آخر 10 مشاركات
90 - فيلم وحب - شارلوت لامب -ع.ج ( كتابة فريق الروايات الرومانسية المكتوبة /كاملة** ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          236 - سيد الجزيرة - مارى ويبرلى - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          معاناة قلب * مكتملة * (الكاتـب : Adella rose - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          كل ممنوع (2) .. سلسلة نداء صحوة * مكتملة ومميزة * (الكاتـب : mooonat - )           »          مُلوك تحت رحمة العشق *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          268 - أغنية الريح - آن ويل .. ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          6 - كذبة واحدة تكفي - كارول مورتيمر (الكاتـب : فرح - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree626Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-06-21, 12:05 AM   #281

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رونى تامر مشاهدة المشاركة
منتظرين الفصل على احر من الجمر تسلم ايديكى على هذا الابداع❤❤❤❤❤
الله يسلمك روني تسلمي 🌹🌹🌹


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-21, 12:07 AM   #282

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الخامس عشر

ازداد توتر صفاء وهي تري جميع أنظار من في الحجرة تتوجه إليها منتظرين إجابتها، ارتبكت وهى تجيب متلعثمة: عميلة حضرت وأخبرتني أنها تريد مرام في أمر يخص العمل، أتت وجلست معها قرابة الربع ساعة وبعدما انصرفت دخلت مكتب مرام فوجدتها على هذه الحالة.
جلست سميرة علي المقعد وقد عجزت قدماها عن حملها من التوتر، لو انكشف أمر ذهاب سلمى لمرام فسينكشف أمر تواصلها معها، تعلقت عيناها بزوجها بخوف، هي أدري الناس بطبعه فرغم حلمه وصبره إلا أنه في لحظات غضبه النادرة يكون مخيف، تطلعت لكريم الذي اقترب من صفاء يسألها: ما اسم تلك العميلة؟
ردت عليه بخفوت: لم تذكر اسمها.
بعصبية قال لها وتوتره يزيد مع حالة مرام المنهارة: وكيف تدخلين شخص إليها دون أن تأخذي اسمه وبياناته.
سحبه عمار خطوة للخلف يهدئه قائلا: اهدأ كريم لا توترها، ثم التفت لصفاء يسألها برفق: هل تتذكرين شكل هذا العميلة صفاء؟
ردت عليه بهمس بالكاد سمعه: لا أتذكر لقد قابلتها لأقل من دقيقة.
انكمشت مع صراخ كريم الغاضب، نظرات البؤس على وجهها آلمت قلب عمار، دموعها التي سالت مست مشاعره، التفت فوجد الكل ملتف حول مرام غير منتبه لحالتها، اقترب منها يهدئها: لا تحزني صفاء، من الطبيعي أن لا تنتبهي لملامحها في هذا الوقت القصير.
تعلقت عيناها بمرام وهي تشعر بالذنب تجاهها، قالت له بخفوت متألم: لم أنجح حتى في أبسط الأمور، أنا السبب، دوما أنا السبب، ليتني مت بين يديه.
انعقد حاجبا عمار من كلامها وسؤال كبت نفسه حتى لا يسأله " من هذا الذي تتمني أن تكون ماتت بين يديه"، نفض رأسه وهو ينهر نفسه" ليس الآن وقت فضولك عمار، الأمر لا يتحمل"، بهدوء خاطبها: لست السبب صفاء في شيء، الأمور مشتعلة بين مرام وكريم منذ فترة، وأنا استعبد أن تلك العميلة لها يد بالموضوع فلا تحزني، ولكن الجيد في الأمر أنك تعلمت اليوم درس مهم في العمل عندما يأتي عميل للمكتب من الضروري أن تأخذي بياناته، اسمه ووسائل للتواصل معه، اتفقنا.
رفعت عينيها إليه ووجهها محمر للغاية من أثر البكاء، قبض كفيه بقوة وهو يشيح ببصره عنها، أردف: الآن حاولي ان تهدئي فمرام بحاجة إلينا.
أخذ نفس عميق وهو يعطيها ظهره محاولا السيطرة على المشاعر الغريبة التي تنتابه بجوارها، اقترب من كريم الذي يحاول الحديث مع مرام وسؤالها عن تلك العميلة لربما هي سبب حالتها، قطب عمار بتفكير وهو يري حالة مرام التي ازدادت سوءا فور ذكر سيرة العميلة، شك تصاعد بداخله وسؤال فرض نفسه عليه" هل من الممكن أن تكون سلمى هي تلك العميلة؟ هل آذت مرام بكلامها؟"، نحى أفكاره جانبا فالوضع لن يتحمل أن يطرح تفكيره عليهم مع هياج كريم.
استمع لمرام وهي تتوسل لعصمت للمرة التي لا يعلم عددها لليوم: أرجوك طلقني منه.
تسمر مع رد عصمت: سأفعل، وعد مني سأفعل ولكن.....
قاطع كريم كلام ابيه بانفعال: لن أطلقها، لن أفعلها ولو فيها موتي.
شهقت سميرة وهي تنهر ابنها: ما هذا الذي تقوله، أبعد الله كل شر عنك.
كادت تلتفت لمرام لتوبخها لأنها أوصلت ابنها لهذه الحالة ولكن هيئتها أخرستها فابتلعت كلماتها، نظرت لزوجها الذي تابع كلامه وكأنه لم يسمع كلام ابنه: ولكن ليس اليوم حبيبتي، اليوم أنت منفعلة غاضبة باكية، قرار مثل الطلاق لا يجب أن تأخذيه بحالتك هذه، أعدك غدا إذا كنت مازلت تريدين الطلاق، أن أطلقك منه.
بغضب قال كريم لأبيه: ما هذا الكلام أبي؟ لن أطلقها، لا اليوم ولا غدا ولا في أي يوم قادم، إنها زوجتي لآخر يوم بعمري.
صمت عصمت ولم يرد عليه، بينما عمار تطلع لمرام ولأول مرة منذ مشكلة صديقيه يشعر أن النهاية تلوح بالأفق، يخشى أن قصة مرام وكريم قد وصلت لآخر فصولها ويجب أن تخط فيها كلمة النهاية.
بلهفة أمسكت مرام بيد عصمت تسأله: أحقا يا عمي ستطلقني غدا.
مسح عصمت دموعها بحنان يجيبها: وعد سأفعل يا حبيبتي، ولكن بشرط.
بأمل ملهوف سألته: أي شرط هذا؟ سأفعل ما تريد.
-أن تفكري جيدا الليلة، هذا ليس قرار سهل حبيبتي، أنت تهدمين بيتك، سينشأ طفلك بين أبوين منفصلين وهذا ليس سهلا، أنا أثق بك وبرجاحة عقلك، فكري وسأنتظر ردك غدا، عديني أنك ستفكرين.
لوت سميرة شفتها وهي تقول بنزق: كم مرة أخبرتكم أنها نشأت بين أبوين مطلقين ولن تعمر بيتا، ها هي عند أول مشكلة هدمت البيت.
اتسعت عينا عمار ذهولا من كلام سميرة، فهم من فلتات لسان كريم أن العلاقة بين أمه ومرام سيئة، ولكنه لم يتخيل أن تقول لها مثل هذه الكلمات في حالتها المنهارة هذه وكأنها تعيرها بطلاق أبويها، أي فكر عقيم هذا الذي يحكم علي أبناء المطلقين أنهم لن يعمروا بيوتهم وسيكررون تجربة آبائهم، لمح نظرة عصمت النارية لزوجته وانكماشها وصمتها.
تجاهلت مرام حديث حماتها وحاولت أن تمسح دموعها وهي تقول له بصوت متحشرج من أثر البكاء: أعدك أني سأفكر طوال الليل ولكن لا أظن أن قراري سيتغير، أنا أريد أن أذهب لبيتي.
ثم التفتت إلي صفاء تسألها: هل من الممكن أن تعتني بإياد اليوم صفاء لعدة ساعات لا أريده أن يراني بحالتي تلك حتي لايفزع.
بلهفة أجابتها صفاء وكأنها سعدت أنها ستجد أخيرا شيئا مفيدا تفعله: بالطبع لا تقلقي عليه، إياد يكون سعيد للغاية بلعبه مع نور.
قامت مرام فداهمها الدوار فأسرع كريم إليها ليسندها ولكنها نفضت يده بعيدا وتمسكت بذراع عصمت الذي قام بدوره.
تعلقت عينا كريم بها بألم من جفائها ونفورها منه.
لا يعرف السبب، كل مايعرفه أنه يتألم لألمها، يغضب من نفسه لأجلها حتي ولو لم يعرف السبب، إنها مرام وكفى.
سمع توبيخ أبيه الرقيق لها: لقد عاودك الدوار مرة أخري، سآخذك من يدك كالأطفال وأذهب بك للطبيب مادمت تهملين صحتك بهذا الشكل.
ردت مرام بخفوت: أنا بخير فقط كان يوما مرهقا، أنا سأنصرف عمي، ثم التفتت إلي صفاء مردفة: هل ستأتي معي صفاء لنجلب إياد من الروضة.
انتفضت هي وصفاء علي صراخ عمار وكريم وعصمت بكلمة لا، ثلاثتهم بدون اتفاق انطلقت الكلمة من أفواههم برعب وهم يتذكرون قيادتها المتهورة منذ قليل.
تطلعت إليهم باستغراب فقال لها عصمت: اليوم كان متعبا لك حبيبتي، أنا سأوصلك إلي البيت بسيارتك، ثم التفت لعمار مردفا: هل يمكنك أن تقل إياد من الروضة عمار وتأخذ كريم معك وصفاء حتى تهتم به؟
-بالطبع عمي، ثم سحب كريم المسمره نظراته على مرام من ذراعه لينبهه، ثم أشار لصفاء التي التفتت لمرام تطمئنها: لا تقلقي على إياد.
انصرف الجميع فتنفست سميرة براحة، ثم التفتت إلي هاتف المنزل لتتصل بسلمى لتوبخها علي الموقف الذي وضعتها به اليوم.

************************************

مسترخية في سريرها تسترجع حوارها مع مرام وتشعر بالانتشاء، تتذكر نظراتها المكسورة ودموعها اللامعة بعينيها فينتابها الرضى، يجب أن تعلم أنها لا يمكن أن توضع في مقارنة معها، هي سلمي، دوما كانت متفردة وستظل، يتسلل الغضب بين حالة السعادة التي تعيشها يذكرها بما فعله كريم، كيف يجرؤ على أن يفعل ما فعله، كيف يتحدث لسيف ويشكو إليه أنها تطارده، كيف يخبره أن بيته له الأولوية؟، كيف يضعها في كفة واحدة مع غيرها، قطبت حاجبيها تفكر في خطة جديدة تضعها لو حكت الضئيلة لكريم عن ذهابها لها، تكاد تجزم أنها لن تخبره ولكن لا بأس من الاحتياط، هي لا تحب المفاجآت، تحب أن تتحكم بخيوط اللعبة كلها بين يديها، هي موقنة أن تلك الضئيلة ستصر علي الطلاق، لقد صدقت حديثها كله وهذا يحقق هدفها، كريم بدون قيود البيت والزواج سيكون الوصول له أسهل بكثير.
اعتدلت وهي تستمع لرنين هاتفها، اعتدلت بلهفة تفتح المكالمة لتسمع آخر الأخبار من حماتها المستقبلية.
قطبت حاجبيها باستياء وهي تستمع لصوت حماتها الصارخ وتأنيبها: ماذا قلت لها، لقد كانت منهارة عندما أتت، لم أرها في يوم من الأيام بهذا الشكل، لو ترين حالة كريم وهو لا يعرف كيف يراضيها، لقد تألم ابني وأنا لا أطيق أن يمسه الهواء، ماذا قلت لها فأوصلها لهذه الحالة سلمي؟
توعدتها سلمي بسرها علي طريقتها في الحديث معها، لا أحد يتحدث معها بهذا الشكل، أقسمت أن تذيقها الويل جراء حديثها ولكن ليس الآن، هي تحتاجها لتنقل إليها أخبار كريم، ردت عليها بحزن: هل تتخيلي أن أؤذي زوجة كريم، الرجل الذي أعشقه منذ ثلاثة عشر عاما كاملة، أنا لم أقل لها شيئا خالتي، فقط رجوتها أن توافق على زواجنا ولا تحرمنا من بعض بعد أن جمعنا القدر.
بشك سألتها سميرة وهي لا تصدق كلامها الذي قالته: ألم تخبريها بشئ آخر سلمى؟ لقد بدت منهارة بشكل كبير.
بمسكنة مصطنعة أجابتها: لا فقط ما أخبرتك به، إنها تحاول الحصول على تعاطف كريم حتى لا يفكر مرة أخرى بالزواج مني، إنها تحرم كريم من حقه في السعادة.
زفرت سميرة بضيق وهي تجلس علي المقعد تقول: لا أظن هذا، أنها مصممة على الطلاق بشكل كبير، لقد آلمت قلبي بهيئتها، لو ترين كريم كيف كان حزين من أجلها لعرفت أنه يفعل أي شيء من أجلها، أحمدي الله أنها لم تخبره عن زيارتك.
برقت عيناها بظفر وهي تستمع لكلامها وسألتها باهتمام: وماذا كان رد كريم؟ هل وافق على الطلاق؟ ثم أردفت بضيق بدا في أذني سميرة كاذب: لا أريد أن أكون السبب في خراب بيته خالتي، لا أريد أن أتحمل هذا الذنب.
ردت سميرة: لقد رفض وظل يراضيها ولكنها أبت وأصرت، فأخبرها عصمت أنها سيحقق لها ما تريد ولكن غدا حتى تكون فكرت بشكل جيد.
بانكار قالت لها سلمى: إنه متمسك بها لأجل إياد خالتي، لا يريد أن ينشأ ابنه مشتتا، أنا أعرف كريم هي لا تمثل له شيئا ولولا وجود ابنه لطلقها منذ زمن بعيد.
-لا أظن، كريم لن يتحمل فراقها، أنا أعرف ابني، صحيح أن اختياره لهذه الفتاة لم يعجبني، ولكنك لو رأيت كيف يعاملها لفهمت قصدي، إنه يدللها ويعاملها كأميرة، لا يتحمل أن تبكي أو تحزن، لم أره يوما يرفع صوته عليها أو يوبخها، يخاف عليها كخوفه علي إياد، الطلاق سيحزن ابني وأنا لن أتحمل حزنه، صحيح أني لا أطيقها وأتحملها فقط من أجل كريم، ولكن رغم ذلك لا أريدهما أن يتطلقا.
هزت سلمى قدمها بعصبية من كلام سميرة السخيف وهي تسرد طريقة تعامل كريم مع تلك الضئيلة، قالت لها بانفعال: إنه يشفق عليها خالتي كما أخبرتيني، تعرفين أن كريم طيب القلب وهي تستغل طيبته تلك.
هزت سميرة رأسها بعدم تصديق، فهي في أعماقها تدرك أن مرام تمثل لابنها الكثير، أكثر مما يتخيل هو نفسه، استرجعت مشهده وهو جاثيا علي ركبته أمامها يحاول مرضاتها فزاد ضيقها، هي تدرك أن الأمور قد خرجت عن السيطرة ولا تدري ما سيسفر عنه الغد.
تنهدت وهي تقول لسلمي: لا تذهبي إلي المكتب مرة أخرى، لقد نسيت تماما أمر صفاء ابنة شقيقي، إنها تعمل في المكتب مع كريم، ولكن الحمد لله لم تتذكر وجهك، أنا لا أريد مشاكل مع عمك عصمت، مع السلامة.
أغلقت سلمى المكالمة شاعرة بالسعادة فكما خمنت حدث، مرام أصرت علي الطلاق ولم تحكي لكريم شيئا عن زيارتها، سرحت تفكر في حفل زفافها مع كريم الذي تعلم أنه قادم لا محالة، بحماس فتحت أحد مواقع الأزياء لتختار فستان زفافها على كريم.

*******************************

شاردة طوال الطريق، تنظر من نافذة السيارة وهي لا تري ما أمامها، فقط تسترجع شريط حياتها مع كريم، ست سنوات مرا فيها بالكثير، أهدته قلبها وروحها ولم تنتظر مقابلا، لم تتخيل أن يطعنها بهذا الشكل، أن تكون مجرد أداة بالنسبة له، تخيلت أن مشاعره نحوها احترام وتقدير بعد أن اكتشفت أنه لم تستطع الوصول لقلبه، أغمضت عينيها والدموع تغافلها فتعاود الانهمار مع تذكرها لكلمات سلمى أنه لا يحمل مشاعر ناحيتها سوى الشفقة، تطلع إليها عصمت بألم، ألمه مضاعف ألم من أجلها هي ابنة قلبه التي لم ينجبها، وألم لأجل الأحمق الذي أنجبه الذي يعلم جيدا أنه سيتدمر بطلاقه منها، سألها بحنان: ألن تخبري أبيك بما حدث اليوم وأوصلك لتلك الحالة حبيبتي؟ نحن وحدنا الآن، ووعد مني أي كلام ستقوليه سيظل بيننا.
ألم آخر اقتحم قلبها، أباها جرح آخر بحياتها، بسببه هو وأمها أصبحت مثار شفقة الجميع، لولاهم ما وقفت بخزي وغريمتها تعيرها أنهم لا يعتبروها ابنة حقيقة لهم، كيف تسامحهم على الحال التي أوصلوها له، تهرع لحماها تختبأ بحضنه وتطلب سنده ودعمه بدلا من أن تطلبه من والدها، زاد انهمار دموعها فأمسك عصمت يدها بدعم يقول لها بوعد: أخبريني من آلمك وسأجلب لك حقك حتى لو من كريم نفسه.
صمتت ودت لو تخبره لكنها لم تستطع، قلبها ممتلئ بالألم من مجرد تذكر الكلمات، ماذا ستفعل لو قالتها، لن تتحمل أن تعيش هذا الألم مرة أخرى لن تستطيع، ردت عليه بصوت متحشرج: أنا لا أريد شيئا سوى الطلاق، سأرتاح إذا تم، ثم رفعت عينيها إليه بنظرات متوسلة وأردفت: لقد وعدتني أنك ستطلقني.
ورغم ألمه وعدم رغبته بأن توصل الأمور بين مرام وابنه لهذا الحد، ورغم تمنيه أن تنصلح الأمور بينهما مع الوقت، إلا أنه بأعماقه كان يدرك أن الطلاق قادم لا محالة، وان استمرار الزواج سيجعل مرام تذوي وهو لا يريد أن يراها سوى مزدهرة، بتأكيد قال لها: وأنا عند وعدي مرام، فكري الليلة جيدا، وفي الصباح أخبريني بقرارك وأيا كان سأكون بظهرك حتى تنالي ما تريدين.
أوقف سيارتها أمام منزلها في نفس الوقت التي دخل بها عمار الشارع، نزلت من السيارة مسرعة وخلفها عصمت الذي حاوطها وتحرك معها، كانت خائفة أن يلمحها إياد، لأول مرة لا يكون عندها طاقة للحديث معه، حمدت الله أن عمار كان موجودا ليصطحبه من الروضة، عمار الذي كان الطريق طويلا عليه كما لم يكن يوما، فبرغم أن المسافة لم تكن بعيدة إلا أنه استشعر أنه قاد السيارة لأميالا، من ناحية كريم الواجم بجواره، ومن ناحية أخري منمنمة الملامح الجالسة في الخلف بسيارته، تتابع السيارات بعين شاردة وهي تخفي وجهها بطرف وشاحها، تسائل بداخله لم تخبأ وجهها بهذا الشكل، ليست أول مرة تفعل هذه الحركة أمامه، نفض رأسه وهو يوقف السيارة أمام منزل كريم بعد أن جلب إياد من الروضة، إياد الذي لم يكف عن الثرثرة والسؤال عن أمه، ولكن يبدو أن منمنمة الملامح تجيد التعامل معه، ففور أن أخبرته أنه سيقضي اليوم مع نور حتى تهللت ملامحه، فهم أن نور ابنة شقيقها من الحديث، فضول تحكم به وهو يتساءل بداخله" هل تشبه نور عمتها منمنمة الملامح"

*************************************

اصطحبت صفاء إياد وصعدت معه للمنزل فتنفس عمار براحة، بينما ظل كريم جالسا في السيارة واجما، ربت عمار على كفه مهونا عليه قائلا: هون عليك يا صديقي، فترة وستمر، إن شاء الله ستهدأ صباحا.
رفع كريم إليه عينين متألمتين يسأله: ماذا حدث عمار؟ أنت رأيتها معي صباحا، كانت هادئة مبتسمة، هل أبالغ صارحني؟
زفر عمار بضيق يجيبه: لا تبالغ أنا أيضا سأجن من التفكير، كانت هادئة مبتسمة بالفعل عندما تركناها، حتى أنني تفاءلت وقلت أن الأمور ستنصلح بينكم أخيرا.
أغمض كريم عينيه بإنهاك وأرجع رأسه إلي الوراء ليغرق في تفكير عميق محاولا فك شفرة ما حدث، ولكن في أقصى خيالاته لم يفكر أن سلمى من الممكن أن تكون هي السبب، ظن أن دفترها معه قد أغلق للأبد، ولم يكن يدري أن فصول حكايته مع سلمى لا يزال فيها الكثير من الفصول.
لم يعرف كم مر من الوقت فقد كان غارقا في التفكير، ظنه عمار نائما فلم يزعجه، جلس بصمت بجواره ولكن على عكس صديقه، كان يفكر بسلمى، عقله لا يهديه إلا أنها هي السبب في حالة مرام، قطب حاجبيه متسائلا "هل بلغت بها الجرأة بها أن تحضر للمكتب وتقابل مرام علي أنها عميلة"، يكاد يجزم بأنها هي، يعرفها منذ سنين عدة ويدرك مدي نرجسيتها وحبها لنفسها وأنها تفعل المستحيل لتنال ما تريده، وصديقه مرادها، زفر بضيق من غباء صديقه، لا يدري كيف لا يفهم نفسه بهذا الشكل، كيف يظن أنه لا يحب مرام، العشق ينضح من نظراته لها، من تصرفاته معها، كيف ظن أنه ما زال يحب سلمى، لقد دخل كريم الدوامة بقدمه ظنا منه أنه يجيد السباحة فابتلعته وابتلعت كل عالمه.
فتح كريم عينيه يهز رأسه بيأس لا يستطيع إيجاد تفسير منطقي لحالتها، التفت لعمار يقول: سأصعد إليها علها تكون هدأت فأستطيع التفاهم معها.
بدعم أخوي أخبره: إذا احتجت أي شيء في أي وقت أتصل بي سأكون عندك بغضون دقائق.
هز كريم رأسه بامتنان وهو يتحرك ببطء صاعدا إلي بيته تتابعه نظرات عمار القلقة.

*****************************************

ما إن دلف للمنزل ووجد والده يجلس وحيدا في صالة منزله حتى سأله بخوف: أين مرام؟ أين ذهبت؟
طمأنه والده قائلا: اهدأ بني، إنها ترتاح، لقد عاودها الدوار فأجبرتها أن تدخل لتنام قليلا على غير رغبتها فقد تحرجت من جلوسي بمفردي، ولكني أصررت وانتظرتك فقد خفت أن أتركها بمفردها.
زفر كريم براحه وهو يجلس علي الأريكة بجوار والده، تطلع إليه والده باشفاق ثم قال له وهو ينهض: سأنصرف الآن، لا تضغط عليها كريم اتركها على راحتها، لن أوصيك عليها فأنا أعلم أنك تضعها في عينك.
تحرك مع والده حتى باب الشقة وودعه ثم تحرك لغرفة المعيشة ليطمئن عليها، صدم وهو يحرك مقبض الباب، فلقد وجد الباب موصدا من الداخل، بغضب طرق على الباب صائحا: مرام افتحي الباب.
ظل يطرق على الباب بعنف غاضب ولكنه لم يتلقي أي استجابة، فتوسل لها: أرجوك مرام افتحي أريد أن اطمئن عليك، أقسم لك لن أتحدث معك بأي شئ فقط سأجلس بجانبك وأصمت، أرجوك افتحي حبيبتي.
لم يشعر أنه حتى خاطبها بكلمة حبيبتي، تلك الكلمة التي لم يقولها لها يوما وكأنه حرمها على نفسه بعد فراق سلمى، كان قلبه هو من يتحدث هذه اللحظة، قلبه الخائف من القادم، لا يدري كم مكث على باب الحجرة يتوسلها ولكنها لم تستجب، يكاد يوقن أنها نائمة لتهرب من آلامها كعادتها، بيأس اتجه لصالة المنزل وجلس علي الأريكة وعيناه متعلقة بباب الحجرة آملا أن تفتحه، ظل جالسا حتى غلبه النوم، نوم متقطع ملئ بالكوابيس استغرق فيه، يقوم مفزوع فيتطلع إلي الحجرة من حوله ويزفر براحة عندما يكتشف أن ما عاشه مجرد كابوس، ولكن الواقع يضربه أن مرام تريد الفراق، تريد الطلاق، فيهرع إلي الحجرة ليصالحها فيجدها ما زالت موصده الباب، فيعود محبطا إلي الأريكة ليغلبه النوم وتداهمه الكوابيس مرة أخري، كوابيس يخاف من أن تتحقق، كوابيس يرى فيها مرام تنفيه من عالمها وتبقي وحيدة، كانت ليلة بألف عام، لم يمر بليلة طويلة مثلها، ليلته الأولي التي تنام فيها مرام بعيدا عنه، طوال ست سنوات عاشاها معا لم يتركا ليلة واحدة لم يكونا بجوار بعضهما، حتى يوم ولادتها إياد هو من بات معها، يجرب شعور لأول مرة يعيشه من ست سنوات أن ينام وحيدا بدونها، لم يكن يعلم أن مرام هي الأخرى تغرق في كوابيس تبتلعها، فتستيقط مذعورة ثم تزفر براحة أنه كابوس، ولكن كلمات سلمى تداهمها وتذكرها بواقعها الأليم لتجد الكابوس أكثر رحمة بها، فتنهمر دموعها ثم تنام من التعب ليتكرر كابوسها وتدور في دوامة تبتلعها بلا رحمة فتغرقها بين دوائرها.

*********************************

مرت الليلة طويلة علي عصمت وسميرة وكلاهما غارقا في أفكاره، عصمت يفكر في الغد، هل ستتراجع مرام؟ قلبه يخبره أنها لن تتراجع، عقله ينبئه أن الطلاق أصبح وشيكا، خيوط الصباح انبلجت حامله معها خوف شديد من اللحظات القادمة التي ستحدد مصير بيت وحيده.
وفي تمام العاشرة وجد رسالة نصية من مرام فتحها وهو يكاد يجزم بمحتواها، كانت من كلمتين" أريد الطلاق"
زفر بضيق وهو يقوم ليتجهزبعد أن أرسل لها رسالة قصيرة: نصف ساعة وسأكون عندك.
اتصل بعمار الذي رد بعد أول رنة وكأنه كان بانتظار مكالمته، ما إن فتح المكالمة حتى سأله عمار بلهفة: هل حدثتك مرام عمي؟ هل أخبرتك بشئ، أنا أتصل بها منذ الصباح ولكن هاتفها مغلق هي وكريم.
بضيق أجابه عصمت: لقد أرسلت لي رسالة منذ دقائق يا عمار، إنها مصرة على الطلاق، أريدك أن تأتي معى لنقنع كريم سويا، تعرف مدى عناده.
سأله عمار بذهول: هل تريدني أن أقنع كريم بالطلاق عمي، لنقنع مرام بأن تنزع هذه الفكرة من رأسها، لنتركها حتى تهدأ قليلا.
زفر عصمت بتعب يجيبه: نعم عمار أريدك أن تقنع كريم معي، مرام لن تهدأ، أنا أخاف عليها أن تتهور وتؤذي نفسها، وجودها بجوار كريم يجعلها تخرج عن طبيعتها المتزنة وأنا أخاف عليها بشدة.
بيأس قال عمار: ستجدني بانتظارك، سأتحرك الآن.
كان في قرارة نفسه يدرك مدى صحة كلام عصمت، مرام حالتها بالأمس كانت مخيفة ولولا عناية الله لكانت ضحية حادث مميت.
تجهز والوجوم يرافقه، لم يكن يظن يوما أنه سيوضع بهذا الموقف، أن يقنع أقرب أصدقائه بالفراق، تحرك وهو يلعن سلمى بسره فلولا ظهورها ما حدث كل ذلك.

************************************

بوجوم استيقظ بعد ليلة طويلة من النوم المتقطع، آلمته رقبته من نومته غير المريحة، راقب ضوء النهار الذي يتسلل من وراء الستائر آملا في أن يحمل له حلا لمعضلته، تطلع لباب الحجرة المغلق الذي تنام خلفه مرام، مازال مغلق في وجهه، انتفض علي صوت جرس الباب، قطب بحيرة متسائلا من سيأتي في هذا الوقت المبكر إليهم؟، تسمر ما إن فتح الباب ووجد أباه وعمار، وجودهم في هذا الوقت ليس له إلا احتمال واحد، مرام اتصلت بأبيه وهذا يعني أنها مازالت مصرة على الطلاق، بهجوم سألهم: ما الذي أتي بكم في هذا الوقت؟
حاول عمار تلطيف الأمر فقال له ممازحا: هل هكذا تستقبل ضيوفك يا كريم؟ لم أعهدك بخيلا يا رجل.
أما عصمت فقد تعلقت عيناه بابنه وهو يدرك صعوبة مهمته قائلا: مرام أرسلت لي رسالة صباحا كريم، إنها مصرة على الطلاق.
لمح غضب كريم فدخل إلي الداخل بدون دعوة مشيرا لعمار ليدخل بدوره، مغلقا الباب خلفه متأهبا لانفجار ابنه الذي لم يتأخر.
بضيق استمع إلي كلمات كريم الغاضبة ورفضه للأمر، أيدرك كم أن الأمر صعبا عليه!، أن يهدم بيت ابنه بيديه، صمت حتى أنهي كريم انفجاره الغاضب منهيا كلامه أنه لن يطلقها وأنها ستهدأ بعد عدة أيام.
اقترب منه عمار يقول له برزانة: تعرف جيدا أنك ومرام شقيقاي، ولكن الأمور مع مرام تسوء يا كريم، هي لا تتقبل ما سمعته منك عن مشاعرك تجاه أخرى، مرام تتألم يا كريم، أطلق سراحها حتى تهدأ.
بغضب قال كريم: اللعنة علي المشاعر والحب، ماذا نأخذ من المشاعر والحب سوى الألم، ماذا تريد؟ أنا أخبرتها أنها أغلى انسانة في حياتي، أخبرتها أنها وصلت لمكانه لم يصل لها أحد قبلها، ماذا تريد أكثر من ذلك؟
بهدوء أجابه عصمت: تريد أن تشعر أن زوجها يحبها، أن قلبه ملك لها وحدها، أنها ليست ظل لأخرى في قلبه، تريد قلبك وهو ما تعجز عن منحه لها باعترافك أنك تعشق أخرى.
تطلع عمار لصديقه بحيرة من كلماته، كريم قرن الحب والمشاعر بالألم، هل هذا سبب توصيف مشاعره لمرام بأخري غير الحب، خاف أن يفقدها كما فقد سلمى، ارتبط عنده الحب بالفقد والألم فجعل مشاعره لمرام في خانة أخرى، صديقه الأحمق الذي يبدو أنه سيعيش فقدا آخر بسبب حماقته، نفض رأسه بضيق ينفض أفكاره ويؤجلها لوقت آخر، سيواجه كريم ولكن ليس الآن فالموقف لا يتحمل.
تطلع لكريم الذي يقول لأبيه باستنكار غاضب: كيف تتحدث معي عن الطلاق وأنت خير من يعلم بظروف مرام، مرام ليس لها أحد غيري، مرام بحاجة إلي.
بيأس تطلع عصمت لكريم، ابنه غبي بل شديد الغباء، يظن أن مرام بحاجته، ولا يعلم أنه بحاجتها بقدر حاجتها له، ببرود قال له: إذا كان سببك الوحيد أنها ليس لا أحد بالحياة وأنها بحاجتك، فلا تقلق أنا سأكون بجوارها كأب أدعمها وأراعيها ولن أجعلها تحتاج لأحد حتى لو كان أنت.
بذهول تطلع كريم لأبيه يسأله باستنكار: أي كلام هذا الذي تقوله أبي؟
-أرد علي كلامك كريم.
بانفعال قال له: أنا لن أطلق زوجتي، لن أبتعد عنها مهما حدث، أنا أخاف عليها وهي بجواري وتحت عيني، أتريدني أن أبتعد عنها.
تدخل عمار بالحديث يقول: لأنك تخاف عليها ستطلقها يا كريم، مرام تمر بفترة غير متزنة من حياتها، أنت رأيتها بالأمس، مرام كانت تقود بتهور ليس من عادتها، لا ندري ماذا ستفعل في المرة القادمة إذا استمر الضغط عليها بهذا الشكل، اتركها قليلا كريم، لبي رغبتها وطلقها، ربما تهدأ وعندها ستستمع إليك وربما تنسى ما حدث وتعودان سويا أفضل مما كنتما.
تسمر كريم مع كلمات عمار ومنظر مرام تقود السيارة بتهور يقتحم عقله، لقد كتب الله لها عمرا جديدا بالأمس، لولا عناية الله لكانت الآن ترقد تحت التراب، وهو السبب.
بانهزام جلس علي المقعد دافنا وجهه بين يديه، الأمر صعب لا يتحمله، ترجم شعوره لكلمات وهو يرفع عينيه مخاطبا أبيه: لن أستطيع، قلبي يؤلمني بشدة، دعوني أتكلم معها أنا كفيل بإقناعها.
لم يأتيه الرد من أبيه بل من خلفه، من مرام التي خرجت من الحجرة تقول له: أنا أريد الطلاق كريم اليوم.
التفت إليها فوجدها واقفة تخفي عينيها بنظارة شمسية وكأنها تخبأ عينيها من أثر البكاء، تعقص شعرها على غير عادتها، وكأنها تخبره أنها تغيرت، اقترب منها بلهفة صادقة: كيف حالك؟ هل أنت بخير؟ كدت أموت من القلق عليك أمس.
تراجعت خطوة للوراء وكأنها تخبره أن هناك حدود أصبحت بينهما، تكرر كلامها له وكأنها لم تسمعه: أنا أريد الطلاق كريم اليوم.
تعلقت عيناه بها، لأول مرة يشعر بالغربة وهى بجواره، حتى لهجتها وطريقة حديثها يشعرها غريبة، هل يتغير الانسان بين يوم وليلة، هل يخلق الألم شخصا آخر غير الذي نعرفه، أم أن الانسان يحمل بداخله شخص خفي لا يظهر إلا من رحم المعاناة، تساؤلات دارت داخله وهو يتأمل وجهها يود لو تخلع نظارتها فيرى عينيها، عينيها الناعسة التي كانت دوما تهديه طاقة من الراحة والاطمئنان، لم يعلم أنها كانت تغمض عينيها حتى لا تراه، حتى لا تتأثر، حتي لا يغلبها عشقها له، هي أخذت قرارها، ستنتصر لنفسها وكرامتها التي أريقت وهو يحكى لأخري تفاصيل حياتها الأسرية، ستنتصر لروحها المتألمة التي تحيا بعذاب منذ عرفت بعشقه لأخرى، ستنتصر لقلبها الذي تفتت بعلمه أن ساكنه لا يحبها، لن تنصر الحب هذه المرة، ستنتصر لنفسها كفى.
بتصميم قالت له تغلق عليه كل الأبواب: أنا أريد الطلاق ولن أقبل بحل آخر كريم.
نبرة التصميم في صوتها أعلمته أنها النهاية، أن آخر سطور حكايته معها قد خطت.
ملامح وجه كريم اليائسة أعلمت عصمت أنه قد قبل بالأمر الواقع، أنه لا فكاك من أسر الطلاق، علم أنه خائف عليها أن تتهور إذا عاندها، وهو رأي بنفسه أمس عينة من تهورها المفاجئ، بهدوء انسحب هو وعمار متمتما بخفوت: سننتظركم في السيارة بالأسفل.
اقترب منها فور أن سمع صوت غلق الباب، أمسك يدها ولم تعترض هذه المرة، وكأنها أيقنت أنه يودعها، سألها بارتجاف: هل تكرهيني مرام؟
بصدق أجابته: لا، مازلت أحبك، ولكن أخاف إن استمر زواجنا أن أكرهك، طلقني ودع قلبي ممتلئ بحبك، أرجوك أريد الطلاق اليوم.
بيأس أجابها: سأفعل ما تريدين، ثم بنبرة متوسلة قال لها: أريد عناق مرام، أحتاج عناقك بشدة.
لم تفكر غلبها حبها، استسلمت متنعمة بعناقه الأخير، متزودة به علي أيامها العجاف القادمة، أسقطت من ذاكرتها حديث سلمى وغضبها منه، تذكرت فقط أيامها معه وغرقت في عناقه.
طال عناقهما
بحجم الرحمة والسكينة التي جمعت بينهما طال.
بحجم مكانتها وغلائها على قلبه طال.
بحجم ست سنوات عاشاها معا بهناء طال.
بحجم السعادة التي أهدتها له طال.
بحجم العشق الذي تحمله بأعماقها طال.
بحجم الطمأنينة التي أهدتها له طوال سني زواجهما طال.
طال ولم يشعر كليهما بطوله.
طال ولم يرغب كليهما بانتهائه.
كان يضمها إليه يكاد يفتت عظامها من قوة عناقه كأنه يود أن يدخلها بين أضلاعه، وهي لم تتألم، لم تعترض، لم تبتعد، كانت غارقة تتشممه كأنها تود أن لا تعرف أنفها رائحة غيره، همس لها بعذاب" لا تفعلي هذا بي، لا تحرميني منك، دعينا ننسي، أرجوك يا مرام"
ابتعدت قليلا، أمسكت وجهه بكفيها، تتأمل ملامحه كأنها تنقشها بعينيها، همست له" شكرا لك كريم، أهديتني ست سنوات هي أجمل سنوات عمري، سأظل أحفظها في ذاكرتي فلا أيام جميلة إلا هي، شكرا لأنك أعطيتني إياد، فهو أجمل هدية رزقت بها في عمري، شكرا لك كريم"
دمعت عيناه وهو يقبل رأسها يعاود توسله" ستكون لنا أيام أجمل بكثير، فقط كفي عن عنادك ولننسي ونكمل حياتنا"
لم ترد عليه، بل ابتسمت له وهي تكمل بخفوت" سامحني إذا لم أعطك في حياتي معك ما تستحق، أنت تستحق الدنيا بأكملها، أحببتك وما زلت أحبك وسأحبك لآخر نفس في صدري تذكر هذا دائما"
احتضنها بقوه وهو يدفن رأسه في عنقها، بدون إرادة سالت دموعه، هل بكي يوما؟ لا يتذكر، كان طوال عمره مدللا، يكفي أن يتمني الشيء فيحصل عليه، حتي يوم فقده لسلمي لم يبك، ولكنه الآن يبكي، قلبه يبكي، عينه تبكي، كله يبكي ألما من فراق يلوح في الأفق، بتوسل قال" بل أنت سامحيني، أنت أعطيتني كل شئ، حياتي معك كانت واحة جميلة، لا ترحلي مرام، سامحيني"
ابتعدت عنه وللعجيب كانت متماسكة عنه، مسحت دموعه بحنان لا ينضب تجاهه، أخبرته: هيا بنا كريم، تأخرنا علي عمي عصمت"
ثم مالت تقبل خده القبلة الأخيرة ، ثم أفلتت نفسها منه وفتحت الباب وخرجت، عندها علم كريم أنها لن تتراجع، علم أن آخر ايامه مع مرام قد سطرت وانتهي الأمر.

********************************

كادت لينا تجن من القلق، لم يحضر للمكتب أيا منهم، اتصلت بهم ولكن لا رد، عاودت الاتصال بهم للمرة التي لا تعرف عددها، لا أحد يجيب، مرام وكريم وعمار هواتفهم مغلقة منذ الصباح، وصفاء لا ترد، لاحظ علي قلقها فاقترب منها يسألها: هل هناك شيء لينا؟ تبدين قلقة.
كانت تفرك يديها بتوتر وهي تجيبه: لم يحضر أي من زملائي للمكتب اليوم، أنا قلقة عليهم للغاية.
فغر فاهه بدهشة ثم سألها: كلهم لم يحضروا، كيف سمح المدير بهذا الأمر.
-إنه مكتب صديقتي وزوجها يشاركهم صديقهم الآخرويعمل معهم إحدي قريباتهم، المكتب ملكهم ولكنهم لم يفعلوها من قبل، أن يتغيب الجميع بدون أن يخبروني، لا بد أن هناك شيء ما حدث.
حاول علي طمأنتها وإن كان شعر أن هناك أمر بالتأكيد غير جيد، راقبها تتصل بهاتفها من جديد بأحدهم ثم لا رد وعلامات إحباط تملأ وجهها، زوجته منذ كم، لا يدري لم يحسب من قبل، زوجته التي لا يدري عنها سوى اسمها، يحاول تذكر أي معلومة عنها قالتها تسنيم زوجته الحبيبة، ولكنه يجد عقله صفحة بيضاء تجاهها، حتى المواقف الكثيرة التي جمعتهما سويا انمحت من ذاكرته، كانت أمامه امرأة من المفترض أن تكون زوجته ولكنه لا يعلم عنها شيئا، لمح والدته تحاول تهدئتها ولكنها فشلت في ذلك، فعلى ما يبدو أن زملائها ليسوا مجرد زملاء عمل بل أكثر بكثير.
رآها ترفع هاتفها لتتصل مرة أخري، حمد الله عندما رآها تتحدث بانفعال مع شخص بالهاتف، يبدو أن أحدهم قد قام بالرد، تمنى أن يكون المانع خير حتى لا تحزن، إمارات الذهول على وجهها أعلمته أن شيئا سيئا وقع، فاقترب منها ليواسيها.
سمعها تسأل محدثها بذهول: ما الذي تقوليه صفاء؟ هل تم الطلاق اليوم؟ لا أصدق، ظننت أن مرام لن تفعلها، وكيف هي أخبريني؟
لمحها تغلق الهاتف وتنفجر بالبكاء، ارتبك ولم يدر ماذا يفعل؟ كيف يواسيها في علاقتهم المعقدة تلك؟، رأي أمه تجلس بجانبها تحتضنها فزفر بارتياح، تحلق ملك ومالك حولها يواسيانها بطريقتهم الطفولية.
اقترب يواسيها هو الآخر قائلا: اهدأي لينا، الطلاق ليس نهاية العالم، ربما هذا أفضل لهم.
سمعها من وسط شهقاتها تقول: أنت لا تعرف مرام، لقد كان زوجها عالمها، إنها تعشقه، ليس لها أحد في الدنيا سواه، ليتني أستطيع أن أكون بجوارها.
كان حملها ثقيلا لولاه لطارت لصديقتها لتواسيها ولكن كيف تترك الصغيرين فهما ملتصقين بها على الدوام، كيف تترك إكرام بصحتها المتعثرة وأدويتها التي تذكرها بها حتى لا تنساها.
ضاق صدره لا يريد أن يراها باكية بهذا الشكل، سألها: هل تودين الذهاب إليها؟
رفعت رأسها بلهفة ثم خبت ملامحها وهي ترد عليه: لا أستطيع أن أترك ملك ومالك.
ذنب خانق جثم على أنفاسه، يعترف منذ عدة أيام بدأ يعود لحالته الطبيعية، منذ وفاة حبيبته وهو غارق في دوامة من الحزن والأسى، كل عالمه كان منحصر في ذكرياته مع حبيبته الراحلة، يأكل ويعمل ويتحرك ولكن عقله في واد آخر، لأول مرة منذ أيام يشعر أنه بدأ يخرج من دائرته الحزينة، ليكتشف أي جرم أوقعه في حق أخت زوجته، كيف سمح لنفسه أن يورطها معه في عالمه بهذا الشكل، كيف ترك لها حمله تحمله عنه، لقد سحب يده من أمور الأولاد وأمه وهي قامت به على أكمل وجه، والآن تترك مواساة صديقتها من أجل أن تحمل أعبائه.
بضيق من نفسه قال لها: أنا موجود لينا، اذهبي إلى صديقتك وكوني بجوارها.
رمقته بشك فزاد ضيقه من نفسه، هي محقة إنها لا يعرف كيف يتعامل مع الصغيرين مثلها، هي تتفوق عنه كأنها أمهم، لقد ترك لها حمله فتفانت فيه حتى نست نفسها، سمعها ترد متلعثمة: لا أريد أن أترك خالتي والأولاد.
إكرام هي من ردت وهى الأخرى تشعر بذنب يثقل أنفاسها، نعم تعترف هي مطمئنة علي ابنها وأولاده، لو فاضت روحها الآن فستكون سعيدة أنها تركتهم في أيدي أمينة، ولكنها تشعر بذنب قاتل ناحية لينا، تشعر أنها أنهكتها بحمل ثقيل وعرضتها لغضب صفية القاتل ونظراتها الحارقة، وفي المقابل لم تستطع هي أن تمنحها حياة مستقرة، لم تستطع أن تؤثر علي ابنها فيقربها كزوجة تحل له، ليت أمور القلب بيدها، لوضعتها في قلب علي لأنها تستحق، قالت لها: أنا موجودة لينا، اذهبي لصديقتك، ستبقين حتى الصباح تفكري بها لو لم تريها، هيا اذهبي.
نقلت عينيها بينهما مترددة ثم غلبها قلقها على مرام فقامت مسرعة تتجهز تحت أنظار علي الضائقة، لقد نزعها من عالمها وأصدقائها بكل أنانية وغرسها في عالمه تاركا إياها تعتني بزرعته بمفردها.
************************************

مغتمة طوال الطريق تفكر بصديقتها، وعقلها مشغول بالطفلين، نزلت من سيارة الأجرة أمام منزل مرام، قبل أن تصعد اتصلت بعلي تطمئنه أنها وصلت كما وصاها، فهو لم يستطع أن يترك أمه بمفردها مع الصغيرين بحالتها الصحية ليوصلها بنفسه، ما ان أغلقت الهاتف حتى صعدت مسرعة لشقة مرام، فتح لها عصمت الباب مرحبا بها، حامدا الله أنها أتت، سألته بهمس: كيف حالها عمي؟
زفر عصمت بضيق يجيبها: في غاية السوء لينا، لم تتحدث بكلمة منذ أتت، جيد أنك أتيت ربما تحكي لك، لقد حاولت كثيرا ولكنها رفضت الحديث، هناك شيء حدث أمس ولكنها ترفض الشرح لنا.
-هل يمكن أن أراها عمي؟ ثم سألته متحرجة: هل كريم هنا؟
هز رأسه نفيا وعقله مشغول بابنه الذي تركه في أمانة عمار، قال لها: لا لقد جمع ثيابه وانصرف هو الآخر حالته في منتهى السوء.
دمعت عيناها تسأله: ماذا حدث لهم عمي؟ كيف وصل بهم الحال للطلاق، أنا لا أصدق.
بحزن أجابها: دخلت بينهما شيطانة يا ابنتي هدمت حياتهما، سأخبر مرام أنك أتيت.
تحرك تتبعه لينا، لو سألوه عن أسوأ أيام عمره لأخبرهم بلا شك أنه هذا اليوم، قلبه يتمزق من أجلهما معا، ومن أجل الصغير الغارق باللعب مع نور غير عالما أن بيته قد انهدم، عاد بعد إجراءات الطلاق معها، لم يطاوعه قلبه على تركها وحيدة، كريم لديه عمار وأمه يواسياه، أما هي فلا أحد لديها حتى أبيها لم تخبره بالطلاق، وعندما استنكر وأخبرها أن حضور والدها واجب آلمته بردها أنه لن يهتم إن عرف وربما تخبره لاحقا بعد أن تهدأ، ناداها فالتفتت إليه، تجلس على نفس الكرسي منذ عودتها، لم تتحرك خطوة واحدة ، رفضت أن تأكل أي شيء ، قال لها: انظري من أحضرت معي.
اتسعت عينيها متفاجئة بحضور لينا التي أسرعت إليها تحتضنها، سمع صوت شهقاتها فعلم أنها تبكي، لربما البكاء أفضل من هذا الصمت الذي تغرق فيه منذ ساعات، وجودها مع لينا سينفعها، انسحب تاركا لهم المنزل بعد أن أخبرها أنه سيرحل، سيعطي لها مساحتها مع صديقتها علها تحكي لها ما حدث.

********************************

احتضتنها تاركة هي الأخرى العنان لدموعها، ظلت تربت على ظهرها تحاول تهدئتها، سمعت منها كلمات غير مترابطة لم تفهم منها شيئا، فابتعدت عنها تسألها: لم أفهم شيئا من كلامك مرام، من تلك التي أتت؟
انطلقت تقص عليها ما حدث من وسط شهقاتها المتألمة، انعقد حاجبا لينا بغضب وهي تستمع لها، قالت لها بانفعال: تلك الحقيرة الكاذبة ليتني كنت معك بالأمس، كيف صدقتيها مرام؟ إنها تكذب بالتأكيد تكذب.
بمرارة قالت لها مرام: تكذب أما أنا من كنت أعيش في وهم طوال تلك السنوات أني أعني له شيئا.
بيقين قالت لها لينا: بل تعنين له الكثير، أنت لا تري كيف ينظر إليك كيف يهتم به.
انتحبت بمرارة وهي تقول لها: لأنه يشفق علي، وقفت أمامي تقول أنه يبقيني فقط لأنه يشفق علي.
اشتعل الغضب في قلب لينا من تلك الشيطانة التي آلمت قلب مرام، قالت لها تحاول أن تفيق صديقتها من تأثير كلمات تلك الأفعى: إنها تكذب، أنت تعرفين بداخلك أنها تكذب حتي تؤلمك، كريم قطع علاقته به كما أخبرتني، أعتذر منك وصرف النظر عن زواجه بها عندما طلبت الطلاق، كيف صدقتيها!.
-فعل هذا من أجل الأولاد، هي لا تنجب وأنا وسيلته الوحيدة، مجرد أداة ليس أكثر.
بعناد قالت لها لينا: لا أصدقها، كريم لا يمكن أن يفكر بهذا الشكل، أنا أعمل معه منذ خمس أعوام وأجزم أنه لم يفعلها، ما بالك أنت كنت زوجته لست سنوات كاملة تعرفيه وتفهميه جيدا.
بمرارة سألتها: ومن أين ستعرف بظروفي أخبريني؟ كيف عرفت أنني لا أعني شيئا لأمي وأبي، كيف علمت أنهم لا يسئلون عني، من أين ستعرف إذا لم يخبرها كريم.
بهتت ملامح لينا وهي لا تجد إجابة مقنعة تقولها لها، بالفعل من أين ستعلم سلمى بأمر كهذا إن لم يخبرها أحدهم، هي موقنة أن كريم لن يفعلها ولكن ما يحيرها من أين عرفت سلمى؟
بضيق قالت لها: انظري لا أجد عندي إجابة منطقية ولكني واثقة أن كريم لن يفعلها بل وأقسم علي هذا وأنا موقنة بصحة قسمي، لماذا لم تخبريه؟، لماذا تركتيها تنجو بفعلتها.
-لن أخبره، أنا لا أريد منه شيئا سوى أن يتركني بحالي لأربي إياد.
تلفتت لينا حولها تسألها: صحيح أين إياد، لم أره منذ دخلت؟
أجابتها بخفوت: عند صفاء تعتني به منذ أمس، خفت أن يراني بحالتي فيفزع، اشتقت له كثيرا.
احتضنتها تدعمها بقربها بلا كلمات، هي خير من تعلم بتعلق مرام الشديد بإياد وأنها ما كانت لتتركه كل هذا الوقت بدون رؤيته لولا حالتها النفسية المتدهورة، بحماس قالت لها: لقد اشتقت إلي هذا الولد كثيرا ما رأيك أن نقول لصفاء وتأتي به.
-أخاف أن يفزع من شكلي، عيني منتفخة للغاية.
بتآمر أخبرتها: سنقول له أن عيونك تتعبك وسيصدق، هيا اغسلي وجهك وأنا سأتصل بصفاء.
نهضت مرام وقد انتقل حماس لينا لها التي أسرعت بالاتصال بصفاء وعقلها مازال مشغول، من أين عرفت سلمى هذه المعلومات عن مرام.

*************************************
ما أشد وقع خسارة أولئك المسلم بهم في حياتنا
نشعرهم قريبين دائمين فلا نبذل جهدا للاحتفاظ بهم
تكون فاجعتنا بهم عظيمة عندما يقررون الابتعاد
نشعر عندها أن الكون قد تبدل من حولنا
تغير ببعدهم طعم الحياة
نكتشف مدي أهميتهم ولكن بعد فوات الأوان
سأل عمار الذي يجلس في صالة المنزل ما إن دلف بلهفة: كيف حاله؟
أجابه عمار بحزن: طلب البقاء بمفرده، رفض النزول معي لنخرج، كيف حال مرام؟
تنهد بارهاق يجيبه: أكثر سوءا منه صامته منذ عادت لقد تركتها مع لينا قلت ربما تنجح في أن تخرجها من حالتها.
التفت لزوجته التي تبكي، مال على عمار يسأله هامسا: هل حدث شيء؟
أجابه بنفس الهمس: إنها تبكي منذ عودة كريم، حزينة علي حالته وصمته.
أومأ برأسه متفهما وهو يتجه لغرفة ابنه، طرق الباب ولكنه لم يأذن له، ففتح الباب، سمع كريم يقول متذمرا: أمي أخبرتك أني أريد البقاء بمفردي.
انتفض وهو يسمع صوت والده، اعتدل يسأله بلهفة: كيف حالها أبي؟
أجابه بخفوت: مثلما رأيتها لا جديد.
عاد لاستلقائه علي الفراش وهو يخبره بجمود: أبي أريد أن أبقى بمفردي.
زفر عصمت بضيق وهو يخرج ويغلق باب الحجرة خلفه تاركا ورائه كريم الشارد، كان يتطلع لسقف الحجرة وشريط حياته يعرض أمامه، ذكرياته معها، أحداث اليوم وجمودها معه، تعاملت معه كغريب فور انتهاء عناقهما، تذكر تصميمها على أن يعدها أن لا يعيدها لعصمته بدون رضاها، رفض وعاند ولكنه رضخ في النهاية لرغبتها خوفا عندما أخبرها المأذون أن طلاق الإبراء لا رجعة فيه، سارع بالقبول وجعله طلاقا رجعيا ووعدها أنه لن يعيدها بدون رغبتها، وعد لم يرد أن يقطعه، وعد مسلط على رقبته أن يوفى به، لن يستطيع العودة إليها إلا برغبتها، كان عزم أن يطلقها لعدة أيام حتى تهدأ ثم يعيدها إليه ولكن كبلته بهذا الوعد، ولكن السؤال هل ستقبل مرام بالعودة إليه يوما؟.
مرام التي كانت غارقة بين أحضان ابنها الدافئة، تحوطها مشاعر لأول مرة تجربها، دعم الأصدقاء، كان كريم عالمها لم يدعمها ويهتم بها أحدا غيره في حياتها، لأول مرة يحاوطها أناس يهتمون بها لينا الجالسة بجوارها ترجوها أن تأكل شيئا، وصفاء التي تمسك يديها بلا كلمات كأنها تخبرها أنها ستكون بجوارها علي الدوام، ومنال الغاضبة من زوجها لأنه شهد علي عقد طلاقها، جالسة تسب جميع الرجال في الكون وتبارك لها لأنها تخلصت من أحدهم، هي مهمة في عيونهم وهذا يكفيها.
تسللت لينا من جوارها تتصل بعلي، لن تستطيع ترك مرام الليلة، تعرف أنها ستكون ليلة مؤلمة لها، فتح المكالمة يقول لها بهمس: لقد نام الأولاد، دقائق وسأكون عندك.
صمتت متحرجة لا تعرف كيف تطلب منه، لاحظ صمتها فسألها بقلق: هل هناك شيء لينا؟ هل صديقتك بخير.
بإحراج قالت له: لا ليست بخير، هي تحتاجني جوارها علي، أنا أريد أن أبقي عندها الليلة إذا أذنت لي.
صمت ولم يرد فحسبته متضايق من طلبها فتلعثمت وهي تردف: أنا آسفة أعرف أنني أثقلت عليك اليوم، أعتبر أنك لم تستمع لطلبي، سأجهز نفسي.
زفر بضيق ثم قال لها: لقد صمت لأني قلق عليك، أنا لا أعرف الشخص الذي ستبقين عنده لينا، هذا هو سبب صمتي.
قالت له بلهفة: إنها صديقتي منذ عدة أعوام، لا يوجد أحد بالبيت سوى إياد ابنها وهو في عمر مالك حتى إنه صديقه بالروضة.
تنهد يقول لها: ما دمت تثقين بها فابقي أنا أثق بك ولكن إذا حدث أي طارئ اتصلي بي فورا.
تهللت ملامحها وهي تشكره: شكرا لك علي وأعتذر عن القلق الذي سببته لك اليوم، لقد أثقلت عليك كثيرا.
بانفعال قال لها: لا تقولي هذا الكلام مرة أخرى، لا تشعريني بالذنب أكثر مما أشعر به، أنا من أثقل عليك، أحملك بأعباء ليست لك.
أغلق المكالمة بعد أن ودعها بعبارة مختصرة وتركها مذهولة من عبارته الأخيرة، لماذا يشعر علي بالذنب تجاهه، حدثت نفسها" غدا لينا فكري بأمر علي اليوم ملك مرام فقط".
انطلقت تخبر صديقتها أنها ستبقى معها الليلة مما أسعد قلب مرام وهي تشعر لأول مرة بدفء الصداقة الحقيقية.


انتهى الفصل
أتمني تشاركوني آرائكم بالفصل، دمتم بخير.



hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-21, 12:09 AM   #283

ماسال غيبي

? العضوٌ??? » 485399
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » ماسال غيبي is on a distinguished road
افتراضي

فقط ارجو ان تجعليها انتي قوية تقف غلي قدميها ...و عوضيها خيرا..اجعليه يندم لانه بدل الذي هو اعلي يالذي هو اسفل... انا شبه متاكدة انه سيرتبط بسلمي اتمني فقط ان لا يصل الامر للزواج

ماسال غيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-21, 12:54 AM   #284

سوسن شريف

? العضوٌ??? » 481029
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 45
?  نُقآطِيْ » سوسن شريف is on a distinguished road
افتراضي

جميلة جدا مليئة بالمشاعر مليئة بالكبرياء الذي داس على الذل والتعلق المريض بغض النظر عن التأمر والكذب فشعور الانتصار على من يعتبر وجودك مسلم دون ان بعطيك قيمة شعور فيه كل الرضا رغم الالم الذي لابد ان ينتهي مع الايام

سوسن شريف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-21, 07:13 AM   #285

KoToK
 
الصورة الرمزية KoToK

? العضوٌ??? » 113682
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » KoToK has a reputation beyond reputeKoToK has a reputation beyond reputeKoToK has a reputation beyond reputeKoToK has a reputation beyond reputeKoToK has a reputation beyond reputeKoToK has a reputation beyond reputeKoToK has a reputation beyond reputeKoToK has a reputation beyond reputeKoToK has a reputation beyond reputeKoToK has a reputation beyond reputeKoToK has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل موجوع مرررة لدرجة قلبي مررة بيوجعني ماشاءالله لاقوة الله من وصفك الرائع لأدق التفاصيل
اورع وصف وصف العناق عيوني دمعت
حقيقي الله يسامحك كيف ح اروح الدوام
طبعا ح ارجع اقرأ البارت تاني


KoToK غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-21, 10:50 AM   #286

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل مؤلم جدا استطعتي ان تجعلينا نشعر بكل الم مرام وكريم

انا واثقه ان كريم الان ليس مستعد لدخول تجربه حياة جديده حتى لو كانت الاخرى سلمى
الان هو منهك من كل ماحصل له

يحتاج فترة نقاهة

ربما لن تكون طويله جدا مع زن سميره المدعوم بسم سلمى التي تبثه لها

مرام بحالتها الان لن تنتبه لنفسها ولكن انا اشك انها حامل وفترة عدتها ستطول

كل مااتمناه ان لايصل كريم وسلمى للزواج وان تنكشف لعبة سميره وسلمى وان يكون مصير سميره مثل مصير سلمى الان

عنري ماتخيلت اتمنى خراب بيت كما اتمنى الان ان تعود سميره لاخيها بخزيها لانها بالفعل خرابة بيوت وتستحق اللقب وان يتجنبها الكل وكأنها شؤم وتصبح منبوذه

علي وصحوته لايزال امامهم الكثير هو ولينا ليصلا للاستقرار
هو الان مجرد شعور بالذنب ولا اتمنى ان يصل به الحال الى رغبته بلينا فقط بسبب غريزة رجل واحتياجات بل اتمنى ان يتعرف عليها اولا وينتبه لها كانسانه وتتسلل اليه بالتدريج وهو ايضا يتسلل الى داخلها

ويبقى عندنا سر لم نعرفه سبب رفض العرسان لها بعد ان تجلس معهم

صفاء هذه حاله صعبه وتحتاج لعلاج نفسي

عمار متصالح مع نفسه وسيصل قريبا لمعرفة شعوره اتجاه صفاء

مسألة وقت فقط

عصمت هذا صمام امان الروايه ياريت تزوجيه لسيده محترمه محبوبه ولو اني لااحب الكبار ان ينجبوا ابناء لكن عصمت يستاهل ان ينجب اولاد اخرون ويحصل على بنت يدللها ويدلعها ويكسر انف سميره التي اكرهها جدااااااااااااااااااااااا اا


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 01-06-21, 02:09 PM   #287

ميره مير

? العضوٌ??? » 479464
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 168
?  نُقآطِيْ » ميره مير is on a distinguished road
افتراضي

الفصل مؤلم جدا حزنت جدا مرام قويه بالرغم من كل ضعفها مع كريم وظروفها الصعبه مش بس مرام حتى لينا وصفاء وضعهم صعب جدا وكل وحده عايشه حياتها بصعوبه يمكن مرام اهون وحده فيهم فهي عالاقل مهندسه ناجحه والي حصل ليها بسبب دخول الحيه وبسبب حماتها ان شاء الله الي جاي احسن للجميع ويسلمو ايديكي

ميره مير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-21, 12:08 AM   #288

سناء المغربية

? العضوٌ??? » 477255
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 45
?  نُقآطِيْ » سناء المغربية is on a distinguished road
افتراضي

لقد المتني حقا حالة صفاء اشعر بالخدلان 😭😭😭😭😭😭اتمنى فعلا ان تقف على قدنيها وتعود اقوى من ما كانت (اعتقد ان مرام حال اتمنى ان تصدق شكوكي

سناء المغربية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-21, 12:50 AM   #289

لامار جودت

? العضوٌ??? » 290879
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,601
?  نُقآطِيْ » لامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond repute
افتراضي

والله قلبى وجعنى فصل يوجع القلب واضح ان كريم عنده عقده نفسيه من الحب عشان كده مش عايز يصنف مشاعره ناحية مرام بالحب خوفا من فقدها عبيط اهو فقدها بغباءه بس برضه صعبان عليه وواضح أن على هببدا يفوق وهنشوف قصه حب عادى الراجل قلبه واسع يقدر يحب كذا واحده مفيش راجل مخلص ابدا

لامار جودت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-21, 04:25 PM   #290

duaa.jabar
 
الصورة الرمزية duaa.jabar

? العضوٌ??? » 395763
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » duaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل جميل جدا وصفك لمشاعر كريم ومرام كان مو طبيعي فعلا اصعب خساره هي خسارة المسلم بهم في حياتنا لكن الفراق قد يأتي في مصلحة الجميع مرام بحاجة لعالم تبنيه كي يقل احساسها بالنقص بسبب فعلة ابويها بحاجة لان تدعم وتقوي نفسها الرجل فقط ليس بكافي لبناء عالم هي بحاجة لترى مكانتها عند اصدقائها والاب الذي تستحق عصمت الاب بالفطره للجميع ولا اعرف صراحه كيف سميره تستكثر مرام على ابنها ولا تستكثر عصمت على نفسها شخصية انانية تستحق الاسوء وهو قادم بشخص سلمى والصراحه اتمنى ان تذيقها المر كي تعرف بما ضحت في سبيل امالها الغريبه عمر الشكل ماكان قياس مرام منحت كريم علما ملييء بالطمأنينه والمراعاة والمفروض بسميره برؤيتها لراحة ابنها ان ترتاح لكن انانيتها خربت حياة الكل
علي اتمنى ان لايتقرب من لينا بدافع الذنب لكن ان يرى جمال روحها وبياض قلبها
صفاء العلاج النفسي ضروري لتقف على اقدامها لان الاكتئاب واضح عليها وهناك من هو مستعد لتعويضها فقط ان اتضحت ماهية مشاعره وبأنتظار القادم


duaa.jabar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:32 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.