم؟ ما بها براء؟"
أجاب أيهم بتعب "ليس الآن ماهر.. لقد تركت نيرة تبكي بالأعلى سأذهب لأراها"
وتركهم وذهب بينما تعلقت عيني يزن بشرفة عمه يناجيها بألم.. ليسمع تساؤل خالد الحاد "والآن سيد يزن هل أعيد سؤال ماهر ثانية؟"
نظر يزن إليه طويلا وإلى تلك العيون المعلقة به تنتظر إجابته.. ليقول باستسلام "أنا سأذهب إلى المنزل... تصبحون على خير"
وغادر سريعا حاملا معه أوجاعه واشتياقها... كيف سيبقى في المنزل دونها... كيف تكون قريبة منه هكذا وبعيدة عنه هكذا..
ماذا فعلت يا يزن؟ ماذا فعلت؟؟
لقد حققت لها مبتغاها أو قربتها منه قليلا.
**********

نهاية الفصل


ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-20, 10:05 PM   #80

ساره عرفات

? العضوٌ??? » 476612
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » ساره عرفات is on a distinguished road
افتراضي

الفصل العاشر
عاد إلى منزله محني الكتفين مثقل بهموم تزهق روحه.. المنزل دونها سيكون بارداً كلا سيكون صقيعياً.. لماذا لم يتحكم في غضبه.. كيف فقد سيطرته على نفسه.. لقد خسرها بجدية هذه المرة.. أااااه براء هل أحببتكِ لأتعذب بنار حبكِ.. جلس على الدرج أمام شقته لا يجرؤ على الدخول دونها.. لحظات قضاها بمفرده قبل أن تلحق به يقين سائلة بشفقة "ماذا حدث يزن؟"
اشتد فمه بضحكة قاسية وهو يستند بظهره إلى سياج الدرج.. مغمضاً عينيه التي أخذته إلى لحظات لم يمر عليها الكثير.. حين عاد للمنزل مشتاق لها كعادته.. وجد الباب مفتوح وأثاث منزله قُلب رأساً على عقب.. انتفض قلبه بجزع وهو يناديها بهمس ارتفع تدريجيا.. وحين لم يجد رداً شعر بتوقف قلبه عن العمل لثانية ثم عاد يدق بسرعة مهيبة بعدها.. أجبر قدميه المسمرة في الأرض على التحرك يبحث عنها في الشقة.. إلى أن دخل غرفة نومه ليجد منظراً لن ينساه ما حيي..
كانت براء هناك ممددة على السرير بإهمال وقدميها تدلت لأسفله.. ملقى بجانبها سكين تلوث بلون أحمر مقبض مشابه لذلك المرعب المنتشر على رقبتها وصدرها.. توقف تنفسه وعقله يخبره بصراخ مختنق لقد اغتالوا بلوته وحرموه منها..
اقترب منها بخطوات بطيئة نازفة.. ودموعه تساند روحه التي نحرت لتوها.. ركع على الأرض بجوار جسدها الهامد.. يديه تتلمس كل جزء بها وجهها ذراعيها كتفيها.. يرجوها أن تستيقظ وتعود إليه.. بدأ يناجيها باختناق يطلب منها العودة إليه... أشفقت عليه لتسقط دموعها لأجله هامسة وهي تمسد وجنته "يزن أنا بخير لا تقلق"
رفع رأسه إليها سريعا بلهفة ينظر لها بغرابة لتعتدل بجلستها هامسة بخفوت "كنت أمزح معك فقط"
انتفض واقفا يطالعها بجمود لتقف أمامه ببطء هامسة اسمه بتوسل "يزن"
نظراته ظلت على جمودها وبداخله اشتعل غضب قادر على إحراقها.. كيف سولت لها نفسها أن تمزح معه بتلك الطريقة.. ما إن همست اسمه لم يتحكم في يده التي ارتفعت لتهوي على وجنتها بصفعة أودعها كل غضبه ورعبه..
اتسعت عينيها دون دموع تنظر ليده التي مست وجنتها بحقد.. وداخلها يهمس مستحيل لم ولن يفعلها.. بينما تلك النار التي اشتعلت في خدها تؤكد أنه بالفعل صفعها.. ولم يكتفي بهذا إنما جذبها إليه بقوة كادت تكسر عظام كتفيها.. صارخاً بها بعنف لم ينتبه له "كيف فكرتِ مجرد التفكير في هذه المزحة الغليظة.. أيتها الغبية المتخلفة متى ستكفين عن استهتاركِ.. كاد قلبي أن يتوقف من رعبي عليكِ.. متى تكفين عن أنانيتكِ وتفكرِين في غيركِ لمرة واحدة.. أي غباء وجنون جعلكِ تنفذين هذه الحيلة.. أخبريني متى سينضج عقلكِ وتفكرين مثل الأشخاص الناضجين.. تفكرين دون عقل دائماً كأي حيوان لا يمتلك عقل.. متى ستكبرين وتنضجين.. أجبينني الآن فيما كنتِ تفكرين؟!"
تلوت بين يديه تحاول الابتعاد عنه ليثبت كتفيها بقوة أكبر.. صرخت في وجهه بألم "ابتعد عني"
لمعت عينيه بشراسة هامسا بخفوت غاضب "تحلمين بهذا"
نظرت له بغضب مجنون كيف يتجرأ على هذا الشيء يضربها ويهينها.. بينما نظر لها بقوة ليخفض فمه في لحظة واحدة يمتلك بها فمها بقسوة وعنف.. تلوت بين يديه بشراسة وهي تضربه على صدره كي يبتعد.. لم يأبه لها ولا لتحركها العنيف بين يديه.. زاد من جذبها له يقبلها بكل الرعب والألم والغضب بصدره.. لم ينظر لرفضها له ولا لقبلته كل ما أراده أن يطمئن قلبه المذعور داخله للآن..
عندما لم يبتعد لم تجد حلاً سوى أن تعض شفته بقوة أدمتها.. صرخ متأوهاً وهو يبتعد عنها ينظر لدموعها الجارية دون توقف.. اتسعت عينيه وهو يرى أصابعه قد تركت أثراً على وجنتها.. وذلك الجرح على جانب فمها هو من تسبب به.. لا هو لم يفعل هذا لقد تحكم به شيطانه.. أغمض عينيه بألم وهي تصيح به بشراسة "كيف تجرؤ على تقبيلي بعد إهانتي وضربي.. كيف تجرؤ على فعلها دون رغبتي ها.. كيف يزن.. أنا أكرهك ابتعد عني"
لم يجادلها وهو يعلم أنه إن بقي معها أكثر سيفعل شيئاً يندم عليه حقاً.. تركها واتجه إلى حمام الغرفة يأخذ حمام بارداً يطفئ به لهيب غضبه.. بعد وقت عندما تحكم بنفسه واستوعب كل ما فعله خرج من الغرفة يبحث عنها.. لم يجدها ووجد على منضدة زينتها مناديلها المبللة التي تمسح بها زينتها ملطخة بلون أحمر.. زفر بعنف ويقين يتولد داخله عن مقصدها مما نشر داخله رعب من القادم.
فتح عينيه وقسوة تتماوج على وجهه أرهبت يقين ليقول دون أسف "لقد صفعتها!"
اتسعت عيني يقين بمفاجأة ازدادت خاصة مع إضافته بندم وهو يضع وجهه بين يديه "وقبلتها رغما عن إرادتها"
هتفت يقين به بغضب تملكها "هل جننت؟! ماذا فعلت لتفعل هذا الشيء المهين؟!"
رد بحنق وكلماته ترتجف كما قلبه كلما عادت صورتها المذبوحة لخياله "ألا تعلمين حقا؟"
همست بحيرة سطعت بعينيها "أعلم أنها كانت تمزح معك"
نظر لها باستنكار "تمزح معي!! هل هذا يعتبر مزاح؟!"
ردت بصوت حائر مستنكر "أعلم أنك تكره شكل مصاصي الدماء ولكن ليس لحد ضربها يزن"
رفع حاجبه قائلاً بعنف حاد "كلا لم يمكن مصاص دماء لقد كان فتاة ذُبحت على يد سارق"
شهقت يقين بمفاجأة وهي تقول باستفهام "ما الذي تهذي به ليس هذا ما ساعدنا به براء.. نعم أخبرتها أن حيلتها ستغضبك ولكن ما تقوله ليس ما اتفقنا عليه.. فكرتها كانت كارثة لأنها أكثر ما تكرهه وتنفر منه.. توقعت رد فعل قاسي منك ولكن ما تقوله ليس منطقياً.. كيف تفكر بهذا الأمر ولماذا لم تخبرنا؟!"
كان ينظر لها بتدقيق وكلماتها مع أفعال براء الفترة الماضية تدور بعقله تسخر منه.. لقد خدعته كانت تخدعه تلك الفترة الماضية.. أوهمته أنها تريد النسيان وهذا بالطبع ضمن خطتها لتفترق عنه.. أطلق ضحكة صاخبة قاسية.
نظرت له يقين بدهشة صارخة به بذهول "هل فقدت عقلك؟!"
أجابها بهزيمة ألمت بجوانب روحه "كلا، لقد حققت لها ما أرادت فقط"
"لا أفهمك!"
أجاب ببساطة مؤلمة لقلبه "أعطيت لها سببا لطلب الطلاق ويكون معها الحق ودعم عمي"
انتبهت يقين لما يقوله لتقول بارتياع "لن يسامحك عمي إطلاقاً يزن"
ابتسم بحزن شديد وهو يستقيم واقفا "أعلم.. تصبحين على خير يقين أريد أن أبقى بمفردي"
تابعته بعينيها وهو يدلف لداخل شقته يغلق الباب على أحزانه.. زفرت بحزن وهي تشد جسدها لتغادر عائدة إلى المنزل.
**********



يتبع على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t474767-9.html




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 19-12-20 الساعة 11:48 PM
ساره عرفات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:49 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.