آخر 10 مشاركات
تحت إيوان النخاس (3) * مميزة ومكتملة * ...سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          339 - على ضفاف الرحيل - آن ويل (الكاتـب : سيرينا - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree626Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-09-21, 10:00 PM   #881

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الخير والعافية على الجميع


تسجيـــــــــــــــــــــ ــل حضــــــــــــــــــــــو ر



في انتظار نزول الفصل


Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 10:58 PM   #882

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Maryam Tamim مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الخير والعافية على الجميع


تسجيـــــــــــــــــــــ ــل حضــــــــــــــــــــــو ر



في انتظار نزول الفصل
وعليكم السلام
مساء النور يامريم
منورة بحضورك حبيبتي


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 11:02 PM   #883

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي


الفصل التاسع والعشرون

يشعر بإحباط شديد يلفه منذ الأمس، لم يصدق عندما أبلغه كريم برفض مروان، صحيح إنه كان يعرف إن قبوله سيكون صعبا وربما يحتاج للجلوس معه أكثر من مرة حتى يشعره بجديته ولكنه فاجأه برفض قاطع ولم يستجب لمحاولات كريم لترتيب موعد آخر بينهما، حاول كريم طمأنته: لا تبتئس هكذا يا عمار، سنظل نتحدث معه حتى يلين ويقبل، لن أترك هذا الأمر حتى آتي إليك بالبشارة لا تقلق.
عقبت مرام على كلام كريم: انظر للجانب الجيد يا عمار، لم يمنعها من القدوم للعمل وهذا جيد لعلاقتكما ستتقرب منها ومن يدري ربما هي من ستقف أمام مروان وتخبره إنها توافق على الزواج بك.
ظل صامتا على حاله فضربه كريم بخشونة على ظهره ثم قال: لقد عشت حتى رأيتك مشغولا بامرأة يا صديقي ظننتك لن تفعلها فحتى في مراهقتك كنت مثالا للأدب والاحترام.
تأملته مرام بإشفاق فمنذ أبلغوه برفض مروان وهو على هذه الحالة، قالت له: عمار صدقني أنا أشعر أن زواجكما سيكون قريبا للغاية، ولا تقلق من الممكن أن نوسط عمي عصمت بينكما فهو يعرف كيفية التأثير على مروان.
رفع عينيه إليها بلهفة فور سماعه لاسم عصمت ثم قال لها: معك حق كيف لم يخطر ببالي هذا الأمر، سأتصل بعمي الآن وآخذ منه موعدا.
رفع هاتفه بالفعل ليتصل ولكن صوت رجل جهوري ينادي باسم صفاء سمره، سمع كريم الصوت فعرفه على الفور إنه خاله مختار، بهلع قال: خالي مختار ما الذي أتى به إلى هنا؟ إياك أن تغادر الحجرة يا عمار، صدقني لو رآك هنا سيحدث مشكلة لن نستطيع أن نحلها، خالي رجل غير قابل للتفاهم.
تحرك عمار بالفعل ليغادر الحجرة متجاهلا كلام كريم، كانت تحركه كلمات صفاء عن والدها وعما فعله بها، كل ما سيطر عليه أن يكون بجوارها ليحميها ويدعمها من بطش أب كان هو أول من اغتالها وكسر روحها، أوقفته يد كريم التي سحبته بخشونة، نهره: عمار خالي رجل عديم المرونة لا أريده أن يراك هنا.
تركتهم مرام وهرعت لصفاء ووجهها المكدوم الذي جاءت به منذ أشهر على يد والدها يحتل عقلها، كانت تتساءل بهلع: ما الذي أحضر هذا الرجل إلى هنا؟ ما الذي ذكره بصفاء وهو الذي لم يزرها طوال الأشهر الماضية"، أدركت بحدسها أن مجيئ هذا الرجل لا يحمل الخير، وصلت لباب الحجرة أخيرا فوجدت مختار بضخامته يقف أمام مكتب صفاء وخلفه ابنه محمود، كلاهما متجهمين وينظران لصفاء بكره، صفاء التي كانت تعيش لحظات قاسية وذهنها يستعيد لحظات مرعبة اقتربت فيها من الموت علي يد أبيها، كانت تلهث بعنف رغم عدم بذلها لمجهود بدني ولكن عقلها كان يجري بمارثون ويتذكر كل ما حدث بأدق التفاصيل، كانت تعيش نفس اللحظة بآلامها، وجنتها يندفع منها عمود من النار متذكرة صفعة نالتها منه، رأسها تؤلمها بنفس الألم الذي عاشته منذ شهور عندما ضربها بالحائط، تسمع صوت أنين روحها بوضوح وتملأ أذنيها آهات خرجت من فمها يومها لما تعانيه من آلام، تشعر بروحها تنكسر لألف قطعة و إحساسا بالخزي لفها ووالدها وأخيها يقفان أمامها ينظران إليها باتهام، تسمرت ولم تقوى على الوقوف أو الكلام، ماذا ستقول؟ هل ستقف لتقول له كيف حالك يا أبي؟ وهي تعلم العار الذي جعلته يعيشه في كبره، أم ستقبل يده كما كانت تفعل دوما ولكن كيف ستفعلها، كيف ستقترب منه بدنسها الذي تحمله؟ وحتى لو قبلها هو ونسى كيف ستنسى هي ما نالته يوما على يديه؟
سألتها لينا بقلق: صفاء من هذا الرجل؟ وجهك شاحب للغاية.
فتحت فمها لترد على لينا ولكن الكلمات أبت الخروج، لماذا يطاردها عارها هكذا ولا يجعلها تهنأ بلحظات سلام، كانت منذ دقائق قليلة تضحك على لينا وهي تقلد عمار عندما كان يتكلم مع مرام بحرقة ليشتتها عن التفكير فيما قالته سلمى، كانت تضحك من قلبها، منذ متى لم تضحك بهذا الانطلاق والصدق؟ منذ شهور طويلة، ولكن كأن الحياة تستكثر عليها لحظات سعادة قليلة فلقد وجدتهم أمامها يحدقون إليها بنفور ووالدها ينادي عليها بصوته العالي، دخلت مرام الحجرة على كلمات مختار القاسية: تضحكين! تجلسين هنا وتضحكين بمليء فمك، لقد سمعت صوتك من أسفل البناية، تعيشين سعيدة وأنا واخوتك نعيش منكسي الرؤوس من فعلتك، تعملين! وتمارسين حياتك وكأنك لم تحطمي حياتنا جميعا، أي ابنه ناكرة للجميل أنت، ليتني قتلتك بيدي لحظة ميلادك ولم أسمح لك بالعيش.
نظرت له لينا بذهول غير مصدقة لما يتفوه به هذا الرجل، فهمت من كلماته إنه أبيها ولكن هل يوجد أب يؤلم روح ابنته بهذا الشكل، ودت لو تقوم وتصرخ به ولكن منعها خوفها من أن تغضب صفاء منها فهو أبيها بالنهاية، تحركت مرام لتقف بجوار صفاء كأنها تقول لها بلا كلمات" أنا هنا بجانبك لا تخافي"، بلهجة جافة رحبت به: أهلا بك عمي مختار، أهلا محمود، أنرتما المكتب.
دخل كريم الحجرة خائفا على صفاء، أبقى عمار بالمكتب بصعوبة بل وأغلق عليه بالمفتاح خوفا من أن يتهور ويخرج مواجها خاله، كان خاله ينظر لمرام بعدم رضا لم يوافق قط على اختيار كريم لمرام، ابنة عاصمة لا تعرف شيئا عن تقاليدهم، رشح له الكثير من بنات أعمامه ولكن كريم صلب رأسه ورفض كما فعل مروان ذات يوم واختار هو الآخر امرأة من خارج عائلتهم متعللا بأنه أحب، أي رجل هذا الذي يترك لحمه للغرباء ويأوي لحم غيره ببيته، ولكنهم ليسوا رجال هكذا قناعته في بكريه، نشأ ذكرا طريا لأنه ترك تربيته لسعاد، ليته تدخل باكرا ليقوم اعوجاجه ولكن وقتما تدخل كان الاوان قد فات، فحاول تدارك الامر مع مصطفى ولكن تأثير سعاد كان واضحا عليه هو الآخر، ولكنه كان أكثر اعتدالا من مروان، يومها عزم على تربية محمود ومنع سعاد من الاقتراب، وقد فعلها أخيرا أنشأ رجلا بحق، رجل يشبهه قلبا وقالبا، قال لمرام بجفاف مشابه لها: أهلا بك، سمعت من سميرة إنك طلقت من كريم، كان خطأه منذ البداية أن يتزوج ابنة عاصمة لا تعرف معنى العائلة والسكن.
لم ترد عليه مرام فالموقف لا يتحمل، أما كريم فقد قبض يديه بقوة فخاله بدأ بنشر قذائفه ولا يهتم من ستؤلم ومن ستجرح، اقترب من خاله يسلم عليه ثم سلم على محمود قائلا: تفضل خالي لم أنت واقف هكذا؟
ثم التفت للينا قائلا: لينا هل تجهزين لسيد عمار العقد الخاص به، ستجدين الملف على مكتبي.
ثم ناولها المفتاح فنظرت له بحيرة، لم تفهم شيئا من كلامه فاقترب منها أكثر وهمس لها: ابقي بجوار عمار ولا تدعيه يغادر الحجرة مهما حدث، ولو استلزم الأمر اغلقي الحجرة عليه بالمفتاح كما فعلت أنا.
تحركت تغادر الحجرة وهي تنظر لصفاء المصدومة، كان وجهها شاحبا للغاية ونظرة عينيها متسمرة على أبيها برعب، كم كانت تود البقاء معها ومساندتها كمرام ولكنها تعلم أن بقاؤها غير مقبول فهو أمر عائلي لا مكان لها فيه، سمعت صوت مختار وهي تغادر الحجرة يقول لكريم: لا حاجة للجلوس فانا أود العودة قبل حلول الظلام، ثم التفت لصفاء مردفا: هيا لقد أبلغت منال أن تجهز لك حقيبتك سنمر عليها في طريق العودة.
كلمة حقيبتك ظلت تدوي في أذنيها بلا توقف، إنها مثل حقيبتها بلا حول ولا قوة، يحملها الجميع ويضعها ثم يقذفوها فيكسروها ولا تقوى على قول لا ولا الاعتراض، سألته مرام بقلق: لماذا تجهز منال حقيبة صفاء؟
بقسوة رد على مرام: لتعود معي إلى بيتنا، جاءها نصيبها ومن سيسترها، هيا يا صفاء تحركي.
باستنكار قالت مرام: يسترها!
بنفس قسوته قال لمرام: نعم يسترها، أشياء لن تفهميها أنت بنشأتك المتحررة.
بانفعال جاهد ليخرج في طور الأدب قال له كريم: خالي من فضلك لا تتحدث مع مرام بهذا الشكل.
لوى مختار فمه بامتعاض فهو لا يعجبه الحال المائل وذلك الدلال المقيت للنساء، قال لكريم: لم يركبوا فوق أكتافكم إلا بدلالكم هذا، لا أدري ممن جلبتم هذا التراخي، ثم التفت إلى صفاء مكملا بغضب: هيا قومي لم أنت متسمرة هكذا؟! هل سأنتظرك اليوم بطوله؟! أمامنا طريق طويل.
في نفس الأثناء كان مروان وعصمت يصفان سيارتهما أسفل المكتب، كلاهما قاد السيارة بجنون حتى يصلا بأسرع وقت، مروان التي فاجأته مكالمة زوجته المرعوبة والتي فهم منها بصعوبة أن أبيه ومحمود قد جاءا لأخذ صفاء ليزوجاها وعندما علما أنها تعمل جن جنونهما وأصرا على أخذ عنوان مكتب كريم وذهبا إليه، خاله هو أول من خطر بباله فوحده من يقدر على التعامل مع أبيه، اتصل به يشرح له الوضع فأخبره إنه قادم، تقابلا أسفل البناية وتحركا بسرعة يصعدان السلم، كان همهما الوحيد الوصول لصفاء قبل أن يؤذيها مختار، كان عصمت يلهث بعنف وهو يدخل المكتب وراء مروان، سمعا صوت مختار الغاضب يقول: أجلبها يا محمود.
تحرك محمود بالفعل ناحية صفاء يجذبها من يدها ليشدها لتقوم فأمسكه كريم بغضب قائلا: إياك أن تلمسها، أترك يدها حالا.
ترك محمود يدها بالفعل واستدار غاضبا لكريم يصرخ به بطبعه المشتعل: هل تأمرني؟ ما شأنك أنت؟ لا تتدخل فيما لا يعنيك.
بصراخ مماثل لصراخه قال له كريم: بل يعنيني إنها ابنه خالي وموظفة بمكتبي ولن أسمح لك بأن تأخذها قسرا.
بتحدي قال له محمود: سآخذها وأرني كيف ستمنعني يا ابن خالي.
دخل عصمت المكتب بنفس اللحظة فرأى محمود وكريم على وشك التشابك بالأيدي، فهتف: محمود كريم.
استدارا إليه وما إن رآه كريم حتى زفر بارتياح، أكمل عصمت غاضبا: هل هذا أسلوب بالحديث! هل يسبق انفعالكما عقلكما على الدوام.
ثم التفت إلى مختار: أهلا بك يا مختار، أي رياح طيبة ألقت بك إلينا فأنت لا تطيق المدينة ولا القدوم إليها.
نظر له مختار بضيق فقد كان يود أن ينهي الأمر سريعا ويأخذها بدون أن يصل الخبر لعصمت لأنه يعلم إنه سيعارضه، لم يكن يود خسارته فهو صديقه وابن عمه ولكن لا بأس فليخسره مادام سيسترها فسترها فوق أي اعتبار، رد عليه مختار: جئت لآخذ ابنتي ولكن بكل صفاقة يقف ابنك أمام ابني ويرفع صوته ولا يحترم وجودي، هيا يا محمود هاتها فطريقنا طويل.
تحرك مروان ليقف أمام أخيه قائلا بانفعال: على جثتي، أختي لن تتحرك من هذا المكتب إلا على بيتي أنا.
كان صوت صراخهم يصل لعمار فيزيده عجزا، يود لو يكسر هذا الباب اللعين ويذهب ليساندها، يشعرها إنه بجانبها ولكن لينا تصر على إخفاء المفتاح، برجاء قال لها: لينا أعطيني المفتاح يجب أن أكون بجوارها.
كانت لينا تبكي خوفا عليها تود هي الأخرى أن تكون بجانبها، قالت له بصوت مبحوح من أثر البكاء: أنا أفعل هذا من أجلك أنت، كريم أخبرني أن أبيها لو رآك قد يحدث مشكلة، ثم أنت سمعت بنفسك صوت عمي عصمت، ومرام وكريم بجوارها، لا تخف.
-ماذا لو جاءت لها نوبة هلع، هل سيستطيع أحد التصرف، أنا أعرف كيف أخرجها من نوبتها يا لينا، يجب أن أساندها وأكون بجوارها.
كان صوت الصراخ المرتفع يصلهم فيزيد من قلقهم، كان الموقف بالغرفة الأخرى غاية في الاشتعال فقد فجرت كلمات مروان غضب أبيه فصرخ مختار به: ألا يوجد عندك بعض الأدب، أرني كيف ستمنعني، أنا سآخذها وسأكسر رقبتك بنفسي إذا وقفت أمامي.
تحرك مختار بالفعل ناحية صفاء ليأخذها فوقف مروان بتحفز وبجانبه كريم بينما تحرك محمود بجوار أبيه، وقف عصمت بينهما يصرخ بانفعال: يكفي، هل جننتم! اهدأوا.
ثم شد مختار من يديه مضيفا: تعالى يا مختار، اجلس سنتفاهم.
بانفعال قال له مختار: أرأيت سوء أدبه! يقف أمامي ويعارضني.
سحبه عصمت من يديه وأشار إلى الكرسي المقابل لمكتب صفاء ليجلس، ثم استدار للشباب مضيفا بحزم: اجلسوا جميعا ولا أريد أن أسمع منكم صوتا.
ثم تحرك إلى صفاء ومال على رأسها يقبلها بحنان، كانت تختض بعنف ووجهها شديد الشحوب، آلمت قلبه بهيئتها فهمس يطمئنها: لا تقلقي لن تذهبي لأي مكان.
تعلقت عيناها به برجاء فخالها هو أملها الوحيد، إن كان أحد يستطيع أن يوقف والدها فسيكون هو، أخذ عصمت مقعدا ووضعه بجوار صفاء وقال لمرام بحنان: اجلسي حبيبتي حتى لا تتعبي.
شكرته مرام بخفوت وجلست ولم تفلت يد صفاء التي تمسكها منذ دخول أبيها، جلس عصمت هو الآخر وسأل مختار بهدوء: ماذا حدث يا صديقي، لم كل هذه الجلبة؟ لنتحدث بهدوء بدلا من الصراخ.
-جاءها من يسترها ويدفن فضيحتها التي نكست رؤوسنا بسببها فأتيت لأخذها ولولا سوء خلق ابنك وابني لكنا الآن بطريق العودة.
رمق عصمت مروان وكريم بتحذير فالموقف لا يتحمل تهورهما فيكفي مختار ومحمود، تمنى وجود مصطفى فوحده العاقل بينهم وكأن القدر استجاب لدعوته فقد وجد مصطفي أمامه يدخل الحجرة بوجه محمر ويلهث بعنف وكأنه جاء جريا، باستنكار قال له مختار ما إن لمحه: ما الذي أتى بك؟ هل تركت النساء بمفردهم؟ أي رجال أنجبتهم أنا.
لم يرد عليه مصطفى بل أسرع لأخته واحتضنها هامسا لها بدعم: أنا هنا يا حبيبتي لا تخافي، لقد جئت من أجلك.
تذكر ما حدث صباحا لقد فوجئ صباحا بأبيه ومحمود غير متواجدين بالأرض كالمعتاد، فاتصل بهما ليطمئن ففوجئ برد أبيه إنه على وشك الوصول للمدينة ليعيد صفاء للقرية ويزوجها، لا يدري كيف تحرك ولا أي مواصلة ركبها فقد كان عقله مشغولا بفكرة واحدة أن يصل لصفاء قبلهم، ولكنه لم يستطع سبقوه لها، لم يجلس مصطفى مثلهم بل وقف بجوار أخته مستمعا لتوبيخ أبيه بملامح جامدة، تدخل عصمت مقاطعا مختار: حسنا يا مختار ابنك وجاء انتهى الأمر، تعلم يا صديقي أن كل شيء قد يجوز فيه الشجار إلا الزواج يجب أن يكون بالاتفاق، والعروس يجب أن تخير وتوافق.
هب مختار يقول له بغضب: تخير! توافق! فلتحمد ربها أنها وجدت من يطلب يدها، كنت لأكسر رأس ابني لو جاء لي ليطلب واحدة مثلها.
حك عصمت جبينه محاولا كبت غضبه فهو يعلم مختار ثم قال له: ابنتك لا يعيبها شيء يا مختار وأنت تعلم لم يكن ذنبها بل ذنب ذلك الحقير زوجها.
شوح مختار بيديه وهو يقول له بانفعال: الرجل لا يعيبه شيء، أما هي فقد جعلتني أحمل العار في كبري، منذ فضيحتها وأنا أسير منكس الرأس، لقد تطاول الناس على عرضي وخاضوا فيه بسببها هي، كنت سأقتلها لولا معدوم الأدب هذا.
قالها وهو يشير لمروان الذي كان وجهه محتقن بشدة وهو يجاهد ليتحكم بغضبه، بهدوء يحسد عليه قال عصمت لمختار: لا يوجد شيء ليجعلك تنكس رأسك، لقد تمت تبرئتها بل عوضها مطلقها بأرض.
نظر لها مختار بحقد وهو يقول لعصمت: لن يجعلني شيء أرفع رأسي سوى تزويجها، ستنعقد ألسنة الناس إذا سترها رجل وآواها ببيته ومنحها اسمه.
أشار له عصمت ليجلس ثم قال له بهدوء: حسنا يا صديقي، اجلس وأخبرنا عن هذا العريس.
هب مروان من مكانه يقول لخاله باستنكار: ماذا تقول يا خالي؟
نهره عصمت: لا أريد لأحد أن يتدخل بالحوار، سيقول مختار مواصفات العريس أمام صفاء وهي وحدها من تملك حق الرفض أو القبول، هيا اجلس وتمالك أعصابك.
ثم نظر لصفاء المرتعبة يطمئنها بنظراته ثم عاد لمختار مردفا: أسمعك يا صديقي.
بحدة قال مختار: ستعود اليوم معي يا عصمت، سأخيرها بين ثلاثة رجال تقدموا إليها، لا مفر من اختيار واحد، الأول سامح جارنا، هي تعرفه جيدا.
كانت صفاء جالسة بلا حول منها ولا قوة تتعلق عيناها بخالها ففقط، بداخلها يختض بفزع متسائلا ماذا لو لم يستطع خالها إقناع أبيها؟ هل ستعود مرة أخرى للقرية؟ لم تسمع الكلام الدائر حولها ولا الصراخ ولا الاعتراضات كانت فقط أمنية واحدة تجول بعقلها الموت، ليتها تموت وتنهي معاناتها ومعاناتهم، أبيها صادق هي جعلتهم يطأطؤون رؤوسهم جميعا بفعلتها، لمحت استنكار مصطفي لكلام أبيه: ما الذي تقوله يا أبي؟ ألم نغلق موضوع سامح هذا منذ أكثر من شهر عندما طلبها، تعلم إنه لا ينجب ما ذنبها هي أن تحرم من الأطفال عمرها كله.
-من الأفضل لها عدم إنجاب الأطفال حتى لا يحملوا فضيحتها على أكتافهم ما حيوا، حسنا هناك أيضا هريدي تاجر الفاكهة رجل مقتدر رجل لا يقال له لا.
بذهول قال له مروان: هريدي! هل سترمي صفاء لذلك الرجل المقيت، إنه في الخمسين من عمره، أولاده أكبر منها، ما الذي يريده هذا الرجل من أختي.
بسخط قال له والده: الرجل لا يعيبه سنه، زوجته مريضة لا تقوي على تلبية طلباته، يريد زوجة تخدمه وترعاه وأخبرني أنه لا يمانع إن أنجبت.
بحدة قال له مروان: قل إنه يريد خادمة ولا تجمل كلامك.
بغضب قال له مختار: تأدب وأنت تحدثني، المرأة لا عمل لها إلا خدمة زوجها، بدلا من أن تشكره لأنه وافق على وضعها، وهناك أيضا محسن لقد حدثني والده منذ أيام يريد أن يعيدها إلى ولده بالتوكيل الذي يحمله ولكني أشعر إنه يفعلها من وراء ابنه طمعا في الأرض ولكن إذا أرادت هي الرجوع إليه فلن أعترض.
لم يتحمل مروان كل هذا الهراء فصرخ بأبيه: تريد أن تعيدها لذلك الحقير الذي حطمها، اللعنة على الستر وعلى كل تلك الأفكار البالية.
توتر الموقف مرة أخرى وقام الجميع بتحفز فحاول عصمت تهدئتهم ولكنه لم يستطع السيطرة على مختار الذي صرخ بابنه: بل اللعنة عليك أنت وعلى تربيتك، ثم استدار لصفاء مردفا: اختاري واحد من بينهم والليلة سنعود لبيتنا ولن أسمح لأحد بمعارضتي.
كان الجميع في حالة تحفز وانعدام تفكير وقد سمحوا لغضبهم بالسيطرة على عقولهم وحده عصمت كان يفكر ويزن الأمور، أيهما يختار لم يستغرق التفكير منه الكثير فهو لن يدع صفاء تعود للقرية، لن يسمح لمختار أن يأخذها ويرميها لأي رجل بحجة سترها، سيخسر مختار صديق طفولته وابن عمه ولكنه أبدا لن يسمح بخسارة صفاء، قام من مكانه عازما على مواجهة مختار كان يعلم أن الأمر لن يكون سهلا ولكن قبل أن يفتح فمه فاجأتهم مرام الصامتة منذ بداية الحديث بقولها: في الحقيقة هناك اختيار رابع.
التفت إليها مروان وكريم بصدمة وكأن كلماتها أفاقتهم من غيبوبة غضبهم، كيف لم يفكروا بعمار للآن، قال كريم بلهفة: نعم بالطبع هناك عريس رابع، إنه صديقي المقرب رجل محترم وعلى خلق، ثم استدار لأبيه مكملا بحذر: تعرف عمار أحمد يا أبي صديقي منذ أيام الجامعة، لقد رأى صفاء مرة معي أنا ومرام وأعجب بها حتى إنه تحدث مع مروان وطلب يدها.
نظر عصمت لابنه بدهشة يسأله: تقصد عمار...
ولكن كريم قاطعه قبل أن يذكر إنه شريكه هنا حتى لا يجن خاله قائلا: عمار ابن أستاذة فضيلة يا أبي.
نظر عصمت لابنه وقد تنبه لما يفعله قد يقلب مختار المكتب على رؤوسهم إذا عرف إن من يريد خطبة ابنته يعمل معها بنفس المكتب، بينما لم يجد مروان خيار ثاني أمامه فعمار هو الحل الآن، لا بأس سيهدأ والده بخطبة مزعومة وعندما يهدأ سيجعل عمار يتركها، فقال لأبيه: إنه شاب جيد لقد قابلته.
أمن عصمت على كلامه: عمار رجل لا يقدر بالمال، أنا أضمنه برقبتي.
نهرهم مختار: هل جننتم؟ من سيقبل بها بعدما حدث؟ بالتأكيد عندما يعلم سيرفض.
بصبر قال له مروان: إنه يعلم، عندما تقدم لخطبتها أخبرته بكل شيء ووافق.
اكفهر وجه مختار وهو يقول: وما عيبه حتى يوافق بوضع هكذا؟
شده عصمت من يده ليجلس ثم قال له: عمار مهندس شاب من عمر كريم، اعرفه منذ كان بالعاشرة من عمره، من عائلة محترمة لو كان عندي بنت لطلبت منه بنفسي أن يتزوجها.
بتهكم قال له: مهندس وينظر إليها صاحبة التعليم المتوسط التي لم تفلح بدخول الجامعة، علاوة على فضيحتها، هل تصدق ما تقوله يا عصمت؟ بالتأكيد سيتسلى بها ليومين ثم سيتركها، أنا أريد رجلا يعرف عادتنا وتقاليدنا.
هوان شعرت به وهي تسمع كلمات والدها وترى نفسها في عينيه، لقد فشلت في كل شيء في التعليم والزواج حتى في المحافظة على عرضها أي إنسانة بائسة هي؟
تكلم مصطفى الصامت منذ دخوله بهدوء: ولم نصاب بالأذى إلا من رجلا يعرف عادتنا وتقاليدنا، طلقها وتركها تحمل غلطته ألم يكن محسن من بلدتنا تربى وسطنا وتشرب تقاليدنا!
نظر له والده بغيظ ولكنه تجاهل نظرته وهو يواصل حديثه: فلنقابله يا أبي ونسمع منه، انا رأيي إنه أفضل خيار، وإذا لم يعجبنا سنرفضه بكل بساطة.
برفض قال مختار: أنا أريد أن أنهي هذا الأمر الليلة، لتختار من هؤلاء الثلاثة وكفى لا أريد شخصا لا أعرفه.
بمحايلة قال له عصمت: أنا أعرفه منذ صغره، ألا تثق في رأيي يا مختار؟ إنه شاب مهذب وعاقل، إنه رجل بحق، كما إن ظروفه المادية متيسرة للغاية، صدقني سيصونها ويحميها ما بقى له من العمر، صفاء تستحق رجلا مثله وهو محظوظ إن قبلت الزواج منه، ثم لن نؤخرك كثيرا سأتصل أنا به وأجعله يحضر لك في المساء لتقابله بنفسك اتفقنا، هيا يا مختار لنذهب لشقتي ونكمل اليوم معا ونتذكر ذكريات طفولتنا.
قام مختار على مضض ثم التفت لمصطفى قائلا: فلتعد أنت إلى البلدة حتى لا تترك النساء بمفردها.
ظهر الرفض على وجه مصطفى فأسرع عصمت يقول لمختار: دعه يا صديقي فأنا اشتقت للجلوس معه والجميع هناك بجوارهم هناك أشقائك وأشقائي، لا يوجد شيء يدعو للقلق.
كان بحاجة لمصطفى فوحده العاقل وسط مجموعة المتهورين الذين تقف أمامه، بجفاف قال مختار لصفاء: هيا أمامي على بيت خالك.
شعرت بالرعب فقالت له بصوت مرتعش: سأعود لبيت مروان.
بهياج قال لها: قلت على بيت خالك، سأقابل هذا الشاب وإذا لم يعجبني ستعودين فورا معي للقرية.
اقترب منها عصمت يسحبها برفق وهو يهمس لها: لا تخافي يا حبيبتي لن أسمح له بأخذك ثقي بي.
ثم التفت لمرام: هل يمكنك أن تأتي معنا يا حبيبتي؟، ستطمئن بوجودك؟
بدون تفكير قالت له: بالطبع سآتي.
لم تذهب لبيته منذ ذلك اليوم الذي اكتشفت فيه ما فعلته سميرة وسلمى، كانت قد عزمت ان لا تطأ قدمها هذا البيت مرة أخرى ولكنها لن تستطيع أن تترك صفاء وحدها، اقترب محمود يسحب صفاء بقسوة قائلا: تعالي معي.
ارتجفت صفاء فضغطت مرام على كفها برفق ثم قالت لمحمود: صفاء معتادة على الركوب معي بسيارتي، إذا أردت أن تركب معنا فأهلا بك.
باستنكار قال لها: أركب معك هل سأركب سيارة تقودها امرأة.
بحزم قال له عصمت: محمود دع صفاء مع مرام وأنت تعالى معي أنت وأبيك ومصطفى سيركب مع مروان.
بارتباك مال كريم على أبيه: أنا سأجلس قليلا لأشرح الأمر لعمار، إنه بمكتبي لقد أغلقت عليه الحجرة فور قدوم خالي مختار خوفا من أن يسيء الظن كعادته.
بسخرية قال له والده: أبهرتني يا بني، أخيرا بدأت باستخدام عقلك، داوم على هذا المنوال وستعود مرام إليك صدقني.
تجاهل كريم سخرية أبيه وسأله بخوف: هل سيقتنع خالي بعمار؟ أنا خائف على صفاء يا أبي.
-اطمئن لن أسمح له بأذيتها ولكني بحاجة لأن أجلس معكم وأفهم منكم أولا أنت ومروان، متى تقدم لها عمار؟ ولماذا لم تخبروني؟ وهل يعرف بالفعل ما حدث لها.
بهمس أجابه كريم: مروان يعرف كل التفاصيل فلقد.....
قاطعهم صوت مختار الممتعض: هل سنجلس هنا طوال اليوم.
التفت له عصمت قائلا: هيا يا صديقي.
تحركوا جميعا خارج الحجرة مغادرين المكتب، كانت صفاء ملتصقة بمرام برعب وهي تشعر بقدمها تحملها بصعوبة، أنفاسها تدخل كخناجر لصدرها فتنحرها، كانت تساق كشاه للذبح ولا تستطيع الفرار، وقف عصمت أمام سيارته ثم قال لمصطفى: هل تستطيع أن تقود أنت سيارتي يا مصطفي، أشعر ببعض التعب.
ثم مال على أذنه هامسا: عذرا يا بني ولكني بحاجة لأن أتكلم مع مروان وأفهم منه ما حدث مع عمار.
أومأ مصطفى متفهما ثم أخذ منه المفاتيح متمنيا أن يمر الطريق على خير فهو لن يسلم من توبيخ أبيه، تحركت الثلاث سيارات بتتابع وداخل كل منهما كان هناك شعور مختلفا يملأها، انهمك عصمت بحديث مطول مع مروان يفهم منه ما حدث بينه وبين عمار، بينما مصطفى كان وعاء لتفريغ غضب أبيه لفشل مخططاته، وصفاء كانت مرتعبة خوفا من أن يأخذوها ويعيدوها لبلدتهم مرة أخرى أو يزوجوها غصبا لذلك الشاب الذي كانوا يتحدثون عنه، ستنتحر ستتخلص من تلك الحياة، سيسامحها الله هي واثقة من هذا، لم يعد لديها خيار آخر فهي لن تتركهم يذبحوها مرتين، ستفعل هي هذه المرة وتقطع يديها وتسبقهم فهم لم يتركوا لها خيار.

********************************************

بهياج قال عمار: ما الذي تقوله يا كريم؟ كيف تركتهم يأخذوها؟ لماذا لم تتركني أخرج إليهم؟ ماذا لو آذوها وهي بمفردها معهم.
حاول كريم تهدئته قائلا: لا تقلق يا عمار، معها أبي ومروان وجاء مصطفى أيضا، لقد ركبت مع مرام السيارة وهي سترافقها ولن تتركها اطمأن.
باستنكار قال له عمار: اطمأن! أخبرني كيف أفعلها؟ ماذا لو آذت نفسها يا كريم؟
تدخلت لينا قائلة: صفاء لن تفعل شيئا كهذا يا عمار، اطمأن.
باحتراق قال لها: إنها يائسة يا لينا وفاقد الأمل يفعل أي شيء.
بقلق قال له كريم: لا تقلقني يا عمار، سنكون بجوارها جميعا وسأوصي مرام ألا تتركها بمفردها ولكن الآن استمع إلي جيدا، لا أريدك أن تقول إنك تعمل معي هنا بنفس المكان، سيبدو كلامك وكأنك صديقي من أيام الدراسة، ستخبره إنك تعلم كل شيء ولا تخالفه رجاء عمار فأنت لا تعرف خالي فهو رجل شديد القسوة تعشش في ذهنه أفكار عفا عليها الزمن، وأنا متفائل إنه سيوافق وسيزوجها لك.
بانفعال قال له عمار: ومن أخبرك إني أريدها بهذه الطريقة! أن تساق إلي على غير رغبة منها، لا أريدها مجبرة بل راضية.
زفر كريم بحرارة ثم أشاح بيديه قائلا بضيق: ومن أخبرك إننا نريدها مجبرة ولكن للأسف ليس لدينا طريقة أخرى فخالي عزم على تزويجها إما أن تتزوجها أنت أو يعطيها هو لأحد الأشخاص الذين طلبوها منه، استجمع نفسك ننتظرك في الخامسة في بيت أبي ولا تنسى ما أخبرتك به، سأذهب الآن.
تحرك ليغادر وترك عمار ولينا خلفه، عمار الذي كان يشعر بالاختناق وقد رأى ما تؤول إليه الامور على غير رغبة منه، كيف وصلوا لهذه النقطة بعدما كان يسير بخطى متمهلة نحوها ليغرس مكانا له بقلبها كيف سيأتي الآن ويتزوجها جبرا، بخفوت قالت له لينا: سيصبح كل شيء بخير لا تقلق.
-لا أملك سوى الخوف عليها يا لينا، سأنصرف فلا طاقة لدي للعمل، ساعة واغلقي المكتب لا تنتظري للرابعة.
زفرت بضيق وهي تسترجع وجه ذلك الرجل المخيف، تساءلت بحيرة كيف يؤلم أب روح ابنته بهذا الشكل، كيف يرميها ليتخلص من عبئها بدلا من أن يدعمها، أي نوع من الآباء هو، رن هاتفها نظرت للشاشة فوجدته علي، فتحت الخط تلقي عليه التحية بخفوت، رد تحيتها ثم سألها عن حالها، ولكن نبرة صوتها لم تعجبه فقال لها بقلق: هل هناك شيء يا لينا؟ ماذا حدث؟ صوتك لا يعجبني.
-حدثت مشكلة مع صديقتي.
سألها: صديقتك بالعمل؟
-نعم، تأثر الجميع بالمشكلة وذهبوا جميعا، وعمار أخبرني أن أغلق المكتب بعد ساعة.
نظر لساعته فوجدها الثانية عشر فقال لها: حسنا سأمر عليك بعد ساعة، هناك أمر أريد مناقشته معك بشأن الأولاد، مع السلامة.
أغلقت هاتفها ثم رمته بإهمال على المكتب ووقفت بجوار النافذة تنظر لحركة السيارات بشرود، تفكر في صفاء ومرام وحالها، لماذا كتب على النساء الظلم بهذا الشكل، لماذا يعطى للبعض حياة مرفهة مليئة بالسعادة وللآخرين حياة قاسية جافة مليئة بالأحزان، لماذا يحدث معها ومع صديقتيها هذا، لماذا حرمت من حنان الأم في سنها الصغير ولماذا أعطيت زوجة أب جعلتها تقاسي طوال حياتها؟، لماذا ماتت أختها وتركت طفلين وراءها، لماذا لم يمت شخص آخر يستحق مثل سلمى تلك الأفعى التي هدمت حياة مرام، لماذا تعاني صفاء بعمرها الصغير من كل هذه المشاكل، خبطت جبهتها بيديها بقوة لتستفيق من تلك الأفكار التي تغزو عقلها، ظلت تردد" استغفر الله" حتى أزاحت تلك الافكار جانبا ثم قالت لنفسها بسخرية" هذا ما ينقصك لينا، هل ترفضين القدر، رفعت عينيها للسماء مرددة بخشوع" سامحني يارب".
تسحبنا الآلام لهوتها فتغرقنا داخلها، تكبل عقولنا عن العمل وتفكيرنا عن المنطقية وقلوبنا عن الإيمان بالله، تعطينا الخيار أن نكون أقوى منها فنحجمها ونعطيها قدرها كفترة سنعيشها ونمضي، أو أن تكون أقوى منا فتجرنا لما نرفضه ونظن إننا لن نفعله يوما.
كانت غارقة في لوم نفسها على تلك الأفكار التي كانت تجول بعقلها فلم تنتبه لدخول ذلك الشاب الذي وقف يراقبها بأعين تلمع ببريق غريب، ظل يراقبها ولم يلفت نظرها لدخوله فتأملها هكذا عن قرب أمتعه، ظل على وقفته حتى استدارت عندما رن هاتفها فتقابلت عيناهما فزاد انبهاره وهو يرى عينيها لأول مرة بهذا الوضوح عيون عسلية تليق بوجهها، تطلعت إليه بدهشة وهي ترى شابا يقف أمامها يحدق بها بنظرة غريبة، كان شابا وسيما أبيض البشرة أخضر العينين ذي ملامح أوروبية غريبة على مجتمعهم، سألته برسمية: بم أستطيع أن أساعدك سيدي؟
ظل ينظر إليها دون أن يرد عليها فبدأت تشعر بالقلق وقد بدأت تدرك إنها بمفردها معه، بتوتر عاودت سؤاله: بم أستطيع أن أساعدك سيدي؟
تنبه لملامح وجهها المتوترة فعاد خطوة للخلف وهو يرد عليها بابتسامة لطيفة: جئت لمقابلة سيد كريم.
شعرت إن وجهه مألوفا كأنها رأته من قبل، لم تستطع التذكر فهزت رأسها تقول له بنفس الرسمية: للأسف مهندس كريم غير موجود الآن، إن شاء الله يوم الأحد سآخذ لك موعد معه، في أي ساعة تفضل أن يكون موعدك.
سحبت مفكرتها لتدون بها التفاصيل ولكنه قال لها: سأنتظره لا يهم فأنا متفرغ اليوم بطوله بالمناسبة اسمي سيف، ما اسمك؟
عاودها التوتر مع نظراته فردت عليه: لينا، للأسف الشديد السيد كريم لن يأتي اليوم للمكتب، أنت مضطر للانتظار للأحد فكما تعلم الجمعة والسبت إجازة بمكتبنا.
لم يبدي عليه اهتمام بالنصف الآخر من كلامها كل ما علق بذهنه اسمها الذي أعجبه بشدة إنه يليق بها، قال لها بابتسامة: اسمك جميل، ما معناه؟
بدأت تشعر بقلق حقيقي من وجوده فمدت يدها لحقيبتها بحذر تأخذ بخاخ رذاذ الفلفل فربما تحتاجه للدفاع عن نفسها، خبأته بيدها ثم قالت له بجفاف: سيد سيف تستطيع أن تبحث عن معنى الاسم إذا كنت ترغب، والآن كما أخبرتك مهندس كريم غير متواجد تستطيع المغادرة حتى لا تعطل نفسك.
همس لنفسه" وشرسة أيضا، مظهرك يدل على فتاة رقيقة"، بمرح غريب أجابها: ولكنني غير متعجل وأشعر إنه سيأتي اليوم سأنتظره ومنه نتبادل أطراف الحديث، ألا يوجد قهوة أو شاي في مكتبكم.
قبضت على البخاخ بقوة ثم قالت له بحدة: أخبرتك إنه لن يأتي، من فضلك غادر.
عقد حاجبيه باستياء مصطنع ثم قال: لقد آلمت قلبي الآن هل الجلوس معي سيء إلى هذا الحد!
زفرت بارتياح وهي ترى علي يدخل الحجرة قائلا: لقد انتهى عملي باكرا فقلت لأمر عليك.
بلهفة قالت له: خيرا فعلا يا علي.
لمح سيف فأردف باعتذار: هل عطلتك؟ هل يوجد لديك عمل؟
نفت برأسها ويدها ترتخي حول ما تحمله ثم قالت له وهي توجه نظراتها لسيف: لا فكما أخبرت السيد، مهندس كريم ليس موجود.
قام سيف وهو يتطلع لعلي متسائلا داخله من هذا الرجل؟ ولكن لا بأس سيصبر للاثنين حتى يقابل كريم ويعرف منه كل شيء، بابتسامة قال لها: اسمي سيف كما أخبرتك، حسنا سآتي الاثنين لكريم.
ثم لوح لها بيديه وانصرف، سألها علي بتحفز وهو يلمح نظراتها المتوترة: هل ضايقك؟ أخبريني.
هزت رأسها نفيا وردت عليه: لم يفعل ولكنه غريب الأطوار، هيا علي لننصرف فوجودي هنا يخنقني.
انتظرها حتى أغلقت المكتب بإحكام ثم تحركا لسيارته، لم ينتبها لسيف الذي كان يراقبهم متسائلا داخله من هذا الشخص؟ لقد نظر ليديها ولكنه لم يجد ما يشير إلى خطبتها أو زواجها، شعر بقلق غريب وهاجس يتحكم به قائلا" وما أدراك ربما تكون مرتبطة بشخص" حك جبينه بتوتر وهو لا يدري ما يحدث معه فهو دوما كان يرفع راية العزوبية، ماذا حدث له فور أن رآها؟ لم لا تبارح عقله؟ لم تسكن أحلامه وتفكيره؟ لم أثرت به دون غيرها من النساء، تذكر كلمة والدته التي طالما سخر منها" عندما تقابل زوجتك ونصيبك لن تستطيع عندها قول لا وستشعر إنك مقيد بها ولن تستطيع الفرار"، نظر إليها وهي تركب السيارة بجوار علي متسائلا" هل أنت نصيبي وزوجتي يا لينا لهذا أنا مساق إليك بقوة لا أقدر على التحكم بها".
ظلت شاردة طوال الطريق فتأملها علي بإشفاق فلينا من الشخصيات التي لا تستطيع فصل مشاكل من تحبهم عن حياتها، تعيش معهم لحظة بلحظة وتظل مكتئبة حتى تحل مشكلتهم، أوقف سيارته أمام باب المطعم وناداها بصوت خافت فالتفتت إليه تتأمل ما حولها بدهشة ثم قالت له: ألن نذهب للروضة؟
كان روتيناً وضعه منذ طلاقهما ليوم الخميس، يأتي ليقلها من عملها ثم يذهبا معا لجلب الأولاد من الروضة ثم يقضوا اليوم في أحد الأماكن كأسرة ثم يوصلهم آخر اليوم لبيت خالتها تاركا معها الأولاد ويذهب ليجلبهم يوم السبت مساءا، رد عليها بلطف: ما زال الوقت مبكرا أمامنا ثلاث ساعات كاملة حتى يحين موعد انصرافهم فقلت لنجلس معا ونتحدث فوجهك حزين للغاية.
بارتباك قالت له: لم يكن هناك داعي لذلك.
تحرك لينزل من سيارته قائلا: هيا لينا أنا جائع للغاية أم إن صحبتي مملة لذلك تهربين منها.
بارتباك نفت وهي تهبط هي الأخرى من السيارة: بالطبع لا ولكن لم أكن أريد أن أثقل عليك.
تحرك بجوارها بعد أن أغلق سيارته يوبخها: أي إثقال تتحدثين عنه، أنا أحب الجلوس والحديث معك.
تحركا للمطعم تحت أنظار سيف الذي تبعهم بدون أن يشعروا، راقبهم بتفحص رأى المسافة التي يحرصون عليها بينهم، زفر براحة فهو لم يجد أي حميمية في التعامل بينهم، لم يمسك يدها أو يقترب منها حتى، بالتأكيد ليس زوجها ربما أخيها أو أحد أقاربها، بنزق قال" ولكنه لا يشبهها بالتأكيد ليس أخوها، أنا سأجن من التفكير لن أستطيع الانتظار ليوم الاثنين"، تذكر صفوان صديقه من أيام الجامعة، إنه يسكن بنفس المنطقة التي تسكن بها، رفع هاتفه ليتصل بها فلينا أصبحت تهمه للغاية.
جلسا متقابلين وظلت على صمتها فقال لها: هل ستظلين صامتة هكذا؟ لا تقلقي ما من مشكلة إلا ولها حل، بالتأكيد صديقتك ستجد طريقة لتتخلص من مشكلتها.
رفعت إليه عينيها تقول بألم: أتعلم قبل مجيئك كنت أفكر لم حرمني الله من أمي بسن صغيرة، لم ترك للجميع أمهاتهم وأخذ أمي أنا، لا أعلم للآن كيف سمحت لعقلي أن يأخذني لهذه المنطقة ويجعلني اعترض على قضاء الله.
-لا تلومي نفسك بهذا الشكل لينا، فالله غفور رحيم لا يحاسبنا على تفكيرنا بل على أعمالنا، أنا أيضا ظللت لأيام طويلة بعد موت تسنيم أفكر بهذا الشكل وأتساءل لما أخذها الله مني وأنا ومالك وملك بحاجتها، ظللت لأيام طويلة أسيرا لهذه الفكرة حتى بدأت أنظر للأمر بشكل مغاير لقد حرمنا منها ولكنه عوضنا بك، كان وجودك بلسما لملك ومالك لولا وجودك لم أكن لأعرف كيف كانت لتسير الامور، الله رحيم بنا يا لينا بل شديد الرحمة.
فكرت بكلماته للحظات ثم قالت له: معك حق فربما أنا لم أعرف حنان الأم ولكن الله عوضني بأبي الذي أحاطني بحبه ودعمه طوال حياتي وعوضني بخالة رائعة تعاملني كابنة حقيقية لها، عكس صديقتي أتعلم لقد جاء أبيها اليوم ليأخذها بالقوة يريد تزويجها بدون رضاها.
استاءت ملامحه وهو يقول لها بامتعاض: بدون رضاها! هل هناك أحد يزوج في هذا العصر بدون رضاه! ألا يوجد شخص يقف أمامه خال أو عم أو أخ.
-يوجد لقد جاء خالها وأخويها جريا عندما سمعا بالخبر ووقفا أمامه ولكنه آلمها بكلماته ذبح روحها بدون شفقة، أي أب يفعل هذا بابنته!
-أرأيت لقد عوضها الله بأناس يقفون بصفها كما قلت خالها وأخويها، لم أنت قلقة عليها هكذا، بالتأكيد لن يسمحوا لأبيها بأذيتها.
أغمضت عينيها وهي تقول له بخفوت: لأنه آذاها بالفعل حتى ولو لم يجبرها على الزواج، لقد جرح روحها بقسوة طعنها بكل جبروت غير آبه لألمها وإبراء تلك الجراح صعب للغاية إن لم يكن مستحيلا يا علي.
تطلع لوجهها وقد انتقل ألمها إليه، سأل نفسه بخوف" هل جرحت روح تلك المسكينة يوما يا علي، هل آذيت تلك الطفلة المختبئة في أعماقها، هل تتحدث عن نفسها أم عن صديقتها، ويحك يا علي ماذا فعلت"، لم يستطع أن يعقب على كلامها، بماذا سيخبرها؟، هل يؤكد على كلامها أم ينفيه لا يعلم فلم يمر بتلك التجربة من قبل، صمتا للحظات ثم قال لها: صدقيني لا أعلم هل تجبر جروح الروح أم لا، ولكني أعلم أن بعض الأشخاص آلامهم تعطيهم قوة ودفعة للأمام ربما تكون صديقتك منهم.
-إنها رقيقة للغاية هشة وصغيرة لم تأخذ من الحياة سوى الآلام ولكن أتعلم لقد ذكرتني بصديقتي الاخرى كنت موقنة إنها بعد طلاقها ستنهار ولن نستطيع استجمعاها مرة أخرى خصوصا إنها لم تكن تملك أحدا آخر بالحياة سوى زوجها ولكنها فاجأتني، أحيانا أنظر إليها بدهشة وأتساءل من هذه المرأة؟ كيف استطاعت أن تقف بهذا الصمود؟ كيف تغلبت على آلام روحها وأكملت طريقها.
بإعجاب قال لها: وأنت أيضا قوية للغاية لينا، صدقيني أنا معجب للغاية بك وأتمنى عندما تكبر ملك أن تصبح بقوتك.
أحمر وجهها بخجل وهي تقول له بإنكار: ليتني كنت قوية كما تقول لم أكن لأتألم هكذا.
مال ينظر في عينيها قائلا: بل أنت شديدة القوة، لم يدخل الحقد والكره قلبك بعد كل ما عانيته، أعطيت أمومة وحنانا لم تذوقيهم أبدا لأبنائي، كنت دوما موقنا إن فاقد الشيء لا يعطيه ولكن عندما أراك بجوار أبنائي أدرك كم كنت مخطئا فأنت تمنحين ما سلب منك بكل سخاء، لم تدخلي أبدا أولادي كطرف بينك وبين خالتي صدقيني أنت رائعة للغاية.
أخفضت عينيها بخجل فتابع: ولكنك تملكين عيب خطير للغاية ويجب أن تتخلصي منه بأسرع وقت.
رفعت عينيها إليه متسائلة فأكمل: عندما يمر أحد تحبينه بمشكلة فأنت تعيشين معه داخل المشكلة لحظة بلحظة، هذا كثير عليك ادعمي صديقتك ولكن لا تغرقي داخل مشكلتها بهذا الشكل.
-معك حق ولكن ماذا أفعل، أحاول أن أشغل نفسي ولكن أجد صعوبة شديدة وأفكر طوال الوقت بمن أحبهم.
نهر نفسه" ويحك يا علي، كيف لم تدخل تلك المرأة الرائعة قلبك للآن، أين ستجد انسانة بروعتها وحنانها ورقتها، أأصاب قلبك عطب أم إنه قد مات بموت تسنيم"
نظر إليها بحزن لما لا يستطيع للآن أن يدخلها قلبه، منذ شهر كامل وهو يحرص على التقارب والحديث معها بشكل يومي، ولكنه للآن لا يجد صدى في قلبه، مازال معتما مغلقا متألما لرحيل محبوبته، قال لنفسه بأسى" ستكون خسارتك عظيمة لو فقدتها يا علي"، هز رأسه ينفض تلك الأفكار عن ذهنه ثم قال لها: هل علمت إن حمزة سيصل اليوم؟
هزت رأسها بحماس تجيبه: أخبرني أبي، أنا مشتاقة إليه بشدة.
-تعجبني علاقتك مع حمزة، علاقتكم قوية عندما أنظر إليكما أتمنى أن تصبح علاقة ملك ومالك مثلكما عندما يكبران فأنا لم أمر بتلك التجربة من قبل فلم يكن يوما عندي شقيقة كما تعلمين.
-لا تقلق سيكونان مثلنا وأفضل.
مال يسألها بفضول: أليس لديك أصدقاء سوي صديقتيك بالعمل.
-عندي صديقتين منذ الطفولة كانتا مقربتين مني للغاية ولكنهما تزوجا وسافرا بيننا تواصل بالطبع ولكنه قليل بسبب انشغالهما مع أولادهما.
انطلقت تقص عليه ذكرياتها مع صديقاتها بانطلاق وهو استمع إليها بإنصات وفي كل كلمة كان يسمعها منها كان يزداد فهما لها، في كل يوم يكتشف شيئا جديدا عنها ويزداد إعجابه بها فبرغم عيشهما كزوجين لعدة أشهر إلا أن ما علمه عنها خلال الشهر الماضي كان أكثر بكثير، بحسرة قال لنفسه" ليتهم تركوهم لحالهم ولم يضغطوا عليهم حتى يتزوجا بهذا الشكل، فلربما كانا يجتمعان الآن برغبة منهما في إكمال حياتهما معا"
جلسا يثرثران معا حتى بلغت الرابعة فقالت له بامتنان: شكرا لك علي، لا أستطيع أن أصف لك كيف فرق معي الجلوس معك لو كنت بمفردي كنت سأظل أبكي، هيا لنجلب ملك ومالك من الروضة.
تحركا معا وهي تسأله باهتمام: لا توجد شكاوى من الروضة أليس كذلك؟ أنا اتصل دائما بالمدرسين ويخبروني أن الامور مستقرة.
أمن على كلامها وهو يفتح لها باب السيارة: بالفعل الحمد لله.
جلست على المقعد وهي تقول له بحزن: اعتادوا فراقي وربما يوما ينسوني.
صحح لها كلامها وهو يقود السيارة: بل تفهموا سبب بعدك وتأقلموا لأنه لم يكن لديهم حل آخر، المرة السابقة فاجئنهم ولم نمهد لهم ولكن هذا المرة شرحنا لهم وأخبرناهم بحاجة خالتك لك، ولكنهم يفتقدونك ويجب أن تعلمي هذا، كل يوم يسألوني قبل النوم متي ستعودين؟ حتى أمي تفتقدك كثيرا، أنت شخص مميز لنا جميعا لينا، يجب أن تكوني واثقة من هذا.
شكرته بخجل فأردف: ولكن أتعلمين لقد أحببت خالتك وعم رضوان كثيرا، ملك مولعة بزوج خالتك لأنه يجيب كل أسئلتها الفضولية بصبر أما مالك فيعشق خالتك ويتحدث عنها طوال الوقت.
-وهما أيضا أحبا ملك ومالك للغاية، يتحدثان عنهما طوال الوقت وينتظران يوم الخميس بفارغ الصبر كل أسبوع.
أوقف علي سيارته أمام الروضة فقالت له لينا بدهشة: أليس هذا حمزة؟
ثم نزلت من السيارة بسرعة تقترب من أخيها مناديه عليه فالتفت إليها وابتسم لها ثم فتح لها ذراعيه فغرفت في عناق أخوي دافئ معه كانت تحتاجه بشدة، تركهم علي على راحتهم وتحرك ليجلب ملك ومالك من الداخل، قالت لينا: اشتقت إليك يا حمزة، افتقدتك بشدة.
-وأنا أيضا يا حبيبتي اشتقت إليك، سامحيني لأني لم أكن بجوارك طوال الأشهر الماضية.
وبخته لينا: أسامحك على ماذا؟ المهم إنك عدت، هل نفذت ما برأسك ولم تستمع لأحد وصفيت مشروعك هناك.
-نعم وهذا ما أخرني استغرق الأمر الكثير من الوقت حتى يجدوا شريكا مكاني فالمكان قائم علينا كما تعلمين، من بعد الآن أنا معكم ولن أفترق عنكم.
سألته: هل مررت على أبي؟
-نعم سلمت عليهم وبقيت عندهم بعض الوقت ثم جئت لأسلم على ملك ومالك وكنت سأمر عليك بعد ذلك ولكن حظي جميل فرأيتك هنا، كيف حالك يا لينا؟ لقد فقدت الكثير من الوزن.
قاطعهم صخب الطفلين اللذين تهللوا ما إن روأ خالهم فمال يحملهم ويقبلهم بحنان، ابتسمت لينا لفرحة الصغيرين ثم قالت لهم: ما رأيكم أن نذهب فورا لخالتي لنعرفها على حمزة ونأكل من طعامها الشهي.
وافق الطفلين بسهولة فالتفتت لعلي الذي اقترب من حمزة يقول له: حمد لله على سلامتك يا حمزة، أنرت المدينة.
نظر له حمزة بغضب ثم قال له بجفاف: بخير، ثم التفت للينا مردفا بإحراج: لا أظن أن ذهابي لخالتك سيكون فكرة جيدة، ربما تضايق من وجودي.
شهقت لينا بافتعال وهي تقول له: تضايق؟! أنت لا تعرف خالتي، أخبره يا علي.
ضحك على وهو يفتح السيارة للطفلين فقفزوا في المقعد الخلفي ثم قال: خالتي وجيدة وعمي رضوان بيتهم مفتوح للجميع، أنا أغادر بصعوبة عندما أذهب إليهم.
دفعته لينا برفق للسيارة وهي تقول له: هيا يا حمزة سنقضي اليوم معا وعندما تراهم ستفهم ما نقصده.
ركب السيارة باستسلام وظل يراقب أخته مع الطفلين طوال الطريق، كان الصغيرين يحكيان لها كل ما حدث لهما باليوم في الروضة وهي تستمع لهم بإنصات، تألم قلبه ومالك يحكي" ثم سألت المعلمة ما اسم والدتكم فاحترت ماذا أقول فأخبرتها في النهاية إن اسمها لينا"، دمعت عينا لينا من كلام الصغير ولم تستطع الرد عليه ولكن ملك لم تصمت فقالت لأخيها: ولكنك مخطأ والدتنا اسمها تسنيم، لينا تكون خالتنا.
اعترض مالك: ولكن أنا أريد قول أمي مثل باقي الأطفال بالروضة، ثم التفت لخالته يسألها برجاء: هل أستطيع أن أقول لك أمي يا خالتي؟
وجم الجميع من كلماته، مدت لينا يديها وحملت الصغير ووضعته على قدمها ثم احتضنته بحنان بينما قال علي لابنه: تستطيع أن تقول لخالتك ما تشاء يا حبيبي.
تهلل وجه الصغير وهو يقول لهم بحماس: إذا سأقول لها أمي من بعد الأن.
نظر حمزة للمشهد الماثل أمامه بألم، متى احتلت لينا تلك المكانة في حياة الصغيرين، متى احتلت مكانة الأم وعوضتهم عن فقد تسنيم؟، كيف استطاعت إغراقهم بتلك العاطفة وهي التي حرمت منها طوال حياتها وهو شاهد على هذا، أوقف علي سيارته أمام البيت قائلا بصوت حاول أن يضفي عليه بعض المرح: لقد وصلنا من سيصعد أولا.
تسابق الصغيرين وتحركت لينا ورائهم ثم التفتت لعلي وحمزة متسائلة بدهشة: لم لم تتحركا؟
أجابها حمزة: اصعدي أنت ونحن سنصعد ورائك يا لينا.
ما إن اطمأن لصعودها حتى التفت لعلي مفرغا به غضبه: ما الذي تريده من أختي؟ ألم يكف ما فعلته.
كان علي ينتظر غضبه وانفجاره رآها في عينيه أمام باب الروضة، قال له بهدوء: أأنت غاضب مني لأني تزوجتها أم لأني طلقتها؟
-هل هي لعبة بيديك تطلقها وقتما تشاء وتتزوجها متى تشاء.
حافظ علي على هدوئه وهو يحدثه: بالطبع ليست لعبة بل هي إنسانة غالية علي كل ما أريده هو سعادتها والمحافظة عليها، مهما شرحت لك عن طريقة زواجنا لن تستوعب لقد أجبرنا أنا وهي، ابتزونا بكل طريقة ممكنة فرضخنا لهم في النهاية، لم يكن كلانا مؤهلا لهذا الزواج، كانت جراحنا بفقد تسنيم ما زالت طازجة تنزف فلم يتمكن كلانا من النجاح.
بجفاف سأله حمزة: هل طلقتها لهذا السبب؟
-لا طلقتها لأنني عن غير قصد آلمتها بذكر تسنيم بيننا، أنا لم أتجاوز موت تسنيم وأعترف أمامك لم أنساها بعد ولا أجد في قلبي مكانا لأحد غيرها.
بغضب قال له حمزة: وما دمت لا تجد مكانا بقلبك لماذا تتودد إليها ما الذي كانت تفعله بسيارتك اليوم، ما معني أن تكبلها بمسئولية الصغيرين الذي تعرف جيدا مدى حبها لهم.
بنفاذ صبر قال له علي: كان هذا اتفاقي مع عمي عبد الله أن نحاول أن نبدأ من جديد، نتعارف ونتقرب بدون زواج لعل قربنا هذا يتيح لنا بداية جديدة نستطيع بها أن نواصل الحياة معا ولكن إذا جاءها من يميل قلبها له فانا سأكون أول المهنئين والداعمين لها، أما عن أولادي فأنا لا أحملها مسئولياتهم كما تقول بل أحضرهم هنا من أجلها هي، أنت لا تتخيل كم هي مرتبطة بهم ولن أنكر هم أيضا مرتبطين بها ويعتبرونها أما لهم كما رأيت يا حمزة، صدقني لم أكن أبدا لأؤذي لينا فهي غالية علي.
بحزم قال له حمزة: ابتعد عن أختي يا علي يكفي ما نالته طوال حياتها من آلام، أخرجها من حساباتك، وأيا كان عذرك أنا لن أتقبله وربما الشيء الجيد الوحيد إنك طلقتها، ملك ومالك مسئوليتنا جميعا وليست مسئولية لينا وحدها، لينا حرمت طوال حياتها من بيت دافئ يحتويها، دوما كانت تشعر إنها فردا زائدا في بيتنا، كنت أراها كل يوم في عينيها وهي تعود آخر اليوم بإحباط للبيت، من حقها أن تعيش ببيت تجد فيه أمانها وراحتها وليس من حق أي أحد أن يسلبها حياتها لتعيش بديلة لامرأة أخرى.
ثم نزل من السيارة وصفع الباب خلفه بقوة تاركا علي وراءه يفكر في كلماته.

************************************************** *

كان ينظر في ساعته بقلق فقالت له والدته محاولة تهدئته: إن شاء الله ستتم هذه المقابلة على خير، أنا متفائلة يا عمار.
مسح عمار وجهه بتوتر وهو يقول لها: ليتني أمتلك نصف ثقتك يا أمي.
ربتت على كفه بدعم ثم قالت له بحنان: لا تقلق هكذا عمك عصمت بصفك وكريم وأخيها، ماذا تريد أكثر من هذا.
-خائف من أبيها يا أمي، خائف من أن يجبرها على الزواج بأي أحد في قريتهم، خائف من أن تقبل بي لمجرد إنني البديل الأفضل أمامها، كنت أريدها راغبة وليست مجبرة يا أمي.
تنهدت والدته بحزن فهو على هذا الحال منذ عدة ساعات يدور بدون هدف في الشقة، قالت له: انظر إلى الجانب المشرق للموضوع يا عمار، كان أخيها يرفض طلبك الآن يقف بصفك، كنت تقول إنك بحاجة لشهور حتى تتقرب منها الآن والدها اختصر الطريق عليك، إن شاء الله سيتم هذا الأمر على خير ثق بالله، سأقوم لأرتدي ثيابي لآتي معك.
-لا يا حبيبتي، لن أسمح لهذا الرجل أن يضايقك بكلمة سأذهب بمفردي.
استنكرت كلامه قائلة: ماذا تقول يا عمار؟ هل ستذهب بمفردك لتخطب؟ إذا لم تريد أن أذهب معك فلتقل لأزواج شقيقاتك أو قل لعم ياسين، لو كنا نعرف مبكرا لاتصلنا بأعمامك وجاءوا من البلدة لم يكن ليتأخروا عنك أبدا.
مال عمار يقبل يدها ثم قال: أعرف يا حبيبتي إنهم لن يتأخروا عني ولكني أريد أن أذهب بمفردي هذه المرة هذا الرجل قاسي للغاية ولا أريده أن يتصادم مع أحد، لتمر هذه المقابلة على خير والمرة القادمة أعدك سأبلغ الجميع.
ثم اعتدل وتنفس بعمق وهو يتابع: إنها الرابعة والنصف سأتحرك الآن حتى أصل بموعدي، ادع لي يا حبيبتي.
دعا له قلبها قبل لسانها أن يجمعه بمن يحب فلقد أدركت أن صفاء لم تكن مجرد أنثي يحبها بل عالما أرداه ووطنا يسعي إليه ومرساة لسفينة حياته.


******************************************

التمعت عيناها وقد شعرت إن أخيرا القدر صالحها وجاء بصفها، منذ الصباح والأصوات تعلو من شقة سميرة، كانت أصواتهم عالية صاخبة على خير عادتهم، تسحبت واقتربت من باب الشقة فتابعت الحديث وفهمت الحكاية من أولها، سمعت صوت ذلك العجوز الكريه يقول لأحدهم: اذهب أنت وارتاح يا مختار بالتأكيد السفر أتعبك، جهز لخالك الشقة يا كريم.
شعرت بالسعادة والعجوز يردف: اصعد أنت لشقتك واترك الشقة المقابلة لخالك وأولاده، وصفاء سترتاح هنا بغرفتك أنت.
لم تكن تعرف أن السعادة لم تكن من نصيبها وحدها فسميرة كان لها نصيب، فكون صفاء سترتاح بحجرة كريم فهذا يعني العودة لحجرتها هي التي طردت منها منذ أكثر من شهر، صعدت بسرعة وهي تسمع صوت حركة بجوار الباب، فتحت شقتها ودخلت بسرعة وهى تلهث بعنف، هي كانت بحاجة لأن يصعد يوما واحدا هنا، كان يتجاهلها كليا وهذا كان يثير حنقها، تتقبل الغضب ولكنها لا تستسيغ التجاهل، منذ أكثر من شهر وهى تتابع عند طبيبتها النسائية ومنذ عدة أيام أبلغتها أن الالتهابات التي كانت تعاني منها قد شفيت منها ولا عائق الآن أمام الحمل، تحركت لغرفتها بثقة لتنتقي ما ستلبسه لم تكن بحاجة لأكثر من ليلة معه فمن حسن حظها أن اليوم هو أحد أيام تبويضها ستحمل منه لتذله بطفله كما أذلها ستريه ويا ويله منها.
في نفس الاثناء كانت مرام تقف أمام الحمام تنادي صفاء بصوت خافت: حبيبتي هل انتهيت؟
اقترب منها عصمت يسألها بقلق: هل هناك شيء يا مرام؟
التفتت إليه تقول له بهمس: أنا خائفة عليها، تأخرت كثيرا بالحمام، حالتها كانت غريبة، نظراتها تائهة وكأنها شخص آخر.
قال عصمت متحسرا على ابنة شقيقته الجميلة التي لا تفيق من كارثة إلا وتتبعها مصيبة أسوأ منها: لم يكن اليوم سهلا عليها يا مرام، أنا أتعجب من صمودها للآن بعد كل ما ألم بها.
كانت مصدر حديثهم واقفة أمام مرآة الحمام تنظر لنفسها بجمود، بعينين مليئتين بالكره والنفور كانت تطالع صورتها المنعكسة بالمرآة، كانت آلامها كبيرة لا يتسع قلبها ولا روحها العليلة لها، كانت تتحدث مع نفسها بهمس: أي امرأة فاشلة أنت، فشلت دوما في الدراسة فاكتفيت بتعليم متوسط بينما ذهب جميع أشقائك للجامعة، فشلت في زواجك وفشلك الأكبر كان في عدم حفاظك على عرضك، نكست رؤوس إخوتك وأبيك بعد أن كانت تبلغ عنان السماء بطولها، دنست ثوبهم الذي كان دوما ناصع البياض، أي شؤم حملته إليهم بوجودك بينهم، أنت لا تستحقين الحياة موتك سيخلصهم من عارك وسيخلصك من حياتك.
جزء صغير من إيمان بقى داخلها نهرها بضعف" لا تفعلي، لا تبادري الله بنفسك، تراجعي"
ولكنها لم تتراجع بل رفعت موسى الحلاقة التي استخرجته من الماكينة وهي تقول بتصميم" لن يحاسبني الله سيغفر لي"، قربته من يدها وهي تصرخ في أعماقها" موتي أيتها الفاشلة"

انتهى الفصل
أتمنى تشاركوني آرائكم بالفصل دمتم بخير❤❤❤



hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 11:24 PM   #884

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 131 ( الأعضاء 48 والزوار 83)
‏hollygogo, ‏زهرورة, ‏hamossa, ‏mamanoumanoul, ‏amana 98, ‏halloula, ‏منال نبوي, ‏AROOJ, ‏eng sarahsnowwhite, ‏نفوسا, ‏أميرةالدموع, ‏s2020, ‏Lazy4x, ‏Safa2017, ‏egmannou, ‏ماسال غيبي, ‏سيده علم, ‏minasaloma, ‏Kemojad, ‏deep, ‏غائب, ‏Um-ali, ‏Riham**, ‏همس البدر, ‏احمد حميد, ‏نوره ام عبدالمجيد, ‏مزاااين, ‏سوسن شريف, ‏شارلك, ‏زهوةفرحة, ‏chamcham, ‏غرام العيون, ‏منال سلامة, ‏nasma susu, ‏بريق امل, ‏أم الريان, ‏الأمل واليسر, ‏asmaaasma, ‏sawsan assaf, ‏Wafaa elmasry, ‏اسماء الحداد, ‏عمرااهل, ‏العلوية, ‏مسو عوض, ‏Aya adli, ‏ام حمد طبيلة, ‏غنوزة
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 11:41 PM   #885

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 159 ( الأعضاء 57 والزوار 102)
‏hollygogo, ‏Maryam Tamim, ‏ايمان عباس سعدة, ‏لميس رضا, ‏soml angel, ‏غنوزة, ‏نسرين كامل سعيد, ‏الياسمين14, ‏نونا لبنان, ‏فضيلة زناش, ‏nasma susu, ‏صباح مشرق, ‏رانيا خالد, ‏اوني يونغ, ‏Wafaa elmasry, ‏ملاك العمرو, ‏مهاالعجيل, ‏Sm-alamri, ‏ملكه باخلاقي, ‏فرييدةة, ‏الاوهام, ‏زهرورة, ‏mamanoumanoul, ‏amana 98, ‏halloula, ‏منال نبوي, ‏AROOJ, ‏eng sarahsnowwhite, ‏أميرةالدموع, ‏s2020, ‏Lazy4x, ‏Safa2017, ‏egmannou, ‏ماسال غيبي, ‏سيده علم, ‏minasaloma, ‏Kemojad, ‏deep, ‏غائب, ‏Um-ali, ‏Riham**, ‏همس البدر, ‏احمد حميد, ‏مزاااين, ‏سوسن شريف, ‏شارلك, ‏زهوةفرحة, ‏chamcham, ‏غرام العيون, ‏بريق امل, ‏الأمل واليسر, ‏asmaaasma, ‏sawsan assaf, ‏اسماء الحداد, ‏عمرااهل, ‏العلوية, ‏مسو عوض
أد


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 11:44 PM   #886

Riham**
 
الصورة الرمزية Riham**

? العضوٌ??? » 306482
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,177
?  نُقآطِيْ » Riham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond repute
افتراضي

الله يكون في عون كل مبتلى وكل انسان ضاقت الدنيا بيه حقيقي كلنا بنشوف حالات انتحار لناس عادية بس فجأة فاض بيهم وضاقت بهم أنفسهم والنفق مش شايفين فيه اي بصيص نور حالة صفاء تعتبر اسهل من ناس كتير لأنها رغم أنها ملقتش الدعم من الاب والمجتمع بس هي لقت دعم من أشخاص آخرين .
لينا اتمنى أنه علاقتها بسيف تتطور مش حباها لعلي بكره جواز الاخت بجوز اختها والاخ بمرات أخوه تقيلة على نفسي


Riham** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 11:49 PM   #887

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة riham** مشاهدة المشاركة
الله يكون في عون كل مبتلى وكل انسان ضاقت الدنيا بيه حقيقي كلنا بنشوف حالات انتحار لناس عادية بس فجأة فاض بيهم وضاقت بهم أنفسهم والنفق مش شايفين فيه اي بصيص نور حالة صفاء تعتبر اسهل من ناس كتير لأنها رغم أنها ملقتش الدعم من الاب والمجتمع بس هي لقت دعم من أشخاص آخرين .
لينا اتمنى أنه علاقتها بسيف تتطور مش حباها لعلي بكره جواز الاخت بجوز اختها والاخ بمرات أخوه تقيلة على نفسي
صحيح معاك حق. لسه حادثة الانتحار الاخيرة اللي كانت بمول في القاهرة توجع القلب.
إزاي الانسان ممكن يؤلم روح بني آدم لدرجة إنه يفكر بالانتحار، حنشوف لينا حتختار مين في الآخر. ممنونة لمتابعتك ريهام❤


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 11:57 PM   #888

ماسال غيبي

? العضوٌ??? » 485399
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » ماسال غيبي is on a distinguished road
افتراضي

لقد اختصرت الواقع بجملة لما نساء تعاهي ظلم حقا كل شيء بسبب مراة و رجل لا يعيبه شيء بالرغم ان ااه وضع العقاب لكليهما
علي و لينا وسيف مازلت اتمني ان ترتبد بسيف و تكون عاءلتها خاصة دون ان تنسي اليتامي فعلي لا سنطيع حبها و قلبه لتسنيم رغم انه اعترف لنها رائعة لكن قلوب ليت بايدينا و لا نتحم بها رغم ان بعض اشخاص يستحقون حب و لا نحبهم و اخرون لت يستحقون و فكن نحبهم قلوب بيد الله لا حكم لنا فيها لذا انسحب علي اعدل قرار لينا
صفاء حقا الياس بفعل اي شيء كلنا نتساءل لما ينتحرون و لكن عند فقدان الانل و تسود نظرة للحياة يضعف انسان و يلجا لاقصر حلول اه با عمار كانك كنت حاسس
سلمي و مخططها ممم كنت اود ان اقول ان كريم يعشق مرام و لن يضعف لكن غباء كريم السابق يجعلني اشك فيه و كما كل مرة يارب لا تعود له مرام هي تستحق افضل منه بكتيرررر
اب صفتء للااسف موجود في واقع كم اب حطم ابنه هكذا ماذا اقول حسبنا الله و نعم الوكيل في كل ظالم


ماسال غيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-21, 12:07 AM   #889

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماسال غيبي مشاهدة المشاركة
لقد اختصرت الواقع بجملة لما نساء تعاهي ظلم حقا كل شيء بسبب مراة و رجل لا يعيبه شيء بالرغم ان ااه وضع العقاب لكليهما
علي و لينا وسيف مازلت اتمني ان ترتبد بسيف و تكون عاءلتها خاصة دون ان تنسي اليتامي فعلي لا سنطيع حبها و قلبه لتسنيم رغم انه اعترف لنها رائعة لكن قلوب ليت بايدينا و لا نتحم بها رغم ان بعض اشخاص يستحقون حب و لا نحبهم و اخرون لت يستحقون و فكن نحبهم قلوب بيد الله لا حكم لنا فيها لذا انسحب علي اعدل قرار لينا
صفاء حقا الياس بفعل اي شيء كلنا نتساءل لما ينتحرون و لكن عند فقدان الانل و تسود نظرة للحياة يضعف انسان و يلجا لاقصر حلول اه با عمار كانك كنت حاسس
سلمي و مخططها ممم كنت اود ان اقول ان كريم يعشق مرام و لن يضعف لكن غباء كريم السابق يجعلني اشك فيه و كما كل مرة يارب لا تعود له مرام هي تستحق افضل منه بكتيرررر
اب صفتء للااسف موجود في واقع كم اب حطم ابنه هكذا ماذا اقول حسبنا الله و نعم الوكيل في كل ظالم
صحيح زي ماقلتي ربنا ساوى بين الرجل والمرأة في الحدود لكن البشر هما اللي استثنوا الرجل ووضعوا كل الأخطاء على المرأة. صفاء ونموذج يائس لانسان فقد رغبته بالحياة للاسف موجود لنساء كثير حوالينا ممكن ينتحروا بلحظة ضعف من معاملة سيئة وكلام جارح من زوج أو أب، لينا وعلى وسيف حنشوف حتختار مين. وكريم حنشوف حيصدمنا بغبائه مرة تانية ولا المر ة دي حيتعلم الدرس. ممنونة لمتابعتك ماسال❤❤


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-21, 12:07 AM   #890

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

محتوى الموضوع الآن : 178 ( الأعضاء 62 والزوار 116)
‏hollygogo, ‏رسوو1435, ‏شوق سلام, ‏hamossa, ‏ماسال غيبي, ‏ادم الصغير, ‏Shadwa.Dy, ‏Layla884, ‏حجاجيه على, ‏اسماء الحداد, ‏نونا لبنان, ‏Aya adli, ‏Nada $, ‏Boba 2020, ‏ام فارس 19, ‏asmaaasma, ‏strom, ‏ريم السيف, ‏HEND 2, ‏imoo, ‏lucyman, ‏Riham**, ‏جنون امراه, ‏امل حياتي3, ‏asaraaa, ‏ميرا حوا, ‏Maryam Tamim, ‏ايمان عباس سعدة, ‏لميس رضا, ‏غنوزة, ‏نسرين كامل سعيد, ‏الياسمين14, ‏فضيلة زناش, ‏nasma susu, ‏صباح مشرق, ‏Wafaa elmasry, ‏ملاك العمرو, ‏Sm-alamri, ‏ملكه باخلاقي, ‏فرييدةة, ‏الاوهام, ‏mamanoumanoul, ‏amana 98, ‏منال نبوي, ‏AROOJ, ‏eng sarahsnowwhite, ‏s2020, ‏Safa2017, ‏egmannou, ‏سيده علم, ‏minasaloma, ‏deep, ‏غائب, ‏Um-ali, ‏مزاااين, ‏سوسن شريف, ‏شارلك, ‏زهوةفرحة, ‏chamcham, ‏غرام العيون, ‏الأمل واليسر, ‏sawsan assaf
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:09 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.