شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (https://www.rewity.com/forum/t479878.html)

آمال يسري 25-11-21 09:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo (المشاركة 15760760)
مرحبا.صباح الخير آمالنا المبدعة الجميلة
**إنهيار وشيك**ردة فعل سارة توضح انها لم تتجاوز بعد محنة تعرضها للعنف والذى لم توضح لأحد أسبابه
لم أتوقع أن إنسانة متفهمة راقية مثل ماجدة تفكر بتلك الطريقة في تصنيف المرأة حسب حالتها الإجتماعية وهي أكثر من عانت مع إبنتها نورا
فتصيب قلبين في مقتل ولا يرق قلبها للحوار الذى دار بين سارة وجلال
لا تعطف علي شكل سارة وهي تاركة لجلال بجسدها تحمله في قلبها في غربة اختارتها بنفسها عن أن تقع في موقف إنكار من والدة من تحب
وبنفس الجمود لا تتعاطف مع قهر إبنها ولا تمزقه وهو يعد بأنه لن يتزوج أبدا.
ومن جهة أخرى سارة التي ولأول مرة تشعر بحاجتها لأبيها وتجد بحضنه راحة وأمان فلا تفكر في الماضي هو أبيها فقط..السند والدعم لها دون شروط فيشعر أنه قدحصل علي عفوها وتعويضا عن نأيها عنه كل السنوات الماضية ويوقن خالد ان قصة سارة وجلال لم يقدر لها ان تكتمل
**لكنك أتيت**من الجميل أن يصل المرء لمحطة القطار قبل الميعاد لكن دام وصل وادركه حتي ولو بآخر لحظة فلم تفته الرحلة بعد
القطار الذى جمع بين عمران وسمر في رحلة عمر أبدية لن يضعفها مجرد سوء فهم لازمهم منذ الصغر
بل سيظلا معا وستقوى علاقتهما وإرتباطهما أكثر من ذى قبل
وتراجع سمر عن الرحيل عن وطنها هو أول خطوة
لانتفاء أى خلاف او إخفاء أى امر بينهما ثانية
فترة الصمت بينهما مع وجودهما معا أفضل بكثير من رحيلها
وربما بعودتها مرة أخرى للمكتبة والخالة هنية تستعيد نفسها وتعود علاقتهما لوضعها الطبيعي فما دام الحب موجود ينتفي كل الصعاب
الجميل بين عمران وسمر أنهما يستطيعا حل خلافاتهما علي عكس علي وندى العاشقان الأذليان ومما زاد الوضع سوءا هو تأخر حلم ندى بالإنجاب وكأن ابتعادهم عن موطنهم لم يعد علبهم بالأمان او الإستقرار
**فوق الشوق**ما زالت نغم تظلم نفسها وأحمد بنأيها عنه وعدم الإقتناع بأن زواجهما حقيقي او أنه تستأهله
حتي مع بدء إعتيادها للحياة الاسرية وإشتياقها له بعد نزوله العمل
لم أكن أتوقع أن يظهر أحمد كل تلك المشاعر الصادقة التى صورتيها بعباراتك بشكل صادق ومعبر
لقد عاشت نغم حياتها كنغمة حزينة فلم لا تحيا مع النغمات السعيدة وتترك الغد لله فهي كما ترى أحمد شخص يعتمد عليه ويحبها وباقى الأسرة
كل شى من أشيائها وعطر أحمد الذى يغطى كل شئx يشى بحبها له ،ارتمائها بين ذراعيه عندما فتحهما لها كما فعل مع ياسمين جاء في مشهد رائع حبيبتي.
نغم لاول مرة تشعر بتلك المشاعر التي حرمت منها وللحق احمد يتعامل معها بحب وصبر لانه بعلم ظروفها.
**خطوة عزيزة**لوعة قلب الأم علي إبنها وحرمانها منه من أقسي المشاعر وأصعبها لا تطيب معها الحياة
لكن ما كان عليها أن تيأس وتتوقف عن المحاولة لأن أحمد لا يعرف ما عانته من ذل وهوان مع والده فهو لا يعرف سوى أنها غادرت والده لاجل رجل آخر
وها هي تخطو ثانية لفيللا شهدت أحزانها والآمهافماذا ترى أحمد فاعلا الإن وقد صار لرقية حلفاء بالمنزل لن يسمحوا بحزنها
ويأتى حاتم ليدركها قبل الدخول مع الوعد بأنه سيصحبها قريبا
واشعر أن احمد سيتفهم الوضع فهو مشتاق لها بنفس القدر وسيعود لأحضان والدته التي حرم منها
سلمت أناملك حبيبتي علي الفصل الرائع والاسلوب المتميز
وعذرا منك حبيبتي للقارئات الفاضلات فمنذ بدء العام الدراسى وكل الامور إختل ميزانها خاصة للسيدات العاملات
لكنهم سيعاودون المشاركة حالما تستقر امورهم
لأن روايتك تحظى بالقبول وتجذب القارئ وصادقة انت في مشاعرك التي تخطينها بعبارات صادقة موحية تجسد المشاعر بشكل واقعي جدا
بانتظار القادم حبيبتي
لك كل الحب والتقدير

مرحبا طاقتي الإيجابية التي انتظر رايها في الفصل بشغف وأظل أعيد قراءة الريفيو الخاص بك مرات عدة، شكرا لدعمك الدائم شيزو وأتمنى فصل اليوم أن يكون عند حسن ظنك 💜🤗💜

آمال يسري 25-11-21 09:28 PM

جئت إلى قلبك لاجئة 💜
 
الفصل الثامن والثلاثون 💜
*******************
" تبدين رائعة!"
هتف بها جلال بينما يقف أمام نورا يحتضن وجهها بين كفيه ثم قبلها على جبينها قبل أن يبتعد سنتيمترات عنها، نظرت له نورا بتأثر ووضعت يدها على قلبها هاتفة بتوتر بينما تنظر لمظهرها قبل أن ترنو بنظرها لأخيها:
" صحيح يا جلال أبدو رائعة!"
ابتسم لها الأخير بحنو شديد وقال بمشاكسة:
" لما كل هذا التوتر يا نورا، إنه خالد وتقريبا يحفظك عن ظهر قلب!"
ارتجفت ملامحها وعادت تضغط على قلبها الذي يخبط في صدرها بينما تتبادل النظر بينه وبين أمها التي تقف على مقربة منهما في غرفة نورا التي قالت:
" إنه يوم مميز يا جلال وأريد أن يكون كل شيء على أكمل وجه!"
" سيكون كل شيء كما تريدين حبيبتي!؛ لا تقلقي أنتِ أجمل عروس وسيطير عقل خالد بك !"
صمت لحظة وانتزع ضحكة قصيرة لأجلها بينما يتابع بمرح:
" وإن كنت أظن بأن عقله طار منذ أحبك!"
احمرت وجنتي نورا بينما تهمس باسم أخيها بخجل والذي جذبها لصدره يربت على ظهرها قائلا:
" ابنة قلبي وأختي عيشي كل لحظة فرح بكل وجدانك!؛ لا تسمحي لأحد أن ينتزع فرحتك أو يزعزعها، حتى لنفسك لا تجعليها تحيدك عن سعادتك!"
أسبلت ماجدة اهدابها عن ابنها الذي اختلس النظر لها بتلك النظرة العاتبة التي تهد الأرض أسفلها، تتمنى لو عاتبها وتخانق معها بعد لقائه المدوي مع سارة لكنه لم يفعل، اكتفى بحربه وحده في مكتبه وهو يكسر كل ما يقابله دون أن يسمح لها بالدخول وعندما خرج من غرفة مكتبه لم يحدثها وظل صامتا محتفظ بنظرته التي تشق قلبها وتبكيه، حاولت ان تتحدث معه لكنه رفض دون أي جدال، انتبهت من شرودها بينما تقول نورا لأخيها:
" أنا أشعر بالخوف من فرط سعادتي يا جلال"
لامس وجنتها بحنان وقال مطمئنا:
" لا تسمحي للقلق أن يوترك هكذا، ثم من سيكون لها زوج مستقبلي كخالد لها حق أن تطير من الفرحة، لا الخوف!"
لمعت الدموع في عينيها، تعي مدى دعم جلال لها على مر العام السابق والأيام التي تلته، ولا زال على دعمه لها، يقف جانبها لتظل شامخة قوية، هنا ارتمت على صدره ليحتضنها بين ذراعيه بينما تقول:
" ومن لها أخ مثلك عليها أن تستند على كتفه دون خوف يا جلال!"
دمعة ابية ترقرقت في عين الأخير بينما اغرورقت عيني ماجدة بالدموع بتأثر فيما كبح جلال تلك الدمعة الأبية بقوة من حديد، يمنع عينيه أن لا تذرف دموعها التي بالفعل على وشك الهطول، يحتاج للصراخ والبكاء كطفل صغير ونورا كأنها تدعوه لهذا، تمنى لو احتضنها بقوة وحكى لها عما يداريه، يخبرها عن قلبه المذبوح وشوقه للحبيبة التي أغلقت بابها، لكن نورا حان وقت فرحتها بعد ما عانته فلن يسمح لنفسه الحزينة بالطفو ليبقى على تصنعه سعيدا بلا أي شوائب وكأنه لا شيء يؤلمه، نعم هو بالفعل سعيد لأجلها لكن الوجع في صدره لا ينتهي، من أين له بعلاج يسكن ما يختلج داخله!؟، سحب نفسا عميقا وزفره ببطء وهو يبعد نورا عن صدره بلطف ثم أمسك ذراعيها بينما يقول بمرح لينتزعهما من تلك اللحظة العاطفية التي تغمرهم:
" يا فتاة، إياك والبكاء والعريس على وشك الوصول وقتها سيضطر للانتظار لتستعدي مرة أخرى!"
هتفت نورا بلهفة:
" لن أبكي!"
ثم اطبقت على شفتيها بخجل تطرق وجهها عن أخيها الذي قال بمشاكسته المعهودة:
"و إياك وإظهار لهفتك تلك أمام خالد وإلا تدلل عليك!"
قالت نورا بتلقائية اعتادت بها مع أخيها وبنبرة صادقة :
" فليتدلل يا أخي، له الحق وأنا راضية!"
أزاح جلال غرتها عن عينها وقال بثقة:
" خالد بالفعل يستحق الدلال يا نورا! ، أسعدكما الله حبيبتي!"
ثم قبل جبينها قبل أن يلتفت عنها يمنع نفسه من التأثر ولا يعرف ما الذي حدث له، هو على وشك الانهيار خاصة لعلمه أن سارة ستأتي مع ابيها واخيها ولا يدري كيف سيتعامل معها، بل كيف سيمنع عينيه من عناقها وشوقها لها، وأن يصم اذنيه عن صوتها الأبح الذي يدغدغ كل أوصاله، كيف سيمنع نفسه من همسه العاشق باسمها؟!، بعثر جلال كل ما يجول في ذهنه وهو يتوجه ناحية نافذة غرفة أخته، فتحها بتوتر ظهر لماجدة التي أطرقت برأسها لوهلة قبل أن تذهب لابنتها تضمها لصدرها، تبارك لها..
طالت مباركة ماجدة لنورا لبعض الوقت لينتهزها جلال فرصة ويتركهما لينزل للأسفل بخطوات ثقيلة كما لو كان يحمل أثقالا فوق كتفيه، أسفل الدرجات وقف مليا يحدق في الصالون الذي كانت تجلس فيه سارة آخر مرة معهم، والآن ستعود مع أهلها لكنها ستتلاشى بعد ذلك كما لو كانت سراب …
في السيارة الخاصة بخالد والذي كان يقودها الأخير بينما أبيه يقعد جواره أما سارة في الخلف، تتابع الطريق بشرود بينما دقات قلبها العالية تهدر في صدرها بصخب، ها هي ستعود للمكان الذي تهرب منه بكل قوتها، تقبضت يدها بينما تفكر كيف ستتعامل مع جلال!؟؛ كيف تتخفى منه وتمنع نفسها من النظر له وهي التي يتأجج شوقها له في داخلها حتى تكاد تشعر أن الكل يحس بها، تجاهد لعدم إظهار وجعها لكن دون ارادتها يحدث أن تضعف، أن تختنق، أن تتعالى أنفاسها بعد شرود طويل وتلحظ نظرة أبيها الفاحصة كما يفعل الآن وتتهرب من النظر له، منذ جاء البارحة ولا تغادر عينيه وجهها، لا تدري أهو يروي شوقه منها أم يتفحص داخلها!؟.
ران راشد بنظره لابنته عبر المرآة الأمامية ، بينما يحس بالأشواك تنغرس في صدره، قولها بأنها لا تريد رجلا سواه وخالد أوجعه، كم تمنى لو أخبرها بأنه لن يعيش لها العمر كله وبأن خالد ستكون له حياته ورغم يقينه من حب خالد العميق لها إلا أنها وقتها ستكون وحيدة لأنها لن تقتحم حياة أخيها، ستكون وحيدة حتى لو تصنعت غير ذلك!؛ تنهد بعمق يذكر كيف كانت يوما بالفستان الأبيض بينما البسمة لم تغادر محياها يومها، كانت كالطفلة في برائتها حتى عادت له مكسورة ليدرك أن الكسور لا تلتئم خاصة مع علاقتهما التي اهتزت وقتها، طال الوقت ولم تلتئم جروحها حتى مع الصلابة التي تدعيها، زفر بقوة يلتفت حيث الطريق، يذكر حديثه الصباحي مع ابنه، عندما سأله عن سارة وأنه يشعر بأن هناك ما يؤرقها، سارة متغيرة!؟؛ هناك جديد في حياتها، هكذا كان يشعر ونطقه لخالد الذي أطرق برأسه قبل أن يخبره بطلب جلال لها!؛ هنا هتف به بغضب بأنه آخر من يعلم، وبأنه انتزع منه حقوقه لكن تبرير خالد أوقف هذا بينما يخبره بأنه انتظر حتى يقنعها جلال والذي كان على ثقة بأنه سيفعل خاصة لتمسكه بها حتى حين علم ظروفها، انتظر حتى يتأكد من موافقة سارة وحينها لم يكن ليصمت لكن هناك جديد هو الآخر لا يعرفه ولم يستطع سؤال جلال…
اختنق راشد بينما يذكر كيف قالها بحزم لابنه:
" بالتأكيد لن تسأل جلال!؛ ابنتنا غالية وغالية جدا وإن رفضت أو رفض هو فهذا قسمة ونصيب ولن تجرنا مشاعرنا كي نذهب لخاطبها نستجدي عطفه ليصبر!"
في غرفة مكتب جلال كان قد جلس الأخير على الأريكة الوثيرة وأخرج من جيب سترته الخاتم الذي كان سيكون لخطبة سارة والذي لم يعد يفارق سترته، يضعه دوما في جيبه كأنه أصبح جزء من جسده المتعب يربت على صاحبه كلما تذكر بأنها لامسته بأناملها أو ربما جربته في اصبعها، انحني بجذعه واستند على ركبتيه بكوعيه بينما ينظر للخاتم بلوعة، يتمتم بخفوت متألم:
" أتألم يا سارة، اتألم كثيرا ، أشعر كأنني أذبح كل لحظة وبأنني لن ابرأ مما انا فيه أبدا!"
دمعة واحدة يتيمة فلتت من عينه لم يمسحها بل تركها تحرقه ككل ما يشعر به ويموج في صدره..
صوت خطوات بطيئة تسربت لسمعه لتخرجه من شروده ليلتفت لصاحب الخطوات والتي كانت أمه، أشاح بوجهه يمسح عينه بينما يضع العلبة المخملية التي أغلقها على الخاتم في جيب سترته، تجمدت عينا أمه للحظة لموضع يده حيث دس الخاتم قبل أن تنطق باسمه..
وقف جلال بتثاقل واستدار لها، يتقدم نحوها دون أن تلتقي عيناهما حين توقف وقال بهدوء عكس النار في قلبه:
" سأنتظر خالد في الصالون!"
كاد يتخطاها لولا يدها التي قبضت على معصمه توقفه فتجمد مكانه دون أن يلتفت لتستدير هي وتتحرك لتصبح أمامه ثم قالت بتوسل بعد لحظة صمت كانت تطوف فيها على ملامح ابنها الشاحبة:
" جلال، ابني، أرجوك…"
قاطعها الأخير بصوت باهت لا يشبهه:
" لو كان ما تريدين التحدث فيه عن نورا فمرحبا أما غير ذلك أعتذر منك!"
" ألن يجمعنا حديث سوى نورا يا جلال!"
قالتها ماجدة بقهر ليرد عليها جلال بذات النبرة المتألمة العاتبة وهو يقول مختنقا:
" لأنها بالفعل باتت فقط نقطة التلاقي بيننا يا أمي، نورا التي لأجلها أمارس اقصى درجات ضبط النفس لأكون بهذا الثبات!"
ارتجف فكها بينما تردف بصوت مرتعش دون ارادتها:
" وأنا يا جلال…"
أغمض الأخير عينيه بقوة قبل أن يفتحمها ويقول مختنقا:
" أنتِ أمي!، سيدة قلبي الأولى التي غرست فيه السكين ليبقى لها وحدها لكنها لم تدرك أنه قتلته للأبد!"
هزت رأسها بعنف تنفي ما يقول فيما تردف:
" لم اكن أنانية لهذا الحد يا جلال، أنا لم أرد قلبك لي وحدي بل أردت سعادتك!"
" أحيانا نقتل من نحب من شدة حبنا له!"
قالها جلال ببطء شديد جعل الأرض تدور من تحتها حتى كادت تقع لولا ذراعه التي التفت حولها وهتف بلهفة بينما ينظر لوجهها الذي شحب:
" أمي، أنا سأحتاج لفترة طويلة حتى أتعافى وربما لن أفعل وأظل مريض!"
كتمت ماجدة حديث ابنها بكفها تهتف به برعشة:
" لا تقل هذا يا جلال!"
تغاضى عن قولها بينما ترخي كفها عنه حين تابع:
" أمي سأتحمل سقوطي هذا وأضع على جرحي ملح لكن لن أتحمل أن أراك تقعين أبدا !"
ووضع يدها على قلبه ثم استطرد:
" حتى ولو كنت السبب في قتل هذا!"
شهقة عالية غادرت شفتيها، تحس بقلبها ينثر دمائه في حناياها بينما عينيها دارت في محجريها تتأمل ابنها المكسور بيديها، أرخى جلال ذراعه عنها بعدما تأكد من وقوفها ثابتة ثم ابتعد بهدوء ليصبح بينهما خطوة واحدة،ارتعشت شفتي ماجدة التي همت لتنطق لكن صوت هاتف جلال أوقفها، أخذ الجوال من جيبه ليرى المتصل والذي كان خالد يخبره بأنهم وصلوا في الخارج ..
" انه خالد، لأجل نورا سنكون بخير لذا أرجوك اهدئي!"
قالها جلال وهو يشد قامته ويعدل من هندامه، يسير جانب والدته التي غالبت ضعفها وانهيارها الوشيك لاستقبال خالد وأهله.
في بهو الفيلا وقف جلال يسلم على راشد الذي لأول مرة يراه وجها لوجه، هيئته المهيبة والانيقة كانت تسبقه، رجلا تعدى الخمسين بعدة سنوات لكنه كان وكأنه في الأربعين بقامته الرياضية وصوته الواثق، يدرك بأن قوة سارة لم تأت من فراغ، ربما لا تشبهه في الشكل لكن لديه يقين بأنها ورثت طباعه، لمحة واحدة تكفي حين تبادل النظر بينهما وابيها والتي كانت تقف جانبه، شامخة، قوية، تلتصق فيه كما لو كان حصنها!؛ لكنها كانت كأميرة الحكايا التي تجبره على اختلاس النظر لها، يخبط بكل ما انتوى عرض الحائط بينما يراها بجمالها الآسر، كنزتها القصيرة على جيب ترتسم على خصرها بينما ترتدي حذاء بعنق طويل يكاد يصل لركبتيها، شعرها الذي ربطته ذيل حصان يتخايل بدلال خلفها..
جاهدت سارة كي لا تلتقي بعينيه بينما تسمعه يسلم على أبيها وأخيها فيما كانت تسلم على ماجدة بطريقة حاولت أن لا تظهر فيها رسميتها المفرطة لأجل أخيها، تمنت لو جلس جلال دون سلامه لها لكنه خيب أمالها عندما مد يده يتناول كفها بلطف شديد لتسلم عليه فيما يقول حين تلاقت عينيهما :
" كيف حالك سارة!"
ارتجف كل جسدها إثر نبرته القادرة على هز حصونها بهذا الألم الذي اجتاح حواسها، سحبت يدها بخفة بينما تتهرب من النظر له وترد بخفوت:
" بخير، شكرا لك جلال بك!"
كانت ماجدة قد جلست مع خالد وأبيه فيما جلال أشار لسارة لتجلس والتي قعدت جانب أبيها ، الذي كان بشوشا وهو يتحدث مع ماجدة وجلال وقد كان مرتاحا في حديثه معهما كما لو كان يعرفهما منذ زمن لذا قال بمرح لاق به وهو يربت على فخذ ابنه:
" ما بالك يا عريس، كنت تتحدث دون فاصل قبل لحظات، هل اكل القط لسانك!؟"
ضحك جلال يشاطر راشد مرحه فيما قال خالد الذي تنحنح يرنو بنظره للسلم المؤدي للطابق الثاني!:
" أنا اليوم تركت مهمة الحديث لك أبي ثم سأعود للرغي دون فواصل!"
ضحك راشد بانطلاق ثم قال:
" يذكرني بما جئنا لأجله، لا يطيق صبرا!"
تنهد راشد بعمق ثم قال:
" ماجدة هانم، جلال بك، لن أطيل وأراوغ في الحديث!؛ نحن اليوم جئنا لطلب كريمتكم لابننا خالد، ويسعدني أن تكون ابنتي الثانية!"
اسبلت سارة عينيها عن جلال وأمه، التي رنت بنظرها لها لوهلة بينما رد جلال بعدما أجلى صوته:
"خالد صديقي وأخي ويسعدني أن يكون زوج نورا!"
هنا تنهد راشد والذي كان على علم بأن الجميع متفق وباق رأيه وبطلبه لنورا للزواج من ابنه فكان إعلان صريح لموافقته هو الآخر، توجه راشد بنظره لجلال قائلا:
" أين ابنتي نورا…"
هم جلال ليقوم بينما يقول:
" سأناديها"
لكن صوت ماجدة أوقفه حين قالت:
" سارة ستذهب معك وتأتي بها بنفسها ..."
استدار جلال لأمه في دهشة كما اجفلت سارة حين تنبه راشد وخالد لمطلبها، اختلجت عضلة في فك راشد، يتأهب للرفض فهو رغم إعجابه الشديد بجلال من الوهلة الأولى والذي أوجعه نظرته المترجية لابنته لكنه عليه احترام رغبتها لو كانت رافضة الارتباط به، قطع لحظة الشرود تلك صوت ماجدة التي أحست بتوتر الجميع لتوضح هي بهدوء:
" نورا متوترة ومؤكد ستكون في حاجة لوجود سارة أيضا! هذا لو سمح راشد بك؟"
" على الرحب ماجدة هانم!"
قالها راشد بتحفظ بعدما اختلس نظرة لابنه الذي أومأ له بنعم توحي بثقته في صديقه والتي سارت كالعدوى لراشد لتقوم سارة بتثاقل بعدما استأذنت كلا منهما، تختلس النظر لجلال الذي وقف منتظرا إياها ليصعدا سويا، بخطوات بطيئة سارا تجاه السلم المؤدي للطابق الثاني، تستند سارة على الدرابزين تمنع نفسها من السقوط، لا تعرف سبب طلب ماجدة هذا، ألا تدري كم المعاناة التي تشعر بها كي لا تتلاقى مع جلال ولو بنظرة تثير ضعفها!؟؛ عيناه كانت ترنو تجاهها، يحس بتلك الهزة في جسدها والتي شاركها فيها متألما حين قال قاطعا الصمت الكئيب بينهما:
" شكرا لأنك قبلت الصعود معي!"
شهقت سارة كما لو كانت غائبة عن الوعي قبل أن ترد ببسمة رسمية مرتجفة:
" نورا ستكون زوجة أخي وكل ما يخصها وخالد أوامر!"
أطرق جلال برأسه بينما أصبحا على الدرجة العليا ليتوجها ناحية غرفة نورا كما أشار لها فيما يقول:
" متى تسافرين؟!…"
تنفست سارة بصعوبة ثم ابتلعت ريقها قائلة :
" بعد عقد قران أخي مباشرة، لأن أبي لن يطيل التواجد هنا ، لديه عمل!"
اختلجت عضلة في فك جلال الذي اختنق صوته هامسا بتفهم رغم أنه تمنى لو توسل لها أن تظل بلا رحيل لكن وعده لها أن لا يعيد محاولته ألجمه لذا استدار بصعوبة لباب غرفة نورا التي تقف متأهبة في وسط غرفتها وجسدها كله يرتجف بشدة لتزفر ببطء تنظم أنفاسها حين سمعت دقات الباب يصاحبها صوت أخيها الحبيب لتسمح له بالدخول، تنهدت نورا بقوة حين تلاقت بعيني أخيها والذي تقدم منها وجانبه سارة التي هتفت تثني على جمال نورا وتحتضنها بينما تقول بسعادة لم تدعيها وهي تتمسك بكفيها:
" جئنا لأخذ عروسنا، أخيرا ستكونين زوجة أخي!"
تعالت دقات قلب نورا والتوتر يزداد، تدرك مدى تأثرها بينما جلال ربت على ذراعها بلطف قائلا:
" جاهزة حبيبتي!"
أومأت بنعم لتتوسط أخيها وسارة، تتأبط ذراعيهما، تسير نحو الدرج ومنه للأسفل بينما جلال تائه ما بين فرحته بأخته التي تتمسك بشدة في ذراعه تستمد الأمان منه وتلك الفرحة التي تتسرب لداخله عندما يختلس النظر لسارة التي تسير معهما تشاركه لحظة من أهم لحظات حياته..
" ما شاء الله، ما شاء الله"
قالها راشد فور أن نزل ثلاثتهم للأسفل وتقدموا نحوهم ليقف مرحبا بتلك الفتاة الناعمة الرقيقة التي تقدمت تجاهه بخجل وبوجنتين متوردتين تمد يدها له ليتناولها بين كفيه ، يسلم عليها بفرحة لم يواريها بينما ينظر لابنه ويقول بمشاكسة:
" لك كل الحق أن تتعجل في طلبها يا خالد!"
بسمة خافتة على جانب شفتي الأخير الذي سلم هو الآخر على نورا، تعلق بها لوهلة كانت كافية ليتقافز قلبه من الرضا، فاتنة بفستانها الأخضر الناعم مثلها والذي ينسدل على جسدها بنعومة، شعرها القصير الذي تمنى لو له الحق الآن بلمسه وتحسس نعومته الشبيهة بصاحبته، عيناها الرماديتان تتعلق بعينيه كالمغناطيس تجذبه لتقبيلهما بينما يحس بكفها في يده ترتجف فهمس بخفوت:
" حبيبتي، لما ترتجفي هكذا، أنا هنا!"
أحست بهدوء تلقائي يتسرب لجسدها فور أن سمعت كلماته ونظرت في عمق عينيه الزرقاوين وتلك اللمسة الدافئة من يده والتي لم تطل حيث سحبت كفها منه بهدوء والتفتت لراشد الذي قال وهو يشير جانبه:
" اقتربي هنا عروس ابني، اجلسي جانبي!"
أومأت نورا بإيجاب لتتوسط المكان بينه وخالد الذي كاد يطير فرحا وهو ينظر ناحيتها بلا خوف أو قلق او حاجز يمنعه منها، وقت… مجرد وقت قليل وتصبح له، قطع والده شروده بينما ينظر لجلال ولأمه قائلا:
" ما رأيكم في عقد القران قبل سفري!"
هزت ماجدة رأسها بموافقة وهي تنظر لابنها تعطيه قيادة الرد ليجيب راشد قائلا:
" الميعاد المناسب لك راشد بك سيكون هكذا بالنسبة لنا!"
تنهد خالد في راحة شديدة، ينظر لتلك المكورة قبضتيها في حجرها بخفر كاد يخطف الباقي من عقله متمنيا لو ضمها له وأذابها داخل صدره فيما رمش راشد لوهلة يتساءل ما السبب كون ابنته لم تكن لرجل كجلال رغم أنهما يمارسان أقصى درجات ضبط النفس لعدم النظر لبعضهما لكنهما يفشلان ليلتقيا في لقاء عابر كفيل بقص حكاية طويلة حدثت في وقت قصير!؛ ومن مثله لا يفهم وكان عاشق حد الثمالة لزوجته، تنهد راشد يبعثر افكاره قائلا:
" على بركة الله، غدا سنعقد القران وبعد عودتي أنا وخالد نحتفل بهما!"
صمت لحظة ثم تابع:
" لولا تلك الصفقة المعلقة والتي لم تنته كنا لن نسافر إلا بعد انتهاء كل شيء وأخذنا عروسنا معنا!"
خفقات عالية بقلب نورا التي تختلس النظر لخالد الذي يمنحها من دفء عينيه الهدوء والقوة لتمنع تلك الرجفة التي تسري في جسدها، ردت ماجدة بهدوء:
" نورا من الآن أصبحت ابنتكم راشد بك"
صمتت لحظة وتبادلت النظرات بين سارة وجلال لبرهة قبل أن تستطرد:
" راشد بك، لدي عندك طلب وأتمنى لو لم تردني!"
تنبهت حواس جميع المتواجدين لتلتفت نظراتهم لماجدة بينما رحب راشد مستمعا لها فتابعت بعد تنهيدة امتزجت ببسمة صافية!:
" أتشرف أن تكون سارة ابنتي الثانية وبأن تصبح فرد من عائلتي!"
دقات قلب سارة تعالت بقوة بينما تنظر لجلال الذي بانت عليه الدهشة كأنه لا يعرف طلب أمه في حين أكملت الأخيرة:
" أتمنى قبول طلبي ليد سارة لابني جلال! وبالطبع لو وافقت مبدئيا سنأتي لخطبتها حتى ولو أتينا لدبي لطلبها!"
قالتها ماجدة وهي تنظر لسارة بنظرة ملؤها الرجاء كما لو كانت تناديها بأن لا ترفض، ترمقها باعتذار صامت لم تنطقه الشفاه، حين قطع هذا صوت راشد الذي قال:
" أنا أتشرف بكم ماجدة هانم ويسعدني مصاهرة جلال فما سمعته من خالد عن صديقه وأهله يكفيني؛ لقد أخبرني خالد عن طلب جلال لها وأنه كان ينتظر عودتي! لكن رأي سارة مهم!"
لملمت ماجدة دهشتها سريعا وقد أدركت بأن جلال كان قد طلب سارة بالفعل ورغم الحزن الذي تسرب لها كونها لم تعرف هذا إلا الآن لكنها ستتغاضى لأجل فرحة جلال التي تراها في عينيه ولم تكن دهشة سارة أقل فقد اتسعت حدقتاها وهي تنظر لجلال ليومأ لها أنه بالفعل طلبها من أخيها، شيء من الرضا تسرب داخلها، فرحة حقيقية تشبع بها كل جسدها رغم هذا الخجل الفطري الذي زار وجنتيها فتخضبت بحمرة آسرة تليق بها، ابتلعت ريقها بينما تدخل خالد قائلا لأخته:
" ما رأيك سارة!؟"
انتفضت الأخيرة تلتفت لأخيها الذي تمنى لو وافقت بينما تبادلت النظرات بين كل الموجودين، نورا بنظرتها الفرحة تمتزج بلهفتها وماجدة برجائها التي لا تداريه وجلال بعشقه الذي غمرها فتنفست ببطء، تبحث عن رد مناسب، ربما عليها الانتظار للتأكد بأن جلال لم يضغط على امه، لمحت الأخيرة التردد في عينيها فقامت من مكانها وجلست جانب سارة لتضمها تحت ذراعها بحنان اجفل الاخيرة بينما تقول ماجدة:
" سأكون سعيدة بك عروسا لابني "
ثم نظرت لراشد الذي يشعر براحة كون ابنته قد تحظى بفرحة فقدتها منذ زمن عندما تابعت ماجدة:
" سارة ابنتي منذ أول مرة رأيتها فيها، شعرت أنها شقيقة لنورا"
كلمات ماجدة بتلك الحميمية والدفء تؤكد أنها طلبتها دون ضغط أو ربما ماجدة قوية لتداري حزنها، تدخل جلال بلهفة يمنع ترددها الذي يظهر له :
" راشد بك أتمنى لو أحصل على الرد من سارة قبل رحيلكم !"
ثم التفت لسارة قائلا بنبرة وصلتها راجية:
" أتمنى موافقة سارة!"
نظر راشد لابنته يلمح التراجع الملتف بموافقتها فقال لها بدعم، خوفا من موافقتها دون تفكير أو تحت ضغط:
" حبيبتي، لو تحتاجين لوقت للتفكير سننتظر!"
تفهم جلال رأي راشد بينما يرنو بنظره لسارة التي يتوقف كل شيء عليها…
يتبع

آمال يسري 25-11-21 09:30 PM

" المكتبة أنارت منذ عودتك يا سمر!"
هتف مصطفى بتلك الكلمات بينما يجلس على الكرسي المجاور للمنضدة الخاصة بالاستعارة في المكتبة في حين كانت سمر تعد له كوب من الشاي، سكبته في الكوب وتقدمت له بالصينية، وضعتها أمامه ثم قالت بعدما جلست:
" المكتبة منيرة بوجودك عمي!"
التفتت حولها ترنو بعينيها للمكان قبل ان تردف:
" كانت كابني الذي غاب عني لزمن لذا حين عدت أول شيء أردت فعله هو المجيئ هنا!"
ارتشف مصطفى من كوب الشاي يهمهم برضا فيما يختلس النظر لسمر التي شردت كعادتها منذ ذاك اليوم الذي رجعت فيه من القاهرة، لقد جاءت اليوم التالي لعودتها وعمران لكنها شاحبة باهتة، لم يظن أن ترجع متعبة هكذا، تفتقد حيويتها حتى أن هنية لاحظت هذا حين زارتها سمر واهدتها العباءة والوشاح اللذين كانت قد اشترتهما لها أثناء سفرها وبرغم خجل هنية ومحاولاتها الرفض إذ الأمر لا يستدعي لكن سمر قالتها صريحة:
" أنت امي وام لعمران وهذا قليل عليك "
ورغم محاولة سمر لرسم ضحكة لم يمنع كلا من هنية ومصطفى من رؤية لمحة الانكسار في عينيها ولا غفلا عن تهربها من النظر في عيني عمران الذي جاء يومها ليلا ليتناولا العشاء عندهما..
قطع مصطفى شروده قائلا بفضول اب يريد الاطمئنان على أبنائه :
" أسمحي للدموع بالتحرر يا سمر لا تمنعيها!"
انتبهت سمر لتكاثف الدموع في عينيها، ها هي لا تستطيع منع طفو حزنها على ملامحها، رغم محاولاتها لاستعادة ما تصدع لكنها لا زالت غير قادرة، تتألم بصمت تمنع نفسها بقوة من الصراخ والاستناد على كتف عمران كي لا تسقط، عمران الذي لم يتأخر لحظة عن محاولة إرضائها ومحو أثر الحزن عنها .. لكنه يعود محبطا بينما يشعر بإخفاق محاولاته، زفرت سمر بخفوت تلتفت عن نظرات مصطفى الفاحصة قبل أن تنتفض من مكانها مضطربة لتتوجه ناحية أرفف المكتبة تتناول الكتب وترتبها بينما تقول متلعثمة:
" أين تلك الدموع عمي، ربما طرفت عيني!"
تنهد مصطفى ببطء واستدار لها، يحس بتشنج وقفتها بينما توليه ظهرها وتعبث في الكتب، أردف بعد لحظة صمت:
" هل تظني بأنني لا ألحظ تغيرك منذ عدت يا سمر، أنا انتظرت دون حديث معك ربما تبدل الحال لكنك ظللت كما أنت!"
اعتصرت الأخيرة عينيها بينما تحس بتقلص شديد في معدتها يحدث لها في كل مرة تتذكر فيها الصدام مع عمران، تنفست بهدوء تمنع توترها ثم التفتت لمصطفى بعدما انتزعت بسمة باهتة وقالت :
" قلب الأب يقلق من أقل شيء هذا هو كل شيء أما أنا بخير!"
زفر مصطفى طويلا يعي بأنها لن تتحدث، يدرك هذا التشابه الكبير بينها وعمران ، الاثنان لديهما عادة الصمت والكتمان ويحترم فيهما هذا لو مع أحد خارجهما أما لو كان بينهما فهذا مصيبة، هكذا فكر لذا لم يستطع منع نفسه من القول لسمر:
" إياك و الصمت بينك وزوجك يا سمر!"
انتبهت له بكل حواسها بينما يضيف:
" الصمت يبني حاجز بين الأزواج فلا تسمحي أن يكون بينكما ولو شعرت بأن الصمت طال فاصنعي حديثا حتى ولو كان من وجهة نظرك بلا أهمية!"
تنهدت سمر متفهمة ، تبتسم لهذا الرجل الذي لا يبخل عليها بنصحه ثم استدارت حيث الرف الذي ترتب فيه، سحبت أحد الكتب وقالت وهي تعاود النظر لمصطفى':
" تلك الرواية لما لا يوجد لها نسخ مترجمة!"
" لم تعجب النسخ المترجمة منها عمران لذا جاء الأصلية فقط!"
قالها مصطفى فيما يترك مكانه ويتوجه حيث تقف عندما قالت سمر وهي تقلب الرواية في يدها:
" تلك نسخة واحدة وواضح أن أحدهم استخدمها!"
ضحك مصطفى بخفوت وقال:
" أحدهم هذا هو عمران وكان قد بدأ في قرائتها بالاستعانة ببعض برامج الترجمة لأنه يحب تلك الرواية!"
كلمات مصطفى الأخيرة كانت كفيلة لأن تضم سمر الرواية لصدرها لتتسع ابتسامة مصطفى الذي تأملها للحظة يحس بتلاشي ألمها رويدا، تهربت سمر من النظر له، تبحث عن حجة كي تبدأ بقراءة الرواية!؛ تحس بخجل فطري أن يحس مصطفى انها ستقرأها لأجل حب عمران لها..
تحرك مصطفى لكرسي المكتب الصغير ثم جلس عليه وبدأ في كتابة بعض الملحوظات الخاصة بالمكتبة قبل أن يقول وكأنه لم ينتبه للهفة سمر للرواية:
" ابدئي في قرائتها ستعجبك، أعلم بأن تخصصك اللغة الإنجليزية فستكون سهلة لكِ!"
زفرت في راحة وكأن مصطفى ضغط على زر انفلات لسانها لتتوجه له وتجلس لكرسي أمام المكتب قائلة بحماس:
" سأبدأ في قرايتها اليوم!؛ سأخذها معي المنزل !"
أومأ مصطفى متفهما ولا زال محافظا على عدم ملاحظة سمر رؤيته لهفتها!، بينما الأخيرة وضعت الرواية داخل حقيبتها ثم رنت لباب المكتبة بعينين مشتاقتين، تتساءل لما لم يأت عمران، هو منذ عودتهما من القاهرة وحين بدأت العودة للمكتبة لم يتأخر عنها يوم، دوما يوصلها بنفسه للمنزل، تنهدت بخفوت تعي بأن وقت اغلاق المكتبة لم يحن بعد لكنها في حاجة لتمديد جسدها المتشنج من كثرة التفكير وربما مشروب دافيء وتلك الرواية يساعدان على ارتخاء جسدها لذا نظرت لمصطفى الذي انشغل بما يكتب وقالت:
" سأعود للبيت يا عمي!"
رفع مصطفى وجهه باهتمام وسألها:
" ألن تنتظري عمران!"
هزت رأسها نفيا ثم قالت بمرح مصطنع حين لمحت القلق عليه :
" عمي، أنا حفظت البلد هنا حتى أنني تعرفت على بعض الأطفال في طريقي اليومي!"
ضحكت بخفوت واستندت على المكتب ثم قالت بصوت خافت وكأنها تمنع أحد من سماعها بينما ترتسم على شفتيها بسمة:
" أتعلم الفتى الصغير يعاكسني ويخبرني انه سيطلبني من عمران!"
قهقه مصطفى من القلب وقال بمشاغبة تليق به:
" يا إلهي، عمران سيمضغه حيا!"
رغم لمحة الحزن في وجه سمر إلا أنها تابعت مرحها بينما تحمل حقيبة يدها وتقف:
" إذن لألحق بالصبي كي لا يتحدث مع عمران!"
وغابت ضحكتها فجأة كما لو كانت تذكرت شيء بينما مصطفى يتأمل وجهها الباهت لتقول وقد بدأ الحزن يتسلل لصوتها مرة أخرى:
" سأرحل الآن!"
" في رعاية الله يا ابنتي!"
قالها مصطفى بحنو شديد لمس قلب سمر بينما تؤمن على كلامه قبل أن تستدير عنه وتتوجه للباب حين سمعته ينادي باسمها؛ التفتت له بتساؤل ليجيبها ببسمة تبعها قوله:
" هدأ الله سركما يا سمر!"
اختنق صوتها وهي تهمس بتضرع( يارب) قبل ان تتابع طريقها مرة أخرى!"
نسمة هواء باردة قابلتها فور خروجها من باب المكتبة لتضم السترة على جسدها، تحميه من برد الشتاء، سارت عبر الطريق المؤدي لبيتها بينما نسمات الهواء تزداد يصاحبها بعض ذرات الماء الخفيفة لتنظر للسماء بتضرع تناجي بكل ما يختلج به صدرها، أصوات الأطفال الذين يمرحون على الطريق أخرجها من شرودها بينما ينادي أحدهم باسمها لترد ببسمتها الواسعة ثم تقول بحنان:
" اذهبوا لبيوتكم الجو بارد والسماء تحمل المزيد من المطر!"
صوت الاطفال يشاكسها وهم يهتفون معا كأنها طفلة معهم:
" يا سمر اللعب بهذا الجو ممتع ،شاركينا!"
همست بخفوت بينما تراهم يعودون للعب:
( ياليت؛ لكن الصغيرة كبرت!؛ كنت ألعب يوما ما بذات الأرض بالضفيرتين؛ وتحرصني عيني عمران!"
كتمت ألمها وهي تتابع سيرها، تضم سترتها لجسدها بينما يهفو قلبها لرؤية عمران فالوقت الذي تقضيه في المكتبة دونه تحسه كالجمر الذي يتقلب عليه جسدها!.
في حديقة المنزل، وقف عمران يحدق في الوردة التي كان قد زرعها لسمر، لاحت على شفتيه بسمة لحلو الذكرى، وكيف كانت قد بدأت تتحسن الحياة بينهما، تلك الوردة شاهدة على كل لحظة حلوة بينهما، على فنجان الشاي التي كانت تعده سمر له فيشربه بعض الأحيان بالحديقة!؛ شاهدة على تلك اللحظات التي قضاها مع سمر على الأرجوحة، على كل فرحة ودمعة، تلك الورد تقاسمت معهما حياتهما، أطبق على شفتيه بقوة وهمس!:
" كيف فلتت أعصابك بعد كل تلك القوة يا ابن الجبالي، كيف خسرت ما بنيته، ها هي عدنا لأوقات الصمت!؟"
أرخى أهدابه قبل أن يتنفس طويلا ينفض أفكاره عنه، لقد حان وقت ذهابه لسمر في المكتبة، التفت حيث المرش الصغير، انحنى وتناوله وبدأ بروي الوردة…
صوت الباب الخشبي الخاص بالحديقة جعله يلتفت حين فتح، ليجد سمر قد عادت، تلاقت عينيهما مليا قبل أن يعتدل عمران في وقفته تاركا المرش أرضا بينما يرى سمر تتجه نحوه..
" لم لم تنتظريني، كنت سأتي لك!"
قالها عمران حين وقفت سمر أمامه لترد الأخيرة بخفوت:
" لا بأس، أردت التمشية!"
نظر عمران للسماء ثم لها وقال:
" الطقس بارد!"
هزت سمر كتفيها بلا اهتمام ثم التفتت للوردة، لتغمض عينيها لوهلة قبل أن تنظر لعمران قائلة:
" لا زلت تهتم بها!"
" وما الذي سيجعلني لا أهتم بها ياسمر!"
هتف بها عمران بغموض قبل أن يدس يديه في جيبي بنطاله ويتابع بينما يستدير للوردة:
" سأظل أرويها دون كلل أو ملل!"
ابتلعت سمر ريقها وهي تنظر للوردة هي الأخرى حين سمعته يقول:
" لآخر لحظة في عمري، سأظل أسقيها، لأراها وهي تزهر يا ابنة عمي!"
استدارت سمر له بوجهها لتتلاقى عينيهما ويرى ذاك الدمع الحبيس الذي أصبح يلازم عينيها ويحرق قلبه، يحس بسكين يغرس في قلبه، كيف يداويها ؛ وينسيها ما مر بهما!؛ قاطع تفكيره صوت سمر التي قالت:
" عمران الجو بارد والمطر بدأ يزداد دعنا ندخل! أم لديك عمل!"
هز رأسه بلا ثم قال:
" لا ليس لدي شيء، لقد جهزت لأجل أن اوصلك للبيت وها أنت قد أتيت فربما الأفضل إيصالك لباب المنزل!"
بسمة صافية نالت من شفتيها كانت كالعدوى لعمران بينما يسيرا معا حيث المنزل بالأعلى!.
يتبع ...

آمال يسري 25-11-21 09:31 PM

يحدق فيها بعينين عاشقتين ملؤها الفرحة والدهشة، يكاد يعانقها بنظراته التي لا تحيد عنها وكأنه يتأكد بأن ما يعيشه الآن ليس حلم وبأن صوتها الذي لا زال يصدح في رأسه واقع..
" موافقة!"
عندما قالتها كما لو أنها حررت السجين من حبسه، حررت تلك النبضات التي ظنها تندثر ليعيش دون حياة، موافقتها كانت كحياة له، منذ أعلنت موافقتها للجميع وهو يكاد يمر عليهم شخص شخص ويسألهم هل وافقت أم أنني أحلم، هل أمي بالفعل طلبتها لي أم أنها هلاوس الوجع؟!، طاف بعينيه على ملامحها الحبيبة يهمس باسمها بوله( سارة) فترفع له عينين خجولتين تتهربان من النظر له، يحس بوجنتيها المنصهرتين يشعلان كل حواسه، يحمد الله بأنه حين استأذن راشد وخالد ليجلس معها ، اختار الجزء القصي من البهو والذي شاركهما فيه خالد ونورا وإن كان بعيدا بعض الشيء لكن كل هذا كفيل لتكبيل ذراعيه عن عناقها وتقبيل كل إنش في وجهها ..
توترت سارة في جلستها بينما ترى جلال يحدق فيها حتى احست أنه لن يرمش، بل تكاد تشعر انه لا يتنفس، عضت على شفتها تستدير بوجهها بخجل، تنظر إن كان أبيها يراها ام لا لتجده يتحدث مع ماجدة ويرتشف القهوة فتعود بنظرها لتجد جلال على صمته وسكونه ونظرته الطويلة التي تحس به يلهب بها وجنتيها فهمست تناديه باسمه فابتسم وهو يتنهد طويلا ويفرد ذراعه على ظهر الاريكة ليصبح خلف سارة بينما يقول بخفوت :
" أخيرا عاد اسمي لحلاوته( جلال) بلا ألقاب!"
قضمت سارة شفتيها فهمس بنبرة ثقيلة:
" انتبهي خجلك يغويني بالكثير!"
اتسعت عينيها وهي تحدق فيه بينما تهمس باسمه مرة أخرى وتنظر تجاه ابيها ليقول جلال بنبرة هامسة:
" لا تقلقي لن افعل شيء، أنا مقيد لكن اعدك غدا لا قيد حبيبتي!"
تعالت نبضات قلبها وتسارعت تشعر بها تصل لجلال بينما تحدجه بنظرة عاتبة ليردها بمحبة وهو يقول:
" غدا ستكونين زوجة جلال منصور ووقتها سألتهمك يا سارة !"
وتبع كلماته وهو يكور يده ويقربها منها كأنه سيتناولها لفمه لتكتم سارة ضحكتها ثم قالت بمشاكسة:
" جلال بك، إنه عقد قران وليس زفاف!".
غمز لها وهو يميل نحوها هامسا:
" عقد قران أي زوجتي، أنا أعلم أنه هناك الكثير من الحواجز تتم مع فستان الزفاف!"
جحظت عيناها لوقاحته التي لم يداريها لتتخضب وجنتيها بحمرة قانية وتشعر بقلبها يذوب خجلا في حين أكمل:
" لكن عقد القران يتيح لي ضمك!"
هزت رأسها بلا ليضيف هو بتوسل:
" سأضمك لأتأكد أنك أصبحت لي وفقط !"
نبرته المتوسلة هزت كيانها ، جعلتها تشعر وكأن جلال امسك نجمة من السماء، دغدغ أنوثتها الراكضة بنبرته الرجولية العاشقة، هز الفتاة الخامدة الخائفة داخلها لتنتفض تتمنى عناق هذا الرجل الذي نبش عنها لتستيقظ من سباتها، جلال مسح عنها الغبار الذي تراكم تلك السنين ، تنهدت طويلا قبل أن تسبل جفنيها بوجل وتهمس:
" ليت الغد كان اليوم يا جلال!".
هنا نفخ جلال بعلو وهو يحرك ياقة قميصه يحس بالحرارة تسري بجسده فتعرق كل إنش فيه ثم قال بمكر رجولي!:
" فلنعتبره اليوم!"
لتحرك سارة مقلتيها بخجل شديد وتلتفت حيث أبيها كما لو كانت تستنجد به ليهتف جلال ينتزعها من بحثها:
" أنا تسلمت الأمانة يا سارة !".
★★★
" مبارك لنا يا نورا"
همس بها خالد بعشق واضح لنورا حيث يجلسا على الأريكة المقابلة لجلال وسارة الغائبين عن كل الموجودين.
رفعت نورا عينيها تعانق عينيه ترد بمباركة خافتة ليهمس لها خالد بحب:
" اشتقت لكِ!"
" ولذلك كنت تتصل بي كل يوم وتأتي لزيارتي!"
قالتها نورا عاتبة مستنكرة ، تشعر بأنها بالفعل تشتاق له كثيرا حتى أن لمسة أنامله أناملها لا يساعد من تهدئة حنينها بل يزيده، أطرقت تنظر لأناملهما التي تتلامس على الأريكة بحذر كما لو كانت النيران ستشتعل لو تماسا أكثر ليتنهد خالد عاليا ويقول بحشرجة:
" ألم أخبرك بعذري يا نورا!"
قضمت الأخيرة شفتيها ثم همست:
" خالد، نظرة عينيك كفيلة لتهدئة أشواقنا قليلا فإياك وأن تبخل بها علي مرة أخرى!'
تلك الساحرة الناعمة قادرة على دغدغة رجولته وتجعله راضيا فقال بينما يداعب أصابعها بذات الحذر:
" لم ولن أبخل ساحرتي، لو تعلمين ما تفعله عينيك في!"
هنا رفعت عينيها تعانق عينيه ليزفر بحرارة وهو يهمس بإغواء رجولي أدهشها :
"ها هي عينيك أيقظت الرجل الجائع داخلي!"
" هل أتي لك بطعام يا خالد!"
قالتها نورا ببراءة هزت كيانه ليكتم ضحكته وهو يقترب هامسا وهو يقول بنبرة ذات مغزى:
" الطعام أمامي، لا يفصل بيني وبينه سوى سنتيمترات والمأذون !"
فتحت فاها ببلاهة قبل أن تغلقه وتلتفت عنه بخفر شديد وقد أحست بأن الكلمات اختفت من ذهنها ولا يرد سوى نبضات قلبها العالية .
★★
" شكرا لك راشد بك، كونك لم ترد طلبي!"
قالتها ماجدة بامتنان بعدما اختلست نظرة لأبنائها ليرد راشد بعدما وضع فنجان القهوة:
" أنا تشرفت بمصاهرتكم ماجدة هانم وكل ما أتمناه هو سعادة الأولاد!"
عادت ماجدة مرة أخرى بنظرها لأبنائها وشاركها تلك النظرة راشد الذي تأملهم بفرحة ، يرى ابنته أخيرا تبتسم بسعادة فيدرك بأن موافقته على عقد قرانها مع أخيها كان قرار صائب وبأنها عليها اقتناص فرصة السعادة بعدما غادرتها سنوات، سارة ستبدأ حياة جديدة لم يظن يوما أنها ستعود لها.
امتلأت عيني ماجدة بالدموع التي كبحتها بقبضة من حديد، تنهر نفسها بقسوة أنها كيف كادت تقتل ابنها بيدها، تحمد الله بأن أزاح الغشاوة عن عينيها، نظرة جلال الكسيرة وصوته الخالي من الحياة كانا كسلاح طوقها بقوة يهزها لتفيق، ربما لا زالت الأفكار تراودها لكنها تتوارى خلف فرحتها بسارة!، تلك الفتاة التي رفضت أن تحارب في وجه أم رغم عشقها لجلال، رغم كونها ترجو الزواج منه، تستحق أن تكون زوجة لابنها وأن تكون ضمن أسرتها، ربما فتاة غيرها كانت قد انتهزت انكسار جلال وتوسله وضربت برفض أمه الصامت عرض الحائط لكنها لم تفعل وهذا ينم على تربيتها الأصيلة وأخلاقها التي ستصون عائلتها وتصون ابنها...
يتبع 💜

آمال يسري 25-11-21 09:33 PM

انتهزت سمر فرصة أن عمران جلس في حجرة مكتبه بعد العشاء لتجلس على السرير بعدما أخذت الرواية من حقيبتها وبدأت في قراءتها، مع أول صفحة بالرواية حين وجدت بعض الخطوط أسفل بعض الجمل فتناولت دفتر صغير من درج الكومود وبدأت في كتابة الجملة باللغتين الإنجليزية والعربية وهكذا دواليك مع كل مرة تقابل خط رسمه عمران بنفسه في صفحات الرواية أو علامة مميزة بينما كانت تسبح بين السطور وقد تحولت الجمل التي ترجمتها إلى سطور ثم إلى عدة صفحات، كانت غارقة، ناسية كل أوجاعها حتى أنها لم تدر بعمران الذي توغل للغرفة وتأمل الرواية التي يعرفها جيدا بين يديها فاقترب ببطء يرنو بنظره من علو، ليجدها تضع يدها أسفل أحد العبارات التي شد تحتها خطا ثم بدأت بترجمته، ناطقة إياه بهمس وصله خفق له قلبه، هنا لم يستطع منع نفسه من الجلوس جانبها، لتحس باقترابه وعطره يتسلل لجوارحها لتلتفت له مجفلة، ترفرف بأهدابها وكادت تغلق الرواية فيما تقول متلعثمة:
" رأيتها صدفة في المكتبة!"
أمسك كفها التي تجمدت على صفحات الرواية ليفك ذاك الجمود بأنامله التي تخللت أناملها لترتخي بينما يهمس :
" جيد أنك أتيت بها إلى هنا!؛ كانت هناك كلمات تقف أمامي ستساعدينني في حل أحجيتها!"
ابتلعت سمر ريقها، تحس به يخترق نقاط ضعفها بصوته ونظرته التي تطوف عليها بحب لتقول بثبات واه:
" هناك الكثير من برامج الترجمة تستطيع.."
قال بلهفة:
" أريد مساعدتك أنت، فالملل من البحث ينتزعني من متعة الرواية!"
ابتلعت ريقها الذي جف من هذا التقارب الحسي ، لقد جاهدت الأيام السابقة نفسها بينما تنام على طرف السرير، تمنع نفسها من لمسه ورغم كونها تتوجع لهذا لكن شيء داخلها كان يمنعها من القرب أما الآن وهو يلتصق بها، جالسا جوارها وينظر في عمق عينيها فهو قادر على هدم أي حاجز تريد بنائه، أنفاسها العالية كانت تصله بينما قال بصوته الأجش وهو يشير لجملة بالصفحة المفتوحة:
" ترجمي لي!؛ لم أفهم معناها!؟"
تعلقت سمر بوجهه الأسمر طويلا تبحث فيه عن ادعاء ما يقول فلم تجد لتنظر إلى الكتاب وتتعلق بإصبعه الذي أشار لموضع الكلمات التي يريد ترجمتها، تأمل جانب وجهها النابض بالحرارة بينما يعتذر لها بصمت عن تلك الكذبة التي اخترعها فهو قرأ الرواية أكثر من مرة وأحس بأن سمر كانت شريكته في كل مرة يقرأها لكنه لم يتوقع أن تأتي بها بلوته لهنا وتشاركه بالفعل قرائتها…
تأملت سمر الكلمات المكتوبة والتي كانت كلمات عاشقة ملتهبة من البطلة التي تطالب البطل بقبلة حارة ثم… وأغمضت سمر عينيها عن باق الكلمات بينما تتمتم في نفسها:
" بطلة وقحة…"
كتم عمران ضحكته بصعوبة حين رنت مسامعه كلمات سمر ثم ما لبثت أن تحولت لوجع حين أطرقت سمر رأسها والتي أحست بالألم تسرب داخلها، تذكرت أنها منذ أيام قليلة كانت هكذا مع عمران، تطالبه بقبلات حارة وتردها أضعاف، لامست شفتيها بتلقائية كأنها ستلمس تلك القبلات التي اشتاقت لها، لمداعبته لها التي تشعرها بالحياة، تفتقد كل لحظة بينهما …
قطع عنها عمران هذه اللحظات التي شاركها فيها بصمت ثم قال مدعيا البراءة كي ينتزعها من شرودها:
" تقولين شيء!"
فتحت سمر عينيها وهمست بلا ليطلب منها أن تقرأ المكتوب فهمست تقرأ بالانجليزيه ليلجم ضحكة متسلية وهو يقول:
" اللغة العربية…"
" ها…"
قالتها سمر ثم انفرجت شفتيها كأنها تناديه لتذوقهما، قبض عمران على مشاعره الهادرة بحبها، تلك البلوة موجودة!؛ حية ولو حاربتها سمر، هي هنا، تعبث بهما سويا لتنال نصيبها من الحب الذي لن ترضى أن يقل؛ هذا ما فكر به عمران ليلوح الأمل في قلبه وهو يرد موضحا بذات النبرة العابثة:
" ترجمي…"
ابتلعت ريقها و استدارت عنه لتنظر للكلمات التي كانت تشعل وجنتيها لتترجمها له دون النظر له، أحست بأنامله الخشنة تلمس ذقنها وتدير وجهها له بينما يقول بصوت أبح لن تخطأ الحرارة التي تنبعث منه:
" الترجمة تصبح متقنة لو نظرت في وجهك ورأيت شفتيك تنطق بها!"
ابتلعت سمر ريقها الجاف وهمست بضعف ملتف بحنينها المعاند لها يناديها لليلة طويلة لا تنتهي مع عمران:
" أعتقد بأن الترجمة تنفع لو مكتوبة ولست بحاجة لنطقي!"
" تؤكد المعنى وتوضحه!'
قالها عمران ولا زال يقبض على ذقنها، يمنع نفسه من جذبها لصدره ولا يهتم بعنادها هذا عندما ردت عليه باستنكار وهي تلتفت عنه:
" نحن لسنا في حصة لغة عربية!"
ادعى عمران الجدية وقال:
' حسنا ابنة عمي، سأتغاضى عن النظر لعينيك وأنت تترجمين مع أنه يساعد على الفهم السريع ، هيا إذن ترجمي تلك"
قالها حين قلب الصفحات وكأنه يعلم مكان كل حرف لتأتي عينيها على المكتوب لتحرك شفتيها دون النطق فقال برجاء:
" انطقيها يا سمر!"
اعتصرت سمر عينيها قبل أن تعود بنظرها للمشهد والذي كان للبطل يراضي البطلة ويطلب منها السماح لتقول له في نهاية المشهد( سامحتك) تلك الكلمة التي أراد عمران ترجمتها، ألا يعلم أنها حتى لم تغضب منه فكيف تسامحه؟! لكنها تحتاج لمصالحة نفسها ووقتها… قطعت تفكيرها وهي تغلق الرواية بتوتر قائلة بتلعثم:
" عمران ، أنا في حاجة للنوم…"
تجمد في مكانه، يدرك أنهما سيقضيان ليلة باردة بلا عناقها بينما تتدثر بالأغطية بعدما وضعت الرواية والنوتة في درج الكومود .
★★★
تشعر أنها أتقنت المهمة الخاصة بترتيب مواعيد أحمد، ها هي أصبحت سلسة عكس أول مرة التي كانت تتعلم فيها رغم كونها أتمتها وقتها بنجاح لكنها الآن أفضل، بحركة تلقائية كانت تحرك كفها على الشامة في رقبتها بينما تحس بنظرات أحمد تتوجه صوبها، لعقت شفتها السفلى باضطراب، تتمنى لو نحى عينيه الثاقبة التي تخترق كل حواسها..
أنهت نغم مهمتها وأزاحت الحاسوب ليصبح منتصف المنضدة وهي تقول:
" انتهيت…"
سحب أحمد الحاسوب وهو يردف:
" شكرا يا نغم…"
منحته بسمة صافية راضية قبل أن تهمس باسمه بخجل ليرد بنعم ممتزجة بلهفة لم يخفها، أسبلت أهدابها تمنع تلاقي عينيهما الذي يغويها لطلب عناقه قبل أن تردف:
" ألا يوجد عمل إضافي؛ هذا ينتهي سريعا !"
حانت لحظة من الصمت حتى ظنت بأن احمد لم يسمعها بينما يتأملها لتخفض رأسها عنه ظنا بأن الكلام لم يعجبه لكن ضحكته الخافتة جعلتها تعاود النظر له، تأكل ملامحه بعينيها بينما هدأ ثم قال بمكر:
" هناك لك عمل بالفعل !"
هتفت بلهفة تسأله عن ماهيته فمط شفتيه بتفكير قبل أن يستند بذراعه على كرسيه ويميل نحوها حتى تجمدت في جلستها بينما تسمعه يهمس بصوت أبح ونظرات عابثة تطوف عليها بوله دون مداراة ذلك:
" العمل في حاجة أن تجدين له مسمى وأنت لم تبوحي بالمسمى بعد!"
لوهلة ظنت أنها لم تفهمه بينما تحدق فيه كما لو كانت ستقرأ مقصده على ملامحه ثم عقدت حاجبيها وقد لاح على ذهنها ما يرمي إليه فتبسم بمكر يعي أنها فهمت بينما صدرها كان يعلو يهبط في صخب، أحمد يذكرها بأنها عليها إيجاد مسمى لزواجهما، يذكرها بأنها لديها عمل حقيقي وهو أمامها، إنه أحمد بنفسه يدعوها بمراوغة لاتمام زواجهما ليصبح دون نقصان !؛ ابتلعت ريقها وتشتت مقلتيها فيما تبحث في عقلها عن المسمى التي تعي أنه تدركه الآن، ألا تريد أن تتم هي أخرى زواجها!؛ بلى تريد !؛ لكن… قطعت أفكارها بينما أحست بأحمد يعتدل ويزفر بإحباط ويعود لما كان يفعله قبل أن يتحدث معها؛ نغزة غرست في صدرها وهي ترى ملامح الإحباط على جانب وجهه، تدرك تقصيرها تجاه الرجل الذي فتح لها عالمه وأعطاها بلا مقابل، الرجل الذي أهداها اسمه لتحس بطعم العائلة وكيف يكون عناق الأب والأخ والحبيب والزوج!؛ كل هؤلاء هم أحمد بالنسبة لها، ألا يحق له تفسير!؟؛ وضعت طرف إصبعها في فمها كما لو كانت ستقضم أظافرها بينما ترنو ببصرها لأحمد بتفكير لا تدري كم طال ولا تدري كيف انفلتت الكلمات من شفتيها منسابة سهلة وهي تقول بحشرجة:
" أحمد، أتظنني الأخرى لا أريد …"
هنا أحس أحمد بقلبه يتقافز في صدره وهو يرفع رأسه ينظر لها، يتأكد أنها تحدثه بينما هي احست بتوتر جعلها ترتجف خاصة مع نظرته الحارة المتلهفة لباق حديثها وقد علمت بأن أوان التراجع عن الحديث انتهى لذا سحبت نفس عميق وتشجعت قائلة :
" أنا أيضا أريد حياة كاملة يا أحمد، أريد أن أكون في حضنك بلا قيد،أن أشعر بأن كل ما أعيشه حقي و أعطيك بسخاء كما تفعل معي !"
تهدج صوتها في آخر كلماتها وكتمت دموعها التي تحرق مقلتيها حين أحست بكف أحمد تتناول يدها وتضمها بحنان لتنظر لموضع يدها قبل أن تسمعه يقول بدفء طمئن قلبها المرتجف:
" إذن ما الذي يمنعك يا نغم!؟"
ابتلعت ريقها الجاف وعم سكون بينهما بينما تطوف عينيها على وجهه قبل أن ترد بخفوت:
" أحمد أنسيت سبب زواجنا!..."
قاطعها قائلا وهو يضغط على كفها:
" ما هو سبب زواجنا يا نغم!؟"
همست مرتجفة:
" تحميني ولو مهما جادلت، أنت بالفعل لولا ما حدث ذاك اليوم في المتجر ما طلبتني!؟"
" ما أدراك بهذا يا نغم!"
قالها أحمد بدهشة لتهز كتفيها، لا تجد رد أو ربما لا تريد الجهد في البحث عن إجابة ليجيبها هو قائلا بثقة:
" ربما ما حدث كان سبب فقط في تعجيل طلبي!"
حدقت فيه نغم لثوان ليومأ لها مؤكدا كلامه ثم تابع:
" نغم، أنا طلبتك زوجة لأنني أراك بعين رجل أنثى تملأ قلبي وعيني!"
تعالت نبضات قلبها بهذا الاعتراف الصريح الذي لا يقبل الشك ليتابع:
" ربما سبب زواجنا كما تظني هو تلك الظروف!"
ثم لامس وجنتها فارتجفت بينما أضاف:
" لكنني لم أكن أفعلها وأطلبك لو لم أكن أريدك بالفعل تحملين اسمي!"
" ماذا ستفعل لو أنجبنا طفلا او طفلة وسألوك عن أهلي!؟"
ارتجف جانب فكه بتأثر من صوتها المقتول ليرد بهدوء:
" تحسبين لكل شيء؟!"
تنهدت بخفوت وهمست بوجع رغم محاولتها لمداراته:
" الوحدة علمتني!"
فهمس يجيبها :
" سؤال كهذا لو سأله ابنائنا. ..!"
هنا احتضن وجهها وهو ينظر في عمق عينيها، يتخيل أبنة تشبهها تملأ حياتهما ثم تابع:
" سيكونون في عمر يفهمون فيه الرد على سؤالهم ولأنك ستربيهم على الخلق فلن يضرهم ردنا وسيعلموا بأن أمهم لا ذنب لها فيما عاشته!"
دمعة انحدرت من عينها وهمست:
" هل تظن أنني أستطيع تربية طفل وأنا كنت وحيدة كل عمري، أم أنني سأقدر على إعطائهم ما لم أنله !"
تنهد أحمد طويلا، يدرك مدى تأثرها من تلك الحياة القاسية التي عاشتها والتي تركت على ملامحها علامة، منع انجرافه للشرود فيما نطقت وقال بصوت أجش:
" نغم، أنت لا تدرين أنك تحملين في داخلك حنان يكفي العالم بأسره!"
ابتسم ابتسامة عذبة وداعب وجنتيها يمسح تلك الدمعة قائلا :
" لكني وأولادي سنحظى بحنانك وحدنا فانظري كيف سننعم فيه!"
اعتصرت عينيها وهمست :
" أحمد أنا فتاة لم تتعافى مما عاشته، لا زلت أحبو كي أقف.."
" وأنا سأمسك بيديك حتى تقفين على قدميك وكلي يقين أنك قوية ستتخطى كل ما مضى!"
قالها أحمد واحتضن كفيها، تهربت من النظر له فأضاف أحمد ينتزعها من مسؤولية قد تضعها على عاتقها ملقية ضغوطها بعيدا:
" نغم، يكفيني ما سمعته منك الآن، يكفيني أعرف أنك تريدينني كما أفعل!؛ فهذا بالنسبة لي كزواج مكتمل الأركان وسأنتظرك بصبر كي تتأكدي أننا نشبه بعضنا كثيرا وأن القدر جمعنا لأننا سنداوي الشروخ المتناثرة في أرواحنا!"
قضمت شفتيها وهمست بوجل:
" أحمد سامحني، انا…"
تبسم برضا لم يدعيه وقال:
" يا نغم، لا تقلقي أنا أفهم مشاعرك ولن أضغط عليك .."
ثم تابع بمكر وبسمة واسعة:
" لكن حين تشعرين بأنك تتعافين، عليك أن تتقدمي أنت الخطوة القادمة!"
اتسعت عينيها وقالت بدهشة:
" ماذا تقصد!؟"
مط شفتيه ثم قال بتسلية وصوت أبح متخيلا يوما كهذا:
" ستقولين أنك وجدت المسمى ولا يوجد عائق لزواجنا الفعلي!"
" بشمهندس!"
قالتها نغم مستنكرة والتفتت عنه ووجنتيها أصبحتا كحبتان من الفراولة يغويانه بالقطاف ! ليتنهد بقوة وهو يدير وجهها له ويقول ببطء شديد:
" البشمهندس، لن يتنازل عن إفصاحك وقتها عن ما يجول بخاطرك كما فعلت الآن وزلزلت الأرض حوله!".
حدقت فيه مليا، تتعالى نبضات قلبها، ترى في عينيه ما يضبط نفسه كي لا يفعله...
صوت هاتف نغم القابع على المنضدة قطع عنهما هذا التواصل الصامت فالتفتت الأخيرة مجفلة تنظر للشاشة التي تضيء باسم مألوف لقلبها ثم توترت بقوة وهي تستدير لأحمد الذي تجهمت ملامحه فور أن التقى بنظره بالاسم !، لكن ما لبث ان لان وهو يرى نظرتها المحبطة حين تلاقت به ، فكظم ضيقه متسائلا في نفسه بأن هذا الرجل لم يتصل يوما بهذا الميعاد أبدا ، رغم كل شيء يحس بأنه يختار مواعيد اتصالاته بنغم ولم يقتحم خصوصياتهم حتى قبل الزواج عندما مرضت بعد وقوعها بحوض السباحة كان يتصل نهارا، شيء داخله تحرك وأحس بالقلق الذي تزامن مع ملامح نغم القلقة وهي تلتقط الهاتف بلهفة بعدما استأذنته بصمت أن ترد، تدرك بأنها وعدت أحمد أن يكون حاتم بعيد عن حياته فأومأ لها أحمد بهزة من رأسه قبل أن يحني جذعه ويعود لعمله، هنا ردت نغم على الهاتف قائلة أبي ممطوطة ملؤها القلق وهي تقف وتتوجه للغرفة، تجلس على السرير..
" أعتذر لأنني اتصلت في وقت كهذا يا نغم!"
قالها حاتم بخجل من اتصاله المتأخر لترد نغم :
" لا تعتذر ابي، اتصل في أي وقت!"
صمتت لحظة وهتفت بقلق!:
" لكن أتمنى أن يكون كل شيء على ما يرام!"
رنا حاتم بنظره تجاه رقية التي غطت في نوم عميق بعد بكاء دام لوقت طويل ثم أغلق الباب وتنهد طويلا بينما يسير تجاه البهو ليجلس ثم قال:
" لا تقلقي حبيبتي، أنا…."
وصمت لا يجد كلام، هو في الأساس لا يعرف لما اتصل بنغم، ربما لأنها الوحيدة التي يستطيع البوح لها بما يضايقه، صوتها وهي تسأله أن يكمل أعاده من صمته فقال بعد زفرة:
" رقية نفسيتها تتعب يوم بعد يوم، أشعر بأنني أخطأت بسماحي لياسمين فراقها حتى ولو مؤقت، تيقنت الآن بأن وجودها كان يصبر رقية ولو قليلا عن فراق أحمد !"
رنت نغم بنظرها تجاه الشرفة حيث يجلس أحمد ثم قالت بصوت خافت لم يخل من لهفته:
" ما بها أمي رقية!؛ هل هناك شيء جديد!"
اعتصر حاتم عينيه ومسد جبينه بارهاق فمنذ ذهابها لفيلا رمزي وهي تقضي اوقاتها في النوم أو البكاء، لقد انفرط عقد صبرها وهو أصبح غير قادر على تحمل ألمها الذي ولأول مرة يقف عاجزا عن تهدئته لكن أيضا لا يستطيع تحمل طرد أحمد لها وجفائه ولا يعلم متى يستطيع الذهاب معها لأحمد …
حسته نغم على الرد بينما تتمتم بأبي فرد بعد وهلة وبدأ يحكي لها منذ كتبت رقية له( اشتقت لأولادي) تاركة الورقة على الكومود حتى تلك اللحظة التي استسلمت فيها للنوم بعد عناء البكاء.
شهقة خافتة من بين شفتي نغم منعتها بأناملها لتقول بعدها بألم:
" علينا محاولة التقريب بينها وأحمد!"
" ربما هذا السبب الذي جعلني اتصل بك، لأن لدي يقين بأنك من ستفتحين الباب لرقية عند أحمد!"
قالها حاتم بثقة لترنو نغم ببصرها لأحمد، تفكر كيف تكون همزة وصل بينه وأمه، صوت حاتم جعلها تفيق من شرودها بينما يهمهم باعتذار ثم قال:
" أرجو أن لا يتسبب اتصالي بمشكلة..!"
هتفت نغم تنفي كلامه ليتنهد براحة ثم يقول:
" حسنا ابنتي سأتركك الآن!"
أومأت نغم شاردة كما لو كان سيراها قبل أن ترد بخفوت:
" سأتصل بك صباحا لأطمئن عليها!"
كان أحمد قد شرد عما يفعل، وقد أثار اتصال هذا الرجل في جسده القلق الذي لا يدري مصدره بل عاتب نفسه على هذا لكنه لم يستطع كبح تلك الأفكار والتساؤلات عن سبب اتصاله، عندما سمع نغم تضع الهاتف على الكومود، التفت يتأكد أنها أنهت المكالمة فلملم أوراقه وحاسوبه ليتوجه للغرفة، كادت نغم تقوم من مكانها للعودة للشرفة حين توغل أحمد للداخل وأغلق الباب خلفه لتسبل جفنيها، مفكرة أن وقت هرب كل ليلة ليس متاح، ابتسم أحمد بينما يضع ما بيده على منضدة صغيرة قبل أن يتوجه للسرير الجالسة عليه نغم، لتشهق الأخيرة فتلك المرة الأولى التي يجتمعان فيها بهذا المكان وهي مستيقظة هذا إن غضت الطرف عن تلك المرة التي ادعت فيها النوم..
تمنى لو كان سهلا عليه أن يسألها لما اتصل هذا الرجل، هل كل شيء بخير، لكن لما، لما يسأل!؟؛ هتف بها في نفسه قبل أن يخونه لسانه وينطق:
" كل شيء بخير!'
عقدت نغم حاجبيها ليشير للهاتف، دست الأخيرة خصلة انفلتت من كعكتها وهتفت بتوتر:
" بلى، أعتذر لو اتصل بوقت وجودك!"
هز أحمد رأسه مدعيا عدم الاهتمام بينما تابعها وهي تتلاعب بالسوار الذي ترتديه في معصمها والذي أصبح جزء منها، حتى أنها احتفظت به في معصمها ونادرا ما تخلعه، تعلق أحمد بموضع أناملها على السوار ليهمس بعد لحظات:
" أحبه في معصمك!"
التفتت له بتساؤل فأشار بعينيه للسوار لتتبسم هي بينما تعود بنظرها للسوار وتقول بعد تنهيدة!':
" من أجمل الهدايا التي أهديتني إياها!"
رفع أحمد ساقيه على السرير، وتمدد على جنبه ثم وضع كفه تحت رأسه وكوعه على المخدة قبل أن يقول:
" تحبينه لهذه الدرجة!"
" طوت نغم ساقيها واستدارت له، وقد هدأ خجلها دون أن تدري بينما كان أحمد مستمتعا كونها أحست بالراحة في الحديث وهي تقول بفرحة:
"هناك شيء في هذا السوار يجذبني، حتى أنني لا أحب خلعه!"
هنا لامس أحمد السوار فتجمدت يدها بينما ينظر في عمق عينيها:
" وأنا أتمنى أن لا تخلعيه أبدا.."
ثم جذب يدها وقبل معصمها موضع السوار حيث العرق النافر في يدها، قُبلته الحارة على معصمها أجفلتها لترتد في جلستها حتى كادت تقع لولا أن نبهها وهو يجذبها بلطف لتتوسط السرير وتصبح قربه بينما يقول بحرارة :
" مكانك هنا، بالقرب مني يا نغم!"
أحمد، قالتها برجاء وتهربت من النظر له بخجل، لمعت عينيه بحنو لأجلها وهمس:
" نغم، لا جديد سيحدث!"
انصهرت وجنتيها وهي تلتفت له مجفلة بينما يضيف ببطء وبهدوء شديد عكس النيران المشتعلة في صدره وفي حاجة لنغم لاخمادها:
" كل ما في الأمر، لن أحملك الليلة بين ذراعي لأضعك في السرير، ورغم أنني أعشق هذا لكن لأول مرة اليوم أشعر وكأننا زوجين حقيقين حتى ولو مع إيقاف التنفيذ يا نغم…!"
قضمت شفتها بخجل فهمس قائلا وهو يداعب معصمها بلطف!:
" قضمتك شفاهك هكذا سيجعلني أبدأ شهر العسل الآن!"
سحبت يدها من كفه تتمتم بكلمات غير مفهومة ليتنفس هو طويلا، يصارع الأحاسيس الحارة داخله، تمدد على ظهره وغطى وجهه بذراعه، يمنع نفسه من النظر الطويل لها وعم الصمت بينهما حتى قطعه صوت أحمد:
" أغلقي الضوء جانبك، وارتاحي نغم!"
همهمت الأخيرة بنعم قبل أن تسحب الغطاء وتغطي أحمد! الذي خفق قلبه بشدة وهو يحس بها تدثره بعناية بينما أنفاسها المضطربة تلفحه من علو والنغمة غائبة عما تفعله به ليقبض كفه بقوة حتى أحس بها تعتدل في مكانها وتتسلل تحت الغطاء، كانت أنفاسهما لا تزال غير منتظمة، كلاهما يتمدد على ظهره في توتر عندما ازاح أحمد ذراعه عن عينيه وتقلب ليواجه نغم النائمة على ظهرها ليجذبها لصدره لتتلاقى وجوههما بينما الإضاءة الخافتة المجاورة له تنعكس عليهما فيما يحس بأنفاس نغم تكاد تنقطع مع اتساع عينيها، ابتسم لها بحنو وهو يمد يده يفك شعرها وهمس:
" أقسم لم أستطع النوم دون عناقك ولكني سأجاهد نفسي حتى أفي بوعدي كي تأتيني تطلبين ما أجلته يا نغم!"
كانت أنامله تغوص في خصلات شعرها مسببة لها رجفة تهز بدنها فقبضت على على ياقة قميصه البيتي مغمضة عينيها بقوة عندما سمعته يهمس:
" ارتخي يا نغم، وعدتك ولن أخل بعهدي!"
هنا حررت أنفاسها وفتحت عينيها لتتعلق بعينيه وقد لمعت الدموع في عينيها، وتحدثه في صمت !؛هل يتفهم أحمد ما تعانيه!؛ هل يدرك أنها قاومت حتى تصبح نغم التي تجاوره الآن، هل يعي أنها رغم خوفها من فكرة الزواج من أي رجل إلا أنه كان استثنائها وأمانها، هل يعلم بأنها تقاوم هواجسها وأوجاعها وتلك الذكريات التي تتأجج في رأسها فتكاد تفجرها..
هنا أحست بأنامله تمسد جانب جبينها وهمس بحنو شديد:
" نغم، لا ترهقي نفسك في التفكير، الخطوة القادمة ستأتي في حينها، وعندما يشاء الله ستنطقي كما حدث اليوم!"
أنفاسه الحارة كانت تلهب وجهها، عطره كان كفيلا لثمالتها التي تتوغل في جسدها، تخدره فيما ترى شفتيه تنطق بالكلمات بتمهل ورزانة لا تليق إلا به!..
هنا لم تجد أي كلمة تنطق بها سوى أنها اندست بنفسها في صدره دون ترفع وجهها له، تحس بخجل شديد بينما تلتف ذراعها حول خصره بوجل!.
تعالت دقات قلب أحمد وهو يعتصرها بين ذراعيه حتى كاد يخفيها هامسا باسمها بتلك النبرة التي تجعلها تتساءل عن هذا الاحساس عندما ينطق بها اسمها!.
يتبع 💜

آمال يسري 25-11-21 09:35 PM

" أصبحتِ كالمتشردين يا هالة، تطردين حتى قبل دخولك لتقديم نفسك!"
قالتها هالة بينما تجلس على الأرائك المصطفة على جانب الطريق، تعلقت عيناها بالسيارات التي تمر أمامها تعلو أبواقها، كلا يتوجه لعمله بينما هي باتت عاطلة، في صباحا كهذا كانت ترتدي أجمل ما لديها وتتأنق للذهاب للعمل لكنها… قطعت ما يدور في خلدها بينما تنحني تمسد قدميها اللتين تورمتا من المشي، خلعت عنهما الحذاء لتتركه جانبا باحثة عن راحتهما التي أصبحت كسراب بالنسبة له، تمسد قدميها المتعبتين قبل أن تعتدل في جلستها وتقسو نظراتها تفكر أنها خسرت كل شيء ولم يبق لها سوى كريم الذي يكاد يأكلها بنظراته الجشعة ومنزل الفئران الذي تقضي فيه أيامها الكئيبة!.
★★★
نظرت نغم إلى شاشة الهاتف بخفر بينما تحدق في رسالة الواتساب الذي أرسلها لها أحمد، قضمت شفتيها بوجل بينما تمنع اناملها من ملامسة الشاشة كي لا تظنها ياسمين بأنها باتت مجنونة، تطلعت للأخيرة لوهلة والتي تجلس قبالتها حول المنضدة المتواجدة في الحديقة لتتأكد أنها لا زالت تتابع دروسها قبل أن ترفع الهاتف أمام عينيها وتهمس بخفوت نص الرسالة ( اشتقت لكِ، شكرا لتلك الليلة الدافئة يا نغم..!"
خفقات قلبها تعالت بصخب حتى أحست بأن ياسمين ستسمعها فقامت من مكانها تتمشى في الحديقة ولا زالت عينيها تعانق كلمات أحمد بينما تذكر كيف نامت قريرة العين في حضنه وهذا الصباح الذي استيقظت فيه على صوته!؛ كل شيء بدا مختلفا، لكنه رائع، تستمتع بهذا الشعور الجديد عليها، تعاملها معه بأنها أصبحت بالفعل فرد من عائلته، ساعدته بنفسها في ارتداء سترته دون أن يطلب ليمنحها لحظتها ابتسامة راضية محبة ابتسم لها قلبها ثم هذا الوقت على الفطور والذي ساعدت أم سيد في اعداده ثم قهوته التي ناولته إياها عند الباب الرئيسي ليقبلها على جبينها منتظرا دعوتها الصباحية لتهتف بتضرع أن يعود لها سالما…
تنهدت طويلا تفكر ما الرد المناسب لرسالته، ربما ستكتب له شكرا!؛ عقدت حاجبيها باستنكار لتهز رأسها بلا حيث الرد غير المستحب لتأتيها فكرة أخرى بأن ترسل له، تسلم!؛ هنا كادت تقهقه من بلاهتها التي جعلتها تحتار في رد على أحمد فتلك الكلمات الحارة تحتاج لما يماثلها وهي ستخجل؛ ربما عليها قراءة الرسالة وفقط وهو سيفهم أنها استحت ارسال رسالة له..
وقف أحمد خلف نافذة مكتبه ينظر لشاشة هاتفه وقد تأكد بأن نغم قرأتها ليزفر عاليا براحة وهو يفكر برد نغم على رسالته لكنها تأخرت حتى لا يظهر أنها تكتب فقط متصلة إذن لما لم ترسل حتى كلمة واحدة! لقد أحس بقلبه يكاد يصرخ بها أن ترسل ولو حرف تطفأ به شوقه الذي لا يدري كيف يهدأ، تلك النغمة التي اندست في حضنه طوال الليل قريرة العينين وتركته يتأكل شوقا وحنينا، فقط يروي ظمأه بالنظر لها، لم ينم وهو يحس بنغمات قلبها تخبط في صدره، توقظ قلبه وتنبهه أن لا تنام فأنا هنا قربك!..
مسد لحيته القصيرة وأرخى يده جانبه، يتأمل الطريق أمامه، يحاول أن يركز قليلا ويخرج من دائرة الحنين ليبدأ عمله..
صوت رسالة بنغمة تخص الواتساب أعادته من النظر للنافذة إلى شاشة الهاتف التي ضغط عليها بلهفة ليرى المرسل، وقد كانت نغمته …
( منذ قابلتك وأنا أسأل نفسي، ما هذا الشعور الذي أحسه عندما تنطق اسمي!؛ اليوم وجدت الإجابة…..!)
قرأ أحمد الكلمات بلهفة ليجدها انتهت تاركة له نقاط، اتسعت حدقتاه وهو يهتف :
" ماذا!؟؛ اكملي!؟"
وتزامن هذا مع اتصاله الذي وجد الرد سريعا بصوتها العذب تنطق باسمه بلهفة حبيب لن يخطئها فقال بصوت أجش ملهوف:
" تشعلين النار وتتركيني أتقلب عليها يا نغم، أيرضيك؟!"
قضمت شفتيها بوجل تحس بنفسها عروس حقيقية تتدلل على عريسها وهو يغدق عليها بسخاء فتزداد تدلل وهو يفيض عشق!؛ همست :
" أنا فعلت كل هذا...؟!"
سحب نفسا طويلا وزفره فأحست نغم وكأن أنفاسه اخترقت الهاتف لتتحسس وجنتها بينما يقول بصوت متحشرج:
" بل أكثر من هذا، فاطفئي بعض من النار وأخبريني بهذا الشعور الذي تحسي به يا نغم!؟"
ذات النبرة الثقيلة في اسمها ليتضاعف هذا الإحساس داخلها فهمست قائلة:
" عندما نتقابل سأخبرك به…!"
تنفس الصعداء وقال:
" إذن اليوم!"
ردت بنعم ليجيبها بلهفة:
" ليت الوقت يمر سريعا لأراك يا نغم.."
" سيمر…"
قالتها نغم بهدوء شديد قبل أن تغلق الاتصال معه ..
أطبقت الأخيرة على شفتيها بينما تتبادل النظر بين هاتفها وياسمين التي كانت تغلق حاسوبها وأحد الكتب الدراسية، لمعت عيني نغم لوهلة قبل أن تفتح الهاتف لتتصل ليأتيها الرد سريعا، ابتسمت بخفوت وهي تتمتم بأبي قبل أن تتابع:
" أعرف انه الاتصال الثاني لي بذات الصباح!"
ضحك حاتم وقال:
" لك الحق في مهاتفتي وقتما تشائين !"
كانت قد اتصلت به فور خروج أحمد كي تطمئن على رقية والذي أخبرها حاتم وقتها أنها تحسنت قليلا ، همست نغم :
" أبي، ما رأيك في زيارة ياسمين لكما اليوم!"
ضيق حاتم حاجبيه بدهشة وسألها:
"هل علمت بما حدث ثم كيف ستأتي..!؟"
نبرته كانت كلها رجاء رغم القلق الممتزج فيها لتجيبه نغم:
"لا، لا لم تعرف!"
صمتت وهلة واستطردت:
" سأتصرف أنا، على العموم، ياسمين ليس لديها دراسة الآن لذا ربما ستأتي لكما !"
" نغم، أتدرين ماذا سيفعل أحمد، ربما يحزن قلب أخته! "
قالها حاتم بذات النبرة القلقة لتهز نغم رأسها نفيا قبل أن تقول:
" لا تقلق، سأحاول ان لا يعرف ثم إنه حق أمي رقية رؤية ياسمين ربما ارتاحت قليلا حتى نجد طريقة للقائها مع أحمد!"
هنا زفر حاتم يستحسن الفكرة رغم قلقه الشديد ، قطعت نغم أي فرصة للتفكير لديه حين قالت:
" أبي؛ أتعرف المكان(...) "
أجابها بنعم فردت:
" حسنا، عندما نخرج سأخبرك كي تقابل ياسمين على مقربة من هناك!"
وألقت سلامها ولم تنتظر المزيد من الحديث كي لا يعيد حاتم التفكير ثم الرفض.
توجهت نغم حيث تجلس ياسمين لتهتف الأخيرة بمشاكسة:
" واضح أنه اتصال رومانسي الذي أخذك مني"
ضحكت نغم تومىء برأسها بنعم كأنها تعلن حقيقة وضعها لنفسها قبل أي شخص ثم استندت على رأس الكرسي بكفها وقالت:
" ما رأيك لو خرجنا!؟"
عقدت ياسمين حاجبيها بتساؤل لتجيبها نغم:
" ألم تشتاقي لأبي وأمي!"
خفق قلب ياسمين وتضخم الحنين في قلبها لوالديها لكنها كظمته كعادتها وهمهمت بحزن:
" تعلمين، انني لو خرجت سيسألني أبيه ولن أجد جواب!"
" لدي أنا الجواب لا تقلقي، هيا نصعد لنبدل ملابسنا!"
أردفت ياسمين بدهشة:
" وماذا سنقول لأخي، وهل ستأتي معي!"
جذبتها نغم من مكانها وقالت:
" هيا لنصعد لارتداء ملابسنا وسأقول لك ماذا سنفعل!".
في غرفة الملابس حيث حجرة نغم، وقفت الأخيرة متخصرة، تفكر ما الذي ترتديه، رنت بنظرها تجاه الملابس القليلة المعلقة في أحد الأركان والذي خصصته لملابسها القديمة والتي لم تتخل عنهم تاركة الملابس التي اشتراها أحمد جديدة دون ان تجربها، تساءلت اي طقم سترتدي، تقدمت نحوهم ولمست أحد البناطيل الجينز والذي بدا قديما حتى تلك البلوزة بدت باهتة، زفرت بحنق أنها لن تستطيع ارتدائهم خاصة أنها ستخرج اليوم كزوجة أحمد رمزي والذي يحق له أن يراها في أبهى صورة! لذا استدارت مرغمة عن ملابسها وتوجهت حيث الجزء المكدس بأثواب مختلفة وعديدة لتنظر لهم مليا قبل أن تختار أحدهم وترتديه.
فور ان انتهت، تطلعت لنفسها برضا تام، لا تصدق أنها هي وبأن تلك الملابس مقاسها حتى تكاد تجزم أنها قامت بقياسهم قبل الشراء.
صوت دقات ياسمين على الباب أعادها من شرودها، فتطلعت على مظهرها للمرة التي لم تعد تحسبها، تتأكد من هندامها قبل ان تسير ناحية الباب وتفتح لياسمين التي أطلقت صفارة اعجاب قائلة:
" سيجن أخي حين يراكِ!"
لكزتها نغم بخفة في كتفها وقد احمرت وجنتيها ثم قالت بينما تسير معها:
" لم يتغير في شيء ، ها أنا نغم.."
ضحكت ياسمين بطفولتها الجميلة وقالت:
" أنتِ مؤكد لم ترين مظهرك في المرآة ، أنت بالأصل جميلة لكنك اليوم أصبحت فاتنة!"
خفق قلب نغم وهي تسير مع ياسمين في بهو الفيلا، تفكر كيف ستكون نظرة أحمد حين يراها..
ما إن صعدا في السيارة التي قادها السائق الخاص بنغم منذ كانت تعمل بالمول حتى قالت له:
" سأذهب للبشمهندس!؛ لكن قبل التوجه للشركة انسة ياسمين ستنزل لشراء بعض الأشياء الدراسية!"
هتف السائق بينما ينظر في المرآة:
" ننتظرها حتى تنتهي!"
هزت نغم رأسها بلا قبل أن تقول:
" هي لديها لقاء مع صديقتها وستعود معها!"
أومأ السائق بتفهم قبل أن يبدأ في القيادة
مالت ياسمين تجاه نغم وهمست في أذنها:
" أنت واثقة مما ستفعلين !"
التفتت لها نغم وقالت بصوت خفيض:
" ثقي في!"
في المكان الذي اتفقت نغم مع حاتم عليه، طلبت من السائق التوقف وقد لمحت سيارة حاتم على مقربة منهم، قبلتها ياسمين وهي تشكرها بينما تهمس لها نغم أنها ستقضي اليوم مع أحمد حتى تعود هي من عند أمها، ترجلت ياسمين من السيارة بعدما همست بموافقة وسارت تجاه أبيها بينما سيارة نغم قد تحركت عندما طالبت السائق بالرحيل.
بخطوات سريعة أقرب للهرولة ، توجهت ياسمين لأبيها تحس بأن قلبها هو الذي يسبقها، كم اشتاقت لعناقه ولحضن أمها، تراه يقف مستندا على باب السيارة فيرفرف قلبها بفرح فها هي أخيرا ستلقي برأسها على صدره، كانت تكتم شوقها لهما لأجل التقرب والتغلغل في حياة أخيها لكن اتصالاتها المرئية لم تكن كافية، لا تدري كيف تشكر نغم على فكرتها والتي تخاف أن تتسبب لها بمشاكل مع أخيها.
فتح حاتم ذراعيه، يستقبل ابنته التي ارتمت في حضنه، مختنقة من بكائها وتشبثت في خصره تهتف ( بابي..)
يتبع 💜

آمال يسري 25-11-21 09:37 PM

اختلس علي النظرات لندى التي تقف أمام خزانتها تحدق في الملابس بشرود قد طال للحظات، بينما هو يجلس على الأريكة، يضع الحاسوب على ساقه كي ينهي عمل يجب ارساله للشركة والتي اضطر اليوم أن يستأذن من الحضور كي يذهب مع ندى للمتابعة لدى الطبيبة وعلى هذا فقد طلب من حواء أن تنظم بعض الأمور العالقة في العمل وهي قد رحبت بهذا بعدما علمت أن لديه ظرف مهم و رغم أنه لم يحك لها شيء! إلا أنها أصرت أنه ليس بحاجة ليوم إجازة و ستحل محله ولقد فسرت هذا أنه أخذ إجازة الأيام السابقة فسيكون الأمر صعب بعض الشيء!؛ شكرها بشدة وتلقت هذا بترحاب ولم يفكر أن يخبر ندى بشيء، لقد بات يخاف الفضفضة معها خاصة لو أمر سيظهر فيه اسم حواء فأثر أن يكون كل شيء طبيعي، أطرق برأسه يتابع عمله بينما بدأت ندى ترتدي ملابس الخروج.
أنهت ندى ارتداء فستانها وألقت نظرة على هندامها في المرآة ثم لعلي الذي انهمك في عمله قبل أن تلتفت له وتقول:
" علي، لم تكن مضطر لترك عملك اليوم، كنت سأتصرف واذهب بنفسي!"
ألقاها ببسمة صافية وأردف:
" حبيبتي، كل شيء يخصك يخصني وبالتالي وجودي معك لا جدال فيه، هيا حبيبتي اكملي ارتداء ملابسك لنرحل!"
استدارت مرة أخرى لتبدأ في ارتداء حجابها بأنامل مرتجفة وهي تفكر فيما ستخبرها به الطبيبة ، تتمنى لو قالت بأن حالتها تتقدم وبان العلاج يسير بمساره الصحيح، لقد طالبتها الطبيبة يومها بالمتابعة كي ترى كل جديد دون التأخر عن علاج في حالتها وها هي تفعل..
أخرجها من شرودها صوت هاتف علي الذي رد بسرعة بينما يقول:
" سأرسله بعدما أراجع بعض الملحوظات فيه"
جاءه الرد على الجانب الآخر:
" حسنا يا علي، لكن لا تتأخر، لأن المدير أرسل في طلبه!"
تنهد علي بخفوت ورد بموافقة حين قالت :
" ثم إن هناك مفاجأة عليك الاستعداد لها!'
تنبهت حواس علي ووقف من مكانه ليخرج لبهو المنزل بعيد عن عيني ندى الفاحصة والتي تسأله في صمت عن المتصل كما لو كانت تشعر أنها حواء وقد كانت كذلك لذا حاول أن لا ينطق اسمها في حضرتها كي لا يثير ضيقها وهو الآن يريدها هادئة خاصة أنها تستعد للذهاب للطبيبة.
عندما خرج من الغرفة سأل حواء باهتمام عن المفاجأة لترد بمماطلة:
" توقع يا علي!"
هز الأخير كتفيه بلا وقال :
" لا أستطيع التنبؤ حواء !؛ أخبريني أنتِ!"
همهمت الأخيرة ثم قالت :
" عيد ميلاد بناء الفندق الخاص بصاحب الشركة في يوم… وقد فكر الرئيس بإقامة حفل!"
لم يصل بعد علي لمقصد حواء ليعاود سؤالها عما تقصده لتقص له بهدوء عما تريد ثم أنهت كلامها قائلة:
" استعد للمفاجأة عزيزي.."
لمعت عيني علي بفرحة وهو يقول:
" لكن ربما كان هناك من يستحقها…"
قاطعته بحزم:
" بل أنت ولا غيرك يا علي وانا رشحتك لأن الرئيس كان في حيرة وعندما أطلعته على سبب اختياري لك وجد أنك الأحق بالفعل وانك معك الصفات التي تناسب ما يريد!؛ أي لا تخاف ليست واسطة!"
ضحك علي ملء فاه وقد نسى مكان تواجده بينما يقول لها ببشاشة:
" شكرا كثيرا يا حواء!"
أنهى علي المكالمة ودس الهاتف في جيبه ثم التفت ليجد ندى تقف عند باب الغرفة وقد خلعت ملابس الخروج لتبقى بثوب بيتي جعل عيني علي تضيق من الدهشة وهو يتقدم نحوها يسألها عما بها!؛ استدارت عنه كأنها لم تسمعه وجلست على السرير فيما تضم ساقيها لصدرها تغض الطرف عنه، فعاد سؤاله وهو يجلس جانبها لكنه لم يجد رد ..
" ندى، أنت لست طفلة كي تفعلي هذا!"
قالها علي بحنق لم يستطع مداراته مما تفعله ندى والتي قالت:
" أنا لست طفلة لكن الواضح أنني مغفلة!"
جحظت عينا علي حين سمعها وكاد ينطق لولا الرسالة التي قطعت هذا حيث حواء تنبهه للملف، هنا زفر بحدة وتوجه للحاسوب، يحاول التركيز كي ينهي عمله عندما غادرت ندى مكانها وتوجهت له هاتفة بغضب:
" ماذا ترتب مع حواء، هل سترفع من راتبك ام من رتبتك كي تناسب مقامها؟!"
اشتعل الغضب في عيني علي والذي دق بقوة على المنضدة لتنتفض في مكانها وهو يهتف بغضب:
" كُفي عن عنادك وغيرتك المريضة يا ندى، كفي عن خيالاتك التي لا توجد سوى في عقلك!"
رسالة أخرى من حواء تطالبه بالملف لينحني في حدة وبضغطة واحدة أرسله ثم أغلق الحاسوب ليواجه ندى…..!
رفعت الأخيرة وجهها له وقالت بارتجافة:
" أنا مريضة بالفعل يا علي ، أنت لم تخطأ لذا عليك التحرر مني وإيجاد امرأة كحواء ليست مريضة وربما تصبح أم لأبنائك!"
رفع علي يده للأعلى حتى كادت تهوى على وجنتها لتخفي ندى وجهها بكفيها، غير مصدقة لما يفعله علي..
كور الأخير قبضته في الهواء وكز على أسنانه يكاد يسحقهم ثم قال مختنقا:
" أفيقي يا ندى ، بالله عليك أفيقي!"
رفعت الأخيرة يديها عن وجهها، تنظر لكف علي المتكورة في الهواء وهو يعيدها لجانبه قبل أن يهز رأسه في أسى ويتناول مفاتيحه ويخرج من المنزل، صافقا الباب خلفه..
★★★
من خلف النافذة الزجاجية لسيارة التاكسي، تطلعت هالة للبناء الفخم الذي كانت فيه يوما ما!؛ مساعدة البشمهندس أحمد رمزي!؛ وطردت منه بلا رحمة ثم فقدت حقها في إيجاد عمل جديد، لمعت عينيها بشراسة وهي تبعثر في رأسها عن السبب الذي جاءت هنا لأجله، هي فقط أحست بحاجتها للانتقام من أحمد أي كانت الطريقة، حتى ولو لم تكن فعالة لكن كما يقال( العيار الى ما يصبش؛ يدوش!) وهي لن تتراجع عن إصابته بصداع رأس لا يفارقه حتى لو افتعلت فضيحة الآن أمام مقر الشركة، هي لن تخسر أكثر مما خسرت!.
" لو كنا حددنا ميعاد لم يكن ليكون بروعة هذه الصدفة يا نغم!"
قالتها هالة من بين أسنانها والشرر يطاير من عينيها عندما لمحت نغم تترجل من السيارة بخفة والبسمة تكاد تغمر محياها بينما كانت حلتها الجديدة حكاية أخرى مختلفة تماما عن نغم التي رأتها قبل!.
كزت هالة على أسنانها حتى كادت تسحقهم بينما تضبط تنورتها التي انحسرت عن فخذيها قبل أن تنزل من السيارة وقد أخبرت السائق انتظارها..
علقت نغم حقيبتها الصغيرة على كتفها بعدما طلبت من السائق بالرحيل وأنها ستأتي مع البشمهندس، ورغم إصراره أن يوصلها حيث المكتب لكنها رفضت لقد أرادت أن لا يشاركها أحد تلك اللحظة ونظرة أحمد عندما يراها هنا في شركته، ذاك المكان الذي كان فخما!؛ راقيا كتحفة فنية كما لو كان مؤسسه تفنن في كل ركن فيه ليبدو بتلك الأناقة والشموخ.
سحبت نفسا عميق والبسمة تتسع وهي تتوقع أثر المفاجأة على أحمد، دست يدها في حقيبتها وتناولت الهاتف، تطلب رقم أحمد!.
نظر الأخير لشاشة الهاتف حين صدح في المكان عندما كان يقلب في ملف ما ليجد رقم نغم التي دغدغت حواسه كما لم تفعل يوم بنبرتها المتدللة في الاتصال الصباحي وتساءل هل عادت مهاتفته لشوقها وأنها لن تستطيع الانتظار حتى يصل وتخبره عن احساسها عندما تسمع نغم منه لذا رد بلهفة ناطقا اسمها بذات النبرة التي تعيد لها ذات الإحساس كل مرة قبل ان ترد وهي ترفع نظرها للأعلى حيث النوافذ الزجاجية التي تملأ واجهة الشركة.:
" كيف أصل إليك!؟"
ترك أحمد الملف من يده وتشتت نظراته بتساؤل قبل أن يقول:
" لم أفهم.!"
منحته نغم ضحكة عذبة رقص لها قلبه بينما تردف:
" أنا هنا أسفل الشركة بشمهندس!"
انتفض الأخير من مكانه يسألها بقلق فلقد حدثته ولم تخبره بمجيئها:
" هناك شيء!"
عادت الضحكة الناعمة ترد معها وهي تقول:
" لا، لكنها مهمة سرية بشمهندس وسأحكيها لك إن عرفتني طريق الوصول إليك.."
جلجلت ضحكته وهو يتقدم ناحية باب مكتبه وقال قبل ان يفتحه بنبرة ذات مغزى مغوية لأنوثتها:
" لقد عرفتك كيفية الوصول لي لكنك تماطلين!"
تعالت انفاسها بخجل انثوي مهلك لرجولته.
( نغم، هناك حديث بيننا قبل الصعود لمبنى الشركة…)
صوت أنثوي اخترق المكالمة لتلتفت نغم ببطء تجاه المرأة التي تقف خلفها تماما، تطالعها باستخفاف بينما أحمد على الجانب الآخر قد فارت الدماء في عروقه عندما رنا لسمعه هذا الصوت المسموم الذي يشبه فحيح الأفعى، هتف بلهفة شديدة وهو يخرج من غرفته بسرعة:
" لا تغلقي الهاتف يا نغم!"
أومأت الأخيرة بنعم دون حديث كأنه سيسمعها في حين أرخت الهاتف جانبها تنظر لتلك المرأة التي أججت الذكريات المُرة في صدرها حتى احست بخفقات قلبها تختنق، بينما ترى في وجهها كريم بسماجته ومحاولته الدنيئة لامتلاكها، تتراءى في مخيلتها اهانتها لها في المتجر وكيف كانت تنوي تسليمها لكريم دون شفقة لولا أحمد… نيران تشتعل في داخلها بينما ترى على وجه هالة بسمة ساخرة لم تغادرها ورغم أن نغم أحست بالأرض تدور أسفلها إلا أنها شدت قامتها وقالت بنبرة واثقة حادة بعدما شمخت برأسها:
" لا يوجد حديث بيننا!"
" طالما بيننا أحمد إذن يوجد حديث بيننا؟!"
قالتها هالة بنبرة ذات مغزى التقطتها نغم على الفور وتمنت لو أخطأت التفسير!، لكن نظرة هالة المتسلية ونطقها بتلك السلاسة باسم أحمد، أثار الريبة في قلب نغم التي حدقت فيها..تتمنى لو لها المقدرة على الصراخ بها كي لا تهدم ثقتها في أحمد!.
★★★
انتهى الفصل 💜 قراءة ممتعة 💜

shezo 29-11-21 11:08 AM

مرحبا.صباح الخير آمالنا الحميلة المشرقة
*أخبار سارة*قلب الأم لا يحتمل أن يرى تعاسة أبنائه ويظل ساكنا خاصة عندما تكون هي السبب
فلا ريب ان مشاهدتها لجلال وهو يمسك خاتم خطبته لسارة وهو جالسا وحده وقد فرت دمعة من عينيه مزق قلبها ..ثم ماذا بها سارة لا يعيبها خلق او دين
فرحة إبنتها نورا والتي لم تكن تآمل بها سببها خالد والذى أحتمل فترة طويلة صابرا حتي تجاوزت أزمتها
سارة كانت سترحل بكل نبل حتي لا تغضب علي جلال
فلم المكابرة؟
وقد جاء تصرفها بطلب يد سارة لجلال مفاجأة سارة للجميع فلم يتوقع جلال او سارة ان تغير موقفها بهذه السرعة بل وهي سعيدة وليست مكرهة
ابدعتي حبيبتي وأنت تصورين فرحة جلال الذى ما زال غير مصدقا ان سارة وافقت وأنه فدقاب قوسين او ادني من عقد قرانهما حتي سارة نفسها لا تخفي سعادتها وهذا ما بعجبني بها الوضوح والصراحة
اى انك اسعدتينا حبببتي بفرحين ولبس فرحا واحدا
*مطر عينيها*ازمة سمر وعمران لن تلبث ان تزول فهو مجرد سوء فهم من كليهما لشدة حبه للآخر
وما دام المشاعر الصادقة موجودة سيزول الحزن مع الوقت ويحل الوئام مرة أخرى
وكما قال لها العم مصطفي انها لا يجب أن تصمت مع زوجها حتي لا تزبد الفجوة بينهما
وأول الغيث رواية جلبتها سمر وهو يدعي عدم فهم بعد العبارات التي تحتاح ترجمة
المهم أنهما عادا للتقارب والحديث معا ولو بثرثرة حول الترجمة فالصمت يخنق النشاعر ويلجم اللسان عن البوح او الإعتذار
**خطوات نحو الواقع**نغم رغم ما عانته وكل الأفكار المشوشة برأسها إلا أنها تخطو خطوات جيدة نحو حياة وزواج حقيقي مع أحمد
مناقشتها معه وإعترافها أنها مثله تريد استئناف حياتها معه قفزة كبيرة وليست خطوة
مبرراتها ومخاوفها جديرة بالإعتبار وكونها تناقشها مع أحمد وتتلقي إجاباته المقنعة كفيل بأن يجعلها تضع مسمي لزواجهم قريبا وأن تأتيه راغبة بنفسها دون أى ضغوط منه.ويكفيه الآن أنها لم تعد تدعي النوم فيقوم بحملها بل تلجأ إلي ذراعيه بنفسهافتنام قريرة العين
وقد آن لها أيضا ان تحاول التقريب بينه وأمه التي توشك علي الإنهيار شوقا ولهفة لأولادها.
ولذا فكرت في إرسال ياسمين لرؤيتها بينما تتأنق هي وتذهب للقاء احمدx بالعمل بعدتطور الاسلوب بينهما ومحادثتهما بلا حرح بل بمودة واشتياق
*استسلام ام هدنة؟*ما تعانيه هالة من عدم حصولهاعلي يجعلها تفكر أن لابديل لها سوى كريم فماذا هي فاعلة؟
ليتها سلمت بالهزيمة ولكن مثلها دنئ النفس تقرر الذهاب لعمل احمد لتحدث له فضيحة
ولسوء الحظ تتلاقي هي ونغم وكأنهم علي موعد وتلقي بسمها الزعاف الذى يشير لوحود علاقة ما بينها وأحمد
وليت نغم تستخدم العقل والمنطق وتعرف أن هالة موتورة من أحمد وتسعي للإنتقام باى وسيلة حتي أنها كادت تنتقم منه فيها هى
**تعكر الندى**لازالت ندى علي ضيق افقها وغيرتها رغم سعي علي بكل الطرق لإسعادها وإشعارها بالأمان وأنه لا يحب سواها.
لكنها بغيرتها القاتلة وموضوع تأخر الإنجاب تزيد الامر سوءا والفجوة بينها وعلي تتسع يوما عن يوم
اظن انهما بحاجة للإبتعاد عن بعضهما قليلا حتي تهدأ ندى وتراجع نفسها وربما تستمع لنصح عمها او سمر فتعود لصوابها.
سلمت يداكي حبيبتي علي الإبداع والجمال ولا اعرف كيف سانتظر لمعرفة ما ستحيكه هالة من اكاذيب وموقف نغم منه
بانتظار القادم حبيبتي
لك كل الحب والتقدير

حوراء حور 02-12-21 04:58 AM

و أخيرا ماجدة فاقت بعد ما شافت دبول جلال ، و قررت إنها لازم تعطيه فرصة ليعيش حياتو اللي هو اختارها مع الإنسانه اللي بتشاركو اياها .

سارة داست ع قلبها كرمال ماجدة و كرمال ما تفرق أم و إبنها بس نالت الرضا و الحب ❤

خالد صبر و نال قلب نورا 😍

حزن سمر من عمران ما منعها من إنها تأخذ شي عارفه إنو عمران مهتم فيه ، و نصيحة إنها ما تترك شي بقلبها إلا و تقولوا لعمران فى محلها ، بس هيا و عمران يفضلوا يتقوقعوا ع حالهم بعد أي مشكلة و ما بيحكوا إلا بعد فوات الاوان

نغم بلش قلبها يدق لأحمد و بلشوا بطريق ليكون زواجهم طبيعي و بعتقد لقائها بهالة حيكون كارثي بس حيعطيها دفعه لقدام لتكون فعلا زوجة لأحمد

حاتم من خوفوا ع خسارة زوجتو قرر يخاطر إنو ياسمين تيجي لعند أمها تواسيها و طمنها بعتقد إنو أحمد حيفتقد غياب ياسمين و يعرف إنها مع أمو و حيحن هو كمان لأمو .

ندى هيا بتعطي الدافع لعلي إنو يبعد عنا رغم عشقوا إلا ، بس علي المفروض يكون من الحكمة إنو عارف بنفسية زوجتوا التعبانه بإنها تعتقد إنها ماحتكون أم لأطفال من حبيبها صحيح هو مراعيها بس إتصال حواء قلب كل الموازين ولازم تثق فى حالها و حب علي إلها .. حتى لو هيا واثقة فى علي مو واثقة فى النسوان اللي حولين علي و خصوصي حواء .


بتمنى الفصل الجاي يكون كلوا أمل بدون ألم لأبطالنا 🥰
يسلمو أناملك أمول ع الفصل
و بعتذر عن انقطاع تفاعلي 🙈

آمال يسري 02-12-21 09:16 PM

اعتذار ...
القارئات العزيزات الصامتات والمتفاعلات، الفصل سيتأخر بعض الوقت،...لأنني عدت للتو من عند طبيب الأسنان، سأراجع الفصل وأحاول تنزيله خلال الليلة بإذن الله 💜


الساعة الآن 06:54 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.