آخر 10 مشاركات
مع الذكريات(70)قلوب شرقية-للكاتبة المبدعة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[حصرياً]كاملة&روابط (الكاتـب : منى لطفي - )           »          جارية في ثياب ملكية (60) -ج1 قصور من رمال- بقلم:نرمين نحمدالله *كاملة&بالروابط*مميزة (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          عندما يُخطئ حبيبان!! (21) -رواية شرقية- بقلم: yaraa_charm *مميزة & كاملة* (الكاتـب : yaraa_charm - )           »          54-لا ترحلي-ليليان بيك-ع.ق ( تصوير جديد ) (الكاتـب : dalia - )           »          بين قلبين (24) للكاتبة المميزة: ضي الشمس *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أجمل الأفلام القصيرة..«خاسب الدبابه يا غبى منك ليه».. (الكاتـب : اسفة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree120Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-10-21, 02:18 AM   #61

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي






بسّام اللي كان مستند على طرف السيارة قال بضجر : خاف ربك يا مسلم لك ساعة تدرسنا الأصول وكأننا ما نعرفها ، وما كفاك الوضع وتبي تعيّد المادة لأمي؟ لايكون رسبّت فيها بس
ناظره بنيّان بطرف عينه إمتلأ ثغره ضحكة وهو يمشي ويقول : عاد أخسّي والله أعلمكم شيء شاربيّنه من الصغر ، ولكن الحرص وأنا أخوك
أبتسم له بسَام بخفوت وهو يكتف يدينه بتنهيّدة ، يتأمل حال أخوه كيف منقلب ، وكيّف متحول ومتغير بطريقة كبييّرة حييل ، لأول مرة يلمحه يضّحك بهالطريقة الرحبّة ، لأول مرة يحارب لأجل أحد غيره ، صحيح إنه دائمًا ما يرضخ لأوامر قبيلته وعائلته ودائماً يسوي الي بخاطره ولكن هالمرة كان أقوى حييّل ، هالمرة برغم رفض أعمامه وجده هالزواج قال لأبوه بإختصار " إما تجي وتكون على يمينيّ يايبة ، ولا أنا بكون يميّني وذراعي وأتركهم يقولون أبُوه رفض يكون معه بأسعد لياليه "
وهذا الي ترك أبوه يجي برغم رفضه ، لأنه يدري إن بنيّان ما بعمره أهتم لكلام أحد ، دايم الي بباله يسويييه ، وأكبّر مثال مقهاه الي بناه بأبعد نقطة عنهم وشهادة الماجستير الي مخبيها بدرج بهالمقهى بدون إهتمام
كان مبَسوط له وحييل ، لأنه كان عايّف فكرة الزواج ، وكان متسائل وحيّل عن سر هالعائلة الي تركته يتشبث بهم بهالطريقة ويحرص يكون معهم بأبهى طلة !
تأمله وهو يدق باب البيت ويوقف وهو يوازن وقفته بإرتبّاك .. أما بنيّان كان متوتر فعلاً ولكن من لمح لافي أبتسم له بخفوت ، وهو يتأمل عقدة حواجبه وهو يشّهد على هَيبة بنيَان المألوفة والمُعتادة ولكن هالمرة بكثرة ، طاوعته نفسه يتقدم خطوة للأمام ومن لمح وقوف أهل بنيّان خلفه والواضح قاصديّن بيتهم ضحك بعدم إستيعاب لما لاحت له أفكار مُستفزة ، دخل يدينه بجيبه بحركة سريعة وقال برجاء : جاييّن تخطبون أبوي لأختكم صح يالجنوبي ؟
ميَل شفايفه بنيّان بإستنكار ، وهو يلمح الإنزعاج يبان على وجهه لافي والي بدوره قال : أبد .. جاييَ للي يلوح بتفكيرك
عض شفايفه لافي بقهر ، وكان ناوي يرد لولا صوت أبوه من خلفه ، والي قبل يحضر صُوته حضر عبّق عطره الي تركته يلتفت ويناظر لأبوه اللي فعلاً كان ينتظر بنيّان ، ويعرف بحضُوره ومستعد له ، فهد الي كان فاهم كل خطوات بنيّان وياااكثر ماكان مبسوط منها .. لأنه كان يحاول يقرب منه وهذا الي سوااه فعلاً : أرحبببب يا بنيّان نور المكان
أبتسم له بنيّان ، وفهد خرج وهو يرحب بأبو بنيَان وإخوانه وقلطّهم بنفس رحبة وهو مبتسم ، ويأشر للافي وهو يقول : إبّعد من الباب خلهم يدخلون وهات القهوة
لافي أبتعد خطوة لورى وهو
يتنفس بكل قهر وبصوت عالي


ومن دخلو كلهم رفع يده وسحب الغُترة البنية من على رأسه بعصبية ورماها على الأرض وأخذ يدوس عليها وهو يقول : هذي نية العشرين غترة يالجنوبي يالإستغلالي ، جانا مرض السُكري من جيّاتك وآثاري نيتك كانت وااضضحة
الله يغربّل إبليسك إذا خذيت مننا ما بقى
ركض لداخل البيت ، ودق باب المجلس الداخلي ومن خرجت له دُجى اللي وصلتها دعوة من فهد بعدما أعطاه خبَر بنيَان وقالت : وش صاير علامك؟؟
لافي الي كان مستنكر تجهيزاتهم وترتيبهم للبيت مع ذلك مافكر يسأل ، قال بقهر : وأنتي مشتركة معهم بهالسخافة؟ وهالبقلاوة الي سحرت أبوي وتركته يشق الضحكة من لمحه ، وينه زوجك ماجاء بعد علميني ؟ أكيد إنه مشارك بهالخطة هالنحيس
دُجى كتمت ضحكتها بصعوبة وهي تتنهد وتقول : تبيها تبّقى عندك طوال العمر؟
تضايق من كلامها وتأفف وهو يصد بقهر : ماودي نبّقى لوحدنا بهالسرعة ، ماووديي
تنهدت وهي تقرب وتطبّطب على كتفه وتبتسم بخفوت : أنا هنا ، خطوتين وأنا عندك ولا يضيق لك قلب
صد بتنهيدة ورجع يقول : وعمتي وين هي؟
أشرت على الغرفة وقالت وهي تمشي بعجلة للصالة كونها تأخرت على أهل بنيّان : بغرفتها
وعطَها خبر تجي الحين
مشى بخطوات سرِيعة وهو يتجهه لغرفة معانييّ ، واللي من دخل لمحها واقفة بجنب الشبّاك الكبير الي بغرفتها ومكتفة يدينها ، يحتضن جسدها فُستانها الي بلون الحبّق واللي نسجته بيوم زفاف أختها وتفكر على المدى البعيّد ، من نطق لها فهد قبل ساعات بسيّطة إن صاحب هالبقلاوة جاييّ متعني هو وأهلله لأجل يخطب ويتقدم لك ، وأنتي الي عليّك تتجهزين وبس لأجل تشوفينهم ولأجل تتحاوريّن معهم ومن بعدها تأخذين مساحتك الكافية للتفكير .. ولو يدري فهد إنه تركها تعيش بتفكيرها من اللحيّن ، لو يدري إن مفاهيمها إنتهت ومستوى إستيعابها إنهار حتى القاع ، لو يدري إنها ماهي قادرة حتى على تركيَب فكرتين على بعض .. كل محاولاته كانت بسبّيل القُرب ؟ كل تخبُطاته وزياراته كان لأجل يليّن القلب ويوضح نيته الطيبة بالموضوع؟ طيّب وموضوع تعقبه لها ؟ وش سره وش سببّه؟ ليلة البارحة تنعى تفكيرها وليلة اليوم وصلتها كل إجابات تساؤلاتها عن غيابه
وصلت تنهيدتها العميّقة لمسامع لافي اللي بدوره ركض ووقف جنبها بسرعة البرق وقال وهو يناظرها ويتكلم بدون يقطع كلامه : تذكرين يوم قلت لك إن الجنوبي طيب ؟ طلعت كذاب وطلع كلب وشرير وشيطان رجيم ، تذكرين يوم مدحت بقلاوته؟ طلع فيها سم عشان يسحرنا ونوافق عليه ، وطلعت كل نيته يخلينا مرض بالسُكري
طلع ناوي يموتنا ياعمة ، هذا عنده مخططات لأجل يبديَنا إبادة جماعية ببقلاوته ، تكفين ياعمة حتى الغتر حقته برميها وأحرقها وأنتي لا توافقين طيّب ؟


ناظرته معاني بهُدوء وهي فاهمة مقصده ، وهو تأفف بضجر وقال : ياعالم إتركو لنا عمتنا عالأقل ، أنا قلت جيتنا لهالشمال جيّة شر من جينا تفرقنا
أبتسمت بضيق من كلامه وهو أخفى ضيقه بصعوبة وناظر للغترة المرمية على حدود طاولة بإهمال أخذها وهو يقول بقهر : رميت كل شماغاتي بعد هدية الجنوبي الله يسود وجهه والحين بأخذ هذا ياعمة عادي ؟
هزت راسها بإيجاب وهو مشى ورتبه على رأسه بضجر ، وهي أخذت نفس وزفرته بصعوبة وهي ترجع خُصلات شعرها للخلف، آخر مرة عاشت هالتوتر قبّل ست سنين من الآن ، بالوقت الي وافقت على آخر خطيّب لها والي من بعدما كسَرها بكلمته عافّت كل هالطاري ورفضت أي شخص يقوله فهد قبل يخطون خطوة
ولكن الجديد بالموضوع والمختلف هالمرة إن فهد ما أستشارها بجيتهم ، فهد قال لها " الجنوبي بنيَان صاحب البقلاوة جاييَ يتقدم لك ،تجهزي"فيما معنى كلامه
وكأن فهد يقول لها هذا الشخص الي يستاهلك
وهذا الي مربَكها من ناحية ،إنه بعد هالسنين كان مبّتسم لطاري خطّبتها !
وبعد دقايق بسيطة توجهت للمجلس الي يحتضن أجساد أهله ، وجلست بهُدوءها الطاغي المُعتاد ،المُبهر بالموضوع إن أم بنيّان أُسرت فيها بما تعني الكلمة
برغم إن بنيَان ماكان مهتم لجمالها ، ولكن لو يدري إنها تحمل كل هالكم الهائل من الجمال على وجهها كان طاااح على قلبه فوق طيحته وفوق غربلته!
كانت هادئة طوال فترة جلوسها ، وتراقب دُجى الي متعنيّة وتحاول ما توضح لها النقص الي يعيشونه من ناحية خيال ، وكلما تكلمت دُجى أو فتحت سالفة إبتسمت معاني بخفوت لإنها تعرف إن دُجى تحاول بشتى الطرق تلطف الجو
بعد كل مرة ينتشر الصمت بالمكان
مثل ماحاولت تلطف الجو بعد معرفتهم بموضوع حرق وقاص لمشغلها ، كانت تحاول تلييّنهم بعد إشتعال المكان بغضبهم واللي لو كان وقاص قدامهم كان شهدو على موته بنفس اللحظة ! وهذا كان حُسن حظه لوهلة!
لذلك كانت دائماً تتخبطّ لأجل يكون المكان الي تتواجد فيه ليّن وسمح وطيّب وهذا الي فعلاً يصير !
-
بمجلس الرجال ، كان بنيَان بأعلى مراحل الروقان
صحيح الإرتباك له بقلبه نصيب لأن الأكيد إن هالبنت مانست موضوع تعقبه لها وتخويفه لها
ولكن الأمل إن مبادراته طوال الأسابيع السابّقة وضحت لها نيته ، كان طوال الوقت مبتسم وإبتسامته ماغابت خصوصاً إنه صار يدري إن فهد مرتاح وليّن من هالموضوع ، وأخذ موضوع جياته كل هالفترة هي تعُرف وتقرب ، عكس لافي الي حاس إنه منخدع وتركه بنيّان بموضع الإستغفال وهذا الي تاركه يبَقى طوال الوقت يناظره بحدة وعصبية وقهر ، حتى إنه لما صب له الشاييّ كان بينثره عليه لولا حرص بنيّان


من بعد هالنظرات الناريّة قال بسام أخوه بإستغراب : وش قوم (وش فيه) هالولد يبحرك(يناظرك بحدة)؟ داعس له على طرف
كتم بنيّان ضحكته بخفوت وهو فاهم نيّة لافي ومعطيه كل الحق ، هز رأسه بإيجاب وقال : ما بقلبه شيء ، خله علي
ومرت الجلسة برحابة تامة إلا من ضيق لافي ، وعتب أبو بنيّان مع ذلك ما وضحه ، بالعكس حاول يكون بأفضل حال لأجل ولده ،طلبها بكل رحابة وقال كل الكلام الي ترك بنيَان طوال الوقت مبتسم ؛لأجل الكلام ولأجل الغترة اللي على رأس لافي ، الإبتسامة تراكمت بطرف ثغره لأنه قدّر يميز شيء صُنع من يدينها بلمحة وحدة ، وهذا صار شيء أكبر بكثير من الي يحس فيه
أكبر بكثير من تفكيره،مازال يتذكر لما قال لوهَاج يجي معه لأجل يخطَب قال له" أخاف ينفضح شعورك وأنا بجنبك ، تعرف من أكون بجنب أحد يفيض من الشعور" وهو فعلاً فاض هالشعور بدون وجود وهّاج فكيف لو جاء ؟ كان أنفضح على مرأ العيّن
ولكن رفض وهَاج كان بسبب وجود أهل بنيَان اللي ظن إنهم يكفون عنه ، جاهل إنه مكانه بغيابه يبقى فراغ ومحد له قدرة على تعبئة هالفراغ أبداً !
ومرت هالخطبّة بسَلام تام بعدما صارحهم فهد برغبتهم بالتفكير !
-
واللي كانت تتمنى واقع أحلى من خيالها ، وصدمَتها الظُروف بوجع أكبر من أوجاعها اللي مرت من قبّل ،كانت جالسة بوسط الغرفة وحوالينها أوراق كثيييّرة ، ومضمون هالأوراق كلها"تشخصيات عوّاد" من أول خطوة تجرأ فيها وقرر يتعالج عند دكتور نفسي ،من أول لحظة قرر يترك أهله خلفه ويبتعد عنهم بس لأجل يقدر يعالج نفسه
مازالت تتذكر عتب فهد عليها ، وضيقه الكبيَر
وقهره ونبرته الممتلية بالضيَق والي حلف إنه بيجيها لولا صوتها الهادي الي رد عليه .. أول ما أتصل قبل أسابيع رد عليه عوّاد وآخيراً بعد إنتظار واللي أمطره بوابّل من عبارات العتاب والقهر ، ويحلف لو يعيدها ماعاد يلقاها بوسط بيته من جديد ، كان يهاوشه بكل كلمة يقولها وعوّاد مطول باله وهادي تماماً حتى إنه ما أهتم وأعطاه خيَال بهدوء ، ومن إستشعر فهد إن خيال هي الي خلف السمَاعة أخذ ينثر عليها ضيقه وقهره من إنقطاعها عنه ، حتى إنه لما فكر يجييّها كان جاهل عن موقع بيتها ، وحتى لما فكر يقول لضرار يدور عليها خافّ يكبَر الموضوع ويوصل لنقطة ما توقعها ، كان مقهور إن عوّاد عاجز حتى يشتري لها جوال لأجل يتطمنون عليها أهلها .. وبعد مرور دقايق طويلة وفهد يعاتب فيها ، وهي اللي كانت ناويه تنتهي خطاويها عن هالبيَت بأقرب وقت ، ولكن كلام عوّاد هزّها حيل ، تركت تفكيرها يتغير بشكل مُخيف ومهلك ، أهلك كل روحها بهالكللام وتركها تغير رأييها بلحظة بس


كيف إنها كانت كاتمة شهقاتها بالقوة ، وتمسح دموعها بكل مرة ينطق فيها فهد ، وهي قابّضة على كفوف يدينها وعيونها تنتقل للعلب الكثيرة بالغرفة بنظرات مقتولة من شدة الضيّق ، والي من بعدها وكالعادة وصله لمسامعه صوتها الهادي والساكن الي كان دايماً يخفي خلفه ضيّق وقهر وبكاء ودموع ،واللي من بين نبراته طمّنته وطبطبت على قلبه من بعد ظنه إنها صادّة ، كانت موقنة لو يدري بحالتها الحيين ليحرق عوّاد بأهله بنفس اللحظة
ليه رفضت تصرح بضيقها ؟ وليه رضت تبّقى بمكان تعتبره سجن بسبب كلمة بس ؟ تجهل كل هذا
ولكن كل الي يهمها في تلك اللحظة ، إن فهد ما يضيّق وهذا اللي حصل فعلاً طمنّته عليها وطمَنت معاانيي ودُجى وحتى لافي اللي كان جالس بجنبهم
وهذي حياتها طوال الفترة السابّقة ، بين كومة أوراق بين كومة تشخيصات تشهد على مآسي عظيمة ، ومحاولات للنجاة من الحياة بكل قوة!
كانت تقرأ ملفاته على مدار السنيّن ، وتكتشف الطريقة الي كان عايش فيها ، عرفت إنه طوال الفترة السابَقة من حياته ، كان العلاج مُنصب حول كيفية رجوع ذكراه المأساوية لذاكرته لأجل يقدر يتغلب على وجعه ، لأجل يقدر يتحمل وجعه، ولأجل يقدر يبّني حصون الأمان بنفسه من جديد، كانت تشهد على تخبطاته بهالأوراق
وكل تفكيرها هاللحظة.. وش هالذكرى الي إسرته وسبّبت له هالمضاعفات كلها؟ وش هالذكرى الي تركت العقل يتأخذ هالإضطراب كإنزيم دفاع
لأجل يقدر يستمر بهالحياة المأساوية .. ماكانت تعرف هالخطوة هي شفقة ، ولا خوف بإنها تتركه بعد كلامه وتتسبّبب فعلاً بموته خصوصاً بعد معرفتها بمرضه ثنائي القطب وتحولاته ، ولا لهالخطوة مُبرر ثاني غير الي يخطر على بالها !
ولاكانت تدري وش الشعور الي تعّيش به هالفترة ! خوف ولا ظُلم ، ولا محاولةللنجاة ولا أمل ولا إدّعاء قوة!
ماكانت تدري هل نفسها إتخذت هالحياة مغامرة جديدة ولازم تعيش دروبها ولكن شعور بداخلها أجبّرها تستمر على هالخطوة لحتى توصل للنقطة المطلوبة وبس،خلال هالفترة كانت شاهدة على شخصيّة عواد وتقلباتها كونه كان فعلاً يطلع الصبّاح ولكنه يرجع بأول العصر وبإنتظام ، كانت غير مدركة لعذابه الداخلي ولكن التعب الي بوجهه كان يكفيها لأجل تعرف وش كثر عانى
ما ألتقت فيه أبداً ، ولا جلست بالقُرب منه
ولا حاورته ولا تلاقت عيونها بعيونه ، كانت تراقبّه عن بُعد وبس تدرس حالته وتراقب تصرفاته وبس
وفعلاً كل اللي تقرأه بالورقة ، تلقاه على أرض الواقع
وبهاليوم قررت إنها تخرج من الغرفة وتراقبه من جديد ، كونها أيقنت إن هالوقت وقت نومه !


بعد مرور هالفترة كلها وعوّاد تاركها على راحتها وغير مُبالي تماماً بصدها عنه، كان يكفيه وجودها
لأنه شخص شخصيته مُبرمجة على الخوف من الفقد !
كان يكفي يسمع قرقعة فناجيل بالمطبخ ، أو صوت باب يتقفل ، أو عُروة باب تُجذب ، أو حتى صوت خطوات ولو إنها تبتعد عنه
طوال هالفترة كانت مواعيده مع الدكتور مستمرة،هو أصلاً ما قطعها وهو أصلاً كان مواظب عليها من لما أيقن إنه مريّض ،ولكن برغم ذلك كان عاجز تماماً يسترد ذكراه الموجعه لأجل يقدر يتغلب عليها !
خلال هالفترة بعد ، كان خايف ينعاد موضوع النسيّان من جديد وهو الي ما بيدينه قدرة على الصد عن هالموضوع !
كان خايف ينعاد لأجل كذا كان يكتب كل الي يخصّها بورقة ، كل الي عرفه وكل الي تعرف عليه من خلال تصرفاتها البعيّدة عنه!
وبعدما مرت هالفترة السيئة عليه ، الي صحبها موجة إكتئاب حادة وعنيّفة إثر مرضه .. ومثل المُعتاد كانت تتغير أحواله غصّب عنه وبغير إرادته
كانت تراقبّه وهو منسدح بشكل إرتجالي على طرف الكنب ، ويناظر لفيّلم رُعب بعدم شعور وبغير مبالاة ، وكأنه هالرعب كله الي بالفيلم ماكان ينقاس بالرعب الي عاشه في حياته !
على غيّر عادة أخذه النوم من وسط الفيلم ، وإنتهى وبانت شارة النهاية وهو مازال نايّم ومازالت خيال جالسة على بُعد منه وبيدينها أوراق كثيّرة نست حياتها وهي تبحث بحياته
نست كيف تعيش ضمن فصول الخوف الي أُرتبكت بحق قلبها بهاللحظة كانت موقنة إن سبَب بقاءها هو مساعدته بمعرفة هالذكرى ،ولا ليه من بدّ كل البنات على أرَض هالحياة أُختير تكون هي الي معه ! خيَال الي تحب المُغامرة وتحب الحياة .،خيال الي قتلو حياتها
مرت ساعات طويلة وهي ملتزمة بمكانها فوق الدرج ، ولكن هالساعات مرت بسرعة لأن النوم غلف أجفانها فعلاً !
وبعد لحظات فتحت عيونها بتعب شديد ، ورفعت شعرها عن أطراف وجهها وهي تثبته بيدينها للخلف ، أخذت تحرك جسدها بتعب شديد وهي تنقل نظراتها للمكان ، عقدت حواجبها بفضول وهي تتأمل تصرفاته من فتح عيونه ، رجعت رأسها لورى بدهشة من فز من مكانه بحركة سريعة وهو يبّتسم إبتسامة كبيييرة ويرفع يدينه لفوق وهو يضغط عليها بحمّاس ماهو بغريب عليه ولكنه جفاه كثيّر
أخذ يناظر للمكان بنظرات إستطلاع ثم تضايّق من منظر الصالة الي يفسد مزاجه كونه صحى وهو مستانس وزايّره الفرح وأخذ يسحب اللحاف الأسود من على الكنب ويرميه بمكانه المُعتاد ، ورجع يرتب الألوان نفس ترتيبها القديم بلحظات بسيّطة وإبتسامته ما زالت مرسومة بكل قوة على وجهه وسط ذهول وصدمة خيَال واللي لأول مرة يصادف حضورها تغيّر حالته


من بعد قراءة أوراقه لأسابيع طويلة أيقنت إنه حصلت له حالة"هوس" بمعنى القطب الثاني الي يوصل فيه لأقصى مراحل السعادة والحمّاس بدون سبب ، بدون مبرر فقط المرض فرضّ عليه هالحياة
وهذا الشيء الي أرهبّها ، كيَف بساعات بسيطة تغير من شخص ما يعرف للإبتسامة وللحياة درب لشخص إبتسامته ماغابت عن ثغره من لما أُزيحت أجفانه من على عينه!
وقفت بربكة بعدما تسللت الرّعشة لكل خلاياها من لمحته يتقدم بخطواته بإتجاهها ، ولكن الأوراق الي إنتثرت من حضنها على الدرج عثّرت خطواتها وكان عوّاد سبّاق لها والي من سمع صوت شهقتها الخافتة تقدم لها بخطوات سريّعة ووقف قدامها ومن لمحها إتسعت إبتسامته وأخذ ينحني بسرعة البرّق ويأخذ كل الأوراق الي قدامها بحركة سريعة ومن بعدها إستّقام قدامها بطوله الفارِع والأوراق بيدينه وهو يتأمل وجهها والخوف الي يغلف تعابيّرها ونظراتها ، ورغم إنه منزعج ولكنه يدعييّ اللامبالاة ، أخذ يقول بإبتسامة : ذكرني هالحدث بمشهد مبتذل بأحد المسلسلات ، هي تطيّح الأوراق وهو يلمّها لها
وبعد هالحدث معروف وش يصّير صح؟
ناظرته بتوتر والرهبَة تملأ أطرافها ، بهاللحظة هذي بالذات صبّت كل السب والشتم لروحها الي تركتها تبّقى هنا وما تطلب النجدة من فهد وتهرب من هالمكان بأقصى سرعة ، هي ماتقدر تعيّش بهالخوف عمر .. هي ماتقدر والله!
سحب عوّاد يدينها وهو يمد لها الأوراق بعشوائية ويثبتها بيدها وهو يميّل شفايفه بخفوت ، ومن بعدها رجع خطوة لورى وهو مازالت أنظاره عليها وسط رجفتها الي تحاول تخفيّها بكل قوتها ، من بعدها تصدّد عنها وهو يناظر للجدار الكبيّر الي يحتوي صوره ، واللي كلها مقلوبة وكان الجزء الخلفي للبرواز هو الي واضح له ، أخذ يقلب كل صورة وهو يتأملها للحظات بسّيطة وبعدما يرجعها مكانها يبتسم للذكرى الي تمّره ، ومن بيَن ترتيبه للصور إنتبه إن طيّفها مازال زايره ومازالت متوقفة وتناظره لذلك قال بخفُوت : تدريّن ،ليه كل هالصور تملأ جدار بيتي ؟
ضمت الأوراق لصدرها بكل قوة وهي تخفي توترها وبقت ساكتة ولكنها تناظره وهو يرتب الصُور ، أردف بنفس النبّرة الخافتة : أخاف بيوم من الأيام أنسى إني كنت شخص أحب الحياة ،أخاف أنسى إني أعرف ألعب كورة ، وأعرف أسبّح ، ولي خبرة ماهي بهينة بالسبّاقات
أخاف لاطغاني الضيّق من جديد ورجعت أقلب هالصور أنسى إني كنت عايّش برغم كل شيء
لأجل كذا كلما لقيت نفسي مبسوط وسعيّد وثقت لحظتي السعيدة بهالمكان
على نحو مُريب أخذت الجسارة منحنى كبير بصدرها لأجل تنطق وتمر ترددات صوتها من حنجرتها


في ظل كل رجفتها من وجوده قدامها قالت : وليه لامنّك ضقت تقلب كل الصور ، المفترض لاتحول مزاجك تتأمل هالصور وتتذكر إنك كنت مبسوط
ألتفت لها وناظرها بتنهيّدة وهو يرفع كتوفه بعشوائية : بوقت ضيّقي ماودي حتى ألمح إبتسامة فمابالك فإن هالإبتسامة تكون إبتسامتي؟
ناظرته بإستنكار ورجعت خطوة لورى وهي تقول : وش فايّدة هالصور إن كان هذا ظنّك؟ مادامك الحين سعيد وش فايّدة إنك تناظر لأيامك السعيدة!
هز رأسه بالنفي وهو يبّتسم بهُدوء ويناظرها بلُطف وهو يقول : لأني بكل مرة أنتهي من هالمرحلة وأرجع أقلب هالصور وأتأملها من جديد .. أبتسم لأني خرجت من هالمواجهة بكل قوة ، خرجت وأنا مازلت عايّش ، خرجت وأنا مازلت أقاوم وهذا بحد ذاته كفاح بنظري
هزت رأسها بهُدوء وهي ترجع بخطواتها للخلف بعدما قررت ترجع للغرفة لما أخذت كفايتها من الخوف والتوتر ، وأخذت كفايتها من مراقبته اليوم ! ولكنها ألتفت بتوتر من قال بحمّاس : ودك نطلع ؟ سبّاق ولا نسافر ؟
رمشت بصدمة من كلمته وهزت رأسها بالنفي بكل طاقتها وهي ترجع خُطواتها للخلف بكل عجلة وتركض للغرفة والأوراق مازالت بيدينها ، أخذت تقفل الباب من خلفها وتسّتند عليه بكل طاقتها وهي تأخذ نفس بصعوبة ومازالت دقات قلبها الهائلة تُخيفها بشكل مبالغ فيه ،هي وين وكل هالمغامرة وين، هي وين وكل هالتوتر وإفراز الأدرينالين من فرط الحماس ويّن؟غمضت عيونها للحظات وهي تأخذ نفس بضيّق ومن فتحت عيونها ولمحت الجوال الي إشتراه عوّاد بضغط من فهد قدامها ، مازالت تتذكر كيف تركه جنب الباب بعدم إهتمام ورجع ينزل
وهذا اللي يحسب ضده ، تصرفاته ما ينحسَب حسابها ولاهي متوقعة ،وهي ماعندها قدرة على هالحيَاة أبداً
أخذت الجوال وهي ناوية تنهي هالفصل بنهاية مفتوحة ، ولكن من لمحت رسالة دُجى بمجموعة العائلة -أم صاحب البقلاوة كانت تشع قلوب ، نقول الله ييتمم ياعمة؟
ولافي رد عليها - فرحانة صح ؟
وصله رد دُجى على طول - أكيد يا وجه التيّس ، عمتي بتتزوج تبيني أبكي؟
لحظات بسّيطة وأنحذفت من المجموعة وسط ضحكة فهد الي سجلها وهو يطقطق على لافي وتصرفاته العشوائية وعلى معاني الي واضح مستحية من الرمز التعبيري الي أرسلته بس
أخذت تسمع ضحكة فهد مرة وثنتين وثلاث وتصدر تنهيّدة عميقة تخترق أجزاءها " ماهو بوقت النهايّة ،بديت مشوار وإدعيّتي القوة؟ كمليه لو بتموتين من رعبك قدامه"
ومن بعدها أرسلت تستفسر عن يومهم بهُدوء تام ، ولا كأنها الي عاشت الرعب قبل دقايّق ولا كأنها الي بقت ساعات طويلة تراقبه فوق الدرج ، وولا كأنها بغرفة كل خطوة فيها تحتوي على كومة أوراق !
بيّنما عوّاد من خافت وراحت تأفف بإنزعاج وقال بخيبة : مُـملة صدق !



رجع يأخذ جواله ويتصل على صاحبّه وهو يقول : متى أقرب موعد للسبّاق الجاي؟؟
وصله إستنكار صاحبه بعد غيابه عنهم شهريّن وأكثر بينما عواد ما أعطاه مجال للإستفسار ورجع يكرر سؤاله حتى وصله الجواب " فيه سبّاق قريبت "
وهو تنهد وقفل بوجهه وهو يتجهه للغرفة ، ومن سحب عُروة الباب ولقاها مقفلة عقد حواجبه بإستنكار وقال : خيال ، بتخليني هنا؟
إرتجفت من سمعت صوته ووقفت وهي تناظر للباب بربكة وتوتر ، آخر مرة خطى لهالغرفة كان بأول ليلة لهم سوى من بعدها كان يوقف بحدود الباب ، بلعت ريقها بصعوبة وأخذت تمشي بإتجاه الباب ومن فتحته بعد تردد طويّل رجعت لورى وهي تكتم أنفاسها لما إقترب منها ، ولكنه ضحك وهو يمشي من جنبها ويتجه للدرج ويقول : ناسيّة إن ملابسي هنا؟
إسترجعت نفسها بصعوبة بالغة وهي تناظره بعدم فهم وبصُعوبة شديدة ما ذاقتها من قبَل ، هو فعلاً له ملابس تحت ولكن تذكرت إن كلها كانت قامتة عكس شخصيته هذي تماماً ، لمحته يسحب البلوزه الزرقّاء والبنطلون الأبيض ويطلع من الغرفة وهو يغني ويدندن وسط سكونها وصمتها الرهيّب ، مسحت على وجهها وهي تتنهد بصعوبة وتناظر لطيفه يتلاشى قدام عيونها : يارب .. هالحياة اللي يعيشها صعبّة علي ، فكيف عليييّه؟؟
وهذا كان الي كاسر خاطرها عليه ، إن ماله قُدرة على تلاشي أنصاف هالمرض إلا لما يستِرد الذكرى الي أوجعته !


بالمركز التأهيلي ، والي كان بأحد الغُرف يسكن جسده الهالِك والي مُوصل بالمغذية ويناظر بخواء للمكان ، وإنطفاء لمعة عيونه وااضحة من على بُعد أمتار وأمتار .. كم مرت عليه أيام وهو بهالمكان؟ وكم مرت ليالي وهو وحيّد
لا أم ولا أخ ولا حتى أخت وصاحب زاروه ، وكأنه منبوذ إنرمى بأبعد نقطة وأنعاف بأبشع طريقة بسَبب أفعاله
كان مفجوع ومن شدة فجعته ليالي طويلة ما سكنت له عين من شدة بكاءه ، كيف أنخدع؟كيف شخص مثل حذقه وذكاءه وفطنته تمر عليه هالخدعة التافهة؟كيف بسبب غباءه وجهله دمّر سمعته ودمّر حياته ودمّر كل مجده الي صنعه!كان مقهور وقلب ينزف وجع وضيّق وقهر !
كان مكسُور وبشدة لأن كل الي عاشو معه هالقضية من المعلميّن لهم زوار ماينعدون على الأصابع من كثرهم ، بيَنما هو صاحب السمعة الكبيرة والمنصب المّهيب الي يفرضه على كل الي حوله وحيييّد! أخذ يستند برأسه على طرف المخدة وهو يتأمل السّقف الي حفظ تفاصيله من جديد وهدّب عينه يتحرك بخيبة عن عينه ، كان مُوقن إن سبب هالجفاءء من أهله ماهو بسبب المخدرات لإنها ماكانت بيده ، القضية اللي وصله ملفها قبل إسبوع ونص من الآن ، والي أُدين فيها بحرق المشغل بإعترافه ، ولولا فصول علاجه من هالمخدرات كانت قضيته أقرب مما يظن !



كل الصدمات توالت عليه بشكل كارثي ، مازال يذكر إنهياره وصدمته الي تركت دموعه تنهال بشكل كارثي على وجهه من قال له الرائد عن موضوع المخدرات ، كان غير مصدق تماماً ويكذبهم وهو يناظر للوكيّل ويرتجيه يكذبهم ولكن الوكيّل ناظره بإبتسامة وهذا الي تركه ينهار من جديد ويضرب نفسه ، لأنه كان غبي ، لأنه ما حسب أي حساب للدنيا وكيف بتكسره من المكان الي ماحسب حسابه"سمعته" مازال يتذكر إنه بقى على المُهدئات أيام طويلة حتى قدر يستوعب الموضوع ، ومن إستوعبه يرجع ينكسر من جديد بقضية الحريّق ، والي من بعدها ماسمع طاري لأهله أبداً ، له وجه يسأل ويقول" ليه ما جيتوني؟" وهو الي دمّرهم شهور طويلة بغير علمهم؟ كان طوال الوقت ينهش عظامه الندم وهو يلوح لخاطره وجهه بريّق واللي آخر الأيام كان مرتاح من ناحيتها ، عالأقل كانت تبتسم وكانت ترجع تُضيء من جديد عالأقل تركت الندم يبتعد عنه ، ولكن بعد هاللحظة ؟ لما تعرف إنه سبّب تشوهها؟ كيف بيُعاد ترميمها من جديد؟
تنهد بغلاظة وهو يمسح على وجهه وهو يتذكر حضور فهّد ووهّاج وحتى لافي وكايّد وأخوياهم الجنوبي والمُذيع قبل يوصله ملف القضية ، وكيف هزو الدار من ضيقهم وغضبّهم ، كيف ماجاء واحد منهم بس ! بالعكس من شدة قهرهم إجتمعو كلهم ، يحلف بهاللحظة إنه لو كان بين يدينهم كان ودّع الحياة ولكن حُراس الدار ردوهم عنه لأجل كذا هو باقي يتنفس !
رفع رأسه وهو يتأمل بنت المُعلم الي معه بالغرفة تدخل وبيدينها صحن حلاوى على قدّها وهي تبتسم بفرحة وتركض له وسط إبتسامته بحضورها هي وعمها ، تنهد بصعوبة وهو يصد عنهم ويناظر لطرف الجدار والضيّق هجم عليه لدرجة عجز يسترد نفسه ، كان يتذكر آخر كلام وهّاج له" هذي آخر ضحكة لك" ويضيق كونه عليه من جديد .. لإنه من نطق هالجملة وهو عاجز يضحك ، عاجز يحس بالحياة من جديد
وكأن جملة وهّاج كانت كافية لأجل تضيق عليه فكيف بتذكر منظره وإبتسامته ونظراته؟ فكيف بحال وقاص الحين وحياته الي إنهار سقفها وهو تحته! إستشعر الدمعة الحارة الي حرقت طرف خده ومسحها بكل قوة وهو يكتم دموعه بصعوبة ويحاول يتماسّك ما ينهار لإنـه صار وحيّد فعلاً

ببيّت فهد
للآن مشاعر الخطُوبة تلوح بأرجاء المكان ، كون بنيّان باغتهم بوجوده ، ليلة البارحة يتصل يقول جاييّك للقُرب ،وصبّح هاليوم
يعطي فهّد الخبر لمعاني ودُجى !
كونه تقدم خطوات خافتة وبسّيطة إلا هالخطوات هي الي تركت آخر خطوة له ثابتة ، بسبب هالخطوات قدر يأخذ حيّز كبير بتفكيرها
ولكن هاللحظة كانت المشاعر غير تماماً عن اللي عاشوها قبلّ ساعات من الآن
هالمشاعر أكثر عذُوبة ، أكثر حنيّة ، أكثر رقة
مشاعر لذيّذة على القلب وخفيفة بالحححيل


تجسّدت بالمعنى الحرفي بالدمُوع الي تلألأت بعيون معانييّ واللي كانت تناظر دُجى بشهقات مكتومة ، ودُجى كانت مبتسمة إبتسامة خافتة وتناظر للي بيدها بنظرات هاديّة ، نظرات حللوة حييل وكأن هالي بيدها بيستجيب ويبادلها نفس النظرات
توسطت حُضن معاني الي بدأت تلف يدينها حول كتفها بكل حنية وهي تتنهد برااحة ، بعد المشاعر الطاحنة الي عاشتها قبل لحظات بسبَب بنيان وخطوته الجريئة الي طيحت كل خطواته الي قبّل هاللحظة تغيرت كل مشاعرها وسكنتها الطمأنينة والسكينة، صحيح بالبداية إستغربت طلب دُجى منها من بيّن كل الناس ولكن أيقنت إن معاني ماكانت إلا اليد الحنُونة الي بمقام أمها
إبتعدت عنها دُجى ومازالت إبتسامتها الهادية تسكن وجهها بسبّب لافي الي دخل عليهم وقال بتأفُف وهو مازال مغبُون من حركة بنيّان وإنه آخر شخص عرف عن هالخطوبة:جرادتك عند الباب، إركضي له لا تخلينه يتحول شجرة..
ميّل شفايفه بسخرية وهو يشوفها تلبس عبايتها بحركة سريعة وتنهد بضحكة : الله يعين بس على هالحركات الي مدري متى بتتعملين الثقل بعدها
ناظرته بإبتسامة حنيّنة وهو عقد حواجبه بعدم فهم ونقل أنظاره لمعاني الي تمسح دموعها بربكة، شهقق وتقدم بخطوات سريعة وهو يقول بإبتسامة:ليه تبكين؟ ماتبغين تتزوجين؟رافضة الجنوبي؟والله محد يجبرك أفا عليّك لا تبكين
الحين أروح لفهودي أقوله إنك..
سحبته دُجى وهي تضحك بإنهاك من تفكير وتصرفات أخوها ورمته برى الغرفة وهي تقول:إطلع تكفى يا أبو نص عقل ، عمتي ماصار لها نص ساعة من خطبوها ، إتركها تفكر
لافي ونظراته على معاني الي تضحك عليه والي من بعدها دُجى قفلت باب الغرفة وهو بدوره تأفف بقهر وقال : هي موافقة من الحين ، أنتي ماتعرفين سياسة الجنوبي الكلب
خدّرها بالسكريات ولعب بعقلها بهالبقلاوة وشاهييّه ، الحين ياعمري عليها صارت مدمنة ماتشوفيها قطعنا إسبوعين وهي حالتها حالة
الحين هي مجبورة توافق عشان يعطيها بقلاوته حسبي الله عليه ، وبعدين لامنها تزوجته صارت مثلك أنتي وخيال ، وحدة تقول ماعندي وقت أشتري جوال ووحدة من يجي طاريي زوجها تركض كنها هبّلة ، وحناامن لنااا؟؟
ناظرته بتنهيّدة وأبتسمت وهي تمشي معه للحوش وتغلف معصمه بذراعها وتقول بخفوت : وش ودك؟ أخطب لك؟
سحب يده منها ووقف ببداية الحوش وهو يناظرها بطرف عينه : وأنا كنت أظنك بتقولين ببقى الليلة هنا ولا معليك بعيش عندكم،ولا تطبطبين علي وآخرتها تخطبين لي ؟ روحي فارقي بس قبل أتوطااك
شهق بخوف ورجع خطوة لورى وهي بالمثل من لما تهادى لمسامعها نبرته الخشنة والي قال وهو يناظره بطرف عينه :تتوطى من؟
-


ناظره لافي وهو يرفع حاجبه ، وقال : جاء المخطط مع خويّه ، ماشاء الله مشرف على آخر الأمسية
كتم وهَاج ضحكته بصعوبة بسبب لافي ، والي قال له بنيّان قبل لحظات عن موقفه وكيف عصب وأنقهر ، ولكنه مارد عليه رجع يلتفت لفهد الي أكمل فصول العتاب كونه ماتواجد معهم الليلة وهو بدوره أعطى عُذر مقنع
لافي كان ملاحظ نظرات وهّاج الي تخترق دُجى برغم إن إنتباهه كامل مع أبوه لذلك وقف قدامها وحجب رؤية وهّاج عن دُجى وسط ضحكتها ووسط إنزعاج وهّاج الواضح
ووسط إبتسامة فهد الي كان ملاحظ الموقف والي بدوره ودّع وهاج لأجل ينتهي إنزعاجه
وسحب لافي وهو يضحك بخفوت ، يااكثر السكيّنة الي تحوف قلبه ، ياكثر الراحة الي تستقر بثنايا روحه لما يلمح وهَاج ودُجى بنفس المكان .. للحظات يسرح بوجودهم ويتأمل تآلفهم ، يتأمل حنيّة بنته العظيمة والي من شدتها إحتوت هالمجروح بكل قوة
ماكان فهد الشخص الوحيد الي لاحظ ضحكات وهّاج ، ماكان الوحيد الي لاحظ تغييّره الفضيع وقوته الهائلة وكأنه لقى جبل يستند عليه من بعد دُجى .. ماكان الوحيَد ولا بيكون الي ملاحظ الحنيَة الي تفيض من عيون وهَاج من يلمح دُجى وهذا أقصى منى فهد الي ودّعهم بنظراته من خرجو من البيَت ، والي بدوره ألتفت للافي الي قال بإنتقاد : يعني كذا يبة ؟ كانت واضحة لك مخططات الجنوبي وساكت وراضي
أبتسم بخفوت وهز رأسه بإيّجاب : ومرتاح وأنا أبوك ، أقصى مُناي لما كنت ألمحهم كان إنهم يلقون بعد فهد رجَال يصونهم ، يحنَهم مثل عينه ، يداريهم ويحبّهم ضعف حُبي يالافي ، ودامني أشوف تخبّطات الجنوبي لأجل يبرز نفسه ويقوي علاقته معنا لأجل نوافق ونليّن العلاقات ليه نرفض ؟ظنّك برضى تبقى معاني طوال عمرها عندي؟ ظنَك ماودي أشوف عيالها ولاودي أشوف بيدينها ولدها يضحك ويسامرها ، ظنَك إني أناني بخليها عندي لأجل ما نعيش وحيدين؟
ناظره لافي بتنهيَدة وهو موقن إن كلامه حقيقي وصحيح فعلاً ، بس مازالت غصَة بقلبه عالقة بكل مرة يفكر إن هالفضاء بيفضى عليهم بمجرد زواج معاني
وفهد بدوره أبتسم وهو يلف يدينه حول رقبة لافي ويقول بضحكة وهو يدخل معه : وعاد بنعيش حياة عزابيَة،وبتعيشها مع أبوك وين حظك؟
أبتسم بضحكة وهو موقن إن أبوه كان وده يغير عليه جوه وهذا فعلاً اللي حصل ، لأنه إنسحب من تحت ذراع أبوه وركب على ظهره وهو يتعلق برقبته ويضحك بسبب صدمة فهد الي قال : نعنبو حيَك تظن إنك وللد البارحة؟إنزل كسَرت عظامي
ضحك أكثر لافي وهو يسحب جواله ويصور مع أبوه وهو يقول : خلني أرويها العيال بكرة عشان يصدقون إنك منت المدير فهد بالبيت
هزه فهد من على ظهره وهو يضحك ويقول : إنزل قبل تنزل هيبتي يا لافي والله لأتوطى ببطنك أنا


خرجت معاني على أصوات ضحكاتهم ، وأستندت على الباب وهي تبتسم بتنهيَدة هالليلة برغم التخبط والشوشرة وعدم وضوح المشاعر ، كانت لطييَفة حييل حييل

بسيَارة وهَاج
ماغابت أي نظرة لها عن خاطره ، كان موقن إنها تسترق النظّر له بكل قوة ، فكل لحظة يبتسم وتتلاشى إبتسامة ومن يحس عليها من جديد يبّتسم ، كان موقن إنها مخدر الأمان بالنسبة له ، خطر بباله هاللحظة لو ماكانت حاضرة بوقت معرفتهم بفعايّل وقاص ؟لو ماكانت بنفس المجلس ؟ لو ما هدّت النار الي شبت بقلوبهم؟ ماكانوا بالمكان
هذا ولا كانوا بالهُدوء هذا..كانت طوق الأمان والطمأنينة بزمان ممتلي بالخوف والهلع
من بعد دقايّق بسيطة وقف على حين غفلة على الرصيّف وسط إستنكارها وعقدة حاجبها
والي بدورها رجعت ظهرها للخلف بتوتر وهي تشابّك يدينها ببعض وتتصّدد بالنظر عنه
أما هو سحب يدينه عن الدريّسكون وأعتدل بجلسته وهو يناظرها بخفوت ، وعلى مُحياه إبتسامة خافتة ممُكن أكثر طبّع يأخذه منه فيها بعد حنيتها هو"خجلها" منه يااه يحب يتأملها لا غمّرها الخجل وتصددت ، كان موقن إنها فهمت إنه لمح نظراتها ، فبعد صمت مُحبب كان صوته هو القاطِع ، نطّق بصوته الخافت وعيونه مازالت تحاور كفوف يدينها المتشابَكة : سيري علييّ
رفعت رأسها بإستغراب من كلمته وناظرته وإنتهى حواره مع كفيَنها وأنتقل الحوار لعيونها الي فهم منها عدم الإسّتيعاب فأكمل بخفوت : وش الي بعيونك وما نطقه لسانك؟ سمييّ ودي أعرف ليه مترددة؟
إرتبّكت أكثر وهو ميّل شفايفه بإستنكار بهاللحظة ، فعقد حواجبه وحاول يطمنّها بكلامه : هاتي القمر وأوعدك أطوقه بالنُور
أبتسمت من خلف النِقاب بسبب كلمته الب فهمتها ، وهو من لمح عيُونها تصّغر إتسع قلبه كونها بدأت تهل سبّحتها ، إلتفت له ومن لمحته يشاركها نفس الحركة .. كفوف يدينه تشابّكت ببعض بنفس حركتها
تكذب لو كانت تقول إنها أول مرة تلمح تشابّه هالتصرف بينهم ، ولكنها بكل مرة تقول لكل واحد مبرر ، أو تتناسى عن سؤاله
لكن هالمرة لفّت إنتباهها بكثرة فقالت وهي تناظر ليدينه : ليه تشابّكت كفوف يدينك؟
داهمته بالسؤال في غيّر محله وهو منتظر أخبار روحها ، مع ذلك تنهد بإبتسامة وهز رأسه بلامبالاة : تعودّت ، من أضيّق أو أستضيق من أقلق أو أفرح أو يمتلي صدر حزن ألاقيني أطبطب على قلبي بكفوف يديني
ناظرته وربّكة عنيفة ملأت أركان صدرها إعتدلت بسببها ، لأن أسبابه تشابه أسبابها ولا هو بس تشابّبها كانت فعلاً نفسها !
ضغطت على كفوف يدينها بشّدة وهي تلوم نفسها"ليه ما سألتي من زمان؟" ولكن ما تركت للوم محطات كبيرة بصدرها ، أكملت سؤالها ب : من متى كان تشابّك يدينك مستقر الأمان؟



ناظرها بإستغراب للحظات من سؤالها ، ورجع ظهره للخلف وهو يسنده على الباب ويناظرها بنظرات متسائلة للحظات وهو يحاول يتذكر من متى لازمه هالتصرف ؟ سرح للحظات وهو يعض على طرف شفايفه بإستنكار مَهيب ، متعجب ، مذهول ؟ قليل بحقه !
بلحظات بسَيطة قدر يبّرر سبب هالتصرف ، وهو مابعمره فكر يبَرره لأن كان يكفيه إنه يريحه ويبَعد ضيق صدره ، ولكن سؤالها كان الدافع لأجل يفتش بذاكرته ،وفعلاً لقى الي يبّحث عنه
رجع يعتدل بجلسته ويناظرها بهُدوء وهي مترقبة ، تنتظر بلهفة جوابه ، تتمنى لو كان نفس اللي بخاطرها ، لمحت اللهفة وعدم التصديق بعيونه وهو يقول بربّكة غريبة حيل عليه وبنبّرة مستنكرة : بأول ليلة خطت خطاويّك لنا ؟
هزت رأسها بإبتسامة وهي تستشعر ضحكة عميقة بقلبها ، هذا الجواب الي تنتظره
لأنها أيقنت بهاللحظة إن علاقتهم أعمّق بكثير مما تظن ، تشاركو مصدر الراحة بدون علم منهم !
ناظرها بتوتر العالميّن وقال وهو عاقد حاجبّه : من لما شديت على كفوف يدينك بيديني ، بنفس تشابّك يديني هاللحظة
من ذاك الوقت وأنا كلما لقيت البأس شابكتها ببعض
ضحك بعدم فهم وناظرها بتساؤل : ظنّك كان قلبي يظن إن اليد الثانية يدينك؟ لأجل كذا يرتاح!
مازالت تناظره بإبتسامة ، وقلبها بيططير هاللحظة ، أيقنت إن ضيّق الأيام السابَقة وحياتهم الي ضاقو فيها بسبَب المواقف الصعبّة الي سببها وقاص وموضوعه
نُسف بمجرد ضحكة منه ، وموقف عجيَب ما ظنته ممكن يصير ! نُسف بمجرد حصولها على خبر كانت متلهفة عليه رغم إنه ماكان بالخاطر !
هز رأسه وهو يحك طرف حاجبه بكفه ويقول بعدم إستيّعاب وعيونه على كفوفها : ماني بمستوعب هالفعل وماني بمتأكد إن هالتحليّل هو تحليله الحقيقي ، أنا شخص ماكنت أعرف هالي يسمونه حُب ، متى إنزرع هالشيء بداخلي؟ من متى تتهادى الطمأنينة على قلبي ظناً منه إن هالكف كفينك ؟
بعدما لقاها متوشَحة بوشاح الصمت عقد حاجبَه وقال : تأكلني التساؤلات وأنتي تراقبين من بعيد؟ إقربي يمكن ألقى جوابي عندك يابنيَة
وآخيراً قدرت تحرر نفسها وتخلع وشاح الصمت ، وفعلاً قربت وسط صدمته والي بدوره أشر لها ترجع بذهول ، ضحكت من قلبها وهي كانت بتتعدل بس بجلستها وهو حك طرف حاجبه بقلق وهو يخبّي إبتسامته خلف سكونه ، أخذت نفس وزفرته بكل رحاابة وهي تسحب كفوف يدينه من بعض ، وتثبت كفه بكفّها بكل قوة ، بنفس العُقدة الي إنعقدت بها هالكفيّن من شهور طويييلة ، وهي تتنهد بخفوت وتقول : مامن جواب يليّق بهيّبة الموقف الي تقوله يا ولد الخالة ، ولكن كأنك كنت تدري إني بكفة والعالم بكفة من أول الخطاويي


أبتسم بخفوت من يدينها اللي تضغط بقوة على كفه وهز رأسه وهو يقول : من يقولك إنك بكفة والعالم بكفة؟ أنتي والله العالم والكفتيّن
أبتسمت برحابَة وباللحظة الي شهدت على سرحانه فيها قالت بإبتسامة ذايّبة : ولو كان بين هالكفيّن كف ثالثة ولكنها صغيرة حيل ، يتسع لها هالعالم؟
ناظرها بإستغراب وقال لما فهم إنها تقصد غُصن : بحبّ هالكفين وبخبيها عن العالم صدقيني
ميّلت شفايفها بخفوت من فهمت مقصده وأبتسمت أكثر وهي تقول : كفوف أصغر من كفوف غُصن ، تتخبّى حتى بكفوفها من صغرها
عقد حواجبه بعدم فهم ، وفطّنته الكبيرة والعميقة وجميع مفاهيّمه الواضحة عجزت تبيّن له مقصدها هاللحظة ، لذلك بقى ساكت ونظرات عدم الفهم تنسَكب بشراسة من عيونه
إستغربت سكونه ، هي الي تعرف إن وهّاج يفهم كل شيء من أول لمحة ، معقولة ما فهم إن الكفوف الصغيّرة "كفوف ولده"
أبتسمت بهُدوء وهي تهز رأسها بخفوت وتتعدل بجلستها وتقول بنبرة حنيّنة : طيّب ماودك تمسك بيدينك يدين ولدك؟
ناظرها بتعجب عميييَق وبنظرات غريبة حيل على دُجى الي بدورها فهمت إنه فهم مقصدها وأبتسمت أكثر وهي تتنهد بفرحة : وآخييييراً فهمت
بلع ريقه بصعوبة بالغة ، وقمر هالليلة يشهد كمية الرعب الي أستوطن صدره والي تجسد على هيئة هدُوء مخيف ، الخوف الي غلف صدره والي توشّح به قلبه ماكان هيّن! تخيلو لما ينهد جبل من الخوف على رأس صخرة صغيرة في نهاية هالجبل ، ياكثر الإنهيارات والرعب الي بيصير ! ولكنه أنجبر بهاللحظة يغيّر شعوره ويزيفه ، كان خايف تلمح مكنون صدره بعيونهه وتفهم مقصد غير مقصده ، تصدد للحظات وهو يمسح على وجهه ويزيَف الضحكات على وجهه ومن بعدها ألتفت لها وهو يحضن كفوفها بقوة وهي تضحك بفرحة عميييَقة توسطت أقصى صدرها ، كان أكبر مُناها يكون لها منه ولد .. وهي من عرفت هالخبر قبل ساعة من الآن وهي عاااجزة تكبَح مشاعرها ، عاجزة تخفي إبتسامتها ، وعاجزة تسترد قلبها من ضحكة وهّاج الهادية والي أخذ منها نفسها وهو يوزع قُبلات الفرح على كفوف يدينها بحنيَة عميقة تسربت من بين مشاهد الخوف بقلبه وسط دقات قلبها الي تحضر بهالسرعة الهائلة بحضور أبسط حركة لوهّاج .. فكيف بلذة هالشعور؟
شغل السيارة وقال بنبرة عاتبة : خبّر مثل هالخبر ما ينقال بليلة مظلمة وسط سكون الشوارع يابنت الخالة .. أنتي وأنا نجهل اللي بيصير عقبه!
ضحكت بخفوت من كلمته وهي تشهد على رجفة كفوف يدينه الي تحتوي الدريسكون والي فسرتها على إنها فرحة ، ولأول مرة تجهل مكنون صدره ، تجهل الضيَق والخوف والقلق الي إستوطن روحه !
ماكان عاتب ، كان ممتن إنها إختارت هالمكان وهالتوقيت بالذات لأجل تلقي على مسامعه مثل هالخبر





"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-21, 01:28 AM   #62

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




كان ممتن إن صوت ضحكته كان قادر على حجب صوت قلبه والرعب اللي تخوضه ضلوع صدره ، كان ممتن إن القمّر الوحيد الي كان شاهد على الرعب والخوف والرهبّة الي تسكن روحه هاللحظة لأن المكان خالي من النور غير نوره
يالله ياكثر المشاعر الغريبة اللي تسّيطر على قلبه هاللحظة ولكم أن تتخيلو أسبابها!
حتى لما كان معها وحيّد بوسط الغرفة ، كان يخفي كل شعوره بكل قوته ، كان يدعي ما تلمح بعيونه الي بصدره لإنه خاييّف
خاااايف يكسرها ويييرجعها بشعوره ، خااايف يصدمها بمكنون صدره خايف وحييّل


قدامه الجوال مثبَتة على طرف الكتاب الي سحبّه بعشوائية من على المكتب ، ومبّتسم برحااابة فقدها من شهور طويَلة
كان يبتسم من جميع أنحاء روحه وهو يراقب ضحكة لافي الغير مستوعبة للحظات طويلة
دُجى الي مرت دقايّق ماهي بسهلة وهي مستوطنة حضن أبوها والي كلما إبتعدت للحظات رجع يحضنها وهو يضحك من قلبه ، إبتسامة وهّاج الراكدة على أطراف وجهها وطريقة جلوسه الي تشابّه ركود إبتسامة
كان فعلاً يحتاج خبّر يغير عليه الحالة النفسية الصعبّة الي كان يعيشها ، ضرار ووديَع كانو أكثر ثنيّن متضررين من موضوع وقاص ، أكثر ثنيّن حسو بالغدر والخيَبة
الكل كان ممكن يتوقع سواياه .. ولكن هم!
ياكسر قلوبهم لما عرفوا وياوجعها ، لأن خلال هالإسبوعيّن كلما حاولو يدارو خواطرهم ماقدرو! يبّان الضيق بوجييهم
لأن حتى بعد سواياه الرديّة ، ماطيّب خاطرها
ما وضّح أي بوادر للندم ، ماضاق ما بكى قهر ما توجع .. كمّل حياته بكل أنانية
أوجعهم بهالتصرف وحيييّل
ولكن هاللحظة كانت غير ، إبتسامته تنطَق فرح من لما إتصل عليه لافي وهو يضحك بعدم وعيي وييهز الجوال وهو ينط بمكانه : بتصييّر خالل ياعقييد ، سمعتتت وش أقول؟؟ بتصير خال
رجع يبتسم من جديّد وهو ملاحظ إنه رغم إن الخبر وصلهم قبل نص ساعة من الآن إلا إن الفرحة تجدد بكل مرة
من لما خطت خطاويها دُجى وأعلنت الخبر لأبوها ماشالته الأرض ، حتى سعادته ماقدرت الأرض تشيَلها
كان مبسُوط لضحكة دُجى الي ماغابت ،للأرض الي تهتز من خطوات لافي وهو ينط بالمكان
لغُصن الي مستولية على حضن وهَاج وتناظرهم بضحكة ومن لما قال لها وهّاج الخبر "خبر أخوها الصغيّر" وهيي تضحك من فرط سعادتها ،حتى إنهاحررت كاندي من الضغط عليها وألتفت على عُنق وهّاج لما عطااها خبر إنه بيتجه لبيّت فهد
كان مبسُوط ليدين فهد الي ملتفة حول دُجى وهو ينقل نظراته الضاحكة عليهم
ضرار الي أعتدل بجلسته وهو يقرب وجهه من الجوال ويبتسم برحابة وهو يقول : مبببروك ياولد الخالة ، حظ من كنت له أب


وجّه لافي الجوال على وجه وهّاج الي بدوره تصنع البسمة من كلمة ضرار وهز رأسه بإمتنان ولافي كشّر بوجهه وقال : خلك منه هالجرادة ، والله يادمعة بلا لمعة إن لو ماكان أبوه وهّاج كانت الفرحة أكبّر
ناظره وهّاج بطرف عينه وقال : شوي وتمسك السماء بيدينك وأنت تنط على رأسي ، لو غيري بتمسك الفضاء ولا كيّف ؟
رفع كتوفه بلا مبالاة وناظره بطرف عينه وسحب الجوال عنه وهو يوجهّ لدُجى المنحرجة ، واللي دمَرها الخجل والي باايين بكل كثرة على حدود وجهها من الموقف
ومن قال لها ضرار : مبببّروك يا بعد هالقلب يا دُجى ، مبرروك يا ريّحة أمي
أبتسمت له من قلبها وهو تميّل شفايفها بخفوت وتناظره بتنهيّدة وهي تقول : الله يبّارك فيك ، وعقبالك يا ضرار ، عقبال أشوف ولدك يحضن يديني
أبتسم وهو يناظرها بهُدوء وقطع عليهم هالمشاعر لافي اللي ركض بكل طاقته في ظل إستنكارهم والي بدوره فتح الباب وخرج وهو يناظر لكايَد الي أرسل رسالة عن وجوده
ومن لمحه كايد ضحك من فهم مقصده ولافي شاركه الضحكة وهو يركض له ويحضنه بكل قوته ، وأجسادهم تعلو وتهبّط من شدة فرحتهم
ضرار كح بكل قوة وهو يقول : كتمتوني الله يقلع مشاعركم
ضحك كايّد بخوف وهو يسمع صوت ضرار من الجوال الي بيد لافي والي بدوره أبّتعد عنه وقال : خلنا نفرح وش عليك أنت ؟ هو بيصيّر عم وأناخال وأنت خلك بآخر الدنيا مع عمتي الغبية
رجع ظهره للخلف وهو يتكتف بعشوائية ويقول لكايّد : كيف خالتي؟
ميّل شفايفه بخفوت ، وهو يتذكر قبل ساعات لما قال لهم وهّاج الخبر
غُصن نثرت ضحكتها بالمكان ، وكايّد شاركها الفرحة بينما أمهم كانت هاديَة تماماً
ماكانوا يدرون هي فعلاً فرحت بسبب إبتسامتها والي وضحتها بشكل بسيطّ ؟ ولا من ضمتها الهاديّة لوهاج والي باركت له بخفوت
ولا هي فعلاً ماعاشت أي مشاعر؟
تأفف لافي وناظره وقال : تلقاها تتحسَر على ولدها الي بيجيب لها ولد من أختي ، ماتدري إنه ويييييّن حظكم يال سهيّل بحفيّد من صلبنا ، علمني وين؟
أبتسم له ضرار وهو يهز رأسه بضحكة : لأنها دُجى الي بتكون أمه بأأيدك ، ولا ترى آل سهيّل ماهم قليلّين
كايّد نفخ صدره وهو يناظره بكبرياء : صح وأكبر مثال أبوه وهّاج ، ياااكبر حظه
ناظرهم لافي بتقزز وهو يأشر بيَده ويقول لضرار : خلاص شاركتنا الفرحة فاررقق ، قال ماهم قليلين قال
ضحَك ضرار بصدمة لأنه لما كان بيرد قفَل لافي بوجهه ، رجع يتنهد وهو يقفل الجوال ويرميّه بعشوائية على أطراف المكتب ، كان فعلاً محتاج شيء يغير عليه هالجو ، كان محتاج خبّر مفرح هالكد يعطيه طاقة بعد طاقته الي تساوت بالأرض
كان يجهّل نيَة وهاج لما قال له عن موضوع المخدرات وطريقة كشفه لهم


كان يجهل إن وقاص أحد المجرميّن ، وكان يدري إن وهّاج ما قال له لأجل ما يكبر الموضوع بوجوده
ولكن كسّرة ظهره بتهمة أخوه بالمخدرات شيء ، وكسّرة قلبه بتهمة حرقة للمشغل الي كانت بتموت أخته بيّن حدوده شيء ثاني
كانت مثل الكدمة بقلبه من شدة وجعها وما بيخمد حريقها أبببداً ، ماكانت عنده الجراءة لأجل يرفع قضيَة على أخوه معهم
لأجل كذا تركهم بس يقدمون على هالخطوة ، وبالتالي هو بكلا الدربيّن بيتعاقب نفس العقاب ، مع ذلك للآن الغصّة بحلقه
رفع رأسه ولمح التقويّم الهجري الي يوضح له إنه باقي أيام معدُودة لأجل يبّقى هنا ، أيام معدودة وينتهي كابُوس غربته ويرجع للشمَال الي إحتضنته من مهده ، أيام معدودة وتبّدأ مشاعر جديدة ، تهلكه وتوجعه حيييَل
مشاعر رغم إنه حاول يشتتها عنه وحاول يركّدها بجوفه إلا إنه عجز ، كان وده يسحب قلبه من وسط جوفه ويغسّله بماء بااارد
يطهره من هالضيّق والشعور المخيف الي يستقر بصدره من يلمحها أو يسمع صوتها
رفع رأسه بسبب فواز صاحبه الملازم، والي من دقّ له التحية وجلس على الكرسي وقف ضرار وهو يجلس جنبه ويناظره بهُدوء وهو يبتسم : باقي أيام قليّلة ، متى مضت كل هالشهور؟
فواز ضحك بخفوت وقال : تكفى ياعقيّد وش الي متى؟ راحت كبودنا بهالشهور
أبتسم بتنهيّدة وهز رأسه وهو يقول : ااي عزالله بيّضتو وجهي الله يبيض وجيهَكم
سكت ضرار للحظات وفواز قال بعد صمت : ما إنتهى موضوع المحضر
تأففّ ضرار بقهر لما تذكر إن العميَد كتب فيه محضر حضُور ، وتعهد بعدم ترك المهمة
وبسبّب هالمحضر ماقدر يرجع للشمال بوسط معمعة وقاص ، كان بس شاهد على الحدث من الجوال وهذا الي مضيّق صدره أكثر ، إكتفى بهز رأسه بالنفي وفواز تنّهد وقال : وهذا اللي مضيّق هالكون عليك؟
رجع ظهره ضرار للخلّف وهو يغمض عيونه بققققوة ويكتتف يدينه بإنهاك شديّد ، وكأن فواز لمس الكدمة الي بوسط قلبه ، وكأنه ضيّق عليه روحه أكثر
لأن هالضرار ما بعمره تضايّق لسبب واحد ، كانت كل الأسباب تتوالى عليه لدرجة إنه ماتعطيه فرصة يضحك حتى ، وكأن سؤال فواز أجبّره يتضايق أكثر .. هو وده يشرح الي بخاطره لأحد .. تعب من حمل الليالي كلها على كتوفه ولا لقى أحد يحملها معه
تعب يكون"مثل الي ماكان يبخل بنوره ولما إنطفى محد مدّ له مصباح "
يبيّ ينتهي هالشعور الي كاتم على روحه ،يبي يحرر نفسه من هالضيّق والعذاب اللامتناهي والي بكل مرة يزيد ما يظهر وجعه! لاا كان مجبور يبّتسم لأجل ما يتضايقَ الي قباله
كذا عدّت حياته ، يبّكي ويخبي دموعه وسط جلده ويتصّنع البسمة لأجل ما يضيق غيره!


لاحظ فواز كمية التوتر العميّق بضرار بسبب رجلينه الي يهزها بقوة وبسببّ شدة ضغطه ع يدينه الي مكتفها بصرامة
مدّ يده وهو يطبّطب على ركبته ويقول بهُدوء : إعتبرني أخوك ، وعلمني
علمنيّ ولا تكتم هالضيّق كله بصدرك ، الكتمان ماهو فوز يا عقيّد ،الكتمان خسارة بحقك وبحق نفسك ، لأجل كذا لا تحملها فوق طاقتها
فتّح عيونه ضرار بخفوت وناظره وهو يثبت يدينه على ركبته بعشوائية ويقول بآبتسامة باهتة : ماعليك ، نفسي تحمّل هالبلد كلها على رسنها ولاتنطّق بنفس
هز رأسه بخفوت وقال : وأنا أشهد ، الي تحمل هالمقدم شبيّه فرعون بيتحمل هالدنيا
ضحك ضرار بذبول ، بينما فواز كان مُصر على معرفة علّة قلب هالرجل ، يحلف إنه من شهور طويلة وهو ذابّل لكنه يمثل الإزدهار ، لذلك أصر إصرار شديد بكل ما تحمله هالكلمة من معنى لدرجة إن ضرار عجز يتجنب كلماته ، عجز يتفادها : إسمعني يا عقيّد ، كتمانك يأخذ منك ومايعطيك ، أنت تنتهك راحتك بهالشيء ، أنت لما تظن إنك تفوز بكل مرة تكتم بها ضيّقك وتتحفظ عليه لك لوحدك
فظنك ماهو بمحله ، أنت تخسر روحك وصحتك ونفسك بهالفعل ، أنا أدري إنك تظن إن كبريائك بينخدش ، وبتظن إنك تكسر قلبك في كل مرة تضعف وتفضفض ، بس صدقني أنت كذا كسبّت روحك ، وتقدر بعدها تنطّلق وتفكر بالشكل الصحيَح ، الكتمان ماهو حل ولا بعمره كان حل
تقدر تفضفض بطرق ماهي ببسيّطة ، أكبّرها سجادة بوسط الليل تنفض ضيقك عليها ، وأدناها وأقلها شخص صغير عمر ولكن تجاربها ماهي بهينة بهالحياة مستعد يعاونك ويشيل من ضيقك على ظهره .. عطني همك
مسح على وجهه بتنهيّدة وأخذ يفتح أول زر من أزرار بدلته الرسميّة وهو يحرر عنقه من القماش الي يحتويه ، وناظر لفواز بهُدوء
وهو يحاول يرتب كلماته ، يّشرح شعوره
يترجم خيبته وإحساسه بس عااجز ، الشخص الي مابعمره نطّق بكلمة لأحد كيف بيقدر يرتب شعوره بلحظات؟
ترك له فواز مساحة كبيّرة يقدر يحرر فيها كلماته ويتذوقها قبّل يجرح بها حنجرته وهو يحاول يحررها
بعد دقايّق طوييلة حيل ، كان فواز هادي فيها ويناظره بهُدوء ، بينما ضرار كان مثبت يدينه حول ذقنه ويناظر للأرض بخواء
كان هاللحظة يعد خساراته الي خسّرها طوال حياته ، وبكل مرة يعد يغلط ويعيّد العد من جديد
جاهل إنه لو بقى يعدها ما بيكفيه عُمر كامل للعد!
قال بهُدوء وهو يشد على طرف كفوفه بكل قوة ويقول : أرتكب جريمة بحق نفسي لو خطيّت خطوة بديت بها غيري علي؟
عقد حواجبه بإستنكار من رد فواز الجاهز والي أجبره يرفع رأسه ويناظره : أرتكبتها بحق غيّرك بعد ماهو لك وبس
رد عليه ضرار بعجلة وعدم فهم : بس أنا ضريَت نفسي وصنعت لهم الضحكة في ظل ضيقي؟


أبتسم له فواز بخفوت وقال : بس أنت ضريّتهم بتصنعك للضحكة ، ظنَك أحد محتاج أحد يتصنع له مشاعر؟
عدّل ضرار جلسته بإستنكار بسبب وجهة نظر فواز المختلفة تماماً عن وجهة نظره ! وثبّت ظهره على ظهر الكرسي وهو يقول بعدم فهم ومفاهيم الإدراك تزلزلت عنده : ماني بفاهم موقفك يا فواز ، أنا خطيّت خطوة كلها شوك وجمَر ورسمت غصب عن قلبي الضحكة لأجل غيري لا يخطي عليها ويضيق ويتوجع
أكون بهالموقف ضريّته؟
هز رأسه بالنفي : حسب تصديقك للموقف ، لو كنت زيّفت له الشعور وخطوتك هذي كانت غير متزنة وبيوم من الأيام بتختل ، او أنت بتتلاشى من شدة الوجع والضغط على نفسك
بهالوقت بالذات أنت ضريتهم نفس ضرك
رح يتحملون اللوم ، ويتجملون بالندم ورح يعرفون إن كل المشاعر مزيفة والنظرات خدَاعة ، بكذا أنت توجعت ووجعتهم للأسف
لأجل كذا لا تخطي خطوة لأحد فيها ضر لنفسك وفيها شوك لك ، لأن الشوك بينحني لهم بعد ما بتميل لهم وردة!!!
تنهد تنهيَدة من وسط جوفه وهو يحس بضيق رهيب يتراكم على صدره أكثر ، يعني كل الضيق الي ذاقه ذاقت ضعفه : يعني شربّتها الوجع من الكأس الي شربت منه ؟
مافهم فواز فألتزم الصمت إحتراماً لعدم رغبته بالإفصاح ، ولكن ضرار ناظره بخواء وقال وهو يحاول يفهم وضعه ، يحاول يتحرر من هالآسر الي تعب منه : أخت محمد
عقد حواجبه بذهول فواز ، وضرار أردف بتعب : تزوجتها لأجل ينتهي عهد خالهم الكلب معها ، ولأجل تكون بخيّر بدون سيطرته عليها .. ولكن آه ومية آه يا فواز
بلع ريقه بصعوبة وهو يستشعر إن هالريّق مثل خناجر تطعن بحلقه من شدة مرارة الشعور عليه وأكمّل ب : ياكمية اللوعة الي أعانيَها من يلوح ببالي إني بيوم من الأيام ظلمتها بهالزواج أكثر من إني نفعتها!
فواز الي جمّع كفوفه بعدم فهم وقال بعشوائية : كنت تحب غيرها؟
ناظره ضِرار للحظات طويلة بصمت تام من بعدها تنهّد تنهيدة عميييقة من وسط جوفه وهو يميّل شفايفه بخفوت ويقول بضيّق : ياليت الموضوع كذا يا فواز ياليييت ، يالييت كان بيننا شخص وإن راح طاب الخاطر وزانت الأمور ، ياليت لو كان سهل وليّن نفس الي تقوله ، ولكنه أصعب وحيَل مما تظن
الي بيننا أنا وكدمةّ بقلبي توجعني حييل يا فواز ، تخيّل تخطي خطوات وأنت تدري إن دربك جمّر وتعيّش شعور الحرق والوجع مع ذلك مستمر
قاطعه فواز بإستنكار شديد : وبتستمر لين تحترق وتصيَر رماد
عطّف أصابعه على راحة يدينه وهو يضغط عليها بعدم مبالاة : مالي درب غيره ، أنا ما أترك شخص بنص الطريق لأجلي


فواز اللي كانت نظراته ذهول ودهشَة عميقة ، هالضرار مستعد يضحي بما دونه وتحته في سبيَل الشخص الي معه ، لهالدرجة مستغني عن روحه ؟ لهالدرجة ما يحبّ نفسه ؟ ليه مرخص قلبه ويعيش لأجل غيره ؟
رجع يناظره من لما قال ضرار اللي كان فعلاًتايّه ، الضيّاع كان شعوره بكل حياته مرة وحدة بس لقى الوجهة ولكنها صارت وجهة غيرها ، وعقبها رجع لشعور الضيَاع اللي تعبَ وحيل منه .. توالت عليه الهموم وهالمرة ماله حييل : علمني يا فواز ، تشوف لي درب غيره؟ درب ما يوجعها ويريّحني ؟
فواز اللي سند ظهره للخلف وهو يزفر أنفاسه الحارقة من هالموقف وقال بهُدوء : حاولت تحبَها؟
ميَل شفايفه ضرار بتنهيَدة وقال بضحكة : تخيل؟ إنهلكت وأنا أحاول
ياما تمنيت إن لي سلطة على هالقلب وأوجهه لها وما أظلمها بسبب هالقلب
ولكني بكل مرة أجبر نفسي أنهلك أكثر ، خايَف عليها مني ومن شعوري الي ماهو بيدي
أنت أكثر واحد تعرف وش يعني تنسحب رتبتك وبدلتك بوسط جمُوع الضَباط وبكل وحشية ، أنت تعرف وش هي مرارة هالشعور وكيّف صعب ينسى
تنهد فواز بضيق وقال : ماعليك ملامة من هالشعور ، محد بينسى دمعة قهر نزلت بموقف مالك يدين فيه ، بس ليه تشركها بذنب أخوها؟
هز رأسه بيأس وتنهد وهو يمسح على وجهه ، ويحس محد قادر يفهم شعوره حتى لو باح وبرر فقال بصوت شبّه عالي من الضيق : يااافواااز إفهمنيي ، ماهو بيديني ماهو بكيفي
ضرب بكفه على مُعتقل صدره بخفة وهو يقول : أنا رهيّن هالقلب السليط والساخط
أنا أمشي على شوره ؛ كلما قلت أنت مجبور تضحك لها لأنها بكت كثير
أنت مجبور تكون لها الضحكة لإنها تعذبت كثير ، كلما طرى لي هالكلام أتذكر ضحكات الضباط من خلفي وحوولييي
كلما خطت لي أسمع صوت خطوات الرائد وهو يقترب مني لأجل يجردني من كرامتي
ياافوازز ماهو بيديني هالشعور وأنا والله تعبت وأنا أحاول أعيش بشعور غيره ولكني ما قدرت
شهور وأنا أقول هي مثل أي بنت بتختار أخوها على الغريّب ، بتوقف معه وبتتجاهل وجع شخص ما تعرفه ، ولكن الي أوجعته صار زوجها يا فواز كيّف بيّنسى هالموقف كييييف ؟ كيف فهمني وأنا
اخاف احط عيني بعينها لاجل لا تجرحها النظرة
اكلمها بلين اخاف لاعلى صوتي تبان بنبرتي الخيبة ، أبتسم لأجل ما تبان بملامح وجهي الحسّرة ، تععببت تكفى يا فواز دلني إن كان لك قدرة
أخاف أتحاسب يوم القيامة بذنبي وذنبها ، أخاف تشكيني بيوم من الأيام بالوتر لربي ، أخاف أقول أنا لها أهل وبصونها وماكنت غير ضيقها وقهرها
ودي أنسى ولكن والله يافواز ، كلما قربّت منهم ضلوع صدري تضغط بكل جبروتها على الكدمة الي بقلبي وأعيش من الوجع أضعافه بحضورها


تنهد تنهيَدة عميييقة وهو يصد عن فواز ويوقف عن الكرسي بعدما غرق من شدة فوضوية شعوره
ومن شدة الغرابة ب جغرافيَة مشاعره الي مالها وجهه ولا له عليها سلطة
أتجهه للشبّاك وهو يفتحه على مصراعيه ويأخذ نفس بكل صعووبة وهو يزفره بتعب ، تسعة وعشريَن عام ضااااعت وسط التعب ، ضااعت وسط الدموع والقهر وبكل مرة ما يكون بيده غير يرضخ ..
بعد صمت طويييييَل عاشه ضرار بحضور فواز الي كان يتأمل حالته الي يرقّ لها الفؤاد ، كم مقدار من الحنيَة يحمله هالشخص بجوفه؟ كم مقدار من التعب الي يحمله على كتوفه
تعب ينهدَ له جبل لو يرقى عليه ولكنه ماهدَ كتفه وهو عليه ، كبّر بعينه وتوسّع له صدره بكل حبور من شدة ما حنّ عليه ورحمه بهاللحظة
هالتخبّط كله لإنه كان"خايف على مروج منه ومن وجعه"وين بنلقى شخص حتى برغم العّوف والخيبة مازال خايف علينا
لوهلة ظن إن ضرار كان شخص من وحي الخيَال فقال بإستنكار ونبّرة تميل لعدم الإستيعاب:إطلع من إطار المثالية والكمّال الي ما ينلقى إلا بالخيال ياعقيد ، خلك واقعي ومنطقي محد يحمل هالحمل على ظهره وما ينهد
أبتسم إبتسامة ساخرة وهو يناظر للأمد البعيّد : ماهو بشيء قدام الي حملته من قبَل يافواز ، أنا ظهري شال الكايّدات ولا إشتكى ، ولكن هالحمل ماكان على ظهري لأجل أشيله وما أشتكي ، هالحمل على قلببييي يا فواز على قلبببي
وقف فواز وهو يتقدم بخطوات هاديّة له ويربت على كتفه بإتزان وهو يقول بنبّرة هادية وواقعية : مثل ما قلت لك محد بيرضى يعيش وهالشعور أسيره يا عقيّد .. لو رضيت أنا على حالك مارضت بنت هالناس ، والله يا بتموت أنت وهي بتذبل وتتلاشى من هالحياة ، حرام بحق نفسك هالذنب وحرام تعيّشها حياة بتبقى تحس فيها إنها فرض عليك وخيَبة قلب وأمل
حرام تعيش معها وأنت عايفها بس لأجل تكون بخير ، من الي يقول لك إنها بتكون بخير لامنّك بقيت معها؟ وأنت حتى بحضورها تخاف عليها من الضيق لاناظرتها ولمحت بعيونك الخيبة
ألتفت له ضرار وناظره بضيق وهو يتخبّط بعدم شعور هاللحظة وقال بضيق : وش شورك؟
فواز أبتسم بخفوت وهو يقول : سويت الي عليّك يا عقيّد كفيت ووفيّت وشلت حمل ماهو حملك، الموادع الي ما عقبها لقاء هي نهاية هالقصة لو ودك!
هي بتلقى العوض،صدقني بتلقاه في وقت ما توقعته ولو ماودك تعرف وش النهاية!
ضرار ناظره بضيقّ وإشتدت إبتسامة فواز بتأأيد وهو يحرر المكتب من وقوفه بعدم دقّ له التحية وإستأذن منه،تارك مساحة تفكير عميقة لضرار ، يفكر فيها بقرار ما ظن بيوم من الأيام بيتخذه ،مابعمره فكر بالطريقة ذي مابعمره ظن إن إساءته لنفسه ممكن تضر شخص غيره!
ماعمره فكر إنه لاوطى على الجمَر بيشاركه الوجع شخص غيره!
-

بريّق ..
كانت مسترسلة بجلُوسها على سريرها تاركة خُصل شعرها الآسِر منسدلة على أطراف السرير بأريحية
ضامّة بيدينها منديل عتّت عليه جيوش من المشاعر من ليالي طويلة
تناظر لأطراف السّقف وعيونها مُحاصرة بتعب وإرهَاق
تحس إنها مُقيدَة بالسلاسل والقفول ، يااه ياقلبها الي يضغط على روحها هالكثر
ودّها وما ودّها،قلبها يقول إقرببببي أنتي الشجاعة
وعقلها يقول إبببعدي أنتي الحنونة!
كانت النقطة الي تشترك فيها مع "ضرار" هي " الناس قبّلهم"
وهذا الي داااائماً يعذبهم ويتركهم محط وجع هم وغيرهم !
توالت عليها الهموم وتراكمَت ، سواءً من حالة أمها الي صارت تهد جبَال من الخوف !
إنتكاسة حالتها بهالشكل المرعب تركها تخاف حتى من صوت خطوات ، تخاف تسمع خبّر يهزها ويوجعها
أمها الي تتعذب وينسّمع ونين عذابها من على بعد أمتار ، أمها الي الكل يشهد إنها بهالليالي ذاقت مُر سنين طويلة
كانت تشتكي من كل جزء بجسدها ، ولكن قلبّها كان له النصيب الأكبر من هالوجع
شاركتَها هالوجع بريّق وماكان وجعها مقتصر على أمها كثر ماكان على أخوها الي بيّن أرصفة السجن بسبب ذنب ماهو بذنبه!
جااااهلة عن ذنبه الحقيقي!
رفعت رأسها وهي تحرر المنديّل من ضغطة يدها القوية وأخذت تسحب الجوال لما سمعت صوت الرسالة ، لقتها من ضرار الي له أيام طويَلة يقنعها ويداريها من كل إتجاه
وبكل مرة يلقى نفس إجابتها مع ذلك كان يحاول لإن الصعّب صعب ينرفض!
قرأت كلامه " بريّق يا بعد عيني ، الرجل يبيّك وشاريك بماء عينه وراضي ينتظرك عمر ، فكري من جديد وهالمرة لا تعطيني إجابة سريعة ، فكريي ولا تردين علي الحين"
ميّلت شفايفها ببكاء وأخذت ترسل بدون تفكير " ما أبيه"
ورجعت ترمي الجوال على طرف الدرج وهي تأخذ نفس بصعوبة وأسندت رأسها على المخدة وحررت دموعها بضيّق
تهابَ الليالي بدون صوته ، تسمع مشاعره بكل ترددات نبرته ، تفهم شكواه منها بكل كلمة ينطقها ، تعرف إنه يعاتبها بكل مرة
ولكنها صارت تخاف،تخاف تقرب وينكسر ويكسّرها !
هي الي كانت مستعدة تجاببّه الأمرين لأجله
وهي الي ماكان يهمَها كلام الناس عنها ، كان آخر همها كلام الناس لأنها لما قررت تخطي هالخطوة القوية قررت ما يأثر فيها شيء
ولكن المُوجع إنه بأول يوم دراسي لها ، كانت تسمع همسّات وتعديها
ولكن كلام الأطفال الي تدرسهم
كان حارِق ، لأن الطفل ما يكذب " استاذة انتي تخافين اذا شفتي وجهك؟" " طيب استاذة احد يخاف منك "
" كيف صرتي شينة كذا؟"
والكثير الكثير من الكلام الغير محسوب ، ماضايقها كثيير لأنها تدري إنهم أطفال وعدت الموضوع بإبتسامة دافئة لهم


عدت الموضوع بإبتسامة دافئة لهم وهي تشرح لهم إن هالندوب هي رمز يدل على قوتها ويدل على شجاعتها وإقتنعو وصارو يحبُون يشيرون على هالندبة ك سبب لقوتها

كانت تتجاهل الكلام الي يمسّها هي لأنها قوية !ولكن لما بدأ الموضوع يتجه للشخص الي بيرضى فيها بهالندوب كان الموضوع يوجع حييَل ، يحرق الجوف
تركوها تسّلك درب مافكرت تسلكه، تركوها تعيَش شعور بشع وأفكار مخيفة تركوها تبَكي ليالي طويييلة
كانت تتذكر كلام المعلمات بكل مرة " لو عاش معها يوم صدقوني اليوم الثاني بيرفضها " حتى لو حن عليها وماحب يكسر بخاطرها بيبان بوجهه القرف منها " هذا لازم تخطب له امه بدون يعرف عن الي بوجهها ولا ما بيوافق"
" حتى لو وافق عليّها الا ما يجي يوم ويكسر قلبها بكلامه ، تخيلي يعصب عليها بيوم من الايام وهي قدامه ! اول شيء بيكسرها بسببه وجهها ، كل الرجال كذا يناظرون للعيوب محد يناظر للاشياء الحلوة"

كان هالكلام يفتت قلبها لفُتات صغيرة مثل حبَات الخبز
كان الخوف جبّال كبيرة بصدرها ، أبعدتها عن بُرهان مسافات طويييييلة !
كانت تخاف من هالشعور،تخاف تكررهه عُقب هالحب كله !
تخاف فعلاًيصير موقف ويكسرها فيه وتكرهه
تحبّه لدرجة إنها مستعدة تبقى بعيدة عنه ولا تقرب ويكسّرها وتكررهه!
ماتبي تعيّش بيوم من الأيام على قيّد شعور الكرهه له! تبيه يّبعد بس لأجل تبقى تحبه
هي ما تعرف وش بقلبه لها لما شافها ، هي خايَفة تشوف نظراتهم بعيونه ويوجعها ويترك هالندوب تعيّش بقلبها مثل ماهي بوجهها
تبيه يبّعد وبس ،لا يقرب ويعوفها ويوجعها
يكون بعيّد وتحبه ولا يقرب وينصدم وتكرهه!
هذي كانت خزعبلات تفكيرها ، التفكيَر الي بيدمرها،والي أوجعها حييّل فوق وجعها


بربُوع المدرسة!
الي طغى عليها الهُدوء خلال الأيام السابَقة
الهُدوء المخيف بعد الحادثة الي هزتهم وضايقتهم حييل
سواءً معلمين أو أولياء أمور الي أحتجو وخاوفوا على عيالهم
الهُدوء الي ترك المدرسة كلها تتلاشى منها الحياة!
ولكن اليوم غييّر ، اليوم كان مُدهش ، محبوب ، رااييّق ، مزززعج!!
اليوم كل ممر من ممرات هالمدرسة تطغى عليه الحياة ، اليوم كانت المدرسة واقفة على أقدامها من شدَة الشعور الحلو الي يحيط فيها!
فهد الي كان واقف بوسط الساحة الداخلية على مُحياه إبتسامة فخر ، وفرح
ينقل نظراته على طلابه ، ذخره طوال هالسنة الي تواجد فيها هنا ، جيشه بهالحياة
يناظر لفلذات كبّده الي يعدهم بحسبة ولده لافي ، يناظرهم بنظرات تحمل كم هائل من المشاعر الحنيّنة ، أصوات ضحكهم الي تسيطر على مسامع فهد كانت تترك نشوة فرح عميقة بقلبه
منتشرين بالمكان بشكل هائل


كل مجموعة صغيرة منهم واقفيّن بجنب خياط يأخذ منهم مقاساتهم لأجل لبس التخرج والبّشت
كانت الفرحة متمركزة بقلب كل شخص منهم ، لذة الإنجاز ماهي بهيّنة!
كم سهرو وكم تعبّو وكم إنهكلو خلال ال١٢ سنة السابّقة!
واقفين على مضض وهم يتبادلون الضحكات من قلبّهم ، ضحكة فرح!
رفع جواله وهو يتنهد بخفوت من لمح إن رسالته الي أرسلها لخالد ليلة البارحة قُرئت ولكن ما رد عليه
مقهور على الولد الي ضاع بسبب أبوه ، متحسّر على شخصيته الي صقّلها أبوه بسبب تصرفاته معه
كان موقن لو كان خالد ولد ل شخص غيره كان شخص غييير !
رجع يقرأ الرسائل الي أرسلها له على مدار الأيام السابّقة وماكانت بصفته فهد المدير
لااا كان القائد والأب
" قالو لي إن المدرسة فاقدة حضورك اليوم، ليه غايّب ياولدي؟"
" زعلان مننا ؟ ليه تصد بحضورك ؟
" عسّى المانع خير يا خالد؟"
" تظن إن لك ذنب باللي حصل؟ من متى والشخص يتحمل ذنب ماهو بذنبه؟ إترك عنك هالكلام وتعال "
" محد بيناظر لك بنظرة تكسّر لك قلب ، ولكن داوم وتعال،الي جاك كفاك لا تظلم نفسك بذنب أبوك
" بكرة رح يجي الخيّاط يفصل لكم ثياب التخرج ، تعال ياخالد ياولدي ، لك حق بهالفرحة تعال وإسرقها من بين ساعات هاليوم ، لا تبّقى بنفس النقطة لا تضيّع عليك فرحة بسبب آسى البارحة ، تعال وغيّر نظرتهم عنك تعال وخلَك حنون "
وقبلما يدخل جواله بطرف جيبه ، أرتسمت إبتسامة فرح عميقة على وجهه وهو يلمح خالد يخرج من الصف بخطوات هاديَة ، ولكنه ناكس رأسه ومقهور حييّل ، صحيح محد ناظره بنظرة توجعه لإنهم" مشفقين عليه" ولكن هالشفقة كسّرت قلبه أكثر وأكثر ، كيف شخص عذبّهم لسنين طويلة يذوق مُر هالعذاب بساعات بس ؟
كان ناكس رأسه لإنه تعب من نظرات الشفقة
ولكنه خرج لأجل ينتهون من قياسه ويرتاح من هالشعور
ولكن توقفت خطواته بوسط الساحة بسبب فهد الي حجب طريقه ورفع رأسه وهم يبتسم له ويطبطبّ على كتفه بكل هُدوء وبدون ما ينطق بحرف واحد
ولكن هالموقف كان له جيّش من مشاعر بقلب خالد ، هو الي كان فاقد هالنوع من الحنيّة
كان يظن العطف والحب يندرج تحت الفلوس والسلطة ، كان كل علاقاته تشتمل هالنوع وبس ماكان يظن إن إبتسامة وطبطبة على كتف ممكن تزرع هالشعور الكثيَف بقلبه
ماكان يظن إن رسالة عتب وخوف وقلق ممكن تخرج من إطار وحشيَته
أكتفى بنظرات هادية لفهد الي بدوره تبّسم له من جديد وأشر له على الخيّاط الي بجنب باقي العيال وهو توجه له بخطوات مهزوزة
ولكن بها بوادر ثقة زُرعت بقلبه بسبب فهد


هالمشهد كان تحت أنظار كايّد اللي واقف قدام الخيَاط اللي يأخذ قياساته والي باغته سؤال لافي بعد صمت طويّل : كايّد ، وش خطوتك الجاية؟
ألتفت له بإستغراب وناظره بعدم فهم
ولافي بصمت غريّب عليه ناظره بهُدوء وهو يشتت نظراته للمكان : وش حلمك؟ وش ودك تكون؟
أبتسم كايد وهو يتصدد للمكان ويناظر لوهّاج الي كان واقف وراه ومتكي بجسده على الجدار ، ومبتسم،مبتسم له
مبتسم من كل جوااارحه لكايّد ، للموقف الي يعيشه مع أخوه
بادله الإبتسامة ورجع يناظر لفهد وهو يتنهد ويقول : ودي أصيّر بيوم من الأيام معلم يا لافي
إستغرب لافي وقال بإستنكار : وكيف عرفت إنك تبى تصير معلم؟
أبتسم بهُدوء وهو يرجع خطوة لورى ويترك مساحة ل لافي لأجل يقيسه الخيَاط وتذكر" لما كانوا بوسط الحوش ، وحوالينهم الكتب منتشرة بأريحية ،تذكر وهّاج لما قال له
تصدق يا كايد؟أشوف فهد فيك
وأشوف إنك أحن منه ، ودي لو بيوم من الأيام تكون مكانه ويكون لك طلاب تحت يدينك
ودي تغمرهم بحنيتك أنت ، وودي يغمرونك بحبهم لإنك تستاهل تكون بهالمقام "
صار حلم أخوه حلمه من ذيك اللحظة مع ذلك قال: ماكنت أعرف قبل هالسنة ، أنا إكتشفت إن هالمكان مكاني ، أسوار هالمدرسة مساحتي
ودي أكون فهد يا لافي .. ودي أكون شخص مثل أبوك
ميّل شفايفه بإستغراب لافي من كلام كايد الي ماظن بيسمعه من يوم من الأيام وكايَد أردف : تعرف؟ لو حصل ونسى وهَاج وش كانت سوايا فهد معه
عمري ما بنساها ، فهد ماكان مدير وبس فهد كان بحسبّة أب
ماكان يرضى أحد يغلط على واحد من طلابه لإنه يظنهم عياله
تخيَل فهد كان أول شخص يدافع عن وهَاج قدام أحد بهالحياة
تنهد بإبتسامة : ودي أكون فهد للكثير يا لافي
لافي تصدد بنظره وهو يضغط على كفوفه بعشوائية وهو يفكر بكل الي حوله ، هالخطوة هذي بالذات تركته يعيّد ترتيب تفكيره بكل كثرة ، وكثافة
تخرجهم ! وعقبه يالافي وين الوجهة؟ وش حلمك؟ وش شعورك وأنت عاري حلم؟
تأفف وهو يتصَدد عن ضيقه ويبتعد عن الخيّاط لأجل يوقف وهّاج بداله
وهّاج الي فرحته ما يبيعها بالذهب،وآخيييراً يالحياة رضيتي عليه؟ برغم كل الشعور الي يغلف قلبه ويوجعه ، يوجعه حيل إلا إن شعوره هاللحظة غير ، تخرج بعد سنين مُرة
مُرة حيييل ، كان يناظر لكايّد الي واقف ويضحك عليه وهو ناظرف بطرف عينه لما قال: من كان يظن إنك بتفصل بشّت تخرجك معي؟
رفع كتوفه بعشوائية وهن يبتسم بخفوت
بيّنما لافي أبتعد عن هالضوضاء بضجر تام
لأول مرة تخلق هالضوضاء شعور غريَب بداخله
جلس على حافة الدّرج وهو يكتف يدينه ويناظرهم ، خايف على حياته على مستقبله المجهول

خايف على مستقبل يجهل وش خطواته الجايَة، كان يفكر "وش بخاطرك يالافي؟" "وش ودك تكون؟" ولكن الإجابة"لاااشيء"
معقولة مافي أحد عنده حلم؟ معقولة نعيّش بدون ما يكون لنا إنتماء لحلم معيّن؟
تنهد بخفوت وهو يلقي نظرات سريعة على الطلاب ، الكل محددّ وجهته الكل عارف خطوته إلا هو ،هذا الي موجعه
كان يقول "السنين الي مرت كلها ماعمرك خذيت من وقتك دقيقة وقلت وين الوجهة يالافي؟"
نزل رأسه على حدود ركبته وهو يتأفف ، وبعد مرور لحظات بسّيطة إستشعر جلوس أحد بالقرب منه ورفع رأسه بإستنكار ومن لمحه أبوه
ناظره بتنهيّدة وكأن فهد حسّ عن حاجة لافي له
وكأن نظرات لافي الي تصدد بها عنهم وهو يتخطاهم دلته على جرحه!
جلس بجنبه وهو يبتسم بهُدوء ويقول : علام ولد فهد ضايّق صدره بهاليوم؟ مهب أنت الي وقفت هالمكان على أقدامه من عرفت عن موعد التخرج
لافي حاول ما يوضح ضيقه وقال بضحكة تخفي تفكيره : يبة الله يرحم والديك وقفته من الصدمة ، أحد يسوي تخرج قبل الإختبارات بإسبوعين ، إفرض إن أحد رسّب وعاد السنة
وش بتسوي بمشاعره الي إنفركت بالقاع؟
من بين كلمات لافي ، قال فهد بهُدوء : وش الي مشغل تفكيرك وموجعك؟
تنّهد لافي بعمق وتصدد عن أبوه لما أيقن إن الضحكة ما أخفت خوفه وقلقه
رجع يناظر لأبوه الي ضرب على فخذه بإصرار
وقال بهُـدوء : يُبـة ،وش الحلم ؟
ناظره فهد بإستنكار من سؤاله ومع ذلك قال: الشيء الي بسببه قبّل تنام يصيبك أرق من شدة التفكير فيه ، الي تكدَ وتتعب وتبكي وتنهار وتوقف لأجله ، الشيء الي تحاوب فيه كل المعوقات بس لأجل توصل له
سكت فهد وبعد مدة صمت خفيفة قال لافي بهُدوء : أخيب ظنونك فيني ، لو قلت لك إني عاري حلم وخالي الوفاض منه ؟ أكسر ظهرك لو قلت ماعندي شيء أتعب لأجله
أبتسم فهد بهُدوء ولافي أكمل بصدق : ما أعرف شعور الكلام الي تقوله يبُه ، ماعمري فكرت فيه وماعمر هالتفكير زارني
معقولة ماجاء ببالي بيوم من الأيام وش بصير؟
لما كانو الأطفال يحلمون ويقولون أنا بصيّر دكتور ، وأنا معلم وأنا طيار
ماقلت شيء ؟ معقولة عشت كل هالحياة بدون مايكون لي حلم أتمسك به
يضيق بك الكون يُبه؟ لاقال طفلك أجهل الوجهه ؟
أخذ فهد يّد لافي بين يده وهو يحتضنها بهُدوء ويقول : لا بالله ما يخيب لي ظن ولا ينكسر لي ظهر يابوك ، هذي حياتك أنت مسؤول عن خيباتها وظنونها
ماودي أحمل حمل فوق طاقتك ولاصابك شيء تخاف من خيبتي أكثر من خيَبتك
والحلم يابوك يجي مع الأيام ولو ما جاء إصنع حلمك بيدينك
ماهو بشرط يولد معك ولا تكبر معه ، ماهو بشَرط يكون كبير ولا صغير ولا ينقاس بالسنيّن
أنت تصنعه وأنت تبنيه ، ولا بينهد لك مجد لو ماكان لك حلم

"والحلم ماهو مجرد وظيفة ولا خطوة يابوك الأحلام كثيييَرة"
ناظره بإستغراب وقال وقلبه متلهف على سماع المزيد ، هذا الي يحتاجه هذي الطبطبة الي تهد حصون الخوف الي تتفجر بقلبه : وش حلمك أنت يُبه؟
أبتسم له فهد بأريحية وتنهد بعُمق وقال بخفوت : حلمي أنتو ، حلمي إن دُجى ولافي ومعاني وخيَال يكونون بخير .. حلمي إن أحب ناسيّ ما يمسهم ضر
حلمي أنتو .. وماظنتي به أكبر من هالحلم
ماودي تتأذون ماودي يصيبكم ضر ماودي يحوفكم خوف وأنا هنا .. عمر الأحلام ماقتصرت على خطوة أو وظيفة
وسّع صدرك وأنا أبوك ، والي كاتبه ربك بيصير
صدقني بتلقى نفسك بالمكان الصح ، مادامك دعيت ربّك ما تتواجد بالمكان الي يبهت شغفك
لافي الي كانت كل جوارحه مشتعلة وقلبه بيتفجر من شدة المشاعر الي تحوفه هاللحظة ، لولا حياءه كان بكى بين كفوف أبوه من فرط الشعور الي لامس عاطفته
يالله يا هالحنية الي تشمل وتحيط بهالرجل
من عقبها تنهد لافي وقال بخفوت : ببّقى بدون حلم يُبة
أبتسم له فهد وهو يوقف ويسحب لافي معه وهو يقول : إصنع حلمك بيدينك ، وألبسه بفخر
لا تنتظر حلمك يجيك ، وسع خطواتك وإنطلق!
لا تنتظر تفكر وتنتظر الخطوة تجيك ، فكر بالمكان الي تنتمي له وإزرع هناك حلمك
أبتسم لافي بطمأنينة آسرة وهو موقن إن من كان له هالأب عيّب يضيق بسبب هالأسباب
إقترب منه وحببّ رأسه بوقار وقال بإبتسامة : أشهد إن أكبر حظ لي في ذي الدنيا إني ولد فهّد
زادت رحابة صدر فهد من كلمة لافي والي بدوره ضحك وهو يشوف لافي الي تلاشت تراكمات الخوف من صدره والي نط من على الدرج للأرض وصرخ بكل قوة : تخررجننناااا
ضحك فهد وهو يكتف يدينه وهو يشوف لافي يركض بكل قوته ويحضن كايد ويدور به وسط نظرات العيال الضاحكة ولافي الي يقول : ماعاد فيه قومة صبَح بدري ماعاد فيه وجيه تسد النفس ما...
قاطع فرحته وهَاج الي قال ببرود : وراك أسبوعين إختبارات تنجلد فيها
ترك كايَد ووقف بمكانه وهو يناظر وهَاج بقهر وتعابير وجهه مالت للإنزعاج وقال : وقسم بالله العظيم إني أستاهل الأوسكار يوم سميتك أسير الأحزان يا متخلف يا مختل يا نكدي يا عدو الفرحة يا ...
سحبه كايد وهو يضحك من قلبه على تعابير وجه لافي ووهَاج كان يناظره ببرود وكأنه ما سوى شيء ولا هدّ فرحة
-
وبعدما إنتهى هاليوم الدراسي المَهيب من شدة مهابة مشاعره الي كانت تحوف هالمكان
ألتفت وهّاج لكايد بإستغراب ووقف على طرف عتبة باب السيارة وهو يمسك الباب بيده ويناظره بإستنكار : علامك؟
كايّد الي نزل من السيارَة ورسم إبتسامة عريضة على وجهه قال : عندي مشوار بسّيط وبعدها بجيكم
عقد حواجبه وقال : تعال بوصلك وبعدها ..


عقد حواجبه وقال : تعال بوصلك وبعدها ..
ضحك كايّد وأشر بيده لوهاج وهو يقول : رح الله يصلحك ، سمعت من لافي إن دُجى متوحمة عليَك تبيك ٢٤ ساعة عندها ، رح عشان ما يطلع لولدك رأس ثاني ولا عين ثالثة
نزل وهّاج من السيارة وكايّد ركض وهو يضحك من قلبه بخوف وهو يقول ويأشر بيده : تكفى آسف سامحني ، للحين ماودك أقول إسمها ؟
وقف وهّاج بمكانه وناظره بطرف عينه وكايّد كان يضحك بصعوبة بسبب ركضه الموجع والي قال بعدها : بس تراها بنت خالتي ماهي بغريّبة عشان كلما قلت دُجى ركضت وراي كأنك مجنون
مشى له وهّاج خطوة وكايد رجع يركض من جديد وهو يضحك وسط إبتسامة وهّاج الخافتة
يحب هالمواقف مع كايّد ، يحب يشوفه يضحك
يحب الحياة الي تحتوي على كايّد وضحكته!
رجع يلتفت على المكان ، ولقى العيال الي كانت عيونهم تراقب موقفهم وإبتسامات كثيَفة على وجييّهم من براءة ولطافة المشهد
ما تزحزحت الإبتسامة عن وجهه أبداً لأن صدى ضحكة كايد للآن برأسه ، ركبّ السيارة ومن غلفت يدينه أطراف الدريسكون أخذ نفس بصعوبة بالغة وهو يتذكر الشيء الي ما بينساه أببببداً نطّق من جوفه : ييييييييارب


أما كايَد ، الي مرت دقايق طويلة
وهو يسمع شهقات أبوه الخافتة ، ودموعه الي بللت شيّب وجهه وضحكته الي ماغابت عن طرف ثغره
إختلط بكاءه مع ضحكته وإختلط ضيقه مع فرحه
كان يناظر لكايّد بحاله الي هزّه الضيق ، وبسنوات الجفاف الأبوي الي عاشها بعيَد عن ولده ولا بيلومه على بعده ، من يلوم الشخص لاغاب عن جلاده؟
نزلت دموعه وضحك من قلبه بنفس الوقت وهو يقول بصوت مبحوح من شّدة بكاءه : والله وصرت أبو يا وهّاج يابعد ذا القلب والله
أبتسم كايد بهُدوء وقلبه بيذوب بصدره من شدة فرحته هاللحظة ، ماكان متوقع ردة فعل أبوه
ماكان يظن إنه بيعيش هالإنهيارات كلها
كان عكس ردة فعل أمه تماماً ، كان يبّكي مثل طفل صغير تركته أمه وسافرت ولما رجعت قالو له أمك رجعت من السفر
كان يبَكي بفرحة إن أمه رجعت ويبّكي من عتبه عليها ليه تروح بدونه؟
مثلما إختلطت المشاعر على هالطفل إختلطت على سلطان الي يحاول يتصدد ببكاءه بس ماهو بقادر
فاضت كل مشاعره هاللحظة ، وزادت عليه ذكرياته ضيَق وطوقت الخناق على صدره لدرجة إن دموعه غرقت مخدته وصار كايّد يمسحها عن تجاعيد وجه أبوه بكفينه وهو يقول : خبّر ينشرى بدمع العين البارد يايبّة ، الله يقر عيننا بشوفة ولد هالوهّاج
أبتسم أبوه بتعب وبانت الفرحة على تجاعيد وجهه ويقال : إيي بالله ينشرى بدمع العين ، يياكبر نصيبه وياكبر حظه يومه بيصير ولد وهّاج
والله يا بيعيش هالحياة بحلوها وما بيذوق المُر أببببد


بتسم كايَد بتنهيّدة لأن أبوه يعرف إن " وهَاج فقد طعم الأبوه وماذاقها بعمره أبداً ماذاق غير البؤس والوجع والقهر والضيّق والبكاء بسببها
مع ذلك لو صار وهّاج أب مسسستحييل يعطي ولده هالمشاعر مستحيّل تنزل من عيون هالولد دمعة ويكون وهّاج سببها ، كان يدري إن وهّاج بيدمّر موازين مقولة« فاقد الشيء لا يعطيه» وبيعطي بكثافة بيعطي بكثرة تشابة كثرة مشاعره
بيعطي ولده الحب الي نُزع من طفولته وما بعمره ذاقه"
وهذا كان يكفي لأجل يبتسم بحفاوة وحب ، كان يكفي لأجل يمتن لنفسه إنه ركض بس لأجل يعطي أبوه هالخبر!

عوَاد
بوسط ممرات المستشفى بيدينه كيّس ورقي كبير
كان يناظره بإبتسامة وضحكة خافتة منرسمة على وجهه ، برغم كبر المستشفى وكثرة غرفه وممراته وأقسامه
إلا إنه من كثرة تردده لهالمكان صار يعرف كل تفاصيله وكل الممرات الي توصله للمكتبّ الي ملأ أركانه بكلامه لسنيّن طويلة!
سحبّ عروة الباب للأسفل بدون ما يدق الباب من حماسه ومن لمحه الدكتوروقف وهو يبتسم : حيَا الله عواد ، منورنا اليوم
بادله الإبتسامة وترك الكيس على الطاولة وهو يسلم عليه ويقول : كل يوم نوري طاغي يا دكتور
ضحك له بتأأيد وجلس وهو يقول : لا بالله هالأيام بزيَادة ، أشوف حتى إنتكاستك ماكان فيها خوف !
تبّسم له بخفوت وهو يتذكر إنه ولأول مرة يخاف على شخص غيره ، وهز رأسه بهدوء وقال : يمكن حتى بحزني لقيت شخص أحزن عليه كثري
ميَل شفايفه الدكتور بإستغراب وعواد أبتسم وقال : وعاد جبّت لك مالذ وطاب من الهدايا
هالمرة ودي أتذكر كل شيء وأرتاح يادكتور
ناظره الدكتور بتنهيّدة وقال : وتظن هالذكرى على كيفك؟
تأفف عوّاد وقال بقهر وهو يثبت يدينه على طرف المكتب : بس أنت بنفسك قلت ، لامني حسيت نفسي أقوى من هالذكرى بلقاها!
وهذاني أقوى من ميّة ذكرى ممكن تخطر على بالك ، وينها ماجاءت؟
تنهد وهو يفرك يدينه بخفوت وأبتسم وقال : بتجييَ ماعليك ، المهم إنك تكون صابر
وأقوى من هالمرض ، وأنت بنفسك تعرف إن وجودك بهالمكان لوحده قوة!
تنهد عوَاد وهو يوقف ويسحب الكيس ويناظره بطرف عينه : مادام ماعندك حل للحين فوالله إنك ما تستاهل هالهدايا
ضحك الدكتور بصدمة وكان بيسحبها ، بس عوّاد أخذها فعلاً ومشى وهو يقفل الباب بعدم إهتمام
وسط ضحكة الدكتور المذهولة وعدم مبالاة عوّاد بشعوره
كونه يحترق من شدة قهره ، كم سنة مرت وهو هنا؟كم ليالي مُرة قضاها لأجل يوصل لهالقدرة الكبيرة من القوة لأجل يسترجع ذكرياته ويرتاح
بخاطره يعيش حياة طبيعية خالية من كل هالتعب ، ولكنه ما قدر ومابيقدر
-


مرت هالأيام ببساطتها المُعتادة ولكن مُغلفة بأرَق وألطف المشاعر ،مشاعر التخرج
الإنجاز ، فراشات البطن ، رجفة الكفوف ، إرتعاش الأقدام
الشعور الكبيّر من شدة كُبر فرحته ، مرت هالأيام بلهفة الإنتظار وبضحكة الفرح
وعلى أعتاب القاعة الكبيَرة ، وبوسط الحضور المَهيب وقف لافي بتأفف وهو يقول بقهر : طيب مادام بيقدمونا هالحفل للدرجة ذي كان عطونا وقت نفصل هالبشوت على مهلنا
يعني بالله يرضيكم أمشي بهالمسييرة وثوبي أطول من بشتي؟
ضحك كايَد وهو يرفع أطراف بشته ويجمعه بين كفوف يده وهو يقول : بلاك بطولك الي تغير بكم يوم
تأفف بضيَق وألتفت للغرفة الكبّيرة الي تجمع كل طلاب دفعته ، وكل شخص يضحك مع صاحبّه ويسولف بحماس مع الي بجنبه كل شخص يناظر لأهله وعزوته من خلف الكواليس ويتأملهم بفخر عميّق ، بعيداً عن خالد الي كان واقفَ على جنب ومتكتف بعدم إهتمام
رقّ جوفه لوديع الي كان واقف لوحده يتصّدد بنظراته وضيقه واضح على وجهه ، لا أخ لا أب ولا عزوة وفوق هالثقل كله سوايا أخوه
كان يبّان الضيق بوجهه بشكل كبَير حيل لدرجة محد يقدر ما يلاحظه!
كان بيتخطى الي حوله ويتقدم لوديّع يطبطب عليه ولكن سبّقه وهّاج الي وقف قدام وديع وضرب على كتفه بخفة وهو يبّتسم بمَـهابته المُعتادة والطاغيّة ويقول بهُدوء : الليّلة يتزين الفرح بقلوبنا ، ماودنا ما يمرك بعد
تنهّد وديع تنهيدة عميقة وتصدد عن وهّاج وهو مستحي يناظره ولكن وهّاج شد على كتفه وهو يقول : لا يضيق لك خاااطر يا وديع ، والليلة خل الفرح بقلبك يمتلي ويفيّض
الليلة عيّد .. الليلة بهجة فإرسم هالإبتسامة وإنسى الضيَق وأنا أخوك
ناظره وديّع للحظات ثم أبتسم بهُدوء وقال : يا وهّاج ، من وين خذيت هالرحابة كلها؟
إستنكر وهَاج كلمته كون أقصى فعايله قال له إبتسم فمارد عليه ، بالتالي أردف وديّع وقال : تشيّل هم ضيقي فوق همومك وخايف علي ما أبتسم بعد كل الفعايَل؟
تنهد وهّاج وهو يبتسم له بهُدوء ويقول : أفا عليك ولو ماشلنا همك نشيّل هم من؟ وفعايلك كلها تنقاس بالفرح والطيّب يا وديع لا تساوي نفسك بغيرك!
أبتسم وديع له برحابة وضرب على كتفه وهو يتعداه بخطوتين ويوقف قدام كايَد وهو يعدل شماغه بكل هُدوء وسط إبتسامة كايَد الي من وسط جوفه ووسط تأمل لافي الصامت لهم
ومن بعدما إنتهى إلتفتو كلهم على دخول بنيّان وبجنبه المُذيع وضرار واللي أشعل الغرفة طرب ، بيده مبَخرة تفوح منها ريّحة العود
وبيدين بُرهان دلة قهوة وخلفه رجل بيده الصحن والفناجين ومن جنبهم ضرار الي بيدينه سلة ورد كبيَررة


إلتفتت كل الدفعة لهم بنظرات إستغراب إلا وهّاج ضحك من قلبه وهو يتذكر كلمة بنيّان"والله ياليلة تخرجك لأخليه ليلة عيد يالشمّالي"
وهو فعلاً صوت بنيّان الي يبارك بنبرته العالية والفخمة ، وريحة العود الي أنتشرت بالمكان واللي إمتزجت بريّحة القهوة العربيّة وتزين الورد بيدين الطلاب وضحكاتهم العالية .. كأنها ليلة عيد!
وديَع الي فزت كل جوارحه من لمح ضرار فتخطى كل الموجودين ومشى له وهو يضحك بفرحة والذهول مستقر بصدره : منت قلت ماعندك قدرة لأجل تجي؟
تبّسم ضرار بهُدوء وقال : سرقت من ليلتي ساعات لأجل أكون هنا ، معك
وراجع بعد الحفل على طول ، ظنك ضرار بيتركك بيوم مثل هاليوم؟
ضحك وديّع بفرحة وأخذ يحب رأس ضرار وسط إبتسامة ضرار الهادية والي مرر له باقة الورد الكبيّرة وألتفت بصدمة بسبب لافي الي وقف جنبه وقال : وخير إن شاء الله؟؟ وأنا رجل طاولة؟ أخو واحد من يهود بني قريضة؟ولا كفار قريش؟
يعني قسم بالله الواحد ما يعرف وش يقول يعني...
سكت بذهول لما دخل العامل من خلف ضرار وسحب ضرار الباقة بكل سرعة وهو يتركها بيدين لافي وهو يضحك : تكفى أسكت ورب العبّاد ما نسيتك عيب عليك
تبّسم لافي بأريحية وهو ينفخ صدره وضرار ضحك على البشت وقال: ليه ماقصرته زيادة؟
تأفف لافي ومشى عنه وهو يقول : قلنا تعال ضحكّنا مهب تزيد النكد نكد
ضحك ضرار وهو يتكاتف مع وديّع ويمشي ورى لافي بعدما أشر للعامل الثاني يوزع بقية الورد على الطلاب
ومن وقفو جنبّ العيال ، كان بنيَان واقف قدام وهّاج وساحب طرف شماغه وهو يبّخره بإحترافية وبكل محبّة وعلى مُحياه مرتسمة إبتسامة فخر عليّلة مزينة أطراف ثغره ، بينما بُرهان مرر عليهم القهوة لمرة وحدة وترك العامل يكمل بداله بما إن الطلاب كثيّر وهو جاي ومتعنييّ لعيال آل سهيّل ولافي بس
بُرهان الي كان مستند بكتفه على كتف كايّد ومبتسم بهُدوء قال : عريّس يا أبو غصن عريّس
ضحك ضرار وهو يسلم على وهّاج ويقول : أقول بعد عن هالكلمة عشان ما تصير كوارث بيننا
أبتسم وهّاج بهُدوء وقلبه مشتعل فرح بسبب وجودهم حوله ، حافييّنه بحفاوتهم المعتادة ولكن هالمرة كانت غيير ، هالمرة كانت أكبّر وأرق
ومن بعدها لحظات بسّيطة ودخل فهد وهو يبتسم بهُدوء وينقل نظراته على طلابه بفخر تام وبكمية بهاء عليلة وقال : تجهزُو بعد كلمة الطلاب مسيّرتكم
ناظروه الطلاب بنفس النظرة"نظرة الولد لأبوه" كان أكبر آسى لتخرجهم كونهم بيفقدونه وأكبر فخر كونهم تخرجو على يده قبل مايكون مدير كان"أب" لأجل كذا كان غير
ربّت بنيّان على ظهر وهاج وكايد أعتدل بوقفته وهو يرتب أطراف البشت ويبتسم ويقول : يلا ياوهّاج ، ودنا بكلام يبّكينا


ضحك لافي وقال وهو يناظر وهّاج بطرف عينه : ظنك أبوي أختاره عشان كلامه مؤثر؟ لابالله عشانه شايب وخذى أكثر من عمره هنا
وعاد الله والكلمة الي بتهل دموعنا
سكت بسبب بنيّان الي سحب وردة من الباقة ودخلها بفم لافي وسط صدمته وذهولهم وتصاعد ضحكاتهم العالية على ملامحه
قال بُرهان بضحكة وهو يناظر لببنيّان : ضمنت الموافقة؟
ضحك بنيّان لما أيقن إن كلهم كانو منتبهين على تصرفاته مع لافي الليّنة والحذرة قبل يخطب وعقب الخطوبة رجع بنيَان الأولي!
سحب لافي الوردة من فمه وناظر لبنيّان بعصبية وقهر ، كان وده يهد حيله هنا ويخنقه بأطراف البشت ولكن فرق الجسّد بينهم كان هو الي مانعه
كون عضلات جسّد بنيان من شدة بروزها كانت مرسومة وبشدة حتى من خلف الثوب الأبيض الي يستر ضخامة هالعضلات
بعد صمت دام لثواني بسيطَة أنسمع صوت المُقدم للفقرات وهو يقول " والآن مع كلمة التخرج يلقيها نيابة عن الدفعة : وهَاج بن سلطان آل سهيّل "
ألتفت وهّاج لما لاح له إسم أبوه ولوهلة تمنّى لو كل الزمان كان ضده بس كان على يمينه أبوه هاللحظة! ولكن تبقى الأمنية أمنية
رسم إبتسامة هاديَة تخفي جُل سكون قلبه هاللحظة وأخذ يطلع من الغرفة الي خلف الكواليّس وهو يناظر للجمع الغفير الي ممتلي بالقاعة ، كيف إن الحضور كانوا ما ينعدون من شدة كثرهم ، وكيف إن الكاميرات كانت مثبتة بكل مكان بشكل مخيف وكأنهم بحفل أحد المشاهير ، كيف إن فهد كان متكفل بكل شبر بهالمكان لدرجة طغت عليه هالحنيّة والهيـبة والعظمة!
كان يمشي بخطوات واثقة ورزينة وكلها ثقة ، مازاره القلق أو التوتر ولا رعشت يدينه من الإرتباك
كان هادي تماماً وكأنه متعود على هالدروب ، وقف قدام المنصّة العالية وهو يناظر للمقدم الي مد له المكريفون
أخذ نفس بهُدوء تام ثم تبّسم وقال بنبرته المعهودة الي يسكنها الكثير والكثير من المَهابة والرزانة ،بصوته العذب والي تطغى عليه الفخامة : مساكم الله بالخير وحيا هالوجيه الطيبّة
سكت لبُرهة من الوقت كون الحضور ردو عليه ترحيبه وسط إبتسامته وصمته الخافت
للحظة نقل أنظاره على فهد الي متكتف خلف الكواليس ويناظره بهُدوء وعلى مُحياه إبتسامة هادية تذكر كلامه لما طلبه يقدم هالكلمة " ودي تقول شيء من قلبك ، لا تجيب لي ورقة مكتوب فيها كم سطر منقول من النت ولا كلام منمق فكرت فيه ليالي طويلة ، أبي كلام وهّاج وبس
كلام اللحظة وتحت تأثيرها ، أنت الي تستاهل تلقيها بعد هالكد يا أبو حفيّدي"
بادله الإبتسامة بهُدوء ورجع يلتفت للحضور وهو يقول : ودكم أصفصف لكم كم كلمة بالفصحى وأنزل تكملون فقرات الحفل ؟
ضحك وهو يسمع ردودهم


"قل الي بصدرك يارجل" لاوالله ودنا بكلام معقول"خلنا من الفصحى نحبّها ولكن ودنا بالي بتقوله"
والكثير من الردود الي وصلت لوهّاج برغم بعده عنهم بسبب أصواتهم العالية هز رأسه بهُدوء وقال : أول شيء وقبل كل شيء ، شكر عظيّم ما ينقاس لا بعدد الثرى ولا ببعد الثريا عننا
للأب قبل يكون مدير ، للي كان بالوقت الصح وبالشعور الصح ومع أشخاص غريبين عنه ولكنه عدّهم بحسبة عياله ، شكر ما ينقاس لا بشعور ولا بعذب الكلام للمدير فهّد العمّار الي أحتضنا وتركنا نصير عيال هاليوم .. تركنا نتمسك بأحلامنا وننسى واقعنا المُر ونبني مجدنا غصب عن الي مارضى
سكت بصدمة بسبب الصراخ العالي والتأأيد العنيف من طلاب المدرسة بالذات ، ومن دفعة المتخرجين من خلفه الي خرجو من الغرفة ووقفو خلف الكواليس وهو يصارخون بصوت عالي ويصفرون وصوت التصفيات أخذت صدى كبير من المكان وسط ضحكة فهد الي أنحرج ورجع خطوة لورى وهو مبتسم له بهُدوء
وبعد دقيقة من الصراخ والضحكات أشر لهم وهّاج بطرف عينه وهم ألتزمو الصمت لأجل يتركون له مجال يكمل كلمته
أخذ يقول بهُدوء ويكمل بنفس النبّرة الغارقةب بالفخر : لا تظنوني شخص رصيّده كبير بهالمدرسة لأجل إنهم خلوني أقدم هالكلمة نيّابة عنهم ، ولكن أنا شخص أظن رصيّده كبير بهالحياة
لأجل كذا كلامي مارح يكون مصفصف ولا مسطر
كلامي لكل شخص هنا حاضر ، لأخواني الطلاب
لكل شخص ظن بيوم من الأيام إنه تعثر ومابعد عثرته قومة ، أنت والله تراك الي بتسَطر الأمجاد لنفسك ، لو خذت منك الظروف سنيّنك وأبهى لياليك وأيامك لو سرقت منك نومك وعطتك الأرق والوجع قم عليها ، حاربّها بكل قوة لو تركت لك عثّرة بوسط الطريق إترك لها قومة تهدها هدّ
وأنا والله أدري إن كل شخص عانى من هالظروف لين هدّت حصون الأمان بقلبه ، بس أنت تعرف كم مقدار عظمتك؟ "كيف قدرت تكون متماسك وقوي بدون ما يلاحظ عابّر سبيل أو قريب رعشة هدب عيّنك ولا رجفة أطراف يدينك؟
كيف قدرت تكون قوي وقوتك تنفض اليأس والعثرات عن طريقك مثل ما تنفض أمك اللحاف من التراب؟
كيف قدرت تضحك وبوسط حنجرتك متكورة الغصّات؟ كيف قدرت تنسى دموعك ليلة البارحة من حرقة اليأس ومن إنتهاء قدرتك على المقاومة مع ذلك صحيَت وأنت ترسم بسّمة أمل على وجهك وبظنونك إن هاليوم بيكون أحنّ
كيف قدرت تكون على هالقدر العالي من القوة بعدما بنيّت نفسك بنفسك ، مثل لما يبّنى طفل قلعة قدام أمواج البحر ، بدقة عالية وبجهد كبيَر وبتعثرات ماهي بهينة وبطيحات على وجهك كسرت كل طموحاتك بكل مرة بس مع ذلك رجعت تحاول من جديد وبنفس الطاقة لأجل تصنع مجدك بيدك"



"ترجع تبتسم كل صبّح لأجل تلتقي باليوم الي بتلقاه حنيّن عليك ، وبكل مرة تلتقي بشخص يكون جاهل عن مقدار تخبطك ووجعك
يظّنك قوي من ولادتك ، ويظن بسمتك ماتغيب عن ثغرك
مايدري عن الليالي المُرة ولا عن حنجرتك اللي من شدة تراكم الغصّات بوسطها ولا عن عظامك الي إنهدت من شدة العثّرات
مايدري عن محاولاتك القوية بوسط ظروف صعبة لأجل تكون على هالشكل الحنيّن
لأجل كذا أنا هنا ، بهالمكان وبوسط هالجمُوع الطيبّة أقول لكل شخص هنا وبالأخص للي واقفيّن وراي لطلاب دفعتي ، أنتو والله عظماء
وما للوجع عليكم قوة ولا شدّة بأس ، أنتو قدرتو تكسرون ظهر الحزن وتللون رقبته وهذا والله بحد ذاته عظمة"
أنهى كلامة بنبرة أعلى من نبرته السابّقة وأحن وهو يرفع قبعته الي كانت بيده ويأشر فيها للعيال: مبببببببروك التخرج يا عظماء هالوقت

وبكذا إمتلأ المكان بصراخ الطلاب الي نفض القاعة واللي على بالمكان بشكل مَهيب وسط ضحكة وهَاج الهادية وهو يتكي على طرف المنصّة العالية ويناظرهم بإبتسامة وهم يأشرون له ويضحكون بفرحة
وسط نظرات كايّد له ، وإبتسامة هادية تزين ثغره
من يكذب ويقول إن دموعه ما بللت شنبّه؟ ومن يكذب ويقول إن قلبه ما تفجر من شدّة المشاعر هاللحظة ، كيّف كان يوصف نفسه؟ وكيف كان يحكي قصته بدون علمه ، ضحك من وسط جوفه ونظراته تتأمل وهّاج الي متكي بطرف كتفه على طرف المنصّة بجسده الي متلحف بالبيّاض وبشته الأسود الي مُتوج بشعار المدرسة على يمينه ، وبشماغه الأحمر الي ثبّته بالعقال وساعته .. الساعة الي أهداها إياه قبل شهور طويلة
والأهم بسبّحة شُعاع ، الي تتراقص بين يدينه بخفة وكأنها بتمايل حباتها بين كفوف وهّاج تنثر فرحها وبكفه الثاني مستقرة قبعة التخرج : هذا والله مجدّك يا وهّاج ،وهذي والله قوتك الي ماهي بهيّنة!
بوسط كلامه ألتفت للشهقة الخافتة بصدمة كبيرة ومن لمح لافي يمسح دموعه بكل عجلة ويتصدد عنهم بحرص خايف أحد يلمح هالدموع كتم ضحكته بصعوبة بالغة ، وقرب منه وهو يتكاتف معه ويضحك من قلبه وسط إنحراج لافي
ولحظات بسّيطة وقف فيها فهد بعدما إنتهت فقرات الحفل وبقت بس أهم فقرة"مسيّرة الطلاب" وقف بنهاية الممر وحوالينه كل المعلمين الي حرصّ على وجودهم هاللحظة هنا مع الطُطلاب وأخذ يرتبهم وهو يبتسم ويوقف على جنب لما بدأت زفة الخريّجين تعلى بصوت كبيَر وعالي بالمكان ، كان مبتسم على خطواتهم الواثقة على إبتسامتهم الهادية على رفعة رأسهم العالية ، هذا الموقف الي يزيد فهد راحة ورضا كونه أدى الأمانة بالشكل المطلوب
وسط مشي الطُلاب خللف بعض وهم يوقفون على أطراف المنصّة العالية وينتشرون عليه


عقد فهد حواجبه من خالد الي كان شماغه منكوس وبدون عقال ، وأخذ يمشي له بسرعة كبيرة ويسحب شماغه من على رأسه وهو يثبته على رأس خالد ويثبت العقال على حدُوده
ومن بعدها رجع لورى بخطوات سريعة بدون مع ينطق بحرف واحد
جاهل عن مكنون صدر خالد هاللحظة ، خالد الي كان وحيَد طوال هالفترة لا أب لا أم ولاسند ولا صاحب
جاهل عن المشاعر الي أجبرته يكتم دموعه بصعوبة ويكمل المسيرة بخطوات متخاذلة من شدة ذوبان الدموع بجلده
إستقرو على المنصَة بيدينهم قبعات التخرج وسط تصفير الشبّاب العالي ووسط ضحكاتهم الي توضح كمية الرهبّة والفرحة الي زُرعت بوسط جوفهم
وقف فهد قدامهم وهو يحييّهم بقلب ممتلي فخر ، وقف نيّابة عن كل أب غايب عن هالليلة
وقف لأجل ماينقال "بالليلة الظلماء يُفتقد القمر"
وقف مثل قمر مثل نور ومثل أب يحيييَهم بعيون فاضت من نظرات الفخر وهم يعدُون العد التنازلي ويرمون بعدها قبّعات التخرج على الهواء بنفس اللحظة ، ومن بعدها توجهو يسلمون على فهد وسط إبّتسامته وضحكته الهادية وفرحته الي ماهي هاديّة أبداً
تُرجمت هالفرح بوسط شوارع الشمَال الي مُلئت بسيارات الخريجين والي تزفهم وسط أصوات البوري العالي ووسط صوت الطرب العالي الي أجبر كل من يمرون عليهم يتفاعل معهم ويشاركهم المسيَرة وسط ضحكهم وخروجهم عن السيّارة ومشاركتهم الفرحة الكبيرة
ووسط سخرية لافي الي قال وهو يضحك : هذا وحنا خريجين ثانوي لو إن...
سكتته نظرات كايد الي ضحك من عقبها وقال وهو يخرج رأسه من الشباك : خلاص بفرح وانا ساكت
ضحك كايَد عليه وخرج معه من الشبّاك الثاني وهو مبتسم لضرار الي يسوق لبنيّان الي يسوق فيهم ولوهاج اللي جنبه وضحكة خافتة متزينة على وجهه ، ومن خلفهم فهدّ والصعب والعقيّد وحتى وديع وبقية الطلاب ،الليلة كانت غير
الليلة فعلاً كانت ليلة عييييييد


بوسّط بيت وهّاجنا .. البهُور
الي جاء بخطوة صغيَرة ولكن هاليوم خطواته ما تنقاس من كبّرها !
بوسط الحوش الي نقلُو البروجكتر الكبيَر بوسطه والي يحوفه القماش الأبيض الكبير لأجل يبَان الحفل الي كان مبُاشر على قناة المدرسة
بوسط البيَت الي يضم بنته ، الي بكل مرة من يظهر على الشاشة تزهر المكان بضحكتها وبحركاتها الي تأخذ القلب من حلاوتها ، تركض وتحضن القماش بعدم إستيعاب وسط ضحكاتهم ووسط فرحهم بشوفته
الي يضّم قُرة قلبَه ، الي كلما لقت شيء يخصَها بهالمقطع تهل دموعها غصب عنها ، هي شاهدة على معاناته هي الي تأملت ضيقه وتعبه وقهره ، هي الي شهدت على سهّره وهي الي تبكي بخفاء عنهم وتمسح دموعها بعجلة شديدة ، برغم كل شيء ماكانت تحب أحد يلمح دموعها


سواءً من حضور أبوها الي يفتح للقلب دروب من ضحكات ولأخوها الي توّج كل خطواته بالتخرج ولد خالتها كايَد ، وضياءها الي من قال كلماته كل هدبّ بعينها صار يستنجد من شدة تغرقه بدموعها

يضم أمه ، الي هاليوم يوم يُصنف من أفضل أيامها ، صحيّح ماكانت شخص يعرف يعبر عن فرحته ولا عن شعوره ولكن دموعها الي تنزفها عيونها كانت تكفي لأجل توصل شعورها
ياااه ياكم ودها إنها حضرت هالمشاعر مع سُلطان ، صحيح ما يستاهل يعيشها ولكن برغم كل شيء هو أبوهم
كان ودَها يشهد هالرجل على قوة وشدّة بأس ولده على الفخر الي ينتثر من كل خطوة يخطيها ، والي يزهى بكل كلمة نطقَ بها ثغره ، يااه ياكثر الفخر

يضم معاني الي رفضت دُجى تعيش هالمشاعر لوحدها ، لذلك كانت خطواتها هذي أول خطوة لها بإتجاه هالبيَت ، من شدة سخط حليمة على دُجى كانو يتوقعون إستقبال سيء لمعاني ولكن المخيف إن حليمة استقبلتها بحفااوة وما كأن لمعاني مقربة ل دُجى ، استقبلتها بكل حب وكل شوي تسألها عن حالها أو عن لو بخاطرها شيء
وسط إبتسامتها المستنكرة ، ومشاعر الفخر الي غمرتها وهي تلمح أخوها ، فهد !
ياااه ياعظم الفخر بهالرجل ، كيف قدر يكون بكل هالهيَبة والحنية ؟
ولاغاب عن عيونها الجنوبي .. صاحب البقلاوة الي يشاركها مفضلاتها وصار يشاركها أشياء ثانييية !
ما تنكر فزتها وهي تشوفه ولا ربكتها وحمدت ربها إنهم منشغلين بالحفل ومحد أنتبه لها
ولاغاب عن بالها خيَال الي تشاركهم فرحتها عن بعد

وأماكن متفرقة تضم مشاعر كثيَفة ومختلفة من أهالي الخريجييّن ، بريق وفرحتها بأخوها برغم كل شيء ، وقاص وحسّرته على حضور هالحفل بالطريقة البشعة هذي الي سُلب منها أي فرح ، وسلطاااان الي حرصّ كايد على مازن موظف الإستقبال يعرض الحفل على أبوه اللي دموعه كانت الي تترجم مشاعره ، محد يحس بالشعور الي مثل جمَرة تخترق قلبك إلا هو هاللحظة
كيف كسَر وثبت همة هالولد ، وبهالوقت جالس يقول ترى كنت عظيّم بوقوفي ومازلت عظيم يايُبة!

وبعد إنتهاء الحفل وإنتشار الكل بالمسيَرات
دقايق معدودة وسمعو بعدها أصوات السيارات والطرب العالي والضحكات الكثيفة لدرجة ركضو لفوق السطّح وهم يتأملونهم بفرحة ، كيّف إن هالليلة غير بكل معانيها،يااه ياعظم هالشعور
نزل فهَد الي حضر لبيت وهّاج عشان يأخذ معاني معه ، ولكن من لمح بنيّان وضرار وحتى المُذيع ووديع ناظرهم بضحكة وقال : علامكم؟ ترى إنتهى الحفل
ضرار حك طرف رأسه بخفوت وقال : خذانا الطرب ل هنا
أبتسم فهد وهز رأسه وبنيَان ناظر لوهّاج بضيق بينما وهّاج كتم ضحكته وهمس له : إصبر وش وراك؟
بنيَان تأفف وصد عنهم


بينما بُرهان مازال وقف ونظراته فخر لوهّاج لدرجة إن لافي ناظره بإشمئزاز وقال : وهذا علامه فرحان بتخرج الجرادة أكثر مننا
ألتفت لكايَد وكانت بعيونه نفس النظرات وتأفف : ياناس خفو عليه شوي ، والله لو إنه قمر جالس قبالكم
أنتبه عليه كايّد وضحك وهو يقول بصدق : يلعب بحسبَة القمرا لو إنه بغى صدقني
ناظره بطرف عينه وكايَد إسترسل بضحكته
كانو مبتعدين عن الباب بوقت خروج معانيّ ، والي من شدة توترها من لمحت بنيّان سارعت خطواتها بعجلة شديدة وسط إبتسامة فهد
اللي من تذكر توترها وخوفها بكل مرة يذكرها ببنيّان يبتسم لها ، هو من وسط صدره يبي فعلاً يكون هالرجل نسيَبه ، وهذا فعلاً الي حصل صبّح هاليوم بوسط كومة المشاعر فاجأته معاني بكلمتها"موافقة"
وزادت فرحته أضعاف مضاعفه
بوسط هالضوضاء وتجمع العيَال الكثيف بجنب الباب رجع فهد بخطوات هادية للخلف وقفل باب السيارة وناظر لمعاني بهُدوء ثم نقل أنظاره لبنيّان الهادي والإنزعاج يكسو ملامحه ، قال بصوت هادي : يالجنوبي !
فز بنيّان وألتفت له وهو يقول : يالبييه
ضحك فهد من قلبه ، وماكان فهد الضاحك وبس ، كلهم شاركوه الضحك على ردة فعل بنيَان والي بدوره مشى مشى إهتمام ووقف قدام فهد وهو يقول : سم يا فهد
أبتسم فهد وضرب على كتفه بضربات بسّيطة وقال : وصلني الجواب صبّح هاليوم ، ووالله ماكان عندي فرصة أحك شنبي فيها ، ولاكان ودي بهالجو كله أقولك الجواب وأزاحم شعور...
قاطعه بنيَان وهو يمسك يدين فهد بهدوء ويقول : قل يا فهد ، يارجل أنا أحب الزحمة خلها تتزاحم ماعليك أنت
أبتسم بضحكة وهز رأسه بهُدوء وهو يقول : حيّاك الله بأقرب وقت ، نعقد القرآن ونحدد الزواج
ثواني طويلة مرت وبنيّان مازال متمسك بكفوف فهد ، الي بدوره تبّسم بضحكة وسحب يده وهو يطبطب على كتف بنيّان ، الي إستعدل بوقفته وأبتسم برزانة وهز رأسه : الله يحييّك يا أبو لافي ، يشرفني والله هالنسب
تبّسم له من جديد ، ورجع يركب السيارة وسط إبتسامة بنيَان الواسعَة والي ألتفت للعيال وهو يضحك ويأشر بيده ، والكل فهّم من هالحركة الحوار الي دار بيّنهم ،
كلهم مبتسمين له إلا لافي مكشر الي بدوره سحب كايَد وقال : تعال معي البيّت ، الليلة ودي أنام وأنت تطبطب على جروحي الي فتحها الجنوبي ذا
أبتسم بضحكة كايَد وأشر على خشمه ومشى معه ، بينما هالإبتسامات كلها كانت من نصيَب معاني الي حضرت الموقف من خلف زجاج السيارة ، ماتنكر شعور الفرح الي بسببه مشاعرها تسابّق بعضها بشكل مُخيف ! ولكنها إكتشفت إنه الخوف المُحبب
بعد ليالي عاشت فيها أرق ، وغرقّ الليل بعيونها قدرت توصل لهالقرار


لأن بعد محاولات فهد الكثيّفة من شدة محبّة لبنيان في إنها توافق أيقنت إنه شخص ما بيغيّب الضحكة عن وجهها .. فهد ما يأمن قلبه إلا لشخص يستاهل
فهّد ما يحرص على الزواج ولا يزّن على قلبه إلا لالمح الرجولة والقوة والحنية تظهر على وجه الرجل وهذا الي يحصل فعلاً
بوسط فرحة بنيَان الي ما يسابقه أحد فيها ، كان بُرهان ساكت وصاد عن ضرار بسبب الشعور الغريّب الي يضرب على أوتار قلبه
لما وصله للمرة الخامسة إنها رافضة الزواج منه ، ولكن هالمرة ماقال"إرجع وإسألها" هالمرة أكتفى بالسكوت
بيَنما ضرار لفت إنتباهّه صوت نغمة جواله الخاص بالعمل وأرتبّك ظناً منه إنه العميَد ولكن من رد وسمع صوت "أبو محمد" إستنكر الوضع تماماً وزاد بقلبه القلق وقت قاله "إن وده يقول له شيء مهم"
ولكن ضرار أعطاه خبر أنه متواجد بالشمّال لأجل كذا دقايّق معدودة ويوصل لبيته،وسط قلقه العظيم وخوفه
-
-



وصل لحدُود بيت أبو محمد ..
وهالمرة كان الشعور غيير كان الشعور مختلف بما تعنيه الكلمة من معنى! مُرهب مخيّف مرعب ، حادّ مثل حدّ السكين على الجلد
من لما تهادى بقلبه إن شعوره تشاركه مُروج فيه وهو بعالم من النّدم التام ، كيف طوعت له نفسه يكسّرها وهي كل ذنوبها تجّسدت بدمعة ونبرة صوت مرتجفة ألتجئت فيها له؟
مرت لياليه وقلبه متعسّر عليه الرؤية لمشاعره ، كان وده يأخذ راحته قبّل يرجع للشمَال ، لأن رجعته كانت يعني"إرتباطه بمروج" مثلما وعد
إستدعاء أبو محمد كان مُربك وحيل له ، كونه يدري بإنه بنهاية هالإسبوع إنتهاء أيام إنتدابه!
كان خايف من ميَة فكرة تخطر بباله وقلبّه يرتجف وحيل لإن ضرار بقلبه هاللحظة ميّة ضر!
نزل من السيّارة وهو يأخذ نفس ويزفره على دُفعات متتالية وأخذ يرفع رأسه بحركة عشوائيّة وكالعادة وعلى غير شعور لمح طيّفها يترنح من ورى السّتارة البيضاء ، الي ترسم وقوفها له ، كانت هالمرة غير وعلى غير عادة
تدري بحضوره لأجل كذا تنتظره ، سحبّت الستارة من سمعت صوت سيارة قريّبة من البيت ، ومن لمحته بثوبه السُكري وشمّاغه الأحمر الي ثبّته بالعقال الأسود أبتسمت بهُدوء لأنها أول مرة تلمحه بهالهيئة
كان داييماً يزورها بالبدلة العسكريّة
وكأنه بكل مرة كان ينبّهها إنه لابس خيباته منهم ولكنها ما إنتبهت !
ووكأن الليلة كان موقن إنه بيتحرر من هالخيبّات كان يناظر طيّفها وصاد بنظره عنها إبتسمت بسخرية ورتبّت غرتها الكثيفة اللي تمردت عليها هبُوب الشمال
وإبتعدت عن الشبّاك وهي تسابق خطاويها له ، فتحت الباب بعدما تلحفت بالسواد على ليلها الأسود ، ومن لمحته يتقدم ويدخلّ رجعت خطوة لورى
وناظرته وهو يستقيّم بطوله الشاهِق قدامها ، يناظر لأطراف المكان ويدينه تغزُو سكون جيبه قال بنبّرة هادية : كيّفك ؟
تأملته للحظات بسيَطة وكتمت تنهيدتها بصُعوبة وهي تشد على طرف حجابها وتجبّر قلبها يتأمل صدوده عنها فردت بنفس نبرته وبطريقة دبلوماسية : طيّبة ، وأنت؟
أبتسم بإتزان وهز رأسه بإيجّاب وهو يقول : بخيّر تحت لُطف ربي
أشرت على المجلس وهي ترجع خطوة هادية للخلف وتقول : أبوي ينتظرك
ألتفت عنها وهو يتجه للمجلس برزانته وهدوءه المعتاد مستنكر وقوفها بجنبه ، كانت بكل مرة تشّرع له هالباب تسارع خطواتها بعيد عنه ، ولكن هالمرة كانت واقفة بمحاذاته!
هز رأسه وهو يسحب يدينه من طرف جيَبه ويتجه لصدر المجلس وهو يلمح أبو محمد جالس ويناظره بنظرات يسكنها الضيّق ، نظرات مفضوحة القهر وعارية الوجع !
جلس بجنبه بعدما سلم عليه وبعقله ينبّض كلام فواز وكأنه ناوي يخطي خطوة كان مأجلهاولكن نظرات وتعابير وجه هالشايّب هدت حصُون الأمان بقلبه

جلس بتعجُب وهو يثبت يدينه على فخذ أبو محمد بخوف : عسى ماشر يا عمّ ؟ وجهك ما يطمن ولا يبشر بخير إي والله
وش هالخبر الي تبيني فيه والي مهم للدرجة ذي ، وش هالخبر الي ماكان قادر ينتظر للحظة رجوعي؟ وكنت بتقوله على الجوال
رفع رأسه أبو محمد وأبتسم بضيّق وهو يتأمل لثواني طويييّلة تركت ضرار يعقد حاجبه بإستنكار وعدم فهم عميّق ، أرتبك فؤاده للحظة وقال بربَكة : فيك شيء ياعم ؟ موجعك شيء ؟
هز رأسه بإيجاب وتلاشت إبتسامته وهو يتنهد بهُدوء : موجعني إني بفرط برجل مثلك ، والله لو لي قوة على إجبارها عليك لجبّرتها ولكن تعرف ، مالي قدرة على كسَر طرف لها فمبالك بقلبها ؟
دهشّة عميقة تلحفت حدود قلب ضرار الي ماكان فاهم مقصد أبو محمد أبببداً لذلك ألتزم الصمت في حيّرة ، بينما هو أردف بنبرة هادية ولكنها تميّل كل الميلان للقهر والضيّق وقلة الحيلة : أعذرنا وأنا أبوك ، عشمنّاك بالبداية وقبلنا قربك ، عيب بحقنا بعد هالشوط الي قطعناه سوى نردك من نص الطريّق
ولكن هذا نصيب ، وهذي خطوة لو بتخطيها وعندك أدنى شك فيها مارح تضيّق لحالك بيضيق كل الي حولك معك ، لأجل كذا يا بوك
إمسح تقصيري وإمسح عدم شيمتي بردك في وجهي ، ولكن البنت صارحتني بأن ماعاد لها قلب بهالزواج
ضرار الي كانت كل حواسه تفيض بالسكون المُغلف بالدهشَة بدأت ترتبك وتفيض بإزعاج مخيف ، أخذ يرفع رأسه ويعدل جلسته بشكل سريع وهو يقرب برهبّة ويجلس بجنب أبو محمد ، خوفه ماكان بقطع الإرتباط بينه وبينهم .. لإن الإرتباط كان من خلف قلبه
خوفه الأكبر والمرعب يكون أذاهم بدون علمه ، خوفه كان متجسد بأن"كلام فواز كان حقيقي" مثل ماكانت مرُوج كدمة بقلب ضرار ، كان ضرار شرخ بقلبها!
إستولى الخوف على قلبه لدرجة التآكل الي وضح برجفة صوته وهو يقول : لفاكم مني ضر ياعم؟
بلع ريقه بصعوبة وأرتجفت يدينه بحسّرة على ضياع هالولد من بين يدينه وأخذ يتصدد وهو يتذكر الليالي الي قضاها وهو يقنع مروج تغيَر رأيها ، يقنعها ترضى فيه لأن ما بيلقون شخص بحنيته ، يحاول يلاقي عذر لرفضها شخص كامل وصوف مثل هالضرار ولكنها كانت رافضة البُوح عن سببها الحقيقي ، إكتفت ب "إستخرت من جديد وما أرتحت يُبة ، تبيني أعيش حياة كلها وجع وأنا عرفت من أولها إني مارح أرتاح؟"
وهذا السبب الي ترك أبو محمد يضرب بعلاقته مع ضرار عرض الحائط كون سعادة وراحة بنته تجي دائماً بالمقدمة ، مع ذلك كان للضيق مكان بصدره بإنهم بيفرطو فيه، أخذ نفس بهُدوء وضرب على كتفه بإبتسامة وقال : لفانا منك كل خيّر ، يشهد الله إنك بريّت فيني مثل مابّر فيني محمد وأكثر ، وعطيتنا فوق طاقتك يا ضرار
ولا لفانا منك إلا كل علم ينحب طاريه


"لأجل كذا طمنّ قلبك يابوك
ولكن النصيّب أنقطع بيننا ، وهذي سنة الحياة
الله يعوضك خير يابوك ، وجملّنا بالعذر يشهدالله هالقرار فوق طاقتي"
رجع يعتدل بجلسته بهُدوء ، ولكن هالمرة كان هُدوء مخيّف كتم كل أنفاسه
سند ظهره للخلف وتنحنح وهو يضغط على أطراف يدينه بتوتر والإرتبّاك يُضخ بأوردته ، هالسكون الي تجرحّ به قلبه كان لأجل الصدمة الي ألجمته ، مخيف قرارها ، مرعب كون الرفض والإبتعاد كان منها برغم إن قلبه كان العايّف
برغم كل شيء ، كان وده بسبب يقنعه
وده بسبب يجملّ رجولته الي فرضت عليه هالزواج ، وده بسببّ يتركه يخرج من هالمجلس راضي عن هالقرار اللي كلفه قلبه،روحه،شهور من حياته،حلم كان يتمناه،وأشياء ما تنعد عالأصابع كثر ماتنعد على دقات القلب
كان بيغامر ويسأل برغم كل شيء كان يبي جواب يرضي غرُوره ؛ لإنه رفض يتركها بوسط الطريق برغم الكدمة الي بقلبه، فليه تتركه؟
ولكن الرسالة الي رنّ صدى صوتها بمسامعه أجبرته يسحب جواله ويناظر لإسمها الي وضّح نوره بجواله وأخذ يقرأ رسالتها بهُدوء " ماودي ينتهي الدرب بهالغموض ولاودي يتلحف قلبك بعدم الفهم ، أنا ياولد الكرام بتركك بوسط الطريق لإن الحرب أنتهت خالي أعلن إستسلامه وحنا رفعنا راية الفوز ،وبعد هالفوز ما برضى نكمل لين نوصل لنقطة مجهولة
أنا،وأنت ! نعرف كيف بدأت هالخطوة وم بدايتها كنا نعرف نهايتها ، لأجل كذا ماكان ودي أتركك تكملها وأنت كنت مجبور ولاودي أكملها وأنا أدري إنها بتنتهي بطريقة بشعة بيوم من الأيام
كان ودي تنتهي وحنا كذا ،سليمين قلب
ولاكان ودي تنتهي وأنت جاهل عن سبب إنقطاع الوصل ، كان ودي تنتهي على وضّح النقاء ،تسلم على كل الخير يا ضرار ،تسلم لإنك كنت شخص عكس إسمك تماماً ، الله يوفقك "سطورها الطويلة أجبرته يتنهد تنهيّدة عميقة من وسط جوفه زلزلت كل كيانه هاللحظة ، مقهور ؟ لا هالكلمة كانت ولاشيء قدام شعوره هاللحظة
رفع رأسه وهو يدخل جواله بعشوائية بطرف جيبه ووقف وهو يقترب من أبو محمد ويحبَ رأسه بإتزان وتعابير ساكنة وأخذ يقول : الله يوفق الجميع ياعم ، كفيتو ووفيتو معي ولا وصلني منكم إلا كل خير ، والدنيا قسمة ونصّيب
وأنت جمايلك كلها تنقاس بالخير مالحقني ضر منك يشهد الله ، إمسح تقصيري أنا وأعذرني لو كسرت لكم طرف قلب دون علمي
كتم ضيقه بصعوبته وأبتسم له بهُدوء ومن بعدها جر ضرار خطواته لخارج البيّت بصعوبة
الشعور الي يعيشه حالياً كان بشع ، طرف من قلبه مرتاح وريّح ! ولكن طرف يأكله ويحترق وكأن الجمر ينتثر فيه
عواصف مخيفة تنعصف بجوفه ، والسببّ إنه كان للحظة بيكسر بخاطر نفسه ويكمل الخطوة ولاعليه من وجع روحه ؟ برغم إنها ما أهتمت لهالشيء
#


وقت خرج ما لمح طيّفها هالمرة على أطراف الشبّاك
فتبّسم بسخرية وأرسل لها رسالة مكونة من كلمتين وبس ، كلمتين نقيّض شعوره تماماً " دربّك خضر "
وأخذ يتنهد وهو يسحب شماغه ويرميه على مقعد الراكب وهو يغمض عيونه بخفوت ويناظر لباب بيتهم : الليلة هذي إنتهت الرواية الي إبتدت لأجل غيرك يا ضرار ؟
بعد لحظات بسيطة فتح عيونه وأخذ يثبت كفوفه على الدريسكون وهو يمشي عن البيت ويتنهد بضيق : وأنت متى بتبدأ روايتك؟ متى بتعيّش بكتاب تنتمي له ، لمتى بتعيّش حياة شخص غيرك لمتتتتتى؟
تأفف بعصبية وهو يكمل طريقه للمطار بشعور مُضطرب تماماً وضيق عنيّف ، لإنه كان يحس نفسه مثل المظلة الي متشبثيّين فيها بقوة بوسط المطر ولما وصلو لسقف الأمان إنرمت تحت الأقدام ، جاهل تماماً عن شعورها هاللحظة
جاهب طيّفها الي ماغادر من خلف الستار ؛ ولكنها توارت عن أنظاره هو
جاهل عن دموعها الي تفّجرت بمحاجر عيونها بهالليالي الي ماعدت عليها بسهولة ، جاهل إن ردّه على رسالتها زلزل كيانه وقهرها فوق قهرها منه! أكدّ لها أكثر وأكثر إنها حمّل على قلبه عجز يشيله بيوم من الأيام
من ركب السيّارة تسللت بجسدها لأطراف الشبَاك وأخذت تسترق النظر له بدموع تغطي أهدابها ، كانت تدري إنه كان مثل شجرة متورط بوقوفه وكانت تدري إنه كل رغبته يستريّح من عناء هالوقوف
كانت تدري لأجل كذا كان قطع الوصّل منها ، لإنها موقنة إن شخص مثل ضرار بيكمّل هالعلاقة لو على حساب باقي أيام عمره لإنه كان يخاف"يخاف من كسَرة الخاطر ، يخاف يكون ندَبة بقلب أحد" لأجل كذا كان يضحي دائماً
قلبّها مسكين بس عقلها أقوى كانت مترددة مابيّن عادي بيحبني مع الأيام ومابيّن قلب عايف تنتظرين وصله؟ مترددة لأسباب متعددة
على كثر ماكانت تبي وصله إلا إنها هاللحظة ماعادت تبيه ..
ماكانت تبي تعيّيش مع شخص يعتبرها مثل واجب وفرض منزلي بكل مرة يؤدي هالفرض تبّان الضيقة وعدم الحب بعيونه ، ماكانت تبي تكون مثل مادة بغيّضة يدرسها ويخوض بدروبها لإنه كان مجبور لإنه كان يخاف من الرسوب في باقي المرحلة يصحى كل صبح بكرهه عميق على صوت المنبة لأجل يدرسها يتأفف بكل مرة يطري طاريها ، تبي تكون مثل مادة يحبَها حيل يصحى كل صبّح من لمايشع النور وهو يضحك ومبتسم لإنه راح يتعلمها ويعيش يوم جديد معها ، مثل مادة لافتّح صفحاتها يلاقي بكل صفحة ضحكة متخبيّة لباقي أيامه مثل مادة كلها لطف يرسمها بخطوات البّهجة يلونها بنظرات الحب مثل مادة يسمع شرحها ينعاد ملاييّن المرات ولا تصدر من قلبه غير تنهيّدة فرح بكل مرة ، مثل مادة يقدرها ومن كل قلبه وده ينجح فيها لإنه يحبها .. يحبها وبس!



هالحب مالقته بعيون ضرار ، برغم كل الشهور اللي قضوها سوى لأجل كذا ماكانت مستعدة تضيّع باقي أيام حياتها بمرارة ولا كانت رح ترضى تخليه يعيش هالحياة الموحشة بنظره لإنها طلبت منه بس !
كانت تبي تخلصه من حمله بيدينها ، تدري إنها خيَبة أمل بالنسبة له ولا تلومه
هي كانت سبب بنزع كرامته عن جلده بكل وحشيَة وبدون يرق لهم فؤاد ، هي كانت سبب بلياليه المُرة وماكانت بترضى تبّقى حمل على قلبه
ولإن حتى لو كان المقص بيدينه وكل أفكاره تجبره يقطع هالعلاقة كان بيرضى يقطع كفوف يدينه ولا يقطعها لأجل كذا كان ودها يكون قطع الوصل منها ، لأجل يعرف إنه أدى الأمانة على أكمل وجهه وإن الدرب إنتهى بالموادع الي ماعقُبها لقاء
لأجل يعرف إنها ماتبي تعاني وما تبي تكون سبب بمعاناته
ولكن مع ذلك كان لدموعها نصيّب من مشاعرها هاللحظة ، ماكانت تبكي حُبه!
كانت تبكي الأمان الي عاشته بسببه ، تبّكي كل اللحظات الي كان سند لها وعزوة للأيام الي نامت فيها قريرة عين بدون خوف بس لإن حسّه كان حاضر فيها ، للوقت الي عاشته ك زوجة ضرار ولو إنه بالإسم للسكون والطمأنينة والضحكة الي كان بيوم من الأيام سببّها
كانت تعد خيَباته بفراقه كونه كان خلال هالشهور عمُود لهالبيّت عقُب محمد ..ولكن عمُود إندق المسمّار على رأسه بدون رضا قلبه من يضمن إنه ما يطيَح ويهد البيت على قلبه ؟

لأجل كذا ما تركت الحسّرات تتراكم بصدرها ، مسحت دموعها بحركة سريعة وأبتسمت بصعوبة وهي تسحب الستار عن طرف الشبّاك وتأخذ نفس عمييييّق لجوفها لعلها تستعيد بها توازنها ، هالخطوة صحيحة وما بيكون عقُبها ندم أبببداً
برغم كل شيء تبي تعيش مع شخص ما يتحمل يصد عنها ولو صدت عيونه ألتفت قلبه ! ماكانت تبي تكون خيّبة قلب وأمل وكسّرة ظهر
لأجل كذا كانت موقنة إنها بتلقى الشخص الصح ، وبكرة بيَشع النور بالكون الأظلم
الله بيّجيب النور ولو إنها ما تدري من وين ،
وبعد دقايَق بسيطة وصلتها رسالة منه من جديد
بعدما هدّت روحه " ولو إنه أنقطع الوصل بهالطريقة بس الله يوفقّك ، لا يضيق لك خاطر ولا ينحني لك قلب ، الله يعوضك كل خير ويعوضك باللي يسر خاطرك "
ما طاوعه قلبه ينهي هالعلاقة بكلمتين ماتعبّر عنه أبداً ، كان وده تكون آخر الكلمات
ليّنة ، سهلة ، حنيّيييينة تشببه قلبه تماماً
وهذا فعلاً الي حصل ، رسّم بسمة هادية على وجهها ومن بعدها حذفت رقمه من جوالها بدون تردد ورمت الجوال بتنهيّدة وهي تقول : إنتهت الحكاية يا مروج

تلاشت آثار خطواتهم من قدام بابّ البهور
وإنتهت ليّلة من أبهى لياليهم ، وديّع الي كان منحرج وبشدة وهو بسيارة بُرهان
يتصدد عنه ويفرك يدينه بصعوبة بالغة


من يلومه؟ ومن يلومه لا أنكسر له قلب كون أخته قدرت تفّرط بشخص صعب مثل الصعّب !
هو يدري إن كل رجل مُنى عينه ومُناه يكون هالرجل نصيّب بنته ، لييه أخته ردته ليه؟
مقهور وحيّل وواضح الحسرة في وجهه ، الحسّرة الي كانت بقلب أبو محمد لإنه رد ضرار كانت تشابه حسّرة وديع هاللحظة
يتصّدد من حياءه وإنحراجه ومن حرص بُرهان إنه يوصله هو برغم رفض وديّع
وهذا هم قريبّين وحيل من هالبيت ، وبرغم كل شيء كان بُرهان مستشعر حالة وديع المنحرجة والضايّقة ولكنه ماعلق ، بقى صامت وبقى ساكن وهادي
وصل لأعتاب البيت وألتفت بإبتسامة وهو يقول : ومبروك تخرجك من جديد
بادله الإبتسامة بحرج ينسكب من كل خط من خطوط وجهه الي تمددت بسبب إبتسامته وقال : الله يبّارك فيك ، وأعذرنا يالصعب
تلاشت إبتسامة بُرهان بكل عجلة ورجع ظهره للخلف وما كأن مره شعور مُر ، كان هادي تماماً
إكتفى بهز رأسه بخفوت وهو يثبّت يدينه على الدريسكون بينما وديع سارع خطواته ودخل بدون يلتفت ، ماعاد عنده القدرة الكافية لأجل يبقى معه ، خطى بدون يلتفت حتى بوابة البيّت تركها مفتوح على مصراعيها قدام عيُون الصعب اللي شد بكفوفه على الدريكسون بكل صعوبة ، صعوبة تشابّه إسمه ووزنه وثقل كلمته وهيبته
صعبّ الشعور مثل صعُوبته ، لإنه شخص ما ينرد ولا ينعاف ولا يتبدّل ولا ينصد عنه
شخص وجبّ يلف بالذراع وبيّن أوردة القلب
نسى نفسه وهو يتأمل المكان الي لمحها فيه بكامل زينتها وبرغم ضيقها وكسَرة قلبها بأول لقاء إلا إن طيّفها ما غاب عن قلبه ، ثانية أو جزء من الثانية ، ونظرة وحدة كانت كفيلة بزرع مليون شُعور بداخله
ألتفت وهو يناظر للمكان الي ما شالته الأرض من فرحه لما لمحها،صوتها وجهها إبتسامتها وأطراف شعرها،وحتى ندُوب وجهها
كل جزء منها شارك بإبتسامته ولكن هالإبتسامة الحيَن بمثابة غصّة ، لإنه أنرفض وهو يحبَها،ويدري إنها تحبه!
ولكن وش بيدينه؟ يدخل ليّن وسط بيتها ويسألها ليه؟يقولها"شخص مثلي ينعاف؟"
أكتفى بالصمت عن كل الرفض،وخمس مرات يتقفل الباب بوجهه كانت كافية!
قرر ينسحب،عالأقل هالوقت ينسحب
لأجل كبرياءه،وقلبه الصابّر،ولأجل مابقى من حبُ لها بقلبه
وهو يدري إن هالحب الي بقى يكفي الكون ويفيّض
بلحظة سريعة شد على الدريكسون بقوة ورجع بكل عجلة للخلف وهو يبّتعد عن البيت بعتب وبضيَق وبآسى على الليالي
الي كان يخافها ولكن كثر ماكان يخافها كان يحبَها وهالليلة كل مافيها يتنهد من سطوة مشاعرها ، أخذ يبتسم يحاول يخفف عن نفسه وهو يرفع صوت الجوال على الكلمات الي تشاركوها سوى والي إعترفو بها سوى وهو يردد بضيَق :يقولون"عُمق الجرح من حدّة السكين ماقالوا لي أعمق جرح، جرحي من ضمادي"




"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-21, 01:39 PM   #63

نهى حمزه
 
الصورة الرمزية نهى حمزه

? العضوٌ??? » 422378
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 262
?  نُقآطِيْ » نهى حمزه is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

نهى حمزه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-21, 10:01 PM   #64

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




ليلته كانت تحت مسمى "‏حنين وليلةٍ لو يحبي المولود يسبقها من ثقلها "


وبوسط بيّت البهور
الي خطت خطاويه لوسطه وهو مبّتسم برحابة لإن عيونه مستقرة على الجسّد الصغير والضحكة الصاخبّة والخطوات الراكضة المتجهة له كان يردد من وسط جوفه"يالله عسى ما تنقطع هالخطاويّ"
لحظات بسيّطة وأنحنى وتركها تستفرد بحضنه وهو يشد عليها بكل حنية وسط فرحتها وضحكتها
ومن بعدها تركها على الأرض وهو يضحك لما تمسكت بيدينه وأخذت تدور وتتراقص أطرافها وهي تقول : تخيل يابابا وهّاج ، لما كنت تتكلم كنت أرقص كذا ، كأنك تغني
ضحك بصدمة وهو يقول : يعني حكمي وكلامي الي ينصَب له الدمع رقصتي عليه؟
ضحكت بورطة من ضحكته وغطت ثغرها بيدينها الناعمة وهي تقول : آسفة بس مرة أحبك وأنت تتكلم كثير
أبتسم لها بخفوت وهو يمسح على شعرها ويقول : أجل تآمرين أمر ، من أشوفك ماعاد بيسكت لي ثغر ، ودك؟
هزت رأسها بإيجاب وفرحة وهي تناظر لجدتها الي تقدمت له وهي تحضنه بهُدوء وسط إبتسامته الخافتة ودقات قلبه الصاخبّة بسبب مبادرتها الي وكأنها إعلان صُلح بعد أيام جفاء طويلة
إبتعدت وهي تبتسم وتقول بفرحة : مبببروك ياروح أمك ، ما بغيييّت تصير خريج ثانوي
ضحك من كلمتها وأخذها على محمل المزح وهو يقول : إي والله مابغينا ، شوي ويجون أحفادي وأنا للآن معلق بثالث ثانوي
أبتسمت له بخفوت وقالت وهي تنقل نظراتها حوله : وكايّد وينه؟
أبتسم لغُصن الي تبُوس كفوفه وهي ما زالت تراقص كفوفه وأخذ يقول لأمه : لافي إستضافه الليلة عنده ، وده ينام هناك
كشّرت من طاري لافي وهزت رأسها بعدم إهتمام وهي تربت على كتفه ، وقبل تبتعد عنه إنصدمت لما ثبّت قبعة التخرج على رأسها وهو مبتسم
ضحكت من حركته ومسحت بيدينها على القبعة وهي مبتسمة وهي تناظره ، وهو بقى يناظرها للحظات قبل تعلن إنسحابها من قدامه وثغرها مازال مزين بإبتسامتها المسحورة بتصرف وهّاج الي كان بسّيط بعيون الكل إلا عيونها ، عيونها الي تضحك وحييّل ومتجاهلة كل الي حولها وهي تحتضن القبعة وكأنها قلبها

بيَنما وهّاج رفع أنظاره بإتجاه ممّر ورد الفُل الي زرعه مع كايَد وغُصن لأجل دُجى ولمحها واقفة بجنبه ، تمرر يدينها على الورد بخفة وهي بهالحركة تخفف توترها ، تأمل وقوفها ونظراتها الموجهة نحوه والي ماغابت أي تفاصيّل لوهّاج عن سواد عيُونها
أخذ يلبّس وشاح اللوم من لمح أهداب عيُونها متغرقة بملوحة دموعها ، لإنه بكل مرة كان يلمح هالعيون تغرق بالدمع يكون السببّ"هو"
تغلبها عاطفتها دائماً له ، تبكيّه وهي تنتظره ، تبّكيه بسبب خوفها عليها ، تبّكيه شوق ولهفة تبّكيه حنيية طاغية وضيق على حاله، وهالمرة تبّكيه فخر وعز وفرحة!

بكل مرة تلقى السببّ لأجل تبّكيه وبكل مرة يكون لهالدموع نصيَب من قلب وهّاج الي من لمحها تبّسم بتنهيدة وهو ضايع في موج عيُونها ورفع ذراعه الثانية للهواء وهالإشارة كانت نواياها واضحة"تعالي وإسكنيني"
تردّدت لثانية من الوقت بخجل كبيّر سكن كل روحها ، ولكن هي سمعته لما قال ما بيكون لكايَد نصيب من هالليلة بالبيّت
وإبتسامته مع كثافة شعور هالليلة ما تركو لها مجال لأجل تتردد أكثر أو ترفض !
خطت خطاويّ متعثرة من الخجل وهي منكمشة على نفسها وتحاول تمسح دموعها بربَكة
وسط إبتسامته الهائمة بكل تفاصيَل خطواتها له ، إقتربت أكثر ومن وقفت قدامه وبينهم خطوة
وغُصن فلتت يدين وهّاج وإلتفت لكاندِي الي كانت خلف دُجى وإنشغلت فيها ، لذلك هالخطوة الي بين وهّاج وقرة قلبه كانت ثقيلة كثير على قلبه فعانق معصمها بكفها وسحبّها له حتى إصتدمت بمساحة صدره العريضة وسط ذهولها وضحكتها الخافتة والي كانت نابعة من خجلها ، أبتسم بخفوت وهو يقول : يعني يهون عليّك تنتهي هالليلة بدون ما يكون لي حضُن من فرحة؟
أبتسمت بهدوء وهي تشد على طرف ظهره وهي تقول بخفوت : مبُروك يا الـبهُور يا فخر دُجى
ضحك من كلمتها وضحكته كانت من فُرط سعادته ، كانت حيّل كبيرة وبشكل ما إنقاس بأي لحظة من لحظات هالليلة
صحيح كان سعيَد طوال الوقت ، ولكن هاللحظة كانت الغييّر ما تنقاس بأي لحظات حياته
يحلف ويكبّر عهوده بإن هالبنت هي" إنتصاره بهالحياة لما ماكان عنده إنتصار"
كيف شدّة يدينها على ظهره كفيَلة بإنه يحس بأمان العالمين يحتضنه؟ شعوره إتجاهها صار أكبر من"محبُوب ومحبوبته" صار أكبر وأعمّق كثير من هالمعنى
لإن لياليه المُرة الي تلوثت مسامعه بمسمى"سود الليالي فيها" تلاشت عن قلبه بمجرد ماقالت له"البهـور"
لإن كان يكفيه تقول إنه ضياء ونور لأجل يضرب بالعالم ورأيهم عرض الحائط !

وبالليّل الآخير ، الي بسبب هدوءه وهبُوبه تتبعثر المشاعر الي تخفيها بصعوبة ببقية اليوم ، ولكن هالوقت يفضّح وحييل
كانت واقفة قدام الشبّاك الي يطل على الحوش ،تناظره بإستغراب كونه ماكان للنوم نصيّب من عيونه هالليلة
إلتفت للمرايا وهي تتأمل شكلها البسيط بنظرها والي ماكان ولا بيكون بسيّط بنظره ، مابعمرها كانت بسّيطة أصلاً !
فُستانها البيّج الي كان مرسوم على تفاصيّل جسدها الباهي ، ويبرز كل تقاسيم خصَرها الي كان ولازال نقطة ضعفه وهي بنفسها تدري !
أبتسمت بخفوت وهي تسدل شعرها بعشوائية الي يوصل لأطراف كتفها وبعثرته للخلف وهي تبتعد عن المرايا وتسحب حجابها ك إحتياط
لولا إنها تعرف إن كايّد مستحيل ومن سابع المستحيلات يرجع البيت الليلة ولو رجع إلا ما يكون عندها خبر


لذلك أخذت الحجاب وهي تخرج من الغرفة وتناظر لجلوسه ، لظهره الي مثبّته على طرف جذع الشجرة الي تحملت تنهيداته بصعوبة بالغة
جذع الشجرة الي حمله ممتد لسنين طويلة ماكان قادر على حمل خوف وهّاج!
رفع رأسه وترك الفنجان من يده وهو يلتفت بكل جسده لحضورها وأخذ يبّتسم وهو يحاول يسيطر على قلبه بصعوبة ، يااا هالبنت الي لها قدرة عظيمة باللعب بأوتار قلبه بسهولة بالغة
ولا من متى عيون ووجه وإبتسامة وخصر يهدون حيل لهالكثر؟
أبتسم أكثر من من قالت : ودي أجلس معك، ولكن لو ودك هالليلة تكملها لوحدك ما...
قاطعها بهُدوء : والله تنتهي كل الخيارات من تقولين ودي
أبتسمت من كلمته وفهمت مقصده فأنحنت وهي تجلس بالقُرب منه وهي ترجع خصلات شعرها للخلف تحاول تخفي خجلها بصعوبة بالغة من نظراته ، وقالت محاولة تغير إتجاه نظراته وهي تأشر بذهول على دلة القهوة بضحكة : قهوة عربيّة ؟ وبوسط الليل ! ما هقيَت أحد تسامر ليلته بهالوقت بالذات
أبتسم من فهم مقصدها وسحب دّلة القهوة الي كانت من صُنع يدينه وقال بإبتسامة : القهوة العربيّة مالها توقيت بقاموسي ، أمجّدها بكل الأوقات مثل تمجيدي لضحكتك
ضحكت بصدمة من رده وظنّت إنه جو آخر الليلة حرَك نسمات مشاعره فقالت بسخرية محبوبة : تساويّ ضحكاتي بالقهوة؟
ناظرها بإبتسامة وأومئ برأسه وهو يقول : القهوة تعدل الرأس وأنتي تعدليّن القلب
ولكن كلكم لكم القدرة على سرقة النوم من عيوني ، محد يسهرني كثركم
إنكمشت على نفسها من فصاحة رده وتصددت وهي تخفي إبّتسامتها بصعوبة لولا إنه مدّ لها فنجان القهوة وهو يقول : هقوتي ما بتلذذيّن بقهوة عقب ما تشربيّن قهوتي
ناظرته بتردد كونها ما بعمرها شربت قهوة هالوقت ولكن يدينه الي محكمة القبّض على الفنجان أجبرتها تأخذه وهي تبتسم وتهز رأسه وهي تقول : أخاف عقب هالثقة تتساوى بالقاع
ضحك وهو يرجع ظهره للخلف ويكتف يدينه وهو يقول : ما تخيّب هقاوتي بشيء من صنع يديني لا تخافين
ناظرته بإبتسامة بسبب ثقته ونظراته الهادية وهي تتأملها وقت رفعت الفنجان لأطراف ثغرها ومن رشّفت منه نزلته مُدعية الإنزعاج وهي تغمض عيونها ، وهو عدل جلسته وناظرها بإستنكار من ردة فعلها وقال : ما أعجبتك؟
فتحت عيونها وتأملت ذهوله وضحكت وهي تشرب بقية الفنجان دفعة وحدة وهي تقول : كانت ثقتك بالفّضاء ليه خفت؟
ناظرها بطرف عينه وهو يرجع يعدل جلسته بدون ما يرد عليها وسط ضحكتها الهاديّة الي تسللت على هيئة تهويّدة رضا لقلبَه
دقايّق طويلة خذاهم الصمت وسط نور القمر ، وأهلك قلبه كلامها لما قطعت الصمت وقالت بإبتسامة خافتة : تصدقّ ؟ طول عمري يحترق جوفي بسبب إسمي
كنت أبغضه وأضيّق من يتردد صداه بمسمعي


"كنت أقول من يحبّ الليل العتيم وظلمته؟"
ناظرها بترقب وهو ينتظرها تكمّل وهي أبتسمت أكثر وهي تقول : ولكن الحيّن بالحيل أعزه وأحبّه
إستغرب تغيرها وقال بفضول : ليّه ؟
رفعت كتوفها بعشوائية وقالت بخفوت : لأن صار لليلّ العتيم قمر
ميَل شفايفه بإستغراب وهي ناظرته وقالت : لكل ظلمة ليل نور ، كنت من قبّل ليل مظلم وبس ولكن معك صار لـ الليل نور
أبتسم وهو يتننهد من وسط جوفه بسبب كلمتها وتصادم المشاعر بوسط قلبه كبير عليه ، كبيير حيييل
ومن هالتنهيّدة حررت دُجى كل تساؤلاتها ، وهي الوحيّدة وبتكون الوحيّدة دائماً الي بتلاحظ ضيقه ولو إنها من ليالي طويلة ملاحظته ولكن كانت دائماً تلقى أعذار ، إلا هالليلة : من مضيّق على هالرحابة سعتها؟
أكملت بنبّرة عاتبة تميل للهدوء : ماقلت لك قلبّي لك مدينة ووطن من كل هم يزورك؟
توسطَ هالتساؤل ضيق صدره ورفع رأسه وهو يتأملها للحظات ومن بعدها أقترب منها حتى توسّط رأسه حدود حضنها وسط ربكتها من مبادرته الصامتة وأخذ يلعب بأطراف سواد ليلها وهو يقول : ماودي أحمل معك جبّال من الندم مثل ما حملتها مع شُعاع
نزلت رأسها له وهي تناظره بصدمة بسبب كلمته وطاري شُعاع الي حضر وهو عيونه كانت مصوبة على خُصل شعرها الي أردف بعدها : حمل هالجبال على ظهري صعب والله ماودي أعيشه معك أنتي بالذات
شُعاع كانت أغلى من عيوني علي ، وأعز من روحي علي ولكن كانت أكثر شخص أأذيه بغضبي
أنا وقت يزورني الضيق والغضب تنعمي عيوني حتى عن أحبابي ، وهي كانت مشكلتها إنها برغم كل شيء تبقى معي حتى لو رفضت وحتى لو حاولت أبتعد عنها وقت يزورني الضيق ألاقيها تغرق بدموعها معي
وأنا رجل ما أحسب حساب كلمتي ولا نظرتي لما أعصب وهي كانت البنت الي ينكسر لها القلب بسبب هالغضب
وبالرغم إنها ماكانت تشيّل بقلبها بمقدار ذرة علي وتضحك عقب كل ضيقي وكأني ما أوجعتها إلا إني الي أحمل جبال الندم على ظهري وأحترق بسبّب كل كلمة كنت أوجع صدرها بسبّبها !
لأجل كذا لا ضاقت بقلبي الرحابة ماودي أضيقها عليك بعد ، ولا إنعمت عيني من الغضب ماودي أكون معك لأجل ما أكسر لك قلب
أنا ماكنت ليّن ولا سهل كنت كلي صعوبة حتى مع شُعاع وصلت للوداعة هذي بصعوبة كبيرة ياقرة القلب
لا تعيشيني على حمل الندم معك أنتي بالذات
كانت تتأمله وهو يتكلم ونبّرة صوته ترتجف بشكل لا إرادي لما يتكلم عن شُعاع ومواقفه معها ، كانت تغوص بعمق كلماته ونبّرته التايّهة والي تحاول تلاقي الوجهة ، هي تفهم كل مكنون صدره ولكن كيف بيفهمها؟ إنه لازاره ضيق زارها ضعف أضعافه!
مالقت أبلغ من هالرد لأجل توضح له كمية إحاطتها بجُل ضيقه ولأجل يفهم إنها تعانيّه أكثر منه..


"تخيّل؟ لو تجرح النسمه يدينك .. أنا تنزف يديني"
أبتسم من كلمتها مُجبر وتنهد وهو يغمض عيونه بأريحية تامة لما طوعت لها نفسها تمد كفوف يدينها وتمررها وتغرزها وسط خصل شعره الأسود وهي تمسح عليه بحنيتها المعهُودة ، وكإن الله عطاها حنان الكون كله وسط راحة يدينها ، مثل لمسّة أم حنيّنة كانت تخترق أماكن الخوف بصدره ، كان يدري إنها الوحيّدة المتنبهة لضيقه ويدري إنها تشيّل همه مثل ما تشيل الأم هم ولدها ، وبرغم محاولاته بإنه يخبي خوفه إلا إنها من عانقت عيونه عيونها قالت بهُدوء : ليه خايّف ؟
والحال يتنهّد وده لو اللي‏ في صدره يقدر يطلّعه ،ومن نزل عيونه يتصدد بسبب كلمتها لحدود بطنها حتى غمض عيونه بصعوبة وبلع ريقه وهو يتصدد برجفة وضحت على جسده وكان بينسحب من حدود حضنها لولا يدينها الي ثبّتته بحنية وهي تغلف وجهه بأمان كفوفها وهي تعيّد السؤال بنبّرة حنيتها كثيّفة حيييل :"ليه في جوفك خيام الخوف .. منصّوبة؟"
تنهّد وهو يناظرها بهُدوء وعيونه تتأمل لهفتها على إجابته ولو إنه ماكان ناوي يبُوح عن خوفه ولكنها بنظراته أجبرته ، فقال بهُدوء ونبرته تهد الحيّل من شدة الضيق الي فيها والي غصب عنه : خايف من بكرة لاصرت أب
إستنكرت وبشدة كلمته ووضحت رجفتها بكفوفها لما سحبتها بكل سرعة عن وجهه وناظرته برعشة وسط ضيقه الي تضاعف وحيل بسبب ردة فعلها ، أبتعد عنها وهو يعتدل بجلسته ويتنهد وهو يتصدد عنها وأخذ يقول : تدرين وش أكثر كلمة يتردد صداها ببالي هالأيام ؟ " أنت خليفة سلطان على هالأرض " والله وخالق هالكون إن كل ضلوعي ترتجف وتذوب عظامي بسببها
آآه يا شح هالفرحة علي ، من يضيّق لا درى إنه بيصير له من صلب محبوبته ولد؟
تذكرين مخاوفي من العائلة؟ للآن تكسر ضلوعي
خااايف ياقرة القلب ، خااايف على ولدي مني
خايف أكون له كابوس مثل ماكان لي سلطان
خايف يبّكي بسببي ، خايف وسط الليالي يدعي علي خايف يرتجف تحت السرير بسبب خوفه مني خايف أبكّيه مهانة وذل ، خايف أكون له مصدر ضيق وقهر خايف أكون له سلطان
خايف إنه لامني صرت بنهاية أيامي أبكيّه ما تجيبه خطاويه صوبي من قهره وضيقه ومخاوفه مني
خايف أكون له أب يا قرة القلب ، خايف من كل درب يجيب هالكلمة لي
كانت كاتمة دموعها بصعوبة بالغة هي الي تعودت تبكيه بكل مرة ولكن ماقدرت تكتمها أكثر ، كلماته كانت صعبة ومُرة مثل مرارة دلة القهوة الي تناظرها هاللحظة ، عن أي وجع تتكلم؟
وهالطوفان الي يسمونه"طفولة" والي غرق فيه وهّاج معقولة بيقدر يتفادى أمواجه المُرة بيوم من الأيام ؟ أي حياة سلبها سلطان منه لدرجة خايف يكون له من صلبه ولد لأجل لايعيش معاناته الي تركته يعيش هالوجع كله؟

riwaia2 -
الصمت الي أستمر لدقايّق طويلة بينهم ضيّق عليه أكثر ولكن يدينها الي ألتفت حول عنقه وضمته لها بكل قوتها كانت بمثابة طبطبة عميَقة لكل مخاوفه ، كان يدري إنها بتحنّ عليه حتى برغم كلامه لذلك تنهد بصعوبة من قالت برجفة : تعرف ؟ وش أكبر حظ لي بهالكون ؟
إلتزمت الصمت للحظات وقالت بإبتسامة : إن ولدي أبوه وهّاج
شخص مثلك يشيل حمل جبال على ظهره من صغره ويبّتسم بكل هالرحابة ظنّك كيف بيكون لولده؟
أنت وهّاج ، أبو غُصن الي يشتري ضحكتها بعمره
أبو كايّد الي يبيع الكون كله لأجل ما يضيق له قلب ، أنت الي رديّت الضحكة ورسمت الدرب ومهدت لهم الطريّق وزرعت الأمان بقلوبهم
ظنّك إنك بتتساوى مع سلطان بنفس الكفة؟
لا والي خلق عيونك السود إن لو كان سلطان كدمة وجع بقلبك بتكون أنت قلب ولدك كله
أنت ما بتكون أب لولدك وبس ، أنت بتكون له قبيَلة ووطن وسند
لا ضاق به الكون دقّ الصدر وضحك وقال أنا ولد رجل ينقال له وهّاج ليه أضيق ؟
أنت ظنّك بعد هالحنيَة كلها الي بكل طرف من أطرافك بيكون لك قلب تقسى على ولدك؟
عتبي على الي تركك تعيّش شعور ماهو بشعورك

إحتضنته بحنيتها أكثر وهي تتنهد بخفوت وتقول : أنت بس إضحك ووسّع على رحابتك ضيقها وأنا أحارب كل مخاوفك وأبدلها بوطن من أمان
أنت لا تخاف تكون أب ، أنت خاف على كل ولد أنت منت له أب

من سمعت تنفسه المضطرب زاد ضيّقها أكثر وتحسبّت على سلطان الي عيشه هالوجع ، لطالما كانو الآباء منزلة الأمان
ولكن سلطان كان لوهّاج مثل البيت الي يهربو ساكينه منه من شدة الظلم والتعزير ، حتى هذه اللحظة .. همست بنبرة هادية وضح بها القهر: "ألا ليت لي قدرة أحطك مابيّن الرمش والعين ، ومو بس وقفت على كذا لو يسعني حطيتك بين ضلوعي"

بقت على حالها دقايّق طويلة ما قدرت حتى تحسبّها وخلال هالدقايق ماكانت تنتظر منه رد على كلامها لإن رعشة جسده اللي يلامس جسدها كانت تكفي، وهو بقى هادي وثابت مكانه وقلبه الوحيّد الي يحكي هاللحظة ، دقات قلبه العنيّفة هي الي تسولف عن حبُه
خيام الخوف شّردتها رياح الطمأنينة ، وضيق الكون توسّع برحابة صدرها ، بكل مرة يشوفها أو يسمع حكيها أو يعانق خصّرها يوقن إنها مواساته وإنتصاره بعد كل الحروب الي كاان جندي فيها طوال حياته ، كانت مثل راية الفوز بحياته

كانت عن أيام مُرة ، عن أب قاسي ، عن أم مهملة وغير مبالية ، عن دمعة ، عن جرح ، عن ضيق
مواساة وضماد وضحكة ، أم وأب وأهل وعزوة

عن أي خوف كان يتكلم بعد ليلة سمع بها حكيها وعانق فيها خصرها؟



إنتهت من نزعات الخوف الي تعيّشها وأخذت تتأمل فيها بالمرايا المنتشرة بالغرفة ، تتأمل تغيراتها ، حتى الأعمى بيفّهم وبتوضح له التعاسّة الشديدة الي تعيش بين طياتَها ، كانت تتمنى قصّة خيالية تبحر بين تفاصيلها اللطيفة ، ففاجأها الواقع بقصة دمّرت كل موازينها!
هاللحظة بالذات صبّت كل حمدها وشكرها لله ، الي سخر الراحة بقلب فهد وما فكر يجيّها هنا ، حمدت ربّها إن صوتها مابانت شهقاته وقدرت تسيّطر على نبراته وأرتاح فؤاد فهد
هي موقنة إنه لو عرف برأس خيط ، لو غادرته الطمأنينة بعد إنقطاعها عنهم ، لو ما صبّر قلبه أبو عوَاد كيف بيكون موقفهم!!! محد بيتخيّل الموقف أصلاً !
أخذت نفس بصعوبة وهي تقترب أكثر من المرايا وتمرر طرف يدها على إنعكاسها بالمراية وشبّح إبتسامة ذابلة مر على ثغرها ، تغيّرت حييل هالخيال
خذت منها هالحياة براءتها ونقاوتها وطُهر قلبها ، وأعطتها هالضيّق كله عقُب الرحابة
سحبت نفسها بصعوبة من قدام هالمرايا وهي تزفر نفسها الحارِق بضيق عن رئتها !
رفعت شعرها المنسّدل على ظهرها وأخذت تلمه عن أطراف وجهها وتثبّته ببكلتها ، ومن بعدها جمّعت كل طاقتها المتبّقية وهي تتجه للباب وتفتحه بصمّت شديد ، وأخذت تلقي نظرات سريعة على وجوده بالمكان
مرت أيام طويلة على تغير حالته ، بس ماهي قادرة تخفف خوفها ماهي قادرة تستوعب إنها تقضي ساعة جديّدة مع هالشخص وبنفس المكان!
نزلت على درجات الدّرج وهي تترقب صوته أو صوت خطواته ولكن من توسطت الدرج وصارت رؤيته واضحة عقدت حواجبها بإستنكار رهيّب وهي تلمحه يتّابع نفس الفيّلم الي تابعه قبل أيام من اليوم ، ولكن تعابيّر وجهه مختلفة ، طريقة جلوسه، نظراته مختلفة وتماماً !
ضاعت مفرداتها وإنتشرت الدهشة على مساحات روحها وهي تعقد حاجبها بعدم فهم عجيّب من لمحته يصرخ بخوف وينط من على الكنبّة من تابع الحدث الي تابعه من قبل بغير ردة فعل !!!
كانت تتأمله بذهول رهيّب وهو يتغطى باللحاف ويقفل التلفزيون والخوف الخافت واضح بوجهه ، تغير تعابيره وتحركاته بمجرد إنتهاء مرحلة الإكتئاب صابتها بذبول عميّق بعظام جسدها
البارحة ما أهتز له هدّب وما لان له طرف ، والليلة يرتعد من خوفه؟
سحبت نفس عميّق من وسط جوفها وهي ترجع خطوة لورى بكل سرعة وتتخبّى عن مرأ عينيه وهي تشوفه يسحب اللحاف بكل قوة ويرميه عنه وهو يوقف ويرتب تيّشيرته الأصفر ويرجع خُصل شعره للخلف وأخذ يمشي وهو يتأمل وجهه بالمراية ويتبّسم وهو يدندن بصوته الغليّظ وبعد لحظات وصلته رسالة بجواله وأخذ يرفع يده بحماس ويرجع خصل شعره للخلف وهو يسحب الجاكيت الجلّد من على الكنب ويخرج بعجلة من البيّت


كيف مرت عليه هاليومين في ظل هالحماس الشديد مايدري ؟
كيف رضى تبقى بعيدة عنه وعن مرأ عينيه يجهل هالشيء بعد ! هو الي علاقته معها ماهي سليّمة كثر ماهي مسمومة مع ذلك كان مستمتع بوجودها ، متى بتتعدل هالعلاقة
وهل فعلاً بتتعدى بعد حياتها معه بفترة إكتئابه ما يدري ، الي يعرفه الحين إنه متحمس وبشّدة هاللحظة ونسى بسببها أمور كثيّر مهمة !

أمّا هي من سمعت الباب يتقفل رجعت تنزل من الدرج وهي تتأفف وتناظر للمكان كيّف محتاس وكيف كل فوضاء هالعالم سكنت بأركان هالصالة
كيف ألبوماته رجع يشوفها من جديد وتاركها بوسط الصالة ، وكيّف متغيرة تماماً حتى عن ليلة البارِحة
كيف إن المكان بكبره يتغير بمجرد تغير حالته
أيقنت إنه فعلاً هالمرض أكبر بكثير من توقعاتها ، واللي خطّه الدكتور بالأوراق وقرأته مئات المرات ما بيكفيّها أبداً لأجل توصل للمعرفة العميّقة بهالمرض ،ولا تبي توصل
هي هالفترة تبي تتحرر بس ماهي قادرة ، الخوف ينهش عظامها من فكرة النّدم الي بتتبع قلبها لامنها صدّت وهو صد عن هالحياة لأن نظراته في ذيّك اللحظة زلزلتها
وهذا غير روحها الي شاركت قلبّها بشعور المغامرة الي أجبّرها تعيش هالأسابيع كلها هنا ، والي تركها ماترجع بوقت تقدر ترجع فيه!
رتبت الصالة على مضض ومرت ساعة وهي تتحرك بكل ذبول بالمكان وترتبه ، وهي تدعييّ تلقى الرشاد !
ولما خطت خطاويّها الهادية بإتجاه المطبّخ على أمل يكون لها نفس تأكل ، عقدت حواجبها بإستنكار من تهادى لمسامعها صوت دقات الباب الي أفزعتها وبقت جامدة بمكانها بخوف ، مابعمرها سمعت دقات هالبّاب لإن عوّاد كان دائماً مفتاحه معه ، من اللي خطى بخطاويّه لهم؟
بمجرد مرور فكرة إن فهد هو الي ممكن يكون حاضر شهقت شهقّة عميقة وهي تسارع خطاوتها بعدم فهم وعدم إدراك وشعورها الي يحركها هاللحظة ومن وقفت خلف الباب وهي تثبت يدينها على صدرها وتقول بربّكة وتوتر : من ؟
وصلها صوت رجل غليّظ وخشن ما يشبّه لصوت فهد أبداً وأيقنت إنه مو هو من قال : أنا أبو عوّاد
سكنّت جوارحها وبهتت مشاعرها وهي توقف خلف الباب وتأخذ نفس بصعوبة وهي ترتب فستانها الي ساتر جميّع تفاصيلها وتفتح بلامبالاة فضيعة وهي عاجزة حتى تسأل من جديد أو تستفسر عن كونه فعلاً أبو عوّاد أو لا !
بمجرد فتحها للباب ومكوثها قدامهم ثواني بسّيطة رجعت خطوة لورى لما إنتشرت الصدمة بجميع تفاصيلها وخلاياها من إستوطنت حضُن هالشخص واللي من شدة عدم إستيّعابها غمضت عيونها بذهول وهي تحاول تدفعها عنها !!
كانت تسمع صوت شهقات وبّكاء عنيف صامت مع ذلك ماحاولت تثبت مكانها أبداً


كانت تزيحها عنها بكل قوة وغيّظ
ومن إبتعدت عنها وناظرتها بحدة وقهر ، قالت أم عوّاد اللي من لمحتها فرغت كل شعورها بحضنها برغم صد خيال : كيفك يييمة أنتي بخيَر؟
ضحكت بصدمة من سؤالها السريّع ومن إندماجها بالكلام برغم إنها ماخطت غير خطوة وحدة لداخل هالبيت
رجعت للخلف وهي تصد عنهم وتحاول تجمع ماتبقى لها من مجاملات رغم إن روحها تشتعل غيظ ، قلبها يحترق هاللحظة وهي تسمع أبوه يتكلم ويسّلم ويسأل عن الحال وأمه تناظر للبيت وتدور على ولدها وتنتقد برغم دموعها ، وكإن الوضع طبيعي!!!
وكإن خيال عاشت مثل أي بنت خلال هالفترة!!!

كيف تركوه معها خلال هالفترة ولوحدهم ، كيف ماتحرك بقلبهم ساكن لأجل هالبنت الرقيّقة الي تدمرت رقتها بسبب وحشيّة ولدهم ، كيف ما رقّ لهم فؤاد للفواجع الي بتعيشيها والي رموها بداخلها بدون علم منها ؟ كيف ما تعالى الخوف بداخلهم ورموا خبر لأخوها بدال ما يطمنونه كذب وإفتراء ، كيف ما زاروها خلال كل هالوقت وهم يدرون بعلة ولدهم وتعبّه معقولة وصلت الوحشيّة للدرجة ذي ؟ يرمونها بوسط بيّر ماله قاع ويرمون فوقها تراب لين تغرق فيه لأجل محد يسمع صوتها ، والحييّن وبعد كل هالوقت كله جاييّن مفتقدين ومشتاقين لولدهم ؟ زعلانين إنه ما أستقبلهم؟ جاييّن يسإلون عن حالها الي ضيعوه وإنتهكو حرمة رقتها وهشمو كل عظام صدرها؟
رجعت تلتفت لهم وهم يلقون نظرات هادية ومبتسمة للمكان ، أبوه مكتف يدينه للخلف ويمشي للصالة بخطوات مترنحة وأمه وقفت بجنب الجدار الي يحمل كم هائل من صوره وهي تبتسم وتضحك له ، يالله يا كم الآسى الي تحمّله بقلبها هاللحظة ، حنت على روحها حييل
ولا مرة حنت خيال على خيال كثر هالدرجة !
وقفت بنص الصالة وهي تلمح أبوه يقول بإبتسامة : هاه يابوك كيف حالكم؟ ووين عوّاد ولدي من ساعة نقوله بنوصل هالوقت ليه ما أنتظرنا؟
إلتفت لأمه الي مشت وهي تتنهد براحة ، برغم إن حالة خيال تركت علامات إستفهام عظيمة على رأسها ، كانت متغييييرة حيل بالأحرى"ذابلة "
ولكن وضع البيت والراحة الي تحوفه كان يأكد لها إنهم بخير ، وإن هالبنت ما ضعفت كل هالوزن إلا بسبب الراحة!!!
جلست بجنب زوجها وهي تقول بفرحة : وهاه تأقلمتو؟ علامك ياخيال يابنيتي ما تتكلمين؟ من جينا وأنتي ساكتة ، وودك تسوين لنا دلة قهوة والله يا هالطريق كسّرنا
أيدها زوجها وهو يضرب على فخذه ويقول : إي والله يابوك نحتاج لنا فنجان يعدل بالرأس ، ورينا مهاراتك
عاد عوّاد عليه قهوة تجيب العافية يمكن تفوقين قدراته
كانت ترمش بعدم إستيعاب وعدم فهم عالي


صدت عنهم بدون ما تتكلم وهي تفرك يدينها بتوتر عظيّم وكررره ماا توقعت بيسكن بقلبها بيوم من الأيام ، حتى قدرتها على الكلام أو التفكير تلاشت
إبتعدت عنهم وهي تتنفس بصعوبة وتدخل المطبّخ وهي تسوي قهوة ، مو لأجل طلبهم
لأجل تشغل عقلها هاللحظة ، لإن باقي على لحظة إنفجارها ثواني بس
ثواني ممكن بعدها تحرقهم بدون مايرف لها جفن ، مثل ما أحرقوها!!!!

بعد ساعة قضتها وهي تتأملها وجوفها ينهار من شدة تحمّلها وصبرها هاللحظة ، ياكمية البغض الي تتسطر بتعابير وجهها وهي تتأملهم يضحكون ويتبادلون أطَراف الحديّث وكأن شيئاً لم يكن!
عرفت بهالساعة إن مابعمرهم زارو هالبيّت إلا مرة وحدة بس ومن بعدها رفض عوّاد حضورهم له ، حتى زواجه كان يقول هو بيرتب هالبيت ما يبي تقرب خطواتهم له !
العجيّب إنه لما فاتحه أبوه بجيتهم قبل يوميّن تقبلها بصدر رحب ووافق على عجل ، وصف لهم البيّت ولما نزل أبوه من المطار أرسل له موقع البيّت
لأجل كذا تفاجأ أبوه لما حضر وما لقاه قدامه ، كانوا فعلاً مبسوطين لإن هيئة البيت كانت تشع فرحة وبهجة
وبعد دقايق من جلوسهم وبعدما لمس أبو عوّاد الضيق بوجهه خيال قال بعدم إعجاب : مضيّقة عليك خطواتنا لكم؟
عقدت حواجبها بإستنكار من كلمته وهو ميَل شفايفه بعدن فهم : من جيّنا وكلامك لنا من رأس خشمك ، لايكون أزعجناك بحضورنا؟
توترت أم عواد وربتت على كتف زوجها وهي تقول بإبتسامة : هونك عليها يا رجال ، الواضح إنها ماتدري عن جيتنا ، الله يهديه عواد شكله ما أعطاها خبر
كانت تنقل نظراتها لهم وهي مستنكرة كمية القُبح بتصرفاتهم وبكلامهم ، ماهي قادرة تتحمله أبداً
ناظرها أبو عواد بنظرات غريبة وهو مستشعر كمية الكره والحقد الي تنطقه عيونها ، وكيف طوال الوقت كانت تناظرهم بحدة ومتلزمة الصمت وكأنها قنبلة على وشك الإنفجار
إستنكر وبشدة تصرفاتها خصوصاً إنه مأخذ بباله إنه ولده طيّب وحنون وخصوصاً لما إتصل عليه قبل يومين ورد عليه بحفاوة
وبرغم إن عوّاد طوال الشهور الي فاتت غريّب ويرد عليه بإختصار وأحياناً ما يرد بس كان يتأمل إنههم .. عايش على التأملات!
لذلك كان مستنكر تصرفات خيال خصوصاً إنه أول لقاء لها معه ، كان المفترض تستقبله بحفاوة وضحكة ما تغيّب ! خيبت ظنونه
وأم عواد كانت بالمثل ، الهدوء الي بالبيت والضحكة بصوت ولدها أملتها إنهم بخيّر لأجل كذا إستنكرت الوضع ، فقالت بإبتسامة تحاول تليّن الوضع : خبرينا عنك يامك ، كيف مرت هالشهور عليكم؟ عساكم إشتقتو لنا
والله أبو عواد كان رافض نجي ولكني لزمّت عليه نزوركم ونتطمن على أحوالكم







"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-21, 10:09 PM   #65

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




عقدت حواجبها بسبب ضحكة خيال المقهورة
والي من شدة القهر الي بصدرها ترجمته على شكل هالضحكة فقالت بخوف : علامك يمة ؟
رفعت رأسها وأخذت تناظرهم بنظراتها الحادّة وبصدرها تنهيدة ، غمامة ضيّق منتشرة بجوفها وتخنقها حيييّل : يمة؟ يامك؟
ميلت شفايفها أم عواد بإستغراب وهزت رأسها بإيجاب : أنا بحسبّة أمك هاللحين يا بنيتي ، ولا تعتبريني غير أمك
إشتدت ضحكة خيال بصدمة والذهول يخترق كل تفاصيّل وجهها وأخذت تضغط على يدها بكل شدة وهي تقول من بيّن أسنانها : الأم ترمي بنتها شر هالرميّة؟ ما تحسين إنك تظلمين هالكلمة وأنتي تنطقيها بعد فعايّلك السود معي؟
تفجرت الصدمة من جميع خلايا هالإنسانة وأخذت ترمش بذهول وقلبها يرتجف من كلمة خيال : وش سويت لك ؟ أفا يا بنيتي هالكلام ينقال لي؟
أبو عواد ماكان فاهم السالفة ، ولكن أسلوب خيال أستفزه فقال بعصبيّة : علامك يابنت؟ كأنك تظنين لأننا ببيتك بتقليّن حياك علينا فأنتي غلطانة
تجاهلت خيال كلامه وإلتفت بكامل جسدها لأم عواد ومازال القهر يتربص بصدرها وقلبها يضيق أكثر وأكثر بحضورهم : وش سويتي يا عديمة الإحساس؟؟ وش سويتي وأنتي قتلتيني وأنا حية؟ ترميني هالرمية لأنك تظنين إني مكسورة ومن غير سند وببقى ساكتة على هالحياة الي ما ينسكت عنها؟ ظنّك لإنك بدون بنات ما بيرد لك ربي الصاع صاعيّن ؟ لإنك بدون بنات ماخفتي تنرد لك هالفعلة
ماخفتو ربكم؟ كيف نمتو بآخر الليل؟ كيف عشتو هالأسابيع كلها في خير؟ كيف صحيتو بسلام؟ كيف ما أوجعكم قلبكم وآدمية مثلي مرمية بنهاية الدنيا مع ولدكم المريض
أم عواد كانت ساكتة ومصدومة ، والذهول كان مخرسّها من بدأت خيال الكلام وهي عاجزة عن إستيعاب كلمة وحدة بس .. كانت تدري بعلة ولدها ولكن إنه يكون للدرجة هذي ؟ لا ماتدري
ولا تدري إن هالبنت بتوصل للمرحلة ذي
من فجرت آخر كلمة على مسامعهم فزز أبوه من مكانه وناظرها بحدة والعصبية سببّت رجفة ليده : تعقبيّن ياللي ما تستحين، والله بنات هالأيام ما تربو ولا عرفو أهاليهم يربوهم
من متى والبنت تتكلم على زوجها بهالشكل؟ وين البنات الي يدارون أسرار زواجهم ويحفظون بيوتهم ،ومن متى والبنت ترفع صوتها علينا وكأننا بزران عندها
إسمعيني زين أنا حاشمك وساكت لإنك زوجة عواد ووالله لو ما تحشمين عمرك لا تصير بلاوي بهاليوم ، وياويلك ياويلك أسمع هالوصف لولدي مرة ثانية
أم عوّاد بلعت ريقها بصعوبة وهي توقف وتناظر لأبو عواد برجفة وقلبها يرتعش من شدة خوفها من هالموقف ، تطمنت قبل ساعات والحين سكن الرعب فؤادها من حالة خيال!
تعضّ على شفايفها بكل قوة وهي تدعيّ القوة
ولكن عيونها فاضحتها


الدموع الي تسكن محاجرها فاضحه ضعفها وقلة حيلتها هاللحظة،عضّها على شفايفها في سبيل تنكتم هالدموع وتتلاشى فاضحها!! يدها الي تضغط بكل قوة على قماش ثوبها فاضحها
من إنتهى من كلامه نزلت دموعها وصدت بكل قهر وهي تمسحها بعصبية وترجع تناظره وهي تضحك بسخرية : ليه ؟ لويت يمينك يومني قلت لك إن ولدك مريض؟ خدشت رجولتك الي مابها فيك ذرة؟
جن جنونه من كلامها وسحب عقاله لولا زوجته الي صرخت بخوف ووقفت بينهم وهي تحاول تهديّه كان تعدى عليها بالضرب بسبب عصبيته الي ضربّت خلايا مخه
لولا إن خيال كملت بعدم إهتمام وهي تقول : ربي بلااه بأب متخلف مثلك ، تركه يعيش هالحياة بظلم لين وصل لقمة المرض
ياويلكم من الله ، ياويلكم من عذابه ومن الخدعة والكذب الي أوهمتوني به ، ياويلكم من كل كلمة كذبتو فيها علينا
ذنبي برقبتكم ، ذنب أهلي الي أمنوني عندكم برقبتكم ،ذنب ولدكم بيبقى حتى هو رهن عندكم
ضيعتوه وضيعتوني الله لا يسامحكم
أبو عواد الي كان يغلي من شدة قهر ، دفع أم عواد عنه بكل عصبية وهو ينطق بشرر وقلبه يشتوي : هذي الي لقيتيها لايقة فينا؟ هذي الي بتصبَر علينا وبتسكت لا لقت عذروب ، هذي الي هوجستي فيها ليالي؟ لاسنع ولا أدب
والله إنه أكبر خطأ يومنّا خذيناها وأبتلينا فيها
ضحكت بصدمة وقال بذهول : كنتو منتظرين وحدة تعيش مع ولدكم وتسكت ؟ يعني لأني بقيت هالشهور كلها ظنكم إنه بخير؟ أنا هنا لأجل ما ينتحر ويذبح نفسه ولدكم مريض
ولدكم مثل ما يشكي المرض يشكيكم
إمتلأت عيونها دموع وفاضت وتجرح حلقها من شدة الغصّات الي تراكمت بوسطه وهي تتذكر شعورها : ولدكم من ثاني يوم رماني برى البيت بأنصاص الليالي ومن دون حجاب ، خذاني من وسط هالبيت ورماني برى ، بدون يرف له جفن بدون ما يناظر لدموعي ، ومن ثاني يوم تركني ومشى ولا أدري عن أحواله ، ينام وهو يضحك يصحى وهو يفكر ينتحر ، يروح وهو بخير يرجع ويرمي كل صوره عن عينه ، وكنتو منتظرين بنت غيري لا جيتو تداريكم بعد؟ إحمدو ربكم إني للآن عايشة ، لو كنت ميتة كان دخلتو بإثم موتي!
كانت ترتعش كل عظامه وقلبه بيغادر صدره من شدة فاجعته من كلام خيال ، كان يظنها تكذب أو تبالغ بردة فعلها ولكن دموعها ورجفتها وهي تتكلم زرعت اللشك بصدره
ناظره لزوجته الي إنهارت على الكنب وهي تبكي بصدمة من كلام خيال ، وأخذ يناظرها برجفة والشك تنطق به عيونه : تكذبيّن ، هالكلام ما ينطبق على ولدي ، ولدييي شييخ شيوخ ولدي كففو ، ولدي يجيبك ويجيب مية مرأة غيرك وما تلقون به عذروب واحد
هالكلام الي تقولينه مايدخل بعقل ، ولدي كفو وصاحي ماهو بمجنون



ناظر لأم عواد اللي كانت مغلفة وجهها بين كفينها وتبكي بصمت ، كانت تدري ولكن تناست ، كانت تدري بس قالت بيتزوج ويعقل
كانت تدري ولكنها فرضت على بنت حياة قاسية غصب عنها؟
هزها بعنف وهو يثبت يدينه على كتفها وقال بعصبية : عيب عليك والله ، تصدقيّن بولدك بهالبنت الي مابقت معه إلا شهور؟
كأنها ماتبيه وكأن ودها بشخص غيره ترجع بيت أهلها وتمسك لسانها عن ولدي
إنتهى الصمت وإنتهى الهدوء من قاموسها ، حررت كل غضبها وخوفها وقهرها كل الشهور السابّقة وصرخت من حر جوفها وهي تناظره بحدة وسط صدمته وتوسّعة حدقات عينه والي بسببها رجع خطوة لورى
أخذت تبّكي من كل قلبها وقلبها ينتفض من حرارة هالشعور ، رموها بوسط البحر وقالوا ماغرقت بسبب أمواج غرقت بسبب دموعها!!
كانت تبّكي بحرقة تبكي دموع فائتة ما بكتها ودموع نست تبكيها ودموع كانت ترثيها ، وبعد ثواني بسيطة مشت عنهم وهي تركض لغرفتها وتفتح الباب بكل قهر وهي تسحب كل الملفات الي قدرت على حملها ، نزلت وهي تشوفوهم يناظروها بخوف ورهبّة ومن وقفت بجنبهم رمت كل الأوراق على الأرض قدامهم وهي تقول : هذا بلااء ولدكم ، هذا مرضه
عشتو بكذبة وظنكم غيركم بيصدقها ؟؟
ياويلك من الله يالي ضيعت الأمانة

ونهكت أمانة شخص غيرك ، دمرتو الحياة بعيوننا ظنكم بتفلتون من هالذنب
أم عوّاد الي كانت منتهية من شدة البكاء وقفت وهي تجمع مابقى لها من طاقة وتوقف قدام الأوراق الي رمتها خيال وبجنب زوجها وأخذت تقول وهي تأشر عليها برجفة : هذا وش يا خيال؟ هالأوراق وش فيها يابنتي؟؟
زاد غيّظها أكثر وأكثر ومن تنطق هالمرأة بهالكلمة يزيد غيظها أكثر نطقت بقهر وبصوت حاد : سنيّن وبنيّن وولدكم عايش معك لا تصيرين غشيمة قدامي لا تسوين نفسك تجهلين إنه مريض نفسي ، لا تدعيّن الجهل وأنتي تعرفين إنه يعاني من إضطراب بالذاكرة ممكن ينساكم بأي لحظة مثلما نساني ، لا ترمشين ببراءة وأنتي تعرفين إنه مريض بثنائي قطب مرة يفكر بالإنتحار ومرة يضحك ولا همته هالدنيا
لا تغوصين بذنوبك أكثر ، لا تخليني أحرق قلبك بدعاويي لأنك تدعيّن الجهل
رجعت خطوة لورى بصدمة من إنهيار أمه بشكل مبالغ فيه عالأرض وهي تفتح الأوراق بشراسة وصوت شهقاتها ينسمع من على بعد أمتار
كانت تدري إنه مريض ولكن ما يوصل مرضه للدرجة ذي .. كانت تدري إن علته نفسية ولكن ما توصل للمواصيل الفضيعة هذي !
رمت الأوراق بعنف على زوجها وهي تبّكي بحرقة وتضرب فخذها بقهر : علمتك ، قلت لك هالولد مريض ، هالولد يحتاج له دكتور يفهم علته
بليته بهالحياة بسبب خوفك من الناس الله لايسامحك ولا يبيحك


كان يرتجف وقلبه يشتعل من الخوف وباينه رجفته بيدينه الي تشد على طرف شماغه والي ترتعش بوضوح ناظر لخيال وهو ناوي يستمر بتكذيبها ولكنها ما أعطته فرصة ، مشت بخطوات سريعة وهي تسحب الألبوم من على الطاولة وتوقف بجنبه وهي تفتحه بقهر ودموعها مازالت تفيّض بمحجر عيونها ولكنها تكتمها بصعوبة بالغة ، كانت تمرر على الصور وهي تقول بحرقة : هذي سواياكم وهذا عهد ولدكم مع السعادة ، يوثق كل صورة له لأجل ما ينسى نفسه
موثق صوركم لأجل ما ينساكم ، موثق شريط ذكرياته لأجل ما يعيش بحياته وحيّد
وناوي تكذبني من جديد ، ناوي تشك بكلامي وتبتليني بالإفتراء؟ خاف ربك يا مسلم
خاف ربك يامدّمر هالحياة
بلع ريقه بصعوبة وهو يسحب الألبوم من يدها ويرجع خطوة لورى وهو يحاول يستند على الكنب ويجلس بإنهاك مُخيف
رجوله من شدة الرجفة الي أهلكته ماعادت قادرة على حمله ، هالألبوم قطع آخر خيط من الشك من بكرته
نسّف كل إفتراءته بالأرض وكسّر كل معتقداته الباطلة ، رجف قلبه وكان لجميع خلاياه نصّيب من هالرجفة ، كان يقرأ كلام عوّاد بجنب كل صورة وعيونه تحترق من شدة الدموع الي تجمعت بمحجر عيونه ، هذا خطّ ولده وهذي صورهم من سنين طويلة وهذي مواقف عدت عليها مواقف وأيام
ولكنه كان يكتبها ، يوثّقها بالصورة والحدث
لأنه كان يخاف . . يخاف يعيش عاري ذكريات!
كان أبوه بيستمر بدوامة التكذيب وما بيرضى يعيش إبنه تحت مصطلح"مجنون" طوال عمره ماكان بيرضى يعيش بين المصحة النفسية ويسمع كلام الناس عنه
ولكن باللحظة هذي عرف إن الشخص الوحيَد الي دمر ولده هو"أبوه"
هالألبوم قطع كل الشك الي بقلبه باليقيَن التاام ونفض كل غبّار الخزعبلات عن رأسه
نفضها بطريقة تحرق القلب وتشعل محجر العيّن دمع
لمحت خيَال إنهياره ودموعه الي غرقت شيَب وجهه وهو يقرأ كلام ولده ، وإلتفت وهي تشوف أمه تنهار أكثر وأكثر من لمحت دموع زوجها
أيقنت إن هاللحظة هي جزاء كل اللحظات الي عانتها ، وأيقنت إنهم كانو يدرون إن ولدهم عليّل ولكنهم مافكرو يدرور بمرضه ! كان كل تفكيرهم يسترونه بجلد بنت مالها ذنب فيه!
ضاع عمرها ، وأنكسر قلبّها ، وذاب طموحها
وأُنتهكت حرمة خيالها وأحلامها ، وكسرو رقتها لدرجة إن الشخص الي كان واقف قدامهم غيييّر تماماً عن الي كانوا يعرفونه
تغييّرت بالحيييل ماهو بس بشكلها ، حتى تفكيرها وشخصيتها "صقلها الوجع"
بعدما مرت دقايّق طويلة وهم مسترسليّن بإنهيارهم وبسبب الحقائق الي صارت واضحة قدامهم ، والي شدّد على كلام خيال كان صورة ولد عمه الي موجودة بجنبه


وبسبب هالصورة كُتب الموقف الي صار بينهم ، كتب لما نساه بوسط البّر ورجع للبيت بدونهم
بدون ما يكون لولد عمه شيء يستمد العون منه
كتب عن سؤالهم له وعن بحثهم عنه وعن القيامة الي قامت بسببّه ، كتب إن ولد عمه كان بيموت بسببه بالصحراء وحيّد ،لا سند ولا أخ ولا أحد يبكي على قبّره لولا لطف ربي الي أرسل له رجال لأجل ينتشله من بين الرمضاء
والي صرّح بعدها إن عوّاد راح وتركه لوحده بهالمكان ، كتبّ عن عتابهم وعن شرهتهم وغضبههم الي فجروه بوجهه
كتب عن خوفه وخيّبته والقلق الي أكل قلبه بسبب هالموقف الي نساه وما يخطر علىبياله أبداً ! كتب عن هربه من أهله من شدة خوفه عليهم منه ومن خوفه لا يتكرر هالموقف

ورجع يكتب عن دكتوره الي موثق صورته كتب عن أول لقاء لهم سوى وعن السنوات الي قضاه معه وعن عيشه من حالة عوّاد

مل البكاء من كثر ما غرقت الدموع خدودها
رفعت عيونها بتعب وهي تتنفس بصعوبة ، وإعتدلت بجلستها على الأرض وهي حاضنه الأوراق الي تحتوي على تشخصيات عوّاد
كانت مذهولة ومصعوقة وعمرها ما ظنت إن هالكم الهائل من الوجع يسكن روح ولدها
ووحيّدها !
كانت تظن إن بعده عنهم لأجله ولكن خابت ظنونها!
بعده عنهم كان لأجلهم ولأجل ما يضيق لهم صدر بوجوده
ضاق كونها لما أيقنت إنها شريكة بتدميّر حياة ولدها الي يعاني من صغر سنه وحياة هالبنت الي بلته بولدها ورضت تزوجه فيها لإنها تظن إنه حتى لو فيه ميَة علة بتتحمله لأنها بالنهاية زوجته ضحكت عليها فايزة وقالت لها"هالبنت عز طلبّك لو بولدك مليون عيّب بتسكت وتتحمله لأن محد دق بابهم للحين بيرضون بأول خطيّب"
وكذا ظنت إن هالبنت بتبّقى صابرة فعلاً!

ناظرت لخيال الي مازالت واقفة مكانها ومازالت تناظرهم بنظرات خالية من الشفقة وبنظرات تطغى عليها الكبّرياء والغيظ
وقالت بصوت مبحوح من شدة التعب ، متجاهلة كل الي حولها وغايَب عنها كل أطراف هالبيت ، من شدة علو بكاءها قبل لحظات ما سمعت أدنى خطوة تبتعد أو تقترب منها قالت بتعب مصحوب بعزاء كبيّر للذكريات الي حلت عليها ، قالت بخذلان عاشته على مدار سنيّن مُرة وكل كلامها يسكن مسامع هالشايّب الي دمرهم : قلت لك، عدت وكررت مليون مرة على مشهد مسامعك
قلت لك هالولد به علة ماهي بهيّنة ، هالولد وجعه نفسي وداخلي ، بنفقده لو خليته يبتعد عنك أكثر
قلت لك هالولد ماصار طبيعي بعد موت أخوه
قلت لي يتناسى ويمثل الغباء عشان ما يبكي ويضيق ، ولكن علمني من الي بينسى موت أخوه بهالطريقة؟ من الي بيغيب عن باله صوت بكاء أخوه وهو يحترق وما بيدينه يسوي له شيء
يسوي له شيء
علمني من الي بينسى إنه بدقيقة فقد أخوه حرقاً وهو يناظره


غمضت عيُونها بصعوبة شديدة وقلبها يحترق وتُرجم هالحريق على شكل دموع الي سلكت درب جديد على خدّها وهي تتذكر وتنطق مآساتهم الي أنهتت آخر غصن لهم بالحياة
" بالوقت الي كان عوَاد إبن الـ١٢ سنة مع أخوه بنفس السيَارة وبوقت رجوعهم من المدرسة في مشهد متكرر وطبيعي ينعاش بأيامهم العادية ، ولكن هاليوم ماكان بعادي هاليوم نقطة تحول!!
لحظة إصتدامهم بالشاحنة المحملة بعلف المواشي بكل فضاعة وبكل حدّة لدرجة إن عواد الي كان راكب بعشوائية وبدون مايثبت حزام الأمان على جسده ، رفض المقعد يبقى هالجسد عليه وقذفه بكل قوة لبرى السيارة من الزجاج الأمامي بعدما مالت بهم السيّارة
طار بكل قوة من الهواء وأرتطم جسده الصغير على الأرض لدرجة عجز هالجسد يتحرك من شدة الوجع ، ولكن مازال وعيّه حاضر!!!
كان يناظر للسيارة الي دخل جزء منها بوسط العلف والي إنتثر بكل قوة وكثرة حوالينها
ويحاول يناظر لأخوه من الجزء الثاني من السيارة وهو يحاول يسحب ويحرر جسده من هالهلاك
كان يناظر للناس الي وقفو يناظرون بخوف وماعندهم أي جراءة لأجل يتقدمون خطوة وحدة للأمام كون المشهد كان كارثي
يتأمل بعيُونه السيارة الي تحتوي جسده أخوه الي ينسمع صوت صراخه وبكاءه من شدة خوفه من على بعد أمتار كان يستغيث ويبّكي لأن رجله علقت تحت المقعد وماهو قادر يحرر نفسه كان يشتعل من الخوف بسبَب ريحة البانزيّن الي تسللت لخشمه
لحظات معدودة بس ، كانت كفيلة بصعق كل من بالمكان ، كان كفيلة بحجب ضوء الشمس عنهم وإنتشار ألسنة لهب مخيفة حواليهم
لحظات بسيّطة كانت قادرة على زيادة صراخ وبكاء أخو عواد الحاد وهو يشتعل من النار
حتى ذاب صوته بوسط إنطفاءه وإنهيار آخر حد له ، ماات محرُوق وسط نظرات أخوه
مات وهو يصرخ ويشتعّل بوسط النار وصوت بكاءه ينخر مسامع عّواد الي كان منهار بكل ما يحمله مصطلح "الإنهيار" من معنى!
عجز يستوعب هاللحظة ، عجز يبّقى بمكانه
كان يبكي بفضاعة وبكل كثافة وهو يشهق بصعوبة ويحاول يتحرك يساعد أخوه ولكن لا الوقت أسعفه ولاحتى جسده!
إنهياره هاللحظة من بشاعة هالموقف ترك له شرخ عظيم بالذاكرة ، ترك عقله يحرره من هالوجع ويستخدم هالإضطراب كردة دفاع يقدر فيها يكمل باقي حياته وينسى ، هالإضطراب كان لأجل يقدر يعيش عواد.. لأن بعد هالوجع من الي عنده قدرة على الإستمرار بالحياة بعدها؟"
رجعت أم عواد تندب حظها وتبكي من حر جوفها وهي تعيّد تلاوة المشهد على مسامع أبوه وعلى مسامع خيال الي الدهشة كانت ضيفة بصدرها !
ماكانت مستوعبة كمية الألم اللي عاشته هالشخصية هالكثر !


ذابت عظام أبو عواد بجسده وميّل رأسه بتعب وهو يسنده على الكنب ويناظر لخيال بعيون ذابلة وصريحة من الوجع
يلوم نفسه يعاتبها ويقطعها من شدة القهر
عرف هاللحظة إنه المتسبب بدمّار ولده الي هرب من عندهم لأجل يعالج نفسه لأجل يعيش حياة صاحية!!
كان يبّكي بتعب وهو يسمع نحيّب زوجته وعتابها وشتمها له ويناظر لخيال الهاديّة والي ملامحها مكسوة بال"اللاشيء" ومكتفة يدينها
بكت هالعّواد كثييّر ، بكته بما فيه الكفاية
صحيح إنها تقاوم دموعها هاللحظة ولكن كان يكفيها دموع قلبها اللي تقلص من شدة الضيّق على حاله!
-
عاجزين تماماً عن سِمع خطواته الي تبتعد بكل زعزعة عنهم ، وعن صوت قفل الباب الخافت الي يعلن هروبه عن المكان!
عاجزين يستوعبون إنه حضر آخر كلامهم وإن حتى حضوره غطت عليه مواجعهم!
عوّاد الي ترك السبّاق قبل ساعة بس من بدءه ورجع بخوف وصدمة لما إستوعب إنه سهى عن حضور أمه وأبوه ورجع بكل سرعة للبيت وهو يدعي إنهم تأخرو ولكن حضوره ودخوله للبيت بصمت تام وبخفة كبيرة عشان خيال ماتخاف تركهم ما ينتبهون له وترك هالكلام ينقال على مشهد مسامعه وقلبه
كان مختل بخطواته ، وبتفكيره وبقلبه الي الي يضيق به الفضاء على مدى رحابته هاللحظة
حتى حالته الهوسيّة هاللحظة ما أنقذته من سوء هالشعور
كيف ينذكر على مسامعه مشهده مع أخوه ومايحضر بذاكرته!
هو الي سنيّن وبنيّن طويلة إكتسب الشجاعة والقوية الكافية لأجل يصمد بوجه هالوجع ، سنين قضاها من عمره بين ممرات المستشفى وبين فصول ذاكرته يناجيها لأجل ترجع ويقدر يعيّش ويطيب ، سنين وهو يبكي من التعب كلما أيقن إنه مريض بهالمرض المُتعب
ليه مازارته الذكرى لأجل يحاربها من جديدليييه؟
ركب سيارته وهو عاجز عن جر خطواته أكثر لهم
عاجز عن الوقوف قدامهم وشرح حالته وشرح ضيقه الي تمكن من جوفه
كان متهور فعلاً وتهوره ما بيخليه يبقى بنفس المكان لحظة
رجع بكل سرعته لمكان السبّاق ، ونزل من السيارة وهو يناظر لصاحبه الي بينجلط منه والي قال بعصبية : تستهبّل علي ياعواد؟؟
تخليني أنهار من القهر وترجع من جديد ؟؟
عواد الي تركه قبل دقايق وقال "ما أقدر أكملّ" رجع بدم بارد وسحب مفتاح السيارة من يده وركبَها وهو يناظر للطريّق والسيارات حوله بشعور غريّب .. شعور مخييف حييل!
كانت نظراته هاديَة عكس شخصيته عكس الحماس الي يخترق قلبه عكس نبّضاته المخيفة والهائلة كانت يديه الي تشد على أطراف الدريكسون شاهدة على رهبّة الموقف وعلى عدم إهتمامه بالشعور الي يفتّك بشراسة بروحه
مازال الكلام يتردد بإذنه بشكل مخيف حتى إنه بدأ السبّاق وهو يهوجس به ولولا وقوف صاحبه بجنبه وهو يصرخ بقهر ويناديه ماكان إستوعب الموقف


لحظات بسيَطة كانت فاصلة بينه وبين إندفاعه المخيف والهائل والي تركهم يرجعون خطوة لورى من الصدمة والذهول الي فتّت نظراتهم وأحرقها بسبب الدخان الرهيّب الي كلفته هالسرعة
كان يدعس على البنزين بدون إهتمام بكل الي حوله ، المهم إنه يعيش نشوة الحماس هذي بحذافيرها المهم إنه ينسى الكلام الي سمعه لأنه أهلك قلبه بدون مايحرك طرف واحدٍ بذكرياته ، المهم يحرر روحه من هالعذاب ويعيّش شعور الحماس الي كان يعيشه بكل مرررة
فقّد السيطرة على مشاعره ، فكيف ما يفقدها على حواااسهه!!
كان يضغط بأطراف قدمه على دواسة بالبنزين بدون ما يبان بقلبه أي شعور للخوف ، كان يشد على الدريسكون بدون ما تبان بوادر الرعب على رجفة يده!
كان أسير هالنشوة جاهل عن نتايج هالنشوة
بما إنه عايش على خط السبّاق ماكان مهتم للي حوله من السيّارات كونه عاش هالموقف مرااات ما تنعد!
ولكن هاللحظة كانت غير ، هاليوم غير مثل ماكان اليوم الي تربّص فيه المرض غير
هالسبّاق كان غير كونه ماكان يحتوي سواقيّن محترفين غييره
وكونه هاللحظة كان محترف بالتهور وبس!
عجزت النشوة تنقذه ، وعجزت يدينه الي ماخافت من السرعة تثبته بالسيارة ، وعجز قلبه يقاوم شعور الخوف والرعب والدهشّة الي تمكنت منه هاللحظة
كيف إنفلت الدريسكون من يدينه الي متثبّه فيه وكأنه طرف من ثوب أمه
وكيف قدر ينحدر عن الطريق بسبب السيارة الي قدامه والي كان سايقها مبتدئ وعجز يجاري سرعة عواد الي صدمته وتركته ينحرف عن الطريّق والي بسببّها إنكسرت نشوة الفرح
كيف قدر جسده العريضّ والصلب يغادر مقعد هالسيارة ؟
وينهار بكل ثقله على طرف الرصيّف في مشهد مخيف حضرته كل المشاعر المرعبة والمذهولة
في مشهد لأول مرة يمر أمام أنظارهم ويهلكهم من شدة الرهبّة والدهشة الي تربصّت بأفئدتهم
تحرر جسد عوّاد من السيارة وإنهياره على حافّة الرصيف كان أشبه بصاعقة كسرت قلوبهم من شدة ثقلها وغضبها
عجزت تشيلهم عظامهم ، عجزت الأرض تحررهم من جاذبيتها الي تشبثت بأقدامهم
عجز يخطون خطوة صريحة له!
كان منهار بمكانه ، مثل الموقف الي حصل له من سنين طويلة ، منهار بدون حول ولا قوة ،طفل البارحة الي صارعه الوجع على حافة الرصيّف ، رجل اليوم ولكنه بنفس الموقف
وبنفس الشعور ، وبنفس الوجع وبنفس الرهبّة
لإنه ماعاش الموقف ببساطته ولوحده
عاشه مع أخوه من جديد وكأن رجع بالسنيّن للخلف وإنعاد الموقف على مشهد قلبه وعلى مرأ عينيه .. عاشه بنفس الشعور اللي عاشه من سنيّن طويلة بنفس الذبول بنفس الوجع بنفس القهر بنفس الضيق الي دمّر صدره


عواد الي تفتت شخصيته بسبب الوجع ، رجع يعيّش الوجع أضعاف مضاعفة هاللحظة ، وكإن هالوجع يحاول يلملم هالفُتات
إستعاد ذكرى هالوجع وهو يناظر للمكان الي حوله بنظرات خاويّة وبقلب مرعوب
مرور الكلام على مسامعه ماقدر يحرّك هالشعور كثر ما حركه عيشه للموقف من جديد
كان يتهاوى من فُرط الوجع الي فتّك بجسده والي أنهلك من شدة قوة الضربة على الأرض الي دمّرت ضلوعه وفتت عظام جسده
ولكن هيّهات ماوصل هالوجع لربع الي يعيشه داخل رأسه وداخل هالجسد اللي مابقى به ذرة حياة
كان يسمع صوت تردداات أخوه برأسه وهو يصرخ من جوفه يستغيث ويناجي لأجل يعيش
كان يناظر بعيونه لسيارتهم الي إحترقت وإحترق بجوفها جسد أخوه وسنده
كان يعيش رهبّة الموقف ورعبه وسوءه من جديد وبشكل تركه يصرخ من الوجع وصوت شهقاته الي تخترق القلبّ من حدتها ومن تراكم القهر والضيّم فيها وعلُوها تركهم يركضون له بكل قوتهم بعدما إستوعبو الموقف
كان ينهار من شدة الضيق الي غلف قلبه ، وحتى عقله ما رحمه هاللحظة ورجع يمسَح هالذكرى من جديد وتركها تغيّب عن وعيه لأجل يتجنب كمية هالمرارة القاتِلة والفتّاكة لقلبه ولروحه ، إضطرابه الي عانى معه كل سنين حياته خانه باللحظة هذي وتركه يصارع بهالحرب المُميتة لوحده،ملوحة دمعه الي أهلكت ودمّرت بالألم جروح وجهه كان لها النصّيب من وجعه هاللحظة
جسده يستغيث من هالحادث ويتضرع لأجل يقدر ينفذ .. عقله يستغيث وقلبه يُناااااجي هالوجع يحرره منه!
كان يحس إنه على حافة الموت .. أو بالأحرى بوسط الموت !
كان المخيف والمُهلك للروح ولأوردة القلب والحارِق لكل شعور له طعم الحلاوة بهالحياة
إن الذكرى الي قضى عمره كله في سبيل تذكرها ، تلاقى معها بآخر لحظة في حياته !




ضِرار الي وآخيراً إنتهت فترة إنتدابه
كان واقف خلف المكتب وهو يرتب أوراقه بالكرتون ويدندن بضحكة وضحت كل الوضوح على وجهه ، دخل فواز وهو مبتسم من صوته وقال بنشوة فرح : لاغيّب الله هالضحكة عن ربوع وجهك ، نقول سبّبها رجوعك للشمال؟
أبتسم بخفوت وبضحكة قال : والله ماهقيّت إني بيوم من الأيام بسابق الضحكة بس عشاني بفتك من وجهه شخص بهالحياة ، يارجل نكّد علي عيشيتي فوق نكدها
فهم فواز إنه يقصد العميّد فضحك على كلامه وهز رأسه بإيجاب وهو يقول : زيّن طال عمرك ، الفريق ينتظرك برى المركز
من أيام طويلة جاهزين وننتظر هاليوم
أبتسم وهز رأسه وهو يفتح درج مكتبه ، ومن لمح الكتاب اللي بقى أسير للدرج شهور طويلة تلاشت إبتسامته وأخذ يتصدد وهو يناظر لفواز الي إستنكر تغيره فجأة ، لذلك حاول يتجنب إحساسه هاللحظة وأخذ الكتاب وهو يتركه بين باقي أغراضه وينقل الباقي ومن بعدها كان بيأخذ الكرتون لولا إن فواز أخذه من يدينه وهو يدقّ التحية ويمشي قدامه
بينما هو أخذ نفس سريع وهو يناظر للتقويم المثبت بجدار مكتبه ، ويناظر للورقة المتدلية والي كُتب فيها بالخط العريّض " يوم الرجوع للشمّال" وكأنه كان ينتظر هاليوم بفارغ الصبّر !
سحبها وهو يبتسم بتنهيدة ورماها بوسط جيبه بعشوائية وأخذ يطلع من الغرفة وهو يدندن حتى إن مرور المقدم المكتض وجهه بتعابير القهر من روقان ضرار ما ترك إبتسامته تتلاشى ، ماكان يدري وش الفعل المخيف الي أرتكبه لأجل يلاقي هالصدود من المقدم بس الي يعرفه إن مابقلبه عليه شيء
وهذا كان يكفيه !
سلّم على زملاءه بنفس طيّبة وودعهم بإبتسامته الي ياما قابلهم بها حتى بأسوء أيامه
ومن خطى أول خطاويّه لبرى المركز رنّ جواله الشخصي فسحبه بعشوائية من جيبه ومن لمح إسم فهد رد بعجل وبحماس رهيَب وقال : أرحب سمّ يا أبو لافي
إرتعشت عظامه ، وذابت ضلوعه بوسط جلده
تزلزل كيانه وتشوشرت رؤيته وحتى إن كفوفه الي تحتضن جواله تطلب العتق من شدة الرجفة الي أحاطت بها من لما تهادى لسمعه صوت فهد ، فهد الصلّب القوي الي مايهزه جبّل ، هاللحظة كل رجفة ورعشة وخوف العالمين تهزّه بلا رحمة : تكففى ياضرار،تكفى يا ولديي الحقهاا الحقها ماني قادر أوصل لها دخيلك ياضرار
بلع ريقه بصعوبة وهو يحاول يحرر كلماته من حنجرته الي تراكم فيها الخوف والصدمة وبعد جهد جهيّد قال بخوف : وش صاير،علامك؟
وصلته تناهيّد قلب فهد الي سطى عليه الحزن وتراكم عليه غبّار المسافات القاتلة من لما صادف إتصاله على خيَال قبل لحظات ووصله صوتها المتلاشي من شدة الوجع والبكاء اللي دمَر نبرتها ، كانت تبكي بهلع وخوف تفجر من كل أركانها وبصعوبة بالغة قدرت توصل لفهد سبّب بكاءها




"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-21, 08:13 AM   #66

نهى حمزه
 
الصورة الرمزية نهى حمزه

? العضوٌ??? » 422378
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 262
?  نُقآطِيْ » نهى حمزه is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شكرا للنقل الروايه جميله

نهى حمزه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-21, 05:51 PM   #67

أنامل فتاة

? العضوٌ??? » 493416
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 1
?  نُقآطِيْ » أنامل فتاة is on a distinguished road
افتراضي

شكراً مرا فعلاً رواية تستحق القراءة ولا ننسى كاتنبتنا المبدعه فاطمه الصالح

أنامل فتاة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-21, 06:45 PM   #68

شجنّ العُذوب

? العضوٌ??? » 418154
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 838
?  نُقآطِيْ » شجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت هالروايه سابقا بحساب الكاتبه بس ما كملتها... والحين اطيح ع موقف الحادث وعواد، هالاسم الجديد علي ولي ما اذكر مر علي سابقا.... ننتظر التكمله بشووووووق كبير... اتمنى ما يتاخر نقل الجزء، فاطمه صالح... اهنيك على القفزه العظيمه في كميه الأسلوب والوصف وطرح الأحداث...
العاده تأثير وصف وسرد الروايات العامي... مايجذبني كثر الوصف الي يكون فصيح...
لكن انتي أسلوبك أعجز عن وصف عمق وقوة كلماتك ومفرداتككككك ...
فعلاً ابدععععععععع حقيقي وآسر لنا كقرائك.... الله يجعلها روايه شاهده لك لا عليك... وننتظر التكملة
ماتتأخرين علينا يا جوووري....


شجنّ العُذوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-21, 09:04 AM   #69

شجنّ العُذوب

? العضوٌ??? » 418154
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 838
?  نُقآطِيْ » شجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الخير... ورجعنا من جديد لتعليق اخير ع الروايه بعد ختامها امس بحساب الكاتبه....
نهايه عواد مؤسفه وموجعه بصراحه، لكن اوقات يكون الموت رحمه لصاحبه من العذاب الي قاعد يعيشه بحياته... أنهيت الروايه، وما قدرت اتذوق حلاوه بهجه الختام وفرحته... من قوه ضيقتِي وتأثري ع موته..... اهنيك يا مبدعتنا ع تجسيد خيوط معاناته ومرضه لدرجه الي عايشناها باصغر تفاصيلها... والله اني كنت اطمح يعيش بعد ما تذكر اخوه ويتعالج وتتحسن حالته ويكمل مع خيال... لكن الواقع كان مختلف ونهايته ع قد ماكانت مبكيه لي.. الا انها واقعيه ... وحتى علاجه صعب جدا
اسأل الله ان يشفي كل من ابتلي بهالمرض.... اسأل الله ان يربط ع قلبه ويصبره، ويجمعه مع أهل اكثر وعي وتفهم وادراك لمعاناته وحالته.... قبل ما يضيع مثل عواد من بين يدينهم....
اكثر قصه شدتني وعميقا لروايه.... لدرجه ماكنت اهتم اعرف تفاصيل الابطال الثانيين.... واسمين طول الوقت ادور عليهم " خيال وعواد "

أخيرا سلمت غاليتي فاطمه وسلم قلمك المبهر... الكلمات في حق ابداعك صارت مستهلكه وبقوه.... ثمن اني اشكرك ع الرسائل والنصائح التوعويه بين سطور ابداعك... اسأل الله يثيبك الأجر والثواب عليها..... ونترقب جديدك، يا أم البهُور ❤️❤️❤️❤️


شجنّ العُذوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-21, 02:16 AM   #70

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,010
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




"عواديافهد،تكفى الحقني إتصل على واحد يقول تعالو للمستشفى ما أدري وش فيه ، فهدد أمه وأبوه منهارين قدامي ماقدرت رجولي تشيّلني تكففففى " ماحسبت حساب المسافات الي بينهم ولا إن فهد ممكن يجن جنونه بسبب بعده عنها ولكن الخوف الي دمّر منطقها كان يبرر تصرفها ، وفهد ماكان له حيّلة إلا ضرار الي ألتجأ له هاللحظة : خيال أختي ، تكفى ياضرار رح لها اللحين ، زوجها ماندري وش علامه وهي بالبيت مع أهله في حال مايعلم فيه إلا الله ، برسل لك الموقع الحين توها أرسلته ، رح لهم نخيّتك
ما أستوعب موقفه إلا لما ركض بأقصى سرعة لسيارته وهو يناظر للفريّق الي منتظره ، ورجع يأشر لهم وهو يقول بصوت عالي : رااجع لكككمم
إستغربو الرجفة الي بصوته والي وصلت لمسامعهم ، لذلك عذرو تصرفه ورجعو للمركز ينتظرونه

الدريّكسون يشهد على رجفة يدينه ، والمقعد يحتضر من شدة رعشة جسده ، كان منهلك من شدة التفكير طوال الوقت ، خايّف من خوف فهد وخايّف عليها وحتى على زوجها الي ما يعرف عن حالته شيء
خايف من أدنى خبر للموت حتى لو شخص غريب عنه ، يخاف من هالطاري وبيبقى طوال عمره يخاف منه

مايعرف كيف وصل للبيت ، وكيف أسعفته سيارته بهالسرعة مايعرف كيف وصل قطعة وحدة لهالمكان ! جر خطواته بكل عجلته وهو يضرب الباب بكفه ويمسح على وجهه بإضطراب ، رجفّ قلبه وضاع منطقه وهو يسمع صوت البكاء العالي يقترب ويخترق مسامعه ، صوتها؟ معقولة !
فتحت الباب وهي جاهلة عن حالها قدامه ، تدري إنه ضرار لأن توها قفلت الإتصال من فهد ، ولكنها ماتدري عن أي شيء غيره
من أول ما فتحت الباب حتى صدّ بصدمة من شاف جسد أنثوي يستقيّم بتعبه قدامه و بدون حجاب يسترها وسط سكونه وصدمته من هيئتها الي ما ميّزها أبداً ، ولولا صوتها الي قالت بين نبراته المرتجفة وهي تأشر عليهم : إلحقهم تكفى ، الإسعاف طوللل
ماكان صدق إنها فعلاً خيال،خيال رفيّقة البيت المهجور والرسايّل والكتب!
بقى واقف بمكانه يحاول يستوعب الموقف ولكن صوت شهقاتتها العاليَة حرره من عدم الفهم وتركه يركض لداخل البيت ، وهو ينقل نظراته المفجوعة على المرأة الي طايحة بوسط الصالة ومامنها أي حركة ، وللشايّب الي منحني ويبكي بكل عجز وكأنه طفّل ماتت أمه
بجبورته وقوته ومهابته وبجميع سنواته الي قضاها إنهار من سمع خبّر حادث ولده
وإنهار أكثر من تهاوت رفيقة عمره قدام عيونه ، عاشوا الموقف من جديد
بنفس البشاعة ! وبنفس الوجع
ولكنه من قبل كان قوي ، كان صامد
والحين السنيّن خذت منه كل القوة ، وماكان عنده القدرة الكافية لأجل يخطي خطواته للمستشفى لأجل يعرف عن حالة ولده

كان منهار وكأن كل قوته هاللحظة سُلبت منه بأبشع طريقة وتهاوى معها كل سنينه بجنب زوجته الي من سمعت كلمة"عواد صار له حادث" حتى غابت عنها كل الحياة وحتى عن وعيّها غابت
تاركين خيال الي لاحول لها ولا قوة تعيش هالوجع وهالخوف والرهبّة الي زلزلت رقتها وهشمت آخر ذرة منها لوحدها!
ضرار الي أبعد أبو عوّاد عن زوجته رفع رأسه وناظر لخيال وهو يقول : عبايييتهاا؟؟
سحبتها خيال من على الكنبة ورمتها بعشوائية على جسد أم عواد وبدوره ضرار مشى بخطوات سريعة وهو متحمل لا يطيّح وتركها بالمقعد الخلفي للسيارة ، وألتفت وهو يناظر لخيال الي تسند أبو عوّاد بثقل شديد وهو يتهاوى من فُرط وجعه ، ومن ساعده يركب ومن شدة إضطرابه وخوفه وعدم فهمه للوضع ولا لأي تفاصيل يخص هاليوم كان بيركب لولا إنه تدارك الوضع ولمحها تركب السيارة بدون عبايّة ، صد بصدمة وهو يستوعب الوضع ومشى وهو يفتح الباب ويقول بإضطراب : العبايييّة
شهقت شهقة عالية من وسط بكاها وهي تركض بكل طاقته المتعثرة وتسحب عبايتها من وسط الدولاب وترجع للسيارة بطاقة بُعثرت من خلف درجات الدرج ، وركبت وهي ترتجف من خوفها من فرط وجعها من صدمتها ومن هالموقف الي عاشت فيه سنيّن ومشاعر أكبر من عمرها
شابّ شعر رأسها بدقايق بسّيطة مابين قلة الحيلة ومابين الخوف الي سبّبه خبر عواد وإنهيار أهله قدام عيونها
وصل ضرار للمستشفى ومن وقف على باب الطوارىء ركض الممرض بالحمّالة بعدما أشر له ضرار وأخذو ينقلونها وهو يناظرها ويدينه تضغط على رأسه بحيرة وعدم حيلة ، وش هالموقف الي يعيشه بدون وعي منه ؟ ليه يحس كل هالي يعيشه حلم
ليه يناظر للممرض الي سحب الكرسي المتحرك وهو يأخذ أبو عواد للطوارىء مجرد حلم وبينتهي بمجرد ما يغمَض ويفتح عيونه ، ولكن الجسد الأنثوي المغطى بالسواد والي ضل طريقه ويتهاوى من شدة البكاء الحاد أيقظه وكأنه منبة من هالحلم ، كانت تمشي بدون وجهة تناظر بعدم فهم للمكان دموعها غطت جفونها وحجبّت عنها الرؤية ، أتعبّها وأهلكها هالموقف
هي الي عاشته مع أمها وأبوها وحتى زوجة أخوها صارت تكره تعيّش هالطواري ؟ فكيف لو عاشته لوحدها؟
ضاعت مفاهيمها وهي تمسح دموعها بكمها وتحاول تلاقي وجهتها ولكن عجزت ، لولا ضرار الي وقف قدامها وناظرها بعجز وقلة حيلة كان بقت بمكانها تصارع ، من لمحته بكت أكثر وهي تقول ببّحة عجزت تتكلم بدونها : تكفى لا يموتت الله يخليك إدع لا يموتت ، أمه بتموت وراه أبوه بينكسر ظهره ، تكفى لا يموت
يارب ماودي أحد يذوق هالمر ،يارب مامات يارب مامات
تراكمّت غصات عنيفة جرحَت حنجرته وكأن شوك ورد العالمين كله تجمع بشكل مخيف بهالمكان الصغيّر


تراكمت كل الأوجاع وهو يلمحها تبكي بهالشكل المُضني ، ماكان بيصدق إنها الشخص الي تعرف عليه قبل شهور لولا صوتها ، يالله وش هالحال وش هاليوم الغريّب !
صد عنها وهو يمسح على وجهه بتعب وقال وهو يلتفت : إلحقيني ، نشوف وش وضعه
رفعت رأسها ومن لمحت إسم المستشفى حمدت ربها مليون إنها نفس الإسم الي أنقال على مسامعها قبل دقايق ، دخلت تجر خطواتها بصعوبة دخلت وبيدينها قلة الحيلة تمسك كفوفها
دخلت وقلبها ينبّض بالهلاك وبالخوف والوجع ، دخلت وهي عاجزة تستوعب أي خبر ممكن يكسر كل مابقى من أمل بقلبها ، لااا يارب لا يموت بالطريقة ذي ؟ يااارب عاش حياته كلها بوجع يارب لا يموت بالطريقة ذي تكفى
لمحت ضرار يوقف قدام الإستقبال وهو يفرك يدينه بصعوبة ويسأل عن عواد ، لمحت الترقب والتوتر يتساقط من تعابير وجهه وهو ينتظر الموظف يعطيه معلومات عن حالة عواد ، تأملت إيماءة رأس الموظف المنكسرة ، عيون ضرار الي صغرت من الوجع ، ثغره العابّس وتعابير وجهه الي تبدّلت الضيق
يدينه الي إرتفعت وإنسحبت بعدها القبعة من على رأسه ، ضغطه القوي عليها وهو يبلع ريقه بصعوبة ، ألتفت لها وهو يناظر للمكان الي واقفة فيه ، وأخذ ينزل رأسه وهو يجمع طاقته ويحاول يمشي لها ويكبّر الخطوات ولكن عجز كبير تراكم بخطواته وبقلبه ، من الي بيقدر يستوعب صعوبة هالموقف ؟" البنية الي كان يحبّها بيوم من الأيام رايح ينقل لها خبر وفاة زوجها.. ييييارب تكفى وش هالوجع "
عجز برغم كل محاولاته ، وبرغم كل قوته وصلابته من ألتفت ولمح أبو عواد ينتظر بكرسيه المتحرك خلفه قدام مكتب الإستقبال حتى صد وهو يغطي وجهه بالقبعة لما سمع صرخته العالية الي قططّعت قلب كل الموجودين بالإستقبال ، إنهارت مشاعر خيال وتهاوت كل قوتها لما طاحت بمكانها وهي تغطي مسامعها بيدينها وتبّكي بكل قوتها تحاول تحجب صوت شهقات أبوه عن مسامعها ولكن عجزت كانت تسمعه يبَكي بكل ضعف وهو ينهار من على الكرسي ويكلم الموظف : تتتكففى قل غير هالكلام ، تتكففى لا تقول هاللي تقوله ، مالي غيره بعد ربي ، دمرت حياته لا تقول إنها ذي نهايته لا تقول لي إنه بيتغطى وجهه الطيّب بالتراب ،يارب سامحني ، سلبت منه الحياة وأنسلب مني ولدي ، يارب صبر قلبي تكففى
ضرار الي حاول بكل قوته ما يبّكي ولكنه عجز ، عجز قدام صعوبة هالموقف ، عجز قدام هالشايّب الي يبكي قدامه وكأنه طفل ما تجاوز العشر سنينّ ، ماكان يدري وش هيئة الموقف ووش مقصد كلام أبوه ، ولكن الي يعرفه إن صوت شهقاته دمر الموازيّن بقلب ضرار ،


مشى وهو يمسح ملوحة دموعه عن وجهه بحيَاء من الي حوله ، ووقف بجنب أبو عواد وهو يطبطب على كتفه : قم ياعم ، هو يحتاج منك الدعاء الحين لا تبكي عليه
ألتفت وهو يرفع رأسه ويناظر لضرار وقال وهو يزداد بالبكّاء العنيف : وش بيديني غير أبكيه ياولدي ، أنكسر ظهري ماعاد لي سند بعد عواد ، ماعاد لي عزوة بعدد عواد
آآه يارب
ساعده ضرار بصعوبة بالغة ، لإن شدة إنهيار هالشايَب دمرت كل قوته وأنهت طاقته ، ساعده وهو يثبته على الكرسي المتحرك ومن رفع رأسه ولمح الممرض يتصدد عنه لأنه كان يبكيَ من الموقف، صد بضيق وهو يتحمل بصعوبة
ألتفت وهو يقول ببحة تشبّثت بصوته بسبب بكاءه : وين المرأة الي جاءت معنا؟
قال الممرض وهو يمسح دموعه بعجل ويقول : للحين غايبة عن الوعي ، عطيناها مغذية والله ييسر
تزاحمت غصّات عنيفة بوسط حلق هالضرار الحزيّن الي عاش موقف ماهو موقفه وحدث ماهو شخص من شخصياته لما تهادت أنظاره على أبو عواد الي مسك كفه وهو يناظره بدموعه الي شابّت بلحظات بسبب الحزن : كيف بتعيش إن درت إن ولدها مات ؟ كيف بتعيّش لو درت إن السبب الوحيد الي هي تتنفس عشانه ودّع ؟
ياويييل حااالليي عليها ، حرمتها منه وهو عايش واللحين ماات ، الحيين بنبكيه مييت
قرب ضرار وهو يحبّ رأس أبو عواد ودموعه العنيَفة سكبت بكل كثره على شيب شعر هالشايب : الله يرحمه ياعم ، وعظم الله أجرك
ربي بيصبرها ، ربي بيرحمها محد بأحن منه
خلك قوي لأجل تكون معها ، هي ماتحتاج بكاء هي تحتاج شخص قوي معها
هز رأسه بضعف وهو يميّل بثقله على طرف السرير ويئن بوجع ، صوت أنينه دمّر قوة ضرار
وإخترق ضعفه المخفي وكسّر كل مقاومته
أشر للممرض يأخذه والي بدوره مشى عنه وهو يثبت له المهدأ وسط شهقاته الخافتة
أما ضرار رفع قبعته السوداء وهو يمسَح دموعه عن طرف وجهه بضيّق عارم أهلك قلبه ، وأخذ يناظر لنفس المكان الي كانت واقفة فيه
ولكن هالمرة منهارة ، هالمرة سوادها يحتضن الأرض ، جالسة على الأرض ويدينها على إذنها وتنتحب بكل طاقتها ، خوفها دمّرها
خوفها أهلكها ، خوفها الي عاشت فيه هالوقت كله تترجم على شكل شهقات عنيّفة جرعَتها المرارة ، يالله أي هم وأي وجع هذا ؟
كيف لهالبنت الي مازالت بعمر الزهور أن تتحمله ؟
هي الي شهدت على مآسيه ، هي الي قرأت تشخصياته ، هي الي تأملت محاولاته على الورق وهو يحاول يلاقي علاج لمعاناته
هي الي شهدت على تغير حالاته وعلى كل أوجاعه هي الي بكته وهي مابقلبها ذرة حب له
بكّته ضيق وتعب ، بكّته عجز بكّته قلة حيلة
بكته معااناة شهدت عليها بأُم عينيها ، بكّته أمل بإنه كان بيعيش حياة بيكون سعيّد فيها



بكّته أمل بإنه كان بيعيش حياة بيكون سعيّد فيها
بكّته لإن ما بعمره ذاق طعم الضحكة الحقيقة لإن مرضه كان يفرض عليه هالسيطرة ، بكّته أيام طويلة كان يتمنى يموت فيها بسبب تعبه ، وماكان يدري بإنه بيلتقى بأمنيته بالوقت الي ألتقى فيه بعلاج حالته!
بكت كل الشهور والأيام الي عاشتها معه ، بكت عواااد هاللحظة
ماكانت قادرة تستوعب هيئة اليد الناعمة الي تحتضن كتوفها وتساعدها على الوقوف ، عاجزة تستوعب الموقف ، وقفت بصعوبة بالغة وهي تناظر للمكان بنظرات أعمتها الدموع وتحاول تلاقي أمه .. تبغضها؟ تكرهها؟ كان هالوصف أقل
ولكن بهاللحظة هذي بالذات تهاوى كل هالكره وبقى مكانه خوف وشفقة تُرجمت على شكل شهقات عنيفة
أخذت تمشي بغير وجهة وهي تدور عليها بعيونها ، تسأل الممرضات تحاول تلاقيها ، ومن لمحت سواد عبايتها يحتضن بيّاض السرير وهي نايمة بسلام غمضت عيونها وتهاوت كل دموعها على نقابها الي غرق ببحر هالدموع
رفعت رأسها ولمحت الممرضة الي واقفة بجنبها والي ساعدتها بطلب من ضرار ، وقالت بنبّرة أهلكت القلب : كيف بتتحمل تعيّش بدون ولدها؟ يارببب صبرّ منك وعون
ماذاق بعمره يوم سعيّد بسببهم ، كيف بيتخلصون من هالذنب؟ ياارببب تكفى
جلست على حافة السرير بعدما خارت قواها ، والممرضة تطبطب عليها وهي تناظر لأم عواد بضيّق ، هي حضرت الموقف لما وصلت سيارة الإسعاف بجسد عواد الي تهاوى من الوجع
هي شهدت على تجمع الدكاترة عليها يحاولون إسعافه ، هي شهدّت على الدكتور لما وقع على ورقة وفاته وكتبّ سبّب الوفاة"نزيف داخلي" وماكان يدري إن هالنزيف من قلبه ، من وجعه
من ذكرياته ، من ضيقه
ماكان يدري إن هالوجع فتتّ كل قلبه وأهلكه ودمّر روحه لدرجة عجز يتشبث بهالحياة أكثر ، عجز يلقى الراحة بهالحياة ، عجز يستريّح حتى بآخر لحظات عاشها ، كانت حياته وجع وحتى نهايته موجعة

مرت حياته بصعوبة بالغة بسبب أهله ، بسبب تفكيّر رجعي ، لو شخصوه من صغر سنه؟ لو عالجوه بنفس الوقت؟ لو لان لهم قلب وكانت أولويتهم لولدهم قبل كلام الناس كان عاشو هالوجع؟ ولكن يبّقى هذا درس درسوه بدموعهم وبغصّاتهم
مرت هالليلة ببكاء ، بتعب ، ببرد قلوب بعز الحر
بسخط ، بإنهيار ، بعدم تصديق ، وبمرارة أيام بتبّقى عالقة بالقلب مثل غصّة

بذكرى أنّ لها أن تُنسى بيوم من الأيام ..
إنتهت حكايّة الرجل الي عاش طوال حياته بظل المرض والوجع ، إنتهت بنهاية مأساوية بنهاية بيعيشون بعدها أحبابه حياة رماديّة .. ولعل ملتقاهم يكون بالجنة




لعل لو تركو ببالهم إنه سبّقهم لدار الخلود الي ما بيصيبه فيها نصب ولا وجع وهم بيكونون معه بيوم من الأيام يهون عليهم مصابهم ، لعله يخفف وجع قلوبهم
لعله يسهّل عليهم مرارة هالأيام

إنتهت حكايَة عواد الرجل الصامّد برغم كل الأوجاع الي تراكمت برأسه غصب عنه إنتهت الضحكات المُزيفة والدمعات الحقيقّة ، ومر شريط ذكريات حياته قدام عيونه بآخر لحظاته"ناقص " مر وهو عاري من بعض الضحكات ومُكتظ بالكثير من الوجع بسبّب آخر ما أسترجعت هالذاكرة ! مر بسلام على الكل إلا إنه لم يمر بسلام على نفسه ولا على خيَال ولكن شئنا أم أبينا " مر عواد من هالدُنيـا"
وكأنه كان عايش بهالدنيا ك طير ولكنه بقاع المحيط ، وكأنه لما مات تحرر من هالوجع ونبّتت له جناحات



متكي بجسده المُتهالك على طرف الكرسي ، خارت قُواه ، تهاوت به الدنيا بأبشع طريقة
لوهلة كان يظن إنه إسم يجذب كل مواجع الدنيا في دروبه ، ليَه كل الفواجع لازم يكون حاضر فيها ؟ ليه لازم يعيّش مُر العالمين كلهم ؟
ليه لازم إذا بكى شخص يعرفه يبّكيه وغصب عنه ؟
لمتى بيبّقى يعيش كل هالآلآم وماهي تخصه

تعذبّ ساعات طويلة عذاب ما ذاقه طوال عمره ، إنتهت طاقته وأُنتهكت كل مواجعه
بكّى لين هد الدمع عينه ، بقى بجنب أبو عواد طوال الوقت اللي بكل مرة ينتهي مفعول المهدأ ينهار من أول وجديّد ، شهِد على فاجعة أم عواد اللي هزّت المستشفى ودمّرت كل مشاعرهم
صوتها للآن يرن بعقله وكأنها مازالت تنتحب ، صوتها وهي تشتكي أبوه بعقله ، نبَرتها المقهورة الي كان مصدرها قلبّها للآن صداها يخترق جمجمة عقله كلماتها الي تحرّق الفؤاد بعقله للآن " يالله يارب تبّدله خير من هالدنيا ، يارب مالقى بعمره السرور فسُره عندك ، يالله عذبناه وكثير وحنا بشر أهل للعذاب فتكفى يارب إرحمه
مااذاق بعمره السعادة ، بكيَناه حي وبنبكّيه مييت ، مع السلامة يا عواد مع السلامة يايمة
سامحني تكفى يا وليدي ، سامحني دمَرت حياتك
سامحني لأنك ما ذقت بعمرك السعادة بس لإنك كنت ولدي ، سامحني لأني ضعيّفة ياعوااد
الله يعوضك بشبابك في الجنة ، الله يعوضك يا وليدي ، والله لا يبيّح أبوك الله لايسسامحه ولا يسامحني .. يا وجع قلبّ أمك عليك ياعواد"
مازال صدى هالكلمات يتردد بعنف برأسه لدرجة إنه بقت الدموع بمحجَر عيونه ساعات طويلة وما جفت ، لإنها من هدأت أمه بدأ أبوه يشيّكه
بدأ أبوه يأأيد كلام أمه بدأ يحكي له كل الي حصل معهم ، بدأ يقص لساعات طويلة حكاية عواد الي إستمرت لسنيّن موجعة ، ساعات أخذت من عيون ضرار الراحة والسّكينة
لإن قلبه تفّتت لمية قطعة هاللحظة ،


يبَكي لموت ولدهم ولإنهيارهم الي شهّد عليه مُجبر كونهم للآن ماحضرو أقاربهم ، يوجعه صدره بالحيّل يحس بضيق يضغط عليه وكإنه بينفجر بأحد اللحظات ، للآن كلام أبوه عن حياة خيال الي عاشتها خلال الشهور الطويّلة تضغط على أوردة قلبه ، هذا إذا كان بيّسميها حياة
رقّ فؤاده على عوّاد وهو ما يعرفه غير بالإسم ، حنّ عليه لدرجة جفّ ريقه وجفّ دمعه وهو يدعي له

رفع رأسه بصعوبة بالغة وهو يجذب شعره للخلف ومغمض عيونه بشَدة ، بقي له شعرة على حافة الإنهيّار ، ساعات طويلة ماكأنها غير سنوات من عمره .. من بعد ليلتهم السّوداء قبل سنين وليلته الي نُزعت عنه فيها كرامته ، تساوت بمقدار الوجع هالليلة .. وهالمرة ماكان طرف من أطرافها ولكنه عاشها

ألتفت لنهاية المّمر لما سمع خطوات تقترب بكل فاجعة له ومن لمح جسّد فهد الضخم يقترب منه بخطاوي تتهاوى من الوجع وقف بتعب شديد ، فهدّ اللي من سمع صوت خيال وهو يظن إنه بخيال فعلاً وقف قدامه وووجهه ذابل من شدة الخوف وقال بصوت مرتجف متناسي كل الي حوله : أختي يا ضرار ، وين خيال وينها ؟
ناظره ضرار بتعب وماكان عنده حيَل حتى يتكلم لأجل كذا إكتفى بإنه يأشر بنظرات عيونه على الغرفة الي قدامه والي من بعدها إنسحب فهد من قدامه ودخل للغرفة بعجل

بيّنما ضرار ألتفت وهو يتأمل وهَاج الي وقف قدامه ويناظر بحنيّة ورحمة عميقة ، كونه قادر يلاحظ إن هالليلة بتبّقى مثل "غصّة" بحياة ضرار
إقترب وهو يتنهد بصعوبة وهو يعانق ضرار ويطبطب على ظهره ، بيّنما ضرار إنهار على كتفه
وكإن ساعاته الي قضاها يطبطب على الي حوله إنتهت ، وإنتهت بعدها طاقته !
مسّح على رأسه بتنهيَدة وهو يناظر للممرات المستشفى بآسى على حالهم ، كيّف مر يومهم بفاجعة من لما رفع جواله فهد لما نغزّه قلبه وأخذ يتصل على أخته ولما وصله صوتها ولما بقى مفجوع لدقايّق طويلة حتى لقى الحل بضرار
كيَف إنه عجز يبقى مكانه وكان من حُسن حظه إن وهّاج معه الي بدوره حاول يلاقي طيّارة بأقرب فرصة ولكن رفضت الظروف توصلهم بأسرع طريّقة لخيال ،وبوسط طريقهم البري وصلهم خبر وفاة عوّاد ، وهنا كان الوجع أضعاف وأضعاف بيَنما فهَد من سحب عُروة الباب ودخل لأطراف الغرفة الباردة ، أخذ يتقدم بخطوات مختلة للسرير وقلبّه على يده ، ولكنه من لمح الجسد المُتهالك على طرف السرير الأبيض إنقبّض قلبه وذابت عظامه بجسده ، رجع خطوة لورى بعدم إدراك عن هوية الشخص الي دخل عليهم
خاف يكون دخل للغرفة الخطأ ، ورجع للخلف بخطوات أكبر وقلبه يرتجف ، قلبّه خايف وبالحيل هاللحظة
قبل إنسحابه من الغرفة وهروبه من سخط هالموقف ....


تسّلل لمسامعه صوتها المُنهك الي تزاحمّت بين طياته غصّات مُهلكة ، إنهلكت بمقدار الألم الي عاشته ، صوتها الوحيَد الي بيقدر يتعرف عليه بعد كل هالذبُول : فهَد
شُلت أطرافه وبقى جامدَ بمكانه وهو عاقد حواجبه بشدة ويدينه الي ترتجف سكنت بمكانها وهو يرمش بعدم إستيعاب بسبب الصوت اللي تهادى وزلزل حتى أركان سمعه ، ألتفت بتردد
ألتفت وبقلبه نااار إنتشرت بكل صدره وحرقت جوفه وهو يلمحها تتعدل بصعوبة وتناظر بذبول وكإن الحياة سُحبت من كل جسدها ، توسّعت حدقات عيونه وناظرها بذهول ، لحظة بسيطة
كانت الفاصل بينه وبين رفعه ليدينه وضغطه على رأسه بسبب الصدمة ، تجمّعت الدموع الحارقة الي تفجرت بمحاجره لحظة اللي رمشّ وتهاوت هالدموع على طرف شيَبه وهو يقول بصوت مرتجف : يااويييّل حالك يييا فهد

من لمحته وسمعت كلمته ، غمضت عيونها وهي تصد تحاول تكتم دموعها ، لإن ماعاد عندها أدنى طاقة للتهاوي أكثر ميّلت شفايفها بتعب وهي تلمحه يقترب ويجلس جنبها وجسده الضخم يرتجف بشكل عنيَف ، ومن رفعت رأسها وتأملت وجهه الشاحب وشفايفه الي ترتعش وقت نطّق ببحة صوت قاتِلة : وش هالحال الي أنتي عايشته ياخوك ؟ وش هالحالللل ياخيال
وش هالحال عسّى فهد يذوق من المر أضعافه كانه غافل عنك طوال هالوقت

ماتحملّت أكثر وأقتربت أكثر وهي تتوسط حضنه وتبّكي بكل نحيّب وبكل طاقة بقت عندها هاللحظة .. يالله كم مقدار تعبها هاللحظة
وكم مقدار الندم والوجع والهلّاك الي سيطر بشكل قاتل بقلب فهد الي حالة خيَال وذبولها أخذت الحياة من روحه ، ماشحبّ بس وجهه
شحبّت كل تفاصيله وحتى الحياة بعيونه
إنكسّر وذبل أضعاف ذبولها باللحظة الي تأمل حالها الي يهّد الحيل ، وصوت بكاءها الحاد وصل لأعتاب سمع ضرار ووهّاج الي كانو جالسين بجنب الباب والضيّق مخيم عليهم وناصب خيامهم بقلوبهم

فهد الي إنكسر بقلبه ضلع مارح يظن بيوم من الأيام إنه رح ينجبّر ، بهتت بروحه قطعة ما يظن بيوم من الأيام إنها رح تضيء من جديد
إنكسرت بحياته قطعة ولا رح يقدر يجمع قطعها المتهاوية من جديد أبببداً

اللحظات الي كان يتأمل فيها وجه خيال الي غاب عنه لأشهر طويلة بدون ما يتحدى العالم وشعوره ويروح لها أخذت عمر كامل من عمره
فهدّ الحنيّن الصلب القوي ، يتهاوى من فرط وجعه وهو مثبّت يدينه على وجهه ويبّكي بصمت جنبها ، يحاول يكتم شهقاته بصعوبة كبيرة ولكن فضاعة دموعه ماتركته له مجال للصمت الكبيَر أبتعد عنها وهو يوقف ويمسح دموعه بسرعة شديدة ، ومن بعدها ناظرها وهي نايّمة بسلام بعد ليلة مُتعبة حييييل ،


أخذ نفس بصعوبة وهو يتذكر إنه توجه لأبو عواد وكان ناوي ينهي على حياته من شدة غضبه منه ، ولكن الوضع الي لمحه فيه أجبره يبّقى ثابت ، أجبره يسكت ويرجع خطوة لورى .. فهد الي مابعمره تغاضى عن أذى أحبابه هالمرة غضّ الطرف وبصعوبة كبيييرة ؛ لإن حالة أبو عواد ماكانت هيّنة أبببببداً

مرت أيامهم صعبّة ، بالحيييييييل صعبة
مُوجعة ومُهلكة وتتهاوى الدموع من كل أركانها
لقاء خيال مع أختها كان مدمّر لشراييّن القلب ، لقاءهم وهي بحالتها الذابّلة والمُميتة كان قاتل لكل فرحة ، مازالت كلمات معاني تلوح بأرجاء المكان مازالت شهقاتها تتعالى بوجع " وييين الحياة عنك ياخيال ، من مأخذ نصيّبك من الفرح ياخيتي؟"
وماكانت دُجى ولاكان لافي أقل حال منها ، عمتهم الي كانت تشع بالحيّاة ليه يتهاوى الموت من أطرافها ؟ مامر ببالهم غير إن موت زوجها دمَرها لهالدرجة العنيّفة لإنها من لحظة دخولها للبيت وهي ملتزمة الصمت ، وطوال وقتها معهم
تبي تبّقى بجنبهم لأجل تحس بالأمان ، تبي تبقى ساكتة لإن قدرتها على الكلام إنتهت
تبي ترثي حالها قبّل ترثي عواد ، عواد الي كان قصة صعبّة عاشتها بأكبر الفواجع بحياتها
عواد القصة الي بدأت بلمح البصر وإنتهت بكسّر القلب ، كان دخوله لحياتها مهلك وموجع وخروجه أكبر مأساة ممكن تعيشها بحياتها
لإنها ما خرج بصمت ، خرج بنحيّب وبكاء وإنهلاك للقلب
للآن تتذكر إعتذارات أمه لها ، كيف كانت تبّكي بجنبها وتقبّل رأسها وهي تعتذر بكل كلمة طرت على بالها ، ماكانت متوقعة هالسوء كله بسبب قراراها ماكانت تظن إن ولدها وهالبنت بيعيشون مأساة بسبب تسترهم على مرضه ، بسبب خداعهم له بجرّة مكسورة تتهاوى من أطرافها الحياة ولكن أظهرو لها الجزء السليّم منها لأجل تكتمل الخدعة
خيَال الي برغم وجعها وقسّوة قلبها هاللحظة ، برغم شهورها الي عاشتها بظُلم ورعب وآسى رقَ فؤادها لحال هالعجوز ، وإكتفت بهز رأسها الي يتهاوى من فرط الوجع ، وبكذا إنتهت حكايتها مع عَواد بنهاية غير متوقعة .. بنهاية ما تُنسى أبببببداً ولا بيكون للنسيّان لها باب

من لحظة خروجها من المستشفى اللي رفضت رفض قاطع رجوعها لشقة عواد وأخذها أدنى طرف منلها وحتى وصولها للبيت وإنقضاء الأيام عليها وهي صامتة وكل كلماتها الي نطقتها تنّعد بصعوبة على أصابعها الناعمّة ، إنقضت هالأيام بصعوبة بالغة
تشهد على معاناة أهلها معها ، على صوت بكاء فهد بوسط الليالي المعتمة الي يظل يراقبها فيها وهو يظنها نايّمة ولكنها تسمع نحيّبه الي يخبيه طوال اليوم عنهم على همساته وكلامه الكثيييَر لها والي من بين كان يردد" يارب أنا يعزّ علي أشوف غصن ذابل وهو غصن، شلون قلبي"


تناظر لعيون أختها الي تبّكيها بكل لحظة ، تتأمل وجعها بتفاصيَل دُجى الي بكل مرة تبقى معها تكتم بكاءها بصعوبة ، تتأمل لافي المرِح الي من يصير عندها يكون هادي لإن فُرط الوجع الي يهلكك قلوبهم عليها ماكااااان هيّن


عدَت بصعوبة ولكنها عدّت ، إنقضت إختبارات ثالث ثانوي بأصعب الأيام وإنقضت أيام المدرسة ، كبّرو عمر ودهَر وشخصيات وحياة
الكل كان له نصّيب من وجع خيَال .. الكل طاله هالتعب

بوسط المقهى اللي كان فيه لافِي جالس على اللاب ويناظر للكلام بدقة شديدة ، إلتفت لما وقف كايّد بجنبه وهو عاقد حواجبه لما قرأ الكلام وقال : دورة عسكريّة؟
ناظره لافي للحظات بنظرات هاديَة ومن بعدها هز رأسه وهو يقفل اللاب ويقول : سمعت الي يقول "مردّها عسكرية؟" هذا أنا
أبتسم بضحكة كايد وقال : توك اللحين تصحى على عمرك ؟ مفروض قلتها قبل تجيب هالدرجات العالية
ضحك بخفوت وهو يضرب على كتفه ويقول : أظنيّ لقيت الشيء الي أنتمي له ، لأجل كذا بقيت أقرأ عنها قبل أتقدم لها
عقد حواجبه بإستنكار فضيَع : يعني قررت وأنتهى الموضوع؟
أبتسم وهو يهز رأسه ويقول : تذكرت لحظة الي أحترق مشغل دُجى ، ما حسيّت نفسي قليل حيلة كثر ذيّك اللحظة.. وودي أكون شخص ممكن يساعد الي ينحط بمكاني بيوم من الأيام
ولو إنها بتكون صعبّة بس بسّهلها
هز رأسه كايد بإيجاب وبعد لحظات صمت هادئة قال : وفهد ؟
تنهد لافي وهو يمسّح على وجهه : فهد الله يكون بعونه ، ماهو قادر يطلع من إطار الندم
برغم إن عمتي فهّمته وقالت له إن حياتها كانت طيّبة وإن وفاة زوجها الي آكلت روحها إلا إنه ما هدأ له قلب ، وبيني وبيّنك من الي بيهدأ له قلب وهي بهالحال الي يقطع الروح ؟
ولكني قلت له ، هو أول شخص صارحته برغبتي وشّد على يدي وقال كملّ الخطوة ، الله يجعل يومي قبل يومه
نفض ظهر لافي بضربه من طرف يده وقال بعصبية : لا تجيب طاري الموت مرة ثانية
أبتسم بخفوت وضحك بعدها وهو يقول : الموت جاي جاي والحمدلله مصليّن صامين موحدين وإذا جاء الموت مرحباً مليون وإنا لله وإنا إليه راجعون
سكت بصدمة بسبب ضربة ثانية ولكنها على رأسه بسبب بنيّان الي يناظره بطرف عينه : أنت بتكفينا شر هالطاري ؟
ناظره لافي بحدة وهو يهز رأسه بعدم مبالاة : والله أنت بلاك مانت بخايف علي ، خايف يتكنسل هالزواج بكبره
ضحك كايَد على تعابير بنيّان المنزعجة بسبب تأجيل عقد القرآن ، وللافي الي مقهور من بنيّان والي أكمل وقال : وأحسن ، خل يتأجل لييين تعض الأرض يا أمير الكذب يا رئيس الخداع والقهر يا مستغل الفرص أنت ورأسك المربع ذا
ناظره بنيّان بصدمة


لافي سحب اللاب وركض برى المقهى قبل يلحقه بنيَان وسط ضحكة كايد الي كانت بسبب جملة لافي : إنتبه تلحقني والله لأوسوس برأس عمتي تغير قرارها وترفضك ياأبو سيّقان توصل للحرم المكي من الشمال
بنيّان ألتفت لوهّاج وبُرهان الي كانوا جالسين بصمت على جنب ويناظرونهم بضحكة هاديَة وقال بقهر : خذوه عني ولا ترى موته على يدي هالغرير
أبتسم وهّاج وهو يقول له بهُدوء : عطّه على قد جوه يالجنوبي ، يكفيه تعب في بيتهم وهنا
تنهد بنيّان وكايد سارع خطواته لبرى المقهى وهو يتبع خطُى لافي الي ما تركه لحظة وحدة من لحظة رجوع عمتهم ، لإنه أكثر شخص يعرف إن لافي كتووووم ومستحيل يقول " إلتفتو لي تراني موجوع" كان يتوجع بطريقته الخاصة وبصمته لأجل كذا كان محتاج لشخص يفهمه ، كان محتاج ل"كايّد" لأجل يعدي هالفترة .. وعدّاها

جلس بنيَان على طرف الكرسي وهو يحرق الملعقة بأطراف الكأس لأجل يذُوب السكر الي بداخله وهو يقول : والله كأني بمكان هالسكر ، كل يوم يذُوب فيني طرف
أبتسم بضحكة وهّاج وأخذ الموضوع بإبتسامة وقال : صادق والله ، حر الشمّال مثل حرارة الشاهي على السكر ، إنتبه على عمرك بس
ناظره بنيّان بطرف عينه لما طقطق على وضعه ووهّاج كتم ضحكته بصعوبة ، بيّنما بُرهان من ناظر ساعته للمرة الأخيرة وقف وهو يقول : يالله وهاللحين إسمحو لي ، وقت رحلتي
تنهد بنيّان وقال بضيق : وأنت يالصعبّ مالقيت تشترك بالندوات والدورات ذي إلا بهالوقت ، اللي نحتاج صوتك فيه ؟
ضحك بُرهان بخفوت وهز رأسه وهو يشد على طرف شنطته وهو يقول : صوتي بيوصلك ولو إني بوسط روما لا يضيّق لك خاطر
وقف وهو يسلم عليه بضيَق وتلاه وهّاج الي ودعه بحميمية وهو موقن إن خيارات بُرهان دائماً صحيحة ، لإنه ما يخطي الخطوة إلا وحاسب كل عواقبها ونتايجها لذلك ما علق على سفرته بالعكس أنبّسط له
ولما ودّعهم وتوجه للمطار وصلت لوهّاج رسالة من ضرار بعدما سأله عن حاله وكان رده ب " يهونها الله ياولد الخالة ، طيّب وبخير الحمدلله"
ألتفت لبنيّان الي قال بضجر : متى بتعدي هالشهور يا الشمَالي ؟
أبتسم وهّاج وهو يهز رأسه ويطبطب على ظهر بنيّان بضحكة خافتة على موقفه ،وقال بهُدوء : بتعدي ، وصدقني بشكل سريع وما تتتخيله
بنيّان الي رجع يجلس وهو يرتشّف من كوب الشاهي قال : يارب تمّر بخيرها وينتهي شرها يا وهّاج ، ‏يارب تمر أيام طيّبة مزهرة علينا تخلي قلوبنا تتسائل هي بصدورنا ولا على جناح طير؟



روما ..
بأحد المقاهي الي تطّل على الشارع الرئيسي لحركة السير العنيفة بروما ، كان جالس على الكرسي المُقابل للشبّاك الكبير ، قدامه اللاب
الي كان صاحبه طوال الشهور الي مضّت ، تتنقل أنامله بأريحية وبعجلة شديدة على لوحة المفاتيح ، يكمّل آخر فراغات عمله
يشهد على تتويّج شهوره اللي مضت بفخر تام
الشهور الي ظن إنها ما بتعدي ، ولكن هاللحظة أيقن إنها مرت بعجلة لدرجة ما إستشعر مرورها ،ماكان عنده تفسير للشعور هذا ،هو لإنه بعيّد وحيل عنها بمئات آلاف الكيلومترات يظن الأيام مالها قيّمة وتعدي بدون مايمر بها ؟
ولا لإن هالأيام كانت خفيفة بالحيّل على القلب ، بعد تنهيّدة خافتة أخذ يقفل اللاب ويبتسم بهدُوء ومن بعدها بدأ ينقل نظرات عبثيّة للشارع ، يتأمل وقوف السيارات بسبب إشارة المرور الي تميّل للون الأحمر ، يتأمل حركة المُشاة الي يتدافعون بكل قوة لأجل يتخطون الشارع قبّل إنقضاء المدة ويبتسم .. يبّتسم لإن وده يستشعر كل طاري للفرحة
ماعاد وده يضيّق أبداً ، يكفي الليالي المُرة
ألتفت لكوب القهوة المُرة الي تشابه مرارة الي مضىو الي إنتهت آخر رشفة منه ، وإستهواه منظر الكوب للحظات
أخذ يبتسم بعبث وهو يسحب القلم من طرف شنطته وقال بتشتت : كبّرت الخطاوي لأجل أنسى
مادريت إنها بكل خطوة ،والله مهب كل الطرق تؤدي إلى روما ،كل الخطاوي تؤدي لها هي
أخذ يكتب بعشوائية وهو يعيش شعوره بحذافيره "كان يكتب لأجل تقرأه وصار يكتب على أمل تقرأه ولكن الحين يكتب لإن الكتابة صارت ملجأ وبيّت لمشاعره ولو ما قرأت يهون على قلبه" يكتب ولكن ما يحتفظ بأي من كتاباته له ، كان يتركها بالمكان الي يبّقى فيه
منديّل،ورقة،أو حتى طرف كوب مثل هالكوب الي من حضّر طاريها وشعوره وقت شافها كتبّ"أدخلي في النوايا،لعلك تريّن كم أود تقبيلك"
كان هذا شعور اللحظة الي ما إستنكره على قلبه أبببببداً ،هو صار يعرف إنه لو وصل لآخر عتبة على حافة هالعالم ما بينسى و
مابعمره أجبر نفسه على النسيان أو على التناسي،كانت بكل مرة تحضر تفاصيلها لعقله يبتسم ، لإن كان وده يبتسم
ولإنه مارح يفرض على قلبه العبُوس بسبب رفضها !
مالقى لها مُبرر للبعد ، مالقى لها سببَ
ولكن ماكان عنده الطاقة الكافية لأجل يحارب أسبابها ، كانت تكفيه خمس محاولات لأجل ينهار كبرياءه بعدها
ترك الكوب بعشوائية على طرف الطاولة بدون ما يلتفت له ، كان يحتاج يفرغ شعوره وبس
ماكان محتاج تشوفه أو تشهد على فوضوية صدره الي يعيشها بسبب بعدها ورفضها ، وهو بنفسه ما طرى طاريّها لا بصوته ولا برجفة نبرته ولا بحتى بطرف كلماته خلال حلقات الإذاعة الي مضت ،إحتفظ بها سر بينه وبيّن روحه وبس


قبلما يستقيّم بطوله المُعتدل عقد حواجبه بسبَب صاحبه الي شاركه الدورات وقال : عاقد العزم ؟ مالك نيّة تكمل جمايلك عليّنا وترهي لنا من حلاوتك لصبح العيد ؟
أبتسم بُرهان بضحكة بسبب كلامه ووقف وهو يدخل اللاب بالشنطة ويقول : ما يكفيّك عيد الفطر ؟ تبي تأخذني عيد الأضحى بعد
أبتسم بهُدوء وهو يهزرأسه ويقول : الود ودنا والله ، ولكن على قولتك صاحبّك بيجي ويخلينا الأضحية حنَا
ضحك من قلبه بُرهان وهو يتذكر بنيّان الي أرسل له مقطع صوت وهو معصب " والله لو يجي يوم عرفة وأنت بروما لأجيك وأسحبك وأخليك أضحية للعيد " ولسوء حظه فتح المقطع بوسط جمعة الشبّاب الي إنفجرو ضحك بسببها : لأجل كذا لازم أرجع ، وبيني وبينك هالشهور كلها كانت تكفي لأجل يحرق الشوق قلبي لهم
ناظره بإبتسامة وهو يساعده ويسحب شنطته وهو يقول : لا نلعب على بعض يا بُرهان ، من أول لياليّك تحترق ولكنك تخبي الدخان عننا
كتم تنهيّدته ورسم إبتسامة هادية وهو يمشي خلف صاحبه وعيونه تراقب كل تفاصيّل هالمكان الي أحتواه بكثافَة خلال الشهور الي مضت ، خيباته،شوقه،حنيّنه،تناهيد ه،ضحكته،وعبوسه
حتى إنه تمتم بهُدوء وهو يبتسم : لنا لقاء ثاني يا رومـا .. ويارب بغير هالمشاعر



بيّنما بالشمّال .. شمالنا الي نحبه حيّل
والي يحتوي كل أحبابنا الي مضت شهورهم بصعوبة ، بألفة ، وبمشاعر كثيّفة بشتى أنواعها ، عدّت بخيرها وشرها وجُل مشاعرها
عدى أول رمضان لهم سوى بمشاعر غريّبة ، عاشوها بكل تفاصيلها ، وعدى أول عيد بفوضوية وبعثرة ماهي بهيّنة .. وكان العشم بهالعيد يمحي كئابة الي مضى

قدام بيت فهد .. وبالساحة الكبيرة الي إحتضنت جسد بنيّان والي جالس على الفرش الأحمر وبيده كوب الشاهييّ الحار وملتف جسده بالثوب الكحلي ساكت ومقهور بسبب ضحكة وديع الي قال فيها : يالجنوبي أخاف إنك كنت تأخذين الدروب من خلفنا وتشب نارك هنا كل ليلة
بنيّان الي رفع رأسه وناظر لوهّاج الي جالس بجنبه وبحضنه غُصن مبتسم لتصرفاته وليدينها الي تحتضن يده والي صرف إنتباهه عنها جملة بنيّان : شف يالشمالي والله وباسط هالأرض لأقوم على هالبزر وأضحي به هالليلة
ترى العيد قرب ونحتاج أضحية ، من راح هاللافي وهو مستقعد لنا هو وأخوك
ضحك وهّاج على وديع الي كان واقف بجنب ضرار الي كاتم ضحكته عليهم ويحك يدينه ببعض بتوتر العالميَن ، ويناظر للمكان بعبثية بيَنما على مُحياه إبتسامة ضاحكة على وضع بنيّان قال بعدها : فعايّل الشوق يا الجنوبي ، إعذر إحساسه
تأفف بنيّان وهو يناظر للراديو الي بجنبه اللي ما يستغني عنه ينتظر مساء هالليلة لما يطلع عليهم الصعب بأبهى طلة وأعذب حلقة
كونها آخر حلقات تنقال بروما !



قال بعدها وهّاج وهو يكتم ضحكته بخفوت : يارجل هونّها وتهون ،خلاص أختها طلعت من العدّة وبكرة عيد ، وبعدما نفرح بالعيّد نفرح فيك
نزل بنيّان كوب الشاي وهو يناظر لوهَاج بطرف عينه : هنا المشكلة إني خايّف ما تنتهي مصيبة إلا تجي مصيبة بعدها
ياعالم إتركوني أخذها ثم سوو الي تبون بعدها
هز رأسه ضرار وهو يضحك بهُدوءه الطاغي : يعني قل ينجلي همي وعاد اغرقو بهمومكم بعدها
ضحك بنيّان وهو يقول : وأنا الصادق ، وش ذنبي أعيش همومكم أنا
أبتسم ضرار بهُدوء وهو يناظر للبيت الي قدامه بنظرات غريبة عليه بالحيل
هو للآن ما تحرر من بشاعة شعوره ، معقولة هي تحررت ؟
للآن يخطي خطوات كثيفة لأهل عواد يحاول يداري خاطره بإبتسامتهم المزيفة
رغم عدم معرفته فيهم إلا إن الليلةالي تشارك فيها وجعهم كانت تكفيه لأجل يقرب بكل قوته ! للآن صدى كلامه أبو عوّاد الي أستمر لدقايق بسّيط يرن بشكل مُخيف بعقله
وللآن متعجب من ردة فعل فهد الهاديّة على العذاب الي عاشته أخته ، جاهل إن الكل مايعرف عنه وكان حق المعرفة من نصيّبه !
حرر نظراته من هالشعور وألتفت وهو يناظر لوهّاج وبنيّان وحتى وديع وهو ممتن بالحييل
كل معاني الإمتنان تموضعت بصدره هاللحظة !
كيف كانت بتعديّ هالشهور بدونهم ؟ كيف كان بيتحمل كل هالمآسي سواءً من موت عواد أو من وقاص أخوه والمحكمة والقضايا الي إنتهت بدموع وحرقة قلب
كيف لو كان أشخاص غيرهم مارضو يبقون مع أخوان شخص كان بينهي حياة أحبابهم ؟
كان ممتن وحيل لإنه صار صاحب لهم ..
بعد مدة صمَت بسيطة سحب وهَاج جواله وهو يبتسم بخفوت ويقول : ظنّكم طلعو ؟
بنيّان هز رأسه بإية وهو يقترب منه ويقول : أكيد ماعاد بيكون فيهم صبّر أكثر


فهد ..
اللي كان واقف قدام مبَنى التدريب الي إحتوى جسد ولده كل هالليالي والأسابيع كلها ، كان واقف لساعات طويلة من لحظته هذي ولكنه عجز يتصبَر وينتظر أكثر ،من شعشع النُور وهو بهالمكان وبجنبه كايّد الي عجز يتصبر مثله !
كان أسوء قرار أخذه فهد هاللحظة هو السّماح للافي بدخول العسكرية هالوقت ! كم فقده وكم تجّرع مرارة الشوق له ، أطول فترة قضاها لافي بعيّد عن عيون فهد وأسوء فترة كونه كان يحتاجه بالحيَل لأجل يلطف كئابة أيامهم ، مع ذلك سمّح له وقدم قلب ولده خطوة عليه
هو يدري لو بّقى لافي كان ضاع بهالشعور السيء ، هو أكثر شخص يعرف إن ولده لو بقى ببيئة تعيّسة رح ينتهي به الحال مثلما إنتهى بموت أمه ، لأجل كذا تركَه يعيش للهدف الي يبيَ يحققه ،هو الي تبّسم من بين ضيقه لما سمع قراره ودعّمه برغم كل شوك شوقه له



وهذا هو وسَط شمسَ الشمال واقف بثوبه الأبيض وجسّده العريض وعلى رأسه كابّ أسود يدور بالمكان وهو يضغط على كفوف يده بكل قوة ! وبجنبه كايّد اللي يحس بخواء بروحه وفراغ جرّعه ليالي عقيمة من الشوف ، ماكان يدري إن لافي يحتوي هالمكانة العظيمة بصدره إلا لما فقد شوفته كل ليلة ، كيف عدّت هالشهور الصعبّة ؟ كيف عاش بدونه كل هالوقت ؟
يجهل كل هالمعاني كلها في ظل غيابه ، سحبَ جواله لما لمح إتصال فيديو من وهّاج ومن رد لمحهم كلهم متجمعيّن حول الكاميرا .. حتى وديّع وضرار اللي منكسّرة ظهورهم بسبب قضية وقاص إخوهم واللي إن حاولو يخفو دموعهم تلمع بسبب تسلط أشعة الشمس عليهم ، كون أخوهم بيبّتعد عنهم كل هالسنيّن بس لأجل خطوة باطلة خطاها على بسّاط غيره ، بعد إنتهاءه من إعادة التأهيل اللي سلب منه كل مفاهيَم الحياة وتغيرت شخصيته للأسوء بسبب التعب الوخيّم الي فتك بكل أجزاء جسده ، صار وقت المحكمة الي فتكت بقلبه وبروحه والي رفض فيها فهد وحتى وهّاج التنازل ولو بمقدار ذرة عن عقوبته واللي بعدها القاضي حكم عليها جرّاء حرق الممتلكات الخاصَة عمداً بعد إعترافه إنه ماكان يدري عن وجود أشخاص بداخل المبّنى .. وأخوانه وش بيدهم ؟ يكرهون وهَاج وفهد ؟ يبغضونهم ؟ ولا ينسون أخوهم؟
كانت كل خياراتهم المتاحة تحرقّ الجوف كونهم مو قادرين يختارون خيَار واحد بس يبرد على قلوبهم ، لأجل كذا ما كرهو أحد كونهم كانو أصحاب حقّ ولولا إن وقاص أخوهم كان رفعو القضيه معهم ! بالنهاية كانو بيفقدون أحبابهم بسببه !
ماغضّو الطرف عن أخوهم برغم كل شيء ولا نسو وجعه كانو يعيشونه بكل لحظة ، بس مع ذلك كانوا رحيّمين قلب مع غيره وكانت قلوبهم سمّحة محيا لهم لإن ماكان لأحد ذنب بهالقضية غير وقاص !
وصل لمسامع كايَد صوت ضرار اللي قال بعتب: والله ياولد الخالة تلقى المهرج من يخرج عاتب وشارهه إننا نستقبله من خلف الشاشة جاهل إنك تبي تستقبله لحالك
ضحك كايَد وقال وهو يهز رأسه : لا معليّك ترى وساطتي عنده كبيرة حيل بخليه يعفو عنكم من يعرف أسبابي
تنهد بنيَان وهو يناظر لفهد وقال بحسّرة : عزتي لفهد معطوبة يدينه على لافي ، ياليته يستاهل
ضحكو كلهم بصدمة من كلمته وبنيّان ناظرهم بإحراج وقال : وأنا الصادق ، مافيه حيّ غير لسانه ولا مامنه فايّدة ، كل شغله الإستفزاز
ضرار الي كان يضحك بهُدوء قال : معليّك تلقاه منصقل الحين ، هذا زين لو عرفنا وجهه وميزناه بعد كل هالتعب كله
قبّلما تبادر غُصن الي كانت بحضن وهّاج وتتعلق بالجوال رجعت لورى بصدمة بسبب الصوت العالي الي تهادى لمسامعهم بكل قوة ، نتيجة فتّح البوابة الكبيَرة وتدافعهم الحاد



وسط صراخهم وضحكهم العالي ووسط ركضهم السريّع ويدينهم اللي تعللى لفوق ووهم يرمون قبعاتهم عن رؤوسهم ويناظرون لجموع الأهل اللي واقفين بكثافة بجنب البوابة الرئيسية
والي بسبب هالموقف إعتدلو الشباب بجلوسهم بحماس رهيّب وهم يراقبون كيف كل واحد منهم يبّحث بلهفة عن أهله ووجيّهم المرهقة من الضحك شاربة ، أصوات ضحكات عالية وصرخات شوق ونظرات متلهفة ومبعثرة وخطوات متسارعة تبحثّ عن مستراحها ، ومن هالموقف لمحهم فهد وصار يدور بالمكان وعيونه تتنقل على كل الوجيه ومن خلف كايّد الي قلبه بيتفجر من تسارع نبضّاته ويدينه الي تحتضن جواله ترتجف من هول الشوق والي تشوشت الرؤية على العيال حتى إن وديّع قال " ياولد العم هزيت عقلنا معك ثبّت الجوال"
إلا إن كايّد كان عاجز عن الثبات ، الرعشة ماكانت تسري بيده بس كان لها نصيب من جسده كامل وحتى من روحه ، عيونه ماثبّتت لحظة يمشي بخطوات متعثرة ورى فهد الي يسيَل الشوق على كل ضلع من ضلوعه بكل وضوع من تعابير وجهه
وبلحظة وحدة سمع ضحكته المصدومة ورجوعه خطوة لورى وثباته بمكانه ، لدرجة وقف خلفه وهو يلمح الشخص الي يتقدم لهم بخطوات سريعة وهو يضحك من قلبه ولكنه شخص مختلف تماماً ؛ نفس المرح نفس الشخصية نفس الرحابة ولكن غيَر الوجه تماماً
كانت آثار هالأيام كلها واااضحة بكل قوة على وجهه ، تقدم وهو يوقف قدام أبوه ويضحك بهُدوء وهو يرفع قدمه اليميّن ويدق التحية لفهد الي مازال يضحك ، والي ما أنتظر تكتمل التحيّة أقترب بكل عجلة وهو يحضنه بكل قوة وهو يطبطب على ظهره وبكل مرة تعلو يدينه وتهبّط على ظهر لافي يسيل كل شوقه من بين أصابعه وسط ذهول كايَد وضحكته المدهوشة وحتى ضحكة بنيَان الي وصلت لمسامعها والي قال بعدها " ياويل حالنا راح لافي ورجع جربوع"
إلا إن كايّد ماكان مهتم لتعليقاتهم الي ما وقفت أبداً ونزل الجوال لما أقترب منه لافي وهو يبّتسم بضحكة ويقول : لايكون ضيعتني ؟
ضحك من قلبه وهو يقرب ويحضنه بكل طاقته وبكل مفاهيّم الشوق الي قضى ليالي طويلة يتعلمها غصّب عنه وقال : يارجل أنت قلبي ، ظنّك أحد يقدر يضيع قلبه ولو بين ملايييّن القلوب ؟
أبتسم بخفوع لافي وهو يبادله قوة العنّاق كونه فعلاً تجرع مرارة الشوق بكثافة كبيرة ، ياكم مرت عليه ليالي وهو ينوي ينسحب ويرجع ولكن كان يقول " مادامني زرّعت حلم بصبر لين تنبت وروده"
وهذا هو وصل لنص المشوار ومابقى غير النص ، كان يتأمل ضحكات أبوه الي تتأمله وكايّد الي تكاتف معه وهو يناظر للعيال الي مجتمعين بجنب بيت فهد ينتظرونه والي من قال وهّاج : تعال يا وجه التيّس يعلم الله لك وحشة ما ظنتي إني كنت بعيشها


سكتو كلهم لما تهادى لمسامعهم صوت غُصن الي قالت بإستغراب : وجه التيس لافي ، هذا من ؟
ضحكو بكثافة وبكل كثرة على تعليقها وعلى تعابيّر وجه لافي المقهورة كونهم يعلقون على شكله جاهليّن إنه تعدى القوة وبالحيل خلال كل هالوقت !
وفعلاً ما غابو عن عيونهم فترة طويّلة ، من وصلو لحدود البيّت وقفو كلهم وتوجهّو بخطوات ضاحكة على لافي الي أستند على ظهر السيارة وهو يناظرهم بطرف عينه والي بدوره قال : ياخي والله أنتو من ضحكاتكم ذي تصير الشين قاف في كلمة بشر
وقف بنيّان وهو يناظره بطرف عينه ويمسَك ضرار وهو يقول : تكفى ياخي إقبض عليه بتهمة عدم إحترام الناس ، ياخي فكني من شره
ضحك من قلبه ضرار ومسك كف بنيّان وهن يسحبه معه ويقول : يارجل إنتقلت لعنة وهّاج لك ؟ خله يعيش هاليوم ويضحك تراه جايي من هدّ حيل
بنيّان تقدم وهو يكتم ضحكته ويبيّن الإنزعاج يحب بالحيل الهواش مع لافي ، يغيّر عليه جوه : وهو كذلك ، ماعنده إلا اليوم بس
ضررار ناظر لوهَاج الي حضّنه برحابة صدر وهو يبتسم وسط ضحكة لافي المكتومة على تعليقات غُصن المذهولة من وجهه الي تغيّر
وقال وهو يهمسّ لبنيّان: ولاتنسى إنك تقدر تأخذه حجة لأجل أشياء كثير أنت تبيّها
عقد حواجبه بنيَان بعدم فهم ولكن من تهادى لعقله معنى كلام ضرار توسَعت حدقات عيونه وفز من مكانه وهو يكبّر الخطوات ويرحبّ بصوته الحار والي وصل لمسامع كل من يحيط بهالمكان وسط صدمتهم من حماسه : جعلها ترحببببّ ملاييين يا ولد فهد ، عزالله توه ما نور المكان أرحببب
ضحك بخوف لافي وهو يسلم عليه بحذر شديد وسط إبتسامة بنيَان الي قال بعدها لافي : أظن قرب العيّد ليّنك ولا ؟
ضحك بنيّان وهو يبتعد عنه ويقول : يمكن
رجع خطوة لورى لافي وهو يوقف ورى أبوه ويقول : يايبة إنتبه علي لا يكون وده يخليني أضحيته
ضحكو كلهم على لافي ، الي بقى لافي برغم كل الي مّر فيه ، بقى الشخص الي يغير جو المكان بمجردحضوره
سلم على ضرار أخوه الي حضنه بحرارة وحتى على وديّع الي كان له نصيّب من الفرحة الغامرة بحضوره ، ومن بعدها وقبّل يدخل للبيت ناظر للعيال الي دخلو للحوش ، وهو فتح باب السيَارة وشغل الراديو على أعلى درجة للصوت حتى إنتشر صوت الطرب بالمكان الي بسببه ألتفتو للافي الي نزع القبعة عن رأس والي كانت ثابتة وتنازع على مكانها وسط حركات لافي الكثيرة والي قال وهو يتوجه لقسمهم الخاص وسط نظرات العيال بضحكة:إحمدو ربكم بدخل لهم بهالشكل بس ، ولا المفترض ينبسط لي البساط الأحمر وألاقي الخدم والعشم مصطفين يرحبون
بنيّان أبتسم بتأأيد وأشر له:اي والله تستاهل ، ماعليك المرة الثانية علي ولا يضيق لك خاطر


سرّع لافي خطواته وهو يمثل الخوف بضحكة من أسلوب بنيّان الي يتغير بلحظات بينما ضرار يضحك بخفوت على تصرفات بنيَان الي فاهمها
بينما كايد مازال مستمر بالتصويّر ومازال جواله بيده يوثق كل تفاصيّل هاليوم الي تشفّق عليه كل هالمدة ، حتى وصل لوسط الحوش وغُصن مازالت بحضن أبوها وهّاج الي واقف بثوبه الغامّق الأسود والي مغلف جسده بأريحية وغترته الحمراء مستقرة على رأسه قال بضحكة وهو يصورها : أشوفك تستغليّن حضنه خايفة لايجي ولده ويأخذه وترجعين لي صححح؟
غطّت غُصن وجهها بغترة وهَاج وسط ضحكة وهَاج الي كان يحرك جسده بتمايّل لأجل تضحك ولأجل يبتعد كايّد عنها الي بقى واقف وراها ويصورها وهو مبتسم على وضعها وعلى وضع أبوها ، واللي يتمنى هالعيّد يعدي بحنية عليهم وبصحة كبيرة ،ماباقي غير ليلة ،ومثلما قالو هالليّلة كانت ليلة عيَد فعلاً

..
واقِفة قدام المرايا كالعادة ،تراقب تغيراتها
بهوت هالاتها السُود وتلاشيّها ، النور الخافِت اللي بدأ ينشر أشعته على وجهها ، جسّدها اللي فعايَل الخوف نحتته نحت ، شعرها الشيء الوحيَد اللي بقى على حاله خلال كل هالشهور
لازال ينافس عذُوبة لون العسَل ، لازال عسّلي وكأنه ماذاق المُر أبببداً
واقفة وهي تفرغ صدرها من تراكم التنهيّدات ، وتحاول تبتسم، الليلة ليلة عيّد
واليوم عرفة ، وبرغم كل المشاعِر الصعبّة الي عاشوها الا إنها هيئت كل دعواتها لأجل تنطق بها بكل لحظة من لحظات هاليوم الفضيّل !
إلتفت وهي تناظر لباب غُرفتها المُقفل وتنهدت وهي تجلس على طرف السرير وتسّحب كتابها وهي ترجع تندّمج فيه من جديد ، كانت أكبر خسارة بحق نفسها إنها تركت عالمها ورضت تعيّش بعالم ماهو لها ، تركت نفسها الي بيّن هالكتب وعاشت حياة مُرة ، لذلك حاولت تلهي نفسها خلال هالشهور بين طيّات الورق ، تنتقل من حكاية لحكاية لعلها تنسى بشاعة حياتها السابّقة تنسى الشعور المُر الي يتلبّسها،شهور وليالي كانت ترثيّ فيها نفسها قبل ترثي عواد
كانت ترثي ضحكتها وحيويتها ومرحها وحتى الأمان الي كانت تعّيش فيه ، لإنها للآن ماتقدر تجلس بمكان بابّه مفتوح ، ماتقدر تبقى لحظات طويلة مستأمنة على نفسها لازم تفز بكل مرة تسمع فِيها خطاوي تقترب لها ، مازال قلبها يرتّجف لاتهادى لمسامعها صوت حاد ، ومازال الفزع رفيّقها بكل مرة يلمس أحد جسدها
سواءً صافحها أو سلم عليها أو حتى عانقها
حياتها مع عوّاد كلفتها أشياء كثير أولها أمانها الي فقدته من اللحظة الي تزوجت فيه لحد الآن
مع ذلك كانت تحاول تطلع من هالدوامة الي تسحبّها لقاع الحزن بكل وحشية لإنها تتأمل تخبّطات أهلها عشانها



، تتأمل فهد ومعاني وطريقة تعاملهم الحنييييّنة معها خلال هالشهور كلها تتأمل دُجى والي برغم تعبّها النفسي والجسدي وشهورها الأولى من حملها والي إنهلكت فيها وتعبّت لدرجة إنهد حيلها تأملتها تحارب كل التعب هذا بإبتسامة لأجل بس يتطمن فؤاد خيال !
كانت تحاول بكل قدرتها تطلع من هالدوامة ولكن ماهي قادرة ، حتى بعد إنتهاء عدّتها ومرور كل الشهور هذي للآن بقلبها غصّة وعلقم وأشواك من نار تلظى ، كلما قالت هانت تشتعل من جديد .. للآن ماعدّى ولكنها أقوى منه
فزت بخوف ونفضت الكتاب من يدها بربكة وقلبها يرتجف لما سمعت صوت الطرب العالي بقت يدها على قلبّها لمدة طويلة حتى سمعت صوت معاني الضاحِك والي ينبأ بحضور لافي الي ينتظرونه ، تسلل الأمان بقلبها فوسعت خطاويها وهي تبتسم بصعوبة ، ناظرت لشكلها البسيط بفستانها الكحّلي القاتِم وشكلها الهادي وخرجت بخطوات هاديّة وهي تلمح معاني واقفة على طرف الباب وتضحك بلهفة ودُجى متكية بظهرها على الجدار وتناظرها بضحكة : الضحكّة للافي ولا لصوت الجنوبي ؟
أبتسمت خيال بهُدوء لما إعتدلت معاني بوقفتها وناظرتها بطرف عيَن : وش هالحكي ؟ ما ينقال يا دُجى ماينقال
ضحكت دُجى وهي تهز رأسها ومن لمحت طيَف خيال ألتفت وأبتسمت لها : وحيا الله عمتنا الي ماعاد بان لها حسّ ، واضح مشتاقة للافي صح
قربت وهي تبتسم وأنظار معاني التفحصيّة عليها
للآن تذكر كيف كانت عايشة مثل شبّح خلال كل هالشهور ، كانوا يظنون إن عوّاد كان شخص مهم كثير بحياتها لدرجة إنهارت ببعده لهالدرجة ولو إنها ما تكلمت أبببداً عن حياتها معه وتغيرها الواضح والي تحجّجت برغبتها بالضعف كان ماصدقوا حججها
وقفت خيال جنب دُجى وهي تقول بإبتسامة : هالعيّد بتعيدين عندنا؟
ضحكت دُجى من سخرية خيال الواضحة وقالت وهي تمرر يدها على بطنها البارز بخفوت : والله عاد إسالي الي داخل ، لو له نيّة يخلينا نعيد بالمستشفى ولا بيرضى علينا هالمرة
أبتسمت خيَال من كلامها وألتفتو كلهم على شهقة معاني العالية ودموعها الي تناثرت على طرف وجهها من لمحت لافي المتغير تماماً ، إعتلت الدهشة وجورهم بسبب لافي واللي لولا ضحكته عليهم وفهد الي واقف بجنبه ومبتسم بضحكة على تعابيّرهم ماكان صدقو إنه لافي فعلاً ، إقترب وهو يعانق معاني اللي إستسلمت لدموعها ورفع رأسه وهو يناظر لخيال الي واقفة على جنب ، رفع ذراعه لها وهو يقول بضحكة : تعالي ياعمتنا ولا تغارين على كتفك لحد يحضنه
ترددت خيال للحظات ولكن لهفة لافي الي تطغى من عيونه أجبرتها تبتسم وتقترب وهي تحضنه مع معاني بنفس اللحظة وسط سخط دُجى الي تكتفت .


"ماشاء الله ؟ يعني لو إني مزهرية كان بقيت ساكتة ولكني دُجى إنسانة حية أُرزق"
ضحك وهو يبتعد عن عماته وقال وهو يقترب منها : والله ياخيتي العتب على زوجك نشَب بحلقي ويقول قلل أحضانك معها
سكتت بإحراج وهو ضحك من قلبه على وجهها وقربه وهو يحضنها بكل قوة ويشد على كتوفها وهو يقول : بس يخسيييي نسمع له ، عاد أنتي بالذات الشخص الوحيد الي هوجست به وبعدك كايّد
أبتسمت ومسحت دموعها بصعوبة من الدفء الي أعتلى جسدها بحضوره ، كان الشوق أكبَر بكثير مما يخطر على القلوب ، أهلكهم وبشدة وخصوصاً الشوق لشخص مثل لافي كان مثل النسمة الباردة في يوم مشمس ! مرت عليها أيام صعبة بسبب تعبها كانت تتمنى حضوره ولكن ..
أبتعد عنها وهو يثبت يدينه على طرف بطنها بضحكة ويقول : هذا ولد وهّاج الي لاعب بحسبتك؟ لا رمضان زي العالم ولا عيّد بوسط البيت ؟ المصيبة لو طلع يشبه أبوه الجرادة
والله أنا الي بتحسر على تعبَك
ضحكت من كلامه وأبتعدت وهي تقول : ليه ودّك يشبهك؟
لافي ناظرها بطرف عينه ومسح على وجهه وهو يقول : هذي فعايل العسكريّة ولا أنتي تعرفين إن وجهي كأني فلقة القمر ، صح يبة؟
إلتفتو لفهد الي كان يناظرهم وإبتسامة جامحة تكسو ثغره ، يتأملهم بلهفة بحب برضا بشعور يطغى عليه مصطلح ال" آخيييراً "
آخيراً توزعت هالضحكات آخيراً لمح هالنكتتات آخيراً توسّعت هالقلوب وتلاشى هالوجع
يتأمل خيال بوقوفها الشامِخ والي وكأن مامرها الحزن أبببداً ، تغيرها الواضح ماكان يبي له شهود لأجل يأكدون له قد إيش كبّرت وقد إيش تغيرت حتى بمشاعرها ولكن هالمرة كانت تبتسم
تبتسم من قلبّها وهذا بحد ذاته تغير !
لدُجى الي شهد على معاناتها طوال الشهور الي مضت وبرغم ذلك تحارب هالتعب بضحكة
ولمعاني الي فاضت كل مشاعرها ، واللي عاش تأجيلها لعقد قرآنها وزواجها لآجل غير مسمى بسبب حزن أختها ، للافي الي غابّ حسه وغابّت ضحكات كثيّرة ولكنه من حضر إستعاد المكان طاقته !
أيقن بهاللحظة إن الأيام تضيق و تلقى "ضحكة أهلك" مخرج
إستعاد وعيّه بسبب نظراتهم وماكان فاهم الموضوع الي تكلمو فيه بسبب سرحانه بضحكاتهم فأكتفى بإيماءة رأسه وإبتسامة خافتة على مُحياه .. إبتسامة رضاا
-

وبعدما إنتهى هاليوم الي من أفضل أيام السنة
إنتهى بدعواتهم ، برجاءهم بإن هالعام يكون من أفضل الأعوام الي مرت ، بلهفتهم على موعد الإستجابة ، بضحكهم الهادي وإجتماعهم الي كله أُلفة وشوق ، بإنتظارهم لصبّح العيد الي إنتظروه بكل لهفة لأجل تجدد مشاعرهم ويعيّشونه هالمرة بفرحته الكبيرة!
ليلة عيّد فعلاً ، وهالمرة ما بيرضون يضيق لهم خاطر لإن من شهور طويلة ينتظرون هالفرحة









"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:42 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.