آخر 10 مشاركات
آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          420 - الوجه الآخر للحب - روبين دونالد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الثأر -ج3 من سلسلة بريد الشتاء- للكاتبة الأخاذة: هبة الفايد [زائرة ] *كاملة&بالروابط* (الكاتـب : هبةالفايد - )           »          إنه انت * مكتملة * (الكاتـب : الكاتبة الزرقاء - )           »          وَرِيث موريتي(102) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء1 من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تعتقدون أن خالد قد مات وانتهى دوره بأحداث الرواية؟؟
نعم 0 0%
لا 6 100.00%
المصوتون: 6. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree484Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-11-21, 04:09 PM   #1051

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عازفة امل مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-11-21, 10:24 PM   #1052

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسيم مروة مشاهدة المشاركة
بدأت قراءة الرواية. عجبت حقا عندما قرأت أنها أول تجربة لك. لغتك تنبئ عن ذائقة معرفية ولغوية ممتازة. الأفكار مرتبة. الشبح ماهو ماضيه؟ شروق متى ستنتبه لعاشقها؟ وما سيكون رأي رحيم عن الأمر؟ هذا الرجل أرجو له عذابا شديدا كيف يعذب رجلا والذي يعني ربما أنه عذبه طفلا. حسام وعلياء قصة أخرى رغم احترامي لحلمه ولكن صعب على فتاة الزواج بشخص لا يعمل لأنها لا تعلم متى سيتحقق الحلم وإلى متى سيعيشان بدون عمل حسام. خالد و زينة لم أتبين ملامح علاقتهما بعد ولكن أعتقد أن حبا عميقا يجمعهما. سأذهب الأن لقراءة الفصل الثالث

اهلا بيكي.. منوراني ويعيدة جدا برأيك وتفاعلك.. وكلامك عن لغتي واسلوبي كبير اوي ارجو تكون على مستواه

يارب الفصول المقبلة تعجبك واعرف رايك فيها اولا باول


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-11-21, 10:46 AM   #1053

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة فضية مشاهدة المشاركة
الجمال عدى الكلام.. حبيت اوووي
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-11-21, 05:34 PM   #1054

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Chirolp Krackr الخــــــــــــــــــــــ ــاتمة - القسم الأول

الخــــــــــــــــــــــ ــاتمة


الحياة بشكل مجرد هي عبارة عن لوحة للتقويم تتضمن عددا لا محدود من الأوراق التي تمثل كل واحدة منها يوما واحدا، فتعلن عن تفاصيله بالساعة والدقيقة..

بعض الأيام تمر مملة ببطء شديد بلا حدث يُذكر، وبعضها تكون هادئة تمضي كنسمة لطيفة في يوم ربيعي.. والبعض يشبه أعتى العواصف الرعدية في الشتاء، والتي تزلزل الروح من الداخل وتشعرك بالبرودة مهما كنت تلتحف بأثقل خامات الملابس..

وهناك أيام تكون بمثابة نبضة كهربية تخترق قلبا جامدا قرر السكون بعد طول مشقة، فتباغته برعشة تنعشه وتعيد إليه حيويته..

تلك الأيام تكون فارقة في حياة الشخص، فيحيطها بعلامة مميزة في لوحه تقويمه كأحد التواريخ المميزة التي تستحق التوقف عندها.. مثل اليوم.. يوم عودة حسام..

لقد مرت خمس سنوات كاملة منذ احتفل شقيقا الروح بعرسهما إلى قرينتي الروح.. فتبدلت فيها الكثير من الجوانب في حياتيهما، لكن بقى أمر واحد ثابتا.. ترابطهما العائلي الفريد برغم عدم وجود صلة قرابة فعلية بينهما..

فالزمن كفيل أن يبدل مقاديره، فيستحيل الحزن إلى فرح، ويتبدل الفقد إلى اكتفاء..



كان بسام يجلس في ركن قصي مسندا ظهره إلى جذع شجرة ، وممددا ساقيه أمامه، حيث تستقر عليهما باستسلام يكتنفه الدفء والأمان، رأس زوجته التي غفت في قيلولة قصيرة من جراء يوم عمل مرهق بمستوصف القرية الريفية الواقعة في المحافظة الذي نشأت فيها عائلة حازم والقريبة من منزل عمه الذي يقومان بزيارته كلما جاءا في زيارتهما الشهرية للقرية، حيث تتطوع للعمل في المستوصف يومين شهريا، حيث تقوم بالكشف المجاني على الأطفال وإجراء جراحات لبعضهم ممن لا يقدر أهاليهم على تحمل نفقات علاجهم في العاصمة..

فقد كان بسام وعدد من أصدقائه وزملاء عمله قد تبرعوا لتأسيس وحدة عمليات بسيطة داخل المستوصف بعد تجديده.. تماما كما فعلت حنان في قريتها، بعد أن أقنعت أيضا زوجها وأصدقاءه من العاملين في مجال الفن بدعمها ماديا من أجل مشروعها التنموي الذي تركت الإشراف عليه حاليا لأحد أساتذتها من أبناء نفس المحافظة، نظرا لاقتراب موعد ولادتها وصعوبة سفرها المتكرر إلى قريتها الجنوبية خاصة مع سفر زوجها إلى ألمانيا منذ بضعة أشهر لحضور فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي الذي يتنافس فيه فيلمه الجديد الذي تولى إخراجه صديقه وشريك نجاحه المخرج عمرو كساب..

كانت شروق رحيم تسكن إلى كنف زوجها الذي يمنحها شعورا بالأمان لا يضاهيه شيء، بينما تحتضنهما الطبيعة السخية بدفء خاص يغذيهما دائما بالطاقة الإيجابية ويخلصهما من كل التوترات التي تتسلل إلى حياتهما من وقت لآخر..

نعم، لقد تعلمت على مدى السنوات المنصرمة أن تنظر لاسم والدها إلى جوار اسمها بشكل مجرد، فهي لا يمكنها أن تلغي نسبها إليه برغم كل ما فعله بحقها.. خاصة وأن الأمر لن يكون مجديا بعد أن وافته المنية..

يكتنفهما السكينة، رقدت شروق تتنعم بدفء زوجها الذي كان يطالع الأفق ويستمتع بعبير أشجار البرتقال، بينما تتلاعب براجمه بشمس ذهبية تزين سلسلة مفاتيحه، كانت قد أهدتها له هي بعد احتفالهما بزفافهما الثاني..

رفع بسام السلسلة وقرّبها من عينيه ليطالع الكلمات المحفورة على ظهرها ( أضيئ صباحاتك وتضيئ كل لحظة بحياتي)، فارتخت شفتاه واتسعتا في ابتسامة رائقة لم يعد يجد صعوبة في رسمها على محياه مؤخرا.. ثم أخذ يربت على بطن حبيبته بحنو ورفق، بينما بدأت هي تتحرك بتململ في نومها ثم تعود مجددا لاسترخائها..

يعرف.. هي تحلم من جديد..
ذلك الحلم الذي يراودها دائما كلما كانت تمر بمنتصف فترة الحمل، فتقرر هرموناتها الأنثوية المتأججة أن ترسلها في رحلة خاصة وسريعة إلى عالم الخيال لمقابلة بطلها الخارق.. الشبح الأسود الذي يظهر من العدم لينقذها من بين براثن الضبع الذي كان يحبسها بقفص معدني مقفر، ليقوم بتحريرها بعد أن ينقض عليه ويهزمه بضربة واحدة، وحينما تتلامس أيديهما بعشق، يتلاشى الظلام عن الشبح ليتلون بالأمل والفرح فيكتسب هيئته البشرية المحببة إلى قلبها.. بعيون بنية نظراتها دافئة وحازمة بنفس الوقت، ليتحركا معا في الأفق بانتشاء وحب سرمدي لا بداية له ولا نهاية..

رفعت شروق يدها وكأنها تحاول الإمساك بالفعل بيد زوجها بسام لتدخله عنوة إلى أرض الأحلام، لكنه يضرب يدها برفق، ويناديها بعبث: "كفى يا طبيبة.. صرتِ تحلمين بهذا الحلم يوميا تقريبا في الشهر الأخير.. هل كلما أصبحتِ حامل يُصر عقلك الباطن على تكرار هذا الحلم، وكأنك تعيدين مشاهدة فيلمك المفضل في قاعة عرض خاصة؟"..

نهضت شروق من نومها متململة، ثم تثاءبت بتدلل.. وبعد أن استفاقت تماما، قالت بغنج: "وما شأنك؟ أحب هذا الحلم. هو حلمي المفضل.. أجمل من أي فيلم رومانسي قد أشاهده بحياتي".

ضحك بسام وأجابها متهكما: "أعرف.. بل حفظت تفاصيل ذلك الحلم. لا يوجد شيء لا أعرفه عنك يا شيكوو"..

ابتسمت شروق بينما التمعت عيناها كمن تذكرت شيئا جديرا بالذكر، ثم قالت بحماس وابتهاج : "هناك شيء لم أخبرك به بعد"..

رفع بسام حاجبه مستنكرا، ثم سألها بترقب اختلط فيه المزح بالصدمة: "ما الذي تخفينه بعد؟ هل أنتِ حامل في توأم؟"

تعالت ضحكات شروق ، ثم لملمتها لتقول بمشاكسة: "لا.. هو طفل واحد.. اطمئن.. الطبيبة أكدت لي الأمر.. وكانت تعرض أن تخبرني نوعه، لكنني رفضت تنفيذا لاتفاقي معك.. أن يظل نوع جنيننا مفاجأة نكتشفها لحظة الولادة.. لنر إن كنا سنجلب أخا أو أختا لصغيرتنا ترياق"..

ابتسم بسام وقال بشوق: " إذًا انهضي لنتحرك لبيتنا المستأجر.. لقد تركناها نائمة بصحبة مربيتها، ولكنني اشتقت لترياق أبيها من هموم الماضي وتحديات الواقع"..

نهض بسام أولا ثم مد يده ليساعد زوجته على الوقوف، ثم أمسك بيدها، وتحركا تجاه البيت، ليسألها: "هيا أخبريني السر الذي لم تقوليه من قبل بخصوص حلمك المفضل"..

رمقته شروق بنظرة عاشقة، ثم همست بنعومة: " لم أخبرك متى رأيت هذا الحلم في نومي لأول مرة"..

رفع بسام حاجبه مستفهما، فأكملت هي بابتسامة تقطر ولها: "حين كنت نائمة في غرفتي أتعافى من صدمة ما تعرضت له في تظاهرات الخامس والعشرين من يناير، قبل ست سنوات تقريبا، بينما كنت أنت ترابض أمام الباب لكي تحميني.. كما تفعل دائما.. أنت بطلي المفضل"..

ابتسم بسام، ثم تصنع الامتعاض وزجرها بمزح: "والوحيد"، فضحكت هي دون رد.. فعاد هو يتمتم بضيق مفتعل: "لكنني حين سألتكِ عنه من قبل.. لم تتذكريه نهائيا.."..

أجابته شروق بمكر: "حين سألتني لم أتذكر بالفعل ما تقصد.. لقد كانت فترة عصيبة وقتها، ولكن عندما حلمت به من جديد بعدها بأشهر، تذكرت أنه نفس الحلم.. ولكنني لم أشأ أن أخبرك وقتها، خاصة وأنك وقتها كنت متخوفا من مسؤولية الأبوة.. وربما كنت أريد فقط ألا أفصح عما انتابني من مشاعر عندما رأيت ذلك المنام.. كنت محرجة من الاعتراف أن عقلي قد أحبك قبل أن يدق قلبي لك بتلك النبضات المدغدغة للأعصاب"..

همس بسام متسليا: "لا بأس.. كنت أعلم أنكِ تحبينني قبل أن تدركي أنتِ تلك الحقيقة.. لذا سامحتك.. كما أفعل دائما..
والآن أخبريني يا شيكوو، كيف ستحتفلين بعيد مولدي الذي هو بعد خمسة أيام من الآن؟"..

ردت شروق بحنق مفتعل: "لنهتم أولا باستقبال أخيك في المطار.. الشاب كان غائبا عن الوطن لبضعة أشهر، وقرر أخيرا العودة لكي يحضر حفل عيد ميلادك، والاستعداد لمولد طفله الأول بعد أن شارفت نونا على دخول شهرها التاسع"..

ابتسم بسام بشجن، وقال: "لا أصدق أن هذا الأحمق سيصبح أبا عما قريب.. بالتأكيد سيمارس غروره علينا بعد أن نال لتوه جائزة تكريمية خاصة في مهرجان برلين لإبداعه في كتابة السيناريو الخاص بفيلمه الثالث، وأصبح حديث الوسط الفني في مصر، هو وشريك نجاحه الفني الوغد الثاني عمرو كساب الذي أمسى صديقه المفضل في غضون السنوات القليلة الماضية"..

ضحكت شروق بمرح أثار غيظ زوجها الذي لم يستطع بعد كل هذا الوقت تجاهل الإعجاب الخفي الذي تملّك زوجته منذ سنوات تجاه المخرج المعروف والذي كان واحدا من الأوجه الفارقة في تظاهرات يناير..

تماما كأخيه.. فكلاهما وقف بشجاعة للمطالبة بتصحيح أوضاع مائلة طالها العفن، وكادا أن يفقدا حياتيهما لولا العناية الإلهية التي أنقذتهما في حادثين مختلفين خلال فترة الاعتصامات الأولى..

كانا يتنزهان بسرور بين الحقول في طريقهما إلى بيتهما المستأجر، يتحركان كطفلين تسللا إلى الفناء للهو واللعب بعيدا عن الأعين..

قطعت شروق لحظات المرح، بقولها بجدية: "ما رأيك أن أحجز لنا ليلة بأحد الفنادق العائمة على النيل بمناسبة عيد ميلادك، حين تتوجه حنان بطفلها إلى مدينتها الجنوبية لتتلقى التهاني والمباركات من عائلتها؟"

رد بسام بامتعاض طفولي: "ولكن سيكون عيد ميلادي قد مر بالفعل؟"

شردت شروق بتفكر، ثم قالت بحماس تخفي بين طياته تلاعبا ماكرا: "إذّا ما رأيك أن أطهو لك طبقا من صنع يديّ؟"

جحظت عينا بسام بتوتر، ثم رد سريعا: "بالله عليك يا شروق.. آخر مرة حاولتِ الطهي لنا، كدتِ أن تحرقي المطبخ.. لقد أصيبت ترياقي بالذعر وكدتُ أموت خوفا عليكِ حين اندلعت النيران من المقلاة.. من يسكب صودا العنب بهذه الطريقة داخل
مقلاة على النار؟"

أطرقت شروق حرجا، ثم اندفعت بخطى مسرعة نحو المنزل معلنة غضبها، فتبعها بسام ركضا ثم قال بنبرة استجداء: "كنت أقترح احتفالا هادئا في بيتنا، أنا وأنت فقط، ونرسل لترياق لمنزل عمها خالد لكي تقضي يوما ترفيهيا برفقة توأمه بدر البدور وعابد وتبيت ليلتها هناك"..

ابتسمت شروق متسلية، وعلقت مصححة بجدية: "تقصد بودي وبيدو.. إذا سمعتك زينة لن تصمت لساعتين وستعطيك محاضرة مختصرة عن أساسيات تدليل النشء"

أجاب بسام بنفاد صبر: "اللهم لا اعتراض.. إذًا هل وافقتِ على اقترااااااااااا....."

قطع بسام كلامه شاهقا حين زلت قدمه وانزلق فجأة ليسقط بكليته في بركة ضحلة تسلل طميها مسرعا إلى ملابسه وذراعيه وحتى تطاير بعض الرذاذ إلى وجهه، لتتعالى ضحكات شروق التي طالعته بنظرات شامتة متسلية..

صاح بسام غاضبا بعد أن كسا وجهه عبوسا صبيانيا: "وتضحكين أيضا! هيا ابتعدي.. عودي للمنزل.. سأظل هنا وأسبح في تلك البركة الموحلة حتى المساء"..

اقتربت شروق من البركة، ثم جلست قبالته على ساقيها بتمهل نظرا لبروز بطنها البسيط، وحدثته بجدية: "هل ستغضب كالأطفال يا سوومي؟ وأنا التي كنت أخطط لتدليلك ومصالحتك بمفاجآتي التي أعددتها لك".

التمعت عينا بسام بحماس وسألها بفضول بعد أن تقافزت أفكاره تتسابق لكي تتخيل المفاجأة التي أعدتها زوجته له: "أخبريني فورا.. ما هي هديتك لي؟"

ردت شروق بتدلل أنثوي تعرف تأثيره عليه جيدا:" لدي قميص نوم قصير للغاية ومحدد للقوام بطريقة مثيرة خاصة مع ما اكتبسته من منحنيات نتيجة الحمل وتوقفي عن الركض في الأسابيع الماضية؟"..

أغمض بسام عينيه لبضع ثوانٍ، ثم فتحهما على اتساعهما ليسألها بفضول متعجل: "ما لونه؟"، لترد هي بخبث أنثوي اكتسبته على مدى سنوات من تدليله لها: "أزرق"..

ادّعى بسام الانشغال بالتفكير في عرضها قليلا، بينما هو في الحقيقة قد غرق بذهنه في تخيل هيئتها بلونه المفضل، فهمس متسائلا بفضول: "شفاف؟"..

اتسعت مقلتيها بتلاعب مغوٍ، لترد: "خليع" بنبرة هامسة تغلّفها جرأة ميزتها مؤخرا بعد أن سقطت كل الحواجز والأسرار بينهما..

ابتسم بسام برضا، وقد عاد للتخيل، فقاطعت هي الصورة التي بدأت تستقر في ذهنه، حين عقبّت: "ولكن قد لا يبدو جذابا على قوامي بعد أن عادت لي شهيتي عقب نهاية شهور الوحام الصعبة"..

رد بسام بصدق: "أنتِ دائما جميلة في عينيّ.. وتزدادين فتنة كلما حملت قطعة مني بداخلك أسفل قلبك الرائع لتنبض بداخلك بحبي لك"، ثم شرد قليلا وتابع بعدها: "وفي كل الأحوال عليّ أن أقيّم قياساتك الجديدة وفقا لهذا القميص.. حتى أشتري لك أثواب مريحة وغلالات تناسب منحنياتك المهلكة.."

ردت شروق بنبرة حياديةكمن يهادن طفلا صغيرا: "إذا لم يعجبك تصميمه، سأخلعه"، فصفق بسام من موقعه بقلب البركة الضحلة: "إذًا سأكون جاهزا لتذوق طعامي المفضل"، ثم غمزها بوقاحة..

ضحكت زوجته المغناج، ثم قالت بتفكر: "أو يمكنني إخراج بدلة الرقص الجريئة من مخبئها.. لا تنكر أنك أحببتها بشدة عندما ارتديتها لك في عيد ميلادك الماضي.."..

هز بسام رأسه مؤيدا، ليعلق هو هذه المرأة بجرأة: "أعجبتني لدرجة أنها لم تصمد على جسدك أكثر من سبع دقائق"..

توردت وجنتا شروق بخفر، ثم أكملت: "أو يمكنني تجربة الغلالة الحريرية التي أهدتني إياها زينة بعيد زواجنا الماضي"..

قاطعها بسام معترضا: "لا لا.. أريد القميص الأزرق"، فعلقت هي بتدلل: "وأنا التي ظننت أخيرا أنه قد آن الأوان لتجربة هدية زينة على أرض الواقع.. لا بأس..إن لم يكن هناك داع لاستخدامها فيجب أن تتخلص منها بأقرب وقت.. ولكنني أتحسر حقا على القماش الشيفون الشفاف الناعم بلونه الفوشيا الجبار.. خسارة أن أرميه في القمامة .. يستحق مصيرا أفضل من ذلك.. ربما أتبرع به".

خرج بسام من البركة بعجل، وأمسك يدها متحركا نحو المنزل، وصاح بانفعال: "من يتبرع بملابسه الداخلية يا امرأة؟ هل جننتِ؟"..

دافعت شروق عن نفسها بينما تهرول خلفه لكي توازي خطواته السريعة، حيث قالت: "هذه ليست ملابس داخلية.. سأتبرع به لعروس يتيمة من القرية أو شيء من هذا القبيل"..

توقف بسام ثانيتين ليزجرها بضيق، ثم هتف من بين أسنانه: " بل داخلية.. داخلية جدا.. أخبريني هل حزمت الغلالة الفوشيا معك"..

تظاهرت شروق بالتفكير قليلا، ثم نفت، ليطرق بسام رأسه بأسى، لتتابع هي بمكر: " لكنني أحضرت واحدة ذهبية تحسبا، وهناك دائما معطفي الطبي.. ألا تشتاق للعبة الطبيبة والمريض؟"

التمعت عيناه بمكر بعد أن استعاد ذهنه ومضات سريعة مشتعلة لذكرى قريبة بينهما، فعاود التحرك بسرعة نحو المنزل القريب، وهو يهتف: "هيا أسرعي.. أمامنا مهمة عاجلة قبل أن نعاود حزم أمتعتنا ونغادر للعاصمة لكي نستقبل حسام مساء في المطار.. الوقت ليس في صالحنا أبدا".

تخلت شروق عن شخصيتها العابثة، ثم ردت بابتهاج صادق: "أريد أن أرى رد فعل حنان حين تشاهد المفاجأة التي أعدها لها حسام"..

ابتسم بسام بسعادة، وقال: "سيطير عقلها بالتأكيد"..

لم يكد ينهي كلامه، حتى انفتح باب المنزل الريفي الصغير المكون من طابق واحد، وقبل أن يدلف الزوجان للداخل، اندفعت صوبهما كرة صغيرة من البهجة ذات أربعة أعوام.. ابنتهما الصغيرة ترياق التي ارتطمت بصخب بساقيّ والدها لتتعلق بهما بعناق مندفع بذراعيها الصغيرين، وهي تهتف بحماس: "اشتقت إليكما كثيرا.. هيا يا أبي كنت أنتظرك لكي تشاركني لعبة بازل الأشكال الهندسية، وظللت جالسة في الشرفة أراقبكما مع ميس علا جليستي حتى وصلتما"

أومأ بسام برأسه ممتنا للفتاة التي تجالس ابنته خلال زيارتهم الشهرية للقرية، والتي كانت تستعد للمغادرة إلى بيتها، فشيّعتها شروق بكلمات الشكر..

حمل بسام ابنته المتحمسة وقذفها في الهواء ثم استقبلها بين ذراعيه بحب وسط ضحكاتها الصاخبة، قبل أن يوجهها لكي تستقر جالسة أعلى كتفيه وتتشبث يداها بخصلات شعره الأمامية، بينما تستمع إليه يشكو بافتعال: "ألم نرّكب تلك اللعبة بالأمس؟"

بخبث طفولي يعرف هو جيدا ممن ورثته، ردت ترياق: "لقد أتلفت ترتيبها لكي نلعبها مجددا.. أحب اللعب معك يا أبي.. خاصة في غياب بودي وبيدو.. أنت تسليتي الوحيدة".

قالت جملتها الأخيرة بعفوية وبراءة لتتعالى ضحكات والدتها التي ناظرت والدها بسخرية، وعلقّت: "أرأيت نتيجة تدليلك؟ أصبحتَ وسيلة للتسلية".

رد بسام بحمائية: "وهل استمتاع الأب بوقت فراغه مع أميرته الصغيرة يعد تدليلا.. لتتدلل كما تشاء.. وأنا جاهز لتسليتها حتى يأتي أخوها أو أختها ويتشاركا التسلية معا"..

صاحت ترياق بابتهاج وحماس: "حقا يا أبي.. إذا سأجعلك تقرأ لي ثلاث حكايات بعد أن ننتهي من اللعب"..
من خلفه، اقتربت شروق من أذنه وهمست بكلمات لم يسمعها سواه: "لقد ضاع عليك للتو عرض القميص الذهبي.. يا للخسارة"..

أنزل بسام ابنته عن كتفيه وأوقفها أمامه وهتف بحنق وادعى الجدية الكاملة: "أنتِ حقا طفلة مدللة.. ثلاث حكايات كاملة؟ أرفض بالطبع"

مطت ترياق شفتيها لأسفل بحزن ولم تعقب، فاستدرك بسام متنازلا: "لا بأس سأقرأ لكِ حكاية واحدة.. تعلمين أنني ووالدتك مرهقان ومازال أمامنا رحلة العودة للقاهرة لكي نستقبل عمو حسام"..

ردت هي بإصرار: "بل اثنتين.. سأختارهما صغيرتين هكذا" وضيّقت ما بين راحتيها لتعبر بطفولية عن حجم ضئيل، فأومأ بسام موافقا، ثم غمغم بحسرة محدثا نفسه بصوت مكتوم لم يصل لأسماعها: "مازالت بومة رمسيس الثاني تحلّق فوق رأسي.. ما هذا الحظ؟"

سألته شروق بدهشة: "ماذا قلت؟"

رد بسام بثقة: "قلت أنك ستعوضينني حينما نعود للعاصمة.. وربما طلبت منك أن تقيمي لأجلي عرض أزياء سريا لأختار بنفسي الـoutfit الأنسب.. أريد إطلالة مثالية تليق باحتفال عيد ميلادي.. تعلمين أنني لم أبدأ في الاحتفال به إلا منذ سنوات قليلة، ولذا يحق لي التعويض عما فاتني طوال السنوات المنصرمة"..

هنا، اكتست ملامح شروق بمسحة من الألم بددتها ترياق تماما، عندما شدت سروال والدها عند الساق، وسألته بدهشة:
"ولكن كيف تلطخت ملابسك بالطين هكذا يا أبي؟"

مط بسام شفتيه ولم يعقّب، بينما تعالت ضحكات شروق مجددا أثناء تحركها صوب غرفة النوم لتكمل حزم الأمتعة، بينما توجه بسام بابنته لغرفة المعيشة، ووضع البازل أمامها قائلا بغيظ لم يسيطر عليه تماما: "ابدئي أنتِ ريثما أتحمم سريعا وأغير ثيابي".


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-11-21, 05:37 PM   #1055

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Bravo الخــــــــــــــــــــــ ــاتمة - القسم الثاني

في المساء، حطت الطائرة العائدة من برلين في مطار القاهرة الدولي، ليدلف منها عشرات الركاب، كان من بينهم الخالة سناء وابنها أسامة وزوجته وطفليه، حيث قرر الابن مرافقة والدته إلى الوطن واصطحاب أسرته للاستمتاع بعطلته السنوية بزيارة معالمه السياحية..

بينما على الجانب الآخر من صالة الوصول، تقف عائلة صغيرة بترقب واشتياق تنتظر عودة الغائب، الذي طالت إقامته في ألمانيا لأشهر تزيد عما خطط له قبل السفر..

فقد انتهت بالفعل مراسم مهرجان برلين منذ أكثر من ثلاثة أشهر، لكن حسام ظل مقيما طوال تلك الفترة بالعاصمة الألمانية، مخفيا عن زوجته السبب الحقيقي لمكوثه هناك بهدف إعداد مفاجأة لها..

وصل أسامة وعائلته أولا إلى حاجز الانتظار، لتنهال التحيات عليهم، بينما غمرت شروق وحنان وحتى زينة السيدة سناء بالقبلات، حتى أن شروق قد بكت قليلا لفرط شوقها لوالدتها الروحية..

أما سناء، فقد تلقفت الصغيرة ترياق في أحضانها كجدة حقيقية لها، وأخذت تلثم وجنتيها وجبينها وحتى أنفها بحب واشتياق.. بينما تصر الصغيرة على احتضانها بذراعيها الصغيرين، قبل أن تنزلها جدتها لتتحرك بفضول نحو طفلي أسامة الصغيرين، لتبتسم لهما وتبدأ معهما محادثة عفوية قصيرة تمهد لنشأة صداقة جديدة بين ثلاثتهم..

بينما غابت حنان في حالة من الشرود وأنظارها لا تغادر بوابة الخروج، تتطلع في الفراغ علّ الغائب يتجسد أمامها في آية لحظة، فيروى ظمأ عينيها لمرآه وشوق أذنيها لصوته..

ملاحظا توترها، اقترب منها شقيقها حمزة الذي يخشى عليها من المفاجأة التي أعدها لها زوجها وهي في تلك المرحلة من حملها بشهرها الثامن..

رغم تخرجه بقسم العلاقات عامة والدعاية والإعلان من كلية الإعلام، واختراقه لعالم حياة الكبار بمسؤولياتهم بعد أن بدأ العمل في شركة كبرى كمصمم حملات تسويق إلكترونية، ورغم أنه قد نجح تماما في أن يسد الفراغ الذي تركه حسام خلال الأشهر الماضية، وتولى العناية بأخته كما يجب..

فقد كان يحرص على ملازمتها خلال زياراتها للطبيبة النسائية، على الرغم من أن بسام وشروق كانا يتحركا برفقتها لمتابعة حمل الأخيرة لدى نفس الطبيبة أيضا، كما كان يزورها كثيرا في بيتها القريب من بيت شروق، لأنه في قرارة نفسه يشعر بامتنان كبير لشقيقته التي لم تقصّر أبدا في رعايتها له مع والدتهما منذ وفاة والدهما الراحل..

متحيرا بين رغبته في التمهيد لها عن مفاجأة حسام كي لا تصاب بالصدمة، وبين شعوره أن من الأفضل أن تشاهدها بنفسها دون إنذار، همس حمزة في أذنها برفق: "لا تقلقي يا نونا.. من المؤكد أنه ينهي إجراءات الوصول ويجمع حقائبه.. بالتأكيد اشترى لكِ الكثير من الهدايا.. تعلمين كم يحب أن يدللك"..

ابتسمت حنان بتوتر وأومأت برأسها بحركة تقليدية دون أن ترفع عينيها عن بوابة الوصول.. وبعد بعض الوقت، ظهر شاب يشبه حسام تماما يغادر البوابة متحركا تجاهما..

كان يقوم بدفع عربة تقطر الحقائب العديدة التي حزمها معه في رحلة العودة..
ولكن مهلا..

كان الشاب يسير بصورة شبه طبيعية وبلا عصا أو عكاز.. فقط يتحرك بقامة منتصبة وبخطوات متأنية نوعا ما، تماثل تلك التي يخطوها أي شخص يعاني من آلام بسيطة بالكاحل..

هل هو........؟
"حســــــــــــــــــــــ� �ــاااااااااااااااام"..

صرخت حنان مبتهجة والدموع تغادر مآقيها رغما عنها عندما رأت زوجها الحبيب يتحرك بصورة طبيعية، وكأنه لم يتعرض قط لتلك الإصابة اللعينة التي طالته بفعل خيانة وتدبير إجرامي، فتركت آثرا ظن الجميع أنه سيكون دائما وملازما له طوال حياته.. حتى بعد الجراحة والعلاج الطبيعي..

ترك حسام عربة الأمتعة، وقفز بين أحضان زوجته التي انفرجت على اتساعها كأرض خصبة مطالبة بالوصال الذي طال انتظاره، حيث تجاهل كلاهما بروز بطنها الكبير كونها بآخر فترات حملها..

لأن براح عناقها يساوي سلام وحنان العالم كله، ومَن أعلم منه بهذا الإحساس الذي لا يشبع منه أبدا، بل أصبح مدمنا له..

باختصار عناقها دواء لكل جروحه.. تربيتة الرفق على كتف ثقلت عليه أحماله.. شربة الماء الأولى لمسافر حط رحاله بعد طول سعي في أرض مقفرة..

ظلت حنان تنشج بنعومة بين أحضان زوجها، وهي تتمتم بكلمات الحمد والشكر لله، وأخذت تربت على كتفيه وتقّبلهما بعدم تصديق، ثم ترفع وجهها لتقبل خديه بتتابع غريب عن شخصيتها المتحفظة، دون وعي من جانبها لما اكتنفها من شعور عارم بالفرح الذي تحول للوثة جنون لذيذة عندما خالطه التوق..

نادى بسام من خلفهما بجدية مصطنعة، مقاطعا لقائهما الذي لم يمنح أيهما ولو قليلا من الارتواء: "ألن تتركي لي مجالا لتحية أخي بعد وصوله سالما؟"..

رفعت حنان كتفيها بعناد طفولي رافضة ترك أحضان زوجها بعد أن تشبثت بقميصه بأظافرها، لكن حسام همس في أذنها أن تمنحه فرصة لتحية أفراد العائلة المتجمعين حولهم، خاصة بعد أن انتبه إلى أن بعض المتواجدين في المطار قد سلطوا كاميرات هواتفهم على ذلك المشهد الرومانسي العفوي الصادق بغرض توثيقه بالصوت والصورة لنشره لاحقا عبر منصات التواصل الاجتماعي..

بالطبع سيفعلون ذلك لأن حسام عبد القادر أصبح بالفعل من مشاهير عالم الفن في الوطن، وذلك على الرغم من عزوفه عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي خلال السنوات الأخيرة عقب ابتعاده تماما عن الخوض في المجال السياسي بعد أن نبذه التيار الثوري، حينما رفض تلميع نفسه إعلاميا أو المشاركة في الحياة الحزبية أو استغلال شهرته من أجل التربح من مكانته بالعمل كمذيع لأحد البرامج الحوارية كلما تلقى عرضا..

أخذ بسام وحمزة وخالد يحتضنون حسام ويربتون على ظهره بخشونة ذكورية ويهنؤونه على سلامة الوصول ونجاح الجراحة التي خضع لها في ألمانيا، كما سارعوا بتوجيه عبارات الشكر إلى الدكتور أسامة نجل السيدة سناء..

طالعت حنان الجميع بنظرات مستفهمة، بعد أن لاحظت أنها الوحيدة التي كانت مندهشة من هيئة حسام الجديدة، فظلّل العبوس محياها وظهر الضيق على نظراتها وطوت ذراعيها أمام صدرها باستياء، فاقترب منها زوجها، وسألها بنبرة لطيفة: "لمَ العبوس يا نونا؟ لقد اشتقتُ لضحكتك وغمازتيكِ المسكرتين كثيرا.. أريد مشاهدة تلكما الغمازتين اللتين تؤطران شفتيكِ بجاذبية لا أملك مقاومتها.. ألم تشتاقي لي؟"، ثم غمزها بطريقة مستترة لم ينتبه لها الجمع المحيط بهما..

حافظت حنان بالكاد على عبوسها، وقالت بنبرة عاتبة: "إنما أعبس لأني أشتاق إليك.. وتحديدا وأنت تمسك بتلك العصى بطريقة راقية ومنمقة مثل نبلاء العصر المنصرم"..

رفع حسام حاجبيه مندهشا، وسألها باستنكار: "أكنتِ تفضلين شكلي وأنا اتكئ على عكاز ليساعدني على التحرك؟"

استطردت هي بنبرة دافئة: "كنت تتحرك برزانة كأمير أو ملك من عصر سابق.. كان قلبي يخفق كلما تطلعت إلى هيبتك وكاريزمتك.."، ثم صمتت قليلا لتفكر، قبل أن تتابع: "لكنني لا أمانع شكلك الحالي.. ليس وكأنه كان بك أي نقص أو كنت بحاجة لتصحيح.. "

ابتسم حسام لها بلطف وسرور، فسارعت هي تحثه على الحديث بقولها: "هيا أخبرني عما حدث في ألمانيا"، ثم ناظرت الدكتور أسامة بنظرة عاتبة، وأكملت بغيظ: "أفهم أن هناك بعض الخطط التي حيكت من وراء ظهري"، ثم أشارت ببنانها صوب بسام وشروق، وهتفت بلوم: "وأنتما أيضا.. لا أسامحكما"..

رفع بسام يديه باعتذار وقال: "خفنا عليكِ من التوتر إذا علمتِ بالتفاصيل وأنتِ في المرحلة الأخيرة من حملك"، بينما ابتسمت شروق وقالت ممازحة: "لو أننا أخبرناك قبلا.. كنا حُرمنا من حضن المطارات العاطفي ذاك.. لقد أصابتني القشعريرة بعد تلك اللحظة الشاعرية الدافئة"..

أطرقت حنان رأسها بحرج، فلامس حسام ذقنها بيده ورفعها لتتعانق نظراتهما، ثم قال شارحا بنبرة معتذرة: "أقسم لكِ يا نونا.. لم أكن أخطط لشيء حينما سافرت لألمانيا لحضور فعاليات المهرجان وانتظار نتائج تقييم الفيلم والترويج له من أجل المنافسة في عدة مهرجانات أخرى مثل تورونتو وفينيسيا وكان.. ولكن.."..

رفعت حنان حاجبيها مستفهمة بفضول لمعرفة التفاصيل.. ولكن قبل أن يكمل حسام، قاطعهما حمزة الذي زرع نفسه بينهما باترا الاعتراف، ثم قال مبتهجا: "حمدا لله على سلامتك من جديد يا صهر..ما شاء الله.. أرى أنك استعدت عافيتك فور أن شاهدت الجمال الأوروبي"..

لكزته حنان بحنق، فضحك حسام مستمتعا بمشاكسة الشقيقين اللذين لا يبدو عليهما وكأنهما كبرا عاما واحدا منذا قابلهما لأول مرة منذ نحو ست سنوات..

يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-11-21, 05:43 PM   #1056

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Mh04 الخــــــــــــــــــــــ ــاتمة - القسم الثالث

في الطريق، انفرد حسام بحنان من جديد في سيارتهما، حيث أصر بسام على اصطحاب حمزة ووالدته في سيارته، بينما تحرك أسامة ووالدته وزوجته وطفليه إلى شقة والده إلى فندقهم بسيارة أخرى وفرها بسام مع سائق خاص لتكن وسيلتهم للتنقل طوال فترة تواجدهم بالعاصمة كي يستمتعوا بجولاتهم السياحية بكل أريحية.. فيما استقل خالد وزينة سيارتهما خلف بسام وشروق اللذين تحركا أولا من أجل الاستعداد لمأدبة العشاء التي سيقومان باستضافتها احتفالا بعودة حسام وشفائه وكذلك نجاح فيلمه، وتعبيرا عن الامتنان للدكتور أسامة وعائلته على مساعدتهم لحسام خلال تواجده في ألمانيا..

في السيارة، كان حسام يعتقل كف حنان بيده اليمنى، بينما خصص اليسرى للقيادة بيسر وسلاسة وتمهل، مراعاة لزوجته التي تكومت على المقعد المجاور له ببطن شديد البروز..

سألته حنان بدهشة: "لم أعلم أنك تستطيع القيادة؟"

رفع حسام يدها إلى فمه ولثمها عدة مرات متتالية باشتياق، ثم هتف بنبرة صاخبة مرحة: "تعلمت القيادة خلال دراستي الجامعية وكنت أقود سيارة (اتش بي) على فترات متقطعة، ولكنني توقفت بالطبع بعد إصابتي.. والآن صار بإمكاني أن أعود للقيادة.. وهذه فرصة رائعة بالطبع، لأنكِ لستِ في وضع يسمح لك بالقيادة بأريحية"..

زفرت حنان بحنق لمراوغته في الحديث، فسلطت نظراتها أمامها تطالع الطريق، وحثته بنفاد صبر آمرة بكلمة واحدة: "تحدث"..

ابتسم حسام بدفء، ثم رفع كفه إلى وجنتها ليقرصها بخفة، قبل أن يقول: "باختصار شديد.. حين سافرت لبرلين.. دعاني دكتور أسامة للغداء للترحيب بي في المدينة، ولما لاحظ حركتي العرجاء قليلا رغم تحسن حالتي كثيرا بعد سنوات من العلاج الطبيعي، نصحني بزيارة طبيب مختص في نفس المستشفى التي يعمل بها.."..

توقف حسام قليلا عن الكلام، ثم ابتسم وقال بعفوية: "يمكنكِ فقط القول إنه بدلا من اصطحابي لأهم المعالم السياحية ببرلين، أخذني للمستشفى للخضوع لفحوص وأشعة دقيقة.. وفي النهاية قال الطبيب إن حالتي قابلة للعلاج بتقنية جراحية جديدة.. وهكذا خضعت للجراحة فور تكريمي بالمهرجان، ثم أمضيت الأشهر التالية في العلاج الطبيعي تحت إشراف خبير متخصص هناك حتى أستطع التحرك بطريقة شبه طبيعية كما ترين"..

ناظرته حنان بجانب عينها بعتب، فمنحها ابتسامة وناظرها برجاء ثم أكمل معتذرا: "أنا آسف يا نونا.. ولكنني لم أرد أن أخبركِ كيلا أمنحك أملا ثم تفشل الجراحة فيصيبك الإحباط"..

ظلت حنان محافظة على جمود وجهها رغم تأثرها من الداخل بكل ما حدث، هي فقط تريده أن يصف السيارة جانبا كي تأخذه بين أحضانها من جديد.. حيث ينتمي..

ولكنها من جهة أخرى، تريد إشعاره بالذنب لإخفائه هذا الأمر عنها.. ولبضعة أشهر بعد..

استطرد حسام بنبرة كليمة: "أردتُ أن أصبح على أتم استعداد لمقابلة ابني عند ولادته.. أردت أن أكون قادرا على الركض معه وربما.. لعب الكرة أيضا.. هل أخطأت؟"

هتفت فيه حنان بنبرة ذوّبها العشق: "أوقف السيارة حالا"، ثم أبعدت وجهها عنه قبل أن يلاحظ غمامة الدموع التي غطت عينيها..

صف حسام السيارة إلى جانب الطريق، وقبل أن يتحرك قيد أنملة، سارعت هي باحتضان يده بين كفيها، وأخذت تلثم باطنها وهي تخبره من بين عبراتها: "أريدك فقط أن تعلم أنك كنت مثاليا كما أنت.. لم يكن ينقصك شيئا.. وابنك سيفتخر بك في كل الأحوال.. وكيف لا يفعل ووالده يملأ العين بحضوره وثقافته ونجاحه وإخلاصه لأفكاره ومبادئه!!"..

تنهد حسام بارتياح بعد أن نجح في استثارة عواطفها نحوه.. فهذه هي ميزته الماكرة التي يستغلها دائما في لحظات الشجار أو الخلاف..

أن ينتظر اللحظة المناسبة لكي يقلب الوضع بحيث تشعر هي بالذنب أو الأسف لحاله فتتراجع عن خصامها سريعا..

تلك هي حبيبته، صاحبة القلب المزهر والروح النقية والوجه الطفولي الذي لا يفقد مرحه أبدا.. والتي جعلها لها الله من اسمها أجمل نصيب..

سألها متدللا والفضول يحركه لكي يستحثها على أن تغدق عليه المزيد من عطائها السخي: "والآن؟"

شددت قبضتها على كفه بعد أن لثمته من جديد، وقالت برقة عذبة تقطر ولعا: "الآن.. أنت عمري كله وعشقي الأول؟"

سألها باستنكار: "الأول؟"..

أجابته بمشاكسة: "أجل.. فخلال أيام.. سيأتي من يصبح عشقي الثاني.."..

ضحك هو ثم قال مستنكرا: "تقصدين الثالث.. هل نسيتِ حمزة؟ والله خفت أن يأتي في إثرنا ويركب معنا السيارة ويجثم على أنفاسنا ويجلس بيننا دون أن يترك لي فرصة لأفعل هذا"..

ضيقت حنان ما بين حاجبيها في تساؤل صريح، لكن حسام لم يمهلها فرصة لتسأل ولم يكن منشغلا بمنحها الرد، بل اقترب منها بحركة سريعة خبيرة، ولثم شفتيها بقبلة سريعة احمرت لها وجنتاها، فرمقته هي بنظرة عاتبة وظلت تنظر حولها بارتباك، ثم تنهدت براحة بعد أن تأكدت أنهما في مكان ناءٍ..

غمزها حسام بتلاعبه الشقي، ثم تابع بامتعاض واهٍ: "هذا الفتى كان لصيقا بك بطريقة مغيظة خلال فترة زواجنا الأولى وكأنه كان يخشى عليكِ مني.. كنتُ أظنه صديقي أنا، ولكنه في وقت الجد تحوّل لهادم للملذات بامتياز"..

رفعت حنان حاجبها استنكارا، ثم علّقت ساخرة: "وكأن حمزة هو سبب امتناعك عن مغازلتي إلا فيما ندر"..

قال حسام بنبرة صادقة: "كنت أحترم شخصيتك المتحفظة يا بنت.. كما أن"..

سألته بتوجس: "أن ماذا؟"

رد حسام متلهفا والولع يكسو مقلتيه اللتين التمعتا بشغف: "ربما حبي لك في البداية لم يكن صاخبا هادرا كما يحدث في الروايات الرومانسية التي تقرئينها سرا في وقت فراغك"..

اشتعلت وجنتا حنان باحمرار، وعلّقت ممازحة بخجل: "إذًا فقد كشفت سري"

ابتسم حسام، وتابع: "ولكن حبي لك كان مثل النبتة التي ترتوي بالوقت فتزهر وتترسخ جذورها بباطن الأرض حتى بتُ منصهرا بك.. أنا أحببتك ككيان كامل.. أحببتُ أخاك ووالدتك.. لأنهما جزء منك.. أحببت ابتساماتك الخجلات و قامتك القصيرة التي تجعلك تبدين كطفلة مشاكسة.. وأحببت ثغرك الأنثوي الذي يغيظني بتناقضه الشديد مع ابتسامتك البريئة الطفولية وغمازتيكِ اللتين ترجواني دوما أن ألثمها كلما ظهرا على وجنتيك لكي أرحب بهما كما يليق.. أحببتُ سمرتك الذهبية التي تجعلك أميرة جنوبية قفزت عبر العصور وهربت من كتب التاريخ لتكن من نصيبي أنا.."..

أخفضت حنان عينيها بخفر وزفرت ببطء كي تهدئ اشتعال قلبها بنبضاته الراقصة على أنغام عشق خاص تشكلت أحرفه بكلمة واحدة (حسام)، ليتابع زوجها بنبرة صادقة: "حبي لك بدأ ناضجا عاقلا.. لكنه نما مع الوقت وصار مُعتقا مثل الأشياء النفيسة التي تزيد قيمتها بمرور الوقت.. صار مستعرا بالكاد يتشبث بغلاف مخملي من الهدوء، فيؤطره بسيطرة محكمة حتى لا يصيبني الجنون كلما نظرت إليك.. كما أن ما لا أعبر عنه بالكلمات.. أعوضه بطريقتي الخاصة"..

ضربت حنان كفه بخجل، فضحك حسام، ثم تابع بنفس النبرة الصادقة: "والآن.. وأنتِ تستعدين لإنجاب قطعة صغيرة منك تكمل عالمنا الصغير.. فماذا أريد بعدُ لأعترف أنني الرجل الأسعد والأكثر حظا في العالم"، ثم سحب كفها ليلثمه بعشق ومال لكي يقبل ثغرها من جديد، لكنها تهربت منه خجلا ونهرته بجدية مصطنعة أن يعاود قيادة سيارتها بهدوء حتى يعودا لمنزلهما..

بعد أن وصلا لمنزلهما القريب من منزل أخيه، فتح حسام الباب مسرعا، حتى يتحرك نحوها ويساعد حنان بالنزول من الجهة الأخرى، لكن الأخيرة سارعت بالقول: "هيا خذ حماما سريعا وبدّل ملابسك حتى نتوجه إلى حفل العشاء"..

صاح حسام معترضا بجدية لا تقبل التفاوض: "لن أذهب لأي مكان قبل أن تستقبليني كما يجب.. اشتقت إليك يا امرأة"..

هتفت حنان باعتراض: "ولكن..."، فاقترب هو منها لمسافة تخطت حد الخطر، ثم أسند جبهته إلى جبهتها بينما طوّق خصرها بذراعيه بتملّك يميزه ولا يدعيه، ليهمس بحرارة: "أقول أشتاق إليكِ.. هل تفهمين؟"..

قطعت حنان عناقهما المشتعل ببقايا صرامة تتمسك بها منذ أمدٍ بعيدٍ حين كانت تتسلط قليلا على شقيقها عندما يتدلل عليها، ثم تحركت نحو بوابة المنزل الداخلية بخطوات مسرعة قدر ما أتاح لها حملها الذي جعل حركتها تتبختر يمينا ويسارا، تاركة في أثرها بضع كلمات كُن الخلاص لقلبه الذائب وأعصابه الملتهبة: "حسنا.. اتبعني لننهِ وصلة الترحيب سريعا قبل أن يستفقدنا ضيوف أخيك ويرسلوا في إثرنا.. لا أريد فضائح جديدة في أول يوم لك بالوطن"..

أطلق حسام ضحكته المشاكسة، ثم تبعها بخطوات واثبة، وهو يقول: "بشرط أن ترتدي لي المنامة النحاسية البراقة.. أريد أن أرى قوامك الذي يشع أنوثة بداخلها"..

ضحكت حنان متسلية، وقال بمزح: "أنوثة؟ جبر الله خاطرك.. أشعر أنني أشبه براميل تخزين المواد الكيماوية السائلة في المستودعات"..

نهرها حسام قائلا: "لا تضيعي اللحظة الرومانسية بأوصافك البشعة.. أعلم جيدا أنك تحاولين أن تثبطيني عن التهامك قبل الذهاب للحفل.. لن يحدث.. مهما قلتِ أو فعلتِ.. لن يثنيني شيءٌ عن الاستمتاع بمذاقك يا أجمل بطة.. والآن هيا إلى داخل المنزل.. فأنتِ من تعطليننا الآن"..

بعد بعض الوقت، كانت حنان تجلس باسترخاء في فراشها بمنامتها النحاسية الفضفاضة بتطريزاتها البراقة التي تداعب أنوثتها وتنعكس على لون بشرتها السمراء فتزيدها جاذبية وتوهجا..

أما حسام الذي كان يرتدي سروالا قصيرا، فقد أحضر إحدى حقائبه، وأخرج منها صندوقا صغيرا، وفتحه ليسحب من داخله شيئا يشبه المزهرية الصغيرة، وتوجه نحو قابس الكهرباء لتوصيلها، فسألته زوجته بفضول: "ما هذا الشيء الذي تحمله بيدك؟".

رد حسام بفخر: "هذه مزهرية ذكية.. تصدر موسيقى وتنبعث منها أضواء ملونة وفقا للإيقاع.. كما تنبعث منها روائح عطرية مثيرة.. باختصار تخلق حالة رومانسية كاملة بضغطة زر.. أريد أن أجرب استخدامها معك"، ثم شرع بوضع طرف السلك في القابس، لكن حجم القابس كان أصغر منه، فأخذ يضغط بعنف حتى دخل السلك بالفعل بالقابس عنوة ولكنه بدلا من أن يضيئها، أصدر شرارات ماسٍ كهربيٍ تسبب في إظلام الغرفة بالكامل وسقوط المزهرية من يده، وإصابته بلسعات تيار كهربي خفيف أدت إلى تراجعه للخلف واصطدامه بمنضدة جانبية ليصدر صوتا صاخبا..

صرخت حنان بذعر: "حسام.. هل أنت بخير؟ رد عليّ"..

أجابها من موقعه محاولا إظهار هدوئه وسيطرته رغم شعوره بالصدمة: "أنا بخير.. لا تقلقي.. سأحاول أن أتفحص مكبس الكهرباء الرئيسي المتحكم.."، ثم هم بالتحرك نحو باب الغرفة، فصرخت حنان مجددا: "حساااااااااام.. الحقني.. أنا ألد.. لقد انفجر الماء"..

ارتبك حسام، وظل يهتف: "هل أنتِ متأكدة؟ أمامك أسبوعان على الأقل.. كيف حدث هذا؟"

ردت حنان صارخة: "حدث كما حدث.. لا تنااااااااقشني.. اتصل بشروق.. آاااااااااااااه.. اتصل بالإسعاف.. افعل شيئا.. أنت السبب"..

سارع حسام بالبحث عن هاتفه رغم الظلام المحيط، إلى أن أمسك به، ثم سارع بطلب بسام وأخبره بالأمر بكلمات مرتبكة، فهرع الأول إليه لنقلهما إلى المستشفى بسيارته..



بعد بضع ساعات، كانت حنان تتمدد على سرير بإحدى غرف المستشفى، وهي تحتضن طفلها الوليد، فيما يجلس إلى جوارها زوجها الذي يحتضنهما بأحد ذراعيه، بينما يتلقيان التهاني من الجمع الذي يحيط بهما داخل الغرفة..

هتف بسام بفرحة: "لقد انتقل حفل العشاء إلى المستشفى.. لم أتوقع أقل من هذا منكِ يا حنان.. دائما ما تحدثين جلبة بطريقتك الخاصة.. ولكن لا بأس.. هكذا أفضل"..

أطرقت حنان بخجل، غير قادرة على الرد وتبادل الحديث بعد الإنهاك الذي تعرضت له نتيجة متاعب الولادة، فردت زينة عنها: "نونا تتدلل وتفعل ما يحلو لها.. يكفي أنها قد أنجبت لنا قطعة جديدة من اللطافة والبهجة لتنضم لأسرتنا"..

أمسكت شروق بطرف الحديث قائلة: "الآن لدينا أربعة أطفال في العائلة"، ثم ربتت بيدها على بطنها بخفة وتابعت: "والخامس في الطريق.. بقى أن نحتفل قريبا بحمل زاد وولادتها"..

علقت زينة: "العنيدة مازالت تؤجل الحمل حتى تحصل على درجة الدكتوراة في القانون الدولي من انجلترا، وسليم المسكين يتركها تتدلل حتى تحقق كل أحلامها، فلا تشعر بالاختناق بعد الزواج.. تماما كما وعدها"..

رد بسام: "سليم قال إنها ستناقش رسالتها خلال شهر ونصف من الآن، وبعدها سيعودان للوطن للاستقرار هنا من جديد بعد تنقلهما ما بين القاهرة ولندن طوال السنوات الماضية من أجل رسالتي الماجيستير والدكتوراه"..

ابتسم العم علي وقال: "الحمد لله الذي إذا منح، أجزل العطاء وفاض رزقه من حيث لا نحتسب.. العائلة كبرت وامتلأت بضحكات الأطفال وإزعاجهم اللذيذ.. بارك الله لكم جميعا يا أبنائي.. وبإذن الله يستقر المشتتان هنا ويؤسسان معا أسرة تربطهما بجذورهما للأبد"..

أما خالد، فسأل متفكرا: "لم تخبرنا يا حسام.. ماذا ستسمي طفلك؟"

رفع حسام نظراته نحو أخيه.. بالاختيار والعشرة وإن لم يكن بالدم.. ثم قال: "سأسميه باسم.. مزيج بين حازم وبسام.. الاسم على نفس وزن حازم وبنفس حروف اسم بسام.. كما أنه يتناغم بترنيمة رائعة مع اسمي.. باسم حسام عبد القادر"..

ناظر بسام أخاه متأثرا، بينما أخذ الأخير يتلقى بفخر وفرحة التهاني من الجميع، قبل أن تدلف السيدة سناء مع ابنها لتقديم التهنئة لابنها المشاكس وصديقة ربيبتها التي أصبحت أيضا مثل ابنتها..

فالعائلة التي يكون أطرافها متحابين ونفوسهم صافية بلا ضغائن أو حسابات جانبية تحركها المطامع والأحقاد، تصبح قطعة من الجنة في هذه الدنيا وقوة دفع هائلة نحو المستقبل، تستند إليها وقت الحاجة وتستمد الدعم منها في لحظات ضعف، وتحصل منها على التشجيع والثناء عندما تبدع في عملك..

يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-11-21, 05:54 PM   #1057

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Elk الخــــــــــــــــــــــ ــاتمة - القسم الأخير

أواخر الصيف


في فيلا مستأجرة في مدينة الجونة الساحلية، كانت الخالة سناء التي عادت منذ أيام قليلة من الأراضي المقدسة بعد رحلة عمرة صحبها فيها ابنها أسامة الذي عاد مؤخرا لعمله من جديد، تجالس الصغار ترياق وشقيقتها فجر، ابنتيّ بسام وشروق، بالإضافة لباسم نجل حسام وحنان، وبدر البدور وعابد ابنيّ زينة وخالد برفقة المربية التي استعان بها بسام لرعاية أطفال العائلة..
أما الأباء، فقد تأنقوا جميعا بحُلل رسمية فاخرة وتزينت الزوجات بفساتين سهرة خلابة لحضور حفل افتتاح مهرجان الجونة السينمائي الدولي.. لمساندة حسام.. وبسام أيضا..

لقد سافر الجميع إلى المدينة الواقعة بالقرب من الحدود الشرقية بدعوة رسمية من منظمي المهرجان بغرض الاحتفال بعرض فيلم (حدث ذات مرة في ميدان التحرير) والذي أخرجه عمرو كساب، وكتبه حسام عبد القادر مستلهما أحداثه الحقيقية من الوقائع التي حدثت خلال تظاهرات الخامس والعشرين من يناير، حتى أنه جعل الشخصية الرئيسية بالفيلم شبه مطابقة لأخيه مشيرا أيضا إلى مرضه النفسي الذي يلازمه طوال حياته..

كان بسام كالعادة متوترا، لكن شروق كانت بجانبه تحتضن كفه بين أناملها وتنظر له بنظرات عاشقة، وتخبره بعينيها بلا كلمات أنها فخورة به وستكون إلى جانبه دائما..

أما زينة، فشاكست حسام وعمرو كساب قائلة: "أريد لقاء حصريا لبرنامجي معكما تتحدثان فيه عن كل أسرار وكواليس الفيلم.."

ضحك حسام ومازحها قائلا: "منذ أصبحتِ مذيعة تليفزيونية، صرتِ أكثر إلحاحا وإزعاجا"..

نهره خالد ممازحا: "زوجتي تفعل ما يحلو لها.. وإن لم تنفذا رغبتها، سأقيدكما بيدي وأجلب معي أمر ضبط وإحضار لكليكما"..

ضحك عمرو ورفع كفيه مستسلما وقال: "تحت أمر السيدة زينة وسيادة المقدم زوج السيدة زينة.. بلا أصفاد ولا تهديدات"..

قاطع مزحاتهم، اقتراب الفنان الشهير رامي عز الدين والذي يقوم بتجسيد شخصية (حازم) في الفيلم، حيث وقف أمام بسام ومد يده لمصافحته، وقال بابتهاج حقيقي: "فخور جدا أنني قد جسدت شخصيتك في هذا الفيلم حتى وإن كان برؤية سينمائية تنقل فقط قشورا عن حياتك وما عايشته بها.. ولكن مجرد معرفتي أنك قد مررت فعليا ببعضٍ من الأحداث الواردة بالفيلم يجعلك محل تقدير واحترام.."..

رد بسام بتهذيب متمنيا نهاية الحديث سريعا: "شكرا لك.. شرف لي أن يكون العمل بهذا المستوى الرائع بحيث ينافس في مهرجانات عالمية، ثم يتم عرضه داخل الوطن بواحدٍ من محافلها الفنية الوليدة"..

ابتسم رامي عز الدين، وتابع: "لقد تأثرت كثيرا بمرضك، وقرأت كثيرا عنه حتى أتمكن من تجسيده بشكل واقعي وليس بطريقة كرتونية تفسد الفيلم وتحوله لعمل ضعيف.. بصراحة أريد أن أعترف لك أنني أراك بطلا لأنك تحارب تلك المشاعر المتأججة بداخلك بصفة يومية"..

ارتبك بسام، ولم يجد ردا، فابتسم بشكل عارض، لينهي الفنان الشهير كلامه قائلا: "أريد أن أشكرك لأنك قبلت الجلوس معي أكثر من مرة لكي أستشيرك بخصوص بعض التفاصيل الخاصة بالشخصية والتي نقلت أدائي لمنطقة أخرى تماما، وجعلته محط إطراء النقاد ومدح الجمهور.."..

قاصدا إبعاده عن بسام الذي ما يزال يجد صعوبة في أن يكن محور الأضواء في حدث جماهيري ضخم، خاصة وأن الكثير من الأقلام الصحفية ذكرت أن أحداث الفيلم مستلهمة من قصة حياته، اقترب حسام وربت على كتفه وقال: "هيا يا فنان.. علينا الوقوف الآن في منصة التغطية الصحفية لتلقي أسئلة الصحفيين والمحطات التلفزيونية قبل بدء عرض الفيلم، ثم انسحب كلاهما بخفة بعيدا نحو السجادة الحمراء يتبعهما عمرو كساب وعدد آخر من نجوم العمل وفريق التصوير..

عندما خلا المكان إلا منهما، سألته شروق بنبرة داعمة: "هل أنت بخير؟"..

رد بسام بصدق: "فقط لأنكِ هنا..".

علقت شروق بقناعة لا تتزحزح: " لقد تزوجتُ من رجل لديه قلب يسع العالم كله.. يحمل هموم الجميع ويحاول إسعادهم.. أنت تمنح بسخاء دون أن تنتظر المقابل.. وأنا سعيدة جدا أنك سمحت لحسام أن يعلن أن الشخصية الرئيسية بفيلمه مستلهمة منك أنت.. وأنك صرت مقتنعا أخيرا أن مرضك منحة الى جانب كونه اختبار من الله.. نعم.. أنت تشعر بشكل زائد ومتضخم، ولكن هذه المشاعر المضاعفة تجعل لديك فائض من العطاء لا يمتلكه آخرون ولا يفهمونه.. انظر إلى أبي الراحل على سبيل المثال.. لقد ترك العطاء منذ زمن طويل لأنه فقد الشعور.. كان قلبه وعقله معلقين بأمي بطريقة هوسية حوّلته إلى شخص غير متزن.. عاش لسنوات وهو يؤذي كل من يمر في طريقه حتى ابنته الوحيدة.. والآن مات في سجنه دون أن يكن إلى جواره أحد.. لقد صنع لنفسه منفى بدلا من أن يصنع جنته الخاصة ويحيط نفسه بأحبائه.. بفضل مرضك.. أنت نجحت في مقاومة أبي ولم ترث منه شيء حمدا لله"..

شرد بسام بذكرياته قليلا، متذكرا تلك الفترة التي تلت إطلاق النار عليه، وما ترتب عليه من الإسراع بمحاكمة رحيم في باقي القضايا الموجهة إليه، حتى بلغ مجموع الأحكام ما يزيد عن السجن المؤبد، ثم ما تعرض له من مضايقات داخل السجن من رجال النظام الذين هدد بكشفهم علنا للرأي العام، فبدؤوا في التعرض له مرة فأخرى، مما جعل حالته الصحية تسوء خاصة مع انهيار حالته النفسية كونه لم يكن يتوقع أن يتم معاقبته كما يستحق، وظن أنه فوق القانون والعدالة.. وفي النهاية مات في السجن كمدا، وإن كانت بعض الشائعات تتردد حول تعرضه للقتل داخل السجن..

كان بسام يعلم أن ما زاد أحزان رحيم واستسلامه للموت، هو مقاطعة ابنته له ورفضها زيارته بالسجن بعد أن اكتشفت جرائمه، وخصوصا قتله لوالديه واحتجازه قسرا في ملجئه الذي استغله لإيذاء الأطفال.. لكنه لا ينكر أن موته كان راحة للجميع، حيث طُويت هذه الصفحة نهائيا وأُغلقت سراديب الماضي بمتاريس حديدية وأُسدل عليها ألف ستار وشُيد فوقها جُدرٌ فولاذية كيلا يتسلل ظلامها من جديد إلى المستقبل..

خرج بسام من شروده وطالع زوجته برضا، وهمس بدفء: "عندما تنظرين إليّ بكل حب وفخر.. لا شيء آخر يقلقني أو يضايقني.. أنتِ الشروق الذي أعاد لحياتي بريقها وأخرجني من ظلمات القهر واليأس.. صنعتِ لي عالما ملونا براقا وملئتيه بالدفء وزينتيه بنسختين صغيرتين منكِ.. ترياق وفجر.. إحداهما شفائي والأخرى ضوء يظللني ويضيء طريقي ويبعد عني الحزن والألم مهما صادفت من كبوات.. وأنتِ.. أنتِ كل شيء.. سأظل أخبرك طوال عمري أن كل شيء يبدأ وينتهي عندكِ لأن كل شيء مختلف معكِ يا عشقي السرمدي الذي تتغير الأيام وتتداول عليه دون أن يتغير.. أتصدقينني إن أخبرتك أنني أسأل نفسي كل ليلة ماذا فعلت لأستحق امرأة مثلك؟ "..

ردت شروق بحمائية وهي تسند كفها على صدره لتلامس برفق نبضاته الهادرة: "ربما فعلتَ دون أن تنتبه أو تتقصد؟"

سألها بسام بحيرة: "ما الذي قد أكون فعلته لامرأة مثالية لا تحتاج لشيء.. مني أو من غيري"..

هتفت شروق بتردد: "ربما احتجتُ لأن تنقذني مثلا من عالمي الخامل الذي عدِم الألوان واكتسى بسحب دخانية ضبابية وتكاثفت غيومه لتخنقني، فكنت أنت المطر الذي تلون بدرجات قوس قزح لتبدل دنياي تماما.."..

توقفت شروق عن الكلام لثوانٍ لتتنهد، ثم أكملت بنبرة أكثر جدية: "هل أحصي لك كم مرة أنقذتني فعليا؟ لنرَ.. أنقذتني يوم تعطلت سيارتي على الجسر، ثم أنقذتني يوم الخامس والعشرين ويوم الثامن والعشرين من يناير من موت محقق.. بعدها انتشلتني من داخل السجن الذي كبلني أبي داخله.. وانشغل طوال حياته بجمع الثروة بكل الطرق بدلا عن رعاية ابنته الوحيدة يتيمة الام ومنحها الحب والحنان.. ثم وفرت لي مأوى لأستكمل دراستي ولم تفرض عليّ إتمام زواجنا، وتحول المأوى لبيت.. بيتي الخاص وأسست لي عائلة كاملة..".

تنهدت شروق وتابعت: "لقد ودّعتُ الوحدة نهائيا يوم دخلت منزلك يا سوومي.. رغم أنني دخلته مجبرة، لكنني أشكر الله كل يوم على ذلك النصيب.. وأخيرا أنقذتني بحبك ودفء مشاعرك من حياة راكدة أتحرك فيها مثل الماكينة من المشفى للمنزل دون أن أتطلع لأي مستقبل.. أنت تنقذني كل يوم حينما تغدق عليّ بكرمٍ وسخاءٍ من حنانك ورعايتك المتجددين.. أنا الزوجة الأكثر دلالا في هذا العالم.. بفضلك أنت"..

لمعت عينا بسام ببريق هيام يخصها وحدها، فمالت زوجته بوجنتها على عضده في عناق لطيف غير ملفت بعد أن شبّكت أصابعها حول ذراعه بملكية واضحة، فلثم هو جبينها بعشق، ثم تحركا معا يدا بيد صوب قاعة العرض للجلوس في مقعدين فاخرين بأحد الصفوف الأمامية استعدادا لبدء عرض الفيلم..






تمت بحمد الله


بداية النشر
يناير 2021


نهاية النشر
نوفمبر 2021


أرجو أن رحلتنا كانت ممتعة وخفيفة على القلوب..
شكرا للجميع



مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-11-21, 06:06 PM   #1058

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 58 ( الأعضاء 2 والزوار 56)
‏مروة سالم, ‏najla1982

منورييين كلكم


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-11-21, 06:53 PM   #1059

نور الدنيا

? العضوٌ??? » 341
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 1,548
?  نُقآطِيْ » نور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond repute
افتراضي

روعة تسلم أيدك أبدعتي فى الرواية من حيث الوصف و الأحداث و ختامها مسك أيضا 👏😍❤️

نور الدنيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-21, 07:45 PM   #1060

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 69 ( الأعضاء 13 والزوار 56)
‏مروة سالم, ‏apoaya, ‏نداء1, ‏زهرة الاوركيد رغودا, ‏ساره ٣٠٠٠, ‏samar hemdan, ‏رسائل البحر, ‏كروشيه, ‏وردة فضية, ‏ptrehab, ‏jehan, ‏شهد وحبيبه, ‏ضميري

منورين كلكم...


نسيت اقولكوا اني كنت هسمي الرواية ف الاول
"حدث ذات مرة في ميدان التحرير"
بس خفت مترضوش تدخلوا تقروها من بره بره


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:21 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.