آخر 10 مشاركات
الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          1027 - القدر المشؤوم - سالي وينتوورث - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          سَكَن رُوحِي * مكتملة **مميزة** (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          لهيب عاشق-قلوب أحلام زائرة- للكاتبة الرائعة::هبة خاطر *كاملة+روابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          إغواء البريئة (67) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          Wed for the Spaniard's Redemption by Chantelle Shaw (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree539Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-02-21, 08:46 PM   #691

نوارة البيت

? العضوٌ??? » 478893
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,845
?  نُقآطِيْ » نوارة البيت is on a distinguished road
افتراضي


يسسسسسسسسسسسسسسسسس لميس اخيرا
جولتا likes this.

نوارة البيت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-21, 09:33 PM   #692

الإلهام
 
الصورة الرمزية الإلهام

? العضوٌ??? » 437162
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 663
?  نُقآطِيْ » الإلهام has a reputation beyond reputeالإلهام has a reputation beyond reputeالإلهام has a reputation beyond reputeالإلهام has a reputation beyond reputeالإلهام has a reputation beyond reputeالإلهام has a reputation beyond reputeالإلهام has a reputation beyond reputeالإلهام has a reputation beyond reputeالإلهام has a reputation beyond reputeالإلهام has a reputation beyond reputeالإلهام has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lamees othman مشاهدة المشاركة

مساء الخير يا أحبة ..جاهزون لفصل الليلة؟

كونوا بالانتظار ..

❤❤

ياأهلًا ياأهلًا
بإنتظارك أنتِ وإبداعك ⁦❤️⁩⁦❤️⁩

جولتا likes this.

الإلهام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-21, 10:35 PM   #693

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي





الفصل الثاني عشر ...

جولتا likes this.

Lamees othman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-21, 10:38 PM   #694

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



في كل اللحظات التي أفقد بها زمام قوتي، كنت أتذكر تجاعيد يد والدتي في تشبثها المستميت بكفي تدب روح المقاومة بداخلي، فأحارب بكل أسلحتي وكأن للعمر مغزى بكسوة يدها بحلل العمر ليشد أزري ويضرم روحي بالحياة!

شقت الخطوات بلهفة وهرعت معهم نحو الغرفة، لكنها شهقت تسترد روحها..
كانت تظن أن المشهد سيتضمن غطاء يسدل على وجه والدتها النوراني أو إعلان نهاية حياتها، لكن ما وجدته كان مغايراً.
مضى الأطباء يحدثونها فوجدوها غير واعية، فتقدموا نحو أبي محمود وطمأنوه حالتها!
-المريضة أبدت استجابة اليوم.. ونادت ع اسم بذاته!
تحفز أبو محمود وسأل:
-شو هو الاسم؟؟
-للأسف الاسم كان يُنطق بتقطع بس أظن إنه خالد أو خلود!
هز رأسه متفهما وأجاب الطبيب المشرف على حالتها:
-تمام.. هي نطقت اسم خالد.. مشكور دكتورنا!
حينما رأى عروبة تقدمت حيث سرير والدتها، ترك الغرفة وأتاح لهما خصوصية اللقاء..

مدفوعة بشعور ينخر فيها يؤكد حياة والدتها تقدمت بخطوتين، فسخت عينيها بدمعتين.. وصلت السرير ومرغت وجهها بين طيات الغطاء تسترد روحها التي أوشكت الضياع بوجودها تستنشق أنفاسها والعبق الذي يغطيها، رفعت رأسها عنها تقبل عينيها المؤصدتين في وجهها كالعادة، فشهقت لمرأى المروج الخضراء المشتعلة بدمعة يتيمة من يمينها أسرعت لاحتضانها تضم يديها حول جسدها الهزيل.. كالعادة بلا استجابة..
-يا رووووحي!
تدفقت السيول من عينيها فانتحبت تضمها مجدداً:
-والله اشتقتلك!
تمرغت في أحضانها ما يكفيها إلى أن جاءت الممرضة بجولتها، عندها تنبهت لرفقتها... كيف نسيت العم؟؟
بتعثر أخبرت الطبيب والممرضة بأنها ستخرج قليلاً ولا تظن أنهم فهموها وفي الواقع لا تأبه..
خرجت من الغرفة تبحثه بعينيها الضائعتين فوجدته يرتشف كوباً من القهوة، وصلته وسألت:
-عمو لسى هون!
استقام من جلسته وتفحص وجهها الباكي:
-طمنيني..
رفعت وجهها بابتسامة باهتة:
-بدي أظل معها شوي..
بجدية أخبرها:
-أستناكِ يا بنتي.. ولا يهمك!
صافحت وجهه بنظرة مطمئنة:
-أول استجابة يا عمو بعد سنين..
مقلتيها فاضت بما يعتري فطمأنها بوجوده وأخبرها
-أنا قريب عكل حال.. رني عليي أول ما تخلصي..
استدارت على عقبيها وعادت نحو الغرفة، وأما عنه ما أن توارت عن عينيه وتوجه لمقعده حتى فاجأته علياء التي جاءت راكضة تبحثه هي الأخرى أشارت بكفها نحوه ومضت بوجهتها إليه تتحدث من بين أنفاسها:
-عمو شو في.. شو صاير؟ طمني!
أبصرها بوجهها المحمر لفرط إجهادها ولم يتأخر إذا قال:
-خير يا علياء. خير.. أمور تبشر إن شاء الله!
لم تفهم ما يرمي إليه تغضن جبينها وسألت:
-مش فاهمة.. يعني إيش؟؟
-لأول مرة أمها أبدت استجابة.. بتنادي أسماء مش مفهومة وهي أول مؤشر لتفاعلها مع المحيط ..
بدا له أنها حقاً لم تفهم شيئاً، وكأن ما يقوله ضرباً من جنون..
فابتسم بحنو رغماً عنه وأشار حيث المقاعد:
-يعني مؤشر إيجابي يا عمو..
-وهي وين؟؟
ربت نحو المقعد الفارغ بجانبها يدعوها الجلوس:
-تركتها معها لأنها بحاجة تشوفها لوحدها.. لعل وعسى تذكرت أو قدرت تعرفها..
انحنت علياء تضع كفها على بطنها تقر بقولها:
-طيب هيك ما بقدر أتركها! بستناها هون ما رح أروّح!
ورغم ضيقه والموقف:
-ومين قالك إني تاركها تعالي استنيها جمبي!..
****************
عادت إلى الغرفة بملامح مبهوتة، في طريقها أخبرها الطبيب بأن السيدة صفا لم تنم الليلة الماضية، تنادي أسماء بعينها وإن لم يستطيعوا فهمها، إلا أنها مؤشر أكثر من ممتاز لحالتها..
وصلتها ودبّ حماسها مرة واحدة.. جلست برفقتها:
-عرفتيني؟؟
ولا إجابة تُذكر، مشخصة البصر نحو السقف..
ملست نحو كفيها تارة تقرأ قرآن وأخرى تغني أغنية طفولة كانت تسمعها إياها..
مدت يدها نحو حجابها وانتزعته.. وبهمة جاءت بالكرسي المتحرك وأجلستها عليه ومضت بها نحو المرفق الصحي بالغرفة ما أن دخلته وتنبهت لكل ما به حتى شرعت في فك ضفيرتي والدتها المخضبتين بلون الحناء وكمحاولة بائسة لتتجاوب:
يا أم الضفاير حلوة.. والجبين العالي
مضوي جمالك مضوي.. مشعشع بالليالي
عيونك واللون الأسمر.. وقلوب التتحسر
يا خصر بمنتور مزنَّر.. شو بتخطر عا بالي
أزالت عنها ما كانت ترتديه وعمدت لحركاتها معها لتتذكر ورغم أنها لم تبد ما يشعرها بكونها معها، إلا أنها كانت متيقنة في نقطة ما بداخلها أنها معها..
أتمت اغتسالها ولم تنس اللعب بالصابون والماء وبنبرة طفولية جداً جداً غنت:
غسِّل وجهك يا قمر... بالصابونة والحجر
وينك يا قمر؟؟
عم غسل وجهي..

مشط شعرك يا قمر.. والمشط الحلو إنكسر...
وينك يا قمر؟؟؟
عم مشط شعري...

طل القمر.. والقمر قنديل كبيييييييييير..
معلق بالشجر والشجر عالي عالي كثييييييييييير ...

يا قمر ضوي..
مشطت شعرها وأتمت صنع ضفائرها وحين انتهت جثت على ركبتيها وأمالت برأسها نحو قدميها استراحت بوجهها
-ماما... ارجعي إلي عشان ترجع حياتي... أنا لست بستنى

استكانت أكثر ونسيت نفسها حيث ارتاحت وجنتها على كفي والدتها والزمن يسرق منها ذكرى..
ذكرى حياة صفا بلا روح..

نطقتها بوجع مكبوت، حرقة تخللت كل حرف من حروف اسمها..
- إشتقتلك يا غالية.. إشتقت قد رحمة ربنا!
تشبثت بثوبها تشبت الغريق المتعلق بقشة، وقشتها العين التي أبصرت النور بعد العتمة صرّت التجاعيد التي أحدثتها في ثوبها..
-أنا لسى عندي أمل وواثقة فيك.. وبرجعتك تضوي حياتي!!
انكبت على وجهها تقبل كفها وارتفعت تطبع قبلاً على وجنتيها.. جبينها الندي.. خصلاتها، وكل ما يطالها
-أنا تعبت، تعبت وأنت طاقتي عشان.. حتى خالو خالد طاقته بلشت تخلص.. إرجعي مشاني ومشانه!
عادت إلى سيرتها الأولى ومضت بين أروقة أحبائها:
-بعرف إنك ما تحملتي بعدهم.. ولا أنا تحملت.. بس هيني بحاول أكمل مشانك.. ما بستحق منك ترجعي مشاني؟؟ أنا بستحق.. والله أنا لحالي.. خالي تعب.. كلنا بدونك مو قادرين..
وشهقة خرجت من طور اللوم والترجي:
-إرجعي..لنا..
توالت شهقاتها وازدادت وتيرة نحيبها الذي يمزق نياط القلوب حتى ألجمته كلمة قاطعة
-خـ..ـالد!!
وعروبة تتلبسها الدهشة..
ها قد سمعت ما جاؤوا بها لأجله!
ما ابتهلته وسألته الله بتضرع، حققه الله بفضله..
منذ خمس سنوات.. في ليلة لم يحضر قمرها.. ولم يتوقف فيها نباح الكلاب التي اشتاقت لنهش فرائسها في العراء، تربصت في فرائس شاردة بلا حول لا قوة ولا سند... أخذت من الصحراء مأوى فهاجمتها ونالتها.. إلا أن رحمة ربنا حالت وبعث الله بمدد صرف آذاهم!
كم من محاولة انتهاك أوشكت ونفدن منها وتجاوزنها.. إلا تلك الليلة لم تخرج منها والدتها.. تجاوزتها ولم تتجاوزها غرقت في سباتها ولم تستفق منها للآن!
-خـ..ـالـ..ـد...
للمرة الثانية تردد اسم خالها الحبيب، ورغم أنها هاتفته وأخبرها أنه في عيادة ابنته في السلط أخبرته بتحسن والدتها ابتهل وفرح ووعدها أن يعود الليلة ويكون غداً صباحاً برفقتها..
ضحكت غير مصدقة:
-والله حكيت معه.. وحكالي إنه جاي يشوفك..
طيب ما عرفتيني؟ .. ما اهتز قلبك بشوفتي؟؟
اشتقت لاسمي بصوتك.. شو اشتقت! ..

وبقيت المحادثة، بترديد اسم خالها خالد بصعوبة ووهن شديدين.. وعروبة تطلق الوعود وتفضي بالأسرار وتتلو الحكايات والأخبار التي ستنساها والدتها في لحظتها هذا إن أدركت ما قالته أساساً..
ولا بأس..
لا يهم إدراكها..
أو سعة فهمها..
احتراق الجو بحرارة اللقاء كافٍ ببث الحياة لروحها لسنوات مديدة!
خرجت من عندها ما إن نامت ملء جفونها وعند باب الغرفة صُدمت بوجود علياء والعم أبي محمود.. سألت بضحكة غير مصدقة:
-إنتوا لسى هون؟؟
أغلقت الباب وركضت علياء صوبها ومن خلفها العم..
تمسكت علياء بكلتا كفيها وسألت:
-كيفها هلأ؟؟
-نامت!!!
انتظرا أن تكمل وحثّها العم بوجهه فأجابته بإنهاك مستنزف؛ فاللقاء أخذ منها أكثر مما تتخيل..
-آه غمضت عيونها.. بس ما نامت أنا بعرفها ! ماما ما بتنام لو واحد فينا لساته صاحي..
ازدردت علياء دموع الألم ولم تعقب، فبادر العم بقوله المطمئن:
-أتركيها هلأ أعطوها إبرة مهدئ حسب ما فهمت من الممرضة بسبب عياطها وطبيعي تنام وترتاح.. استودعيها ربنا.. وبكرة نرجع..

توقفت خطاها ونطقت بصوت بدا بعيداً وثقيلاً:
-آه عيطت كتير.. اأنانا زمان ما شفتها مفتحة عيونها لأشوفها بتبكي وراحوا نوموها! مسكت إيديي يا علياء.. شدت علي يا عمو .. عرفني جسمها وحنانها.. حتى لو غايبة.. عرفتني... والله عرفتن .. وحضنتهم !
ترددها وهي تمد بكفيها تريهما أثر الحنان الذي أغدقته لمسة أمها..
صدعت ما تبقى من مقاومة علياء الواهية فضمتها بالدموع:
-الحمد لله يا روبي.. الحمد لله.. الله يفرح قلبك بشفائها ..
مضى معهما أبو محمود يخطو بتؤدة، وبودّه لو ربّت على كلتيهما يطمئنهما ويبث السكن لهما و بحنان أبوي
-بكرة بتشوفي وضعها تحسن.. بما انها تفاعلت وعيطت وحضنتك.. هلأ روحي.. إرتاحي واشحني حالك، إمك وعيلة خالك بحاجتك!
لم يعبر بعقل كليتهما أن هناك سيارة تنتظر خروجهما بفارغ الصبر ولم يتحرك سائقها إلا حينما عبرت سيارة العم والبنتين معه!!
أراح ثائر جسده وغاص في مقعده:
-أشوى يا رب.. أكيد أزمة أمها عدّت!
نقر ملهم على المقود وحكى بعد تفكير:
-الله يشافيها... ما بتستاهل عروبة لا والله!
-طيب هي حالتها قبل ما تيجي هون ولا بعد؟؟
أجابه ملهم وهو بذات الوضعية:
-تأزمت حالتها هون.. وبعد ما اشتغلت عروبة وخففت الحمل ع خالها نقلتها للدار!
..
تابع كلاهما سير الفتاتين وما أن انطلقت سيارة الأجرة نقلهما مع أبي محمود، حتى أدار ملهم سيارته ومضى بطريق مغاير فلمح التفاتة علياء غير المصدقة..
******************

تمسك بكفها رغم ممانعتها وحينما وقفوا عند الموقف المخصص واستجابت إحدى سيارات الأجرة للعم تقدموا نحوها
ما إن دخلت عروبة وهمّت للحاق بها حتى أجفلتها سيارة ملهم التي لا يخطئها قلبها.. عادت بنظرها نحوها إلا أن السائق استعجلها والسيارة اختفت من محيط عينيها!
-في إشي؟؟
هزت رأسها نافية:
-لأ.. فكرت حالي شفت ناس بعرفهم!
هزت عروبة لها رأسها وأشاحت بوجهها نحو النافذة ومضى الطريق بسرد وقائع البلد من سائق سيارة الأجرة وحالها والأزمة والعم أبو محمود يومئ.. يؤمّن.. ويدعو بصلاح الحال!
****************




yasser20, جولتا and عقل like this.

Lamees othman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-21, 10:39 PM   #695

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي


حين وقفت سيارة الأجرة أمام حيّها توجست خيفةً وصعق فؤادها بارق أقلقها، إلا أنها مضت بين الحي والأولاد وصطيف يركض صوبها:
-مس عرووووبة!!
ضحكت بوجهه وأكملت سيرها معه ففاجأها قوله:
-اليوم جمعنا أولاد الحارة بدنا نشتري كربيج حلب من عند خالك وما لقيناه!
ضحكت له وأخبرته:
-اليوم خالو من هون.. أصبر عليي تأوصل أخبره بطلبيتك وأخليه يعجل فيهم ويعمللك إياهم عالكيف!
تشارك صطيف وأقرانه الرقصات اللولبية وبدا متحمساً للقول رغم أنها لا طاقة لها بسماعه:
-اليوم شيخ المسجد خلاني أقيم الصلاة لأني خليت كل الأولاد ينظفوا الجامع وحماماته وكنسناه..
صفقت بجزل:
-الله!! راح عليي صوتك!
نطقتها بحزن جعل حماسه يتقد أكثر فأخبرها:
-استني..
وبدأ يردد كلمات الأذان ويحاول أن يجهر بصوته.. سمعته إلى أن أتمّه
-ما شاء الله!.. صوتك جميل يا صطيف الله ينفع فيه يا رب!
هل كانت تظن الحلقة مكتفية بصطيف!! فقط جاءت عشيرة صطيف بحالها تخبرها إنجازاتها:
-اليوم نظفنا حديقة الحي..
-اليوم رحنا وصلحنا حنفيات الحديقة!!
-اليوم وصلنا لحرف l بالإنجليزي..
-وصلت جزء عم يا روبي!!
وصوت خجول متردد يصدح من العدم:

-اليوم قطفنا مع الجيران بستانهم ببلاش.. ونوينا أجر الأعمال لله..
ابتسمت لهم بصدق ورأت حصاد ثمارها التي زرعت.. لوحت لهم بالأمل وأخبرتهم أنها ستخصص لهم غداً بأكمله:
-الله ع الشاطرين!! ..ممتاز عليكم.. هلأ خلوني أروح وبكرة إن شاء الله رح يكون كله إلكم..
غادروها والحب ينضح من مآقيهم وعند مدخل البيت أُذهلت للأنوار المطفأة!
-لم يعد خالها وأسرته للآن!
تنهدت بهمّ وسلكت السلالم وحينما وصلت البيت كانت منهكة للحد الذي لم تستطع أن ترفع فيه سمّاعة الهاتف وتسأل أين هم!!
***************
أخبرها أن الأمر قد تم وأنه أوكله إلى نفسه، لكن ما لم تتخيله وتتوقعه أن تعود إلى المنزل وتجد والدتها برفقة الخياطة تأخذ القياسات لعالية!
ربّاه؟؟
هل هذا منزلهم؟! لا تصدق!! ألقت التحية فركضت نهال إليها:
-فوتي فوتي شوفي مين عنا؟؟
دخلت وحيت المرأة الثرثارة بهدوء والتفتت إلى عالية التي يطفح الذنب من عينيها:
- أخيراً نويتوا ؟؟
تومئ عالية بعينيها وعلياء تشعل الزغاريد في المنزل والخيّاطة تصفق ونهال تمسح دمعة خائنة.. إنها دمعة فرح ليست حزن:
-عقبال وأنا فرحانة فيكِ..
ضمت علياء شقيقتها وانضمت لوالدتها التي أشاحت بوجهها بعيداً:
-يللا قريب أشوفك تجهزي إلي يا نهال يا حبيبة!
وهذا تحديداً ما تود نهال سماعه، فالتفتت إليها ودعت بالكثير، ورغم أنها لم تود هذه الخطوبة وكل ما يجري رغماً عنها إلا أن أم جهاد أقنعتها بقولها المساير:
-يختي جربي.. يمكن نصيب علياء مكتوب بعد عالية وواقف عليه! ما بينفتح باب عالية وبتتيسر يجوز علياء ربنا ييسرها..
رأت اقتناعها وكأن الفكرة بدأت بالعوم برأسها واستحسنتها:
-ويجوز واحد يشوفها بالحفلة.. وما تشوفي إلا إنك صرتي أم العرايس.. مو العروس!
صلّت لله وطلبته أن يهديها الصواب وإن كان الصواب يؤلم قلبها إلا أنها راضية ولا بأس ..
-روحي بدلي أواعيكِ عشان الخياطة تفصللك قفطان أنتِ التانية..
أومأت علياء بضحكة واسعة ومضت نحو غرفتها إلا أنها وجدت ملهم يستحل الشرفة:
-ملهم!
بوغت بوجودها، التفت إليها وأهداها أجمل ابتساماته فردت له بأجمل:
-متى إجيت؟؟
يرد بصدق:
-كنت بستناكِ..
استندت حيث سياج الشرفة وسرحا بالفراغ.. سألها:
-كيف عروبة؟؟
أخذت نفساً عميقاً:
-عاملة منيحة!
هز رأسه وعاد للفضاء، التفتت إليه وازدردت ريقها:
-شكراً كتير ملهم.. ما بتتخيل شو زحت عن ظهري حمل ما كنت بعرف شو أعمل بدونك..
استعاد مزاجه ورفع حاجبه:
-بستاهل الشكر..
ضحكت له وأنار كونه:
-الله يا التواضع بس.. ربع ثقتك وما بدي أكتر!
فيرد بغموض حرك مقلتيها اضطراباً:
-الثقة بتوجع يا علياء
وعاد برأسه حيث سيرته الأولى فقاطعته بسؤال جديد:
-حسيت إني شفتك عند الدار!
نفى بحركات وجهه المضحكة ما إن لمح عينيها المتغضنتين بتركيز:
-لأ أبداً... اليوم ضليت مع ثائر بعد ما وقعنا مع الجمعية، وبعدها كان في جلسة لإيده!
استرعى انتباهها فنست ما سألت عنه وباهتمام:
-صحيح.. شو وضع إيده؟؟ في أمل؟
-الأمل بالله يا علياء..
مطت شفتيها وهزت بجسدها كمن تتأرجح على السياج وردت بمنطقية:
-الأمل موجود بعرف.. بس من ناحية عملية وعلمية إيده متجاوبة ولا شو؟؟
أسرته حركتها.. لطالما كانت تعيش برتم من الانفعالات والحركات القليلة.. أعادته إلى عمر مضى..
عمر مضى بحبها.. وسيمضي بحبها..
عمر توسم باسمها صُكت السنون به!
فكانت له العلياء.. الشعور في كلّ شيء..
-عالأغلب نعم.. بس الاستجابة بطيئة!
توقفت عن التأرجح وبمسكنة قالت:
-طبيعي إيد سنين وهو مهملها ولا سائل فيها.. مو بيوم وليلة رح تتعافى.. الله يهديك يا ثائر بس على عملتك!

بقوة غير مرئية ضرب كلامها عقله، لم يكن ثائر في دهاليز الصورة.. كان هو!
-أتراه اليوم الذي سيفقدها فيه بات قريباً؟!
****************


yasser20, جولتا and عقل like this.

Lamees othman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-21, 10:41 PM   #696

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



دخلت غرفتها وبدلت ثيابها... وميض هاتفها لم تعره انتباها.... لن تتأخر عن والدتها والخياطة الثرثارة.. الفضول حرّكها لرؤية المتصل التي لم تكن سوى ميّادة زميلة المكتب..
قلبت الهاتف وتركته.. ستتصل بها ما أن يحين الوقت الملائم.. ورسالة لم تُقرأ..
-علياء ممكن تردي ضروري؟؟
***********
الحياة تنقلب.. برفة عين
بمهاتفة..
برسالة نصية..
بلقاء غير مخطط له!
ألحّ عليها الليل بالسهر ورفضته، قادها حيث الذكريات ونكست برأسها... لن تعود إلى الماضي.. لو قدّر لها الوقوف هناك، لما تهيأت لها الأسباب لتكون في هذا البلد تفترش فراشه وتنام مل جفنيها آمنة..
لو مضت بالذكرى لأحرقت روحها وأوجاعها على صفيح ساخن تنتظر هبة جديدةً!
زارها الوسن فرحّبت به وراحت في أحلامها.. هُيئ لها أن هاتفها يومض فتجاهلت.. أرغمت عقلها بالنأي عن الهاتف لكن رنينه كان أقوى فرفعت رأسها واستلت الهاتف.. صعقها الوقت قبل اسم خالها فتقافزت دقات قلبها وبرجفة مسحت على شاشته فجاء صوت رجل لم تستفهمه من الفوضى التي تحيط به..
-السلام عليكم.. صاحب التلفون وعيلته بالمستشفى!
..
من لها في الظلام تناديه؟
أو بالشكوى تناجيه؟
هل من كتف ترمي برأسها وحملها تهديه؟
..
مضت الدقائق تطلب رقم خالها بجنون وما من مجيب.. دار جنونها بها تسير بلا هوادة تقضم أناملها بلا دموع..
مجمدة بفعل الصدمة.. ورد فعلها جاء عكسي فرحمها من كان بحوزته الهاتف ورد:
-ألو .. أنا قريبة صاحب التلفون.. طمني شو فيه ..
وسط الزحام رأف بحال من يتصل ووجدها فتاة منتحبة رحمها وأجابها وهو يمسح أرضية المشفى :
-الزلمة وعيلته كلهم بالطوارئ.. هم هسّا بمستشفى السلط الحج معه ..استني
وهم باستئناف قوله إلا أنه
فصل الخط ما إن نهره مسؤوله في العمل وترك لها ذئاب الذنب والوحدة والخوف تنهش فيها كيفما تشاء..
بتوسل جاء الفجر صلته لا تعلم كيف.. لكن روحها مودعة في سجادة الصلاة..
بصبر سطعت الشمس وومض هاتف أبي محمود فجاءه صوت عروبة
-عمو أنت وين!!
للحظة شك بقوى عروبة العقلية لكن صوتها أنبأه بكارثة:
-عمو.. خالي عمل حادث وأنا مو عارفة عنه إشي؟؟
نهض بقوة من فراشه:
-متى؟ شو في؟ فهميني!
قصّت له ما حدث فأخبرها أنه مسافة الطريق ويكون عندها..
انتظرته عند باب المنزل ولدهشتها لم يكن وحده بل كان برفقة زمرد ما إن أوصلها ونزل من سيارة الأجرة ناولها هاتف وأخبرها:
-هاد ثائر بده يحكي معك ليسألك عن خالك..
عاد بالتوضيح مجدداً:
-أخوه جهاد مقدم بالأمن.. ورح يشوف اتصالاته ويطمنا..

لم تكن في حالة رفض أو قبول ردت عليه دون علمها بتأثير صوتها لأول مرة على الهاتف..
-السلام عليكم..
أهدي إليكِ السلّام.. هل طار الفزع منك أم حلّ الأمان؟؟

كانت جامدة تمسك بالهاتف وكأن حياتها معلقة به..
لم ينتظر ردها فأكمل:
-أنا معك.. وآسف بخصوص خالك.. الله يشفيه..
بآلية استمعت إليه وانتظرت ما بجعبته:
-بدي اسم خالك بالكامل لنشوف وين هو؟؟ و بأي مستشفى؟ ونتطمن على وضعه..
بصوت ضائع.. مهزوم يحارب أشباحاً للفقد.. لقنته الاسم كاملاً:
-تمام.. إستنوا شوي وبردلكو خبر!
كان الهاتف على أذنيها ولم يقطع الاتصال.. كما لم يتم قطعه من عنده
الأنفاس تتعانق عبر الموجات.. هذه أنفاس تعرف بعضها..
أنفاس فقد..
لم تعلم متى قطع الاتصال لأنها تفاجأت بورود الاتصال الثاني فردت عليه بذات الصقيعية:
-عروبة أنت معي؟؟
لم تأتيه برد
فعاد مجدداً:
-بدي أطمنك؟؟
ليت الجغرافيا ما خلقت، وكنتِ حلالًا لأهديت مسمعك ما يرد ضياعها
-الحمد لله... العائلة سليمة وأوضاعهم مستقرة.. هيهم موجودين بمستشفى (....) بالسلط.. وألف سلامة عليهم.. الباقي عند أبو محمود..

جثت على الأرض والهاتف معها خرّت ساجدة لله تتبهل حمداً:
-الحمد لله.. الحمد لله..
وكانت كلمة الحمد مسموعة!



yasser20, جولتا and عقل like this.

Lamees othman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-21, 10:42 PM   #697

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



المجد لمن خارت قواه.. واستسلم لها!

هل ظنت أن كل شيء بات ثقيلاً على قلبها؟! كانت مخطئة..
اللحظات التي تلت خبر تلقيها فجيعة خالها كانت أصعب بكثير من أن تتجاوزها، لا تعلم كيف أخذت بيدها السيدة زمرد وأوصلتها إلى محافظة السلط برفقة زوجها التي تمسد عليها بحنو وتتلو الآيات على مسامعها، وصلوا المستشفى وفي ذهنها يتردد صوت والدتها وهي تنطق اسم خالها..
أكانت تشعر به أكثر منا نحن من نطوف حوله؟!
كانوا محفوفين بعناية الله فلم يتضرر سوى خالها بشكل خاص بكسرٍ في الحوض والبقية عانوا رضوضاً وكسوراً متفرقة..
وبأسف المركبة مهملة التصليح وتعلم بذلك... ذهبت لخالها فأخبروها أنه لم يستيقظ بعد عمليته.. طرفت بعينيها تبحث ناني والبنات فوجدتهن
وصلت إليهن فوجدتهن على أسرة... الجبيرة تغطي يد وقدم كل منهن..
بكتهن وبكوها وناني تؤشر لها وصلتها فرددت:
-الحمد لله ما كنت معنا!!
ترد بدموعها:
-الحمد لله على سلامتكم..
بأناملها الزرقاء مسحت ناني على كتف عروبة :
-شفنا المووووت يا روبي ..
والدمع عالق بين الأهداب:
-يا ريتني بقدر أعمل إلكم إشي ..أو منعت عنكو اللي صار..
وبتسليم ترد ناني :
-ربنا حفظك لتكوني عون إلنا!
..
بين مطرقة خالها وسندان والدتها تاهت، تركت والدتها بعهدة علياء إلى أن تتصرف وخانتها المصاريف وعبء التكاليف..
عادت إلى عمّان مجبرة وأخذت ما تبقى من مجوهرات والدتها وعزمت وجهتها..
خسرت في الثمن ولم تعبأ، متأكدة بأن المبلغ لا يغطي جزءًا من تكاليف المشفى.. ناهيك عن أضرار المركبة وما أحدثت..
-للأسف السيارة غير مؤمنة !
هذا ما أخبرها به جهاد أخو ثائر..
-وطبعاً المستشفيات ما تأمن الحوادث..

تواصلت مع علياء للذهاب إلى المصرف لأخذ تسهيل مالي منه وعند الخطوة الأخيرة لم يكن رئيس قسم التسهيلات
نديم فوزي العلّام!
متواجدًا لقد عادت بخيبتها... أين لها بالمال؟
كوجهة أخيرة ذهبت لوالدتها قبل العودة لمستشفى السلط.. زارتها وقبلتها ورجتها كثيراً:
-أنا وخالي بأمس حاجتنا إلك.. بعمرك ما كنت بحاجتنا.. بس وجودك بفرق معي.. أنا هلأ ضايعة.. لو كنت معي ما كنت حسيت بتوهان.. ليش لتتركيني؟
**************
لحسن حظها هاتفتها أم جهاد التي ترافق نهال وزوجها أخذوها في طريقهم ومضت حين وصلت كانت الفاتورة مسددة والمستشفى ينتظر توقيعها لنقل عائلة خالها إلى مستشفى في العاصمة والشخصية المسددة والتي كانت خلف نقل خالها لم تكن سوى..
-ثائر!!
طار صوابها واستبد جنونها بها:
-مستحيل.. ما بسمحله يدفع... مستحييييييل!!
مين سمحله يتدخل!!
تنطق بإصرار لا يحتمل التشكيك إلا أن أم جهاد ربتت على كتفها:
-له يا بنتي.. ثائر لو ما قدم الخدمة إلكم.. كانت رح تكون من نصيب غيركم؟؟
-ابني إله عند الله كتير.. ما قصد من مساعدته إشي!
ألجمها قول أم جهاد فحاولت التبرير لها إلا أنها لم تستمع وأكملت بتروٍ :
-ولا يهمك يا حبيبتي.. ربنا خلاه يعرفكم ليكون بهاللحظة هون.. الدنيا لسى بخير.. ما مرّ عليك..
(من نفَّسَ عن مؤمِنٍ كُرْبَةً من كُرَبِ الدنيا نَفَّسَ اللهُ عنهُ كربةً من كُرَبِ يومِ القيامة، ومن يسَّرَ على مُعسرٍ يسَّرَ اللهُ عليهِ في الدنيا والآخرة ومن سترَ مُسلِمًا سترهُ اللهُ في الدنيا والآخرة واللهُ في عوْنِ العبدِ ما كانَ العبدُ في عوْنِ أخيهِ(
استبد بها الصمت ووجدت نفسها في موضعٍ لم تحبه، فأكملت نهال هي الأخرى:
-ما بصير يا روبي تحكي هيك ما بصير..
دنت نحو أذنها وأكملت:
-أنت ناسية إنه بمثابة خطيبك!
هل تلطم؟
مين يلومها ؟
بقول الخالة نهال ..
عادت من مزاحها وأردفت بجدية:
-قصر الإيد مو عيب.. وما بزعل!
وين الخير فينا لو ما قدمناه وعنا منه؟؟
كمان يا حبيبتي ..
هو ما كان بده حدا يعرف.. إزا كان في ببالك نية تلوح بأنه يضغط عليكِ
تراخى صوتها بلمعة المكر في آخر كلماتها فاستسلمت عروبة وللقائها به حديث آخر!
*************
اطمأنوا لوصول الأهل سالمين ربوع عمّان، وأما عنهم وقف ثائر أمام سيّارة ملهم على مفترق شارع ستين يمتع بصره ببديع السلط الخلاّبة..
الموسيقى تضج بالأجواء كان اختيار مارسيل موفقاً للتفكير في ساعاته الأخيرة ولقائه بها..
هل كان نادمًا؟
بالطبع لا؟
ما يجمع بينها من خيط لا مرئي، أواصره أقوى من أي اتحاد وُجد!
هذه العروبة التي تعثر بها ما ألقيت في طريقه عبثًا!
إنها له..
مقدّرة ..
وعلى كفيها سيرسل حمائم السلام للعالم أجمع!
لم ينسَ عتابها المؤنب رغم خجلها وما لا تطيقه نفسها :
-شكرًا إلك ..ما كان في داعي للي عملته..
كانت خجلة.. والحرة يرغمها حياؤها ألا تنكر فضل أحد..

فيبتسم ابتسامته المغيظة ويرد:
-أنت من أهلي يا عروبة.. ما عملت إشي وواجبي تجاه أي من العيلة!
اتقدت شمسها وقذفته بلهبٍ أجج مشاعره
-كيف من أهلك أنا؟؟
اعتدل في جلسته وأكمل ببراءة بعيدة عنه:
-كل اللي بزمرد عيلتي.. وبعتبرهم أهلي..
بهت وجهها من استفزازه فكان ردّها :
-أها!..
يومئ برأسه مؤكداً لنفسه أن للحديث معها متعة خاصة..
تليق بها..
عادت بالشكر والاعتذار للمغادرة ففاجأها بقوله:
-عروبة!
التفتت له متسائلة في اللحظة ذاتها
هل صوته يغني اسمها؟
أم انها جودت في تصويره فباتت الحروف تخرج من فمه نوتات!
هل للأسماء وقعٌ خاطف في النفوس؟
لما أسرها صوته باسمها؟
التفتت إليه متسائلة، فصدمت أنها في محيطه الذي لا تتخطاه.. عادت للخلف تحفظ مسافة تفصل بينهما:
-في طلب تركته عند خالك.. وبستنى الرد فيه!
تفتحت عينيها بصدمة.. ودوت في داخلها صواعق من جرأته
-وأنت شايف إنه وقت مناسب لتذكرني بطلبك؟؟
يرفع حاجبه وبجدية يلقي على مسمعها:
-طالما أنهم بخير فليش لأ.. وطالما إني كنت جدّي من البداية.. ما بقدر أتدخل بدون صفة.. وإذا تواجد قبول نوفر الوقت وتخليني أكمل دوري مثل ما الزلام تكون ..
أشفق عليها ما أن سألت والضياع يلون مقلتيها:
-وطب لو ما كان في نصيب؟؟
رد بهدوء:
-بتضلي وحدة من أهلي.. وإلك مني اللي بكون إلهم!
لم ترفع برأسها إليه ومضت تتوارى بين الجموع في المستشفى وحين وصلت باباً بعينه التفتت إليه فوجدته يتبع أثرها فصافحت بالود عينيه.
فُتح الباب
وجاء الرد..
**************
-مطول وأنت هيمان ع راسك؟! أثقل يا ولد بعدها ما وافقت!
أبصر ملهم باستسخاف ورد عليه:
-إيوه.. أنا ما بضيع وقت.. وقتي الجاي تلزمني فيه!
تقهقرت مشاعر ملهم للخلف بإثر الصفعة الوهمية التي تلقاها، وارى عن عيني ثائر ما طاف بجوارحه ورد:
-بدري عليك يخوي ..مبكر والله!
والإجابة جاهزة :
-ما رح أضيع أكثر من اللي ضاع؟
-ليش هي؟
-لأني بشوف حالي فيها؟
زفر ملهم من فلسفة ثائر وسأل بصدق:
-متى شفتها؟
-قبل خمس سنين..
صفّر ملهم :
-ببلدهم؟؟
-هون بالأردن.. تتذكر الميدالية اللي ضاعت مني وخليتكم تدوروها مكاني..
-آه ..اللي شكّيت بأنه أباد شفطها!
ضحك رغماً عنه وأومأ بنعم
-ميداليتي كانت عالقة بحجابها!
-أوووف.. أكيد هي؟؟
لم يجبه ثائر ولكنه أكّد على العينين التي التقت به في مرات كثيرة.. وتعثر بها أكثر..
-إيوه هي!
-بس مش حاسها تعرفك؟ ..ما شكلها شكل اللي عرفتك؟
تمطى ثائر أكثر ورفع قدمه عن المركبة ورد :
-حواسها تعرفت عليّي..هي ما عرفت!
بس بجزء منها غير مرئي هي شافتني.. ومتذكرة!
لم يحب أن يتطرقا إلى ماضٍ وصدف خاصة جمعتهما، كما كان لملهم نفس الرأي فسرعان ما غير دفة الحديث:
-الأسبوع الجاي في عرس عند إعمامي بالرويشد..رح أكون طول الوقت هناك..
أولاه اهتمامه
-مين؟
-ولد عمي خطب وحدة من البلد!
رمقه ثائر بـ -أها- ..
وسأله :
-ومتى ناوي تفرحهم فيك؟؟
-وين ما ربك راد!
التفت حول المركبة ليتفقدها فأوقفته كف ثائر التي تمسكت بمعطفه بعنف:
-لا تضيع ع حالك كثير.. الحياة تنقلب بموقف صغير!
لا تضمن مواقف الدنيا إلك.. ما بتعرف متى تصير متفرج وبس!
وبرجاء شابه حزم:
-لا تضيع علياء من إيدك.. العمر أقصر من ضياعها!
*************



yasser20, جولتا and عقل like this.

Lamees othman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-21, 10:44 PM   #698

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



صبيحة اليوم التالي
اكتشفت في ميادة حلو اللسان وسهولة المعشر، تقضي بصحبتها أوقاتاً لا يمل منها... دافئة الكلمة ومضمرة المعنى..
-يللا وقت الفطور..
تركت علياء حاجياتها ومضت معها نحو الاستراحة.. حكت لها كثيراً ككل مرة، وعلياء تتقبل منها بنفس مستمتعة..
مرت من جانبهما امرأة تحمل طفلاً صغيراً أصمّ بصراخه قنواتهما السمعية..
-يا حبيبي شكله موجوع!
-ما بعرف.. بس أكيد ما ببكي من فراغ..
أومأت علياء وعادت لشطيرتها، رفعت رأسها حين لاحظت توقف ميادة عن تناول فطورها تضم كفيها بزاوية أسفل ذقنها:
-تعرفي يا علياء..
همهمت الأخرى وأولتها اهتمامها
-بتعرفي إني وصلت عمر ما توقعت فيه إني ممكن أحمل طفل!
تعجبت علياء منها.. أين قنوط من رحمة الله هو ذلك؟
لكنها لم تفصح إذ أكملت الأخرى..
-مضى فيي العمر بين لأ ع كل عريس.. وبين نصيب.. وبين أقسام.
وصلت عمر تجاوزت فيه الثلاث والثلاثين متمنية يكون عندي طفل إلي ..روح بعرف إنها مني ..
إلا أنه تقاسيم ربنا أكرم ..
بلحظات وأوقات بس أشوف أطفال أخواتي وكيف يتطلعوا فيهم أحكي معقول يكون عندي طفل يتطلع فيني وكأني الشخص الوحيد الموجود بهالكون!

مس صاعق علياء والعبارة تتردد بذهنها تلقى الصدى في قلبها
ما الذي تنتظره؟؟
هل سيأتي يوم وتكون أعظم أمانيها طفل من رحمها

عاد صوت ميادة للطفو على سطح مياهها التي غاصت في أعماقها تُكمل:
-بوقت معين من عمرك وبعد ما ترصفي الشهادات. الجوائز.. الأعمال والتقدير.. الاحترام! جواكِ ناقص إشي.. ما غطته كل الإنجازات العلمية والعملية.. توصلي لأعلى الهرم.. وبعد الهرم.. بدك مكان تسكني فيه بالآخر! لا أهل بدوموا ..ولا أصحاب ..
مصير الحياة الزوال ..ودورتها الاستمرار ..
فكان أول شي سألته ربنا بعد ما فقدت بابا ..
مسحت دمعة من عينها وعلياء تناظرها بقلة حيلة ودموع مضامنة:
-إني ما أضل لحالي.. لأني شفت شعور الوحدة!
وابتسمت فجأة كما بكت:
-والحمد لله ربنا بعتلي مازن وعندي منه تلات بدل واحد
وأشارت بأناملها حيث الرقم!
ابتسمت علياء مرتجفة، وكل دعوات والدتها مرت بشريط متلاحق ضاق الكون بما فيه حولها وميادة انتبهت فأسرعت إليها:
-فيكِ إشي؟؟
رشفت من كأس الماء وردت:
-لأ.. منيحة أنا.. خلينا نطلع لو شبعتِ..
هزت ميّادة رأسها ومضت نحو مكتبها وبين شدّ وجذب.. مدت بأوراقها وحكت عن مروان كعريس يأمل بقربها..
***********
القبول مكانه القلب
مرّت جاهة شقيقتها الحبيبة عالية على خير ورغم التحضيرات ووليمة العشاء التي صنعت إلا أنها كانت مرتاحة بشكل يثير ريبتها..
-خليني أفرجيك إياه ..الشكل إله تأثيره!
وأطاعت ميادة ورأت صورة مروان.. كان وسيمًا بما لا يدعو للشك..
-شوفي هو أكبر منك بسنتين.. بس بالطبيعي كونك أنثى تبيني أصغر..
مهندس برمجيات تجند لحساب الجيش وحالياً رتبته نقيب..
عنده بيت.. وأهم شي هو شخص بقدّس التوافق الفكري.. براعي العيلة.. كريم كتير.. وطيب!
هادي الأشياء اللي عندي..
وطبعاً أي سؤال أو استفسار ببالك إتركيها لمقابلتك معه ببيت أهلك.. لأنه الرؤية أكيد أفضل..
من اللحظة الأولى التي سمعت بها هذا القول وهي تشعر بحافز يقودها نحو الشاب.. صلت كثيراً لتيقّنها أن هناك خلل... لأول مرة تشعر بقبول ورضا حقيقيين..
شعلة حماس وترقب لرؤياه في منزل والدها.. حديث ميادة.. ورؤية عالية وحتى عروبة التي على وشك النطق بالموافقة..
خلق فيها نوعاً من المنطقية والأخذ بالأسباب..
لا زالت تذكر والدتها وسعادتها اليوم..
لا شيء سيكدّر عليها.. وأما عن قلبها فهي منذ البداية لم تدخله في حسابات المستقبل بجدية وللهوى رأي آخر!
لن تنتظر على عتبات الغرام أن يتسلق ملهم سلالم اللهفة ويحتجزها في قلبه للأبد!
ولن تجدف في قارب الانتظار دون الأخذ برياح العمر التي قد تخنها على غفلة وتهوي بها!
مالت برأسها على وسادتها فومض هاتفها وردت.. كان ملهم واستغربت:
-علياء ..
استقامت تسأله:
-هلا ملهم.. فيك إشي؟؟
بحث عنها ولم يجدها أخبروه بأنها استراحت لأن العمل كان من نصيبها..
مضى أسبوع ولم يرها وحين عاد، بدأت التحضيرات لجاهة عاليةف تسلم زمام الأمور كعادته التي حالت دون رؤيتها:
-ما شفتك.. فقدتك والله!
رفعت سماعة الهاتف تقطب جبينها.. ملهم يحادثها ليخبرها بافتقاده إياها:
-معليش كنت عايشة جو أخت العروسة.. وضليت مشغولة بين القهوة والضيوف..
قهقه لقولها وتخيلها كالفراشة بقفطانها كما وصفتها نهال تدور بين النساء:
-الله يعطيكِ العافية.. خفت يكون صايرلك إشي وقلت أتطمن..
تبادلا الأحاديث فيما بينهما وحين همّا بانهاء المكالمة فاجأها صوته:
-علياء..
لم تكن علياء المعتادة.. كانت علياء أخرى منطوقة بلوعة الوصل وبعد الرجاء وقرب الفراق..
لم تجد صوتها فظنها رمت بالهاتف كعادتها ونطق بآخر أسلحته :
-إشتقتلك!
تعاقبت الأنفاس في صدرها واحتجزت.. نسيت كيف تتم عملية سحب الهواء وزفره.. حدقت في شاشة الهاتف بذهول ورأت إنهاءه المكالمة..
وقلبها جُنّ.. جُنّ باشتياقه!
تدثرت جيداً بلحافها وغطت وجهها تمنع طيف شوقه أن يعانق اللهفة في داخلها
**************


yasser20, جولتا and عقل like this.

Lamees othman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-21, 10:47 PM   #699

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي


في اللحظة التي تقرر فيها فتح أبواب قلبك، تفتح الحياة ذراعيها لتتلقفك فتتمرغ بأحضانها ترى الدنيا بعينها، تُعظم حجم الضرر الذي ألحقته بنفسك ويعز عليك ما اقترفته من وجع بها ويرسل الله من لدنه من يأخذ بيديك ويسلط شعاع شمسه لأعمق ظُلمات بئرك..
إن الله لا يبعث العزم فيك ما دمت متخاذلًا، ولن ترى الجنة والنعيم ما دامت روحك تشتري اليأس نكاية عن الأمل.. ولن تخفق نبضاتك فرحاً وأنت تبحث الحزن بكل ما أوتيت من قوة..
..
جاءها في حُلمها ببهائه المعتاد، بهالته الوضّاءة بالنور التي تُشعل فتيل قلبها، نهضت بفرح غير معتاد لصباحاتها المكررة المتكدرة بمزاجها السوداوي، لقد أشعرها بأنه عاتبٌ عليها
أيعقل؟
تعلم أن لروحها عليها حق، وأنها تُقصر بحقها وأن حالها رديء جداً، لأبعد حد، هل شعر بها والدها؟؟
هل حلقت روحها في عناق الأرواح وناجته أن ترأف بحالها ابنته؟؟
فركت عينيها بتركيز، وكأن الإجابات الشافية ستأتي ما أن تطالع السقف، وكان ذلك.
لفترة طويلة.. طويلة جداً، أهملت نفسها، أحلامها، تفانيها في البحث عن اسمها المخلدّ الذي تسعى جاهدة لأجله!
أين هي من كل هذا؟
لقد أوقفت كل شيء بالأزمة الأخيرة، عطلت كل مساعيها حداداً على ذلك؟
لقد ظلمت نفسها جداً.. تشعر بالذنب.. ليست هذه آمال والدها بها!
يا لخيبته وهو يراها مهزومة، خائرة العزائم، ومستسلمة!!
انتفضت مراكز الاستشعار خاصتها عند هذه الكلمة!
هل هي مستسلمة؟
بالطبع.. أين وعودها لوالدها؟ وكيف سيذكره الناس بالخير ما دامت وسيلة الذكر تنام جفونها مسهدة، وملامحها تحكي قصة النعيم الذي تعيشه؟
مسحت وجهها، وسرحت طويلاً باللاشيء وعقدت النية، وابتهلت عزائمها..
ستحاول، ستخطو، وتسعى..
لن تنتظر من الحياة أن تقدم أحلامها على طبق من ذهب
صغار الحي.. أطفال الملجأ.. طالبات المنظمة.. فقراء ومتسولو الشوارع كلهم تربطها بهم علاقة يعتمدون فيها عليها.. ما ذنبهم إن تملك اليأس منها؟
خبا النور الذي يسعون في طريقه لحدادها على أحزانها.. يومها هاتفت ناني وصعدت لها في منزلها.. كانت مترددة بالبداية وحين قرأت ناني التردد نادتها صنعت الشاي والفطور وأخبرتها أنها ستمر خالها في المستشفى لبقائه هناك..
ما إن تناولتا الفطور سألت ناني:
-روبي حبيبتي.. من زمان في موضوع معلق.. الجماعة تركوا النا طلب.. وأنا تركت الموضوع لبين ما ترتاحي ..
وأظن إجى الوقت المناسب لتعطي جوابك فيه ..
لم ترفع رأسها عن طبقها وردّت :
-صليت يا ناني.. والمشكلة حاسة براحة وبقبول..
رفعت ناني حاجبيها مستغربة:
-والراحة والقبول مشكلة؟؟
حارت في إطلاق وصف معين، لذا حكت أول ما تبادر في ذهنها:
-المشكلة.. إني بحس بمشكلة تجاهه.. بحس بنفور وهيكا!!
ضحكت ناني وخجلت كيف تصف لها.. فعروبة جدية جداً فيما يتعلق بالمواضيع هذه :
-هاد لأنه في كيمياء بينكم ..بتحسي بنفور منه؟
رفعت فمها هازئة وكان رد ناني أسرع :
-يا حبيبتي ..في بينكم قوى تجاذب!
فهمتي ..
وبجدية أكملت :
-الجماعة وخالك بستنوا ردّك لأنه من زمان حكى لخالك وهو بالمستشفى!
شهقت عروبة وتلجلجت بالكلام :
-يعني لو وافقت هلأ رح يعرف إنو أنا اللي بدي إياه؟؟
استغربت ناني منطقها المتخلف حرفياً وأجابت:
-آه.. على بالك نحكيله إحنا موافقين مو بنتنا!
باقتناع تهز رأسها:
-إيوه.. مو شرط يعرف إني أنا الموافقة؟
اقتربت ناني منها تحدثها بعقل واعٍ:
-يا بنتي مو غلط توافقي عليه.. يعجبك.. تحبيه.. تتمنيه..
طالما كله بشرع ربنا.. ليش لتتوتري وما بدك يعرف!
مش رح يكون زوجك؟ ..سترك وغطاك ونصك التاني؟
زوجك!!
لما لم تفكر بها ..
لما تبدو مراهقة غرة اعترف لها حبيبها وهربت منه!
حاولت التخلص من المحادثة بأكملها
-ماشي يا ناني.. أعطوا الأوك وربنا يجيب اللي فيه الخير..
والرد زغرودة رجّت أركان الحي والبيت المهترئ الذي يقطنونه!
..
ما تلى ذلك كان أكبر من التركيز فيه تكفلت أم جهاد بتحضيرها للجاهة ومراعاة وضع ناني الصحي.. وشراء "جلابّية" أنيقة لها، كما لم يقبل عمومة ثائر ما طلبه خالها منهم:
-ما بدنا نغلبكم ولا نثقل عليكم..
بل أخبروه صراحةً:
-إلها اللي لبناتنا مثلها مثلهم..
جاهة كبيرة تتضمن شيوخ ووجهاء العشائر وكبارها كيفما كان لكل عروس هنا شيدت الخيم في الشوارع وتمّت الخطبة على أن يتم عقد قرانهما في المحكمة صبيحة اليوم التالي..
يومها لم ينفرد بها رغم إلحاح الجميع بالسلام عليها إلا أنه رآها بنظرة المعجب وردد في سرّه:
-ما شاء الله!
وها هي الآن بصحبته وعائلته وخالها الذي يقوده ملهم على عربته المخصصة قد خرجوا من المحكمة..
مختومة باسمه للأبد..
سلمته مقاليد قلبها وحياتها وكل ما هو آت!
على هذه الأرض.. في هذا البلد.. رست ركائبها.. ومن أشرعة سفنها ستحلق حمائم السلام..
حمائم ثائرة!
***************
اعتذر منهم وطلب سيارة أجرة بلا خجل أو تردد طلبها صراحة :
-وهسّا يا جماعة نستأذنكم . بدنا نروح لصفا..
وتوالت التعليقات المستاءة
-مستعجل.. ويا عمي نياله!
يضمها بقربه دون اللمس والاقتراب، وتتوالى الحقائق بلا رحمة تؤرجحها..
وصلا الدار وهنا لم يتردد وضم كفها لكفه اليمنى.. ارتجفت كما ارتجف جسده..
وحلّ التوق لمشاعر لم تختبرها.. مع رجل حياتها
التي لم تعده في حسابات أحلامها يوماً!
خطوا خطوة ومع كل خطوة يزيد من ضم كفها له.. يطبع بودية قدسية ما بينهما.. ولم تعترض..
وصلا غرفة والدتها ولم يفلت كفها حاولت بيأس أن يفكها فرحم حالها.. سارت نحو والدتها وتبعها
-السلام عليكم يا خالتو .
ولمرأى خالتو صفر بغير تهذيب ونطق:
-الانتاج عندكم صدارة..
خجلت لمداعبته ورأته كيف انحنى نحو والدتها عرف بنفسه وقبل جبينها وكفها:
-إن شاء الله إنها أمانتي.. بعيوني.. وقلبي.. وإلك عهد الرجال!
كانت صفا تناظرهما بلا وعي.. تحدثا معها والتقطا الصور التي أمرها بها أمراً..
وحين نطقت صفا باسم خالد، شقت الدموع وجهها رغماً عنها.. يكره الدموع وكم يمقتها..
وأبغض ما على قلبه رؤية كدر في قلب أحدهم.. علمّته سنواته الأخيرة الكثير منها ألا يفوت على نفسه بالحزن والفرح ينتظره.. وأن للإنسان طاقة لا يكلفه الله زيادةً عليها..
ما إن ذهبت نحو الحمام تعدل زينتها وتركته برفقة والدتها أبصرت كفها بحرج وحماس ومشاعر مختلطة لم تتعرفها لكنها تشعل جوفها بالمزيد..
ناظرت الكحل السائح وشهقت:
-يي شو هاد ..
بحثت عبثاً عمّا تمسح به وحينما تأخرت قلق عليها وطرق الباب وفتحه ولفجيعتها بتواجده والكحل سائح بكت حقيقة فابتأس لحالها وظن أنها تبكي ظروفها أخرج من جيبه منديلاً واقترب يمسح وجهها فلم تمنعه واستغربت وحين أحست بوجوده أكثر نفضته بشيء من العنف الناجم من خجلها ولم يهتز لمحاولتها الواهية..
اقترب منها قبّل الجبين:
-مُباركة عليّي يا عروبة!
نكست برأسها أكثر تحترق من خجلها ولا يبالي:
-الله يكتبك اللي عمر ..
حاوطها بجسده دون أن يلمسها اقترب أكثر ونطق بتهديد:
-الحظر اللي عملتيه اللي ...
اليوم بنشال!
ومضى من الغرفة الصغيرة ..كما ترك مشاعرها الوليدة أشلاء!
*****************
انشغل كثيراً ورؤيتها أصبحت صعبة.. من بعد آخر محادثة جمعت بينه وزوج خالته فضل النأي بنفسه.. ويستعيد ذاته قريباً:
هاتفته نهال وأوصته الكثير.. تجوّل في سوق الخضار والفواكه وعاد محملاً بالأكياس التي لم يتوقع أن تطلبها خالته إلا لوليمة كبيرة، استقبلته بقبلة الوجنتين وحنوها المعتاد وحين دخل وارتاح في المطبخ يناكشها كالمعتاد:
-شو بدك تطبخي يا نهال احتكرتي السوق كُلّه..
تمد يدها حيث طبق فارغ بعينه :
-لو تعرف شو يا ملهم ..لو تعرف ..
تحفز فضوله وأخذت اللهفة منه مبلغها لرؤية فرح نهال:
-اليوم في جماعة جايين يشوفوا علياء..
ابتلع ريقه الذي تحجر فجأة وعاد للخلف يجلس على الكرسي يمتص صدمته:
-الله هداها يا ملهم ...ربنا ريح قلبي!
سقط الكيس الذي يحمله من فواكه وتدحرجت حيث بساط المطبخ وهي تتحدث تقص بلهفة ..
-أول مرة بشوفها ملهوفة ومتقبلة هالقد..
الله هدى سريرتها وحست بقبول من لما شافت صورته!
التفتت إليه ما إن رأت عدم تجاوبه ليجمدها هيئته الشاحبة بلا روح مشخصاً بصره حيث نقطة وهمية.. بغير انتباه يمسد عروق رقبته النافرة..
والرفض الذي تلقاه منذ وقت ليس بقصير يتجسد بقبولها آخر.
غدت علياء السراب.. تسربلت بين حقيقة الشموس وشقاء روحه بالرّي!
أدلى برضاه.. ضياع أكبر هزائمه..
بخيوط الضياع.. تشققت مفاهيم الاعتناق التي أولى لعلياء عواطفه بها..
كان يعتنق العاطفة التي تتوهج منها نحوه!
أينفع الاعتكاف في محرابها؟
أم يخرج عن ملة عشقها؟!



yasser20, جولتا and عقل like this.

Lamees othman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-21, 10:49 PM   #700

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

**انتهى الفصل الثاني عشر ..قراءة ممتعة ...


رواحلنا عزمت ..فصل وخاتمة ما تبقى من حمائمنا

❤❤

جولتا and عقل like this.

Lamees othman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:31 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.