آخر 10 مشاركات
245 - الصياد الأسير - ماري ليونز (الكاتـب : عنووود - )           »          236 - خطايا بريئة - آن ميثر (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          زوجة اليوناني المشتراه (7) للكاتبة: Helen Bianchin..*كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          216 - قيود من رماد - ليز فيلدينغ -أحلام جديدة (الكاتـب : monaaa - )           »          202- لن تعيده الاشواق - لي ويلكنسون (الكاتـب : Gege86 - )           »          343 - جزيرة الحب - جانيت هامبتون - م.د ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          246 - عروس تنتظر الدموع - جانيل دينسون (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          341 - خيانة حب - كاي هوجز - م.د** (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-01-21, 11:17 PM   #1

heba*ismael

? العضوٌ??? » 461437
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » heba*ismael is on a distinguished road
افتراضي وعاد الامل


خرج متعجلا ليصل لعمله فى اول يوم له فى تلك البلاد الغريبة. والغريب انه لا يشعر معها بالغربة بل بالراحة من التخلص من الضغط النفسى الشديد الذى كاد أن يزهق انفاسه فعلا ...تنهد تَعبا مرهقا ...لا يدرى حقا أين المفر ؟أين السبيل لإصلاح الأمر؟. لا طاقة له بالظلم ولا طاقة له بالصبر والحياة بتلك الطريقة...لا يدرى أين هو الآن؟ هل يضع نفسه فى خانة الظالم ام المظلوم ؟ أبتسم لنفسه فى سخرية وهو يتذكر ذكرى عزيزة غالية على نفسه كادت روحه ان تزهق من شده توقه للرجوع لتلك اللحظات وكلمات تتردد فى أذنه
)بين الظالم والمظلوم حديث نفس هى من تسول للظالم انه لم يخطأ بل الخطأ دائما من الآخرين وهو المسكين ضحية الظلم ...ونفس تبكى خوفا من أن تركن للظلم دون قصد)
تحرك سريعا للنزول محاولا إبعاد كل تلك الأفكار حاليا والتركيز على الأمل الجديد والعمل الجديد والحرية ايضا ليسمع صوتا يجعله يتسمر امام إحدى الشقق ..هز رأسه فى نفى واستنكار وهتف غير مصدق
)واهم انت واهم ..كيف ستسمع صوتها هنا !هل بدأت الأوهام تسيطر عليه ؟هل ضاع عقله ويهيأ اليه وجودها بالقرب منه ؟لم يحتار كثيرا إذ فتح باب الشقة المقابلة على حين غرة لتظهر هى بجوار شخص آخر ...أنها هى ! هى فعلا هل يمكن أن يكون استجاب الله لدعائه بأن يردها له ولكن صبرا من هذا الشخص الذى يقف مبتسما وتستند هى عليه ..هى تستند على غيره ...لقد ضاع الأمل وضاعت حياته للأبد ...حاول النطق إلا أن غصة وقفت فى حنجرته ومرارة شديدة فى حلقه لينطق اخيرا بشق الأنفس هاتفا فى حشرجة مخيفة
( نيرة ! هل هذا زوجك؟)
************************************************** **************************
( أمى ..صدقا لا أعرف سبب رفضك ل...نيرة إلى الآن..ولا جدال أو احتمال واحد ان ارتبط بابنة الخالة إسراء..)
صرخت والدته فى غضب شديد
(لماذا ؟ما عيبها إسراء..جميلة بل وأجمل من نيرة وأكثر أدبا واحتراما يكفى انها ابنة خالتك نعرف اصلها......
قاطعها عماد فى حزم وصرامة شديدة
( ارجوكِ أمى...لا داعى للتجريح فى نيرة ولا داعى ايضا لذكر مميزات إسراء فلم اعيب عليها او أذكرها بشين واحد ...ثم تنهد فى حرارة مكملا فى هيام واضح من صوته وعينيه
( القلب وما يختار ...ليس لى عليه سلطان ..أحب نيرة يا أم عماد ولن أختار عنها بديلا ...ضهر هذا فى الحسبان ....اما نيرة أو لا زواج على الإطلاق وهذا آخر ما لدى فى هذا الموضوع)
صمتت عالية تماما ولم تعلق على كلامه .هى أدرى بابنها ولن تستطيع مطلقا تغيير تفكيره او الضغط عليه ..فله رأس اصلب من الصخر وسيؤدى رفضها المستمر لنيرة لحرب غير بسيطة وستكسب تلك النيرة فى النهاية لذا لابد من الحرص فى التعامل والتخطيط المستقبلى للتخلص منها على مراحل ..لمعت عيناها فى إصرار وبغض شديد ونادت على ابنتها بصوت يشبه الصراخ
(همسة ...همسة اسرعى بالحضور إلى هنا فلدينا بعض الأمور لابد من تجهيزها استقبالا لسيدة المنزل الجديدة نيرة هانم ....
وبرقت عيناها أكثر فى شر مستطير قاسٍ
(وعد يا نيرة ...سأزوجك اياه ولكن لن تحصلين على الراحة مطلقا بل كل ما ستحصلين عليه لقب مطلقة فى أقل من شهرين زواج)
تتحرك نيرة فى حزن وتقف أمام عماد صامتة ليبتسم هو فى حنان لمرآها....يتساءل فى صمت كيف لا تستطيع والدته عشقها وليس تقبلها فقط يمشط نظره عليها طويلة القامة تكاد تجاوزه طولا وقد مياس كما يقول الشاعر ..عيون من جرار العسل ينهل منها ولا يشبع من النظر اليها ..براءة طيبة متناهية والاهم خفة دمها ...يزم شفتيه هامسا فى غيظ
(تريد منى ان اتزوج إسراء...كتلة الجمود والغرور والتكبر بجمالها الذى حقا لا اراه) اقترب من نيرة ومد يده ليسلم عليها وهو يشير باليد الأخرى بعلبة من الشيكولاته الفاخرة وابتسم فى محاولة لكسر حزنها واسترجاع ضحكاتها وروحها التى ذبلت فى انتظار الخطوة التى تحلم بها كل فتاة فى الارتباط بحبيبها هتف بها فى مرح
( يا الله ...كل هذه تكشيرة وفم مزموم ...لك فم بحجم خرطوم الفيل ...ابتسمى حتى لا يقال أن وجهى يسبب لك بزيادة هرمونات التعاسة ...فالعلم الحديث أثبت أن وجود الرجل فى محيط أى فتاة يرفع عندها أحد الهرمونات اما السعادة او التعاسة ..وأنا مؤكد خفيف الظل وسيم الملامح طيب القلب أزيد من هرمونات السعادة ..أليس كذلك نيرة؟)
نظرت نحوه فى اشفاق وحزن لا تستطيع مداراته وتأملته فى صمت وسيم حبيبها بحق لونه يقارب الأسمر وهى تعشق اللون الأسمر....متوسط الطول وهذا لا يعجب والدتها بعض الشئ فهى من وسط النساء تصنف طويلة ..زمت شفتيها أكثر وأكثر وهى تتمتم فى نفسها(ليس قصير بل أنا زائدة الطول ...ليس عيبه بل العيب بي)
عينان سودان تغرق فى بحرهما والهوى الذى يطل منهما صادقا افاقت من تأملاتها وهتفت فى خفوت
( مؤكد ترفع هرمونات السعادة عماد ...لكن بدأ والدى يمل ويضيق الخناق علي ويستعد فعليا لرفضك تماما ..ويصر على رضا والدتك الكامل حتى يتم الزواج وأنا لا الومه مطلقا بل أجده محقا ولا استطيع التصرف والأيام تجرى سريعا والمهلة قاربت الانتهاء ووقتها لن استطيع عصيان أوامر أبى بعدم التحدث معك او مقابلتك ثانية...والموافقة على خاطب مناسب فيما بعد )
هز رأسه فى نفى وغضب وهتف مستنكرا
(لا تزيدى من غضبى ...لن يستطيع أحد أن يقترب منك او لخطبتك .هل تفهمين؟ الكل يعلم انكِ خطيبتى وموافقة والدتى سأحصل عليها عاجلا أم آجلا فقط قليل من الصبر لن يضير نيرة...أم أنك لك الغاية فى الانفصال عنى والزواج بغيرى؟)
مطت نيرة شفتيها بطريقتها التى تزيد من جنون عشقه له وهتفت لتأجج نار غيرته قاصده رفع ضغطه
(لا أريد صراحة فليس لى النية بالوقوع فى عذاب الحب مرة أخرى ولكن ما المانع بأن أستمع لنصائح أمى وتوجيهات أبى وأقابل العريس القادم لنا فى الغد ...لا ضير من رؤيه وجهه على الأقل)
كور عماد قبضته ورفعها أمامه فى تهديد صريح قوى وهتف فى جنون
(حقا فلترى وجهه يا خطيبتى الغالية ...ووقتها سيكون هذا آخر ما ترينه على الاطلاق)
جحظت عيناها فى خوف وتمتمت فى خفوت متراجعة
(ماذا؟ هل ستفقأ عيناى عماد ! وأصبح عمياء ومن يغسل لك ملابسك وينتقى الملابس الخاصة جدا ليلبسها لك ؟ هيا اسرع فى إقناع خالتى بالزواج فلقد اشتريت كمية مهولة من الملابس الخاصة وكاد أبى ان يشهر أفلاسه حبيبى)
ابتسم عماد فى جذل وسعادة وهتف هاتفا فى حالمية ورقة
( متى يا قرة العين وملاذ القلب تكونين فى دارى حتى اقوم بفرز كل الملابس الخاصة قطعة قطعة وأعيد بعضها للبائع فهى لا تصلح بالتأكيد )
نظرت نحوه فى براءة زائفة وهتفت متسائلة
( ولما لا تصلح يا عماد لقد غرمت مبلغ مالى كبير فى سبيل اقتنائه...كل هذا لن يكون إلا بإتمام الزواج ....متى سنتزوج عماد ؟هل بعد أن يصيب رأسى واخلع أحد ضروسي....هيا أريد أن أصبح عروس قبل أن أتم الخامسة والعشرون ..هل تفهم ؟إن لم تقنع خالتى بالزواج ..سأتزوج اول طالب ليدي....مستحيل أن أكمل هذا السن ومازالت عذراء آنسه فى بيت أبى)
فغر عماد فاهه هاتفا فى تعجب
( على ما يبدو تأخير زواجنا لمدة عام أثر على حالتك النفسية بشدة نيرة ...أحم لن نتقابل مرة أخرى إلا وقد تم تحديد موعدا للزفاف....صراحة لم أعد أضمن جنونك أو كلامك أيتها المجنونة)
أغمضت عيناها وابتسمت وقلبها يدق وهتفت فى صدق وبراءة
( احبك عماد جدا واتمنى ان أكون معك اليوم قبل الغد وخالتى سأجعلها تحبنى مثلما أحبها واحب ابنها وأريد اسعاده)
ثم همست فى غيظ وجنون فعلا من بين أسنانها
( هيا اذهب إلى خالتى واقنعها نتزوج الاسبوع القادم...لا طاقة لي بالصبر ...اريد ان اعيش الحياة الزوجية السعيدة وخصوصا مخدات الريش)
هز رأسه فى خوف على عقلها الذى أفسده الافلام والمسلسلات الهندية والتركية بل وجاء لنا كارثة اكبر وأمر وعى المسلسلات الكورية وهتف فى خفوت وحذر
(ريش! هل تريدين مخدات ريش يا نيرة...إلا تعتقدين انك ستكونين راضية عن بعثرة الريش فى أنحاء البيت ..ثم يا مسكينة تقومين بالتوظيف المتعب للغاية؟)
صمتت لفترة قصيرة تفكر ثم هتفت فى انتصار
( لا تقلق سنحدد منطقة ضيقة لنضرب بعضنا البعض بمخدات الريش ...هذا لن يتعبنى وخصوصا انك من ستقوم كل مرة بجمع الريش وحشو المخدة به مرة أخرى يا حبيبى)
************************************************** **************************يحتضن عماد والدته ويقبل رأسها ويدها فى عدم تصديق ويهتف فى سعادة كادت أن تنفجر لها قلب اخته همسة وهى تدرى انها سعادة زائلة بموجب وعد والدته السيدة عالية و التى أقسمت أمامها قسما لا حنث فيه بأن تحيل أيام نيرة جحيما ولن ترتاح إلا بعد أن تحصل على لقب مطلقة ويتزوج عماد بعدها إسراء ابنة حالتهم..
تنهد عماد فى ارتياح وسعادة هاتفا
( أمى بارك الله فيكِ ..هل سنذهب اليوم لتحديد موعد الزفاف يا أجمل وارق عالية فى الكون ...أريد أن أتزوج الخميس القادم بأذن الله اتفقنا أمى هاه هاه)
مطت عالية شفتيها فى سخرية وهتفت بطريقة لم تفهمها إلا ابنتها
( نعم الزفاف الخميس القادم ...وخير البر عاجله والافضل ان ننهى الموضوع بسرعة كبيرة )
عاد عماد لتقبيل رأسها متمتما بالدعاء لها ثم اسرع ناحية غرفته هاتفا فى سعادة بالغة
( سأستعد والبس ملابسى واجهز خلال نصف ساعة...هيا أمى ...هيا همسة بسرعة اجهزا وسأتصل بنيرة لتأكيد الميعاد.)
************************************************** **************************السعادة ترفرف على عماد وعلى نيرة وأسرتها وفى خضم كل هذه المشاعر لم ينتبه الجميع لتلك النظرات القاسية التى تلقيها عالية على العروس تارة ونحو والدتها تارة أخرى وهمست فى صوت بارد غير مكترث
( لقد سمعت أن زوجك السابق عاد إلى المدينة منذ أسبوعين يا أم نيرة ...هل زارك ابنك ام مازال يرفض زيارتك؟ )
صمت الجميع مترقبا متوجسا من ردة فعل راوية أم نيرة و التى ابتسمت ابتسامة مرتعشة وردت بصوت مختنق
(عاد او لم يعد ...هو كما قلتِ زوجى السابق من سنوات طويلة ..أما ابنى الأيام سترجعه لي أثق فى رحمة الله. ...وهو لا يرفض زيارتى سيدة عالية ولكن لا يستطيع ترك والده المريض ليأتى للعيش معى بل يأتى زيارات متفرقة من وقت للآخر ).
نظر نحوها فؤاد والد نيرة فى ضيق وهتف ليقطع هذا الحديث السخيف
( أفضل أن نكف عن الحديث فى الماضى...حاليا نحن نتفق على المستقبل سيدة عالية ....هل الميعاد المحدد مناسب لكم)
تأملته عالية فى صمت ونظرات كلها حسرة وضيق وهتفت فى عدم رضا
( الميعاد غير مناسب بالتأكيد وتسرعنا جدا فى تحديده ولكن ماذا نفعل فى تعجل ابنتك من أجل الزواج من ابنى)
أسرع عماد بالرد عليها قبل أن تتحول الجلسة لقاعة حرب وترصد كل من الطرفين للآخر
(أمى...بل أنا المتعجل....وأكاد اموت شوقا للزواج اليوم قبل غد)
مطت عالية شفتيها وكادت أن تنطق بكلمة أخرى لتحيل الجلسة جحيما فأسرع عماد بالتحدث فى تفاصيل حفل الزفاف ليقطع على والدته خطتها فى محاولة لوقف إتمام زواجه من نيرة ..انتهى اللقاء الأسرى على خير وتم مناقشة جميع التفاصيل المهمة ...يكاد عماد يلمس السماء من شدة سعادته على الرغم من تخوفه الشديد من موافقة والدته السريعة رغم رفضها المستمر لكن سيدع كل هذا جانبا ولن يفكر فيما يكدر صفو سعادته الآن...
حفل زفاف عماد ونيرة
ترقص فى سعادة وتضحك بانطلاق وتتحرك كالفراشة ولما لا واليوم زفافها على حبيبها ومن اختاره قلبها شريكا ..
اختارت فستانا يناسب طبيعتها بسيط قليل التطريز يظهر قدها المتوازن الجميل تنظر نحو عماد ببزته السوداء الأنيقة جدا و التى اجبره أصدقائه على خلع الجزء العلوى منها ومجاراتهم فى الرقص والاحتفال بالزفاف....كل شئ يسير إلى الآن على ما يرام...تحاول أن تبث الطمأنينة داخل نفسها وتتلاشى نظرات حماتها الموقرة و التى تشعر انها تكاد تحرقها بعينيها وتعد عليها كل حركة وكل شاردة وواردة تحدث نفسها من حين لآخر ان معها عماد يحبها يعشقها ..لن يطالها مكروه وهى بجوار تؤام الروح..
اقتربت إسراء منها فى هدوء وعيون لامعة ساخرة ومدت يدها تسلم هاتفة فى تسلية وغرور واضح وتباهى بجمالها الأخاذ والذى خطف أنظار كل شباب الحفل
( مبارك يا عروس والعقبى لى أن أكون مكانك عما قريب ...اقصد عروس مثلك بالطبع)
تنفست نيرة فى ضيق وخوف ولم ترد عليها ..لا تدرى شعور سيء داهمها وكاد أن يزهق روحها من مجرد رؤية إسراء وطريقة كلامها التى تثق انها تقصدها ولا تلقى الكلمات جزافا ...
انتهى حفل الزفاف لتبدأ صفحة جديدة مليئة بالأمل والرجاء وال........خوف والترقب..

دخلت نيرة إلى شقتها التى تعلو شقة حماتها فى نفس الxxxx وهى ترتجف حرفيا خوفا وخجلا وسعادة ...اسرع عماد بغلق الباب سريعا خلفهم ونظر نحو زوجته مقتربا منها فى خطورة وجذل هاتفا فى خبث
(يا ولدى قد مات شهيدا يا ولدى قد مات شهيدا من مات فداءا للمحبوب)
رفعت نيرة حاجباها فى تعجب هاتفة ناهرة اياه وهى تتراجع للخلف محاولة الهرب من بين يديه
( هل هذا وقت اغنية بها ذكر للموت أيها الذكى..ان لم تكن تلاحظ فاليوم هو يوم......
اقترب منها مقاطعا وهو يرقص حاجباه ويبتسم ابتسامة خطرة جعلتها ترتعد خوفا وهو يكمل بنفس المكر والخبث
( اها....هذا هو مربط الفرس الليلة بل الآن ليلة عرسنا....لدينا لعبة جميلة جدا كنت اتوق من فترة طويلة للعبها معك انتِ بالخصوص ...
رفعت حاجباها وهى تتراجع مرة أخرى وتتنفس بصوت واضح خوفا من هيئته العجيبة وتساءلت حذرة
(عن أى لعبة تتحدث ...وهل هذا وقت اللعب يا زوجى العزيز)
امسكها ليقبل خدها فى رقة شديدة وحنان حتى يهدأ من روعها هاتفا بنفس الخبث
( اللعبة الشهيرة لعبة عروس وعريس...لا تقولى انكِ لا تعرفين تلك اللعبة لا قدر الله )
ابتسمت ابتسامة مرتعشة وهى تذوب حرفيا من قربه المهلك وترتجف كورقة فى مهب الريح وهتفت بصوت مبحوح من الخوف
(لا أريد اللعب الليلة هل يمكننا تأجيل اللعب شهرين ثلاثة حتى اعتاد عليك وعلى منزلنا الجديد)
قهقه عماد بصوت عالٍ وهتف وهو يحملها عل على حين غرة
( لا يا غاليتى ....الليلة وإلا فلا ...مستقبلى وسمعتى ولقبى كرجل من الممكن أن يهتز وبشدة أن لم نلعب تلك الليلة )
وأغلق الباب بقدمه وهو يحملها فى حب ورقة
حالما بالسعادة القادمة ولا يدرى أى رياح ستهب عليه ...ولا تأتى الرياح بما تشتهى السفن....
**************************************تتحرك عالية فى عصبية وضيق وتمتم فى غيظ وحقد
( تظن انها ستهنأ بزواجها من ابنى ابنة راضية الا يكفى أن امها سرقته منى وسرقت حلمى وحياتى.....الا يكفى انها سرقت منى فؤاد ...الرجل الوحيد الذى أحببته فى حياتى..
ثم لم تلبث أن صرخت فى ألم وهى تتذكر الماضى وتهمس لنفسها فى حزن
(كان يجب أن يتزوجني أنا ...لكنه اختار راضية. لما ؟.. كانت مطلقة.. ليست اجمل منى ولا أعلى مقاما ونسبا...طوال حياتى يعذبنى هذا السؤال(لما فضلها علي ؟لما؟)
لكن الآن سأرد لها الكيل كامل دون نقصان وكما حصلت هى على لقب مطلقة لن احرم ابنتها من اللقب ...ثم لم تلبث أن صمتت مفكرة وهمست مرة أخرى فى سخرية
( ولا تخشى شيئا ابنة راضية ستجد زوجا آخر محب مراعى طيب ..كل ما يهمنى إلا يكون هذا الزوج ابنى)
وانطلقت للخلف فى ذكرياتها عن الماضى وكأنه بالأمس القريب

تفتح باب غرفتها وهى ترتجف فاليوم التجمع السنوى المعتاد لكل العائلة احتفالا بالعيد وهو لا يفوت أى زيارة بل يمد أواصر الود مع والدها ...أغمضت عالية عينيها فى حب وهيام....تتمنى لو يظهر أى بادرة تجعلها تحلم وتأمل فى الزواج منه ولكنه كأنه لا يراها ..لا يرفع عينيه نحوها تلبس أجمل ثيابها وتهتم بنفسها ايم اهتمام خصوصا عند تواجده او أى مقرب منه يمكنه وصفها او طرحها من قبله كعروس....لا تدرى ماذا تفعل لجذب انتباهه...زفرت فى عنف وضيق وفكرت فى حبيبها عديم الإحساس هذا ..لا ينقصها الجمال ولا النسب اذا لما لا يتقدم لخطبتها وتسعد بقربه دخلت امها صارخة فى سعادة
(عالية ....عالية ...هيا لقد وصل فراج ويطلب مقابلة والدك تتوقعى لما)
نظرت إليها عالية وهتفت فى غيظ وكره
( أمى افزعتنى ...فراج هل يرضيكى ان ينتهى بي المطاف بفراج اماه؟)
مطت امها شفتيها وهتفت فى حيرة
( وما عيبه ...بنيتي..متعلم وسيم ذو مركز مرموق والأهم أنه يحبك ويتمنى رضاكِ...)
رفعت عينيها شاكية لرب السماء
(ولكنى لا أحبه أمى...لا استطيع الزواج إلا ممن اختاره قلبى)
جلست على طرف السرير وجذبت عالية لتجلس بجوارها وتحدثت فى رزانة
( الأهم عالية ان يختارك قلبه كما اختاره قلبك يا بنيتي الحب من طرف واحد لن يفلح ولن ينظر إليكِ عالية ..انسى فؤاد بنية)
ارتعشت فى خجل شديد لانكشاف مشاعرها أمام والدتها وهتفت فى إحباط
( لما أمى ...ربما يعشقني ويحبني بجنون يوما ما كما .....احم...
قرصتها امها فى لطف هاتفة
( الحب شرارة تنطلق من اللقاء الأول أنا اظن هذا ...وفؤاد لم ولن يشعر بك.....ثم تنهدت وهى لا تدرى كيف تخبر ابنتها بالقادم ...ثم حسمت أمرها وخفضت عينيها هامسة
( اعلم جيدا انه يحب راضية وتقدم لها أكثر من مرة ولكنها ترفض إلى الآن)
وقفت عالية صارخة في عنف
(ماذا ؟ راضية ! ابنة عامل الكهرباء المطلقة ولديها ابن تجاهد بكل الطرق ان تضمه إليها ولم ولن تستطيع مطلقا...فزوجها اقصد طليقها ذو مكانة ورفعة وعائلة ذات صيت ومركز ...كيف ...كيف يحب هذه ويتركني أنا أمى؟)
ابتسمت امها مشفقة عليها من تهورها وهتفت موضحة
( عالية لما تحبين فؤاد ولما يحبك فراج ...الحب ليس به لما بنية ...انسى فؤاد فلن يكون لك مطلقا وهذا واضح من نظراته وتكرار طلبه للزواج من راضية و التى سرعان ما تستسلم لطوفان حبه واهتمامه وخصوصا انها جرحت وطعنت فى قلبها من زوجها وأهل زوجها وتكبرهم عليها...اقبلى بفراج بنية)
ثم لم تلبث أن ضحكت وهتفت فى انطلاق
(على الاقل اسمه يبدأ بحرف الفاء ...فراج ...به شئ مماثل ل..فؤاد...أى لن تخسري الكثير عالية)
زمت عالية شفتيها فى رفض وعينيها تبرقان ....ستحصل على فؤاد مهما حدث ومهما طال الزمان ....ولن تترك راضية تلك ال....ال.....مطلقة تحصل على حبيبها مهما كان الثمن....

الفصل الثالث

ينظر إلى راضية فى حب لا يطفئه الزمن ..لتبتسم راضية وتضع أمامه فنجان القهوة وتوبخه هاتفة
( لا أدرى لما القهوة الآن فؤاد قاربنا الفجر ولم تنم إلى الآن...لقد انتهى العرس على خير والحمد لله ...هيا لترتاح قليلا...
مد فؤاد يده ليمسك بها ويجلسها بجواره وهتف فى قلق
( هل تسرعنا فى الموافقة على عماد ...والدته غير مريحة بالمرة ...لولا ان نيرة تعشقه وهو ايضا ما غامرت بالموافقة ...أخشى أن.......
مدت يدها لتضعها على فمه برقة مقاطعة اياه فى هدوء
( لا تقلق حبيبى...لقد اكرمنا الله بنيرة بعد فترة طويلة من الزواج ولن يضرنا الله فيها مطلقا ...عماد محب عاشق وانت ادرى بالعشاق فؤاد ...
نظر إليها غير قادر بالبوح بما فى صدره...نظرات عالية نحو ابنته الليلة لم تريحه ولن تترك ابنته فى حالها مطلقا ...هل معقول مازال الماضى يؤثر عليها ...هل هى مجنونة بحب التملك وعدم تقبل الرفض لدرجة ان تنتقم من رفضه اياها بلطف عندما اعترضت طريقه فى أحد الأيام ليخفض بصره ويستمع إليها وهى تعترف بحبها الشديد له ...اعتذر منها وقتها هاتفا بأن قلبه ليس بيده وانه مثلها عاشق لراضية وينتظر موافقتها على الزواج منه ...لم ولن ينسى نظرتها القاتمة السوداء المهددة و التى تحولت إلى النقيض والكره الشديد له ولراضية .....حتى بعد أن تزوجت وأنجبت عماد وزوجها فراج رحمة الله كان يعاملها كملكة متوجة لا يرفض لها طلبا مطلقا لم تتغير نظرة الكره لهما إذ صادف وتقابلا فى أحد تجمعات العائلة احتفالا بالأعياد او المناسبات العامة .....تنهد فى عمق داعيا الله أن تكون هذه هواجس فقط مجرد هواجس...
**************************************ينظر عماد إلى نيرة التى تنام بعمق وتبدو الراحة والسعادة بادية على ملامحها الجميلة ..إلى الآن لا يصدق انها أصبحت زوجته حلاله ...تنهد فى خوف وهو يتذكر غالية أمه ويدعو لها بالهداية وأن تتراجع عن كرهها الواضح لنيرة وعائلتها الغريب .رغم وجود صلة قرابة ليست بالبعيدة إلا أنها كانت ترفض التعامل او التواصل معهم منذ الصغر ليزيد هو الفجوة والكره والرفض من ناحية والدته عندما دق قلبه بعنف من أجل محبوبته نيرة الرقيقة الطيبة ..أفاق من أفكاره على صوت جرس الباب لينتفض فى دهشة واستنكار..الساعة لم تتجاوز الثامنة بعد ..من سيجرؤ على المجيء لشقة العرسان الجدد فى مثل هذا الوقت ..عاد الجرس ليرن فى إصرار ليقرر عماد تجاهله تماما وان يغط فى نوم عميق بجوار محبوبته الجميلة النائمة ليقفز من على السرير بحركة مفاجئة كادت أن تكسر قدمه حين سمع صوت والدته و التى تصيح فى غضب ونزق
(الم تستيقظ عروسنا ست الحسن إلى الآن..هذا هو ما أخشاه .....استهتار وتسيب من اول يوم زواج ....ونعم الزوجة فعلا)
أسرع عماد بفتح الباب ورسم ابتسامة متملقة محاولا استرضاء والدته المستحيل
(أمى الأمس فقط كان الزفاف وانتِ تعلمين ...أقصد ...احم ....اقصد من حقها أن ترتاح قليلا ومازال الوقت باكرا ..
لم ترد عليه والدته بل ازاحته من أمامها بحركة قاسية مشمئزة من كلماته واسرعت مباشرة إلى داخل غرفة النوم المغلقة ..تسمر عماد مكانه لا يعرف كيف يتصرف من شدة المفاجأة هل يوقف والدته ويمنعها من الدخول على زوجته فهذا غير لائق بالمرة ...لا يستطيع فهى والدته وهذا أول يوم من أيام زواجه ولا يريد تكدير صفو أمه و التى على ما يبدو انتوت والنية لله وحده ان تحيل حياته صراعا ...تنفس فى صوت مسموع من شدة الضغط والكبت ...
أسرعت عالية بفتح الباب لتنظر لتلك النائمة فى هدوء متدثرة بغطاء خفيف يحجب جسدها عن العيون المتلصصة لتقترب منها وتجذب الغطاء بقوة إلا أنها لم تستطع رفعه فللعجب نيرة نائمة ومتمسكة به فى قوة كمن يحلم بكابوس...انتفضت نيرة وفتحت عيناها لترى عيون مليئة بالحقد والكره تنظر إليها..نظرت حولها فى دهشة حتى تتأكد أنها فى غرفة نومها ثم لم تلبث أن اعتدلت فى عصبية وهى متمسكة بالغطاء الخفيف وهتفت فى خفوت وقوة فى نفس الوقت
( هل هناك شئ خالتى ؟ أين عماد ولما تواجدك فى غرفة النوم هكذا ؟ لم استيقظ بعد او أخذ احتياطاتى خالتى)
مطت عالية شفتيها وهى تنظر إليها فى استهانة واضحة وهتفت فى قسوة
(هذا منزلى ...وغرفة نوم ولدى ...حقى ان ادخل فى أى لحظة ليلا او نهارا ضعى هذا فى اعتبارك يا ابنة راضية ...هيا كفى كسلا وتخاذل ...تحركى لتجهيز الإفطار فابنى جائع من مجهود الأمس)
ثم ألقت عليها نظرة أخرى وأكملت بنفس النبرة
( ولا أظن أنه مجهود يستحق التعب من أجله..لكن ماذا أقول؟ طوال عمره عماد يعشق الأشياء ال......غير ملائمة له..
تنفست نيرة فى ضيق وهتفت ثائرة
( اما ان المنزل منزلك سيدة عالية فهذا مؤكد وما نازعك أحد ملكيته ..ولكن لى خصوصيات..لا أحد...أى لا أحد يحترم نفسه يتخطى خصوصيات غيره ويدخل غرف نوم هكذا بدون استأذان حتى لو كانت غرفة نوم ابنك ونائم لوحده ....اما الافطار فوالدتى السيدة راضية جبر الله بخاطرها ستفعل المعتاد وتحضر الطعام أشكالا والوانا ولكن كما العرف ...لا أحد لا أحد لدية ذرة من العقل يقترب من بيت للمتزوجين حديثا قبل الظهيرة على أقل تقدير خالتى)
تراجعت عالية للخلف شاهقة ..لم تتوقع فى ابشع كوابيسها ان تكون نيرة بتلك الشخصية القوية ..ولكن رب ضارة نافعة فقد يساعدها هذا جدا فى مخططها ويقلل من فترة تواجدها فى منزلها من شهرين لأسبوعين فقط ....اخذت نفس عميق وصرخت فيها ليسمعها عماد هذه المرة
( هل ستمنعينى يا ابنة راضية من دخول منزل ابنى ...هل ترفضين وجودى هنا؟)
أسرع عماد نحو والدته مقبلا يدها هاتفا فى توسل
( نيرة لم تقصد أمى...دائما مرحب بك فى أى وقت وأى مكان ...أليس كذلك نيرة؟ )
نظرت اليه نيرة فى ضيق وردت فى برود فلم تتوقع أن يكون تصرف عماد بتلك السلبية وخصوصا بعد دخولها غرفة النوم بتلك الطريقة هتفت فى إصرار وإباء وعدم خوف
(بالطبع مرحب بها فى كل وقت ...ثم اتقدت عيناها نيرانا وهتفت مؤكدة ....
( لكن هناك أماكن خط أحمر ومنها غرفة النوم ...اظن واضح الوضع الذى أنا فيه ولا يصح
غارت عينا عالية وهتفت فى عدم تصديق
(هل ستعلمنى ابنة راضية ما يصح ولا يصح ...هل هذا هو جزائي وآخر تربيتى وانكسارى عليك انت واختك...تأتى هى لتذلني وتكسر هامتى أمامك وانت صامت)
انعقد حاجبا عماد وصرخ في نيرة متخذا جانب والدته
(نيرة يكفى هذا ...اعتذرى لأمى فورا ...يكن فى علمك ...والدتى مرحب بها فى كل مكان وأى وقت وهذا لا جدال فيه)
انعقد حاجبا نيرة فى شدة وعقلها يصرخ خائفا من القادم ..فى حين ابتسمت عالية ابتسامة شيطانية وهى تهنأ نفسها بنجاح أول مخططاتها.
************************************************** **************************يأكل وهو ينظر نحو نيرة التى انقلب وجهها تماما وضاعت الفرحة من ملامحها وتقف على المائدة التى يجلس عليها مع أمه وأخته فى شقتيهما بعد أن أصرت والدته على تناول جميع الوجبات معها ومع أخته...ابتسم عماد محاولا إرضاء نيرة والتخفيف عنها وهتف مداعبا
( طريقة تقديم الطعام على الطاولة رائعة ...به لمسة جمالية راقية ..حقا زوجتى فنانة ...هيا اجلسى بجوارى لنتناول الطعام سويا غاليتى)
نظرت اليه نيرة بنظرة مخيفة بها من الكلام المكبوت ما يوضح أن القادم لن يمر على خير مطلقا ...مطت والدته شفتيها هاتفة
(على ما يبدو ليست جائعة أتركها على راحتها ...هيا زوجة ابنى الغالية فلتجهزى لنا عصير الفراولة من يديك...احبه بسكر زائد فلا احب أى عصير غير مضبوط السكر)
تحركت نيرة فى آليه باتجاه المطبخ دون رد ليصرخ عماد داخله ..( هذا لا يجوز ...ستضيع من يدك بسلبيتك ووقتها لا تلوم إلا نفسك)
ا
الفصل الثالث

ينظر إلى راضية فى حب لا يطفئه الزمن ..لتبتسم راضية وتضع أمامه فنجان القهوة وتوبخه هاتفة
( لا أدرى لما القهوة الآن فؤاد قاربنا الفجر ولم تنم إلى الآن...لقد انتهى العرس على خير والحمد لله ...هيا لترتاح قليلا...
مد فؤاد يده ليمسك بها ويجلسها بجواره وهتف فى قلق
( هل تسرعنا فى الموافقة على عماد ...والدته غير مريحة بالمرة ...لولا ان نيرة تعشقه وهو ايضا ما غامرت بالموافقة ...أخشى أن.......
مدت يدها لتضعها على فمه برقة مقاطعة اياه فى هدوء
( لا تقلق حبيبى...لقد اكرمنا الله بنيرة بعد فترة طويلة من الزواج ولن يضرنا الله فيها مطلقا ...عماد محب عاشق وانت ادرى بالعشاق فؤاد ...
نظر إليها غير قادر بالبوح بما فى صدره...نظرات عالية نحو ابنته الليلة لم تريحه ولن تترك ابنته فى حالها مطلقا ...هل معقول مازال الماضى يؤثر عليها ...هل هى مجنونة بحب التملك وعدم تقبل الرفض لدرجة ان تنتقم من رفضه اياها بلطف عندما اعترضت طريقه فى أحد الأيام ليخفض بصره ويستمع إليها وهى تعترف بحبها الشديد له ...اعتذر منها وقتها هاتفا بأن قلبه ليس بيده وانه مثلها عاشق لراضية وينتظر موافقتها على الزواج منه ...لم ولن ينسى نظرتها القاتمة السوداء المهددة و التى تحولت إلى النقيض والكره الشديد له ولراضية .....حتى بعد أن تزوجت وأنجبت عماد وزوجها فراج رحمة الله كان يعاملها كملكة متوجة لا يرفض لها طلبا مطلقا لم تتغير نظرة الكره لهما إذ صادف وتقابلا فى أحد تجمعات العائلة احتفالا بالأعياد او المناسبات العامة .....تنهد فى عمق داعيا الله أن تكون هذه هواجس فقط مجرد هواجس...
**************************************ينظر عماد إلى نيرة التى تنام بعمق وتبدو الراحة والسعادة بادية على ملامحها الجميلة ..إلى الآن لا يصدق انها أصبحت زوجته حلاله ...تنهد فى خوف وهو يتذكر غالية أمه ويدعو لها بالهداية وأن تتراجع عن كرهها الواضح لنيرة وعائلتها الغريب .رغم وجود صلة قرابة ليست بالبعيدة إلا أنها كانت ترفض التعامل او التواصل معهم منذ الصغر ليزيد هو الفجوة والكره والرفض من ناحية والدته عندما دق قلبه بعنف من أجل محبوبته نيرة الرقيقة الطيبة ..أفاق من أفكاره على صوت جرس الباب لينتفض فى دهشة واستنكار..الساعة لم تتجاوز الثامنة بعد ..من سيجرؤ على المجيء لشقة العرسان الجدد فى مثل هذا الوقت ..عاد الجرس ليرن فى إصرار ليقرر عماد تجاهله تماما وان يغط فى نوم عميق بجوار محبوبته الجميلة النائمة ليقفز من على السرير بحركة مفاجئة كادت أن تكسر قدمه حين سمع صوت والدته و التى تصيح فى غضب ونزق
(الم تستيقظ عروسنا ست الحسن إلى الآن..هذا هو ما أخشاه .....استهتار وتسيب من اول يوم زواج ....ونعم الزوجة فعلا)
أسرع عماد بفتح الباب ورسم ابتسامة متملقة محاولا استرضاء والدته المستحيل
(أمى الأمس فقط كان الزفاف وانتِ تعلمين ...أقصد ...احم ....اقصد من حقها أن ترتاح قليلا ومازال الوقت باكرا ..
لم ترد عليه والدته بل ازاحته من أمامها بحركة قاسية مشمئزة من كلماته واسرعت مباشرة إلى داخل غرفة النوم المغلقة ..تسمر عماد مكانه لا يعرف كيف يتصرف من شدة المفاجأة هل يوقف والدته ويمنعها من الدخول على زوجته فهذا غير لائق بالمرة ...لا يستطيع فهى والدته وهذا أول يوم من أيام زواجه ولا يريد تكدير صفو أمه و التى على ما يبدو انتوت والنية لله وحده ان تحيل حياته صراعا ...تنفس فى صوت مسموع من شدة الضغط والكبت ...
أسرعت عالية بفتح الباب لتنظر لتلك النائمة فى هدوء متدثرة بغطاء خفيف يحجب جسدها عن العيون المتلصصة لتقترب منها وتجذب الغطاء بقوة إلا أنها لم تستطع رفعه فللعجب نيرة نائمة ومتمسكة به فى قوة كمن يحلم بكابوس...انتفضت نيرة وفتحت عيناها لترى عيون مليئة بالحقد والكره تنظر إليها..نظرت حولها فى دهشة حتى تتأكد أنها فى غرفة نومها ثم لم تلبث أن اعتدلت فى عصبية وهى متمسكة بالغطاء الخفيف وهتفت فى خفوت وقوة فى نفس الوقت
( هل هناك شئ خالتى ؟ أين عماد ولما تواجدك فى غرفة النوم هكذا ؟ لم استيقظ بعد او أخذ احتياطاتى خالتى)
مطت عالية شفتيها وهى تنظر إليها فى استهانة واضحة وهتفت فى قسوة
(هذا منزلى ...وغرفة نوم ولدى ...حقى ان ادخل فى أى لحظة ليلا او نهارا ضعى هذا فى اعتبارك يا ابنة راضية ...هيا كفى كسلا وتخاذل ...تحركى لتجهيز الإفطار فابنى جائع من مجهود الأمس)
ثم ألقت عليها نظرة أخرى وأكملت بنفس النبرة
( ولا أظن أنه مجهود يستحق التعب من أجله..لكن ماذا أقول؟ طوال عمره عماد يعشق الأشياء ال......غير ملائمة له..
تنفست نيرة فى ضيق وهتفت ثائرة
( اما ان المنزل منزلك سيدة عالية فهذا مؤكد وما نازعك أحد ملكيته ..ولكن لى خصوصيات..لا أحد...أى لا أحد يحترم نفسه يتخطى خصوصيات غيره ويدخل غرف نوم هكذا بدون استأذان حتى لو كانت غرفة نوم ابنك ونائم لوحده ....اما الافطار فوالدتى السيدة راضية جبر الله بخاطرها ستفعل المعتاد وتحضر الطعام أشكالا والوانا ولكن كما العرف ...لا أحد لا أحد لدية ذرة من العقل يقترب من بيت للمتزوجين حديثا قبل الظهيرة على أقل تقدير خالتى)
تراجعت عالية للخلف شاهقة ..لم تتوقع فى ابشع كوابيسها ان تكون نيرة بتلك الشخصية القوية ..ولكن رب ضارة نافعة فقد يساعدها هذا جدا فى مخططها ويقلل من فترة تواجدها فى منزلها من شهرين لأسبوعين فقط ....اخذت نفس عميق وصرخت فيها ليسمعها عماد هذه المرة
( هل ستمنعينى يا ابنة راضية من دخول منزل ابنى ...هل ترفضين وجودى هنا؟)
أسرع عماد نحو والدته مقبلا يدها هاتفا فى توسل
( نيرة لم تقصد أمى...دائما مرحب بك فى أى وقت وأى مكان ...أليس كذلك نيرة؟ )
نظرت اليه نيرة فى ضيق وردت فى برود فلم تتوقع أن يكون تصرف عماد بتلك السلبية وخصوصا بعد دخولها غرفة النوم بتلك الطريقة هتفت فى إصرار وإباء وعدم خوف
(بالطبع مرحب بها فى كل وقت ...ثم اتقدت عيناها نيرانا وهتفت مؤكدة ....
( لكن هناك أماكن خط أحمر ومنها غرفة النوم ...اظن واضح الوضع الذى أنا فيه ولا يصح
غارت عينا عالية وهتفت فى عدم تصديق
(هل ستعلمنى ابنة راضية ما يصح ولا يصح ...هل هذا هو جزائي وآخر تربيتى وانكسارى عليك انت واختك...تأتى هى لتذلني وتكسر هامتى أمامك وانت صامت)
انعقد حاجبا عماد وصرخ في نيرة متخذا جانب والدته
(نيرة يكفى هذا ...اعتذرى لأمى فورا ...يكن فى علمك ...والدتى مرحب بها فى كل مكان وأى وقت وهذا لا جدال فيه)
انعقد حاجبا نيرة فى شدة وعقلها يصرخ خائفا من القادم ..فى حين ابتسمت عالية ابتسامة شيطانية وهى تهنأ نفسها بنجاح أول مخططاتها.
************************************************** **************************يأكل وهو ينظر نحو نيرة التى انقلب وجهها تماما وضاعت الفرحة من ملامحها وتقف على المائدة التى يجلس عليها مع أمه وأخته فى شقتيهما بعد أن أصرت والدته على تناول جميع الوجبات معها ومع أخته...ابتسم عماد محاولا إرضاء نيرة والتخفيف عنها وهتف مداعبا
( طريقة تقديم الطعام على الطاولة رائعة ...به لمسة جمالية راقية ..حقا زوجتى فنانة ...هيا اجلسى بجوارى لنتناول الطعام سويا غاليتى)
نظرت اليه نيرة بنظرة مخيفة بها من الكلام المكبوت ما يوضح أن القادم لن يمر على خير مطلقا ...مطت والدته شفتيها هاتفة
(على ما يبدو ليست جائعة أتركها على راحتها ...هيا زوجة ابنى الغالية فلتجهزى لنا عصير الفراولة من يديك...احبه بسكر زائد فلا احب أى عصير غير مضبوط السكر)
تحركت نيرة فى آليه باتجاه المطبخ دون رد ليصرخ عماد داخله ..( هذا لا يجوز ...ستضيع من يدك بسلبيتك ووقتها لا تلوم إلا نفسك)
ا
الفصل الرابع

مر أسبوع كامل المفروض انه من أسعد أيام حياتها تذبل كل يوم وهى ترى تعنت حماتها وسلبية زوجها رغم محاولاتها المستمرة بالتنبيه عليه بأن صبرها كاد أن ينفد وفى النهاية لن يصح إلا الصحيح ...يحاول فى غرفتهما فقط استرضاءها واقناعها ان رضا والدته اهم من تلك المشاكل التافهة...يتكلم بهدوء ما الضير أن تقوم هى بكل أعمال المنزل سواء شقتها أو شقة والدته دون حتى أن تساعد أخته مطلقا ولا تكلف نفسها حتى بإنجاز طلباتها الشخصية ...يصرخ بها اذا احتجت انها زوجته وعليها طاعته ومعاونته على كسب رضا والدته حتى يرضى عليه ربه ....وبدأت خطوات السقوط نحو النهاية سريعا فى أواخر الأسبوع الأول...
تشهق نيرة فى حزن وتلتمع الدموع فى عينيها وهى تنظر لقالب الكيك والذى احترق نصفه تماما وتظهر رائحة الكعك المحترق فى الأجواء لتدخل عالية المطبخ مقتحمة كمن يستعد للنزال...اقتربت منها بخطوات حثيثة.....نظرت إليها بعيون متقدة بالنيران ...عيون لا ترى فى نيرة إلا رفض والدها لها هى غالية زينة بنات العائلة وانتصار والدتها عليها وفوزها بالزواج من فؤاد...جذبتها من يدها فى عنف .وبدأت مباشرة فى التقريع .......
تصرخ فيها بصوت مزعج مؤنب لا هوادة فيه
( غبية ..ماذا ! الم تعلمك والدتك السيدة المبجلة راضية كيف تقومين بتجهيز قالب من الكيك الفاخر ...حقا لقد ظلم ابنى نفسه بالزواج منك ...أيتها الفاشلة ال.....
قاطعتها نيرة بصوت قوى ثائر
( لا أسمح لك )
تراجعت عالية للخلف وعينيها تبرقان فى شدة
(ماذا تقولين يا ابنة راضية انتِ لا تسمحين لى ...هزلت )
اجابتها نيرة بنبرة أعلى وأقوى
(نعم لا أسمح لك بأن تهينيني او تذكرى والدتى بالسوء ...لم يحدث ضرر لكل هذا الصياح والغضب )
نظرت للساعة الموضوعة أمامها وعادت لتكرر فى قوة
( اذا كنتِ لا تريدين أى أحد أن يهينك لابد من تحترمى من هم اكبر منك ام لم تعلمك السيدة الفاضلة والدتك هذا الكلام فعلا المثل القائل
( فاقد الشيء لا يعطيه )
وقتها لم تتحمل نيرة الضغط وانفجرت دون وعى
( لا أدرى ما مشكلتك مع والدتى ولكن اكرر للمرة الأخيرة...لا مساس بأسم والدتى فى أى شئ يخص البيت هنا واظن انك ايضا لم تعلمى ابنتك همسة الكثير والكثير فلم ارها تقف فى المطبخ او تجهز أى شئ ...لما لا تقومى بمهمتك معها حتى لا يذكرك أى شخص
بالسوء ..)
جحظت عينا غالية ورفعت يدها فى سرعة لتصفع نيرة
دخل عماد ليرى المشهد كاملا أمامه...زوجته صُفعت من والدته والتى ما أن رأته حتى صاحت فى غضب مصطنع
( هل وصلت أيها الابن البار لترى بنفسك تطاول السيدة المبجلة زوجتك تهين والدتك وتنعتها بالفشل فى تربية اختك ...فلتسمع جيدا أن لم تأخذ لى حقى ...لن تكون ابنى بعد الآن)
احمرت عينا عماد واقترب من نيرة غاضبا وهتف فى عنف وهو يقبض على ذراعها فى قسوة
( هل حدث هذا الكلام فعلا يا نيرة؟)
عادت والدته لتصرخ فيه مرة أخرى
( وهل تكذبنى ايضا ...يا خسارة شقائي وتعبى فى تربيتك ...اخرج هيا خذ زوجتك واخرج إلى شقتكما...قلبى غاضب عليك يا عماد ولن اسامحك ما حييت)
ازداد عماد عنفا وهو يجذب نيرة للخروج ويصرخ بها فى غضب حارق
( اتمنى أن تكونِ سعيدة الآن بما حدث يا زوجتى العزيزة..
أغلق عماد باب شقتهما ودفع نيرة للداخل فى غلظة وهو يزيد فى الصياح فى حين لم تنطق نيرة بحرف واحد بل اكتفت بوضع يدها على خدها وهى تهمس فى عدم تصديق
( لقد ضربتنى بالقلم .....لقد ضربتنى بالقلم)
صرخ بها عماد
(تستحقين ...بل تستحقين سحق عظامك على تطاولك على والدتى...)
وقفت نيرة فى شموخ هاتفة فى هدوء مريب
( عندك حق من يتطاول على والدتك يستحق سحق عظامه ....اذا من يتطاول على والدتى ماذا يستحق عماد ....ام نقول من يتطاول على زوجتك ووالدتها ولو نطقت بنفس الكلام تضرب بالقلم ..ماذا تستحق عماد )
نظر نحوها عماد فى دهشة وقد انطفأ غضبه وبدأ يعود لرشده وهتف فى تساؤل
( ماذا تقصدين يا نيرة ؟)
نظرت نحوه نيرة وعيناها حمراوان كلون الدم وهتفت فى إصرار
( والدتك أهانتني انا وسبت والدتى وتطاولت علي بالضرب عماد ...أريد أن يأخذ زوجى لى حقى وإلا.........
ولم تكمل جملتها بل تركتها معلقة حائرة لا تدرى لها أى تكملة
************************************************** **************************ضغط من والدتها عليها أن تصبر قليلا فقط حتى لا تندم اذا تسرعت واتخذت قرار فى هذه الفترة القصيرة جدا من الزواج ..لتسمع نيرة نصائح والدتها وتحاول أن تتجنب حماتها ولا تنزل إلا فى حدود المعقول مهما حدث ...حتى الطعام اعتزلتهم وانقلب هذا إلى حالة من الجفاء بينها وبين زوجها الذى لا يستطيع قول كلمة تضايق والدته او حتى مواجهتها بما يحدث....
فى حين يحاول عماد يوميا كسر الجليد بينهما ولكن لا يدرى أن قلبها هو ما كسر ولن يعود كالسابق أبدا...لا تنكر لم يعد يضغط عليها للنزول ويحاول جاهدا اضحاكها وإرجاع بسمتها وانطلاقها وبراءتها إليها...ولكن لم تسلم أبدا من مكائد حماتها او لسانها السليط الذى يتطاول دائما بذكر والدتها بالسوء وبالطبع دائما فى غياب عماد
يدخل البيت سعيدا هاتفا فى مرح
( همسة ..يا اختاه هيا تعالى ...لدى شئ سيسعدك للغاية أسرعت همسة بالخروج اليه لتجده يحمل علبة من الشيكولاته الفاخرة المحببة لديها لتلتقطها فى سرعة وتحضنه وتقبله وتهلل فى صوت عالٍ ..خرجت خلفها نيرة شاحبة حزينة لينظر إليها عماد ويغمض عينيه فى أسى ويقترب منها مقبلا خدها متمتما فى اعتذار
(أسف نيرة ..ليس بيدى حبيبتى. لم أقصد أن اضايقك ولكن لا يمكنك رفع صوتك على أمى انها أمى يا نيرة)
صمتت وهى تنظر نحوه بعيون ميتة لا حياة فيها جعلته يرتعش خوفا من القادم
حاول أن يقترب منها مادا لها علبة أخرى من نفس النوع مبتسما فى حب واشتياق شديد لتخفض عينيها فى حزن وتقبلها منه فى حزن ليزفر هو فى ضيق شديد...
دخلت والدته لترى محاولاته الحثيثة للتقرب من زوجته ومحاولة استرضاءها لتهتف فى مكر وخبث
( عماد ..إسراء ابنة خالتك ستأتى بعد قليل تحتاج منك خدمة )
لم يرد عماد عليها بل لم ينتبه إلى حديثها من الاساس ليرن جرس الباب وتجري همسة تفتح الباب مهللة مرحبة بإسراء وتغمز لها فى تواطئ مريب.....دخلت إسراء مباشرة ناحية عماد لتسلم عليه بحرارة وتهتف
( كم اوحشنى لقاءك يا ابن الخالة ....مضى زمن لم أراك منذ .......وألقت نظرة تقلل بها من شأن نيرة وهتفت وهى تبتسم في سماجة
(تزوجت يا مسكين.....اريد ان تأتى معى للتبضع ولا استطيع الخروج بدونك)
فغرت نيرة فاها فى غيرة شديدة وهتفت فى غيظ
( ماذا !! ولما لا تذهب معك خالتى او همسة او حتى أحد والديكي او اخوتك)
نظرت إليها بنظرة استعلاء متقصدة وهتفت فى عدم مبالاة:
(أشعر بالأمان مع عماد ...وله ذوق راقى فى الاختيار ...صراحة لم يخطأ فى اختياراته من قبل ...ثم ثبتت نظرها عليها وهمست ببطء قاسٍ...إلا فى مرة واحدة ...لم يحسن الاختيار
تأججت النيران فى عينا نيرة وهمست فى غضب
( حسنا ..سألبس بسرعة ...فأنا ايضا أريد الذهاب للتبضع معكم...)
هزت عالية رأسها فى رفض وسخرية هاتفة
(كلا ...لا يمكنك الخروج يا ابنة راضية...فلدينا من الأعمال الكثير والكثير تحتاج إلى همتك ونشاطك الواضح الذى لو ظهر لانتهيتى من الصباح الباكر)
نظرت نيرة نحو عماد تنتظر رده او تعليقه...إلا أنه صمت تماما واشاح بنظره بعيدا حتى لا يدخل فى صدام لا يحبذه امام إسراء بالذات...لتصرخ نيرة داخلها
(على ما يبدو .... بل انا من لم يحسن الاختيار
السقوط الأخير..
تضحك راضية وهى تهمس لابنتها فى سعادة غامرة وتقص عليها بعض الأشياء اللطيفة المميزة ...وتصدح صوت ضحكاتهم لتفتح عالية الباب صارخة فى جنون
( صوت ضحكاتكم يصل الي فى الطابق الأرضي...ماذا هل الموضوع يستحق كل هذه
الضحكات الغير محترمة ام ان الحديث عني شيق وكوميدى لهذا الحد......
فغرت راضية فمها وهتفت فى هدوء
( ولما نتحدث عنك يا أم عماد ...الموضوع لا يخصك من قريب او بعيد ...لما التحامل الشديد هكذا؟)
نظرت نحوها عالية واقتربت منها لتهزها فى عنف غير واعية لما تفعل
(هل تضحكين وتخبريها كيف استطعت الانتصار علي والفوز بفؤاد؟ ...هل تقصين عليها كيف رفض ابوها الزواج منى واختارك انتِ ابنة العامل المطلقة ..هل تقصين .......
قاطعتها راضية فى صرامة وهى تمسك بيد ابنتها هاتفة فى قوة
( هيا نيرة فلنخرج الآن...لقد كنت مخطئة ابنتي بالطلب منك الصبر....فعلى ما يبدو الموضوع أخطر وله جذور ابعد مما تخيلت)
توحشت عينا عالية وهتفت فى حدة
( تخرج معك ..لما ؟أليست زوجة ولها رجل تستأذنه قبل الخروج معك ؟)
رفعت راضية نظرها للأعلى فى سخرية وهتفت
( نعم ....زوجة لرجل ....سنرى أن كان هذا صحيح أم لا سيدة عالية ....فالرجل رجلا بحماية زوجته وعدم تركها عرضة للتهزئ والإهانة ......

يحاول أن يقنع حماته بوجهة نظره فى حين انغلق وجه والدها فؤاد تماما وبدا عليه الغضب والاستعداد للانفجار في أى وقت ....تحاوره راضية بكل قسوة عن كونه لم يكن الدرع الواقى لزوجته وان والدته أخطأت بحقها أكثر من مرة دون أن يكون له موقف إيجابي واحد ...وهو يحاول اقناعها انها والدته ولا يجوز لأى حال تقريعها او تعنيفها مهما فعلت ...
خرجت نيرة صامدة وقاسية حد السيف وهتفت فى إصرار
( شئ واحد فقط قد يشفع لك عماد وينهى كل تلك المشاكل ؟)
رفع عماد عينيه إليها فى لهفة وتساؤل لتكمل فى جدية
( منزل بعيد عن والدتك ...لن أعود إلى منزل اهينت فيه أمى وضربت فيه بالقلم ولم اسمع كلمة حق منك ...
هز عماد رأسه فى ضعف وهتف مترجيا
( لا استطيع نيرة ....لا استطيع ترك والدتى واختى الوحيدة لوحدهما)
نظرت نحوه بعيون متحجرة من كثرة الدموع وهمست فى ألم وعذاب شديد
(اذا أريد الطلاق عماد ولن اتنازل عنه مطلقا )
وأسقط فى يده وضاع الأمل فى الصلح..
************************************************** *************************يشعر أنه فى كابوس ..ما حدث ليس حقيقة ...لقد تم الطلاق والسبب والدته التى أصرت الذهاب إليهم وظن ببراءة انها ستذهب لاسترضائهم بكلمة طيبة.....لم يتوقع أن تذهب لتثير فضيحة وتطلب منها ان تترك عماد وكفاها ما عاشه من عذاب وعدم اهتمام وحزن وكآبة بسببها ليتهور والدها ويقوم بطردها شر طرده ....وكان هذا خط النهاية نقطة آخر السطر ....السطر الذى خط فيه كلمة بشعة تكاد تذهب بروحه قبل عقله (الطلاق)

يعود إلى البيت ضائعا مترنحا لا يكاد يرى أمامه لا يريد أن يمر على والدته او يتحدث مع أحد أى أحد لتفتح الباب همسة وتنظر اليه فى حسرة وشفقة وتهتف
(عماد أمى فى انتظارك ...هى منذ الصباح تنتظر رجوعك)
جر عماد قدميه جرا للداخل ليرى والدته تجلس سعيدة منتشيه فرحة كأنها حققت أقوى انتصاراتها لتظلم عينا عماد دفعة واحدة ويستمع لها بعقل منغلق وقلب اتشح بالسواد..
هتفت والدته فى تسلط
(غدا ستخطب ابنة خالتك اسراء ...من البداية وحاولت أن افهمك ان تلك الخائبة التى لا فائدة منها لا تصلح لك ..ولكن اصرارك هو ما أوصلنا لتلك الحالة....
نظر إليها نظرة سوداوية غامضة وهتف بصوت متحشرش غير واضح
( موافق ....سنذهب غدا لخطبتها أمى)
ارتفع حاجبا غالية فى دهشة لتسأل فى حذر وتوجس
(هل ما سمعته صحيح عماد ؟ انت موافق!)
هز عماد رأسه فى موافقة دون رد وتحرك بآلية للخارج لتبرق عينا غالية فى سعادة و هو وانتصار فى حين هزت همسة رأسها في صمت وهمست داخلها
( خسرتِ الحرب اماه.....اعلم أخى. موافقته بتلك السهولة تعنى ان القادم أسوأ مما نتخيل )
************************************************** *************************تم الزفاف اسرع مما أرادت والدته ...إسراء تكاد تجن من الفرحة ولا تصدق أنها تخلصت من نيرة وللأبد .....بل وأصبحت زوجته رسميا فى بحر أسبوعين من طلاقه من تلك المدعوة بزوجته السابقة....
دخلت الشقة تتأملها فى انتصار وزهو لتتحرك فى ثقة دون خجل ليقف عماد ناظرا إليها فى سخرية وعيون سوداء مظلمة ويهتف بها
(مبارك نجاحك انتِ وخالتك وزواجك منى ابنة الخالة ...ولكن ياللخسارة سيظل مجرد حبر على ورق وستظلين معى إلى أن يشاء الله زوجة مع ايقاف التنفيذ.......
************************************************** **************************يصرخ عماد وهو يدق على الطاولة فى جنون وغضب
( أين الطعام ...اجلس منذ ربع ساعة كاملة ولا أجد ما يسد رمقى....حقا ونعم الزوجة والاخت)
تنظر اليه اسراء فى برود هاتفة
( على الرجل وضغطت على حروفها وشددت عليها وأكملت......الصبر حتى ينضج الطعام ...أليس كذلك يا رجل البيت؟)
ابتسم عماد فى سخرية ورد مستفزا
( سيكون الرجل رجلا اذا وجد أنثى تستحق رجولته وليس حية رقطاء تنتظر فى الظلام للانقضاض وبخ السم )
نظرت عالية نحوهما فى حيرة وقلة حيلة....تعلم أن ابنها لم يقرب زوجته وتعلم ايضا أنه تغير للأسوأ لم يعد ذلك المحب المراعى لها ولأخته. لم يعد يهتم بأى تفاصيل مطلقا ولا يدخل البيت بأى هدية لهمسة صغيرته كما كان يحلو له أن يسميها ....ليس لديها إلا الصبر عله يعود إلى رشده ويتقبل زوجته ....الوقت والوقت فقط كفيل بإعادته إلى طبيعته.....
************************************************** **************************تمسك والدته بجواز سفره وهى لا تصدق ...ابنها وحيدها سيرحل بعيدا عنها ....متى فكر وقرر وكيف اتخذ القرار لوحده ....لم تعد تعرف عماد ابنها ...ماذا فعلت هل دمرت العلاقة بينهم للأبد ....هل هى السبب فى هروب ابنها المستمر من المنزل ووجوده وقت الطعام والنوم فقط ....تكاد تجن لقد حاولت هى واسراء بشتى الطرق جذبه وشد انتباهه وحبه لزوجته ولكن هذا لم يزده إلا نفورا...حاولت معه من باب الدين وان ما يفعله ظلم لابنه خالته وليس عدل فيرد فى برود شديد
( على ما يبدو اعتدت الظلم اماه فهى ليست أول من أظلم..)
دخل عماد ليرى والدته تكلم نفسها فى جنون ممسكة بأوراقه الرسمية ليمط شفتيه بعدم اكتراث ويتحرك لطاولة الطعام فى آلية لتصرخ والدته فى غضب لبروده الشديد
( لم يعد يهمك رضاي من عدمه ...أليس كذلك يا عماد ....ستسافر رغم رفضى.....أسمع أن سافرت .......
قاطعها عماد فى حزم وصرامة شديدة
( اعتذر منك أمى ولكن سأسافر....انه مستقبلى وفرصة لن تعوض استطيع بعدها فتح عملى وشركتي الخاصة اظن انك تتمنين لى الخير )
انخفض صوتها فى رجاء حينما أدركت انه لا فائدة ولا رجوع عن فكرة السفر:
( اذا خذ زوجتك معك ولدى حتى أكون مطمئنة البال ....لا ترهقني عماد وتتعب اعصابى....على الاقل سأكون مرتاحة البال بوجود من يرعاك)
ابتسم عماد فى سخرية ولسان حاله يقول
( اذا ممن اهرب انا ؟) لكنه أجاب فى هدوء
( لن يفلح هذا والدتى ...لا فائدة...عموما سأعمل فى موقع ميدانى بعيد عن العمران ...ولا اظن ستسعد بغيابى ايام وتركها فى الغربة لوحدها تماما ....على الاقل هنا لديها .....ورفع عينيه نحوها هاتفا فى مغزى
(انتِ)
صرخ عقلها مؤنبا اياها بأنها السبب فى ضياع ابنها وهروبه للخارج ومن يدرى هل سيعود يوما؟؟
الخاتمة

ينظر إليها يتأمل ملامحها ...يا الله كم يشتاق إليها والى حبها وكلماتها البريئة وقوتها التى لم يدركها إلا بعد الزواج وقسوتها ايضا فى اقصائه من حياتها بكل بساطة ليهتف مرة أخرى وقلبه ينبض فى عنف خوفا
(هل .....هل تزوجتى يا نيرة؟)
نظرت اليه فى شوق يفضحه عيناها فأبعدت وجهها حتى لا تفضحها نظراتها وهتفت فى جفاء كاذب
( لا لم أتزوج ولن أتزوج....كفانى ما رأيت من الزواج ....الزواج مرة تهذيب وتأديب وإصلاح وتكدير ايضا)
ابتسم عماد وقلبه يرتجف من السعادة لاستعادتها طبيعتها التى ضيعها هو بسلبيته....هتف بها فى غيظ لا يداريه
(اذا من يكون هذا السيد)
ابتسم مالك فى برود وهتف
( انا أخوها ايها السيد يحق لى التواجد معها اما انت لا)
احتضنه عماد فى سعادة وعيناه تدمع سعادة ورضا لوجودها قربه ورؤيتها بعد شهور طويلة من الفراق
( حقا انت أخيها....ابن السيدة راضية ...كم انت كبير الحجم .....ثم همس فى اذنه بتؤاطئ
( ساعدنى لأعود لروحي..ساعدنى بالله عليك مذنب أنا واعترف فكن لى سند ..وطلباتك مجابة كلها )
مط مالك شفتيه فى برود مرة أخرى هاتفا بصوت مسموع
( ما أطلبه هو تكسير عظامك ودق عنقك والقائك تحت الحافلة لما فعلته فى اختى وضعفك امام والدتك)
ثم نظر اليه شرزا وهتف فى حذر
( كيف عرفت اننا هنا لقد سافرنا منذ شهرين وانتقلنا البارحة فقط لهذا الxxxx ....هل تتعامل مع متحرى خاص يا هذا؟)
ابتسم عماد فى حب وسعادة ورضا وأشار إلى قلبه هاتفا
( نعم ...متحرى من نوع خاص....كاد أن يموت من البعد ...لكن الله منّ عليه بعودة الأمل ونبض الحياة مرة أخرى )
تخصرت نيرة صارخة
( هل جننت يا هذا .....لقد تزوجت وانتهى الأمر...هيا اذهب الى إسراء...هيا تحرك من أمامى)
انتفض قلبه فى أمل ...مازالت تحبه وهو يعشقها...لن ييأس أبدا بل سيحاول بكل الطرق ان يعيد الأمل لهما
..بأن يجعل لحياته معنى ...لقد تغير يقسم انه تغير ...ويعلم أن إسراء لن تستمر معه مطلقا ...لقد وضحت مشاعره تماما ...لم ولن يستطيع الحياة معها كزوج مطلقا....ظلمها بزواجه منها نعم ....تقصد هذا ...نعم لن ينكر وخصوصا كنوع من رد الظلم لوالدته....
امسك يد نيرة فى قوة هاتفا فى حب وأمل
( نحن هنا بعيد عن عالمنا ...أراد رب العباد ان نجتمع ...هل تظنين انى سأتركك....كلا لا تسلمى بهذا صغيرتى.....لقد عاد قلبى ينبض كالبشر....عاد الأمل ينير حياتى ...فلا تحاولى ان تطفئ نور عيناى يا نيرة )
حاولت نيرة جذب يدها من يده ....إلا أنه تمسك بها فى قوة شديدة ليمسك مالك بيده فى سماجة ويبعدها عن يد نيرة هاتفا
( سننظر فى أمرك فيما بعد أيها العائد من الموت ...الآن ليس لدينا وقت فلدينا عمل فى شركة.......ولقد تأخرنا....
صفق عماد بيديه فى عدم تصديق ليعود يمسك بيد نيرة هاتفا
( هيا نيرة هيا ....انها نفس الشركة التى اعمل بها...هذا من تدبير القدر..مكان بعيد عن كل مشاكلنا عن كل الناس سنبدأ هنا معا لن اتنازل عنك مطلقا نيرة ...يكفى ما ضاع من العمر...لقد عاد ...عاد إلى الأمل.......
************************************************** **************************يقف أمام باب شقتهما يدق الباب فى إصرار وسماجة ويمسك قالب الشيكولاته الفاخرة التى تعشقها ويعشقها هو ايضا ...فتح مالك الباب فى غيظ هاتفا فى صراخ كاد أن يصم أذنه
( انت ! ماذا تريد ؟ ألم نكن معا فى العمل منذ قليل ! إلا نستطيع أن نرتاح من طلعة سيادتك البهية بعض الوقت ...هيا شو شو ..اذهب من أمامى )
حاول عماد ان يدفعه ليدخل فلم يستطع زحزحة هذا الحائط الصلد أمامه فقرر المرواغة ليهتف فى براءة مصطنعة
( لقد اتصلت بعامل توصيل الطعام واشتريت بعض المشويات التى تعشقها وبعض اللحوم والأسماك وقررت أن نأكل سويا يا أخ مالك.....فطوال القامة مثلك يحتاج إلى تغذية من نوع خاص ...حتى يصل الطعام إلى مراكز الإحساس فى المخ .....اليس كذلك؟)
تنهد مالك فى جوع وهو يربت على معدته الخاوية وهتف فى نيرة مستأذنا
• (نيرة الاخ عماد ...طلب الطعام ويتمنى مجرد امنية ان يتناوله معنا ...ما رأيك اختي الغالية ...هل ندعه يدخل ونتحمل خفة ظله...ام نأخذ الطعام ونشكره بالطبع عليه وندفعه دفعا حتى شقته بالأعلى)
ضحكت نيرة على قلب مالك الطيب ...لم تتخيل فى أجمل أحلامها ان يكرمها الله فى أوج منحتها بظهور مالك بعد وفاة والده والعودة إليهم ليودعهم لأنه مسافر لعمل حتى يشق طريق مستقبله والذى أجله كثيرا من أجل العناية بوالده المريض ....تعلقت هى به وبقلبه الذهبى لتطلب منه السفر معه حتى تبتعد قليلا عن الضغط النفسى من حديث الناس المتواصل او حتى خطاب محتملين....الحق ....رغم كل ما حدث لا تحتمل فكرة أن تكون زوجة لغير عماد ...رغم أن قلبها كسر بسبب سلبيته لكنها تحبه ما باليد حيلة...همست فى صوت كاد أن يطير له لب عماد
( لا بأس من يدخل للغداء معنا مالك ...يكفى انه رحمني من تحضير الطعام اليوم)

ترص الطعام فى تذمر فى حين يرتاحا هما الاثنين دون حراك يشتاق لكل همسة وحركة منها ...لا يريد أن يتذكر ايام زواجهما وإلا سيكره نفسه وما فعله معها وضعفه وسلبيته....تنهد فى أسف واضح ليبتسم مالك فى حزن ويهمس
(اذا كنت تحبها كل هذا الحب ...لما طلقتها بل وتزوجت مباشرة وتركت والدتك تتحكم فى حياتك وتدمرها؟)
نظر اليه عماد فى صمت لفترة ثم همس هو الآخر في تساؤل
( هل تظن انها من الممكن أن تسامحني وتعود الي ....معاملتها تحيرني. تعاملني بلطف ولكن بعدم اهتمام المح بقايا حب كامنة خلف تلال من الاحزان ...هيا اخبرني كيف أكسب قلبها مرة أخرى وأزيل المعاملة الأخوية التى تعاملني اياها بحكم الغربة)
ابتسم مالك فى رزانة ووقار وهز رأسه فى فهم عميق
( لا تحاول أن تجعلها تسامحك ولا تذكرها ايها الاحمق الغير بحماقتك وغبائك بل اربح قلبها من جديد ...اجعلها تنسى ما حدث كأنه لم يحدث...فهمت إيها الغبى)
رمش عماد بعينيه بسرعة مع هز الرأس دليلا على الفهم العميق ليبتسم مالك فى سخرية ويهتف مكملا
( على ما يبدو أنك فاشل وستظل فاشل وخاسر)
تحدث عماد متضرعا
( ارجوك مالك ...ساعدنى ...اكاد اموت من برودها وعدم اهتمامه ...نيرة التى كانت تتعثر فى مشيتها عندما تراني تكاد لا تراني اصلا أتصدق هذا؟
نظر نحوه فى شفقة هامسا فى ألم
( انت مثله ولا أريد أن تكون نهايتك مثل نهايته ..لذا سأساعدك بكل قوتى)
اعتدل عماد فى جلسته وسأله فى اهتمام شديد
( من تقصد؟ )
تنهد مالك وأجاب بكلمة واحدة (ابى)
توقع عماد ان يكتفى مالك بهذا الرد إلا أنها استطرد يتكلم مخرجا كل مشاعره واحاسيسه المكبوتة
( لقد ظل أبى لآخر لحظة فى عمره يعشق والدتى ويتمنى رؤيتها ولو لمرة واحدة...كنت اقلل زياراتي لأقل عدد ممكن احتراما لمشاعر أبى ..كان ينتظرني ولا ينام حتى أعود يسأل عنها عن حياتها هل هى سعيدة ؟هل تسأل عنه ؟هل اخطأت مرة ونادت اسمه ؟زوجة أبى سيدة طيبة لا أنكر لكن تغيرها الغيرة وتتحول لوحش تعامل أبى بحدة وخشونة وتتعمد تجاهله خصوصا اذا سمعتنا متلبسين بالجرم المشهود..
قاطعه عماد فى دهشة وتساؤل
( لما انفصلا اذا مادام يعشقها لهذا الحد؟)
ابتسم مالك فى سخرية ونظر إليه متمعنا
(ولما انفصلت انت ونيرة ر غم العشق ..بل وتزوجت مباشرة لا تسأل هذا السؤال ايها الذكى)
هز عماد رأسه فى تأكيد على كلامه ولم يرد عليه ...بل كان يفكر فى سرعة وجنون ..لن يسمح لنفسه ان يكون نسخة مكررة بالكربون من والد مالك ...لا يستطيع الحياة بدون نيرة لذا سيتمسك بالأمل الذى عاد مرفرفا حوله ....
**************************************الطعام جميل للغاية ...لك ذوق عالٍ فى طريقة تقديمه
ابتسمت نيرة فى شرود حزين وهى تتذكر نفس الجملة ولكن المكان اختلف والمتلقى ايضا اختلف....لقد تزوج ذلك الغبى المتخلف السمج ال......لا تدرى ما الشتائم المناسبة لوصفه الآن....لكن ما الفائدة الآن وقد تزوج ومن من
....من إسراء من قالتها لها صراحة انها ستكون مكانها يوما ما وقد حدث ....ماذا يريد الآن...لينسى الرجوع ولا مكان للأمل حاليا..
**************************************
يقف فى الشمس منتظرا خروجها ...لن يتركها ..لن يسمح لها أبدا برفضه....هى امرأته هو سيظل طوال عمره محاولا استرضائها.. هى لا تعلم أن إسراء رفعت قضية خلع قاصدة ان تثبت بها انها مازالت بكر حتى يتسنى لها الزواج مرة أخرى دون لقب مطلقة ...ابتسم فى سخرية وشماتة حقيقية لانهيار والدته بسبب موقف إسراء والفضيحة المدوية التى اطلقتها مستخدمة ايضا أسم نيرة و التى انتشرت الأقاويل بأنها طلبت الطلاق بسبب عدم رجولته واخفائه الأمر عن العروس المبجلة إسراء...يستحق تلك الفضيحة التى تنال والدته منها الجزء الأكبر الآن...تستحق نيرة ارضاءا وتعويض من نوع خاص ...
خرجت نيرة لتراه واقفا صامدا امام مقر عملها..اشفقت عليه من حرارة الشمس العالية إلا أنها تذكرت إسراء لتمتم بصوت مرتفع مسموع
(ستأخذ ضربة شمس ..قل ان شاء الله حتى تمكث فى المنزل لمدة أسبوعين وتزيح عنا هم رؤية طلعتك البهية عماد)
نظر نحوها فى حزن وبؤس
( ان شاء الله...امين نيرة ان كان هذا يرضيكى)
شهقت فى خوف هاتفة
(لا أراك الله مكروها أبدا عماد لا تقل آمين ايها الاحمق الغبى)
خفق قلبه فى جنون واقترب منها هامسا فى رقة
( اشعر فعلا بالدوار وأريد الذهاب لتناول المرطبات غاليتي...هلا رافقتنى حتى تطمئني اني لن اسقط من شدة التعب فاليوم كان طويلا وانتظارك كاد أن يزهق روحى
مطت شفتيها فى عدم اكتراث كاذب هاتفة
( لا يهمنى ان سقطت وبالنسبة للانتظار...ستنتظر طويلا طويلا حتى يمل الانتظار منك ...هيا أذهب عماد لا تقف هكذا سيأتي مالك فى أى لحظة
تنهد فى عذاب ولوعة هاتفا
( سأنتظر ما دمت حيا نيرة ....فقط أريد بارقة أمل....قولي انك تستطيعي الغفران ....لن نعود سنبقى هنا حتى ينتهى مدة العقد وعند العودة لنا بيت مستقل بعيد عن والدتى وسأزورها يوميا باستمرار ...اعطينى بارقة أمل ارجوكِ)
صرخت فى جنون وغيرة
( ماذا! نعود وانت متزوج من إسراء. هل جننت عماد )
خفق قلبه فى سعادة وهو يتطلع للغيرة التى تتقد فى عينيها ....يوجد أمل وسيتمسك به إلى آخر يوم فى عمره لقد........عاد الأمل لامعا كشمس ظهرت بعد ظلام ليل طويل..........

تمت بحمد الله


heba*ismael غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-21, 02:50 AM   #2

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

ليلتك سعيدة ... تم نقل مشاركتك لقسم القصص القصيرة لأنه مكانها الصحيح وليس قسم الروايات القصيرة المكتملة....

ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
وعاد ،الامل،نوفيلا،مكتملة،هل، نستطيع ،الحياة، بدون، حب، وماذا، نفعل، ان فقدنا، الحبيب، هل، نستسلم

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.