آخر 10 مشاركات
وآخرون يعشقون *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : انسام ليبيا - )           »          5 - الرجل السراب - جانيت ديلي - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : gasmin - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          اللوحة الغامضة (48) للكاتبة: كارول مورتيمور .. كاملة .. (الكاتـب : cutebabi - )           »          وعد بالسعادة - قلوب النوفيلا - الكاتبة الرائعة :*سارة عادل* [زائرة]* كاملة &الروابط (الكاتـب : *سارة عادل* - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          4 - لعنة الماضي - بيني جوردان (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          النضـــال ( الجزء الثانى من مذكرات مصاص الدماء ) - كامل - (الكاتـب : Dalyia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree626Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-08-21, 12:00 AM   #481

لامار جودت

? العضوٌ??? » 290879
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,601
?  نُقآطِيْ » لامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond repute
افتراضي


مسا الخير عليكم منتظرين على نار

لامار جودت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-21, 12:10 AM   #482

حبيبيه

? العضوٌ??? » 449709
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 320
?  نُقآطِيْ » حبيبيه is on a distinguished road
افتراضي

منتظرين الفصل على نار لمعرفه الاحداث

حبيبيه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-21, 12:13 AM   #483

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الواحد والعشرون



قضت ليلتها مبتهجة تحتضن بطنها بسعادة، تمنت أن يكون جنينها طفلة، بنت تلون أيامها بكل الألوان المبهجة، بنت تصبح صديقتها وخزانة أسرارها، سرحت بعين الخيال فرأتها شابة تسطو على خزانتها لتلبس أشياءها متدللة عليها وهي تعطيها بحب كل ما تملك، التخيل وحده أبهج قلبها، نامت قريرة العين وطاردت بإصرار كل فكرة سلبية حاولت التسلل لعقلها، لم تبلغ أحد بحملها بعد، كم تمنت أن تشارك صفاء ولينا وعصمت بالخبر فور أن سمعته ولكنها لم تقدر علي إخبارهم قبل كريم، حتى إياد لم تخبره بعد، كريم يحق له أن يعرف أول شخص، لو كانت الأمور بينهما طبيعية لكان معها لحظة معرفتها بالخبر، ابتسمت بحنين وهي تتذكر لحظة معرفتها بخبر حملها بإياد، هدية الحياة الأولي لها، كان حمله سهلا خفيفا غير متعب وكأن الحياة رأت إنها رأت ما يكفي من الآلام في حياتها، نامت قريرة العين تشعر أنها ملكت الدنيا بمن فيها تشعر بالرضا كل الرضا، أما هو فقد قضي ليلته أرقا كالعادة جافاه النوم مزيدا من آلامه، بات يحاول ترتيب كلام ليقوله لمرام وفي كل مرة لا يجد كلاما مناسبا ليخفف عنها ألم ما ستشعر به، يعرف إنها ستتألم ويؤلمه قلبه لألمها مقدما، استمع لشجار والديه فأغمض عينيه بضيق، قام من مكانه ليحسم هذا الجدال الدائر بينهما، فتح الباب ليسمع صوت والدته عاليا تحادث أباه بعصبية: لماذا تصلب رأسك بهذه الطريقة، ما معنى أن لا ندعو أحدا من أقاربنا لفرح كريم، هل تريد أن يقول أهلها أننا مقطوعون من شجرة، عائلتنا تسد عين الشمس بكبرها وأنت تريدنا أن نقف بمفردنا، لماذا تعكر فرحة ابنك؟
سمع رد والده الهادئ المحذر: صوتك لا يعلو وأنت تحدثيني يا سميرة وإلا...
لم ينهي عبارته وترك لمخيلتها التكملة، صمت لدقائق ثم أردف: وكلامي لم يتغير لن ندعو أحدا من أقارب ولا جيران، لن نعلق زينة على البيت ولن ترتفع صوت أغنية حتى فى هذا البيت، هل فهمتي؟
باستنكار ردت عليه سميرة: هل نحن بمأتم.
زفر كريم بضيق وهو يقترب منهما متدخلا بالحديث لينهي حالة الجدال بينهما موجها حديثه لأمه: أنا من أريد أمي، يكفي حضورك أنت وأبي حتى عمار لن أدعوه.
بغيظ قالت له: هل ترغبون في إصابتي بالجنون؟ هل هذه تصرفات شخص يحتفل بفرحه؟
بسخرية تدخل والده قائلا: أخبرها يا ولد كم أنت سعيد بعد أن اجتمعت بتلك الفتاة.
أغمض عينيه بإرهاق وهو يقول لأمه بنبرة حاسمة: لا أريد أي مدعوين أمي لا من أقرباء ولا جيران ورجاء لا أريد مناقشة هذا الأمر مرة أخرى فأنا بي ما يكفيني.
انصرف ذاهبا لغرفته تحت أنظار والدته المغتاظة ونظرات والده المشفقة فابنه يزداد تيها ويخشى أن يكون هو السبب.

************************************************

كان وجهها يشع بالبهجة منذ أتت للمكتب صباحا مما دفع لينا وصفاء لسؤالها بفضول عن سبب إشراقتها فتمنعت عن الإجابة، لن تخبرهما الآن، ستخبر كريم أولا، تأخر على المكتب كعادته منذ طلاقهما، كادت تطير لتخبره فور وصوله ولكنها تماسكت بصعوبة لتعطيه فرصة ليستفيق أولا ثم بعدها لتخبره، ابتسمت وهي تتخيل ردة فعله بالتأكيد سيفرح، تعرف كم يحب الأطفال، ضحكت وهي تتخيل ردة فعل والدته بالتأكيد ستجن من شدة سعادتها، وبخت نفسها بهمس" من يراك الآن سيظنك مجنونة تبتسمين وتضحكين مع نفسك مرام"، نظرت إلي ساعتها ثم قامت من مكانها لقد أعطته الكثير من الوقت ولا طاقة بها للصبر أكثر من ذلك، تريد إخبار لينا وصفاء وعمها عصمت، دخلت غرفتهما فوجدت كليهما واجمين، لا بأس تعرف سبب وجومهما فكريم هذا حاله منذ طلاقهما وعمار تعرف كم يتألم بحب صفاء، رفعا وجهيهما ينظران إليها فقالت لكريم بابتسامة لطيفة: أريد أن أتحدث معك كريم، هناك ما أريد أن أخبرك به.
تعلقت عيناه بابتسامتها، منذ متى لم يرى هذه الابتسامة الصافية؟ بل منذ متى كفت عن الابتسام بوجهه؟ يشعر بأنه منذ زمن بعيد للغاية، لم يرد فقط كان يتطلع إليها يحفظ ملامحها بابتسامتها الدافئة فمن يعلم ربما هذه آخر مرة تبتسم فيها بوجهه للأبد.
طال صمته فاندهشت مرام كان يتطلع إليها بطريقة غريبة فسألته بدهشة: كريم هل سمعتني؟
زفر بحرارة وهو يجيبها: نعم سمعتك مرام، وأنا أيضا لدي ما أخبرك به.
قام عمار من مكانه يترك لهما المكتب ليتحدثا بحرية، كانت الابتسامة ما زالت على وجهها وهي تقول له: هيا أخبرني ما لديك أولا.
وبرغم إنه سهر طوال الليل يفكر في كلمات مناسبة إلا إنه لم يجد كلمات تسعفه، وجد الكلمات تقف بحلقه فتكاد تخنقه، ليته يملك آلة للزمن فيغير ما حدث خلال الفترة الماضية، كان ليصد سلمى ويمنعها منذ أول لقاء رآها به، طال صمته مما دفعها لسؤاله بقلق: هل هناك شيء كريم؟ هل خالتي وعمي عصمت بخير؟
-كلنا بخير لا تقلقي أنا فقط لا أعلم كيف سأقول ما عندي.
عادت إليها ابتسامتها المبتهجة وهي تقول له: هيا قل ما عندك أيا كان ولا تقلق، هيا كريم لا أطيق صبرا لأخبرك بما أريد.
ابتلع ريقه وهو يقول لها بهمس: غدا زفافي.
تجمدت ابتسامتها على شفتيها وهي تسمع ما يقول، منذ طلاقهما وهي تتوقع سماع هذا الخبر، بل وأهلت نفسها له، ولكن سماعها الآن له وقع آخر، تشعر بداخلها يتحطم لألف قطعة وقطعة، قلبها يهوي مكسورا لفتات ثم يبكي محاولا جمع فتاته فلا يقدر، عينيها متحجرة لم تترقرق بهما دمعة واحدة حتى ولكنها تشعر بها تفيض أنهارا وتغرقها بدموع داخلية، كريم سيتزوج وسيصبح لامرأة أخرى غيرها، سيجتمع بحب عمره، لامت نفسها نهرتها علي ما تشعر به، ألم تطلبي الطلاق حتى تتركيه ليجتمع بها؟ الأمر ليس مفاجئا لك بل انت سعيت إليه بطلاقك لماذا هذا الانهيار الآن؟ تماسكي لا تدعيه يشفق عليك أكثر، لا تجعلي ردة فعلك مثار سخريته مع زوجته مستقبلا وهو يحكي لها.
قلبها كان يرد بألم عليها: كريم لن يفعل ذلك لن يسخر من مشاعرك معها لن يفعل.
فيرد عقلها بقسوة ليذبحها: فعلها مرة وحكى لها كل ما يخصك، كفي عن غبائك.
صمت قلبها ولم يجد ردا كما لم يجد لسانها ما يقوله الآن، رفعت عينيها الجامدتين إليه عندما سمعته يسألها: ألن تقولي شيئا مرام؟
ردت عليه بجمود: ما الذي تنتظره كريم؟ هل تريدني أن أبارك لك؟
اقترب منها يقول لها بألم: لا، قولي إنك ستعودين إلي وسأقوم بإلغاء كل شيء، سنترك كل شيء في الماضي وسننسي ما مضي، هيا مرام قوليها أرجوك.
بنبرة شاردة سألته: هل ستلغى حفل زفافك غدا إذا أخبرتك أنني سأعود إليك؟
بلهفة أكد على كلامها: سأفعل.
-وماذا سيحدث بعد شهر أو اثنين أو عام أو أكثر، ألن تشتاق إليها؟ ألن تشعر بالحنين؟ بل ربما تكرهني وتتهمني أنني السبب في تفريقك عنها، لن أدخل معك في حرب خاسرة كريم، أفعل ما تريده تزوج بمن شئت فأنا انسحبت من تلك الحرب منذ مدة طويلة.
بنبرة راجية توسلها: لماذا تفترضين السوء هكذا؟ أقسم لك لن أفعل، لن تزور حتى خيالي أعدك.
هزت رأسها وهي تقول له بسخرية مريرة: نعم أصدقك فلقد كنت تؤكد لي أنك لم تعد على اتصال بها وأنك مسحت كل أرقامها ثم أرسلت لها رسالة أمامي واليوم تخبرني أن زفافك عليها غدا، لقد انتهينا للأبد كريم.
ألقت عليه نظرة أخيرة ثم فتحت الباب لتخرج من الحجرة تحت أنظاره المتألمة، هي محقة كيف ستصدقه؟ ليته أبقي الباب مغلقا في وجه سلمى، هو من فتح الباب بيديه وأدخل العاصفة التي هدمت حياته، وحده الملام ولا أحد غيره، نسى في غمرة ألمه سؤالها عما كانت تود إخباره به وهي لم تعد لديها طاقة للحديث انطفأت بهجتها وفرحتها، قررت لن تخبره الآن، لن تعطيه ذريعة لإلغاء زفافه بسبب حملها، لن تعطيه فرصة ليلومها ولو بنظرة ويحملها ذنب عرقلة مشاريعه، دفنت نفسها في عملها تلهي عقلها عن التفكير ولكنها لم تستطع أن تلهي قلبها المتألم عن حبه للأسف.


**************************************************

لم يستطع أن يجلس بالمكتب بعد حديثه مع مرام، شعر بأنه يختنق، إنه يحتاج لمكان مفتوح ليستنشق فيه هواء نقيا، بصوت مختنق قال لعمار: سأنصرف عمار لن أستطيع أن أبقى هنا أكثر من ذلك.
-سآتي معك لن أتركك بمفردك وأنت على هذا الحال.
هز رأسه نفيا قائلا: أبقى معها عمار أرجوك، اهتم بها، أخبر صفاء ولينا حتى يكونوا بجوارها، لن آتي غدا لن أستطيع أن أنظر في وجهها مرة أخرى.
زفر بضيق من التعقيدات التي تحدث حوله بصورة متلاحقة للجميع، كريم مرام لينا وهي من قلبت كيانه وأفقدته اتزانه، راقب انصراف صديقه ثم تحرك لمكتبهما بضيق، سيضطر الآن للدخول ورؤيتها والحديث معها، كانت كلتيهما منهمكتان بالعمل فلم يلاحظا دخوله، سمح لنفسه للحظات بتأملها قبل أن ينهر نفسه معنفا إياها بغضب داخلي عنيف، تنحنح لينبههما فرفعا عينيهما ينظران إليه ثم سألته لينا: هل هناك شىء عمار؟
صمت لحظات ثم أجابها بخفوت: مرام تحتاج إليكما.
كلتيهما هبتا بقلق عند سماع عبارته قبل أن تسأله صفاء بقلق: ما بها مرام؟ أين هي؟ كانت في الصباح بخير للغاية بل وسعيدة ومبتهجة ماذا حدث لها؟
-كريم أخبرها منذ قليل أن زفافه غدا.
صمت ثقيل هبط على الحجرة، ذهول ارتسم على ملامحهما غير مصدقين أن كريم يقدم علي خطوة كتلك، بذهول قالت لينا: يتزوج! وغدا! هل جن! أليس عنده بعض العقل! كيف يفعل بها وبنفسه هذا الأمر!
بمرارة ردت صفاء على تساؤلاتها المذهولة بمرارة: لأنه رجل له كل الحقوق أما هي فأنثي ضعيفة مقهورة يكسر جناحها بكل قسوة حتى لا تطير مجددا.
لم يرد عمار فقط سمع كلامها وفهمه كعادته معها، يفهم ما وراء كلامها يستمع لنداء قلبها المجروح ويود لو يستطيع أن يطبطب عليه، إنها تتكلم عن مرام من خلال منظورها هي، معاناتها هي وآلامها هي، ردت لينا علي صفاء تنهرها: مرام لم ولن تكون أبدا ضعيفة، لقد طارت بالفعل وحلقت بعيدا عنه منذ زمن، هي لم تخسر بل هو من خسر وسيتحسر عليها في اليوم ألف مرة عندما يعرف غيرها، دعينا لا نقول أمامها هذا الكلام صفاء هي بحاجة لكلام إيجابي يقويها لتتجاوز آلام قلبها.
تحركت صفاء لمكتب مرام وهي تقول للينا: هيا بنا إذن لنتحدث معها.
-انتظري صفاء.
التفتت إليها بحيرة فأردفت لينا: دعيها الآن تستوعب ما سمعته، أعطيها وقتها فمرام لن تتحدث الآن أنا أعرفها، لا بد أنها تعمل الآن لتشغل عقلها، دعيها فهذا أفضل لها.
-ماذا سنفعل إذن؟
ظهرت علامات التفكير على لينا وهو تقول لها: سنفكر في أمر ما بالتأكيد، هيا اجلسي وفكري معي.
انسحب عمار من غرفتهما وقد اطمئن على مرام، هما بجوارها سيخففان عنها بالتأكيد وهي ستتأقلم مع الوقت وستعتاد كعادة البشر، زفر بضيق وهو يجلس ساهما على مكتبه ليته يملك أحد هو الآخر ليحكي له ليخفف عنه آلامه وما يشعر به.


********************************************

ساهمة منذ دخولها، لم تنجح للمرة الأولي بحياتها من أن تنسى آلامها بالانغماس في العمل، في كل مرة تحاول إلهاء عقلها بالتصميم الذي تعمل عليه يأبى وكأنه يساند قلبها في ألمه، أغمضت عينيها بتعب بقهر فتسللت صورة لمخيلتها بخبث صورة حبيبته وهي معه تحتضنه وهو ينظر لها بعشق، فتحت عينيها بفزع تنفض رأسها وكأنها تطرد الصورة من عقلها ولكنها أبت مفارقتها، نهضت بسرعة من مقعدها تهرب من ذلك الخواء بداخلها الذي يبتلع روحها، ستذهب للطبيبة النسائية رؤية جنينها ستهبها القوة والصمود، حملت حقيبتها لتنصرف مرت على صفاء ولينا لتخبرهم بانصرافها، لن تخبره ليست عندها القوة لتراه الآن مرة أخرى، وجدتهما جالستين بوجوم، ما إن رأوها حتى نهضتا سريعا يسألاها بصوت واحد: كيف حالك مرام؟
لم تكن بحاجة لذكاء لتدرك أنهما قد عرفا، سألتهما بخفوت: هل أخبركما هو؟
ردت لينا بضيق: عمار من أخبرنا منذ قليل.
لم تعلق بل قالت لهما: سأنصرف الآن لدي مشوار مهم لأقوم به.
تحركتا بدون اتفاق خلفها وصفاء تقول: سنأتي معك.
-أنا بخير حقا لا تقلقا علي، لا يجب أن نترك المكتب بمفرده في هذا الوقت المبكر.
سمع عمار كلامها وهو يقترب منها، قام فور سماعه صوتها، قال لها: لا تهتمي مرام أنا موجود.
سحبتها لينا وهي تقول لها بمرح مصطنع: هيا مرام لقد أعطانا المدير اليوم اجازة لا تكوني مفسدة مبهجة، هيا صفاء.
راقب عمار انصرافهم بكآبة هو خير من يدرك ألم مرام، هو كان شاهدا على كل لحظة لهما معا ارتباطهما زواجهما كان يدرك أن كريم هو عالم مرام وكان يوقن أن كريم بحاجة مرام أكثر مما هي بحاجته.
ركبت لينا بجوار مرام وهي تسألها بحماس مصطنع: أين سنذهب هذا المرة، من الجيد أننا استلمنا راتبنا بالأمس، لنتسوق ونستمتع.
انتظرا رد مرام التي صمتت للحظات ثم قالت لهم: سأخبركم بأمر ولكن عداني أنكما لن تخبرا أحد، انتظرت حتى وعدوها قبل أن تستطرد: أنا حامل.
صيحة مبتهجة انطلقت من فم لينا وهي تميل لتحتضن مرام بحب وهي تبارك لها، بينما دمعت عينا صفاء بتأثر في المقعد الخلفي وهي تمسك بيد مرام وهي تقول لها بفرح: مبارك حبيبتي أتم الله حملك على خير.
ابتسمت مرام وقد استعادت بعضا من بهجتها بفرحتهما، سألتها لينا بفضول: متي عرفت؟ هل أخبرته أم لا، في أي شهر أنت؟
ضحكت مرام من أسئلة لينا المتلاحقة ثم ردت عليها: سؤال سؤال لينا كيف سأجيب عن كل هذه الأسئلة دفعة واحدة.
تدخلت صفاء بالحوار قائلة: كريم لم يعلم بعد وربما نحن أول من نعرف لذلك طلبتي منا وعدا أن لا نخبر أحدا، أليس كذلك مرام؟
تعلقت عينا لينا صفاء بها منتظرين إجابتها التي لم تتأخر: بالأمس عاودني الدوار فذهبت للطبيب طلبت بعض التحاليل مني ثم فاجأتني بأنني حامل، ابتسمت ببهجة وهي تستطرد: كدت أطير من السعادة، لم أكن أتوقع الخبر، شردت عيناها لحظات ثم أكملت: أردت أن آخذ فسحة من الوقت، أن أحتفل وابتهج قبل أن أخبره، نويت أن أخبره اليوم، لم أستطع أن أخبر أحدا قبله احتفظت بالخبر لنفسي، لمسة مرارة اقتحمت صوتها وهي تردف: كنت أحسب أنني من أفاجئه ولكنه هو من فاجئني وأخبرني بزفافه، لم أستطع أن أنطق بحرف لم أقدر على إخباره، انسحبت وتركته.
أمسكت صفاء يدها بدعم صامت، بينما قالت لها لينا: كان يجب أن تخبريه مرام، كان يجب أن يعرف ولكن لا تبتئسي هكذا اخبريه وقتما تشعرين بالرغبة في ذلك، هو حمل بالنهاية لن تستطيعي إخفاء الأمر للأبد.
-لن أخفي عليه الأمر بالتأكيد لينا ولكن كلامه بعثرني لم أفكر فقط كنت أريد الهروب بعيدا.
واستها لينا بقولها: لا عليك حبيبتي لا تفكري ولا تلومي نفسك لقد حدث ما حدث، لذلك كنت مبتهجة صباحا تشعين فرحة لقد سعدت من أجلك كثيرا مرام.
سألتها صفاء بحماس: هل كنت ستذهبين لشراء ملابس المولود؟
ضحكت مرام وهي تدير سيارتها لتتحرك قائلة: بل كنت سأذهب للطبيبة النسائية لأطمئن على الجنين.
بحماس قالت لها صفاء: إذن سنكون نحن أول من نراه.
أخذتها البهجة وحديث صفاء ولينا بعيدا عما حدث منذ قليل، ألهتها وكانت أحوج ما تكون لإلهاء.
بعض مرور ساعة
تعلقت أنظار الثلاثة بشاشة السونار يتابعان الصورة المرتسمة عليه، دق قلب صفاء بحزن وهي تدرك أنها لن تعيش لحظة كتلك أبدا، لقد حرمت حتى من حلم الأمومة بفضيحتها، بينما دق قلب لينا بحماس وهي تشعر بشعور غريب يتسلل إليها، شعور التمني أن تعيش لحظة كتلك، مبتهجة وهي تراقب جنينها عبر شاشة مصغرة، دعكت جبينها كأنها تمسح تلك الأفكار عن رأسها، وبخت نفسها على أفكارها الغريبة فهي لن تعيش أبدا ما حيت لحظة كتلك فيكفيها أمومة مالك وملك، بينما تعلقت أنظار مرام بالشاشة بلهفة بفرحة وهي تري جزء منها يتشكل ويكبر أمام عينيها، التفتت للطبيبة التي تخبرها بمدة الحمل بعد أن عجزت مرام عن تذكر آخر موعد أتتها دورتها الشهرية.
حدقت مرام بذهول في وجه الطبيبة غير مصدقة لما تسمعه، سألتها بنفس الذهول: لا أستطيع التصديق، كيف لم أشعر طوال هذا الوقت، ظننت أنني حامل بالشهر الثاني.
أعطتها الطبيبة بضع محارم ورقية لتمسح بطنها وهي تقول لها بعملية: حسب عمر الجنين الذي أراه أنت في الأسبوع الثالث عشر.
مالت لينا على صفاء تسألها بهمس: هل تخبريني ما يعني هذا؟ ولماذا مرام مذهولة هكذا؟ علاقتي بالرياضيات في منتهى السوء لماذا لا تقول الطبيبة الحمل بالشهور بدلا من قصة الأسابيع هذه.
بهمس مماثل ردت عليها صفاء: تعني إنها في بداية الشهر الرابع لذلك هي مذهولة بهذا الشكل.
ابتسمت لينا بسعادة وهي تراقب مرام تقوم من مكانها تعدل ثيابها لتتحرك ناحية الطبيبة تستمع لملاحظاتها وتأخذ منها ورقة الأدوية التي كتبتها لها.
كان الذهول لم يفارق مرام وهي تتحرك لتخرج معهم، مالت لينا تقول لمرام بمرح: لو لم أكن أري صدمتك لقلت إنك كنت تخفين الأمر خوفا من الحسد، كيف تصلين للشهر الرابع ولم تلاحظي مرام!
-لا أعلم صدقا لا أعلم ولا أستطيع التصديق للآن، تعرفين آخر شهرين لم يكن عقلي برأسي فلم أنتبه.
ابتسمت صفاء وهي تقول لها بفرحة: مبارك حبيبتي ولكن يجب أن تنتبهي فضغطك عالي كما أخبرتك الطبيبة.
ثم سألتها بدهشة: لم أصدق للآن أنك حامل بالشهر الرابع، جسدك لم يتغير وبطنك كما هي.
ضحكت لينا بمرح وهي تستقر بالمقعد الخلفي في السيارة وهي تقول: أنت لم تريها في الشهر التاسع من قبل، بطنها كان شديد الصغر بالكاد تقولين إنها في الشهر الخامس.
استمرت ثرثرتهم عن الجنين وسط ضحكاتهم المرحة وتعليقاتهم التي أعادت البهجة لقلب مرام حتى ولو لبعض الوقت.

*******************************************

تفرك أصابعها بتوتر، تخشى ان تطلب منه فيرفض ومعه حق من الذي يأمن على صغيريه أن يبيتا ببيت لا يعرفه حتى ولو كانت هي معهم، وهي لا تريد ترك الطفلين ليوم كامل خشية أن يتأثرا بغيابها، يلمح توترها ورغبتها بالحديث منذ دخولهما الغرفة بعد نوم الطفلين ولكنه ينتظر منها أن تبدأ، وقفت أمامه ونادته بصوت خافت فرفع عينيه منتظرا حديثها، فارتبكت أكثر ثم قالت له بصوت خافت: تصبح على خير.
قفزت إلي أريكتها واختبأت تحت غطائها كعادتها، فقام من مكانه يشد الغطاء و هو يقول لها بحزم: كف عن الهروب قومي وأخبريني ماذا تريدين؟ هل أنا مرعب لهذا الحد فتتهربي من أي حديث معي.
-لا علي لا تفهمني بشكل خاطئ، لا أراك مرعبا ولكني أعرف أنك سترفض فلم أرد إحراج نفسي.
بنبرة مصرة قال لها: لا تقرري عني أخبريني ودعي القرار لي.
سألته بنبرة خافتة: هل تتذكر صديقتي التي طلقت منذ قرابة الشهرين؟
هز رأسه فأكملت بنفس الخفوت: زوجها زفافه غدا.
اتسعت عيناه دهشة وهو يسألها: أليس زوجها ذلك الشاب الطويل الذي رأيته بالمكتب عندما زرتك، لقد كان يومها يبدو شديد القلق عليها بدا وكأنها تهمه بشكل كبير.
بغيظ أجابته: هو بعينه، لأنه أحمق ككل الرجال.
جلس جوارها يكتم ضحكته وهو يسألها بنبرة جادة: أفهم من هذا إنك تريني أحمق أنا الآخر.
أحمر وجهها خجلا وهي تنفي قائلة: لا بالطبع لم أقصدك.
أكمل بنفس النبرة الجادة: أتقصدين أن كل الرجال حمقي ماعدا أنا، أشكرك لينا على هذا الإطراء.
لم يستطع أن يكتم ضحكته أكثر من ذلك فانفلتت منه فوبخته قائلة: هل تتسلى علي حسابي علي.
التفت إليها بجدية: بل أحاول إزالة توترك الذي لا أدري للآن سببه، إذا كنت ترغبين في المبيت عندها كالمرة السابقة فيكفي أن تقولي هذا لم أكن لأرفض لينا.
-أعلم أنك لن ترفض علي ولكن لن أستطيع أن أذهب وأترك ملك ومالك لقد استعادا توازنهما واستقرارهما بصعوبة هذه المرة، أخشى أن يتأثرا بغيابي، ومالك سيغضب أيضا إذا عرف من إياد أني كنت عندهم فهو طلب منك من قبل أن يبيت عنده يوما سيحزن وأنا لا أستطيع أن أحزنه.
حك رأسه بيده لا يفهم سر هذه التفسير الطويل والتشابك فالموضوع برأيه أبسط من ذلك بكثير، مجرد طلب ستطلبه وهو سيوافق، لماذا لا تعمل أدمغة النساء ببساطة مثلهم فيريحوهم من فك شفرت كلامهم ويطلبون ما يريدون مباشرة، سألها: هل تريدين أن تأخذي مالك معك؟
هزت رأسها نفيا وهي تجيبه: أعلم أنك لن تقبل علي لا تشعر بالإحراج أرجوك أنا متفهمة.
بنفاذ صبر سألها: وما الذي دفعك للتفكير أنني سأرفض؟
-بالتأكيد سترفض هم أولادك بالطبع ستقلق عليهم وهم بعيدين عنك.
بحيرة سألها: ولماذا سأقلق عليهم وأنت معهم؟ بالطبع لن أكون مرتاحا وأنتم بعيدين عني ولكن لا بأس ما دام هذا سيسعدك ويسعد مالك فلا بأس خذيه معك.
بدهشة سألته: هل توافق حقا؟
هز رأسه قائلا: أوافق أمه معه وسترعاه ما الذي يدعوني للرفض.
دمعت عينيها من كلمته، هو يعتبرها أما لأولاده، قالت له بامتنان: شكرا لك علي، صدقني ربما لا أعرف ما هو شعور الأمومة لكن ما أعرفه أن أكثر شخصين أحبهما في هذا العالم هما ملك ومالك، ثم ترددت لحظة ثم أردفت: ولكن ملك ستحزن وبالتأكيد أنت سترفض...
قاطع حوارها برجاء: لينا أرجوك قولي ما تريدين بعبارة واضحة رجاء لا أريد أي تلميحات عقلي والله لا يستوعبها، أتوه ولا أفهم ماذا تقصدين.
ضحكت بانطلاق علي ملامح وجهه البائسة ثم قالت له بوضوح: ملك ستحزن إذا تركناها هل نستطيع أن نأخذها معا ولكن أنا أعرف أنك ربما......
قطع حديثها قبل أن تكمل قائلا: خذيها لا بأس، ولكن اتركي هاتفك مفتوحا ولا تغلقيه ليلا وطمأنيني عليكم طوال الوقت وإذا حدث أي شئ في أي وقت اتصلي بي علي الفور، انظري كم الموضوع بسيط ينتهي بكلمتين.
ابتسمت وهي تشكره قائلة: حاضر سأفعل ما تقول، شكرا لك علي، تصبح على خير.
رد تحيتها وهو يتجه لفراشه مغلقا الأضواء وهو يعترف لنفسه لأول مرة أنه لم يعد يراها كأخت له لقد تغيرت نظرته أصبح يراها أنثي جذابة، كان يتساءل داخله بفضول ماذا عنها هل ما زالت تراه كأخ لها، لم يكن يعلم أن في هذه اللحظة مثار تفكيرها، كانت تقر بينها وبين نفسها أنها لو اختارت زوجا لاختارت رجلا بصفاته، هو زوج مثالي ومتفهم، اعترفت أمام نفسها بخجل إنها لم تعد تراه كحمزة أخيها، وبخت نفسها ونهرتها بقسوة وهي تذكرها أنه زوج تسنيم خطها الأحمر الذي لن تتجاوزه يوما.


**************************************************


يجلس في صالة منزلها شاردا
وبرغم الصخب الدائر حوله لم ينتبه
كم حلم بذلك اليوم؟
ربما سنوات طويلة، طوال سنوات مراهقته وسنين الجامعة كان هذا حلمه الوحيد.
والآن ها هو هذا يحقق حلمه فلا يجد داخله سوى خواء، لم لا يستطيع الفرح، لم لا يستطيع التفاعل معها، لما لا يقدر حتى علي الابتسام بوجوه من حوله؟ إنه متعب مستنزف حائر ويود فقط الهروب من هنا لآخر بقعة في الأرض شرط أن تكون معه مرام وإياد، لكزته أمه وهي تميل عليه تهمس: كريم ما هذا الوجه، ابتسم حتى الناس يتهامسون من حولك على مظهرك الغريب.
أما عصمت فكان يدير عينيه في الوجوه من حوله وتزداد حيرته، لا يستوعب أن تكون سلمى جزء من تلك العائلة، لقد قابل أشقائها فوجدهم شخصيات متزنة سوية عاقلة ولن يبالغ إذا قال أنه لمح عدم رضا في عيونهم عن هذا الارتباط، بل ووجد أبناء أشقائها الذين يقاربونها عمرا برغم حيوية الشباب بهم إلا أنهم يبدو عليهم السواء النفسي والاتزان عكسها هي، استقر بعينيه علي والديها وهو يسأل نفسه" هل الدلال الزائد يشوه النفس بتلك الطريقة"، دار بعينيه في أرجاء المكان ثم حطت عيناه علي ابنه، كان جالسا بوجوم صامتا، أمنية تمناها عصمت من قلبه أن يتعلم ابنه الدرس جيدا هذه المرة ويحكم عقله ويكف عن اندفاعه فهو لن يبقي له طوال العمر، زفر بضيق فالمأذون قد تأخر وهو يختنق في هذا المكان يريد أن يعقد القران ويأخذ زوجته ويعود لبيته، نظر للساعة للمرة التي لا يدري عددها يتعجل الxxxxب حتي تمضي وتنتهي هذه الليلة الثقيلة.
مالت رجاء تقول لسيف الجالس جوراها هادئا عكس طبيعته المنطلقة تسأله بغيظ: هل يعجبك هذا الوضع، نفاجأ بعقد قرانها كالأغراب، كيف يخبئون عنا هذا الأمر إنها ابنتي قبل أن تكون شقيقتي، أخوالك سينفجرون من الغيظ.
ربت علي كتفها مهدئا وهو يجيبها: بالطبع لا يعجبني، خبئوا لأنها تعلم أنها مخطئة ولن يرضى أحد عن هذا الارتباط وبالطبع جدي وجدتي لا يرفضوا لها طلبا ولا أمنية.
نظرت رجاء لكريم ثم قالت لابنها بإقرار: هذا الزواج سيتعسها ويؤلمها.
لم يرد سيف فهو بالفعل يتفق معها فوجه كريم ينبأ عن شكل حياتهم معا، مالت رجاء تسال ابنها بهمس: ألم تلفت نظرك أحد من صديقات سلمى؟
شهق بافتعال وهو يرد عليها بمرح: صديقات سلمى يا أمي أنا ابنك الوحيد وتريدين أن تورطيني بهذا الشكل.
ضحكت رجاء وهو تقول له: دعك من صديقات سلمى إذن، ما رأيك بمريم ابنة خالك مهذبة وعاقلة وجميلة.
هز رأسه نفيا وهو يقول لها بهمس: مريم شقيقتي يا أمي، ثم أنا سعيد للغاية هكذا لما سأتزوج لتحاكمني واحدة علي خروجي ودخولي واتصالاتي.
كان هذا شعار سيف العزوبية، لم يفكر يوما بالارتباط كباقي أصدقائه، رفع شعار لا زواج وفي كل مشكلة يسمعها من أصدقائه مع زوجاتهم يزداد يقينه من أنه فعل الصواب، بأمومية قالت له رجاء: يا بني كف عن هذا الكلام، العمر يجري بك وأنت لا تشعر، أريد أن أرى أولادك قبل أن أموت.
- أبعد الله عنك الشر حبيبتي لا تقولي هذا الكلام مرة أخرى.
بإصرار عادت تسأله: ألم تشعر بأي ميل تجاه أي فتاة في محيطك من قبل؟
بسمه ارتسمت على شفتيه وهو يتذكر وجه الساحرة التى رآها مرتين، نعم يعترف وجهها علق بذاكرته وأبي مفارقته ولا يعلم لما، حتى إنها زارته في أحلامه لمرات، عندما رأت أمه صمته وابتسامته شعرت أن هناك أحدا فعاودت سؤاله بلهفة: هناك فتاة أليس كذلك؟ ما اسمها؟ هل تعمل معها؟
ضحك وهو يجيبها: أمي لا أعرف حتى اسمها فقط فتاه صادفتها مرتين وعلق وجهها في ذاكرتي لشدة جمالها.
ظهر الاحباط على وجه رجاء، فتحت فمها لتكمل حوارها ولكن وصول المأذون أنقذ سيف الذي قام من مكانه عازما علي الحديث مع سلمى قبل عقد القران.
تتأمل نفسها في المرآة برضي، تبدو متوهجة في فستانها الأبيض الذي أصرت على ارتدائه، قالت لها صديقتها بانبهار: تبدين رائعة سلمى، ثم أكملت بلؤم: ولكن لماذا أقمت الفرح في البيت ألم يكن الأفضل أن يكون في قاعة؟
غلت في أعماقها إنها تتعرض للسخرية من صديقاتها بسبب موقف كريم المتعنت ولكن لا بأس إنها تجيد إخفاء مشاعرها جيدا، بثقة ردت عليها: من أجل أبي وأمي صحتهم حاليا لا تسمح بالنزول وأنا أريدهم أن يحضرا زفافي.
سألتها أخرى بخبث: ولكن لم كريم واجم هكذا؟ هل هو متعب؟
بتأثر مفتعل أجابتها: آه لو تعلمين كم يعاني من طليقته، إنها شخصية بشعة تكيد له وطبعا بوجود ابنه الوضع معقد للغاية، حبيبي كم أنا مشفقة عليه.
عاودت سؤالها بفضول: هل طلقها فعلا من أجلك؟
بغرور رفعت رأسها تجيبها: بالطبع ما إن ظهرت في حياته حتى ركلها خارجا وجاءني راكعا متوسلا أن أقبل به، أنا عندما أدخل قلب رجل لا أخرج منه إلا بموته.
طرقات الباب أوقفت حديثهم، ما إن أذنت للطارق بالدخول حتى ظهر وجه سيف وهو يقول لها بهدوء: لقد وصل المأذون، ثم التفتت إلي صديقاتها مردفا: أريد سلمي لدقائق قبل خروجها لو سمحتن.
انصرفت صديقاتها فأغلق سيف الباب بإحكام وتطلع لخالته، فسألته: ما الذي تريده سيف؟ هيا حتى لا نتأخر، قل لأبي ليأتي ويصطحبني.
بنبرة راجيه قال لها: اهربي من هذه الزيجة قبل فوات الأوان، قولي لا وأنا كفيل بمن في الخارج، وصدقيني سيفرح الجميع بعدم إتمام هذا الزواج.
باستنكار قال له: هل جننت؟ هل تريدني أن ألغي الزواج.
بانفعال قال لها: هذا الزواج سيتعسك سيؤلمك ألا ترين وجهه بالخارج، ألا ترين وجه أبيه، هذا الشاب لا يريدك سلمى لقد ندم على طلبه وربما يكمل هذا الزيجة فقط ايفاء لكلمة قطعها، لماذا ترمين نفسك بهذا الجحيم، سأتدخل بينك وبين كارم وأصالحكما إذا كنت تريدين وإذا لم تريدي الرجوع إليه فلا بأس أنا واثق من أن الله سيرزقك بشاب يحبك ويعوضك، هيا سلمى حكمي عقلك مرة واحدة، اجعلي ضميرك يعمل اتركي هذا الشاب لحياته اعتقيه لوجه الله وانقذي نفسك من حياة ليست لك ولن تكون.
بغضب قالت له: هل جننت سيف؟ كريم كان دوما لي وسيظل وأنا سأريك، افتح هذا الباب ونادي أبي لقد ضجرت من كلامك الممل.
زفر بضيق ثم فتح الباب وقبل أن يخرج التفت إليها يقول لها: ستندمين.
ثم ترك لها الغرفة يائسا فعقد القران سيتم، لم يستطع منعه للأسف

*************************************************

بانبهار كانت لينا تحمل نور تسأل مرام بدهشة: هذه البنت حقيقية أليس كذلك! إنها دمية حقيقية نفس الملامح والحجم.
بدت وكأن الصغيرة فهمت حديثها فابتسمت لها فقبلتها لينا بمحبة وجزء داخلها يتلهف لأول مرة من أن تحمل يوما هى الأخرى طفلا هي أمه، هربت مما تشعر بها وهي تلتفت لصفاء تقول لها: إنها قطعة منك يا صفاء لو لم تخبريني إنها ابنة أخيك لظننتها ابنتك.
تعلقت الصغيرة بإياد فأخذتها صفاء من لينا ووضعتها بجوار الصغار على الأرض فتحلقوا حولها يحدقوها بانبهار، مالت لينا على مرام تهمس لها: عمار معه حق والله أن ينبهر بالفتاة أحيانا أرغب أنا بمعاكستها من شدة جمالها.
لكزتها مرام وقالت لها بهمس: اصمتي لينا لا أريد أن تنتبه صفاء لإعجاب عمار بها ستتوتر وتخاف ولكن معك حق إنها جميلة للغاية ولكن لا أظن أن هذا ما أعجب عمار بها.
ارتفع رنين هاتف مرام فنظرت للشاشة فوجدته عمار، سمعت صوته الهادئ يسألها: كيف حالك مرام؟
-الحمد لله عمار أنا بخير معي صفاء ولينا.
سمع الصخب وصوت الأولاد فقال لها: يبدو أن إياد مستمتع باللعب مع أصدقائه.
بلؤم قالت له: إنهم متحلقين حول ابنة شقيق صفاء هو ومالك وملك، لو رأيتها يا عمار ستأكلها من شدة حلاوتها تشبه الدمى إنها نسخة مصغرة من صفاء.
انقبضت يده على الهاتف وهو يسمع حديثها، على حين غفلة من عقله النشط دوما لصده عن محاولة التفكير بها تسللت صورتها وهي تحمل طفلة تشبهها وتبتسم، صورة انتعش لها قلبه المحاصر دوما والمحكوم بعقله، سمع صرخة مرام فاستفاق من خياله، سألها بقلق: مرام ماذا حدث؟
ولكن مرام لم تسمعه فقد رمت الهاتف لتمسك نور التي اختل توازنها ووقعت على الأرض، كانت تبكي ومرام تحملها تحاول تهدئتها ولكنها فشلت فأخذتها منها صفاء فاستكانت الصغيرة بأحضانها، زفر عمار براحة وقد فهم ما حدث من الكلام الذي سمعه، كاد يغلق الخط ولكنه سمع صوتها فتوسل له قلبه أن يترك الخط ليرتوي قليلا من صوتها، كانت تسأل لينا ومرام بحزن: هل تظنون إنها عندما تكبر ستعتبرني أمها مثل الآن أم ستنساني ولن تسأل عني؟
نهرتها لينا: أخبريني يا صفاء هل تعشقين الكآبة يا ابنتي لماذا تفكرين في أمر لم يحدث فلتعتبرك أمها أو لا تعتبرك لا يهم، غدا تنجبين ويكون لك أولاد ولا تضطرين لتبني أولاد الآخرين.
نظرت لها صفاء تسألها بألم: أنا أم هل تمزحين؟ الشئ الوحيد الذي تمنيت الحصول عليه من زيجتى السابقة كان طفل ولكن حتى هذا لم أحصل عليه.
قالت لها مرام بهدوء: احمدي الله يا صفاء أنك لم ترزقين وقتها بطفل كان ليكون خيطا مستمرا لا ينقطع مع أهل زوجك وأنت عانيت منهم الكثير.
-ولكن أنا أحب الأطفال مرام أعشقهم كانت أمنيتي دوما أن أكون أم، كيف سأحصل الآن على طفل؟
حاولت لينا المزاح للتخفيف من ألمها: ألا تعرفين كيف يتم الحصول علي الأطفال؟ اقتربي مني وأنا سأخبرك.
انتبهت مرام وتذكرت أنها رمت هاتفها وهي تتحدث مع عمار فقامت تبحث عنه، بينما كانت صفاء تتحدث وتقول للينا بألم: لا أقصد هذا لينا، لأحصل على طفل يجب أن أتزوج وأنا لن أتزوج أبدا، وحتى لو تعافيت يوما وفكرت بالزواج أخبريني هل هناك رجل سينظر لوجهي ويقبل بالزواج مني؟
نظرت لينا ومرام كلتيهما للأخرى ولم يجدا ردا مناسبا، ثم التفتت لينا لصفاء تقول لها بمرح: دعك من الرجال لا يأتي منهم إلا وجع الرأس هناك طرق أخرى لانجاب الأطفال! أتعرفين لقد سمعت أن هناك متبرعين بالنطف إنها فكرة عبقرية ما رأيك؟ هيا أخبريني بموافقتك وأنا سأبحث لك في هذا الموضوع جيدا.
وجدت مرام هاتفها مرمي بجوار صفاء على الأريكة، نظرت له فوجدته مغلقا، زفرت براحة فهى خشت من أن يكون عمار قد استمع لحديثهم خصوصا مع وقاحة كلمات لينا، لم تكن تعلم أن عمار قد استمع بالفعل إليهم وإلي حديث صفاء، التفتت للأولاد تسألهم: من يحب مشروب الشكولاتة؟
رفع الأولاد أيديهم بحماس فتحركت للمطبخ بابتسامة لتعده لهم، سألت صفاء لينا: إنها غريبة أليس كذلك؟
وافقتها لينا قائلة: بالفعل، متماسكة وكأن الأمر لا يهمها رغم إني أعرف أنها تتألم للغاية، وترفض الحديث عن موضوع زفافه، أتعرفي أتمني أن تبكي وتصرخ وتخرج ما بداخلها.
-معك حق وأنا أيضا أتمني هذا، لا أريدها أن تكتم ما بداخلها بهذا الشكل، إنه غير جيد على صحتها وصحة جنينها.
بغيظ قالت لينا لها: أتعلمين أتمنى أن يذوق ابن خالك التعاسة ألوانا علي يد تلك الحرباء حتي يدرك قيمتها ويعلم كم خسر بفقدانها.
لم تعلم أن كلماتها كانت نبؤة ترتسم وتتشكل وستحقق في القريب العاجل


**************************************************

أغلق المكالمة فور أن بدأت لينا بالحديث، نهره عقله ووبخه كيف يستمع لحديث الفتيات كالمراهقين، ولكن قلبه أعطاه الحق وقف مدافعا عنه أمام عقله أخبره أنه لم يكن يستمع إلا لسواها، فهاجمه عقله بقوة يصرخ فيه ليفيقه سواها! ومن هي، ماذا تمثل بالنسبة لك؟ ما هي إلا غريبة، هل بدأت تنحدر لسوء الأخلاق يا عمار؟ هل نسيت تعاليم والدك؟، لم يستسلم قلبه لصرخات عقله بل قام هو الآخر يصرخ إنها من الممكن أن لا تكون غريبة، بإمكانها أن تكون قريبة كل القرب، هو من يفرقهما عندما يتحكم ويأبي الاستماع له، بقسوة خاض العقل جولته الأخيرة عالما أنه سيحكم سيطرته عندما يذكر تفاصيل ما حدث لها، هل سترضى بزوجة نشرت صورتها كالغانيات ولا تدري كم رجل يحتفظ بصورها على هاتفه، كان يختنق والصراع يدور بين قلبه وعقله، ولكن هذه المرة قلبه لم يستسلم بل وقف وصرخ بقوة لم يكن ذنبها هل ستحاكمها كالآخرين لو كنت تحبها لحاربت نفسك من أجلها.
أغمض عينيه بإرهاق محاولا الهروب من تلك الحرب الدائرة داخله، لقد أتعبه قلبه كان مستقرا في الفترة الماضية عندما كان عقله يتولى زمام الأمور، كان قلبه مستكينا وقد علم أن عشقه ليس له أمل، ولكنه لا يدري ما يحدث، لقد بدأ قلبه ينتفض ويعلن العصيان على عقله، عقله لم يعد متحكما بل خرجت زمام الأمور من بين يديه، قلبه يحارب وعقله يحاول استعادة زمام الأمور ولكنه يفشل، سأل نفسه بألم" إلي أين ستقودك الحياة يا عمار إلي أين"
حاول تشتيت عقله بالتفكير في كريم، لم يدعوه لحفل زفاف وهو لم يكن حريصا علي الحضور، هو لا يطيق تلك السلمى منذ زمن بعيد، ترقب كان يشعر به وتساؤل فرض نفسه عليه" يا تري هل كريم يشعر بالسعادة الآن"
لم يكن يعلم أن كريم الآن وصل للتو لتلك المدينة الساحلية التي حجزت بها سلمى أسبوعا للعسل، كان ما زال على حاله واجما وهو يدخل حجرة الفندق وراء سلمى، كانت سلمى تتحدث بسعادة وهي تقول له: تماما كما حلمنا شهر العسل في حجرة مطلة على البحر، ثم اقتربت منه تتعلق بعنقه هامسة: أنا وأنت والبحر فقط ،لقد تحقق حلمنا أخيرا حبيبي.
ابتسم ابتسامة باهتة في وجهها وهو يقول لها بخفوت: سأغير ملابسي فالطريق كان طويلا.
ابتسمت في وجهه بعذوبة، فور أن اطمأنت لدخوله حتى أمسكت هاتفه لتستخرج رقم تلك المرام سريعا من هاتفه، حفظته على الخط الجديد الذي اشترته بالأمس، تلك المرأة يجب أن تبتعد عن كريم، تعلم أن كريم يسعى خلف مصالحتها ويجب أن تمنع هذا التصالح بأي ثمن، كريم حقها وحدها، نظرت إلي ملف الصور الذي أرسله لها سيف كما طلبت، بغضب كانت تطلع إلي الصور كريم في كل الصور كان واجما لا يبتسم حتى، وجدت أخيرا صورة له بوضع جانبي وهو يتطلع إليها، صورة لا توضح انفعالاته، مطت شفتيها باستياء ثم أرسلت الصورة لهاتف مرام ثم أخرجت الخط وخبأته في حقيبتها ثم قامت لتخرج ملابسها التي سترتديها، ستنسيه مرام اليوم بل ربما ستنسيه اسمه حتى.
يتطلع إلي سقف الحجرة بخواء.
لقد ذاق الثمرة أخيرا
تلك الثمرة التي داعبت فكره طويلا
سكنت أحلامه وتاق لها قلبه لسنين طوال
ذاقها وعرف مذاقها
والغريب انها لم يكن لها مذاق
زفر بضيق وهو يقوم من مكانه، يشعر بالحجرة تضيق على أنفاسه، سلمى تنام جواره قريرة العين وهو لا يجد للنوم سبيلا، جلس في الشرفة يتطلع للظلام من حوله ويستمع لصوت الأمواج وتكسرها على شاطئ البحر، كان البحر هائجا اليوم بينما هو كان خاملا راكدا عكس طبيعته، قضي ليلته الأولي مع سلمى، يعترف أنه انتشي كرجل واستلذ وهي بذلت كل جهدها لتسعدها، ولكن بعد انتهائهما لم يجد بداخله إلا الخواء، شعر بأنفه تستغرب رائحتها وتبتعد تبحث عن رائحة أخرى مألوفة لناعسة العينين، قلبه ينقبض من حضن سلمى بجسدها الأنثوي الفاتن ويتمنى حضن آخر لضئيلة الجسم واسعة القلب التي تحتويه فتغرقه داخلها، بداخله يتساءل بحيرة أين السعادة التي كان يظنها إذا تزوج بسلمى؟ شعر بشوق شديد إليها لم يراها اليوم، أمسك هاتفه ليرسل لها رسالة لتقرأها فور استيقاظها ولكنه للعجيب وجدها متصلة في هذا الوقت، أرسل لها رسالة" لماذا أنت مستيقظة لهذا الوقت، هل أنت بخير؟"
لم يكن يعلم أنها مستيقظة تشاهد صورة زفافه التي أرسلتها لها سلمى.
ذاقت اليوم شيئا لم تعرفه طوال عمرها، الأرق، دوما كانت تهرب من آلامها بالنوم ولكن اليوم هرب منها النوم، كانت نائمة بجوار إياد بعد أن تركت الحجرة للينا وأولاد شقيقتها، هربت من ذكرياتها بها معه، هربت من رائحته العالقة بوسادته، واحتمت بحضن ابنها من الألم، ولكن الألم لم يهدأ بل زادته ساعات الليل، ثم جاءت تلك الصورة لتزيد من عذابها، تعلم علم اليقين من أرسلها، إنها تقول لها إنها فازت حصلت علي زوجها، نظرت للصورة بمرارة إنه سعيد ينظر للأخرى كمن حصل على الكون بأكمله، وجدت رسالة منه، فتحتها لتقرأها كادت تتجاهلها ولا ترد عليه، ولكنها غيرت رأيها باللحظة الأخيرة لن تشعره بألمها حتى لا تزيد من شفقته عليها، ستختبأ خلف ألف قناع وقناع لتشعره بأنها أفضل من دونه، ردت عليه برسالة" سهرنا اليوم كثيرا منذ قليل فقط نام إياد، قضينا يوما ممتعا مع لينا وصفاء سأنام الآن"
يعلم إنها كاذبة، يعلم إنها تتألم، ولكن هو لا يملك الحق ليواسي هو خسر هذا الحق منذ زمن، كتب لها رسالة أخرى " اشتقت إليك مرام"، كان صادقا فهو حقا اشتاق ولو خيروه الآن لاختارها وحدها، يود لو ينام فقط ليلة واحدة بين أحضانها ليرتاح.
قرأت رسالته بجمود، كادت أن تكتب له كف عن الكذب ولكنها تراجعت ثم كتبت له رسالة قصيرة وأغلقت هاتفها تماما، حاولت الاسترخاء لتنام ولكن يبدو أن النوم لن يزورها هذه الليلة.
وصلت رسالتها ففتحها بلهفة، أنقبض قلبه ألما وهو يقرأها، رغم علمه أنها كاذبة إلا أن هذا لم يمنع ألمه، كانت قد كتبت له" أما أنا فلم ولن أشتاق"
تطلع إلي السماء بشرود حتى غلبه النعاس، وكانت صدمة سلمى قوبة وهي تستيقط صباح زفافها لتجد كريم نائما في الشرفة علي أحد المقاعد، كانت تحترق من الغضب وهي تراه نائما أمامها بوضع غير مريح ولكنها تماسكت وسيطرت علي نفسها ورجعت للغرفة تفكر بعمق وتخطط لخطواتها القادمة
هناك من يصنعون الحرائق وهناك من يكونون وقودا لها
وهناك من يصنعونها ويكونوا هم الوقود
وهي لن تكون أبدا الوقود.

***********************************************

بعد مرور شهر
كانوا يجلسون مع السيد مراد ينهون تفاصيل الاتفاق بينهم وبينه، كانت لينا تجهز العقود للإمضاء، عندما قال مراد لكريم : نسيت أن أبارك لك سيد كريم، لقد رأيت ذلك المنشور منذ مدة، لن أخفي عليك فقد تفاجأت بالأمر كثيرا كنت أراكم أنت والسيدة مرام متفقين للغاية.
قبض كريم يده بشدة وهو يلعن سلمى في سره هي من أنزلت ذلك المنشور اللعين بصور زفافها معه، لم يرد على الرجل بل صمت وكأنه لم يسمع الكلام، لينا من تدخلت وهي تقول للرجل ببرود: معقول أنك لم تسمع سيد مراد، لقد تطلق سيد كريم ومرام منذ عدة أشهر.
رفع الرجل حاجبيه بدهشة وهو ينظر إلي الأوراق التي وضعتها أمامه للينا ليراجعها ثم قال: حقيقي لم أكن أعلم ولكن ليوفق كل منهما في حياته السيدة مرام سيدة رائعة أتمني أن تجد السعادة.
شعر كريم بالدماء تفور في جسده مع كلام الرجل لم يشعر بنفسه إلا وهو يصرخ بالرجل على وقاحته لأنه يذكر مرام، لم يصمت مراد بل انتفض بعصبية هو الآخر غير قابلا أن يحادثه أحد بتلك اللهجة، كان صراخهما يصم الآذان مما أخرج مرام من مكتبها بذعر، كانت تعمل بعد أن أنهت حديثها مع مراد وتركت باقي التفاصيل لكريم وعمار، رأت مراد ينصرف بخطوات غاضبه وكريم يصرخ خلفه بغضب بينما أسرع عمار ليلحق بالرجل ليراضيه، دخلت مرام الحجرة لتجد كريم يصرخ بلينا: أنت السبب، لم ينفلت لسانك بكلام لا يعنيك، ما دخله هو بالهراء الذي قلتيه.
لم يبدو علي لينا أي تأثر بغضبه وهي تقول له ببرود: لقد وضحت له الأمر فقط لم أفعل شيئا خاطئا.
كان عمار قد عاد غاضبا هو الآخر بعد أن فشل في تهدئة مراد، صرخ في كريم بعصبية: هل جننت؟ الرجل رفض اعتذاري وأخبرني أنه لن يكمل التعاقد، هل تعلم ماذا تعني خسارة السيد مراد لنا، إنه أهم عملاؤنا، هل تريد إفلاس هذا المكتب كريم، يجب أن تعتذر له.
رد عليه كريم بصراخ مماثل: فليذهب هذا الرجل للجحيم لن أعتذر منه، إنه رجل وقح لن أكمل معه مهما حدث.
تدخلت مرام بينهما وهي تقول بحدة: ماذا يحدث هنا؟ هل يفهمني أحد ما يحدث؟ ما سبب هذه المشكلة بالأساس؟
التفت كريم للينا يحذرها بإصبعه: إياك أن تخبريها بما حدث.
ثم أخذ مفاتيح سيارته وانصرف من المكتب غير عابئا بنداءات عمار ومرام، التفتت مرام تسألهما بحيرة: ماذا حدث؟ اشرحوا لي لماذا هو مجنون بهذا الشكل، لم أره بهذه العصبية منذ مدة.
زفر عمار بضيق وهو يرد عليها: جدي حلا مرام، لن يستطيع أحد غيرك التأثير عليه، يجب أن يعتذر للرجل ويراضيه، مكتبنا لن يتحمل خسارة كتلك.
هزت رأسها موافقة وهي تنصرف لغرفتها لتتصل به، بينما انفجرت لينا بالضحك بعد انصرافها فالتفت إليها عمار يوبخها: الأمر ليس مضحك لينا.
حاولت التماسك ولكنها فشلت فغرقت في نوبة ضحك أخرى تحت أنظار عمار المغتاظة، تنحنحت وهي تقول له: أعتذر عمار، لا تقلق مرام ستؤثر عليه، تعلم إنه لن يرفض طلبها سيعود السيد مراد ويمضي العقود لا تقلق، ولكن هل رأيت مظهره وهو مشتعل الغيرة كادت تحرقه.
بنزق قال لها: انت تتحدثين عن صديقي بالمناسبة هل يجب أن أذكرك، ثم غالبته بسمته وهو يردف: أظن كريم بانتظاره أيام صعبة.
عاودت ضحكها وهي تقول له بشماتة: يستحق أكثر من ذلك.
تردد لحظات قبل أن يسألها بخفوت: كيف حالها؟
كانت تعلم من يقصد ولكنها أدعت الجهل وهي تسأله بلؤم: من؟
-صفاء؟
كانت صفاء قد تحسنت كثيرا كما أخبرتها وستأتي للعمل غدا ولكنها قررت أن تثير قلقه فقالت له: لو تسمع صوتها يا عمار يؤلم القلب لم أرى دور برد شديد كهذا الذي مرت به، المسكينة متعبة للغاية.
انقبض قلبه من كلامها، المنمنمة مريضة منذ ثلاث أيام، حرم حتى من رؤيتها، آه لو كان له الحق بالوجود جوارها لراعها حتى تعافت، بإشفاق نظرت له لينا وهي تقرأ المشاعر على وجهه بسهولة، هذا الرجل عاشق محروم حتى من السعادة بعشقه، تنهدت وهي تترك له الغرفة حتى لا يشعر بحرج، اما هو فلم ينتبه حتى لخروجها كان عقله وقلبه هناك مع صفاء.
يدور في شوارع المدينة منذ عدة ساعات، يشعر بنار كاوية تحرقه، هذا الوقح كيف يتجرأ و يتحدث عن مرام أمامه بهذا الشكل، كان يجب أن يضربه لماذا اكتفي فقط بالصراخ عليه، صف سيارته أمام البيت ثم صعد بغضب مازال يتحكم به ليصرخ بها فور رؤيتها، فزعت من صراخه أما والدته فسألته بحيرة: ماذا حدث بني؟ لماذا أنت غاضب هكذا؟
كانت سلمي جالسة لم تتحرك من مكانها بجوار سميرة كانا يشاهدان التلفاز معا في شقة الأخيرة، لم يرد علي أمه بل استمر بصراخه الغاضب على سلمي، كان يقول لها لانفعال: إياك أن تشاركي أي صورة لنا على صفحتي افعلي ما تشائي في صفحتك، ثم أردف بغضب: ولماذا سأترك الأمر للمصادفة سأحظرك نهائيا ثم أمسك هاتفه ليحظرها تحت أنظارها الذاهلة الغير مستوعبة لغضبه، كان والده هو الآخر يشاهده بحيرة فمنذ زواجه وهو هادئ خامل بشكل غريب قليل الكلام اليوم لما هو منفعل بهذا الشكل؟ تركهم خلفه وهو يدخل الشرفة بعد أن رفض أن يأكل عندما سالته والدته؟ سأل والده نفسه بحيرة هل الأمر متعلق بمرام؟
نظر بلا شفقة لسلمى التي تبكي أمامه بتصنع يليق بها، تلك الفتاة لا يطيقها حتى البكاء تتصنعه، راقب سميرة وهي تواسيها ثم انتبه على رنين هاتفه وجدها مرام فتح الخط يقول لها بترحيب أبوي: كيف حالك يا حبيبتي، اشتقت إليك كثيرا.
-وأنا أيضا عمي، نحن بخير الحمد لله، لا أستطيع الوصول لكريم يغلق هاتفه ويجب أن أتحدث معه.
قال لها: لقد جاء منذ قليل يشتعل غضبا ولم يقول السبب، هل حدث شىء؟
-حسنا عمي سأحضر بعد قليل أنا بالطريق، لا تخبره إنني قادمة حتى لا يفر من المنزل، لقد تشاجر مع عميل ويجب أن أقنعه أن يعتذر له فالعميل مهم للغاية.
أغلق معها الخط زاويا حاجبيه بتفكير وداخله يوقن أن الأمر يتعلق بمرام.
دخل من الشرفة وجلس على أحد المقاعد يقلب قنوات التلفاز بلا هدف تحت أنظار والدته وسلمى المراقبة، لم يخبره عصمت كما قالت له مرام إنها ستأتي، عندما رن جرس الباب وفتحه والده فوجئ بها هي وإياد، باشتعال شاهد والده يحضنها بحب ذلك الحضن الذي حرم هو منه، اشتعل من جديد عندما رآها أمامه فقام يقول لها بعصبية: ما الذي أتي بك؟ أخبرتكم أني لن أعتذر له.
كتفت ذراعيها بتحدي وهي تقول له ببرود: ستتصل به كريم وستعتذر لسنا نملك رفاهية خسارة عميل مثله وأنت تعرف.
-فلنخسره هذا الرجل لن أتعامل معه مرة أخرى، وهذا آخر كلام عندي.
بحدة قالت له: لماذا أنت متحامل عليه بهذا الشكل؟ الرجل ملتزم باتفاقاته معنا منذ عدة سنوات، بل هو أكثر عميل عندنا مريح في تعاملاته المادية، ماذا فعل لك لتتحامل عليه بهذا الشكل أخبرني.
زاد احتراقه وهي تتحدث عن هذا الرجل فقال لها بعصبية: لماذا تمتدحينه بهذا الشكل؟ هيا أخبريني.
كان عصمت يراقب الموقف بتسلية وهو يحمل إياد، بينما كانت سلمى تحترق غيظا وهي ترى تلك الضئيلة أمامها، بينما اشتعلت سميرة غيظا وهي تجد تلك القصيرة تعنف وحيدها فقالت لها بغضب: أخبرك إنه لن يعتذر لماذا تعكرين صفوه اتركيه.
التفتت مرام إليها وقد شعرت بالخجل وهي تجد الجميع ينظر إليها يبدو إنها بالغت بانفعالها، بتهذيب قالت لها: كيف حالك خالتي عذرا لم انتبه لوجودك.
بينما قال كريم لأمه بلوم: أمي هذا الأمر يخص العمل، أنا ومرام نتناقش فقط.
ثم مد يده ليمسك يد مرام فتراجعت خطوة وهي تنظر إليه بتحذير فأنزل يده بإحباط فحتى اللمسة تحرمه منها، قال لها: تعالي لنكمل حديثنا بالصالون.
وقفت سلمى تقول له بعصبية: ولماذا لا تتحدثان أمامنا، أي أمور خاصة بينكم لتدخلوا الغرفة بمفردكم.
كاد كريم يصرخ بها بغضب ولكن مرام سبقته وهي تقول لها ببرود: لنتحدث أمامكم فليس لدينا أمور خاصة كما تقولين، ثم التفتت إلي كريم تردف: رجاء كريم انه هذا الأمر تركت عمار متوتر للغاية في المكتب، اتصل بالرجل وأعتذر له وانه الأمر حتى نوقع العقود غدا.
-بشرط لن تتعاملي مع هذا الرجل مرة أخرى.
نظرت له بدهشة فقال لها بنزق: هذا شرطي الوحيد.
أومأت برأسها موافقة وهي لا تفهم للآن سبب غضبه فسألته: ماذا حدث بينكم؟
لم يرد عليها بل رمقها بغضب وأخذ هاتفه ليتصل بالرجل تحت أنظار مرام المراقبة للموقف، ما إن سمع صوت مراد الهادئ حتى قال له بارتباك: كيف حالك سيد مراد؟ أعتذر عن ما حدث بالمكتب اليوم، أرجو أن تتقبل أسفي وتنسى ما حدث.
لم يرد مراد فكاد يشتمه مرة أخرى ويغلق الهاتف ولكن نظرات مرام المحذرة أوقفته، بعد صمت لحظات استمع لصوت مراد الهادئ: سأقبل اعتذارك فقط هذه المرة سيد كريم لأني أعرف كيف تلغي الغيرة عقل الرجل، وأنصحك كأب ولن أقول كأخ أكبر فأولادي تجاوزوا العشرين ما دمت تحبها وتغار عليها بهذا الشكل فأعمل على استعادتها مرة أخري فامرأة مثلها يتمناها الكثير.
كاد يشتم الرجل مرة أخرى على عبارته الأخيرة ولكن الرجل أغلق الخط مباشرة، فالتفت إلي مرام يفرغ انفعاله بها: هل ارتحت الأن لقد اعتذرت، إياك أن تتعاملي مع هذا الرجل مرة أخرى، أقسم لو وجدتك تقفين سأضربه.
حدقت مرام فيه بذهول غير مستوعبة ما يحدث معه بينما ابتسم عصمت برضى وقد فهم ما يحدث ابنه يغار بل يشتعل غيرة، ابنه على الطريق الصحيح لفهم نفسه أخيرا.
التفتت مرام لابنها تقول له بابتسامة: هيا حبيبي حتى لا نتأخر.
بنزق قالت لها سميرة: لم أشبع من حفيدي بعد، إذا كنت متعجلة كعادتك فانصرفي أنت.
رمقها عصمت بتحذير فابتلعت باقي كلامها باستياء، بينما سألت مرام إياد: هل تحب أن تجلس مع جديك قليلا حبيبي؟
أومأ الصغير برأسه بحماس فقبلته مرام بحب وهي تردف: حسنا سأنصرف أنا.
قال لها عصمت: ابقي أنت أيضا حبيبتي لقد أنار البيت بوجودك.
-شكرا لك عمي عندي عمل كثير للغاية.
أوقفها كريم وهو يقول لها: انتظري سأوصلك.
-شكرا كريم معي سيارتي.
انصرفت تحت أنظار سلمى التي تشتعل غضبا، هذه الفتاة وجودها خطر، كريم متعلق بها ويغار عليها، يجب أن تمسحها من حياته تماما، نظرت لإياد وخطة تتجهز بعقلها ولكنها تحتاج لمساعدة سميرة، تركتها تختمر بعقلها وستخبر حماتها فور تواجدهما بمفردهما.
دخل كريم الشرفة يراقب انصرافها بسيارتها، كان شاردا فلم ينتبه لدخول والده الذي سأله بلؤم: هل هذا الرجل تقدم لخطبة مرام؟
التفت لوالده بغضب يساله: من الذي وضع تلك الفكرة الغريبة برأسك، لو كان فعلها لأنهيت حياته.
سأله والده بهدوء: حقا! ولماذا تضربه! هل حق الزواج لك وحدك، بالتأكيد سيأتي يوم وتتزوج ويومها سأكون أنا وكيلها وسأسلمها لمن يصونها.
حرائق انتشرت بداخله وهو يستمع لكلمات والده، مرام تتزوج من غيره، بغضب قال لوالده: ما الذي تقوله أبي أنا لن أسمح بذلك.
ببرود سأله والده: ومن أنت حتى تسمح كريم؟ أنت مجرد طليقها فقط.
-هل قالت لك مرام شيئا؟ أخبرني هل تمهد لي.
لم يرد عليه والده فتحرك بغضب ليترك المنزل ليلحق بمرام ويسألها عن حديث والده الغامض.
ببال رائق دخل عصمت من الشرفة يسأل حفيده: ما رأيك أن تأتي لتنام معي قليلا يا بطل.
-سأشاهد الكرتون جدي
قبله عصمت مرة أخرى وهو يتحرك لغرفته ليتصل بمرام، كانت ماتزال بالطريق عندما أتاها اتصال عصمت ففتحت الخط تسأله بقلق: هل هناك شئ عمي؟
أجابها ببال رائق: أردت أن أخبرك فقط أن كريم بالطريق يكاد يشتعل غضبا.
سألته بحيرة: هل حدث شئ آخر؟ هل اتصل بالعميل مرة أخرى.
-لا بل أنا أخبرته أنني سأكون وكيلك عندما تقررين الزواج.
تضاعفت حيرتها وهي تقول له: عن أي زواج تتحدث عمي، تعرف إنني لن أتزوج.
بتسلية أجابها: ولكن هو لا يعلم، تعلمي بعض المكر النسوي يا مرام، ألا ترين كيف تتعامل النساء هذه الأيام، لا تكون جميع أوراقك مكشوفة هكذا، هيا حبيبتي، مع السلامة.
أغلقت هاتفها وهي لا تفهم أي شىء من تلك المكالمة العجيبة، صفت سيارتها أمام المنزل وكادت تنزل ففوجئت كريم يصف سيارته ويشير إليها لتنتظر، انتظرته ففتح الباب وهو يجلس على المقعد جوراها ويسألها بحدة: هل تفكرين بالزواج، وإياك أن تقولي هذا ليس من شأنك.
كتفت ذراعيها وهي ترد عليه: ما رأيك كريم أنت هل تتخيل أني سأتزوج شخص يحد من علاقتي بابني.
زفر براحة وهو يسمع كلامها، يعلم أن مرام لن تفعلها ولكن كلام والده أثار قلقه، نظرت لعلامات الراحة على وجهه فتذكرت كلمات عصمت الأخيرة فأردفت بلؤم: ولكن عندما يكبر إياد وينهي دراسته ويستقل بحياته بالتأكيد سأفعل، لماذا سأترك نفسي وحيدة، بالطبع سأكون كبرت قليلا ولكن أتعلم من يراني لا يعطيني عمري، أتعرف معظم الطلاب ظنوني زميلتهم أول يوم.
-هل جننت؟ ما هذا الذي تقوليه؟
قالت له بهدوء: آه تذكرت أنك تخاف علي، لا تخشي شيئا سأختار رجلا جيدا ولكن هذه المرة سأختار من يحبني ولست من أحبه أنا.
نزلت من سيارتها تحت أنظاره المحترقة كان يعلم أنه لو فتح فمه سيتهور وسيعيدها لعصمته على الفور فأطبق فمه فمرام لا تستحق منه أن يعيدها على ضرة، نزل وراءها رأته يقبض يده بشدة فعلمت أنها أغاظته، لا بأس إنها تشعر بالرضى من احتقان وجهه، فليتألم قليلا فهي منذ شهور تتألم وحدها.
رتبت سلمى كلماتها جيدا ثم اقتربت من حماتها تقول لها بنفاق: أتعلمين خالتي لم أر رجلا مثل كريم لقد قمت بتربيته بشكل رائع، أود عندما يرزقني الله بأطفال أن أتعلم منك.
ابتسمت سميرة بتمني وهي تقول لها: هاتي أنت لي فقط العديد من الأحفاد وأنا سأفعل كل شىء.
أكملت سلمى حديثها المنافق: أتمني خالتي أن أنجب ستة أطفال من كريم سأملأ هذا البيت بالعديد من الأطفال ولكن أتعلمين لا تعجبني ما تفعله تلك الحية مع إياد، إنها تربيه بشكل خاطيء للغاية لو كان معك لاختلف الأمر تماما.
بحسرة قالت لها سميرة: لا أعرف من أين جلبها ابني ولكن ماذا نفعل إنها أمه بالنهاية.
بحذر قالت سلمي: وأنت لن تحرميه منها.
اعتدلت سميرة تسألها بدهشة: مالذي تقصديه سلمى؟
-أقصد أن تقنعي كريم أن يأتي إياد ليعيش معك هنا، تربيه كما ربيت كريم ليصبح نسخة من أبيه، وهي تأتي لتزوره متى شاءت.
هزت سميرة راسها تستوعب كلامها ثم قالت لها: بالطبع كريم لن يوافق ولا عصمت، وإياد لن يستطيع مفارقة أمه.
مع كلام سميرة انفجر إياد ببكاء حاد مما أفزع سميرة ثم جرى على جده ليوقظه وهو يقول له بخوف: جدي أريد أن أذهب إلي أمي.


انتهي الفصل
أتمني تشاركوني آرائكم بالفصل، دمتم بخير




hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-21, 12:18 AM   #484

Mini-2012

? العضوٌ??? » 456252
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,977
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » Mini-2012 is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️😻😻😻😻😻😻😻😻😻♥️

Mini-2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
ﺎﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞّ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ
رد مع اقتباس
قديم 03-08-21, 12:26 AM   #485

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماسال غيبي مشاهدة المشاركة
لهف قلبي عليك يا مرام يا لهي انا متاكدة انها لن تطلب عودة فكرامتها اهم من اي شيء و مازال انكسرها اكتر الطفي بنا في المها و كم اتمني ان يذوق كريم صاع صاعبن تحضير منذيل للبكاء check
تخمينك صح حترفض العودة اما كريم فمعاناته الحقيقية حتبدأ


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-21, 12:29 AM   #486

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryam tamim مشاهدة المشاركة
اووووووف يا كريم يا حرقة القلب ! ... لست صادق بكلامك فلو كنت صادقا لكنت منعت تسلل سلمى لحياتك من البداية .. ما كنت بلغت مرام بموعد زفافك .. هل تنتظر منها إشارة لتغي ما فعلت؟! وهل تحتاج اصلا لاشارة!.. انت سعيت في خراب بيتك ودمار حياتك فأكمل الطريق للنهاية وتجرع كأس الخسارة لأخر قطرة.
منتظرين الفصل على نارررر
تسلم ايدك على الاقتباس
الله يسلمك مريم، فعلا كريم حيتجرع كأس الخسارة نتيجة خطأه بالسماح لسلمى بالدخول في حياته


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-21, 12:30 AM   #487

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rere87 مشاهدة المشاركة
رواية مثيرة وجميلة جدا
تسلمي حبيبتي سعيدة برأيك


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-21, 12:34 AM   #488

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryam tamim مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الخير والعافية على الجميع

تسجيــــــــل حضـــــــــور
في أنتظـــــــــــار نزول الفصـــــــــل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سوسن شريف مشاهدة المشاركة
اسلام عليكم ورحمة الله
في انتظار طلتك الجميلة عبر قصة مرام واحداث تجاوزها الازمة" وانخداع كريم في حلم حب حياته
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رونى تامر مشاهدة المشاركة
تسجيل حضور😍😍😍😍😍
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد حميد مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماسال غيبي مشاهدة المشاركة
في انتظار اه يل ربي الطف انه اصعب فصل اليوم دموع check كن قوية مرامي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shadwa.dy مشاهدة المشاركة
تسجيل حضوووووور ❤️😍😘
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لامار جودت مشاهدة المشاركة
مسا الخير عليكم منتظرين على نار
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حبيبيه مشاهدة المشاركة
منتظرين الفصل على نار لمعرفه الاحداث
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mini-2012 مشاهدة المشاركة
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️😻😻😻😻😻😻😻😻😻♥️
منورين حبيباتي سعيدة بوجودكم ومتابعتكم:eh_s (7):


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-21, 12:35 AM   #489

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 72 ( الأعضاء 23 والزوار 49)
‏hollygogo, ‏asaraaa, ‏غاليه 1, ‏Maryam Tamim, ‏أم نسيم, ‏HEND 2, ‏sawsan assaf, ‏Shadwa.Dy, ‏Um-ali, ‏سوسن شريف, ‏Salma_3_, ‏ادم الصغير, ‏همس البدر, ‏KoToK, ‏amana 98, ‏احمد حميد, ‏ماسال غيبي, ‏حبيبيه, ‏الاوهام, ‏ريلينا بيسكرافت, ‏رونى تامر, ‏samirag, ‏الياسمين14


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-21, 01:10 AM   #490

سوسن شريف

? العضوٌ??? » 481029
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 45
?  نُقآطِيْ » سوسن شريف is on a distinguished road
افتراضي

احببت الفصل كثيرا بارك الله فيك

سوسن شريف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:03 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.