آخر 10 مشاركات
أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          كوب العدالة (الكاتـب : اسفة - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          قصر لا أنساه - مارغريت مايلز- عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          79 - قسوة وغفران - شريف شوقى (الكاتـب : MooNy87 - )           »          1 - من أجلك - نبيل فاروق (الكاتـب : حنا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree4112Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-09-21, 09:33 AM   #831

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جاسمن81 مشاهدة المشاركة
متى مواعيد الفصول
كل يوم اثنين في التاسعة مساء باذن الله


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 01:39 PM   #832

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Heba aly g مشاهدة المشاركة

عجبني جداااااا تسلم ايدك واحساسك ونورتي الرواية حبيبتي 💖

تسلمي حبيبتي النور نورك


Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 02:07 PM   #833

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

[QUOTE=Heba aly g;15679386]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Maryam Tamim مشاهدة المشاركة
[color="navy"]

كما يقولون ان تصل متأخرا خير من أن لا تصل ابدا، وصلت اليوم لرواية الكاتبة المتألقة (هبه علي).. غريب الروح .. رواية اقل ما توصف به انها رواية رائعة حيث انها مقدمة بأسلوب رصين وبطريقة متمكنة واحداث ملاحقة وقضايا مشوقة..

تدور فكرة الرواية حول سيطرة الاعراف والتقاليد وتحكمها في حياة الأفراد واخذها كمسلمات لا جدال فيها، تطرح الرواية عدة افكار اجتماعية مهمة كحصر الإرث بين الأسرة بتزويج الفتيات من العائلة حصرا لمنع تشتت الأرض وتبعثر المال، زواج البدل، الزواج في سن صغيرة، تأخر الإنجاب، تنصل بعض الأزواج عن مسؤوليتهم، تأثير الفروق الاجتماعية على الثنائيات، سلب ارادة البنات والتحكم في مصيرهن وفرض القرارات على الأبناء وسلبهم حق الاختيار.. والكثير من المشاكل الأخرى.

تدور أحداث الرواية في إحدى محافظات الجنوب التي لا تزإل تطبق الاعراف بحذافيرها فتتحكم بمسار حياة الابطال وتفرض عليهم معايشة واقع يرفضوه، حيث تتبع الأحداث حياة الحاج عمران الحسيني وأولاده واحفاده وكيف يواجهون تعقيدات حياتهم.

الشخصيات:_
معتصم
غريب الروح .. زرع غرس في دار ليس داره ومكان ليس بمكانه .. مفقود الاب ومفتقد الام محروم من حنانهما رغم كونهما أحياء.. رغم حب غالية واحضان عمران ومؤازرة الجميع الا ان هناك قطعة من روحه ظلت تعاني الغربة وتتجرع مرارة الفقد والنبذ..
الحب والتمسك والانتماء ظلت عقدته الازلية، كبريائه الذي يمنعه من المجاهرة بحاجته للاهتمام والحب ربما كانت سببا في ضياع عنان منه في البداية بالإضافة لحبها لرماح وعدم ملاحظتها لمشاعر معتصم..
ولكن معتصم ورغم كل معاناته من فقدان الانتماء استطاع في النهاية التوازن واستحصل نضج نفسي وعاطفي مكنه من احتواء عنان والطبطبة على جراحها.
معتصم شخصية ملفتة جدا ومن أجمل شخصيات الرواية.
علاقته المميزة بغالية وبيوسف رائعة جدا، وجوده ككيان مستقل داخل بيت الحسيني كأنه (سلطان مملكة الرحماني داخل البلاط الحسيني)
شخصية ثرية جدا بكل سكناته وحركاته ..

عنان امرأة تلقت طعنة بأثر صدمة أثرت على ثباتها ونسفت إيمانها بصدق المشاعر ونقاء الحب .. زواج رماح وانجابه نسف ثوابها وأثر على دواخلها فأهتزت ثقتها بنفسها والناس والرجال خصوصا..
جاء ارتباطها بمعتصم في وقت حرج من حياتها ولكن ابن الرحماني استطاع اكتساب احترامها وقبله ثقتها وانتمائها وان كانت لم تدرك هذا لحد الان.


يوسف
شخصية غير مستقرة يميل لإثبات نفسه عن طريق تمرده على سلطة والده وتحكمه ويظهر رفضه لاجباره له على زواجه بمريم بالتنصل من مسؤوليته الزوجية وبرغم مرور السنين وبرغم حب مريم واستقرار حياته وحبه لأولاده ولكنه لم يستطع التصالح مع نفسه الرافضة لزواج الفرض .. لم يستطع تقبل مريم كشريكة عاطفية رغم كل حبها له، فأستمر في لهوه واهماله لاهل بيته.

مريم
الرومانسية المتيمة بحب زوجها، تكرس له جل حياتها لكنها لا تحصل منه بالمقابل إلا على الفتات..
مريم من أكثر الشخصيات النسائية الجذابة في الرواية والغنية بأنفعالات كثيرة خاصة بعد اكتشافها لعلاقات يوسف وطلبها الانفصال عنه والاعتماد على نفسها في تسير حياتها وحياة أطفالها ورفضها العودة للبلد..
يوسف ومريم ثنائي متميز جدا بالقضايا التي يطرحها كزواج البدل والفرض والبرود بعد الزواج وخيانة الزوج وان كانت بعلاقات غير مكتملة والأهم تلاشي كيان الزوجة في كيان وفلك زوجها ونسيانها لنفسها وحاجاتها النفسية والعاطفية.

يحيى ويسر
ومشكلة تأخر الإنجاب والوقوع ضحية لتدخلات العائلة في حياتهما و قراراتهما الشخصية .. يحيى ويسر ضحية زواج الأقارب الذي قد يسبب احيانا تشوهات في الاجنة وعدم اكتمال الحمل، الاثنان واقعان تحت وطئة ضغط نفسي كبير سواء من رغبتهمت الشخصية في تكليل زواجهما بطفل يبهج حياتهما او من ضغوط الاهل التي تطلبهما بحفيد.
المجتمع دائما ما يلقي اللوم على المرأة في مسألة الإنجاب حتى لو كان السبب مشتركا بينها وبين الرجل كحالة يسر وابن عمها والحاح اهله ومحاولتهم تزويجه للحصول على حفيد، فما ذنب يسر لتحرم من الاطفال وهي بأمكانها الزواج مرة اخرى والانجاب بشكل طبيعي.. ولكن مع الأسف المجتمع والعرف دائما ينحاز لجانب الرجل ويعطيه العذر والحق لاستئناف حياته..
علاقة هذا الثنائي مهددة بالفشل مع الأسف بسبب الضغوط الكثيرة عليهما.
خلف
حاتم
دائما امتحان مبادئ الشخص يكون اما في احب ما يؤمن به أو أكثر ما يكره وينفر منه.. وحاتم المعتز بنفسه وبحريته وبأفكاره الذكورية وقع صريع هوى زهراء ذات الظروف الخاصة فظل يحارب قلبه يحاول الانتصار لعقله ومبادئه ولكن الهوى غلاب ليصدم بوضع زهراء صدمة هزت كيانه واوجعت قلبه..
اما زهراء تلك الرقيقة ذات الملامح الهاربة من الزمن المبتلاة بعرة الرجال الذي تنصل وتنكر منها ومن ملاكها البرئ وتركها فريسة العوز والحاجة المادية والمعنوية وذهب ليعيش حياته بدون أي تأنيب ضمير..
زهراء اضطرها الفقر وقلة ذات اليد والسند ان تظل حبيسة قيده وقعيدة داره ذو السقف المتهاوي..


الحاجة غالية
عماد دار الحسيني وبركته، الحكمة والطيبة والحنان..
علاقة الحاجة غالية باولادها رائعة وعلاقتها بمعتصم أشد روعة..تتميز بارتباطها القوي بالأرض وامسكها لزمام أمور العائلة ومحافظتها على تماسك الأسرة و وحدتها .


لا يمكنني الحديث عن كل الشخصيات ولا أستطيع في ذات الوقت إهمال ذكرها فكل الشخصيات رائعة في اطار الدور الذي تقدمه.. كل الشخصيات تنتهج نسق رائع في طرح نفسها وشرح أفكارها، جميعها تناقش قضايا مهمة تتفرع من الحبكة والقضية الأساسية للرواية..
زكريا ونعمة، راشد ويمنة، تمام ونسرين، يونس وحليمة، صالح وليلة، هارون وإيمان، وصال وطارق، رهف وبهاء، عمرو، هاجر، مودة، محاسن واحلام، مهند و والده، سندس، شادي..

وأخيرا...
الرواية رائعة جدا بكل تفاصيلها واسعدني جدا الانضمام لصفوف قارئاتك والمعجنات بقلمك ❤️


اهلا بيكي يا مريم نورتي الرواية كلها حقيقي اتشرفت بيكي وبانضمامك للقراءة ❤️
الريفيو عملاق قراته كذا مرة من جماله وتغلغله في تفاصيل كل الشخصيات
الجميل في الموضوع انك فهمتي كل شخصية وقدرتي دوافعها وأسبابها وظروفها وتفهمتي أنهم بشر يصيبوا ويخطاوا مش ملائكة والمفترض تكون تصرفاتهم محسوبة بالميللي
تسلم ايدك حبيبتي على الريفيو والتصميم الجميل 💖💖


يسلم قلبك وافكارك.. انا اكثر سعادة بالتعرف على قلم غني و واعي وعلى درجة كبيرة من النضج في الطرح والمعالجة ..
وفقك الله غاليتي وان شاء الله تكملي الرواية على خير ما تحبين وترغبين


Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 07:31 PM   #834

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 42 ( الأعضاء 7 والزوار 35)

‏موضى و راكان, ‏Rasha ahmed, ‏ايثو كردم, ‏Sun se, ‏راما الفارس, ‏Shimaa12312, ‏زهرة ميونخ



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 08:30 PM   #835

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

موعد التنزيل الجديد هيكون في التاسعة مساءا باذن الله لتعذر التنزيل قبل ذلك الوقت


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 09:06 PM   #836

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 67 ( الأعضاء 14 والزوار 53)


‏موضى و راكان, ‏Ektimal yasine, ‏بريق امل, ‏حبيبيه, ‏Sun se, ‏Wafaa elmasry, ‏شارلك, ‏Heba aly g, ‏legendgoose, ‏زهرة ميونخ, ‏الياسمين14, ‏اسماء الحداد, ‏ولاء مطاوع, ‏فاطمة زعرور


تسجيل حضور فى أنتظار الفصل المثير

Elbayaa likes this.

موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 09:16 PM   #837

Rasha ahmed

? العضوٌ??? » 481365
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 45
?  نُقآطِيْ » Rasha ahmed is on a distinguished road
افتراضي السودان الخرطوم

سلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حضور باذن الله
بس مواعيد العصر كانت احلي يا هبة


Rasha ahmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 09:18 PM   #838

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن عشر



كانت سيارة يوسف تخترق الزحام بصعوبة خلف سيارة الأجرة التي تستقلها مريم والأول كان يتفتت غيظا منها بعد أن تركته وفعلت ما في رأسها ، والأسوء أنها لا ترد على اتصالاته منذ أن استقلت السيارة ....
الغبية التي تركب مع أي سائق ولا تعرف إن كان سائقا أم لصا أم رجل سيء السلوك ...
ماذا لو لم يكن موجودا وفعلتها وحدث لها مكروه مثلا؟...
عند هذه الخاطرة شعر بتدفق الدماء إلى رأسه وضغط على البنزين بقوة وقد بدأ الطريق في الخلو التدريجي وزاد السائق من سرعته فقام يوسف بالمثل
إلى أن وصلت إلى المول الأكبر في العاصمة وحين نزلت أخذ يوسف أنفاسه وصف السيارة وما إن نزل حتى وجدها تدخل من بوابة المول التي كانت تبعد عنه عدة خطوات دون أن تنظر خلفها وتراه
فأسرع جريا خلفها قبل أن تختفي بالداخل فالمول مساحته كبيرة وإن تاهت منه وقتها سيكون كمن يبحث عن ابرة في كومة قش
.............
حين دخل يلهث خلفها خضع للتفتيش مما أخره لثوانٍ أخرى فوقف ينظر يمينا ويسارا بتيه إلى أن لمحها تدخل أحد المحلات فأخذ نفسه أخيرا وسار بخطوات معتدلة إلى أن وصل إلى المحل الذي دخلته وعند المدخل رن هاتفه فأخرجه من جيبه ليجدها سندس التي كانت تنتظره كما اتفقا ....
تنحنح قائلاً دون أن يفتح الخط كأنها أمامه وتسمعه:"عذرا سندس ليس وقتك على الاطلاق...."
ثم ضغط على زر كتم الصوت وأعاد الهاتف إلى جيب بنطاله ودلف إلى المتجر الكبير متعدد الأقسام يبحث عنها....
أما هي فكانت تقف في قسم الأطفال تنتقي فستان ل-جنة كانت قد أوصتها به وهي تنظر كل برهة بطرف عينها نحو مدخل الممر وأنفاسها اللاهثة تجعل صدرها يرتفع وينخفض بشكل ملحوظ.....
تعرف أنه كان يتبعها بسيارته رغم عدم التفاتها له ولو لمرة ....
ورأته حين دخل خلفها المول...
رأته بطرف خفي فقد عز عليها مما فعله الفترة الماضية النظر في عمق عينيه ....
أو ربما تخاف أن تنظر له فتخر وتسقط كل دفاعاتها دفعة واحدة.....
قطع عليها أفكارها المٌشتتة حين وقف بجوارها بعد رحلة بحث قصيرة داخل المتجر فأردف بسخط:"رأسك اليابس هذا ماذا أفعل به؟لي ساعة أسير خلفك بالسيارة في الزحام..."
قالت وهي تتحسس قماش الفستان الوردي بين يديها دون أن ترفع عينيها نحوه:"ومالذي يجعلك تسير خلفي ؟ ..."
زفر قائلاً وهو يتأمل جانب وجهها :"قدري..."
رفعت وجهها نحوه بحدة وأردفت بغضب:"نستطيع تغيير أقدارنا ؛غير قدرك هذا فورا...."
قالت جملتها بكلمات متسارعة ونظرة حادة ولكنها اصطدمت بنظرته اللينة عكس ما كانت تتوقع وبجوار اللين شيء آخر ...
عتاب أو اشتياق.....
بترت كلامها وأشاحت بوجهها بعيدا عنه ....
لن تعيد الكرة مرة أخرى فقد اعادتها مرات متتالية وأعاد هو اهماله بنفس الطريقة النمطية وكأنهما يدوران في دائرة مفرغة من الاهمال يليه العتاب الحاد يليه الانضباط لأيام تعقبه العودة لما كان؛ وهكذا.......
أخذت الفستان وألقته في عربة المشتروات التي تدفعها أمامها وكأنها تٌسقِط غضبها من نفسها في هذا الفعل بينما ظن هو أن الغضب منه هو....
سار خلفها فتوقفت أمام مايوه بناتي من قطعتين صغيرتين باللون الوردي الذي تعشقه جنة ولكنه كان كبيرا قليلاً فمد يده لآخر قطعة في الصف أخرجها وأردف بهدوء وهو ينظر إلى المقاس :"هذا مقاسها...."
أخذته منه بحدة وحين رأت قياسه مناسبا ألقته في العربة ....
ابتعد قليلا حين رأى حقيبة ظهر صغيرة تناسب قطته الصغيرة ومريم لا تزال تقف مكانها وحين عودته وجد رجلا يمر بجوار مريم التي كانت مندمجة في تفحص باقي المايوهات ؛لم يفعل الرجل سوى أن نظر إليها مطولا دون أن تنتبه هي فأسرع يوسف وهو يرمق الرجل بنظرة حادة وحين لاحظه الرجل يقترب منها انتبه وأخفض بصره فأحاط يوسف كتفها بكفه قائلاً بصوتِ عالٍ :"هيا بنا وجدت الحقيبة التي تريدها.."
تخلصت من كفه قائلة بصوت منخفض :"لا تضع يدك علي....."
أغمض عينيه للحظة واحدة ثم فتحهما قائلا بهدوء :"هل ممكن أن أطلب منكِ طلبا صغيرا؟..."
ناظرته بنظراتِ متسائلة تحمل بين طياتها الحزن مما آل اليه حالهما فأردف ببساطة :"لمَ لا تنسي كل ما حدث لمدة ساعة واحدة ؛ساعة واحدة فقط مريم من فضلك لأني تعبت ولا تنسي أنني مازلت زوجك...."
لم ترد عليه ودفعت عربة المشتروات أمامها وسار بجوارها دون كلام إلى أن وقعت عينيه على ركن به ملابس تنكرية خاصة بالأطفال فأردف بابتسامة جذابة :"مريم هل ترين ما أراه ؟ حلة باتمان التي كان يريدها زياد ثم لمعت عينيه كطفل صغير قائلاً:وملابس أميرات ديزني...."
نظرت إلى الركن القريب ولمعت عينيها هي الأخرى كأنها وجدت ضالتها التي تبحث عنها منذ زمن واتجها بخطواتِ مٌسرِعة إلى هناك ينتقيان بنهم ما يريده الأطفال....
مرت عدة ساعات لم يشعر بها كلاهما وهما يتنقلان ما بين قسم وقسم واشترت مريم ماتريده هي الأخرى ولم تنسى هاجر وباقي بنات عمها فاشترت لكل واحدة هدية مميزة على ذوقها.....
حين وصلا إلى الكاشير أخرج هو بطاقته البنكية ليدفع فأردفت هي بجدية وهي تٌخرِج بطاقتها وتشمخ بأنفها بإباء :"أنا من سأدفع ، أشكرك...."
ناظرها بابتسامة مٌتسلية وأعاد بطاقته إلى حافظته دون كلام ....
إن كانت تريد أن تشعر بمشاعر الاستقلال فلتفعل ....
ولكن هل نست أنه هو من يضع لها النقود في البطاقة؟..
من نظرته فهمته وهل يفهمه غيرها فمطت شفتيها قليلا وهي تناظره بحاجب مرفوع قائلة :"للعلم فقط أبي أعطى ليحيى نقود وقال له أن يرسلها لي كما يفعل كل عدة أشهر ويحيى وضعها لي في بطاقتي أي أن ما في هذه البطاقة ولوحت بها أمام عينيه مكملة :ليس كله يخص سيادتك يوسف بيه...."
ضيق ما بين حاجبيه قائلا بجدية مصطنعة:"وهل تحدثت أنا؟....."
.................
بعد قليل
كانا يسيران بجوار منطقة المطاعم فأردف :"تعالي نتناول الطعام ؛ أسمع عن مطعم هنا يٌقدِم طعاما شهيا..."
قالت له وهي تحيد بعينيها عن عينيه :"لا أريد...."
زفر قائلا بتعب حقيقي :"ألم نتفق أن تنسي ما بيننا لفترة...."
قالت باقتضاب:"أنت قلت لساعة واحدة وها قد مرت عدة ساعات..."
ابتسم ابتسامة مٌهلِكة لقلبها وعينيه تلمعان بالاغواء المتأصل بهما وأردف بصوت دافىء:"نستطيع تجديد الباقة لعدة ساعات أخرى...."
حاولت ألا تبتسم ولكن شبح ابتسامة لاح على زاوية شفتيها وبعد قليل كانا يجلسان في أحد المطاعم الذي يٌقدم وجبات شهية يتناولان الطعام معا في الوقت الذي رن فيه هاتفها وكان عمها صالح فردت عليه قائلة بإحراج:"أهلا عمي كيف حالك؟.."
قال لها يوسف بنبرة خبيثة:"إن كان أبي أبلغيه مني السلام وقولي له يوسف يرسل لك السلام ويقول لك تعال كٌل معنا حماتك تحبك...."
كان صوته عاليا فلم تكن تحتاج لأن تٌبلِغ عمها رسالته فقد سمعها واضحة وانشق ثغره عن ابتسامة راضية وغمز لليلة بعينه ثم أردف لمريم التي كانت تتمنى في هذه اللحظة أن تنشق الأرض وتبتلعها:"أين أنتما ومالذي جمع الشامي على المغربي؟..."
قالت باحراج وبصوت خافت:"تستطيع أن تقول صدفة وبعدها ذهبت لشراء بعض الأغراض فأتى خلفي....."
قال وقد لمح احراجها في صوتها:"حسنا مريم كنت أطمئن فقط ، وعمك هارون ايضا اتصل بي حين لم تردي عليه ليطمئن...."
قالت وقد اتسعت عينيها دهشة :"لقد قلت لأحمد ألم يقل له؟..."
قال صالح :"لا عليكِ اغلقي الآن وأنا سأحدثه...."
أغلقت معه وقد اضطربت أنفاسها وهي تشعر بالحرج وكأنه ليس بزوجها الذي تحمل اسمه ومعها منه طفلين، لا تحب أن تظهر أمام عمها وزوجته بشكل المرأة ضعيفة الشخصية التي انساقت خلفه ما إن أتى لها بعد كل ما حدث .....
هذا إلى جانب أن ما فعله يوسف حقا لن يمر معها مرور الكرام.....
أغلقت مع عمها وأكملت طعامها بصمتِ بينما فتح يوسف هاتفه وأرسل لوالده رسالة على الواتساب نصها(مهما طار الطير وارتفع في النهاية عودته إلى عشه وونسه لا يكن إلا مع وليفه )
وما إن قرأها صالح حتى تمتم قائلا بابتسامة راضية (وهل أريد أنا غير ذلك ! )
بعدها وجد يوسف عدة رسائل من سندس التي نسيها حقا فاتسعت عينيه ولم يفتح الرسائل حتى لا تعرف أنه رأها إلى جانب أنه وجد عدة اتصالات منها فأعاد الهاتف إلى جيب سترته وأكمل طعامه ....
أما مريم فكانت تنظر بعينين تلمعان وابتسامة حلوة إلى النافورة الراقصة التي تقوم بعرض راقص على أنغام المقطوعة الموسيقية التي تعشقها
وكان يوسف ينظر إليها وإلى ملامحها الجميلة باشتياق خفي
........
حين انتهيا من الطعام وطلبت منه الرحيل سارت وهي تحمل بعض أكياس المشتروات وهو خلفها بباقي الأكياس في كلتا يديه كأي زوج مٌطيع
كانا لمن ينظر إليهما كأي زوجين شابين يتسوقان ومن يراهما ويرى حجم المشتروات يظن أن التفاهم يعشش بينهما
وليت ما يبدو للناس حقيقة...
وليت ما نظهره هو ما نخفيه....
(وليته كان رجل أفعال وأقوال وليت الله يهديه)
كانت تلك دعوتها وهي تسير بجواره إلى أن وصلا إلى السيارة فقالت له بنزق :"سآخذ سيارة أجرة ؛ بيت عمي ليس بعيد عن هنا..."
لم يرد عليها وهو يضع الأكياس في حقيبة السيارة الخلفية ثم أخذ باقي الأكياس من يدها ووضعها قائلاً بنبرة لا تحمل مناقشة:"إياكِ وركوب أي سيارة أجرة مع رجل لا تعرفيه ثانية ؛من أدراكِ أنه لن يأخذكِ على أي مكان ويفعل بكِ أي شيء سيء؟... "
لم ترد عليه وهمت بفتح الباب الخلفي للسيارة فوضع يده عليه قائلاً بتهكم:"لست الشوفير الخاص بسيادتك ؛اركبي في مكانك في المقدمة...."
زفرت نفسا غاضبا في وجهه ثم ولته ظهرها وفتحت باب السيارة الأمامي وجلست فتبعها هو بعد أن نزع سترته ووضعها على المقعد الخلفي وبقى ببنطاله وقميصه المفتوح أزراره العلوية دون رابطة عنق
.........
حين جلس بجوارها مال عليها قليلا قائلاً بعينين متطلبتين تشبهان عيني زياد حين يكون بحاجة لها:"ما رأيك أن تأتي معي الفندق أفضل من البيات عند عمي هارون؟.."
حين رأت نظرته هذه أشاحت بوجهها الذي ضربت فيه الدماء بعيدا عنه وأردفت :"لا ؛ لا يصح ؛ عمي سيغضب مني ؛إلى جانب أنني لا أريد..."
قال لها بمهادنة:"لن يغضب ؛ تعالي أنتِ فقط....."
"قلت لك لا أريد ...."
قالتها قاطعة فلم يُحِب أن يضغط عليها وانطلق بسيارته....
...........
أما عند هارون فحين وصلا وصعد معها بالمشتروات قالت له ايمان بعد أن وضع الأكياس بجوار باب الشقة:"ادخل يوسف...."
قال بحرج:"أعتذر فالوقت تأخر وربما نمتم ؛أنا كنت أريدها أن تبيت معي في الفندق ولكنها قالت عمي سيغضب ...."
خرج له هارون الذي يعرف الأمر برمته فصالح لا يخفي عنه شيئا وسره كله معه وأردف:"بالطبع كنت سأغضب ؛ادخل يا يوسف هذا بيتك وتأتي في أي وقت...."
دخل يوسف بالفعل وجلس قليلا معهم وحين هم بالانصراف قال له هارون بنبرة ظاهرها البراءة :"لمَ سترحل ابق معنا واذهب في الصباح إلى عملك..."
هم بالاعتذار ولكن حين رأى نظرة مريم المستاءة راق له الأمر فأردف وهو يناظرها بمكر :"لم لا ؛ حسنا سأبقى...."
..............
في حجرة الضيوف التي بها سريرين كانت مريم ترقد في فراش وهي تشعر بالحنق لبياته معها بغرفة واحدة ؛تشعر أنه بوجوده سحب الأكسجين كله من الغرفة ؛وكان يشعر بمشاعرها
يحفظها ويعرف أنها بما تفعله تخالف هواها...
ويتركها حتى تعرف من نفسها أنها لن تستطيع العيش بدونه ....
أغلق هاتفه واسترخى قليلا حتى غفى دون كلام ؛أما هي فقد ظلت طويلا تتأمل جانب وجهه على ضوء المصباح الجانبي إلى أن غفت هي الأخرى ولم يرحمها حتى في منامها ولم يكن زائرا بل صاحب بيت .....
********
في أحد المقاهي الراقية المٌطِلة على شاطيء البحر والقريبة من الفندق كان معتصم يجلس وبجواره عنان يستمعان إلى الفرقة الموسيقية التي تعزف أغاني الزمن القديم والجميع يستمع بسلطنة

والغريب أن من بينهم الكثير جدا من الجنسيات والذين ربما لا يفهمون لهجة أهل البلد ولكنهم ينصتون باستمتاع مثلهم

حيرت قلبي معاك وانا بداري واخبي

قولي اعمل إيه وياك ولا أعمل إيه ويا قلبي

بدي أشكيلك من نار حبي؛بدي أحكيلك علّي في قلبي

وأقولك عالّي سهرني وأقول لك عالّي بكاني

وأصورلك ضنى روحي وعزة نفسي منعاني

كان أغلب المتواجدين يشربون النرجيلة المشهورة بها هذه المقهى وهم يستمعون وكان معتصم يدخن ببطء وهو يجلس باسترخاء يستمتع بالكلمات الراقية يضع ساقا فوق ساق فمالت عليه عنان التي بدأ الاستمتاع بالامسية يبدو على وجهها قائلة وهي تنظر إلى ما في يده "أريد أن أجرب ولو لمرة واحدة ..."

ناظرها بتفحص قائلا بحذر:" تجربين ماذا؟.."

قالت ببساطة :" اجرب ما تشربه...."

قهقه ضاحكا وأردف بسخرية:" نسأل خالي يونس أولا إن وافق تجربيها ..."

رمته بجملة خبيثة رشقت في قلبه مباشرة :"أ ولم أصبح زوجتك ؟ ما دخل أبي بهذا؟"

تستطيع أن تلقيه في منتصف البحر بكلمة وتجذبه بأخرى هذه المتلاعبة التي يعشقها

فقال لها متسائلاً:" ألا تضايقك رائحتها؟...."

كانت تنظر إلى الدخان المتصاعد أمامها من نرجيلة أحدى الفتيات الجالسات قبالتها فيتجسد أمامها شكل راقصة نحيفة الجسد تتمايل يمينا ويسارا وخصلات شعرها الغجري تتمايل معها بانسيابية

فأردفت وهي تمط شفتيها كالاطفال:" أريد أن أجرب مرة واحدة...."

مدت له يدها فبدى التردد في عينيه جليا ولكن أمام نظرتها أردف بتحذير:" مرة واحدة فقط واخر مرة سآخذك معي وأنا أشرب ؛ ها أنا اتعلم ..."

ابتسمت ابتسامة حلوة اذابته وأخذت منه النرجيلة وضعتها ما بين شفتيها وأخذت تنفخ فيها فأخذ يقهقه على هيئتها وهي تنفخ بهذا الشكل

فقالت له بتبرم :"ما هذا أين الدخان الذي يتراقص وهو يخرج من فمي ؟.."

قال لها بتسلية وهو يأخذها منها:" لأنكِ لا تعرفين التدخين بالطريقة الصحيحة.."

قالت له ببساطة وقد بدت له غريبة قليلا عن طبيعتها :"علمني ...."

نظر إليها بشك ولكن شكه تبدد حين انتبه إلى الرائحة التي تأتي من جهتها لأحد يدخن ولكن يبدو أن السيجارة ليست سيجارة عادية ....

فأخذ نفسا سريعا من نرجيلته، نفسا واحدا مختوما بختم شفتيها ثم وضعها وأردف وهو يستقيم ويجذبها من يدها :"هيا بنا ...."

قالت له وهي تستقيم معه بقوة الجذب ليس أكثر :"لماذا ؟ المكان هنا جميل وله رائحة خاصة؟..."

قال لها وهو يجذبها للخارج ويضع ورقة مالية على الصينية التي يحملها النادل الذي كان يسير بجوارهما:" من أجل هذه الرائحة الخاصة سنرحل يبدو أن دماغك خفيفة ولا تتحملي ..."

...................

كانت تسير معه ببطء على الرمال بعد أن اقتربا من الفندق وحين لاحظ انها غير متزنة في المشي أحاط كتفيها بذراع قوية فأردفت وهي تشعر بالاسترخاء :"هل أتيت إلى هنا من قبل ؟ أنا أول مرة آتي هنا...."

قال لها وهو يبتسم ونسمات الهواء المنعش تلفح وجهيهما :"نعم ؛ لقد عملت هنا في بداية تعييني ....."

:"حقا؟..." قالتها وهي تنظر أمامها إلى أضواء الفندق التي اقتربت

فقال:" نعم ،من أجمل المدن التي عملت بها ...."

ظلا يتحدثان في أي شيء إلى أن وصلا الفندق وكان تعبها قد استبد بها فهي استيقظت مبكرا وطوال اليوم على البحر وفي المساء خرجت معه واستنشقت كما من الدخان لا بأس به .....

قال لها وهو يشير إلى المطعم :"هيا لنتناول العشاء..."

قالت له وهي تسبل جفنيها :"لا أريد ، أريد فقط أن أنام ؛ ادخل أنت وأنا سأصعد بمفردي ...."

والتي ستصعد بمفردها لم تتحمل بضع خطوات وفي المصعد تساقط جفنيها رغما عنها فمالت برأسها على كتفه ولم تشعر بالدنيا بعدها فحملها معتصم بخفة ولم يكن في هذه اللحظة من هو أسعد منه ....

دلف إلى الحجرة حاملا إياها ووضعها في الفراش فلم تٌحرك ساكنا ،نزع وشاحها الحريري ونزع الحذاء من قدميها ودثرها جيدا ثم بدل ملابسه واستلقى بجوارها بعد أن طبع قبلة طويلة على وجنتها.......

أخذ يتقلب في الفراش يجافيه النوم وفي النهاية أحاط كفها بكفه وأخذ يمسد بابهامه على أناملها فيسري في أوصاله دفئا وحميمية إلى أن غلبه سلطان النوم

...............

في مكان غير المكان وزمان غير الزمان كان يسير ولكن قدميه لا تلامسان الأرضية المغطاة بالسجاد الاخضر المُريح للعين ،أشخاص مجهولون على يمينه وعلى يساره وجهله لهم يأتي من الغيامة التي تغشى عينيه.....

نسائم هواء منعشة مختلطة برائحة بخور يسري في أوردته كالمُخٓدِر فيُحرِك رأسه يمينا ويسارا عله يهتدي إلى أي زمان ينتمي وفي أي مكان هو فلا يعرف؛ فقط يشعر بنفسه كمن يمشي فوق الماء وروحه تُحٓلِق خارج جسده تسبق خطواته ،أصوات عذبة تسري عبر أذنيه وهالة من السكينة تحيطه و ...

فتح عينيه فجأة وهو يشعر بقوة تنتزعه من داخل حلمه ليجدها تجلس في الفراش ويبدو أنها للتو قد استفاقت وضوء الصباح كان يغمر الغرفة التي كانت ستائرها مفتوحة

كانت تستند بمرفقها على الوسادة وتنظر اليه بعينين يبدو بهما النعاس فأردف بصوت خشن:" لمٓ تجلسي هكذا؟..."

شعرت بالخجل فلثاني مرة تفعلها فأردفت بهدوء تداري خلفه خجلها:" كنت تبتسم وأنت نائم وملامحك كأنك في حلم جميل ؛ لأول مرة أرى أحد يبتسم هكذا وهو نائم ..."

ابتسم ابتسامة تشبه تلك التي كانت على محياه وهو نائم وأردف بصوت رخيم:" فعلا كان حلما جميلا ،المهم كيف حالك الان؟...."

قالت وهي تشعر بدوار وكأنها لم تأخذ كفايتها من النوم :"بخير ، أريد فقط أن أنام ...."

تجعدت جبهتها وهي تتذكر ليلة الأمس فأردفت :" لا أعرف مالذي حدث لي بالأمس كنت متعبة بشدة أخر ما اتذكره ،غصت باقي الكلمات في حلقها حين تذكرت أن آخر ما شعرت به أنه حملها ..."

وشعر هو بذلك فأردف يشاكسها وهو يستقيم فيجلس جلستها ويستند بمرفقه على وسادته:" شعرتي بالدوار وحملتك ..."

"اشكرك اتعبتك معي ..."

قالتها بصوت خافت وهي تحيد بعينيها عن عينيه

فأردف بجدية مصطنعة مشاكسا:" لا عليكِ كنتِ مرهقة للغاية؛ثم أردف وهو يتذكر ذكرياته في هذه المدينة: كنا دائماً نرى هذه الحالات ونساعدهن حين كنا نعمل هنا ولكنهن بالفعل يكن قد تناولن مكيفات ولكن لأول مرة أرى من تلف رأسها فقط من الرائحة ....."

كانت عينيه تلمع بالتسلية فدققت النظر إليه جيدا وأردفت:" وهل كنت تتبرع بالمساعدة ؟..."

قال بجدية مصطنعة "بالطبع الا تعرفين أن الشرطة في خدمة الشعب..."

التقطت النبرة الساخرة في كلامه وشعرت أنه يريد أن يكون الحديث بينهما منفتحا فأردفت بتساؤل جدي:" وما نوع المساعدة التي كنت تقدمها لهم بالضبط ؟نفس المساعدة التي قدمتها لي ؟...."

أردف بابتسامة عابثة :"لا بالطبع تلك مساعدة عابرة تقدم لأي غريب ثم اكتست نظرته بنظرة خاصة قائلا :أما أنتِ فزوجتي ولا أحد تصل مكانته لمكانتك..."

كلماته البسيطة كالسهام التي ترشق في قلبها مباشرة وتمس شغافه ،يتحدث ببساطة وتلقائية و....

وصدق ؛ يبدو الصدق في عينيه والتأثر

هل يقصد أن ينتقي كلماته هذه ليؤثر بها ؟

لن تنكر أن لكلماته سحرا خاصا لم تلمسه من قبل .....

حاولت ألا تُبدي تأثرا بكلماته فأردفت :"حسنا فهمت؛ أنا حقا لا أعرف لمٓ حدث لي ما حدث، ثم أردفت بخجل وهي تٌخفِض عينيها عن عينيه :ولكني لا أريد أن يعرف بهذا الموقف أحد ؛أبي لو عرف....."

صمتت ولم تٌكمِل فأردف بضحكة عالية :"من يراكِ وأنتِ تتحدثين هكذا كالكتكوت المبلل لا يراكِ بالأمس وأنتِ تطلبين مني النرجيلة وحين ذكرتك بخالي قلتي لي وقلد نبرتها: ألست زوجي؟ ما دخل أبي بالموضوع ؟..."

وضعت يدها فوق فمها وأردفت بحرج:" هل قلت هذا؟...."

قال بابتسامته الواسعة:" نعم قلتي...."

قالت وهي تحيد بعينيها عن عينيه:" لا اتذكر ...."

والحقيقة أن ذاكرتها بالفعل كانت مشوشة

ولكنه أردف بجدية شديدة وهو يميل قليلا ويغمر كفها براحة كفه ويضغط عليها بخفة قائلا :"عنان أنا زوجك وسرك وكل ما يحدث بيننا يظل بيننا ولا يحق لأحد غيرنا أن يعرفه ...."

أومأت له برأسها وقد مدتها كلماته التلقائية ببعض الثقة وشعرت بنزعة من الأمان الذي افتقدته لفترة طويلة من ملمس يده على بشرتها....

استقامت من جواره لتهرب من حصاره وأخذت ملابسها واتجهت إلى الحمام قائلة:" ساخذ حماما سريعا حتى ننزل..."

تركته ودلفت إلى الحمام وتحت الماء الدافىء ظلت كلماته ترن في أذنيها تبعث بداخلها راحة واطمئنان ولكن ذكرى مشوهة هاجمت رأسها فتتجسد أمامها ملامح مشوهة.....

حقا أصبحت الملامح غير واضحة؛ أصبحت ملامح لمسخ لا انسان والذكرى كانت لموقف من مواقف كثيرة حين كان يقص على أبيه اي شيء يخصها وحين كانت تعترض كان يقول لها بتلقائية

(هذا أبي ولا أسرار على أبي...)

حاولت مرارا أن تقنعه وأبى ....

نفضت الذكرى من رأسها وهي تنفض شعرها يمينا ويسارا فتتناثر المياه حولها لتحتل كلمات معتصم أذنيها ثانية فيغمرها الارتياح

ولم يمر وقت طويل حتى كانت ترتدي كل ملابسها وتخرج له فيدخل هو الآخر ليأخذ حماما باردا ثم يلحقها

**********

تريد أن توقع بين زوجين ؟....

ماعليك سوى أن توغر صدر كل منهما تجاه الآخر....

اجعله يسمع بأذنيه أن بإمكان نصفه الآخر استبداله...

أن مكانه ليس مميزا بل يستطيع الاستغناء عنه في أي وقت ....

انزغ بينهما كما ينزغ الشيطان ؛ وقتها ربما تستطع التفريق بينهما ....

ولكن في البداية والنهاية أمرهما بيد الله ...

بيد مقلب القلوب ومثبتها .....

...............

هل الحب وحده يكفي لبناء أسرة وقيام حياة؟...

هل الحب وحده هو المفتاح السحري لحل الخلافات ورأب الصدع وجبر الكسر؟...

أم أن مع الحب لابد من وجود أشياء أخرى؟.....

...............

بعد ما حدث مؤخرا في شقة زكريا من مواجهة بين الجميع التزم كل طرف موقعه ...

يسر تذهب إلى عملها وتؤديه على أكمل وجه وهي تتناسى حالة الفتور التي بينها وبين يحيى

وهو يذهب إلى عمله ثم يقلها في طريقه كالمعتاد ولكن دون كلام...

اثنان الصمت ثالثهما والبرودة تحاوطهما ....

بالنسبة لها كلت فالطريق طال

وبالنسبة له فلم يستطع أن يٌمرر لها ما سمعه حتى وهو يعرف مبرراتها ....

والنتيجة؟؟؟؟

غرباء يسكنون معا رغم قرابة الدم....

وصلا إلى بوابة البيت بعد أن أقلها من المدرسة وظل مكانه ينتظر نزولها فأردفت وهي تنظر له نظرة ثاقبة:"ألن تنزل؟..."

قال باقتضاب دون أن ينظر إليها:"لا .."

:"أين ستذهب؟..."

قالتها وهي تتفتت وتريد أن تعرف أين يذهب طوال الوقت وهو الذي كان لا يحب البقاء طويلا بالخارج ومتعته في البقاء في البيت أوقات فراغه كلها فأردف بفتور:"لدي عمل كثير...."

فتحت باب السيارة ونزلت بوجه مقلوب ردا على تجهمه وبروده فانتظر حتى دلفت من البوابة وأغلقتها خلفها ثم انطلق بالسيارة
*********


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 09:21 PM   #839

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

خرجت مريم من البناية بعد أن أنهت الكورس اليومي المكثف وكانت تتوقع أن تجده بالخارج ولم يٌخيب ظنها ....

كان يجلس فوق مقدمة السيارة يرتدي بنطال جينز شبابي وتيشيرت بلون رمادي فكان يبدو في سن أصغر ؛ في هذه اللحظة على وجه التحديد شعرت بالاشتياق اليه وودت لو اقتربت منه وألقت نفسها بين ذراعيه وتعرفه لن يٌمانع ....

قطع عليها أفكارها التفاته اليها وحين رأها نزل من على مقدمة السيارة وأشار لها بيده أن تأتي وكانت على بٌعد عدة خطوات منه فرفعت ذقنها بإباء وسارت في الاتجاه المٌعاكس فرفع حاجبيه بذهول وأسرع جريا خلفها وحين وصل إليها أردف وهو يجذبها برفق من ذراعها:"ألم أشير إليكِ أن تأتي؟.."

ناظرته بنظرة متهكمة قائلة:"ومن قال أنك حين تشير إلى سآتي إليك؟..."

زفر قائلا بمهادنة:"هيا مريم حتى أٌعيدك إلى البيت...."

:"ومن قال أنني ذاهبة إلى بيت عمي؟...."

قالتها بتساؤل فأردف وهو يضيق ما بين حاجبيه :"إلى أين ستذهبين إذن؟..."

قالت له بصوت به نبرة جديدة عليه لم يفهمها بعد:"مازالت هناك بعض الأغراض التي نحتاجها أنا والأولاد ؛كل يوم سأشتري بعض مما أريد..."

:"أي أغراض هذه؟..." قالها بتبرم

فأردفت بما لا يقبل مجالا للمناقشة:"ماذا تريد أنت؟ لم أطلب منك أن تأتي وتقلني لمكان أنا أعرف جيدا كيف أذهب...."

قالتها وهي تشير إلى أحد سيارت الأجرة فاشتعل غضبه في لحظتها وحين توقف الرجل أردف يوسف باقتضاب:"نشكرك غيرنا رأينا...."

وحين انصرف الرجل بسط ذراعه أمامها قائلا وهو يكتم انفعاله:"تعالي وسأوصلك إلى حيث تريدين ولا تٌخرجي شياطيني من مكمنهم....."

كانت تعرف أنه لن يتركها وكانت تفعلها فقط لتثير حنقه فأردفت :"سأوافق فقط حتى لا نثير فضائح في الشارع..."

ولم يمر وقت طويل حتى كانت بداخل أحد أشهر المولات الذي لا يبعد كثيرا عن المول الذي كانا فيه بالأمس وهي تتجول بأريحية وهو بجوارها وإن كان لا يوجد حوار فعلي بينهما

..................
انتهت مريم من شراء كل ما يلزمها من المول من ملابس وعطور وصابون مميز ذو رائحة تعشقها ويعشقها هو الآخر ؛كانت دوما ما إن يأتي يوسف أو يحيى إلى العاصمة حتى تطلبهم منهما؛كانت تسير تنظر إلى واجهات المحلات داخل المول وهو بجوارها يحمل عنها بعض الأكياس وهي تحمل البعض الآخر إلى أن رن هاتفها وحين تناولته من جيبها وجدت اتصالا مرئيا من هاتف زياد فابتسمت بحنان وهي تشعر بالاشتياق الفعلي لهما وقالت له وعينيها متعلقتان بالهاتف :"زياد يتصل سأجلس في أي مكان لأرد ...."
قال لها وهو يشير إلى مقاعد في منتصف ساحة المول :"تعالي نجلس هنا...."
تبعته ووضع كل منهما الأكياس التي في يده وفتحت الاتصال فكان زياد يجلس في الفراش وجنة ملتصقة به فأردفت بحنان :"أحبائي اشتقت لكما ..."
قال زياد بابتسامة حلوة :"وأنا اشتقت لكِ ماما ..."
وأردفت جنة :"وأنا أيضا ...."
لم يكن يوسف في الصورة حتى هذه اللحظة ؛كان يجلس بجوارها وحين سمع كلمات الاشتياق والحب هذه اقترب منها حتى التصق بها وأردف وهو يتأمل الصغار بمحبة واشتياق:"وأنا ألم يشتاق لي أحد؟.."
صاحت جنة قائلة بابتسامة واسعة:"بابا حبيبي اشتقت لك ..."
أما زياد فأردف متسائلا:"هل انتما معا؟..."
نظر يوسف إلى مريم ثم أردف لزياد:"نعم حبيبي معا واشترينا لكما كل ما تريدانه...."
صاحت جنة:"ماذا اشتريتما؟ "
أخذ يوسف يعد لهما ما أحضراه والصغيران سعيدان ؛كان من ينظر إليهما في هذه اللحظة يجزم أنهما حقا أسرة في غاية السعادة ....
زوجة جميلة شابة؛زوج شاب وسيم ؛صغيران يٌبهجان القلب؛ولكن القلوب لا يعلم ما بها إلا الله ؛وفي الوقت الذي كان يوسف يتحدث بأريحية مع صغاره كانت مريم تشعر بالتوتر من قربه الشديد منها وأنفاسه القريبة منها وكانت تشك فيه أنه يتعمد الالتصاق بها هكذا بحجة الأولاد
وكان شكها في محله....
حين انتهى الاتصال ابتعدت عنه وأخذت أغراضها واستقامت قائلة له بصوت جاهدت حتى لا يبدو متوترا:"لابد أن أمشي الآن أريد أن أنام .."
أخذ باقي الأغراض واستقام هو الآخر وسار بجوارها وعلى بٌعد خطوات كانت هناك سينما فرفعت مريم عينيها وقد جذبها أحد أغلفة الأفلام ؛كان لبطل بهي الطلة وبطلة رقيقة الملامح ...
حين لاحظ تطلعها مال على أذنها قائلا:"ما رأيك لو ندخل سينما؟..."
نظرت إليه نظرة جامدة وأردفت:"أشكرك لا أريد ...."
قال لها بعينين تشعان جاذبية واغواء :"اعتبريني زوجك لمدة ساعتين فقط ؛ لنا فترة طويلة لم نفعلها ...."
يعرف أنها تحبه كما يعرف أنها في الخصام نَفَسَها قصير وكانت تعرف أنه مٌخادع ويتعمد الضغط على نقاط ضعفها فأردفت بعناد وبنبرة قاطعة لا تقبل المناقشة ونظرة صارمة:"قلت لك لا يعني لا....."
بعد قليل
كانا يجلسان متجاورين يشاهدان الفيلم الذي كانت عينيها تٌخرِجان قلوبا وهي تتطلع إلى غلافه ؛ مالت عليه قليلا وأردفت بهدوء:"لا تظن أنني وافقتك من أجل أي شيء؛وافقتك فقط حتى لا نثير فضائح أمام الناس وأنت تجذبني لداخل السينما..."
قال لها وهو يميل هو الاخر نحوها ويهمس :"طبعا ليس لدي شك في هذا...."
ثم انتبه كلاهما للفيلم ذي الأحداث الجذابة من أول مشهد
................
حين أوصلها إلى باب بيت عمهما هارون بعد أن رفضت مرة أخرى الذهاب معه إلى الفندق فتح هارون الباب فقالت بخجل:"أعتذر على التأخر عمي لابد أنك انتظرت خصيصا ولم تنام..."
قال بابتسامة حلوة تشبه ابتسامة غالية :"لا عليكِ حبيبتي تفضلي ...."
وحين وضع يوسف الأكياس التي معه كالمرة السابقة وهم بالاستئذان قال هارون :"ادخل يوسف الوقت تأخر وحتى توصلها في الصباح لأنني لن أتفرغ في الصباح وأحمد لديه امتحان مبكر..."
تبادلت مريم نظرة قصيرة مع يوسف ؛عمها لا يعرف أنها تهرب بمشاعرها منه ولا يعرف أنها تٌأقلم نفسها على الحياة بدونه وفكرة أن يبيت معها في غرفة واحدة توترها بشدة وتجعلها تشعر بأنها عوضا عن التقدم خطوة للامام تتراجع خطوات ...
وعلى النقيض فكان الأمر يحلو ليوسف الذي يهادنها حتى يصل إلى ما يريد؛حين قال لها سأطلقك لم يقولها بجدية ولم تكن من قلبه؛ربما قالها حتى تشعر بخطورة الأمر ولكن هل يفعلها؟..
بالطبع لا....
بعد أن دلف كلاهما إلى الغرفة وأخذ كل منهما موضعه في فراش منفصل نام هو كالقتيل وطافت هي قليلا في بحر من الأفكار المتناقضة
...........
أما بالخارج فكان هارون الذي يسهر على أحد الأبحاث الهامة يجلس في غرفة المعيشة بعد أن نام الجميع يتحدث مع صالح هاتفيا فقال الأخير بارتياح :"جيد جدا ؛كنت أعرف من البداية أنه لن يتركها حين يعرف أنها عندك ولكن لم أتخيل أن يصل الأمر إلى هذا الحد..."
قهقه هارون ضاحكا وأردف بتهكم :"هذه بركات الشيخ صالح لجلب الحبيب وفك السحر ورد المٌطلقة ...."
ضحك صالح قائلا:"ماذا أفعل هارون أنا أحاول ولا أعرف نهايتها ؛ثم زفر قائلا بضيق:يوسف من يومه مُتعب أتمنى له الهداية...."
قال هارون مهونا على أخيه:"سيهديه الله أخي "
*********
يموت الانسان على مراحل حتى إذا أتت لحظة الوفاة الفعلية صعدت روحه إلى بارئها أما الجوارح فيحدث أن تموت في حياة صاحبها
وهي ماتت مرات ومرات ....
ماتت يوم وفاة شقيقتها الأصغر منها وهي في بداية حياتها فأخذت معها حياتهم جميعا....
ماتت يوم وفاة والدها سندها وأمانها الذي من بعده راح السند والأمان....
ماتت يوم رحيل شقيقها هاشم بعد زفافها مباشرة في رحلة ذهاب بلا عودة....
والضربة القاضية بعد ما فعله معها سعد على مدار الخمس سنوات الماضية؛لقد دخلت في أسوء العلاقات ايلاما ...
أما ما فعله حاتم فكان بمثابها نحرها ...
منذ أن أعادتها رحاب إلى البيت وهي تستلقي على فراشها في غرفتها تنظر إلى السقف بوجوم وكل كلمة قالها حاتم تٌعاد في ذهنها؛تسمعها بصوته القاسي
كاذبة ...
لا أصدق أنكِ ضحكتي علي بوجهك البريء هذا ...
ماهو هدفك من ايقاع رجل في حبالك وأنتِ على ذمة أخر...
كم مرة فعلتيها من قبل...
لم تمانعي حين كنت أتحدث معكِ بحميمية....
تمتهنين اغواء الرجال.....
وضعت كلتا يديها على أذنيها حتى لا تسمع صدى هذه الأصوات وكأنها تأتي من الخارج ولكنها كانت تأتي من داخلها فلم تتوقف .....
كادت أن تٌصاب بالجنون فاستقامت جالسة في فراشها ودموع الحسرة تٌغرِق وجهها ....
قامت من فراشها وخرجت للصالة فوجدت أمها جالسة على سجادة الصلاة فهي تُقيم الليل يوميا قدر استطاعتها
وفرح تنام على الأريكة أسفل النافذة فجلست أرضا فوق البساط البسيط بجوار أمها التي كانت قد أوشكت على انهاء الصلاة وما إن انتهت المرأة حتى احتضنت ابنتها دون كلام فهي قصت عليها كل ما حدث
قالت زهراء وهي تحتضن أمها بشدة كطفلة صغيرة ضائعة:"لمَ يحدث لي كل هذا أمي؟."
مسدت أمها على شعرها وأردفت بحنان :"هي أقدار يا ابنتي ..."
قالت زهراء بتيه :"ولكن من الممكن تغيير أقدارنا"
قالت أمها بتساؤل :"ماذا تقصدين فاطمة ؟"
تجاهلت سؤالها وأردفت بقنوط وحنق :"أين أهل الحي الذين ضغطوا علي للبقاء على ذمة سعد؟"
لم تفهم المرأة الكبيرة التي لم يٌنهِك صحتها سنها أكثر ما أنهكها وفاة ابنتها وزوجها ورحيل ابنها فأردفت بصوت واهن:"ماذا تريدين منهم؟"
قالت فاطمة بقهر:"لا أريد منهم أي شيء لأنهم لن يفيدوني بشيء كما لم يفيدوني طوال السنوات الماضية بشيء ثم صاحت ودموع القهر تتلألأ في عينيها :لا يصح أن تصيري مطلقة يا فاطمة؛الناس ستأكل وجهك إن طُلقتي يافاطمة؛كيف ستجلسين بمفردك بعد الطلاق بأمك وابنتك وأنتِ في هذا السن الصغير لا يصح ؛ وكأنه كان يأتيني ليقطع الألسن عني
في ماذا أفادني البقاء على ذمته وفي ماذا أفادني الناس الذين تحكموا في مصيري ؟
أردفت بصوتِ أعلى ونبرة أحد وأعمق خرجت بصعوبة من حلق جاف وروح مكسورة وكرامة مجروحة وقلب ممزق :الناس بارعون في النصح مادام الأمر لا يخصهم....
بارعون في الارشاد مادامت المشكلة بعيدة عنهم
يضعون حلولا سحرية خيالية غير قابلة للتنفيذ
أما من يغرق وحده هو صاحب الأمر ؛سالت الدموع أخيرا من عينيها وأردفت:وأنا أمي غرقت وحدي ؛تماما كما كنت دائما وحدي ؛بدى البؤس على ملامحها وهي تتذكر أصعب لحظات حياتها قائلة :في رحلة حملي بفرح كنت وحدي وفي ولادتي كنت وحدي وطوال خمس سنوات من العلاج وحدي..."
قالت أمها عاتبة وقد سالت دموعها هي الأخرى :"وأنا فاطمة ألم أكن معكِ؟.."
"كنتِ معي أمي بارك الله في عمرك ولكن أشياء كثيرة كنت أخفيها عنكِ حتى لا أزيد حملك ؛يكفيكِ موت أبي وزينب الذي قصم ظهرك ؛يكفيكِ فراق هاشم ونحن لا نعرف هل هو فوق الأرض أم تحت الأرض "
أغمضت المرأة عينيها بألم والدموع الساخنة ازداد انهمارها فأردفت زهراء :"أرأيتِ أمي ؟ ألم أقل لكِ يكفيكِ ما فيكِ "
ضمتها أمها إلى صدرها تضع همها فوق هم ابنتها؛ابنتها التي كانت هناك فكرة واحدة تراودها ببأس منذ ما فعله حاتم معها ، انهارت بعد سماعها لما قاله .
حاتم الذي كان ك نسمة هواء باردة مرت عليها في يوم شديد الحرارة ؛نسمة عابرة ولكنها حتما تركت أثرها فيها
لن تنكر أمام نفسها أنها أحبته ؛أحبت لأول مرة في حياتها
ولكنها حمدا لله لم تتجاوز معه ....
أخطأت حين لم تقل له حقيقة وضعها
ولكنها منذ متى وهي متزوجة ؟
تعترف أنها بَنَت في ذهنها حياة مزدوجة في عالم مزدوج ؛تمنت فيه لو كانت بلا قيود ؛لو كانت لا زالت فتاة صغيرة تليق به ،بَنَت عالما ورديا مثاليا في خيالها ؛ غلفتهما فقاعة وردية حالمة لم تنقشع إلا مع كلمة أحبك التي قالها ...
وقتها كانت ك صفعة على وجهها ذكرتها بوضعها ...
والصفعة الأقوى كانت مواجهتها بحاتم أو بمعنى أدق اكتشافه للحقيقة
وصفعته هذه جعلتها تستفيق
في هذه اللحظة ورغم بكاءها على صدر أمها ولكنها شعرت بقوة خفية تتولد بداخلها
شعرت كأن نارا اندلعت بداخلها تستطيع أن تحرق بها كل من يقف أمامها
وأولهم سعد ......
************
حين فتح عينيه في الصباح كانت هي راقدة على طرف الفراش الذي تلتزمه وتتدثر بالغطاء جيدا وقد كان الجو به لسعة برد لأن الشرفة كانت مفتوحة فاستقام ليغلقها ودلف إلى الحمام وحين خرج وتفحص هاتفه وجد رسالة من يوسف مفادها أن يتصل به ما إن يصحو
شعر بالقلق فدلف إلى الشرفة ووارب بابها واتصل به فرد عليه مباشرة قائلا:"صباح الخير ياعريس"
"صباح الخير يوسف هل حدث شيء؟."
قال يوسف الذي كان في الفندق بعد أن أوصل مريم إلى الكورس وذهب إلى الفندق ليأخذ حماما ويبدل ملابسه :"لا "
نبرته المتخاذلة جعلت معتصم يعرف أن هناك شيء فأردف وهو يجلس على الكرسي يٌعطي ظهره لباب الشرفة ووجهه للبحر الساحر أمامه وأشعة شمس الصباح تغمر الدنيا بنورها :"كلي آذان صاغية..."
قال يوسف بتيه وهو يجلس على المقعد المجاور للفراش ولم يكمل ارتداء ملابسه بعد:"أنا تعبت من نفسي معتصم ؛أشعر أنني أدور في دائرة مفرغة ؛لم أعد أفهم نفسي ولا افهم ماذا أريد ؛ أحب مريم ولا استغنى عنها ولكن لا استطيع الاحتفاظ بها "
قال معتصم بامتعاض:"قلنا من قبل جوزائي متقلب ولم تصدقني "
قال يوسف بضيق:"أنا لا أمزح "
قال معتصم بهدوء :"ولا أنا ولكن حسنا لم لم تقل لها اذن أنك تحبها؟"
"لا تتقبل مني أي شيء حاليا " قالها بأسف
فأردف معتصم متسائلا :"وسندس هل تحبها ؟"
مط شفتيه ثم أردف بجدية "لا أشعر بمشاعر الحب تجاهها ، فقط الاعجاب ليس أكثر وربما ما يعجبني فيها أكثر نظرة الاعجاب بي في عينيها "
تنفس معتصم بصوت عالٍ وأردف لصاحبه:"وربما ما يعجبك هو تمردك على أبيك وكسرك للطوق الذي تظن أنه طوقك به "
مط يوسف شفتيه قائلا دون محاولة لادعاء العكس :"ربما ؛ هل تعلم منذ مواجهتي الأخيرة معه وبعد أن امتنع نهائيا عن الحديث معي في أي شيء يخصني لم أشعر بما كنت أظن أنني سأشعر به "
عقد معتصم ما بين حاجبيه قائلا :"كيف؟"
لم يرد مباشرة بينما قال بعد فترة صمت قصيرة:"أنا لا أتحدث مع سندس إلا حين تتحدث هي ؛ وإن لم تتحدث أو تطلب أن نلتقي لا أتحدث ؛ أنا أرى أن وجودها عارض أنا أعرف هذا "
قال معتصم محذرا "لم نذهب بعيدا وجودها فقط لكسر القيد ولكنك نسيت شيء هام أن وجودها كما يجعلك تشعر بلذة الانتصار على كسر قيود أبيك يقطع ما بينك وبين زوجتك؛زوجتك يا يوسف امرأة ولها قلب ومشاعر وليس عدلا ما تفعله معها وها هي هي الأخرى تسعى لفك قيودها معك وصدقني أنت ستندم أشد الندم ،هل تعرف لماذا؟ لأنك لم تحب في حياتك سوى مريم "
تنهد قائلا بقنوط:"أريدك أن تحدثها ،هي تستمع اليك جيدا"
قال معتصم بتساؤل"ماذا أقول لها ؟ زوجك يحبك أم يعتذر منك؟ ألا ترى أنك حين تقولها سيكون لها وقعا آخر؟"
قال يوسف:"قلت لك لا تصدقني ولا تتقبل مني شىء ؛ثم أنني لم أعتاد الاعتذار مهما حدث "
قال معتصم باستياء:"بل تأخذك العزة بالاثم وأصعب شيء يا صاحبي أن تأخذنا العزة بالاثم فلا نٌصحح أخطاء جنيناها بأيدينا ونعلم تمام العلم وقعها على المقربين منا"
لاذ يوسف بالصمت وهو يٌدلك جبهته بأنامله
فزفر معتصم ثم أردف "حسنا يوسف سأحدثها ولكني أريدك أن تعقل وتلتفت إلى نعم ربك عليك؛غامت عينيه بنظرة دافئة قائلا:يا رجل أنت لديك زوجة مٌحبة وبيت هادىء وأطفال يشرحون القلب ليت حياتي أنا وعنان كانت مستقرة هكذا ولدينا أطفال كأطفالك "
جملة معتصم الأخيرة شعر بها يوسف بردا وسلاما على قلبه تؤكد له نعم الله عليه ....
أما عنان التي كانت للتو قد استيقظت وكانت تقف خلف الشرفة فنزلت عليها كنيران أشعلت قلبها ؛يتمنى أطفال عكس ما قاله لها ؛تعرف أن تفعيل زواجهما آت لا محالة وأن المسالة مسألة وقت وبعد التفعيل ستلح الرغبة في الانجاب و......
أغمضت عينيها على دموع حارقة وتراجعت خطوتين للخلف في الوقت الذي كان هو قد أنهى المكالمة وخرج ليجدها أمامه بوجهِ شاحب فأردف :"ماذا بكِ؟"
"لا شيء"
قالتها وهي تهز رأسها فأردف بشك:"عينيكِ بهما دموع ؟"
قالت وهي تحاول الابتسام ولكن سكناتها تأبى فلا تعبر الابتسامة حتى شفتيها:"طٌرِفت عيني فقط"
لم يصدقها ؛أ يمكن أن تكون سمعت حديثه مع يوسف وخاصة جزأه الأخير ؟
يشك في ذلك فلم يكن صوته عاليا ...
كان يقف على بعد خطوة واحدة منها ففتح ذراعيه لها قائلا ونظرة عينيه الدافئتين تعدان بألف وعد ووعد للاحتواء والتفهم :"تعالي"
نظرت إلى ذراعيه بحرج وهي تتذكر شعورها وهي بين ذراعيه في المرتين السابقتين فأصابها الخجل وأطرقت بوجهها أرضا ولم ترد ....
وهو كمٌحارب قديم كان يتقدم خطوة فيتراجع خطوات حتى ضاعت منه مرة ليس لديه أي استعداد لضياعها ثانية فتَعلم على مدار السنوات التي نضج فيها فكريا وعاطفيا أن التقدم يكون بخطوات ثابتة وليس فيه تراجع ؛التقدم يحتاج الى الاستمرارية باجتياح وتفهم في نفس الوقت
فاردف بصوت ثابت ونظرة ثاقبة وهو يحيط ذقنها بسبابته وابهامه لتواجهه عيناها :"نحن فعلا بيننا اتفاقية بعدم الاقتراب حد الاجتياح وأنا ألتزم بها من أجلك ولكن هذا لا يعني أن تتباعدي عني؛بل يعني أن نٌسقِط كل يوم حاجز من الحواجز ونضع كل يوم طوبة لبناء حياتنا معا "
قالت له بعينين ضائعتين في بحر مليء بأمواج الحيرة والشك والخوف من القادم :"ماذا تقصد؟.."
قال ببساطة شديدة فتكاد من فرط صدقه تذوب:"يعني أن نضيف أول بند اضافي في الاتفاقية وهو أننا في لحظات احتياجنا وضيقنا لا نلجأ إلا لبعضنا ؛يعني حين تلتمع الدموع في عينيكِ ولا تريدين اخباري بالسبب تلجأي إلي حتى دون كلام "
هل كلماته ساحره بالفطرة أم مكتسبة ؟ وهل هذه طبيعته أم يقصد اغوائها ؟
لا تعرف
وأمام نظرتها المطولة في عمق عينيه بزيتونيتين صافيتين وإن كانتا حائرتين جذبها إلى حضنه فاستجابت ليغمرها بفيض من المشاعر الراقية ؛حضن صادق فقط لا غير ؛ذبذبات دافئة تنتقل عبر الطرفين وإن كان طرف منهما يداري خلف دفئه اشتعالا؛ذراعان قويان يحتويان جسدها الهش بقوة حانية حتى لا يسمح لها بالابتعاد
ولا يعرف أنها لم تكن لتبتعد ؛ لم تكن لتبتعد وهي تعطي لنفسها استراحة من مخاوف وصراعات فهي لن تقول له أنها سمعته ؛لن تٌعري نفسها أمامه أكثر من ذلك وتٌذكره أنه معها لن يحصل على ما يشتاق له كل رجل بالفطرة
احترم صمتها وراق له سكونها وانتظام أنفاسها واستكانت هي مستسلمة لدفء واحتواء ورائحة أمان سرت في أوصالها
أحيانا لا نحتاج إلى كلمات يكفي الاحساس وهي شعرت معه بالدفء والأمان وهو شعر معها بأنه لا زال يتنفس وهو يستنشق عطرها ويغمر وجهه بين خصلات شعرها
*********
تجبرنا الحياة أحيانا على أن ننشطر إلى نصفين لا يمت كل نصف للآخر بصلة
فماذا لو كان ناتج هذا الانقسام انسان آخر بشخصية أخرى؟
........
ماذا عن القوة؟
ليست القوة بأن ننشب مخالبنا في الآخرين دون داعٍ
القوة تظهر وقت الحاجة وكل امرأة بداخلها قوة خفية لا تظهر إلا في المواقف الصعبة
وهناك قوة لا تظهر إلا لأمر جلل .....
خرجت فاطمة الزهراء من البيت بعد أن أطعمت الصغيرة وحممتها وألبستها فستان نظيف وأنيق ؛ تسير في شارعهم الضيق بآلية لتخرج منه بعد دقائق على الشارع الأوسع ؛تلفح وجهها نسمات صباح خريفية منعشة
عيناها مركزتان على الطريق أمامها وخطواتها ثابتة لا هي تركض ولا تزحف
والصغيرة في يدها
عقلها لا يوجد به سوى فكرة واحدة ونياط قلبها تتلظى في نار الجحيم

.........

دقت فاطمة باب شقة سعد وقد عرفتها من اللافتة الموضوعة على الباب حين فتحت ريهام ووجدتها؛ وقفت كلتاهما في مواجهة الأخرى لأول مرة

الصمت يغلفهما ....

نظرات العيون فقط هي المتحدث الرسمي بلا كلمات

انخفضت نظرات ريهام نحو فرح التي كانت متعلقة في ثياب أمها تتوارى خلفها خوفا وخجلا

"أريد أن أتحدث معكِ في أمر هام "

قالتها فاطمة بصوت معتدل النبرة يملؤه الاصرار والعزم

أردفت ريهام بهدوء وهي تفتح الباب وتتنحى جانبا :"تفضلي "

تعرف أن لا خطر عليها اطلاقا من فاطمة ،توقعت أنها تريد مالا لأن سعد له فترة لم يرسل لها

حين جلست فاطمة على المقعد الذي أشارت لها به ريهام جلست بالتبعية فرح في حجرها

جالت الاولى بعينيها جولة سريعة في الشقة المؤسسة باثاث حديث راق لا مجال لمقارنته بما تحويه شقتها المتهالكة

خرج صغيران سنهما متقارب وهما أبناء سعد فأخذت فرح تنظر إليهما باستغراب أما ريهام فحين لاحظت تدقيق فاطمة فيهما حملت كل واحد منهما على ذراع وأردفت بسرعة:"سأدخلهما بالداخل عند أمي وأعود إليكِ"

ثم دلفت للداخل وهي تقرأ في سرها المعوذتين خوفا عليهما من عيني فاطمة

.........

حين عادت وجلست أمام فاطمة أردفت بتساؤل :"مالأمر فاطمة؟ "

قالت فاطمة بنظرة ثابتة ونبرة واثقة:"أريد مساعدتك ،لم أذهب الى سعد فضلت أن أجلس معكِ أولا"


قالت ريهام بجدية :"أنا أعرف بالطبع أن سعد له فترة لا ينتظم في دفع مصروف البنت ولكن لو تعرفي ظروفنا الحالية ستقدري الوضع"
قالت فاطمة بجدية مشابهة وإن كانت السخرية اللاذعة تغلف صوتها رغما عنها وهي تنظر حولها إلى الأثاث الراقي وإلى ذراع ريهام الذي تصل الأساور فيه إلى منتصفه وعبائتها المطرزة الثمينة التي تجلس بها في المنزل:"نعم بالطبع أنا أقدر جميع الأوضاع وإن لم أقدر أنا فمن سيقدر!"
التقطت ريهام تهكمها وأردفت وهي تنظر حولها:"أنا أريد فقط أن أخبركِ أن كل هذا (ورفعت يديها مشيرة للشقة من حولهما )
فقاطعتها فاطمة قائلة بسرعة:"أعرف ؛كل هذا من خير المرحوم ولم آتي لأطلب مالا ولا لأعد ما عندك ؛قست نظرتها فجأة حتى شعرت ريهام بالخوف منها فأردفت بصوت نبرته قوية:أريد الطلاق وأعرف أن سعد كان يريده مثلي منذ سنوات والمساعدة التي أطلبها منكِ أن تقفي معي ليحدث في أقرب وقت "
................
حين سمعت ريهام ما سمعته من فاطمة اتصلت بزوجها الذي كان في المحل أسفل البناية وحين عرف منها أن فاطمة بالأعلى هرع بسرعة
دلف سعد فظلت فاطمة جالسة مكانها بثباتِ أما فرح فما إن رأته حتى ظهر الذعر في عينيها واختبأت في حضن أمها التي احتوتها بقوة وكانت كلتاهما في هذه اللحظة في حاجة ماسة للاحتواء
جلس سعد الذي كان يرتدي جلباب أبيض ناصع البياض إلا من نقطة دم في كمه الأيمن فهو كان يمارس عمله وقت اتصال ريهام به
ربما هذه البقعة التي جعلت فرح تخاف
وربما خوفها لأنها تخاف من الغرباء
قال سعد بنبرة متسائلة ونظرة متعجبة:"ماذا هناك فاطمة؟"
"أريد الطلاق"
"تريد الطلاق"
نطقت هي وريهام بنفس الجملة في نفس الوقت فأردف وهو يضيق ما بين حاجبيه:"لماذا الآن مالذي جد؟"
قالت بعدم اكتراث لايخلو من البأس:"لا أريد أن أظل هكذا بهذا الوضع ؛ مللت منه"
قال بشك وهو يناظرها:"هل تريدين الزواج؟"
ابتسمت ابتسامة ساخرة وأردفت بتهكم غريب العهد عليها:"ومن عاشت لخمس سنوات على ذمة شهم مثلك ترغب بالزواج مرة أخرى؟.."
صاح فيها بصوتِ غليظ أخاف الصغيرة بشدة:"فاااااطمة "
لم تهتز شعرة بها ولكنها ضمت البنت اليها أكثر وأردفت بعزم :"فاطمة تريد الطلاق الرسمي يا سيد سعد"
"وماذا فيها إن أرادت الزواج هل يهمك هذا الأمر في شيء؟"
قالتها ريهام بغيرة واضحة فناظرها سعد بنظرة تعني هل ستغارين منها؟
ولكنها بالفعل في هذه اللحظة شعرت بالغيرة فها هي تجلس أمامها شابة في ريعان شبابها ؛رغم ملابسها البسيطة ووجهها الذي يخلو من أي لمسات جمالية اضافية إلا أن جمالها الرباني ساحر ؛سبحان من نزع من قلب سعد وعينيه رؤيتها كما يراها الآخرون
قال سعد بحاجبين معقودين :"ظروفي الحالية لا تسمح بالطلاق"
صاحت فيه بشراسة:"لماذا؟"
قال بحدة:"ظروفي المادية سيئة"
قالت بعزم:"لا أريد منك شيء ؛رفعت حاجبا واحدا وهي تساوم لأول مرة في حياتها وليس أحق في هذه الحياة من المساومة عليه أكثر من الحرية رغم أنها حق مكتسب :سنعقد صفقة أظنها جيدة لكلانا "
قال بجدية وهو يرى وجها آخر غير وجه فاطمة التي يعرفها:"ماهي؟"
"طلقة بائنة على الابراء"
اتسعت عينيه بذهول وشك ؛عزمها يذهله فقالت ريهام وهي تريد لهذا الموقف أن ينتهي تماما :"هي تريد الطلاق وأنت لا تريدها وستتنازل عما لها لظروفنا المادية فمالمشكلة؟"
ناظرها دون رد فتدخلت فاطمة لتطرق على الحديد وهو ساخن:"هذا عرض ليوم واحد"
ناظرتها ريهام قائلة بلا فهم:"كيف يعني ليوم واحد؟"
قالت فاطمة وهي تجرب حظها في اللعب مع الكبار رغم أنها لا تأمن عواقبه:"أي أنه لو وافق وقام معي الان عند المأذون وطلقني سأبريه من كل شيء ؛ مطت شفتيها ثم أردفت بنبرة يلوح بها تهديدا غير صريح:وإن لم يفعلها اليوم فمن الغد سأحضر أمي وابنتي لنعيش معكم هنا وتتعرف الصغيرة على اخوتها وتنشأ معهما وأرتاح أنا وأمي من العيش في بيت خالتي أم سعد المتهالك "
ناظرت ريهام زوجها بنظرة طويلة بمعاني كثيرة قبل أن تشير له بعينيها ليتبعها إلى الداخل لتتحدث معه على انفراد
.............
بعد ساعة واحدة
كان ثلاثتهم ورابعهم فرح يجلسون في مكتب مأذون المنطقة وقد انتهت كل الاجراءات ووقعت فاطمة على الابراء
ابراء من كل حقوقها
دفعت ثمن حريتها وبقت فقط كلمة واحدة تنتظرها بلهفة وهي تشعر بضربات قلبها تكاد تقفز خارج صدرها وعينيها تتسعان ترقبا
قال المأذون بلهجة عملية لا تخلو من الضيق لوقوع أبغض الحلال:"القي عليها يمين الطلاق"
بنظرة خاوية وبصوت بارد قال سعد:"أنتِ طالق "
كانت قد أخذت منذ قليل نفسا عميقا احتبس رغما عنها داخل صدرها وحين نطقها شهقت بصوتِ مسموع
دقائق لا تعرف عددها وكان كل شيء انتهى بيسر وسبحان من يأتي باليسر بعد العسر
.......
خرجت خارج مكتب المأذون تاركة خلفها سعد وزوجته وهي ما إن تأخذ نفسا حتى تطرده بسرعة وكأنها تريد أن تملأ رئتيها بهواء نظيف
سالت دموعها على خديها رغم ابتسامتها التي كانت تملأ وجهها
دموع الفرح بالحرية
لقد كانت مٌكبلة لسنوات بقيود عدة ولم تتخيل أن تنفك كل قيودها هكذا فجأة
قيد التقاليد البالية
قيد كلام الناس
قيد ابنتها التي كان يعز عليها أن تحيا بلا أب وهو على وجه الأرض
قيد قلة حيلتها وقصر يدها وفقرها الذي يجعل مما يرسله سعد حتى لو كل بضعة أشهر طوق نجاة من الغرق
ولكن أمام كرامتها التي أٌهدِرت أمام نفسها أولا يهون كل شيء
لقد وضعها حاتم أمام نفسها
كلماته التي كانت كسياط يجلدها جعلتها تستفيق من غفلتها
لن ترضى لنفسها هوانا من اليوم
لا على يد سعد
ولا حاتم
فليذهب كلاهما إلى الجحيم ولتبقى هي في حياتها
مع أمها وصغيرتها
كانت تسير على الرصيف وكل من يمر بجوارها يتعجب لحالها ، ابتسامة واسعة تملأ وجهها الصبوح ودموع غزيرة منهمرة كسيل متدفق
أما هي فلم تكن تشعر بقدميها تسيران على الأرض بل كانت تشعر أنها تٌحلق في سماء الحرية
رغم أن علاقتها بسعد منقطعة منذ سنوات إلا أنها كانت رسميا على اسمه أما الآن
فهي حرة نفسها
قالت لفرح التي لا تفهم شيء من حالة أمها:"أمك الان حرة فرح "
تعلقت الصغيرة أكثر في رقبتها ولفت ساقيها الرفيعين كخيطين حول خصر أمها بتعلق فطري فقبلتها قبلة حانية والدموع التي كانت تنهمر من عينيها قد جفت وحلت محلها ابتسامة راضية
شعرت في هذه اللحظة أنها ولدت من جديد ؛ ووجدت شعورا لازمها لسنوات بغربة الروح يتسلل بخفة بعيدا عنها ،لم تشعر انها تنتمي إلى نفس قديمة سكنتها
فلا هي فاطمة الخانعة
ولا هي زهراء الحالمة
انها فاطمة الزهراء
ابنة جلال اسماعيل النبهاني
وأم فرح فقط لا غير

نهاية الفصل

أتمنى تكون قراءة ممتعة وفي انتظار انطباعاتكم


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 09:28 PM   #840

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,964
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 67 ( الأعضاء 14 والزوار 53)


‏موضى و راكان, ‏ektimal yasine, ‏بريق امل, ‏حبيبيه, ‏sun se, ‏wafaa elmasry, ‏شارلك, ‏heba aly g, ‏legendgoose, ‏زهرة ميونخ, ‏الياسمين14, ‏اسماء الحداد, ‏ولاء مطاوع, ‏فاطمة زعرور


تسجيل حضور فى أنتظار الفصل المثير
يعطيكي الف عافية دايما تعبانة معنا


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:31 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.