آخر 10 مشاركات
جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          حاول أن ترى الحقيقة- أليسون فرايزر-๑•ิ.•ั๑ روايات غادة๑•ิ.•ั๑ (الكاتـب : اسفة - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          1108 - دورة الأيام - شارلوت لامب ع.د.ن(كتابة /كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          ترنيمة عذاب -ج4 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة الأخّاذة: عبير قائد *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          البــريــق الزائــف *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          18ـ بعدك لا أحد ـ كارول روم ـ كنوز احلام ( كتابة /كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          وخُلقتِ مِن ضِلعي الأعوجُا=خذني بقايا جروح ارجوك داويني * مميزة * (الكاتـب : قال الزهر آآآه - )           »          يا أسمراً تاه القلب في هواه (21) سلسلة لا تعشقي أسمراً للمبدعة:Aurora *كاملة&مميزة* (الكاتـب : Aurora - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree2Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-06-21, 02:27 AM   #41

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


فصل ممتع

موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .




موضى و راكان غير متواجد حالياً  
قديم 06-06-21, 06:54 PM   #42

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي اقتباس من الفصل التاسع

أي رجلٍ كنت تتحدث عنه، وتعاركت معه؟
نظر لأمه بعينين كجمر من جهنم يحاول تدارك إنفعالاته لعله يجد حلا لما يخشاه، واندفع يقص عليها ماحدث تفصيلا، متغافلا عن تلك التي راحت تسترق السمع لحديثهما بانتشاءٍ وشماتة في زوجها ليعرف أنها ألقت به خلف ظهرها باحثة عن غيره، ولم يتبقّ سواها، لابد أن يقتنع بذلك رضا أم أبى، تحركت بكوب عصير الليمون البارد بغنجٍ استفزه، يتبعها تقديمها له قائلة بتعاطف كاذب:
-هدئ أعصابك، إننا نحتاجك بيننا، ماذا لو ارتفع ضغطك أو أصبت لقدر الله بجلطة؟، هل هي ستنفعنا؟
ماد غيظا عندما ذكرته بما حدث من مشاجرته وما فعله أولاده به اليوم، كان يتوقع أن يرتمي أولاده بأحضانه حوجا له، أن يجدها بعد طول البعاد تستجدي قربه، فوصله صوت والدته تنهرها بحدة:
-ماذا تقولين؟، بإذن الله هي من سيصيبها كل ابتلاء ومرض، ابنة "حكمت" قليلة الأصل.
ظلت تربت فوق ظهره مواسيا له تعده كما تعده دائما:
-اطمئن ما قصصته الآن في صالحك وليس ضدك، إن كانت تتلاعب فسنثبت ذلك بقضية زنا بسهولة.


وسام الأشقر غير متواجد حالياً  
قديم 07-06-21, 06:11 PM   #43

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل التاسع

x xx ---------------
(أكثر ما يحطمك أن تظن أنك تمتلك الحياة بين قبضتيك، لتفيق فزعا وتجد أنك لم تقبض إلا على سرابٍ).

-ما شأنك أنت بالأمر؟
كانت تلك إجابة "زينب" فتدخل "عدي" يخفف وطأة الموقف، فهو يعلم حساسية الوضع، رغم النار التي تنهش صدره بضراوة لرؤيته لزوجها السابق:
-هل يمكن التحدث ببعض الهدوء حتى لا تجذب الأنظار؟؛ فالأعضاء بدأوا بالانتباه.
صرخ به "حسن" تقليلا منه:
-من أنت لتملي عليّ ما أفعل؟ .
-اترك البنت!، البنت مرتعبة منك.
قالتها "زينب" مع محاولتها جذب ابنتها منه مستنكرة تدخله بصوتٍ بدا للأخر يملأه الخوف والرعب، تشدق بكلامته المستهينة بها:
-مرتعبة مني!، من أبيها!؟، ولم ترتعب وهي بين أحضانه منذ قليل؟، من الواضح أن البنت لأمها، أراهن أنك سبقتي ابنتك لأحضانه، يا فاجرة.
-اخرس!، اخرس كفانا فضائح، ماذا تقول؟!
صرخت به مستنكرة اتهاماته الباطلة كعادته، ولكن ما أوجعها أكثر أن تنال تلك الاهانة أمام شخصٍ يكن لها كل تقديرٍ واحترامٍ متبادل، تفاجأت بثورة "عدي" التي سبقت ثورتها المشتعلة، لتراه يجذبه من ذراعيه بحدة يبلغه من بين أسنانه الطاحنة بتحذيرٍ:
-لا يصح ماتفعله بأم أطفالك، هذا لا يليق، عليك فهم الموقف قبل أن تطلق أحكام ستندم عليها.
بادله "حسن" نظرات مزدرءة ثم نفض ذراعه عنه بعنفٍ وباليد الأخرى يحكم قبضته على ابنته رفضا تحريرها رغم صراخها رعبا من شجارهم، ثم فاجأه بمسكه من تلابيبه بإهانة واضحة:
-علمني أيها الخسيس، كيف أعامل زوجتي وأولادي، هيا!
قبض "عدي" فوق كفيه باصرار ليأمره بحدة كبيرة تخفي خلفها ثورة جنونية:
-أخفض يديك عني، وإلا ستندم عما اقترفته في حقها قبل حقي.
-رني ماذا ستفعل؟
ختم جملته بلكمة كانت من نصيب "عدي" ، نزف علي آثارها قطرات الدماء ليسمع صوت صراخها مجفلة باسمه:
-"عُدي"!!
كانت تلك اللحظة من أمتع اللحظات عندما همست بحروف اسمه المجرد من الألقاب، لتسرع تنتشل طفلتها من بين يدي طليقها لتحملها عنها "شهد" التي هرولت هي وأخواتها خلف والدها الثائر لتلاحظ تدخل "زيد" يركل والده بساقه بضربات ضعيفة يأمره بنحيب:
-اترك عمي "عدي" اتركه، لا تضربه.
كان هذا التصرف البسيط الذي صدم الجميع مازاد الا اشتعالا بصدر "حسن" ، ليرفع ساقه يثنيها ويصيب غريمه بمعدته، تأوه "عدي" بشدة لتلقيه لتلك الضربات، لتصرخ "زينب" بطليقها مرة أخرى:
-اتركه، لقد فضحتنا.
مع كل لكمة تصيبه كانت تتعجب من عدم إبدائه لرد فعل قاسي لما يطاله من بطش طليقها، ولكن ليت الأمر لم يتعد خارج ذاك الاطار، تفاجأت بكلمات منه اللازعة التي تمس شرفها وعرضها، التي كانت كفيلة بإضرام النار في صدر "عدي" :
-ألهذا تركتني؟ وطلبتي الانفصال، كان هناك منx ينتظر إزاحتي عن طريقه، لترتمي بأحضانه، أليس كذلك؟
كاد أن يجن وهو يستمع لتلك الافتراءات العلنية على مرأى ومسمع رواد ذلك النادي، كيف سولت له نفسه بأن يطلق عليها مثل تلك الافتراءات الباطلة، لم يشعر بنفسه إلا وهو يضرب جبهته بأنف طليقها بقوة، بشكل متتالي مباغت، مما جعل خصمه يترنح للخلف مفرجا عن تلابيبه إجبارا، في لحظات كان الأمن قد فصل بينهما لينضم سريعا أخر شخص كان يتمنى "عدي" عونه، زوج شقيقته المتوفاه، عندما ترأى لسمعه عن الشجار القائم بالقرب منه، ظل "عدي" يرمق غريمة بنظرات مشتعلة متحدية والأمن يمنعه من الافلات من قبضتهم، لقد ثارت ثورته ولن تطفؤها إلا نحر ذلك الخسيس، فصرخ بمن يقيد حركته:
-اتركوني، أعلمه درسا لن ينساه ذلك الخسيس.
اقترب منه زوج شقيقته يهدئه:
-اهدأ "عدي" لا تورط حالك مع ذلك الشخص، يمكننا تحرير محضر ضده.
-سأقتل ذلك الكلب، على ما تفوه به.
رمقه "عدي" بعينين مشتعلتين، كجمرتين من جهنم، فتداعى لسمعه توسلاتها بين شهقاتها المتقطعة، ليصدم بوقوفها تحتضن أولادها في رعب مما حدث تتوسله بكلمات متقطعة:
-ارجوك اتركه، وكفى ما نالني من فضائح، كفى!
اشتعل "عدي" من موقفها تترجاه بأن يفلته بفعلته تترجاه بألا يعاقبه على ما تفوه به اتهامات لشرفها، نظر لها مضيقا عينيه يسألها وقد تحول ذلك النابض المتقافز بتجويفه لقطعة جمر مشتعلة:
-تتوسلين تركه بما فعله بحقك؟!
-نعم، ارجوك!
جحظت عينيه وقد قذف فوق رأسه دلوا باردا، لم يتوقع خنوعها وضعفها بذلك الشكل المهين، لقد تشاجر من أجلها من أجل كراَمتها و سمعتها وبعد كل ما حدث تتوسل تركه، نظرة خاطفة لوجه طليقها ظهر عليه الانتشاء لطلبها، كأنه يخبره بأنها تبقى عليه مهما حدث بينهما فأنا على أرض صلبة على عكسك، نفض تلك الأيادي بعنف عنه فحرروه عندما اسشعروا سكونه نوعا ما، واقترب منها هي وأولادها خطوة واحدة وهو يمسح أنفه النازف بقبضته، يسألها مرة أخرى يتأكد من قرارها بقلب مكسور:
-هل ستسامحيه على ما اقترفه بحقك، على ما صدر منه؟
رفعت رأسها بإصرار تبادله النظرات من خلف نقابها الذي ابتل من دموعها بوضوح قائلة:
-نعم، سأسامحه.
جحظت عينيه وتسارعت أنفاسه بشدة من كلماتها وكاد أن يصاب بأزمة قلبية، لتهمس بكسرة بما جعله ينتفض من داخله قهرا:
-لأنه أبو أولادي.
أغمض عينيه يعتصرهما بقوة للحظات مع هزة لرأسه برتابة قبل أن ينتفض مبتعدا عنها غاضبا يجذب كف صغيرته "رقية" مردفا بوالدها:
-لقد انتهى العرض.
راقبت انصرافه يسحب طفلته خلفه، مبتعدا عن حيزها بقلب منكسر متألم تشدد على أطفالها بقوة وخزي، تعلم أنها لم تبلي خيرا ولكن ليس بيدها شيء سوى ما فعلته، أفاقت عندما لفحتها أنفاس تحفظها عن ظهر قلب، يهمس لها بوقاحة ألمت معدتها:
-خير ما فعلتي، لقد كنت أكيد أنك لازلت باقية على ما بيننا "زينب".
إلتفتت مجفلة من وقاحته، كيف تسامحه على أخطائه، على اتهاماته التي تزداد يوما بعد يومٍ في حقها وحق أولادها، هل أخطأت أم فعلت الصواب؟، لاتدري.
x x x **************
(أكثر ما يحطمك أن تظن أنك تمتلك الحياة بين قبضتك، لتفيق فزعا وتجد أنك لم تقبض إلا على سرابا).
فشلت "نرجس" في تهدئة ابنها الثائر منذ عودته من تلك الرؤية، ظل يحطم كل ما تطاله يده بثورة جنونية يهذي بكلمات لم تفهمها، جلست بجواره تربت فوق كفه المتعرق ثورةً، تنهر زوجته "همسة" وتأمرها بغلظة:
-تحركي، اجلبي له مشروبا يهدئ به حاله بدلا من جلستك الغير نافعة تلك.
إلتوى ثغر "همسة" وداخلها يتراقص فرحا لما أخبرهم به من تعاركه مع ذلك الغريب وغير ذلك، فلبت أمرها بخبثٍ:
-لديك كل الحق، يجب عليه تهدئة أعصابه، فهذا ليس جيد لصحته.
وصله نبرتها الشامتة لحاله فرمقها بغيظٍ يتقلب بداخله كالجمر، حتىx أختفت بالداخل، فأسرعت "نرجس" تسأله متلهفة لمعرفة التفاصيل وهي ممسكة بمرفقة:
-أي رجلٍ كنت تتحدث عنه، وتعاركت معه؟
نظر لأمه بعينين كجمر من جهنم يحاول تدارك إنفعالاته لعله يجد حلا لما يخشاه، واندفع يقص عليها ماحدث تفصيلا، متغافلا عن تلك التي راحت تسترق السمع لحديثهما بانتشاءٍ وشماتة في زوجها ليعرف أنها ألقت به خلف ظهرها باحثة عن غيره، ولم يتبقّ سواها، لابد أن يقتنع بذلك رضا أم أبى، تحركت بكوب عصير الليمون البارد بغنجٍ استفزه، يتبعها تقديمها له قائلة بتعاطف كاذب:
-هدئ أعصابك، إننا نحتاجك بيننا، ماذا لو ارتفع ضغطك أو أصبت لقدر الله بجلطة؟، هل هي ستنفعنا؟
ماد غيظا عندما ذكرته بما حدث من مشاجرته وما فعله أولاده به اليوم، كان يتوقع أن يرتمي أولاده بأحضانه حوجا له، أن يجدها بعد طول البعاد تستجدي قربه، فوصله صوت والدته تنهرها بحدة:
-ماذا تقولين؟، بإذن الله هي من سيصيبها كل ابتلاء ومرض، ابنة "حكمت" قليلة الأصل.
ظلت تربت فوق ظهره مواسيا له تعده كما تعده دائما:
-اطمئن ما قصصته الآن في صالحك وليس ضدك، إن كانت تتلاعب فسنثبت ذلك بقضية زنا بسهولة.
عقد حاجبيه باستنكار لم ذكرته أمه، فاعتدل في جلسته يواجه تفكيرها السام بنقمة ورفض، قائلا:
-ماذا تقولين أمي؟ ، لا لا فهي لا تستحق ذلك مني ابدا.
ضربته في كتفه تنهر تعاطفه المغيظ وراحت توبخه:
-هل تميل إليها وتدافع عنها بعد كل ما حدث منها؟، بعد سرقتها لأموال البضاعة التي استأمنك أبيك عليها.
عاد يحاصر رأسه بكفيه بأسى لا يعلم ماهو الصواب،؟، حديث والدته أم قلبه الذي يرفض فكرة سرقتها، انتفض من جلسته يغادر المكان بقلب يائس محطم، معشما روحه بأن عودتها لاحضانه أمرا بفروغ منه، راقبت "همسة" انصرافه خلسة بابتسامة شامتة مع وصول دعوات حماتها على طليقته لسمعها، تمخترت بمشيتها الواثقة لداخل المطبخ ترتشف من نفس المشروب البارد الذي قدمته له بانتشاء حتي وصلها صوت رنين هاتفها ينبئها عن رسالةٍ كانت على يقينٍ من صاحبها، همست بشفتيها كلمات الرسالة بصوت لم يسمعها غيرها مع الاحتفاظ بنفس الابتسامةقلقٌ عليك، طمأنيني على أحوال)
ألقت بهاتفها فوق طاولة المطبخ الدائرية تخبره كأنه يسمعهابالطبع في أحسن حال "مروان" وجب عليك القلق على حالك أنتَ).
x x x **************
جلست بأحد الأركان المظلمة تبث جسدها المنتفض الدفء بوشاحهها الصوفي، تسترجع تفاصيل ما حدث بقلب ممزق ونفسٍ لوامة، كانت تعلم أنه ليس من الصواب مافعلته اتجاهه، ولكن لديها سببا أقوى يجعلها تضحي من أجله، مصلحة أبنائها فوق الجميع، حتى لو على حساب قلبها وكرامتها، فهي الآن أكثر من ممتنة لأبنائها لانسحابهم للنوم باكرا، ليتركوا لها جزءا من مساحتها الخاصة لتنأى بأفكارها المتصارعة، لم يتوقف رنين هاتفها منذ عودتها بأطفالها منهكي القوى، لا تعلم سببا لإلحاح شقيقها "خالد" للتواصل معها في مثل ذلك الوقت، هل من الممكن أن يكون قد شعر بها و بكربتها، مدت يدها تنظر لهاتفها بتردد، تجهل هل عليها الاعتذار عما بدر منها؟، لقد قابلت احسانه بنكران، رفعت إبهامها تقضم ظفرها بتوتر وأنامل مرتعشة مترددة في مراسلته بمثل ذلك الوقت المتأخر، نهرت نفسها:
-لا تتواصلي الآن، من الأكيد أنه في نوم عميق.
هزت رأسها بملل لا تعرف الصواب من الخطأ، ولكنها حسمت أمرها عندما وجدته متصلا على موقع التواصل الأخضر، اندفعت تكتب رسالةx ترددت مرة أخرى فأسرعت في إزالتها ثم كتبت أخرى لتعود بمحوها مرة أخرى كل هذا وهو على الجانب الأخر يشاهد عبارة (يكتب) بحاجب معقود، عندما أخذه الفضول لمعرفة هل مازالت مستيقظة أم لا؟، تحفزت حواسة لتلك الرسالة الطويلة العميقة، التي تستغرق ذلك الوقت في كتابتها، رغم غضبه واشتعاله منها إلا أن فضوله يأكله، لتظهر النتيجة سريعا تشعله غيظا أكثر مما عليه:
-مرحبا!
-كل ذلك الوقت من أجل مرحبا فقط؟!
سأل سؤاله بصوت مرتفع نسبيا، لا يخلو من الدهشة، ولكنه قرر سريعا بعدم الرد عليها لعلها تعرف خطأها بحقه، على الجانب الآخر ظهر لها استلامه لرسالتها القصيرة، ظلت منتظرة بتوتر لم تختبره من قبل، مندهشة من حالها وعلى ما بقت عليه، رفعت إبهامها تقضم طرف ظفرها بقلق مرة أخرى، هل سيسامحها على خطئها معه؟، يجب عليه التفهم أكثر من ذلك لوضعها ووضع أولادها، فأسرعت بإرسال رسالتها الثانية على أمل أن يجيبها:
-بعتذر عن ازعاجك في مثل ذلك الوقت، لقد..هل أنت غاضب مني؟!
وصلها الصمت مرة أخرى، وهذا أكد لها ثورته وغضبه من تصرفها، مابالها تهتم لحزنه وضيقه!، فأسرعت تكتب له بشجاعه أوتيت لها:
-أقدر ما فعلته من أجلي وأجل أبنائي ولكنك لن تفهم شعوري وقتها، ألن تجب على رسائلي؟
مابالها تقلل من حالها وتستجدي رده كالمتسول المنتظر فتات الخبز، روحها الأبية رفضت ما هي عليه لتنهرها بقوة: (مابك "زينب" هل ستضعفين لرجل مرة أخرى لتدوري في دائرته المجهولة بلا توقف ولا هوادة؟ أنت أفضل من دونهما أفضل وأنت وحيدة مستكفاة بأبنائك، ليس عليك الضعف والخضوع مرة أخرى، لم يصيبك كل المصائب إلا من بني جنسهم)، شحنت طاقتها بقوة متمردة جديدة عليه، لتخبره:
-حسنا!، لست مضطرا لتقبل اعتذاري، ولكني أردت إبلاغك بعدم حضوري غدا، تصبح على خير.
من كان ينظر لوجهه تلك اللحظة ليسقط صريعا بمكانه، لقد تلبست روحه روحا شرسة، ظل يجز على أسنانه يحاول تمالك نفسه من إجابتها وا
إجحافها بعبرات تؤلمها؛ لعلها تشعر بعذاب نابضه، تتهمه بأنه لايقدر أو يشعر بها وبأبنائها الصغار، ولم يكفيها ذلك بل تختم حديثها بإخباره بعد حضورها غدا، رائع زينب تمارسين على قلبي ألاعيبك، تخطي بأقدامك فوق أوتاره المشدودة بدلالك؛ فيصدر مع كل خطوة مختالة رنين لا يجد صداه إلا بقلبي، ألقى بهاتفه يغلقه، وظل يدور بأركان حجرته كأسد حبيس بقفصه، توقف فجأة ينظر لانعكاس صورته متعجبا من تبدل ملامحه لتلك القسوة، هل الحب يفعل هكذا بصاحبه؟، رفع أنامله يتحسس ذلك الجرح الناتئ المتجلط أعلى أنفه بتأوه لقد أُصيب أثناء اشتباكه مع ذلك المسخ المدعو طليقها، ولكن ما يصبره أنه نجح في ردعه عنها حتى لو كان ذلك مخالف لرغبتها وقتها، لن يتراجع ولن يتخلّى عما فاز به أبدا.
x x x
x ************

لقد سقط صريعا للنوم غير مدركا لما يحدث من حوله، بعد أن فر من أمامها قبل أن تحثه نفسه لقتلها والتخلص منها، ظل حبيسا لحجرة نومه التي كان يتشاركها مع حبيبته "همسة" يراقب منشوراتها على موقع التواصل الاجتماعي كعادته ولكن قد ضربه القلق من حالتها وحديثها الذي يدل على حزن وأسى واضح بحياتها، ليتهور سريعا بمراسلاتها على الخاص بعد أن ظهرت له حالتها أنها نشطة، يعلم أنه أخطأ عندما اندفع في مراسلاتها في مثل ذلك الوقت وهي الآن ملكا لرجلٍ غيره، تأوه بخشونة عندما استرعت حواسه لتلك اللمسات الناعمة لظهره لتشعره باسترخاء كان في حاجة إليه، ولكن لم يدم الأمر طويلا لينفض نومه بقوة عن رأسه عندما استشعر لثم شفاه فوق ظهره ليلفحه سخونة أنفاس يجهل صاحبها، نفض جسده سريعا كالملدوغ بعقرب؛ ليستلقِ علي ظهره في نصف جلسة فتوقف مشدوها مما لقطته عينيه، لقد شلته الصدمة لرؤيتها أمامه بتلك الهيئة الفاتنة، مد يده سريعا يضئ مصباح فراشه الجانبي ليتأكد مما رأته عيناه فزادت وتيرة تنفسه، وضربته رعشة قوية ألمت جسده، لقد كانت في هيئة لم يشهدها بها من قبل تاركة لخصلاتها الحرية لتحيط كتفيها وجسدها الذي لا يغطيه سوى ردءا حريريا بلون الأحمر القاني يكشف عن مفاتنيها بإثارة، انخفضت نظراته لفتحة ردئها التي تكشف عن أنوثتها بوضوح فجٍ، تحركت عضلة صدغه بتوتر لرؤية جسدها لأول مرة، ولكن ما رعبه سبب فعلتها وجرأتها تلك، فنطق يناديها باسمها وهو يجاهد لتمالك أعصابه، فظهر صوته منخفضا يكاد أن يُسمع:
-هن.ههنا!
لم تنبس بكلمة واحدة ظلت مكانها بجوار فراشه أرضا، جالسة بظهر مستقيم تنظر له بعينين ثابتتين، وقع عينيه على شفتيها الملطختين بأحمر شفاهها، ولكن استرعى اهتمامه تلطخ فمها به كأنها فشلت بضبطه أثناء وضعه، اعتدل في نومته وسحب نفسه للخلف يضبط وضعيته وقد استرعت اهتمامه لسبب لا يعلمه، ظل يجاهد ألا ينظر لمفاتن جسدها بقوة وكل مرة يفشل، ابتلع ريقه بصعوبة وهو يكرر ندائها لها مستفهما:
-"هنا"!، ماذا تفعلين هُنا؟
انفرجت شفتيها ببطء شديد أحرق أعصابه، فإن استمر الوضع على تلك الوتيرة سيحدث ما لايرغب، ليسمعها تنطق بصوت ناعس بما جعل عينيه تجحظ من الصدمة:
-أريد النوم بأحضانِك.
انتفض من جلسته وكاد أن ينهرها ويطردها من غرفته، كيف تعرض نفسها عليه بذلك الشكل المبتذل؟ أتظن أنه سيلمسها يوما بعد أن لمسها شقيقه مِن قبل؟، ليوقفه نطقها الأخير الخالي من الروح:
-"م. ص. طفى"، ألازلللت... غاااضبا؟
ابتلع ريقه صدمة، هل تحدث أخيه المتوفي، هل هي نائمة؟، ولكن كيف وعينيها مفتوحين على اتساعهما؟!، قرب رأسه لوجهها ينظر لحركة عينيها ليكتشف ثبات عينيه للفراغ أمامها، رفع كفه يحركه أمام وجهها، ولكنها لم تبدِ أي تفاعل مع حركته، تراجع فجأة بجسده عندما وجدها تستقيم من جلستها وتزحف بجواره حتى اتخذت موضعها مكان نومته السابقة قبل حضورها، وهي تهمس برجاء:
-عااا.. نقني، أش.. عر، بالخووف!
ظل ينظر لظهرها المكشوف بأنفاس متلاحقة خشنة -مسموعة-، وهو يشاهدها تشاركه فراشه بأريحية، زكمت أنفه بعطرها النفاذ، لتزيد من وتيرة تنفسه، وتحفيز رغباته الذكورية بشكل خطر، انتفض مبتعدا عن فراشه بجسد متعرق، محدثا نفسه بجنون: ماذا علي أن أفعل الآن لقد احتلت غرفتي وفراشي؟، حسنا، سأبيت بالغرفة الأخرى، ولكن ماذا لو استيقظت ووجدت نفسها بفراشي؟، رفع كفه يمسح وجهه بضيق تملك منه، مردفا بضيق:
-هل كان ينقصني جنانها تلك؟
x x x x x ************

كان هناك أخر يناجي النوم ولكن يأبى الحضور، معاندا صاحبه ليبقى ساهرا يتأرجح بين ذكرياته الدفينة رغم محاولاته دفنها بغيابيب قلبه إلا أنها كانت تأبى وأدها، جسده في تلك اللحظة يتوسله النوم والراحة وعقله يأبى ترك صورتها المحتلة عقله منذ رؤيتها اليوم بعد كل تلك السنوات، أراح رأسه خلفه فوق أريكة شقيقه، الذي أصر عليه المبيت تلك الليلة بعد أن انقضى اليوم سريعا في تسامرهم، أغمض عينيه بقوة هامسا لحاله بصوته العذب:
-مرت السنين ولم تتغيري "هنا"، إلا من تلك الهالة السوداء التي تتملك روحك الآن.
زفر بضيق يعتريه من فكرة أنها لازالت تعيش على ذكرى زوجها "مصطفى"، نفض تلك الفكرة السوداء سريعا ليكمل لنفسه بتأثرلك العذر لكرهك الشديد لي، ولكن صدقيني سأحارب حتى تعودي إليّ مرة أخرى).
سافر عقله بعيدا لتلك الذكرى البائسة التي جمعتهم متمنيا كل ليلة محو ذكراها البغيضة، تلك الذكرى التي أحرقت ما تبقى لديه من آمال وأحلام تجمعهما للأبد، كان وقتها يقف على مسافة ليست بالبعيدة يراقب كل خلاجتها وانفعالاتها بقلب هائم محطم، وهي تضبط وضعية لوحاتها هي وصديقتها "حسناء" بمعرض الكلية كان يظهر عليها الانطلاق والسعادة لما انجزته خلال ذلك العام من أعمال، انتفض على ضربة عنيفة فوق كتفه يتبعه صوتا عرف صاحبه، يخبره بعدم رضا:
-عليك الانتباه لأعمالنا، فنحن لسنا متفرغين للهانم التي تسرق أنظارك منذ مدة.
إلتفت لصديقه "مروان" وهو متأكد أنه سينال وصلة توبيخ ليست هينة بسبب مشاعره:
-لا أعلم لمَ تكرهها بتلك الصورة؟x
تهرب"مروان" من مواجهة صديقه فهو بالفعل لا يتقبلها ولا يستسيغ نشاطها الزائد، وما زاد من بغضه اهتمام شقيقه الأصغر بالتردد دائما على كليته لرؤيتها، رغم محاولته المضنية لإبعاده عنها بتشويه سمعتهاx والإساءة لأخلاقها إلا أنه يشعر أنه تعلق بها وانتهى الأمر ولكن على جثته لو صمت عن ذلك الأمر يجب عليه التفكير في خطةٍ لابعادها عن سبيلهما، فأسرع يخبره وعينيه تمسح تفاصيلها ببغض وقد استفزه رؤية انحصار حجابها للخلف ليظهر شعرها من أسفله:
-لا أعلم ولكن لا استسيغها، ولقد سمعت أنها تسكن في شقة مع أربعة فتيات، وهذا يقلقني أكثر.
وضع "عمار" لوحته بعد أن ضبط وضعيتها يجيبه بما يعرفه عنها:
-ماذا كانت تفعل وقتها؟، فلقد سمعت أنها لم تجد مكانا متوفرا في مدينة الطالبات، والمسافة بين كليتنا ومدينتها بعيدة.
مال عليه كأنه يخبره سرا بصوت منخفض مع استمراره في مراقبتها:
-لقد علمت للأسف أيضا أنها يتيمة الأبوين وتعيش مع عمتها وزوجها، هما من قاما بتربيتها، وتسافر كل نهاية أسبوع بلدتها مع صديقتها تلك لزيارتهما.
تشدق "مروان" بعباراته وكأنه أخيرا وجد الحُجة التي سيستند عليها لإقناعه بالابتعاد عنها:
- الأصح أنها لم تجد من يحسن تربيتها، بعد وفاة والديها.
-"مروان"!
رفع كفيه يهدئ من جنون صديقه، وقد فكر سريعا بعقل شيطاني لم لا يغير أسلوبه من الهجوم للدفاع للعله يصل لهدفه، فاندفع يخبره ببعض الخبث:
-أصدقك القول؟، إنها جميلة، وجذابة، ولم أرى على أخلاقها شائبة، ولكن الأمر ليس بتلك السهول يجب عليك التأكد من أخلاقها بنفسك وإن اجتازت الاختبار سأكون أول من يهنئك عليها.
انفرجت أساريره لما قاله صديقه:
-حقا "مروان"، ولكن كيف سأختبر سلوكها؟
حاوط "مروان" صديقه "عمار" بصدق وظل يربت على كتفه، يخبره بحبور واضح:
-سأخبرك، ولكن عليك تنفيذ ما سأقوله بدقة.
عاد "عمار" من ذكرياته عندما وصله نداء المؤذن بالمسجد المجاور يدعو الناس النيام لأداء صلاة الفجر، نفث هواء صدره كأنه يرغب في طرد كل ذكرياته السوداء في تلك الزفرة دفعة واحدة، مرددا بنفس متألمة نادمة (ليتني ما أنسقت خلفك"مروان"، ليتني ما اندفعت وخسرتها!)
x x x x x ***********

وقف صباحا يعدّ لنفسه فنجان قهوته كعادته اليومية ولكن ما لم يعتاده أن يعدّها لنفسه، كان معتادا أن يتذوقها من يديها رغم نقمته عليها إلا أنه اكتشف الأن أهميتها في إعداد قهوته الصباحية، استمع لخطوات خارج مطبخه فألتفت ليجدها تتحرك بهدف ولوج دورك المياه ترك مابيده وسار خطوات حثيثة على أطراف أنامله يسترق النظر خلسة يحاول معرفة رد فعلها أو إذا كانت مازلت على نوبة سيرها وهي نائمة أم مستيقظة، انتفض يخفى نفسه للداخل مرة أخرى عندنا وصله صوت تحرك المزلاج فهي معتادة على إغلاقه من الداخل بالمزلاج عند وجوده، كأنه سيتهور ويتطفل عليها مثلا، حرك رأسه ينفض تفكيره بها واهتمامه بحالتها، رفع قهوته من فوق الموقد بنية سكبها بفنجانه الخاص، ظل يفتش بعينيه على أمل أن يجده، محدثا نفسهدوما تقصد إثارة غيظي، حتى كوبي الخاص ليس بمكانه)، تصلب جسده فجأة وكأن تيارا كهربائيا مر ببدنه عندما وصله تحيتها الناعسة الذي جعله يتوقف عن البحث مشلولا:
-صباح الخير "مصطفى".
ابتلع ريقه وقد كان كجمرا مشتعلا بحلقه، ظل على ثباته وعيونه الجاحظة مع ارتفاع وتيرة تنفسه الخشن، وهو يشعربها تتحرك حوله بحرية تفتش داخل المبرد، حرك رأسه ببطء خوفا من أن تقبض عليه، ليشاهدها تخرج حبات البيض، بغرض إعداده، ولكنه أنتفض مرة أخري عندما وصله سؤالها موبخة إياه:
-ما هذا؟، منذ متى وأنت تتناول القهوة صباحا؟
ابتلع ريقه مرة أخرى لا يعرف هل هي تخاطبه هو وقد اخطأت عندما نادته باسم شقيقه أم تُحدث "مصطفى" لقد ألمه ذلك بعض الشئ وقبل أن يجيبها أراد التأكد من انتباهها له، فنظر لها باهتمام رغم جسده الثابت على وضعه يجيبها بكلمات جاهد لإخراجها و بقلق ضرب قلبه ليجدها توليه كل اهتمامها:
-كنت.. كنت أريد تناولها.. الآن!
تشدقت بابتسامة يملأوها الدلال، ليجدها تقترب منه بخطوات حثيثة وعينيها ثابتتين على وجهه بطريقة لم يراها من قبل إلا مع شقيقه، ولكن اُعتصر قلبه فجأة عندما اربد وجهها بالتجهم الواضح، مع زيغ عينيها الدال على ارتباكها، فجأة شعر بتراجعها خطوتين ارتباكا ظلت ترفرف بأهدابها بحركات متسارعة قابضة على مقدمة قميصها بخوفٍ، ضربه القلق عندما تبدلت ملامحها فجأة فأراد جذب انتباهها قسرا؛ لعلها تخبره بما تفكر وتشعر به:
-هل، هل ترغبين في إعداد الفطور...؟، هنا!!
زيغ عينيها وترنحها أنبأه بأنها ستسقط فاقد الوعي لا محالة، فأسرع في إسنادها خوفا من أن تأذي نفسها بارتطامها، وقد كان ما توقعه، لاحظ سريعا فقدها للوعي كما توقع، ولكت تلك المرة ظل ينظر له مصدوما بشعور يتخلله الفضول ينظر لوجهها الشاحب بدقه يفتش في تفاصيله، متسائلاهل كنت تحبينه كل ذلك الحب؟)
x x x x x xx **********

بعد يومين
-"خالد"!، ماذا حدث؟، ولمَ أتيت مبكرا هكذا؟
لقد تفاجأت بوقوفه أمام باب شقتها وقد كانت على استعدادٍ للمغادرة لعملها بعد أن قررت بعد تفكير مضني أن تلغي فكرة عدم حضورها للمكتب لليوم الثاني على التوالي وتذهب إليه بنفسها تقدم أعتذارها لعله يصفو من جانبها، جذبها حديث شقيقها بملامحه المرهقة:
-لمَ لم تجيبي على هاتفك، منذ يومين وأنا أتصل بك.
ضربها القلق من وجهه الشاحب وعينيه المحاطين بهالاتهما السوداء إرهاقا يفصحا عن عدم نومه تلك الليلة، فتنحت قليلا تدعوه للدخول:
-ادخل، لنتحدث بالدخل.
-لا!، ليس لدي وقت كافٍ، يوجد مشوارا يجب علينا القيام به.
عقدت حاجبيها باسترابة من حضوره في مثل ذلك الوقت من الصباح، يكاد أولادها منصرفين لمدارسهم، فسألته بقلقٍ نما بقلبها:
-أي مشوارٍ؟
x x x x x xx ***********

جلست بجواره شاردة في الطريق وقد ازداد الطقس برودة في الأجواء، تفاجأت عندما طلب منها شقيقها سحب المبلغ المشترك بينهما من البنك وإلحاحه عليها أن تساعده في مصائبه على وعد منه بأن يسدد لها مبلغها في أسرع وقت، تنهدت تفرغ تلك الطاقة السلبية التي تسيطر عليها منذ لحظة رؤيتها للأموال تنتقل لأيد شقيقها الصغير، محدثة نفسها(ها قد ضاع السند الأساسي لإنفاقي)، انتبهت لسؤال شقيقها جذبها عنوة من شرودها:
-هل ستعودين للمنزل؟، أم أوصلك لعملك؟
سألته بدورها كأنها لم تستمع لسؤاله:
-لم لا تقص عليّ مشكلتك؟، فمن الممكن أن نجد حلا لها غير سحب الأموال وفك الوديعة.
استاء من موقفها وضيقها من سحبx الأموال، يعلم أن لها نصف المبلغ ولكن كيف كان سيتصرف في تلك المصيبة التي حلت فوق رأسه مع حميه والد زوجته "ندا"، ابتلع ريقة ببطء وراح يجلي صوته ليظهر لها مقنعا:
-صدقيني "زينب" فأنت أخر شخص فكرت فيه ليساعدني ولكن لم أجد من يقرضني المبلغ، فهناك مشكلة مالية بعملي أخطأت بها وعليّ تصحيح الخطأ قبل أن يكتشفه أحدا.
شهقة رعبا عندما فسر عقلها الأمر بشكل خاطئ:
-هل أختلست؟، لا تقل أنك مددت يدك على أموال غيرك؟!
ضحك ساخرا على ضيق أفقها فهل هو بحاجة للاختلاس أو سرقة أموال والد زوجته، فطمأنها بلطف:
-لا تقلقي فأنا لم أفعل ما اتهمتني به مطلقا، والآن!، هل أوصلك للبيت؟
-لا!، للعمل.
x x x *************

نهاية الفصل التاسع


وسام الأشقر غير متواجد حالياً  
قديم 13-06-21, 12:41 AM   #44

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل العاشر

الفصل العاشر
******************

دارت حول نفسها باحثة عن مكان وجوده بأعصاب متجمدة فأول مرة لها تلج مثل ذلك المكان المتمثل في دكان متوسط المساحة يحتله آلات الطباعة المستخدمة في إخراج ما يقام تصميمه على أجهزة الحواسيب للمحلات التجارية والأسواق بأحجام كبيرة تناسب مساحتهم ومتطلباتهم، شعرت بالحرج لانتباه العمال لوجودها الغريب في تلك المطبعة، متعجبة من نفسها لحظة وصولها لمكان عملها ومقابلة "علي" لها بحفاوة معتاد عليها، أخبرها بعد سؤالها عنه بأنه اتجه للمطبعة لمراجعة أمر ما خاصا بالعمل، وها هي واقفة لأول مرة في ذلك المكان الغريب توبخ نفسها على تهورها في الحضور، لم لم تنظر عودته ليتفاجأ بجلوسها خلف مكتبها كعادتها.
-"زينب"!
التفتت مرتبكة عندما وصلها ندائه باسمها لتقع عينيها العطشة للارتواء بطلته، رنت منه بخطوتين مترددتين بعكسه هو، الذي أكل المساحة بينهما في خطوات مهرولة بملامح قلقة، حتى استقر أمامها وهو يتفحص هيئتها بارتعاب ظهر بصوته المذبذب:
-هل حدث لك شيءٌ؟!، هل أصابك مكروهٌ؟
إلتفتت بجوارها لتشاهد عمّال المطبعة توقفوا عن العمل لمشاهدة ما يدور بينهما بفضول أحرجها، فتنحنحت مع حركة ضبط نقابها تخبره بخجل من اندفاعه:
-لا..، لقد أردت فقط إخبارك.. !
انتبهت عندما أقترب أحدهم خطوة ليشاركهما الحدث، يمرر نظره بينهما بفضول قائلا:
-هل أعطلك عن شيءٍ؟، أراك مشغولا سيد"عُدي"؟
فأنتبه سريعا لضيفه يبلغه برسمية:
-أقدم لك السيدة "زينب" مساعدتي بالمكتب.
نظر لها وهي تبادله نظرات ممتنة، ليكمل التعارف مع ذلك الغريب:
-السيد"عمّار"، شريكي الجديد.
للحظة شعرت ببعض الجهل لما يبلغها به عن الشراكة، تُرى أي شراكة يتحدث؟!، فاندفع "عمّار" يقدم كفه في دعوة للمصافحة، مرحبا بها:
-مرحبا سيدة "زينب".
فاندفع "عدي" يحاصر كفه بين يده معتذرا بلباقة:
- عذرا، إنها لا تصافح الرجال!
تنحنح "عمار" حرجا من الموقف، في حينها بادلت "زينب" "عدي" نظرات امتنان لتفهمه وانقاذه لها، فهو دائما سندا تفقده في حياتها.
x x x x xx ************
صف سيارته أمام باب الفيلا الداخلي الخاصة بوالد زوجته المتمردة، ظل للحظات ممكسا بطارة قيادته بغيظ تملكه يحاول التحامل على نفسه من أجل أولاده الصغار، وهل له أن يتكلم عن ما يستاء منه؟، تحرك من خلف مقعد القيادة حاملا حقيبته اليدوية، ممنيا نفسه بأن يكون ذلك آخر مأذق ممكن أن يوضع به بسبب أنانيتها وتطلعاتها، لقد ضاقت نفسه وتاهت روحه بدربه المظلم، فاق من شروده عندما حدثته الخادمة الأجنبية بلغتها العربية المتكسرة:
-مستر"خالد" تفضل!
دخل بخطوات ثقيلة مهزومة يدفع تمردها بالتقدم عنه، فلمح من مكانه جلس والدة زوجته تحتسي قدح الشاي الصباحي كعادتها وعندما لمحته، رحبت به بأنف مرفوع دون التحرك من جلستها:
-أهلا "خالد"، تفضل!
ولج بخطوات ثابتة يجلس فوق الأريكة المقابلة لها بعد أن أراح حقيبته الجلدية الخاصة، يسألها بروتينية معتادة:
-كيف حالك "نجوان" هانم؟
-في أحسن حال، كيف حالك أنت؟، هلx تنازلت أخيرا ونويت مصالحة زوجتك الغاضبة؟!
صدر تعليقها ببعض السخرية الواضحة بنبرتها، يعلم أنه الفترة الأخيرة تركها ببيت أهلها ولم يسأل عنها بسبب ماصدر منها، ولكن عندما أدرك أن بيته سينهار تنازل من أجلها لإرضائها، حك أرنبة أنفه يجيبها بصوت متزن:
-ها أنا هنا لمصالحتها، وأعيدها لمنزلها مرة أخرى.
-مَن قال أنني سأعود معك؟
قالتها "ندا" بنبرة عالية حادة مستنكرة عليه ما يفكر ويظن، بتلك السهولة واليسر يظن أنها ستعود معه، بعد إهانته لها ورفضه لتلبية طلباتها، وقف يواجهها بوجه ليّن يحاول ترك أمر المشاحنة والشجار لبعض الوقت، فوقف ينظر لعينيها ببعض الود مستعطفا إياها بألا تهد معبدها بتسرعها قائلا:
-علينا التحدث بهدوء "ندا" فعصبيتك لن تنفعنا نحن الاثنان.
وقف مكتفة ذراعيها أمام صدرها تهز ساقها بعنف، رافضة للتنازل له فيحب عليه نعرفك أنها صعبة الارضاء دائما، لابد أن يثابر لاسعادها في حياتها، لاحظت "نجوان" عناد ابنتها ودلالها المبالغ فيه فاقتربت منهما في محاولة تلطيف الأجواء بينهما:
-"ندا"!، عليك الاستماع إلا حديث زوجك أولا، ثم قرري ما ترغبين لاحقا.
-أمي لكن..!
توقفت كلمات "ندا" على لسانها عندما زجرتها والدتها بنظرات ذات مغزى تفهمها جيدا، فكثيرا كانت إشارة سرية بينهما عندما يعاند والدها تنفيذ طلبها الذي سرعان ما يتراجع عن موقفه بشكل سحري لإرضائها، ولم لا فهي ابنته الوحيدة، فاقت من شرودها عندما ربتت والدتها فوق ذراعها، وهي تأمرهما بلطفٍ ارستقراطي:
-عليكما الحديث بالخارج حتى لا يستمع أطفالكما للشجار، هيا اكملا حديثكما بالحديقة، وسأمر "سيلا" بتجهيز الفطور لكما.
x x x x x *********
-ألا يكفيك مافعلته من أجلك؟، لقد حصلت على أموال شقيقتي من أجلك؟
رمقته بجانب عينيها بدلال اعتادت عليه، رغم ما قصّه لها من تضحيته بأموال شقيقته من أجلها إلا أنها حزينة أنه لم يسرع في ذلك إلا عندما تطور الأمر بينهما ليصل الأمر لطلبها للانفصال عنه، فأجابته بنزق متعالٍ:
-لا ليس كافيا!، ولكن لا بأس بما فعلت، فأنت تعلم جيدا أن ذلك المبلغ يكاد أن يكفي الدفعة الأولى لمقدمة الوحدة.
حك "خالد" رقبته بحيرة يحاول اثنائها مرة أخرى عما تفكر فيه رغم علمه بفشل محاولاته السابقة، فراح يضم كفيها بين قبضتيه يبلغها ببعض التعقل:
-ذلك مربط الفرس!، كيف سأدبر باقي الدفعات لامتلاك مثل ذلك الشالية بتلك المنطقة الساحلية، فراتبي كرئيس حسابات بشركة والدك لن يغطي باقي الدفعات، لم لا نترك أمر شرائه إلى أن يتحسن وضعي المادي.
أرادت أن تمارس عليه دلالها بسحرها فرفعت كفها الناعم تلمس صدغه بنعومة آثرته، تبلغه بصوتٍ ناعمٍ شجي:
-لا تحمل هم باقي الدفعات لقد تولى أبي أمرها كهدية منه لابنته الوحيدة.
-ماذا؟، لم لم تبلغيني بذلك، فأنا أرفض مساعدة والدك لنا في أي شيء يخص حياتنا.
أسبلت عينيها بحزنٍ زائفٍ لعله يتأثر وأسرعت توضح له:
-أعلم انك ترفض مساعدته لك ولكن ماعساي أفعل؟، عندما وجدني في حالة نفسية سيئة بسببك وامتناعي عن الطعام لأيام، أسرع في شراء ذلك الشالية الساحلي وسجله بأسمي.
نفضَ كفها عن وجهه بضيقٍ يحاول تمالك غضبه معها، ماذا يفعل الآن؟، هل يخضع لذلك الأمر ويصمت كما يصمت دائما، يتغاضى عن هفواتها واندفاعها غير المتعقل الذي يهدد علاقتهما دوما، رفع نظره يراقب الخادمة تريح أمامه كوبا من العصير الطازج، فأسرعت "ندا" تصرفها بعد الانتهاء باستعلاء بإشارة من أصبعها، ثم قربت له كوب العصير البارد حتى لامس شفتيه وهي تردد بنعومتها:
-لا تكبّر الأمور "خالد" فأبي ليس بالغريب.
أشاح بوجهه رافضا تبريرها، يخبرها بضيق أشعل صدره:
-وهل كل مرة سأفشل بتلبيه متطلباتك ستلجأين له؟، منذ اليوم الأول لمعرفتنا تعلمين أنني لن استطيع توفير نفس المستوىx الذي تعتادين عليه وقد كنت صريحا معك، وقد وافقت على ارتباطنا، لم أخدعك "ندا"، لم أخدعك!
-أعلم حبيبي، أقسم لك، ولكن إن كنت تشعر بحساسية الوضع يمكن دفع تلك الأموال التي حصلت عليها لتريح ضميرك.
عندما وصلها صمته تأكدت أنها نجحت أخيرا في تجحيم ثورته، فأسرعت تنتشل هاتفها من فوق الطاولة الزجاجية المستديرة بعد أن كوبه فوقها، تردف بحبور منطلق:
-سأهاتف والدي الآن، وأبلغه بأنك هنا، ستتناول الغداء معنا.
هز رأسه بصمت مجبرx عليه، يفكر هل عليه رد أموال شقيقته بعد أن حلّت المعضلة أم يبقى على الأموال لدفعها مقدمة لحمِيه رجل الأعمال المشهور التي لاترد له كلمة.
x x x xx ************
في تلك الغرفة المغلقة جلس ثلاثتهم حول الطاولة الدائرية الخاصة باجتماعاتهم السرية، نفث أحدهم دخان سيجاره الكوبي المميز، يسألهما بمراوغة كالثعالب:
-وماذا عن الشحنة؟، هل تم دخولها وتخليص جماركها؟
أجابه مساعده"صفوان" بصوت متزن:
-رجلنا قام باستلام الشحنة كما هو متفق معه، وتم نقلها للمخازن لتفريغ محتوياتها.
والتوى فمه بابتسامة راضية، ثم تابع صادق بنفث دخانه مرة أخرى لأعلى ينبهه بحدة:
-اجعله ينتظر قليلا، لا يقوم بإفراغها حتى نتأكد من عدم مراقبة أحدا لمخازنه.
ثم ولّى اهتمامه لذلك المراقب لحديثهما بتركيز كبير متتظرا أوامر رب عمله:
-وأنتَ!، اجعل عيون رجالك عليه من بعيد حتى لا يشعر بمراقبتنا له.
أجابه "سعد" بطاعة مع ثبات ملامحه الجادة:
-اعتبره كأنه حصل؟، فرجالي يراقبون خط سير الشحنات منذ خروجها من الميناء إلى أن وصلت لمخازنه، في انتظار تعليماتك الجديدة يابِك.
-لقد أثبت "سعد" في فترة قصيرة ولاؤك بالتزامك وكتمانك لأسرارنا.
قالها "راجي" بصوته الخمسيني الخشن، فأسرع" سعد" يبلغه ممتنا:
-روحي فداك يابك!
أسرع "راجي" يولي اهتمامه لمساعده "صفوان" يسأله عن أمور شركته وخط سيرها:
- ماذا عن أمر ذلك الطبيب؟، هل شك أي شخصٍ في أمر موته؟
ابتسم "صفوان" بمكرٍ ينطلق من عينيه كالشرر يبلغه بثقة:
-لم نترك أثر خلفنا فالتخلص منه كان بالأمر السهل.
قبل أن يبلغه راجي بالتعليمات الجديدة قطع استرسالهم في الحديث رنين هاتفه الخاص ليكتشف سريعا أنها ابنته الوحيدة "ندا" فأشار بيده بحركة صامتة فهمها كلا من "سعد" و"صفوان" فانصرفا بصمتٍ بهدف إكمال مهَامهما المسندة إليهما بطاعة عمياء، انتظر "راجي" لحظة حتى اطمئن لخلو المكان إلا منه هو ليتلبس جسده روحها الأبوي، ليسرع في إجابة فلذة كبده الوحيدة بنبرة صادقة محببة:
-قرة عين أبيها، أنا تحت الأمر والطاعة.
x x xx ************
تضاربت الأفكار برأسها، دارت بدوامتها بدون هوادة، ظلت شاردة فيما أبلغها به بأعصاب محترقة وفضولٍ قاتل مانعة نفسها بصعوبةx أكثر من مرة لاقتحام مكتبه لسؤاله عما يقصده من طلبه الأخير، هل يعقل أن ينوي التخلي عنها والاستعانة بغيرها؟، وقع قلبها صريعا عندما وصله ندائه الرسمي باسمها، لم تشعر بنفسها إلا وهي تقفز من فوق مقعدها ارتباكا، محدثة نفسها بقلق: ها قد عاد للألقاب مرة أخرى، هذا لا يبشر بالخير أبدا.
-سيدة "زينب"!!
كان ذلك ندائه لها يتعجلها بملل، فأسرعت تجيبه مع تحركها:
-ها أنا آتية.
خطت بقدمين هلاميتين داخل حجرته بتردد، كانت تتوقع أن تجده منهمكا في عمله أمام حاسوبه كعادته، ولكنها تفاجأ بثبات خاصتيه عليها منذ ولوجها يتفحص كل خلجاتها بفضولٍ أحرقها، أما عنه فاستمر متكئا بمرفقيه فوق مكتبه ضاما لقبضتيه، مستندا بذقنه لهما، مضيقا لعينيه يتفحصها بحيرة من أمرها، فهو حتى الآن لم تبرد ناره منها كيف تتخاذل أمام ذلك الوضيع، إلا واذا لازالت على...!، قطع تفحصه سؤالها المتوتر من مراقبته لتفاصيلها بذلك الهدوء المحرق للأعصاب:
-لقد طلبتني!
ظل على وضعه لدقائق لم يتحرك قيد أنملة مما ضرب القلق بقلبها أكثر وما زاد من ارتعابها وأكد ظنها بتسريحها من العمل واستبدالها بأخرى:
-هل قمت بإنهاء ما طلبته منك، سيدة "زينب" ؟!
ابتلعت ريقها حرجا من تلقيبها مرة أخري، هل أخطأت لتلك الدرجة عندما رفضت مساعدته لها؟!، تحرك من خلف مكتبه بخطوات متزنة عندما لاحظ شرودها، فأسرع بطرقة إصبعيه أمام وجهها ليجذب انتباهها له، فرفعت نظرها لوجهه ببلاهة ليجذب انتباهها ذلك الجرح الناتئ بأنفه فعضت على شفتيها تحمل نفسها الذنب عما طاله من أذى، فأسرع يسألها بتلاعب في نبرة صوته:
-فيمَ شاردة سيدة "زينب"؟، هل يمكنني أن أعرف؟
-هااا؟!
حاول إظهار صلابته بقوة إلا أن وضعها المضطرب جعل قلبه يرق لحالها، فحارب ألا يظهر ابتسامته الذي لملمها سريعا حتى لا تكتشف تلاعبه بها ومشاكسته، مع رفع حاجبه الأيمن بطريقة جادة، وأردف بجدية متلاعبة:
-سألتك ولم تجيبي، كان لدي فضول أن أعرف بما تفكرين.
-أحم، أنا!، لا شيء مهم.
-جيد جدا، إذن أين صيغة الاعلان الذي سنرسله للجريدة الخاص بالموظفة الجديدة المطلوبة؟
رفعت أناملها تضبط وضعية نقابها متهربة من مراقبته، تجيبه بصوت هامس:
-لقد، لقد، لم أعرف المؤهل المطلوب ذكره بالاعلان.
انحنى برأسه يحاصر عينيها المتهربتين يقبض عليهما يسألها بمرواغة:
-ولمَ لم تسأليني؟، إن كنت لا تعلمين!
-خشيت أن أعطلك عن عملك بسؤالي.
ظل ينظر لعينيها برهة من الوقت ولكنها وجدته يبتسم فجأة لها مع قربة الذي يطلق جميع صفارات الانذار بعقلها فتراجعت برأسها للخلف تبعد وجهها عنه بتوتر، تخبره بتوتر:
-عدي!،x أقصد سيد "عدي"، هل يمكنك الابتعاد قليلا.
زاد من اقتربه؛ ليزيد من توترها الذي يعجبه بها:
-ولكنني سعيد بهذا القرب.
-عُدددي!!!
صرخت بوجهه معترضة على تجاوزه الجديد معها، فأردف يلمح بما يعتريه من شوقٍ:
-غريب الأطوار يريد أن يقول أنه قُتل اشتياقا في انتظار عودة خفيفة الظلِّ لعملها، فهل له من وصالها؟!
x x
x x x xx ***********


xx صرخت بوجهه معترضة على تجاوزه الجديد معها، فأردف يلمح بما يعتريه من شوقٍ:
-غريب الأطوار يريد أن يقول أنه قُتل اشتياقا في انتظار عودة خفيفة الظلِّ لعملها، فهل له من وصالها؟!x x x x xx
-استاذ "عدي"، "عدي" بك!
انتشلته من شروده في خيالاته الحالمة بنداءاتها المتكررة، فأغمض عينيه بقوة يحاول تمالك وتقييد عفريته العابث الذي يحثه الآن للجنون وتنفيذ كل ما تخيلهx في تلك اللحظة الجنونية العابثة وأكثر، ثم تحرك من مجلسه حتى وقف أمامها بوجهٍ جاد يسألها بصوت متزن:
-ألم أطلب منك من قبل بمناداتي باسمي فقط بدون ألقاب، "زينب" ؟!
ثم أشار لها للمقعد يدعوها برجاءٍ شعرت به بنبرته:
-هل يمكننا التكلم قليلا؟، أرغب في أخذ رأيك بأمرٍ هام.
لبت دعوته سريعا كم تشعر بالراحة من تواجده بجوارها دائما حتى لو كان تواجدا صامتا، جلست أمام مكتبه وعقلها يدفعها لسؤاله بفضول لم يطلب موظفة جديدة تخشى من إجابته، فسمعته يتنحنح يحاول اختيار كلماته بلباقة:
-"زينب" أريد مصارحتك بأمر هام ولكن قبل تلك المصارحة أريد أن ألقي عليك سؤالا هاما، إجابته هامة بالنسبة لي، هل يمكنني ذلك؟
هزت رأسها سريعا بالموافقة تجيبه:
-لكَ ذلك!
-تعلمين معزتك أنتِ وأبنائك بالنسبة لي، فمنذ اللحظة الأولى التي وقعت عيني عليك فيها أنت والأولاد، أشعر بمسئولية كبيرة بعنقي اتجاهكم، كأنني أعرفكم منذ زمن.
أحنت رأسها تنظر لأناملها الباردة بارتباك من تلك العاطفة التي اندفعت بوجهها بدون تمهيد فأردفت بامتنان بالغ لشعوره الراقي:
-هذا شعور لطيف منك، فأنت إنسان تستحق كل خيرٍ، فالأولاد أيضا يبادلوك نفس الشعور، ولكن الحقيقة... !
هز رأسه بانتشاء لمبادلتها الحديث بتلك الأريحية البسيطة بدون تكلف معه، فحثها لتكمل:
-الحقيقة!، اكملي فأنا أسمعك.
أشاحت بوجهها مبتعدة عن مرمى عينيه المراقبة تجيبه ببساطة:
-الحقيقة لقد تعجبت من موقف "زيد" مع والده، لقد اندفع يدافع عنك ببسالة رغم شخصيته الانطوائية إلا أن هذا الموقف يدل على حبه الصامت لك.
ضحكت ضحكة متحسرة قصيرة تتابع قولها:
-وأيضا صغيرتي"حور" كانت متشبثة بذراعيك.
انحنى للأمام يريح مرفقيه فوق ساقيه بسعادة من ملاحظاتها النفيسة، فداعبها بكلماته البسيطة:
-هذا رأي "زيد" و"حور" تبقى ثلاثة أشخاص لم أعرف رأيهم بعد!
-تقصد "عمر" و"شهد"؟
ركز في عينيها التي ألتقتا بخاصتيه، ليبلغها بحرص خوفا من رد فعلها:
-و"زينب"!، لقد نسيتي أمرها.
رفعت أناملها تضبط وضعية نقابها تخفي توترها وارتباكها من تلاعبه بها تعتذر منه:
آسفة جدا، أعلم أنني خذلتك بموقفي، ولكن أنا أكيدة من تفهمك لموقفي، لم أرغب بإشعال الأمر أكثر من ذلك.
زم شفتيه بشدة يحاول تمالك غيظه من تلك الذكري التي تشعل صدره، فاندفع يجيبها ببعض الحدة:
-متفهم جدا موقفك وخوفك، ولكن لا أتفهم ابدا ضعفك "زينب"، الضعف الذي لم أراه من قبل عليك، هذا ما ألمني أن تسمحي له بالخوض في سمعتك وعرضك، إنه لا يستحق مثل هذا الضعف.
حرقتها عبراتها رافضة تحررها من محبسها فأحنت رأسها ضعفا أمام عباراته الساحرة المتفهمة، وأجابته بخجل من موقفها وضعفها:
-أبنائي هم ضعفي الوحيد.
طعنة مزقت أوتار قلبه عندما لمح ذلك البريق اللامع الذي يوشي له ضعفها، انتفض من مجلسه يسرق تلك المسافة الفاصلة بينهما لتقف بالتبعية تواجهه بانهزام تملك من روحها، ظل لبرهة يتمتع بذلك القرب يحثه ذلك العابث بالتهور، ولكنه بقي على تعقله معها خوفا عليها محافظا، رفع رأسها المنحني بطرف سبابته لتنظر له مشدوهة من تصرفه، يخبرها بصوت يتمزق من الألم على حالها:
-أبناؤكِ مصدر قوةٍ وليس ضعفا!
تبع تصرفه تصرفا أهوجا عندما وجدته يمسح دمعة معلقة بطرف عينيها بإبهامه، يخبرها بصدقٍ:
-تلك الدموع غالية، فلا تستهلكيها من أجل ذلك الخسيس منعدم الرجولة.
صدمت من فعلته المتجاوزة فأسرعت بإشاحة وجهها عن مرمى يده مما جعله يسرع في خفضها مقبضة بجانبه بقوة، أنقذه رنين هاتفه الخاصx ليسرع باقتراب من مكتبه ينتشله بابتسامة وقورة يطلب منها مغيرا ماحدث منذ لحظات:
-لقد نسيتي قهوتي اليوم هل يمكنك إعدادها من يديك؟
هزت رأسها ملبية طلبه ولكنه أصرّ على مشاغبتها قبل خروجها:
-لاتنسِ إعداد قدحا لك، ستندمين إن لم تتذوقيها "زينب".
-مستحيييل!
نطقت بكلمتها لتختفي بعدها تحاول لملمت أعصابها المنهارة خلف قناع الثبات، تاركة خلفها ذلك الهائم على وجهه عشقا بكل تفاصيلها المخفية خلف رداء حشمتها، يردد بين أنفاسه العاشقة:
-المستحيل هو ابتعادك "زينب"!
x x x x ***********
طالت نوبة انفصالها عن واقعها فترة طويلة ليتها تقدر على التحكم في ما حولها أكثر من ذلك، ليتها تسقط بنوبة إغماء بدون عودة؛ لما توفره لها من راحة تنشدها -تفتقرها- بعالمها الحقيقي، على الأقل تحظى برؤيته متجسدا أمامها، تفوز بلمسه، تشبع عينيها المحرومتين الجائعتين من محياه، ليتها تستطيع مرافقته في لحده؛ ليصبحا معا كما كانت بدنياها، اذا كان سرق روحها بموته وقُتلت، فلا فائدة من وجود جسدها بدون روحٍ، انتقل ملمس بارد فوق وجنتها يتابع تربيتة بخفة حانية -متتابعة- مع سماع صوت محبب لها باسمها، ظل الصوت يكرر ندائه بلهفة:
-"هنا" "هنا" ، حبيتي!
رفرفت بعينيها في محاولة مضنية للعودة لواقعها رغم رفضها الداخلي لذلك، حتى نجحت في ضبط اتزانها ليواجهها وجه "جميلة" الوقور بابتسامة زينت ملامحها، لتبلغها الأخرى بحبور:
-لقد رعبتني عليك، عندما لم تفيقي سريعا.
ظلت ترفرف بأهدابها الطويلة في محاولة ترجمة أحرف كلمات "جميلة" بصعوبة، لا تعرف سبب وجودها أو سببا حقيقيا لما تتحدث عنه من عدم استجابتها في الاستيقاظ، انبعجت ملامحها عندما سمعتها تخبرها بكلماتها العفوية عن ارتعابها الدخلي:
-لقد قلقت عليك عندما ابلغني "مروان" أنك فقدتي وعيك مرة أخرى، وأنه فشل في إفاقتك، هل تشعرين بأي شيءٍ بنيتي؟ لقد كان مرتعبا عليك!
تابعت "جميلة" تتفحصها بأعينيها تشملها بنظراتها تحاول طرد شكوكها التي تراودها عن سبب هزلها وفقدها للوعي مرات عدة، فبادرت "هنا" تستفسر بجهل تملكها وهي تدلك رأسها بتأوهٍ مكتوم مع محاولتها استيعاب كلماتها عن فقدانها لوعيها، لتقع نظراتها على محتويات الحجرة الغريبة عليها، ظلت تلتفت حولها بخوف ضرب قلبها من تواجدها في غرفة "مروان" الخاصة فوق فراشه، أقشعر بدنها لتلك الخاطرة لمجرد أنها تخيلت جسدها ملامسا لمكان نومه، لتسألها بصوت خرج متحشرجا مع محاولاتها لإخفاء اشمئزازها لتلك الخاطرة:
-لمَ أنا هنا؟، ماذا حدث بالضبط؟
ربتت "جميلة" فوق كتفها عندما استقامت بجذعها في محاولة ترك ذلك الفراش المنفر لها وهي تسألها بشكلٍ متواري:
-هل أنتِ، تشعرين بآلام بالمعدة؟، أقصد هل تشعرين بدوار مثلا؟
-قليلا!
لم تفهم "هنا" ما تقصده من أسئلتها المرتبكة، لتباغتها الأخرى بسؤالٍ أوضح هدفها من أسئلتها السابقة:
-ما موعد آخر دورة شهرية لك؟
نظرت لها "هنا" بفيهٍ منفرج دهشة من سؤالها، وأسرعت ترفرف بأهدابها بعصبية تجيبها:
-أنا!، لم...،لا أتذكر...، آخر موعد لها!
انتفضا كلا من "هنا" الذاهلة وذلك المختلس للسمع من خلف الباب حتى سقط فوق قميصه قهوته الساخنة عندما باغته صوت زغازيد والدته من الداخل، ظل ينفض السائل البني عن قميصه بضيق متعجبا مما صدر من والدته، فانفتح الباب فجأة لتظهر والدته من خلفه بوجهٍ محتقن بالدماء لتُفاجأه برفع يدها تغطي فمها؛ لتطلق زغرودة طويلة تملأ الكثير من الأمل بعد يأسٍ، الكثير من الفرح بعد حزن، فأسرع يسألها بريبة:
-ماذا حدث؟!
سقط ما تبقى من قهوته مرة أخرى ليكمل اللوحة الناقصة عندما جذبته لاحضانه بفرحه:
-كل خير، خير إن شاء الله؟
وقع بصره وهو بين أحضان أمه على تلك المصدومة تبادله النظر بارتباك واضح، فابتعد عن مرمى أحضان الأخرى يستوضح ما يجهله:
-ماذا تقصدين؟، لم أفهم!
-اتمنى أن ما أشك به يكون صحيحا؟، ولكني لن أتاكد إلا بعد ذهابنا للطبية بنفسي، أريد سماع البشرى بأذنيّ.
رفع حاجبة باسترابة من حديثها ليلتفت ينظر للأخرى التي بدأت في التحرك لتنضم لحديثهما بوجه محتقن خجلا، تخبرها بعض التردد:
-أمي، ما تفكري فيه ليس بالصحيح، أقصد أنني،...
قاطعتها "جميلة" بالربت فوق كتفها تخفف عنها خجلها هكذا ظنت:
-لا تحملين أي همٍ، غدا إن شاء الله سأصطحبك لطبية نسائية أعرفها، وحتى نتأكد عليك أن ترتاحي من أجل حفيدي المنتظر.
ابتلع "مروان" غصة مسننة فصدر عنه نظرة ل"هنا" المتخبطة من أمرها، لا يعلم ما أخبرت به لوالدته حتى تظن تلك الظنون رفع كفه يحك عنقه بضيقٍ، فسمع والدته توصيه بكلمات مستهلكة يفرضه الموقف:
-وأنت لا ترهقها حتى تأتينا البشرى، سأهبط الآن لأعد لها الطعام، وخلال ذلك أذهب لاحضار كوبا من الحليب الساخن ليساعدها على طرد الدوار واستعادة قوتها.
وقف يرمق الأخرى بنظرات مشتعلة لأي هدف تريد أن تصل بتلاعبها، ولكنه استعاد تركيزه لوالدته عندما ألحت عليه بطلبها وهي مستاءة من عدم تلبية لطلبها:
-ماذا قلت لك؟، هيّا أسرع!
لبّى طلب والدته بصمتx وانسحب للداخل يفكر، هل بالفعل مما يظن بها من التلاعب؟، وإلى متى عليه الصبر على حياته؟، وصله إغلاق باب شقته ليستنتج انصراف والدته لإتمام مهاما
، دفع قدميه خارجا من المطبخ يبحث بعينيه بأركان البيت بغيظ يتقلب بصدره ويتأجج، مناديا عليها بصوت جاهوري ناقم:
-"هنا"!، هناااااا، أريد التحدث معك حااالا!
بحث عنها بحجرته فلم يعثر عليها، اتجه لحجرة الأطفالx المغلقة التي تتخذها واندفع يفتح الباب يبحث عنها ليتفاجأ بخلوها منها أيضا، ضيق عينيه بريبة من عدم عثوره عليها، أطلق زفرة قوية، لا يعلم هل هبطت مع والدته؟، لكنها بملابسها البيتية لم يسعها الوقت لتبديل ملابسها، اندفع خارجا وليبحث عنها ولكنه ثبت مكانه عندما لمح شيئا يظهر من أسفل الفراش، ضيق عينيه ليتأكد مما رآه، واقترب خطوتين ينحني بجذعه ينتشل بين أنامله مايظهر من أسفل الفراش، ابتسامة خبيثة زينت ثغره بصورة مخيفة مع رفع حاجبه بمكر، ليلف ذلك الشئ المبهم حول سبابته مع جذبه بقوة له، تزامنا مع صرخة متألمة أنثوية صدرت منها، ليسرع برفع شرشف الفراش حتى تظهر من تحته ممسكة رأسها تألما من جذبه لخصلاتها، ويسألها بانتشاء لرؤية ألمها:
-ماذا تفعلين أسفل الفراش؟، ألم تسمعي ندائي المتكرر عليكِ؟
-ليس لك شأن، اترك شعري!
قالتها بصوتٍ هادئ استفزه، ليسرع في لفه حول كفه بغيظٍ حتى يقصر المسافة بينهمَا، يأمرها بصرامة لا تقبل النقاش:
-أخرجي من أسفل الفراش وإلا أقسم لك لأنزعه من رأسك، فتصيرين صلعاء بدلا من تباهيك بشعر الساحرة الشريرة هذا!
أمسكت كف يده الملتف حوله خصلاتها تحاول تحرير خصلاتها بروح ثائرة رافضة فعلته معها، وراحت ترفض تلبية أوامره بتمرد:
-لا أريد الحديث معك مطلقا، اتركني لحالي، هل الشخص لا يجد خلوته مع نفسه مطلقا في ذلك البيت.
رفع حاجبه ساخرا من لهجتها المتمردة الذي طالما كان يراها مع شقيقه، فعلق مستهزئا:
-خلوة؟، لكِ؟!، أسفل الفراش؟!
تلبس وجها جادا لا يقبل المزاح، ليلقي عليها باقي كلماته السامة:
-يبدو أنك أصابك الجنون، يجب علينا إلقائك بمصحة لترافقي المجانين أمثالك.
-سيكون أفضل لي معاشرة المجانين عن معاشرة الحقراء أمثالك.
صفعته بكلماتها بسوطٍ مشتعل ترك آثاره بنفسه، فاندفع يجذبها بقوة من خصلاتها في محاولة منه إخراجها عنوة من أسفل الفراش تزامنا مع صرخاته بأن يتركها، فصرخ بوجهه بشرٍ مستعر:
-ترغبين برؤية تصرفات الحقراء، حسنا "هنا" لك ذلك!
ظل يسحبها فوق الأرضية ساحبا إياها من شعرها، ظلت تقاومه بروح ثائرة منتفضة تغرز أظافرها بقبضته مما ترك أثار دامية بجلده، حررها ملقيا إياها بعنفٍ ثم جثى بجسده فوقها يحاصرها مقيدا حركاتها قابضا على كفيها فوق رأسها في محاولة منه كسر تمردها بل كسر شوكتها معه، يكمل كلماته السامة بوجهها:
-بماذا أبلغت أمي؟، إلى أي شيءٍ تخططين؟
-لم أبلغها بشيء، ماذا تقصد، ابتعد لا تلمسني!
قرب وجهه من وجهها فلفحتها انفاسه الحارقة كنار جهنم، فنأت بوجهها بعيدا عنه، لقد زادها ذلك اشمئزازا من قربه، فهي لا تطيق مجرد تلامسه حتى أثناء نهرها، فما بالك بذلك القرب الذي ساعد على تقلب عصارة معدتها مهددة بالتحرر من محبسها:
-ابتعد، ابتعد لا تلمسني!
استهزأ بموقفها منه، بالأمس تنام بفراشه واليوم تتأفأف من قربه، أي خطة تحاول حيكها وغزلها حوله، هل تتوقع تعاطفا وتأثرا؟، فاندفع يبثق كلماته بوجهها بغيظ مستبد بقلبه مما جعلها تغمض عينيها بقوة:
-لن أحررك، إلا بعد أن تصارحيني، لأي شيء تخططين، هل ستعلم بحملك من نفسها مؤكد أنك أبلغتيها بذلك.
-قولت لك، ابتتتعد!
اقترب أكثر من مرمى وجهها عندما وصله ضيقهاx الواضح من ذلك القرب، فهو يستلذ بتعذيبها ومعاناتها، ليهمس بتلاعب خبيث ظهر في نبرته:
-أليس هذا ما تخططين له؟!، بالبداية تتجولين بالمكان بكل إريحية وملابسك المكشوفة أمامي، لينتهي وضعك بنومك بفراشي لإغرائي، وإبلاغ أمي بحملك.لأي مصيبة تخططين، "هنااا"!
- مجنون!، كاذب كااااذب، ستظل حقيرا وضيعا، ابتعد عني، أكرهك بشدة!
قبض على رسغيها بكف واحد فيزيد من ضيقها بتلاعبه بخصلاتها المبعثرة فوق وجهها وعنقها بيده الحرة في محاولة منه معاقبتها على ما تلفظت بحقه:
-أنا مجنون، وحقير! حسنا، حسنا، ليس على المجنونِ حرج، فإن كنت تخططين بإبلاغ أمي بحملك فلا بأس أن نجعله حملا حقيقيا يسعدان به كثيرا، عزيزتي!

نهاية الفصل العاشر
منتظرة آراءكم


وسام الأشقر غير متواجد حالياً  
قديم 19-06-21, 09:09 PM   #45

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الحادي عشر

الفصل الحادي عشر
~~~~~~~~~~~


(بروحي فتاة بالعفاف تجملت000)


دفن أنفه بنحرها يمرر شفتيها ببطء قاتل صعودا وهبوطا، وقد غاب عقله واتزانه في لحظتها على أثر قربها المهلك، وكلما زاد من تجاوزه زاد نحيبها الصامت وهذا يسبب له انتشاء غريبا برؤيتها تعاني فسمعها تهمس من بين شهقاتها الخافتة:
-ارجوك، ابتعد، ابتعد "مروان" سأتقيأ!
-الآن تترجيني لأتركك، هل أنت سعيدة الآن لأنك اختبرتي جنوني.
زاد من لثم عنقها بعقلٍ مغيب لا يستمع إلا لنفسه العابثة المعاقبة لها؛ حتى لا تأخذه الشفقة بها، فسمعها تخبره مع سعالها وظهور صوت حشرجتها مما جعله يحررها على الفور رعبا:
-سأت.. قي.. أ!
ابتعد عنها بسرعة محررا إياها ليجدها تنكمش على جانبها الأيمن محيطة خصرها بذراعيها بقوة مع خروج أنين مكتوم منها، ظل ثابتا بجوارها يراقب حالتها بصدر لاهث وجسد متعرق لا يعلم هل هي تحيك التمثيل أم بالفعل تعاني من أمر ما لا يعلمه؟، اقتربx منها ينظر لظهرها بتوتر ليلاحظ بالفعل مدى نحافتها وهذلها التي أضحت عليه مؤخرا، فاقترب يلملم خصلاتها الطويلة من فوق وجهها باهتمام، ليجدها تضغط بقوة على عينيها وتطبق على شفتيها بشدة تحارب أمر يجهله، ربت على رأسها بحنان تعجبت منه للحظة وخدعها لينه معها وتعاطفه:
-"هنا" !، بماذا تشعرين؟ هل ت...
قطعت استرساله برجاء يشوبه الضيق والاشمئزاز :
-لا تلمسني، لاتلمس...
لم تكمل كلماتها ليشاهدها تميل بنفسها تدفع بما بجوفها بقوة تألمت على أثرها وزاد أنينها خلال تدفق ذلك السائل، ازدادت وتيرة تنفسه وارتعش جسده فاقترب أكثر يحاول التخفيف عنها حالتها، تشبث بكتفها بإصرار يسألها بحذر وهو يحاول أن يلملم خصلاتها الطويلة بعيدا عن تقيأها:
-ماذا حدث لك، هل تشعرين بأي ألم؟
لم تجبه وزادت من أنينها المكتوم، فأسرع يخفف حدة الموقف:
-حسنا!، حسنا!، اهدئي قليلا حتى لا تتقيأي مرة أخرى.
ظن أنها لن تهتم لإجابته ولكنها فاجأته بهز رأسها بالموافقة باستسلام غريب، فأسرع يتحرك من جوارها صوب الحمام مهرولا،x فتشعر به يعود بعد دقائق قليلة ممسكا بين يديه منشفة مبللة، ثم أمسكها من كتفيها بإصرار يسطحها أرضا على ظهرها لتواجهه بعينينx ذابلتين تملك منهما المرض، أمسك بمنشفته المبللة يمسح وجهها مزيلا آثار التقيؤ من وجهها ومقدمة ملابسها البيتية حتى نجح في تنظيفها نوعا ما، فأمرها بخشونة:
-عليك الاغتسال وتنظيف نفسك، وتدفئة حالك يبدو أنك أصابك البرد بسبب ملابسك الخفيفة ليلة أمس.
عندما لاحظ استسلامها وصمتها تشجع ليساعدها فامسكها برفقٍ يساعدها على الوقوف وبعد أن نجح في مهمته تفاجأ بانتشال نفسها بعيدا عن ملمسه قائلة ببعض الجفاء:
-استطيع الذهاب لحالي!
ابتلع ريقه توترا من تحولها المفاجئ لذلك الجفاء والقوة، فهي لديها القدرة على التحول والتقلب بأكثر من وجهٍ، آثر الصمت حتى لايسمعها أقذع الألفاظ لتختفي خلف باب الحمام مغلقة إياه كعادتها بالمزلاج من الداخل مادام متواجدا معها بنفس المكان، ولكن من الغريب أن حركتها تلك المرة لم تثر ضيقه، هل اعتاد بالفعل على طباعها وحفظ خطوطها؟، اخفض نظره لقميصه ليشاهد تلك البقعة التي تزين صدره أثر سكب قهوته فوق ملابسه، فهمس لحاله ساخرا: ستجنx "جميلة" يوماx إن لم أأت لها بحفيدٍ!
لفته منه جهة الباب عندما وصله صوت انهمار المياه القوي من الداخل؛ ليتأكد وقتها أنها على غير عادتها نفذت نصيحته العابرة، حرك نفسه يلقي بنفسه فوق أقرب أريكة بإرهاقٍ تملكه، فبحث سريعا عن سجائره بجيوبه وأشعل سيجارته بنهمٍ لعلها تهدئ انفعالاته قليلا، سحب هاتفه الخاص يدقق في الوقت ليكتشف أن موعد عمله قد فاته، زفر بضيق تملكه من تصوره أنها سببا رئيسيا في تغيبه اليوم، مرّ بعض الوقت يحاول الانصات لصوت انهمار المياه ليكتشف توقفه منذ مدة وعدم خروجها من الداخل، هذا مادفعه للتحرك ينصت السمع أكثر من خلف الباب الحاجز بينهما وعندما ضربه السكون القاتل أسرع في الطرق ببعض التردد طرقتان مناديا:
-هل انتهيت؟
انتظر قليلا أن تجيبه ولكن وصله الصمت مرة أخرى؛ مما جعله يطرقه بقوة خوفا من أن تكون فقدت وعيها بالداخل:
-"هنا"، "هنا"!
-أنا بخير!، هل يمكنك أن تبتعد وتترك البيت وتهبط للأسفل؟!
رفع حاجبه بتحدي وغيظ من طلبها، قائلا:
-ولمَ أترك بيتي إن شاء الله ياست الحسن؟!
-أريد الخروج وأنتَ تمنعني عن ذلك أيها الغبي!
اجابته بحنقٍ من بروده ووقاحته، فأسرع يزيد اشتعالها بعباراته مهددا:
-أقسم لك سأدخل الآن أكسر عظامك وقطع لسانك الطويل إن لم تتوقفي عن وقاحتك تلك، وحتى أريح ساحرتنا الشريرة فأنا لن أتحرك من بيتي لمجرد أن هذا ما تريدينه!
بالداخل أراحت جسدها الهذيل على حافة المغطس وهي تلملم تلك المنشفة المبتلة التي تستر بها جسدها المنتفض، فعندما اندفعت تحت انهمار المياه نست أمر ملابسها، ويصعب عليها ارتداء منامتها المتسخة بالتقيؤ نظرت لأناملها الطويلة فوقع نظرها فوق محبس زواجها من "مصطفى" فهي لم تتخلّ عنه من لحظة ارتدائها إياه، حرقة ضربت جوزتيها بحسرة فمنذ أن كتب عليها الحياة تعيش في دائرة الفقد والحرمان منذ اللحظة الأولى كأن القدر يعاقبها على تواجدها بتلك الحياة، رفعت طرف أناملها تمسح عبرة هاربة من محبسها برقة تشحذ قوتها بها، فيجب عليها عدم الاستسلام والمثابرة في طريقٍ كُتب عليها، انتشلها عنوة من شرودها عندما عاجلها بطرقات متتابعة تنم عن ضيق صاحبها مع وصول صوته الأجش المميز الجاهوري:
-هل ستنامين بالداخل؟، أمي على وشك الصعود يا ساحرة المجرة!
-ملابسي نسيتها بالحجرة، لذا طلبت منك الخروج، الآن فهمت أم لم تفهم كعادتك!
شعر بالحرج من تصريحها بذلك الأمر على غير عادته، فرفع كفه يحك خلف عنقه كحركة ملازمة له، مع تنحنه قائلا:
-حس.. حسنا!، سأجلب لك بعض الملابس.
، ولكن سرعان ما أكمل بفظاظة مقصودة حتى لا تفهم تراجعه عن موقفه ضعفا:
-ولكن اعلمي!، تراجعي هذا ليس استسلاما لطلباتك، فهمتي!
زفر بقوة ينفض حالة التوتر الدائرة دافعا نفسه لحجرتها وبدأ في البحث بين أرفف خزانتها على ملابس مناسبة تساعدها على التدفئة قليلا، أخذ البحث منه مدة لجهلة وتيهه من بين ملابسها، وعندما وصل أخيرا لملابس مناسبة مكونة من بنطال ثقيل وسترته سقط شيء ما قبل غلقه للخزانة، انحنى يلتقط تلك الصورة الفوتوغرافية وظل ينظر لها مشدوها كأن الزمن عاد به للوراء عدة أعوام اهتزت حقدتيه بتوتر واضح وهو يلم تفاصيلها بدقةٍ، أغمض عينيه بقوة يحاول إعادة صلابته الصخرية التي لا تخترق، أسرع يخفي تلك الصورة بجيب بنطاله عندما استمع لرنين الباب وأسرع يتجه لتلك الحبيسة داخل حمامها يطرق الباب مرة أخرى على تعجل منه:
-"هنا" ها هي الملابس سأتركها أرضا، يمكنك أخذها عندما أنصرف، ولكن اسرعي فأمي بالخارج.
تحرك صوب الباب يفتحه ليظهر والدته حاملة بين ذراعيها حاملا فوقه العديد من الصحون الممتلئ بالطعام وبوجهها البشوش تسأله وهي تريح ما بيدها فوق المائدة :
-كيف حالها الآن؟
هز رأسه متهربا من مواجهة والدته، يجيبه باختصار قصده:
-بخير!
ربتت فوق صدره بحنان أمومي يتبعها دعواتها الخالصة:
-لا حرمني الله منك ولا من ذريتك ابدا.
تنحنح ارتباك وقد رأى من المناسب أن يصارحها ولا يخدعها أكثر من ذلك حتى لا تبن أحلاما فوق أمواج السراب:
-أمي، تعرفين أنني أتمنى رضائك وأسعادك أنت ووالدي، ولكن أود أن أصارحك بشيءٍ مهم، "هنا" ليست حامل أمي، أعلم أنك تتمنين ذلك ولكن أعذريني فأنا لم أستطع فعلها، لم أستطع!
شهقة تبعتها لطمة فوق صدرها غير مستوعبة ما يلمح به ولدها الوحيد، فأسرعا كلاهما ينظر لتلك الثابتة من بعيد تراقب حوارهما بوجهٍ متغضن بالحمرة مما يصرح به، فأسرعت والدته تستفسر برعب عما يقصده:
-ماذا تقصد بلم استطع فعلها؟، ماذا تقصد "مروان" بهذا؟!
انحنى برأسه خزيا كيف يشرح لها ما بداخله من تخبط؟، كيف يقربها بعد.. بعد..؟!
انصرف من أمامهما تودعه نظراتهما مختلفة المشاعر، هيات بين مشاعرها الناقمة ومشاعر والدته في تلك اللحظة.
x x x x **************
(بروحي فتاةٌ بالعفاف تجملت
وفي خدها حبٌ من المسكِ قد نبت
وقد ضاع عقلي
، وقد ضاع رشدي مذُ أقبلت)....
ظلت تنظر مشدوهة من كلمات تلك الأغنية المُرسلة لها على موقع الرسائل الأخضر ظلت على وضعها الثابت كتمثال فقد روحه بفمٍ منفرج وقلبٍ كالطفل يتقافز خلف كرته المطاطية ولم يلحق بها، هل يخصها بتلك الكلمات العاشقة؟، هل يقصدها هي بعبرات الغزل العفيف؟، منذ ما صدر منه بمكتبه من مسحه لعبراتها الفارة من خاصتيها وهي في تخبط كبير، هل ماتشعر به حقيقة؟ أيهتم بها ك"زينب" ويفكر في اتخاذها خليلة أم مجرد شفقة وتعاطف معها ومع أولادها؟، نظرت لأولادها المنهمكين في آداء واجباتهم المدرسية، تسأل نفسها؟، هل يمكن في يوم من الأيام أن تفكر في الزواج مرة أخرى؟، هل سيتقبلون الفكرة، بدخول رجل غريب عنهم بينهم، ولكن لايوجد رجلٌ يتحمل أبناء غيره، انتبهت لسؤال "شهد" المتذمر بضيقٍ:
-هل تستطيعين شرح تلك المعادلة لي، لقد سئمت منها؟، لا أفلح في حلها أبدا، يبدو سأحتاج معلما لتلك المادة.
أجابها "عمر" ساخرا مسببا غيظا لها:
-لأنكِ فاشلة دوما أيتها العبقرية.
-اخرس أيها الغبي الضعيف، وإلا قصصت لأمي ما يحدث.
انتبهت "زينب" لمشاجراتهما واسترعى انتباهها تهديد ابنتها المتواري، فأغلقت الهاتف سريعا محطمة أماني وأحلام من هو منتظر ردها على الطرف الآخر، وأسرعت تسأل "شهد" عن مقصدها:
-هل هناك أمر لا أعرفه؟!
تبادل "عمر" وشقيقته النظرات المرتبكة لينتفضا كلاهما على صرخاها بهما محذرة لهما:
-أقسم لكما إن لم أعرف الآن ما تخبيانه عني، لأطرق رأسكما ببعضكما كالبيض الفاسد، وهذا بعد أن استخدم سلاحي عليكما.
انهت كلماتها بإطاحة إحدى خفيها البيتي بالهواء حتى استقر بيدها. ابتلعت "شهد" ريقها تنظر ل"عمر" مترجية أن يسامحها على وشايتها به ليبادلها بنظرة رجاء بألا تفضح سره، فأردفت بتردد قائلة:
-ماذا أفعل الآن أنت تعلم جنون خفّها عندما تطيحه بوجهنا فآخر مرة لبس بوجهي كاد أن يصيني بارتجاج.
فأكملت بتردد عندما لاحظت الغضب المشتد بعيني والدتها:
-ما يحدث أنه أنه...
-إياكِ...!
نطق بها "عمر" مترجيا شقيقته، لتسرع "زينب" برفع خفها بوجهه مهددة إياه:
-اريد أن أعرف ما تخفيانه عني، الآن.
قبل أن تنطلق في تهديداتها مرة أخرى، أسرعت "شهد" تجيبها بصوت خافت:
-ما أخفيه عنك أنه يلعب بالكرة أمام المدرسة يوميا مع أصدقائه ويؤخرنا في العودة.
زفر "عمر" براحة وراح يبادلها نظرات الامتنان بأنها لم تفشِ سره، فسمع والدته توبخه على فعلته:
-ألم أنبهك من قبل؟، لعب الكرة بالطرقات ممنوع، وأيضا كيف تترك شقيقتك تنتظرك بالشارع حتي تنتهي، يجب عليك الخوف على أخوتك أكثر من ذلك.
تحرك "عمر" من مقعده يحيط خصرها بعاطفة حب ليس لا مثيل معتذرا منها:
-أعدك بألا أكررها مرة أخرى.
ضمته لصدرها تستمد قوتها من حبه وظلت تربت فوق رأسه تبثه الطمأنية، فصدرت غمزة من عين شقيقته له تطمئنه هي الأخرى أنها ستظل حامية تظلل عليه بحبها الذي لا ينفد، رنين هاتفها انتشلها وقد كانت يقينه من صاحبه، فأسرعت تفتح المكالمة وكادت أن تلقي تحيتها بخجلٍ ومن رسالته لتتفاجأx ب"زيد" يقطع تركيزها والمتابع لحوارهم بصمتٍ منذ البداية، وهو مستمر في كتابة واجبه بلا مبالاة كأنه يبلغهما بحالة الطقس، ما جعلهم يفرغون أفواههم ويتبعه صرخاتهم المستنكرة مما نبههم إليه:
-أمي!، "حور" تحركت من فوق ال(potty).
صرخ جميعهم بها في محاولة إثنائها عن العبث بمحتوياتها وهم يشاهدوها تقفز بسعادة لهم كأن ماتفعله شيء طبيعي، أغمضت "زينب" من قسوة المشهد ليتبعها قول "عمر" بأسى مصطنع:
-وَاااقرفاه!
رفعت "شهد" عينيها لأعلى بملل تختم قوله:
-علينا تنظيف المكان فالرائحة بدأت في الانتشار.
لم تدرك أنها أغلقت الهاتف بوجه "عدي" متناسية أمره، لتهمس لأطفالها بمكرٍ متلاعب:
-مَن منكم سيركض خلفها؛ ليمسك بها؟
صرخ ثلاثتهم رفضا:
-لاااااااا!

x x ************

(وقع في شرك العشق وانتهى الأمر)

-------------------------------
قبل قليل
------
وقف ينتظر ردها على ذلك المقطع كمراهقٍ يختبر لأول مرة ذلك الشعور، زفر بضيق طفولي عندما شاهد انسحابها من المحادثة، ظل يهمس لنفسه بتوعد لها: ياليتني أستطيع خنقك الآن.
قاطع همسه والدته المراقبة لتبدل أحواله وكأنها تشعر بوليدها وقلبه الذي وقع في شرك العشق وانتهى الأمر ولكن ياويلته على عناده وكبريائه ورأسه اليابس، فأردفت بأسلوبٍ متواري:
-ألم يَردّ عليك؟!
عقد حاحبيه متسائلا:
-مَن هو؟!
-مَن أرسلت له ولم يرد عليك، وجعلك تتميز غيظا من تجاهله لكَ!
ألقى بجسده المُثقل بالهموم فمررت له ثمرة البرتقال؛ ليتناولها منها، ويبدأ في تفريقها بذهنٍ شارد فانتبه على ملمس كفها الحاني فوق كتفه تحثه على البوح بدواخله الخفيّة
-لمَ لم تصارحها ليهدأ قلبك؟
رماها بنظرة متسائلة، فأسرعت تخبره صراحة:
-أنت تعلم أنني ألجأ للطرق المختصرة بعيدا عن الملتوية لذا سأخبرك بما يرفضه عقلك ويريح قلبك العاصي، أنت تحبها "عدي"، ولا بأس إن فكرتك بالأمر ببعض الجدية.
ظلا يتبدلان النظرات الصامتة يحاول تكذيب ما تذكره أمه قائلا بنكران:
-أي حب ؟فأنا لا أحب أحدا!
-إذا لم كل ذلك الاهتمام بها؟، "عدي" ! لا هناك داعي للهروب بما تشعر به، إلا إ
ذا كان هناك سببا أخر يمنعك من مصارحتها بحبك لا أعلمه.
مال بجذعه يريح بقايا ثمرته فوق الصحن المخصص لها متهربا من مواجهة والدته:
-حتى لو كما تذكرين فرضا أنني أحبها، هناك أمور تمنعي لمصارحتها بذلك.
صمتت تزن كلماته بفطنة منها، وسألته بحذر:
-هل السبب أولادها؟، كم كنت أتمنى ارتباطك بمن لم يسبق لها الزواج، ولكن..
انتفض على ذكرها لأطفالها مدافعا عن نفسه:
-ابدا ابدا، فأطفالها لم يسببوا أي مشكلة بالنسبة لي، ولكن أنا...
صمت عن الاسترسال ثم أكمل وهو يريح رأسه فوق ساقيها لتبدأ في تمشيط خصلاته الناعمة بأناملها:
-أنت تعلمين السبب أمي!
شعرت بأن كلمته مست أوتار قلبها المشدود فرفعت عينيها بتلقائية لتلك الصورة الفوتوغرافية التي تجمع ابنها بشقيقته التوأم وعلى وجههما ابتسامة يملكان بها العالم من حولهم، حرقتها عبراتها المهددة بالانطلاق على حال ابنها المتبقي، وأسرعت تواجهه بتعقل:
-هذا ليس سببا لتوقف سير حياتك كما يجب، ما مررت به قديما أنت وشقيقتك ابتلاء ستثابا عليه، وها أنت الآن بصحة طيبة لا تجعل وساوسك تسيطر عليك.
-خائفٌ بألا أكون جديرا بها وعلى قدر المسئولية المطلوبة.
ألقى برأسه فوق ساقي "سليمة" لتبدأ هي بالمسح فوق خصلاته الناعمة، ترقيه ببعض الآيات القرءانية تباركه بها، ليغمض عينيه مستمتعا للمساتها، فاخترق سمعه نبرتها قائلة:
-ورثت خصلات شعري السوداء، كم كنت أعشق تمشيطه لك ولشقيقتك وأنتما صغار، وكم أتتوق لتمشيط خصلات أبنائك "عدي".
مال على كفها يودعها قبلة عميقة بعد أن حررها من خصلاته، ثم أمتلك كفها أسفل وجنته كوسادة من نعام لا تضاهيها نعومة، مرددا بصدقٍ:
-لا حرمني الله منك أبدا يا"سليمة"، لكن اخبريني لم "روكا" نامت مبكرا هكذا؟
-لا تتهرب "عدي" وتغير مجرى حديثنا.
رفع رأسه ينظر لعينيها بحيرة من إصرارها ليندفع يسألها متعجبا:
-هل بالفعل موافقة على "زينب" رغم ظروفها؟
هزت رأسها ولم تتخل عن إبتسامتها المزينة لثغرها تجيبه برضا:
-ليس لها ذنب بما حدث في حياتها، إنه قضاء الله، وإذا كانت هي من تملك سعادتك بيدها، فلمَ لا؟!
مال يقبل كفيها قبلتين يبث فيهما كل عشقه لها، يتبعه قوله:
-لا حرمني الله منك أبدا.
ضحكت ضحكة خافتة، وهي تبلغه بمكرٍ محبب:
-ولا من حبيبة القلب "زينب".
حك أرنبة أنفه بارتباك وقد مس أوتار قلبه تلك الدعوة لتصدر عنها لحن رنان هزّ وجدانه، فاعتذر منها وهو ينأى عنها بهاتفه في محاولة منه إعادة الاتصال بها لعل نوبة شجاعة تفاجئه على حين غرة، ساقته قدميه لداخل شرفته وفوق أذنه يستمع لرنين الاتصال بترقب متشوقا لسماع لحن صوتها، ولم ينتظر كثيرا لينفتح المكالمة كطاقة ليلة القدر في تمامها، ويصله صوت صراخها هي وأولادها، مما أسقط قلبه بين قدميه ككرة تالفة تتقازفها الأقدام، فاندفع مناديا باسمها مترجيا أن تريحه من وساوس أفكار المتلاطمة:
-"زيننننب"!!
x x x x x xx **************.x x x x x x x x x x x x

استلقت فوق فراشها بعد أن اطمأنت على أحوال أولادها الصغار، ها هو يوم جديد انقضى كباقي أيامها، في استعدادٍلاستقبال يوما آخر بشمس جديدةx ورياح مختلفة على خلافها هي، هي من تظل "زينب" سواء أمس أو اليوم أو حتى غدا، ستبقى "زينب" الأم المكافحة -العاملة- من أجل أبنائها، أغمضت عينيها بصعوبة تحارب تلك العبرة الحبيسة -الفارة- من مقلتيها، تحارب ضعفها وانكسارها، تجولت بعقلها داخل حجرات ذكرياتها الحبيسة التي طالما وصدتها وأتمت إغلاقها بنجاح هروبا مما تخفيه خلف جدرانها المغلقة بإحكام، كانت وقتها مستغرقة في الحديث هاتفيا مع والدتها التي أشدت عليها المرض في الأونة الأخيرة وهي منهمكة في إعداد الطعام بمنزل والدة زوجها، فقالت بنبرة معاتبة:
-لم لم تخبريني بأنك ذهبت للطبيب أمس أمي؟، كان يجب أن أكون معك تلك الأيام لرعايتك قليلا.
بحركة خفيفة منها أراحت هاتفها بين كتفها وأذنها مانعة إياه من الانزلاق لتستطيع حمل قدر الملفوف التي قامت باعداده بين يدها بسهولة تريحة فوق الموقد بحذر لطهيه، تسألها باهتمام:
-و"خالد" لم لم يبلغني أمي، لي حديثا أخر معه لعدم إبلاغي بذلك.
رفعت كفها تحركه بحركة عشوائية فوق وجهها تحاول التخفيف من حرارة الجو قليلا مع متابعة طفليها "شهد" و"عمر" أثناء جلوسهما فوق الطاولة الصغيرة داخل المطبخ، وتابعت حديثها وهي تمسح فوق خصلات "شهد" التي لم تتجاوز من العمر السبع سنوات وقتها:
-الأولاد بخير والحمد لله ولكن الحمل في تلك الأجواء الحارة يرهقني كثيرا.
وصلها توبيخ والدتها بسبب التفكير في أمر الإنجاب مرة أخرى، فأسرعت مدافعة عن نفسها مبررة:
-ماذا كنت أفعل؟، وأنا استخدم كل الوسائل الاحتياطية، إنه رزق من عند الله، دعواتك أن يعينني الله على رعايتهم أمي!
صمتت تستمع لحديثها فأجابتها ببعض التذمر:
-لا، فحماتي ذهبتx للمباركة في خطبة ابنة جارتنا، وأنا أعد الطعامx وكدت انتهي من طهيه، ف"جاسم" سيعود في أجازة من جيشه اليوم، وطلبت مني إعداد أكثر من صنفٍ، فما أعددته يكفي المنطقة كاملة ويتبقى.
رفعت ظهر كفها تجفف قطرات العرق من فوق جبينها، لتنتفض فجأة عندما وصلها صوت حركة خافتة من خلفها مع صدوح صوت "شهد" و"عمر" :
-عمي "جاااسم".
ليضربها الارتباك وتسرع في إخفاء خصلاتها خلف وشاحها الحريري الساقط من فوق رأسها من صدمتها، أسرعت تنهي مكالمتها سريعا، مرحبةً بذلك الغائب بحبور حقيقي:
-حمدلله على سلامتك!، متى وصلت؟، لقد أخبرني "حسن" بأنك ستصل مساءً.
تحرك "جاسم" وفوق ثغره ابتسامة لم تفهمها وقتها:
-نعم وصلت باكرا فتلك المرة أردت جعلها مفاجأة لكم.
رفع "عمر" عينيه لعمّه وقد بهره زيه العسكري الغريب، فطلب منه برجاء طفولي:
-هل يمكنني ارتداء تلك القبعة؟
مال "جاسم" فوق رأسه يودعه قُبلة وعينيه مازلت معلقة على وجه زوجة أخيه المرتبكة، طالبا منه بأسلوب طفولي مناسبا له:
-لك ذلك!، ولكن بشرطٍ، اذهبا كلاكما لمشاهدة التلفاز بعيدا عن حرارة المطبخ.
جرى كلاهما بعد أن حصلا على هدفهما مفسحين المجال لعمهما، أبتلعت "زينب" ريقها ارتباكا من تصرف شقيق زوجها الغريب ولكنها لم تهتم، فأسرعت تبلغه وهي تهم بالرحيل متحججة:
-سأصعد لإبلاغ "حسن" بوصو...
توقفت عندما باغتها بالقبض على ذراعها مانعا إياها من التحرك، وقفت مندهشة من تجرؤه وتجاوزه، فسحبت ذراعها بهدوء عندما سمعته يبلغها بنفس ابتسامته:
-لا تزعجيه فأنا واثق بأنه الأن في ثباتٍ عميقٍ.
-حسنا!، يمكنك الذهاب لتبديل ملابسك.
كانت ترغب في إصرافه عن مكان تواجدها بأي طريقة فلا يجوز تواجدهما في مكان واحد بدون وجود حماتها أو زوجها، ولكنه فاجأها بالجلوس فوق المقعد بهدوء جديد عليه يطلب منها بهدوءٍ:
-رائحة الطعام تلاعبت بمعدتي هل يمكنك إطعامي مما أعددتيه؟
بإشارة بعينه جهة القِدر فوق الموقد فهمت قصده فلبت طلبه سريعا، وأقتربت من الموقد بقصد إعداد له مايرغب مما تم تسويته مسبقا، سقط الصحنx من يدها ليتهشم لشظايا متناثرة عندما شعرت بوقوفه خلفها يهمس بأذنها بكلمات غزل لم تتوقع حدوثها منه
-لم أكن أعلم أنك تمتلكين خصلات شعر بتلك النعومة، زينب!.
نهرته بصوت مهزوز مصدومة من تجاوزه تحاول تكذيب نفسها وتكذيب ما يدفعها له عقلها:
-هل جننت"جاسم" ماتقوله لا يجوز!
-هل فعلت شيئا خاطئا، لم أقل إلا الحقيقة "زينب"!
شاهدته ينسحب مبتعدا ليجلس مرة أخرى فوق نفس المقعد، يسألها بمكر:
-ألسنا دوما أصدقاء، وكنت أقص لك عن مغامراتي مع الفتيات، وكنت تنصحيني دائما بأن أتعقل وأتزوج.
ضبطت وضعية وشاح رأسها جيدا تلك المرة؛ لتضمن تغطية شعرها تغطية كاملة، تجيبه عن سؤاله:
-نعم، ولكن يبدو أنك لم تتعقل ولازلت طائشا.
تحركت تلملم شظايا الصحن سريعا، وسمعته يخبرها بما جعل القلق يتسرب بقلبها اتجاهه أكثر:
-كم أتتوق للحصول على زوجة تشبهك "زينب"!
توقفت ذاهلة من حديثه وسلوكه المريب معها، فأنتفضت على صوت حماتها المرحب بابنها الغائب تضمّه لصدرها وتربت فوق ظهره بقوة؛ لتصدح أساورها الرنانة مصدرة إزعاجا فوقعت عينيها على تلك المنكمشة ذات البطن المنتفخة قليل، لتقف تسأله بخبث ينطلق من عينيها:
-منذ متى وأنت هنا؟
ثم وجهت حديثها لها:
-وأنتِ لمَ لم تصعدين لتوقظي ابني ليجلس مع أخيه؟
تدارك "جاسم" الموقف فطلب من "نرجس" سريعا:
-أمي أنا أتضور جوعا.
شهقة مفتعلة صدرت من "نرجس" يتبعها لومها الموجه لها:
-هل أنتِ غبية لمَ لم تقدمي له الطعام؟
سارع "جاسم" بالكذب باطلا:
-لقد طلبت منها ورفضت إطعامي وعليّ الانتظار لوجبة الغداء أمي.
جحظت عينيها صدمة من افتراؤه لتباغتها حماتها بكلماتها المسمومة:
-ماذا؟، ترفضين إطعام ولدي، هل تظنين أنك تملكي الأمر في ذلك المكان، نحن هنا من نأمر وأنت تنفذين نحن نطعمك من مالنا وعليك الامتنان لذلك.
جذبها "جاسم" ونظره مازال معلقا بها في محاولة تهدئة والدته بأسلوب خبيث:
-هل سأقضي أجازتي أشاهد شجاركما؟، ألا ترغبين في معرفة ماحدث معي تلك المدة التي غبت عنك فيها، هيا فأنا مشتاق.
رمقت تلك الصامتة بنظرة احتقار فطالما كانت تعتبرها وعاءًا ليس له فائدة إلا لإنجاب ذرية تكمل وتعلي من اسم عائلتهم، فاقت من ذكرياتها الأليمة التي غاصت بوحلها على حركة صغيرتها "حور" تتقلب فوق الفراش، تعلم أنها لم تجد وسيلة تحمي بها نفسها من احتكاكات شقيق طليقها إلا بارتداء ذلك النقاب، لم يكن هدفا لها يوما ولا بأحلامها أن تفكر في إخفاء وجهها عن الناس أجمع إلا لحماية نفسها عن أعينهم الطامعة المستحلّة لما حُرّم عليهم، استخدمته كقشرة واقية تحيط نفسها بها، نظرة خاطفة ألقتها علي صغيرتها مشفقة على حالها، قلقها عليها يتفاقم فكلّ يومٍ يمرx وتأخر نطقها ينهش بصدرها قلقا، لا تعلم لم هي بالأخص تأخرت في النطق بمقارنة لأخواتها الثلاث، تحركت من جوارها بهدف التوضؤ تجهيزا لصلاة الفجر فقد جَفاها النوم تلك الليلة وانتهى الأمر، ولكن قبل تحركها فضولها أخذها لفتح هاتفها المغلق نتيجة فقد طاقته، فسحبته بملل من الكهرباء الموصولة به، وما من دقيقة واحدة إلا ووجدت سيل من الرسائل والمكالمات الفائتة من شخص واحد بعينه ليس غيره، فهمست بصدمة من مئات الاشعارات الواردة باسمه:
-"عدي"!

يتبع،
لا تنسوا التعليق منتظرة آراءكم
ان اعجبكم الفصل

نهاية الفصل الحادي عشر


وسام الأشقر غير متواجد حالياً  
قديم 24-06-21, 02:54 AM   #46

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تعذبت زينب فى زواجها من حسن لكن ربنا أنعم عليها بأطفالها و العوض فيهم

و عدى مالذى مر به فى الماضى هو و أخته

مستمتعة بمتابعة روايتك الجميلة يا وسام

موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


موضى و راكان غير متواجد حالياً  
قديم 26-06-21, 03:12 AM   #47

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
تعذبت زينب فى زواجها من حسن لكن ربنا أنعم عليها بأطفالها و العوض فيهم

و عدى مالذى مر به فى الماضى هو و أخته

مستمتعة بمتابعة روايتك الجميلة يا وسام

موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
تحياتي ليك وسعيدة لاستمتاعك
بالرواية 😘😘


وسام الأشقر غير متواجد حالياً  
قديم 26-06-21, 01:54 PM   #48

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الرواية جميلة حزنت على زينب وفعلا قصتها بتتكرر كل يوم واكثر البيوت سبب خرابها بتكون الحماة للاسف والمشكلة ان مفهوم بر الوالدين عند غالبية الناس انو يسمع كلام امه حتى لو بتظلم وبتتجبر ..حسن للاسف ماهضمته انسان مايفكر بزوجته ولا اولاده بس بشهوته وحقير ماعنده مرؤة يتفرج ع صور طليقته وهي صارت محرمة عليه ولما هو بيحبها سمح انها تنهان وتنذل وتتهم بالسرقة بس هو كل همه شهوته داهية تاخذه وامه احقر منه اتمنى همسة تخلص حق زينب منهم وابوه ماشاءالله ونعم الاب الي لا بيهش ولا بينش وجاسم الحقير الي عينه على مراة اخوه والاخت الي بتشارك امها في مكايدها ضد كناينها ..عيلة واطية كويس ان زينب سابتهم وربنا حط عدي في طريقها عشان يقويها هم راهنوا انها بعد ماتجوع حترجغ ذليلة خصوصا مع اخ زي خالد التاني حقير لكن يستاهل متجوز ندى بنت تاجر المخدرات وسايبها تمشيه ع مزاجها ..عدي بدا يتعلق بزينب وزينب شكلها كمان بس حبهم ده بيواجه صعوبات كثيرة اولا من المخفي طليقها مش حيسيبها اما ولادها ممكن مع الوقت يقبلوا عدي ..عمر مخبي ايه وشهد عارفاه ياخوفي انه بيسيب المدرسة ويروح يشتغل ..الرواية مشوقة وجميلة بس ليه مش منتظمة بتنزيل الفصول بمعادها ..اتمنى لك التوفيق ودمتي بخير

زهرورة غير متواجد حالياً  
قديم 27-06-21, 02:36 AM   #49

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرورة مشاهدة المشاركة
الرواية جميلة حزنت على زينب وفعلا قصتها بتتكرر كل يوم واكثر البيوت سبب خرابها بتكون الحماة للاسف والمشكلة ان مفهوم بر الوالدين عند غالبية الناس انو يسمع كلام امه حتى لو بتظلم وبتتجبر ..حسن للاسف ماهضمته انسان مايفكر بزوجته ولا اولاده بس بشهوته وحقير ماعنده مرؤة يتفرج ع صور طليقته وهي صارت محرمة عليه ولما هو بيحبها سمح انها تنهان وتنذل وتتهم بالسرقة بس هو كل همه شهوته داهية تاخذه وامه احقر منه اتمنى همسة تخلص حق زينب منهم وابوه ماشاءالله ونعم الاب الي لا بيهش ولا بينش وجاسم الحقير الي عينه على مراة اخوه والاخت الي بتشارك امها في مكايدها ضد كناينها ..عيلة واطية كويس ان زينب سابتهم وربنا حط عدي في طريقها عشان يقويها هم راهنوا انها بعد ماتجوع حترجغ ذليلة خصوصا مع اخ زي خالد التاني حقير لكن يستاهل متجوز ندى بنت تاجر المخدرات وسايبها تمشيه ع مزاجها ..عدي بدا يتعلق بزينب وزينب شكلها كمان بس حبهم ده بيواجه صعوبات كثيرة اولا من المخفي طليقها مش حيسيبها اما ولادها ممكن مع الوقت يقبلوا عدي ..عمر مخبي ايه وشهد عارفاه ياخوفي انه بيسيب المدرسة ويروح يشتغل ..الرواية مشوقة وجميلة بس ليه مش منتظمة بتنزيل الفصول بمعادها ..اتمنى لك التوفيق ودمتي بخير
حبيبتي اسعدتيني جددددا بتعليقك وسعدت اكتر انها نالت اعجابك
اما عن موضوع نشر الفصول فموعدها كل سبت وللاسف حسيت ان مافي حد متابعها عشان كده بتتاخر الفصول
ان شاء الله بنشر الفصل 12 تابعينا😘


وسام الأشقر غير متواجد حالياً  
قديم 27-06-21, 02:42 AM   #50

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الثاني عشر

الفصل الثاني عشر
____________

(عندما تفشل في دفع ثمن أخطائك فإما عليك إشهار إفلاسك أمام روحك المذنبة أو تكميم صرخاتها للأبد)،
هذا ما قرر أن يقوم به في فترته الأخيرة حتى يستطيع عيش يومه كما يجب، وقف "حسن" داخل دكان والده المنهمك في حساب الفواتير الخاصة بإحدى الصفقات، ليصدح صوت العامل بنبرة مهللة وهو يقوم بإراحة كوبين من الشاي الساخن فوق المكتب الخشبي:
-الشاي كما طلبت ياحاج "محمود"!
لمحة من عينيه لصبيه "نجيب" الذي لم يتجاوز من العمر السبعة عشر عاما، فيعيدها مرة أخرى لما يشغله بين الأوراق، قائلا بصرامة:
-انصرف!، وقم بترتيب البضاعة بالمخزن الداخلى، لم يعجبني ترتيبه الأخير.
هزّ الصبي رأسه بطاعة ليتحرك سريعا من أمام رب عمله تحت مراقبة عيني "حسن" الزائغة، فكاد أن يتحرك خلف العامل بهدف اللحاق به أوقفه صوت أبيه الحاد يأمره بخشونةٍ:
-انتظر!، إلى أين إن شاء الله؟
توتر "حسن" من حدة والده معه ليجيبه مسرعا:
-ها أنا هنا، كنت فقط سأراقب عمل العمّال بالخارج مع الزبائن.
أمره "محمود" بخشونة:
-اجلس الآن، فهناك بعض الاخطاء بالفواتير والحسابات فهناك مبلغا ناقصا بالخزنة.
حك أرنبة أنفة والتفت ينظر مرة أخرى لمكان خروج "نجيب" بضيقٍ ليرضخ أخيرا لأوامر والده بإذعانٍ تامٍ فليس عليه إلا الطاعة مهما حدث.
بعد قليل كان قد انتهى أخيرا من مراجعة بعض الفواتير مع أبيه التي أظهرت خطأ حسابيا صادرا منه أثناء جمع الفواتير لينتهى الأمر بوصلة توبيخ حادة واتهامه كعادته بإهماله الدائم بالإضافة إلى تهديده المستمر بطرده من الدكان كالغرباء، وصلت قدميه للمكان المخصص لتفريغ البضاعة، ونادى بصوت حادٍ:
-"نجيب"، أنتَ يازفت!
-أوامرك "حسن" باشا.
قالها "نجيب" مهرولا وقد ظهر عليه بعض التعرق من الإنهاك وأقترب وهو مستمر بمسح قطرات عرقه بأكمام قميصه المتسخ، رمقه الآخر بنظرة متأفئفة متعالية، ليأمره بخشونة:
-ماهذا القرف، ألا تستحم؟
تحرج الصبي من سخرية ربّ عمله له فهو دائم النظافة الشخصية ولكن ماذا يفعل وهو يستمر بالعمل معهم أكثر من عشر ساعات يوميا بين حمل ونقل بضائع والتسوق لمتطلبات أهل بيتهم بجانب تنظيفه المستمر للدكان والبضاعة باستمرار وكل ذلك بأجرٍ بخس، فآثر الصمت لا يجد ما يبرر به وإذا برر سيعتبر سيده تطاول عليه، فسمع سيده يتلفت بحرص بكل اتجاه لعل أحد يتجسس عليهما، يسأله منه بصوت منخفض نسبيا:
-هل أتيت بما أمرتك به، أم كنت غبيا ولم تفلح كالمرة السابقة؟
أجابه بصوت خائفٍ من بطشه:
-ليس بالضبط.
-لم أفهم هل جلبت المطلوب أم لم تجلبه؟
تلفت يمينا ويسارا قبل أن يدس كفه بجيب بنطال الجينز الممزق، ليمد يده ل"حسن" بما جعله يعقد حاجبيه غضبا، فيسمع الصبي يبلغه بخوف جليّ:
-لم أجد طلبك وخفت أن أعود فارغ اليدين توبخني مثل المرة السابقة، لقد أبلغني ذلك التاجر أنّ الصنف الذي طلبته غير متوفر، وأن تلك الحبوب المخدرة أقوى وأجود في المفعول.
باغته "حسن" بالقبض على قميصه من الخلف ليهدر به مهددا:
-هل أشتريت بكل المال تلك الحبوب فقط، هل تراني أبلهًا لأصدق حديثك؟
تلجلج الصبي خوفا من بطشه فأسرع يقسم له بصدقه:
-أقسم لك أن المبلغ لم يكفِ إلا لشراء القليل من تلك الحبوب المخدرة فالتاجرx أبلغني بأنه صنفا جديدا بالسوق لذلك أغلى من غيره.
نفض كفه عنه باشمئزازٍ واضح، مع انتشاله لذلك الشريط بعنف كاد يجرح كف الأخير، ليصدح صوت "حسن" بتعالٍ لأمثاله:
-هيا أكمل ما كنت تفعله، وإياكَ أن يعلم أحدا ما تفعله وأقسم لك إن فعلت لأمحيك أنت وأسرتك من الوجود.
-لا لا لن أفتح فمي بكلمة!
ابتسامة خبيثة تشدق بها الآخر فمن السهل التخلص من أمثاله المستضعفين في ذلك العالم الذي لا يفهم إلا المال والسلطة.
x x x x ***********
جفاه النوم وأبى زيارته لقد أقسم على إذاقته ألوان العذابات فداء لعشقه الصامت، فمنذ لحظات الأولى لنهار يوم جديد أخذ نفسه للهروب الي مكتبه الخاص لعل يضيع على نفسه بعض الوقت مصبرا حاله على رؤيتها واعترافه لها بكل مكنوناته الخفية ، يكفيه أنه قُتل رعبا عندما سمع صوت صرخاتها هي وأطفالها، ظل طول ليلته متخذا حجزته ذهابا وإيابا مانعا نفسه من التهور والحنون والذهاب إليها في مثل ذلك الوقت للاطمئنان عليها ، وقف متخصرا بكفيه يفكر كيف يرتب حديثه معها، وهل إذا صارحها بمشاعره ستنفر منه وترفضه، أم ستتقبله في حياتها الشاغرة ، انصت السمع جيدا لصوت حركة بالخارج ليتأهب بكل جوارحه للتحرك والنظر لعينيها المكحلتين لعلهما يشفعان لها عدم إجابتها على اتصالاته المتكررة بالأمس، شلت حركته للحظات لرؤيتها تحمل طفلتها بين ذراعيها في البداية لم تلحظ وجوده مبكرا هكذا، فدوما تصل لعملها قبله، شهقة صدرت منها وصلته بقوة عندما شاهدته ثابتا ينظر لها نظرات لم تفهمها، فشددت فوق "حور" بارتباك من مفاجأتها به على غير عادته، فسمعته يسألها متهكما:
-هل أفزعك غريب الأطوار؟
تنحنحت تقترب خطوتين بتردد تجيبه بابتسامة هادئة:
-لا، ولكن لقد تفاجأت بوجودك مبكرا على غير عادتك.
صمتا كلاهما يراقبان بعضهما البعض هو يحثه ذلك العابث من الاعتراف بوجهها دفعة واحدة عما يجيش به قلبه، وقبل أن تستوعب حديثه يضمها لصدره يذيقها معاني اشتياقه، هز رأسه يطرد شياطينه بعنفٍ:
-لااا!
-ماذا؟
اندفعت الكلمة الرافضة من فيهِ مما جعلها تجحظ بعينيها تهمس لحالها: ما هذا الجنون؟، هل يحدث نفسه؟، غريب الأطوار فعلا!
تنحنح يداري ارتباكه يبلغها بثبات وهو يشير لطفلتها في دعوة منه لحملها:
-أول مرة تأتي بها للعمل، هل بها شيء؟
نجح في جذب "حور" من بين ذارعيها لتستسلم هي وتحررها على مضض فهي لا تحبذ تعلق أطفالها به وخاصة "حور"، فاندفعت تستأذنه بثبات:
-لا، ولكن أفضل أن تبقى معي اليوم ، فجارتي أم "السيد" يظهر عليها المرض منذ أمس، ولا أرغب في الثقل عليها لأنها سيدة مسنة تحتاج للراحة.
-كنت أعتقد بأنك تتركيها بروضة لمن هم في سنها، أول مرة أطلع على تلك المعلومة.
ابتسمت من خلف نقابها تخبره:
-ف"حور" صغيرة على تلك الروضات، فلن أتحمل تركها بين أيادٍ غريبة.
ظل يداعب طفلتها بحب صادق نبع من عينيه، فاقتربت بغرض حملها عنه قائلة:
-سأحملها عنك الآن، ولا تقلق لن يتعطل العمل اليوم بسببها.
لامس كفها وهو يشدد على "حور" في محاولة منه منعها، كاد أن يسمع دقات إيقاع نبضاته التي بدأت في التضخم من مجرد لمسها، تحركت تفاحته ارتباك وكأن هناك من أشعل أشجار الزيتون من حوله فتصبب عرقا وقد احترق جسده للمستها، فأسرع يخفي تأثره بها بدعابة منه:
-لن أتنازل عنها اليوم، فعليك دفع الثمن لاستردادها.
ابتسمت ابتسامة لبقة لدعابته، ولم تستطع الرد، فأنهى الحوار وهو يتجه بها لمكتبه:
-"حور" ستبقى معي وعليك إعداد قهوتي المميزة سريعا.
نظرت له وهو ينسحب بطفلتها النائمة فوق كتفه براحة غريبة وقد داهمتها غمامة بيضاء منعتها من مراقبتهما لتكتشف سريعا أنها ليست سوى عبرات منتفضة للتحرر.
قضى معظم الوقت بمكتبه وبين يديه تلك الجائزة الثمينة يودعها حبه الصادق، حتى استكانت واستسلمت لأحضانه الدافئة لتنعم بنوم عميق مستندة برأسها فوق صدره بفاه فارغ يتنفس بضعف مناسب لعمرها، انتبه لدخول "زينب" بعد أن استأذنته الدخول ، تسأل متأثرة من نوم طفلتها:
-لقد غفت بين أحضانك، سأخذها عنك تلك المرة بالقوة.
-حاولي إن تستطيعين!
-"عدي" هذا لا يصح ف"حور" تعطلك عن إكمال مهامك، فهذا خطأي أنا كان يجب عليّ التغيب اليوم بها.
رفع حاجبه من حديثها ليردف على ماقالته بتهديد محبب:
-لو كنت فعلتها لكنت أتيت لبيتك وتطفلت عليك مرة أخرى.
-ماذا؟!
بادرها بسؤاله الذي يحيره من ليلة أمس:
-لمَ لم تجيبي على اتصالات المتكررة؟، لقد أكلني القلق.
صمت تريد أن تخبره بأن مايفعله لا يجوز ويجب أن يفهم أنها غير مجبره على الرد على اتصالاته مساء،x وأن مايصدر منه من تجاوزات ترفضها، فأجابته بشجاعةٍ غريبة عليها:
-من الجيد أنك ذكرت الموضوع، سيد "عدي" ما يصدر منك من مراسلات خاصة وإرسال للمقاطع لا أقبله من المؤكد أنك تتفهم وضعي وأتمنى عدم تكراره مرة أخرى.
-عدنا مرة أخرى لنقطة الصفر.
عقدت حاجبها مرة أخرى فأوضح عبارته:
-عدنا للألقاب "زينب" كنت أعتقد أننا تجاوزنا تلك المرحلة وانتهينا!
-"عدي"، يجب أن تأخذ حديثي ببعض الجدية رجاء.
أراح ظهره لمقعده وعلى وجهه نفس ابتسامته الهادئة، مع ضمه لطفلتها ببقوة عنيدة، قائلا:
-اصدقيني القول، هل يضايقك بالفعل مراسلاتي؟، أم ما يضايقك أنه يخالف وضعك ك أنثى مطلقة؟!
برقت عينيها من خلف نقابها ولقد اعتبرت حديثه تجاوزا للحدود الفاصلة بينهما ولكن لسانها قد شل عن الرد فهي بالفعل لا تعلم سبب رفضها الحقيقي فنابضها يخفق مع كل رسالة خاصة منه ويتتوق للمزيد والمزيد، انتشلها من شرودها عنوة وقد اعتبر صمتها وصراعها الداخلي خطوة إيجابية لصالحه، فطلب منها برجاء سحرها:
-هل يمكنني الاستعانة بك اليوم في خدمة خاصة؟
رفعت وجهها شاردة بتفاصيله الرجولية الخطرة وقد بدأ ناقوس الخطر يطرق قلبها بوجوده الطاغي ، لا تعلم كم الوقت التي استغرقته في تأمل ملامحه الرجولية الآسرة، كل ما يقلقها ويرعبها نهاية قصتهما المجهولة.
x x x x x x x xx *******************
لم يتبين كم من الوقت أستهلكه في مراقبتها بصمت يتأمل هزلها وشحوب وجهها الذي طرأ عليها مؤخرا، مبررا لنفسه أنها مجرد نوبة برد طارئة ستمر مرور الكرام كما هلت، ولكن من الأعجب أنها حتى الآن لم تنتبه لوجوده، فعند عودته منذ قليل علم من والده الذي لايكل من العمل ليل نهار أن والدته ذهبت لزيارة خالته "صفية"، ليصعد بعدها ويكتشف وجودها لحالها ببيت والده تؤدي عملها التي أعتادت عليه منذ ولوجها لذلك البيت من أمور منزلية، ابتسم متهكما على ذكر ذلك كم من المرات خانق وشاجر "همسة" لتقوم بمجرد المساعدة لوالدته عند مرضها كانت دوما تذكره بكلماتها الرنانة أنها ليست بخادمة لتخدم أم زوجها لمجرد أنها تزوجت بأبنها، عقد حاجبيه عندما شاهد بعينيه عدم اتزان يديها واهتزازهما أثناء حملها لإحدى الأوعية الساخنة من فوق الموقد، كادت أن تسقط من يديها لضعفها ليصرخ هو بها خوفا من أن ينسكب محتوياته الساخنة فوق جسدها مسببا آثار غير محمودة:
-حاااااذري!!
أراحت الوعاء مرة أخرى بأرهاق وقد انتبهت لنبرته الصارخة بها، ظلت تلتقط أنفاسها ببطء لا تفهم متى حضر من عمله، اقترب هو يعرض مساعدته بصمت عملي واقترب يحمل ما ترغب من المعكرونة المسلوقة بمياهها الساخنة يسكبها بحرفة ليتخلص من مائها الذي كاد أن يسقط فوقها منذ قليل، إلتفت لها وهي على نفس وضعها مضيقا عينيه باسترابة يسألها بحذر:
-كدت أن تصيبي حالك بحروق، ماذا بك؟
تحركت بصمت تلتقط بين أناملها سكينا وباليد الأخرى تلتقط ثمرة الطماطمx استعدادا في تقطيعها، تجيبه بتهكم واضح:
-هل هذا يهمك؟
-لا!
أجابها غيظا ردا على تهكمها الواضح حتى لا تظن اهتمامه بها، فهمست بعد أن زفرت زفرة خفيفة:
-حسنا، لا تسأل مرة أخرى.
تشتعل غيظا من برودها وتحديها المستمر فأراد زيادة نوبة ضيقها وتحرك بخفة يجلس فوق إخدى المقاعد فهو أكثر من عليم أنها تتمنى الآن اختفائه من المكان، فسأل مرة أخرى وهو يلتقط ثمرة طماطم من أمامها اياتهما سريعا ونظرة ثابتا عليها، يحاول معرفة ما آلت إليه الأمور:
-هل تحدثت أمي بخصوص ما حدث بالأعلى مرة أخرى؟
توقفت عن تقطيع ما تبقى من ثمرة الخضار لثواني ثم أجابته بصوت شجي:
-إنها لا تتحدث معي الإطلاق، حتى تتحدث بشأن ماحدث!
-كيف هذا؟
سألها متعجبا مما أبلغته به من خصام أمه لها، فأسرعت تؤكد بكلماتها:
-إنها تعتزلني، ولا تقبل التحدث معي.
لاحظ نبرة الشجن والتأثر فتعجب من تأثرها لذلك وسألها بفضول:
-لم أنت حزينة كل ذلك الحزن لمجرد خصامها.
أغمضت عينيها بقوة تمنع تلك العبرات من التدفق ثم فتحتهما لتكمل عملها، قائلة بصوت مهتز:
-أول مرة أشعر بمرارة اليتم، دوما كنت أعتبرها عوضا عما أفتقدته وكنت على ثقة أن مايربطنا أكبر من أنني مجرد زوجة لولدها، ولكن بخصامها واعتزالها عني، تجدد بحلقي مرارة اليتم فاعتقد أنها لن تنتهي أبدا.
صمت يراقب ملامحها متعجبا من حاله أنه يجلس أمام من يكره يستمع لشكواها بآذان صاغية، والأكثر عجبا أنه شعر ببعض التعاطف، فتنحنح يطرد أفكاره العابثة يجيبها بنفس جديته وقسوته يخفي تأثره:
-أنتِ لست بابنتها، لذا عليك تقبل تلك الحقيقة التي تتغافلين عنها، وإن كتب عليك اليتم منذ صغرك فهذا ليس من شأننا نحن.
آثرت الصمت بعد تلقيها لطعنات كلماته النافدة لروحها المحطمة، ليتسرب لسمعها صوت "جميلة" الذي جعلها تنتفض من مكانها في صوبها لاستقبالها بحفاوة؛ لعل الأخرى تسامحها وتعفو عنها ولكنها تخطتها بتجاهل لحجرتها بعد أن رمقتها بلوم واضح كل هذا تحت عين مراقبته، فلفحتها أنفاسه الحارقة وهو يهمس بجانب أذنها بنبرة شامتة:
-أرأيتِ؟!، لن تعتبرك ابنتها ابدا!
x x x x x x x x ********************
حمل بين كفيه ذلك الصحن الدائري المملوء بالمعكرونة الساخنة وفوقه بعض من قطع الدجاج المقلي محدثا نفسه بتهكم:
-كنت شامتا بك لأنها غاضبة منك!، ها هي غضبت على كلانا معا أيتها الساحرة الشريرة، أكمل درجات الدرج بثقل تملك ساقيه متذكرا كيف نهرته والدته عن الجلوس معها على نفس المائدة بغضب منه ، لتسرع في صرفه من أمامها ولكنها لم تنس تجهيز صحنا بقلب أمومي مرهف ليتناولاه معا، أخذه تفكيره ليكتشف أنه وصل لداخل شقته الساكنة كالقبور الخالية من روح الحياة، فناداها بصوته الأجش:
-"هنااا"!
أجابه السكون كردا مناسبا ليكتشف عدم وجودها بشقته، أسرع في إراحة ما بيده فوق الطاولة ودفع قدميه خروجا لشقة شقيقه "مصطفى" من المؤكدx تواجدها بها كعادتها، طرق عدة طرقات متتابعة فوق الباب الخشبي منتظرا إجابتها سريعا ولكن طال انتظاره، دس كفه بجيبه الأيمن يخرج منها سلسلة مفاتيحه باحثا بأنامله عن هدفه بينهم ليرفعه نصب عينيه بانتصار، أدخل مفتاح الخاص بشقة شقيقه وقد حرص مسبقا على الحصول على نسخته بعد وفاته ليقف مشدوها عندما فُتح الباب فجأة جعلته يقف لحظة مرتبكا عندما وجدها تنظر له بعيني مرهقتين يملأهما الاتهام، لتلقي عليه أول سؤالا صدر بدون تفكير:
-منذ متى وأنت تملك مفتاح شقتي أنا و"مصطفى"؟! هل كنت تملكه طيلة ذلك الوقت؟
تنحنح يجلي حنجرته بحرج يريد تفسير ذلك، ولكنها فاجأته بالالتفات سريعا جهة الباب توصده بعنف بتجاهل سافر له، يتبعها نزع مفتاح شقتها من سلسلته بضيق واضح، حتى رفعتها تدسها بكفه بعنف تخبره بنبره كارهة:
-هذا فقط ما يخصك!
-"هنا" أنا لم...!
لم تهتم بتبريره لتنسحب من أمامه لداخل شقته، زفر بضيق مما فهمت هل تتهمه بالتطفل في خصوصيتهما أثناء زوجهما قديما، فتبعها ليجدها تستعد لإغلاق باب حجرتها عليها ولكنها أسرع في خطواته يمنعها صارخا بها بحدة:
-توقفي!، مامعنى أفعالك معي؟، هل تظنين أنني كنت أقتحم شقة شقيقي من قبل في غيابه أو أهتم بما يخصك، تكلمي!!
رمقته بنظرات متهمة كانت دائما تعاني من تدخلاته في تفاصيل حياة شقيقه ليتحول الأمر سريعا للتدخل في تفاصيل حياتهما بشكل سبب الخلافات بينهما وإفساد حياتها وسعادتها، فهمست بخبث وعلى ثغرها ابتسامتها المتهكمة:
-أنا لم أقل شيئا!، أنت من نطق بحقيقة ما يحدث وكما قالوا بالأمثال " من فوق رأسه بطحة .."
قبض على ذراعيها رافضا اتهامها المسئ له ولأخلاقه كيف تتهمه بذلك وهي كانت محرمة عليه؟، وهل بالفعل فعل وهو لا يدرك؟، نطق محذرا من بين أسنانه:
-عليك التعقل قبل التفوه بشيء تعاقبين عليه، أنت لم تعنيني أبدا في حياتي، ولا سابقا ولا حتى الآن!
دفعها عنه ينفض يدهx بإشمئزاز ثم يوليها ظهره بهدف البعد عن حيزها الخانق، قائلا لنفسه بصوت مسموع:
-من تعتقد حالها تلك؟، "شريهان" في عصرها!
-أفضل ممن يعتقد حاله "أحمد عز" بوسامته في أيامه.
توقف عن التحرك عندما وصله تهكما بعبارتها لتشق ثغره ابتسامة حقيقية على دعابتها لملمها سريعا، ليجيبها بنبرة زائفة في حدتها:
-بل أكثر وسامة من "أحمد عز" شخصيا.
x x x x *************

-ماذا سنفعل هُنا؟
سؤال خرج منها باندفاع وهي تنتظر يخفض قدح قهوته الساخن بعد رشفه له، ابتسم بلباقة في محاولة طمأنتها وتخفيف من حدة توترها الذي ظهر جليا في إلتفاتها أكثر من مرة تراقب أعين الناس من حولها بارتباك، فأجابها باتزان سحر لبها:
-لقد أخبرتك أنني أريد منك خدمة خاصة ووافقتي، أم أراك تراجعتي عن مساعدتي الآن!
-نعم وافقت!، ولكن لمَ نحن الآن بذلك المركز التجاري، وما علاقته بهدية "رقية"؟
حك لحيته النابتة التي تزيده سحرا، يخبرها بصوته الشجي:
-محل الألعاب بالمركز بالطابق العلوي، سيفتح أبوابه بعد ساعة تقريبا فأردت استغلال ذلك بتناول القهوة معك، وتبادل الحديث معا، هل هذا يزعجك؟
رفعت تضبط نقابها تخبره بخجل:
-بالطبع لا!
رمق طفلتها الجالسة فوق المقعد المخصص لمن في عمرها ليكون أكثر أمانا لها يسألها بحذر:
-مامشكلة "شهد"؟، لقد سمعتك تتحدثين مع أحدهن بخصوص معلم لها.
هزت رأسها نافية مصححة له معلومته:
-بل معلمة، أبحث عن معلمة رياضياتx حتى استطيع استضافتها بالبيت، ولكن للأسف لم أجد سوى رجال.
هز رأسه يفكر ببعض التمعن، كيف يساعدها، وفكرة دخول رجل غريب وهي وحيدة وسط أولادها أشعل الغيرة بصدره فوجد نفسه ينهيها بقوة:
-لا تتواصلي مع أحدٍ.
صمت للحظات عندما أكتشف نبرته المندفعة التي جعلتها تندهش أكثر، فأسرع يبرر حديثه بلطفٍ:
-سأبحث لك عن معلمة أثق بها إن شاء الله، ولكن عديني بألا تتواصلي مع أحدٍ.
-حسنا!
أجابته بطاعة عمياء متعجبة من نفسها، تستقبل أوامره وصرامته وتقلباته بصدر رحب، لم تتذمر ولم تتململ؟، ولكن إذا كان يكن لها أي مشاعر خاصة لمَ لم يصارحها؟، هل يعتقدها سهلة ليتلاعب بمشاعرها بدون تصريح، انتفضت فزعة عندما تمزقت ربطة نقابها وهي تقوم بضبطه كعادتها، ظلت تحاول الامساك به من جانبه حتى لا ينكشف وجهها، فاندفع يقف أمامها في محاولة تغطيتها بجسده وحجب رؤية الوافدين للمكان لها، ظل يتلفت برأسه يتأكد ألا يلاحظها أحدا، كيف ستتصرف الآن في ذلك المأذق ، فطلب منها على الفور :
-لا تقلقي سنجد حلا، ولكن هل تستطيعي التحرك بضع خطوات معي.
-لا أعلم، فأنا في ورطة، لن أستطيع.
نظر مرة أخرى حوله يقيم المكان ليقول هامسا برجاء:
-صدقيني سأحل المشكلة سريعا ولكن عليك التحرك وأنتِ حاولي التمسك جيدا بنقابك فوق وجهك، هيا.
تحرك بها وهو يحمل طفلتها بين ذراعيه بعد أن أنهى حسابه بال(كافيه) يحاول توجيهها لخطواتها بحرص حتى وصل لإحدى المحلات بعينيها وقد لمحه من قبل أثناء تجوله بالمركز التجاري في إحدى المرات، فحثها للتقدم أمامه بإشارة من يديه فسألته بجهل وارتباك:
-ماذا سنفعل هنا؟، فأنا أرغب بالعودة.
-خفيفة الظل يجب أن تثق بي قليلا، ادخلي وستفهمين ما أقصده.
استقبلته إحدى العاملات بالمحل وبأسلوب عمليx تسألت:
-هل استطيع مساعدتكما؟
-نعم، فأنا أرغب بنقابٍ مثل الذي على وجهها تماما.
x x x x x x x xx ....................
ظلت حبيسة داخل حجرة تبديل الملابس محتارة في أمره غير مستوعبة شهامته ولا لباقته نظرت لوجهها الوردي المتخضن بحمرته متسائلة هل هي على نفس جمالها السابق أم انطفت وضاع سحرها؟، انتبهت لصوت العاملة تحدثها من خلف الستار:
-زوج حضرتك أرسلني بتلك القطع!
عقدت حاجبيها باسترابة ثم فتحت الستارة لتتفاجأ بثلاث قطع من الرداءات الملونة تتشابه مع ما ترتديه ولكن بألوان هادئة فعقدت حاجبيها متسألة لم تفهم مقصدها:
-ماذا أفعل بهم؟
-لقد طلب مني أن أبلغك هل مقاساتهمx تناسبك أم لا!، يبدو أنه يحبك كثيرا.
أخفضت نقابها الجديد الذي اختاره لها منذ قليل تبلغها بتهذيب رغم ضيقها من ملاحظتها البسيطة:
-شكرا لك، سأحملهم عنك.
x x x x x x x x ***************
تبللت وسادتها من أسفلها بعبراتها المالحة كبئر لم ينضب ماءه أبدا، رفعت ظهر كفها تمسح وجنتها المبللة، تحرك نفسها للنوم فوق جانبها الأيمن بصعوبة تملكتها، لا تعلم ماذا أصاب ظهرها؟، تشعر بنار مشتعلة به لا تنطفئ أبدا، بل تزداد اشتعالا يوما عن الآخر في الأونة الأخيرة، أغمضت عينيها تجبر عقلها على استدعاء ذكرياتها الغالية معه حتى تستطيع النوم، فتلك هي وسيلتها الوحيدة للتغلب على الأرق الذي يصيبها والدخول لنوم عميقة، ابتسمت عندما استدعى عقلها شهر عسلها، فقد كان من أسعد الأيام إلا أن تواجد شخصا واحدا بعينه كان يفسد عليها الأجواء، كانت وقتها متذمرة بغضب طفولي منه قائلة بضيق:
-أنا لا أشعر بالخصوصية أبدا، ولا حتى بأسبوع عسلنا، أسبوع ياعالم، أسبوووع!
أقترب منها "مصطفى" يجلس بجوارها فوق فراشهما بالفندق، يرفع ذقنها بأنامله فذابت للمسته، وتاهت بعينيه كبحر عميق، لتخبره برجاء:
-لا تحاول "مصطفى"، لا تستغل ضعفي أمامك.
همس أمام شفتيها:
-"هنا" لا تفسدي أوقاتنا بأوهام، صدقيني ف"مروان" يقدرك ويحبك لا يكرهك أبدا.
تأثرت بنبرته المذيبة وتبلغه بتذمر:
-لا يهمني تقديره ولا حبه، كل ما يهمني أنت، أنت فقط "مصطفى"، ولا أرغب في إفساد حياتنا بتدخلات "مروان" المغيظة، فهو يقصد إغاظتي دائما.
-أنت تبالغين!
جلست فوق الفراش منتفضة بغيظ مردفة:
-أبالغ؟!، أنا أبالغ، ما تفسيرك لتطفله هو وزوجته لقضاء الاجازة معنا.
-لقد ألحت عليه "همسة" بالسفر ولم يرغب بكسر خاطرها لأنه لم يسافر بها وقت زواجه.
زمت شفتيها لتكمل بعدها بدافعية لرؤيتها:
-ولمْ يجدا إلا أجازة زفافي ليتشرفا بصحبطنا، وماذا عن النزول للبحر، لم منعنا من ذلك؟، ألسنا زوجين من حقنا الاستمتاع قليلا.
-لقد خشى أن يلمحنا أي متطفل، فلديه كل الحق في ذلك لن أطيق أن ينظر لك أي رجل غريب وملابسك مبتلة، وكما تعلمين يشترط النزول بملابس بحر لن تلائمنا إطلاقا.
زفرت بغيظا وتربعت فوق الفراش تخبره بضيق:
-حسنا، قم بدفني حتى يرتاح "مروان"، ولا تنس الصبار.
ضحك ضحكته الخشنة لم يستطع تمالك نفسه وهي تقلد أحد الفنانين المشهورين، لتصرخ به:
-تضحك وأنا أموت غيظا.
توقف عن نوبة الضحك تقريبا واقترب يلثم ثغرها بخفة فاستقبلتها باستمتاع كفراشة بديعة لتداعب زهرتها، رفعت ذراعيها تحيط رقبته بجرأة لم تختبرها إلا بين أحضانه الدافئة، تبدي له باعترافها النفيس بنبرتها الآسرة:
-أريد الاستمتاع بكل لحظة في قربك، أعشقك "مصطفى" لا أطيق ابتعادك للحظة.
تحركت أنامله فوق ساقيها حتى لامس حافة سرولها القصير باستمتاع لاعترافها، كم يذوب فيها عشقا منذ أن وقعت عينيه عليها، كم كان طريقهم ملئ بالعقبات حتى فاز بها في النهاية، استند بجبيه فوق جبينها يتلاعب بكفه الأخر بخصلاتها الطويلة التي تغطي ظهرها وأكتافها المرمرية كغابة كثيفة متناثرة، يخبرها بتتوق لقربها:
-أتعلمين؟!، لقد تذكرت الآن يوم أتيت لك بالمشفى بعد تلك الحادثة، حاملا باقة من الورد الجوري بين كفي المهتزتين ارتباكا، لأبوح لكِ بحبي الدفين متوقعا منك ردا يشطر قلبي ويدفعني لليأس.
أغمضت عينيها بقوة وقد لاحظ مقاومتها بألا تتأثر لحديثه، فلتلك الذكرى واقعا أليما عليهما رغم ما تتخلله من نهاية سعيدة وقتها، خطف أنفاسها بقبلة عمقها فبادلته بضمّه رافضة تحريره، لحظات وكانا كلاهما يلهثان من عنف اشتياقهما ولوعتهما، همس لها بكلماته الواعدة:
-أعدك لن يفرقنا شيئا إلا الموت.
شهقت مرتعبة لتمنعه بأناملها الدافئة من نطق ما تخاف منه:
-إياك أن تكمل حديثك، لن أقبلها منك، إن حدث يوما سأقتل نفسي بعدك "مصطفى"، يكفيني ماعشته بسبب فقدي لأمي وأبي، لاتجعلني أصدق ما يقولونه عني!
ضمها بعنف يهدئ من روعها فلم تجد كفيها إلا التشبث بقميصه القطني خوفا من المجهول المنتظر، شعرت بلثماته فوق رأسها وجبينها ووجنتها كأن تلك وسيلة صريحة لحمايتها وطمأنتها، استسلمت لحركته في إراحة جسدها فوق الفراش الذي لم يتسن لهما ترتيبه من آثار ليلتهما الجامحة، مع همسه بأذنيها بوعد صادقٍ:
-لن أتخلى عنك أبدا!
عادت من ذكرياته تردد كلماته بشجن بين شهقاتها:
-لقد تخليت عني "مصطفى"، وأنا بجبني لم أستطع قتل حالي من بعدك، لم أستطع!
أغمضت عينيها باستسلام تاركة العنان لعبراتها في استعدادا لليلة جديدة تتواصل فيها مع أحبتها الغائبين لعلها تشبع حرمانا لن يمتلئ.
x x x x x ****************
ظل ينظر للسقف أعلاه متأملا الفراغ بعيني أبت الاستسلام للنوم فاعتدل من نومته بفقدان أمل بأن يترفق به النوم بزيارة حصون أجفانه المنفرجة، مد يده يسحب أخر سيجارة متبقية بعلبته يشعلها لعل يهدئ نوبة أرقه قليلا، تذكر فجأة أمر ما ليندفع يفتح درج (الكيمود) الجانبي يخرج تلك الصورة الفوتوغرافية التي عثر عليها بين ملابسها متعجبا من ثني طرفها كأن من أقدم على فعلتها متضررا من ذلك الجزء، ممن جعله بفضول يضبط وضعية الصورة لتظهر بلقطتها الكاملة، عقد حاجبيه عندما أكتشف أنه كان يظهر بجانب تلك اللقطة صدفة فيعلم سريعا سبب افسادها للصورة بثني الجزء الذي يظهر فيه عمدا، ألهذه الدرجة تكره ولا تطيق تواجده حتى لو بمجرد لقطة عابرة، زفر دخان سيجارته بضيق وألقى بصورتها على مرمى ذراعه غيظا لتستقر أرضا على وجهها ، ظل فترة طويلة يرمقها بتحفز ووجه متجهم تتولى ذكريات ذلك اليوم دفعة واحدة؛ ليندفع يقترب منها بخطوتين ينتشلها لتستقر بين كفه يدقق النظر في تفاصيلها المشرقة هيهات بين وجهها في تلك الصورة وجهها الذي آل للشحوب، مع ابتسامتها التي تزين ثغرها دائما بانطلاق ونشاط كان يحسدها عليه متسلقة ظهر شقيقه الذي أحكم بدوره على ساقيها الملتف حول خصره لتأمينها ضد السقوط، كعاشقين حالمين أمتلكا العالم بكفهما، لفته ليسار الصورة جعلته يعقد حاجبيه متعجبا من ملامحه الصارمة المتجهمة المخيفة فعينيه ثابتة عليها بكره واضح وغيظ مستعر تعجب من حاله متى وقف تلك الوقفة والأعجب لم يرمقها بكل ذلك الضيق وهي عروس شقيقه، هل بالفعل يكرهها كما كانت تقنعه "همسة" بذلك دوما
-ادفع عمري كله وأعلم ما سبب كرهك لها.
عقد حاجبيه يواجهها بعد أن انتبه لعبارتها الساخرة، فاعتدل في نومته من فوق (الشيزلونج) يستفسر عن سبب ما ألقته عليه من ملاحظات، فسأل بحرص:
-لمَ تقولين ذلك؟!، ولم أفعلها من الأساس؟!
تمددت هي فوق كرسيها مثله بتجاهل لسؤاله ثم تابعت قولها بحذر:
-لا أعلم، ولكن أنت لا ترى حالك عندما يذكر أخوكx اسمها أو تكون هي معنا، وجهك يتبدل 180 درجة قياسية، يكفي ما قصصته لي في محاولتك إفساد تلك الزيجة بكل قوتك.
صمتت للحظات تراقب رد فعله على كلماته بانتشاء لتكمل كلماتها التي زادت من حيرته:
-أخبرك الصدق من الجيد أنك تكرهها ولا تلفت نظرك أبدا.
نزع نظارته الشمسية بعنف يسألها متهكما عن سبب اعترافها الفذ:
-لمَ، إن شاء الله!
-لأنني أغار منها ومن دلالها وما يزيد غيظي تدليل "مصطفى" لها في كل الأوقات، فهذا لا يصدر منك أبدا اتجاهي.
رفع حاجبه ساخرا مما قالت، فتابعت بدلالها لعلها تنجح فيما تنجح فيه "هنا" مع زوجها:
-أرأيت !، لقد منعتنا من التمتع بالسباحة في مياه البحر بكل تعسف خوفا من أن يرانا أحدا، لأتفاجأx بنزولها هي وأخوك للبحر من خلف ظهورنا، مانابني إلا استبدادك معي فقط.
تجهم وجه صدمة مما أبلغته به فسألها بحدة:
-هل أخبَرَتك؟، كيف علمت بذلك؟
-لم تخبرني بالطبع لقد رأيتهما بعيني بعد الفجر في المياه معا وكان صوتهما يوقظ الأموات، لم يكفاx عن الصراخ والضحك من قلوبهما أما نحن فيكفينا النوم كالعادة.
انتشل علبة سجائره ونظارته الشمسية وهاتفه الخاص وانتفض مبتعدا عن مجالها هاربا من حيزها وملاحظاتها الخانقة شاردا فيما حدث من أخيه ولكن لم هو غاضب كل هذا القدر من تصرفاتهما هل يغار من سعادتهما معا، توقفت قدماه عن متابعة طريقه عندما لمحهما من بعيد يلتقطان بعض الصور الفوتوغرافية بمساعدة أحد النزلاء اقترب عدة خطوات وعينيه عليهما وعلى سعادتهما حتى فاجأته هي عندما قفزت فوق ظهر شقيقه متشبثة برقبته ليحملها شقيقه باستمتاع بتلك اللحظة لم يدرك وقتها أن للقدر رأي آخر في أن يشاركهما لحظتهماx بهيئته المخيفة، أسرع في إخفاء تلك الصورة التي تشي بجريمته في أحد الادراج وكاد أن يتحرك جهة فراشه للنوم توقف مشلولا عندما وصله صوت صرخة متألمة يتبعها أنين مكتوم، اندفع بدون تفكير لمصدر الصوت لتبين أنه صادرا من غرفتها.


نهاية الفصل 12
قراءة ممتعة❤❤❤


وسام الأشقر غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:52 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.