31-08-22, 11:29 PM | #1635 | ||||
| تعالي لهاثه المحموم وهو يطالبها بالمزيد فلم يعد يكفيه ما يراه توسلت اليه: أرجوك محسن، أنا أخجل كثيرا لم أعتد على الأمر بعد، لقد قضينا أسبوعين فقط سويا، الأمر جديد علي. نهرها وكرر نفس الكلام الذي حفظته: انتِ زوجتي وهذا واجبك كفي عن هراء الخجل هذا ماذا أفعل أنا؟ وأضاف مستنكراً يسألها: هل أذهب للحرام؟ هل هذا يرضيك؟ هزت رأسها رافضة: بالطبع لا. ثم أردفت بلهفة: أرسل لي زيارة وأعدك أن أفعل كل ما يرضيك. صاح بغضب: تعرفين الظروف جيدا والغلاء، من أين آتي أنا بالمال؟ تعرفين كل دخلي أسدده بأقساط للأرض التي اشتريتها. من أين آتي انا بمال لـتأتي سيادتك بزيارة، هيا افعلي ما آمرك به. رجعت مرة أخري بنبرة متوسلة ترجوه: محسن يقولون إن الاتصال عبر الانترنت غير آمن ماذا لو أخذ أحدهم صورتي ماذا سأفعل أنا؟ تأفف من هذا الحديث اليومي المكرر الذي يضطر إلى خوضه يوميا معها حتى تفعل ما يرضيه. قال لها مهادنا: صفاء أنت ِعرضي أخاف عليك كما أخاف على نفسي هل تتصورين إنني قد أعرض عرضي للقيل والقال، لا تقلقي هذا البرنامج آمن، وقبل أن تفتح فمها باعتراض اخر رمي اليها بكلماته الاخيرة عالما مدي تأثيرها عليها، أتريدين ان تنامي والملائكة تلعنك لأنك امتنعت عن زوجك؟ هزت رأسها نفيا ودموع كثيفة تتجمع في عينيها، أومأ برأسه راضيا وهو يخبرها بما يريده آمرا أن تفتح الفيديو وتتعري كما يريد مع التأكيد عليها بإرسال بعض الصور له ليطالعها كما يريد في أوقات فراغه عندما لا يستطيع الوصول اليها. ************* جالسة تطالع فيلم الكرتون مع ولدها ومن حين لآخر يطلق ابنها تعليقا طفوليا تضحك عليه بهناء، يتوسطهم طبق كبير من الفشار منهمكين في الأكل منه، قفز إياد من مكانه مهللا علي صوت المفاتيح هاتفا بسعادة طفوليه: أبي. ابتسم له كريم حنان وهو يحمله قائلا: كيف حال بطلي؟ استقبلته مرام بابتسامة رائقة متمته" حمد لله على السلامة " قبل رأسها ثم جلس على الكرسي المجاور لهم ليمسك الريموت فهتف به إياد معترضا: أنا اشاهد فيلم الكرتون. تذمر كريم: أنا أريد متابعة قناة الرياضة. تدخلت مرام بينهما كالعادة وهي تنظر الي كريم قائلة: فيلم إياد باقي له فقط ربع ساعة وبعدها افعل ما تشاء اتفقنا. نظر لها بحنق فابتسمت له بحنان تخصه به وحده هو واياد، استمعت لتمتماته الحانقة فضحكت وهي تجلس بجواره، كريم زوجها برغم سنوات عمره التي تقترب من الثلاثين الا إنه طفل كبير مدلل، ربما يرجع هذا لظروف نشأته فهو وحيد والديه، والدته متعلقة به بشدة وتدلله كثيرا كطفل صغير. انتبهت على صوته يقول: أبي وأمي آتيين بالطريق نسيت أن أخبرك. هلل اياد لمقدم جديه فهو يحبهم كثيرا بينما قامت مرام مسرعة لتجهز بعض الاشياء للضيافة موبخه زوجها أنه أخبرها متأخرا. ********* تعالت ضحكات اياد مع جدته وهو يلعب معها بهناء، بجوارهم كان كريم وأبيه منهمكين في متابعة إحدى مباريات كرة القدم. تنبه كريم عند جلوس اياد علي قدمه، تلفت فلم يجد والدته فسأل ابنه أين ذهبت جدته، فأجابه إنها ذهبت إلى المطبخ لوالدته، فقام مسرعا ليلحق بها. ابتسم أبيه بحنان وهو يراقب انصرافه السريع للبحث عن والدته وزوجته، فدائما كان يخشى أن يؤثر دلال زوجته المبالغ فيه لكريم على علاقته بأسرته ولكن يحمد الله فابنه أثبت له أنه ربي رجلا بحق يرعي أسرته الصغيرة خير رعاية ويعامل زوجته الرقيقة التي أحبها كأبنة لم يحظى بها أفضل معاملة. في المطبخ كانت والدة كريم تحاصر مرام بالأسئلة عن سبب عدم حملها للآن وابنها يكاد يتم الخامسة. ابتسمت لها مرام بصبر وهي تقول لها بتهذيب: كله بأمر الله خالتي لم يحن الأوان بعد. نظرت اليها بغيظ قائلة: فلتسعي اذن بدل من تواكلك الغريب هذا اذهبي للطبيب ابحثي عن سبب التأخير. ارتبكت مرام كما في كل تضغط عليها حماتها، فركت يديها بتوتر تعرف أن كل اجابة تجيبها بها لن تعجبها. أنقذها كريم بدخوله وهو يقول لوالداته متذمرا: لماذا تتعجلين هكذا يا سميرة؟ يكفيني اياد وما يفعله بي، أشعر إنه ضرتي، ثم سحبها من يدها خارج المطبخ وهو مستمر بالحديث معها بعد أن غمز لزوجته. ابتسمت له مرام وهي تزفر بارتياح دائما ما ينقذها كريم من تدخلات والدته الكثيرة وتعليقاتها التي لا تنتهي، فهي لا يعجبها ابدا أي شيء تفعله، غمغمت بخفوت "لا حرمني الله منك ابداً يا كريم " ثم أكملت ما تعده للضيافة. ************* جالسة بجوار ابنها الذي أنهي تقشير أحد حبات اليوسفي ثم أعطاها لها لتستخرج منه البذور حتى يأكلها وما إن أنهت ما تفعله لإياد، حتى وضع كريم أمامها بعض الحبات طالبا منها أن تقشرها وتستخرج منها البذور كما فعلت لإياد متجاهلا كلمات والده المستنكرة: أليس لديك يدين تقشر بها ما تأكله؟ هل أنت طفل حتى تقشرها لك؟ ابتسمت مرام وهي تستمع لرد والدته الحانق: هكذا أنت دائما لماذا لا تتركه بحاله؟ هكذا دوما حماتها لا تتحمل كلمه ولا نظرة علي كريم، ابتسم كريم لوالده يغيظه: ماذا هناك يا أبي زوجتي وأتدلل عليها، هل يضايقك ذلك مرام؟ ابتسمت وهي تناوله طبقه: تعرف انه لا يضايقني. أحاط كتفها بذراعه هامسا لها: لا حرمني الله منك حبيبتي. تعالي صوت هاتفه بإشعارات متتابعة فنظر له نظرة سريعة فوجد العديد من الرسائل على أحد التطبيقات، فتحها فوجد العديد من الصور له أيام الجامعة، دقة خائنة فلتت من قلبه وهو يري الصورة الأخيرة مع رسالة أسفلها: اشتقت لك ألم تشتاق ؟، نظر قليلا الي الصورة ثم تنبه علي صوت مرام تسأله: هل هناك شيء كريم؟ تطلع لها لحظة ولملامحها الهادئة ثم أجابها: فقط هناك رسالة فاجأتني سأرد عليها فقط وأعود اليكم. قام من مكانه ليرد علي الرسالة ولكنه توقف لحظة وشيء ما دفعه للنظر خلفه إلى زوجته وابنه، ووجد نفسه بلا تفكير يمسح كل الصور ثم يحظر الرقم الذي أرسل الرسائل وعاد يجلس جوار زوجته ويحاوطها بذراعيه ويشاكس والده كعادته، أما على الناحية الأخرى فكانت إحداهن تتميز غيظا وهي تري العلامتين الزرقاوين الذين يخبراها أنه رأي الرسائل ولكنه لم يكلف نفسه عناء الرد، رددت بتوعد: سنري يا كريم لن أتركك، لنري هل ستصمد للنهاية؟ ****************** فتحت عينيها بصعوبة علي صوت طرق الباب العالي نظرت الي الهاتف جوارها لتجدها مازالت السادسة أمسكت برأسها التي تؤلمها بشدة فهي نامت متأخرة أمس بعد سهرة طويلة مع زوجها، نهضت بتثاقل لتفتح لحماتها التي وبختها: كل هذا حتى تفتحي الباب، ونائمة أيضا! أي بلاء هذا! بدل أن تأتِ انت ِوتوقظيني انا آت كل يوم لإيقاظ سيادتك. غمغمت صفاء بنبرة خافته: لقد سهرت أمس كثيرا كنت أحدث محسن. تابعت حماتها توبيخها اسهرِ كما تشائين ولكن صباحا اراكِ أمامي بالأسفل في السادسة هزت صفاء رأسها بطاعة لحماتها التي بدأت بالتحرك لأسفل وهي تأمرها: أمامك عشر دقائق وتكوني أمامي. تحركت صفاء بتثاقل لتتجهز للنزول فهو روتين يومي لا مفر منه. كالنحلة تتنقل من عمل لآخر بدون راحة، فحماتها تصر علي نفس الأشياء يوميا رغم انها لا تحتاج نظافة ولا ترتيب، فالبيت يكاد يلمع من كثرة نظافته، كادت تبكي من ألم ظهرها وهذا البيت الكبير يقع علي عاتقها بأكمله وحدها، فحماتها تصر أن الأوان قد حان حتي تستريح بعد تعب عمر كامل في تربية أولادها وخدمة أهل زوجها، هكذا منطقهم في قريتهم الصغيرة بل منطق يسود كل القري المجاورة لهم ،أما عن ابنتها التي تصغرها بعام فلا تشاركها أي من مسئوليات البيت تدللها أمها وتريحها مخبرة إياها إنها ستحمل هم بيت آخر كبير عندما تتزوج فلتدلل ببيت أبيها كما تشاء، فهي مخطوبة وزفافها بعد عام ، زفرت بضيق وهي تسمع صوت حماتها تخبرها أن تسرع قليلاً حتي تستطيع ان تطعم الطيور علي سطح الدار . **************** تحركت بتثاقل إلي منزلها بعد عناء يوم عمل طويل، لمحت المنزل من بعيد فتباطأت خطواتها بلا شعور علها تطيل المسافة قليلا حتى تصل، زفرت بحرارة عندما وصلت وهي تردد داخلها "لا مفر يا لينا ها قد وصلت" فتحت الباب بمفتاحها الخاص وهي تدخل بهدوء لتفاجئ بصخب أبناء شقيقتها وهم يركضون نحوها فرحين بقدومها، احتضنتهم بحنان وهي تدلف معهم إلى غرفة المعيشة لتجد والدها وزوجته يجلسون متجاورين يتابعون التلفاز، لمحت والدها كعادته كلما رآها يفتح ذراعيه فاندست في أحضانه تتنعم قليلا بالدفء، قبل رأسها بحنان يسألها: كيف حال العمل اليوم. ابتسمت وهي تبتعد عنه عندما لمحت أنظار زوجته تحترق حقدا، ردت عليه بهدوء: بخير أبي، لمحت شقيقتها تسنيم تخرج من غرفتها وهي تصيح بها: لينا كيف حالك؟ سنسهر معا بالمساء لا تنامي مبكرة كعادتك، لو وجدتك نائمة سأسكب الماء على رأسك. ابتسمت لينا وهي تلمح أختها تدور حول نفسها كعادتها تتجهز للنزول، أختها رمزا للحيوية والانطلاق وحب الحياة، تبهج أي محيط تجلس به بخفة ظلها وحيويتها، سألتها: إلى أين حبيبتي؟ سأقابل صديقاتي لينا ثم التفتت إلى أطفالها تحدثهم: من يسمع منكم الكلام سأشتري له الحلوى وأنا قادمة. تعلق مالك بذراعها يتوسلها بلهجته الطفولية: أمي خذينى معك وأعدك سأجلس بجانبك ولن أتحرك. أسرعت لينا ناحيتهم وهي تسأل بصوت عالي: من سيأتي معي لأرسم له على وجهه ثم أردفت بإغراء: ومن سيلون في دفاتر الرسم الجديدة التي اشتريتها أمس. أسرع الأولاد إليها الجديدة يتصايحون فضحكت: هيا بنا ولكن لوحوا لماما وقولوا لها مع السلامة، أسرع الأولاد يفعلوا ما أخبرتهم به خالتهم لتتحرك بهم إلى غرفتها لتنفذ ما وعدتهم به. بينما لوحت تسنيم لوالديها وهي تهرول الى الخارج لتلحق بصديقاتها اللاتي اتفقن على الخروج سويا، أغلقت الباب ولم يعلم من يجلسون انها أخر مرة سيروها فيها إلى الأبد. تعالت ضحكات أولاد شقيقتها وهي ترسم لهم على وجهوهم الأشكال التي يحبوها، ابتسمت بحنان لفرحتهم وهي تكملط | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|