آخر 10 مشاركات
قساوة الحب - أروع القصص والمغامرات** (الكاتـب : فرح - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          عاشق ليل لا ينتهى *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : malksaif - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          وَجْدّ (1) *مميزة** مكتملة* ... سلسة رُوحْ البَتلَاتْ (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )           »          485 - قلب يحتضن الجراح - كارا كولتر ( عدد جديد ) (الكاتـب : Breathless - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          5 - الرجل السراب - جانيت ديلي - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : gasmin - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1055Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-01-22, 12:03 PM   #721

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,590
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي


مرحبا.صباح الخير مبدعتنا آمالنا الجميلة

** شفاء الروحx **كما يشقي الجسد ويمرض فالروح ايضاتعتل ودوائها وعلاجها ليس بسهل فعلتها وجروحها ندوبا عميقة مؤلمة
ألم رقية دام سنوات ترتجي إبنها ولم تغضب عليه ولو لحظة والتمست له العذر

بينما أحمد بذهابه إليها تحمله روحه استعاد ذكرياته وأمه وألمها الذى كانت تداريه عنه ودموعها التي تحبسها وحديثها بالخير عن والده رغم ما اقترفه في حقهما معا

ليشعر أن جرمه عظيما وحرمانه من حنان امه أعظم فانسابت الكلمات النادمة المعتذرة التي أوقفتها رقية باناملها تحمد الله أن رد روحها

حبيبتي لقد ابكيتني ثانية وانا اشهد احمد وأمه وهو يقبل قدميها وهي مرتعشة لا تصدق أذاك حلما ام حقيقة؟

كم من الصدق في وصف المشاعر والاحاسيس ودفء اللقا بعد طول حرمان جسدتيه بكل الروعة والإبداع
أترين حبيبتي انت تعطين كل شخصية حقها وأكثر وتعطينا نحن القارئات صدق وإبداع منقطع النظير

** لا تحزن أخي** ما أجمل ان يكون الأخ سندا وظهرا وطبيبا لأخته يدفع عنها اذى الآخرين وقسوة الحياة
وبالمثل تفعل سارة وهي تداعب خالد وتطمئنه ان هذه مرحلة مؤقته وستمر بشكل وكلمات مرحة
وبتذكرها لحال اخيها ترى بقلبها جلال ونظرته المستجدية لها لتدعمه.
وبين تردد وخوف من مشاعر ماض مؤلم مرت بها تتردد من المساء للصباح حتي ينتصر قلبها عليها وتصعد جناحهما المستقبلى للإطمئنان عليه
ورغم كل ندوب نفسها المتعبة تستطيع أن تنتزع البسمة من قلبه وهي تتحدث بكل صدق تربط بينه وبين اخيها في حبهما ودعمهما
وأنه محق فيما يفعله مع نورا فهي من يجب ان تتخذ قرارها بنفسها
وخطوة سارة في حد ذاتها والسماح لجلال بأن يحتوبها بين ذراعيه رغم كل ذعرها ونفسها المهزوزة هي خطوة
هامة في إعادة بناء نفسها وثقتها بالرجال عموما

**خالدا بقلبي** الصباح المشرق الذى جمع ماجدة بأولادها وسارة
والإبتسامة التي تعلو ثغر الجميع حتي ولو كان يشوبها المرارة يعلوها صفير جلال الهادئ الملامح
وملامح سارة الخجلة والتي تنقل لعين جلال حرجها
مما كان بينهما
ونوراالتي غادرت غرفتها بنفسها وترتدى ثياب العمل
أى أنها تتعافي منx ظنونها وحدها ولن تعود إلي تلك الشرنقةالتي كانت تحبس نفسها بها او تعاود إنهيارها النفسي
وقد قررت الذهاب لإستكمال جناح الفيللاx الخاص بها وخالد
اى أنها إتخذت قرارها واستمعت لصوت العقل والقلب معا
وقد اخبر جلال خالد بذلك حتي يطمأن قلبه ويكمل عمله بدون قلق
جميلةمنك حبيبتي أنك تتدرجين في حل المشاكل خلال الأحداث ولا تتركينها للفصل الأخير مثل مسلسلات التليفزيون وهذا ما يضفي لقلمك طابعا مميزا وواقعيا

**الغيرة وهما** حتي غيرة ندى من حواء كانت بلا داع بل غيرتها علي علي كلها بلا داع فهي عشقه الأول والأخير

وهو لم يكتف بمشاعر الحب تلك فعندما وجد ندى تعاني بالفعل رغما عنها لجأ للاسلوب الصحيح بالعلاج مع طبيبة نفسية
ولمحاولة دمجها مع الناس لا إنعزالها عنهم

وقد أثبت لها الواقع العملي أن كل هواجسها كانت هراءا
وأن حواء تعشق زوجها وتعاملهامع علي كان بشكل عفوى لا يحمل أى اغراض مستترة
وما اظن ندى بعد معرفتها تلك تعيد سوء الظن بعلي او بصدق مشاعره تجاهها

**إبنة العم** لتحظى سمر بالكثير من الدلال فهذا حقها بعد الذعر الذى مرت به والتجربةالقاسية
التي كادت تفقدها وليدها لولا رحمة الله بها
وكثيرا ما تكون بعض المواقف الصعبة خيرا تفتح عيوننا وقلوبنا علي ما بأيدينا فنتمسك به ولا ندع للغضب والخصام مكان
عادا كلا منهما لسابق عهدهما يجمعهما الحب والدم معا وطفلا ينتظرانه بكل الحب والامل
وقد برعت في وصف عشقهما ومشاعرهما وذلك الرباط الوثيق بينهما بأسلوب دافئ رقيق

وإنتهاء الفصل بحديث نورا وخالد بهذا الود وإخبارهx ان يعلمها بموعد عودته هو وعد بالوفاء والبقاء معا واعتراف بحبهم وعلاقتهم القوية التي لن يؤثر بها سوء فهم وأنها ستكون بإنتظاره

سلمتي حبيبتي علي الفصل الجميل والذى ليس قصيرا
ولم تختزلي فيه شيئا بل جاء صادقا مبدعا مثل كل الفصول السابقة

سلمتي ودام ألقك
وقبلاتي لقمر سنة رابعة

آمال يسري likes this.

shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-22, 08:23 PM   #722

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حوراء حور مشاهدة المشاركة
تسلم ايدك حبيبتي 😍😍

و أخيرا أحمد رجع لحضن رقية☺
بتمنى أمانة نورا يكون قلبها و حبها لخالد المسكين مو ناقصو وجع و انحنى كمان 😁
يسلم قلبك حوراء 🤗🥰🤗💜

shezo and Soy yo like this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-01-22, 08:24 PM   #723

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة miush مشاهدة المشاركة
عايزه أقول كلام كتير بس الحروف مش مسعداني ☺ابدعتي 😘
حبيبة قلبي 🥰🤗💜😍😍😍😍

shezo and Soy yo like this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-01-22, 08:28 PM   #724

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الخير مبدعتنا آمالنا الجميلة

** شفاء الروحx **كما يشقي الجسد ويمرض فالروح ايضاتعتل ودوائها وعلاجها ليس بسهل فعلتها وجروحها ندوبا عميقة مؤلمة
ألم رقية دام سنوات ترتجي إبنها ولم تغضب عليه ولو لحظة والتمست له العذر

بينما أحمد بذهابه إليها تحمله روحه استعاد ذكرياته وأمه وألمها الذى كانت تداريه عنه ودموعها التي تحبسها وحديثها بالخير عن والده رغم ما اقترفه في حقهما معا

ليشعر أن جرمه عظيما وحرمانه من حنان امه أعظم فانسابت الكلمات النادمة المعتذرة التي أوقفتها رقية باناملها تحمد الله أن رد روحها

حبيبتي لقد ابكيتني ثانية وانا اشهد احمد وأمه وهو يقبل قدميها وهي مرتعشة لا تصدق أذاك حلما ام حقيقة؟

كم من الصدق في وصف المشاعر والاحاسيس ودفء اللقا بعد طول حرمان جسدتيه بكل الروعة والإبداع
أترين حبيبتي انت تعطين كل شخصية حقها وأكثر وتعطينا نحن القارئات صدق وإبداع منقطع النظير

** لا تحزن أخي** ما أجمل ان يكون الأخ سندا وظهرا وطبيبا لأخته يدفع عنها اذى الآخرين وقسوة الحياة
وبالمثل تفعل سارة وهي تداعب خالد وتطمئنه ان هذه مرحلة مؤقته وستمر بشكل وكلمات مرحة
وبتذكرها لحال اخيها ترى بقلبها جلال ونظرته المستجدية لها لتدعمه.
وبين تردد وخوف من مشاعر ماض مؤلم مرت بها تتردد من المساء للصباح حتي ينتصر قلبها عليها وتصعد جناحهما المستقبلى للإطمئنان عليه
ورغم كل ندوب نفسها المتعبة تستطيع أن تنتزع البسمة من قلبه وهي تتحدث بكل صدق تربط بينه وبين اخيها في حبهما ودعمهما
وأنه محق فيما يفعله مع نورا فهي من يجب ان تتخذ قرارها بنفسها
وخطوة سارة في حد ذاتها والسماح لجلال بأن يحتوبها بين ذراعيه رغم كل ذعرها ونفسها المهزوزة هي خطوة
هامة في إعادة بناء نفسها وثقتها بالرجال عموما

**خالدا بقلبي** الصباح المشرق الذى جمع ماجدة بأولادها وسارة
والإبتسامة التي تعلو ثغر الجميع حتي ولو كان يشوبها المرارة يعلوها صفير جلال الهادئ الملامح
وملامح سارة الخجلة والتي تنقل لعين جلال حرجها
مما كان بينهما
ونوراالتي غادرت غرفتها بنفسها وترتدى ثياب العمل
أى أنها تتعافي منx ظنونها وحدها ولن تعود إلي تلك الشرنقةالتي كانت تحبس نفسها بها او تعاود إنهيارها النفسي
وقد قررت الذهاب لإستكمال جناح الفيللاx الخاص بها وخالد
اى أنها إتخذت قرارها واستمعت لصوت العقل والقلب معا
وقد اخبر جلال خالد بذلك حتي يطمأن قلبه ويكمل عمله بدون قلق
جميلةمنك حبيبتي أنك تتدرجين في حل المشاكل خلال الأحداث ولا تتركينها للفصل الأخير مثل مسلسلات التليفزيون وهذا ما يضفي لقلمك طابعا مميزا وواقعيا

**الغيرة وهما** حتي غيرة ندى من حواء كانت بلا داع بل غيرتها علي علي كلها بلا داع فهي عشقه الأول والأخير

وهو لم يكتف بمشاعر الحب تلك فعندما وجد ندى تعاني بالفعل رغما عنها لجأ للاسلوب الصحيح بالعلاج مع طبيبة نفسية
ولمحاولة دمجها مع الناس لا إنعزالها عنهم

وقد أثبت لها الواقع العملي أن كل هواجسها كانت هراءا
وأن حواء تعشق زوجها وتعاملهامع علي كان بشكل عفوى لا يحمل أى اغراض مستترة
وما اظن ندى بعد معرفتها تلك تعيد سوء الظن بعلي او بصدق مشاعره تجاهها

**إبنة العم** لتحظى سمر بالكثير من الدلال فهذا حقها بعد الذعر الذى مرت به والتجربةالقاسية
التي كادت تفقدها وليدها لولا رحمة الله بها
وكثيرا ما تكون بعض المواقف الصعبة خيرا تفتح عيوننا وقلوبنا علي ما بأيدينا فنتمسك به ولا ندع للغضب والخصام مكان
عادا كلا منهما لسابق عهدهما يجمعهما الحب والدم معا وطفلا ينتظرانه بكل الحب والامل
وقد برعت في وصف عشقهما ومشاعرهما وذلك الرباط الوثيق بينهما بأسلوب دافئ رقيق

وإنتهاء الفصل بحديث نورا وخالد بهذا الود وإخبارهx ان يعلمها بموعد عودته هو وعد بالوفاء والبقاء معا واعتراف بحبهم وعلاقتهم القوية التي لن يؤثر بها سوء فهم وأنها ستكون بإنتظاره

سلمتي حبيبتي علي الفصل الجميل والذى ليس قصيرا
ولم تختزلي فيه شيئا بل جاء صادقا مبدعا مثل كل الفصول السابقة

سلمتي ودام ألقك
وقبلاتي لقمر سنة رابعة
مرحبا بك طاقتي الإيجابية 💜🤗 في كل مرة أقرأ لك ريفيو للفصل أريد أن أخبرك شكرا لمتابعتك التي تشرفني وتسعد قلبي عندما أقرأ الفصل بعينيك فله مذاق خاص 😍🥰🥰ويارب أكون عند حسن ظنك 💜🤗 وسلام الصغيرة لك 🥰😍😍💜

shezo and Soy yo like this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-01-22, 09:02 PM   #725

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي جئت إلى قلبك لاجئة 💜

الجزء الأول من الفصل الرابع والأربعون💜
*************
أناملها تعلم طريقها بين خصلات شعره، تتحرك ببطء كما لو كانت تعانق كل خصلة تخبرها كم طاقت للحظة كتلك لقد ظنت أن عهد الأحلام ولى وبأن تلك الأوقات التي جمعتهما في طفولته لن تتكرر لكنه الآن ينام على حجرها، يعانق خصرها بذراعيه، تسمع أنفاسه المختلطة ببكائه الذي يؤلمها فتهمس له بخفوت ( لا تبكي) فيرد بعد لحظات من الصمت حتى ظنته لم يسمعها( لا أبكي، أنا فقط أنفض ألمي عني علني أرتاح يا أمي)
فتتأوه بخفوت وكلمة أمي تغذي أوردتها بالحياة التي فقدتها بينما بكاؤه يؤلمها ولا تدري أترضى بكلماته أم تصرخ به (لا.. لا تسمح لعينيك بالبكاء أكثر، يكفيها كل هذا)، لكنها لم تفعل بل ظلت تداعب خصلات شعره ودموعها هي الأخرى تنسكب فتجد طريقها على وجهه فيستقبلها ببسمة تصاحب دموعه التي امتزجت بدموع أمه !؛ يتسرب داخله هذا الإحساس الذي تمناه،؛ الهدوء، الراحة ، ورغم هذا يهمس هو الآخر بخفوت( لا تبكي)
فتهمس من بين شهقاتها الخافتة الممتزجة ببسمة ( لا أبكي، أنا فقط أحتفل بعودتك يا ابني) ويسود الصمت الطويل لا يقطعه سوى أنات متقطعة منهما فمنذ جاءها صباحا وارتمى على صدرها ولم يغادرا مكانهما، كلاهما تشبث بالآخر كما لو كان يعوض فراق السنين، هي تجلس طاوية ساقيها جانبها وهو يضع رأسه على حجرها، يتكور أرضا كطفل صغير ينعم بحضن أمه، لا يكترث ببرودة الأرض، يستمد الدفء منها ولا هي تأبه بجلستها الطويلة التي لم تتبدل منذ نام على ساقيها فيكفيها أنفاسه تربت على وجع سنين مرت ليصبح رمادا في لحظة عناقه..
همسها باسمه يتوغل لأذنيه فلقلبه ولجسده كاملا ليحس ببدنه يغتسل من سُم تغذى عليه سنوات عدة، دموعها تمسح عنه أثر السم ليحل محله بسمة مرتجفة، تغمرها دموعها ودموعه.
" أتذكر الآن يوم علمت أنني حامل!"
صوتها المتحشرج الممتزج بدمعها أفاقه من شروده فابتعد عن نومته على حجرها ببطء وجلس ينظر لها، ينتظر باقي حديثها بلهفة بينما عينيه تعانقها، تنهدت بخفوت فيما يديها على حجرها تتشابك مع بعضها كطفلة صغيرة مرتبكة عندما أحست بكفيه تعانق يديها فنظرت موضع يديهما المتشابكة كحبيبين التقيا بعد طول غياب فارتسمت على وجهها بسمة ثم رفعت عينيها تنظر له بدفء وهي تتابع قائلة بصوت خفيض لكن وصله جيدا:
" يومها كنت مرتبكة وخائفة أن لا أستطيع حمايتك ورعايتك، رهبة وأنا أتحسس بطني لأتأكد أنك هناك!"
ابتلع أحمد ريقه بينما عينيه تطرف لوهلة فيما دموعه تنساب صامتة ويشدد برفق على كفيها بينما تضيف بذات النبرة المرتعشة:
" إنه اليوم الذي ابتسمت فيه من قلبي!"
هزت رأسها وهي تكمل بصوت أبح:
" لم تكن ابتسامة فقط بل ضحكة عالية افتقدتها منذ زمن رافقها بكاء عنيف وأنا أضم بطني بيدي أحميك من ألمي وأخبرك أنني سأبتسم لأجلك أنت!"
" وأنا أبكيتك سنين طوال!"
قالها أحمد بخجل وألم شديد بينما يطرق برأسه فسحبت أحد كفيها من بين يديه ورفعت وجهه بأناملها المرتجفة قائلة:
" أنت العوض الذي مسح ألمي وأنساني وجعي يا أحمد، أنت كنت سبب أن أتحمل وأعيش ولا أضعف لوساوس الشيطان التي كان أحيانا ما تناديني لأنهي تلك الحياة التي تنزع مني راحتي!"
ارتجف فكه وهو يرفع كفه يربت على وجنتها يمسح دموعها بينما الحروف تتلجم على شفتيه فابتسمت له وأراحت رأسها على كفه لحظات مغمضة عينيها قبل أن تفتحهما وتعتدل تنظر له بذات البسمة وتهمس:
" نطفة كانت تنمو داخلي فتزيدني قوة بعدما ظننت أنني فقدتها!'
وجدت الابتسامة طريقها لشفتيه وهو يقول بصوت متحشرج:
" احكي لي كثيرا عن تلك النطفة يا أمي!"
ابتسمت له وهي ترد بخفوت:
" كان حملك خفيف ككل شيء يخصك، لم أشعر بالتعب بقدر ما كانت الابتسامة تملئني حتى أن من حولي...!"
مع آخر كلماتها أطرقت رأسها ليغص أحمد بألم لكنها تابعت وعادت البسمة لها رغم ارتجافتها:
" كل من حولي كان يندهش لعودة بسمتي وكنت أنت سرها !"
تنهدت بعمق ثم تابعت:
" وجاء يوم ولادتك فأحسست بأنني أولد معك وبأنني سأكون بخير وأعود لسابق عهدي وأقف على قدمي وفعلت … أقسم فعلت.."
هنا اختنق صوتها فجذبها أحمد لصدره ومسد ظهرها بلطف هامسا لها أن لا تبكي، يرجوها بالهدوء بينما هي قالت بصوت مختنق:
" سامحني يا أحمد ، سامح أمك لانهيارها وضعفها رغم عهدها لك منذ أول وهلة عرفت بوجودك بين أحشائها بأنها ستكون قوية ولن تخذلك!"
اختنق صوته هو الآخر وضمها أكثر لصدره:
" أنا الأعمى الذي لم يبصر سوى الآن وأرجوك أن تصفحي! وأعدك بأن أعوضك فراق السنين يا أغلى من روحي!"
ضحكت بخفوت لتشعر بمذاق الضحكة من القلب وقالت:
" أنت عوضتني بالفعل منذ جئت لهنا وضممتني لصدرك يا قلب أمك"
زفر أحمد عاليا يشعر بالهواء النقي يملء رئتيه، لأول مرة منذ زمن يحس بتلك الراحة، مدت رقية كفيها تمسح وجهه وقالت بخفوت:
" لا تبكي يا أحمد !"
همس وهو يمد كفيه هو الآخر يمسح وجنتيها:
" بكائي أمامك قوة يا أمي!"
نظرت له مليا بينما كفي كلا منهما تعانق وجه الآخر وحل صمت ملؤه الكلمات الدافئة بينهما قبل أن يقطعه صوت رقية التي قالت برجاء:
" لا تتركني أبدا يا أحمد!"
جذبها لصدره وقال بتأكيد على كل حرف:
" لن أفعلها يا أمي فأنا تعلمت الدرس بطريقة مؤلمة تراني أعيد الوجع!"
في غرفة ياسمين كانت الأخيرة ترتاح على كتف أبيها بهدوء وقد أحست بأن السعادة الحقيقية أخيرا زارت بيتهم فلم تعد في حاجة للتخفي كي تلقى أمها بعيدا عن أحمد ولا عليها الابتعاد عن أخيها فلقد التئم الشمل بعد طول غياب، همست بخفوت بينما تحس بأنامل أبيها تداعب شعرها:
" إن الفرحة بعد تعب لها مذاق خاص لا يعلمه سوى من جربه، أشعر كأن مرارة الأيام أصبحت كالعسل مرة واحدة !"
تنهد حاتم بخفوت ولا زالت أنامله تداعب شعرها ثم قال :
" إنه جزاء الصبر حبيبتي!"
ابتعدت رقية ببطء عن عناق أحمد قبل أن تنظر لموضع جلستهما وتقول بقلق وهي تتمسك بذراعيه:
" قم من الأرض يا أحمد ستبرد يا حبيبي!'
ابتسم الأخير وهذا الاحساس الجميل يتسرب لخلاياه، احساسه بطفولته تعود وبأن أمه تخاف من جلسته أرضا كي لا يبرد، تعود له تلك الأيام بحلاوتها التي كالمسك على قلبه فتتسع بسمته مع ندائها مرة اخرى بذات الكلمات وهي تقوم بالفعل وتشده فوقف معها وهو يسمعها تقول بفزع أم تخاف على ابنها :
" يا إلهي كيف لم أنتبه لجلستك على الأرض!"
" أمي…"
قالها أحمد ممطوطة ملؤها الحب فنظرت له الأخيرة بعينين ملؤهما الدمع وتلك الكلمة لا زالت تهز كيانها وهي تسمعها منه كما لو كان هذا الطفل الصغير الذي نطقها لأول مرة فتهمس بخفوت ( نعم) لتتسع بسمته وهو يميل نحوها ويحتضن وجهها ثم يقول بلطف شديد:
" كيف أشعر بالبرد وأنت هنا!"
تأوهت بخفوت وهمست وهي تمسك ذراعيه:
" أحمد، أنت عدت لي بدفء الدنيا كلها!"
صمتت للحظة تحدق في وجهه الذي خلى من الألم الذي طالما راته عليه كلما زارته السنين السابقة ثم زفرت طويلا وهي تنظر حولها تبحث عن حاتم وياسمين تشاركهم فرحتها بينما تقول:
" أين حاتم وياسمين…!؟"
انتبه أحمد للواقع وهو يلتفت حوله يتساءل عن تواجد حاتم وهل حضر تلك اللحظات أم لا ؟! لوهلة أحس ناحيته بالضيق بأن يحضر لقائه مع أمه ثم ما لبث أن لان وهو يرى وجهها الحبيب مبتسم وتنادي باسم حاتم كما لو كانت طفلة صغيرة تنادي أبيها، تعلق بوجهها وهي تردد اسم حاتم مرارا ليرى كم المحبة التي تكنها لهذا الرجل وتساءل هل يستطيع أن يحبه لأجلها؟!؛ صحيح هو لم يؤذه بشيء لكن لا زال هناك حاجز بينه وبين حاتم ربما لأن الأخير كان على صواب كل تلك السنوات بينما هو المخطيء المذنب الذي تجرع السم ورضى به بينما كان هناك رجلا يدعى حاتم يهتم بأمه وهو راضي تمام الرضا بحياة ملؤها الوهم..
انتزعه من شروده صوت ياسمين التي جرت نحوهما بعدما فتحت باب الغرفة المطلة على البهو يلحق بها أبيها فيما تهتف:
" أبيه…"
وعادت لتحلق بعنقه لكن تلك المرة رفع أحمد ذراعيه سريعا يضم أخته ويقول وهو يربت على ظهرها:
" اشتقت لك تلك الساعات ياسمينا!"
" وأنا افتقدتك جدا جدا جدا"
قالتها ياسمين بلهفة وهي تشدد في عناقه بينما رقية تنظر لهما من خلف دموعها لا تصدق بأن الحلم تحقق وبات واقع وياسمين جانب أخيها بل يضمها لصدره.
ابتعدت الأخيرة عن عناق أخيها ببطء وتتمسك بمعصمه كمن سيهرب منها فيما تقول لأبيها بفخر وثقة:
" قلت لكم أبيه سيعود "
ابتسم حاتم وقال بذات نبرة ابنته الواثقة:
" وكنت واثق في كلامك لو تذكرين!"
تابعهما أحمد بهدوء رغم الألم الذي يتسرب لقلبه بينما يحس بكم الوجع الذي تسبب فيه لأمه وأخته كل تلك السنوات، تدخلت رقية وهي تقترب من أحمد مرة أخرى وتلمس صدره بكفيها وهي تنظر لحاتم قائلة بصوت مختنق:
" عاد ابني، لم يعد حلم يا حاتم!"
قالت كلماتها وهي تتحسس صدره ثم ذراعيه ومنه لوجهه بينما أحمد يكتم دموعها التي انهمرت مرة أخرى بصمت فيما قال حاتم:
" مبارك لك يا أم أحمد!"
اختلس الأخير نظرة لحاتم، هذا الرجل مصر على اقتحام أسوار قلبه، أم أحمد منه تهز كيانه، تؤثر على قلبه، تناديه لأن يقول له، أعدها على سمعي فهي تسعدني لكنه لم يفعل بل اكتفى بنظرة صامتة عبرت عن دواخله رغم محاولته إخفاء تأثره عن حاتم الذي لاحت على شفتيه ابتسامة راضية لمحها أحمد والذي ضم أمه تحت ذراعه عندما ارتاحت الأخيرة على صدره وقالت وهي تربت على كتفه:
" اليوم عيد ميلاد أحمد وسيحتفل معي!"
رفعت وجهها له وتابعت بنظرة ملؤها الأمل:
" ستحتفل معي يا أحمد!"
للتو تذكر أنه عيد ميلاده، لقد ذهب حيث البحر مع نغم وياسمين للبدء من هناك حيث عام جديد في عمره ينزع عنه رواسب الماضي لكنه لم يتوقع أن يحتفل مع أمه فابتسم لها وقال :
" بلى حبيبتي سأحتفل معك!"
صفقت ياسمين وهتفت:
" إنه اليوم الأروع على الإطلاق!"
هنا استدارت رقية وهي تبتعد عن أحمد قائلة بلهفة:
" علي تجهيز كعكة!"
" بعد قليل ستصل يا أم أحمد!"
قالها حاتم بصوته العميق الذي جعل أحمد يلتفت له بنظرة طويلة عندما توقفت رقية مكانها و ردت :
" لم تنس!"
تبادل أحمد النظرات بينهما فيما هز حاتم رأسه قائلا:
" كيف أنسى ونحن نحتفل بهذا اليوم كل عام يا أم أحمد !"
دمعت عينا ياسمين وهي توجه الحديث لأخيها الذي انشطر قلبه:
" كل عام نحتفل بعيد ميلادك دونك يا أبيه لكن اليوم أنت معنا!"
انهمرت دموع أحمد وهو يفتح ذراعيه في دعوة لرقية وياسمين اللتين اقتربا سريعا لحضنه ليضمهما لصدره يقبل رأس كلا منهما ثم من بين قبلاته يهمس بحبهما واعتذار يظن بأنه لم يعد كافيا ..
بعد وقت كان أحمد يجلس بين رقية وياسمين وفي المقابل لهم حاتم بينما تتوسطهم منضدة عليها كعكة كبيرة يتوسطها صورة أحمد في طفولته يعانق رقية، كان على الأخير ممارسة أقصى درجات ضبط النفس كي لا يبكي وهو يفكر كيف كان حال أمه وأخته في كل مرة يحتفلان دونه، لقد علم منهما بأن ذات الصورة ترافق كل كعكة لتنيرها وتضع رقية عدد الشموع بعدد سنوات عمره، اليوم يشاركهم تلك اللحظة ولأول مرة منذ سنوات يشعر بفرحة عيد ميلاده لقد كان سابقا يمرر هذا اليوم دون احتفال ويتحجج بسفر وما إلى ذلك خاصة لو ضغط عليه جلال ليحتفل معه، اليوم نال أمنية قلبه الدفينة التي كان يغمرها الجليد لتنفض كل هذا وتستقبل رقية التي تميل برأسها على ذراعه وتحتفل به بينما ياسمين على الجانب الآخر تتمسك بذراعه ويعلو صوتها باحتفالا صاخب من بين دموعها التي تحررت مع بسمة واسعة كانت كفيلة لأن يضمهما معا ويعلو صوته يحتفل بينما عينيه تتهرب من النظر لحاتم الذي يتابعهم بصمت من خلف عينين دامعتين.
يتبع💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-01-22, 09:06 PM   #726

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

تشرب قهوتها بتمهل بينما تشرد عينيها لوهلة، تتراءى أمامها تلك الأوقات مع جلال فتبتسم وهي تحدق في الفنجان بصمت وتسأل نفسها عن هذا المزيج من تلك المشاعر الصاخبة بصدرها فهي بالفعل تشعر وكأنها ذهبت إلى مدينة الملاهي وتلك المدينة هي جلال الذي بثها مشاعر لم تكن تصدق أن تتقبلها هكذا بل وتريد التحليق مرارا، احمرت وجنتيها عند تلك الفكرة وهمست في نفسها( هل أصبحت وقحة من قبلة يا سارة علوان! أم انه تأثير مشاكس عائلة منصور؟)
كانت ماجدة تجلس جانبها على الأريكة تتابعها بصمت، ودهشة من حالها منذ خرج جلال ونورا فمنذ ذلك الوقت وسارة في حالة لم ترها فيها منذ تعرفت عليها، شاردة وأحيانا تبتسم ثم تعض على شفتيها ويحمر خديها حتى أنها باتت تتحدث مع نفسها بصوت غير مسموع مما جعل الريبة تنتشر في صدر ماجدة التي قالت بتوجس:
" سارة، أنتِ بخير!؟"
اجفلت الأخيرة فانتفضت مكانها حتى أن بعض القهوة وقعت على بنطالها وهي تقول متلعثمة:
" تقولين شيء يا جيجي!"
عقدت الأخيرة حاجبيها وهي تنظر للقهوة التي انسكب بالفعل الكثير منها على بنطال سارة ولم تنتبه ثم أجابتها بقلق:
" كنت أسألك فيما أنت شاردة؟!"
ابتلعت سارة ريقها وانتزعت بسمة متوترة ثم ارتشفت من القهوة تداري ارتباكها قبل أن تقول بصوت بدا مرتعش:
" لست شاردة ولا شيء ربما ظننت هذا!"
تنهدت ماجدة بصوت واضح وقالت بنبرة غير مصدقة:
" ربما…"
ثم تابعت في نفسها وهي تنظر لسارة التي عادت لشرودها وتلك البسمة البلهاء ترتسم على شفتيها( يبدو أنني غفلت عن المشاكس !")
ولم تستطع ماجدة منع بسمتها وهي تتذكر صفارة ابنها الصباحية ومناغشته لسارة وهمسه لها لكنها كانت في حالة من القلق على نورا جعلتها لا تنتبه كثيرا على أفعال جلال والذي من الواضح في غفلة منها … قطعت تفكيرها وهي تنظر لسارة التي اتسعت بسمتها كمن يهمس أحد في اذنيها بنكتة فكتمت ماجدة ضحكتها وهي تلتفت عن سارة كي لا تخجلها بينما الأخيرة حدقت للحظات في فنجان قهوتها، تتراءى في مخيلتها كل ما مر عليها مع جلال منذ التقت به أول مرة أمام سيارته وحتى الآن وهي ترى بسمته الماكرة في فنجان قهوتها يمتزج مع بسمته نظرته التي تحدثها بأنها الأنثى الأجمل بهذا العالم فتتنهد بعمق وهي ترى صورتهما في الفنجان متعانقي الأرواح فارتشفت ببطء كأنها تملأ بدنها به ثم اختلست نظرة لماجدة التي تشاغلت بهاتفها لكن شبح بسمة على شفتيها مما جعل سارة تسحب نفس عميق تهدأ من انفعالاتها لتنظر لبنطالها والذي بدا لطفلة كانت تشرب اللبن وسكبته عليها فتوردت وجنتيها حتى أحست بهما مشتعلتان، تلعن غبائها فمن لم يعرف سيعلم من كم شرودها هذا لذا تنهدت بعمق في محاولة بائسة لجمع شتاتها ثم وقفت قائلة:
" سأصعد لأبدل ملابسي لقد وقعت عليها القهوة!"
ابتسمت لها ماجدة بدفء في محاولة أن تحرجها وقالت:
' حسنا حبيبتي"
وضعت سارة فنجان القهوة على المنضدة وتركت ماجدة وعندما تأكدت الأخيرة من صعود سارة للأعلى التقطت هاتفها واتصلت بجلال والذي لم يتأخر في الرد قائلا:
" يبدو أنك افتقدتني يا أمي!"
منعت ماجدة ضحكة عالية تكاد تفلت من بين شفتيها بينما يصلها مزاج ابنها الرائق ثم قالت بجدية:
" كيف حال أختك يا جلال!"
دار الأخير بكرسي مكتبه وقال بهدوء :
" هكذا إذن تسألين عن مدللتنا، لا تقلقي إنها بخير!"
كانت كلماته صادقة حيث اتصاله المتكرر مع أخته طوال تواجدها بفيلا علوان ولم يكتف بمجرد سماع صوتها بل كان يتصل بها مرئيا ليتأكد من ملامحها وبأنها بخير في حين قالت ماجدة بنبرة بطيئة ذات مغزى:
" مؤكد سأتصل أسأل على نورا فمن الواضح بأنك في حالة من السعادة المجهول مصدرها!"
ارتبك جلال قائلا:
" أي سعادة يا أمي …؟"
ثم ادعى الجدية وتابع بعدما تنحنح يجلي صوته وغير نبرة صوته لتبدو بائسة:
" حتى أنني كئيب ومؤكد إحساس الأم سيستشعر ذلك!"
لم تستطع ماجدة منع ضحكة خافتة لكنها كتمتها في مهدها ثم قالت بذات النبرة الماكرة:
" بالفعل إحساسي أكد لي لي حتى أن كآبتك أصابت سارة !"
هنا هتف جلال بلهفة :
" ما بها سارة أنا تركتها بخير صباحا، هل .."
قطعت ماجدة حديثه قائلة:
" اهدأ، سارة بخير لكن يبدو عدوى السعادة أصابتها فتبتسم من نفسها بينما تظل شاردة تحدث نفسها بما لا أفهمه!"
تنهد جلال بعلو قبل أن يتنحنح قائلا وعلى شفتيه بسمة رأتها أمه بقلبها:
" وهل الابتسام فيه مشكلة يا أمي!؟"
صمتت ماجدة للحظة ثم قالت بنبرة ثقيلة ممتزجة بمكر :
" ليست مشكلة يا جلال لكن المشكلة أنني ربما انشغلت بأختك و…"
قاطعها جلال بجدية وقد وصله مقصد أمه:
" أمي، سارة زوجتي وأي مما تتخيلين لم يحدث!"
صمت يحك جبينه بأنامله ثم تابع مدافعا:
" لا أظن الابتسامة تعني أننا …"
وصمت لا يدري ما ينطق به ليجدها تقول بهدوء:
" جلال، لست في موضع اتهام لتدافع عن نفسك أو زوجتك…"
عند آخر كلمة أثقلت حروفها لتسمع تنهيدة مرتجفة من جلال فيما تابعت بذات الهدوء:
" كل ما في الأمر يا ابني انبهك، سارة أمانتنا ووجودها قربك وبذات المكان على قدر سعادتي به إلا أنني لا أستطيع منع نفسي من القلق.."
عم صمت ثقيل بينهما قبل أن تضيف :
" تفهمني يا جلال…"
زفر الأخير طويلا ثم وقف وقال بينما يسير نحو النافذة :
" أمي، لا تقلقي سارة في عيني ولن أضرها أبدا أقسم لك!"
أطرقت ماجدة برأسها لوهلة، يصلها صدق جلال والذي كانت بالفعل متأكدة منه ورغم ذلك لم تستطع منع نفسها بأن ترد قائلة:
" حسنا يا جلال أثق بك لكن لا أثق بتهور المشاعر !"
ضحك جلال ثم قال:
" مشاعري عليها سلاسل وقيود لا تقلقي!"
همهمت أمه بعدم تصديق وهي تنظر للأعلى حيث الطابق الثاني ثم قالت بذات النبرة القلقة:.
" سأحاول الثقة بمشاعرك تلك رغم أن ما رأيته من انقلاب حالكما اليوم لا يعطيني ذرة ثقة واحدة في لجم مشاعرك أيها المشاكس !"
قهقه جلال ثم قال بمكر:
" أمي، أنا مظلوم فزوجة ابنك ربما تشتاق لأبيها لهذا تشرد كثيرا!"
" وتبتسم محدثة نفسها أيضا !"
قالتها ماجدة مستنكرة فضحك جلال قائلا :
" ربما قلت لها نكتة بالهاتف!"
ثم وضع يده على صدره كأنها ستراه وقال بمرح:
" أنا المظلوم دائما!"
هتفت به ماجدة بجدية أمومية بحتة:
" بل أنت مشاكس ومراوغ وعلي الانتباه بعد ذلك "
ضحك جلال مداعبا إياها وقال برجاء :
" اعطني ذرة ثقة يا جيجي!'
لاحت على شفتيها بسمة وهي تسمعه يناديها مثلما تفعل سارة لكنها كتمت تلك البسمة وقالت بذات النبرة الجدية :
" بل سأنتبه بعد ذلك لفرض الحظر يا جلال!"
ولم تنتظر منه رد بل أغلقت مباشرة ليحدق الأخير في شاشة الهاتف وهو يهمس ( فضحتنا يا سارة وأنا للتو نلت قبلتي الأولى!")
ولم يستطع منع بسمة متسلية على شفتيه قبل أن يطلب رقمها وطال الرنين بينما هي على الاتجاه الآخر تجلس على طرف سريرها تحدق في الهاتف وكأنها نست الرد حيث انتهى الرنين ، لحظات وجاءت نغمة الرسائل تعلنها وصول رسالة، فتحتها ببطء ما لبث أن أصبح لهفة تبعها اتساع عينيها ممتزج بذعر وهي تقرأ كلمات جلال...
( ابتسامتك جعلت الحظر يفرض علي من ماجدة هانم، لم أتهن بعد بقبلتي يا سارة!)
رمشت بعينيها تستوعب المكتوب وانطلقت شهقة من شفتيها وهي تطلب رقم جلال على الفور والذي رد سريعا وذات البسمة المتسلية تزين شفتيه عندما سمعها تقول بلهفة وكلمات متوترة غير مرتبة:
" أي ابتسامة وأي حظر، ما الذي تقصده، كيف علمت جيجي بتلك القبلة !"
اتسعت بسمة جلال المتسلية ورغم ذلك تماسك وقال بهدوء مصححا:
" قُبلات لو سمحت، لم تكن واحدة!"
فهتفت به وهي تقف منصهرة الوجنتين ومنقطعة الأنفاس:
" هل المشكلة لديك بعدد القبل أم أن جيجي علمت!؟"
كتم جلال ضحكته وقال بمكر يسحبها في الحديث:
" يا سارة طبعا المهم العدد لأنها قد تسامحنا لو قُبلة واحدة لكن لو أكثر فلا أستطيع وعدك بأن تسامحنا!"
تعالت أنفاس سارة حتى وصله اضطرابها بينما تقول بخفوت وصوت مرتعش كمن تترجاه يطمئنها جعل قلبه يخفق بقوة :
" جلال، كيف سأنظر في عينيها بعد ذلك وقد علمت بما فعلت!"
قال جلال بهدوء رغم اشتعال كيانه بصوتها الأبح وتوترها الذي يعلم سببه:
" وما الذي فعلتيه يا سارة!"
قابله الصمت مليا فرد على نفسه يطمئنها بصوت وصلها:
" سارة ، أمي لم تعرف شيء!"
هنا استجمعت صوتها وزفرت براحة قبل أن تهتف به غاضبة:
" جلال، لو رقبتك الآن في يدي لخنقتك!"
ضحك الأخير عاليا فابتسمت سارة رغم خفقان قلبها العالي من التوتر فيما تسمعه يقول:
" ليت الآن رقبتي بين يديك، كنت سأكون أكثر من ممتن أن يلمسها كفيك الدافئين!"
سحبت سارة نفسا عاليا وزفرته ببطء بينما تهمس باسم جلال الذي تنهد طويلا وقال بنبرة ملؤها العاطفة :
" روح جلال، اشتقت للتحليق كثيرا وكثيرا حتى أكاد أعود من عملي !"
ابتلعت ريقها وهمست بدلال أنثوي أصبح يتسلل منها دون وعي:
" انسى جلال بك !"
ضحك الأخير وهمس بمكر:
" كيف أنسى ومذاق شفتيك لا زال عالقا بروحي!"
تأوهت بخفوت فهمس لها :
" ابتسمي دائما يا سارة!"
ردت بصدق وابتسمت من قلبها:
" سأفعل يا جلال"
" لكن انتبهي حينما تشردين وتبتسمي بأن جيجي متابعة جيدة !"
توقفت البسمة على شفتيها وسألته بتوجس:
" ماذا تقصد؟!"
ضحك بخفوت وأجابها:
" لا شيء لكن جيجي قلقلت من شرودك فسألتني "
همهمت سارة بخفوت:
" بماذا أجبتها!؟"
" ماذا تتوقعي أن أقول؟، أنني نلت بضع تحليقات وعناق كما لو أنني كنت أحلق بالسماء ، أو أنني مثلا كنت أضم حلمي بين يدي أو ربما بأن قلبي لا زال يخفق من روعة ما أشعر به!"
كانت عينيها تتسع مع كل كلمة رغم هذا الرضا الأنثوي الذي يتراقص فرحا وتلك المدللة العابثة التي تنتفض داخلها تطلب المزيد لكن خجلها من ماجدة جعلها تترقب باقي حديثه والذي تابع قائلا:
" بالطبع لم أخبرها بهذا لأنه يخصك فقط يا روح جلال لكنني طمأنت قلبها بأنك شاردة شوق لأبيك فانتبهي يا سارة لأنني سأتعرض للحظر ولا يرضيك"
عضت على شفتيها وأغمضت عينيها بتوتر وضح له خاصة مع أنفاسها اللاهثة كمن يجري في ماراثون ثم قالت بهدوء عكس توترها:
" أعتقد الحظر أفضل لك يا جلال!"
اتسعت عينا الأخير وهتف قائلا :
" هل ستكونين سعيدة يا سارة!؟"
ورغم أن خفقات قلبها تعالت بصخب ورغم احمرار وجنتيها وتمنيها لأن تقول له ( أنا اشتقت) لكنها بكل ما أوتيت من قوة حاولت فرض قوانينها أمام سطوة قوانينه عليها فهمست بصوت حاولت أن يكون ثابتا فخرج خافتا بوضوح:
" بلى يا جلال فأعتقد وجودنا سويا يضعفنا ولا نتحكم في مشاعرنا !"
صيغة الجمع في التعبير عن مشاعرهما جعلت قلب جلال يلهث وهذا الرضا الرجولي يتضخم في روحه فانطلقت تنهيدة عالية من شفتيه وصلت لسارة التي احست بأن تلك الأنفاس الحارة لفحت وجهها فأغمضت عينيها تستقبل تلك المشاعر الصامتة عندما قال جلال بصوت أبح:
" سأحاول تقييد تلك المشاعر، أعدك لكن بلا حظر كيف سأتحمل مسافة بيننا إلى يوم الزواج!؟"
الزواج، صدحت الكلمة في رأس سارة حتى أنها رددتها خلف جلال فعقد الأخير حاجبيه وسألها بتوجس:
" لما تغيرت نبرة صوتك يا سارة!"
زفرت سارة بعمق ورسمت بسمة مرتجفة ثم قالت:
" لم تتغير، كما أنا!"
همس قائلا رغم قلقه:
" إذن لن نخضع لحظر حتى ميعاد الزواج!"
عادها عليها قاصدا فهتفت بتوتر:
" أي زواج يا جلال، فلا زال هناك وقت!"
اتسعت عيناه وقال بذهول:
" أي وقت الذي تتحدثين عنه، في أقرب ميعاد سنتزوج أم تظنين أنني سأقضيها تحليق، لقد حان وقت ضربات الجزاء سارة!"
هنا هي من اتسعت عينيها وهتفت :
" أشعر بأن كلماتك تحمل معنى وقح!"
أطلق تنهيدة طويلة مرتاحة ثم ضحك وقال من بين ضحكاته:
" هي بالفعل كذلك سارة، كلمات وقحة !"
" جلال… جلال، …"
نطقتها سارة عدة مرات بتوتر وهي تشير باصبعها كما لو كان أمامها فيما تسمع ضحكته التي أغاظتها وزادت من توترها فهتفت بعد تعب في تجميع كلمة:
" أغلق، أغلق الخط لأنني سأخنقك فور عودتك!"
ولم تنتظر اجابة منه بل أغلقت الهاتف وأطبقت عليه للحظات بينما لا زال على أذنها قبل أن ترخي يدها وتطلق نفسا طويلا من بين شفتيها لتشعر بأنها كما لو كانت محتبسة الأنفاس منذ اتصل بها .
أما جلال فعلى الجانب الآخر نظر لشاشة الهاتف بابتسامة واسعة بينما يمني نفسه بتحليق طويل ورجاء أن لا تحظره ماجدة هانم.
عندما وصل جلال الفيلا بعد نهاية عمله، صف سيارته مكانها ثم أغلق المحرك وطلب رقم نورا عندما لم يجد سيارتها وقد أتاه الرد سريعا دون حتى أن ينطق بكلمة :
" وصلت يا جلال!"
نظر عبر المرآة لبوابة الرئيسية ليجدها تدخل بسيارتها منها فترجل من مكانه واستند على جانب سيارته، يكتف ذراعيه على صدره بينما نورا تصف سيارتها وما إن انتهت حتى ترجلت منها وتوجهت صوب أخيها الذي رمقها بنظرة فاحصة عندما وقفت أمامه قائلة:
" أظنني لم أخالف التعليمات!"
أومأ جلال رأسه بنعم بينما يتأمل وجهها ببطء ثم قال:
" وأظن بأن زيارتك لفيلا علوان كانت مفيدة!"
تهربت من النظر له كما فعلت مع سؤاله ثم نظرت حيث باب الفيلا الرئيسي وقالت:
" وأظن بأن أمي وسارة في انتظارنا!"
وما إن انتهت من حديثها حتى تحركت كما فعل هو الآخر بينما يقول:
" ما رأيك لو خرجنا اليوم وقضينا السهرة بالخارج!"
هزت نورا رأسها بلا ثم قالت:
" لا، أريد الجلوس في هدوء!"
ثم نظرت له قائلة:
" خذ سارة واخرجا وفرصة تجدا بعض المساحة الشخصية!"
لاحت بسمة عابثة على شفتي جلال لم تلمحها نورا ثم قال:
" نعم أنا في حاجة للخروج مع سارة لكن ادعي معي أن تسمح لنا ماجدة هانم ولا تفرض حظر!"
ضحكت نورا وهي تقول:
" لا أعتقد بأنها ستفرض الحظر خاصة بأنك ملتزم الأدب!"
هنا قهقه جلال وقال :
" أنا ملتزم القواعد والقوانين بحذافيرها!".
في بهو الفيلا كانت ماجدة تنزل من على السلم حيث كانت في غرفتها والتي قضت فيها بعض الوقت خاصة عندما تأخرت سارة ولم تنزل لتشاركها الوقت ففضلت أن تبقى بغرفتها حتى يعود جلال ونورا وفي نفس الوقت لا تقيد سارة بالجلوس معها، اتسعت بسمة ماجدة وهي تسير عبر بهو الفيلا تستقبل ابنيها وضحكاتهما التي تعانق أرجاء الفيلا وتلمس قلبها وهي تحس بأن تلك الضحكات صافية خرجت من قلبيهما .
عندما وقفت أمامهما تعلقت بوجه نورا الذي بدا مرتاح بعض الشيء حتى أن بسمتها لا زالت تزين شفتيها فتنهدت ماجدة ببعض الراحة فيما نورا قبلتها معانقة إياها كما فعلت ماجدة قبل أن تبتعد نورا وتقول لهما:
" سأصعد لأبدل ملابسي!"
مسدت ماجدة على ذراع ابنتها وقالت ببسمة واسعة:
" حسنا حبيبتي، اصعدي ولكن لا تتأخري كي نتناول الغداء معا!"
أومأت نورا بموافقة وتركتهما فيما كانت عيني جلال شاردة تبحث عن مبتغاها الذي يختبىء في مكان ما، انتفض بصورة غير ملحوظة عندما قالت أمه:
" في غرفتها!"
تنحنح جلال وقال بهدوء على عكس اللهفة التي تلمع في عينيه تحدث أمه بأن عليها حظر :
" اشتقت لك جيجي!"
هنا تغيرت ملامحه للمرح وهو يعانق أمه التي قالت بنبرتها الماكرة:
" اشتقت لي أنا !؟"
قهقه جلال وهو يضمها ثم ابتعد قائلا بمرح:
" تشككين بشوقي لك يا جيجي!"
ضحكت الأخيرة وهي تنظر لعينيه التي لا زالت تبحث عن سارة وقالت:
" أنا لا اشك في حب ابني أبدا لكن عينيك تنطق بشيء غير الذي تنطق به!"
هنا وضع يديه في جيب بنطاله وقال:
" لنقول أشتاق لكما!"
ضحكت ماجدة وقالت بنبرة ذات مغزى:
" القليل من الصدق لكن لا بأس يا جلال!"
تنهد الأخير وقال بنبرة هادئة عكس ما يشعر بها تلك اللحظة من شوق ملتهب لها:
" ألن تنزل لتتناول الطعام معنا!؟"
ورغم ثباته الظاهري إلا أن شوقه ولمعة عينيه لم تخف عن ماجدة التي كتفت يديها وقالت ببطء:
" سأرسل لها لتنزل!"
لكنه قال بحزم لطيف :
" لا ترسلي أحد أنا سأحدثها!"
قالت ماجدة بحزم لا جدال فيه:
" مؤكد لن أسمح لك بالصعود لها!"
ضحك جلال بخفوت ثم قال:
"حقيقة أحب ما علي الصعود لها وأناديها بنفسي!"
علت ملامح ماجدة الحزم ليقول جلال يقطع ما تفكر فيه رغم استمتاعه بجداله معها خاصة أنها باتت كحامية لسارة:
" سأتصل بها، لا أعلم كيف لرجل يحدث زوجته عبر الهاتف وهي في نفس البيت!"
كتمت ماجدة ضحكتها وقالت بجدية أم تحمي ابنتها:
" هذا جزاؤه عندما يكون رجل مشاغب مثلك يا جلال!"
حانت بسمة متسلية على شفتيه ومنع نفسه من الرد الذي يجذبه ليقول لأمه( اشتقت لها يا أمي فامنحي لقلبي حق اللقاء) لكنه بدلا عن ذلك أخذ الهاتف من جيبه وطلب رقم سارة في حين التفتت ماجدة لتشرف على إعداد طعام الغداء.
عندما صدح هاتف سارة انتفضت في مكانها حيث تقف خلف نافذة غرفتها لقد رأته عندما عاد من عمله و صف سيارته وعندما استند عليها وتكتف ينظر لنورا رغم أنها لم تر معالم تلك النظرة بوضوح بسبب المسافة لكنها أحست بها ورأتها بعين قلبها، تأملته مليا تروي روحها به لتعي بأنها فقدت السيطرة وباتت قوانين جلال والمدللة المستيقظة على يديه هي السائدة أما ما بنته سنين فقد تهاوى صباحا على يديه مع أول لمسة منه، هل هذا طبيعي أن تنهار حصونها وأن تتوق لتحليق طويل لا ينتهي؟.
لقد اختبأت في غرفتها تداري تلك المشاعر التي تظهر دون ارادتها، تتحدث في صمت عن شوقها له وهي أكيدة بأن ماجدة ستلاحظ كما سيفعل جلال فهي لديها شعور بأنها باتت شفافة حتى لو أنه نظر في عينيها الآن سيلبي ندائها لعناقه، بصعوبة تحكمت في أعصابها وضغطت على زر الرد لتجده يقول بصوته الذي يداعب أنوثتها:
" ظننت بأنك ستستقبليني عند الباب ، ألم تشتاقي!؟"
ساد الصمت مليا واغمضت عينيها لا تدري ما تنطق به فهمست بلوعة في نفسها( اشتقت كثيرا يا جلال) ولم تدر أنها نطقت بتلك الكلمات بحرارة شديدة إلا عندما سمعت تأوها عاليا وزفرة حارة جعلتها تفتح عينيها وتدرك ما تفعله، اتسعت عيناها لما تصل له فها هو مجرد صوته أخرج تلك المدللة الناعمة الباحثة عن الحب الذي افتقدته كل تلك السنوات، تشعر بها ظمأى وتريد الارتواء بلا اكتفاء، قطع شرودها صوته الأجش:
" إذن لما لست هنا!"
صمتت لوهلة ثم قالت بصدق شعرت بأنهما في حاجة له:
" جلال، أشعر بأنني متوترة وكل ما أحس به يبدو جليا علي حتى أنني أخاف أن يقرأ من حولي ما يدور في قلبي!"
سحب جلال نفسا طويلا وتحرك نحو الباب الرئيسي ليعم الصمت بينهما مليا لم يقطعه سوى أنفاسه العالية وأنفاسها المضطربة التي تسمع صوت خطواته فتجعلها ترتجف وفكرة واحدة تسيطر عليها بأنه سيصعد لها ويطمئنها، يخبرها بأن كل ما تشعر به طبيعي وبأنها لم تصبح بعد بلهاء سحبها الحب للضعف، سيضمها لصدره ويربت على شعرها يهمس لها بأنها هي سارة لم تتبدل وتظل بعنفوانها إلا أن كل أفكارها تبعثرت عندما وجدته في الحديقة بالتحديد أسفل غرفتها كحبيب يختلس لقاء حبيبته بعيدا عن أعين مراقبيه، رفع وجهه لينظر لنافذتها ليجدها تقف خلفها فابتسم لها ببطء وقد احتبست أنفاسه وهو يراها بهذه الفتنة بشعرها الأشقر الذي أطلقته دون قيد تداعبه نسمات الهواء فيما الستائر الشفافة حولها تطاير كأنها الجواري ترقص حولها فكانت كما لو أنها ملكة من أسطورة تقف على عرشها لتهز الأرض حولها، ابتلع ريقه وحمد الله بأن أمه بالفعل تفرض حظر عليه رغم توقه الآن بأن يكسر كل القواعد ويهرول لها يضمها لصدره، يخفيها في أضلعه، يبثها عشقه لكن رغم كل ما يجيش في قلبه، تحكم بصعوبة على انفعالاته وزفر عدة أنفاس متتالية وقال بتمهل يجيب تساؤلها بصوت أبح يعلم طريقه لقلبها:
" سارة، كوني مرتاحة فكل ما تشعرين به هو حقك!"
هنا قضمت شفتيها وعلمت بأنه يفهمها،يقرأ ما يدور في قلبها، يؤكد لها شفافية مشاعرها فابتسمت مرتجفة وهي تنظر له وتتمسك بكفها بحاجز النافذة وقالت بنبرة مرتعشة:
" لكنني لست مستوعبة بعد!"
" دعيني أساعدك إذن!"
قالها جلال بصدق يحمل كل مشاعره الدافئة لها فهمست تسأله ( كيف!؟) ليجيبها بذات النبرة الدافئة المطمئنة:
" عندما نجلس سويا يا سارة أما تهربك سيزيد من تخبطك!"
همست برجاء:
" دعني لبعض الوقت فأنا لا أستطيع المواجهة الآن !"
كان يتفهم جيدا ويعلم مدى ارتباك مشاعرها فهي كانت كمن انتقل من مكان شديد البرودة لدفء مفاجيء لم تعتده قبل لكنه لن يهدأ إلا وهي راضية وقد وجدت مرساها دون تخبط وارتباك لذا همس لها:
" حسنا سارة سأتركك الآن لترتاحي وسارسل لك طعام الغداء بحجة صداع رأسك!'
قالت بصوت خفيض وهي تعانق ملامحه التي تقابلها عبر النافذة:
" شكرا لك!"
ضحك بخفوت وقال بمكر باتت تفهمه جيدا:
" لا تكفيني شكرا شفهية سأنتظرها عملية!"
احمرت وجنتيها وأحست بدوار يسحبها، دوار لذيذ جعلها تبتسم وهي تخفض عينيها عنه ولم تر تلك البسمة الرجولية التي تعدها بالمزيد من السعادة.
يتبع💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-01-22, 09:08 PM   #727

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

" لم تأت لي منذ فترة!"
قالتها سمر بصوت مرتجف للغريب الذي يقف في تلك الظلمة ولا يظهر سوى وهج مضيء بينهما رغم تشويشه الرؤية لها إلا أن قلبها يهدأ بعض الشيء لانكسار تلك الظلمة المهيبة التي تخافها.
اقترب الغريب بتمهل شديد فتراجعت سمر خطوة وهي تبتلع ريقها ولم تلمح بسمته التي لاحت على شفتيه إثر تراجعها والذي جعله يتوقف وهو يقول ببطء:
" نسيتني!"
عفويا تحركت أناملها على رقبتها موضع تلك القبلة التي ختمها يوما ما عليها، مسدت برتابة تمسحها ووجها امتعض وهي ترد بصوت مرتعش:
" تناسيتك!"
قهقه عالية أجفلتها لكنها للعجب لم تخف بل هناك شعور رهيب يتسرب داخلها بأنها تعلم صاحب تلك الضحكة لقد بدا لها مألوف لكن من؟!؛ تساءلت في نفسها وهي توسع عينيها كما لو كانت بذلك ستقدر على رؤيته عندما سمعته يقول بصوت خفيض:
" تحاولين معرفة من أنا!؟"
رمشت بعينيها تعي أنه يراها وبأن هذا الضوء الخافت بينهما يساعده لرؤيتها بينما هي لا تستطيع ورغم ضيقها لذلك إلا أنها بعثرت ما تفكر فيه وهمست :
" لا أريد معرفتك!"
عادت القهقه تعلو بصخب جعل قلبها يرتجف فرفعت يدها تعانق قلادتها والأخرى تربت على صدرها موضع قلبها، تتساءل في نفسها ما سر تأثيره عليها، تؤكد على نفسها بأن هذه الضحكة وهذا الصوت مألوفين لها ولكن من!؟؛ وها هو ذات السؤال التي لا تجد له اجابة! فيثير الضيق واللهفة داخلها معا..
أحست به يقترب منها فتراجعت عنه لكن تلك المرة لم يتوقف بل تابع خطواته، يرى نظراتها الخائفة والتي عانقتها عينيه دون أن تلمحها سمر عندما اصطدمت بالحائط خلفها فشهقت وهي تقول بصوت متحشرج:
" أرجوك لا تقترب أكثر!؛ أترك بيننا مسافة وسأسمعك!"
وكأن كلماتها كانت أمر ولم تكن مجرد رجاء منها فتوقف في لحظتها لتزفر سمر براحة شديدة وتربت على بطنها، كأنها تطمئن طفلها وتهمس بصوت خفيض تحدث( لا تقلق، ستكون بخير!)
لم تدر بأن الغريب سمعها فابتسم، بسمة واسعة إلا أنه تنهد بعمق فانتبهت له قائلة:
" دوما تأتيني في أشد أوقاتي!"
للحظة ظنته لن يرد وبأنه اختفى او لم يسمعها عندما طال صمته إلا أنه قال بصوت أجش له وقع على أذنيها لا تدري ماهيته!:
" وهذا لا يعني لكِ شئ!"
هزت سمر رأسها بعلامة لا تعرف لكنها أجابته:
" لا أدري، لكن مؤكد هذا يعني شيء، أذكر كل الأوقات التي جئتني بها!"
" هذا يعني أنك لم تنسيني يوما!"
قالها الغريب ببطء ونبرة ثقيلة واقترب الخطوة التي تفصلهما دون أن تنتبه سمر والتي ردت بخفوت:
" أنا قلت تناسيتك، لأن هناك ما جعلني أنسى كل شيء إلا هو…"
" عمران!"
قالها الغريب بتمهل فعادتها سمر بتأكيد وهي ترفع ذقنها بثقة جعلت بسمة الغريب تتسع:
( نعم عمران زوجي وابن عمي)
ضحكة خافتة كانت رده قبل أن يميل نحوها لتحس بأنفاسه تربكها وتلفح بشرتها لتنصهر فأزاحت وجهها عنه بامتعاض خاصة مع تأثرها بقربه والذي جعلها تنتفض في محاولة لأن تنثر تلك المشاعر عنها بينما هو لم يكترث عندما قال بتمهل:
" وابنك…!"
هنا فلتت دمعة من عينها واستدارت له ناسية تخوفها من وجوده ثم قالت وهي تمسد على بطنها:
" ابني، خائفة أن يغادرني، قلقة عليه"
تنهيدة عميقة كانت رد الغريب الذي لم ينطق بكلمة بل وضع يده على كفها التي تمسد بطنها ثم همس قرب أذنها:
" ستكونين بخير!"
احتبست أنفاس سمر وهي تمنع نفسها من الانهيار وهذا التأثر، تلعن نفسها، هي ليست ضعيفة لكن ذاك الغريب كل كيانها يعرفه، روحها متصالحة معه حتى أنها تدفعها لتناديه بأن يكشف لها عن ماهيته لكنها صمتت مغمضة عينيها ويد الغريب تمسد كفها التي تربت على بطنها ثم ختم عنقها بقبلة عميقة جعلتها تنتفض وتحدق فيه بذعر، تهز رأسها بلا وتشهق باكية إلا أنه مسح وجنتيها بلطف شديد وهمس قرب أذنها:
" لا تخافي يا سمر إنه أنا.."
عطره، صوته، ضحكته، كلهم يعلمون طريقهم لقلبها، يتدافعون لروحها التي تتلاقهم بترحاب لكن عقلها وباقي ادراك يناديها لتفيق بينما قلبها يرضخ ويستقبل هذا الأمان والكلمات المهدهدة التي تخبرها بأن طفلها بخير، انسابت دموع حارة على وجنتيها بينما الغريب يمسح وجنتيها غير عابىء بمحاولتها الواهنة للتملص من بين كفيه الخشنتين اللتين كانتا مألوفتين لها فبدت أكثر ضعفا نحوه وهي توسع عينيها علها تراه عندما احتبست أنفاسها وهو يمد لها يديه اللتين حملتا باقتين من الورد وقال وهي تنظر لهما بذهول:
" هاتين الباقتين لكِ"
حدقت فيهما للحظات فحسها لتأخذهما قائلا:
" لا تخافي ، إنهما هدية مني!"
بيدين مرتجفتين أخذتهما، تقربهما من أنفها، تتنشق رائحتهما لتجدها ذات عطر الغريب… !
هنا شهقت بقوة حتى انها ظنت بأنها حبست أنفاسها لفترة طويلة لتنتفض مكانها، وتتسع عينيها تبحث عنه فلم تجد سوى عمران الذي يحدق فيها من علو بقلق رهيب خاصة مع نظرتها الزائغة التي وكأنها تبحث عن شيء وقد تزامنت مع قولها المرتعش وهي تتلفت حولها:
( أين هو، كان هنا؟!)
رمش عمران لوهلة وجلس جانبها، يمسح وجنتيها من أثر الدموع التي سالت في غفوتها، كان يشعر بأن قلبه ينتفض عندما جاء لها يحمل الصينية عليها الحساء الدافئ، لقد تركها ترتاح حتى يجهز لها طعامها إلا أنه عندما عاد وجدها ترتعش في نومها وتمسد على بطنها، تهمهم باسمه أحيانا ثم تنطق (ابني) بينما يديه كانت تهدهدها لتفيق ويهدأ من روعها ثم قبلات فراشية يلثم بها دموعها إلا أن جاء عند عنقها وقبلها بشغف يهمس لها بأنه هنا!؛ حتى انتفضت هكذا والرعشة ترافقها بينما عينيها تزيغ باحثة عن شيء لا يفهمه فسألها بقلق:
" عما تبحثين يا سمر!؟"
هنا انتبهت الأخيرة بأنها كانت نائمة وبأن ما شعرت به كان مجرد حلم لكن لا زالت تشعر بملمس الورد على يديها حتى تلك القبلة على عنقها لا زالت دافئة، مسدت عنقها تمسحها فعقد عمران حاجبيه و سألها عما بها فحاولت الاعتدال بجلستها ليساعدها وهو يعدل المخدة خلفها ويلملم خصلات شعرها الثائرة بينما هي ظلت صامتة للحظات تنظر ليديها الفارغتين من الورد رغم فيما كان عمران يتأملها بقلق إلى أن قطعت هذا قائلة بنبرة خافتة:
" لقد عاد زائر أحلامي!"
خفق قلب عمران عاليا وصمت لوهلة يحدق فيها ثم سألها!:
" لم تأتك تلك الأحلام منذ وقت!"
ابتلعت سمر ريقها وتعلقت بوجهه قائلة بتعب:
" هكذا سألته!"
عقد عمران حاجبيه لتوضح سمر!':
" هو لا يأتيني إلا بأوقات الشدة أو حزني!"
ربت عمران على وجنتها بحنو وقال بصوت أجش حاني!:
"احكي لي ماذا رأيتِ!"
تنهدت بعمق قبل أن يقوم عمران من مكانه ليجلس جانبها ويضع ذراعه تحت رأسها ليضمها إليه فيما هي بدأت تقص له ما رأت وما إن أنهت حديثها حتى حل بينهما صوت طويل قطعه عمران قائلا:
" ما الذي يميز زائر أحلامك يا سمر!"
سحبت الأخيرة نفسا عميقا ثم قالت بخفوت:
" رائحة عطره، صوته، ضحكته…"
وصمتت تغمض عينيها تعتصرهما بقوة، تفكر في كم غبائها فكيف تستسرسل بهكذا حديث ولعمران زوجها، تحدثه عن غريب يزورها وعن عطره ونبرة صوته، ينقصها أن تقول بأنها تجزم معرفتها له لكن لا زالت أفكارها مشوشة..
قطع شرودها صوت عمران :
" وهذا لا ينبهك لشيء!"
رفعت رأسها له فنظر لها مبتسما داعما بينما هي عادت بخيالها لحديث سابق بينهما بعد حلم كهذا ووقتها عندما قصت له بأن هذا الغريب قبلها على عنقها، سألها ما الذي يميزه فأجابته ببساطة، عطره يشبه عطرك..!!
هنا خفق قلب سمر بعلو وتعالت أنفاسها بينما عمران هز رأسه بنعم، يؤكد لها بصدق ما تفكر به.
فابتلعت ريقها غير مستوعبة وكل أحلامها تتراءى لها كشريط سينمائي سريع لترمش بعينيها بذهول بينما عمران يبدو مسترخيا وكأنه يعلم ولم تدر أنها بالفعل نطقت قائلة:
" كنت تعلم!؟"
قال بهدوء شديد وهو يداعب شعرها:
" نعم"
ثم زفر بعمق وشرد مليا، ينظر لعمق عينيها اللتين غامتا وهي تسأله:
" لا أفهم شيء يا عمران!"
قبلها بعمق على جبينها ثم قال:
" أتذكرين هذا اليوم …"
صمت يشعر بغصة تخنقه وهو يحاول استكمال ما يريد وبصعوبة تحكم في أعصابه وهو يستطرد:
" هذا اليوم الذي عدنا فيه سويا من المقهى!"
هنا أطرقت رأسها تتذكر يوم جاءها في المقهى وأحمد يلقي عليها كلمات كالرصاص وعلمت بأن عمران لا يريد ذكر اسم أحمد وما يخصه لذا همست بنعم بصوت بدا خفيض بينما عمران هز رأسه بشرود وغاصت أنامله في شعرها وهو يوضح لها:
" قبلها بليلة جاءني منام وكنتِ أنتِ زائرة أحلامي!"
هنا انتفضت سمر لتجلس أمامه وهي تنظر له بذهول تنتظر باقي حديثه بينما هو ربت على بطنها بعد حركتها المفاجئة والتي وكأنها نست حملها فهمس بحنو:
" انتبهي على ابننا يا ابنة عمي!"
ابتسمت من قلبها وهي تتبادل النظر بين كفه الموضوعة على بطنها ووجهه الحبيب وأومأت بموافقة عندما جلس هو الآخر وتابع وقد ارتسمت على شفتيه بسمة عابثة :
" ولأول مرة أتذوق شفتيكِ!"
هنا لامست أنامله شفتيها اللتين ارتجفتا تحت كفه الدافئة بينما تنظر له متسعة العينين، قلبها يخفق بصخب، لا تدري هل تبكي أم تعانقه بينما هو ينظر لوجهها بعشق، يطوف على ملامحها، يقبل كل انش فيها بعينيه ثم ابتسم بشحوب قائلا:
" يشهد الله أنني كنت أحافظ عليك من نفسي ومن شوقي لك حتى في أحلامي، كنت أخاف أن يمسك جنون شوقي لقربك حتى ولو في حلم!"
شهقت سمر بخفوت وانهمرت دمعة من عينها فمسحها بأنامله وهمس :
" لكن هذا الحلم كان خارجا عن سيطرتي، جئتني تهمسين لي بما يؤلمك، تبحثين لدي عما يلملم شتاتك، شق قلبي وأقسم أن لا تتألمي وضمك بقبلة لن أنسى مذاقها أبدا!"
ابتلعت سمر ريقها وكل كلمة من عمران تزيد خفقان قلبها الذي يبكي من الوجع والألم والفرح، مزيج رهيب من المشاعر عندما اكمل عمران:
" ولأول مرة اعترف لكِ بحبي في هذا الحلم!"
وضعت سمر كفها على فمها تمنع شهقة عالية رافقها اسم عمران الذي ابتسم له بحب وأومأ مؤكدا بنعم ثم زفر بعمق وتابع بصوت بدا باهت:
" لكن حلمي انقلب لكابوس!"
أطرقت سمر وجهها بخزي بينما هو تابع:
" في ظل تعمق قبلتي لك أحسست بالدماء تسيل من قلبي وأنت سحبت كفك الموضوعة على قلبي بذعر وهتفت بأنك لم تفعلي!.."
آهة فلتت من شفتي سمر وأغمضت عينيها تعتصرهما ثم فتحتهما ببطء لتنظر في عمق عينيه قائلة:
" أتعني بأن تلك الدماء التي حلمت بها أنا ذات الليلة والغريب الذي يهمس بأذني( قتلتني) كان أنت يا عمران!"
هز كتفيه ثم أومأ بنعم وهو يقول بصوت متحشرج:
" لم أعرف هذا إلا عندما حكيتِ لي حلمك بعد زواجنا وقصصت لي عن الغريب الذي جاءك ليلة فسخ خطبتك والدماء التي لطخت يدك، يومها تساءلت هل الأرواح تتلاقى لتلك الدرجة!"
تعالت أنفاس سمر وانهمرت دموع دافئة على وجنتيها وفجأة ارتمت على صدر عمران الذي لم يجفل لحركتها وكأنه توقع ذلك ليضمها له بقوة، يتنشق عبيرها بينما هي وضعت كفها على قلبه كأنها تمحو عنه وجعه وهمست مختنقة:
" سامحني يا ابن عمي، أوجعتك كثيرا!"
مسد عمران شعرها وهمس بصوته الأجش:
" أنا لا أحكي لك لتطلبين السماح يا ابنة عمي لأن قلبي صافي تجاهك بل أحكي لك لأعلمك بأن زائر أحلامك ليس غريب عنك فيطمئن قلبك!"
هنا هدأت انفاسها كما فعلت دقات قلبها وساد صمت طويل بينهما بينما سمر تتوسد صدر عمران الذي جذبها بلطف ليتمددا على السرير ضاما إياها له.
همست سمر بعد وقت :
" إذن كانت أول قبلة لك في حلم !"
همهم عمران وقال بصوت خافت وهو ينظر لوجهها المتورد وعينيها التي تنظر له بعبث أنثوى مهلك لقلبه:
" صحيح، كانت أول قُبلة لنا بحلم ، كنت عاشق بائس!"
مسدت سمر على قلبه ببطء وقالت بصوت خفيض بينما عينيها تلتهمان ملامحه:
" ما رأيك أيها العاشق البائس أن نعيد قُبلتك الأولى لنعرف كيف كانت!"
قهقه عمران عاليا ثم قال من بين ضحكاته:
" لا أذكر...!".
عضت على شفتيها ثم قالت بذات النبرة التي ترضي قلبه:
" سنجرب عدة مرات والمرة صائبة المذاق ستخبرني!"
عادت قهقهة عمران والذي داعب وجنتها قائلا بصوته الأجش:
" سمر كوني عاقلة، أنا بالكاد أتحكم في أعصابي!"
ضحكت بخفوت وهمست بنبرة أنثوية مغوية:
" ومن قال لك تحكم في أعصابك، بُح بها لا تكبتها هذا خطأ على صحتك !"
تعالت ضحكته وهمس قرب أذنها:
" سمر، لأجل ولي العهد!"
حاكته الهمس:
" وهل القُبلة مؤذية لولي العهد يا ابن الجبالي!"
ثم حركت أناملها على ذقنه ببطء مهلك وقالت:
" إنها دعم لأمه كي تكون لديها طاقة !"
" اعقلي يا بنت الناس بالله عليك"
قالها عمران بصوت أبح من العاطفة بينما يتعلق بوجهها الذي يهمس له بألف كلمة عشق ليهز رأسه ينفض تأثره خوفا عليها ثم قال يغير مجرى الحديث علها ترحمه مما يشعر به الآن:
" سمر، أعددت لك حساء سيدفىء جسدك ويغذيه!"
مطت سمر شفتيها وعقدت حاجبيها بعدم رضا ثم همست:
" ها أنا أبحث عن الدفء لكن ابن عمي يتدلل!"
هنا استدار لها بكامل جسده لتتلاقى وجوههما وقد ألقى بكل احترازته جانبا مؤقتا ثم قال بمكر وهو يحرك إصبعه السبابة على رقبتها:
"إذن أين قبلتك بالحلم !؟"
هنا انصهرت وجنتيها بينما أنفاسه تداعب وجهها لكنها قالت بكل دلال تملكه وهي تضع يدها موضع قُبلته في الحلم الذي رأته منذ قليل:
" هنا…"
همهم قرب رقبتها:
" ما رأيك لو جربنا وأصبحت واقع"
همست ببطء:
" عن نفسي لا أعترض، تاركة لك مقاليد الأمور لتسعد أم ولي العهد!"
نظر لأناملها التي تعبث بأزرار قميصه وتفتحها ببطء ليقول بمكر:
" واضح جدا بأن اليوم لن يمر!"
ضحكت بعبث وهمست بدلال:
" سنعيد أحلامنا في الواقع ما الخطأ بذلك يا ابن عمي!"
داعب عنقها ثم طبع قبلة عميقة في المكان التي أشارت له منذ لحظات لتغمض عينيها عندما نظر لها قائلا وعينيه تلمعان بعشقها:
" تشبه الحلم!"
فتحت عينيها ببطء ونظرت في عمق عينيه قائلة بوله:
" بل أروع !؛ ربما لو أعدتها أصبحت أكثر روعة!"
هنا اتسعت بسمته ولمعت عينيه ببريق خفق له قلبها قبل أن يلثم عنقها بذات البطء بينما أنامله تعبث بقميصها البيتي كما تفعل هي فيما كان يهمس لها قرب شفتيها:
" ما رأيك لو حكيت لك عن أول قبلة نلتها من شفتيك يا زائرة أحلامي!"
وما إن انتهى من كلماته حتى ضاعت أنفاسها في أنفاسه فكانا كأنهما غاصا في حلم طويل لا يريدا منه الفكاك وقد نسى كلا منهما التنفس عندما صدح صوت هاتف عمران والذي كان كالمغيب، يهمهم بغيظ كي يصمت الهاتف لكن الرنين عاد ليترك سمر على مضض فيما هي تجذبه كي لا يرد لكن رنين الهاتف المستمر أقلقه فهمس لها من بين أنفاسه اللاهثة بأن عليهما الرد، طبع قبلة فراشية على شفتيها ثم أخذ الهاتف من جانبه ونظر للشاشة عاقدا حاجبيه وهو يقول( عمي)
فقالت سمر بقلق:
" هل علم ما حدث! فهذا ليس موعد اتصاله!"
هز عمران كتفه بعلامة لا أعرف ورد مباشرة ليأتيه الرد سريعا:
"افتح يا عمران، أنا في الخارج وباب الحديقة مغلق!"
" أنت هنا، أمام البيت، ثوان سأفتح!"
قالها عمران بدهشة وهو يغلق الخط ويقول لسمر:
" واضح أنه علم فهو يقف عند باب البيت!"
انتفضت سمر من جانبه تلملم شتات نفسها وهي تلطم بخفوت على وجنتيها وهتفت بصوت خفيض محرج كمن قبض عليه بالجرم المشهود( أبي)
أجفل عمران لما تفعله بينما هي كانت في حيرة ما بين إغلاق أزرار قميص عمران أم منامتها وهي تهتف بذات الصوت الخفيض باسم أبيها ليهتف بها عمران وهو يعدل ملابسه:
" ماذا بك يا سمر، كأنه تم الامساك بنا بفعل فاضح!"
أطرقت رأسها وهي تعدل من شعرها وتنزل بسرعة من على السرير ليزيد حنق عمران لحركتها السريعة فيما تقول:
" إنه أبي!"
هز عمران رأسه وهو يسير لخارج الغرفة قائلا :
" سمر كنا هناك في المنزل لديه لو تذكرين !"
قاطعته وهي تسير خلفه :
" لم يتم القبض علينا هكذا!"
ضحك عمران وهو يفتح باب الشقة ثم التفت لها قائلا:
" أنتِ من اردت العبث فتحملي!"
ضحكت بوجل فغمز لها بعدما تأملها لوهلة ثم قال بتسلية:
" ادخلي رتبي ملابسك وشعرك لأنه لو رآك هكذا سيعلم ما كنت تفعلين فقد كنت عازمة على اغوائي!"
هنا انتفضت سمر وقد كانت نظرته رغم عبثها كافية لما يوحي به شكلها الآن فعادت للطم وجهها بينما وجنتيها كحبتين من الفراولة جعلت قلبه ينتفض يطالبه بقبلة لكنه تماسك مشفقا عليها وهي من جانبها لم تتح له فرصة إذ التفت عنه تسير نحو الغرفة بخطوات واسعة فاستدار لينزل للأسفل يفتح لعمه وعلى شفتيه بسمة راضية.
عند الباب الخاص بالحديقة كان صلاح يقف ومعه حقيبة صغيرة عندما فتح له عمران والذي رحب به محتضنا إياه وأخذ منه الحقيبة منه قائلا:
" نورت البلد يا عمي، لم تقل أنك ستأتي!"
كان عمران مندهشا وظهر هذا في صوته ليرد عليه صلاح بينما يسيرا للداخل:
" هل تظن بما أني بعيد عنكما لن أعرف ما حدث في القرية، كيف لم تتصل يا ولد!"
هنا تنهد عمران بخفوت والتفت لعمه قائلا:
" للتو استفقت مما حدث يا عمي ولم أرد إثارة قلقك!"
قال صلاح معترض:
" أنت زدت القلق عندي خاصة عندما جاءني اتصال من أحد الأصدقاء هنا!".
" ولما لم تخبرني أو تتصل يا عمي كنت سأطمئنك بدل من سفرك الطويل"
قالها عمران بصوت بدا كمن يحمل ذنب خاصة لقلق عمه والذي أجابه:
" من أخبرني أكد لي بأنك بخير ولم اتصل لأنني أعرف سوف تحلف وتقول بأنك بخير وأنا لن أطمئن إلا عند رؤيتك!"
اتسعت بسمة عمران وهو يصعد السلم معه قائلا:
" بارك الله لنا في عمرك ولا حرمنا منك يا عمي!"
ربت صلاح على ظهر ابن أخيه وقال:
" ولا منك يا ابن الغالي وزوج قرة العين"
عندما صعد صلاح للأعلى كانت سمر للتو انتهت من تمشيط شعرها سريعا وتبديل منامتها لأخرى تليق بمقابلة أبيها والذي ما إن رأته عندما خرجت من الغرفة حتى هتفت( أبي) وجرت عليه تعانقه بقوة أما عمران فكان حائر ما بين ضيق منها يريد أن يجذبها من شعرها لتفيق من تهورها فهما في محاولة لأن تحافظ على ما في بطنها وما بين ضعفه نحوها إثر دموعها وهي تعانق أبيها وتنطق بكل كلمات الشوق التي تعرفها.
وضع عمران حقيبة عمه جانب الأريكة ثم أغلق الباب وهو يقول:
" اتركي عمي يا سمر ليرتاح من تعب السفر!"
لكن الأخيرة يبدو أنها لم تسمعه وهي لا زالت تعانق أبيها وتبكي على صدره بشهقات عالية وتهتف أنها اشتاقت له وجسدها كله ينتفض بينما صلاح يهدهدها، كانت كمن تشكو له ما حدث تلك الساعات في صمت ممتزج ببكاءها، جسدها كله ينتفض حتى صلاح أجفل لتلك المشاعر الفياضة من جهتها، صحيح يعلم مدى شوقها والذي يشبهه افتقاده لها لكنه أحس بإفراط في تعبيرها وقد أوعز هذا لما حدث لعمران خاصة أنها تلقت خبر كهذا وحدها ودون وجود أحد منها، ضمها بقوة وهو يفكر كيف كان حالها وحدها والقرية كلها تؤكد فقدان عمران، أغمض عينيه يستعيذ بالله ويستغفر ومجرد التفكير يؤلمه فما باله بابنته التي علم ممن حكى له عما فعلت لقد كان يسمع له عبر الهاتف مشدوها وعينيه تسيل دموعها بصمت وهو يتخيلهما أمامه، لم ينتبه صلاح أنه بالفعل بكى وهو يعانق سمر التي لم تبخل عليه بدموع تماثله وشهقات عالية تعانقه بقوة كمن ستحتضن روحه.
لم يستطع عمران السكوت أكثر خوفا عليها وعلى نفسيتها والتي من الواضح أنها غافلة في خضم توتر أعصابها وشوقها لأبيها فقال بصوت حازم لكنه ممتزج بلطفه الذي لم يفقده:
" سمر، اهدئي كي لا تؤثري على الحمل!"
هنا اتسعت عيني صلاح وهو يرفعها من على صدره وقد ارتسمت بسمة واسعة ممتزجة مع دمع عينيه وهو يقول بينما يمسح وجنتيها:
" ما شاء الله، ما شاء الله،الصغيرة كبرت وستصير أم؛ مبارك يا سمر!"
قال صلاح كلماته وضمها لصدره فيما يمسح دموعه عن وجهه أمت هي توردت وجنتيها بشكل واضح جعل عمران يبتسم فمن يرى بلوته منذ قليل لا يتعرف عليها الآن، جميلة هي ما بين أنثى شديدة الإغواء وأخرى شديدة الخجل وكلتاهما هي، قادرة هي على سلب لبه! هكذا فكر وهو يلتهم وجهها الحبيب الذي يغويه لعدة قبلات حارة وقد وعده في صمت أن يلبي النداء.
على أريكة المتواجدة في صالة البيت، جلس صلاح وجانبه سمر، تطوي ساقها تحتها وتتأبط ذراع أبيها بينما عمران يجلس قبالتهما ببسمته الواسعة يرتشف من الشاي الذي أعده بنفسه بعدما رفض أن تجهزه سمر والتي تتسامر مع أبيها بلا فاصل، ظن عمران للحظة أنها لا تأخذ نفسها من كثرة الكلام فمنذ تحدثت ولا تترك لصلاح فرصة للحديث لذا ضحك عمران وقال :
" ألن تسمعينا قليلا!"
لوهلة ظن أنها لم تسمعه وهي تكمل كلامها لكن ببطء صمتت ونظرت له مدعية الغضب قائلة معترضة:
" أنا مشتاقة لأبي!"
هنا ضمها أبيها لحضنه فراقصت سمر حاجبيها لعمران الذي أشار لعمه قائلا:
" هل تراها يا عمي ماذا تفعل!"
ضحك صلاح من قلبه وقال لعمران بعدما ألقى نظرة لابنته التي لا زالت تراقص حاجبيها لزوجها:
" فلتدلل زينة البنات"
ادعى عمران الجدية وقال بينما لا زالت تراقص حاجبيها الكثيفين ثم تختبىء في حضن أبيها:
" إنها تعاندني!"
ضحك الأخير بينما يقول وهو يضم سمر:
" بل تتدلل عليك وما كانت لتفعل ولو لم تحبك يا ابن الغالي!"
احمرت وجنتي سمر وضمت نفسها لأبيها بينما تختلس النظر لعمران الذي منحها بسمة واسعة محبة لكنه ضم بسمته سريعا وقال:
" حديثك سيزيدها دلالا هكذا يا عمي!"
رفعت سمر وجهها لعمران وقالت ببطء:
" ولما لا أزداد دلال وأنا بينكما!"
خفق قلب عمران بقوة بينما أبيها قبلها على جبينها وقال بتأثر:
" تدللي كما تحبي وعيوننا لكِ حبيبتي!"
هنا تدخل عمران قائلا بجدية حقيقة:
" عمي، لقد قررت شيء مهم!"
تنبهت حواس سمر وهدأت بسمتها كما فعل صلاح عندما سأله عما قرر ليجيبه عمران بهدوء شديد….
للحظة ظن صلاح بأنه لم يفهم أو أن عمران لم يقصد ما يقوله لكنه عندما تبادل النظر مع ابنته وجدها بذات الدهشة، محدقة في عمران وكأنها لا تصدق ما نطق للتو ...
★★★
انتهى الجزء الأول من الفصل الرابع والأربعون 💜 قراءة ممتعة 💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-01-22, 02:22 AM   #728

Miush

? العضوٌ??? » 404902
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 228
?  نُقآطِيْ » Miush is on a distinguished road
افتراضي

براحه علينا يا عم الحج 😂

Miush غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-22, 08:23 PM   #729

طوطم الخطيب

? العضوٌ??? » 487178
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 169
?  نُقآطِيْ » طوطم الخطيب is on a distinguished road
Rewity Smile 5

جميل جدا تسلم ايدك

طوطم الخطيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-22, 11:00 PM   #730

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,590
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.مساء الخير آمالنا الجميلة

**من أجلك**لقاء رقية واحمد جاء مؤثرا جدا وهم لا يستطيعان الإفتراق عن بعضهما وهما يجلسان أرضا وقد آمتزجت دموعهما معا
دموع الوحشة والفرحة معا بعد غربة سنين
عاني كلا منهما ...رقية بحرمانها من إبنها وهو بحنينه ونأيه في نفس الوقت

وكم هو مؤلم أن تذهب له والدته ويرفضها كلا مرة قاس علي كليهما
وها هو بنفسه يرى كيف كانت تحتفل أمه بعيد ميلاده بصورته وهو طفل معها

ونجم المشهد علي ضآلة ظهوره هو حاتم ذلك الرجل الذى دعم أمه وساندها طوال العمروهو يناديها بأم أحمد

وقد أبدعتي حبيبتي بشكل مؤثر ومعبر جدا في لوحة جميلة ترسخ في الذهن والشعور

**الصب تفضحه عيونه** جميل منك جدا تصوير المشاعر الوليدة لدى سارة بتلك الطريقة الرقيقة والتشبيه المناسب لما تشعر به كالتحليق بمدينة الملاهي
فهي قد عاشت سنوات في أزمتها النفسية وخشيتها من أى مشاعر تجمعها مع أحد

فأن تبدو كالمراهقة أمام ماجدة فهو قفزة كبيرة لم تكن تتوقعها
ويأتي حوار ماجدة مع جلال وتهديده بالحظر بشكل لطيف من أم تفرح لإبنها ولكنها تحرص علي الأمانة التي لديها

**حلمx أم حقيقة**أخيرا تدرك سمر أن زائر أحلامها هو نفسه عمران

لو كانت فكرت قليلا لأدركت انه هو خاصةانها لا تراه إلا في وقت أزماتها وضيقها فمن غيره يكون
ربما جزعها أنها تأمن وترتاح نفسيا لشخص غيره بأحلامها أشعرها بالذنب

مع أن كل المؤشرات كانت تشير لأنه هو فهو ليس غريبا عنها

وقد اكد لها عمران انه هو ليريحها ولتعلم ان روحيهما ارتبطا معا منذ زمن
ولا شك أن تلاقي الارواح يدل علي عمق المشاعر بينهما حتي لو علمت بها سمر مؤخرا عن عمر ان الذى نما عشقه لها منذ تلقاها طفلة صغيرة بين يديه

ومقدم والدها كان متوقعا للإطمئنان علي عمران ولتكتمل فرحته بحمل سمر
لكن ما هي مفاجأة عمران هل هي رغبته ببقاء صلاح للعيش معهم أماذا؟

سلمتي حبيبتي علي الفصل الهادئ الجميل بعد المشهد المؤثر لرقية وأحمد
وكل السلاسة والرقة في سرد الحالة من الاحاسيس والمشاعر التي يمر بها الجميع

بانتظار القادم

دمتي بكل الخير حبيبتي
وقبلاتي لقمر سنة رابعة

آمال يسري likes this.

shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:00 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.