آخر 10 مشاركات
فتاة المكتبة(61)-قلوب النوفيلا-للكاتبة فاطمة الزهراء عزوز{مميزة}-[كاملة&الروابط] (الكاتـب : Fatima Zahrae Azouz - )           »          فتاه ليل (الكاتـب : ندي محمد1 - )           »          البحث عن الجذور ـ ريبيكا ستراتون ** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          الغيـرة العميـــاء (27) للكاتبة الرائعة: فـــــرح *مميزة & كاملة* (الكاتـب : فرح - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1055Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-07-21, 12:58 AM   #331

حوراء حور

? العضوٌ??? » 458627
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 211
?  نُقآطِيْ » حوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond repute
افتراضي


اتأخرتي يا اموله .. خير إن شاء الله ..
فيه فصل جديد والا بعد العيد رح تستأنفي النشر ؟
كل عام و انتي بخير😘😘


حوراء حور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-21, 01:50 PM   #332

Miush

? العضوٌ??? » 404902
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 228
?  نُقآطِيْ » Miush is on a distinguished road
افتراضي

متأخره كالعاده عارفه عارفه🙊 اولا ألف سلامه عليكِ وديما يارب من نجاح لنجاح 😘

Miush غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-21, 10:43 PM   #333

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حوراء حور مشاهدة المشاركة
اتأخرتي يا اموله .. خير إن شاء الله ..
فيه فصل جديد والا بعد العيد رح تستأنفي النشر ؟
كل عام و انتي بخير😘😘
حبيبة قلبي 🥰 أنا اعتذرت بجروب وحي بالفيس 💜على ان يستأنف النشر بعد العيد 💜🤗
كل عام وأنت بألف خير وينعاد عليك باليمن والبركات 💜🤗


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-07-21, 10:43 PM   #334

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة miush مشاهدة المشاركة
متأخره كالعاده عارفه عارفه🙊 اولا ألف سلامه عليكِ وديما يارب من نجاح لنجاح 😘
قلبي الغالية 🤗🤗💜 تسلميلي 🥰🥰🥰


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-07-21, 06:45 AM   #335

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,590
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الخير حبيبتي وعيد مبارك سعيد عليكي وكل القارئات الفاضلات افتقدتكم كثيرا وأحمد الله الذى عافاني فهو صاحب الفضل والمنة.
"عالم الواقع أم عالم الأحلام "احيانا يكون الحلم أفضل من الواقع خاصة إذاx ما أفسد المرء واقعه بنفسه.
فما بال سهر تغار من حياة ندى فهلا تسأل نفسها من حرمها من ذلك فتلجأ للتمني ويعيش عمران مع أحلامه التي لا تضن عليه بارواء احساسه الذى فاضت به مشاعره.
وليتها تكون صادقة مع نفسها وتعترف بمشاعرها وتحاول أن تجذب عمران لتلك المشاعر التي يحمل لها أضعافا مضاعفة
يبدو أن سوء الفهم وقواعد اللجوء التي يلتزم بها عمران وسمر ستقف إلي وقت ما حائلا بين حقيقة مشاعرهما .
والموقف الذى حدث بعد مقدم ندى وعلي وغضب عمران ليس له معني سوى الغيرة ونظرات سمر الولهة ليس لها معني إلا الحب ولكن ذلك الحاجز هو سبب انكارهما لما ليس له سوى تفسيرا صار واضحا وضوح الشمس
هذا ما أشرت إليه سابقا من بدايات خاطئة قد تحرم الإنسان من أسباب السعادة.
أشعر بالتعاطف مع ياسمين وما آلx إليه حالها من تأخر مستواها الدراسي فهي لا تنفك ترغب بالذهاب لأخيها ولها كل الحق، وأظن أن والدها لن يتأخر كثيرا في الحصول علي موافقةرقية والدتها.
في معرض حديث ياسمين ونغم مدرستها أشرتي إلي موضوع مهم جدا وهو يتم نغم والذى انتهي بتكفل تلك السيدة بها وهي مشكورةعلي ذلك لولا تحرش زوجها بنغم والذى انتهي بطرد السيدة لها.
للاسف تقسو ظروف الحياة علي البعض رغما عنهم وبدلا من ان يجدوا اليد الحانية التي تربت علي وحدتهم والمهم يقسون هم أيضا عليهم فالمرأة لم تعطي نفسها الفرصة لتتحقق من براءة نغم بل ولفظتها بطول ذراعها بلاشفقة ولارحمة
ويأتي هنا دور الجمعيات التي تتولي مثل تلك الحالات وأن يحرصوا علي انتقاء العاملين من ذوى المؤهلات والقلوب الرحيمة للعناية بمن حرموا من تواجد والديهم والاستظلال بحنانهم ورعايتهم
أنه موضوع وأن جاء عرضا إلا أنه واقع يعاني منه الكثيرون وليتنا نأخذه بعين الاعتبار والرحمة.
"حيرة نفس أم استعادة ذات؟".تتارجح سمر بين كلا الاثنين تتعجب من نفسها وهي تبحث عن شئ ترتديه للعشاء مع علي وندى والمشكلة ليست في حيرة النفس فقط بل في ذات سمر فالمرء لا يتغير بين عشية وضحاها إلا إذا كانت لديه المقومات لذلك ويبدو أن هذه النبتة موجودة بداخلها في تساؤلها متي كانت تبحث عما يرضى الآخرين في ملابسها.؟
اعتقد أن والدها كان له جانبا سلبيا كبيرا في ذلك أنها وحيدته فحبه لها لم يجعله يفرض عليها شيئا حتي الملابس التي اشتراها هدية لها لم تلبسها ولم يسألها لم؟
فاعتادت أن تفعل ما تريد ويرضيها هي فقط كما أنه وفر لها كل ما تريد دون أن تبذل المجهود للحصول عليه فتتخبط مشاعرها من الفورة إلي الفتور فتتوهم شغفها بأحمد ثم تفتر مشاعرهاثم تتعلق بآخرx علي مواقع التواصل وايضا لا تتمسك به ثم تأتي لتحيا مع عمران بخيارها المنفرد لتجد جانبا آخر من الحياة يستنفر الصفات الجميلة بداخلها وليس ادعي من الحب الحقيقي لكي يتغير الانسان.
فهي أشبه بكتاب اختلطت أوراقه دون ترتيب واذا بعمران يعيد جمعه ووضعه في نصابه الصحيح
ويأتي قرار ترقية علي اى رحيله وندى ضربة قاصمة لها أى أنها ستعود لوحدتها ويعدهاعمران بقلبه أنه بجوارها دائما.
لقد حللتي ببساطة سر طباع سهر بهاتين العبارتين.
ولقد اثر في كثيرا ذلك الحلم الذى راودها ووالدها يعاتبها ذلك أن أحلامنا ما هي إلا انعكاس صادق لما يدور بضمائرنا وتجيش به أنفسنا.
"الصداقة ليست بناء من رمال"ما زالت أزمة الثقة التي يعاني منها أحمد تضع حجابا أمام عينيه فلا يرى حزن صديقه ولا يعير مبادرة نورا لرأب الصدع بينهما اعتبارا.
ربما يحتاج لمزيد من الوقت حتي يلتأم جرحه.
كان هذا تعليقي علي الفصل الثالث عشر والرابع عشر
ومعك أتابع الأحداث المشوقة بالفصول القادمة
فلك كل الحب والتقدير


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-21, 03:17 PM   #336

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,590
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا. صباح الخير وعيد سعيدمبارك عليكي والقارئات الفاضلات
"فرصة اخرى".لو أعطي كلا منا لنفسه فرصة أخرى يراجع فيها خياراته في ضوء الواقع الذى يحياه لتغير الكثيرx وأعني هنا نورا فما أراه من حب خالد لها أنه من المشاعر النادرة ذلك انه ترك كل شئ ورائه حاملا قلبه بين راحتيه بكل ما يعتريه من مشاعر جياشة يود لو وضعه بين يديها فماذا فعل أحمد لها في المقابل سوى خطبته لأخرى مرة ورفض يدها الممدودة بالسلام مرة أخرى.
لا أدرى لماذا تعمي عيون المرء عن المشاعر الصادقة ويسعي وراء السراب.؟
ولكن متي كان للقلب ميزان نقيس به تقلباته ومتي كان للعين نظارة سوداء تحجب المشاعر الصادقة؟
فها هو مجرد لقاء عابر التقت فيه العيون بين أحمد ونورا لتعصفx بآمال خالد وتعتصرقلبه.
ولو أصغي قلبها لصوت عقلها لوجدت أمنيتها في زوج مثل أخيها تقف ماثلة أمامه عينيها.
وما زالت نغم تعاني من مضايقة كريم جارها المطلق الاربعيني لها ذاك أنه وجدهافريسة سهلة فلا ظهر لها يحميها ولا ركنا ركينا ترتكن إليه فهى من الغنائم التي يستحلها أشباه الرجال في مجتمع ينتقص الكثير من حقوق المراة والتي أدناها ان تعيش بسلام.
لعل الفائدة الوحيدة للآن من سفر خالد هو إتاحةx الفرصة لسارة لكي تقترب من أبيها وتخفف من وطأة شعوره بالذنب تجاهها فهو لم يجبرها علي زواجها الفاشل ولكنه لم يمنعها أيضا.
وبالاخير هو أب ظن أن سعادة ابنته في هذا الزواج.
وما ارتمائها باحضان أبيها أخيرا إلاx عفو عن الماضي وأنها أقدارا وخطوات كتبت علينا فمشيناها.
أعجبني جدا تصويرك لمشهد احمد وهالة وهويرفض الصعود لمنزلها للتخلص من آثارx القهوة التي سكبتها عمدا عليه إذ أن هذا المشهد قتل تكرارافي أفلام الأبيض والأسود هو والمشروب الأصفر فجاء مشهدك يحترم عقلية القارى.
كما يبدو انك ستنتهجين المنهج العقلاني في سير الأحداث إذ ان لقاء أحمد ومن أظنها نغم لن يمر هكذاعبثا وهذا تطور يثرى الاحداث ونتخلص من متلازمة أن حب أحد لشخص ما يجب أنx ينتهي بمبادلته مشاعره فالمشاعر لاقانون يحكمها سوى ميزان القلب وهو معصوب العينين كالعدالةتماما.
وما يؤكد هذا هو تلك الجلسةالعائليةالتي شملت عائلة جلال وخالد وانتهت بفوز ساحق بلقب أمي الذى نادى به السيدة ماجدة وبرؤية التغير في أسلوب نورا لشعور بالراحة والسعادة لم تعهده ماجدة في ابنتها.
"الأحكام المسبقة قد تكون خسارة كبيرة".كثيرا منا يخسر خيارات كانت لتكون مصدر لسعادته لو لم يختار عدم المحاولة فيعود خاوى القلب واليدين .
التجربة هي من أهم أسس الحياة فلولاها لما توصل العلماء والأدباء وغيرهم للكثير من أسباب النجاح والتقدم.
وعلي المستوى الفردى فلقد أضاعت سمر علي نفسها الكثير بركونها للجبن وخشية رفض الآخرين لمساعدتها أو مشاركتها أحلامها فإذا بها تلتحف بوحدة وهمية لا وجود لها فمتي تخلي عنها أبوها أو لم يوفر لها ما تحتاجه حتي أنه أفرط في تدليلهافصارت شخصيتها بهذا الشكل ومتي تخلت ندى عن دور الشقيقة المحبة والتي تتولي كل المسئوليات عنها فإذا بها لا تعرف كيفية صنع أي شئ سوي النذر اليسير.
ولكن تظل تلك النبتة الجميلة بداخلها والتي تسعي بالفعل للتغيير وعمران معها يزيل ذلك التراب عن الجوهرة الكامنة بداخلها.
وها هي تستعيد سؤال ندى هل هي علي استعداد للتنازل عن عمران لامرأة اخرى؟
وإذا اختارت أن لا تتنازل عنه وعن حياتها معه فماذا هي فاعلة؟
كان هذا تعليقي علي الفصلين الخامس عشر والسادس عشر ومعك أتابع لأتعرف علي إجابة كل التساؤلات التي تثيرينها بين ابطال الرواية.
إلي لقاء دمتي بخير.


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-21, 08:01 PM   #337

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الخير حبيبتي وعيد مبارك سعيد عليكي وكل القارئات الفاضلات افتقدتكم كثيرا وأحمد الله الذى عافاني فهو صاحب الفضل والمنة.
"عالم الواقع أم عالم الأحلام "احيانا يكون الحلم أفضل من الواقع خاصة إذاx ما أفسد المرء واقعه بنفسه.
فما بال سهر تغار من حياة ندى فهلا تسأل نفسها من حرمها من ذلك فتلجأ للتمني ويعيش عمران مع أحلامه التي لا تضن عليه بارواء احساسه الذى فاضت به مشاعره.
وليتها تكون صادقة مع نفسها وتعترف بمشاعرها وتحاول أن تجذب عمران لتلك المشاعر التي يحمل لها أضعافا مضاعفة
يبدو أن سوء الفهم وقواعد اللجوء التي يلتزم بها عمران وسمر ستقف إلي وقت ما حائلا بين حقيقة مشاعرهما .
والموقف الذى حدث بعد مقدم ندى وعلي وغضب عمران ليس له معني سوى الغيرة ونظرات سمر الولهة ليس لها معني إلا الحب ولكن ذلك الحاجز هو سبب انكارهما لما ليس له سوى تفسيرا صار واضحا وضوح الشمس
هذا ما أشرت إليه سابقا من بدايات خاطئة قد تحرم الإنسان من أسباب السعادة.
أشعر بالتعاطف مع ياسمين وما آلx إليه حالها من تأخر مستواها الدراسي فهي لا تنفك ترغب بالذهاب لأخيها ولها كل الحق، وأظن أن والدها لن يتأخر كثيرا في الحصول علي موافقةرقية والدتها.
في معرض حديث ياسمين ونغم مدرستها أشرتي إلي موضوع مهم جدا وهو يتم نغم والذى انتهي بتكفل تلك السيدة بها وهي مشكورةعلي ذلك لولا تحرش زوجها بنغم والذى انتهي بطرد السيدة لها.
للاسف تقسو ظروف الحياة علي البعض رغما عنهم وبدلا من ان يجدوا اليد الحانية التي تربت علي وحدتهم والمهم يقسون هم أيضا عليهم فالمرأة لم تعطي نفسها الفرصة لتتحقق من براءة نغم بل ولفظتها بطول ذراعها بلاشفقة ولارحمة
ويأتي هنا دور الجمعيات التي تتولي مثل تلك الحالات وأن يحرصوا علي انتقاء العاملين من ذوى المؤهلات والقلوب الرحيمة للعناية بمن حرموا من تواجد والديهم والاستظلال بحنانهم ورعايتهم
أنه موضوع وأن جاء عرضا إلا أنه واقع يعاني منه الكثيرون وليتنا نأخذه بعين الاعتبار والرحمة.
"حيرة نفس أم استعادة ذات؟".تتارجح سمر بين كلا الاثنين تتعجب من نفسها وهي تبحث عن شئ ترتديه للعشاء مع علي وندى والمشكلة ليست في حيرة النفس فقط بل في ذات سمر فالمرء لا يتغير بين عشية وضحاها إلا إذا كانت لديه المقومات لذلك ويبدو أن هذه النبتة موجودة بداخلها في تساؤلها متي كانت تبحث عما يرضى الآخرين في ملابسها.؟
اعتقد أن والدها كان له جانبا سلبيا كبيرا في ذلك أنها وحيدته فحبه لها لم يجعله يفرض عليها شيئا حتي الملابس التي اشتراها هدية لها لم تلبسها ولم يسألها لم؟
فاعتادت أن تفعل ما تريد ويرضيها هي فقط كما أنه وفر لها كل ما تريد دون أن تبذل المجهود للحصول عليه فتتخبط مشاعرها من الفورة إلي الفتور فتتوهم شغفها بأحمد ثم تفتر مشاعرهاثم تتعلق بآخرx علي مواقع التواصل وايضا لا تتمسك به ثم تأتي لتحيا مع عمران بخيارها المنفرد لتجد جانبا آخر من الحياة يستنفر الصفات الجميلة بداخلها وليس ادعي من الحب الحقيقي لكي يتغير الانسان.
فهي أشبه بكتاب اختلطت أوراقه دون ترتيب واذا بعمران يعيد جمعه ووضعه في نصابه الصحيح
ويأتي قرار ترقية علي اى رحيله وندى ضربة قاصمة لها أى أنها ستعود لوحدتها ويعدهاعمران بقلبه أنه بجوارها دائما.
لقد حللتي ببساطة سر طباع سهر بهاتين العبارتين.
ولقد اثر في كثيرا ذلك الحلم الذى راودها ووالدها يعاتبها ذلك أن أحلامنا ما هي إلا انعكاس صادق لما يدور بضمائرنا وتجيش به أنفسنا.
"الصداقة ليست بناء من رمال"ما زالت أزمة الثقة التي يعاني منها أحمد تضع حجابا أمام عينيه فلا يرى حزن صديقه ولا يعير مبادرة نورا لرأب الصدع بينهما اعتبارا.
ربما يحتاج لمزيد من الوقت حتي يلتأم جرحه.
كان هذا تعليقي علي الفصل الثالث عشر والرابع عشر
ومعك أتابع الأحداث المشوقة بالفصول القادمة
فلك كل الحب والتقدير
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
أولا حمدا لله على سلامتك ويارب دوما بخير
وكل عام وأنت بألف خير جميلتي ثم إني اشتقت جدا لكل ريفيو تكتبينه للفصول كم أشعر وقتها بروعة تحليلك وتقييمك لكل كلمة بالفصل
أرى الشخصيات من خلالك ومن بين سطورك وكيف أنكِ تتعمقين في شخصيتهم ببراعة
شكرا جميلتي على كل حرف أسعدتني به ويارب دوما عند حسن ظنك🌹💜😍


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-07-21, 08:06 PM   #338

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا. صباح الخير وعيد سعيدمبارك عليكي والقارئات الفاضلات
"فرصة اخرى".لو أعطي كلا منا لنفسه فرصة أخرى يراجع فيها خياراته في ضوء الواقع الذى يحياه لتغير الكثيرx وأعني هنا نورا فما أراه من حب خالد لها أنه من المشاعر النادرة ذلك انه ترك كل شئ ورائه حاملا قلبه بين راحتيه بكل ما يعتريه من مشاعر جياشة يود لو وضعه بين يديها فماذا فعل أحمد لها في المقابل سوى خطبته لأخرى مرة ورفض يدها الممدودة بالسلام مرة أخرى.
لا أدرى لماذا تعمي عيون المرء عن المشاعر الصادقة ويسعي وراء السراب.؟
ولكن متي كان للقلب ميزان نقيس به تقلباته ومتي كان للعين نظارة سوداء تحجب المشاعر الصادقة؟
فها هو مجرد لقاء عابر التقت فيه العيون بين أحمد ونورا لتعصفx بآمال خالد وتعتصرقلبه.
ولو أصغي قلبها لصوت عقلها لوجدت أمنيتها في زوج مثل أخيها تقف ماثلة أمامه عينيها.
وما زالت نغم تعاني من مضايقة كريم جارها المطلق الاربعيني لها ذاك أنه وجدهافريسة سهلة فلا ظهر لها يحميها ولا ركنا ركينا ترتكن إليه فهى من الغنائم التي يستحلها أشباه الرجال في مجتمع ينتقص الكثير من حقوق المراة والتي أدناها ان تعيش بسلام.
لعل الفائدة الوحيدة للآن من سفر خالد هو إتاحةx الفرصة لسارة لكي تقترب من أبيها وتخفف من وطأة شعوره بالذنب تجاهها فهو لم يجبرها علي زواجها الفاشل ولكنه لم يمنعها أيضا.
وبالاخير هو أب ظن أن سعادة ابنته في هذا الزواج.
وما ارتمائها باحضان أبيها أخيرا إلاx عفو عن الماضي وأنها أقدارا وخطوات كتبت علينا فمشيناها.
أعجبني جدا تصويرك لمشهد احمد وهالة وهويرفض الصعود لمنزلها للتخلص من آثارx القهوة التي سكبتها عمدا عليه إذ أن هذا المشهد قتل تكرارافي أفلام الأبيض والأسود هو والمشروب الأصفر فجاء مشهدك يحترم عقلية القارى.
كما يبدو انك ستنتهجين المنهج العقلاني في سير الأحداث إذ ان لقاء أحمد ومن أظنها نغم لن يمر هكذاعبثا وهذا تطور يثرى الاحداث ونتخلص من متلازمة أن حب أحد لشخص ما يجب أنx ينتهي بمبادلته مشاعره فالمشاعر لاقانون يحكمها سوى ميزان القلب وهو معصوب العينين كالعدالةتماما.
وما يؤكد هذا هو تلك الجلسةالعائليةالتي شملت عائلة جلال وخالد وانتهت بفوز ساحق بلقب أمي الذى نادى به السيدة ماجدة وبرؤية التغير في أسلوب نورا لشعور بالراحة والسعادة لم تعهده ماجدة في ابنتها.
"الأحكام المسبقة قد تكون خسارة كبيرة".كثيرا منا يخسر خيارات كانت لتكون مصدر لسعادته لو لم يختار عدم المحاولة فيعود خاوى القلب واليدين .
التجربة هي من أهم أسس الحياة فلولاها لما توصل العلماء والأدباء وغيرهم للكثير من أسباب النجاح والتقدم.
وعلي المستوى الفردى فلقد أضاعت سمر علي نفسها الكثير بركونها للجبن وخشية رفض الآخرين لمساعدتها أو مشاركتها أحلامها فإذا بها تلتحف بوحدة وهمية لا وجود لها فمتي تخلي عنها أبوها أو لم يوفر لها ما تحتاجه حتي أنه أفرط في تدليلهافصارت شخصيتها بهذا الشكل ومتي تخلت ندى عن دور الشقيقة المحبة والتي تتولي كل المسئوليات عنها فإذا بها لا تعرف كيفية صنع أي شئ سوي النذر اليسير.
ولكن تظل تلك النبتة الجميلة بداخلها والتي تسعي بالفعل للتغيير وعمران معها يزيل ذلك التراب عن الجوهرة الكامنة بداخلها.
وها هي تستعيد سؤال ندى هل هي علي استعداد للتنازل عن عمران لامرأة اخرى؟
وإذا اختارت أن لا تتنازل عنه وعن حياتها معه فماذا هي فاعلة؟
كان هذا تعليقي علي الفصلين الخامس عشر والسادس عشر ومعك أتابع لأتعرف علي إجابة كل التساؤلات التي تثيرينها بين ابطال الرواية.
إلي لقاء دمتي بخير.
وأنا أقرأ الريفيو أول ما تبادر لذهني ونطقه لساني( كم أنا محظوظة بقارئة بارعة مثلك 😍).
كثيرا من الاجابات عن كل شخصية ستظهر في القادم وأتمنى حينها أن تنال اعجابك 🥰


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-07-21, 09:04 PM   #339

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي جئت إلى قلبك لاجئة 💜

الفصل الحادي والعشرين..
*************
توقفت نغم تحدق في السيارة التي تضيء أنوارها في عينيها حتى صعب عليها أن ترى قائدها والذي لم يظل هكذا طويلا بل أغلقها لتراه نغم بوضوح تتمتم باسمه بملامح متهللة:
" عمي حاتم!"
ابتسم لها من خلف زجاج السيارة يشير لها كي تصعد لجواره فتحركت بخطى سريعة تفتح الباب لتجلس جانبه وهي تهتف مرحبة به:
" أهلا عمي حاتم كيف حالك، افتقدك!"
كانت تتحدث كثيرا ولم تسمح له بأن ينطق بكلمة في حين قاطعها يمد يده لها بالسلام قائلا بصوته الحنون الذي يدق على باب روحها :
" أنا بخير، ابنتي، كيف حالك أنتِ!؟"
نظرت ليده القابضة على كفها ببسمة قبل أن يتركها وهي تقول:
" بخير عمي وكيف حال طنط رقية؟"
هنا تبدلت ملامحه لحزن جلي وتنهد بعمق بينما يعتدل بجلسته، يرنو ببصره تجاه البناء الذي يقف شامخا يقبع فيه أحمد ثم قال:
" ليست بخير!"
اعتصر قلب نغم وهتفت بلهفة:
" ما بها، طمئني!"
ابتلع حاتم ريقه والتفت لها تترقرق الدمعة الأبية في عينيه قلقا وخوفا على رفيقة عمره ثم قال لنغم التي توجست ملامحها:
" الآن دون ابنيها، ياسمين وأحمد، رغم قربي ألا إنها وحيدة من غيرهما،لم تتناول طعام منذ وصلنا، فاقدة الشغف لأي شيء حولها"
أرخى أهدابه يداري خلفهما ألمه ثم نظر لها متابعا:
" تركتها بعدما حاولت إقناعها أنني سأتي أتفقد حال ياسمين "
سالت دمعة يتيمة مثلها من عينيها ، تتمنى لو تركته الآن وهرولت تجاه البارد المرتاح كلوح من الثلج في مملكة الجليد وألقته بوابل من الحجارة كي يستفيق..
كانت تتابع قلة الحيلة على وجه حاتم بألم يعتصر قلبها، تحس وكأن بركان يتفجر داخلها لقلة حيلتها هي الأخرى وهي تسمعه يضيف:
" ولا أعلم ما الذي كنت سأتفقده فأنا لا أستطيع أن أخطو بقدمي أكثر من موضع سيارتي هذا!"
تنهد بعمق ثم تابع يغتصب بسمة كسيرة:
" أحمد الله بأنني تلاقيت بك الآن يا نغم!"
ابتسمت له بود صادق ثم قالت تطمئنه:
" عمي، لا تقلق على ياسمين!"
تعلق بعينيها يحاول قراءتهما ثم قال:
" أتعني أنها بخير!"
زفرت نغم بخفوت وتذكرت ملامح أحمد حين تحدث مع أخته، لم تكن لرجلا حاقد أو كاره بل العكس تماما…. لذا أجابته بيقين:
" صدقني، هي بخير وسعيدة، الباشمهندس يعاملها جيدا ويخاف عليها"
على آخر كلماتها اختنق صوتها وتقبضت يدها تتذكر أحمد وهو يخبرها بتخوفه من وجودها مع أخته بطريقة ملتفة كأنه يظنها بلهاء لن تفهم لكن هنا فقط تأكدت بوجود روح الحماية لديه تجاه أخته وهذا ما شفع له عندها…
ارتاحت ملامح حاتم قليلا بعد كلمات نغم والتي تابعت قائلة:
" هل تسمح لي بزيارة طنط رقية الآن!"
تنفس الرجل الصعداء وكأنها أهدته هدية وهو يردف:
" بل أشكرك لأنك طلبتي بنفسك فلقد كنت متردد لطلب هذا منك! لأن الوقت تأخر!"
ابتسمت فيما تقول:
" لا يهم الوقت طالما بصحبتكما عمي!"
تنهد الرجل براحة فيما يقول لها:
" رضا الله عنكِ يا ابنتي"
تعلقت نغم بجانب وجهه الأسمر وملامحه التي رغم الشيب إلا أنها زادته وقارا، تعيد كلمة ابنتي على شفتيها ببطء كأنها تتذوقها لترد بصوت خافت لم يسمعه بينما يشغل محرك السيارة:
" وسلمك الله لي أبي!".
في منزل حاتم الذي كان راقيا بكل ما فيه كصاحبه، دلفت نغم جواره للداخل حيث أشار لها حاتم باتجاه مكان رقية التي تجلس على الأريكة في صمت ولم تنتبه لدخولهما بل ظلت متعلقة بالنظر للنافذة التي تقابلها تاركة إياها مفتوحة تصفعها نسمات الهواء الباردة..
تنهد حاتم بأسى، لأول مرة يشعر بأنه مكبل اليدين ولا يستطيع مساعدتها، نظر لنغم ثم سار جانبها لتتبعه..
قعد هو جانب رقية في حين طلب من نغم الجلوس بالكرسي المجاور، همس يربت على ساق زوجته:
" رقية، إنها نغم جاءت لتراكِ!"
شهقة خافتة من بين شفتي رقية تكتم دموع خرساء كانت تسيل على وجنتيها .. حين تلاقت مع الفتاة ذو الملامح المحببة لها، اغتصبت بسمة وهي تهمس بخفوت:
" نغم…"
كانت حروف الاسم بالنسبة لنغم تلك اللحظة كنداء استغاثة حين انتفضت الأخيرة من مكانها تقترب من رقية التي فتحت ذراعيها لها تضمها بشوق، تشعر وكأنها تحتضن أحد أبنائها، تربت على ظهرها، ثم تحتضن وجهها بين كفيها وتعود تداعب وجنتيها…
جثت نغم على ركبتيها أمام رقية وبسطت يديها على ركبتي الأخيرة التي طالبتها بأن تجلس جانبها لكن نغم رفضت بإصرار ثم قالت من بين دموعها التي تزامنت مع دموع رقية:
" طنط، جئت أطمئنك على ياسمين"
هنا انتفض قلب رقية كأن هناك من يحمله ويهزه هزات متتالية، قبضت على كفي نغم كأنها تتمسك بهذا الأمل الذي كاد يتسرب منها ثم همست مرتعشة:
" هل هي بخير.؟."
أجابتها نغم بحنو:
" كثيرا…"
لمعت عيني رقية بفرحة مقيدة يمنعها التحرر ذكرى لقاءاتها مع أحمد ،تعلقت نغم بملامحها تعي الآن مقدار التشابه بين الأم وابنها، شعرها الناعم الذي غزاه الشيب ورث أحمد سماره ونعومته بل وبعض من طوله !؛ تلك العينين البنيتين كقطعتي شيكولاتة ذائبة هما نفس العينين التي رأتها منذ قليل لكن عيني رقية دافئة أما هو فكأن الثلج جمدهما لكن يبقى شبيه بأمه وكأن هذا كان عوض الله لها .. من يراهما للوهلة الأولى يتيقن أنهما أم وابن من شدة التشابه؛ أحمد نسخة رجالية عن تلك السيدة تعيش في مكان آخر هذا ما فكرت به نغم بتلك اللحظة حين قطعت رقية شرودها وهي تقبض أكثر على كفيها ثم قالت:
" كيف علمتِ!"
" كنت هناك بفيلا الباشمهندس!"
قالتها نغم بهدوء لتتهلل أسارير رقية وتتنشق دموعها فيما تسألها بلهفة:
" قابلتِ أحمد!"
هنا تذكرت المرتين اللتين قابلت فيهما أحمد وكل مرة كان له ذات الطابع في قلبها؛ بارد..مغرور!
نفضت نغم هذا عنها لتومأ للسيدة بنعم مشفقة على حال رقية..
احتبست أنفاس الأخيرة للحظة قبل أن تسألها:
" كيف يعامل ياسمين..!"
" بحنان وحب…"
قالتها نغم بتأكيد غير قابل للشك، ضيقت رقية عينيها بغير تصديق لتضيف نغم موضحة:
" أنا رأيت اليوم الباشمهندس ومعاملته لياسمين، كانا كأخين لم يفترقا أبدا، لولا علمي بأن ياسمين للتو عادت لمقابلته لم أكن لأصدق أنهما…"
وقطعت كلماتها تتهرب من النظر لرقية التي عادت دموعها تسيل بفيض جارف، تلاقت نغم مع وجه حاتم الذي جلس يتابعهما بصمت لكنه كان كمن يحمل فوق ظهره ثقل جعل أكتافه تتهدل..
صوت رقية أعادها لها وهي تقول:
" ستزورينها دوما!؟"
هزت نغم رأسها عدة مرات بموافقة تزداد دموعها فيما تقول:
" بلى سأدرسها طوال فترة تواجدها بالفيلا"
" ستأتي لي تطمئني قلبي عليها وعلى أخيها"
قالتها رقية بصوت هز قلب نغم لتختنق الأخيرة هامسة بنعم
تدخل حاتم بلطف في محاولة لتهدئة تلك المشاعر الجياشة التي تفيض من كلتيهما :
" ما رأيكما لو تناولنا العشاء سويا!"
هزت رقية رأسها بلا ليشعر بالاحباط يسدل رأسه متألما فهي كانت محاولة للتخفيف عنها ولكي تأكل في حين قالت نغم تكمل محاولته :
" طنط لم أتناول العشاء بعد ، ما رأيك لو جهزناه سويا"
صمتت تتابع ملامح رقية التي بدأت تدل على موافقتها ثم أضافت..
" وسأقص لكِ عن المرتين التي تلاقيت فيهما مع الباش مهندس وياسمين!"
ارتعشت شفتي رقية بضحكة خفيفة فيما تقول بلهفة:
" حقا"
همست نغم بحب بنعم..
لم تهتم الأخيرة بمرور الوقت ولا تأخرها بقدر بسمة رقية وحاتم اللذان شاركاها العشاء فيما هي تقص عليهما منذ أول لحظة اتصلت بها ياسمين حتى جاءت منزلها مع أخيها ثم زيارتها هي لفيلا أحمد .. كانت تحكي عن فرحة ياسمين وقرب أحمد الجلي لها بينما رقية قد فتحت شهيتها للطعام، تأكل وتسمعها أما حاتم كان ينظر لنغم ممتنا لترد له الأخيرة النظرة بذات الامتنان، فلقد أعطاها الآن ما افتقدته طوال سنين عمرها( الأسرة) حيث الأمنية المستحيلة!؛ الأب والأم والابنة؛ أبا وأما لم ترهما!، ارتجفت نظرتها تغض النظر عن حاتم الذي أصبح هو وزوجته طوق نجاة لها من وجعها، لحظات بينهما كانت كدواء لسنين العمر الخاوية …
قدم لها حاتم عصير طازج فيما يسألها لينتزعها من شرودها:
" ما رأيك لو أقمتِ هنا معنا يا نغم؟"
حدقت نغم بوجهه بعدم تصديق فيما قلبها يزغرد لمجرد الفكرة، تتخيل كيف تصحو وتنام وهي بقرب أب وأم مثلهما فيما تدخلت رقية التي ردت الحياة فيها منذ جاءت نغم:
" نعم حبيبتي، ظلي هنا ، لدينا غرفة ياسمين تستطيعين الاقامة فيها"
صمتت لحظة ثم قالت بخفوت:
" وغرفة أخرى كنت قد جهزتها لأحمد، اختاري أي منهما!"
ابتسمت لهما نغم، تشعر بكم رهيب من العواطف الدافئة يغمرها ثم قالت بهدوء:
" الباشمهندس يعلم بوجودي في حياة ياسمين ومؤكد قد يعلم بإقامتي معكما ، دعوني كما أنا حتى لا يهدم كل ما بنته ياسمين"
أطرق حاتم يفكر بكلام نغم، يتنهد بقلة حيلة يعلم بأن ما قالته صحيح كما فعلت زوجته، تشعر بأن الكلام توقف على لسانها فلقد تمنت لو أصرت عليها..
رد حاتم :
" حسنا نغم وأنا موافق لكن هذا مؤقت إذ فور لم شمل ياسمين وأحمد ستكونين أنت الأخرى معنا وستشاركين ياسمين غرفتها"
زفرت نغم بفرحة لم تستطع إخفاءها فيما توافق رقية على كل كلمة نطق بها زوجها..
طال الحديث بينهما لتنسى نغم كل شيء يحيط بحياتها، وحدتها ويتمها، جارها اللئيم إلا هما …
بعد وقت قامت نغم تستأذن للعودة لبيتها لكن حاتم ورقية أصرا عليها للمبيت عندهما .. أذعنت نغم لرأيهما بعد إصرارهما الذي لم تستطع رده لتكون بالنهاية ضيفة في بيتهما لتفتح لها رقية غرفة ابنيها تخيرها في أي منهما تبيت لتكون ليلتها على سرير ياسمين بأحد ملابسها البيتية!.
★★★
ظلت ندى للحظات غير مستوعبة وجود تلك الفتاة أمامها، تسمعها تسلم على زوجها وتمد يدها له بالسلام فتتعلق بكفيهما تكاد تصرخ..
تتذكر تلك الأيام التي قضتها مسافرة مع علي بعد زواجها ومقابلتها بذات الفتاة التي نغصت عليها يومها وفرحتها بغنجها الذي لم تفقده إلى الآن..
تسمع علي ينادي الفتاة باسمها( حواء) فتشعر بالنار تشتعل في جسدها لقد كان نطقه للاسم مؤلما لقلبها كأنه رشق سهم فيه!، تتأملها فتدرك مدى أناقتها، إمرأة ترتدي ماركات من تلك التي لا تعرفها، كل إنش فيها يضج بالترف...
صوت حواء تنطق باسم ندى جعل الأخيرة تنتبه بأنها غارقة في أفكارها، تراها تمد يدها لها لتسلم عليها فتغتصب بسمة وهي تلامس كفها بسلام لم يدم لثواني إذ أن ندى سحبت يدها فورا ..
التفتت الفتاة تتحدث مع علي والذي كان تائه ليس لشيء إلا بسبب زوجته التي تقبض على كفه كأنه سيهرب، يشعر بأناملها تضغط بقوة على يده مع كل كلمة يتحدثها مع زميلة دراسته كما أخبرها يوم التقى بها..
تبادلت ندى النظرات بين علي وزميلة الدراسة بينما تتحدث الأخيرة كأنه أحد أفراد أسرتها وبين كلماتها فهمت ندى بأن والد حواء له أسهم بالشركة الأم هنا..!
حين سمعت ندى تلك الكلمات لم تشعر بنفسها إلا وقد غرست أناملها في كف علي الذي تركها تصب ضيقها في يده بدلا من أن يفلت لسانها بكلمة وسط زملائه وحينها سيحتدم الأمر ولن يتم اصلاحه ليس فقط أمام زملائه بل وبينهما، ورغم إحساسه بالألم لم ينطق بل ظل في حديثه مع الفتاة والتي جاءت مدعوة مع أبيها فيما كانت ندى تقضم خدها من الداخل، ثم تطبق على شفتيها حتى احمرتا كأنها وضعت أحمر شفاة!؛ الغيظ يتملكها حتى أحست كل ملامحها تنطق به بل وتكاد تخدش القابعة قبالتها تتحدث بهدوء مفرط لولا تلك السيدة من خلفها التي تعرفت عليها منذ لحظات نادتها كي تعرفها على أخرى.
هنا التفتت ندى عن علي تاركة يده مضطرة والذي ضمها له يفركها بهدوء وكأن لا شيء حدث، امتصت كفه غضب حبيبته لا بأس، هذا ما فكر به وهو يكمل حديثه مع زميلته التي طال حوارها معه أما ندى فقد كانت تتابع كلامها مع السيدات لكنه كان مقتضبا تصاحبه بسمة رسمية بعدما كانت في أوج فرحتها قبل مجيئ الفتاة.
تفجر في رأس ندى سؤال واحد جعلها تستأذن ممن تتحدث معهم وتلتفت لعلي الذي كان ينهي حديثه لتتركه الفتاة ذاهبة باتجاه أحدهم!..
أدار علي وجهه لندى التي وكأنها تقف على جمر وهمس بهدوء يدعي عدم فهم ما يحدث لها:
" تشربين شيء ندى!؛ دعينا نتناول مشروب دافيء!"
وتناول يدها يقودها تجاه ركن مشروبات تم إعداده خصيصا لهذا فيما ندى كانت تمشي جواره ولا تنطق بكلمة وذات السؤال يتفجر برأسها!! فتحدق بعلي الذي قال لها وهو يتفحص تغيرات ملامحها :
" ماذا تشربين!؟"
همست بخفوت:
" كما ستشرب أنت"
جزء منه اطمئن أنها لا تفكر بذات الطريقة السابقة في شهر عسلهما، يومها اشتعلت نيران الغيرة بينهما أما اليوم…
هنا صمتت أفكار علي حين اصطدم بملامحها المتجهمة، يرى في عينيها نيران الغيرة التي رأها قبل بل أشد منها، أعطاها الكوب وهمس:
" قهوتك"
أخذتها منه ترسم بسمة مرتجفة تقرب الفنجان من شفتيها المرتعشتين ككل شيء فيها، تحملق بعلي وكأنها لأول مرة تراه!
تتمنى لو صمت هذا السؤال عن رأسها والذي يكاد يشطره لأنصاف أمامها، تمسكت بالفنجان بين كفيها تحس كأنه سيفلت منها فيما أغمضت عينيها تعتصرهما ربما أزاحت عن خاطرها تخيلاتها تلك..
أحست بكفي علي يحتضان يديها القابضتين على الفنجان وهمسه الحاني يصل لقلبها كما اتعادت عليه:
" ندى، حبيبتي أنتِ بخير!"
فتحت عينيها بتمهل ليتلاقي مع عسل عينيها الذي ذاب في دموعها التي لم تفارقها ..
هنا أحس بقلبه يأن لأجلها، ندى لا تستطيع كبح جماح غيرتها، ليس لها سيطرة عليها ، تتركها تحركها كيفما تشاء.
عاد من شروده فيها وهو يسمعها ترد باقتضاب فيما تفلت كفيها من بين يديه:
" بخير".
تأوه في صمت يلتفت عنها، ينتزع نفسه من هذا الصراع الصامت بينهما، أما هي فظلت عينيها معلقة به كأن لا بشر في المكان غيره، وفضلت أن تظل بعيدة عما حولها حتى عندما طلب منها أن تتعرف على أحدهم رفضت بحزم تهمس بأنها تعبت من الأجواء.
بعد مرور بعض الوقت صعد علي وندى غرفتهما فيما أفلتت الأخيرة يدها من كفه تتوغل للغرفة تخلع حجابها بيد مرتجفة وتعلقه كيفما اتفق ليقع من مكانه، انحنت تأخذه وتضعه في مكانه مرة أخرى..
أغلق علي الباب خلفه ووقف يتابع حركتها المتوترة وسيرها في الغرفة بغير هدى، تخلع ملابسها وتلقيها على كرسي طاولة الزينة على غير عادتها..
سحب علي كرسي وجلس في صمت يتأمل تغيرات ملامحها فيما هي أخذت قميص من خزانتها بعنف قبل أن تدخل لحمام الغرفة وتصفق خلفها الباب.
استند علي بكوعيه على ساقيه واحتضن رأسه بين كفيه ، يتمنى لو لم ير تلك الغيرة العمياء التي نشبت بينهما ذات يوم وهو لملمها ببراعة وقتها لكن من قال لها بأنه قادر على أن يفعل ذلك كل مرة!، من أخبرها بأن غيرتها الغير مبررة ستجد لديه الاحتواء كما سبق..!؟
علقت ندى القميص وجلست على طرف حوض الاستحمام تضم جسدها في وهن، تحس بأنها ليست مسيطرة على انفعالاتها، تتمنى لو كان ما تفكر به خطأ!!
فتحت مرش الماء وانزلقت ببطء في حوض الاستحمام، تجلس بصمت تحس برذاذ الماء ينساب على جسدها الهاديء عكس النيران المشتعلة فيه، ظلت هكذا وقت لم تحسبه حتى سمعت صوت دقات على الباب تصاحبها صوت علي الذي ينادي عليها بقلق لترد بصوت حاولت أن يكون ثابت لكنه بدا مرتعش:
" لحظات وانتهي!"
بالفعل بعد مرور وقت قصير كانت قد أنتهت ندى وخرجت من الحمام بعدما نشفت شعرها وتركته خلفها مرتدية قميصها الحريري بحمالاته الرفيعة.
كان علي قد بدل ملابسه هو الآخر ، تقدم تجاهها يراها في غاية الأناقة كعادتها خاصة فيما بينهما تتفنن فيما ترتديه؛عطرها وملبسها؛ كل شيء!..
همس بينما يمسك ذراعيها بحنو:
" ما رأيك لو طلبنا عشاء لأننا لم نأكل بالأسفل!"
تملصت من بين يديه وسارت تجاه السرير فيما تجيبه :
" كما تحب لكنني سأنام"
استدار لها وقد تبدلت ملامحه فيما يراها تشد الغطاء عليها وكأنه لا يتحدث معها ليهتف بصوت مكتوم:
" منذ متى وأنتِ تتعاملي معي هكذا ندى!"
كزت الأخيرة على أسنانها وابعدت الغطاء عنها تقف من مكانها وقد علمت أن عليها مواجهته بما تفكر به وليس بنومها والتخفي مما تفكر لذا اقتربت منه تنظر له للحظات ثم قالت:
" منذ تغيرت أنت يا علي!"
هز رأسه بعدم فهم ثم قال مستنكرا:
" متى تغيرت يا ندى !"
وعاد يقبض على ذراعيها بلطف ثم تابع:
" ما الذي تغير في تحدثي!"
مدت يدها تزيح يديه عنها بهدوء ليضمهما له بقهر، يعي بأن ما خاف منه يشتعل بينهما وندى تسمح لغيرتها أن تقتات من حبهما ..
لذا حاول أن ينهي الحديث الذي بدا بلا فائدة والتفت عنها هو تلك المرة يتجه للسرير حين سمعها تقول:
" هل كنت تعلم بأن تلك الفتاة أبيها أحد مُلاك الشركة الأم!"
استدار لها بعينين متسائلتين كأنه لم يسمع ما قالت لتعيده عليه مرة أخرى لكن بطريقة مختلفة أصابته في قلبه:
" هل لها دخل بانتقالك السريع لهنا يا علي!"
تصاعدت الدماء لرأسه حتى أحس بها تخنقه بينما يتقدم تجاهها ليقف أمامها يحملق بها بعدم تصديق، يكذب نفسه أنه سمعها تنطق بهذا، ثم قال يضغط على كل كلمة:.
" هل تسمعين ما تقوليه يا ندى!".
ارتعش صوتها تراه قد تبدلت ملامحه لشخص لم تعرفه ورغم ذلك أكملت:
" نعم أسمع ما قلت يا علي، هو سؤال جاوبني عليه، هل لها دخل بسفرنا!"
زفر بخفوت وتقبضت يديه جواره فيما يقول من بين أسنانه:
" تعنين بأنني جئت لهنا بواسطة يا ندى!".
ارتجف صوتها وزاغت عينيها تتهرب من النظر في عينيه المحمرتين كأنهما اشتعلتا من غضبه:
" إذن إن كان ليس لها دخل، لما فور عودتنا من شهر العسل تم اخبارك بميعاد سفرك رغم أنك كنت تعمل على هذا منذ أشهر!"
" كفى"
صاح بها علي بصوت مكتوم لتخرس كلماتها بين شفتيها فيما تسمعه يضيف يكاد يسحق الكلمات بضروسه:
" ألقيتِ بعملي وجهدي وتعب السنوات بتلك الشركة أرضا ليسول لكِ عقلك بأنها توسطت لي! "
انتفضت ندى في وقفتها مع آخر كلماته إذ علا صوته، يغرس اصبعه السبابه جانب رأسها يشير لعقلها الذي احس به تلك اللحظة صغيرا كأنه لطفل..
ابتعدت عنه خطوة تتمتم بخفوت:
" لم أقصد كل ما عنيته…"
قاطعها هادرا:
" ما الذي قصدتيه، أنني لا استحق مكانة كتلك لذا استعنت بها!"
هتفت مختنقة :
" لا لم أقصد بل ظننت أنها فعلت هذا لأجلك!"
أمسك رأسه بين كفيه يشعر بالدماء تتدفق لها تكاد تنفجر منه ثم نظر لها بعدم تصديق بأن تلك هي ندى قلبه التي كلما أحست بغيرة انقلبت لأخرى لا يعرفها!؛ لكن الأمر الآن مختلف لقد طعنته بكفاءته بل ووفائه لها، هل تظنه بأنه على علاقة بغيرها..!
أنفاسه اللاهثة التي تعلو وتهبط تكاد تحرقها في مكانها وصمته القاتل لأعصابها كل هذا يتوغل لخلاياها فيؤلمها ...
كادت تنطق إلا أنه أوقفها براحة يده التي رفعها بينهما قائلا بصوت مختنق:
" لا تنطقي بشيء آخر!"
التفت عنها يخلع ملابسه البيتية وتناول أخرى يرتديها على عجل تحت أنظار ندى الذاهلة التي ظلت متسعة لا ترمش حتى سمعت صفعة الباب خلفه فرمشت تنتفض بوقفتها، تضم نفسها بذراعيها، تحملق في الباب للحظات ربما طالت قبل أن تتجه للسرير تتكور في نومتها وتضم مخدة علي لحضنها!...
يتبع💜🌹


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-07-21, 09:07 PM   #340

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

" من هنا!"
هتف بها خالد بينما يحدق في أضواء الفيلا التي أنارت جميعها، عاد نفس النداء حين رد عليه صدى صوته يلتفت لباب الفيلا الذي لا يوجد به أي دليل على اقتحامها فيلتفت للأمام وتوغل للداخل حين سمع وقع خطوات مهرولة تجاهه وضحكة أنثوية عالية تهتف :
" خالد"
تطلع الأخير لأخته التي تهبط سلالم الفيلا تجاهه وضحكتها ترن بأرجاء المكان كموسيقى عذبة.
في تلك اللحظة كان ما بين أمرين، أن يهتف بها غضبا أو عناقها وضمها لصدره وكان للأخير الفوز إذ أنه فتح لها ذراعيه لتلقي رأسها عليه، ضمته للحظات قبل أن تبتعد عنه بخفة قائلة من بين بسمتها:
" اشتقت لك خالد!"
حدق بها للحظات تتلاقى عينيهما قبل أن يقول دهشا:
" ألا يفترض الآن أن تكوني بتركيا!
استدارت عنه تتجه صوب الأريكة لتلقي بجسدها عليه تقعد القرفصاء ثم غمزت له تضع يدها على صدرها قائلة بمرح:
" قلب الأم يا ولدي أخبرني بأنك في حاجة لي فغيرت وجهتي و جئت إليك "
هز خالد رأسه قبل ان يسير تجاهها، جلس جوارها يلتفت لها ثم قال:
" وقلب الأم هذا لم يخبرك أن لا تفزعي ابنك هكذا!"
ضحكت ملء فاها تلك الضحكة التي لا تخرج إلا بسببه ولأجله ثم قالت مشاكسة إياه:
" هل خُفت!"
التفت عنها يتمتم:
" لا بالطبع!"
" خفت يا خالد لا تنكر"
هتفت بها سارة بذات النبرة المشاكسة حين التف لها مرة أخرى ليتهرب من الحديث قائلا:
" ثم أنني لست في حاجتك سارة كان عليكِ الذهاب لزيارة أمي!"
نفضت سارة عنها مرحها وقالت في جد لطيف:
" وجودي قربك الآن يريح أمي أكثر"
اختلجت عضلة في فكه قبل أن يقول:
" هناك أوهام تولد في رأسك الصغير هذا؛ أنا بالفعل لست بحاجة…"
قاطعته قائلة:
" لنقل أنني كنت بحاجة لقربي لك، هذا يرضيك!"
تأملت ملامح أخيها الشاحبة، عيناه الزرقاوان ليستا صافيتان كما عهدتهما بل امتزجا بحزن لا تعلم مصدره، جسده هزل قليلا ، بسمته فيه شيء ناقص، خالد هناك شيء يؤلمه هذا ما فكرت به وهي تتطلع فيه، تطوف بكل ملامحه التي تخبرها عن حاله ولو صمت هو..
قطع شرودها صوته وهو يقول:
" إن كان كما تقولي فهلا بأختي الحبيبة!"
" طلبت بيتزا"
قالتها سارة تنتفض من مكانها تجاه طاولة الطعام لتأتي بالبيتزا التي قد جاءت بالفعل، احضرتها وتوجهت تجلس جوار أخيها الذي حدق فيها ببسمة بينما تفتحها وتأخذ قطعة تعطيها له..
هز رأسه برفض فقربتها من فمه تكاد تدخلها عنوة فيه قائلة:
" للأسف ليس بمزاجك الآن، فلن أكل وحدي خالد"
ابتعد خالد عن مرمى يدها يحاول أن لا يأكل لكن يدها دارت مع وجهه تضعها قرب فمه تهتف به:
" ستأكل معي لا تحاول، هيا"
أخذها منها على مضض فيما هي قالت وهي تأكل:
" استمتع بها انها بيتزا صانعة السعادة!".
تأمل أخته للحظات بينما يقضم من البيتزا فيما يقول:
" بل أنتِ صانعة السعادة سارة!"
ابتسمت له ترتشف بعض من مشروب غازي أحضرته مع البيتزا وأردفت:
" أنت من علمتني هذا يا خالد؛ علمتني بأن لا أترك من أحبهم للحزن أو الوحدة، أنت معلمي …"
ضمها خالد لصدره يربت على خصلات شعرها الذهبية يتمنى لو أخبرها بما يؤلمه ويفضفض لها لكنه اكتفى بهذا العناق الذي أحس به يحدثها فيه عما بقلبه .
★★★
في وسط حديقة المنزل توقفت سمر متجمدة مكانها، تنظر حولها بتشتت، عينيها تدور في محجريها، لا تعلم ما الذي تبحث عنه لكن إحساس رهيب يراودها بأنها تفتقد لشيء وتتمنى لو حصلت عليه لكن ما هو؟؛ لا تدري!.
طاوعتها قدماها أخيرا للسير للتوجه ناحية زهرتها التي زرعها ابن عمها لأجلها، نزلت على ركبتيها تحدق فيها وقد نمت وترعرعت تماما كما قال لها عمران بأنها زهرة لكل الفصول!، هنا تبسمت وانحنت تقترب منها تهمس بخفوت تحدثها:
" أخبريني كيف حالك يا زهرة كل الفصول !"
صمتت لحظة ثم تابعت:
" لم أسأل عمران عن اسمك لكن سأطلق عليك هذا الاسم، زهرة كل الفصول، لكن إياك أن ترحلي بالخريف !"
لامستها بخفة تحس بملمسها الناعم، لونها الأبيض يلمع مع إضاءة الحديقة المنعكسة عليه فتشعر وكأن النجوم زينت الزهرة .
همست لها:
" عمران جاء بك هدية لي؛ أهداني إياك دون نطقها لكن قرأتها في عينيه!"
سالت دمعة على وجنتها فيما تضيف:
" أتعلمين، لم أر عمران عن قرب إلا بعد ما جئت لهنا، افترقنا سنوات عديدة لكن حين عدت فتح لي جنته كأنني لم أغادرها أبدا!!"
تحررت دمعة أخرى فتنهدت بخفوت تمسحها بظهر يدها، قبل أن تقف من مكانها تتجه صوب باب البيت لتصعد لأعلى.
حدقت لمفتاح الباب القابع على راحة يدها، تشعر بشيء غريب، شعور يتوغل في خلاياها من وجود هذا المعدن الصغير بيدها وكأن عمران أهداها مفتاح عالمه، رمشت عدة مرات تتهرب من أفكارها التي تكاد تشطر رأسها، فتحت الباب ودخلت مغلقة إياه خلفها تخلع حجابها ووضعته على الأريكة ، تدور بعينيها في المكان الذي لم تختر فيه شيء!؛ جاءت وهو جاهز بكل ما فيه، ابتلعت ريقها وأغلقت عينيها تعتصرهما قبل أنت تفتحمها بتمهل لتعود دموعها تنحدر منهما، تتمنى لو سجنت تلك الدموع خلف قضبان أبدي! ، تنشقت دموعها وتوجهت إلى غرفة مكتب ابن عمها وجلست على الأريكة، حيث دائما يجلس، التقطت كتاب قابع على المنضدة كان يقرأه عمران وضمته إلى صدرها، تعلو أنفاسها وتهبط فتضم الكتاب أكثر كأنها تحتمي فيها من أوجاعها، تعتصر عينيها عل الصداع يهدأ بلا جدوى، فتحتهما بثقل ثم قامت من مكانها وتوجهت تجاه الاسطوانات وإختارت اسطوانة( أنا العاشق لعينيكِ) تلك القصيدة التي استقبلتها يوم زفافها؛ شغلتها ثم استدارت عنها بعدما علت صوتها ليملأ أرجاء البيت!؛ فربما غطت على أفكارها التي تتلاطم في عقلها الآن!..
خرجت من الغرفة ودخلت لحجرتها تتراءى أمام عينيها أخت العروس وهي تغلق الغرفة على حاجات أختها التي سترصها في هدوء، تشتت نظراتها حولها، تنحدر دموعها كشلال، تلتفت حولها تبحث عما اختارته فلا تجد..
آهة عالية شقت صدرها لتخرج من بين شفتيها؛ تدور حول نفسها كالضائعة تهتف مخنوقة:
" ما الذي اخترتيه هنا يا سمر!؟"
قلبها يرتطم بين ضلوعها؛ تضغط على صدرها بقوة ربما هدأ أو هدأت أنفاسها الصاخبة، خفت صوتها فجأة كما فعلت أنفاسها ودقات قلبها، تخترق أذنيها كلمات القصيدة (وداويني ببعض الحب طمني وصبرني ) فيما ترد بصوت خفيض تعود له نبرته المطمئنة :
" اخترتِ عمران وكان فوز بلا خسارة! "
صوت الزغاريد يعود لرأسها، أبواق السيارات تخفي عن أذنيها صوت القصيدة، الحقائب التي يحملها الرجال صاعدين بها لشقة العروس تشوش عينيها فلا تستطيع إلا أن تنتحب على حالها، تضع يديها على أذنيها حتى تسمر ناظريها على خزانة ملابسها كأنها لأول مرة تراها منذ جاءت هنا، أرخت يديها جانبها وتهدل كتفيها قبل أن تسير ناحيتها، تفتحها على مصراعيها بعنف، تنظر لمحتوياتها بعينين واسعتين وأنفاسا غاضبة ثم بدأت تبعثر فيها هامسة مخنوقة تشعر بقلبها ينفطر!:
" كلها ثياب ارتديتها قبل، لم أفكر أنني قد أرجو لحظة كالتي رأيتها اليوم!!"
يزداد نحيبها وبكائها وهي لا زالت تبعثر في خزانتها بلا هدى إلا أن تعثرت يديها في هذا الكيس الذي أهدتها إياه ندى!.
التقطته بين يديها، فتحته بيدين مرتعشتين، تنظر لمحتواه بعينين مرتجفتين، مدت يدها داخل الكيس، تخرج ما فيه بارتباك!؛ فردتهم أمامها تحملق فيهم بعينين تائهتين!
هذا أحمر وآخر وردي وذاك أسود... ، كأن ندى أصرت أن تجهزها بما لم تفكر هي باقتنائه، أثواب عروس ترتديها لزوجها، لمست الثياب الحريرية الناعمة وانسابت دموعها عليها؛ تجهش بصوت عالي حتى بح صوتها، تصرخ بصوت مكتوم:
" أريد الحياة التي فقدتها، أريد ما تتمناه وتعيشه كل فتاة، أن أصبح عروس، يحبني زوجي ويدللني، أراني في عينيه حبيبته قبل زوجته"
تعالت أنفاسها تحس وكأن صدرها لم يعد يتحملها ثم تابعت بصوت متهدج:
" لكني لا أريد سوى عمران، أرجو حبه!"
أرخت أهدابها بأسى تتمتم بخفوت بينما دموعها تنساب سخية على تلك الأثواب الحريرية المكومة أمامها :
" لكنه قد لا يراني استحق حبه أبدا…"
زفرت بعمق، تمسح وجنتيها بكم فستانها ثم لملمت الثياب بين يديها، وقفت متوجهة صوب السرير، ظلت تحدق بهم للحظات قبل أن تأخذ واحد منهم وتعود للخزانة وأخذت شماعة وعلقته بها، ظلت تتأمله طويلا كأنها تفكر إن كان يصح وجوده بخزانتها أو لا ثم التفتت لباقي القمصان لتعلقهم واحد تلو الآخر، ترتبهم باهتمام...
نظرت في النهاية لخزانتها برهبة خاصة حين مدت يدها وأخذت أحدهم، فردته بين يديها تراه بعينين فاحصتين وقلب مرتجف ، تقضم شفتيها بوجل تفكر كيف سيكون عليها..؟
لم تحسب كم ظلت واقفة هكذا ولا متى غادرت مكانها وذهبت للحمام وهو في يدها، علقته على المشجب ثم خلعت فستانها، ونزلت تحت مرش الماء تاركة له حرية افاقتها لكنه لم يفعل بل زاد من تيهها وصداع رأسها ورغم ذلك لم تأبه بل أغلقته ونشفت جسدها ثم كادت تمد يدها للقميص لكنها تراجعت عنه بخوف، هاتف داخلها يدفعها لتجربه وآخر يخبرها بأنه ليس حقها!، فيرتطم قلبها بين ضلوعها كدوي تلك الطبول التي كانت تصدح بالخارج، وتتساءل بينما تتلفت حولها هل جاءت الطبول معها لبيتها!..
نفضت خوفها والتقطت القميص ترتديه، تحس بنعومته وهو ينساب على جسدها كأنه جزء منه…
خرجت من الحمام بخطى ثقيلة مترددة، تشعر بنفسها تتجمد كأن عاصفة ثلجية اجتاحت جسدها بينما تقترب من المرآة تطالع نفسها!.
احتضنت جسدها فور رؤيتها انعكاس صورتها، تحس بالأرض تهتز من تحتها وكأن زلزال اجتاح دنياها فقط، أجهشت بالبكاء وهذا الإحساس المريب يتوغل في حناياها؛ النقصان؛ كل ما حولها ينقصه شيء؛ دارت حولها علها تراه لكن لا تجد سوى تلك النغمات التي وصلتها أخيرا تخترق هذا الضجيج في رأسها لتبتسم بانكسار بينما تلتقط مشطها تمشط شعرها ، تنظر لصورتها من خلف دموعها فتتشوش أمامها !.
كان عمران قد استأذن من أصدقائه وعمه مصطفى إذ أن عقله منشغل بتلك التي تركها أمام البيت كالتائهة، قلبه يئن في صدره قلقا عليها، قاد سيارته حيث المنزل فيما صورتها تترائى أمام عينيه، حزينة، متألمة في عينيها مشاعر مختلطة بعضها فهمه والآخر لا، تقلصت يديه حول المقود يتذكر كلماتها التي شطرت قلبه:
" أنا لم يكن لي شيء ينقل!"
فيزفر عاليا يحدث نفسه بصوت مسموع فيما يخبط على المقود قائلا:
" لا أريد شيء من هذا ابنة عمي! فقط بسمتك؛ ليتنا نعيد الأيام ونمحو تلك الفترة وسأفعل لك كل ما تتمني!".
في حديقة المنزل صف عمران السيارة، قبل أن يسير بخطى واسعة يصعد السلالم ويدق على الباب دون جدوى، لا يصل لسمعه سوى صوت القصيدة المغناة الذي يصدح بأرجاء البيت، ضيق حاجبيه والقلق يزداد في قلبه فليست تلك عادة سمر! ، لم تفعل هذا قبل على الأقل لم تترك الصوت عاليا هكذا بل ربما لم تشغله وحدها يوما لذا ألقى كل هذا الفكر خلف ظهره قبل أن ينزل مرة أخرى للحديقة يأتي بمفتاح الباب الإضافي من مكان ما بأحد أرجائها قبل أن يعود مهرولا يفتح باب المنزل ينادي باسم سمر ولا ترد، أغلق خلفه الباب متوجها صوب غرفة مكتبه حيث صوت الموسيقى، وقف على بابها يتلفت يمينا ويسارا يبحث عن سمر لكن لم يجدها، استدار للغرفة الثانية يدق بخفة على بابها المفتوح! دون أن يأتيه رد..
هنا تسرب القلق لأوصاله وأحس بأن هناك خطب ما لذا دخل الغرفة ولا زال ينادي على اسمها حتى تجمد في مكانه و توقفت الكلمة على شفتيه واحتبست أنفاسه يحدق في تلك الواقفة أمام المرآة تحتضن نفسها وترجع عنها تهز رأسها…كأن هناك وحوش ضارية تقف قبالتها..تجهش ببكاء عالي شطر قلبه لأنصاف.
التفتت عن المرآة لتتقابل مع وجه ابن عمها الذي يقف مكانه متجمدا دون حراك كأنه تمثال من الشمع حتى أنفاسه احتبست في صدره، يحاول محاولات بائسة للتنفس دون أن يفلح!..
أخيرا طاوعته أنفاسه ليطردها زافرا بصوت عالي أحست سمر لحظتها بأن تلك الأنفاس لفحتها رغم تلك الخطوات القليلة بينهما..
عينا عمران ظلت مثبتة عليها، لا ترمش فيما يتابع الواقفة ترتجف، ترتدي قميصا حريريا وخصره من خامة الشيفون بلون أبيض ناصع، يصل لركبتيها مع فتحة على طول جانبه تظهر ساقها؛ بأحبال رفيعة على كتفيه، يرتسم على جسدها كأنه صمم خصيصاً لها ، ترفع شعرها لأعلى ليظهر طول عنقها، ولم تضع أي من مساحيق الزينة إلا أحمر الشفاة الذي طالما ما رآها فيها مثيرة!، وجنتيها مخضبتين بحمرة طبيعية زادت من خفقات قلبه وعطرها الوردي الذي عبق المكان حولهما كلما تنشقه عمران أحس بالثمالة؛ سيمفونية إغراء تقف أمامه تغض الطرف عنه، تهدل ذراعيها عنها بعدما كانت تحتضن نفسهما بهما لتعلو وتيرة أنفاسه، رغم هذا النشيج الخافت ودموعها إلا أنها كانت فاتنة .. لو تقصد قتله ما فعلت هذا !؛ يتمنى لو اقترب ولثم كل انش فيها يدفئها بأنفاسه ويخفيها من ألمها لكن قدميه لا تطاوعاه لترفع عينيها الواسعتين له تزيد الطين بلة، ترفرق بأهدابها، تشرح بكلمات مشتتة عما كانت تفعله، يسمعها تخبره عن ندى وهديتها فلا يفهم، وعن العروس وثيابها فيشفق على حالها وحاله!؛ تتقبض يديها على طرفي ثوبها فينحسر عنها فيعتصر عمران عينيه يتمنى لو رحمته بلوته مما هو فيه الآن!..
تنظر له من خلف دموعها بتشوش، تشعر بالتشتت بنظراتها التي تزيغ دون ارادتها، تتمنى لو هربت من أمامه خجلا، لكن قدميها لا تسمح لها بذلك لقد تسمرت بالأرض كأنها جزء منها، تحس بدموعها تحرق وجنتيها، وهي تهمس بصوت متحشرج بكلمات غير مرتبة، ترى عينيه المتفحصة لها لكن عجبا لم تشعر به يعريها، بل أحست بأن نظراته لها كغطاء دثرها بعناية، تحس مع كل نظرة كأن كل انش منها يمتن له، دوما هو سترها!.
همست بصوت متقطع تمسح دموعها؛ تطرق برأسها وتحتضن نفسها ليفيق من شروده فيها:
" أعلم بأن ما أرتديه عيب لكن…!"
هنا أحس بقلبه هو من يقوده، يهرول تجاه حبيبة عمره ليتلقفها بين ذراعيه يضمها له، يهمس قرب أذنها بحنو شديد:
" شششششش، أي عيب هذا يا سمر؟!"
لم يحس أنه يعتصرها بين ذراعيه يكاد يخفيها بين أضلعه، يدس وجهه في تجويف عنقها، يقبلها ببطء هامسا بدفء بصوت أبح سرى في جسدها مع كل قُبلة:
( حلال! يا سمر لا عيب فيه!..)
رفع وجهه عنها يحدق فيها لا يستوعب ما يحس به أو تلمسه يده، سمر بين يديه، تبتسم له بخفر رغم دموعها التي اقترب منها يمسحها بشفتيه !؛ ينثر قبلاته على كل انش فيها هامسا باسمها بصوت متحشرج دافيء يلهب حواسها فتسمعها سمر وكأنه ينطق أحبك لترد بذات النبرة المرتجفة؛ عمران فيسمعها بقلبه؛ أحبك.. عجبا للقلوب تسمع الأسماء كلمات حب، والأنفاس عشق، والعناق امتزاج روح..
أنامله التي تداعب عنقها كانت لها كمن يمسح عنها كل ما عانته وكل ما أوجعها، يقبلها فتبتسم بخفر تندس في صدره، يحس بأناملها تنغرس في خصره فيضمها بقوة أكبر إليه ، انصهرا معا كشخص واحد، كانت ظمأى كما هو!؛ تعي الآن أنها كانت في حاجته ليطمئن قلبها وروحها،هو من كان ينقصها! ، رفعت وجهها له تسدل أهدابها بعدما لمحت طيف المشاعر الجارفة في ملامحه!؛ لتختبىء فيه مرة أخرى..وتمنت لو سألته :
" كيف جمعت بين نظرتين يا ابن عمي، أرضيت شعوري كأنثى بلهفتك و سترتني عينيك رغم ظمأها !"..
أبعد عمران رأسها عن صدره ورفع ذقنها بأنامله يتأمل وجهها المتخضب بحمرة قانية خاطفة لأنفاسه المتعبة ولروحه العطشى لها، داعب وجنتها بلطف بينما يده تمتد لشعرها يفكه ببطء شديد ليرسل على ظهرها كليل أسدل ستائره ووجه القمر يزينه هكذا كانت تماما في تلك اللحظة أمامه وهو يتوغل بأنامله في خصلات شعرها ينحني ليتنشق عبيرها يحس برجفتها فيقبض على خصرها بلطف، يشعر أنها أصبحت جزء من جسده بينما هي لا زالت متمسكة به غائبة في كم من المشاعر لم تعد تحدد ماهيته لكنها كلها تنتهي بأنها تريده!..
يده التي تداعب شفتيها جعلتها تنتبه أنها تكاد تغيب عن وعيها ، عمران يغدقها بمشاعر لم تعرفها قط إلا على يديه وبين ذراعيه هو حبيبها وزوجها، تعلقت عيني عمران على شفتيها وأحمر الشفاة الذي طالما أغراه لتذوقه، اليوم الراهب أعلن تحرره، يحس بأنه لم يعد له قيد على تلك المشاعر داخله، هل بعدما تذوق القليل لن يطمع في الكثير، يريدها بلا نقصان !؛ روحا وجسدا، تنصهر داخله وينصهر فيها، ابنة عمه التي تذوب بين ذراعيه الآن فتجعله يكاد يحلق في السماء..
داعب عنقها بقبلاته حتى وصل إلى دمعة سلسالها فقبض بخفة عليها، ينظر لعيني سمر اللتين ارتجفا! لتقبض بوهن على كفه وتهز رأسها في إشارة لعدم فتح الدمعة فتبسم لها وظل محدقا بعينيها وأخذ الدمعة بلطف ثم قربها من شفتيه وثبت نظره تجاهها وهو يقرب القلادة من شفتيه يقبلها ! ثم همس :
" تلك لأنها حول عنقك!"
تأوهت سمر بخفوت تلفحه بأنفاسها المرتجفة الدافئة بينما هو قرب القلادة مرة أخرى لشفتيه ثم قبلها قُبلة عميقة ونظر في عمق عينيها قائلا بصوته الأجش الذي هز كيانها:
" وتلك لأنها السبب في بسمتك!"
تأوهت عاليا وهي تلقي بنفسها على صدره تنطق باسمه بولع:
" عمرااااان"
اعتصرها بين ذراعيه يرتشف مما ظمأ عنه طوال عمره، يحس مع كل لحظة بأن يظمأ أكثر، هل هكذا الحب أن لا يشبع من قربها ولا يهدأ شغفه منها حتى مع إحساسه بالارتواء يتغلغل لخلاياه التي تتسارع كلا منها لتنال نصيبها من قرب حبيبته!.
لم تعد تعلم إن كانت تقف على الأرض أم أن ذراعي عمران رفعتها لتقترب له أكثر!؛ صوته الأجش يهمهم بكلمات لم تدركها لكنها تسمعها، أحبك..
داعب خصلات شعرها بينما يحدق في شفتيها المرتجفتين اللتين طالما كانت حلما في صحوه ونومه، زفر بخفوت يداعب شفتيها التي أطبقت عليهما لينفرجا بوجل، مرتعشتين كأنهما بليلة شتوية باردة حتى ضاعت ارتجافتهما أخيرا بين شفتيه، ينهل مما صام عنه كثيرا حتى ظن بأنه لن يذقه أبدا..
كان دوار لذيذ يهز جسدها مع تلك المشاعر الوليدة لتتمسك به مندسة بين ذراعيه فيزداد هو فيما ينهل منه…
صوت هاتف عمران ظل يصدح بجيبه كأنه منبه مزعج يكاد يفجر رأسه حين بدأ الأخير يفيق من ثمالته، يترك شفتيها ببطء يتمنى لو لم يفعل لكن رنين الهاتف يناديه بإن يفيق ورغم ذلك يديه ظلت متمسكة بخصرها ينظر لها بظمأ كأنه لن يرتوي أبدا، يحدق في ملامحها التي باتت كأن زهور حمراء زرعت في خديها وأحمر الشفاه تبعثر، تطرق سمر عينيها في وجل، تتخبط مع مشاعرها وصوت الهاتف الذي لا يعرفا من صاحبه بينما أنغام الموسيقى سكتت ليحدق كلاهما بالآخر وأطبق بينهما صمت مهيب، يعي عمران بأن عواطفه فكت قفلها وانسابت سخية لابنة عمه، بينما هي مع كل لحظة تيقنت بأن ما تعيشه الآن مع عمران ليس سوى عشق ..
أول من قطع هذا الصمت هو عمران حين جذبها له برفق يدس رأسه جانب عنقها يتنشق عطرها، يهمس بألم :
" سمر، نحن… "
صمت وقبلاته تتابع على طول عنقها تحدثها عن مكنوناته وبأن ما ينطقه لسانه ليس ما يجول بخاطره ليتابع همسه المتحشرج مترجيا قرب شفتيها ، يحاول التحكم في مشاعره بقوة لم يعد يمتلكها الآن:
" أبعديني، أوقفيني هنا… "
وعاد للصمت تتحدث عنه قبلاته بينما يعتصرها بين ذراعيه و كل حواسه تخبرها بأنها تريدها! ..
ابتعدت عنه سنتيمترات قليلة، فقط لتحدق في وجهه الحبيب وصدره الأسمر الذي انخلع عنه قميصه ولا تدري متى؟!، تعي بأنه رغم مشاعره الفياضة التي غمرها بها الآن، يترك لها حرية الاختيار!، ابن عمها الذي لم يخذلها أبدا وهي لن تخذل تلك النظرة في عينيه؛ صحيح لم ينطق بحبها لكن اسمها من بين شفتيه اليوم كان يحمل كل كلمات العشق التي تتمناها..
أحس عمران بأن نبضات قلبه ستتوقف حين ابتعدت تلك الانشات عنه، عينيه تطالبها بأن تكن زوجته الليلة ولسانه يخونه فينطق بما لا يريد، بل يرجو أن يجعل الأمر بين يديها وليست مجرد مشاعر غاصت بهما..
قطعت هي تلك المرة الصمت حين اقتربت منه بهدوء و بقوة استمدتها من مشاعره التي أهداها بها!؛ شبت على أطرافها، تتمسك بكتفيه بينما دقات قلبه تهدر وتتسارع تهرع لها تعانقها حين أحس بقبلة عميقة على خده!؛ جمدته في وقفته مع قولها الخافت وهي تندس في صدره موضع قلبه تسمع خفقاته المتسارعة،تحس بها تنطق باسمها!، تلتف يديها حول خصره:
"بل لا تتوقف…"
ولم تكمل حديثها إذ أحست بجسدها فجأة يحمل بين يديه، يقبلها على جبينها وبسمة واسعة راضية تزين محياه، بينما هي تعلقت عفويا برقبته تختبئ فيه فيما يتوجه بها للفراش!.
كما لو كانت المشاعر تسكب داخل الجسد، هذا ما أحست به سمر وهو تتوسد صدر عمران، تغمض عينيها عنه رغم صحوها، تحس وكأن كل ما عاشته منذ قليل حلم؛ لا بل واقع، همست بها في نفسها! ، تشدد في عناق عمران الذي لم يبخل ورده لها أضعاف، فقط ما يؤلمه تلك الدمعة التي تنساب على خدها فيرتشفها بشفتيه ويسألها بهمس متحشرج:
" تتألمين..!؟"
فتهز رأسها على استحياء، تدس وجهها في صدره، داعب خصلات شعرها المشعثة، لا يصدق بأنها باتت زوجته!؛ حلاله الذي لن يكف ظمأه لها أبدا.. همس جانب أذنها:
" أنت كالقمر بليلة التمام "
هنا رفعت وجهها عن صدره، وحدقت في وجهه بينما إحدى يديها لامست ذقنه الخشنة التي أصبحت الآن تحس بأن ملمسها حقا لها؛ ثم قالت تتعلق بعينيه اللتين يتألق فيهما وجهها:
" حقا يا عمران"
ضمها لها بقوة، يعتصر عينيه، يتمنى لو يبوح بما في داخله بينما يجيبها:
" بل أكثر من هذا يا سمر!"
تنهد طويلا بينما ضوء الصباح يتسلل من النافذة على وجهيهما، أبعدها عنه ببطء ينثر قبلات فراشية على وجهها الدافىء والذي كان كورد أحمر ناعم ثم قال متعلقا بعينيها:
"سمر، دعينا نبدأ حياتنا بركعتين شكر لله!"
هل أحبته أكثر هذا ما فكرت فيه وهي تجيبه بنعم فقام بثقل من جانبها بعد عناق دام للحظات كأنه يستصعب بعدها، جلس على طرف السرير يرتدي ملابسه لتغض الطرف هي بينما يقول دون النظر لها يرحمها من خجلها:
" سأستخدم الحمام الآخر، كوني على راحتك!"
ثم التفت لها ليجدها تندس تحت الغطاء، فتبسم لها وانحنى بجذعه قربها مُقبلا جبينها بعمق قبل أن يتركها ويخرج…
اعتدلت تجلس مكانها ترفع الغطاء عليها بينما تتابع ظهره وهو يتجه لباب الغرفة بعينين عاشقتين ودمعتين متعلقتين بأهدابها!.
بعد لحظات كان عمران قد تنبه أنه لم يأخذ ملابس من الخزانة لاستبدال ما عليه فعاد أدراجه يدق بخفة على الباب الموارب مناديا باسم سمر قبل أن يدخل للغرفة التي أصبحت أخيرا حقا له منذ دخول سمر بيته.. وما إن توغل للداخل حتى تجمد في مكانه.

يتبع💜💜

على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t479878-35.html

noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 23-07-21 الساعة 01:06 AM
آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:42 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.